قم ـــ تكلا ةمد با

advertisement
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫مقـــدمة الكتـــاب‬
‫‪- -5‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫ح نحمددد ع ونسدددتغيره ونسدددتغ رع ح ونغدددوا بدددا ردددن دددرو‬
‫إن الحمددد‬
‫أن سرا ح ورن سيئات أعمالرا ح رن يه ع هللا فال رضل له ح ورن يضلل فدال ادا‬
‫لدده ح وأ دده أن ه إلدده إه هللا وحدد ع ه ددريه لدده ح وأ دده أن رحمدد ا عبدد ع‬
‫و سوله‪.‬‬
‫س ِل ُمون )‬
‫اّلل ح َّ‬
‫( يا أيُّها الَّذِين آررُواْ اتَّقُواْ ه‬
‫ق تُقاتِ ِه وه ت ُموت ُ َّن ِإهَّ وأنتُم ُّر ْ‬
‫[آل عمران‪.]102:‬‬
‫اح ٍة وخلق ِر ْرها زوْ جها‬
‫اس اتَّقُواْ بَّ ُك ُم الَّ ِذ خلق ُكم ِ هرن نَّ ْ ٍس و ِ‬
‫( يا أيُّها الرَّ ُ‬
‫وب َّ‬
‫اّلل الَّد ِذ تسداالُون ِبد ِه واَ ْ حدام ِإ َّن ه‬
‫ث ِر ْرهُمدا ِ جداه ثيِيدرا ونِسداا واتَّقُدواْ ه‬
‫اّلل‬
‫ثان عل ْي ُك ْم قِيبا ) [الرساا‪. ]1:‬‬
‫اّلل وقُولُوا قوْ ه س ِي ا «‪ »70‬يُ ْ‬
‫( يا أيُّها الَّذِين آررُوا اتَّقُوا َّ‬
‫ص ِل ْح ل ُكد ْم أ ْعمدال ُك ْم‬
‫اّلل و سُولهُ فق ْ فاز فوْ زا ع ِظيما «‪) »71‬‬
‫وي ْغ ِرْ ل ُك ْم اُنُوب ُك ْم ورن ي ُِطعْ َّ‬
‫[اَحـــزاب] ‪.‬‬
‫أرا بغ ‪ ..‬فإن أص ق الح يث ثتاب هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬وخير الهد اد رحمد‬
‫‪ $‬و ر اَرو رح ثاتها ح وثل رح ثة ب عة ح وثل ب ع ضاللة ح وثل ضاللة فد‬
‫الرا ‪.‬‬
‫يا ب له الحم ح ثما يربغ لجالل وجهه وعظيم سلطانه ‪.‬‬
‫ ( بَّرا تقبَّ ْل ِررَّا إِنَّه أنت الس َِّمي ُع ْالغ ِلي ُم ) [البقرة‪. ]127 :‬‬‫اآلخر ِة حسرة وقِرا عذاب الرَّا ِ ) [البقـرة]‪.‬‬
‫ِ‬
‫ ( بَّرا آتِرا فِ ال ُّ ْنيا حسرة وفِ‬‫صرْ نا على ْالقوْ ِم ْالكافِ ِرين )‬
‫‪ ( -‬بَّرا أ ْف ِر ْغ عليْرا صبْرا وث ِبه ْت أ ْق اررا وان ُ‬
‫[البقــرة] ‪.‬‬
‫‪- -6‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والصالة والسالم على ربلغ الرسالة ح وال اع إلى نبذ الجهالة ح خيدر ردن‬
‫بلددغ عددن هللا ح وألهمدده هللا الحكمددة وفصددل ال طدداب ح وآتدداع الحكمددة والتبيددان ح‬
‫و فدع اثدرع ح وثدرم قد ع ح وأعطداع المقدام المحمدو ح وعلدى آلده وصدحبه الغدر‬
‫الميارين ح وبغ ‪:‬‬
‫فإن عظمدة التردريع اإلسدالر تتجلدى فد سدمو التردريغات فد جميدع ردا‬
‫تحتاجه اَرم ح وردا تتطلدع إليده اَردم والردغوب ردن آردال و موحداتح ولكونهدا‬
‫حقوقا فإنها ف اإلسالم تأخذ دابع الضدرو ة والمصدلحة لل در والجماعدة ح بمدا‬
‫يرطلق رن الغقي ة الصحيحة ح وال هم الصحيح لكتاب هللا وسرة سوله ‪. $‬‬
‫وأردددا ثونهدددا إنسدددانية فلكونهدددا فددد اإلسدددالم تقدددوم علدددى الرحمدددة والغددد ل‬
‫والر قة والرفق واإلنصاف ح والتيسير على الراس ح ورراعداة ردروفهم فد ثدل‬
‫عصر‪.‬‬
‫ولكون اذع الحقوق ف اإلسالم تستم رصد اا ردن الردريغة اإلسدالريةح‬
‫فإن الرا ع اإلسالر ث ل التوازن ف الحقوق بين حق ال ر ح وحدق الجماعدة ح‬
‫وحدق ال ولددة ح وحددق اَرددم فد أ وع صدو ةح وأريددل نظددام عرفدده التددا ي ح ون‬
‫اوىح أو اتباع للبا ل ح أو التقلي عن جهدل ( أفغيْدر ه‬
‫اّللِ أبْت ِغد حكمدا و ُادو الَّد ِذ‬
‫أنددزل إِل د ْي ُك ُم ْال ِكتدداب ُر َّ‬
‫صددال والَّ دذِين آتيْرددا ُا ُم ْال ِكتدداب يغْل ُمددون أنَّ دهُ ُررد َّدزل ِ هرددن َّ بِهدده‬
‫ق فدال ت ُكدون َّن ِردن ْالمُمْ ت ِدرين «‪ »114‬وتم ْ‬
‫َّدت ث ِلم ُ‬
‫دت ِبهده ِصد ْقا وعد ْه هَّ ُربد ِ ه ِل‬
‫ِب ْالح ه ِ‬
‫ُ ي ُِضدلُّون عددن‬
‫ِلك ِلما ِتد ِه و ُادو الس َِّدمي ُع ْالغ ِلدي ُم «‪ »115‬و ِإن ت ُ ِطدعْ أ ْثيدر ردن ِفد اَ ْ ِ‬
‫اّللِ إِن يت َّ ِبغُون إِهَّ َّ‬
‫س ِبي ِل ه‬
‫الظ َّن وإِ ْن ُا ْم إِهَّ ي ْ ُرصُون ) [اَنغـــام] ‪.‬‬
‫وف ضوا اذا الغطاا اإلسدالر المتميدز القداعم علدى الرزعدة اإلسدالرية ح‬
‫والرحمة الربانية ح وتطبيق اَحكام الررعية ح فإن اهاتمام باإلنسان وحقوقه ح‬
‫و عايته يميل الرثيزة اَساسية للمرهج اإلسالر ‪.‬‬
‫‪- -7‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وسددرتراول فد اددذع المق رددة الغراصددر الرعيسددة التد سددغى الكتدداب الحددال‬
‫(حقددوق اإلنسددان بددين اإلسددالم والغددرب ‪ -‬بددين الرظريددة والتطبيددق إلددى إبرازاددا‬
‫والتأثي عليها ح وا ‪:‬‬
‫أوه ‪ :‬أامية‬
‫اسة روضوع حقوق اإلنسان‪:‬‬
‫حقدددوق اإلنسدددان فددد اإلسدددالم ح روضدددوع حيدددو يددد و حدددول الضدددمانات‬
‫اإلنسانية لإلنسان ح والتد أقرادا اإلسدالم ح ولغلد ه أتجداوز الحقيقدة إاا قلدت ‪:‬‬
‫إن اإلسددالم يسددبق ثددل الرددراعع والقددوانين ررددذ أثيددر رددن أ بغددة عرددر قرنددا رددن‬
‫الزران رضت ف احتراره لحقوق اإلنسان وآ ريته بوص ه إنساناح ( ولق ْ ث َّررْ را‬
‫برِ آ م وحم ْلرا ُا ْم فِ ْالب ِ هر و ْالب ْح ِر ) [اإلسدراا‪ ]70:‬فاإلسالم ثدرم اإلنسدان ون الرظدر‬
‫إلى جرسيته أو قوريته أو أفكا ع ح ورغتق اته ح وحدرُ الردغوب علدى التغدا ف‬
‫والتآخ فكان اإلسالم صاحب أول المغاا ات ال ولية لحقوق اإلنسان تسغى إلدى‬
‫تحقيق التغاون بين الرغوب وال ول ‪.‬‬
‫داس ِإنَّدا خل ْقردا ُثم ِ هردن اث ٍدر‬
‫قال هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬ف القرآن الكريم ‪ ( :‬يا أيُّها الرَّ ُ‬
‫وأُنيى وجغ ْلرا ُث ْم ُدغُوبا وقباعِدل ِلتغدا فُوا ) [الحجدرات‪ ]13:‬ح وبغد الده بقدرون ويلدة‬
‫عرفدددت اإلنسدددانية عصدددبة اَردددم ح واَردددم المتحددد ة ثمردددابر لتجمدددع اإلنسدددانية ح‬
‫وتحقيق اَرن والسلم ال وليين ‪.‬‬
‫اه تقداا‬
‫ولذله ثان المغيا الوحي للت اضدل بدين اَردم واَفدرا ادو بقد‬
‫اَخالقد واهجتمدداع ( ِإ َّن أ ْثددرر ُك ْم ِعرد َّ‬
‫اّللِ أتْقددا ُث ْم ) [الحجددرات‪ ]13:‬ولددذله فددإن ثددل‬
‫اَنظمددة الت د اعتم د ت علددى الما يددات ح وتركددرت ل يددان وأخم د ت المردداعر ح‬
‫وأ لقت الغراعز ف ر اايم إباحية يوعية تساقطت ح ولم تقو على اهستمرا ؛‬
‫َنها قارت على غير أساس ثين‪.‬‬
‫‪- -8‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وق ضم اإلسالم حقوق اَقليات ف المجتمغات اإلسالرية ح ولق نقلدت لردا‬
‫ثتب التدا ي بدأحرف ردن ندو الميدال السدا ع الدذ ضدربه حداثم المسدلمين فد‬
‫رصر عمرو بن الغاص حيرما اعت ى ابره على داب نصدران ردن أقبدا رصدرح‬
‫فلقد قددرن حددق المسدديح فد أن يقددت رددن المسددلمح وركددن الردداب القبطد رددن‬
‫السو ليجل به رهر ابره ح واو ابن الحاثم ‪.‬‬
‫وحيرما ثا نزاع بين عريرت اَوس وال دز فد حضدو سدي نا رحمد‬
‫‪ $‬قددال لهددم ‪ :‬أب د عوى الجااليددة وأنددا بددين أرهددرثم ح وأوصددى ‪ $‬بأقبددا رصددر ح‬
‫وتددزو رددرهم وبقدد علددى عه د ع رددع يهددو الم يرددة حتددى غ د وا اددم فغدداقبهم‬
‫داس ع د اوة ِلهلَّ دذِين آررُددواْ ْالي ُهددو‬
‫بغ د ام ح قددال هللا ‪ -‬تغددالى ‪ ( : -‬لت ِج د َّن أ د َّ الرَّد ِ‬
‫والَّذِين أ ْ ر ُثواْ ولت ِجد َّن أ ْقدرب ُه ْم رَّدو َّة ِلهلَّدذِين آررُدواْ الَّدذِين قدالُواْ ِإنَّدا نصدا ى ا ِلده‬
‫ِبأ َّن ِر ْر ُه ْم قِ ه‬
‫سِيسِين و ُ ْابانا وأنَّ ُه ْم ه يسْت ْك ِب ُرون ) [الماعــ ة‪. ]82:‬‬
‫واعتردداا اإلسددالم بحقددوق ال ددر أن المجتمددع عم د إلددى ع د م إيددذاا جس د‬
‫المطلوب توقي ه ( المحبوس بأ صو ة رن صو التغذيب ح وإا ا ثدل أندواع‬
‫اإلثددراع الت د تغيددب اإل ا ة ح وثددل قددول يص د رددن رددتهم ح واددو ركددرع را يددا أو‬
‫رغرويا يه وه يغول عليه ح ثان اإلسالم أسبق ف تقرير ادذع المغدان ردن ثدل‬
‫الرراعع أو القوانين المغاصرة ‪.‬‬
‫سدول هللا‬
‫وحيرما اعترفت اررأة رسلمة با تكابهدا جريمدة الزندا رحد‬
‫اذا اهعتراف و اجغها فيه ح وأفسح لها الوقت للت كير والغ ول عن اهعتراف ‪.‬‬
‫‪$‬‬
‫ورن المهم أن نقر أن رص الحقوق او الردريغة اإلسدالريةح والده َن‬
‫الرريغة اإلسالرية بحكدم ثونهدا تردريغا سدماويا فإنهدا ترظدر إلدى الحقدوق نظدرة‬
‫يرية أساسها أن اإلنسان باعتبا ع عبد ا ر لدوق ا جدل دأنه ح فإنده ه يملده‬
‫حقا رن الحقوق ح ولكن داات إ ا ة هللا ‪ :‬أن يمرحده بغدا الحقدوق نغمدة ررده‬
‫وفضدال لتكريمدده ح وعلدى اددذا فدالحق فد الردريغة اإلسددالرية ادو ررحددة يمرحهددا‬
‫‪- -9‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ال الق ‪ -‬جل وعال ‪ -‬ل فرا ح وفق را يقض بده صدالح الجماعدة ح وردن ثدم فقد‬
‫قي د ت الرددريغة اإلسددالرية اسددتغمال اَفددرا لحقددوقهم بمراعدداة رصددلحة الغيددر ح‬
‫وع م اإلضرا بالجماعة ح فليس لل ر رطلق الحرية ف اسدتغمال حقده ح بحيدث‬
‫ه يح د رددن سددلطاته د ا ح بددل اددو رقي د ف د الدده بمصددلحة الجماعددة ح وع د م‬
‫اإلضرا بالغير ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تكريم اإلنسان الذ او أساس اذع الحقوق ‪:‬‬
‫يرثز اإلسالم على ر هوم التكريم لإلنسان الذ او ررا اذع الحقوق ‪.‬‬
‫حيددث يدثددد التصدددو اإلسددالر أن ريدددزان التكدددريم يغتمدد علدددى اه تبدددا‬
‫الغقاع د لإلنسددان ح حيددث إن ررزلددة التكددريم تح د اا تقددوى اإلنسددان ح وقبولدده‬
‫ا ايددة الرسددل ح ورددرهج الددوح ح وف د الدده يقددول هللا ‪ -‬تغددالى ‪ ( : -‬لق د ْ خل ْقرددا‬
‫يم «‪ »4‬ثُدد َّم ْندداعُ أسْدد ل سددافِ ِلين «‪ِ »5‬إ َّه الَّددذِين آررُددوا‬
‫ددن ت ْقدد ِو ٍ‬
‫اإلنسددان فِدد أ ْحس ِ‬
‫ِْ‬
‫وع ِملُ دوا ال َّ‬
‫ت «‪[ ) »6‬التيـددـن] ثمددا يقددول الرسددول ‪ ” : $‬إن هللا ‪ -‬تغددالى ‪ -‬ق د‬
‫صددا ِلحا ِ‬
‫أااددب عددركم عبيددة الجااليددة ح وف راددا باآلبدداا ح إنمددا اددو ردددرن تق د أو فدداجر‬
‫ق ح الراس ثلهم برو آ م ح وآ م خلق رن تراب“(‪. 1‬‬
‫داس إِنَّدا خل ْقردا ُثم ِ هردن اث ٍدر وأُنيدى وجغ ْلردا ُث ْم‬
‫ويقول ‪ -‬تغدالى ‪ ( : -‬يدا أيُّهدا الرَّ ُ‬
‫ُغُوبا وقبا ِعل ِلتغا فُوا ِإ َّن أ ْثرر ُك ْم ِعر َّ‬
‫اّللِ أتْقا ُث ْم ) [الحجرات‪. ]13:‬‬
‫ورن اذا اهعتقا ترطلدق حقدوق اإلنسدان فد الردريغة اإلسدالرية ح والتد‬
‫يبرز ال رق واضحا بيرها وبين ال كر الغرب المرظر لحقدوق اإلنسدان ح فاإلسدالم‬
‫يددرى أن اإلنسددان ركددرم لتكددريم هللا ‪ -‬تغددالى ‪ -‬لدده ح وررحدده إيدداع الدده ح ويددرتب‬
‫التكريم بغبو ية اإلنسان لربه ح بيرما يرى ال كر الغرب اله حقا بغيدا يربدع ردن‬
‫السدديا ة المطلقددة لإلنسددان ح التد ه تغلواددا سدديا ة ح والتكددريم فد اإلسددالم حددين‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي (‪ , )3270‬وصححه األلباني ‪.‬‬
‫‪- -10‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫يرطلددق رددن ثوندده ررحددة تددرتب بالغبو يددة ح يغر د أن ارددان أحددواه ير دتكس فيهددا‬
‫اإلنسددان ح ويتجددر فيهددا رددن الدده التكددريم ح بك ددرع وبغد ع عددن المددرهج الرددرع‬
‫الحق ح الذ تز ان به إنسانيته ح بيرما ه يقر ال كر الغرب الده ح حيدث يدرى أن‬
‫اإلنسان او حقوق بيغية ثابتةح يرالها رهما ثدان ررتكبدا للسدوا ح رحا دا بداإلثم‬
‫والرايلة ‪.‬‬
‫أضف إلى اله ‪ :‬يترتب على را أث ع اإلسالم رن ا تبا الحقدوق الردرعية‬
‫لإلنسان بما يغترقده ردن عقاعد وأفكدا ح وردا يما سده ردن أحكدام وتصدرفات ح أن‬
‫صا بإركان اإلنسان أن يرتق ف حقوقه بق سمو عقي ته وتصدرفاته ح فمديال‬
‫باعترددداق اإلسدددالم يحدددق لل دددر أن يكدددون عددديس ا لل ولدددة ح وأن يتدددولى ثافدددة‬
‫المراصدب والمراثددز السياسدية فد المجتمدع اإلسددالر ح وباه تد ا عددن اإلسددالم‬
‫تسق عره حقوق رعية ع ي ة ح ثما ق ي ق حقه ف الحياة ح إاا لم يرجع عن‬
‫تدده ح وبددالهجرة إلددى ا اإلسددالم يحددق للمسددلم رددا يحددق لسدداعر رددوا ر ا‬
‫اإلسالم ح ون أ نى فرق ح وقبول غير المسلم لغقد الذردة ردع المسدلمين يترتدب‬
‫عليه نيله حقوق الحماية و عاية الرئون وال فاع عرده ح وغيدر الده ردن حقدوق‬
‫ه تمرح لمن يرفا اهنضواا تحت سلطان ا اإلسالم ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ :‬تكارل الحقوق ف اإلسالم ‪:‬‬
‫ر هوم الحقوق ف اإلسالم رتكارل ف ضدوا أن حمايدة إنسدانية اإلنسدانح‬
‫او رقص الرريغة وغايتها ح اله أن الرريغة إنما جاات لتحقيق رصالح الغبدا‬
‫ف د رغا ددهم ورغددا ام ح وأن رصددالحهم ه تتحقددق إه بحمايددة الكليددات ال مددس‬
‫(الضددرو يات ال مددس واددذع الضددرو يات ا د ( الغقددل ح وال د ين ح والددر س ح‬
‫والغرُ ح والمال وا ف الحقيقدة حقدوق اإلنسدان اَساسدية التد ه تتحقدق‬
‫إنسانيته ح وتح ظ ثرارته إه بتوفيراا ح وحمايتهدا ح ثحدق الحيداة ح وحدق حريدة‬
‫‪- -11‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الت ين ح واهختيا ح وحق التمله ح والتصرف ح وحدق برداا الحيداة اهجتماعيدة ح‬
‫والرسل ح وحق الت كير والتغبير ‪.‬‬
‫واإلسددالم لددم يكتددف بتقريددر اددذع الحقددوق وحددا الردداس عليهددا ح والت د ليل‬
‫علددى فاعد تها وأاميتهددا ح بددل اعتبددر انتهاثهددا واهعتد اا عليهدا جريمددة ح وجغددل‬
‫عقوبتها نصية غير قابلة لالجتها وتق ير القصاة والحكام ‪.‬‬
‫ورا رعية الح و ح وا الغقوبات المح ة المرصدوص عليهدا ردن هللا ‪-‬‬
‫سبحانه وتغالى ‪ -‬والت يغتبدر تر يدذاا عبدا ة ح إاا تأرلردا فيهدا ‪ -‬إه لحمايدة ادذع‬
‫الحقوق ح أو اذع الكليات ‪:‬‬
‫ فح القصاص رع لحماية حق الحياة ‪.‬‬‫ وح الحرابة لحماية حق اَرن اهجتماع ‪.‬‬‫ وح السرقة لحماية حق التمله ‪.‬‬‫ وح الزنى لحماية حق الرسل ح وبراا الحياة اهجتماعية ‪.‬‬‫ وح القذف لحمايدة حدق ال كدر واإل ا ة ح وحمايدة الغقدل رمدا يغتالده ردن‬‫ال مر والم ات ‪.‬‬
‫فالحقوق ين ح واهعت اا عليها جريمة ح وعقوبة المغت‬
‫فيها لالجتها ‪.‬‬
‫ح يدة ه رجدال‬
‫و المدددا قر ندددا أن ادددذع الحقدددوق يدددن وعقيددد ة بالرسدددبة للمسدددلم ح يحدددرم‬
‫انتهاثها ح وأنها حقدوق هللا ح وحد و ع الردرعية لهدا ردا لهدا فد حيداة اإلنسدان ؛‬
‫َن اإلنسان ر فوع غالبا بتحقيق رصالحه ورصالح قورده ح وقبيلتده ح وحزبده ح‬
‫و بقتدده ح وجرسدده ح و اع تدده ح وأحيانددا لوندده ح لددذله هبدد أن تددأت ترددريغاته‬
‫رتأثرة بذله ثله ح وق يتقلب أيه رن زرن آلخر بحسب رروفه ‪.‬‬
‫‪- -12‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫لددذله نقددول ‪ :‬إن هللا الددذ خلددق اإلنسددان ا دو أعلددم بددالحقوق والترددريغات‬
‫التد تحقددق لدده السددغا ة والمصددلحة ح قددال ‪ -‬تغددالى ‪ ( : -‬أه يغْلد ُم رد ْ‬
‫دن خلددق و ُاددو‬
‫ير ) [المله‪. ]14:‬‬
‫اللَّ ِطيفُ ْال ِب ُ‬
‫إضددافة إلددى أن ترددريع الحقددوق لددو أوثددل لإلنسددان لرددرع رددن الحقددوق رددا‬
‫يراسبه ح وق يأت ترريغه تسلطا على اآلخرين ح اذا رن جانب ورن جانب آخر‬
‫ه توج الضدمانات التد تحمدل اآلخدرين علدى قبدول أيده ح وتردريغه للحقدوق ح‬
‫واددو إنسددان ردديلهم ح عددالوة علددى أن ريددل اددذع الترددريغات تددأت عددا ة وسدديلة‬
‫للتحكم باآلخرين ح أرا عر را تكون رن عر هللا يتسداوى أرارهدا الجميدع ح وتبدرأ‬
‫رن الغرُ والهوى ح وتحقق اهستقرا ح وترس فكرة أن يت دذ الرداس بغضدهم‬
‫بغضا أ بابا رن ون هللا ‪.‬‬
‫وإن اإلسددالم يغتبددر الحقددوق اإلنسددانية حقددوق ا وواجبددات رغددا ح فهددو لددم‬
‫يكتف بإقرا الحدقح وإنمدا أوجدب الح دار عليده ح ولدم يكتدف بدإقرا حدق التغبيدر‬
‫والت كيدددر ح وحريدددة القدددول ح وإنمدددا أوجدددب علدددى المسدددلم الصددد ع بقدددول الحدددق‬
‫والتضحية ف سبيله ح اعتبرع فد بغدا المراحدل ردن أعلدى أندواع الجهدا "إن‬
‫رن أعظم الجها قولة حق عر سلطان جاعر" ثما أن اإلسالم ررح حدق الحيداة ح‬
‫وأوجب الح ار عليه ح واعتبر اهعت اا عليه اعت اا على الراس جميغا ‪.‬‬
‫قال ‪ -‬تغالى ‪ِ ( : -‬ر ْن أ ْج ِل ا ِله ثتبْردا علدى برِد إِسْدراعِيل أنَّدهُ ردن قتدل ن ْسدا‬
‫ُ فكأنَّما قتل الرَّاس ج ِميغا ور ْ‬
‫دن أ ْحياادا فكأنَّمدا أ ْحيدا‬
‫ِبغي ِْر ن ْ ٍس أوْ فسا ٍ فِ اَ ْ ِ‬
‫الرَّاس ج ِميغا ) [الماعــ ة‪. ]32:‬‬
‫داص‬
‫و تب عقوبة القصاص حماية للحق فقال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬ول ُك ْم فِ ْال ِقص ِ‬
‫ب ) [البقـدـرة‪ ]179:‬وحدرم علدى اإلنسدان التصدرف غيدر الردرع‬
‫حياة يدا ْ أُو ِلد ْ اَ ْلبدا ِ‬
‫بهذع الحقدوق ح فحدرم عليده اهنتحدا ح وترداول السدم ح وعد م اسدتغمال الد واا ح‬
‫و خ الغبا ة الت ق تصل إلى ررحلة ته ي الحياة ‪.‬‬
‫‪- -13‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ابغا ‪ :‬توازن الحقوق ف اإلسالم ‪:‬‬
‫الحقوق فد اإلسدالم اد حقدوق رتوازندة نظمهدا الملده سدبحانه وتغدالى ح‬
‫بحيث تكون ررظمة لحياة البرر ‪.‬‬
‫فاإلسالم او الرابطة الت جمغت البررية على اإليمدان بدا واليدوم اآلخدر‬
‫اله أن القص رن ال ين ليس إه تزثيدة الدر س ح وتطهيدر القلدب ح ورهدو و‬
‫اهرتيال والطاعة ح واسترغا عظمة هللا ح وإقرا ال ير ح والصال ف اَ ُ‬
‫ح وعلى أساس قو رتين رن ب الغب ب القه ‪.‬‬
‫فهو إان رطلب أساس فيع يغذ جانب الرو ح وه يرسى حاجدة الغقدلح‬
‫وبغبا ة أخرى او رطمح ال ضل ح وغاية الرو ح وبجانب را لل ين رن ورداعف‬
‫ن سددية ح تجغددل رردده غدذاا ضددرو يا لقددوى الددر س ح وعصددا ة حقوقدده لحيويتهددا‬
‫توج له وراعف اجتماعية ه يكدون روضدوعها ال در ح وإنمدا يكدون روضدوعها‬
‫المجتمع ثكل ‪.‬‬
‫واكذا يتبين للباحيين وال ا سين ‪ :‬أن الغقي ة اإلسالرية تغبر عدن حاجدات‬
‫الر س البررية اإلنسانية ح ف رلكاتها ورظااراا ح ورن اردا تربدع حاجدة البردر‬
‫إلددى ال د ين رددن بيغددة اإلنسددان ن سدده ح فق د خلقدده هللا ‪ -‬تغددالى ‪ -‬وررحدده بيغددة‬
‫الكاعن المتكيف ح وعلى اله فحاجة اإلنسان إلى ال ين نزعة فطريدة ح وأصديلة ح‬
‫ثبدت فيده ح وفطددر عليهدا ح ولددذله يكدون الد ين اددو الرقيدب الددذا اخدل الددر س‬
‫ي فع اإلنسان إلى رراقبة هللا الذ يغلم السرح ورا ت د الصد و ح فيكدون افدع‬
‫ال ين واهعتقا ارال لجميع القوى الم تل ة الجسدمية والروحيدة ح والر سدية ح‬
‫وال لقيةح واهجتماعية ‪.‬‬
‫وبغدد اددذا الغددرُ يمكددن لإلنسددان أن يستوضددح وردداعف الدد ين وحاجددة‬
‫البرددرية إليدده ح فال د ين يزث د الددر س ح ويطهراددا ح ويقدديم ف د حواسددها الددوازع‬
‫ال ير القو الذ يحول اعما بين اإلنسان وبين ندوازع السدوا والضدالل فيده ح‬
‫‪- -14‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واله أنه يرغر اعما بمراقبة هللا له ف ثدل د ا ح وردن اردا تزثدو ن سده ب غدل‬
‫ال ير ح وعمله والبغ عن الرر ح واذا ربلغ را يربغ أن تسغى اإلنسانية إليه ‪.‬‬
‫وعلددى الدده فددإن احتيددا اإلنسددان عقيد ة وسددلوثا نزعددة فطريددة ح وأصدديلة‬
‫ثبدت فيدده ح وفطددر عليهداح ورددن اددذا المرطلدق يصددف القددرآن الكدريم الد ين بأندده‬
‫الرو الذ يض ا للساله الطريق ح قال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬أو ردن ثدان ريْتدا فأ ْحييْرداعُ‬
‫ُّ‬
‫ت لديْس بِ دا ِ ٍ ِ هر ْرهدا‬
‫داس ثمدن رَّيلُدهُ فِد‬
‫الظلُمدا ِ‬
‫وجغ ْلرا لهُ نُو ا يمْ ِ‬
‫ر بِد ِه فِد الرَّ ِ‬
‫ثذ ِله ُز ِيهن ِل ْلكا ِف ِرين را ثانُواْ يغْملُون ) [اَنغــام‪. ]122:‬‬
‫فالغقي ة تقوم رن المجتمع رقدام الدرو ردن الجسد ح ولسدغا ة المجتمدع ه‬
‫ب له رن الغقي ة الصدحيحة ح التد تريدر الطريدق ح وتحد أسدلوب رغارلدة ال در‬
‫للجماعة والجماعة لل ر ‪.‬‬
‫خارس ا ‪ :‬الواقغية ف حقوق اإلنسان ف اإلسالم ‪:‬‬
‫يق م اإلسالم ررظو ا واقغيا لحقدوق اإلنسدان فد تردريغاته ح ررسدجما ردع‬
‫ال طددرة اإلنسددانية ح وثابتددا ف د التصددو ح حيددث ح د الحقددوق بددأواررع ونواايدده‬
‫الررعية وح الكي ية ح والضمانات الت يتم بها تأثي تله الحقوق ح وإبرازااح‬
‫وبين اَ اة الت يرا بها إقارتها ح واذا ثلده ب دالف ردا تقدر فد ال كدر الغربد‬
‫الذ ب رص الحقوق وترريغاتها بمب أ الحرية ح وترن اَرر لكدل قدا لريدل‬
‫حقوقه براا على را يراع رن رصلحة ح ثم قي اا بالقيو ال ياليدة عرد اهضدطرا‬
‫لذله ح ثالتأثي على أن الحقوق والحرية ال ر ية ترته حين تب أ حقدوق الغيدر ح‬
‫أو التأثي علدى عد م تد خل ال ولدة إه عرد انتهدان الحريدات ح وجغدل رسدئولياتها‬
‫الرعيسية حمايدة الحريدات ون عايدة الردئون ح رمدا يجغدل الحقدوق فد الغالدب‬
‫أررا نظريا ح ه أثر له ف الواقدع ح نظدرا لغد م إركانيدة اهت داق حدول المصدلحة ح‬
‫ولوجو اَثرة والرزعة اَنانية ل ى الكيير ح رما يد فد الرهايدة إلدى سديطرة‬
‫ا لقدددو علدددى الضدددغيف ح وسدددطوة القددددا ين ح ووضدددع التردددريغات ردددن قبددددل‬
‫‪- -15‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الرأسددماليين ل رددة رصددالح بقددتهم وح د اا ح ون رراعدداة حقددوق سدداعر أفددرا‬
‫المجتمع ثما يظهر نتيجدة لدذله الترداقا البدين فد التردريغات الغربيدة ال اصدة‬
‫بددالحقوق ح حيددث يددرى بغضددها حمايددة القاتددل رددن عقوبددة القصدداص باإلع د ام ح‬
‫وحماية السا ق رن عقوبة القطع ح فاعا عن حقوقه اإلنسانية ح ون الرظر ف‬
‫را يدرجم عدن الده ردن ضدياع حقدوق سداعر أفدرا المجتمدع ح الدذين يغيردون فد‬
‫عب وخوف رن اذع الجراعم ح ثما رهرت الترريغات التد تتديح لل در رزاولدة‬
‫ثل را يحقق غباته ح وحقوقه الطبيغية ح ون أ قي رن يدن أو خلدق ح ولهدذا‬
‫يصددبح الربددا واهحتكددا أرددرين ررددروعين ح وتكددون اإلباحيددة الجرسددية واإللحددا‬
‫حقين لل ر بغا الرظر عما يترتب على اله رن نتاعج ر ررة ف حياة اَرة ‪.‬‬
‫ثذله يظهدر اهخدتالف جليدا فد ت صديالت الحقدوق الردرعية عدن تلده فد‬
‫ال كر الغربد حيدث إن الحقدوق فد اإلسدالم فصدلت بغايدة الوضدو ح ولدم تتدرن‬
‫لم اايم عارة ربهمدة ح وجداات الرصدوص الردرعية فد القدرآن الكدريم والسدرة‬
‫رحد ة للحقددوق ح وررغددت تجاوزاددا وانتهاثهددا ح نحددو تحدريم القتددل لح ددظ الحيدداة‬
‫اإلنسدددانية ح ووجدددوب الجهدددا إلزالدددة اهسدددتب ا وعبو يدددة اإلنسدددان لإلنسدددان ح‬
‫وتحريم الزندى والقدذف حمايدة ل عدراُ والكراردات ح وتحدريم الربدا واهحتكدا‬
‫لضددمان رما سدددة حدددق الكسدددب الحددالل ح والحيلولدددة ون سددديطرة القدددو علدددى‬
‫الضغيف ح وأوجبت على ال ولدة الردرعية عايدة الردئون لكافدة اَفدرا ح ورردع‬
‫الظلم بين الرعية ح وإقرا قواع الغ الة الررعية ف المجتمع ‪.‬‬
‫‪- -16‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سا سا ‪ :‬مول الحقوق ف اإلسالم ‪:‬‬
‫تميز اإلسالم و الحم فد ثدل د اح فحقدوق اإلنسدان فد اإلسدالم فيهدا‬
‫رددن اهتسدداع والسددغة والرددمول رددا لدديس فدد أ يددن آخددر ح وه فدد حضددا ة‬
‫أخرى ح وه ف أ حقوق تررعها القوانين الوضغية ‪.‬‬
‫ اإلسالم رغيا ه يقبل أن يرافسه فيه غيرع على الر س البردرية ح وعلدى‬‫الحياة البردرية فهدو يغرد استسدالم ال در والجماعدة واإلنسدانية تغدالى ح فدال‬
‫رغرى أن نكون رسلمين ح ويغطل اإلسالم ف رجريات حياتردا ح أو أن يبقدى جدزا‬
‫رن اإلسالم رغطال ‪.‬‬
‫ اإلسالم او الصيغة الوحيد ة للغقليدة الغلميدة الردارلة فقد أ لدق للت كيدر‬‫عقاله ح وللتجريب ر اع ح وثل ردا يصدل إليده ال كدر السدليم أو التجريدب الصدحيح‬
‫رغتم إسالريا ‪.‬‬
‫ اإلسددالم اددو الصدديغة الوحي د ة لت جيددر اقددات اإلنسددان ثلهددا ف د إ ا اددا‬‫الصحيح ح فالطاقة الغقلية ت جدر فد التأردل والتجريدب ح والطاقدة الر سدية ت جدر‬
‫ف أ راا اإلسالرية ح والطاقة القلبيدة لهدا رد ااا فد عدالم القلدوب ح وفتوحاتهدا‬
‫ورلكوتها ح وثذله الطاقة الروحية ح والطاقة الجس ية ‪.‬‬
‫ اإلسددالم وح د ع الددذ يغط د لإلنسددان وضددو الر يددة والبصدديرة ح بيرمددا‬‫يطمس الك ر علدى القلدب ح ويدرى الحدق خطدأح وال طدأ صدوابا ح وثدذله المردافق‬
‫فهما يمريان ف الظالم ح ويظرونه نو ا ‪.‬‬
‫ اإلسددالم اددو الصدديغة الوحي د ة للغ د ل ف د الحكددم والمغارلددة أو التوزيددع ح‬‫فالغددد ل صددديغة للحكدددم فددد اإلسدددالم ح وفددد الرظدددام اهقتصدددا ح وفددد الرظدددام‬
‫اهجتماع ح والغالقات بين اَفرا ‪.‬‬
‫‪- -17‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ اإلسدددالم ادددو الصددديغة الوحيددد ة للسدددالم اإلنسدددان ح والبغددد عدددن القلدددق‬‫الر س د ح واهضددطراب ح والحيددرة القاتلددة ح واددو الطريددق لسددالم اإلنسددان رددع‬
‫ن سه ح ورع غيرع ح وسالم اَسرة والمجتمع ح والسالم بين الرغوب ‪.‬‬
‫وف الرريغة اإلسالرية ترتب الحقوق بالواجبات ح فما رن حدق إه ويقابلده‬
‫واجب ح والترثيز على بيان الحقوق ون ترتيب ثي ية أ اا الواجبات التد تقابلهدا‬
‫يد إلى خلق اإلنسان الم لل الذ ه ي كدر إه فد حقوقده ح وير در ردن أ تدذثير‬
‫بالواجبات والمسئوليات الت ب ون أ اعها لن يصل أح إلى حقوقه ‪.‬‬
‫ورددع اسددتمرا المطالب دة بددالحقوق ون أ اا الواجبددات يتحددول اَرددر إلددى‬
‫صراع يه م المجتمع ب ه ردن التغداون علدى أ اا الواجبدات ح واسدتي اا الحقدوق‬
‫ف يسدر وسدالم ح وادذا ادو المد خل الدذ اختدا ع اإلسدالم ح لقد د علدى أ اا‬
‫الواجبات وجغل رن بغضدها فر يدة ح وبغضدها جماعيدة تضداررية ح وأضداف إلدى‬
‫ص تها ال نيوية الت يترتب على إامالها جدزاا نيدو صد ة يريدة يترتدب علدى‬
‫أامالها جزاا أخرو ثما يترتب على أ اعها ثواب أخرو ثذله ‪.‬‬
‫ورن ارا يج الباحث عن حقوق اإلنسان ف اإلسدالم ردن الراحيدة الرظريدة‬
‫بغيته ف بابين رن أبواب ال قه ‪ :‬أح اما عن الحقوق ح والت تصدر ها المراجدع‬
‫التقلي يددة إلددى حقددوق ال ددر ح وحقددوق المجتمددع ( وتسددمى اَخيددرة حقددوق هللا‬
‫تغظيما لها واليان عن الواجبات ح والت تصر ها المراجدع التقلي يدة ثدذله إلدى‬
‫واجبات فر ية ح وواجبات جماعية تضاررية (فروُ ث اية ‪.‬‬
‫سابغا ‪ :‬ر هوم اَرة الواح ة ثأساس لهذع الحقوق ‪:‬‬
‫تددب اإلسددالم ر هددوم اَرددة الواح د ة اخددل المجتمددع المسددلم الت د تترتددب‬
‫عليها الحقوق والواجبات ح وثيف تتغ أساليب اهختالف ح ولكرها ه تدد فد‬
‫الرهاية لالختالف والترر ‪.‬‬
‫‪- -18‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -1‬أن هللا ق د أرددر المدددررين أن يكونددوا أرددة واح د ة وص د ا واح د اح‬
‫وجغل الح ار على وح تهم واجبا عظيما ح وت ريق ص هم جريمة ثبيرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬وأن المددددررين بغضدددهم أوليددداا بغدددا ح ويجدددب علدددى المسدددلم‬
‫رو تهم ح ورواهتهم ونصرتهم ورساع تهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬وأن هللا ق أرر المسلمين بدالتراحم بيدرهم ح والتغداون علدى البدر‬
‫وال ير والتقوى ح وحرم عليهم الت رق واهختالف والتباغا والتحاس ح‬
‫أو التغدداون علددى اإلثددم والغ د وان ح أو التقاتددل أو الترددابز باَلقدداب ح أو أن‬
‫يس ر بغضهم رن بغا أو أن يرر بغضهم بغضا بالك ر أو ال سدق بغيدر‬
‫الحق ‪.‬‬
‫‪ -4‬وأن هللا ق د أرددر المسددلمين بالتمسدده بددالحق المطلددق ح والغ د ل‬
‫الردددارل ح وأه يتغصدددبوا لجدددرس أو لدددون أو عدددرق أو زعددديم أو دددي أو‬
‫عيس ح ثدذله أردرام بدأه يتغصدبوا لبلد أو قبيلدة ح إه ردا ثدان حبدا فطريدا‬
‫بيغيا ل ال والو ن ح بما ه ي فع إلى تجاوز الحق والغ ل ‪.‬‬
‫‪ -5‬وأن اخددتالف المسدددلمين فددد اآل اا وال ددروع ال قهيدددة الغلميدددة‬
‫نتيجة اجتها ام ف فهم نصوص الكتاب والسرة الت تحتمدل تغد اَفهدام‬
‫ جاعز ح واو رن تيسير هللا على عبا ع‪.‬‬‫‪ -6‬وأن الت ريق بدين المسدلمين ح أو إحد ا ال تردة بيدرهم بدزعم أن‬
‫اتباع المذااب ال قهية ب عة وضالل ح أو أن عد م التمدذاب بمدذاب رغدين‬
‫انحددراف وابت د اع ح أو بسددبب انتسدداب المسددلم لجماعددة ح أو ايئددة لل د عوة‬
‫لإلسددالم ون غيراددا رددن الجماعددات ح والهيئددات ح أو غيددر الدده رددن أرددو‬
‫وأسباب تحتمدل اهجتهدا ح وتغد اآل اا ح ادذا الت ريدق وادذع ال تردة أردر‬
‫رحرم أ التحريم ‪.‬‬
‫‪- -19‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -7‬وأن هللا ق حرم على المسلمين خدذهن إخدوانهم المسدلمين ح أو‬
‫اهرتردداع عددن رددداز تهم ونصددرتهم ح أو ات دداا الكددافرين المغت د ين أوليدداا‬
‫ب ه رن المدررين ح أو التباغا والتراصدر والترديع إلدى فدرق و واعدف ح‬
‫أو اخددتالف القلددوب والر ددوس الددذ يددد إلددى ت ريددق الصد وف ح وفسددا‬
‫اات البين فتضيع الجهو ح وتضغف اَرة ح وتتغرُ للهالن ‪.‬‬
‫ثاررا ‪ :‬نماا لرعاية اإلسالم الكارلة للحقوق ‪.‬‬
‫أ‪ -‬حقوق الط ل ف اإلسالم ‪:‬‬
‫عرد اإلسددالم بحقددوق الط ددل عرايددة رتميددزة تليددق رددع اددذا الد ين الغظدديم ح‬
‫وسددرتأرل اددذع الحقددوق فدد نقددا سددريغة فدد ضددوا عرايددة اإلسددالم ح وتربيددة‬
‫الط ل ح وجغل له حقوقا حتى قبل الزوا ‪.‬‬
‫‪ -1‬براا اَسرة المسلمة براا سليما على أساس رن ال لق وال ين ‪.‬‬
‫‪ -2‬ورددن حددق الط ددل فدد اإلسددالم إاا أ ا الرجددل أن يجددارع زوجتدده أن‬
‫يتغوا با رن الريطان الرجيم ‪.‬‬
‫‪ -3‬ورن حقه أن يبتغ الوال ان عن الت خين ‪.‬‬
‫‪ -4‬ورن حقه اهقت اا بالرب ‪ $‬بغ الوه ة ‪.‬‬
‫‪ -5‬ورن حقه الرضاعة رن أرة لحين يتقوى ‪.‬‬
‫‪ -6‬ورن حقه ت يبه على الكالم ح وتسهيله عليه وقت التكلم ‪.‬‬
‫‪ -7‬ورددن حقدده تددوفير الراحددة والهد وا والغددذاا الطيددب وتجريبدده رجددالس‬
‫اللهو ‪.‬‬
‫‪ -8‬ورن حقه تأ يبه وتغليمهح والرأفة والرحمة به ‪.‬‬
‫‪ -9‬ورن حقه تغليمه الصالة ح والذااب به إلى المسج ‪.‬‬
‫‪- -20‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -10‬ورن حقه الغ ل بيره وبين إخوانه ‪.‬‬
‫ثما أبرز اإلسالم واجبات اَبوين نحو أبراعهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب تغري ه أحكام الحالل والحرام عر بلوغه سن التكليف ‪.‬‬
‫‪ -2‬يجددب تربيتدده علددى حددب هللا و سددوله وتددالوة القددرآن والغمددل بالسددرة‬
‫المطهرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تغليمة التوحيد والسديرة الربويدة وغدرس التقدوى والغبو يدة ورراقبدة‬
‫هللا ف قلبه ح والرحمة واَخوة واإلييا والغ و والجرأة ‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب تحذيرع رن السرقة وال صام والسباب والميوعة واهنحالل ‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب نهيه عدن التقليد لرخدرين ح فيمدا ي دالف تغداليم اإلسدالم ح وعدن‬
‫اإلسددراف وعددن اسددتماع الغردداا ح وعددن الت رددث ح والترددبه بالرسدداا ح واهخددتال‬
‫المحرم ح والرظر إلى رحا م الراس ‪.‬‬
‫‪ -6‬يجدددب نهددد البردددت عدددن السددد و واهخدددتال بغيدددر رحا رهدددا والتردددبه‬
‫بالرجال ح ثما يجب تغليمها الغ اف واهحترام ح وردا يجدب عليهدا أن تغملده فيمدا‬
‫يرض هللا ‪.‬‬
‫‪ -7‬يجددب اهبتغددا عددن جلدديس السددوا فإندده اددو المدددثر اَول فدد حيدداة‬
‫الط ل ‪.‬‬
‫‪ -8‬أررام بمراعاة حقوق اَبوين ح واَ حام والمغلدم ح والرفيدق والكبيدر‬
‫والصغير ‪.‬‬
‫‪ -9‬تحذير اَبراا رن الت خين وإفهاره بأنه ضر ح وليكن اَب او الق وة‬
‫أوه ‪.‬‬
‫‪- -21‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -10‬ررع اَبراا ردن قدرااة المجدالت ال ليغدة والصدو المكردوفة وأفدالم‬
‫السيرما والتلي زيون ‪.‬‬
‫‪ -11‬تغويدد اَبردداا اسدددتغمال اليدد اليمردددى فدد اَخدددذ والغطدداا ح واَثدددل‬
‫والررب ح وغير اله ح وتغوي ام على الرظافةح وق اَرافر ‪ ...‬وغير اله ‪.‬‬
‫‪ -12‬تحذير اَبراا رن الكذبح وتغوي ام على الص ق ‪.‬‬
‫‪ -13‬تغليم اَبراا القرآن الكدريم ح وت صدي‬
‫ثما ثان ا السلف ‪.‬‬
‫رغلدم لهدم للتجويد والح دظ‬
‫‪ -14‬تحذيرام رن الك ر والسب واللغن والكالم البذ ا ‪.‬‬
‫‪ -15‬توصية اَبرداا وتغويد ام علدى أن يلتدزم ثدل جدرس بلبسده ال داص؛‬
‫ليتميز عن الجرس اآلخر ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حقوق غير المسلمين ‪:‬‬
‫أفدداُ اإلسددالم ف د بيددان حقددوق غيددر المسددلمين ح وثي يددة التغارددل رغهددم‬
‫و عاية حقوقهم ‪.‬‬
‫‪ -1‬إن اإلسدددالم يحمدددد تغدددد اَ يددددان والغقاعددد ح ويح ددددظ ثافددددة اللغددددات‬
‫واليقافات لم تلف القوريات والرغوب والقباعل ح ويتيح للجميدع الت اعدل الميمدر‬
‫والتغدداون ال يددر ح والمسدداامة الرافغددة ل يددر رجددتمغهم ح والدده فدد ثددل أ ُ‬
‫يحكمهدددا المسدددلمون ح وقددد أردددر اإلسدددالم رغترقيددده بتحقيدددق الغددد ل والتسدددارح‬
‫والمساواة وحرية اهعتقا ح واهختيا لكل البردر ح ورردع اإلثدراع بردتى الطدرق‬
‫والوساعل لتحقيق المجتمع اإلنسان الراق ‪.‬‬
‫‪ -2‬وأن ردن عددان ردن غيددر المسدلمين فد بلد رددن بدال اإلسددالم ح أو رددع‬
‫جماعة رسلمة ف أ ركدان ردن أ ُ هللا ح رسدالما غيدر رحدا ب ح فهدو دريه‬
‫‪- -22‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫لهم ف الو ن ح له را للمسلمين رن حقوق ح وعليه را عليهم ردن واجبدات ح ردا‬
‫لم يرقا عه ا يربطه بالمسلمين ‪.‬‬
‫‪ -3‬وأن رددن عددان رددن المسددلمين ف د بل د غيددر رسددلم ح فغليدده أن يرعددى‬
‫عه ع رع اذا البل ح ويحسن التغارل رع نظارة وقانونه الغدام ح ويرتقد بالحيداة‬
‫فيده ح ويكدون جسدرا للتغداون والتواصددل والتغدا ف وال يدر بدين بلد ع ح وإخواندده‬
‫المسلمين ف ر تلف البال ح على أن يحافظ المسلم علدى يرده ح ويمدا س ثافدة‬
‫غاعرع ح وه يكرع على ر ال ة يره بأ حال رن اَحوال ‪.‬‬
‫‪ -4‬وأن تغارل المسلم رع غير المسلم ربر علدى القسد والغد ل ح والبدرح‬
‫واإلنصدداف والرحمددة واإلحسددان ح والتسددارح ح وعد م اإلثددراع ح وحريددة اهعتقددا‬
‫والوفاا بالغه ح وأ اا اَرانة ح والتغاون الميمر لما فيه ال ير والصال ‪.‬‬
‫‪ -5‬وأن الحددوا والجد ل رددع غيددر المسددلم ه يكددون إه بددالت اد أحسددن ح‬
‫ورن ررطلق حب وتمر اله اية وال ير له ح وللراس جميغا ح والرحمة وال دوف‬
‫والر قة عليه رن سوا الغاقبة ‪.‬‬
‫‪ -6‬وأن اإلسدددالم أبدددا للمسدددلم أن يتدددزو بزوجدددة ردددن أادددل الكتددداب ردددن‬
‫الغ ي ات الكريمات ح على أن يرب أوه ع على اإلسالم ح ويظهر رن حسن خلقده‬
‫والتزاردده ب يردده رددا يحبددب زوجتدده ف د اإلسددالم ح وي د عواا لل د خول فيدده ح وأرددر‬
‫اإلسالم أن يسو اذع اَسرة البر والحب والرحمة والصلة الحميمة ‪.‬‬
‫أعطى اإلسالم حق الموا رة لغير المسلمين ح فأال الذرة لهم ثدل الحقدوق‬
‫اإلنسانية بما فيها حقوق الموا رة ‪.‬‬
‫إن الحقيقة المسلَّم بها ل ى المسلمين ا اهعتراف بوجدو اهخدتالف فد‬
‫المغتق واللون الجرس ح واذع سرة رن سرن هللا ‪ -‬عز وجدل ‪ -‬حيدث يقدول ‪( : :‬‬
‫‪- -23‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ِل ُك ٍ هل جغ ْلرا ِرر ُك ْم ِرْ عة و ِر ْرهاجا‬
‫[الرحــل‪. ]93:‬‬
‫) [الماع ة‪]48:‬‬
‫( ولوْ‬
‫احد ة )‬
‫داا ه‬
‫اّللُ لجغل ُكد ْم أُرَّدة و ِ‬
‫فاهختالف ف المغتق ات ه يمرع ردن التغدا ف والتسدارح ح والتغداين بدين‬
‫أتبدداع الغقاع د الم تل ددة ح والدده َن اإلسددالم أث د علددى جددوار الوح د ة اإلنسددانية‬
‫واَخددوة الصددا قة بالمسدداواة بددين جميددع البرددر ح و ددغوبهم وقبدداعلم لقددول هللا ‪-‬‬
‫داس إِنَّددا خل ْقردا ُثم ِ هردن اثد ٍدر وأُنيدى وجغ ْلرددا ُث ْم ُدغُوبا وقباعِددل‬
‫تغدالى ‪ ( : -‬يدا أيُّهددا الرَّ ُ‬
‫ِلتغا فُوا ) [الحجرات‪. ]13:‬‬
‫تاسغا ‪ :‬انت اا الربهات عن اذع الحقوق ‪:‬‬
‫اران عاوى با لة أثا اا المغرضون ض اإلسالم يربغ توضيحها والدر‬
‫عليها ح وسرأخذ رياه ف ضريبة الجزية الت نرى أنهدا ه تتغدا ُ ردع الحريدة‬
‫ال يرية ح واله ل سباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجزيددة ضدددريبة ي رضدددها الحددداثم المسدددلم علدددى أادددل الكتددداب (اليهدددو‬
‫والرصدددا ى الددد اخلين تحدددت سدددلطانه ح والواجدددب علددديهم اعتددده باعتبدددا ام‬
‫رددوا رين ف د ولددة ح رقابددل واجبدده ف د حمددايتهم ح وال د فاع عددن حيدداتهم ح فه د‬
‫ضددريبة رقابددل حددق حمايددة الددر س ح ولددذله فه د تسددق إاا ددا ن الكتدداب ف د‬
‫الجين والقتال فاعدا عدن الدو ن الدذ يتردا ن فيده المسدلمون ردع الكتدابيين ح‬
‫َنه ف اذع الحالة قد أصدبح ردن المحدا بين الدذين يردا ثون فد حمايدة أن دس‬
‫الموا رين ح اذا او را يح اآلن ف أغلب جيون ال ول اإلسالرية ح ثمدا أنهدا‬
‫تسق عن الكتاب إاا عجز عرها ل قدر إصدابه ح أو ردرُ ح أو دي وخة أقغ تده‬
‫عن الغمل ح وثسب المال ح واذا را فغله أرير المدررين عمر بدن ال طداب ‪ d‬ردع‬
‫اليهددو الغجددوز ال قيددر الددذ عجددز عددن فددع الجزيددة (الضددريبة الم روضددة ح‬
‫فال لي ة المسلم ثان يتغارل رع اليهو باعتبا ع روا ردا فد ال ولدة اإلسدالرية‬
‫خاضددغا لسددلطان القددانون (الرددريغة ولدديس ع د وا رحا بددا ح ورددن ثددم فلددم تكددن‬
‫‪- -24‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الجزيددة رحاولددة إلجبددا اليهددو علددى ال د خول ف د اإلسددالم ح أو اعتردداق عقي د ة‬
‫القرآن ب ليل أن ال لي ة أسقطها ح ورل الرجل الغجوز على يهو يته ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال ولة اإلسالرية تحدث المسدلمين علدى أ اا الزثداة التد يدتم تحصديلها‬
‫وتوجيهها ف أبوابها الررعية ح واهرتراع عن فدع الزثداة يغد جريمدة ثبدرى ح‬
‫إا يرددكل تمددر ا علددى سددلطة ال ولددة ح يجددب رواجهتدده بددالقوة ح ارددا علددى ايبددة‬
‫ال ولددة ح وق د ددن ال ي ددة اَول أبددو بكددر الص د يق ‪ d‬حربددا عري ددة علددى رددانغ‬
‫الزثاة ح واكذا يجب أن ت غل ثل سلطة رحتررة لها سالة ح وتدرتب ردع دغبها‬
‫بموجب عق اجتماع ح أو بيغة بالتغبير اإلسالر اَصيل ‪.‬‬
‫‪ -3‬يرقلرا اذا إلى ت سدير اآليدة الكريمدة التد ييرثدر حولهدا أ عيداا الد فاع‬
‫عن حقوق اإلنسان والحرية رن اهضطها ال ير الت يقدول هللا فيهدا ‪ ( :‬قدا ِتلُواْ‬
‫داّللِ وه بِد ْ‬
‫اآلخد ِدر وه يُح ِ هر ُرددون رددا حد َّدرم ه‬
‫الَّدذِين ه ي ُْد ِررُددون بِد ه‬
‫سددولُهُ وه‬
‫اّللُ و ُ‬
‫داليوْ ِم ِ‬
‫ق ِرددن الَّ دذِين أُوتُددواْ ْال ِكتدداب حتَّددى يُغ ُ‬
‫ْطددواْ ْال ِج ْزيددة عددن ي د ٍ و ُا د ْم‬
‫ي د ِيرُون ِيددن ْالح د ه ِ‬
‫غ ُرون) [التوبة‪]29:‬‬
‫صا ِ‬
‫‪.‬‬
‫لك ن هم ادذع اآليدة عليردا أن نتدذثر أن الربد ‪ $‬بد أ يد عو الرداس لإليمدان‬
‫بدددالقرآن والددد خول فددد اإلسدددالم ح فآرردددت قلدددة رستضدددغ ة تغرضدددت لالضدددطها‬
‫الغريددف ح والددبطن الر د ي رددن جانددب الكددافرين المرددرثين ح ولددم يكددن ب د رددن‬
‫الهجدددرة إلدددى أ ُ أخدددرة تكدددون اَغلبيدددة فيهدددا ح وردددن ثدددم الغلبدددة للمددددررين‬
‫المسلمين ح فكانت الم يردة المردو ة (ييدرب اد أ ُ أول ولدة إسدالرية حيدث‬
‫أقيم المسج الربو ليكون رغب ا ورقرا للحكم ‪.‬‬
‫وبددد أت آيدددات "التردددريع" يتدددوالى نزولهدددا وردسسدددات ال ولدددة الم يردددة‬
‫الولي ة يتواتر إنرا اا ( بيت المال ح القضااح الجين ‪ ..‬وثانت تله ال ولة اد‬
‫أيضا أول ولة ف التا ي رتغ ة اَ يان ح أو باَحرى ثراعية ال ين حيدث ثاندت‬
‫تضددم المسددلمين رددع اليهددو بموجددب الغه د الددذ عق د ع الرسددول ‪ $‬رددع زعمدداا‬
‫‪- -25‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫القباعددل اليهو يددة للتغددداين السددلم ح والتغدداون والتحدددالف ضدد أعدد اا ال ولدددة‬
‫(ال ا جين رن المررثين ح وسدم الده اهت داق "ب سدتو الم يردة" وبموجدب‬
‫اله الغه فرُ الرسول ‪ $‬سلطته السياسية على ال ولدة الم يردة ح وصدا ادو‬
‫عيسددها بددال ج د ال ح حيددث ثددان اليه دو يددذابون إليدده للتحدداثم ثمددا حكددت اآليددات‬
‫إرها ا للطاعة ح وأسلم بغضهم رداارا علدى سدبيل الر داق لبدا للد سح والحدرب‬
‫ال ية ح وإ غال ال تن رع التستر و اا غا اإلسالم ‪.‬‬
‫يربه هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬المدررين ف اذع اآلية ‪ -‬بغ افتضا خيانة اليهدو إلدى‬
‫حقيقددة روقددف أاددل الكتدداب (اليهددو الددذين تحددال وا رددع اَع د اا (ث ددا قددرين‬
‫ناقضدين عهد ام رددع الرسدول ‪ $‬فيبددين أنهددم فد الحقيقددة يك ددرون بددا ح أ ‪ :‬ه‬
‫يص قون وحيده ح ويركدرون اليدوم اآلخدر ح ويرتكبدون المحرردات ح وه يلتزردون‬
‫بأحكام الرريغة الوا ة ف الكتاب والسرة الذ يزعمةن انهم ردررون بده ح وه‬
‫سبيل إلى إ جاعهم إلى صوابهم ثأال ارة رغاا ينح ورطالبين بالوفداا بغهد ام‬
‫الذ عق وع رع المسلمين ف الم يرة إه بالقوة ح ولذله أرر المدررين بقتالهم ‪.‬‬
‫داّللِ وه ِب ْ‬
‫اآلخ ِدر وه يُح ِ هر ُردون ردا ح َّدرم ه‬
‫( قا ِتلُواْ الَّذِين ه ي ُْد ِررُدون ِب ه‬
‫داليوْ ِم ِ‬
‫اّللُ‬
‫ق ِرن الَّدذِين أُوتُدواْ ْال ِكتداب حتَّدى يُغ ُ‬
‫ْطدواْ ْال ِج ْزيدة عدن‬
‫و سُولُهُ وه ي ِيرُون ِين ْالح ه ِ‬
‫غ ُرون) [التوبة‪]29:‬‬
‫ي ٍ و ُا ْم صا ِ‬
‫ق ) يغر د ‪ :‬خددروجهم علددى سددلطة ال ولددة‬
‫قولدده ‪ ( :‬وه ي د ِيرُون ِيددن ْالح د ه ِ‬
‫اإلسددالرية التد ضددوا بالد خول تحددت سديا تها ح وتغااد وا رددع المسددلمين علددى‬
‫المحافظة عليها ح وق أوضحرا رن قبل رغرى ين الحق ‪.‬‬
‫ولم يقل ‪ :‬حتى يغلروا إسالرهم ح أو حتى يدرروا ح ورن ثم فإنهم سديظلون‬
‫بغ د القتددال والهزيمددة الت د سددتحيق بهددم علددى عقي د تهم ون تغييددر أحددرا ا ف د‬
‫رما سدددة دددغاعر عبدددا اتهم ح فإنددده ‪ -‬سدددبحانه وتغدددالى ‪ -‬ه يريددد إجبدددا ام علدددى‬
‫‪- -26‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اإليمان ح َن اإليمان ف جوارع اختيا ه إثدراع فيده ح قولده ‪( :‬عدن يد ٍ ) يغرد ‪:‬‬
‫رجبرين ررغمين ‪.‬‬
‫( و ُا ْم صا ِغ ُرون ) ‪ :‬وام يرغرون بالصغا الذ او الذلة والمهانة جزاا‬
‫خيدانتهم للغهد ‪ ...‬فلددم يطلددب رددرهم تغييدر عقيد تهم وإعددالن إسددالرهم ح بددل لددب‬
‫ررهم فع الضريبة الت وافقوا على فغها أ ‪ :‬فرضدت علديهم بموجدب ات داقهم‬
‫رع المسدلمين علدى البقداا فد الم يردة ثمدوا رين ضدوا بدالغين رغدا فد ن دس‬
‫الو ن (ال ولة !!!‪.‬‬
‫عا را ‪ :‬لمااا لم يأخذ روضوع الحقوق حقه ردن ال اسدة‬
‫ف البال الغربية اإلسالرية ؟ ‪.‬‬
‫إن رسألة ع م إبراز جانب حقوق اإلنسدان فد اإلسدالم ح ولدو جزعيدا تغدو‬
‫إلى أن اران الدبغا ردن المسدلمين رمدن يغتبدر اإلسدالم يردا ه ولدة ح وبمدا أن‬
‫حقوق اإلنسان تتغلق ف أح جوانبها بالصغي السياس فق جرى إامدال قضدية‬
‫إبراز اذا الجانب رن الحقوق ‪.‬‬
‫ويمكن إبراز أسباب التقصير ف اذا الجانب فيما يل ‪:‬‬
‫أوه ‪ :‬الغطدداا ال كددر واليقدداف حددول حقددوق اإلنسددان غاعبددا أو ررغ د را ح‬
‫وعلى الغكس رن اله جانب الغقاع والتا ي ح والقضايا ال يرية الم تل ة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إلى اآلن لم تتحول قضدية حقدوق اإلنسدان إلدى ردا ة اسدية سدواا‬
‫ف الم ا س ح أو المغاا ال يرية ح أو ثليات الرريغة ف الغالم اإلسالر ‪.‬‬
‫وعلى المسدتوى ال قهد يربغد أن تحتدو الرسداعل الغلميدة لل قهداا علدى‬
‫بدداب يغددالج قضددية حقددوق اإلنسددان ح إا إن تبويبهددا رتطددو ح ولددم يكددن علددى اددذا‬
‫التبويب ف الغصو السابقة ح والحاجة راسدة جد ا لوجدو بداب رت صد لهدذع‬
‫القضية (حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫‪- -27‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثاليددا ‪ :‬عد م التصد رددن قبددل الجهددات ال يريددة لهددذا الموضددوع ح ولددو أندده‬
‫قرأت عن ررظمات حقوق اإلنسدان فد الد ول الغربيدة واإلسدالرية ح فإنده قد َّل أن‬
‫تج د ارددان علمدداا أو صدديات إسددالرية تتبرددى الموضددوع ح ورددع اَسددف تددرن‬
‫الموضوع لرخرين ‪ :‬الليبراليين ح ال ئات اليسا ية ‪.‬‬
‫ابغددا ‪ :‬ااتمددام الغددرب بقضددية حقددوق اإلنسددان ح ويغلددم الجميددع أن الغددرب‬
‫عر را يرفع دغا حقدوق اإلنسدان ‪ -‬وخاصدة بالرسدبة للمسدلمين ‪ -‬ه يكدون الده‬
‫إخالصا رره لواقع المسدلمين ح ولحقدوق اإلنسدان ح وإنمدا المسدألة فد ثييدر ردن‬
‫اَحيان استغالل إعالر ح وسياس ح وتتضح اذع الحقيقدة بسدكوت الغدرب عدن‬
‫اهنتهاثات ال ظيغة الت ترتكبها إسراعيل بحق ال لسطيرين ‪.‬‬
‫ورع صحة اذع الحقيقة ح إه إنه يربغ أه تكدون ربدر ا إلدى عد م اهاتمدام‬
‫بقضية حقوق اإلنسان ح بل يربغ على المسلمين أن يهتموا بهذع القضية بحجدم‬
‫ااتمام اإلسالم بها ‪.‬‬
‫وحيرما نتح عن قضية حقدوق اإلنسدان فهد قضدية دارلة ح لديس فقد‬
‫ف تغا يه رع الحكورات ح وإنما حتى رع تغارل الراس رع بغضهم البغا ‪ :‬فد‬
‫اَسرة ح رع المور ين ح وفد ر تلدف المجداهت يربغد رراعداة حقدوق اإلنسدان‬
‫الما ية والمغروية بركل ارل ‪.‬‬
‫حا‬
‫عرر ‪ :‬أام رضارين را ة الكتاب ‪:‬‬
‫تراول ال صل اَول ( حقوق اإلنسان بين الررق والغرب ثال نقا ‪:‬‬
‫‪ -1‬تح ي ر هوم حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ -2‬التطو التا ي‬
‫‪ -3‬خصاع‬
‫لحقوق اإلنسان عبر الغصو ‪.‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب ‪.‬‬
‫‪- -28‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وتم تراول اذع الرقا ردن خدالل الردريغة اإلسدالرية ردن ثتداب وسدرة ح ثدم‬
‫المقا نددة بيرهددا وب دين غيراددا رددن ال د يانات (المسدديحية ح اليهو يددة والمواثيددق‬
‫ال ولية والقوانين الغربية ‪.‬‬
‫وتردداول ال صددل اليددان (الحقددوق ال يريددة والم نيددة بددين اإلسددالم والغددرب‬
‫حقين ‪:‬‬
‫‪ -1‬حق الحياة ‪.‬‬
‫‪ -2‬حق اهعتقا ‪.‬‬
‫وتم تراول اذا ال صل رن خالل ترسي اإلسالم لهدذين الحقدين والدر علدى‬
‫بهة الر ة رقا ندة بالمما سدات الغربيدة ح ورراقردة قضدية القصداص واإلعد ام‬
‫والمما سات الغربية ف الغصر الح يث ‪.‬‬
‫ثم عدرُ ال صدل اليالدث للحقدوق السياسدية بدين اإلسدالم والغدرب حأ بغدة‬
‫عراصرح ا ‪:‬‬
‫‪ -1‬حرية الرأ والتغبير ‪.‬‬
‫‪ -2‬المساواة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغ ل ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرو ىح وحق اهنت اب ‪.‬‬
‫وتم تراول اذع الغراصر رن خالل نصوص الكتداب والسدرة التد تك دل ادذع‬
‫الغراصدددر فددد اإلسدددالم رقا ندددة بدددالرظرة الغربيدددة لتلددده الحقدددوق ح والمما سدددات‬
‫الغربية ف ثل عرصر ررها ‪.‬‬
‫‪- -29‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وأبرز ال صل الرابع (الحقوق اهقتصا ية بين اإلسدالم والغدرب فد ثالثدة‬
‫عراصرح ا ‪:‬‬
‫‪ -1‬حق حرية الغمل ‪.‬‬
‫‪ -2‬حق الغارل ‪.‬‬
‫‪ -3‬حق تمله المال ‪.‬‬
‫وتدددم ترددداول ادددذع الغراصدددر ردددن أواردددر الكتددداب والسدددرة رقا ندددة بدددالرظم‬
‫والمواثيدددق ال وليدددة الغربيدددة ح وترددداول أيضدددا المحاايرالردددرعية التددد وضدددغها‬
‫اإلسالم ف المجال اهقتصا ‪.‬‬
‫ويددأت ال صددل ال ددارس (الحقددوق اهجتماعيددة بددين اإلسددالم والغددرب ف د‬
‫ثمان نقا ح وا ‪:‬‬
‫‪ -1‬حق اليتيم ‪.‬‬
‫‪ -2‬حق عاية أصحاب الغااات ‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق اَبراا واآلباا ‪.‬‬
‫‪ -4‬حق التغليم ‪.‬‬
‫‪ -5‬حق الجا ‪.‬‬
‫‪ -6‬حق عاية المسرين ‪.‬‬
‫‪ -7‬حق المرأة ‪.‬‬
‫‪ -8‬حق الضمان اهجتماع ‪.‬‬
‫‪- -30‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وتراولراادا ردن خددالل حمدة الردريغة اإلسددالرية وث التهدا لهدذع الحقددوق ح‬
‫وإرهدددا ركاندددة المدددرأة الغظيمدددة فددد اإلسدددالم وترسدددي الحقدددوق ال يمقرا يدددة‬
‫اإلسالرية المتميلة ف الرو ى رقا نة بالغرب والمما سات الغربية ‪.‬‬
‫ثددم أبددرز ال صددل السددا س (الحقددوق الصددحية بددين اإلسددالم والغددرب ح وتددم‬
‫تراولدده رددن خددالل الرصددوص اإلسددالرية الت د تحددا علددى الح ددار علددى البيئددة ح‬
‫وع م إا ا روا اا ح واهاتمدام بالرظافدة رقا ندة بداإلجرااات الغربيدة فد ادذا‬
‫الص ‪.‬‬
‫وخددتم ال صددل السددابع بددإبراز اإلعددالن الغددالم لحقددوق اإلنسددان‬
‫رقا نة بين اإلسالم والغرب رن خالل برو أ بغة ‪:‬‬
‫اسددة‬
‫أول ا ‪ :‬اإلعالن اإلسالر لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫ثان‬
‫ا ‪ :‬اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ :‬أوجه المقا نة ف الضواب بين اإلعالنين (اإلسالر والغالم‬
‫‪.‬‬
‫ابغا ‪ :‬وق ة تحليلة إيمانية رقا نة بين اإلعالنين ‪.‬‬
‫حيث أبرز الرمولية الت يتمتع بها الرظام اإلسدالر ح فد رراعداة حقدوق‬
‫اَفرا والمجتمغات ‪.‬‬
‫ثان عرر ‪ :‬الج ي ف را ة اذا الكتاب ‪:‬‬
‫ولغل الج يد ‪ -‬ب ضدل هللا تغدالى ‪ -‬فد ادذا الكتداب سدغيه إلدى ترداول رغظدم‬
‫حقددوق اإلنسددان الت د يمكددن ص د اا ف د بحددث علم د ح ب ايددة رددن بيددان ر هددوم‬
‫حقددوق اإلنسددان رددرو ا بددإبراز حقددوق الحيدداة اهجتماعيددة ح ثددم تحليددل الحقددوق‬
‫السياسية وتصري ها ‪.‬‬
‫‪- -31‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وأبرزنا ‪ -‬ب ضل هللا تغالى ‪ -‬الحقوق اهقتصا ية والتأصيل لها ح ثدم قسدمرا‬
‫ثمددان نقددا رهمددة ح وثددان لزارددا عليرددا الغددرو إلددى‬
‫الحقددوق اهجتماعيددة إلددى‬
‫ِ‬
‫الحقددوق البيئيددة والصددحية ف د ربحيددين رهمددين ح وختارددا ص د نا المقا نددة بددين‬
‫اإلعالنين الغالم لحقوق اإلنسان ح واإلعالن اإلسالر رن خدالل اثدر ردوا ثدل‬
‫أعالن ح ثم التغقيب عليها ح و ص اا ف نقا رقا نية ‪.‬‬
‫وثان الراغل الحييث أرار ح وغايت ح وسغي إبراز جانب المقا نة بدين‬
‫اإلسالم والغرب ف اذع الحقوق ح و بما ثدان ادذا ادو الج يد فد ادذا الكتداب ح‬
‫فضال عن القضايا المهمة المغاصرة الت حاولت إبرازاا بما أستطيع ردن أ وات‬
‫الموضوعية والمص اقية ف التراول را استطغت إلى اذا سبيال ‪.‬‬
‫وه يستطيع الكاتب أو الباحدث أن يمتد ن سده ح أو ثتابده ح أو بحيده غيدر‬
‫أنه بغ ول رغايرة الموضوع يستردغر أن الموضدوع أخدذ ردن جهد ع ح وفكدرع‬
‫ووقته وأعصابه را يجغله إلدى حد ردا يبد و اضديا عمدا فغدل ح لكرده يدتهم ن سده‬
‫بالتقصير ح ويتمرى له أنه أنجز أفضل رما ثتب ح لكره جه برر رتواضع ح قد‬
‫يصيبه التوفيق والس ا ح فهذا رن هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬وق يصيبه التقصير وال طدأ‬
‫فهذا ررد ح وردن ن سد الضدغي ة ح وردن امتد الغداجزة عدن الرقد إلدى ررزلدة‬
‫اخ ْذنا ِإن نَّسِيرا أوْ أ ْخطأْنا ) ‪.‬‬
‫المجته ين والموفقين ( بَّرا ه تُد ِ‬
‫اللهدددم اجغلردددا ردددن الدددذين ادددم َرانددداتهم وعهددد ام اعدددون ح والدددذين ادددم‬
‫برددها اتهم قدداعمون ح والددذين اددم علددى صددلواتهم يحددافظون ح اللهددم اجغلرد رددن‬
‫حزبه فإن حزبه ام الم لحدون ح اللهدم اجغلرد ردن الدذين يوفدون بدالغهو ح وه‬
‫يرقضددون المييدداق ح ورددن الددذين يصددلون رددا أرددر هللا بدده أن يوصددل ح وي رددون‬
‫بهدددم ح وأقددداروا الصدددالة ح وأن قدددوا رمدددا زقرددداام سدددرا وعالنيدددة ح ويددد اون‬
‫بالحسرة السيئة ورمن جغلت لهم عقبى ال ا ‪.‬‬
‫‪- -32‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اللهم اجغرا رمن يلقان ردررا ق عمدل الصدالحات ح وردن أسدكرته الد جات‬
‫الغلى ف جرات ع ن تجر ردن تحتهدا اَنهدا ح اللهدم اجغلردا ردن عبدا ن الدذين‬
‫يمرددون علددى اَ ُ اددون ا ح وإاا خددا بهم الجدداالون قددالوا سددالرا ح والددذين‬
‫يبيتون لربهم سدج ا وقياردا ح والدذين يقولدون بردا اصدرف عردا عدذاب جهدرم إن‬
‫عذابها ثان غرارا ‪.‬‬
‫( بَّرا ه ت ُ ِز ْغ قُلُوبرا ب ْغ إِ ْا ا يْترا وابْ لرا ِرن لَّ ُنه ْحمة إِنَّه أنت ْالو َّاابُ‬
‫) [آل عمران‪. ]8:‬‬
‫( بَّرا إِنَّرا آررَّا ف ْ‬
‫اغ ِرْ لرا اُنُوبرا وقِرا عذاب الرَّا ِ ) [آل عمران‪. ]16:‬‬
‫الرسُول فا ْثتُبْرا رع ال َّ‬
‫را ِا ِين ) [آل عمران ‪. ]53‬‬
‫( بَّرا آررَّا بِما أنزل ْت واتَّبغْرا َّ‬
‫( بَّرددا ْ‬
‫سددرافرا فِد أرْ ِرنددا وث ِبهد ْ‬
‫دت أ ْق د اررا وان ُ‬
‫اغ ِددرْ لرددا اُنُوبرددا وإِ ْ‬
‫صددرْ نا علددى‬
‫ْالقوْ ِم ْالكا ِف ِرين ) [آل عمران‪. ]147:‬‬
‫سد ِدرين )‬
‫( بَّرددا رلمْ رددا أن ُسددرا وإِن لَّد ْم ت ْغ ِددرْ لرددا وترْ حمْ رددا لر ُكددون َّن ِرددن ْال ا ِ‬
‫[اَعراف‪ ( . ]23:‬بَّرا ه ت ْجغ ْلرا رع ْالقوْ ِم َّ‬
‫الظا ِل ِمين ) [اَعراف‪. ]47:‬‬
‫وآخر عوانا أن الحم‬
‫غــرة بيع اآلخـر ‪1431‬اـ‬
‫‪ 15‬رـا س ‪2010‬م ‪.‬‬
‫ب الغالمين ‪.‬‬
‫ثتبه خا م القرآن الغظيم والغلم الرريف‬
‫و اجـ ع ـو رـوهع وال قير إلى‬
‫حمــــــة بــــــــه‬
‫أحمـــــ عبــــ ع عـــــوُ‬
‫‪- -33‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -34‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الفصل األول‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫( المفهوم ‪ -‬التاريخ ‪ -‬الخصائص )‬
‫‪- -35‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -36‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رحتويات ال صل اَول‬
‫أوه ‪ :‬تح ي ر هوم ( حقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ر هوم الحقوق ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ر هوم اإلنسان ‪.‬‬
‫ تغريف حقوق اإلنسان ‪.‬‬‫ثانيا ‪ :‬التطو التا ي‬
‫أ‪-‬‬
‫لحقوق اإلنسان عبر الغصو ‪:‬‬
‫حقوق اإلنسان ف رل ال يانات ‪.‬‬
‫( ‪ -1‬اليهو ية‬
‫‪ - 2‬المسيحية ‪ - 3‬اإلسالم‬
‫ب‪ -‬حقوق اإلنسان ف الغصو الوسطىح وعر ال الس ة ‪.‬‬
‫ حقوق اإلنسان عبر المواثيق بين اإلسالم والغرب‪.‬‬‫ المواثيق اإلقليمية الغربية‪.‬‬‫ثاليـا ‪ :‬رصا‬
‫حقوق اإلنسان ف الغربح وخصاعصها ‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫خصاع‬
‫ب‪-‬‬
‫رصا‬
‫حقوق اإلنسان ف الغرب ‪.‬‬
‫حقوق اإلنسان ف الغرب‪.‬‬
‫‪- -37‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -38‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه‪ -‬تح ي ر هوم ( حقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫إن رركلة التغريف بالم اايم وتح ي اا ح تُغ ُّ رن المركالت اَساسدية فدى‬
‫التحليل اهجتماع ح إا إن تغ التغري اتح وت اخلها للم هوم الواح ي لق قد ا‬
‫رن اهضطراب واللبس عر استغمال ريل اذع الم اايم(‪. 1‬بسبب ا تبا ه وتأثرع‬
‫باَنساق ال كرية والترظيمات اهجتماعية واَنما السياسية ف فترة رغيرة ادذا‬
‫رن جهة ‪ ,‬رن جهدة أخدرى إن ر هدوم حقدوق اإلنسدان خضدع للتمويده والتزييدف‬
‫والتالعب ح بحيث أصبحت له رغان ر تل ة ‪ ,‬وثأنه ر هوم رطا يمكدن د ع ؛‬
‫لتتسددددع اعرتدددده ‪ ,‬ويمكددددن ضددددمه لترطبددددق أبغددددا ع حسددددب اَاددددواا والمصددددالح‬
‫والسياسات‪.‬‬
‫ولهذا سرقف على ر هدوم حقدوق اإلنسدان ح بردكل روضدوع وتأصديل ؛‬
‫لررطلق رن خالله إلى ربا ا حقوق اإلنسان ح وثيف تتحقق ؟ وأين توج ؟‬
‫المهم تح ي ر هوم ‪( :‬حقوق اإلنسان وقرااته لغة واصطالحا ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ر هوم الحقوق ‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬الم ر ف الغربية ادو (الحدق ح ضد البا دل ‪ ,‬وادو بمغردى اليابدت‬
‫والواجب المقتض ‪ ,‬والجمع (حقوق ‪ ,‬وال غل رره ( ح َّ‬
‫ق بمغرى ثبدت ووجدب ‪,‬‬
‫يقال‪ ( :‬او أحق به بمغرى أج ‪ ,‬ويقال ‪ ( :‬ثان حقا له فد ردال أبيده ؛ أ ‪:‬‬
‫نصدديبه ح وحظدده رددن المددال ‪ ,‬فددالحق فددى المددال تغر د الرصدديب ‪ ,‬و(الحاقددة ا د‬
‫القيارة ؛ َنها ت صل بالحق وتحق ثل رجا ل ف يدن هللا بالبا دل ؛ فتحقده أ ‪:‬‬
‫تغلبدده ‪ ,‬و( الحقيقددة الواقغددة اليابتددة التدد تتطددابق رددع الواقددع الموضددوع ‪,‬‬
‫والجمع حقاعق ‪.‬‬
‫ويمكن تل ي‬
‫ر هوم الحق رن خالل المغان اآلتية‪:‬‬
‫‪)1( David Nachmias and Chava Nachmias, Research Method in the Social Sciences ( New York:St.‬‬
‫‪Martin's Press, 1981 ), pp. 32-33‬‬
‫‪- -39‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -1‬الحق(‪ 1‬إن رن أسماا هللا ( الحق قال هللا تغالى ‪ ( :‬ثُد َّم ُ ُّواْ ِإلدى ه‬
‫اّللِ‬
‫اّللُ ْالم ِلد ُ‬
‫ددددددده ْالحدددددددد ُّ‬
‫ق ) [اَنغددددددددام‪ ( , ]62:‬فتغددددددددالى َّ‬
‫ق ) [ دددددددده‪, ]114:‬‬
‫رددددددددوْ ه ُا ُم ْالحدددددددد ه ِ‬
‫اّلل ُاو ْالح ُّ‬
‫( ا ِله بِأ َّن َّ‬
‫ق ) [الحج‪.]6:‬‬
‫‪ -2‬الواجب ح ريل قول هللا ‪ -‬عدز وجدل ‪ ( -‬ف ِريقدا اد ى وف ِريقدا حد َّ‬
‫ق علدي ِْه ُم‬
‫ال َّ‬
‫ضاللةُ ) [اَعراف‪. ]30:‬‬
‫‪ -3‬الص د ق واليقددين ثقددول هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ ( : -‬ب د ْل أتيْرددا ُام ِبد ْ‬
‫ق و ِإنَّ ُه د ْم‬
‫دالح ه ِ‬
‫لكا ِابُون ) [المدررون‪. ]90:‬‬
‫‪ -4‬الرصيب ثقول هللا ‪ -‬عز وجل ‪ ( : -‬وفِ أرْ وا ِل ِه ْم ح ٌّ‬
‫وم‬
‫ق ِلهلسَّاعِ ِل و ْالم ْح ُر ِ‬
‫)‬
‫[الذا يات‪. ]19:‬‬
‫‪ -‬اصطالحا ‪:‬‬
‫(‪ )1‬الحققم مققن أسققماا ى ققال أو مققن صققفا ه ‪ ,‬والحققمآ القققر ن والحققم آ وققد الباقققل واألمققر المق ققي وال ققدل واإلسققالم‬
‫والملك الموجود الثابت والصدق ‪ ,‬والموت والجزم‪ ,‬والحم آ واحد الحقوق‪.‬‬
‫وحم األمر ‪ّ ،‬‬
‫َّ‬
‫يحم حقّه ‪ ،‬أي آ وجب ووقع بال شك ‪.‬‬
‫وحققت حذره حقًاآ ف لت ما كان يحذره ‪ ,‬واألمر حققته و يقنتُه ‪ ,‬وفالنا أ يته ‪.‬‬
‫و ُح ّم لك أن ف ل ذا ( بال م) ‪ ،‬وحققت أن ف له بم ن آ وهو حقيم به وحم جدير ‪.‬‬
‫والحقيقة ود المجاز ‪ ،‬وما يحم عليك أن حميه ( انظرآ ابن منظور األفريق في لسان ال رب) ‪.‬‬
‫الحمآ نقيض الباقل ‪ ,‬وجم ه حقوق وحقائم ‪ ,‬وف حقدي التلبيقة آ لبيقك حقًقا حقًقا ‪ ،‬أي غيقر باققل ‪ ,‬وقولقه قال آ ( َوالَ‬
‫سواْ ْال َح َّم بِ ْالبَاقِ ِل ) ‪ ,‬وقال أبو إسحاق آ الحم آ أمر النبي ‪ ،‬وما أ به من القر ن ‪ ,‬وكقذلك ققال فق قولقه قال آ ( بَ ْ‬
‫قل‬
‫َْلبِ ُ‬
‫)‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫علَ البَاقِ ِل ‪.‬‬
‫م َ‬
‫نَ ْقذ ُ‬
‫ِف بِال َح ّ ِ‬
‫وحم األمر يحم ويحم حقا وحقوقا آ صار حقا وثبت ‪ ،‬قال األزهرى آ وجب يجب وجوبًا ‪ ,‬وحم عليه القول وأحققته‬
‫علَ ْي ِه ُم ْالقَ ْو ُل ) أي ثبت ‪.‬‬
‫أنا‪ ,‬وفي التنزيل ( قَا َل َّالذِينَ َح َّم َ‬
‫وأحقه آ صيّره حقا ‪ .‬وحقه وحققه آ صدقه‪.‬‬
‫وحقم الرجل آ إذا قال هذا الشيا هو الحم ‪ ,‬كقولك صدق‪.‬‬
‫ويقال آ أحققت األمر إحقاقًا إذا أحكمته وصححته ‪.‬‬
‫وحم األمر بحقه حقًا وأحقه آ كان منه عل يقين ‪ ,‬قول آ حققت األمر وأحققته ‪ ،‬إذا كنت عل يقين منه ‪.‬‬
‫قال األزهري آ قول آ حققت الرجل وأحققته ‪ ،‬إذا غلبته عل الحم وأثبته عليه ‪.‬‬
‫قال ابن سيده آ وحقه عل الحم وأحقه آ غلبه عليه ‪ ,‬واستحقه آ قلب منه حقه ‪.‬‬
‫واحتم القوم آ قال كل واحد منهم الحم في يدي ‪.‬‬
‫‪- -40‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫على سبيل اهختصاص ح ويمكدن تغري ده بأنده‬
‫الحق ‪ :‬او را ثبت للر‬
‫الميددزات ‪ ,‬أو المصددالح ‪ ,‬أو الحريددات ح الت د يتوقغهددا ال ددر ح أو الجماعددة رددن‬
‫المجتمعح أو رن ال ولة ح وبما يت دق ردع رغاييرامدا ‪ ,‬والحقدوق ردن وجهدة نظدر‬
‫؛ لتمكيره ردن القيدام بأعمدال‬
‫القانون ؛ ا السلطة الت ي ولها القانون لر‬
‫رغيرددة تحقيقددا لمصددلحة لدده يغتددرف بهددا القددانون ‪ ,‬ثمددا يمكددن تغري هددا علددى أنهددا‬
‫المغايير اَساسية الت ه يمكن للبرر أن يغيروا رن ونها بكرارة ثبرر ‪.‬‬
‫إن حقوق اإلنسان ا ‪ :‬أساس الحريدة والغ الدة والسدالم ‪ ,‬وإن ردن دأن‬
‫ت غيلها واحترارها ح أن يتيح إركان ترمية ال ر والمجتمع ترمية ثارلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ر هوم اإلنسان‪:‬‬
‫ لغة (‪ : 1‬اَصل ف الغربية رن (أنس و (أنس ض توحَّن ‪ .‬و(تدأنَّس‬‫صا إنسانا ‪ ,‬فـ (اإلنس او الواح ح والجمع (أناس ‪ ,‬و(اإلنسان البرر للذثر‬
‫واَنيى ؛ أ ‪ :‬غير الجن والمالعكة ‪.‬‬
‫ اصدددطالحا ‪ :‬يطلدددق علدددى أفدددرا الجدددرس البردددر ‪ ,‬بددداختالف أجراسدددهم‬‫وألددوانهم ح و ياندداتهم و ددواع هم ‪ ,‬و(اإلنسددانية رددا اخددت بدده اإلنسددان ‪ ,‬وا د‬
‫ررحلة رتق رة رن حيث ا ت اع ح وسمو أخالق البرر ح قياسا بالمراحل السدابقة‬
‫للروع اإلنسان ‪ ,‬والت ثان فيها البرر يقتربدون فد حيداتهم ردن الحيدوان ‪ ,‬ردن‬
‫(‪ )1‬يقالآ أنَسْقته ‪ ,‬وأنِسْقته أ أي آ أبصقر ه‪ .‬وقيقل ل‪:‬نقن آ إنقن أ ألنهقم ي نسقون أ أي يبصقرون ‪ .‬كمقا قيقل للجقن آ جقن أ‬
‫ألنهم ال ي نسون أ أي آ ال يرون ‪ .‬كذا ذكر األزهرى‪.‬‬
‫وكذا جاا الم ن في القر ن الكريم ‪ ,‬قال ال آ ( فَإ ِ ْن نَ ْستُم ِّم ْن ُه ْم ُر ْشدًا) أ رأيتم ‪.‬‬
‫ب ُّ‬
‫َارا ) أ أيآ أبصر فاالستئناس في كالم ال رب بم ن النظر‪.‬‬
‫ور ن ً‬
‫َن مِ ن َجانِ ِ‬
‫الط ِ‬
‫وفي قوله ال آ ( ن َ‬
‫وإنسان ال ين هو ما ينظر به ‪ ,‬وهو آ السواد القذي فقي ال قين ‪ ,‬ققال ابقن سقيده آ أشقارت إلنسقان بإنسقان عينهقا لتقتقل إنسقانا‬
‫بإنسان كفها ‪.‬‬
‫صل من هذا أن كلمة "إنسان" في كالم ال رب ‪ ،‬يرجع إل م ن الظهور ‪ ,‬عكن الجن ‪.‬‬
‫فتح ّ‬
‫ثم إنهم ذكروا ل‪:‬نسان م ن خر هو آ النسيان فقد أورد "ابن منظور " عن ابن عباس قوله آ "إنما سم اإلنسقان إنسقانا أ‬
‫ع ْز ًمقا )‪ .‬وبهقذا ققال الكوفيقون آ‬
‫ِي َولَ ْم ن َِج ْد لَقهُ َ‬
‫ألنه عهد إليه فنس " ‪ ,‬كما ف قوله ال آ ( َولَقَ ْد َ‬
‫ع ِه ْدنَا ِإلَ دَ َم مِ ن قَ ْب ُل فَنَس َ‬
‫إنه مشتم من النسيان‪ .‬وبهذا فإن م ن اإلنسان ‪ ,‬الذي محور حديثنا ‪ ,‬يرجقع فقي م نقاه ‪ ,‬فقي كقالم ال قرب ‪ ,‬إلق الظهقور ‪,‬‬
‫والنسيان ‪.‬‬
‫‪- -41‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫حيدددث ا تبدددا هم بالطبيغدددة ح وردددن حيدددث قددديم التغاردددل بيدددرهم ح واعتمدددا ام قددديم‬
‫الوحرية والغاب ‪.‬‬
‫إن الم هددوم الغصددر لددـ (حقددوق اإلنسددان ح رتحددر رددن التقيهدد بغالقددة‬
‫التالزم القاعمة بين الحق والواجب ‪ ,‬عالقة ( المقايضة الت عرضرا لهدا آن دا ‪,‬‬
‫اله أنه إاا ثانت فكرة ( الحق ‪ ,‬على المستويين القانون واَخالق ‪ ,‬تسدت ع‬
‫فكرة ( الواجب ؛ لكونها تغبر عن عالقة بين الرداس‪ ,‬أو بدين ال در والمجتمدع ‪,‬‬
‫يكددددون فيهددددا ( الحددددق ثرددددوع رددددن الغددددوُ لددددـ ( الواجددددب فددددإن ر هددددوم ‪:‬‬
‫( حقوق اإلنسان بالمغرى المغاصر ا حقوق له رن حيدث ادو إنسدانح ولديس‬
‫رن حيث إن عليه واجبات‪.‬‬
‫ويمكن القدول بدأن ادذا الحدق اإلنسدان المغاصدر ادو ردا ات دق علدى ثبوتده‬
‫لإلنسان ح واله رن خالل المواثيق ال وليدة ‪ ,‬أو ردن خدالل الردريغة اإلسدالرية ؛‬
‫ولكن ف أحيان ثييرة تتغ ى الحقوق إلى الواجبات ؛ والده َاميدة ادذا الغرصدر‬
‫ال ري أه وادو اإلنسدان ‪ ,‬وفد ادذع الرقطدة المهمدة ليدل علدى دمول اإلسدالم ح‬
‫وج يتدده ف د الح ددار علددى حقددوق البرددر رقا نددة بالمبددا ا الوضددغية لحقددوق‬
‫اإلنسان بالغرب ح والراقصة ف ث ِ همها ورضمونها ‪.‬‬
‫ولغل الح دار علدى حقدوق اإلنسدان بهدذع الد نيا ؛ جداا اسدترا ا إلدى فغتده‬
‫اَزليةح وت وقه على جميع الم لوقدات ح وتميدزع بصد ات غيدر رسدبوقة رقا ندة‬
‫بمن حوله رن الكاعرات اَخرى ‪.‬‬
‫فق ثرم هللا تغالى اإلنسان بالغقل‪ ,‬وجغله ررا التكليف الذ يُحاسبُ عليه‬
‫الغب رن اَعمال ( إن خيدرا ف يدر ح وإن درا فردر ‪ ,‬فالغقدل ادو أ اة الت كيدر‬
‫لدد ى اإلنسددان ‪ ,‬واددو رددن ا عددى الحقددوق التدد أ ا اإلسددالم المحافظددة عليدده‪,‬‬
‫وترميته بالغلم الرافع ‪ ,‬وتزوي ع بال برات الالزرة للغين بكرارة وأران‪.‬‬
‫‪- -42‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويتجلددى الدده ف د ع د ة أرددو ررهددا ‪ :‬أن اإلنسددان خلي ددة ف د اَ ُ حيددث‬
‫ُ خ ِلي ة‬
‫يقول المولى ‪ -‬عز وجل ‪ ( : -‬وإِ ْا قال بُّه ِل ْلمالعِك ِة إِ ِنه جا ِعل فِ اَ ْ ِ‬
‫س ِ ُه ال هِراا ون ْح ُ‬
‫س ُ فِيها وي ْ‬
‫ِس لده‬
‫قالُواْ أت ْجغ ُل فِيها رن يُ ْ ِ‬
‫دن نُسد ِبه ُح ِبحمْ د ِن ونُقد ه ُ‬
‫قال إِ ِنه أ ْعل ُم را ه تغْل ُمون ) [البقرة‪. ]30:‬‬
‫فاإلنسان او خلي دة هللا ‪ :‬فد اَ ُ ؛ إلقاردة درع هللا و يرده ‪ ,‬وتطبيدق‬
‫أحكاره ‪ ,‬والسير على ررهجه ‪ ,‬ورن اله إقارة الحق ‪ ,‬والحكم بالغ ل ‪ ,‬والقضاا‬
‫بالقس ‪ ,‬فاإلنسان او المكلف ف إرضاا أحكام هللا تغالى وأواررع ‪ ,‬ويقدول ابدن‬
‫جرير الطبدر ‪ ” :‬إند جاعدل فد اَ ُ خلي دة ررد ح ي ل رد فد الحكدم بدين‬
‫خلق ‪ ,‬واله ال لي ة او " آ م" ‪ ,‬ورن قام رقاره ف اعة هللا تغدالى ‪ ,‬والحكدم‬
‫بالغ ل بين خلقه “(‪. 1‬‬
‫جـ ‪ -‬تغريف حقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫يمكن تغريف حقوق اإلنسدان بأنهدا ‪ :‬القديم اَساسدية واللبردات الضدرو ية‬
‫الت ه يمكن للراس رن ونها أن يغيروا بكرارة ‪ ,‬وا أساس الحريدة والغ الدة‬
‫والسالم الد اعم ‪ ,‬وإن ردن دأن احترارهدا إتاحدة فدرص ترميدة ال در والمجتمدع ح‬
‫ترمية ارلة وررضبطة ‪ ,‬ورهر اهاتمام بحقول اإلنسان إبدان الصدراع ردن أجدل‬
‫الحرية والمساواة الت ح ثت ف ثل ركان رن الغالم ‪.‬‬
‫ويوجدد اَسدداس الددذ تقددوم عليدده حقددوق اإلنسددان ‪ ,‬ريددل احتددرام حيددداة‬
‫اإلنسدان وثرارتدده ‪ ,‬فد أغلبيددة الد يانات وال لسد ات ح وتددر حقددوق اإلنسددان فد‬
‫اإلعدالن الغددالم لحقددوق اإلنسدان ‪ ,‬وتحد بغددا الصدكون ال وليددة ‪ ,‬ثددـ ( الغهد‬
‫الدد ول ال دداص بددالحقوق الم نيددة والسياسددية ‪ ,‬و( الغهدد الدد ول ال دداص‬
‫بددالحقوق اهقتصددا ية واهجتماعيددة واليقافيددة ‪ ,‬ورددا يربغ د علددى الحكورددات أن‬
‫ت غله ‪ ,‬وأه ت غله ؛ هحترام حقوق روا ريها ‪.‬‬
‫(‪ )1‬فسير الطبري ( ‪.) 232/1‬‬
‫‪- -43‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫تغريف روجز لحقوق اإلنسان رن ررظمة ( ثير ير‬
‫على أن ‪:‬‬
‫" حقددوق اإلنسدددان اددد أحقيدددة ثدددل الرددداس فددد ردددروف أساسدددية ح تددد عم‬
‫جهو ام للغين بكرارة ‪ ,‬وف سالم ؛ وإلنماا ق اتهم الكاررة ثبرر إلدى أقصدى‬
‫ق رمكن "‪.‬‬
‫وتغريف آخر رن ركتب الم وضية السارية لحقوق اإلنسان ير‬
‫على ‪:‬‬
‫" يجوز تغريف حقوق اإلنسان بأنهدا ‪ :‬ضدمانات قانونيدة عالميدة ‪ ,‬ت د‬
‫ثل البرر ‪ ,‬وتحم اَفرا والمجموعات رن اَفغال أو اهرتراع عن اَفغدال رمدا‬
‫يدثر على ثرارتهم اإلنسانية "‪.‬‬
‫‪- -44‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثانيا ‪ :‬التطو التا ي‬
‫لحقوق اإلنسان عبر الغصو ‪:‬‬
‫إن التطددو التددا ي لحقددوق اإلنسددان لدديس ولي د الغصددر الح د يث ح وإنمددا‬
‫نتددا رراحددل تطو يددة ؛ ولكددن بد أاا اإلنسددان بالغد وان علددى الحقددوقح واددذا رددا‬
‫عرفراع رن وثيقة اإلسالم ف قصة ( ول آ م ف فجر التا ي عر را ا تكبدت‬
‫الجريمة اَولى ف الوجو بمقتل اابيل على يد دقيقه قابيدل ح وقد تلقدى قابيدل‬
‫الغقاب المراسب ف اله الوقدت المبكدر ردن عمدر البردرية بحلدول اللغردة عليده ح‬
‫ولغددل اددذا الحددق ؛ أ ‪ :‬حددق الحيدداة ح والددذ وضددغه هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬صدديانة‬
‫اّللُ ُ‬
‫غرابدا يبْح ُ‬
‫ُ ِلي ُِريدهُ‬
‫وح ارا على البررية ؛ فقال تغالى ‪ ( :‬فبغدث ه‬
‫دث فِد اَ ْ ِ‬
‫ثيْف يُوا ِ سوْ اة أ ِخي ِه قال يا ويْلتا أعج ْز ُ‬
‫ت أ ْن أ ُثون ِريْل ادـذا ْالغُدرا ِ‬
‫ب فدأُوا ِ‬
‫صبح ِرن الرَّا ِِرين «‪ِ »31‬ر ْن أ ْج ِل ا ِله ثتبْردا علدى برِد إِسْدراعِيل أنَّدهُ‬
‫سوْ اة أ ِخ فأ ْ‬
‫ُ فكأنَّمددا قتددل الرَّدداس ج ِميغددا ورد ْ‬
‫دن‬
‫رددن قتددل ن ْسددا ِبغ ْيد ِدر ن ْد ٍ‬
‫دس أوْ فسددا ٍ فِ د اَ ْ ِ‬
‫ت ثُد َّم إِ َّن ثيِيدرا ِ هرد ْرهُم‬
‫أ ْحيااا فكأنَّما أ ْحيا الرَّاس ج ِميغا ولق ْ جدااتْ ُه ْم ُ سُدلُرا بِالبيِهردا ِ‬
‫ُ ل ُمس ِْرفُون «‪[ )»32‬الماعــ ة]‪.‬‬
‫ب ْغ ا ِله فِ اَ ْ ِ‬
‫وتطو ت ادذع الحقدوق ردع تطدو اإلنسدان علدى رد ى الد او واَزردان ح‬
‫وق د رددرت البرددرية ف د و اددا اَول ت ْغد ِدرفُ الغ د وان أثيددر رمددا تغددرف الحددق ح‬
‫وتحترم القوة أثير رما تحترم [الحررة] ‪.‬‬
‫وتأسيسا على اله ح فإن اإلنسان ه يستطيع أن يغين بم در ع بمغدزل عدن‬
‫الراس بل هب أن يغين رع أرياله ويُكون رغهدم جماعدة ‪ ,‬وأن يدرظم عالقتده ردع‬
‫الجماعة الت يغين فيها ‪ ,‬وي ضع لقواع تحكم سلوثه وتصدرفاته ؛ لدذله نردأ‬
‫نظام أ لقوا عليه ( القدانون ح فكدان للجماعدات الب اعيدة أحكدام وتقاليد يريدة ح‬
‫تطو ت على رر السرين ؛ فغ ت عا ات وأعرافا ثان أساسها القانون ‪.‬‬
‫‪- -45‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فالقانون راارة اجتماعية ‪ ,‬واذا ليدل علدى أن الحيداة اهجتماعيدة قاردت‬
‫ررذ الق م على أساس رن القواع التدى تقضد بضدرو ة تدأرين سدالرة المجتمدع‬
‫ف ال اخل وال ا ‪.‬‬
‫أ‪ -‬حقوق اإلنسان ف رل ال يانات ‪:‬‬
‫‪ 1‬حقوق اإلنسان ف ال يانات اليهو ية ‪:‬‬
‫نددا ت سددالة التددو اة برسددولها روسددى ‪ a‬بالمحبددة والحددق وعدد م الددرق‬
‫الغبو ية ح وأردرت اليهدو بطاعدة هللا ح ورحبدة الرداس ثمدا ندا ت بكدل ردا يجغدل‬
‫الحياة آررة يسو اا السالم وال ير ‪.‬‬
‫لكن اليهو لم يتمسكوا بمدا جداات بده التدو اة ‪ ,‬بدل أضدافوا إليهدا علدى يد‬
‫أحبا ام الغ ي رن اَس ا ح وجمغواا تحت اسم " التلمو "(‪. 1‬‬
‫فترريغاتهم الم ونة ف رغدا اة اإلنسدانية ح ترتكدز علدى أسداس عرصدر ؛‬
‫حيددث يد ع اليهددو ح بددأنهم ددغب هللا الم تددا رسددتر ين فد الدده إلددى التلمددو ؛‬
‫حيدث و فيده ردا نصدده ( َنده دغب رقد س للدرب إلهده ‪ ,‬إيددان قد اختدا الددرب‬
‫إليه؛ لتكون له غب أخ رن جميع الرغوب الذين على وجه اَ ُ (‪. 2‬‬
‫ويجيددز التلمددو اليهددو قتددل غيددر اليهددو ‪ ,‬حيددث و فيدده رددا نصدده‬
‫( اقتدددل الصدددالح ردددن غيدددر اإلسدددراعيليين ؛ َن ردددن يسددد ه رددداا الكدددافر يقددد م‬
‫ثما أجداز التلمدو الدرق ‪ ,‬ولكدن لليهدو علدى غيدر اليهدو باعتبدا ام‬
‫قربانا‬
‫ددغب هللا الم تددا ‪ ,‬وه ي تلددف ررثددز المددرأة عر د اليهددو عددن الرقيددق ‪ ,‬فه د‬
‫(‪ )1‬الشققيخ عبققد ى غوشققة ‪ -‬رعايققة اإلسققالم للقققيم والم ققاني اإلنسققانية فققي الدولققة اإلسققالمية ‪ -‬الم ق مر السققادس لمجمققع‬
‫البحوث اإلسالمية في األزهر ‪ - 1971 -‬ص ‪.167‬‬
‫(‪ )2‬اإلصحاح السابع ( سفر التثنية ) الكتاب المقدس ‪ ,‬ال هد األعظم ‪ -‬القاهرة ‪ - 1966 -‬ص ‪.290‬‬
‫‪- -46‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رحرورة رن الحقوق الم نية ‪ ,‬بل ا عر ام ر لوق غير اار ؛ ثونها تحيا‬
‫ح وت خل الر اس نتيجة الوه ة (‪. 1‬‬
‫‪ 2‬حقوق اإلنسان ف ال يانة المسيحية ‪:‬‬
‫جاا اإلنجيل بتغاليم بانية تحقق السالم واَران للبررية ح وتغي الكراردة‬
‫للبررية بغ أن اانت بسبب ت ري الرداس ح وتدرثهم لتغداليم التدو اة واَنبيداا ؛‬
‫فكانددت تحمددل المحبددة والغ د ل والرحمددة ‪ ,‬ثمددا نددا ت ال يانددة المسدديحية بمسدداواة‬
‫الجميددع أرددام هللا ‪ ,‬واددذا اَرددر الددذ ي سددر اإلقبددال الواسددع للغبي د علددى اعتردداق‬
‫الرريغة المسيحية ‪ ,‬لكن ص ااا ثان رح و ا ‪ ,‬فالغبو ية لم تلغ ح ورل التقسديم‬
‫الطبقدد قاعمدددا ‪ ,‬ورلدددت المجتمغددات تغدددين فددد رددل ربدددا القدددانون الروردددان‬
‫واليونان ح وتغاليم اإلربرا و ية الوثرية ‪ ,‬وإن ثانت تغلدن اعتراقهدا للمسديحية‪,‬‬
‫وتراضل رن أجلها اعما ح ولم يتغير اذا الواقع حتى قيدام اليدو ة ال رنسدية التد‬
‫أعلرت المساواة بين الجميع ح وأنهت نظام الغبو ية ‪.‬‬
‫وب د أ التحريددف بال د ين المسدديح ح ونظريددة الحددرب الغا لددة الت د صدداغها‬
‫الق د يس ( أسددطيروس و و اددا الق د يس ( تورددا اَث دوير اَرددر الددذ ي سددر‬
‫الغرددف الددذ اسددت م ف د ددمال أو وبددا ح بغ د جغلهددا ال د ين الرسددم علددى ي د‬
‫اإلربرا و ( قسطرطين لرورا عام (‪ 213‬م ‪.‬‬
‫واكذا ضاعت حقوق اإلنسان تبغا َاواا البرر اَردر الدذ جغدل بغضدهم‬
‫يتطاول على الكريسة ويحا بونها ‪.‬‬
‫و غددم ن د اا الرسدداهت السددماوية رددن هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬إلددى ا ايددة الردداس‬
‫ق أحد ُّ‬
‫ق أن يُتَّبدع أرَّدن هَّ ي ِهد ِ ه إِهَّ أن يُ ْهد ى فمدا ل ُكد ْم‬
‫للحق ( أفمن ي ْه ِ إِلى ْالح ه ِ‬
‫ثيْدف ت ْح ُك ُمدون ) [يونـدـس‪ .. ]35:‬ورددع دول الغهد بالرسدداهت ؛ انصدرف الرداس عددن‬
‫(‪ )1‬األسقققققتاذ وفيقققققم علقققققي وهبقققققة ‪ -‬حققققققوق اإلنسقققققان بقققققين اإلسقققققالم والقققققنظم ال الميقققققة ‪ -‬كتقققققب إسقققققالمية ‪ -‬ع ‪117‬‬
‫‪ -‬المجلن األعل للبحوث اإلسالمية ‪ -‬القاهرة ‪ - 1971 -‬ص ‪. 24 -22‬‬
‫‪- -47‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫تغدداليم هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬حتددى أ ددرقت اإلنسددانية برددو اإلسددالم وخدداتم الرسددل‬
‫والمرسلين ‪.‬‬
‫‪ 3‬حقوق اإلنسان ف اإلسالم ‪:‬‬
‫فد الوقددت الددذ ثددان يغددين فيدده الغددالم تحددت رددل الظلددم والقهددر ح وتهددان‬
‫حقوق اإلنسان ف أسواق الر اسة حيدث الدرق ح و غدم المحداوهت الجدا ة التد‬
‫عرفتها الحضا ات الكبرى ‪ ,‬فلم تكن تسلم رن أوجه القصو إه أن الغالم يغدين‬
‫تحت ع وان اإلنسان لإلنسان ‪.‬‬
‫ف د الوقددت الددذ تغددين فيدده أو وبددا ركبلددة بالسددلطة المطلقددة للحدداثم ح‬
‫نرأت ف القرن السابع الميال أول ولدة قانونيدة فد الجزيدرة الغربيدة أقارهدا‬
‫الرب الكريم ‪ $‬ف الم يردة ح نغدم ؛ فال ولدة اإلسدالرية رحكوردة ب سدتو درع‬
‫ررزل رن عر هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬لذله ثان أصدلح قدانون للح دار علدى البردرية ح‬
‫فليس أعلم بالبررية رن خالقهدا الدذ يغلدم حمايتهدا وصديانتها ‪ ,‬فبهدذا ال سدتو‬
‫اإللهد وضددع القواعد التد تك ددل احتددرام ال ولددة للقددانون ‪ ,‬وتبرد ربد أ السدديا ة‬
‫الرغبية ح والرقابة على القاعمين على ال ولة و ئونها ‪.‬‬
‫وبهذا الكرم اإلله الذ أثرم هللا بده اإلنسدان ؛ أسسدت أول ولدة قانونيدة‬
‫إسالرية ف التا ي ح انتقلت فكرة ال ولة القانونية إلى باق ول الغالم ‪.‬‬
‫وتتميددز قددوانين حقددوق اإلنسددان بالرددريغة اإلسددالرية بغ د ة‬
‫ريزات‪:‬‬
‫‪ -1‬أنهددا ابددة رددن هللا تغددالى ح وليسددت ت ُّ‬
‫ضددال ح أو ررَّددة رددن ال ولددة ح أو‬
‫ت وأنز ْلردا رغهُد ُم ْال ِكتداب‬
‫الحاثم فقال هللا ‪ -‬عدز وجدل ‪ ( : -‬لقد ْ أ ْ س ْدلرا ُ سُدلرا بِ ْالب ِيهردا ِ‬
‫دداس‬
‫و ْال ِميددزان ِليقُددوم الرَّد ُ‬
‫داس ِب ْال ِقسْدد ِ وأنز ْلرددا ْالح ِي د فِي د ِه بددأْس د ِي وررددافِ ُع ِللرَّ ِ‬
‫ب ِإ َّن َّ‬
‫و ِلددديغْلم َّ‬
‫اّللُ ردددن ير ُ‬
‫اّلل قددد ِو ٌّ ع ِزيدددز ) [الح يددد ‪ ,]25:‬وقدددال‬
‫ددرعُ و ُ ُ‬
‫صد ُ‬
‫سدددلهُ ِب ْالغ ْيددد ِ‬
‫‪- -48‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اّللُ الَّددد ِذ أندددزل ْال ِكتددداب ِبد ْ‬
‫تغدددالى ‪َّ ( :‬‬
‫ق و ْال ِميدددزان وردددا يُددد ْ ِ يه لغددد َّل ال َّ‬
‫سددداعة‬
‫ددالح ه ِ‬
‫ق ِريب ) [الرو ى‪ ]17:‬ح وثما و ف قوله تغدالى ‪ ( :‬ولقد ْ ث َّررْ ردا برِد آ م وحم ْلردا ُا ْم‬
‫ددر و ْالب ْحد ِددر و ز ْقردددا ُام ِ هردددن َّ‬
‫ضد ْددلرا ُا ْم علدددى ثيِيد ٍددر ِ هر َّمد ْ‬
‫ت وف َّ‬
‫ددن خل ْقردددا‬
‫فِددد‬
‫الط ِيهبدددا ِ‬
‫ْالبد ِ ه‬
‫ضيال ) [اإلسراا‪. ]70:‬‬
‫تْ ِ‬
‫‪ -2‬أنهددا ددارلة ح وجارغددة لكددل جوانددب الحيدداة الغقاع يددة والسياسدديةح‬
‫واهقتصدا ية واهجتماعيددة ؛ فهد ترددمل ثددل الحقددوق والحريددات ‪ ,‬حيددث و فد‬
‫قوله تغالى ‪ ( :‬أل ْم تروْ ا أ َّن َّ‬
‫ُ وأسْبغ‬
‫اّلل س َّ ر ل ُكم رَّا فِ السَّماوا ِ‬
‫ت ورا فِ ْاَ ْ ِ‬
‫َّ‬
‫اّللِ ِبغي ِْر ِع ْل ٍدم وه ُاد ى وه‬
‫اس رن يُجا ِ ُل فِ‬
‫عل ْي ُك ْم نِغمهُ را ِارة وبا ِ رة و ِرن الرَّ ِ‬
‫ب ُّررِيد ٍدر ) [لقمددان‪ , ]20:‬ثمددا و فد قولدده تغددالى ‪ ( :‬يددا أيُّهددا الَّدذِين آررُددواْ ُثونُددواْ‬
‫ِثتددا ٍ‬
‫سد ِ وه ي ْجد ِدرررَّ ُك ْم ددر ُ‬
‫ارين ِ هّللِ ُدده اا ِب ْال ِق ْ‬
‫آن قددوْ ٍم علددى أهَّ ت ْغد ِ لُواْ ا ْعد ِ لُواْ ُاددو‬
‫قددوَّ ِ‬
‫اّلل ِإ َّن ه‬
‫أ ْقربُ ِللت َّ ْقوى واتَّقُواْ ه‬
‫اّلل خ ِبيدر ِبمدا تغْملُدون ) [الماعد ة‪ , ]8:‬ويقدول هللا ‪ ( ::‬ه‬
‫دن ي ْك ُدرْ بِال َّ‬
‫ط ُ‬
‫الر ْ د ُ ِردن ْالغد ه ِ فم ْ‬
‫ت وي ُْدد ِرن بِ ه‬
‫داّللِ فقد ِ‬
‫داغو ِ‬
‫ِين ق تَّبديَّن ُّ‬
‫إِ ْثراع فِ ال ه ِ‬
‫اسْتمْ سه ِب ْالغُرْ و ِة ْالوُ ثْقى ه ان ِصام لها و ه‬
‫اّللُ س ِميع ع ِلديم ) [البقدرة‪ , ]256:‬ويقدول هللا‬
‫ُ ُثلُّهُد ْم ج ِميغدا أفأندت ت ُ ْك ِدرعُ الرَّداس حتَّدى‬
‫‪ ( : :‬ولوْ اا بُّده آلردن ردن ِفد اَ ْ ِ‬
‫‪:‬‬
‫ب إِ َّه‬
‫ي ُكونُددواْ ُرد ْدد ِررِين ) [يددونس‪ .. ]99:‬ويقددول هللا أيضددا‪ ( :‬وه تُجددا ِ لُوا أ ْاددل ْال ِكتددا ِ‬
‫ندزل إِلد ْي ُك ْم‬
‫ندزل إِليْردا وأ ُ ِ‬
‫ِبالَّتِ ِا أ ْحس ُن إِ َّه الَّذِين رل ُموا ِر ْر ُه ْم وقُولُوا آررَّا ِبالَّد ِذ أ ُ ِ‬
‫س ِل ُمون )‬
‫اح ون ْح ُن لهُ ُر ْ‬
‫وإِلهُرا وإِل ُه ُك ْم و ِ‬
‫[الغركبوت‪.]46:‬‬
‫والغ د ل ‪ :‬اسددم رددن أسددماا هللا الحسددرى ‪ ,‬وثمددا يقولددون ‪ ” :‬الغ د ل أسدداس‬
‫الملدده “ لددذا ثددان رب د أ أساسدديا ترتكددز عليدده الرددريغة السددمحة فد إقددرا حقددوق‬
‫اإلنسددان اَساسددية ‪ ,‬ويقددول هللا تغددالى ‪ِ ( :‬إ َّن ه‬
‫ت ِإلددى‬
‫اّلل يددأ ْ ُر ُر ُث ْم أن تُددد ُّواْ اَرانددا ِ‬
‫اّلل نِ ِغمَّا ي ِغ ُ‬
‫ظ ُكم بِ ِه إِ َّن ه‬
‫اس أن ت ْح ُك ُمواْ بِ ْالغ ْ ِل إِ َّن ه‬
‫اّلل ثدان‬
‫أ ْا ِلها وإِاا حكمْ تُم بيْن الرَّ ِ‬
‫دددميغا ب ِصدددديرا ) [الرسدددداا‪ , ]58:‬ويقددددول هللا تغددددالى أيضددددا ‪ِ ( :‬إ َّن ه‬
‫اّلل يددددأ ْ ُر ُر ِب ْالغدددد ْ ِل‬
‫سد ِ‬
‫‪- -49‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫دن ْال ْحرداا و ْال ُمرك ِدر و ْالب ْغد ِ ي ِغ ُ‬
‫ظ ُكد ْم لغلَّ ُكد ْم‬
‫ان وإِيتاا ِا ْالقُرْ بى وي ْره ع ِ‬
‫اإل ْحس ِ‬
‫و ِ‬
‫تذ َّث ُرون ) [الرحل‪. ]90:‬‬
‫‪ -3‬أنهددا جدداات ا ايددة و حمددة للغددالمين ثافددة ح فلدديس ارددان تمييددز ح وه‬
‫خصوصية إه لمن يتمسه بطاعة هللا ف أ اا حقوقه ح واجتراب نواايه ‪ ,‬وق ثبدت‬
‫باهستقراا والرصدوص أن الردريغة اإلسدالرية قد ا دتملت أحكارهدا علدى رصدالح‬
‫الراس ‪ ,‬فق قال هللا تغدالى‪ ( :‬وردا أ ْ س ْدلران إِ َّه ْحمدة ِله ْلغدال ِمين ) [اَنبيداا‪ , ]107:‬وقدال‬
‫تغالى ‪ ( :‬وإِنَّهُ ل ُه ى و ْحمة ِله ْل ُم ْد ِررِين ) [الرمدل‪ , ]77:‬فقد و‬
‫دين «‪ »71‬فد ِإاا سدوَّ ْيتُهُ ون ْ ُ‬
‫دت فِيد ِه ِردن‬
‫إِ ْا قال بُّه ِل ْلمالعِك ِة إِ ِنه خا ِلق بررا ِرن ِ ٍ‬
‫ددددددددددداج ِين «‪[ ) »72‬ص] ‪ ,‬وقولدددددددددددده تغددددددددددددالى ‪:‬‬
‫وحدددددددددددد فقغُددددددددددددوا لددددددددددددهُ سد‬
‫ُّ ِ‬
‫ِ‬
‫اس ِإنَّا خل ْقرا ُثم ِ هردن اث ٍدر وأُنيدى وجغ ْلردا ُث ْم ُدغُوبا وقبا ِعدل ِلتغدا فُوا ِإ َّن‬
‫( يا أيُّها الرَّ ُ‬
‫اّللِ أتْقددا ُث ْم ِإ َّن َّ‬
‫أ ْثدرر ُك ْم ِعرد َّ‬
‫اّلل ع ِلديم خ ِبيددر ) [الحجدرات‪ ( , ]13:‬ورددا أ ْ سد ْدلران ِإ َّه ثافَّددة‬
‫فد قولده تغدالى ‪( :‬‬
‫دداس ه ي ْغل ُمدددون )‬
‫رددديرا وندددذِيرا ول ِكد َّ‬
‫دداس ب ِ‬
‫ددن أ ْثيدددر الرَّد ِ‬
‫ِلهلرَّد ِ‬
‫[سدددبأ‪, ]28:‬‬
‫وقولددده ‪ -‬عدددز‬
‫ون ) [المدرردون‪ , ]52:‬وقولده‬
‫وجل ‪ ( : -‬و ِإ َّن ا ِذ ِع أُرَّدت ُ ُك ْم أُرَّدة و ِ‬
‫احد ة وأندا بُّ ُكد ْم فداتَّقُ ِ‬
‫ُو ْ‬
‫تغالى ‪ ( :‬و ِر ْن آياتِ ِه خ ْل ُ‬
‫اختِالفُ أ ْلسِدرتِ ُك ْم وأ ْلدوانِ ُك ْم إِ َّن فِد‬
‫ق السَّماوا ِ‬
‫ت و ْاَ ْ ِ‬
‫ا ِله آليا ٍ‬
‫ت ِله ْلغا ِل ِمين ) [الروم‪.]22:‬‬
‫لق د عددا اإلسددالم ررددذ بددزوغ فجددرع إلددى صدديانة حقددوق اإلنسددان ح و فددع‬
‫غا اا ف جميع المجاهت ‪ ,‬ثما أنده عدا إلدى حريدة الت كيدر ‪ ,‬ولدم يلدغ الطاقدات‬
‫الغقلية الت وابها هللا لإلنسان ‪ ,‬فهو يقر إقرا ا صدريحا واضدحا بحريدة ال كدر ح‬
‫وانطالق الر س رن ثل خرافة ووام ‪ ,‬وا ت غت ثلمات سدول هللا ‪ $‬تغلدم وتربدى‬
‫(‪1‬‬
‫وتررع ‪ ” :‬المسلم على المسلم حرام ره وراله وعرُ “‬
‫وأخيددرا ح ا ت غددت ثلمددات سددول هللا ‪ $‬يددوم حجددة الددو اع ‪ ” :‬إن رددااثم ‪,‬‬
‫وأروالكم وأعراضكم ح عليكم حرام ثحررة يوركم اذا ف دهرثم ادذا ح فد بلد ثم‬
‫(‪ )1‬أخرجه اإلمام مسلم ‪ ،‬كتاب البر والصلة ‪ ،‬باب حريم الظلم ( ‪. ) 2564‬‬
‫‪- -50‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اذا وستلقون بكم ؛ فيسألكم عن أعمالكم ح أه ه ترجغون بغد ضداله ح يضدرب‬
‫بغضكم قاب بغا ح أه ال بلغت ؟ أه فليبلغ الراا رركم الغاعب “(‪. 1‬‬
‫ولما جاا اإلسالم رحق با ة الجااليدة ح والت لدف وثدرم اإلنسدان جدال أم‬
‫فد القضدداا علددى الغبو يددة ‪ ,‬وأثيددر رددن الدده أن اإلسددالم تجدداوز‬
‫ارددرأة ح وتد‬
‫المقورات اإلنسانية لإلنسان إلدى أبغد ررهدا ح سديما تلده المتغلقدة ررهدا بالقدانون‬
‫ال ول اإلنسان ‪ ,‬فال أح يركر رغارلة اإلسالم ل سدرى والراداعن والجردو إلدى‬
‫السلم وواجب الوفاا بالمغاا ات ح قال هللا تغالى ‪ ( :‬وأوْ فُواْ ِب ْالغ ْه ِ إِ َّن ْالغ ْه ثدان‬
‫ر ْ‬
‫س ُدوه ) [اإلسراا‪ , ]34:‬ثما ه يركر أح وصايا أب بكر الص يق إلدى قاعد الجيدون‬
‫ف الرام يزي بن أب س يان حين أوصاع باهعت ال ف القتال ح وعد م التغدرُ‬
‫للم نيين رن يوخ ونساا وأ ال والكراعس ح و و الغبا ة وه المغتك دين فيهدا‬
‫رن ابان وقساوسة ‪ ,‬وه التغرُ لل الحين أو أ اضيهم ورحاصيلهم ح ثل الده‬
‫ثان رن وصايا خلي ة سول هللا ‪.$‬‬
‫أخددذ اددذع الوصددايا ال قيدده "عب د الددرحمن اَوازع د " فأ جهددا ف د ثتابدده‬
‫"السدير" فحد َّ‬
‫دث علددى اهعتد ال ‪ ,‬وعلددى السددلم ‪ ,‬واحتدرام المد نيين ‪ ,‬وثددان ثتابدده‬
‫ررجغا حقيقيا لحقدوق اإلنسدان ربريدا علدى وصدايا سدول هللا ‪ $‬ل لي تده الصد يق‬
‫أب بكر ‪ ,‬وق عقب اذا ال قيه فقيه آخر ادو (رحمد بدن حسدن الرديبان الدذ‬
‫أص د ثتددابين أسددوة بكتدداب اَوازع د وس د َّم ى اَول"السددير الكبيددر" واآلخددر‬
‫بـ"السير الصغير" ‪ ,‬واعتبر بحق تطوير لمجمل القانون ال ول اإلنسان ح قبل‬
‫أن يت ا ثها الغرب بات اقيات جريف عام (‪. 1949‬‬
‫وف رقابل را از ار به الغالم اإلسالر ف تله ال ترة ثانت أو وبا تت ب‬
‫ف رالرها وجهلها ‪ ,‬ولم تكن تغرف لهم حضا ة تكرس فيها حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ب‪ -‬حقوق اإلنسان ف الغصو الوسطى وعر ال الس ة‬
‫(‪ )1‬أخرجه اإلمام البخاري‪ ،‬كتاب الحج ‪ ،‬باب الخطبة أيام من (‪)1652‬‬
‫‪- -51‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عا دددت الغصدددو الوسدددطى فددد ردددالم الجهدددل ‪ ,‬والبغددد عدددن القددديم الربانيَّدددة‬
‫واإلسددالرية ؛ فكانددت سددوقا للغبي د ح وركانددا هنتهددان المحددا م ح وسدداحة للحددروب‬
‫والس د ه والقتددال ‪ ,‬ف د ال كددر اهجتمدداع الق د يم ه يتغ د ى ر هددوم اإلنسددان عر د‬
‫ال السد ة اليوندانيين اعدرة رغيردة ردن البردر ادم "اَحدرا والمقداتلون"‪ ,‬وي ددر‬
‫عن اذا الم هوم قطاعات واسغة رن البرر ترمل الغبي والرساا والصراع ‪.‬‬
‫نرى اذا عر أ سطو ‪ -‬ريال ‪ -‬والدذ ثدان يدرى أن المدرأة بالرسدبة للرجدل‬
‫ثالغب لسي ع ‪ ,‬أو ثرسبة الغارل بالي للم كر ‪ ,‬أو البربر لإلغريق (‪. 1‬‬
‫أرا أفال ون فهو عر را يتح عن أفغال اإلنسان ح يدث أن ررجغها ثالثة‬
‫( الرهوة والغا ة والغقل ‪ ,‬واذع القوى اليال روجو ة عر ثل إنسان ‪ ,‬فمن‬
‫الراس رن يكون هوة رتجس ة ‪ ,‬وررها تتكون الغمال ‪.‬‬
‫ورن الراس رن يض عليه جانب الرغو ثالمحا ب ‪ ,‬وررهم فريدق ثالدث‬
‫قليل الغ يستمتع بالت كير فق وام جال الحكمة ‪.‬‬
‫وق ه ت الغصو الوسطى بغا اهتجااات ال كرية الح يية التد ثاندت‬
‫تددد عو إلدددى تحريدددر ال دددر ردددن القيدددو الم روضدددة عليددده ح وإعطاعددده نوعدددا ردددن‬
‫اهستقالل والحماية ح وت عو إلى تقرير بغا الحريات السياسية وضرو ة تقيي‬
‫سددلطان الملددون المطلددق ؛ وثددان الدده نتيجددة الصددراع الددذ قددام بددين الكريسددة‬
‫واإلربرا و ية ‪ ,‬وتغ فكرة الحقوق الطبيغية ل فرا رن ر نية وسياسية ‪.‬‬
‫ويجب أن نردوع أن جميدع اَنبيداا جدااوا باإلسدالم فقدال هللا ‪ -‬عدز وجدل‪: -‬‬
‫اإلسْال ُم ورا ْ‬
‫( إِ َّن ال هِين ِعر ه‬
‫اختلف الَّذِين أُوْ تُواْ ْال ِكتاب إِهَّ ِرن بغْد ِ ردا جداا ُا ُم‬
‫اّللِ ِ‬
‫اّللِ ف د ِإ َّن ه‬
‫ت ه‬
‫ب ) [آل عمددران‪, ]19:‬‬
‫ْال ِغ ْل د ُم ب ْغيددا ب ْيددر ُه ْم ورددن ي ْك ُددرْ ِبآيددا ِ‬
‫اّللِ سد ِدري ُع ْال ِحسددا ِ‬
‫والرددداا ردددن الددده أن جميدددع اهتجاادددات ال كريدددة ح أخدددذت بغدددا أفكا ادددا ردددن‬
‫(‪ )1‬قصة الفلسفة اليونانية ‪ ,‬صنيف آ أحمد أمين ‪ ,‬وزكي نجيب محمود ‪ ,‬ص‪271‬‬
‫‪- -52‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الد يانات ح ولغددل أبرزاددا ال لس د ات اليونانيددة ح والقددانون الرورددان اددذا ‪ ,‬ويظددل‬
‫الغرب يت ب ف اعرة الظالم الت تحي به فال يرى إه الظلم والغ وان ‪.‬‬
‫ولق ثان نظام الر ه‬
‫ق ف الم نيات اَولى ‪ ,‬نظارا رغروفا ورقبوه ‪.‬‬
‫فغلدى الدرغم ردن أنده إنسدان ثغيدرع ردن برد البردر ح ثدان يغاردل باعتبدا ع‬
‫ددد ا ردددن اَ دددياا ‪ ,‬وحياتددده رلددده لصددداحبه ‪ ,‬فهدددو ه يتمتدددع‬
‫سدددلغة ‪ ,‬أو أ‬
‫بالر صية القانونية الت يتمتع بها غيرع ‪.‬‬
‫ورددن أبددرز رددواار اددذا الرظددام فد الغصددر اإلقطدداع اددو ‪ :‬إلحدداق الرقيددق‬
‫باَ ُ ثتابع لهدا ترتقدل رلكيتده ردع انتقدال رلكيدة اَ ُ ؛ لدذله ثدانوا يزجدون‬
‫بهم فد الحدروب ح والغمدل علدى تغميدر اَ ُ المكترد ة حد ييا ‪ .‬واسدتمر ادذا‬
‫الوضددع ف د الغصددر اإلغريق د والرورددان ح حيددث جغلددوا رردده نظارددا قانونيددا ح‬
‫ونصددوا عليدده ف د ترددريغاتهم ح وا خلددوا فيدده فكددرة انغ د ام الر صددية القانونيددة‬
‫للرقيق وتجري ع رن الحقوق الت يتمتع بها غيرع ‪.‬‬
‫وف القرن ( اليارن عرر تولى ال الس ة وبغا جال السياسة رحا بة‬
‫الددرق ‪ ,‬ونتيجددة لتلدده الجهددو أصددبح اهسددترقاق رغاقبددا عليدده ف د المسددتغمرات‬
‫ال رنسدددية عدددام( ‪ 1848‬م ‪ .‬وحرردددت الوهيدددات المتحددد ة تجدددا ة الرقيدددق عدددام‬
‫حرره ردتمر ( فيرا عام (‪ 1815‬م ‪ ,‬وأعي الر عليده عدام‬
‫(‪ 1794‬م ‪ ,‬ثما َّ‬
‫(‪ 1818‬م ف ردتمر (إثس ه ابيل ‪ ,‬وف رددتمر (فيدرون عدام (‪ 1822‬م ‪,‬‬
‫وردددتمر (بددرلين عددام (‪ 1885‬م ال دداص بأفريقيددا حيددث قضددى بإلغدداا تجددا ة‬
‫الرقيق ‪ ,‬وإاا ثان نظام الرق يميل صو الت رقة بين البردر فد تلده الحقبدة ردن‬
‫الزرن ‪ ,‬فلم يغ م اذا الوقت وجو أنواع أخرى رن الت رقة ت وق على اعتبا ات‬
‫الغرصر ‪ ,‬أو ال ين ‪ ,‬أو اللغة ‪ ,‬أو المرثز اإلجتماع ‪.‬‬
‫وف عام(‪ 1679‬م ص ف إنجلترا را يسمى بقانون الحريدة الر صدية‪,‬‬
‫ويغد اددذا القددانون نوعددا رددن الضددمان اَساسد لحمايددة الحريددة الر صددية ضد‬
‫‪- -53‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اهعتقال الغرواع الذ لم تصد بده ردذثرة‬
‫تغسف السلطة ‪ ,‬خاصة فيما ي‬
‫قانونية رن قبل السلطات الم تصة ‪ ,‬ثما أن اذا القانون أعطدى ال در الحدق فد‬
‫إعا ة الرظر ف اعتقاله أو توقي ه ‪.‬‬
‫أرا ف عام (‪ 1689‬م وبغد رحداوهت رتكدر ة وافدق البرلمدان اإلنجليدز‬
‫على رطالب الرغب ( الذ ألح فيه على إقرا حقوقده فد الحريدة ح وعد م ت در‬
‫المله ف السلطة بالمصدا قة علدى رييداق أو قدانون الحقدوق المتميدل ب الصدة‬
‫الحقوق اَساسية ( ‪ , Bill of Rights‬وق تضمن ادذا القدانون نقا دا رهمدة‬
‫رهددد ت لمردددا ثة دددغبية واسدددغة ‪ ,‬ووضدددغت حددد ا لسدددلطات الملددده فددد عرقلدددة‬
‫القددوانين ‪ ,‬أو اإلع دداا رددن تطبيددق القددانون ‪ ,‬ثمددا أتددا الدده للبرلمددان والسددلطات‬
‫الترريغية ن واا أثبر ؛ لتسيير ئون البال والرغب ‪ ,‬ثم ص بغ اله بغق ردن‬
‫الددزرن ؛ أ ‪ :‬فدد عددام (‪ 1701‬م رددا يسددمى بقددانون التسددوية ( ‪Act of‬‬
‫‪ , settlement‬وق د أجبددرت تلدده القددوانين والوثدداعق والترددريغات اعتددراف‬
‫الملدده بحقددوق ثافددة الرددغب ون تمييددز ‪ ,‬ورسدداواتهم أرددام القددانون ‪ ,‬ثمددا أث د ت‬
‫علددى الح د رددن انتهددان الملدده ح وحا دديته وحل اعدده وأص د قاعه رددن نهددب أرددوال‬
‫الرددغب واسددتغ الهم بسددن قددوانين ت د م رصددالحهم الذاتيددة ‪ ,‬أو اسددت اره رق دا‬
‫رلتوية ورتغ ة (‪. 1‬‬
‫أرددا ف د الوهيددات المتح د ة اَرريكيددة ح فق د تضددمن إعالنهددا لالسددتقالل رددا‬
‫يسمى بإعالن (فرجيريا عام (‪ 1776‬م ‪ ,‬وَول ررة وبركل صريح أعلن ربد أ‬
‫المسدداواة بددين الردداس وإ دداعة الحريددة ح والحددق ف د التمتددع بالحيدداة وأن يكددون‬
‫الرغب رص السلطة ‪ ,‬وحيث إن اَرر أصبح ثذله ح فإنه رن الطبيغ أن يمله‬
‫الرغب حقه ف التمر على انحراف ال ولة عن أا افها التد ا تضدااا الردغب ‪,‬‬
‫وق ص بغ اله ال سدتو اَرريكد ‪ ,‬وثدان الده فد عدام (‪1787‬م ‪ ,‬وتوالدت‬
‫‪)1( A.V. Dicey, The Law of the Constitution, London, 1962, pp. 150-182. Webster. New‬‬
‫‪collegiate Dictionary, p. 110.‬‬
‫‪- -54‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عليدده الغ يدد رددن التغدد يالت والتطددوير فدد السددروات الالحقددة ‪ ,‬وقدد تلددى الدده‬
‫الموافقددة علددى وثيقددة الحقددوق اَرريكيددة الت د صددا ق عليهددا الكددونجرس عددام‬
‫(‪ 1791‬م (‪. 1‬‬
‫وف د أعقدداب اليددو ة ال رنسددية عددام (‪ 1789‬م الت د ثددان سددببها انتهددان‬
‫حقوق اإلنسان رن قبل ال ثتاتو ية و غيان المله ‪ ,‬ص إعالن حقدوق اإلنسدان‬
‫والمددوا ن فدد السددا س والغرددرين رددن أغسددطس عددام (‪ 1789‬م ‪ ,‬تبددع الدده‬
‫ص و ال ستو سرة (‪ 1791‬م ( تزارن اله رع رصا قة الكدونجرس اَرريكد‬
‫على وثيقة الحقوق اهرريكية ‪.‬‬
‫ثم برزت حقدوق اإلنسدان نظاردا فد ردل اليدو ة ال رنسدية ‪ ,‬ورردا اة ُثتَّداب‬
‫اليدددو ة بدددذله ‪ .‬أريدددال ‪ :‬جدددان جدددان وسدددو صددداحب ‪ ( :‬الغقددد اهجتمددداع ‪,‬‬
‫و( رونتسددكيو ‪ ,‬و( يد و ‪ ...,‬وغيددرام ‪ ,‬وصد ت فد ( ‪ 1789 8 26‬م‬
‫وثيقة الحقوق‬
‫جـ ‪ -‬حقوق اإلنسان عبر رواثيق الغصر الحال‬
‫ثمددا أسددل ت بددأن حقددوق اإلنسددان روجددو ة بددال طرة ‪ ,‬ورددع عددوة اَنبيدداا‬
‫والمرسلين رن ل ن آ م ‪ a‬وف الرراعع السدماوية التد قد ت ثراردة اإلنسدان ‪,‬‬
‫ورا يستحقه رن حقوق وواجبات ‪.‬‬
‫ويددأت سددبق اإلسددالم لكافددة المواثيددق واإلعالنددات واهت اقيددات ال وليددة فد‬
‫تراوله لحقوق اإلنسان ح وتأصيله لتله الحقدوق رردذ أثيدر ردن أ بغدة عردر قرندا‬
‫رن الزران ‪ ,‬ورا جداا بده اإلعدالن الغدالم لحقدوق اإلنسدان واهت اقيدات ال وليدة‬
‫الالحقددة ورددن قبلهدددا ( رييدداق اَردددم المتحدد ة رددا ادددو إه بغددا ردددا جدداا فددد‬
‫( الرريغة اإلسالرية الغراا ‪.‬‬
‫(‪ )1‬للمزيقققققققققققققد مقققققققققققققن التفاصقققققققققققققيل حقققققققققققققول الدسقققققققققققققتور األمريكقققققققققققققي ومقققققققققققققاذا ي نقققققققققققققي‪ ،‬انظقققققققققققققر إلققققققققققققق‬
‫‪zdward Corwin, The Constitution and what it means today, Princeton, U.S.A.,1954‬‬
‫‪- -55‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويردده التددا ي ح أن رغظددم الوثدداعق ال وليددة والو ريددة المقددر ة لحقددوق‬
‫اإلنسان ‪ ,‬نرأت وأبررت ف خواتم الحرب الغالميدة اليانيدة ‪ ,‬انطالقدا رمدا يغدرف‬
‫باسم ( وثيقة اَ لس المبررة علدى رهدر بداخرة بدين ( وزفلدت وترر دل ‪,‬‬
‫والمرتملة على ثمان روا أساسدية تدثد علدى حقدوق الردغوب وضدمان اَردن‬
‫والسددلم ‪ ,‬ورددرو ا بوثيقددة ضدداحية « ربددرتين أوثددس » عددام ‪ , 1944‬و ( وثيقددة‬
‫سان فرانسيسكو المتضدمرة لقواعد إنرداا ررظمدة اَردم المتحد ة ح وردا تررد‬
‫إليه رن تغزيز احترام الحقوق والحريات اَساسية للراس جميغدا ‪ ,‬ووصدوه إلدى‬
‫أقرتددده الجمغيدددة‬
‫( اإلعدددالن الغدددالم لحقدددوق اإلنسدددان عدددام ‪1948‬م ‪ ,‬الدددذ‬
‫َّ‬
‫الغموريددة لمرظمددة اَرددم المتح د ة ‪ ,‬ثددم تلتدده واقتبسددت رردده ررظورددة ع ي د ة رددن‬
‫اهت اقيددات ال وليددة برددأن الحقددوق اهقتصددا ية واهجتماعيددة واليقافيددة ‪ ,‬وبرددأن‬
‫الحقوق الم نية والسياسية ‪.‬‬
‫ويتسدددم اإلعدددالن الغدددالم لحقدددوق اإلنسدددان ح بمجموعدددة ردددن ال صددداع‬
‫والسمات الت توضح ر ى قُوته اإللزارية ‪ ,‬فبالرسبة لوضدع اإلعدالن القدانون ‪,‬‬
‫فهو ه يردكل قاعد ة ردن قواعد القدانون الد ول الغدام الموجدو ة والمغتدرف بهدا‬
‫عالميددا ‪ ,‬واددو لدديس أيضددا رغااد ة وليددة رحد ة بالتزارددات واضددحة تقيد الد ول‬
‫اَعضاا ف اَرم المتح ة ‪ ,‬أو غوب الغالم الت ات قدت عليده ‪ ,‬نسدتطيع القدول‬
‫بأن اإلعالن الغالم يمكن اعتبا ع قاع ة عرفية غير رلزرة ‪.‬‬
‫وبالتال ح ه يتمتدع اإلعدالن بقدوة قانونيدة رلزردة ‪ ,‬فهدو عبدا ة عدن وثيقدة‬
‫اات سددمة ثونيددة صددا ة عددن الجمغيددة الغارددة ل رددم المتح د ة ح توص د ددغوب‬
‫الغالم باحترارها ون الغمل على إنراا أجهزة ثمحكمة وليةح أو رجلدس أو أ‬
‫ايئة أخرى تسدتطيع أن ترظدر باهنتهاثدات الحاصدلة لحقدوق اإلنسدان ح وت درُ‬
‫احترارها لبرو اإلعالن بصو ة فغلية ؛ لتغطيها فغالية أثبر ف رجال التطبيق ‪.‬‬
‫‪- -56‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واذا يغر بدأن اإلعدالن الغدالم لحقدوق اإلنسدان ه يسدتطيع القيدام بغملده‬
‫ف الح ار على حقوق اإلنسان ؛ نظرا لغ م اسدتجابة بغدا الد ول لهدذا اإلعدالن‬
‫وتطبيقه ح حيث إن تطبيقه خاضغا لمغايير القوى الم تل ة ف اذا الغالم !‬
‫إلى جانب اله رهرت رواثيق أخرىح ترا بحقوق اإلنسان ح ريل (الغهد‬
‫اَو وب لحمايدة حقدوق اإلنسدان ‪ ,‬والدذ صد عدن المجلدس اَو وبد عدام‬
‫(‪ 1950‬م ثذله أيضا الغه ال ول بردأن الحقدوق الم نيدة والسياسدية ح والدذ‬
‫ص د عددن الجمغيددة الغارددة ل رددم المتح د ة عددام (‪ 1966‬والددذ أعطددى حقوقددا‬
‫جماعيدة للردغوب ‪ ,‬ثحدق تقريدر المصدير ‪ ,‬واردان َّ‬
‫ررظمدات وليدة حكوريدة ريددل‬
‫(ررظمددة الغ ددو ال وليددة والتد اُنِرددئت عددام (‪ 1961‬فد لرد ن ‪ ,‬وأيضددا اللجرددة‬
‫ال ولية للحقوقيين ح والتد تأسسدت فد بدرلين عدام( ‪ 1952‬م ‪ ,‬ثدم انتقلدت إلدى‬
‫جريف عام ( ‪ 1952‬م ‪.‬‬
‫ المواثيق اإلقليمية الغربية ‪:‬‬‫أقبلت ال ول الغربية اإلسالرية ح وبغا المرظمدات اإلقليميدة بد و اا علدى‬
‫قضية حقوق اإلنسان ‪ ,‬ت سها وتضع المرا يع الم صدلة ؛ لتد ويرها وضدبطها‪,‬‬
‫فظهر أثير رن ( خمسة عرر رن اذع المرا يع ؛ ابت اا ردن السدروات اَولدى‬
‫عقب الحرب الغالمية اليانية ‪ ,‬وترجع المبا ة ف أغلبها إلى ايئدات علميَّدة ردن‬
‫الجددارغيين وال ا سددين و جددال الحقددوق ‪ ,‬وإلددى بغددا المرظمددات اإلقليميددة ريددل‬
‫ابطة الغالم اإلسالر ح وررظمة المددتمر اإلسدالر ح وجارغدة الد ول الغربيدة ‪,‬‬
‫وإلددى بغددا الرابطددات الو ريددة للدد فاع عددن حقددوق اإلنسددان ‪ ,‬ريددل الددرابطتين‬
‫التونسية والمغربية ‪ ,‬ورن أام تله المرا يع ‪:‬‬
‫‪ -1‬ص‬
‫عام (‪ 1979‬م ررروع ابطة الغالم اإلسالر ‪.‬‬
‫‪ -2‬اخدددت المجلدددس اإلسدددالر اَو وبددد فددد لرددد ن بإصددد ا البيددددان‬
‫اإلسالر الغالم اَول لحقوق اإلنسان عام (‪ 1980‬م ‪.‬‬
‫‪- -57‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -3‬ررروع لرموا‬
‫‪ -4‬ص‬
‫ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ستو إسالر عام ( ‪. 1983‬‬
‫عن جارغة الكويت أواخر (‪ 1980‬م ‪ ,‬بيان عن حقوق اإلنسدان‬
‫‪ -5‬قددام رصددط ى ثمددال وص د ‪ ,‬أح د المحددر ين لمرددروع اَزاددر بررددر‬
‫نموا ل ستو إسالر ف عام (‪ 1980‬م يحمل اسمه ‪.‬‬
‫‪ -6‬أُل ددت ابطددة الحقددوقيين الغددرب عددام (‪ 1986‬م ونرددرت ف د بيددروت‬
‫ررروع ريياق لحقوق اإلنسان ح والرغب ف الو ن الغرب ‪.‬‬
‫‪ -7‬أصددد رجلدددس وز اا خا جيدددة الددد ول اإلسدددالرية فددد إ دددا ررظمدددة‬
‫(المدتمر اإلسالر ف صيف (‪ 1990‬م ح إعالن القاارة عدن حقدوق اإلنسدان‬
‫ف اإلسدالم ؛ تأثيد ا لمدا صد عدن سداا الد ول اإلسدالرية عدام(‪ 1981‬م فد‬
‫ردتمر الطاعف‪.‬‬
‫‪ -8‬تولت جارغة ال ول الغربية ‪ ,‬عام ( ‪ 1993‬م وضع ررروع المييداق‬
‫الغرب لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ -9‬عمددد ت الرابطدددات الو ريدددة للددد فاع عدددن حقدددوق اإلنسدددان إلدددى وضدددع‬
‫رواثيدددق خاصدددة فددد تدددونس عدددام (‪ 1985‬م ‪ ,‬وفددد المغدددرب عدددام (‪ 1990‬م‪,‬‬
‫وصد ت بليبيددا عدام ( ‪ 1988‬م الوثيقددة ال ضدراا الكبددرى لحقدوق اإلنسددان فد‬
‫عصر الجمااير ‪.‬‬
‫ترددترن رغظددم اددذع المرددا يع بيرهددا فدد ددابع ال صوصددية المرجغيددة ‪,‬‬
‫وتمتدداز بهددا عددن الرصددوص اَرميددة ‪ ,‬إه أن بيرهددا وبددين اددذع الرصددوص ريددا ين‬
‫تطددابق ع ي د ة ‪ ,‬فه د تت ددق جميغددا ف د ريددا ين الحقددوق اَساسددية ‪ ,‬ثددالحق ف د‬
‫الحياة ‪ ,‬والحق فد الغد ل والمسداواة ‪ ,‬وتت دق ثدذله فد بداب الحريدات الذاتيدة ح‬
‫وتت ددق ثددذله ف د حريددات الغقي د ة ‪ ,‬وتلتق د اددذع الرصددوص ف د عارددة الحقددوق‬
‫‪- -58‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الم نية ريل )حق الدزوا ‪ ,‬وتكدوين اَسدرة وإنجداب اَوه ‪ ,‬وريدل حدق التغلديم‬
‫والرعاية الصحية ‪ ,‬وحق التمله والتصرف والغمل ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ :‬خصاع‬
‫أ ‪ -‬خصاع‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‪:‬‬
‫حقوق اإلنسان ف اإلسالم ‪:‬‬
‫إن حماية إنسانية اإلنسان ‪ ,‬او رقص الردريغة اإلسدالرية وغايتهدا ‪ ,‬الده‬
‫أن الرددريغة ح إنمددا جدداات لتحقيددق رصددالح الغبددا ف د رغا ددهم ورغددا امح وأن‬
‫رصالحهم ه تتحقق إه بحماية الضرو يات ال مس ( ال ين ‪ ,‬والر س ‪ ,‬والغقدل‬
‫‪ ,‬والغِرْ ُ ‪ ,‬والمال ‪ ,‬والت عرى بها الغلماا أيما عراية ‪ ,‬وا رصدا إهايدة‬
‫رن عر هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬تصدون اإلنسدان وتح ظده وتظلده تحدت ردالل الرحمدة ح‬
‫وتغطف عليه تحت أ جا الحران ح ولغله ترد ان عرد عدرُ ادذع ال صداع‬
‫الكريمة لحقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫‪ -1‬إن رن خصاع حقوق اإلنسان باإلسالم ‪ :‬أن واضدغها ( الحدق وادو‬
‫هللا ‪ -‬جل جاللده ‪ -‬وعظدم سدلطانه ح وأنده يتدولى الحدق ( ألمدر تِ ْلده آي ُ‬
‫ب‬
‫دات ْال ِكتدا ِ‬
‫نزل إِليْه ِرن َّ ِبهده ْالحد ُّ‬
‫داس ه ي ُْد ِررُدون ) [الرعدـ ‪ , ]1:‬وقدال‬
‫ق ولدـ ِك َّن أ ْثيدر الرَّ ِ‬
‫والَّ ِذ أ ُ ِ‬
‫تغالى ( أل ْم يدأ ْ ِن ِللَّدذِين آررُدوا أن ت ْ ردع قُلُدوبُ ُه ْم ِلد ِذ ْث ِر َّ‬
‫ق وه‬
‫اّللِ وردا ندزل ِردن ْالحد ه ِ‬
‫ي ُكونُوا ثالَّذِين أُوتُوا ْال ِكتاب ِرن ق ْب ُل فطال علي ِْه ُم ْاَر ُ فقس ْت قُلُوبُ ُه ْم وث ِيير ِ هرد ْر ُه ْم‬
‫ق‬
‫فا ِ‬
‫سقُون ) [الح يد ‪ , ]16:‬وقال تغالى‪ُ ( :‬او الَّد ِذ أ ْ سدل سُدولهُ ِب ْالهُد ى و ِ‬
‫ِيدن ا ْلحد ه ِ‬
‫ِين ُث ِلهددد ِه ولدددوْ ثد ِددرع ْال ُم ْ‬
‫رد ِددر ُثون ) [الصدددف‪ , ]9:‬ثمدددا قدددال تغدددالى ‪:‬‬
‫ِلي ُْظ ِهدددرعُ علدددى الددد ه ِ‬
‫ق قُد ِل ه‬
‫ق أفمدن ي ْهد ِ إِلدى‬
‫اّللُ ي ْهد ِ ِل ْلحد ه ِ‬
‫( قُ ْل ا ْل ِرن ُرثآعِ ُكم رَّن ي ْه ِ إِلى ْالحد ه ِ‬
‫ق أح ُّ‬
‫ق أن يُتَّبع أرَّن هَّ ي ِه ِ ه إِهَّ أن يُ ْه ى فما ل ُك ْم ثيْدف ت ْح ُك ُمدون ) [يدونس‪, ]35:‬‬
‫ْالح ه ِ‬
‫ق على ْالبا ِ ِل في ْرغُهُ ف ِإاا ُاو زا ِاق ول ُك ُم ْالويْد ُل ِرمَّدا‬
‫قال تغالى ‪ ( :‬ب ْل ن ْقذِفُ ِب ْالح ه ِ‬
‫‪- -59‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ت ِص ُون ) [اَنبياا‪ , ]18:‬قال هللا تغدالى ‪ ( :‬جداا ْالحد ُّ‬
‫ق وزادق ْالبا ِ د ُل ِإ َّن ْالبا ِ دل ثدان‬
‫ز ُاوقا ) [اإلسراا‪.]81:‬‬
‫إن هللا ‪ :‬او الذ ت ضل بها على اإلنسان ‪ ,‬وإنها َعز علدى هللا ردن بيتده‬
‫الحرام ‪ ,‬ورن اذا فحمايتها وصدونها ح والدذو عرهدا قربدى ‪ ,‬وردن اردا تتدأتى‬
‫لها حماية ‪ ,‬وق سية ه تتوافر فى نظريات الغرب ‪.‬‬
‫‪ -2‬وج دوب الحقددوق ‪ :‬فددأ اا الواجددب رق د م علددى المطالبددة بددالحق ريددل ‪:‬‬
‫وجددوب اإلن دداق علددى ال قددراا رددن الزثدداة الواجبددة ح وحددق الجددا ح ع د م اإليددذاا‬
‫ووجوب اإلحسان إلى الوال ين ح ووجوب حق الزوجة‪.‬‬
‫‪ -3‬التحذير رن الغد وان علدى الحقدوق ‪ :‬فقد حدذ هللا ‪ -‬عدز وجدل ‪ -‬وأندذ‬
‫المغت ين على حقوق الغير ‪ ,‬وأوع بغاقبتها السديئة ح ثمدا فد الحد يث الردريف‬
‫عدن قصداص الحقددوق يدوم القياردة ؛ حتددى تربدى فد المسدلم خوفدا ردن الغد وان‬
‫على الحقوق ح قال سول هللا ‪ ” : $‬أت ون را الم لس ح قالوا‪ :‬رن ه ادم لده‬
‫وه رتدداع ح فقددال ‪ :‬إن الم لددس رددن أرت د رددن يددأت يددوم القيارددة بصددالة وصدديام‬
‫وزثاة وق تم اذا ‪ ,‬وقذف اذا ‪ ,‬وأثل رال اذا ‪ ,‬وس ه راا اذا ح وضرب اذا‬
‫فيغط اذا رن حسراته ح واذا رن حسراته فإن فريت قبل أن يقضى را عليه أخدذ‬
‫رن خطاياام ؛ فطرحت عليه ثم ر ف الرا “ (‪. 1‬‬
‫‪ -4‬الحقوق تحميها الحد و ‪ :‬نغدم ح إن الحقدوق اَساسدية درع لهدا هللا ‪-‬‬
‫عز وجل ‪ -‬ح و ا تر ع وتمرع تغ يها ح فميال ‪ :‬أجمع الغلماا علدى أن ضدرو ات‬
‫الحقدددوق ؛ أ ‪ :‬الحقدددوق اَساسدددية خمسدددة ( الددد ين والدددر س والغدددرُ والمدددال‬
‫والغقددل فددانظر إلددى اددذع الغقوبددات ؛ لددتغلم أن اددذا الترددريع اددو أحددق الحقددوق‬
‫يحميه ح الر ة‬
‫‪.....‬‬
‫باهتباع ‪ :‬فحق ال ين‬
‫(‪ )1‬أخرجه اإلمام مسلم ‪ ،‬كتاب البر والصلة ‪ ،‬باب حريم الظلظ ( ‪. ) 2581‬‬
‫‪- -60‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وحق المال‬
‫‪.....‬‬
‫يحميه ح السرقة ‪ ,‬وح الحرابة‬
‫وحق الغرُ‬
‫‪.....‬‬
‫يحميه ح القذف ح وح الزنى‬
‫وحق الغقـــل‬
‫‪.....‬‬
‫يحميه ح ال مر‬
‫وحق الر ـس‬
‫‪.....‬‬
‫يحميه القصاص الحق‬
‫اّلل ند َّدزل ْال ِكتدداب بِد ْ‬
‫ق وإِ َّن الَّ دذِين ْ‬
‫قددال هللا تغددالى ( ا ِلدده بِددأ َّن ه‬
‫اختل ُددواْ فِ د‬
‫دالح ه ِ‬
‫بلِ‬
‫ْال ِكتا ِ‬
‫اق ب ِغي ٍ )‬
‫ِق ٍ‬
‫[البقــرة‪.]176:‬‬
‫‪ -5‬التر ي على أن الغد وان علدى الحقدوق ردن أعظدم الحرردات ‪ :‬فدإن فد‬
‫ال قه اإلسالر أن اهرتراع عدن المحرردات رقد م علدى فغدل الواجدب ‪ ,‬ولغدل ردن‬
‫أام اَريلة على اله را أوضحه ‪ ,‬وأبدرزع الرسدول الكدريم ‪ $‬يدوم حجدة الدو اع ح‬
‫فقددددال الرسددددول الكددددريم” ثددددل المسددددلم علددددى المسددددلم حددددرام ح ردددده ح ورالدددده ح‬
‫وعرضه"(‪. 1‬‬
‫‪ -6‬الحث علدى إعطداا الحقدوق اإلحسدان ح ريدل ‪ :‬الصد قات والحدث عليهدا‬
‫ف الزيا ة والح ار على حقدوق ال قدراا ح واإلحسدان إلدى الرداس وحسدن ال لدق‬
‫للغين ف رجتمع آرن يملدع الحب واإليمان ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه اإلمام مسلم ‪ ،‬كتاب البر والصلة ‪ ،‬باب حريم ظلم المسلم ( ‪. ) 2564‬‬
‫‪- -61‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬رصا‬
‫حقوق اإلنسان ف الغرب ح وخصاعصها ‪:‬‬
‫بغ أن تغرفرا على ر هوم الحقوق اإلنسانية ؛ حدق عليردا أن نتغدرف علدى‬
‫رربع اذع الحقوق اإلنسانية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬رصا‬
‫حقوق اإلنسان ف الغرب ‪:‬‬
‫علددى الددرغم رددن أن اإلعددالن الغددالم لحقددوق اإلنسددان ح اددو الددذ أوحددى‬
‫بالجزا اَثبر رن القانون ال ول لحقوق اإلنســـان ؛ فإنه ه يميل ف ح ااتــه‬
‫وثيقة لها قوة القانون ‪.‬‬
‫غير أن اذا اإلعالن بص ته إعالن ربا عارلدة ‪ ,‬قدوة ثبيدرة فد أوسدا‬
‫الرأ الغام الغالم ‪ ,‬وق تُرجمت ربا اإلعدالن إلدى ربدا لهدا قدوة قانونيتهدا‬
‫فد صدديغة الغهد الد ول ال دداص بددالحقوق الم نيددة والسياسددية‪ ,‬والغهد الد ول‬
‫ال دداص بددالحقوق اهقتصددا ية واهجتماعيددة واليقافيددة ‪ ,‬وق د التزرددت الحكورددات‬
‫الت د صددا قت علددى اددذين الغه د ين بددأن تسد َّ‬
‫دن ف د بل د انها قددوانين ؛ لحمايددة تلدده‬
‫الحقوق ‪.‬‬
‫غيددر أن رددا يزيد علددى نصددف بلد ان الغددالم لددم تصددا ق علددى الغهد الد ول‬
‫ال دداص بددالقوق الم ني دة والسياسدديةح أو علددى الغه د ال د ول ال دداص بددالحقوق‬
‫اهقتصا ية واهجتماعية واليقافية ‪.‬‬
‫وارددان أيضددا صددكون إقليميددة لحقددوق اإلنسددان ‪ ,‬واد صددكون أوصددى بهددا‬
‫اإلعددالن الغدددالم لحقددوق اإلنسدددان ررهددا ( المييددداق اَفريقدد لحقدددوق اإلنسدددان‬
‫والرددغوب واهت اقيددة اَو بيددة لحقددوق اإلنسددان ‪ ,‬واهت اقيددة اَريرثيددة لحقددوق‬
‫اإلنسددان ‪ ,‬وارددان الكييددر رددن الم د ونات القانونيددة الو ريددة الت د تك ددل حقددوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪- -62‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬خصاع‬
‫حقوق اإلنسان ف الغرب ‪:‬‬
‫‪ -1‬تتسددم بأنهددا رددن وضددع البرددر ‪ :‬ورهددرت لحاج دة اإلنسددان الضدداعع‬
‫إليهددا؛ لحمايتدده فه د قددوانين وضددغية ليسددت لهددا رجددال للتطبيددق إه ف د أردداثن‬
‫رح ة ‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق اإلنسان ثل ه يتجزأ ‪ :‬سواا أثانت تله الحقوق حقوقا ر نيَّة‬
‫أم حقدددوق ثقافيدددة ‪ ,‬أم اقتصدددا ية ‪ ,‬أم سياسدددية ‪ ,‬أم اجتماعيدددة ‪ ,‬فكلهدددم أصدددليون‬
‫وررتبطون بكرارة اإلنسان ح ورن ث َّم فجميغهم على المكانة ن سها فد الحقدوق‬
‫فال يمكن ت يجهم على نحو ارر ‪.‬‬
‫‪ -3‬حقددوق اإلنسددان رتكارلددة ورترابطددة ‪ :‬إن إ ان حددق واح د غالب دا رددا‬
‫يغتم د ثليددا أو جزعيددا ‪ ,‬علددى إ ان الحقددوق اَخددرى‪ ,‬علددى سددبيل الميددال ‪ :‬بمددا‬
‫يتوقف إ ان الحق ف الصحة ‪ ,‬ف رروف رغيرة على إ ان الحق فد التغلديم‪,‬‬
‫أو الحق ف الحصول على رغلورات ‪.‬‬
‫‪ -4‬المساواة وع م التمييدز ‪ :‬جميدع اَفدرا رتسداوون ؛ ثبردر وبسدبب‬
‫الكرارة المتأصلة لكل البرر‪ ,‬ولجميع الراس حق التمتع بحقوقهم اإلنسانية ون‬
‫تمييز رن أ نوع ‪ ,‬ريل التمييز بسبب الغرصر ‪ ,‬أو اللون ‪ ,‬أو الجرس ‪ ,‬أو اللغدة‬
‫‪ ,‬أو الدددد ين ‪ ,‬أو الددددرأ سياسدددديا ح أو غيددددر السياسدددد ‪ ,‬أو اَصددددل الددددو ر أو‬
‫اهجتماع ‪ ,‬أو اليروة ‪ ,‬أو المول ‪ ,‬أو أ وضع آخر ‪ ,‬واله ثما أوضحت لجدان‬
‫حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫ولجميددع الردداس حددق المرددا ثة‬
‫‪ -5‬المرددا ثة واه ددتمال ‪ :‬لكددل د‬
‫والمسددداامة والتمتدددع بالترميدددة الم نيدددة واهقتصدددا ية ح واهجتماعيدددة واليقافيدددة‬
‫والسياسية ب اعلية وحرية وث ااة ‪ ,‬والت يمكن ف رلها إ ان حقوق اإلنسدان‬
‫والحريات اَساسية ‪.‬‬
‫‪- -63‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -6‬المحاسددبة وسدديا ة القددانون‪ :‬علددى الدد ول وحددارل الواجبددات أن ‪:‬‬
‫يكونوا قابلين للمساعلة ردن قبدل الجهدات المغريدة بمراقبدة حقدوق اإلنسدانح وفد‬
‫اذا ال صوص ‪ ,‬عليهم أن ي ضغوا لذله ‪.‬‬
‫وج ير بالذثر ح أن رصا حقوق اإلنسان ح وخصاعصها ه تحتا ررَّا إلدى‬
‫ثيير بيان ح فق تح ثرا عرها رن قبل ح وا رستم ة رن دريغة غدراا رحكمدة ‪,‬‬
‫ترزيل رن حكيم رجي ‪.‬‬
‫وعبر ص حات اذا الكتاب ح سيتبين للقا الكريم جانبا عظيما رن سمات‬
‫التميددز واَصددالة والقددوة ف د حقددوق اإلنسددان ف د اإلسددالم ح رددن حيددث المصددا‬
‫وال صدداع ح وإاا ثرددا ق د تراولرددا ف د اددذا ال صددل اَول ح حقددوق اإلنسددان بددين‬
‫اإلسالم والغرب ردن حيدث الم هدوم ح والتدا ي ح وال صداع ؛ فإنردا فد حاجدة‬
‫إلى أن نتحول إلى رغالجة ج ي ة ح نرتقل فيهدا ردن الرظريدة إلدى التطبيدق ح وادذا‬
‫رددا سددر غله ‪ -‬ب ضددل هللا تغددالى ‪ -‬ف د ال صددول القا رددة الت د سددربرز رددن خاللهددا‬
‫جميع الحقوق بر ا رن الت صديل ردع المقا ندة بدين اإلسدالم والغدرب ح وعر عدذ‬
‫فرحن ‪ -‬ب ضل هللا تغالى ‪ -‬سرب أ التطبيق على را تق م رن خالل صد نا للحقدوق‬
‫ال يرية بين اإلسالم والغرب بمريئة هللا ‪ -‬عز وجل‪. -‬‬
‫‪- -64‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -65‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -66‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الفصل الثانـي‬
‫حقــوق اإلنســـان‬
‫الدينيــــــــــة‬
‫بيـــــــن‬
‫اإلســـالم والغــــرب‬
‫‪- -67‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -68‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رحتويات ال صل‬
‫أوه ‪ :‬حق الحياة بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق الحياة فى اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق الحياة فى الغرب ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حرية اهعتقا بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حرية اهعتقا فى اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -1‬الر على بهة الر ة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الر على بهة انترا اإلسالم بالسيف‪.‬‬
‫ب‪ -‬حرية اهعتقا فى الغرب ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ :‬حرية ال كر بين اإلسالم والغرب ‪.‬‬
‫أ‪ -‬حرية ال كر فى اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -1‬التأرل ف أحوال اَرم السابقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الت كر ف الكون ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحرير الغقل رن سلطة التقلي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حرية ال كر فى الغرب‪.‬‬
‫‪- -69‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -70‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه ‪ :‬حق الحياة بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق الحياة فى اإلسالم ‪:‬‬
‫إن أول حق رن حقوق اإلنسان ح او حقه ف الحياة ؛ إا ب ون ث الة الحق‬
‫فددال رجددال ‪ ,‬وه إركانيددة َن يتمتددع اإلنسددان بحقوقدده اَخددرى ‪ ,‬وق د عددا ددرع‬
‫اإلسددالم الحريددف ررددذ ب ايتدده إلددى ح ددظ الددر س ‪ ,‬والترد ي علددى حمايتهددا ‪ ,‬وعد م‬
‫قتلها ‪ ,‬ويالحدظ الده فد آيدات ثييدرة تحدذ ردن اقتدراف الجدرم ردن قتدل اإلنسدان‬
‫بغيددر حددق ددرع ‪ ,‬حتددى المالعكددة خردديت رددن وقددوع القتددل ف د اَ ُ ح الت د‬
‫خلقهددا هللا وخلددق اإلنسددان عليهددا ؛ لغما تهددا وجغلدده خلي ددة ف د اَ ُ ؛ فقددال‬
‫ُ خ ِلي دة قدالُواْ أت ْجغد ُل فِيهدا‬
‫تغالى ‪ ( :‬وإِ ْا قال بُّه ِل ْلمالعِكد ِة إِ ِنهد جا ِعدل فِد اَ ْ ِ‬
‫س ُ ِفيها وي ْ‬
‫ِس له قال ِإ ِنه أ ْعل ُم ردا ه‬
‫رن ي ُ ْ ِ‬
‫س ِ ُه ال هِراا ون ْح ُن نُس ِبه ُح ِبحمْ ِن ونُق ه ُ‬
‫تغْل ُمون ) [البقــرة‪. ]30:‬‬
‫فجغلوا س ه ال راا رغا ه لل سا ثله (‪ 1‬ح ثم بيَّن الحق ‪ :‬ريال لمن يقتدل‬
‫الر س ح وآخر لمن يتسبب ف إحياا الر س ؛ فقال تغالى ‪ِ ( :‬ر ْن أ ْجد ِل ا ِلده ثتبْردا‬
‫ُ فكأنَّمدا قتدل‬
‫على برِ إِسْراعِيل أنَّهُ رن قتدل ن ْسدا ِبغي ِْدر ن ْ ٍ‬
‫دس أوْ فسدا ٍ فِد اَ ْ ِ‬
‫الرَّدداس ج ِميغددا ورد ْ‬
‫س دلُرا‬
‫دن أ ْحيااددا فكأنَّمددا أ ْحيددا الرَّدداس ج ِميغددا ولق د ْ جدداا تْ ُه د ْم ُ ُ‬
‫ُ ل ُمس ِْرفُون ) [الماع ة‪. ]32:‬‬
‫ِبالب ِيهرا ِ‬
‫ت ث ُ َّم إِ َّن ثيِيرا ِ هر ْرهُم ب ْغ ا ِله فِ اَ ْ ِ‬
‫وأوقددع ‪ -‬جددل جاللدده ‪ -‬وتغالددت عظمتدده وسددلطانه أ د الغقوبددات علددى رددن‬
‫يقتل ردررا رتغم ا ‪ ,‬فقال تغالى ‪ ( :‬ورن يقتل ردررا رتغم ا فجزا ع جهدرم جالد ا‬
‫ر ل ا فيها وغضب هللا عليه ولغره وأع له عذابا عظيما ) [الرساا‪. ]93:‬‬
‫(‪ )1‬الجريمة وال قوبة في الفقه اإلسالمي ‪ ,‬ل‪:‬مام الشيخ محمد أبو زهرة‪ ,‬دار الفكر ال ربي سنة ‪1977‬م‪ ,‬ص ‪.28‬‬
‫‪- -71‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وعليه فال يجوز اهعت اا على حياة الراس إه بسلطان الرريغة ح وه تُقتدل‬
‫إه بالحق ح فقال تغالى‪ ( :‬قُ ْل تغالوْ اْ أتْ ُل را ح َّرم بُّ ُك ْم علد ْي ُك ْم أهَّ ت ُ ْ‬
‫ر ِدر ُثواْ بِد ِه ديْئا‬
‫دن ندرْ ُزقُ ُك ْم وإِيَّدا ُا ْم وه ت ْقربُدواْ‬
‫ق نَّ ْح ُ‬
‫و ِب ْالوا ِل ي ِْن إِ ْحسانا وه ت ْقتُلُواْ أوْ ه ُثم ِ هر ْن إرْ ال ٍ‬
‫اّللُ ِإهَّ ِب ْ‬
‫احن را رهر ِر ْرها ورا بطن وه ت ْقتُلُواْ الرَّ ْس الَّ ِتد ح َّدرم ه‬
‫ق ا ِل ُكد ْم‬
‫ْال و ِ‬
‫دالح ه ِ‬
‫وصَّا ُث ْم بِ ِه لغلَّ ُك ْم ت ْغ ِقلُون ) [اَنغام‪. ]151:‬‬
‫إنه إسالم عظيم ‪ ,‬و ين ارل يضع رعا ؛ ليحمد بده الرداسح ويقدر ادذا‬
‫الررع عقوبات ا عة ح لمدن أ ا أن يرتكدب جدراعم القتدل ‪ ,‬لديس ادذا فحسدب ح‬
‫وإنمددا وضددع اإلسددالم عقوبددات لمددن يقتددل ن سدده ح واعتبددر جريمددة اهعتد اا علددى‬
‫آخدر بالقتدل ‪ ,‬فقدال الربد ‪ ” : $‬ردن تدر ى‬
‫الر س ثجريمة اهعت اا على‬
‫رن جبل ؛ فقتل ن سده فهدو فد ندا جهدرم خالد ا ر لد ا فيهدا أبد ا ‪ ,‬وردن احتسدى‬
‫سما ؛ فقتل ن سه فسُدمُّه فد ي يده ؛ يحتسديه فد ندا جهدرم ح خالد ا ر لد ا فيهدا‬
‫أب ا “ (‪. 1‬‬
‫فق أفا الح يث الربو الرريف ح أن رن ألقدى بر سده ردن دااق أو أثدل‬
‫سما ح أو قتل ن سه بسال أو غير اله ؛ فهذا رصيرع ح ثما ل الح يث الردريف‬
‫على اله ح وي خل الره عن اذع الجراعم ح واإلق ام على قتدل الدر س فد عمدوم‬
‫قوله تغالى ‪ ( :‬يا أيُّهدا الَّدذِين آررُدواْ ه تدأ ْ ُثلُواْ أرْ دوال ُك ْم بيْدر ُك ْم ِب ْالبا ِ د ِل ِإهَّ أن ت ُكدون‬
‫اُ ِ هردر ُك ْم وه ت ْقتُلُدواْ أن ُسد ُك ْم ِإ َّن ه‬
‫اّلل ثدان ِب ُكد ْم ِحيمدا ) [الرسداا‪ ]29:‬ح‬
‫تِجا ة عدن تدر ٍ‬
‫فالره عن قتل الر س يتراول قتل اإلنسدان ن سده ح وقد حمدل عمدرو بدن الغداص‬
‫اآلية على اله ولم يركرع الربى ‪ $‬على اله ‪.‬‬
‫إنه ال ين الرارل الدذ يرعدى رصدلحة اإلنسدان وحياتده برحمدة واسدغة ح‬
‫وحكمة بالغة حتى ح ولو أ ا اإلنسان غير اله ريدل إق ارده علدى اهنتحدا ح فدإن‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الطب ‪ ،‬باب شرب السم والدواا به ( ‪.) 5442‬‬
‫‪- -72‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اإلسالم يمرغه رن اله ‪ ,‬ويحذ ع ويذثرع بأن هللا ‪ -‬عز وجل‪ -‬حيم عليه ه يريد‬
‫اله إه ح ارا عليه و حمة و قة به ‪.‬‬
‫والمسددلم وغيددر المسددلم سددواا ح فد حررددة الد م واسددتحقاق الحيدداة ‪ ,‬فغددن‬
‫عمددرو بددن الغدداص ح أن سددول هللا ‪ $‬قددال‪ ” :‬رددن قتددل رغاا د ا ؛ لددم يددر اعحددة‬
‫الجرة “ (‪ , 1‬وف واية أخرى ‪ ” :‬رن قتل قتيال رن أال الذرة ؛ حدرم هللا عليده‬
‫الجرة “ (‪. 2‬‬
‫وه عجب ف أن يكون إ قاا الحيدوان ح وإزاداق وحده رلمدا ح يغد ع هللا‪-‬‬
‫الغ ل الرحيم ‪ -‬جريمة ي خل فيها اإلنسان الرا ‪.‬‬
‫وقددد و ت أحا يدددث نبويدددة ثييدددرة بهدددذا الردددأن ح فقدددال سدددول هللا ‪: $‬‬
‫” خلت اررأة الرا ؛ ف ادرة حبسدتها ‪ ,‬فدال اد أ غمتهدا وه اد ترثتهدا تأثدل‬
‫رن خران اَ ُ “ (‪. 3‬‬
‫را اذا ال ين الرحيم الذ ي اف على حياة الحيوان !‬
‫إنه اإلسالم ين هللا ‪ -‬عز وجل ‪. -‬‬
‫وق صح عن الرب ‪ ” : $‬أن جال أصابه رمأ ي ؛ فردزل بئدرا ليرتدو‬
‫رن راعها ‪ ,‬فلما خر ررها ح أى ثلبا يلهث ؛ يلحس اليرى رن الغطن ح فقدال ‪:‬‬
‫لقد أصدداب الكلددب رددن الظمددأ ريددل الددذ أصددابر ؛ فرددزل البئددر ورد خ دده وسددقى‬
‫الكلب ؛ فركر هللا له فغ ر له “ (‪. 4‬‬
‫إن اإلسالم ثرم اإلنسان إثرارا ثبيرا ح وفضدله علدى ثييدر ردن ر لوقاتده ح‬
‫فقددال تغددالى ‪ ( :‬ولق د ْ ث َّررْ رددا برِ د آ م وحم ْلرددا ُا ْم فِ د ْالبد ِ هدر و ْالب ْحد ِدر و ز ْقرددا ُام ِ هر دن‬
‫( ‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أخرجه آ البخارى ‪ ،‬أبواب الجزية باب إثم من قتل م اهدًا ( ‪.) 2995‬‬
‫أخرجه آ النسائي ( ‪.) 4750‬‬
‫أخرجه آ البخاري ‪ ،‬كتاب بدا الخلم ‪ ،‬باب خمن من الدواب فواسم ( ‪.) 3140‬‬
‫أخرجه آ أبو داود ( ‪ ) 2550‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫‪- -73‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫َّ‬
‫يددر ِ هر َّمد ْ‬
‫ت وف َّ‬
‫دن خل ْقرددا ت ْ ِضدديال ) [اإلسددراا‪ , ]70:‬و ددمل اددذا‬
‫الط ِيهبددا ِ‬
‫ض ْددلرا ُا ْم علددى ثيِ ٍ‬
‫التكريم بر آ م أحيداا وأرواتدا ثمدا قدال تغدالى ‪ ( :‬ألد ْم ن ْجغد ِل ْ‬
‫اَ ْ ُ ِث اتدا «‪»25‬‬
‫أ ْحيداا وأرْ واتددا «‪[ ) »26‬المرسددالت] ‪ ,‬وثمددا قددال تغددالى ( ِر ْرهددا خل ْقرددا ُث ْم وفِيهددا نُ ِغيد ُ ُث ْم‬
‫و ِر ْرها نُ ْ ِر ُج ُك ْم تا ة أ ُ ْخدرى ) [ ده‪ .. ]55:‬فقد وضدع اإلنسدان حقدوق لح دظ ثراردة‬
‫الميددت واددذا يتضددح رددن اآليددات القرآنيددة الكريمددة التددى تكددرم ريتددا فقددال تغددالى‬
‫اّللُ ُ‬
‫غرابا يبْح ُ‬
‫( فبغث ه‬
‫ُ ِلي ُِريهُ ثيْف يُوا ِ سدوْ اة أ ِخيد ِه قدال يدا ويْلتدا‬
‫ث فِ اَ ْ ِ‬
‫صبح ِرن الرَّا ِِرين )‬
‫أعج ْز ُ‬
‫ب فأُوا ِ سوْ اة أ ِخ فأ ْ‬
‫ت أ ْن أ ُثون ِريْل اـذا ْالغُرا ِ‬
‫[الماعـــ ة‪. ]31:‬‬
‫واى تكريم لإلنسان حيث جغل اإلسالم فن الميت فريضدة علدى الك ايدة ح‬
‫فقددال سددول هللا ‪ ” : $‬إاا ث َّددن أحد ثم أخدداع فليحسددن ث ردده “(‪ 1‬؛ َن فد ترثدده‬
‫ون فن اتكا لحررة الميت ح وت ريطا بكرارة اإلنسان وحقوقه ‪.‬‬
‫ثذله أيضا ح أوصى اإلسالم بتغسديل الميدت ثراردة لده ح وثدذله ح دظ حدق‬
‫الميت وثرارته بين اَحياا ح واله رن خالل اَحا يث الربوية الرري ة ‪.‬‬
‫لقد ثد ِدرع اهسددالم الترددهير بددالموتى ؛ لرهد الربد ‪ : $‬عددن سددباب المددوتى‬
‫فقددال ‪ ” : $‬سدداب المددوتى ثالمرددرف علددى الهلكددة “(‪ , 2‬وقددال ‪ ” : $‬ه تسددبوا‬
‫اَروات ؛ فتداوا اَحياا “(‪ , 3‬وقدال ‪ ” : $‬ااثدروا رحاسدن روتداثم وث دوا عدن‬
‫رساوعهم “(‪ 4‬إنها صو رن تكريم اإلنسان حيا وريتا‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أخرجه آ اإلمام مسلم ‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،‬باب في حسين كفن الميت ( ‪. ) 943‬‬
‫أخرجه آ هناد في الزهد ( ‪.) 559/2‬‬
‫أخرجه آ الترمذي ( ‪ ) 1982‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫أخرجه آ الترمذي ( ‪. ) 1019‬‬
‫‪- -74‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬حق الحياة ف الغرب ‪:‬‬
‫ثمددا تبددين رمددا تقدد م فددإن حددق الحيدداة فددى اإلسددالم رددأخوا رددن الرددريغة‬
‫اإلسالرية ح غير أنه عر را تبحث عدن رييلده فدى التدرا الغربدى وال كدر الغربدى‬
‫فإنه ه تج رقدابال لهدذا فدى تدراثهم ورغتقد اتهم إه ردا و فدى اإلعدالن الغدالمى‬
‫لحقوق اإلنسان ؛ حيث لم يغرف الغرب ادذع الحقدوق إه قبدل قدرنين ردن الزردان‬
‫فب أ الت كير عر ام فى إ ساا اذع الحقدوق ح ثمدا يتأثد ادذا فدى فكدرام الرظدرى‬
‫والتطبيقى ح ولكررا ه نج يئا ركتوبا يغول عليه فى رجال إقرا الحقوق إه ردا‬
‫و فى اإلعالن الغالمى واذا را سرتغارل رغه ارا لكى يكدون روضدغا للمقا ندة‬
‫بين حق الحياة بين اإلسالم والغرب ‪.‬‬
‫حيث نصت الما ة السا سة رن الغه الد ول للحقدوق الم يردة والسياسدية‬
‫على أن ‪ " :‬لكل إنسان الحق الطبيغ ف الحياة ‪ ,‬وه يجوز حرران أ فدر ردن‬
‫حياتدده برددكل تغسد " ح وتحد بدداق فقددرات اددذع المددا ة ح ضددواب إيقدداع حكددم‬
‫الموت ف اَقطا الت لم تلغ فيها عقوبة اإلع ام ‪.‬‬
‫وعلى المستوى اإلقليم نصت اهت اقية اَو بية لحماية حقوق اإلنسانح‬
‫ف د الحيدداة‬
‫والحريددات اَساسددية ف د المددا ة اليانيددة "علددى أن حددق ثددل د‬
‫رك ول بمقتضى القانون ‪ ,‬ولن يحرم أح رن حياته عم ا إه تر يذا لحكدم اإلعد ام‬
‫الصا رن رحكمة ح وف الحالدة التد تكدون الجريمدة عليهدا باإلعد ام بمقتضدى‬
‫القانون"‪.‬‬
‫ثمدددا نصدددت اهت اقيدددة اَرريكيدددة لحقدددوق اإلنسدددان فددد " المدددا ة الرابغدددة"‬
‫ب قراتها الستة على أن ‪ " :‬لكل إنسان الحدق فد أن تكدون حياتده رحترردة ‪ ,‬وه‬
‫يجددوز ف د البل د ان الت د لددم تلددغ فيهددا عقوبددة اإلع د ام ؛ أن توقددع اددذع الغقوبددة‬
‫إه على أثير الجراعم خطدو ة ح وه يجدوز إعدا ة عقوبدة اإلعد ام فد الد ول التد‬
‫ألغتها ح ثما ه يجوز الحكم باإلع ام ف الجراعم السياسية على اَ د اص الدذين‬
‫‪- -75‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثانوا وقت ا تكاب الجريمة ون الياررة عرر عارا ح أو فوق السدبغين ح أوعلدى‬
‫رحكدوم عليده باإلعد ام حدق لدب الغ دو الغدام‬
‫الرساا الحوارل ح وأن لكل‬
‫أو ال اص أو تب يل الغقوبة "‪.‬‬
‫وعلى المستوى الغرب واإلسالر ح ن الميياق الغرب لحقوق اإلنسدان‬
‫فدددد المددددوا ( ‪ 12 , 11 , 10‬علددددى أن ‪" :‬ه تكددددون عقوبددددة اإلعدددد ام َّإه فدددد‬
‫الجرايات البالغة ال طو ة ‪ ,‬ولكدل رحكدوم عليده باإلعد ام حدق فد لدب الغ دو أو‬
‫ت يا الغقوبدة ح وه يجدوز فد جميدع اَحدوال الحكدم بغقوبدة اإلعد ام بجريمدة‬
‫سياسيةح أو على ردن يقدل عمدرع عدن ثمانيدة عردر عاردا ح أو علدى اردرأة حاردل‬
‫حتدددى تضدددع حملهدددا ح أو علدددى أم ضددديع َّإه بغددد انقضددداا عدددارين علدددى تدددا ي‬
‫الوه ة"‪.‬‬
‫ون ريياق حقوق اإلنسان لل ول اإلسالرية ح ف الما ة " اليانيدة " ررده‬
‫علددى أن ‪" :‬الحيدداة حددق رك ددول لكددل إنسددان ‪ ,‬وعلددى اَفددرا ح والمجتمغددات ح‬
‫والد ول ؛ حمايددة اددذا الحددق رددن ثددل اعتد اا عليدده ‪ ,‬وه يجددوز إزادداق و ون‬
‫رقتضى رع ح ويحرم اللجوا إلى وساعل تقض إلى إفراا الروع البرر ثليدا‬
‫أو جزعيا ‪ ,‬وأن المحافظة على استمرا الحياة البردرية علدى ردا داا هللا واجدب‬
‫رق س ح فال يجوز اإلجهداُ ون ضدرو ة درعية ‪ ,‬وه الحيلولدة ون الدزوا‬
‫أو اإلخصاب أو اإلنجاب بصو ة اعمة غير اذع الضرو ة " وق ان ر المييداق‬
‫اإلسالر لحقدوق اإلنسدان بدالر علدى حرردة اإلنسدان الميدت فدر فد المدا ة‬
‫(‪ 2‬ف‪ 4‬رره على أنه ‪ " :‬يجب أن تصدان جردازة اإلنسدان ‪ ,‬وأه ترتهده ‪ ,‬ثمدا‬
‫يحرم ترريحه إه بمجوز رع ‪ ,‬وعلدى ال ولدة ضدمان الده " ح والده ه تبدا‬
‫اذا الحق بال ين والغقي ة ‪ ,‬ولم ير عليه اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫ثما ن القانون اَساس لمرظمة الغ و ال ولية ح ف الما ة اَولى ضدمن‬
‫ف د سددالرة جسددمه وعقلدده ‪ ,‬ورغا ضددة رددا يل د‬
‫أا د افها علددى حددق ثددل د‬
‫‪- -76‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫بجميع الوساعل المالعمة ‪ :‬إع ام اَ اص خا نطداق القضداا ‪ ,‬سدواا أثدانوا‬
‫رن السجراا أو المغتقلين ح أم رمن فرضدت القيدو علدى حدريتهم أم ه ‪ ,‬وحداهت‬
‫ق است م الغرف أو عدا إلدى اسدت اره أم‬
‫" اهخت اا " ‪ ,‬سواا أثان الر‬
‫ه ح وضددمرت المرظمددة ررهاجهددا ف د تحقيددق أا د افها ف د المددا ة "اليانيددة " أن‬
‫تتولى التحقيق ف ‪ " :‬اخت اا اَ اص " ‪ ,‬واإلعدالن عدن الده إاا وجد سدبب‬
‫يددد عو لالعتقدددا بدددأنهم بمدددا يكوندددوا ردددن ضدددحايا انتهاثدددات حقدددوق اإلنسدددان‬
‫المرصوص عليها ف الما ة " اَولى " رن قانونها ‪.‬‬
‫ورددن ارددا ح أقددول إن اددذع الرصددوص ح إن ثانددت صددا قة فد رضددمونها إه‬
‫أنهددا فاق د ة للتطبيددق ؛ لدديس افتددراا عليهددا ح وإنمددا استرددها رددن الواقددع اَلدديم‬
‫واهترهاثات الماضية ح ف ريقها قُ ُرا نحدو تغدذيب اإلنسدان ح وإاد ا حقده فد‬
‫الحياة ‪.‬‬
‫س د أندده‬
‫ورددن بغددا اَريلددة المدلمددة الت د فغلهددا الغددرب بي د ع ح ولكردده ن ِ‬
‫عر را يُذ ِثر اإلنسان بحقوقه عليه يجب أن يكون رياه ف التطبيدق أوه ح ولديس‬
‫غا ات فا غة أو إعالنات خاوية ‪.‬‬
‫‪ -1‬إحراق ورا على ي الطاغية "نيرون"‪.‬‬
‫‪ -2‬ضدرب بغد ا ح وأفغانسدتان ح وفيتردام بداليو انيوم الراضدب ح وقصدف‬
‫المستر يات ح والم ا س ح ورراثز توزيع ال بز والمياع ‪....‬وغيراا رن أرداثن‬
‫تجمع الم نيين بالغراق وأفغانستان ؛ رما نتج عره استردها رئدات اَلدوف ردن‬
‫الم نيين ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلبا ة الجماعية لغررين رليون رسلم على ي جوزيف ستالين ‪.‬‬
‫‪ -4‬إبدددا ة عردددرات الماليدددين ردددن اَفا قدددة أثرددداا ختطدددافهم ح وتهجيدددرام‬
‫اإلجبا رن أفريقيا إلى أرريكا ؛ هستصال اَ اض اران والغمدل فد ردزا ع‬
‫‪- -77‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫السا ة البيا ؛ وثان جزاا رن يتمر على الرق والتغذيب وإا ا اآل رية او ‪:‬‬
‫اإلع ام فو ا بال تحقيق أو رحاثمة رن أ نوع !‬
‫‪ -5‬الحربان الغالميتان اَولى واليانيدة ؛ ندـجم عرهمدا رصدـرع ردا يتدراو‬
‫بددين "‪ 60‬إلددى ‪ " 100‬رليددون أو وبددد ح والمددذابح المروعددة المتبا لددة بدددين‬
‫الكاثوليه والبروتستانت ف أو وبا ‪ ...‬ثذله ‪.‬‬
‫‪ -6‬ضرب ر يرت " ايرو ديما ونجدازاث " اليابدانيتين بالقربلدة الروويدة‬
‫وإصدابة راليدين‬
‫بواسدطة " داعرات أرريكيدة " ورصدرع بدع رليدون د‬
‫آخرين ب"السر ان " بسبب اإل غاع ‪.‬‬
‫‪ -7‬رذابح ( ير ياسين ح وصدابرا و داتيال ح ور سدة بحدر البقدرح ورلجدأ‬
‫قانددددا ح وإعدددد ام عرددددرات اَلددددوف رددددن اَسددددرى المصددددريين عددددار ( ‪1956‬‬
‫و ‪ ( 1967‬على أي عصابات بر صهيون ‪.‬‬
‫‪ -8‬قتددل " بددع رليددون" رسددلم بوسددر علددى أي د‬
‫و"عررات اآلهف " رن الريران على أي الروس‪.‬‬
‫الصددرب والكددروات ح‬
‫‪ -9‬إبدا ة "‪ 70‬ألدف" رسدلم بالقد س عرد را اجتاحتهدا الجحافدل الصدليبية‬
‫بغ أن وع ام القاع الصدليبى بدالغ و إن استسدلموا ثدم غد بهدم !! فد المقابدل‬
‫ع ا " صال ال ين اَيوب " عن الصليبيين عر را فتح الق س‪.‬‬
‫‪ -10‬إعد ام أثيدر ردن " رليدون " رسديح رصددر علدى أيد‬
‫الروران لمصر قبل ال تح اإلسالر ‪.‬‬
‫اهحددتالل‬
‫ولتحقيددق الهيمرددة اَرريكيددة اسددت رت أنددواع السددال ثلهددا ح واَسدداليب‬
‫جميغهدا فد اعتد اااتها علدى الردغوب ح والميدال اَثيدر صدرارة ادو اسدت ارها‬
‫القرابددل الذ يددة ضدد اليابددان فدد أثردداا حددرب الغ وانيددة الغالميددة اليانيددة ‪ .‬وقدد‬
‫است رت السال الكيمياع ف فيترام بغ اليابان ح و غم ررع است ام اَسدلحة‬
‫‪- -78‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الكيمياعية بموجب ات اقية " ايئة اَرم المتح ة "ح فق اسدت رت فد اَ اضد‬
‫ال يتراريدددة التددد احتلتهدددا قرابدددل " الربدددالم وال سددد و " وغيرادددا ردددن اَسدددلحة‬
‫الكيمياعيدة ح وقد أوقغدت أضدرا ا فد الغطداا الربدات للبلد إضدافة إلدى حرقهدا ح‬
‫وا رها القرى وترويهها البرر ؛ نتيجة است ام الغاز السام ‪.‬‬
‫و ه ت حرب فيترام تطبيقا ررهجيا لمما سدات التغدذيب الوحرد المرداف‬
‫لإلنسانية ‪.‬‬
‫ورع تصاع ضراوة الحرب ح ثان الجرو اَرريكيون يطو ن ردن أسداليب‬
‫التركيددل بددالموا رين ح والمقدداتلين ال يتردداريين ح وفضددال عددن تغددرُ اآلهف رددن‬
‫ال يتراريدات لغمليدات اغتصداب رتكدر ة وجماعيدة علدى يد الجردو اَردريكيين ح‬
‫فق ن ذت أساليب التغذيب ر ي ة ح ريل إ خال قطع " قصب الباربو" الت تردبه‬
‫اَ دوان تحدت اَردافر ح وفد أركردة ع يد ة ردن الجسدم ح ووضدع الدر وس فد‬
‫المدداا ل تددرة ويلددة ح و ب د اَي د وحلمددات اَث د اا ح وال صدديتين بأ ددر ة‬
‫الهواتدف ح وتغليدق اَسدير خلدف عربدة ح وجدرع فد حقدول اَ ز حتدى يمدوت ح‬
‫والرر د رددن المروحيددات أثردداا تحليقهددا ح والسددحق تحددت جرددازير المص د حاتح‬
‫يموت نازفا رده‪ (" ...‬ثمدا فد‬
‫وقطع الر وسح وقطع الذ اعين وترن الر‬
‫سجن أبو غريب وجوانتانيمو وغيدر الده الكييدر ردن رغدا ف الوهيدات المتحد ة‬
‫اعية " السالم وحقوق اإلنسان ‪" .‬‬
‫ولديس ثمدة حدرب قدذ ة ح أو رجدز ة ح أو عدا ة ح أو تجدا ة ر د ات فد‬
‫أرريكددا الالتيريددة ح لددم يكددن للوهيددات المتحد ة يد فيهددا عددن ريددق " الم ددابرات‬
‫اَرريكية " الت وق ت و اا اهنقالبات المر ذة ف أرريكا الالتيرية ثلها ح والده‬
‫عبدر تجريد اآلهف ردن المرتزقددة والقتلدة ح فالوهيدات المتحد ة اد التد نظمددت‬
‫اهنقالبددات ضد " سددل ا و " اه ددتراثية فد دديل ح واد التد عمددت أيضدا‬
‫الحكورددددات الغسددددكرية ال ا ددددية فدددد (اَ جرتددددين ح وغواتيمدددداه ح اليونددددان ح‬
‫‪- -79‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واَو غوا ح وترثيا ح والسل ا و ح وال ليبين ح والبرازيدل ح والهرد و اس ح‬
‫وتتقاسم أرريكا المسئولية رع تله الحكورات عن قتل ع ة راليين رن البرر‪.‬‬
‫وقبدل سدقو اهتحدا السدوفيت بسدروات تدزعم الدرعيس اَرريكد اَسدبق‬
‫" ونالد يجددان" حملددة رسددة ض د اهتحددا السدوفيت بحجددة قيا تدده لإل ادداب‬
‫الغالم ‪ ,‬وبغ سقو اهتحا المذثو ف الغام (‪ 1990‬لم تغد وا درطن تتحد‬
‫عدددن انتهاثدددات حقدددوق اإلنسدددان فددد وسددديا اهتحا يدددة ح وه عدددن اهنتهاثدددات‬
‫المتواصددلة ل جهددزة الروسددية ضدد أعضدداا المغا ضددة والتيددا ات السياسددية‬
‫وال يريددة اَخددرى ‪ ,‬بددل اابددت تسددان الددرعيس" يلتسددين " ف د قمغدده للمغا ضددة‬
‫بحجددة حمايددة ال يمقرا يددة ح والتدد بلغددت او تهددا بقصددف البرلمددان الروسددد‬
‫بال بابات !‬
‫والرظرية اَرريكية ف التغارل ردع حقدوق اإلنسدان فد الغدالم ح تغد غايدة‬
‫ف البسا ة والوضو ح بمغرى أن اَنظمة الحلي ة للوهيدات المتحد ة اَرريكيدة‬
‫ا أنظمة يمقرا يدة رياليدة ح حتدى ولدو سدحقت " راليدين " البردر باعتقدالهم‬
‫أو قتلهم أو تجويغهم !‬
‫واَنظمددة المغا يددة للسياسددة اَرريكيددة أو غيددر المتصددالحة رغهددا ا د ‪:‬‬
‫أنظمددة قمغيددة اسددتب ا ية حتددى لددو اسددتر ذت ثددل روا اددا ح و اقاتهددا فد سددبيل‬
‫حمايدددة حقدددوق اإلنسدددان ح والسدددهر علدددى تطبيدددق القدددوانين والحريدددات ال ر يدددة‬
‫والغارة‪.‬‬
‫‪- -80‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثانيا ‪ :‬حرية اهعتقــــا بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حرية اهعتقــــا فى اإلسالم ‪:‬‬
‫لقد ددرع خددالق اإلنسددان يددن اإلسددالم ؛ ليكددون ددارال عددا ه صددالحا لكددل‬
‫زران وركان ؛ ويمحو ثدل رلدم وعد وان فمدع أنده يدن الحدق فد ااتده إه أن هللا‬
‫تغالى أنزل ‪ -‬القرآن الكريم ‪ -‬على سوله الرحيم ؛ ليرذ بهدذا الحدق المبدين ردن‬
‫ثددان حيددا ح ويحددق القددول علددى الكددافرين بالحكمددة والموعظددة الحسددرة ح يقددول‬
‫تغددالى ‪ ( :‬ا ع إِ ِلددى سدبِي ِل ِبهدده بِ ْال ِح ْكمد ِة و ْالموْ ِعظد ِة ْالحسددر ِة وجددا ِْلهُم بِددالَّتِ ِاد‬
‫أ ْحس ُن إِ َّن بَّه ُاو أ ْعل ُم ِبمن ض َّل عن س ِبي ِل ِه و ُاو أ ْعل ُم ِب ْال ُم ْهت ِين ) [الرحـل‪.]125:‬‬
‫فدددا تغدددالى يدددأرر سدددوله الكدددريم ح بدددأن يددد عو إلدددى اإلسدددالم بالحكمدددة‬
‫والموعظة الحسرة ح وأن يجا ل خصوره ليس بالحسرى وإنما بدالت اد أحسدن‬
‫بالحجج الريرات ح وواضح ال ههت ح والبرااين السا غة ح واَ لة القا غة على‬
‫أحقية اذا ال ين ؛ واله تكريما لإلنسان رن ال الق الرحمن ‪.‬‬
‫فرغم أنه ين هللا الحق ح وأنه ه يجوز َ ر لوق أن يغترق يرا غيدرع ؛‬
‫لقوله تغالى ‪ ( :‬إِ َّن ال هِين ِعر ه‬
‫اإلسْال ُم ) وقوله ‪ -‬جل وعال ‪ ( -‬ورن يبْت ِغ غيْر‬
‫اّللِ ِ‬
‫س ِدرين ) [آل عمدران‪ ]85:‬ح و د َّ‬
‫اإلسْال ِم ِيرا فلن ي ُْقبل ِر ْرهُ و ُاو فِد‬
‫اآلخدر ِة ِردن ْال ا ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫أقصى الغقوبات على الكافرين فد الد ا اآلخدرة ح فقدال تغدالى ‪ ( :‬والَّدذِين ث درواْ‬
‫وثذَّبُواْ ِبآيا ِترا أُولـ ِئه أ ْ‬
‫صحابُ الرَّا ِ ُا ْم ِفيها خا ِلد ُون ) [البقدرة‪ , ]39:‬باسدتيراا الدذين‬
‫جغددددوا عددددن رغتقدددد ام البا ددددل إيمددددانهم بهددددذا الدددد ين القدددديم ؛ لقولدددده تغددددالى ‪:‬‬
‫( ِإهَّ الَّذِين تابُواْ ِرن ب ْغ ِ ا ِله وأ ْ‬
‫صلحُواْ ف ِإ َّن هللا غ ُو َّ ِحيم ) [آل عمــران‪. ]89:‬‬
‫وررددذ أثيددر رددن "ألددف وأ بغماعددة وثالثددين" سددرة نهددى اإلسددالم عددن إثددراع‬
‫الراس وإجبا ام على اعتراق ال ين اإلسالر بغ را تبيـن لهم الحق ح فقـ قـال‬
‫الر ْ ُ ِرن ْالغ‬
‫ِين ق تَّبيَّن ُّ‬
‫هللا تغالى ( ه إِ ْثراع فِ ال ه ِ‬
‫‪- -81‬‬
‫ه ِ) [البقـرة‪. ]265:‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ُ ُثلُّهُد ْم ج ِميغدا أفأندت‬
‫داا بُّده آلردن ردن فِد اَ ْ ِ‬
‫وقوله تغدالى ‪ ( :‬ولدوْ‬
‫ت ُ ْك ِرعُ الرَّاس حتَّى ي ُكونُواْ ُر ْد ِررِين ) [يونـس‪.]99:‬‬
‫وليس اذا فحسب ح وإنما قال سبحانه ( ف ِإ ْن أ ْعر ُ‬
‫ضوا فما أ ْ س ْدلران علدي ِْه ْم‬
‫ح ِيظددا إِ ْن عل ْيدده إِ َّه ْالددبال ُ‬
‫غ ) [الردو ى‪ , ]48:‬ويقددول ‪ ( :‬فددذ هثِرْ إِنَّمددا أنددت ُرددذ ِ هثر «‪»21‬‬
‫الرسُدول فقد ْ أ داع ه‬
‫اّلل‬
‫لَّسْت علي ِْهم ِب ُمصي ِْط ٍر «‪[ )»22‬الغا ية] ‪ ,‬ويقول ‪ ( :‬ر َّْن ي ُِط ِع َّ‬
‫ورن تولَّى فما أ ْ س ْلران علي ِْه ْم ح ِيظا ) [الرساا‪.]80:‬‬
‫ثمدددا أن اَسددداس القرآنددد فددد الحدددوا يقدددوم علدددى الحكمدددة والموعظدددة‬
‫الحسرة ح والر علدى إسدااة ال صدم بدالت ادى أحسدن ولديس بمجدر الحسدرى ‪,‬‬
‫وإاا ثان اله فرضا على الرب صاحب المقام الرفيع ح فغيرع رن المسلمين أولدى‬
‫بأن يتحمل السيئة ف الج ال ح وأن ير عليها بالت اد أحسدن ح وجداا التغبيدر‬
‫عن اله اَررف قوله تغالى ( ور ْن أ ْحس ُن قوْ ه ِ هرمَّن عا ِإلدى َّ‬
‫اّللِ وع ِمدل صدا ِلحا‬
‫وقدال إِنَّرِد ِردن ْال ُمسْد ِل ِمين «‪ »33‬وه تسْدت ِو ْالحسدرةُ وه السَّد ِيهئةُ ا ْفدعْ بِدالَّتِ ِاد‬
‫أ ْحس ُن فد ِإاا الَّد ِذ بيْرده وبيْردهُ عد اوة ثأنَّدهُ و ِلد ٌّ ح ِمديم «‪ »34‬وردا يُلقَّاادا إِ َّه الَّدذِين‬
‫صب ُروا ورا يُلقَّااا ِإ َّه اُو ح ٍ ه‬
‫يم «‪[ ) »35‬فصلــت]‪.‬‬
‫ظ ع ِظ ٍ‬
‫فا تغدالى يقدر أن أحسدن الرداس قدوه ‪ :‬ادو الدذ يد عو إلدى هللا ويكدون‬
‫ق وة لغيرع ف الغمل الصالح ح ويغلن انقيا ع أو إسدالره ح وإاا جا لده وأسداا‬
‫إليه ف عوته وف حوا ع أح ؛ فع تله السيئة بالت ا أحسن ردن اهحتمدال‬
‫والصبر‪ ,‬والص ح والكالم الجميل ؛ وحيرئذ يضطر لالعتذا ح ويبد و بغد اا ثأنده‬
‫ول ٌّ حميم‪.‬‬
‫وتلدده ال جددة رددن السددمو ال ُ لُ ِق د ف د ال د عوة ه يصددل إليهددا إه رددن عددانى‬
‫( الصبر والتحمل ف سبيل هللا وج ير به أن يكون اا حظ عظيم عر هللا تغالى ‪.‬‬
‫‪- -82‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ليس اذا فحسب ح فإن ين هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ين أخالق ‪ ,‬فا تغالى يرهدى‬
‫عددن الوقددوع ف د سددب ال صددم ح وتس د يه رغتق اتدده ورق سدداته ؛ حتددى ه ير د فع‬
‫سبُّواْ الَّذِين يد ْ ُ‬
‫ون‬
‫ال صم ف سبه ِ هللا تغالى ‪ ,‬ويقول بُّ الغزة ( وه ت ُ‬
‫عون ِردن ُ ِ‬
‫سبُّواْ ه‬
‫ه‬
‫اّلل ع ْوا ِبغي ِْر ِع ْل ٍم ) [اَنغـام‪. ]108:‬‬
‫اّللِ في ُ‬
‫ويبين ب الغزة الحكمة ف الده ‪ ,‬فدذله الدذ وقدع فد الضدالل وقدع فيده‬
‫باختيا ع وتغصب لده ؛ فكاندت الرتيجدة أن هللا تغدالى زيدن لده ادذا الضدالل ‪ ,‬وفد‬
‫س دبُّواْ‬
‫الرهايددة ررجغدده إلددى هللا يددوم القيارددة ( يددوم اهختبددا ‪ ,‬تقددول اآليددة ( وه ت ُ‬
‫الَّذِين ي ْ ُ‬
‫سبُّواْ ه‬
‫ون ه‬
‫اّلل ع ْوا ِبغي ِْر ِع ْل ٍم ثذ ِله زيَّرَّا ِل ُكد ِ هل أُرَّد ٍة عملهُد ْم‬
‫اّللِ في ُ‬
‫عون ِرن ُ ِ‬
‫ث ُ َّم إِلى ِبه ِهم رَّرْ ِجغُ ُه ْم فيُر ِبهئُهُم بِما ثانُواْ يغْملُون ) [اَنغـام‪. ]108:‬‬
‫ثدذله أيضدا ح فاإلسدالم يد عو أتباعده إلدى التمسده بدالقيم الربانيدة واَ لددة‬
‫المرطقيددة ح وإجددراا الحددوا بالحكمددة ؛ فهددو ه ي د عو إلددى التر د بددل ي د عو إلددى‬
‫اليسر والتسهيل على الراس ح والصبر عليهم ؛ فذله أسلوب الرب ‪ $‬فد الد عوة‬
‫؛ لقولدده تغددالى ‪ ( :‬وا ْ‬
‫صد ِبرْ علددى رددا يقُولُددون وا ْا ُجددرْ ُا ْم ا ْجددرا ج ِمدديال ) [المزرددل‪.]10:‬‬
‫والددذ أنددزل سددتو ا للرب د ‪ $‬وثددل اعيددة ؛ بقولدده تغددالى ‪ُ ( :‬خ د ِذ ْالغ ْددو وأْ ُرددرْ‬
‫ف وأ ْع ِر ْ‬
‫ُ ع ِن ْالجا ِا ِلين ) [اَعراف‪. ]199:‬‬
‫ِب ْالغُرْ ِ‬
‫واإلعدراُ عددن ال صددم ؛ يغرد ‪ :‬ترثدده لمددا اختددا ع عددن ريددق ا تضدداع‬
‫لر سه ح ويغر ‪ :‬انتظا الحكم ف اله اهختالف إلى يدوم القياردة ‪ .‬وهللا تغدالى ح‬
‫قددال للربد ‪ ( : $‬فددأ ْع ِر ْ‬
‫ُ عد ْر ُه ْم وانت ِظددرْ إِنَّ ُهددم رُّرت ِظد ُدرون ) [السددج ة‪ .]30:‬ويقددول لدده‬
‫ُ عدددن َّردددن تدددولَّى عدددن ِا ْث ِرندددا ولددد ْم يُد ِددر ْ ِإ َّه ْ‬
‫الحيددداة الددد ُّ ْنيا «‪»29‬‬
‫بددده ( فدددأ ْع ِر ْ‬
‫دن‬
‫ا ِلدده ردبْلغُهُم ِ هرددن ْال ِغ ْلد ِدم إِ َّن بَّدده ُاددو أ ْعلد ُم بِمددن ضد َّل عددن سدبِي ِل ِه و ُاددو أ ْعلد ُم بِمد ِ‬
‫ا ْات ى «‪[ ) »30‬الرجم]‪.‬‬
‫‪- -83‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والدده ؛ َن اإلعددراُ يرددغرام بالمسددئولية ح ويحمددل ف د يَّاتدده ت وي ددا‬
‫لهم ‪ ,‬ويغكس اذا الت ويف أرال ل ى ال اعية ف ا اية بغا ال صوم ‪.‬‬
‫وبغ الده يدأت ردن يدتهم اإلسدالم ح بأنده انتردر بالسديف ح وأنده يدن قتدل‬
‫وتغصب ح ويحداول أن يصد َّ عدن اإلسدالم بإ داعة الردبهات ال احضدة واَقاويدل‬
‫الكاابدددة ريدددل ‪ :‬لمدددااا يقتدددل المرتددد عدددن انبددده ؟ ويزعمدددون أن اإلسدددالم انتردددر‬
‫بالسيف ح ولهذا سربين ثرف اذع اهفترااات فيما يل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الر على بهة قتل المرت‬
‫‪:‬‬
‫إن اإلسدددالم يدددن الحريدددات ه يُ ْكدددرع أحددد علدددى أن يغترقددده ح وادددذا واضدددح‬
‫ِين ‪ ,‬فاإلسدالم ه‬
‫وصريح ف اآليات القرآنية ح فقد قدال تغدالى (ه ِإ ْثدراع ِفد الد ه ِ‬
‫ي رُ على إنسان ال خول فيه ح أرا إاا اسدتجاب اإلنسدان لد عوة الحدق ح وبدا‬
‫باعتردداق اإلسددالم يرددا بغ د رددا انرددر ص د ع لإليمددان واله د ى ؛ فإندده ه يبدديح‬
‫ال ددرو رردده والجهددر بر تدده ؛ َن الدده يغ د رددن ال يانددة الغظمددى لإلسددالم الت د‬
‫تستحق الغقاب ‪.‬‬
‫ولغددل السددبب ف د الدده أن اإلسددالم لدده نظددام ددارل رتكارددل ح ولدده عقي د ة‬
‫اس د ة يقددوم عليهددا فه د ليسددت ( لغبددة بي د المر لتددين وه اددوى البطددالين ‪,‬‬
‫فالمرتد الددذ يجهددر بر تدده ؛ يغلددن حربددا علددى اإلسددالم ح ويرفددع بهددا ايددة الك ددر‬
‫والضالل والبهتان ح وي لع ن سه رن أرة اإلسالم الت ثان عضوا فد جسد اا ح‬
‫ونواة ف قلبها ح ويغير وهاع ويب ل اويته وانتمااع إلى خصورها ح وي ل علدى‬
‫اله سول هللا ‪ $‬ف قوله (التا ن ل يره الم ا ق للجماعة (‪. 1‬‬
‫فاإلسالم ه يكلف أح ا أن يجهر برصرة اإلسالم ح ولكره ه يقبل رن أح أن‬
‫ي ْ ذُله أو أن يرت عره ‪ ,‬وه عجب ف اله ؛ َن قوانين ثيير ردن قدوانين الد ول‬
‫تغُ د ُّ ال ددرو عليهددا خيانددة عظمددى تسددتحق القتددل ‪ ,‬واسددتكماه للددر علددى اددذع‬
‫(‪ )1‬رواه آ مسلم‪.‬‬
‫‪- -84‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الرددبهة ح فددإن اإلسددالم يحددافظ علددى تماسدده المجتمددع اإلسددالر رددن الحاق د ين‬
‫والمرككين ‪.‬‬
‫فاإلسالم ه يقبل أن ي خل فيده اليدوم إنسدان وي در ررده غد ا علدى ريقدة‬
‫آخدرعُ‬
‫ندزل علدى الَّدذِين آررُدواْ و ْجده الرَّهدا ِ وا ْث ُ ُدرواْ ِ‬
‫بغا اليهو ( ِ‬
‫آررُدواْ ِبالَّد ِذ أ ُ ِ‬
‫لغلَّ ُه ْم يرْ ِجغُون ) [آل عمـران‪.]72:‬‬
‫ورهمدددا يكدددن جدددرم المرتددد فدددإن المسدددلمين ه يتبغدددون عدددو ات أحددد ٍ ح وه‬
‫يتسو ون علدى أحد ٍ بيتده ‪ ,‬وه يحاسدبون إه ردن جداار بلسدانه أو قلمده أو فغلده‬
‫دده فد‬
‫رمدا يكددون ث ددرا وبواحدا صددريحا ه رجدال فيده لتأويددل أو احتمددال ح فدأ‬
‫اله ؛ ي سر لمصلحة المتهم بالر ة ‪.‬‬
‫إن التهددداون فددد عقوبدددة المرتددد المغلدددن لر تددده ؛ يغدددرُ المجتمدددع ثلددده‬
‫لل طرح وي تح عليه باب ال ترة التد ه يغلدم عواقبهدا إه هللا ‪ :‬فدال يلبدث المرتد‬
‫أن يغر بغيرع ‪ ,‬وخصوصا رن الضغ اا والبسطاا رن الراس ‪ ,‬وحتدى ه تتكدون‬
‫جماعة رراوعة ل ردة تسدتبيح لر سدها اهسدتغانة بأعد اا اَردة لتصديبها بصدراع‬
‫وتمددزق فكددر واجتمدداع وسياسد ‪ ,‬وق د يتطددو إلددى صددراع رددو بددل حددرب‬
‫أالية ؛ تأثل اَخضر واليابس ‪.‬‬
‫وجمهو ال قهاا قالوا بوجوب استتابة المرت ح قبل تر يذ الغقوبدة فيده بدل‬
‫قال ي اإلسالم ابن تيمية ‪ :‬ادو إجمداع الصدحابة ‪ -‬ضد هللا عدرهم أجمغدين ‪-‬‬
‫وبغا ال قهاا ح اا بيالثة أيام ح وبغضهم بأقل وبغضهم بدأثير واسدتيروا ردن‬
‫اله الزن يق ؛ َنه يظهر خالف را يبطن ح فدال توبدة لده وثدذله سدابُّ الرسدول ‪$‬‬
‫لحررة سول هللا وثرارته ح فال تقبدل ررده توبدة وألَّدف ابدن تيميدة ثتابدا فد الده‬
‫أسماع "الصا م المسلول على اتم الرسول" ‪.‬‬
‫والمقصو بهذع اهستتابة ‪ :‬إعطا ع فرصة ليراجع ن سه ؛ عسى أن تزول‬
‫عره الربهة ح وتقوم عليه الحُجة ح ويكلف الغلماا بدالر علدى ردا فد ن سده ردن‬
‫‪- -85‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ددبهة حتددى تقددوم عليدده الحُجددة ح إن ثددان يطلددب الحقيقددة بددإخالص وإن ثددان لدده‬
‫اوى أو يغمل لحساب آخرين ‪ ,‬يولى را تولى (‪. 1‬‬
‫‪-2‬‬
‫بهة أن اإلسالم انترر بالسيف ‪:‬‬
‫إن ثل بهة على اإلسالم ح يأت ف و و ادا ‪ ,‬ورحوادا عدز وف در ‪ ,‬و درف ‪,‬‬
‫ويزيد بهددا جمدداه ‪ ,‬ورجد ا ‪ ,‬وانترددا ا ‪ ,‬وحبددا لهددذا الد ين الحددق الددذ يتدديح الحريددات‬
‫ويغطددى الحقددوق ‪ ,‬وي د عم اَخددالق ‪ ,‬ويمحددو الضددالهت ‪ ,‬فكلمددا زا المحبددون اعتراقددا‬
‫لإلسددالم ؛ زا عليدده الحاق د ون بغضددا وثراددا ‪ ,‬ويبددو رددن أفددوااهم رلددم وس د ه ‪ ,‬وه‬
‫عجددب أن يكددون ح لهددذا الصددر الرددار ع د اوة رددن الحاس د ين والحاق د ين ‪ ,‬والددذين‬
‫يررون باتهارات زاع ة ‪ ,‬و بهات با لة ‪.‬‬
‫اددذع ددبهة واايددة ج يدد ة ح يقولددون فيهددا ‪ :‬إن اإلسددالم انترددر بالسدديف‬
‫واسدددت لوا علدددى الددده بال توحدددات اإلسدددالرية ‪ ,‬وحددد يث سدددول هللا ‪ ” : $‬بغيدددت‬
‫بالسيف بين ي الساعة ؛ حتى يغب هللا وح ع “(‪ 2‬ونحن ه نركر اذا ‪ ,‬فهو رن‬
‫اإلسالم ‪.‬‬
‫ولكررددا نتغجددب رددن اددذا الددرب الزاعددف والمرطددق الغريددب ‪ ,‬وال هددم الضددال ‪,‬‬
‫وانطماس البصيرة ‪ ,‬وسربين الحق ثارال ببطالن اذع المقولة ‪ ,‬فوهللا را با ز أادل‬
‫الحق قِرن إه ثسروا قرنه وبرروع بسوا ررقلبه ‪ ,‬فهذا ٌّ لمدن يسدتجيب ‪ ,‬وإنمدا‬
‫يستجيب الذين يسمغون أو لمن له قلب أو ألقى السمع واو دهي ‪ .‬وادذا إبدراز‬
‫لبغا الرقا المهمة فى قضية بهة انترا اإلسالم بح السيف فيما يلى‪:‬‬
‫‪ -1‬إن اإلسددالم انترددر بالد عوة وحد اا ح ولددم يرترددر بالسدديف ‪ -‬بددالقوة‪-‬‬
‫فبال عوة وح اا اعترق الردغوب اإلسدالم التد قهدرت الغدرب رددخرا ثدـ ( التدرن‬
‫والمغول والصين ولم تكن اران فتوحات إسالرية لهدذع المردا ق ح ولغدل دغا‬
‫(‪ )1‬وزراة األوقاف المصرية (‪ )2008‬آ حقائم اإلسالم في مواجهة شبهات المشككين ‪ ,‬قديم محمود حمدي زقزوق ‪,‬‬
‫المجلن األعل للشئون اإلسالمية ‪ ,‬القاهرة المطابع التخارب ‪ ,‬الطب ة الخامسة ص‪.30‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أحمد في مسنده ( ‪.) 5114‬‬
‫‪- -86‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ال عوة الصا قة الت ترقق القلوب وي ضع لها الغقل ح ويميل لهدا ال ددا ادو َّ‬
‫أن‬
‫اإلسالم ين اختيا ى ح فق قال هللا ‪ -‬عدز وجدل ‪ ( -‬ولدوْ داا بُّده آلردن ردن فِد‬
‫ُ ُثلُّ ُه ْم ج ِميغدا أفأندت ت ُ ْك ِدرعُ الرَّداس حتَّدى ي ُكونُدواْ ُر ْدد ِررِين ) [يدونس‪ . ]99:‬وادذا‬
‫اَ ْ ِ‬
‫ليددل قددا ع علددى ن د اإلثددراع فد الد ين ح ثمددا فد اددذع اآليددة ح فيقددول هللا تغددالى‬
‫الر ْ ُ ِرن ْالغ ه ِ ) [البقـرة‪. ]256:‬‬
‫ِين ق تَّبيَّن ُّ‬
‫ أيضا ‪ ( -‬ه ِإ ْثراع ِف ال ه ِ‬‫وي بر هللا تغالى ح أنه ه إثدراع فد يرده ؛ والده حدين أ ا بغدا اَنصدا‬
‫إثراع رن تهدو أو ترصدر ردن أوه ادم علدى الد خول فد يدن اإلسدالمح فدرغم أن‬
‫رحاوهت اإلثدراع ثاندت ردن آبداا يريد ون حمايدة أبرداعهم ردن التبغيدة ؛ َعد اعهم‬
‫المحا بين الذين ي ال ونهم ف يرهم وقوريتهم ‪.‬‬
‫وصان اإلسالم لغير المسلمين رغاب ام ح و عى حررة غاعرام ح بل جغل‬
‫القرآن رن أسباب اإلان ف القتدال ‪ :‬حمايدة حريدة الغبدا ة والده فد قولده تغدالى‬
‫دن الَّدذِين آررُددوا ِإ َّن َّ‬
‫( ِإ َّن َّ‬
‫ان ث ُددو ٍ «‪ »38‬أُاِن ِللَّدذِين‬
‫اّلل ه ي ُِحددبُّ ُثد َّل خددوَّ ٍ‬
‫اّلل يُد افِ ُع عد ِ‬
‫يُقاتلُون ِبأنَّ ُه ْم ُ‬
‫اّلل على ن ْ‬
‫ر ِل ُموا و ِإ َّن َّ‬
‫ص ِر ِا ْم لق ِير «‪[ ) »39‬الحج] ‪.‬‬
‫ولق ا تمل عه الرب ‪ $‬إلى أال نجدران أن لهدم جدوا هللا واردة سدوله‬
‫على أروالهم ورلتهم وبيغهم (‪. 1‬‬
‫ثمددا أن ال توحددات اإلسددالرية ددرعت القتددال ؛ لحمايددة الضددغ اا ولحريددة‬
‫الغبددا ة ح و الغد وان والد فاع عددن الددر س ونصددرة الحددق والغد ل وإزالددة الرددر‬
‫وال سا ف اَ ُ ح وإقرا الحرية لجميدع الرداس رهمدا ثاندت عقاعد ام ‪ ,‬فكدان‬
‫القتددال عددوة للتددآلف بددين الرددغوب ح فهددو لدديس لمصددلحة صددية وه ددهرة‬
‫ااتيددة ح وإنمددا ثددان لرفددع ايددة المسدداواة والغ د ل ليسددو رجتمددع آرددن فيدده حددق‬
‫الحريات ح وليس فيه ركان لل سا وه الم س ين وه للظلم والظدالمين ( وردا ل ُكد ْم‬
‫(‪ )1‬ذكره أبو يوسف ف كتاب الخراج ‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪- -87‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اّللِ و ْال ُمسْت ْ‬
‫ه تُقدداتِلُون فِ د س د ِبي ِل ه‬
‫ان الَّ دذِين‬
‫ضددغ ِين ِرددن ِ ه‬
‫الرجددا ِل وال ِرهسدداا و ْال ِو ْل د ِ‬
‫دن اددـ ِذ ِع ْالقرْ ي د ِة َّ‬
‫يقُولُددون بَّرددا أ ْخ ِر ْجرددا ِرد ْ‬
‫الظددا ِل ِم أ ْالُهددا و ْ‬
‫اجغددل لَّرددا ِرددن لَّ د ُنه و ِليددا‬
‫و ْ‬
‫اجغل لَّرا ِرن لَّ ُنه ن ِصيرا ) [الرساا‪. ]75:‬‬
‫( ِإهَّ الَّ دذِين ي ِصددلُون ِإلددى قددوْ ٍم ب ْيددر ُك ْم وبيْددرهُم ِ هرييدداق أوْ جددآ ُ و ُث ْم ح ِصددر ْت‬
‫ص ُو ُ ُا ْم أن يُقاتِلُو ُث ْم أوْ يُقداتِلُواْ قدوْ ر ُه ْم ولدوْ داا ه‬
‫ُ‬
‫اّللُ لسدلَّط ُه ْم علد ْي ُك ْم فلقداتلُو ُث ْم‬
‫اّللُ ل ُك ْم علي ِْه ْم سبِيال )‬
‫ف ِإ ِن ا ْعتزلُو ُث ْم فل ْم يُقاتِلُو ُث ْم وأ ْلقوْ اْ إِل ْي ُك ُم السَّلم فما جغل ه‬
‫[الرســـاا‪.]90:‬‬
‫ثمدددا أن القتدددال دددرعه هللا تغدددالى ؛ للددد فاع عدددن الدددر س ضددد المغتددد ين ‪:‬‬
‫اّلل ه ي ُِحبه ِ ْ‬
‫ال ُمغْت ِين «‪»190‬‬
‫اّللِ الَّذِين يُقاتِلُون ُك ْم وه تغْت ُواْ إِ َّن ه‬
‫( وقاتِلُواْ فِ سبِي ِل ه‬
‫ْث ث ِق ْت ُ ُمو ُا ْم وأ ْخ ِرجُو ُام ِ هر ْن حي ُ‬
‫و ْاقتُلُو ُا ْم حي ُ‬
‫ْث أ ْخرجُو ُث ْم و ْال ِتْرةُ أ د ُّ ِردن ْالقتْد ِل‬
‫وه تُقا ِتلُو ُا ْم ِعر ْالمس ِْج ِ ْالحر ِام حتَّى يُقدا ِتلُو ُث ْم ِفيد ِه فد ِإن قداتلُو ُث ْم ف ْ‬
‫داقتُلُو ُا ْم ثدذ ِله‬
‫جزاا ْالكافِ ِرين «‪ »191‬فد ِإ ِن انتهدوْ اْ فد ِإ َّن ه‬
‫اّلل غ ُدو َّ ِحديم «‪ »192‬وقداتِلُو ُا ْم حتَّدى ه‬
‫عد ْوان إِهَّ علددى َّ‬
‫الظددا ِل ِمين «‪) »193‬‬
‫ت ُكددون فِتْرددة وي ُكددون الد ه ُ‬
‫ِين ِ هّللِ فد ِإ ِن انتهددواْ فددال ُ‬
‫[البقـــرة] ‪ُ ( ,‬ثتِب عل ْي ُك ُم ْال ِقتا ُل و ُاو ُثرْ ع لَّ ُك ْم وعسى أن ت ْكر ُاواْ يْئا و ُاو خيْدر لَّ ُكد ْم‬
‫وعسى أن ت ُ ِحبُّواْ يْئا و ُاو ٌّر لَّ ُك ْم و ه‬
‫اّللُ يغْل ُم وأنت ُ ْم ه تغْل ُمون ) [البقرة‪. ]216:‬‬
‫وأرا السرة فق جاات ردي ة لما جاا به القرآن الكريم ‪ ,‬وإليه رفا ررها‪:‬‬
‫وى اإلرام رسلم ف صحيحه بسر ع ‪ :‬إن الرب ‪ $‬ثان إاا أرَّر أريدرا علدى جدين‬
‫أو سرية أوصاع ف خاصته ‪ :‬بتقوى هللا ورن رغه رن المسلمين خيرا ‪ ,‬ثدم قدال‬
‫الرب ‪ ” $‬اغزوا باسم هللا ف سبيل هللا ‪ ,‬قاتلوا رن ث ر با ‪ ,‬اغدزوا وه تغُلُّدوا ‪,‬‬
‫وه تغ د وا ‪ ,‬وه تميلددوا ‪ ,‬وه تقتلددوا ولي د ا ‪ ,‬وإاا لقيددت ع د ون رددن المرددرثين ؛‬
‫َّ‬
‫فأيتهن را أجابون فاقبل ررهم و ُثفَّ عدرهم ‪,‬‬
‫فا عهم إلى ثال خصال ‪ ,‬أو خالل ‪,‬‬
‫فددإن اددم أبددوا ؛ فاسددتغن بددا وقدداتلهم “ (‪ 1‬ح واكددذا تددرى أن الرب د ‪ $‬لددم يددأرر‬
‫(‪ )1‬أخرجه اإلمام مسلم كتاب الجهاد والسير ‪ ،‬باب أمير اإلمام األمراا ( ‪. ) 1731‬‬
‫‪- -88‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫بالقتال إه بغ أن تستر ذ الوسداعل ال ه‬
‫سِدلمية ‪ ,‬ولديس بغد اسدتر اااا إه أنهدم قدوم‬
‫ر س ون أو يري ون الحرب ‪.‬‬
‫وف اذا السدياق ‪ ,‬فدإن الجزيدة ليسدت لإل غدام علدى اإلسدالم ‪ ,‬وإنمدا اد‬
‫نظير حمدايتهم ح وتدأريرهم وتقد يم دتى ال د رات ‪ ,‬لديس ادذا فقد ح وإنمدا حتدى‬
‫يرا ثوا ف التكافل اهجتماع للمجتمع ح فالمسلمون ي فغون الزثاة بأنواعها ح‬
‫فكان هب عليهم أن يرا ثوا بدأروالهم وت درُ علديهم أردوال ( الجزيدة والتد‬
‫ت خل ف خ رة المجتمدع ح الدذ يغيردون فيده ريدل ( إ غدام ال قدراا والمسداثين‬
‫ررهم ح وحمايتهم رن المغت ين حتى يسو الغ ل اهجتماع ويراعدى الضدغ اا‬
‫وال قراا والمساثين ‪.‬‬
‫وأرا رغارلة الرسول ‪َ $‬ال الكتاب ‪ -‬يهدو أو نصدا ى‪ -‬فقد ثدان يدزو ام‬
‫ويكررهم ويحسن إليهم ح ويغو ررضاام ويأخذ ررهم ويغطيهم (‪ 2‬ح واثدر ابدن‬
‫اسددحاق ف د السدديرة ‪ :‬أن وف د نجددران ‪ -‬واددم رددن الرصددا ى ‪ -‬ل َّمددا ق د روا علددى‬
‫سول هللا ‪ $‬بالم يرة ؛ خلوا عليه رسج ع بغ الغصر فكاندت صدالتهم ؛ فقداروا‬
‫يصلون ف رسج ع ؛ فأ ا الراس ررغهم ح فقال سول هللا ‪ $‬عوام ؛ فاسدتقبلوا‬
‫المررق فصلوا صالتهم ‪ ,‬وعقَّب المجته ابن القيم على ادذع القصدة فد الهد‬
‫الربو ح فذثر رما فيها رن ال قه ( جواز خول أال الكتداب رسداج المسدلمين ح‬
‫وتمكين أال الكتاب رن صالتهم بحضرة المسلمين وف رسداج ام ‪ -‬أيضدا ‪ -‬إاا‬
‫ثان ف اله عا ضا (‪. 3‬‬
‫و وى أبددو عبيدد فدد اَرددوال عددن سددغي بددن المسددبب ‪ :‬أن سددول هللا‬
‫( تصد ق بصد قة علددى أاددل بيددت رددن اليهددو ح فهد تجددر علدديهم (‪ , 4‬و وى‬
‫الب ددا ‪ -‬أيضددا ‪ ( : -‬أن الربد ‪ $‬رددات و عدده رراونددة عرد يهددو فد ن قددة‬
‫‪$‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬يوسف القرواوى آ غير المسلمين في المجتمع اإلسالمي ص ‪.47‬‬
‫(‪ )3‬زاد الم اد آ ج ‪ 3‬مطب ة السنة المحمدية ‪.‬‬
‫(‪ )4‬األموال ص ‪.613‬‬
‫‪- -89‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عياله (‪ 1‬ح وق ثان فد وسدغه أن يسدتقرُ ردن أصدحابه وردا ثدانوا ليضدروا ح‬
‫ولكن أ ا أن يُغلم أرته ح وق ِبل الرب ‪ $‬اله ايا رن غير المسلمين ح واستغان فد‬
‫سلمه وحربه بغير المسلمين ؛ حيث ضمن وهاام لده ولدم ي دن ردرهم درا وه‬
‫ثي ا ‪ ,‬و وى جابر بن عب هللا قال ‪ ( :‬ررت برا جرازة ح فقام الرب وقمرا فقلرا يدا‬
‫سددول هللا إنهددا جرددازة يهددو ؛ فقددال ‪ ” :‬أو ليسددت ن سددا ؛ إاا أيددتم الجرددازة‬
‫فقوروا “ (‪. 2‬‬
‫ثل اذا ير اذع ال رية ويقتلغها رن أساسها ح والرسول ‪ $‬فد سديرته ردن‬
‫التسددارح رددع أندداس أسددروا واددم علددى ددرثهم ؛ فلددم يجبددرام علددى اإلسددالم ح بددل‬
‫ترثهم إلى اختيا ام ‪.‬‬
‫فق اثدر اليقدات ردن ُثتهداب السدير والحد يث ح أن المسدلمين فد سدرية ردن‬
‫السرايا أسدروا سدي بردى حري دة ‪ -‬ثماردة بدن أُثدال الحر د ‪ -‬وادم ه يغرفونده ؛‬
‫فأتوا به إلى سول هللا ‪ $‬فغرفه وأثرره ‪ ,‬وأبقاع عر ع ثالثة أيام ‪ ,‬وثدان فد ثدل‬
‫يوم يغرُ عليده اإلسدالم عرضدا ثريمدا ؛ فيدأبى ويقدول ‪ :‬إن تسدأل رداه تُغطده ‪,‬‬
‫وإن تقتل تقتل اا ٍم ‪ ,‬وإن ترغم تدرغم علدى داثر ‪ ,‬فمدا ثدان ردن الربد ‪ : $‬إه أن‬
‫أ لق سراحه ولق اسدترق قلدب ثماردة بهدذع السدماحة ال اعقدة ‪ ,‬وادذع المغارلدة‬
‫الكريمددة ‪ ,‬فددذاب واغتسددل ‪ ,‬ثددم عددا إلددى الربد ‪ $‬رسددلما ر تددا ا ‪ ,‬وقددال لدده ‪ :‬يددا‬
‫رحم ‪ ,‬وهللا را ثان علدى اَ ُ ردن وجده أبغدا إلد َّ ردن وجهده ‪ ,‬فقد أصدبح‬
‫وجهه أحبه الوجوع إل َّ ح وهللا را ثان على اَ ُ رن ين أبغا إل َّ رن يره‬
‫‪ ,‬فق أصبح يره أحبه ال ين إل َّ ‪ .‬وهللا را ثان رن بل أبغا إل َّ ه ردن بلد ن ‪,‬‬
‫فق أصبحت أحبه البال إل َّ ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب المغازي ‪ ،‬باب وفاة النبي صل ى عليه وسلم ( ‪. ) 4197‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،‬باب القيام للجنازة ( ‪.) 1245‬‬
‫‪- -90‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وق سر سول هللا ‪ $‬بإسالره سرو ا عظيما ؛ فق أسلم بإسالره ثيير ردن‬
‫قوره ‪ ,‬ولم يقف أثر اذا التسارح ف المغارلدة عرد إسدالم " ثماردة " وقورده ‪,‬‬
‫بل ثانت له آثا بغي ة الم ى ف تا ي ال عوة اإلسالرية ‪.‬‬
‫وق ااب ركة رغتمرا ‪ ,‬فه َّم أالها أن يداوع ح ولكدرهم اثدروا حداجتهم إلدى‬
‫حبددوب اليمارددة ‪ ,‬فددآلى علددى ن سدده أن ه يرسددل لقددرين دديئا رددن الحبددوب حتددى‬
‫يدرروا ؛ فجه وا جه ا ي ا فلم يروا بُ ا رن اهستغاثة برسول هللا ‪. $‬‬
‫ترى رااا ثان رن أرر سول هللا ‪ $‬رغهدم ؟ أيد ع " ثماردة " حتدى يلجدئهم‬
‫بسددبب ررددع الحبددوب عددرهم إلددى اإليمددان ؟ ه ‪ ,‬لق د عددارلهم بمددا عددرف عردده رددن‬
‫التسددارح ‪ ,‬وأن ه إثددراع ف د ال د ين ‪ ,‬فكتددب إلددى ثمارددة أن يُ ِلددى بيددرهم ح وبددين‬
‫حبوب اليمارة ‪ ,‬ف غل فما أيكم أيها الم ترون ؟ ‪.‬‬
‫لما فدتح الربد ‪ $‬ركدة و خلهدا ردافرا ررتصدرا ثدان صد وان بدن أريدة رمدن‬
‫أاد ت رددا ام ؛ لرد ة عد اوتهم لإلسددالم ‪ ,‬والتأليددب علددى المسددلمين ‪ ,‬فدداخت ى‬
‫وأ ا أن يذاب ليلق بر سه ف البحر ‪ ,‬فجاا ابن عمه عمير بن وادب الجمحد‬
‫وقال ‪ :‬يانيى هللا ‪ ,‬إن ص وان سدي قورده ‪ ,‬وقد ادرب ؛ ليقدذف ن سده فد البحدر‬
‫فأ ِ هرره ‪ ,‬فأعطاع عمارته ‪ ,‬فأخدذاا عميدر ؛ حتدى لقد صد وان ح قدال لده ‪ ” :‬فد ان‬
‫أب وأرد ح جئتده ردن عرد أفضدل الرداس ‪ ,‬وأبدر الرداس ‪ ,‬وأحلدم الرداس ‪ ,‬وخيدر‬
‫الردداس ‪ ,‬واددو ابددن عمدده ‪ ,‬وعددزع عددزن ‪ ,‬و ددرفه ددرفه ‪ ,‬ورلكدده رلكدده “ فقددال‬
‫ص وان ‪ :‬إن أخافه على ن س ‪ .‬قدال عميدر ‪ :‬ادو أحلدم ردن الده وأثدرم ‪ ,‬وأ اع‬
‫عالرة اَران وا الغمارة ؛ فقبل بر ع ‪ ,‬فرجع إلدى سدول هللا ح فقدال ‪ :‬إن ادذا‬
‫يزعم أنده أررترد ‪ ,‬فقدال الربد ‪ ” : $‬صد ق “ ح فقدال صد وان‪ :‬أرهلرد بال يدا‬
‫هرين ‪ ,‬فقال له سول هللا ‪ ” : $‬بل أ بغة أ هر “ ‪ ,‬ثدم أسدلم بغد الده وحسدن‬
‫إسالره ‪.‬‬
‫‪- -91‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولدديس اددذا فق د ح وإنمددا ثددان اددذا ررهج دا ؛ لتسددير عليدده بقيددة اَرددة رددن‬
‫بغ ع ‪. $‬‬
‫ف ى عه عمر بدن ال طداب ح نجد ع أرَّدن أادل إيليدا ‪ -‬القد س‪ -‬وبغدث لهدم‬
‫سالة ن َّ فيها على ( حريتهم ال يرية وحريدة رغابد ام و دغاعرام ‪ :‬أعطداام‬
‫أراندددا َن سدددهم وأردددوالهم ح وثراعسدددهم وصدددلبانهم ح وسددداعر رلدددتهم ه تسدددكن‬
‫ثراعسهم ح وه ته م وه يرتق ررهدا ح وه ردن حيزادا ح وه ردن صدلبها وه ردن‬
‫ا ردن أردوالهم ح وه يكرادون علدى يدرهم ح وه يضدا أحد ردرهم وه يسدكن‬
‫ إيليا ‪ -‬رغهم أح رن اليهو ‪.‬‬‫ولق أى عمر بن ال طاب ‪ d‬يورا دي ا ضدريرا يسدأل علدى بداب ح فسدأل‬
‫عردده فغلددم أندده يهددو فقددال لدده ‪ :‬رددا ألجددأن إلددى رددا أ ى قددال ‪ :‬الجزيددة والحاجددة‬
‫والسن ؛ فأخذ عمر بي ع وااب إلدى ررزلده فأعطداع ردا يك يده وأ سدل إلدى خدازن‬
‫بيت المال ‪ :‬انظر اذا ونظرااع ؛ فوهللا ردا أنصد راع إن أثلردا دبيبته ح ثدم ن ذلده‬
‫عر الهرم ‪.‬‬
‫وردر‬
‫إنما الص قات لل قراا والمساثين "وادذا ردن رسداثين أادل الكتداب"‬
‫َّ‬
‫عمددر بددن ال طدداب يورددا علددى قددوم ح ق د أقيمددوا ف د الجزيددة ؛ فكددرع الدده وقددال ‪:‬‬
‫يقولون ه نج ح قال ‪ :‬فد عوام وه تكل دوام ردا ه يطيقدون ح ثدم أردر بهدم ف لد‬
‫سبيلهم ‪.‬‬
‫وأصيب عمر بضدربة جدل ردن أادل الذردة ‪ -‬أبد لدلددة المجوسد ‪ -‬فلدم‬
‫يمرغدده الدده أن يوصددى ال لي ددة رددن بغ د ع ح واددو علددى فددران المددوت ح فيقددول‪:‬‬
‫” أُوص ال لي ة رن بغ بأال الذردة خيدرا أن يدوف بغهد ام ح وأن يقاتدل ردن‬
‫و اعهم ح وأه يكل هم فوق اقتهم “‪.‬‬
‫‪- -92‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬حرية اهعتقا فى الغرب ‪:‬‬
‫فد رحاولددة بددذل الجهد فد سددبيل ترسددي حقددوق اإلنسددان‪ ,‬نصددت المددا ة‬
‫حق ف حرية الت كيدر ح والضدمير والد ين ‪,‬‬
‫الياررة عرر على أنه " لكل‬
‫ويرمل اذا الحق حريته ف تغيير يره ح أو رغتق اته ‪ ,‬وحريتده فد إرهدا يرده‬
‫أو رغتق ع بالتغب ح وإقارة الرغاعر والمما سة والتغليم بم ر ع ح أو رع جماعدة‪,‬‬
‫وأرام الم أو على حد ة " ‪ ,‬ثمدا أن المدا ة اليارردة عردر ردن اهت اقيدة ال اصدة‬
‫بددالحقوق السياسددية الم نيددة ح جدداات فقرتهددا اَولددى ددبه رطابقددة لتلدده المددا ة ‪,‬‬
‫وفضال عدن الده ؛ فإنهدا احتدوت علدى ثدال فقدرات أخدرى ريَّزتهدا عمدا و فد‬
‫المددا ة الياررددة عرددر رددن اإلعددالن ‪ ,‬حيددث بيَّرددت برددكل ر صددل حقددوق ال ددر ف د‬
‫حريته باعتراق ال ين والمغتق ح الذ ي تا ع وحريته ف إرها يره أو رغتقد ع‬
‫رن ع ره ‪.‬‬
‫ولكرهددا فد الوقددت ن سدده ح أعطددت الحددق للد ول ح واَ ددراف فد المغااد ة‬
‫التحلل رن بغدا فقدرات تلده المدا ة فد حالدة رسدألة عد م جدواز إخضداع حريدة‬
‫ال ددر ‪ " :‬يردده أو رغتقد ع" إه للقيددو التد ي رضددها القددانون ح ثمددا أثد ت عليدده‬
‫ال قرة "اليالية" التد نصدت علدى أنده ‪ " :‬ه يجدوز إخضداع حريدة اإلنسدان فد‬
‫إرها يره أو رغتق ع ‪ ,‬إه للقيو الت ي رضها القانون ح والت تكدون ضدرو ية‬
‫لحماية السالرة الغاردة ح أو الرظدام الغدام ح أو الصدحة الغاردة ح أو اآل اب الغاردة‬
‫أو حقوق اآلخرين ح وحرياتهم اَساسية " ‪.‬‬
‫إه أن الوجدة اآلخددر ح يظهددر ليوضددح ردا و اا القددوانين والمواثيددق ؛ فددإاا‬
‫نظرنا إلى أو وبا ح ريل ‪ " :‬ألمانيا ح وبريطانيا ح وبلجيكدا ح واولرد ا ح وفرنسداح‬
‫وإيطاليا ح والرمسا " و ثلهدا بدال أو بيَّدة تترد ق ثد َّل يدوم بحد يث ه يرتهد عدن‬
‫حريَّا ِتها الغارة ح والحريات ال يريَّة الممروحة لكدل المقيمدين علدى أ ضدها ح وفد‬
‫ن س الوقت ه تكف تله البال عن نق " البال الغربيَّة واإلسالرية " تحدت زعدم‬
‫‪- -93‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اضددطها ام ل قليَّدات ال يريَّددة الموجددو ة علددى أ اضدديهاح وتُصد ِ ُ ثد َّل يددوم تقريددرا‬
‫وردرة تقريدرا عدن اضدطها‬
‫يرتق را سم زو ا " اضطها اَقبا " ف رصرح‬
‫َّ‬
‫البهاع ِيهينح وررة تقريرا عن اضطها الريغة ف السُّدغو يةح واكدذا يسدغون بكدل‬
‫ريقة إلاثاا ندا ال تردة ردن جهدة ح والتَّحدريا علدى الد ول الغربيدة اإلسدالرية‬
‫رن جهة ح وترويه صو ة اإلسالم رن جهة أخرى ح بانتقا تغاليم اإلسدالم اخدل‬
‫رضمون تقا يرام الكاابة ‪.‬‬
‫فددى حددين أن الواقددع ثد َّل يددوم ي ضددح المما سددات الغُرصددرية ح واهضددطها‬
‫ضددد َّ المسدددلمين فددد بدددال الغدددرب الصدددليب ؛ إه أنَّهدددم ه يسدددتحيون ح وعرددد را‬
‫نستغرُ بغا صو اهضطها ض َّ المسلمين ن ِج براعة ف اهضطها ح ردن‬
‫قتددل إلددى حددرق ح إلددى اد م إلددى عد اا سددافر ح يسددت م ثد َّل ال ُّ‬
‫سددبل إلرهددا ع اعدده‬
‫وحق ع على المسلمين‪.‬‬
‫ورن نماا صو اهضطها ‪:‬‬
‫بالرظر إلى القضايا الغالمية ح َّ‬
‫إن خطر اذا اَرر ادو تحدالف الصدليبية ردع‬
‫الصهيونية ض اإلسالم ح فما ندراع فد " فلسدطين " اآلن ادو تحدالف صدهيون‬
‫صدددليب ح فقددد اتهمدددت إسدددراعيل المقاوردددة ال لسدددطيرية والسدددلطة ال لسدددطيرية‬
‫باإل ادابح وا تكبدت إسدراعيل بجيو دها أعمداه وحردية ردن قتدل ح واعتقداهت ح‬
‫وا م للم ن والقدرىح بصدو ة لدم تحد ردن قبدل فد التدا ي ح وثدل الده تحدت‬
‫سمع الغالم وبصرع ح فه حرب إبا ة عرصرية تحت سدتا " فداع إسدراعيل عدن‬
‫ن سددها" وا د حددرب ددبيهة بمددا حددل بالمسددلمين ف د ( البوسددرة والهرسدده ح‬
‫وثوسوفا ح والغراق ‪.‬‬
‫لق وقع على المسلمين رلم ي ح واضطها ثبيررن قبل الصدرب بقيدا ة‬
‫"سلو بدو ان ريلدوفيتن" الدذ قدتلهم در قتلدة ح ولدم يسدتين ردرهم أحد ا حتدى‬
‫الغجددزة ح والمسددرين ح بددل و فددن بغضددهم أحيدداا ف د رقددابر جماعيددة ح وأحددرق‬
‫‪- -94‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫آخرين ف بيوتهم ح و َّر بغضا آخر ح ثاندت أحد ا البوسدرة داا علدى عجدز‬
‫أو وبا ح وع م ق تها على فغل ا نظرا لتضا ب رصالح أو وبا ح فق ثاندت‬
‫( فرنسددا وبريطانيددا تق ددان رددع الصددربح وثانددت اَرددم المتح د ة ررددا ثة ف د‬
‫جريمددة تص د ية المسددلمين ح والدده بمرددع وصددول السددال إلدديهم ح وق د تطددو ت‬
‫اَح ا بصو ة ه تراسدب رصدالح الغدرب؛ َّ‬
‫َن قضدية البوسدرة أصدبحت قضدية‬
‫إسالرية ؛ إا ب أت العع المجاا ين تواجه الصرب الذين ب أ الجاندب الغسدكر‬
‫فد غيدر صدالحهم فد آخدر رراحددل الحدرب ح وثدان تد خل أرريكدا ضدرو يا لمرددع‬
‫انهيددا الصددرب فدد البوسددرة ح وللح ددار علددى التددوازن ؛ لددذله فددرُ ات دداق‬
‫" ايتون" ؛ ليح ظ للصرب المرا ق الت احتلواا ح وثان نتيجة اله ْ‬
‫أن تحولدت‬
‫البوسددرة إلددى ررثددز للوجددو اَرريك د ح وثددان عمددل أرريكددا يغتم د علددى إبغددا‬
‫المجااد ين عدن البوسدرة ح وإبغدا بغدا القدا ة البوسدريين المسدلمين بتهمدة َّ‬
‫أن‬
‫لهم عالقة رع بغا ال ول اإلسالرية ‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن الغددرب رددا زال يبردد عالقاتدده رددع المسددلمين علددى أسدداس الحددروب‬
‫الصددليبية التد أثا اددا رددن ج يد الددرعيس اَرريكد الحددال "بددون" علددى إثددر‬
‫أح ا ( سبتمبر ‪2001‬م ح َّ‬
‫فإن را نطق به ف اذا الص ليس زلة لسان حدين‬
‫قال ( إنها حرب صليبية ض اإلسدالم ح ثمدا يدراع الدبغا ح وقد عبَّدر عدن ادذا‬
‫المغرددى رددن قبددل "أيددوجين وسددتو" عر د را ثددان رسدداع ا لددوزير ال ا جيددة‬
‫اَرريكيددة عددام ( ‪1967‬م ح ورسترددا الددرعيس "جونسددون" الددرعيس اَسددبق‬
‫للوهيددات المتح د ة اَرريكيددة ح حددين قددال ف د اددذا المغرددى‪" :‬يجددب ْ‬
‫أن ن د ن َّ‬
‫أن‬
‫ال الفات القاعمة بيرردا ح وبدين الردغوب اإلسدالرية والغربيدة ليسدت خالفدات بدين‬
‫ول أو غوب ؛ بل ا خالفات بين الحضا ة اإلسالرية والحضا ة المسيحية‪.‬‬
‫وقال " ان ولف ترر ل" عام "‪"1967‬م بغ سدقو القد س‪" :‬لقد ثدان‬
‫إخرا الق س رن سيطرة اإلسدالم حلدم المسديحيين واليهدو علدى السدواا ح و َّ‬
‫إن‬
‫‪- -95‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سدرو المسديحيين ه يقدل عدن سدرو اليهدو ح َّ‬
‫إن القد س قد خرجدت ردن أيد‬
‫المسلمين ولن تغو إليهم ف أ ر اوضات رقبلة بين المسلمين واليهو "‬
‫وقددد اسدددتح ردددن تجربدددة الوهيدددات المتحددد ة فددد الجاندددب السياسددد ح‬
‫س ِ هم بـ " الرسالة اَرريكيدة " ح وحكدم علدى ثدل‬
‫واهقتصا ح واهجتماع را ُ‬
‫رددن يغتددرُ علددى اددذع الرسددالة ؛ بأنَّدده جااددل وضددال ح وعلددى أنَّدده يجددب نرددر‬
‫ال ضاعل اَرريكية عن ريق السال ‪.‬‬
‫ويقول " رو جرتاو " أح المبررين ‪ ( :‬لكونرا ُرب ِ ه‬
‫ررين برسالة التجربدة‬
‫اَرريكية ؛ سر رُ اذع التجربة على بقيدة الغدالم) بالردا والسديف رتدى ثدان‬
‫اله ضرو يا ح وعلى اَرم اَخرى ْ‬
‫أن ت ضع لهذع التجربة ولو ثراا ‪.‬‬
‫ويغلن أح قا ة أرريكا اَواعل رن الغسكريين ح أ َّن الكتاب المق س لدم يدر‬
‫أن الحددرب رمروعددة ح بددل يد ِ هثد الكتدداب المقد س فد أيدده َّ‬
‫فيدده رددا ي هددم رردده َّ‬
‫أن‬
‫حروب ال تح رأرو بهدا ح َّ‬
‫وأن المسديح وحوا ييده لدم يقولدوا ثلمدة واحد ة تر د‬
‫ررروعية الحروب الت ثانت ررتغلة ف زررهم (بين الجها واه ااب ‪.‬‬
‫ولغل را جرى ردخرا أقدرب اَريلدة علدى اهضدطها الد ير الدذ يما سده‬
‫الغرب تجاع اَخرح وبالقُرب رن رسج يجر برا ع ف ح "اا و" ف لرد ن ح‬
‫وعقب صالة الجمغة ح نظمدت ررظمدة تطلدق علدى ن سدها اسدم‪" :‬أوق دوا رظداار‬
‫اَسددلمة ف د أو بددا " رظدداارة ض د المسددلمين ح وقددال أح د ام واسددمه "سددتي ن‬
‫جان" رن حرثة " أوق وا رظاار اَسلمة ف أو وبا "‪ :‬إنَّرا ضد برداا رسداج‬
‫ج ي ة‪.‬‬
‫وقبل اله بأسبوع ح ثانت رظداارة فد "برررجهدام" بوسد إنجلتدرا ضد‬
‫المسلمين نظمتها " ابطة ال فاع اإلنجليزية اليميريَّة المتطرفة"‪.‬‬
‫‪- -96‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثما أن حوا التغ على المسدلمين ه ترتهد فد بريطانيدا ح والتد ردن‬
‫أاددم أريلتهددا وأ ددهراا " اهعتدد اا علددى إرددام رسددج أزاددر "ح وفقددأ عيرددهح‬
‫بواسطة " صليب بريطان ف ( أغسطس ‪. 2007‬‬
‫و ُرددددخرا فددد ألمانيدددا ح وفددد ر يردددة " يسددد ن" ح قُتلدددت الددد ثتو ة "ردددروة‬
‫الرددربير " غرددا بالسددكين رددن ُ‬
‫عرصددر ألمددان ؛ بسددبب تمسددكها بحجابهددا ح‬
‫وعر را أسرع إليها زوجها ؛ أ ُ ُ لق عليده الردا ردن الردر ة اَلمانيدة ؛ بسدبب‬
‫بررته السمراا الغربية ‪.‬‬
‫وف بلجيكا عت وزيدرة ال اخليَّدة فد (‪2005 3 8‬م فد حد يث لمجلدة‬
‫" فالتر البلجيكية " إلى حظر الحجاب ؛ َنَّه يترافى رع قديم المجتمدع ح ورهدرت‬
‫ف بلجيكا جماعة اسمها " أوق وا اإلسالم بأو با "‪.‬‬
‫وف إيطاليا حرقت رساج ف ر يرة "ريالنو" وأعلرت رسئوليتها عدرهم‬
‫جماعة اسمها " الجبهة المسيحية المقاتلة "عام (‪2007‬م ‪.‬‬
‫ورن عر أن سهم صد تقريدر عدام (‪2005‬م بغردوان( التغصُّدب والتميُّدز‬
‫ض رسدلم أو بدا ح صدا ردن ا ِت هحدا "السدرك " لحقدوق اإلنسدان وتضدمَّن‬
‫التقريدددر ح تزايددد التغ ُّ‬
‫صدددب ضددد المسدددلمين فددد ثدددل ردددن ( الرمسدددا ح وبلجيكدددا ح‬
‫والددد نما ن ح وإيطاليدددا ح والسدددوي ح وفرنسدددا ح واولرددد ا ح َّ‬
‫وأن رظددداار الددده‬
‫التغصُّب تروعت رن اعت ااات جس ية ح إلى ُرضدايقات ل ظيَّدةح إلدى ت ريدب ضد َّ‬
‫ُرمتلكات ورظاار إسالرية ح ثـ "المساج والقبو " ‪.‬‬
‫وأ ددا التقريددر بوضددو إلددى و اإلعددالم الغربدد فدد تغذيددة التغصُّددب‬
‫وثرااية اإلسالم ‪.‬‬
‫وأيضدا قد أصد ررثدز المسداواة ح وركافحدة الغُرصدرية فد "بروثسددل"‬
‫تقريرا ف ( ‪ 13‬سبتمبر ‪2009‬م ح جاا فيه َّ‬
‫أن الغُرصرية ض المسلمين بأو بدا‬
‫زا ت ثالثة أضغاف عما ثانت عام (‪2006‬م ‪.‬‬
‫‪- -97‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويبقى أنه ح إاا ثاندت تقدا يرام الكاابدة عدن اهضدطها المزعدوم ح تردير‬
‫إلى اإلسالم و و علماا اإلسالم ؛ فق أعلرها صدراحة " جدو و بدون اهبدن"‬
‫عدديس الوهيددات المتح د ة اَرريكيددة السددابق صددراحة ( إنهددا حددرب صددليبية ض د‬
‫اإلسالم ليس اذا فحسب ح فإنرا نقف بغين ال ارة رع را أعلره بابدا ال اتيكدان‬
‫"بر ثت " ف هر سبتمبر عام (‪2006‬م ح ف جارغة ألمانية عر را ثان يُلقد‬
‫ت َّإهه‬
‫رحاضرة ؛ فأ خل ثلمات إلربرا و بيزنط ح يتهم الرب رحم ‪ $‬أنَّه لدم يدأ ِ‬
‫بكل ر ح َّ‬
‫وأن اإلسالم ُ‬
‫ين عرف ح اكذا ثالم أثبر زعيم ير رسيح ف أو بدا‬
‫ح تحددريا واضددح ح وإسددااة واضددحة ض د المسددلمين ونبدديهم و يددرهم ح ولدديس‬
‫رستغربا بغ اله أن ترترر ف أو با حرثات اضدطها المسدلمين ح ولكدن المييدر‬
‫للغجددب اددو ‪ :‬سدديل الكددذب الم ضددو رددن حكورددات الد ُّول الغربيددة عددن الحريددات‬
‫ال يريددة ح والمسدداواة ح والغ د ل ف د بال اددمح ف د الوقددت الددذ ترترددر فيدده وقدداعع‬
‫اهضددطها ض د المسددلمين ف د أو بددا ؛ بسددبب يددرهم ح ولدديس بسددبب أ روقددف‬
‫سياس ريال ض ال ول الت يغيرون فيها ‪.‬‬
‫ولكن انترا اإلسالم ف أو با عدن ريدق الد َّعوة بالحكمدة ح والموعظدة‬
‫الحسدرة ح ورردداا ة اَو ب ِيهدين الرصددا ى لحيداة المسددلمين ردا يُدثد َّ‬
‫أن اضددطها‬
‫المسلمين ف أو بدا ؛ عمدل ردرظم و ااع قُدو ثبيدرة تسدغى لت ويدف اَو ب ِيهدين‬
‫رددن اإلسددالم ح وته يدد المسددلمين وإ اددابِهم ؛ ث د يترثددوا ال د عوة لدد يرهم ح أو‬
‫اّللُ غا ِلددب علددى أرْ د ِدر ِع ول ِكد َّ‬
‫يترثددوا أو بددا لغربددان الرصددا ى ح ولكددن‪ ( :‬و َّ‬
‫دن أ ْثيددر‬
‫اس ه يغْل ُمون ) [يوســف‪.]21:‬‬
‫الرَّ ِ‬
‫واذا الرموا الح ُّ ح الذى أ رق صوته على رسارع الغالم ح وادو حا ثدة‬
‫اضطها الحجاب ف الغرب ح ونحن ه نقص قضية الحجداب فد فرنسدا ح وإنمدا‬
‫القضية اَخيرة ح وا حا ثة رقتل الطبيبة المصرية " ردروة الردربير " فد‬
‫قاعة إح ى المحاثم اَلمانية عل ي رتطرف ألمان ؛ بسبب ا ت اعها للحجاب ح‬
‫بصددو ة برددغة ؛ إا غرهددا " ثمددان عرددرة " غرددة رتتاليددة ح بسددكين حددا تحددت‬
‫‪- -98‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سمع وبصر ثل الحاضدرين ح وفد حراسدة الردر ة اَلمانيدة التد لدم تتد خل إه‬
‫لرر د زو ال قي د ة بالرصدداص ح وجدداات اددذع الحا ثددة المأسدداوية المروعددة ؛‬
‫لتييدددر قضدددية رصددديرية وبالغدددة الحساسدددية ح أه واددد قضدددية " اآلخدددر ورددد‬
‫انسجاره رع المجتمغات " التد يغدين فيهدا ح ورد قد ة ادذع المجتمغدات فد‬
‫الت دأقلم رددع وجددو دريحة رددن ددراعحه ر تل ددة عردده قوري دا ح وعرقي دا ح و يري دا‬
‫واجتماعيا ح ورع الرظرة الغربية لرخر ؛ واذا ي ل بقوة علد أن فكدرة اضدطها‬
‫اآلخددر رددا ا د إه " صددراعة غربيددة " ح ورددو و ثقدداف اس د ف د اَ بيددات‬
‫الغربية ررذ رئات السرين ‪.‬‬
‫‪- -99‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثاليا ‪ :‬حرية ال كر بين اإلسالم والغرب ‪.‬‬
‫أ‪ -‬حرية ال كر فى اإلسالم‪:‬‬
‫إن عددوة اإلسـددـالم للبرددرية ح عــددـوة تريـددـ عقددال وقلبددا واعيددا وفكددرا‬
‫عارال وعيرا رتأرلة ح فاإلسالم ين ال طرة ح والدذ يرظدر بغدين الت كدر والتأردل‬
‫إلى فت الرريغة اإلسالرية ح والمتميلة ف القرآن الكريم والسرة المطهرة يج‬
‫يقيرا جازردا ب اخلده ح بدأن اإلسدالم يبرد عقي تده بأسداس التد بر وال هدم وإعمدال‬
‫الغقل والت كر ف آها هللا ح فإنده ي ا دب اللدبَّ والغقدل والده حتدى يت لدل اليقدين‬
‫ب د اخل اإلنسددان ح والددذ اددو ‪ :‬ثمددرة الت كيددر الحددق والت د بر الددواع ح وال هددم‬
‫الغميدق والتأرددل الجددا ح فيقدول هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ ( : -‬قُد ْل ِإنَّمددا أ ِع ُ‬
‫احد ٍة أن‬
‫ظ ُكددم ِبو ِ‬
‫تقُو ُروا ِ َّّللِ ريْرى وفُرا ى ث ُ َّم تت‬
‫َّك ُروا) [سبـــأ‪]46:‬‬
‫فلقددد دددملت الددد عوة اَلهيدددة الموجهدددة لإلنسدددان ؛ التمتدددع بحريدددة ال كدددر‬
‫والوج ان والضمير رراتب ثالثا رتتابغدة تتميدل أ ناادا فد إعمدال الغقدل والتد بر‬
‫ف آها هللا ح واو اَرر الذ أث عليه القرآن الكريم ف الغ ي رن آياته ح ررهدا‬
‫قددول الحددق تبددا ن وتغددالى ف د اآليددة ( ‪ 24‬رددن سددو ة رحم د ( أفددال يت د بَّ ُرون‬
‫ب أ ْق الُهدا ) ح وقولده ‪ -‬عزوجدل ‪ -‬فد اآليدة ( ‪ 3‬ردن سدو ة‬
‫ْالقُرْ آن أ ْم علدى قُلُدو ٍ‬
‫ت ِلهقوْ ٍم يت َّك ُرون ) ‪ .‬وف اآلية (‪ 11‬ردن سدو ة الرحدل (‬
‫الرع ( إِ َّن فِ ا ِله آليا ٍ‬
‫ِإ َّن ِف ا ِله آلية ِلهقوْ ٍم يت َّك ُرون ) ‪.‬‬
‫ثدددذله يددد عوام هللا ‪ -‬عدددز وجدددل ‪ -‬إلدددى الرظدددر وال هدددم الصدددحيح ل اسدددة‬
‫صددية الرسددول ‪ ( - : $‬قُددل هَّ أقُددو ُل ل ُكد ْم ِعرد ِ خددزآعِ ُن ه‬
‫اّللِ وه أ ْعلد ُم ْالغ ْيددب وه‬
‫دير أفدال‬
‫أقُو ُل ل ُك ْم ِإ ِنه رله ِإ ْن أت َّ ِب ُع ِإهَّ را يُوحى ِإل َّ قُ ْل ا ْل يسْت ِو اَ ْعمدى و ْالب ِص ُ‬
‫تت َّك ُرون ) [اَنغــام‪. ]50:‬‬
‫‪- -100‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وإن الغقددل الباحددث عددن الحددق والحقيقددة ؛ هب د لدده وأن يجر د ثمددا بحيدده‬
‫ُف ُ‬
‫انظ ُروا ثيْدف‬
‫باإليمان با و سوله ح فيقول هللا تغالى ‪ ( :‬قُ ْل ِ‬
‫س ُ‬
‫يروا فِ ْاَ ْ ِ‬
‫اّلل على ُث ِ هل ْ اٍ ق ِير )‬
‫ئ الرَّ ْ‬
‫رأة ْاآل ِخرة ِإ َّن َّ‬
‫ب أ ْال ْلق ث ُ َّم َّ‬
‫ر ُ‬
‫اّللُ يُر ِ‬
‫[الغركبوت‪.]20:‬‬
‫في عو هللا ‪ -‬عز وجل‪ -‬البررية إلى أن يسيروا رتدأرلين بغدين الرظدر إلدى‬
‫ب اية ال لق حيث لم يكونوا يئا ح ثم يتأرلوا ويت كروا ف ثيف يبغث هللا ال لدق‬
‫ررة أخرى ‪.‬‬
‫وتحقيقدا لهددذا يلزرردا أن نتوقددف عرد ضددرو ة التأردل والت كددر فدى اإلسددالم‬
‫باعتبا أن اله نوع رن إعمال حرية ال كدر وادذا ردا سدرتاوله فدى الرقدا الديال‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬التأرـــل ف أحــوال اَرم الســـابقة ‪:‬‬
‫عا اإلسالم ررذ فجر بذوعه إلدى الرظدر فد أحدوال اَردم السدابقة ح وتد بر‬
‫أفغالهم ؛ َخذ الغظة والغبرة والحكمة ف عد م تكدرا أفغدالهم السديئة وات دااام‬
‫ُ‬
‫ق د وة حسددرة إن ثددانوا رحسددرين ‪ ,‬وف د آيددة أخددرى‪ ( :‬أول د ْم ي ِ‬
‫سد ُ‬
‫ديروا فِ د ْاَ ْ ِ‬
‫في ُ‬
‫رظ ُروا ثيْف ثان عا ِقبةُ الَّدذِين ِردن قد ْب ِل ِه ْم ثدانُوا أ د َّ ِرد ْر ُه ْم قُدوَّ ة وأثدا ُ وا ْاَ ْ ُ‬
‫ت فمددا ثددان َّ‬
‫اّللُ ِلددي ْظ ِلم ُه ْم‬
‫وعم ُرواددا أ ْثيددر ِر َّم دا عم ُرواددا وجددااتْ ُه ْم ُ ُ‬
‫س دلُهُم بِ ْالبيِهرددا ِ‬
‫ُ‬
‫ول ِكددن ثددانُوا أن ُس د ُه ْم ي ْظ ِل ُمددون ) [الـددـروم‪ ]9:‬وقددال تغددالى‪ ( :‬قُ د ْل ِ‬
‫سد ُ‬
‫ديروا ِف د ْاَ ْ ِ‬
‫ف ُ‬
‫انظ ُروا ثيْف ثان عاقِبةُ الَّذِين ِرن ق ْب ُل ثان أ ْثي ُر ُام ُّر ْ‬
‫ر ِر ِثين ) [الـــروم‪.]42:‬‬
‫وقددد عدددا اإلسدددالم إلدددى التأردددل ؛ َخدددذ الغبدددرة فددد نهايدددة ورصدددير اَردددم‬
‫السابقة ح فه عوة للت كر ف الماض ح وع م التحجر ف الت كدر فد الواقدع ؛‬
‫ليرظر ثيف ثانت اذع اَرم وإلى أين ثان رآلهدا باتبداع آثا ادا الباقيدة ح ورغرفدة‬
‫الحقاعق الغاعبة الت صر بها القرآن الكريم ؛ عالنية ليسج الغقل إيمانا با ‪-‬‬
‫عز وجل ‪ -‬وعا وحبا ح ورغرفة وبتأرل ب كر وعقل ‪ ,‬وف رغرااا قال تغالى ف‬
‫‪- -101‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ُ في ُ‬
‫رظد ُدروا ث ْيددف ثددان عاقِبددةُ الَّ دذِين ِرددن‬
‫سددو ة فددا ر‪ ( :‬أول د ْم ي ِ‬
‫سد ُ‬
‫ديروا فِ د ْاَ ْ ِ‬
‫ق ْب ِل ِه ْم وثانُوا أ َّ ِر ْر ُه ْم قُوَّ ة ورا ثان َّ‬
‫ت وه فِد‬
‫اّللُ ِليُغ ِْجزعُ ِرن ْ اٍ فِ السَّدماوا ِ‬
‫ُ ِإنَّهُ ثان ع ِليما ق ِيرا ) [فا ــر‪. ]44:‬‬
‫ْاَ ْ ِ‬
‫رظ ُدروا ثيْدف ثدان عاقِبدةُ‬
‫ُ في ُ‬
‫وف سدو ة غدافر ‪ ( :‬أفلد ْم يس ُ‬
‫ِديروا فِد ْاَ ْ ِ‬
‫ُ فما أ ْغرى عد ْرهُم رَّدا‬
‫الَّذِين ِرن ق ْب ِل ِه ْم ثانُوا أ ْثير ِر ْر ُه ْم وأ َّ قُوَّ ة وآثا ا فِ ْاَ ْ ِ‬
‫ت ف ِرحُدوا ِبمدا ِعرد ُام ِ هردن ْال ِغ ْل ِدم‬
‫سبُون «‪ »82‬فلمَّدا جدااتْ ُه ْم ُ سُدلُهُم ِب ْالب ِيهردا ِ‬
‫ثانُوا ي ْك ِ‬
‫وحاق ِب ِهم رَّا ثدانُوا ِبد ِه يسْدت ْه ِز ُ ون «‪ »83‬فلمَّدا أوْ ا بأْسدرا قدالُوا آررَّدا ِب َّ‬
‫داّللِ و ْحد عُ‬
‫وث رْ نا بِما ُثرَّا بِ ِه ُر ْ‬
‫ر ِر ِثين «‪ »84‬فل ْم ي ُه ير غُ ُه ْم إِيمانُ ُه ْم لمَّا أوْ ا بأْسدرا سُدرَّت َّ‬
‫اّللِ‬
‫الَّ ِت ق ْ خل ْت ِف ِعبا ِ ِع وخسِر ُارا ِله ْالكا ِف ُرون «‪[ ) »85‬غافـــر]‪.‬‬
‫فقدددوة اددددها وآثدددا ام فددد اَ ُ ‪ ,‬ونبدددوغهم الغلمددد ‪ ,‬ردددع التكدددذيب‬
‫واهستهزاا ‪ ,‬والتكبر ‪ ,‬وع م اإليمان والطاعة ‪ ,‬واهستقارة على ريقة الرسل‬
‫‪ ,‬عوارل رغرو ة ‪ ,‬ه تيبت أرام أح ا الزرن ‪.‬‬
‫وسرة هللا أن اإليمان به ‪ ,‬ورحاولة اتبداع الحدق عرد يدة البدأس حتميدة‬
‫وخا عة ‪ ,‬ه تر ع رع ع له سبحانه وتغالى ‪ ,‬وه ترج صاحبها ردن أردرع ح قدال‬
‫ظ ُرواْ ثيْدف ثدان عاقِبدةُ‬
‫ُ فدا ْن ُ‬
‫تغالى ‪ (:‬ق ْ خل ْت ِردن قد ْب ِل ُك ْم سُدرن فس ُ‬
‫ِديرواْ فِد اَ ْ ِ‬
‫ْال ُمكذَّبِين) [آل عمــران‪ , ]137:‬وف المغردى ن سده ح قدال تغدالى ‪ ( :‬وردا رردع الرَّداس أن‬
‫ي ُْد ِررُوا ِإ ْا جاا ُا ُم ْال ُه ى ويسْت ْغ ِ ُروا بَّ ُه ْم ِإ َّه أن تأْتِي ُه ْم سُدرَّةُ ْاَوَّ ِلدين ) [الكهدف‪,]55:‬‬
‫دت سُدرَّةُ‬
‫( قُل ِللَّذِين ث ُرواْ إِن يرتهُواْ يُغ رْ لهُدم رَّدا قد ْ سدلف وإِ ْن يغُدو ُواْ فقد ْ رض ْ‬
‫ين‬
‫اَوَّ ِل ِ‬
‫) [اَن ــال‪.]38:‬‬
‫إن يددة آثددا الظددالمين ح وثيددف أبددا ام هللا بظلمهددم ح وأن هللا ر َّكددن ف د‬
‫اَ ُ لمددن ُ‬
‫ر ِلمددوا واستضددغ وا رمددا يغط د القددوة واليبددات ف د اإليمددان وعلددى‬
‫اإليمان ( وأوْ ثْرا ْالقوْ م الَّذِين ثانُواْ يُسْت ْ‬
‫ُ ورغا ِ بهدا الَّتِد‬
‫ضدغ ُون رردا ِ ق اَ ْ ِ‬
‫‪- -102‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫با ْثرا فِيها وتم ْ‬
‫َّت ث ِلم ُ‬
‫ت ِبهه ْال ُحسْرى على برِد إِسْدرآعِيل ِبمدا صدب ُرواْ و رَّرْ ندا ردا‬
‫ن وقوْ ُرهُ ورا ثانُواْ يغ ِْر ُون ) [اَعراف‪.]137:‬‬
‫صر ُع فِرْ عوْ ُ‬
‫ثان ي ْ‬
‫‪ -2‬الت كــر فـ الكــــون ‪:‬‬
‫إن الرظر ف الكون ح وتأرل أحوال ال لق يجغدل اإلنسدان رد ثا للحقيقدة ح‬
‫الت خلق رن أجلها ؛ أه وا رغرفة هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬وعبا ته ‪ ,‬ورا أجمل قدول‬
‫سي قطب ‪ ” :‬إن بين ال طدرة البردرية ‪ ,‬وبدين ادذا الكدون الدذ نغدين فيده لغدة‬
‫خ ية غرية ‪ ,‬وال طرة البررية تسمع لهذا الكون حدين تت دتح وتسدتيقظ ‪ ,‬فتسدمع‬
‫رره الكيير والرظر إلى السماوات واَ ُ ؛ يم القلب والغقل بزا رن المرداعر‬
‫والتارالت ‪ ,‬وزا رن اهستجابات والتأثرات ‪ ,‬واله ثلده فد الطريدق إلدى اردتالا‬
‫الكيرونة البررية باإليقاعات الكونية الموحيدة بوجدو هللا ح وبجدالل هللا ‪ ,‬وبتد بر‬
‫آها هللا ‪ ,‬وثييرا را يل ترا هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬إلى أن نتأرل اذا اإلبد اع ؛ لردرى فيده‬
‫ِفا ورردافِ ُع و ِر ْرهدا تدأ ْ ُثلُون «‪ »5‬ول ُكد ْم‬
‫جمال المب ع ‪ ( :‬واَ ْنغام خلقها ل ُك ْم فِيهدا ْ‬
‫فِيها جمال ِحين ت ُ ِريحُون و ِحين تسْرحُون «‪[ ) »6‬الرحــل] ‪.‬‬
‫فإاا ثانت اذع الم لوقات تجلب ررافع للبرر ح ه غرى لهم عرها ردن الجلدو‬
‫واَصواف والزا ‪ ,‬وحمل اَثقال ‪ ,‬فغليهم أه يق وا بها عر اذا الحد ‪ ,‬إنهدا أيضدا‬
‫زا للجمددال ‪ِ ( :‬حددين ت ُ ِري ُحددون و ِحددين ت ْ‬
‫سددرحُون ) ؛ أ ‪ :‬حددين ترجغددون بهددا إلددى‬
‫ررابضددها ‪ ,‬وثددذا ف د عددالم السددماا والرج دوم واَفددالن ‪ ,‬أيرمددا توجهددت برظددرن ‪,‬‬
‫و أيت جماه أ َّخااا ‪ ,‬يتجلى له أثير وأثير ح ثلما ثر ت نظرن ؛ َنه لن ترى أثدرا‬
‫لغ م تراسب أو خلل ( الَّ ِذ خلق سبْع سماوا ٍ‬
‫الر ْحم ِن ِردن‬
‫ق َّ‬
‫ت ِ باقا رَّا ترى ِف خ ْل ِ‬
‫ُ‬
‫ُ ُ‬
‫ْ‬
‫ت اوُ ٍ‬
‫دع ْالبصدر ث َّدرتي ِْن يرق ِلدبْ إِليْده‬
‫ت فا ْ ِج ِع البصر ا ْل ترى ِردن فطدو ٍ «‪ »3‬ثد َّم ا ْ ِج ِ‬
‫سأ و ُاو حسِير «‪ »4‬ولق ْ زيَّرَّدا السَّدماا الد ُّ ْنيا ِبمصدا ِبيح وجغ ْلراادا ُ جُوردا‬
‫ْالبص ُر خا ِ‬
‫ِلهل َّ‬
‫ين وأ ْعت ْنا ل ُه ْم عذاب ال َّ‬
‫س ِغ ِير «‪[ ) »5‬المــله]‪.‬‬
‫ريا ِ ِ‬
‫‪- -103‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واددذا إعجدداز علم د قرآن د ( وآيددة لَّ ُه د ْم اللَّ ْي د ُل ن ْ‬
‫سددل ُ ِر ْر دهُ الرَّهددا ف د ِإاا ُاددم‬
‫ر ْ‬
‫ُّظ ِل ُمددون «‪ »37‬وال َّ‬
‫دديم «‪»38‬‬
‫س ت ْجد ِددر ِل ُم ْ‬
‫سدددتق ٍ هر لَّهددا ا ِلددده ت ْقددد ُ‬
‫ردددمْ ُ‬
‫ِير ْالغ ِزيد ِددز ْالغ ِلد ِ‬
‫و ْالقمر ق َّ ْ ناعُ رر ِازل حتَّى عدا ث ْ‬
‫ِيم «‪ »39‬ه ال َّ‬
‫س يرب ِغد لهدا أن‬
‫ردمْ ُ‬
‫ُون ْالقد ِ‬
‫دالغُرْ ج ِ‬
‫ت ُ ْ ِ ن ْالقمر وه اللَّ ْي ُل سابِ ُ‬
‫ق الرَّها ِ و ُث ٌّل فِ فلهٍ يسْبحُون «‪[ ) »40‬يــــس] ‪.‬‬
‫فالت د بر والرظددر رددن سددمات ( أول د اَلبدداب الددذين يجمغددون بددين فطرددة‬
‫الغقل ح وص اا القلب ؛ فتتحصدل لد يهم اهسدتجابة السدليمة للمددثرات الكونيدة ح‬
‫وترف ر ا ثهم ؛ فيق ون على الغاية رن وجو اذا الكون ح وأنه ردا خلدق عبيدا‬
‫ددق ال َّ‬
‫ت‬
‫سدددماوا ِ‬
‫وه بددا ال ‪ ,‬فددإاا بألسدددرتهم تلهددج باليرددداا والدد عاا ‪ ( :‬إِ َّن فِددد خ ْل ِ‬
‫ْ‬
‫ُو ْ‬
‫ب «‪ »190‬الَّدذِين ي ْدذ ُث ُرون ه‬
‫ف اللَّ ْي ِل والرَّهدا ِ آليدا ٍ‬
‫اّلل‬
‫ت ِ هَُوْ ِلد‬
‫اختِال ِ‬
‫واَ ْ ِ‬
‫اَلبدا ِ‬
‫دق ال َّ‬
‫ُ بَّرددا رددا‬
‫سددماوا ِ‬
‫ت واَ ْ ِ‬
‫قِيارددا وقُغُددو ا وعلددى ُجرُددوبِ ِه ْم ويت َّكد ُدرون فِ د خ ْلد ِ‬
‫سبْحانه ف ِقرا عذاب الرَّا ِ «‪[ ) »191‬آل عمـــران] ‪.‬‬
‫خل ْقت اذا با ِ ال ُ‬
‫وفد سدو ة فدا ر ح رغددرُ حافدل بداَلوان والصددو ردن ادذع الم لوقددات‬
‫الب يغة ‪ ,‬ير بالق ة واإلب اع ‪ ( :‬أل ْم تر أ َّن َّ‬
‫اّلل أنزل ِردن السَّدماا رداا فأ ْخر ْجردا‬
‫ِب ِه ثمرا ٍ‬
‫ت ُّر ْ ت ِل ا أ ْلوانُها و ِرن ْال ِجبا ِل ُج ِبيا وحُمْ ر ُّر ْ ت ِلف أ ْلوانُها وغرا ِبيدبُ‬
‫اّلل ِر ْ‬
‫اس وال َّوابه ِ و ْاَ ْنغ ِام ُر ْ ت ِلف أ ْلوانُهُ ثذ ِله ِإنَّما ي ْ رى َّ‬
‫دن‬
‫سُو «‪ »27‬و ِرن الرَّ ِ‬
‫اّلل ع ِزيز غ ُو «‪[ ) »28‬فا ـــر] ‪ .‬ورغرى ‪ُ ( :‬ج ِبديا وحُمْ در )‬
‫ِعبا ِ ِع ْالغُلماا إِ َّن َّ‬
‫قال ال دراا ‪ :‬اد الطراعدق تكدون فد الجبدال ثدالغروق ‪ ,‬بديا وسدو وحمدر ‪( ,‬‬
‫واح تها ‪ :‬ج ة ‪.‬‬
‫وأيضددا فد سددو ة الرعد ح يغددرُ هللا عليرددا عددوة للت كددر وإعمددال ال كددر‬
‫ُ قِطدع رُّتجدا ِو ات وجرَّدات ِ هر ْ‬
‫ب وز ْ ع‬
‫والغقل ؛ فقال تغالى ‪ ( :‬وفِ اَ ْ ِ‬
‫دن أ ْعردا ٍ‬
‫احد ٍ ونُ ِ ه‬
‫ْدا فِد‬
‫ضد ُل بغْضدها علدى بغ ٍ‬
‫ان يُسْقى بِمداا و ِ‬
‫ون ِ يل ِص ْروان وغي ُْر ِص ْرو ٍ‬
‫اَ ُ ُث ِل ِإ َّن ِفد ا ِلده آليدا ٍ‬
‫ت ِلهقدوْ ٍم ي ْغ ِقلُدون ) [الرعدـ ‪ .. ]4:‬فمغردى ( ِقطدع رُّتجدا ِو ات ) ‪:‬‬
‫اُ تجددداو بغضدددها بغضدددا ‪ ,‬وإنمدددا وصددد ت بدددـ ( رُّتجدددا ِو ات) ‪َ ,‬ن اخدددتالف‬
‫أ ٍ‬
‫‪- -104‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫هلة على الق ة الغظيمة ‪ِ ( ,‬ص ْروان ) جمع‬
‫اَلوان والمرابت رع التجاو ‪ ,‬أ‬
‫بكسر الصا وضمها ‪ ( :‬اَصل ‪ ,‬والمرا ارا‪ :‬الر لة ‪.‬‬
‫‪( :‬صرو‬
‫ِ‬
‫إن اإلسددالم يد عو البرددرية جميغهددا إلددى الت لد عددن الغصددبية والبغد عددن‬
‫أفكا الجاالية ؛ فيري اا حرة أبية بغي ة عن ثل تقيي ‪.‬‬
‫واستكماه لموضوع حرية ال كدر فد اإلسدالمح فإنده يجدب عليردا أن نسدت ل‬
‫بالسددرة المطهددرة ؛ َن القددرآن الكددريم لدديس اددو المصد الوحيد لحريددة ال كددر ح‬
‫وإنمددا جدداات السددرة المطهددرة ؛ لتبددين بددالتطبيق الددواقغ حريددة ال كددر وإعمددال‬
‫الغقل ح ف غزوة ( بر قريظة لمَّا قال ‪َ $‬صدحابه ‪ ” :‬ردن ثدان يددرن بدا ح‬
‫وبدداليوم اآلخددر فددال يُصددلين الغصددر إه فد برد قريظددة “ (‪ , 1‬وأو ددكت الرددمس‬
‫على المغيب ح فقال ال ريدق اَول ‪ :‬الصدالة فد بردى قريظدة ‪ ,‬ولدو فدات الوقدت !‬
‫وقال ال ريق اليدان ‪ :‬إنمدا أ ا اإلسدراع ! وصدلُّوا فدى الطريدق ح وبلدغ الربد ردا‬
‫فأقراما جميغا على وجهات نظراما ‪.‬‬
‫فغل ال ريقان ‪َّ ,‬‬
‫إن حريدة ال كدر لدم تز اددر فد جماعدة ثمدا از اددرت فد حضدا ة اإلسددالم‬
‫ولغلدده يجددب عليرددا أن نرددوع أندده ه يجددوز َح د التغ د علددى ثددالم هللا و سددوله‬
‫برأيه ح فلو تأرلرا الحد يث الردريف ؛ نالحدظ أن ال دريقين اسدتجابوا و سدوله‬
‫سددواا الددذين صددلوا الغصددر ف د ددريقهم لبر د قريظددة حيددث أخددذوا ب هددم رددرا‬
‫الح يث ‪ ,‬وف الوقت ن سه أخذ ال ريق اآلخر بظداار الحد يث للحيطدة ح فكالامدا‬
‫علدى خيددر ؛ أ ‪ :‬ي هددم ردن الدده أن اهجتهددا وإعمددال ال كدر يجددب ضددبطه بإ ددا‬
‫الرريغة ؛ حتى ه ي ر الغقل عن توازنه ؛ في س فكرع ولهذا نقدول إن "الغقدل‬
‫السددليم " اددو الددذ يتددوازن رددع ال طددرة وه ي ددر رددن إ ددا ع إلددى رددا اددو غيددر‬
‫رغلوم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬البخاري ‪ ،‬أبواب صالة الخوف ‪ ،‬باب صالة الطالب والمطلوب ( ‪.) 904‬‬
‫‪- -105‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولغل ادذع الحقيقدة السدابقة ليدل للحداعرين ح وندو للتداعهين الدذين فقد وا‬
‫صددوابهم ب همهددم للكتدداب والسددرة ب هددم خددا عددن إ ددا سددلف اَرددة اَواعددل ح‬
‫واعتق وا أنهم ربتكرون وليسدوا ر كدرين ح ولهدذا ثدان وهزال اهجتهدا وإعمدال‬
‫الغقل وإبراز ال كر ف الرريغة اإلسالرية له ضواب ت عو ف ااتها إلدى احتدرام‬
‫الغقل ؛ ليسير ف رسا ع الطبيغ بغي ا عن الضالل والهوى ‪.‬‬
‫ويمكن تل ي ردا سدبق ح بدالقول بدأن اإلسدالم ث دل لإلنسدان حريدة ال كدر‬
‫ف عاع للت كر ف ب اية خلقه ح وإلى أين يكون رصيرع و عاع للت كدر فد خالقده ح‬
‫وحيه على التأرل ف أحوال اَرم السابقة ح وثيف ثانوا؟ وثيف ثان رصيرام ؟‬
‫إلى جانب اله ثله فق وجده اإلسدالم اإلنسدان ؛ للتأردل والرظدر فد ردا حولده فد‬
‫الكون رن إب اع هللا والت كر ف آهعه ‪.‬‬
‫إن اإلسالم هيري اإلنسان جية اار ة ح وه عقال رغطال ح وإنما أخذ بيد ع ؛‬
‫ليكون ر كرا رتأرال نابغدا اثيدا ‪ ,‬لديس ادذا فحسدب ح وإنمدا أيضدا عداع أه يكدون‬
‫ررقا ا رقل ا للتقلي فق ح فهذا ير حرية ال كدر ح وادذا ردا يتضدح لردا ردن آيدات‬
‫ثييرة ف القرآن الكريم أو نااا فيما تق م و الحم ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحرير الغقل رن سلطة التقلي ‪:‬‬
‫إن الغقل الم كر يرفا أن يكون ررقا ا رقل ا بغير إعمال للغقل ح بل يجدب‬
‫على اإلنسان أن يكون رقترغا اقتراعا جازرا ب كرع ‪ ,‬خاصة وأن ادذا ال كدر يقدر‬
‫رصيرع ونهايته ‪.‬‬
‫وق ام اإلسالم التقلي وأاله ؛ َنه ع و الغقل اإلنسان ‪ ,‬فق نهى القدرآن‬
‫الكريم ف آيات ثييرة ( أسرى التقلي باتباعهم آبااام وأجد ا ام فد عقاعد ام‬
‫رن غير فهم وه تد بر رصدو ا الده فد أبردع صدو ة ‪ ,‬فقدال تغدالى ‪ ( :‬وإِاا قِيدل‬
‫ل ُه ُم ات َّ ِبغُوا را أندزل ه‬
‫اّللُ قدالُواْ بد ْل نت َّ ِبد ُع ردا أ ْل يْردا عليْد ِه آبااندا أولدوْ ثدان آبدا ُ ُا ْم ه‬
‫‪- -106‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ي ْغ ِقلُون يْئا وه ي ْهت ُون «‪ »170‬وري ُل الَّذِين ث ُرواْ ثمي ِل الَّ ِذ ي ْر ِغ ُ‬
‫ق ِبما ه يسْدم ُع‬
‫ص ٌّم بُ ْكم ُ‬
‫عمْ ف ُه ْم ه ي ْ‬
‫إِهَّ ُعاا ونِ اا ُ‬
‫غ ِقلُون «‪[ ) »171‬البقــــرة] ‪.‬‬
‫المددرا بمددا أل ددوا عليدده آبددااام ‪ :‬رددا وج د وام عليدده رددن أرددو الرددرن ‪.‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬أولوْ ثان آبا ُ ُا ْم ه ي ْغ ِقلُدون ديْئا وه ي ْهتد ُون ) ‪ :‬اسدت هام يقصد ررده‬
‫الر عليهم ح ثم التغجب ردن حدالهم ‪ ,‬والتقد ير ‪ :‬أيتبغدون ردا أل دوا عليده آبدااام‬
‫ف ثل حال ‪ ,‬وف ثل ا ‪ ,‬ولو ثان آبا ام ه يغقلون يئا رن عقاع ال ين ؟‬
‫وفددد آيدددة أخدددرى ح ام التقليددد ‪ ,‬وقدددبَّح حدددال المقلددد ين فددد قولددده تغدددالى ‪:‬‬
‫( و ِإاا ِقيل ل ُه ُم ات َّ ِبغُوا را أنزل َّ‬
‫اّللُ قالُوا ب ْل نت َّ ِبد ُع ردا وجد ْنا عليْد ِه آبااندا أولدوْ ثدان‬
‫ريْط ُ‬
‫ال َّ‬
‫ان ي ْ ُ‬
‫ب ال َّ‬
‫ير ) [لقمــان‪ ]21:‬؛ أ ‪ :‬أو لو ثان الرديطان يد عو‬
‫عو ُا ْم إِلى عذا ِ‬
‫س ِغ ِ‬
‫آبااام إلى اعتقا ات وأعمال ا سبب الغذاب ‪ ,‬ثأنه ي عوام إلى عين الغذاب ؛‬
‫فهم رتوجهون إليه حسب عوته ‪.‬‬
‫إن اإلسددالم يريد أن يرتقد بالغقددل ‪ ,‬والغلددم ‪ ,‬ويريد رردده أن يحددول ويجد‬
‫الحياة رن حوله ‪ ,‬فقال هللا ‪ -‬عز وجل ‪ ( : -‬و ِإاا قِيل ل ُه ْم تغالوْ اْ ِإلى ردا أندزل ه‬
‫اّللُ‬
‫سددو ِل قددالُواْ ح ْ‬
‫سدبُرا رددا وجد ْنا عل ْيد ِه آباانددا أولددوْ ثددان آبددا ُ ُا ْم ه يغْل ُمددون‬
‫الر ُ‬
‫وإِلددى َّ‬
‫يْئا وه ي ْهت ُون ) [الماع ة‪ ]104:‬ح إنهم تغللوا بالتقلي بالوفداا آلبداعهم ‪ ,‬وادذع حجدة‬
‫احضددة ح فددإنهم باتبدداعهم آلبدداعهم ؛ فق د وا ريددزة البرددر ف د التمييددز بددين الحددق‬
‫والبا ددل ح وال يددر والرددر ح والحسددن والقبدديح بطريددق الغقددل والغلددم ح و ريددق‬
‫اهات اا ف الغمل ‪ ,‬رمدا يدد بصداحبها إلدى الكدذب علدى هللا بمدا ه يليدق ‪ ,‬فقد‬
‫احرة قالُواْ وجد ْنا عليْهدا آبااندا و ه‬
‫اّللُ أررندا ِبهدا قُد ْل إِ َّن‬
‫قال تغالى ‪ ( :‬وإِاا فغلُواْ ف ِ‬
‫اّلل ه يأ ْ ُر ُر بِ ْال ْحراا أتقُولُون على ه‬
‫ه‬
‫اّللِ را ه تغْل ُمون «‪[ )»28‬اَعـــراف‪.]28:‬‬
‫ِير إِ َّه قددال‬
‫وقولدده تغددالى ‪ ( :‬وثددذ ِله رددا أ ْ سد ْدلرا ِرددن ق ْب ِلدده فِ د قرْ ي د ٍة ِ هرددن نَّ دذ ٍ‬
‫ُرتْرفُواددا إِنَّددا وج د ْنا آباانددا علددى أ ُ َّر د ٍة وإِنَّددا علددى آثددا ِ ِام ر ُّْقتد ُون «‪ »23‬قددال أولددوْ‬
‫س ْدلتُم بِد ِه ثدافِ ُرون «‪) »24‬‬
‫ِجئْت ُ ُكم بِأ ْا ى ِرمَّدا وجد ت ُّ ْم عليْد ِه آبداا ُث ْم قدالُوا إِنَّدا بِمدا أ ُ ْ ِ‬
‫‪- -107‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫س د ُكون‬
‫[الزخدـرف] ح وقددال تغددالى أيضددا ‪ ( :‬أ ْم آتيْرددا ُا ْم ِثتابددا ِ هرددن ق ْب ِل د ِه ف ُهددم ِب د ِه ُرسْتمْ ِ‬
‫«‪ »21‬ب د ْل قددالُوا إِنَّددا وج د ْنا آباانددا علددى أ ُ َّر د ٍة وإِنَّددا علددى آثددا ِ ِام ُّر ْهت د ُون «‪) »22‬‬
‫[الزخــرف] ‪ ,‬فتقلي اآلباا واَج ا ‪ ,‬او رستر ام فيما ام عليه رن الررن ‪ ,‬وه ردا‬
‫زعموع رن التغلل بالق ‪.‬‬
‫واَرددة ‪ :‬الملددة والطريقددة ‪ ,‬ثمددا وى عددن ابددن عبدداس ورجاا د ‪ ,‬وقيددل ‪:‬‬
‫اَرة ‪ :‬الجماعة ‪ ,‬فقولهم ‪ِ ( :‬إنَّا وج ْنا آباانا على أ ُ َّر ٍة ) ح أ ‪ :‬ثدانوا رجتمغدين‬
‫على را نحن عليه ‪.‬‬
‫وف د ضددوا ام القددرآن الكددريم للتقلي د وأالدده ‪ ,‬فإندده يوضددع عقدداب ادددها‬
‫الددذين ضدديغوا عقددولهم ؛ باتبدداعهم لغقددول غيددرام بغيددر فهددم وه أ نددى ت كددر ؛‬
‫فيوضح لهم رصيرام ‪ ,‬ورا يصديبهم ردن حسدر ٍة ح حدين يتبدرأ ردرهم ردن قلد وام‬
‫وات ددذوام ايددة لل كددر والغقددل ح ورحددو عقددولهم ‪ ,‬فه د رغطلددة ؛ (خاويددة علددى‬
‫عرو ها ‪ ( -‬قالُواْ أ ِجئْترا ِلت ْل ِتردا عمَّدا وجد ْنا عليْد ِه آبااندا وت ُكدون ل ُكمدا ْال ِكب ِْريداا‬
‫ن ل ُكما بِ ُم ْد ِررِين ) [يونــس‪.]78:‬‬
‫ُ ورا ن ْح ُ‬
‫فِ اَ ْ ِ‬
‫‪ ( -‬قالُوا وج ْنا آباانا لها عا ِب ِين‬
‫) [اَنبيــاا‪.]53:‬‬
‫‪ ( -‬قالُوا ب ْل وج ْنا آباانا ثذ ِله ي ْغلُون‬
‫) [الرغــراا‪.]74:‬‬
‫ ( ِإنَّا وج ْنا آباانا على أ ُ َّر ٍة و ِإنَّا على آثا ِ ِام ر ُّْقت ُون ) [الزخــرف‪.]23:‬‬‫وإرغاندا فد ام التقليد وأالدده ‪ ,‬يددذثر القددرآن دديئا رمددا سدديراله ادددها رددن‬
‫عقدداب فد اآلخددرة ‪ ,‬ورددا سددوف يصددابون بدده رددن حسددر ٍة ‪ ,‬حددين يتبددرأ رددرهم رددن‬
‫قل وام وات ذوام سا ة وثبراا ‪ ( :‬إِ ْا تب َّرأ الَّدذِين ات ُّ ِبغُدواْ ِردن الَّدذِين اتَّبغُدواْ و أوُ اْ‬
‫ْالغذاب وتق َّ‬
‫ت بِ ِه ُم اَسْبابُ ) [البقـــرة‪]166:‬‬
‫طغ ْ‬
‫( وبر ُزواْ ِ هّللِ ج ِميغا فقال ال ُّ‬
‫ضغ اا ِللَّذِين اسْت ْكب ُرواْ إِنَّا ُثرَّا ل ُك ْم تبغا فه ْل أندتُم‬
‫اّللُ له يْرا ُث ْم ‪) ....‬‬
‫اّللِ ِرن ْ اٍ قالُواْ لوْ ا انا ه‬
‫ب ه‬
‫ُّر ْغرُون عرَّا ِر ْن عذا ِ‬
‫‪- -108‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫[إبراايـــم‪. ]21:‬‬
‫ردديْط ُ‬
‫( وقددال ال َّ‬
‫ددر ِإ َّن ه‬
‫ق ووعدد ت ُّ ُك ْم‬
‫ان لمَّددا قُ ِضدد اَرْ ُ‬
‫اّلل وعدد ُث ْم و ْعدد ْالحدد ه ِ‬
‫ان إِهَّ أن عوْ ت ُ ُك ْم فاسْتج ْبت ُ ْم ِل فال تلُو ُرونِ‬
‫فأ ْخل ْت ُ ُك ْم ورا ثان ِل عل ْي ُكم ِ هرن س ُْلط ٍ‬
‫ص ِر ِخ َّ ) [إبراايـــم‪. ]22:‬‬
‫ص ِر ِخ ُك ْم ورا أنت ُ ْم ِب ُم ْ‬
‫ولُو ُرواْ أن ُس ُكم رَّا أنا ْ ِب ُم ْ‬
‫ست ُ ْ‬
‫ضد ِغ ُوا أن ْح ُ‬
‫( قال الَّذِين اسْت ْكب ُروا ِللَّذِين ا ْ‬
‫دن ْالهُد ى بغْد ِإ ْا‬
‫دن صد ْنا ُث ْم ع ِ‬
‫ُّج ِر ِرين ) [سبـــأ‪.]32:‬‬
‫جاا ُثم ب ْل ُثرتُم ر ْ‬
‫( وقالُوا بَّرا إِنَّدا أ غْردا سدا ترا و ُثبرااندا فأضدلُّونا السَّد ِبيال‬
‫ب و ْالغ ْر ُه ْم لغْرا ثبِيرا «‪[ ) »68‬اَحـــزاب]‪.‬‬
‫ِض ْغ ي ِْن ِرن ْالغذا ِ‬
‫«‪»67‬‬
‫بَّردا آتِ ِهد ْم‬
‫وف رقابل اله فإن هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬يري رن اإلنسان أن يرتق بغقله إلى‬
‫ررزلة الت كر والت بر ‪ ,‬ويو ِ هجها إلدى الرظدر إلدى ردن حولده بدتمغن وتأردل ؛ ليصدل‬
‫إلى الحقيقة ‪ ,‬فميال نج أن القدرآن الكدريم ثتداب ر تدو ‪" ,‬الرظدر فيده فريضدة ح‬
‫وضرو ة رعية ؛ ليصل بذله الرظر إلى عقي ة نابغة رن قلب رطمئن بها غايدة‬
‫اه مئران"‬
‫وجدداا القددرآن الكددريم ؛ لدديغلن حربددا للد فاع عددن حريددة ال كددر لتحريددر عقددل‬
‫اإلنسان رن التقليد اَعمدى ح وسدجن التغصدب وتدوا اإللدف والغدا ات ؛ حتدى‬
‫يصبح بذله الغقل نقيدا صدافيا علدى ال طدرة ‪ ,‬ون أ سدلطان عليده يحجدزع عدن‬
‫اذا الحق ؛ وَن اإلسالم ين حق ؛ فق قدام اإلسدالم بت لدي اإلنسدان ردن ادذع‬
‫اَفكا الملوثة ‪.‬‬
‫حتى يتقبل الحق ‪ ,‬واذا رايسمى بالت لية قبل التحلية ؛ أى‪ :‬علدى اإلنسدان‬
‫أن يرق ن سه أوه رن أفكا ع ح ورغتق اته البا لة ح وأن يكون حر الت كير ب ون‬
‫ضددغو وه سددلطان ‪ ,‬فغر د را يبحددث عددن الحددق سدديج ع أراردده برظددرع رددن تأرددل‬
‫وت كر بغقل واعٍ فطن ‪.‬‬
‫‪- -109‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فهذع آيات ثييرة ت عوا إلى ن س اذا المغرى ‪:‬‬
‫ (و ْ‬‫اا ُث ُرواْ نِغْمت ه‬
‫ب و ْال ِح ْكم ِة‬
‫اّللِ عل ْي ُك ْم ورا أنزل عل ْي ُك ْم ِ هرن ْال ِكتا ِ‬
‫ي ِغ ُ‬
‫ظ ُكم ِب ِه) [البقــرة‪.]231:‬‬
‫ت ِلقوْ ٍم يذَّ َّث ُرون ) [اَنغــام‪.]126:‬‬
‫ ( ق ْ فص َّْلرا اآليا ِ‬‫ ( و ِإاا قُ ِر ْالقُرْ ُ‬‫نصتُواْ لغلَّ ُك ْم تُرْ ح ُمون‬
‫آن فاسْت ِمغُواْ لهُ وأ ِ‬
‫ث)‬
‫اس على ُر ْك ٍ‬
‫‪ ( -‬وقُرْ آنا فر ْقراعُ ِلت ْقرأعُ على الرَّ ِ‬
‫) [اَعـــراف‪.]204:‬‬
‫[اإلســـراا‪.]106:‬‬
‫ت آباا ُا ُم ْاَوَّ ِلين‬
‫‪ ( -‬أفل ْم ي َّب َُّروا ْالقوْ ل أ ْم جاا ُام رَّا ل ْم يأ ْ ِ‬
‫) [المدررــون‪.]68:‬‬
‫ ( ِثتاب أنز ْلراعُ إِليْه ُربا ن ِلهي َّب َُّروا آياتِ ِه ) [ص‪. ]29:‬‬‫ب أ ْق الُها‬
‫ ( أفال يت ب َُّرون ْالقُرْ آن أ ْم على قُلُو ٍ‬‫‪ ( -‬ف ِإاا قرأْناعُ فات َّ ِبعْ قُرْ آنهُ‬
‫) [رحمــ ‪. ]24:‬‬
‫) [القيارـــة‪. ]18:‬‬
‫القرآن إان ح ليس ثالرا رغلقا على ال هم ‪ ,‬ولكره ريسدر ؛ للتد بر والتغقدـل‬
‫ثما او ريسر للذثر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حرية ال كر ف الغرب ‪:‬‬
‫ثمددا قلرددا سددل ا ‪ :‬لقد أثد ت المدوا ( ‪ 18‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬و ‪ 21‬رددن اإلعددالن‬
‫الغددالم ‪ ,‬ن َّ‬
‫حددق ف د حريددة‬
‫ص دت المددا ة الياررددة عرددر علددى أندده " لكددل د‬
‫الت كير ح والضمير ح وال ين " ‪ ,‬ثما أث ت عليده " ال قدرة الياليدة " التد نصدت‬
‫علددى أندده ‪ " :‬ه يجددوز إخضدداع حريددة اإلنسددان ف د إرهددا يردده أو رغتق د ع ‪ ,‬إه‬
‫للقيو الت ي رضها القدانون ح والتد تكدون ضدرو ية ؛ لحمايدة السدالرة الغاردة‬
‫أو الرظدددام الغدددام ح أو الصدددحة الغارددددة ح أو اآل اب الغاردددة أو حقدددوق اآلخددددرين‬
‫وحرياتهم اَساسية "‪.‬‬
‫‪- -110‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫لكن غم ثل اذا التباين ح واهختالف ف السياسدات والطبداعع والتوجهدات‬
‫إه أن الغددرب يكددا يكددون ثيانددا واحدد ا عردد را يتغلددق اَرددر بالجوانددب ال كريددة‬
‫المتغلقدة بغالقاتده ردع الحضدا ات اَخددرى ح والد يانات التد ت تلدف عدن يانددات‬
‫الغرب‪.‬‬
‫فددرغم تغ د الم د ا س ال لس د ية وال كريددة ف د الغددرب ح إه أن ارددان ق د ا‬
‫ررترثا ح وواضحا ردن الم داايم ال كريدة اَساسدية عرد را يتغلدق اَردر بدالر ى‬
‫المقابلددة حددول رسددتقبل البرددرية ح وادد ف اإلنسددان رددن الحيدداة علددى اَ ُ ؛‬
‫تتغاردددل ادددذع ال اسدددة ردددع الغدددرب ثكيدددان فكدددر واحددد ردددن ناحيدددة المرطلقدددات‬
‫اَساسدددية للحضدددا ة الغربيدددة ح والمبدددا التددد قاردددت ادددذع الحضدددا ة عليهدددا ح‬
‫وعالقة اله بموقف الغرب رن الرب ‪. $‬‬
‫ح ثت ف الغصر الحد يث سلسدلة ردن اَحد ا ح التد خلقدت جد ه فلسد يا‬
‫بددين حددق حريددة ال كددر ح وواجددب احتددرام المغتق د ات ال يريددة ح وفيمددا يل د نمدداا‬
‫لبغا اَح ا ال كرية الت خلقت ريل اذا الروع رن الج ل ‪:‬‬
‫* وايدة ''آخدر وسوسدة للمسديح'' ‪The Last Temptation of Christ‬‬
‫والتد بغددت عددام (‪ 1960‬وثانددت للمدلدف اليونددان " نيكددوس ثددازانتزاثس "‬
‫(‪ 1957 - 1883‬وتحولت فيما بغ إلى فيلم سيرماع فد عدام (‪ 1988‬ح وفيده‬
‫يسر المدلف نس ته الر صدية ردن حيداة " المسديح " وفيده يصدو المسديح ح‬
‫ثرجدددا يصدددرع الصدددليب الدددذ ثدددان الروردددانيون يسدددتغملونه ؛ إلندددزال الغقددداب‬
‫بالم ال ين للقوانين ويصو أيضا صية " المسيح " ثإنسان عا يمله ثل‬
‫الص ات اإلنسانية رن ه وضغف وخوف وا تكاب للذنوب وفد نهايدة الروايدة‬
‫يتزو المسيح رن " رريم المج لية " ب ه رن صدلبه ثمدا ادو رغهدو حسدب "‬
‫الكتاب المق س "‪.‬‬
‫‪- -111‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫بد أت اهحتجاجددات علددى ال دديلم أثردداا عمليددة التصددوير حيددث قددا الزعمدداا‬
‫ال د يريون ف د الكردداعس اَرريكيددة حملددة واسددغة ض د ال دديلم ح وقارددت رجموعددة‬
‫رسيحية رتطرفة بإلقاا القرابل الزجاجيدة الحا قدة علدى صدالة عدرُ ال ديلم فد‬
‫" با يس " ف (‪ 22‬أثتوبر ‪1988‬م ‪.‬‬
‫فديلم ''حيداة برايدان'' ‪ Life of Brian‬للمجموعدة الكوري يدة البريطانيدة‬
‫‪ Monty Python‬ف سرة ‪ 1979‬ح وفيه يرو ال يلم وبصو ة سداخرة قصدة‬
‫اسمه ( برايان ول ف ن س اللحظة ون س الزقاق الدذ ولد فيده‬
‫حياة‬
‫" المسديح " ويغتبدر ال ديلم ردن اَفدالم الكوري يدة الكالسديكية ح وقد اختيدر عددام‬
‫‪ 2000‬ردن قبدل المجلدة ال ريدة البريطانيدة ‪ Total Film‬ثأحسدن فديلم ثوريد‬
‫بريطان ف التا ي وال يلم يرتق وبصو ة ساخرة التطدرف الد ير ح تتكدر فد‬
‫ال دديلم سلسددلة رددن المواقددف الكوري يددة بسددبب ا ددتباع الردداس أن برايددان ح اددو‬
‫المسيح ب ا رن زيا ة الحكماا الديال الدذين ح وحسدب التقليد المسديح تتبغدوا‬
‫الرجددوم واسددت لوا علددى ركددان وه ة المسدديح إلددى حا ثددة الصددلب ح حيددث يوضددع‬
‫برايان على الصليب ب ه رن المسيح ‪.‬‬
‫ارترغت بغا صاهت عرُ اَفالم رن عرُ ادذا ال ديلم فد الغ يد ردن‬
‫الم ن البريطانية وررغدت " أيرلرد ا " و" الردرويج " و" إيطاليدا " ووهيدة نيدو‬
‫جيرس ف " الوهيات المتح ة " عرُ ال يلم لسروات ويلة‪.‬‬
‫* لوحددة ال رددان اَرريك د " ان د يس سددير انو " ‪Andres Serrano‬‬
‫ف د عددام ‪ 1987‬والمسددمى "البددول علددى المسدديح'' ‪ Piss Christ‬ح واللوحددة‬
‫عبا ة عن صو ة لصلب "المسيح" ح قام الرسام بغمسها فد بولده الر صد ح‬
‫ويغتق الدبغا أن اللوحدة قد غمسدت فد م ال ردان أيضدا لكدون اللوحدة حمدراا‬
‫اللون‪.‬‬
‫‪- -112‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أح د ثت اددذع اللوحددة ج د ه ثبيددرا ف د رجلددس الردديوخ اَرريك د ف د عددام‬
‫(‪1987‬م ح وثان الج ل بين حرية ال ران ف التغبيدر عدن أيده ح وعدن اإلسدااة‬
‫للرروز ال يرية ح ورن الج ير بالذثر أن أعماه أخدرى لهدذا ال ردان الدذ ادو ردن‬
‫أصول ثوبية وأفريقية تتضمن غمدس اللوحدات بغد سدمها فد سدواعل إنسدانية‬
‫ريددل "الد م" و"البددول" و"السدداعل المرددو " وثددان الهد ف رددن اللوحددة المييددرة‬
‫للجددد ل حسدددب أ ال ردددان ادددو "إرهدددا الطدددابع اإلنسدددان للمسددديح" وتدددراب‬
‫"المسددديح" ردددع اإلنسدددان البسدددي "الدددذ يقدددوم يوريدددا بغمليدددة البدددول" إه أن‬
‫المغا ضين اعتبروا اذع اللوحة ؛ إاانة صية للمسيح ‪.‬‬
‫واية "آيدات ديطانية" للرواعد اإليراندى البريطدانى "سدلمان د "‪:‬‬
‫الر صيتان الرعيسيتان ف الرواية اما "صال ال ين جمجة" الدذ ادو ارد‬
‫عان ررذ صغرع ف "المملكة المتح ة" وانسدجم ردع المجتمدع الغربد ح وتركدر‬
‫َصددوله الهر يددة ح وجبراعيددل فريرددته الددذ اددو رميددل " اردد " رت صدد‬
‫باَفالم ال يرية ح وق فق إيمانه بال ين بغ إصابته بمرُ خطير حيدث لدم تر غده‬
‫عواته يئا للر اا ؛ حيث يجلس اهثران علدى رقغد ين رتجداو ين فد الطداعرة‬
‫المسدافرة رددن " بوربدا " إلددى " لرد ن " ولكددن الطداعرة تت جددر وتسدق نتيجددة‬
‫عمل ت ريب رن قبل جماعات رتطرفة ح وأثراا سقو اذين الر صيين يحصدل‬
‫تغييددرات فدد ايئددتهم ؛ فيتحددول صددال الدد ين جمجددة إلددى ر لددوق ددبيه بددـ"‬
‫الرددديطان " وجبراعيدددل فريردددته إلدددى ر لدددوق دددبيه بدددالمالن ح فددد أحددد أحدددالم‬
‫" إلى فترة " صلح الح يبية " ويب أ‬
‫جبراعيل فر ته يرجع برا " سلمان‬
‫فصل رن الرواية بغروان "رااوند " وادذا ال صدل ردن الروايدة جرحدت ررداعر‬
‫المسلمين بصو ة عميقة حيث يستر فصل ف الرواية على واية أجمدع علمداا‬
‫المسلمين على ع م صحتها ح وا الرواية الت و ت ف سيرة الرسول حسب‬
‫" ابن إسحاق " وفيها يذثر " ابن إسدحاق " أن الرسدول أثرداا ندزول سدو ة "‬
‫الددرجم "عليدده امددس لدده الردديطان بهددذع الكلمددات ( تلدده الغرانيددق الغددال ح وإن‬
‫‪- -113‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اعتهن لترتجى واآليات المقصو ة ارا ا اآليات (‪ 18‬و ‪ 19‬رن سو ة (‬
‫الرجم ح الت تر على ( أفدرأ ْيت ُ ُم َّ‬
‫الدالت و ْالغ َُّدزىح وررداة اليَّا ِليدة ْاَ ُ ْخدرىح أل ُكد ُم‬
‫الذَّث ُر ولهُ ْاَ ُ ْنيى ) وحسب الرواية فإنه ارا ‪:‬امس الريطان بهذع الكلمدات "تلده‬
‫الغرانيددق الغلددى وإن د اعتهن لترتجددى" واددذا يغر د أندده تددم اثددر تلدده اَصددرام‬
‫ب يددر ف د " القددرآن " ح وف د اددذا إ ددا ة علددى أن الرسددول ح حدداول بطريقددة أو‬
‫بأخرى تقليل رغا اة أال " ركة " ل عوته وثف اَاى عن أتباعده بدذثر آلهدة "‬
‫ركة " ب ير ح حيث يزعم البغا أنه بغ ادذع الحا ثدة سدا الوعدام بدين الرسدول‬
‫" رحم د " ح ورغا ضدديه السددابقين رددن أاددل ركددة ؛ حتددى بلددغ اَرددر أن بغددا‬
‫المسلمين الذين ثانوا رهاجرين إلى " الحبرة " اربا رن قمع أال " ركة " ق‬
‫قر وا الرجوع ردرة أخدرى‪ .‬و يغتبرالمسدلمون ادذع اإلسدااة أحد ى الحلقدات فد‬
‫سلسلة " تا ي اإلسااة إلى صية الرسول رحم " ‪.‬‬
‫رسدددرحية ( بيهزتددد‬
‫‪ Behzti‬ح التددد تغرددد باللغدددة البرجابيدددة ‪ -‬الغدددا ‪-‬‬
‫وحبكدددة المسدددرحية ح عبدددا ة عدددن الجدددرس والقتدددل فددد رغبددد َتبددداع ال ياندددة‬
‫"السي ية" ح والمسرحية رن تأليف الكاتدب البريطدان ردن أصدول " سدي ية "‬
‫ثو بريددت بهددات ‪ Gurpreet Kaur Bhatti‬وأح د ثت المسددرحية ؛ ضددجة‬
‫ثبيرة ف " يسمبر " (‪2004‬م ف ليلة اهفتتا نتيجة هحتجدا أتبداع ال ياندة‬
‫" السي ية " وثان اهحتجا لمراا ف المسرحية ح تصدو حا ثدة اغتصداب‬
‫وقتددل ف د أح د المغاب د السددي ية وتددم إلغدداا الغددرُ إه أن (‪ 700‬فرانددا قدداروا‬
‫بحملة تضارن رع ثاتب المسرحية ‪.‬‬
‫فيلم ( وغمدا ‪ Dogma‬ردن إنتدا سدرة ‪ 1999‬وادو فديلم ثوريد عدن‬
‫الكريسة " الكاثوليكية " وق أ ى اذا ال يلم إلى الغ ي رن اهحتجاجات المرظمدة‬
‫فد الغ يد رددن الد ول وته يد ات لقتددل الم ددر ثدي ن سددمث ‪ Kevin Smith‬ح‬
‫‪- -114‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويتحددد ال ددديلم عدددن رالثمدددين عاقبهمدددا ال دددالق بالبقددداا ل بددد فددد وهيدددة "‬
‫وسكونسن "‪.‬‬
‫ال كددرة الرعيسددية فد ال دديلم اددو أندده يجددب التمييددز بددين " اإليمددان " بد ين‬
‫ير د‬
‫رغددين و" الغقي د ة " ال يريددة الت د يمكددن تغري هددا باهعتقددا ب دأن أ ن د‬
‫ركتددوب رددن قبددل رددا يغتبددرع أتبدداع يانددة رغيرددة خددالق الكددون يجددب أن يطبددق‬
‫بحدددذافيرع ح ويرتقددد ال ددديلم اسدددتغمال " الددد ين " لتبريدددر الغردددف والغرصدددرية ح‬
‫وعقوبددددة اَفددددرا لسددددبب ريددددولهم الجرسددددية ح وال دددديلم يحدددداول أن يقددددول بددددان‬
‫"ال ر وس"ادددو للجميدددع ولددديس حكدددرا علدددى يدددن رغدددين ح وإاا ثدددان الرددد‬
‫" يبددا" فإندده سددي خل "ال ددر وس" بغدددا الرظددر عددن يردده وعرقدده وريولددده‬
‫الجرسية ‪.‬‬
‫وه يرسى أح الضجة السياسية واهقتصا ية وال يرية الت أح ثها نردر "‬
‫سددددوم ثا ثتريددددة رسدددديئة للربدددد رحمدددد ‪ $‬فدددد صددددحي ة ( يوهندددد س بوسددددتن‬
‫ال انما ثية ف (‪ 30‬سبتمبر ‪2005‬م ‪.‬‬
‫ورددا زا ف د اددذع الغرصددرية ا د تلدده اَع د ا البرددرية الكييددرة ‪ ,‬والت د‬
‫سددت ال كددر الغرب د علددى ي د المسترددرقين وثتابدداتهم ؛ فرددربوا الحق د علددى‬
‫اإلسددالم ح و ضددغوا حددب الغددرب وعبو يتدده ح ووجهددوا سددهارهم المسددمورة إلددى‬
‫قلب أرتردا وغدرزوا خرجدر الغد فد رهرادا ؛ فردالوا ردن نبيِههدا و سدالته وأالده‬
‫وصحابته ح وأال بيته و واوا حقاعق اإلسالم ‪ ,‬فمرهم رن قال بأنه هتوج سرة‬
‫نبوية وثلها أثاايب ح وتغ ُّوا على روز اَرة ريل ‪ :‬سي نا أبو اريرة ح وسدي نا‬
‫خال بن الولي ‪.‬‬
‫وأخر ي لو ب لوع ف رسألة الحجاب والرقاب ح ويقدول إنده تغصدب وترد‬
‫وت لف ‪ ....‬وغيرام رمن ه يقرون الر اعة وه عذاب القبر وه ال تان ‪.‬‬
‫‪- -115‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والمصيبة أنهم يغرفوا أن رراجغهم ثاابدة ‪ ,‬وحججهدم با لدة ‪ ,‬والمصديبة‬
‫اَثبر أن رن ساع ام ف اذا الترويج حاثم خداعن ‪ ,‬أو دي جاادل ‪ ,‬أو سدلطان‬
‫غافددل ‪ ,‬أو صددبية فكددر ضددا ٍل حملددوا غبددا الغرصددرية وقيحهددا علددى رهددو ام ‪:‬‬
‫ثالحما يحمل أس ا ا ح وصبوع ف يا نا علقما وحميما ‪.‬‬
‫وثانددت اددذع الحددرب ا د رددن أعتددى الحددروب الصددليبية ح الت د ابتل د بهددا‬
‫عقددل أرترددا وجس د اا المددريا ‪ ,‬والر د اا ررهددا بلددغ ح د اهسددتحالة بغ د أن سددال‬
‫القيح و اف ف الجراع والصحف وال ضاعيات ‪.‬‬
‫وتحولت اَسماا ح وتب لت الم داايم وسُد ِجن أصدحاب الدرأ وصُد ِلب أادل‬
‫الكرارة ‪ ,‬و ُ ِر أصحاب الغقول ‪.‬‬
‫وبغ اذا الغرُ المتواضع ح ِلما ف حقوق اإلنسان ال يرية رن خصداع‬
‫إسدددالرية وغربيدددة نريددد أن نقدددول إن ثاندددت الحريدددة ال يريدددة اددد المقصدددو ة ؛‬
‫فباإلسدالم ثانددت وه تدزال ررددذ خمسدة عرددر قرندا رددن الزردان ‪ ,‬وإن ثانددت حريددة‬
‫ال كر ا المقصو ة ح فما أعطاع اإلسدالم ردن حريَّدات للغقدل لدم تغرفهدا البردرية‬
‫قبل اله ‪.‬‬
‫ولغل تراولرا فى اذا ال صدل اليدانى الدذى ادو بغردوان الحقدوق ال يريدة بدين‬
‫اإلسدالم والغددرب نكددون ب ضددل هللا عدز وجددل قد أبرزنددا ثالثدة رحدداو رهمددة لمددن‬
‫يبحيون عن الحقيقة واإلنصاف ح واله رن خالل تراول حدق الحيداة بدين اإلسدالم‬
‫والغددرب ح وحريددة اهعتقددا بددين اإلسددالم والغددرب ح وحريددة ال كددر بددين اإلسددالم‬
‫والغرب ‪.‬‬
‫وبغد اددذا فإنردا فددى حاجدة إلددى أن نتردداول جانبددا ج يد ا رددن اددذع الحقددوق ح‬
‫لطالمددا أثددا جد ه ثبيددرا تا ي يددا وثقافيددا ح واددو الحقددوق السياسددية بددين اإلسددالم‬
‫والغرب ح واذا را سيتم ت صيله ب ضله تغالى فى ال صل اليالث ‪.‬‬
‫‪- -116‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الفصل الثال‬
‫حقوق اإلنسان السياسية‬
‫بيـــن‬
‫اإلســالم والغــــرب‬
‫‪- -117‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -118‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رحتويات ال صل‬
‫أوه ‪ :‬رق رددة رددوجزة عددن ثلمددة السياسددة ثم د خل لبيددان حقددوق‬
‫اإلنسان السياسية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حرية الرأ والتغبير بين اإلسالم والغرب‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حرية الرأ والتغبير ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حرية الرأ والتغبير فى الغرب ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ :‬حــق المساواة بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق المساواة ف اهسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق المساواة ف الغرب ‪.‬‬
‫ قضايا المساواة بين اإلسالم والغرب‬‫‪ -1‬قضية الرق بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫* روقف اإلسالم رن قضية الرق‪.‬‬
‫* روقف الغرب رن قضية الرق‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة ‪:‬‬
‫* ركانة المرأة ف اإلســـالم ‪.‬‬
‫* ركانة المرأة ف الغـــــــرب ‪.‬‬
‫ابغا ‪ :‬حــق الرــو ى بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق الرو ى ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق الرو ى وال يموقرا ية ف الغرب ‪.‬‬
‫خارسا ‪ :‬حــــق الغـــ ل بين اإلسالم والغرب‬
‫أ ‪ -‬حـق الغـــ ل ف اإلسالم‪:‬‬
‫ب ‪ -‬حق الغ ل ف الغـــــرب ‪:‬‬
‫‪- -119‬‬
‫‪:‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -120‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه ‪ :‬رق رددة رددوجزة عددن ثلمددة السياسددة ثمدد خل لبيددان‬
‫الحقوق السياسية‬
‫إن رغردددى السياسدددية لغدددة ‪ :‬السياسدددة ؛ اددد القيدددام علدددى الرددد ا بمدددا‬
‫يُ ْ‬
‫ُسوس ال واب “ إاا قام عليها ‪ ,‬والوال يسوس عيته ‪.‬‬
‫ص ِلحُه‪ .‬فيقال ” او ي ه ِ‬
‫ق اَرددو وأعقد اا ؛ َندده‬
‫وتح يد رد لول "ال كددر السياسد " يغد ُّ رددن أ د ه ِ‬
‫يرمل نظام حياة رتكارل ‪ ,‬يتصل بأرو الحكورة والرغب ‪ ,‬والراحيدة اهقتصدا ية‬
‫واهجتماعية ‪ ,‬والغالقات ال ولية ‪ ,‬ويتصل بحاضر المجتمدع ورسدتقبله ‪ ,‬ويرجدع‬
‫صغوبة التغريف بالسياسة ؛ إلى را يغتريها رن غموُ وبغ عن التح ي ‪ ,‬فمدا‬
‫أيسر على ثل ررَّا أن يستغمل ثلمة السياسة ون أن يكون فد رقد و ع أن يحد‬
‫لها رغرى واضحا ‪.‬‬
‫إن ثلمة السياسة عر علماعها الم تصين ب اسدة الغلدوم السياسدية تغرد‬
‫باختصدا ؛ ثدل ردا يتصددل بالسدلطة فد ر تلدف المجموعددات البردرية سدواا فد‬
‫الدده سددلطة اَب علددى أسددرته ‪ ,‬أو سددلطة صدداحب الغمددل علددى عمالدده ‪ ,‬أو سددلطة‬
‫الزعيم على حزبه ‪ ,‬أو الرعيس علدى حكورتده ‪ ,‬أو سدلطة المرظمدة ال وليدة علدى‬
‫ال ول اَعضاا فيها ‪.‬‬
‫اسداتهم علدى ال ولدة باعتبا ادا أادم صدو ة‬
‫ويرثز علمداا السياسدة فد‬
‫رن صو المجموعات البررية ‪ ,‬ويق ه‬
‫سِمون روضوعات علم السياسة إلى الرقدا‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬الرظرية السياسية ‪ :‬وترمل الرظرية السياسية ‪ ,‬وال كر السياس ‪.‬‬
‫‪ -2‬الدددددرظم السياسدددددية ‪ :‬وتردددددمل ال سدددددتو ح والحكوردددددة المرثزيدددددة ح‬
‫والحكورددددات اإلقليميددددة والمحليددددة ‪ ,‬واإل ا ة الغارددددة ‪ ,‬والوردددداعف اهقتصددددا ية‬
‫واهجتماعية للحكورة ‪ ,‬والرظم السياسية المقا نة ‪.‬‬
‫‪- -121‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪-3‬اَحددددزاب والجماعددددات والددددرأ الغددددام ‪ :‬وترددددمل اَحددددزاب السياسددددية‬
‫والجماعات والهيئات ‪ ,‬و و ال ر ف الحكورة ‪ ,‬واإل ا ة والرأ الغام ‪.‬‬
‫‪ -4‬الغالقددددات ال وليددددة ‪ :‬وترددددمل السياسددددة ال وليددددة ‪ ,‬والترظدددديم الدددد ول‬
‫والقانون ال ول ‪.‬‬
‫وانطالقا رن اذا الم هوم ‪:‬‬
‫فإن اإلرام الرو سد يُغْتب ُدر بحدق اعد ا ردن وا علدم السياسدة الح ييدة ؛‬
‫َنه تراول ثل تله الموضوعات ف ساعله بالرق والتحليل ‪ ,‬وإثراا ال كدر فيهدا‪,‬‬
‫وخاصددة بإضددافة الم هددوم اإلسددالر إليهددا ‪ ,‬فات ددذ علدد ُم السياسددة بددذله أبغددا ا‬
‫ج يددد ة ‪ ,‬ونمطدددـا فريددد ا ‪ ,‬يصدددلح لرهضدددة اَردددة اإلسدددالرية ‪ ,‬وخاصدددة أن علدددم‬
‫السياسة اإلسالرية ‪ ,‬لم يأخذ ركانته بغ ريل قيقه علم اهقتصا اإلسالر ‪.‬‬
‫وارددا يددأت ر هددوم ال كددر السياس د ف د الرددريغة اإلسددالرية ح فق د عددرف‬
‫سددول هللا ‪" $‬السياسددة" بكلمددة جارغددة ددارلة تغر د ‪ :‬تلدده القواع د والقددوانين‬
‫التى تحكم ث َّل رجتمع رهما صغر ‪ ,‬بحيث ترظم رق المغيرة فيه ‪.‬‬
‫وق سبق الحبيب المصط ى ‪ $‬ثل علماا السياسة بوضدع الد واعر المتابغدة‬
‫للسلطات ؛ والت تب أ رن الرواة الصغيرة للمجتمع وتتسع وي ا وي ا ‪ ,‬لترمل‬
‫المجتمغات اَثبر حتدى تصدل إلدى أوسدع تلده الد واعر ‪ ,‬واد اعدرة ال ولدة التد‬
‫‪d‬‬
‫ترمل السلطة بين الحاثم والرغب فقال ‪ : $‬عن ابن عمر قال ‪ :‬سمغت سدول‬
‫هللا ‪ $‬يقول ‪ :‬ثلكم اعٍ ورسئول عن عيته ‪ :‬اإلرام اعٍ ورسدئول عدن عيتده ‪,‬‬
‫والرجل اعٍ ورسئول ف أاله عن عيتده ‪ ,‬والمدرأة فد بيدت زوجهدا ورسدئولة‬
‫عددن عيتهددا ‪ ,‬وال ددا م اع فدد رددال سددي ع رسددئول عددن عيتدده ‪ ,‬وثلكددم اع‬
‫ورسئول عن عيته (‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الجم ة ‪ ،‬باب الجم ة في القرى والمدن ( ‪. ) 853‬‬
‫‪- -122‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ُددرن بد و ع ‪ ,‬رهمدا صدغر ادذا الد و ‪ ,‬وعليده‬
‫واكذا ‪ ,‬فغلى ثل رسلم أن ي ِ‬
‫أن يتحمل رسئوليته ثحاثم ف اعرة صغيرة ‪ ,‬ورحكوم ف اعدرة ثبيدرة ‪ ,‬وبهدذا‬
‫يرا ن ف سم السياسدة الغاردة لل ولدة ؛ َنده عرد را يتحد اد ف ثدل رجموعدة‬
‫صغيرة ‪ ,‬رع اله ف الغام لل ولة ‪َ ,‬صبحت اَرة قوة سياسية ثبدرى لهدا وزنهدا‬
‫ف المجال ال ول ‪ ,‬ويحسب لها ألف حساب ‪.‬‬
‫واراله عاعم أساسية لل كر السياس اإلسالر تتميل ف ‪:‬‬
‫‪ -1‬حرية الرأ والتغبير ‪.‬‬
‫‪ -2‬المساواة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغ ل ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرو ى ‪.‬‬
‫‪ -5‬الجها فاعا عن ال ين ح وربا‬
‫الحق ‪.‬‬
‫اذع ال عاعم أ سااا ال ستو اَساس للمسلمين ‪ -‬واو القرآن الكدريم ‪, -‬‬
‫حتى تكون فراعا ثابتة تحكدم أ ثدان المجتمدع اإلسدالر ‪ ,‬وتكدون رلزردة لدول‬
‫أرر المسلمين ح وآيات القرآن الكريم حافلة و اا ة بتله ال عاعم ‪.‬‬
‫واران ر اايم سياسية أ سااا الحبيب المصط ى ‪ ,$‬وادو يبرد تلده اَردة‬
‫اإلسددالرية علددى أسددس رتيرددة رددن عدداعم الرددريغة اإلسددالرية ‪ ,‬وتلدده الم دداايم‬
‫بإيجاز ي ا ‪:‬‬
‫‪ -1‬اهستقارة على ررهج هللا و سوله ‪:‬‬
‫‪d‬‬
‫قددددال ‪ :‬قلددددت يددددا سددددول هللا ‪ $‬أه تسددددتغملر ؟ قددددال ‪:‬‬
‫عددددن أبدددد ا‬
‫” فضرب بي ع على رركب ح ثم قال ‪ :‬يا أبا ا إنه ضغيف ح وإنها أرانة ‪ ,‬وإنها‬
‫‪- -123‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫يوم القيارة خز ون ارة إه رن أخذاا بح ِقهها وأ ى الذ عليه فيها “(‪. 1‬‬
‫‪ -2‬اهجتها بما يواعم رتطلبات الحياة المتج ة ‪:‬‬
‫‪d‬‬
‫عن عمرو بن الغداص أنده سدمع سدول هللا ‪ $‬يقدول ‪ ” :‬إاا حكدم الحداثم‬
‫فاجته ثم أصاب فله أجران ‪ ,‬وإاا حكم واجته فأخطأ ؛ فله أجر“ (‪. 2‬‬
‫وعر را أ سل الرسدول ‪ $‬رغداا بدن جبدل عدارال علدى الديمن‪ ,‬سدأله الرسدول‬
‫قدداعال ‪ ” :‬ثيددف تقض د إاا ُ‬
‫عد ِدرُ لدده قضدداا ؟ “ قددال ‪ ” :‬أقض د بكتدداب هللا “‬
‫قال‪ ” :‬فإن لم تج ف ثتاب هللا ؟ “ قال‪ ” :‬فبسرة سول هللا “ ‪ ,‬قال‪ ” :‬فدإن لدم‬
‫تج ف سرة سول هللا “ ؟ قال‪ ” :‬أجته برأي وه آلو“ ‪ ,‬قدال‪ :‬فضدرب سدول‬
‫الذ وفق سول هللا لما يرضد بده سدول‬
‫هللا ‪ $‬على ص ع وقال ‪ ” :‬الحم‬
‫هللا"(‪. 3‬‬
‫‪ -3‬الرحمة رن الراع على را استو عه هللا رن عيته ‪:‬‬
‫‪g‬‬
‫عن عاعرة قالت ‪ :‬سمغت سول هللا ‪ $‬يقول ف بيت اذا ‪ ” :‬اللهم رن‬
‫رن أرر أرت يئا فرق عليهم ؛ فا دقق عليده ‪ .‬وردن و ِلد ردن أردر أرتد ديئا‬
‫فرفق بهم ؛ فأ فق به “(‪. 4‬‬
‫‪ -4‬الموازنة ف المما سة والتطبيق ‪:‬‬
‫‪d‬‬
‫ع دن ابددن رسددغو أن الرب د ‪ $‬قددال ‪ ” :‬الدده المترطغددون ‪ .‬قالهددا ثالثددا “‬
‫والمترطغون ‪ :‬أ ؛ المتر ون ف غير روضع الر ة (‪. 5‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب اإلمارة ‪ ،‬باب كراهة اإلمارة بغير ورورة ( ‪.) 1825‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب االعتصام بالكتاب والسنة ‪ ،‬باب أجر الحاكم إذا اجتهد (‪ )6919‬ومسلم ‪ ،‬كتاب األق ية ‪،‬‬
‫باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد ( ‪.) 1716‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الترمذى ( ‪.) 1327‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم كتاب اإلمارة ‪ ،‬باب ف يلة اإلمام ال ادل ( ‪.) 1828‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم كتاب ال لم ‪ ،‬باب هلك المتنط ون ( ‪. ) 2670‬‬
‫‪- -124‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪d‬‬
‫عن عب هللا بن عمرو بدن الغداص ‪ :‬أن الربد ‪ $‬قدال‪" :‬المقسدطون علدى‬
‫ررابر رن نو ‪ :‬الذين يغ لون ف حكمهم وأاليهم ورا ولوا " (‪. 1‬‬
‫‪ -5‬التيسير على عبا هللا ‪:‬‬
‫عن أنس‬
‫‪d‬‬
‫قال ‪ ” :‬ي ه‬
‫سِروا وه تغسروا ‪ ,‬وبرروا وه تر روا “ (‪. 2‬‬
‫عن عب هللا بن عمرو ‪ d‬قال ‪ :‬قال سول هللا ‪َّ ” :$‬‬
‫أقوام نغمدا ح‬
‫إن عر‬
‫ٍ‬
‫أقراا عر ام را ثانوا ف حواعج المسلمين را لم يملوام ‪ ,‬فإاا رلدوام نقلهدا إلدى‬
‫غيرام“ (‪. 3‬‬
‫‪ -6‬الره عن اهختالف وال رقة (الحرص على الوح ة السياسية ل رة ‪:‬‬
‫‪d‬‬
‫عن ابن عمر عن الرب ‪ $‬قال ‪ ” :‬ويلكم ‪ -‬أو ويحكم ‪ -‬ه ترْ جغُدوا بغد‬
‫بغا “ (‪. 4‬‬
‫ث ا ا ؛ يضرب بغضكم قاب‬
‫ٍ‬
‫‪d‬‬
‫عن عب هللا بن عمر قال ‪ ” :‬رن حمل عليرا السال فليس ررَّا “ (‪. 5‬‬
‫عن ابن رسغو عن الرب ‪ $‬قال‪ ” :‬ستكون أثدرة وأردو تركرونهدا قدالوا ‪:‬‬
‫يا سول هللا ‪ ,‬فمااا تأررنا ؟ قال‪ :‬تد ون الحق الذ عليكم ح وتسألون هللا الدذ‬
‫لكم “ (‪. 6‬‬
‫وتحقيقا لهذا الغرُ ؛ نقسم اذا ال صل إلى أ بغة رباحث عيسة‪:‬‬
‫‪ -1‬حرية الرأ والتغبير‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البزار في مسنده ( ‪. ) 2340‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى كتاب ال لم ‪ ،‬باب ما كان يتخولهم بالموعظة وال لم (‪ )69‬ومسلم ‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب في‬
‫األمر في التيسير ‪ ،‬و رك التنفير (‪.)1734‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الطبران في األوسط ( ‪. ) 8350‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري كتاب ال لم ‪ ،‬باب اإلنصات لل لماا (‪. )121‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الديات ‪ ،‬باب قوله – ال ‪ -‬آ { ومن أحياها} ( ‪. ) 6480‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه البخاري كتاب المناقب ‪ ،‬باب عالمات النبوة ( ‪. ) 3408‬‬
‫‪$‬‬
‫‪- -125‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -2‬المساواة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغ ل ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرو ى وحق اهنت اب ‪.‬‬
‫وفيما يل ت صيل ثل ربحث ‪:‬‬
‫أوه ‪ :‬حرية الرأ والتغبير بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫تغتبددر اددذع الحريددة الغمددو ال قددر للحريددات ال كريددة ؛ حيددث تحمددل ف د‬
‫يَّاتها رغظم الحريَّات ‪ ,‬وي سر اله الح يث عن ر هوم حرية الرأ والتغبير ‪.‬‬
‫اددذع الحريددة تغُّ د بددال دده رددن المسدداعل الجواريددة الت د ت د خل ف د نطدداق‬
‫حقوق اإلنسان ف اإلسالم ح والمقصو بها حرية الجهر بدالحق وإسد اا الرصدح‬
‫س اَخالق والمصالح الغارة ح والرظدام فد ثدل ردا تغتبدرع الردريغة‬
‫ف ثل را ي ُم ُّ‬
‫اإلسالرية فكرا ‪.‬‬
‫أ‪ -‬حرية الرأ والتغبيرف اهسالم ‪:‬‬
‫وقد ث ددل اإلسددالم اددذع الحريددة ررددذ فجددر الد عوة ‪ ,‬بددل وجغلهددا رددن أوجددب‬
‫واجبات المسلم ف رما سة حقه ف إب اا الرأ والوقوف بصــالبة إلى جانــب‬
‫الغ الة والمساواة ‪ -‬ثاعز اإلسالم اَولى ‪ -‬ورا يقص أنه الحق ‪.‬‬
‫والقددرآن الكددريم حددين ددرع يدسددس لهددذا الحددق ‪ ,‬حددرص علددى أن يرسددم‬
‫ررهجددا رددن ددأنه أن يجغددل المردداخ الغددام ف د المجتمددع رهيئددا ؛ ث د يمددا س ثددل‬
‫إنسان فيه حقه ف التغبير والرق والرقابة ونمدا خدوف ‪ ,‬ردا ام رلتزردا بدالطرق‬
‫الرددرعية التدد وضددغتها الرددريغة ‪ ,‬وبمددا يك ددل الصددالح الغددام للجماعددة ‪ ,‬قددال‬
‫عون ِإلدى ْال ي ِْدر ويدأ ْ ُر ُرون ِب ْ‬
‫تغالى ‪ ( :‬و ْلت ُكن ِ هرر ُك ْم أُرَّة ي ْ ُ‬
‫دن‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫وف وي ْرهدوْ ن ع ِ‬
‫ددات ب ْغ ُ‬
‫ْال ُمرك ِددر ) [آل عمددران‪ , ]104:‬وقددال تغددالى‪ ( :‬و ْال ُم ْد ِررُددون و ْال ُم ْد ِرر ُ‬
‫ضدد ُه ْم أوْ ِليدداا‬
‫‪- -126‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫دا يددأ ْ ُر ُرون ِبد ْ‬
‫اآلرد ُدرون‬
‫دن ْال ُمركد ِدر ) [التوبددة‪ , ]71:‬وقولدده‪ِ ( :‬‬
‫ب ْغد ٍ‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫وف وي ْرهددوْ ن عد ِ‬
‫ددن ْال ُمركد ِددر و ْالحدددا ِف ُ‬
‫ِبد ْ‬
‫ددد ِر ِرين )‬
‫رد ِددر ْال ُمد ْ‬
‫اّللِ وب ِ ه‬
‫ظون ِل ُحددد ُو ِ ه‬
‫ددالمغ ُْر ِ‬
‫وف والرَّدددا ُاون عد ِ‬
‫صددالة وأْ ُرددرْ بِد ْ‬
‫[التوبددة‪ , ]112:‬وقولدده ‪ ( : :‬يددا بُر د َّ أقِد ِدم ال َّ‬
‫دن ْال ُمركد ِدر‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫وف وا ْندده عد ِ‬
‫ص د ِبرْ علددى رددا أصددابه ِإ َّن ا ِلدده ِرد ْ‬
‫وا ْ‬
‫دن عد ْدز ِم ْاَ ُ ُرددو ِ ) [لقمددان‪ , ]17:‬ويددأرر هللا عبددا ع‬
‫عر را يغ ِبهرون عن ا أو يب ون س ي ا ف قوله ‪ ( :‬يا أيُّهدا الَّدذِين آررُدوا اتَّقُدوا‬
‫َّ‬
‫اّلل وقُولُدوا قدوْ ه سد ِي ا ) [اَحدزاب‪ , ]70:‬وأن تكددون ريقدة التغبيدر سدليمة ه عرددف‬
‫فيهددا وه قددوة ‪ ,‬وه ته ي د ح وه إثددراع ح وه إجبددا علددى قبددول الددرأ ‪ ,‬فالتغارددل‬
‫بطريقددة الحكمددة والموعظددة الحسددرة ح التد يددأرر بهددا الد ين الحريددف اد أفضددل‬
‫عال لتله المسألة ‪.‬‬
‫فا سبحانه أرر " أثرم ال لدق " الدذ ه يرطدق عدن الهدوى نبيده رحمد ا‬
‫‪ $‬بأن ه ي رُ أيه علدى اآلخدرين وأن يد عو إلدى الد ين بالحكمدة والموعظدة‬
‫دن )‬
‫ع ِإ ِلددى سد ِبي ِل ِبهدده ِب ْال ِح ْكمد ِة و ْالموْ ِعظد ِة ْالحسددر ِة وجددا ِْلهُم ِبددالَّتِ ِاد أ ْحسد ُ‬
‫(ا ْ ُ‬
‫داس تددأ ْ ُر ُرون بِد ْ‬
‫[الرحددل‪ , ]125:‬وقددال هللا تغددالى ( ُثر دت ُ ْم خ ْيددر أ ُ َّر د ٍة أ ُ ْخ ِرجد ْ‬
‫وف‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫دت ِللرَّد ِ‬
‫دن ْال ُمركد ِدر وت ُ ْد ِررُددون بِد ه‬
‫داّللِ ) [آل عمددران‪ , ]110:‬وقددال تغددالى أيضددا‪ ( :‬الَّدذِين‬
‫وت ْرهددوْ ن عد ِ‬
‫اإل ْن ِجيد ِل‬
‫يت َّ ِبغُون َّ‬
‫الرسُول الرَّ ِب َّ اَ ُ ِ هرد َّ الَّد ِذ ي ِج ُوندهُ ر ْكتُوبدا ِعرد ُا ْم فِد التَّدوْ ا ِة و ِ‬
‫دن ْال ُمرك ِدر وي ُِحد ُّل لهُد ُم َّ‬
‫ت ) [اَعدراف‪ , ]157:‬وقدال‬
‫الط ِيهبدا ِ‬
‫يأ ْ ُر ُر ُام ِب ْالمغ ُْر ِ‬
‫وف وي ْرها ُا ْم ع ِ‬
‫الرا ِثغُددون ال َّ‬
‫ار د ُون ال َّ‬
‫داج ون‬
‫سدداعِحُون َّ‬
‫تغددالى أيض دا ‪ ( :‬التَّدداعِبُون ْالغابِ د ُون ْالح ِ‬
‫سد ِ‬
‫دددر و ْالحدددافِ ُ‬
‫دددرون ِبد ْ‬
‫اّللِ وب ِ ه‬
‫ظون ِل ُحدددد ُو ِ ه‬
‫دددر‬
‫ِ‬
‫اآلر ُ‬
‫دددالمغ ُْر ِ‬
‫رد ِ‬
‫دددن ْال ُمركد ِ‬
‫وف والرَّدددا ُاون عد ِ‬
‫ُ أقا ُروا الصَّالة‬
‫ْال ُم ْد ِررِين ) [التوبة‪ , ]112:‬وقال تغالى ‪ ( :‬الَّذِين إِن َّر َّكرَّا ُا ْم فِ ْاَ ْ ِ‬
‫وآتوُ ا َّ‬
‫وف ونهوْ ا ع ِن ْال ُمرك ِر ) [الحج‪. ]41:‬‬
‫الزثاة وأر ُروا بِ ْالمغ ُْر ِ‬
‫فه‬
‫إن حريدة الدرأ تُغد ُّ أساسدا ح ونقطددة ا تكداز لمبدا الردريغة اإلسددالريةح‬
‫عيسة رقر ة ريل الردو ى واَردر بدالمغروف والرهد عدن المركدر ؛ َنهدا‬
‫‪- -127‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رن أادم أحكدام السياسدة الردرعية ح فبد ون وجدو حريدة تكدون السياسدة رسدالة‬
‫كليَّة ر رغة رن المضمون والمحتوى ‪.‬‬
‫ويدثددد القدددرآن ردددن خدددالل اآليدددات السدددابقة ح أن حريدددة الدددرأ والتغبيدددر‬
‫"أسدمى حريددة ث لهدا اإلسددالم لكدل رسددلم" وادو أن يقددول أيده بصددراحة ويبد‬
‫وجهة نظرع ون خوف رن ا ح فليس ف اإلسالم قيد علدى الحريدة وه ثبدت‬
‫للرأ ‪ ,‬وه إجبدا علدى السدكوت ‪ ,‬ولكدل رسدلم أن يتحد بمدا يرداا سدواا أ ُ ِخدذ‬
‫برأيه أو لم يدخذ ‪ ,‬وسواا ثان أيه خطأ أو صوابا ‪.‬‬
‫وحذ هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬رن خالل اآليات القرآنية لرسوله وللمسلمين ردن قهدر‬
‫آ اا اآلخرين ح وإجبا الجماعات غير المسلمة على اعتراق اإلسالم حتدى فد أو‬
‫الر ْ دد ُ ِرددن‬
‫ِين قدد تَّبدديَّن ُّ‬
‫اهنتصددا ات اإلسددالرية ‪ ,‬فقددال تغددالى ‪ ( :‬ه إِ ْثددراع فِدد الدد ه ِ‬
‫ْالغ ه ِ ‪[ ) ...‬البقرة‪ , ]256:‬وقوله رحذ ا نبيه رح ا رهمتده فد ثلمدات قيقدة واضدحة ‪( :‬‬
‫فذ هثِرْ ِإنَّما أنت ُرذ ِ هثر «‪ »21‬لَّسْت علي ِْهم ِب ُمصي ِْط ٍر «‪) »22‬‬
‫‪ِ ( :‬إنَّه ه ت ْه ِ ر ْن أ ْحببْت ول ِك َّن َّ‬
‫اّلل ي ْه ِ‬
‫[الغا‬
‫دية‪ , ]22-21:‬ثما قدال أيضدا‬
‫رن يراا ‪) ...‬‬
‫[القص‬
‫‪.]56:‬‬
‫ولغل رن رجمدل الرصدوص السدابقة ح يتضدح أن اإلسدالم ه يد عو فقد إلدى‬
‫حرية الرأ والتغبير بل يرفا السلبية ‪ ,‬ويري اإلنسان أن يكدون ررطلقدا ‪ ,‬قويدا ‪,‬‬
‫جاعا ف التغبير عن أيه ‪ ,‬فهو أ اة هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ف إقاردة حد و ع ؛ لدذله‬
‫زثددى هللا ‪ ( :‬الددذين يددأررون بددالمغروف ويرهددون عددن المركددر و ددرفهم ‪ ,‬وأعلددى‬
‫ركانهم ‪ ,‬فبهم وبرجاعتهم ف التغبير عدن أيهدم سدمة أساسدية ردن سدمات اَردة‬
‫الممكرة القاعمة بحق هللا ‪ ,‬ولغل رن الده ردا يسدت ا بده ردن أن التغبيدر عدن الدرأ‬
‫يجب أن يكون ف إ ا الحق ح وه يكون ف إ ا البا ل ‪ ,‬واذا ردا أوصدى بده هللا‬
‫ عز وجل ‪ -‬سوله رن خالل اآليات القرآنية السابقة الذين عبَّروا عن أيهدم فد‬‫البا ل ‪ ,‬ليس اذا فق ح وإنما وبَّ إامالهم للتغبيدر عدن الحدق ‪ ,‬وسدلبتيهم السديئة‬
‫دان اوُ و و ِعيسدى‬
‫فق قال تغدالى ‪ ( :‬لُ ِغدن الَّدذِين ث ُدرواْ ِردن ب ِرد ِإسْدرا ِعيل علدى ِلس ِ‬
‫‪- -128‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اب ِْن ررْ يم ا ِله ِبما عصدوا وَّ ثدانُواْ يغْتد ُون «‪ »78‬ثدانُواْ ه يتردااوْ ن عدن رُّرك ٍدر فغلُدوعُ‬
‫دات ب ْغ ُ‬
‫ل ِبئْس ردا ثدانُواْ ي ْغلُدون «‪[ ) »79‬الماعد ة‪ْ ( , ]79 -78:‬ال ُمردافِقُون و ْال ُمرافِق ُ‬
‫ضدهُم ِ هردن‬
‫وف وي ْق ِب ُ‬
‫ضون أيْد ِي ُه ْم نسُدواْ ه‬
‫اّلل فرسِدي ُه ْم‬
‫بغ ٍ‬
‫ْا يأ ْ ُر ُرون ِب ْال ُمرك ِر وي ْرهوْ ن ع ِن ْالمغ ُْر ِ‬
‫سقُون ) [التوبة‪.]67:‬‬
‫ِإ َّن ْال ُمرافِ ِقين ُا ُم ْال ا ِ‬
‫وجاات نتيجة أرر هللا ‪ -‬عز وجل‪ -‬وحيه على الص ق والرجاعة ف إب اا‬
‫الدرأ فد الحدق ؛ أن أجمغدت اَردة علددى وجدوب اَردر بدالمغروف والرهد عددن‬
‫المركر ‪.‬‬
‫ولغدددل الهددد ف ردددن الددده الح دددار علدددى المجتمدددع ردددن ال سدددا ‪ ,‬والت كددده‬
‫واهنهيددا ؛ َن اَرددر بددالمغروف ح والره د عددن المركددر ؛ يغ د رددن أبددرز أنددواع‬
‫حرية الرأ والتغبير الت ت ُ ْ‬
‫ص ِل ُح المجتمع وتحميه رن فسا ال اسد ين ‪ ,‬و غيدان‬
‫الطدداغين ‪ ,‬وحقد الحاقد ين ‪ ,‬نغددم إندده يددن اإلسددالم الددذ أعطددى لكددل د ا حقدده‬
‫وأوجبه حتى استكمله ‪ ,‬وأبرزع حتى سا وانترر ‪ ,‬فجاات ثمرته اَرن واَردان‬
‫‪.‬‬
‫ولغل رن المالحظ رمدا سدبق ح أن اإلسدالم يد عم حريدة التغبيدر بدل يوجدب‬
‫حريدددة التغبيدددر ‪ ,‬وَن اإلسدددالم يدددن الكمدددال ‪ ,‬وجددداا ليرقدددذ البردددرية ردددن الظلدددم‬
‫واهستب ا وال سا والطغيان ‪ ,‬فإنه لم يقف عر اله ولكره أعلن حملدة رسدتمرة‬
‫ضا ية ض اهسدتب ا بكدل صدو ع وأ دكاله ‪ ,‬فدإن اهسدتب ا ُرغْتقد ُل ثدل ال ضداعل‬
‫يقف أراره اإلنسان عداجزا تابغدا الديال ‪ ,‬فضدرب اإلسدال ُم بيد ٍ ردن ح يد علدى ثدل‬
‫ت ح وتكميم اَفواع ح وررغها رن التغبير ‪ ,‬ولغل ادذا أب‬
‫ت الحريَّا ِ‬
‫رسئو ٍل عن ث ْب ِ‬
‫الظالمين على رر الغصو ‪ ,‬وق يتغ ى اَرر َسبق رن اله إلى اهستبغا ‪ ,‬فق‬
‫عرُ القرآن نماا دتى تصدف أحدوال المسْدت ِب هِين ح و بداعغهم السديئة ‪ ,‬ولغدل‬
‫قصة روسى ‪ a‬رع" فرعون رصر" تج فيها عاقبة اهستب ا والطغيان‪ ,‬فصدو‬
‫ُ وجغدل أ ْالهدا ِ ديغا‬
‫هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬الده بقولده ‪ ( :‬إِ َّن فِرْ عدوْ ن عدال فِد ْاَ ْ ِ‬
‫‪- -129‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫يسْت ْ‬
‫ضغِفُ‬
‫[القص ‪. ]4:‬‬
‫ح أبْراا ُا ْم ويسْت ْح ِي ِنساا ُا ْم ِإنَّهُ ثان ِردن ْال ُم ْسِد ِين )‬
‫ا ِع ة ِ هر ْر ُه ْم يُذ ِبه ُ‬
‫وق بين هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬سوا عاقبة فرعون ؛ والمالحظ ردن خدالل ادذع‬
‫اآليات أن هللا قبح سلبية قوره ‪ ,‬وع م تغبيدرام عدن أيهدم ح وادو ردا عبَّدر عرده‬
‫القرآن ف أعلى صو ة رن البيان ‪ ( :‬فاسْت فَّ قوْ رهُ فأ دا ُ‬
‫عوعُ إِنَّهُد ْم ثدانُوا قوْ ردا‬
‫س ِقين ) [الزخرف‪. ]54:‬‬
‫فا ِ‬
‫ولغل المت بر المتأرل ف ثالم هللا ‪ -‬عز وجدل ‪ -‬يالحدظ أن هللا ‪ :‬لدن ي ُ د َّ‬
‫فرعددون وحد ع بددالهالن ‪ ,‬وإنمددا جمددع قوردده رغدده فجغلهددم عبددرة ؛ َنهددم عدداونوع‬
‫علددى اسددتب ا ع رددن ناحيددة ‪ ,‬وت دداالهم عددن تغبيددرام ع دن الحددق الددذ ب د اخلهم ‪,‬‬
‫وثيف جغلهم هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬عبرة ح وريال لمن جاا بغ ام ‪ ( :‬فلمَّا آس ُونا انتقمْ را‬
‫ِر ْر ُه ْم فأ ْ‬
‫غر ْقرا ُا ْم أ ْجم ِغين «‪ »55‬فجغ ْلرا ُا ْم سل ا وريال ِل ْر ِخ ِرين «‪) »56‬‬
‫[الزخــرف‪. ]56 -55:‬‬
‫نغم ح إن ثل رن أعان اغية أو أسلم له القيدا ؛ حولده إلدى رسدتب ٍ ثبيدر ‪,‬‬
‫اذع سلبية ثبيرة ‪ ,‬فق ت اال صاحبها عن اَرر بالمغروف والره عدن المركدر؛‬
‫فتغ ت سيئاته رن ن سه إلى غيرع ‪.‬‬
‫فمغرددى اددذا ح أندده رلددم ن سدده بت االدده فد التغبيددر عددن حريتدده و أيدده بكددل‬
‫جاعة وثدل صد ق ‪ ,‬واستسدلم بجدبن ‪ ,‬وعد م ردرواة ؛ فدأ ى الده إلدى اسدتب ا‬
‫آخددر عليدده ‪ ,‬وفرضدده علددى ن سدده ‪ ,‬وحددوَّ ل ن سدده إلددى تددابع اليددل ‪ ,‬واددذا‬
‫د‬
‫يستوجب رره أن ي رُ ستا ا علدى عقلده ؛ يحجدزع تماردا عدن الت كيدر والتأردل‬
‫واهجتها ‪.‬‬
‫‪- -130‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واددذا بددال دده فسددا ثبيددر وحتددى ه ي هددم اَرددر بددالمغروف والره د عددن‬
‫المركر فهما يتجاوز إ ا ع الررع ؛ يجب عليرا أن نوضح المساعل المتغلقة بده‬
‫بإيجاز واختصا ‪:‬‬
‫‪ -1‬اَرر بالمغروف ح يكمن ف قوله تغالى ‪:‬‬
‫ع إِ ِلى س ِبي ِل ِبهه ِب ْال ِح ْكم ِة و ْالموْ ِعظ ِة ْالحسر ِة )‬
‫(ا ْ ُ‬
‫[الرحل‪.]125:‬‬
‫‪ -2‬الره عن المركر ح له رو أولها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون المركر رت قا على حررته ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون المركر بيرا غير رستتر ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬يجوز تغيير المركر بالي وباللسان ‪ ,‬وبالقلب وادذا أضدغف اإليمدان‪,‬‬
‫وعا ة ‪ ,‬يكون التغيير بالي لك ِ هل ا سلطان ف اعدرة سدلطانه ؛ فداَب لده سدلطة‬
‫رع أوه ع ‪ ,‬والزو رع زوجته ‪ ,‬واَرير رع عيته ‪ ,‬والدرعيس ردع رراوسديه ‪,‬‬
‫والغالم رع الغارة وال اصة ‪.‬‬
‫ولغل حرية الرأ والتغبير ح تُرى أ الغين ردن أقدوال وأفغدال وتقريدرات‬
‫الربدد ‪ $‬تطبيقددا صددحيحا ؛ لدديغلم البرددرية وسددا فدد ثي يددة الحريددة ‪ ,‬وثي يددة‬
‫رما سددتها ؛ ليكددون سددبقا إلسددغا البرددرية بحريددة الددرأ والتغبيددر فد اإلسددالم ‪,‬‬
‫فقددال سددول هللا ‪ ” : $‬رددن أى رددركم رركددرا ؛ فليغيددرع بي د ع ‪ ,‬فددإن لددم يسددتطع‬
‫فبلسانه ‪ ,‬فإن لم يستطع فبقلبه ؛ واله أضغف اإليمان “(‪. 1‬‬
‫‪g‬‬
‫‪$‬‬
‫وعن ‪ -‬أم المدررين ‪ -‬أم سلمة ار بردت أبد أريدة حذي دة ‪ ,‬عدن الربد‬
‫أنه قال‪ ” :‬إنه يستغمل عليكم أرراا ح فتغرفون وتركرون ؛ فمن ثدرع فقد بدر ‪,‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب اإليمان ‪ ،‬باب بيان كون النهي عن المنكر من اإليمان ( ‪. ) 49‬‬
‫‪- -131‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ورن أنكر فق س ِلم ؛ ولكن رن ض وتابع ‪ ,‬قالوا يا سول هللا أه نقاتلهم ؟ قدال‬
‫ه ‪ ,‬را أقاروا فيكم الصالة “(‪. 1‬‬
‫ورغرى اله أن رن ثرع بقلبه ولم يستطع إنكا ا بيد وه لسدان ؛ فقد بدر‬
‫ردن اإلثددم وأ ى وري تدده ‪ ,‬ورددن أنكددر بحسددب اقتدده فقد سددلم رددن اددذع المغصددية‬
‫ورن ض ب غلهم وتابغهم فهو الغاص ‪.‬‬
‫وعن روسى عن لحة عن أبيه ‪ ,‬قال ‪ :‬رر ت رع سول هللا ‪ $‬بقدوم علدى‬
‫اوس الر ل فقال ‪ ” :‬را يصدرع اددها ؟ “ فقدالوا ‪ :‬يلقحونده ‪ -‬يجغلدون الدذثر‬
‫ف اهنيى فتُلقَّح ‪ -‬فقال سول هللا ‪ ” : $‬را أرن يغر اله يئا “ قال ‪ :‬فأخبروا‬
‫بدددذله ‪ ,‬فترثدددوع ‪ ,‬فدددأخبر سدددول هللا ‪ $‬بدددذله ‪ ,‬فقدددال ‪ ” :‬إن ثدددان يدددر غهم الددده‬
‫فليصرغوع ‪ ,‬فإن إنما رررت رردا ‪ ,‬فدال تداخدذون بدالظن ‪ ,‬ولكدن إاا حد ثتكم عدن‬
‫هللا يئا ف ذوا به ؛ فإن لن أثذب على هللا “(‪. 2‬‬
‫‪d‬‬
‫و واع أيضددا " افددع بددن خ د يج " قددال ‪ :‬ق د م نبدد هللا ‪ $‬الم يرددة واددم‬
‫يأبرون الر ل ؛ يغر ‪ :‬يلقحون الر ل ح فقال ” راتصرغون ؟ “ قالوا ‪ :‬ا ثرَّدا‬
‫نصرغه ف الجاالية ‪ ,‬قال ‪ ” :‬لغلكم لو لم ت غلوا ثدان خيدرا “ فترثدوع ؛ فر ضدت‬
‫ أو فرقصت ‪ -‬قال‪ :‬فذثروا اله له ‪ ,‬فقدال‪ ” :‬إنمدا أندا بردر ‪ ,‬إاا أردرتكم برد ا‬‫رن يركم ؛ ف ذوا به ‪ ,‬وإاا أررتكم بر ا رن أي ؛ فإنما أنا برر “ (‪. 3‬‬
‫را أعظم اذا اإلسالم ‪ ,‬ورا أ وع تغاليمه ‪ ,‬اذا بيان رن سول هللا ‪ $‬ويالده‬
‫رن سول ثدريم ‪ ,‬ردا ادذع الحريدة التد فد اإلسدالم ! إنهدا ليسدت بدين أ د اص‬
‫عا يين ؛ ولكرها بين خير البردرية أجمغدين ح وندو المرسدلين وا ايدة الغدالمين‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب اإلمارة ‪ ،‬باب وجوب اإلنكار عل األمراا فيما يخالف الشرع ( ‪. ) 1854‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب الف ائل ‪ ،‬باب وجوب امتثال ما قاله شرعًا ( ‪. ) 2361‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه التبريزي في مشكاة المصابيح ( ‪. ) 147‬‬
‫‪- -132‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وبين أصحابه ح فلم يرغر أح ا بق ع وه ركانته ح وإنما زثى أيهم علدى أيده ؛‬
‫لتتغلم رره البررية جميغا ‪ ,‬ثيف تكون حرية الرأ والتغبير ‪.‬‬
‫فهذا أفضل رن ررى على اَ ُ ح ورن وزثاع ب البرية ف ثل د ا ح‬
‫ورع اذا فإنه يُق ِ ه ُ أ أصحابه ‪ ,‬ويأخذ بدرأيهم ويحُديَّهم علدى إعمدال عقدولهم ‪,‬‬
‫وثتب السرة الرري ة رليئة بهذع المغان ‪ ,‬وليس ليال أبلغ رن ادذا قدول سدول‬
‫هللا ‪ ” :$‬يكون أح ثم إرغة ح يقول أنا رع الراس إن أحسن الرداس أحسدرت ح وأن‬
‫أسااوا أسأت ؛ ولكن و ِ هروا أن سكم إن أحسن الرداس أن تحسدروا ‪ ,‬وإن أسدااوا‬
‫أن تجتربوا إسااتهم “(‪. 1‬‬
‫واذع نماا رن توافر حريدة الدرأ والتغبيدر عرد الصدحابة ‪ ,‬فهدذع تدذثرة‬
‫لمن أ ا أن يتذثر ‪ ,‬وعبرة لمن أ ا أن يغتبدر ردن ر سدة الربدوة التد أخرجدت‬
‫جاه يطبقون حرية الرأ ‪ ,‬وي همون رغرى اإلنسان وثرارته ح و عون أتجول‬
‫رغكددم ف د بسدداتين حريددات ر سددة الربددوة ؛ نقتطددف ررهددا زاددو ا فواحددة ح تم د‬
‫اَ ُ نو ا وحرية و حمة ‪.‬‬
‫نماا رن رواقف الرب ‪ $‬رع الدرأ ال در‬
‫المسلم ف أثراا الغزوات ‪:‬‬
‫والدرأ الغدام‬
‫ف ددى غــددـزوة بـددـ ‪ :‬تدث د الوقدداعع واَح د ا الت د سددبقت اددذع الغددزوة‬
‫وواثبتها ولحقت بها ح الم ى الذ اادب فيده الربد ‪ $‬فد ااتمارده بدالرأ الغدام‬
‫رن خدالل الرجدوع إلدى أادل الدرأ وال بدرة ح واسدتطالع آ اعهدم فد ثدل روقدف‬
‫يتطلب اله ‪ ,‬فحين بلغه إقبال جين ال ُك ْ ِر الذ قا ع أبدو سد يان لقتدال المسدلمين‬
‫ددداو أصدددحابه ح وه سددديما اَنصدددا ردددرهم ؛ لكددد يغلدددم رددد ى ردددوافقتهم علدددى‬
‫رواجهة المررثين ‪ ,‬فأجابوع أحسن الجواب بالموافقة التارة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي (‪. )2007‬‬
‫‪- -133‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وحددين بلددغ الرب د ‪ $‬خبددر خددرو قددرين لقتالدده استرددا أصددحابه ح وأاددل‬
‫الرأ رن المسلمين ف ال رو ؛ لقتال أعا عه خا الم يرة أو اللقاا اخلهدا ‪,‬‬
‫ولم يأنف الرب ‪ $‬رن أن يسدتمع إلدى أ المسدلمين ‪ ,‬ردع أن ادذع الغدزوة ثاندت‬
‫التجربة اَولى له ف إ ا ة المغا ن الكبيرة ‪ ,‬وبغ أن خر سول هللا ‪ $‬لمالقداة‬
‫رررث ركة ف ب ؛ أ ا عليه "الحبداب بدن المردذ " اَنصدا فد اختيدا ع‬
‫ركان نزول الجين ؛ فكان اَخذ بالمرو ة الصالحة آية رن آيات حسن القيا ة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حرية الرأ والتغبير ف الغرب ‪:‬‬
‫لق أ ثت اَنظمة والحكورات ح الت تري لرغوبها ال يدر والتقد م ؛ ادذع‬
‫الحقيقة فأ لقت الغران لل كر والرأ الغام الحر ح والغطاا الغزير بكافة أ كاله ‪.‬‬
‫ولرا أن نقا ن ألمانيا ف رل الحكم ”الراز “ ثيف ثانت ؟ وثيف أصدبحت‬
‫اآلن ! وثيددف أب د ع المددوا ن اَلمددان ؟ وتحقددق لإلنسددان أعلددى جددات الرق د‬
‫والتق م ‪.‬‬
‫ورا ح فد الد ول اَو بيدة بردكل خداص ردن ثدو ات واحتجاجدات علدى‬
‫أنظمة ثتاتو ية وقمغية ؛ ثان سببه تكميم اَفواع ورصا ة الحريات ‪.‬‬
‫وق تم ا عن اله انصياع الكيير رن تله اَنظمة لرغوبها ‪.‬‬
‫وبالتددال إعطدداا ال ددر حقوقدده ون قي د أو ددر ف د حريددة إب د اا الددرأ‬
‫والتغبير عره ف ثافة المجاهت بما ف اله اهجتماعية ح والسياسية ح وال كريدة‬
‫واهقتصا ية ررها ‪.‬‬
‫وق أصدبح ادذا الحدق يردغل حيدزا رهمدا فد سداتير تلده الد ول ‪ ,‬وعلدى‬
‫أسها البل ان الغربية المدسسة لهيئة اَرم المتح ة ‪.‬‬
‫وق أث اإلعالن الغالم على اذا الحق فد را تده "التاسدغة عردر" التد‬
‫الحددق فد حريددة الددرأ والتغبيددر ‪ ,‬ويرددمل اددذا‬
‫نصددت علددى أندده ‪" :‬لكددل د‬
‫‪- -134‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الحق حريتده فد اعترداق اآل اا ون أيدة رضدايقة ‪ ,‬واسدتقاا اَنبداا واَفكدا ح‬
‫ونقلها إلى اآلخرين بأية وسيلة ثانت ‪ ,‬ونما اعتبا للح و الجغرافية" (‪. 1‬‬
‫وجدداات المددا ة التاسددغة عرددر ( ال قددرتين‪ :‬اَولددى ح واليانيددة رددن الغهد‬
‫الد ول ال دداص بددالحقوق الم نيددة والسياسددية بصدديغة رددا ة اإلعددالن ن سددها ‪ ,‬إه‬
‫أنها أضافت فقرة ريَّزتها عما و ف اإلعالن ‪ ,‬توضح ثي يدة رما سدة الحقدوق‬
‫المرصددوص عليهددا ف د ال قددرة اليانيددة رددن رددا ة الغه د ‪ ,‬ورتددى يجددوز إخضدداعها‬
‫لبغا القيو ‪ ,‬وتر تله ال قرة ( ال قرة اليالية علدى أن ‪ " :‬تتسدع رما سدة‬
‫الحقدوق المرصددوص عليهددا فد ال قددرة رددن اددذع الواجبددات ورسدئوليات خاصددة ‪,‬‬
‫على اله يجوز إخضاعها لبغا القيدو ؛ ولكدن دريطة أن تكدون رحد ة بدر‬
‫القانون ح وأن تكون ضرو ية ‪:‬‬
‫( أ هحترام حقوق اآلخرين أو سمغتهم ‪.‬‬
‫(ب لحمايددة اَرددن القددور أو الرظددام الغددام أو الصددحة الغارددة أو اَ اب‬
‫الغارة" ‪.‬‬
‫وإاا ثانددت ال د ول الغربيددة ح ت د َّع وتت دداخر ‪ ,‬بأنهددا ق د أنجددزت ف د رجددال‬
‫حريددة " الدددرأ والتغبيدددر" ردددا لدددم تسدددتطع بقيدددة الردددغوب بتردددريغاتها اإللهيدددة‬
‫والوضغية ح أن ت غله حتى يوررا اذا ‪َّ ,‬‬
‫وأن را تد َّم فد ادذا المجدال ثدان لده اَثدر‬
‫المبا ر على اَرم المتح ة ؛ لتقوم بجهو اا ف رحاولة لغولمة حريدة " الدرأ‬
‫والتغبير" رن خالل اإلعالن الغالم ‪.‬‬
‫فهذا اه عداا صدحيح ح ردن ناحيدة ‪ ,‬حيدث إن رغظدم ول الغدالم اليالدث بمدا‬
‫فيها غالبية ال ول اإلسالرية ف عصرنا اذا ؛ لدم تصدل إلدى ردا وصدلت إليده تلده‬
‫ال د ول فدد رجددال ال يمقرا يددة وحقددوق اإلنسددان ؛ ولكددن الرددريغة اإلسددالرية ‪,‬‬
‫‪)1( Acompilation of international insteument, Universal Instruments P4.‬‬
‫‪- -135‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سبقت تله ال ول بأثير رن أ بغة عرر قرنا ح ثما قلرا سل ا بإقرا حق ال ر فد‬
‫حرية الرأ والتغبير ‪.‬‬
‫وسأعرُ عليكم ب ايات " حرية الرأ ف الغرب وح و اا " ‪.‬‬
‫ترجددع بدد ايات الم هددوم الحدد يث لحريددة "الددرأ والتغبيددر" إلددى القددرون‬
‫الوسطى ف ( المملكة المتح ة بغ اليو ة الت أ احت بالملده (جديمس اليدان‬
‫رددن إنكلتددرا عددام ‪ 1688‬ونصددبت الملدده (وليددام اليالددث رددن إنكلتددرا والملكددة‬
‫(را اليانيدة ردن إنكلتدرا علدى الغدرن ‪ ,‬وبغد سدرة ردن ادذا أصد البرلمدان‬
‫البريطان قانون "حرية الكالم ف البرلمان"‪.‬‬
‫وبغ عقو رن الصراع ف ( فرنسا تدم إعدالن حقدوق اإلنسدان والمدوا ن‬
‫ف فرنسا عام ‪ 1789‬عقب ( اليو ة ال رنسدية الدذ ند َّ علدى أن حريدة الدرأ‬
‫والتغبير جزا أساس ٌّ رن حقوق الموا ن ‪ ,‬وثاندت اردان رحداوهت فد (الوهيدات‬
‫المتح ة ف ن دس ال تدرة الزرريدة لجغدل حريدة الدرأ والتغبيدر حقدا أساسديا لكدن‬
‫(الوهيات المتح ة لم ت لدح فد تطبيدق ردا جداا فد سدتو اا لغدار ( ‪ 1776‬و‬
‫‪ 1778‬م رن حق حرية الرأ والتغبير ح حيث ُح ِذف اذا البر ف عدام ( ‪1798‬‬
‫واعتبددرت رغا ضددة الحكورددة ال اليددة جريمددة يغاقددب عليهددا القددانون ‪ ,‬ولددم تكددن‬
‫(‪1‬‬
‫اران رساواة ف حقوق حرية التغبير بين السو والبيا ‪.‬‬
‫وثان الح الوحي الذ وضغه" ريل "لح و ( حريدة التغبيدر عبدا ة عدن‬
‫آخدر ح وه يدزال حتدى ادذع اللحظدة جد ل‬
‫را أ لق عليه "إلحاق الضدر " برد‬
‫عن رااية الضر ‪ ,‬فق ي تلف را يغتبرع اإلنسان ضر ا ألحق به ردن رجتمدع إلدى‬
‫آخر‪.‬‬
‫وبسددبب الهجددرة رددن ( الرددرق إلددى ال د ول الغربيددة ‪ ,‬واخددتال اليقافددات‬
‫واَ يان ‪ ,‬ووساعل اهتصال الح ييدة ريدل (اإلنترندت ده الغدالم روجدة ج يد ة‬
‫(‪ )1‬الفيلسوف جون ستيوارت ميل ‪.‬‬
‫‪- -136‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رددن الجد ل حددول " تغريددف اإلسددااة أو الضددر " وخاصددة علددى الررددوز ال يريددة‬
‫حيث ه الغالم ف أواخر ‪ 2005‬وب ايات عام ‪ 2006‬ضجة سياسدية وإعالريدة‬
‫ح و يريددددددة واقتصددددددا ية حددددددول رددددددا اعتبددددددرع المسددددددلمون ( اإلسددددددااة للربدددددد‬
‫رحم ‪ $‬واعتبرع الغالم الغرب وسيلة ف حرية الرأ والتغبير ‪.‬‬
‫ب أت ردخرا حرثات ف ( أو وبا تطالب بتغ يالت ف القدوانين الق يمدة‪,‬‬
‫المتغلقة باإلسااة إلى الرروز ال يرية ‪ ,‬الت وإن وجد ت فد القدوانين اَو وبيدة‬
‫ولكرهددا نددا ا رددا تطبددق ف د الوقددت الحددال ح ولكددن رددع انترددا (الهجددرة إلددى‬
‫(أو وبددا رددن ال د ول غيددر أو وبيددة ح وج د ت الكييددر رددن ال د ول ف د (أو وبددا‬
‫ن سددها ف د رواقددف قانونيددة حرجددة ؛ لوجددو برددو ف د قوانيرهددا الجراعيددة تجددرم‬
‫المسدديئين إلددى الررددوز ال يريددة ‪ ,‬ووجددو برددو أخددرى تسددمح بحريددة " الددرأ‬
‫والتغبير" واذع القدوانين التد تغتبدر اإلسدااة للد ين عمدال ر ال دا للقدوانين ؛ ه‬
‫تزال روجو ة على سبيل الميال ‪:‬‬
‫‪ ‬ف البر ين ( ‪ 188‬و ‪ 189‬رن القانون الجراع ف (الرمسا ‪.‬‬
‫‪ ‬والبر الغا ر رن القانون الجراع ف (فرلر ا ‪.‬‬
‫‪ ‬والبر (‪ 166‬رن القانون الجراع ف (ألمانيا ‪.‬‬
‫‪ ‬والبر (‪ 147‬ف القانون الجراع ف (اولر ا ‪.‬‬
‫‪ ‬والبر (‪ 525‬ف القانون الجراع ف (إسبانيا ‪.‬‬
‫وبردددددو رردددددابهة فددددد قدددددوانين ( إيطاليدددددا و( المملكدددددة المتحددددد ة ‪.‬‬
‫و ( الوهيات المتح ة ‪.‬‬
‫واذع نماا رن ح و حرية الرأ والتغبير ف الغالم ‪:‬‬
‫أوه‪ ( :‬فرنسا ‪ :‬يمرع القانون ال رنس أ ثتابة أو ح يث علر ؛ يدد‬
‫إلى حق أو ثرااية َسباب عرقية أو يريدة ‪ ,‬ويمردع أيضدا تكدذيب جدراعم اإلبدا ة‬
‫‪- -137‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الجماعية ضد ( اليهدو ردن قبدل الردازيين ‪ ,‬ويمردع أيضدا نردر أفكدا الكراايدة‬
‫بسبب الميول الجرسية ل ر ‪.‬‬
‫وق را فغله القضاا ال رنس رن اتهام الم كر ال رنس ( جداا جدا و‬
‫وثذله الكاتدب الصدح ( إبدراايم ندافع بتهمدة رغدا اة السدارية حسدب (قدانون‬
‫جيسو ‪.‬‬
‫ف (‪ 10‬ردا س ‪ 2005 -‬رردع قاضد فرنسد لوحدة عاعيدة ردأخواة ردن‬
‫فكرة (الغراا اَخير للرسام ( ا فيررد حيدث تدم تصدميم اللوحدات ال عاعيدة‬
‫لبيت "قيغباو " لتصميم المالبس ح وأرر بإزالة جميدع اللوحدات اإلعالنيدة خدالل‬
‫ثالثة أيام ‪.‬‬
‫حيث أعلن القاض بأن اللوحات ال عاعية رسيئة للروم الكاثوليده ؛ وعلدى‬
‫الرغم رن تمسه رحار قيغبا و بأن ررع اإلعالنات او ‪ :‬نوع رن الرقابة وقمدع‬
‫لحرية التغبيرح إه أن القاضد أقدر بدأن اإلعدالن ثدان تد خل ررديرا وعد وانيا فد‬
‫رغتق اات الراس ال اصدة ؛ وحكدم بدأن رحتدوى اإلسدااة إلدى الكاثوليده أثيدر ردن‬
‫اله ف التجا ِ المق م ‪.‬‬
‫ثانيددددا‪ ( :‬ألمانيددددا ‪ :‬فدددد القددددانون اَساسدددد اَلمددددان والددددذ يسددددمى‬
‫"‪ "Grundgesetz‬ير "البر ال ارس" علدى حدق حريدة الدرأ والتغبيدر ح‬
‫ولكردده يرسددم ح د و ا رماثلددة للقددانون ال رنس د ؛ تمرددع خطابددات الكراايددة ض د‬
‫الغرق وال ين ‪ ,‬والميول الجرسية ح إضافة إلى ررع اسدتغمال الرردوز ( الرازيدة‬
‫ريل الصليب المغقوف ‪.‬‬
‫ثاليددددا ‪ ( :‬بولردددد ا ‪ :‬وحتددددى اددددذا اليددددوم يغتبددددر اإلسددددااة إلددددى الكريسددددة‬
‫( الكاثوليكية ‪ ,‬و عيس ال ولدة جريمدة يغاقدب عليهدا القدانون ؛ حيدث تدم الحكدم‬
‫بالسدددجن لمددد ة سدددتة أ دددهر علدددى ال ردددان البولرددد " و وتدددا نيزنالسدددكا " فددد‬
‫( ‪ 18‬يوليو ‪ 2003‬لرسمه صو ة "الغضو الذثر " على الصليب‪ ,‬وتم تغدريم‬
‫‪- -138‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الصددددددددح "جيددددددددرز أو وبددددددددان" بمبلددددددددغ خمسددددددددة آهف يددددددددو و فدددددددد‬
‫( يوحرا بولس اليان ‪.‬‬
‫( ‪ 5‬يراير‪ 2005‬؛ إلسااته لر‬
‫ابغا ‪ ( :‬ثر ا ‪ :‬يمرع القانون الكرد خطابدات وأفكدا الكراايدة ضد أيدة‬
‫رجموعة يرية أو عرقية ‪ ,‬وتمرع اَفكا أو الكالم أو الصو الت تغتبدر رسديئة‬
‫أخالقيا رن الراحية الجرسدية حسدب القدوانين الكر يدة ح وفد (‪ 29‬إبريدل ‪2004‬‬
‫بسبب ريوله الجرسية ‪.‬‬
‫وافق البرلمان على قانون يمرع اإلسااة لر‬
‫خارسا‪ ( :‬الوهيات المتح ة ‪ :‬ف ( الوهيات المتحد ة وضدغت المحكمدة‬
‫الغليددا رقياسدا لمددا يمكددن اعتبددا ع إسددااة أو خددرق لحد و حريددة التغبيددر ويسددمى‬
‫بـ ( اختبا ريلدر ‪ ,‬وبد أ الغمدل بده فد عدام ( ‪ , 1973‬ويغتمد المقيداس علدى‬
‫عيسة ح وا ‪:‬‬
‫ثال ربا‬
‫‪ -1‬عمددا إاا ثددان غالبيددة اَ د اص ف د المجتمددع ‪ ,‬يددرون ريقددة التغبيددر‬
‫رقبولة ‪.‬‬
‫‪ -2‬عما إاا ثان ريقة إب اا الرأ يغا ُ القوانين الجراعية للوهية ‪.‬‬
‫‪ -3‬عما إاا ثانت ريقة عرُ الرأ تتحلى بص ات فرية أو أ بية جا ة ‪.‬‬
‫ورن الج ير بالذثر ‪ :‬أن إنكا ح و إبا ة جماعيدة لدـ ( اليهدو ه يغتبدر‬
‫عمال جراعيا ف ( الوهيات المتح ة ولهذا تت دذ رغظدم رجموعدات ( الردازيون‬
‫رن ( الوهيات المتح ة ررثزا إعالر ا لها ‪.‬‬
‫الج‬
‫وبغ أح ا ( ‪ 11‬سدبتمبر ‪ 2001‬صُد ِ هق فد "الوهيدات المتحد ة" علدى‬
‫قددانون يغددرف بددـ "‪ "Patriot Act‬الددذ يمددرح اَجهددزة اَرريددة صددالحيَّات‬
‫واسغة؛ تمكرهدا ردن القيدام بأعمدال ترصدت ورراقبدة ‪ ,‬وت تدين ون اللجدوا إلدى‬
‫التسلسل القضاع الذ ثان رتبغا قبل ( ‪ 11‬سبتمبر ‪. 2001‬‬
‫‪- -139‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وردددددع بددددد أ الوهيدددددات المتحددددد ة حمالتهدددددا الغسدددددكرية علدددددى ثدددددل ردددددن‬
‫( أفغانسددتان و ( الغددراق فيمددا يغددرف ب دـ ( الحددرب علددى اإل ادداب وتغددرُ‬
‫رقرات بغا القروات اإلخبا ية ح والصدح يين الغدارلين بهدا هعتد ااات رتكدر ة‬
‫َّ‬
‫ردن قبددل القددوات اَرريكيددة ؛ بد أت تظهددر ردزاعم حددول تغ ِ همد الدده ‪ ,‬وخاصددة بغد‬
‫استه اف رقر ( قراة الجزيرة اإلخبا ية ف أفغانستان عام ( ‪ , 2002‬وفد (‬
‫بغددد ا أثرددداا عمليدددة ( غدددزو الغدددراق ‪ 2003‬والتددد أ ت إلدددى رقتدددل رراسدددل‬
‫الجزيرة ف بغ ا ( ا ق أيوب وساع ف تأثيد الده نردر صدحي ة " الد يل‬
‫ريددرو " ( البريطانيددة فدد ( نددوفمبر ‪ 2005‬وثدداعق سددرية ا ددتهرت باسددم‬
‫( وثيقددة قصددف الجزيددرة ر ا اددا أن الددرعيس اَرريك د ( جددو بددون ثددان‬
‫يرغدب بقصددف المرثدز الرعيسد لقرداة الجزيددرة فد ( قطددر ‪ ,‬وقد ن ددى رتحد‬
‫( البيت اَبيا اذع اهتهارات ‪.‬‬
‫سا سددا‪ ( :‬أسددتراليا ‪ :‬فدد ( فبرايددر ‪ 1996‬تددم الحكددم علددى السياسدد‬
‫الما ثس د "ألبددرت هنغددر" بالسددجن لم د ة عرددرة أسددابيع ؛ لتحريضدده الردداخبين‬
‫على ثتابة أ قام أخرى ‪ ,‬لم تكدن روجدو ة ضدمن ال يدا ات فد و قدة اهقتدراع ؛‬
‫واله ؛ إلرها اهحتجدا علدى الحدزبين الرعيسدين المترافسدين ‪ .‬وقد اعتبدر ادذا‬
‫ر ال ـا لقوانين اهنت ابات ف ( أستراليا ‪.‬‬
‫سددابغا ‪ :‬ف د ( بلجيكددا ررغ دت السددلطات المحليددة لم يرددة ف د ( ‪ 6‬فبرايددر‬
‫‪ 2006‬ال رددان " ي دد سدديرن " رددن عددرُ تميددال للددرعيس الغراقدد السددابق‬
‫( صد ام حسددين فد أحد المغددا ُ ال ريددة ح ويظهددر التميددال ‪ -‬صد ام حسددين ‪-‬‬
‫علدددى ايئدددة سدددمكة قدددرن ويددد ع ركبلدددة بددداَغالل ردددن ال لدددف فددد حدددوُ ردددن‬
‫ال و رددالين ؛ واعتبددرت السددلطات اددذا الغمددل ال ر د رييددرا للج د ل ح وق د يسددبب‬
‫احتجاجات رن اَ راف المدي ة للرعيس الغراق السابق ‪.‬‬
‫‪- -140‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثاليا ‪ :‬حــق المساواة بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق المساواة ف اإلسالم ‪:‬‬
‫داس اتَّقُددوا‬
‫لقد أ سددى القددرآن الكددريم اددذا المبد أ فد آيددة جارغددة ( يددا أيُّهددا الرَّد ُ‬
‫بَّ ُك ْم ) ُ‬
‫ع ِر فيها بتحريه الغا ة اإلنسانية إلى اَصدل الواحد الدذ انحد ررده‬
‫برددو البرددر ؛ َن الردداس إاا وعددوا اددذا الحقيقددة ‪ ,‬أصددبح رددن اليسددير علدديهم ‪ ,‬أن‬
‫دداس‬
‫يغارددل بغضددهم بغضددا ثددأخوة ‪ ,‬فددال يبغدد بغضددهم علددى بغددا ( يددا أيُّهددا الرَّ ُ‬
‫احد ٍة وخلددق ِر ْرهدا زوْ جهددا وبد َّ‬
‫دث ِر ْرهُمددا ِ جدداه‬
‫دس و ِ‬
‫اتَّقُدواْ بَّ ُكد ُم الَّد ِذ خلق ُكددم ِ هردن نَّ ْد ٍ‬
‫اّلل الَّدددد ِذ تسدددداالُون ِبدددد ِه واَ ْ حددددام ِإ َّن ه‬
‫ث ِييددددرا و ِنسدددداا واتَّقُددددواْ ه‬
‫اّلل ثددددان علدددد ْي ُك ْم‬
‫ِقيبا ) [الرساا‪. ]1:‬‬
‫ولغل اثر اَ حام ارا يذثر الراس جميغا بـ "الو ديجة" التد تدرب بيدرهم‬
‫( الرحم ‪ ,‬فغليهم أن يراعدوا حقدوق الردوع الدذ انحد وا ررده ‪ ,‬ادذا باإلضدافة‬
‫إلى را تبيه اذع الكلمة رن رغان اَرورة ‪ ,‬والرحمة حواهنتماا ل صدل الواحد ؛‬
‫ولذا يرى ابن عا و ‪:‬‬
‫"إن المساواة أول آثا اَخوة اإلنسانية ‪ ,‬وأص ق واا اا ‪ ,‬وإن الت لق‬
‫بها ح والت ب عليها أجلى المظاار الت تُم ِ هك ُن رغرى اَخوة رن الر وس" ‪.‬‬
‫داس إِنَّددا خل ْقرددا ُثم ) ‪ ,‬يقددر القددرآن المسدداواة‬
‫وف د آيددة أخددرى ( يددا أيُّهددا الرَّد ُ‬
‫اإلنسانية بأصل التكوين ‪ ,‬حتدى وإن انقسدم البردر إلدى دغوب وقباعدل ؛ َن ادذا‬
‫اهنقسام ا فه التغا ف ‪ ,‬الذ ي رضه التروع واهختالف ‪ ,‬فيسغى الراس إلدى أن‬
‫داس إِنَّددا خل ْقرددا ُثم ِ هرددن اثد ٍدر وأُنيددى‬
‫يكمددل بغضددهم بغضددا ؛ فيتددآل وا ‪ ( :‬يددا أيُّهددا الرَّد ُ‬
‫وجغ ْلرا ُث ْم ُغُوبا وقباعِل ِلتغا فُوا ) [الحجرات‪. ]13:‬‬
‫‪- -141‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولذا يرفاُ القرآن أن يكون اذا التروع ريا ت رقة أو اخدتالف ؛ َنده آيدة‬
‫ُو ْ‬
‫رن آيات إب اع ال الق ( و ِر ْ‬
‫دن آياتِد ِه خ ْلد ُ‬
‫اخدتِالفُ أ ْلسِدرتِ ُك ْم‬
‫ق السَّدماوا ِ‬
‫ت و ْاَ ْ ِ‬
‫وأ ْلوانِ ُك ْم إِ َّن فِ ا ِله آليا ٍ‬
‫ت ِله ْلغا ِل ِمين ) [الروم‪. ]22:‬‬
‫ثما أنه سرة رن سرره الكونية فد الكاعردات جميغدا ‪ ( :‬ألد ْم تدر أ َّن َّ‬
‫اّلل أندزل‬
‫ِرن السَّماا راا فأ ْخر ْجرا بِ ِه ثمرا ٍ‬
‫ت ُّر ْ ت ِل ا أ ْلوانُها و ِرن ْال ِجبا ِل ُج بِديا وحُمْ در‬
‫ددام ُر ْ ت ِلددف‬
‫ُّر ْ ت ِلددف أ ْلوانُهددا وغرا ِبيددبُ سُددو «‪ »27‬و ِرددن الرَّ ِ‬
‫دداس والدد َّوابه ِ و ْاَ ْنغ ِ‬
‫أ ْلوانُهُ ثذ ِله ‪[ ) »28« ..‬فا ر‪. ]28 -27:‬‬
‫وإاا ثان التذثير بوح ة اَصل ‪ ,‬وأن البرر جميغدا أعضداا أسدرة واحد ة ‪,‬‬
‫عددارال قويددا رددن عوارددل التقريددب بددين الردداس ‪ ,‬ورحددو الغصددبيات البغيضددة رددن‬
‫قلوبهم ‪ ,‬فإن التدذثير بوحد ة اإللده ‪ ,‬الدذ يردتظم الجميدع فد ريدق الغبو يدة لده‬
‫وح ع ‪ ,‬عارل أقوى رن سابقه ‪.‬‬
‫ولذله نج القرآن الكريم ‪ -‬ثما او واضح ف اآليات ‪ -‬قبل أن يذثر الرداس‬
‫بوح ة اَصل ؛ يب أ فيذثرام بوح ة اإللده ال دالق ‪ ,‬وثدان ادذا نهدج سدول هللا ‪$‬‬
‫ف خطبة الو اع حين قال ‪ ” :‬يا أيها الراس‪ :‬إن بكدم واحد ‪ ,‬وإن أبداثم واحد ‪,‬‬
‫ثلكددم آل م ‪ ,‬وآ م رددن تددراب ‪ ,‬وإن أثددرركم عردد هللا أتقدداثم ‪ ,‬لدديس لغربددى علددى‬
‫عجم ‪ ,‬وه لغجم على عرب ‪ ,‬وه أحمر علدى أبديا ‪ ,‬وه أبديا علدى أحمدر‬
‫فضدددل إلدددى بدددالتقوى ‪ ,‬أه ادددل بلغدددت ‪ ,‬اللهدددم فا ددده ‪ ,‬أه فليبلدددغ الرددداا ردددركم‬
‫الغاعب “ (‪. 1‬‬
‫رددا ام الددرب واح د ا ‪ ,‬واَب ثددذله " آ م " ‪ ,‬فلدديس ارددان ر ل دوق أثددرم رددن‬
‫اآلخر إه بمق ا ثرارته عرد هللا ‪ ,‬فغرد هللا ‪ -‬عدز وجدل ‪ -‬ه فضدل َعجمد علدى‬
‫عرب ح وه فضل أبيا على أسو ‪ ,‬أو نسب على نسب ‪ ,‬فال عالقة لرد ا ردن‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد في مسنده ( ‪. ) 23536‬‬
‫‪- -142‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ادذا بردرف اإلنسددان أو وضدغيته ح فهدذع رسدداواة ندا ى بهدا اإلسددالم رردذ خمسددة‬
‫عرر قرنا جهلهدا الغدرب فد حدروبهم التد ارتد ت إلدى نصدف قدرن بدين البديا‬
‫والسو ‪ ,‬أو بين اليهو وغيرع ‪ ,‬أو بين عرق وآخر ‪.‬‬
‫ولكددن المسددلم الحددق ح اددو الددذ يرظددر إلددى البرددرية ثلهددا برظددرة الغدد ل‬
‫والمسداواة ‪ ,‬ويغلدم أن اَفضدلية تكدون ردن التدزام اإلنسدان بتغداليم بده ح ولدديس‬
‫لص د ات ه يملدده اإلنسددان الت د خل فيهددا ثددالجرس ح واللددون أو بأفكددا وأسددا ير‬
‫وضغها البردر ؛ ليتميدزوا عدن اآلخدرين ثداليهو ؛ تأسيسدا علدى قدول الرسدول‬
‫الكريم الذ ه يرطق عن الهوى ‪ ” : $‬الراس سواسية ثأسران المرد “(‪ , 1‬وه‬
‫فضل لغرب على أعجم ‪ ,‬وه أبديا علدى أسدو إه بدالتقوى والغمدل الصدالح ‪,‬‬
‫ثلكم آل م ح وآ م رن تراب ‪.‬‬
‫وانظر إلى غضب الحبيب رحمد ‪ $‬عرد را سدمع " أبدو ا ٍ ه الغ دا " ي ْحتد ُّ‬
‫علدددى بدددالل ويغ ِيهدددرع بلونددده قددداعال ‪ :‬يدددا ابدددن السدددو اا ؛ فزجدددرع الرسدددول ‪ $‬و ع‬
‫بقوله ‪ ” :‬يا أبا ا أعيرته بأره ‪ ,‬إنه ارر فيه جاالية ‪ ,‬إخوانكم خولكم جغلهدم‬
‫هللا تحت أي يكم ‪ ,‬فمدن ثدان أخدوع تحدت يد ع ؛ فليطغمده رمدا يأثدل ‪ ,‬وليلبسده رمدا‬
‫يلبس ‪ ,‬وه تُك ِله ُوام را يغلبهم ‪ ,‬فإن ثل تموام فأعيروام “ (‪. 2‬‬
‫فاستجاب أبو ا َرر سول هللا ‪ , $‬ووضع خ َّع علدى اَ ُ ‪ ,‬وأقسدم أن‬
‫أخالق جاالي ٍة ‪.‬‬
‫يطئه بالل برجله توبة وتك يرا عما ص رن‬
‫ٍ‬
‫نغدم ح ردا أجمدل الغضددب لالنتصداف ؛ لتحقيدق المسدداواة وردا أفضدل الد فاع‬
‫عن الحريات ‪ ,‬وع م اإلسااة إلى اآلخرين ح وانتقاص ق ام وثرارتهم ‪.‬‬
‫ولغل را سأقوله اآلن ق رر على أااانكم ‪ -‬سل ا ‪ -‬فالمساواة ملت حريدة‬
‫اهعتقا فرهى اإلسالم عن أضطها أ بابها ‪ ,‬فح ظ لهم ثرارتهم التد قر ادا هللا‬
‫(‪ )1‬مسند الشهاب ( ‪. ) 195‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري كتاب ال تم ‪ ،‬باب قول النبي – صل ى عليه وسلم – ال بيد إخوانكم ( ‪.) 2407‬‬
‫‪- -143‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫للبردرية جميغدا ‪ ,‬فاإلنسددان فد نظدر اإلسددالم ر لدوق ُرك َّدرم عرد هللا ر ْهمدا ثانددت‬
‫ِرلَّته ‪ ,‬وليس رن حق إنسان ثاعرا رن ثدان أن يضدطه آخدر فد ( ن سده أو رالده‬
‫أو عرضه بسبب أنه يغترق يرا غير يره ‪.‬‬
‫ المسـاواة بين الراس ف القضاا ‪:‬‬‫يميددل القضدداا أح د الميددا ين الرعيسددية ح لمب د أ المسدداواة الددذ نددا ى بهددا‬
‫اإلسالم ثأح المبدا اَساسدية التد قدام عليهدا ‪ ,‬وقد وجداا أسداس ادذا المبد أ‬
‫ورص ع ف ثتداب هللا ‪ -‬عدز وجدل ‪ -‬وفد أحا يدث الرسدول ‪ $‬ثدم ردن بغد ع فد‬
‫خطددب ال ل دداا الرا دد ين ح وركاتبدداتهم إلددى الددوهة والقضدداة ح فددا ‪ -‬سددبحانه‬
‫ارين ِب ْال ِق ْ‬
‫سد ِ‬
‫تغددالى‪ -‬يقددول ف د ثتابدده الكددريم ‪ ( :‬يددا أيُّهددا الَّ دذِين آررُددواْ ُثونُددواْ قددوَّ ِ‬
‫ُده اا ِ هّللِ ولدوْ علدى أن ُسِد ُك ْم أ ِو ْالوا ِلد ي ِْن واَ ْقدربِين إِن ي ُك ْ‬
‫دن غرِيدا أوْ فقيدرا فد ه‬
‫داّللُ‬
‫أوْ لى ِب ِهما فال تت َّ ِبغُدواْ ْالهدوى أن تغْد ِ لُواْ و ِإن ت ْلدوُ واْ أوْ تُغ ِْر ُ‬
‫ضدواْ فد ِإ َّن ه‬
‫اّلل ثدان ِبمدا‬
‫تغْملُون خ ِبيرا )‬
‫[الرساا‪. ]135:‬‬
‫ويقددول عدددز وجدددل ‪ ( :‬إِ َّن ه‬
‫ت إِلدددى أ ْا ِلهدددا وإِاا‬
‫اّلل يدددأ ْ ُر ُر ُث ْم أن تُددد ُّواْ اَراندددا ِ‬
‫اّلل ِن ِغمَّا ي ِغ ُ‬
‫اس أن ت ْح ُك ُمواْ ِب ْالغ ْ ِل ِإ َّن ه‬
‫ظ ُكم ِب ِه ) [الرساا‪.]58:‬‬
‫حكمْ تُم بيْن الرَّ ِ‬
‫ارين ِ هّللِ ُده اا‬
‫وثذله قوله ‪ -‬جل وعال ‪ ( : -‬يا أيُّها الَّذِين آررُواْ ُثونُدواْ قدوَّ ِ‬
‫آن قوْ ٍم على أهَّ ت ْغ ِ لُواْ ا ْعد ِ لُواْ ُادو أ ْقدربُ ِللت َّ ْقدوى واتَّقُدواْ‬
‫س ِ وه ي ْج ِرررَّ ُك ْم ر ُ‬
‫ِب ْال ِق ْ‬
‫اّلل ِإ َّن ه‬
‫ه‬
‫اّلل خ ِبير ِبما تغْملُون ) [الماع ة‪. ]8:‬‬
‫وبيَّن الرسول الكريم ‪ $‬ح را للمسداواة أردام القضداا ردن خطدو ة وأاميدة ح‬
‫وأن اإلخالل بها يدد إلدى ادالن اَردم حيدث قدال ” إنمدا أالده الدذين ردن قدبلهم‬
‫أنهم ثانوا إاا سرق فيهم الرريف ؛ ترثدوع ‪ ,‬وإاا سدرق فديهم الضدغيف ؛ أقداروا‬
‫عليه الح ‪ ,‬فوأيم هللا لو أن فا مة برت رحم سرقت ؛ لقطغت ي اا “ وقال او‬
‫‪- -144‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وعب هللا بن الزبيدر ‪ :‬قضدى سدول هللا ‪ $‬أن ال صدمين يقغد ان بدين يد‬
‫ونهى عن حكم القاض واو غضبان ؛ خرية أه يسو بيرهما ‪.‬‬
‫الحكدم ‪,‬‬
‫وعلى اات السرة ح سا خلي ة الرسول ‪ $‬أبو بكر الص يق فقدال ‪ ” :‬أه إن‬
‫أقواثم عر الضغيف ؛ حتى آخذ الحق له ‪ ,‬وأضغ كم عر القدو ؛ حتدى آخدذ‬
‫الحق رره “ وبر س المغرى خطب عمر بن ال طاب حين قال ‪ ” :‬أيها الراس إنده‬
‫وهللا را فيكم أح أقوى عر رن الضغيف ؛ حتى آخذ الحق رره “ ‪.‬‬
‫ولغل ع ل " عمر " وحرصه على تحقيق المساواة او الدذ حدذا بده إلدى‬
‫الكتابدة إلدى القضداا ح والدوهة رر د ا وروجهدا ‪ ,‬وثاندت أبدرز سداعله تلده التد‬
‫أ سدددلها َبددد روسدددى اَ دددغر ح جارغدددة دددارلة لمبدددا وإجدددرااات وأصدددول‬
‫التقاض د ح فقددال فيهددا ‪ ” :‬بسددم هللا الددرحمن الددرحيم ‪ ,‬رددن عب د هللا عمددر أريددر‬
‫المدددررين إلددى عب د هللا بددن قدديس ‪ ,‬سددالم عليدده ‪ :‬أرددا بغ د فددإن القضدداا فريضددة‬
‫رحكمة وسرة رتبغة ‪ ,‬فافهم إاا أ ل إليه ‪ ,‬وأن ذ إاا تبين له فإنه ه ير ع حدق ه‬
‫ن اا له ‪ ,‬آس بين الراس ف رجلسه ووجهه ‪ ,‬حتى ه يطمع دريف فد حي ده ‪,‬‬
‫وه ييأس ضغيف ردن عد له ‪ ,‬البيردة علدى ردن أ عدى ‪ ,‬واليمدين علدى ردن أنكدر ‪,‬‬
‫والصددلح جدداعز بددين المسددلمين إه ُ‬
‫صددلحا أحددل حرارددا أو حددرم حدداله ‪ ,‬وه يمرغدده‬
‫قضاا قضيتهُ باَرس ‪ ,‬فراجغت فيه ن سده و ُاد ِيت فيده د ن ؛ أن تراجدع فيده‬
‫الحدق ‪ ,‬فددإن الحدق قد يم ه يبطلده د ا ‪ ,‬ورراجغددة الحدق خيددر ردن التمددا فد‬
‫البا ل ح ال هدم ؛ فيمدا تلجلدج فد صد ن رمدا لديس فد ثتداب هللا ح وه فد سدرة‬
‫سوله ‪ ,‬واعرف اَ ياا ح واَريال ثم قس اَرو عر اله ‪ ,‬واعم إلدى أحبهدا‬
‫إلى هللا وأ بهها بالحق ‪ ,‬واجغل لمن أ عى حقا غاعبا أو بيرده أرد ا يرتهدى إليده ‪,‬‬
‫فإن أحضر بيرته ؛ أخذت له بحقه ح وإه استحللت عليه القضداا ‪ ,‬فدإن الده أن دى‬
‫وأجلى وأبلغ ف الغذ ‪ ,‬والمسلمون عد ول فد الردها ة بغضدهم علدى بغدا إه‬
‫"رجلو ا ف ح " أو "رجربا عليه ها ة زو " أو رن وها أو قرابة "‪.‬‬
‫‪- -145‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فدددإن هللا تدددولى ردددركم السدددراعر ح و أ عدددركم الردددبهات ‪ ,‬وإيدددان والقلدددق‬
‫والضجر والتأا بالراس ‪ ,‬والتركر لل صوم ف ردوا ن الحدق ح التد يوجدب هللا‬
‫بها اَجر ‪ ,‬فإن رن ي ل نيته فيما يغلم هللا خالفه رره ؛ انه هللا واتده سدترع‬
‫ب عرد هللا ‪ -‬عدز وجدل ‪ -‬فد عاجدل زقده وخدزاعن‬
‫وأب ى فغلده ‪ ,‬فمدا ررده بيدوا ٍ‬
‫حمته ‪ ,‬والسالم “‪.‬‬
‫وثتب اإلرام "عل بن أب الب "إلى اَ تر الر غد عرد را عيرده واليدا‬
‫علددى رصددر ق داعال لدده ‪ ” :‬انصددف هللا ح وانصددف الردداس رددن ن سدده ورددن خاصددة‬
‫أاله‪ ,‬ورن له فيده اد ى ردن غبتده ‪ ,‬فإنده أه ت غدل ت ْظ ِلد ْم ‪ ,‬وردن رلدم عبدا هللا‬
‫ثان هللا خصمه ون عبدا ع ‪ ,‬وردن خاصدمه هللا أ حدا حجتده ‪ ,‬وثدان فد حدرب‬
‫رع هللا ؛ حتى يرزع ح أو يتوب “‪.‬‬
‫ون لدد رددن ثددل الدده ‪ :‬أن ربدد أ المسدداواة أرددام القضدداا يسددتلزم وحدد ة‬
‫المغارلة بين المتقاضين بال رحاباة أو تمييدز ‪ ,‬وتطبيدق اات اإلجدرااات بالرسدبة‬
‫هست عاعهم ح أو ف رجلسدهم أردام القاضد ح أو فد اهسدتماع إلديهم سدواا ردن‬
‫الم ع ببيان عواع وحججه وبيرته ‪ ,‬أو رن الم عى عليه بر اهتهام ح و در‬
‫أوجه ال فاع عن ن سه ‪ ,‬ورسدئولية القاضد رسدئولية جسديمة فد ادذا المقدام ؛‬
‫فغليه أن يرصت إلى ال صوم ؛ ليتبين له وجه الحق ف ال عوى ‪ ,‬وأن يغط ثل‬
‫رف ال رصة ؛ لرر وجهة نظرع ف القضية ‪.‬‬
‫وفى رل قوانين البرر فق حول المساواة بدين الرداس إلدى " ردا ة قانويردة‬
‫" حيددث ه يوجددد قددانون ‪ ,‬أردددا اإلسددالم فقددد حوَّ لهددا إلدددى عقيدد ٍة اسددد ٍة وقردددا ٍة‬
‫واضح ٍة‪.‬‬
‫والدرق ‪,‬‬
‫إن اإلسالم لم يحدث فقد علدى المسداواة ‪ ,‬وإنمدا حدا ب اهسدتب ا‬
‫ِه‬
‫ورحاولددة التغددال علددى اآلخددر بغيددر وجدده حددق ‪ ,‬فررظددر إلددى أسددواق "الر اسددة"‬
‫التى تباع فيه البرر وترترى باسم الرق ‪ ,‬ادذا الدرق الدذ ضدرب عليده اإلسدالم‬
‫‪- -146‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫"بي رن ح يد " حتدى تال دى ؛ ويدأت الده فد حدث اإلسدالم علدى إزالدة الدرق ‪,‬‬
‫وحرصه على حرية اآلخر ح وعتق البرر رن اَسر والغبو ية ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق المساواة ف نظرة الغرب ‪:‬‬
‫للوهيات المتح ة اَرريكية تا ي ويل رع "التمييز الغرصر " وق ثدان‬
‫اذا الروع رن التغارل الغرصر البغيا حياة يورية يغيرها المدوا ن اَرريكد‬
‫ف ر تلف قطاعات الحياة ( اإلنتاجية ‪ ,‬اهقتصا ية ‪ ,‬والسياسية حتى أصدبحت‬
‫ا ال ه‬
‫سِمة الرعيسة الت يتميز بها الرا ع اَرريك ‪.‬‬
‫وحتددى ررتصددف القددرن الماضد ‪ ,‬ثددان الكييددر رددن المدسسددات ح والرددوا‬
‫والمقاا تضع هفتات ُثتِب عليها بال الغرب "يمرع خول الزنو والكالب"‬
‫وثددان علددى الزنجد اهرريكد الوقددوف رددن رقغد ع فد الحافلددة ‪ ,‬إاا لددم يكددن رددن‬
‫رقغ فا غ ؛ لي سح المجال أرام جلوس نظيرع "اَرريك اَبيا"‪.‬‬
‫وثيير رن ردسسات ال رات الغارة ف المقا غات الجروبية فد الوهيدات‬
‫المتح ة ‪ :‬وررها المطاعم ثاندت ه تُقد هِم الوجبدات إلدى الزندو إه وادم واق دون ‪.‬‬
‫وجددرت أول عمليددة جلددوس قسددر فدد عددام (‪ , 1960‬وثانددت حصدديلة الدده‬
‫الجلددوس القسددر إلقدداا القددبا علددى (‪ 53‬زنجيددا والحكددم علدديهم بالسددجن رد ة‬
‫أ بغة أ هر ف وهية " نو ثا وليرا "‪.‬‬
‫وإلى جانب اذا اهضطها الغرصر ‪ ,‬الذ ثان يغيره السكان السدو فد‬
‫الوهيددات المتح د ة ‪ ,‬ثددان الظلددم اهقتصددا اَثيددر بردداعة ؛ ف د السددتيرات ثددان‬
‫يغددين أثيددر رددن عرددرين رليددون زنج د ف د بيددوت سددكرِيَّة فقيددرة ‪ ,‬قددذ ة ربريددة‬
‫الص يح واَخراب ف ر ن الوهيات المتحد ة الردمالية ؛ اربدا ردن رلدم الت رقدة‬
‫الغرصرية ف الجروب ‪.‬‬
‫‪- -147‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ف اذع اَرداثن ثدان الظلدم اهقتصدا ‪ ,‬يتدرجم إلدى بطالدة ح وفقدر ‪ ,‬ثمدا‬
‫رضدن عدن الغمدل ‪ ,‬وعدن أرداثن صدالحة للسدكن ‪ ,‬وجغلدت‬
‫ثان يتدرجم إلدى بحدث‬
‫ٍ‬
‫اذع اَسباب رن الزنجد اَرريكد نوعدا ردن الطداعون المقديم فد وسد المد ن‬
‫الكبرى ه يستطيع ال رو ررها ‪ ,‬واهنتقال إلى ركان أثير صحة وعافية ‪.‬‬
‫وف د الوقددت الددذ ثانددت اَرددم المتح د ة تص د رواثيددق حقددوق اإلنسددان‬
‫ررثزة على ر اايم أثير قيدا للحريدة ال ر يدة ردن رجدر حدق الغمدل والمسداواة‬
‫والمغتقددد ‪ ,‬ثدددان أصدددحاب البردددرة السدددمراا فددد الوهيدددات المتحددد ة حتدددى عدددام‬
‫( ‪ 1955‬ه يستطيغون الجلوس ف الحافالت الغارة ‪ ,‬وثاندت القدوانين تقضد‬
‫بغ م جلوس الزنو ف الحافالت الت تُرقل البيا ‪.‬‬
‫وثانددت قاعمددة المطالددب التد فغهددا السددو فد عددام ( ‪ 1955‬ف د ر يرددة‬
‫"رونتغمر الجروبية" رجر السما لهم بالجلوس فد الحدافالت الغاردة ‪ ,‬ولدو‬
‫بالجلوس ف المدخرة ‪ ,‬وأن يغارلوا بتهذيب ولياقة ثمغارلة البيا ‪.‬‬
‫واضطر السو إلى لدب رسداع ات إنسدانية ردن اليابدان ؛ لردراا حدافالت‬
‫خاصة بغ رقا غتهم ل خرى المملوثة لل ولة ‪.‬‬
‫ورا تره ع الم ن اَرريكية رن فترة َخرى او بميابة نس ة بق اَصل‬
‫عددن جولددة ح د ثت فد أواخددر السددتيرات ف د عهد الددرعيس "لير د ون جونسددون"‬
‫حيدددث ان جدددر الغضدددب اَسدددو بغددد أن قاردددت السدددلطات المحليدددة بتحقيرالسدددو‬
‫وإاهلهددم ؛ رمددا اضددطر الددرعيس اَرريكدد ؛ َن يدد فع بددالجين ال يدد ال إلددى‬
‫الروا ع "لضب اَوضداع" فد " يترويدت ح و ديكاغو ح ونيويدو ن " ورد ن‬
‫رتغ د ة أخددرى ‪ ,‬حيددث ثانددت ال سدداعر الما يددة بمليددا ات ال د وه ات إلددى جانددب‬
‫عررات القتلى والجرحى والم قو ين ‪.‬‬
‫‪- -148‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وعلى ر ى السروات التد تلدت الده ‪ ,‬لدم ترط د ا ندا الغرصدرية ح ورلدت‬
‫تتحرن تحت الررال ؛ وال هلة على اله ‪ :‬تكرا حوا الغردف الغرصدر خدالل‬
‫السروات الغررين الماضية بين ( البيا والسو ف أثير رن ر يرة أرريكية‪.‬‬
‫وأبرز اذع الحوا ح ثة رقتل "يوسف اا ثرز" ال تى اَسدو الدذ لدم‬
‫يبلغ السا سة عرر رن عمرع ف ح "بروثلين" ف نيويو ن (‪ 1990‬والتد‬
‫وقغدددت فدددد وضددددح الرهدددا ‪ ,‬عردددد را أ لددددق جماعددددة ردددن البدددديا الرددددا علددددى‬
‫( يوسف وبغا أص قاعه الذين اختل وا رغهم على راا سيا ة رستغملة ‪.‬‬
‫واعترف تقرير صدا عدن ركتدب التحقيقدات ال ي اليدة "إف ‪ .‬بد ‪ .‬أ "‬
‫عام ( ‪ 1999‬با ت اع جراعم الكرااية ح والجراعم القاعمة علدى أسداس عرصدر‬
‫اخددل "الوهيددات المتح د ة" ‪ ,‬رردديرا إلددى أندده ترتكددب حددوال (‪ 8000‬جريمددة‬
‫سرويا رن تله الجراعم ‪.‬‬
‫وأ ا التقرير إلدى أن (‪ 4292‬جريمدة أ تُكبدت فد عدام (‪ 1999‬بد وافع‬
‫تتغلق بلون البررة ح ثما تم ا تكاب نحو (‪ 1411‬جريمة ب افع ير ح بيرمدا تدم‬
‫تقدد ير الجددراعم الجرسددية برحددو (‪ 1317‬جريمددة ح رردديرا إلددى أن (‪ 19‬رغاقددـا‬
‫تغرضوا هعت ااات عام (‪ 1999‬لتله َسباب‪.‬‬
‫وردددن بدددين إجمدددالى الجدددراعم التددد ا تكبدددت فددد أرريكدددا ح وق دددت ندددوازع‬
‫الغرصرية والكرااية و اا (‪ %35‬ررها ‪.‬‬
‫وأ ا التقريدر إلدى أن السُّدو ثدانوا أثيدر ضدحايا جدراعم الغرصدرية برسدبة‬
‫(‪. %37‬‬
‫ولم ترج المرأة اَرريكية رن تله المما سات ح حيدث اسدتمر تمييدز الرجدل‬
‫عن المرأة الغارلة رن حيث " اَجر " ‪.‬‬
‫‪- -149‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فغلددى سددبيل الميددال ‪ :‬نسددبة خددل المددرأة إلددى خددل الرجددل ف د الوردداعف‬
‫التر يذية ـ ثم يرين ورسئولين ـ تصل إلى (‪ %63‬ح وف الورداعف التد تغتمد‬
‫على التقريَّة ـ ث برات ـ تصل إلى (‪ %69‬أردا الورداعف اإل ا يدة فالرسدبة تصدل‬
‫إلى (‪. %74‬‬
‫وخددالل السددروات الغرددر الممت د ة رددن الغددام (‪ 1982‬وحتددى الغددام (‪1992‬‬
‫صد تقريددران عددن ايئددات سددمية أرريكيددة ح ثانددت قد ددكلت ل اسددة اَوضدداع‬
‫اهجتماعية ف أرريكا ح أح اما أص ته لجرة عاسية اسمها " لجردة اهرتيداز فد‬
‫التربية " ف الغام (‪ 1983‬تحت عروان "أرة علدى حافدة ال طدر" وترداول تدأثير‬
‫نظدددام التربيدددة والتغلددديم علدددى اَخدددالق والقددديم ‪ ,‬ورسدددتقبل المجتمدددع اَرريكددد ح‬
‫وإركانية اسدتمرا ع أو عد رها ؛ وأحد ضدجة ااعلدة فد أوسدا الدرأ الغدام فد‬
‫الوهيددات المتحد ة ؛ َندده وصددف حالددة الرظددام والتغلدديم اَرريكد بأنهددا " رددا ثددان‬
‫يمكن أن تكون أسوأ ح لو أن ادذا الرظدام وضدع تحدت توجيده أعد اا أرريكدا بهد ف‬
‫ت رير رستقبلها "‪.‬‬
‫أرددا التقريددر اآلخددرح واددو اَثيددر أاميددة ؛ َندده يتغارددل رددع وقدداعع وحقدداعق‬
‫رلموسددة ح فق د ص د ف د ( سددبتمبر ‪ 1991‬بغرددوان " ال قددر وع د م المسدداواة‬
‫وأزردددة السياسدددة اهجتماعيدددة " و ثدددز علدددى ردددواار نسدددبة ( الغدددوز والحاجدددة‬
‫وال دددروق الطبقيدددة ‪ ,‬وأوضددداع ال ئدددات الم تل دددة فددد المجتمدددع اَرريكددد ح‬
‫خصوصدا اَقليَّدات الملونددة ريددل ( ال ُّ‬
‫سدو ح والهرددو الحمراَرددريكيين رددن أصددل‬
‫هتير ‪ ,‬والمهاجرين اَسيويين ‪.‬‬
‫والواضح ف تقرير " ال قر وع م المساواة ح وأزرة السياسة اهجتماعيدة‬
‫" فدد أرريكددا ح أندده جدداا نتيجددة ل اسددة عدد ثبيددر رددن ( ال بددراا واَسدداتذة‬
‫الجدارغيين ح والبدداحيين الميد انيين الددذين قدا نوا اَوضدداع السدداع ة فد الوهيددات‬
‫المتح ة بتله الساع ة ف ول الغرب اَخرى ‪.‬‬
‫‪- -150‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ووفقدـا لرتدداعج تقريددر " الجددوع " الصددا فد عددام (‪ 2001‬ح فددإن رغ د ل‬
‫ال قر بين البيا ف الوهيدات المتحد ة فد عدام (‪ 1992‬وصدل إلدى (‪%15,3‬‬
‫بيرما يصل رغ له بين ال ُّ‬
‫سو إلى (‪ %49,3‬؛ أ ‪ :‬أن نصف السو اَردريكيين‬
‫يغيرون تحت " خ ال قر" ‪.‬‬
‫ويكرددف التقريددر عددن ا ت دداع ع د الجيدداع ف د الوهيددات المتح د ة برددكل‬
‫صددا‪ 0‬رغظمهددم رددن السددو‬
‫ر يددف ح حيددث بلددغ عدد ام نحددو (‪ 34‬رليددون‬
‫والهرو الحمر ؛ أ ‪ :‬رن اَقليَّات الملونة ف أرريكا ح الذين عانوا ردن الجدوعح‬
‫واله رقا نة بـ ( ‪ 28‬رليون ف عام ( ‪. 1989‬‬
‫ قضايا المساواة بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬‫‪ 1‬قضية الرق بين اَسالم والغرب ‪:‬‬
‫ روقف اإلسالم رن الرق‪:‬‬‫يربع روقف اهسالم رن الرق رن تصو ع لهدذع المردكلة ؛ فاإلسدالم يرظدر‬
‫إلى الرق باعتبا ع نتيجة حتمية للصراع بين البرر ‪ ,‬وادذع الرتيجدة ُ ِ ه‬
‫سد ت فد‬
‫اَااان والمغتق ات على رر آهف السرين ‪ ,‬ولهدذا تغاردل رغهدا اإلسدالم ب طد ٍة ه‬
‫تتجااددل الواقددع وه تق ددز عليدده ‪ ,‬وأيضددا ه تغتددرف بدده علددى الرحددو الددذ فغلتدده‬
‫المسيحية‪.‬‬
‫وعلى ثالثة رراحل ؛ استطاع اإلسالم أن يقيم نظارده ال داص بدالرق وادو‬
‫أعلى نظام يمكن تحقيقه ف واقع البررية ثما سررى ‪:‬‬
‫المرحلة اَولى ‪ :‬تحسين حال الرقيق و فغهم للمستوى اإلنسان ‪.‬‬
‫المرحلددة اليانيددة ‪ :‬تضدديق رصددا ع وحصددراا فيمددا ي ددر بددالرقيق عددن‬
‫الص ة اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪- -151‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وبغ اذع المرحلة تأت ال طوة الرعيسية وا "تحرير الرقيق" ‪.‬‬
‫ف‬
‫الجانب اَول ‪ :‬تحسين رغارلة الرقيق‬
‫أوه ‪ -‬لددم يرظددر اإلسددالم إلددى الرقيددق علددى أسدداس يددرهم ‪ ,‬أو لددونهم ‪ ,‬أو‬
‫عرقهم ‪ ,‬وإنما على أساس برريته المحضدة ‪ ,‬وثدل التوجهدات واَواردر اإللهيدة‬
‫ف اذا الص ا تكزت على بررية الرقيق ه غير ‪.‬‬
‫وعلى سبيل الميال ح ب أ اإلسالم بتغيير اهسم وتصحيحه ‪ .‬عن أب اريدرة‬
‫‪ ,‬وث د ُّل‬
‫أن سددول هللا ‪ $‬قددال ‪ ” :‬ه يقُددول َّن أح د ثم عب د وأرت د ‪ ,‬ثلكددم عبي د‬
‫نساعكم إرا ُا ‪ ,‬ولكن ليقل ‪ :‬غالر وجا يت ‪ ,‬وفتا وفتات “ (‪. 1‬‬
‫ثان ا ‪ :‬إيجا الوضع اهجتماع المراسب لهم ف زررة الواقع اإلنسدان‬
‫اّلل وه ت ُ ْ‬
‫وقتهددا ح فقددال تغددالى ‪ ( :‬وا ْعبُ د ُواْ ه‬
‫رد ِدر ُثواْ بِ د ِه ديْئا وبِ ْالوا ِل د ي ِْن إِ ْحسددانا‬
‫ب‬
‫ب والص ِ‬
‫َّداح ِ‬
‫ين و ْالجدا ِ ِا ْالقُرْ بدى و ْالجدا ِ ْال ُجرُد ِ‬
‫و ِب ِذ ْالقُرْ بى و ْاليتارى و ْالمسا ِث ِ‬
‫سدددبِي ِل وردددا رلك ْ‬
‫دددت أيْمدددانُ ُك ْم إِ َّن ه‬
‫ْدددن ال َّ‬
‫اّلل ه ي ُِحدددبُّ ردددن ثدددان ُر ْ تددداه‬
‫بِالجرددد ِ‬
‫ب واب ِ‬
‫ف ُو ا )‬
‫[الرساا‪. ]36:‬‬
‫ثاليا ‪ :‬إيجا الكرارة والحررة الررعية واهجتماعية له ‪ :‬عن أبد اريدرة‬
‫قال ‪ ( :‬قال سول هللا ‪” :$‬رن قتل عب ع قتلراع ح ورن ج عه ج عراع“ (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب ال تم ‪ ،‬باب كراهية التطاول عل الرقيم ( ‪. ) 2414‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي ( ‪ ) 1414‬وأبو داود ( ‪.) 4515‬‬
‫‪- -152‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ابغدددا ‪ :‬ضدددمان حقهدددم فدددد اهحتياجدددات المغيردددية بالمسددددتوى‬
‫اإلنسان المطلوب ‪:‬‬
‫عن المغدرو بدن سدوي قدال ‪ :‬خلردا علدى أبد ا بالزبد ة فدإاا عليده بدر‬
‫وعلى غالره ريله ح فقدال ‪ ” :‬يدا أبدا ا لدو أخدذت بدر غالرده إلدى بدر ن فكاندت‬
‫حلة ‪ ,‬وثسوته ثوبا غيرع ؟ “ ‪ ,‬قال ‪ :‬سدمغت سدول هللا ‪ $‬يقدول ‪” :‬ادم إخدوانكم‬
‫جغلهم هللا تحت أي يكم ‪ ,‬فمدن ثدان أخدوع تحدت يد ع فليطغمده رمدا يأثدل ‪ ,‬وليكسده‬
‫رما يكتس ‪ ,‬وه يك له را يغلبه ‪ ,‬فإن ث له را يغلبه فليغره “ (‪. 1‬‬
‫وقال ‪” : $‬إاا أتى أحد ثم خا رده بطغارده ‪ ,‬فدإن لدم يجلسده رغده ؛ فليراولده‬
‫لقمة أو لقمتين ‪ ,‬أو أثلة أو أثلتين ‪ ,‬فإنه ول عالجه“ (‪. 2‬‬
‫وفد ال طدوة اليانيدة ‪ :‬قدام اإلسدالم بت ِ ه‬
‫ضديق المد خل إلدى الدرق ‪ ,‬وتوسدديع‬
‫الم ددر رردده ؛ فالمد خل إلددى الددرق قبددل اإلسددالم ثددان ر توحددا علددى رصددراعيه ؛‬
‫فهرددان الددرق بددالبيع ثددأن يبيددع اإلنسددان أح د أقا بدده ‪ ,‬أو بالمقدداررة ؛ حيددث ثددان‬
‫يدخددددذ ال اسددددر عبدددد ا لل دددداعز ‪ ,‬أو بالرهددددب والسددددطو علددددى قوافددددل الضددددغ اا‬
‫واسددترقاقهم ح وبدديغهم لجر د المددال ‪ ,‬أو لوفدداا ال د ين ؛ حيددث ثددان يدخددذ الم د ين‬
‫عب ا لل اعن ‪ ,‬وأيضا رن الحروب ثاَسرى ورله اليمين‪.‬‬
‫ق حرم اإلسالم جميع ادذع اَوجده ؛ جداا فد الحد يث الق سد ؛ يقدول هللا‬
‫تغددالى ‪ ” :‬ثالثددة أنددا خصددمهم يددوم القيارددة ح ورددن ثرددت خصددمه خصددمته ‪ ,‬جددل‬
‫أعطى ب ثم غ ‪ ,‬و جل باع حرا فأثدل ثمرده ‪ ,‬و جدل اسدتأجر أجيدرا فاسدتوفى‬
‫رره الغمل ولم يغطه أجرع “ (‪. 3‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود ( ‪. ) 5158‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب ال تم ‪ ،‬باب إذا أ اه خادمه بط امه ( ‪. ) 2418‬‬
‫حرا ( ‪. ) 2114‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ،‬باب إثم من باع ًّ‬
‫‪- -153‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والرب ‪ $‬يقول ‪ ” :‬ثالثة ح هيقبل هللا ررهم صالة ‪ :‬ردن تقد م قوردا وادم لده‬
‫ثا اون ‪ ,‬و جل أتى الصالة با ا ‪ :‬أ ؛ بغ خرو وقتها و جل اعتب رحر ا‬
‫“ (‪. 1‬‬
‫فلم يبقى رد خال للدرق سدوى أسدرى الحدرب ‪ ,‬فدأتى اإلسدالم علديهم فوضدع‬
‫ب‬
‫لهددم ثددال خيددا ات بددإان ولد اَرددر ‪ ( :‬فد ِإاا ل ِقيدت ُ ُم الَّدذِين ث د ُدروا فضددرْ ب ِ ه‬
‫الرقددا ِ‬
‫حتَّددى إِاا أثْ رت ُ ُمددو ُا ْم ف ُ‬
‫رد ُّوا ْالوثدداق ف ِإ َّرددا ررددا ب ْغد ُ وإِ َّرددا فِد اا حتَّددى تضددع ْالحددرْ بُ‬
‫أوْ زا اا ‪[ ) ...‬رحم ‪. ]4:‬‬
‫ُّ‬
‫فالمن يكون بإ الق سراحهم بال رقابل أو قبول المقابل وال د اا ‪ ,‬وإ دالق‬
‫السرا أو اهسترقاق وفقا لقواع اإلسالم اإلنسانية ف التغارل رع الرقيق ‪.‬‬
‫ثم قام اإلسالم بتوسيع الم ر وأسباب الغتق ررها ‪:‬‬
‫‪ -1‬جغل الغتق رن القربات الغظيمة إلى هللا ‪ :‬يقول الربد ‪” :$‬ردن‬
‫أعتق قبة رسلمة ؛ أعتق هللا بكل عضو ررده عضدوا ررده ردن الردا حتدى فرجده‬
‫ب رجه “ (‪. 2‬‬
‫‪ -2‬جغل الغتق أح رصا ف الزثاة اليمانية ‪:‬‬
‫صد ق ُ‬
‫( ِإنَّمددا ال َّ‬
‫دار ِلين عليْهددا و ْال ُمدلَّ د ِة قُلُددوبُ ُه ْم‬
‫ين و ْالغد ِ‬
‫ات ِل ْل ُقددراا و ْالمسددا ِث ِ‬
‫اّللِ و ه‬
‫ْدن السَّدبِي ِل ف ِريضدة ِ هردن ه‬
‫ب و ْالغا ِ ِرين وفِد سدبِي ِل ه‬
‫اّللُ ع ِلديم‬
‫ِه‬
‫وفِ‬
‫الرقا ِ‬
‫اّللِ واب ِ‬
‫ح ِكيم ) [التوبة‪.]60:‬‬
‫قال يحيى بن سغي ‪” :‬بغير عمر بن عب الغزيدز علدى صد قات إفريقيدة ‪,‬‬
‫فجمغتهدا ‪ ,‬ثددم لبددت فقددراا نغطيهددا لهددم ‪ ,‬فلدم نجد فقيددرا ‪ ,‬ولددم نجد رددن يأخددذاا‬
‫ررا ‪ ,‬فق أغرى عمر بن عب الغزيز الراس ‪ ,‬فا تريت بها عبي ا فأعتقتهم “ ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪.)593‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري كتاب كفارات اإليمان ‪ ،‬باب قوله ال { أو حرير رقبة} ( ‪. ) 6337‬‬
‫‪- -154‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -3‬جغل الغتق ث ا ة للطم الغب أو ضربه ‪:‬‬
‫عن ابن عمر قدال ‪ :‬سدمغت سدول هللا ‪ $‬يقدول ‪ ” :‬ردن لطدم رملوثدا لده أو‬
‫ضربه ؛ فك ا ته عتقه “ (‪. 1‬‬
‫‪ -4‬جغل الغتق واجبا ف بغا الك ا ات ريل ‪:‬‬
‫ير قب ٍة ر ُّْد ِرر ٍة )‬
‫‪ ‬ف القتل ال طأ ‪ ( :‬ورن قتل ُر ْد ِررا خطئا فت ْح ِر ُ‬
‫[الرســـاا‪. ]92:‬‬
‫‪ ‬وف د الظهددا ‪ ( :‬والَّ دذِين يُظددا ِا ُرون ِرددن ِنهسدداعِ ِه ْم ث ُد َّم يغُددو ُون ِلمددا قددالُوا‬
‫ير قب ٍة ِ هرن ق ْب ِل أن يتماسَّا ) [المجا لــة‪.]3:‬‬
‫فت ْح ِر ُ‬
‫اخددذُ ُث ُم ه‬
‫اّللُ ِبدداللَّ ْغ ِو فِ د أيْمددانِ ُك ْم ولددـ ِكن‬
‫‪ ‬وف د الحرددث ف د اليمددين ‪ ( :‬ه يُد ِ‬
‫اخذُ ُثم بِما عقَّ ت ُّ ُم اَيْمان فك َّا تُهُ إِ ْ غا ُم عرر ِة رسا ِثين ِر ْن أوْ س ِ را ت ُ ْط ِغ ُمدون‬
‫يُد ِ‬
‫دام ا ِلدده ث َّددا ةُ‬
‫أ ْا ِلددي ُك ْم أوْ ِث ْ‬
‫سددوت ُ ُه ْم أوْ ت ْح ِريد ُدر قب د ٍة فمددن لَّ د ْم ي ِج د ْ ف ِصدديا ُم ثالث د ِة أيَّد ٍ‬
‫أيْمانِ ُك ْم إِاا حل ْت ُ ْم ) [الماع ة‪. ]89:‬‬
‫‪ -5‬جواز الزوا رن الرقيق ‪ ,‬واو رن أام أسباب الغتق ‪:‬‬
‫ت ف ِمدن ِ هردا رلك ْ‬
‫دت‬
‫ت ْال ُم ْد ِرردا ِ‬
‫( ورن لَّ ْم يسْت ِطعْ ِرر ُك ْم وْ ه أن ير ِكح ْال ُم ْحصرا ِ‬
‫اّللُ أ ْعلد ُم ِب ِإيمدانِ ُك ْم ب ْغ ُ‬
‫تو ه‬
‫ْدا فدان ِكحُو ُا َّن‬
‫أيْمانُ ُكم ِ هردن فتيداتِ ُك ُم ْال ُم ْد ِرردا ِ‬
‫ضد ُكم ِ هردن بغ ٍ‬
‫ت غيْدر ُرسدافِحا ٍ‬
‫وف ُر ْحصدرا ٍ‬
‫ت‬
‫ت وه ُرت َّ ِ دذا ِ‬
‫بِ ِإ ْا ِن أ ْا ِل ِه َّن وآتُو ُا َّن أُجُو ُا َّن بِ ْالمغ ُْر ِ‬
‫ان ‪) ....‬‬
‫أ ْخ ٍ‬
‫[الرساا‪. ]25:‬‬
‫وقددال ‪ ” : $‬ثالثددة لهددم أجددران ‪ :‬جددل رددن أاددل الكتدداب آرددن بربيدده ح وآرددن‬
‫بمحم د ‪ ,‬والغب د المملددون إاا أ ى حددق هللا وحددق رواليدده ‪ ,‬و جددل ثانددت لدده أرددة‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد في مسنده ( ‪.) 5266‬‬
‫‪- -155‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فأ بهددا فأحسددن تأ يبهددا ‪ ,‬وعلمهددا فأحسددن تغليمهددا ‪ ,‬ثددم أعتقهددا فتزوجهددا ‪ ,‬فلدده‬
‫أجران “ (‪. 1‬‬
‫و‪ -‬وأخيددرا ‪ :‬وضددع اإلسددالم القددرا ف د ي د الرقيددق أن سددهم ؛ فرددرع لهددم‬
‫المكاتبة رع الماله للغتق ( والَّذِين يبْتغُون ْال ِكتاب ِرمَّا رلك ْت أيْمانُ ُك ْم فكاتِبُو ُا ْم ِإ ْن‬
‫اّللِ الَّ ِذ آتا ُث ْم ) [الرو ‪.]33:‬‬
‫يه ْم خيْرا وآتُو ُام ِ هرن رَّا ِل َّ‬
‫علِمْ ت ُ ْم فِ ِ‬
‫فما على الرق إاا أ ا الحرية إه أن يأِت سي ع ح وي برع بما يري ع ويت ق‬
‫رغه على قيمة راليدة يسد اا الغبد ردن عملده ال داص ‪ -‬الدذ ي سدح لده السدي‬
‫وقتا له ‪ -‬ويُكتب بيرهما ثتابا يره عليه الراس ‪ ,‬وبغ س ا الرق للقيمة الماليدة‬
‫يكون حرا ‪.‬‬
‫ثم ت تم اآلية الكريمدة بمدا يوضدح الهد ف ردن المكاتبدة ح فتقدول ( وآتُدو ُام‬
‫ِ هرن رَّا ِل َّ‬
‫اّللِ الَّ ِذ آتا ُث ْم ) ‪ ,‬فالسي ُ يغط عب ع راه بغ عتقده ؛ ليسدتغين بده علدى‬
‫ب ا حياتده الج يد ة ‪ ,‬وادذا يوضدح أن المكاتبدة لديس الهد ف ررهدا المدال ح وإنمدا‬
‫اعتمددا الرقيددق علددى ن سدده ف د تحريددر ن سدده ؛ لددتغظم عر د ع الحريددة فيصددونها‬
‫وي ْح ظها لر سه وللمجتمع ‪.‬‬
‫ويمض اإلسالم فيما او أعظم رن اذا ؛ فيرسج عالقة ج ي ة وفري ة بدين‬
‫ال ُمحد َّدر ِ وبددين سددي ع السددابق وا د " الددوها " الددذ قددال عردده سددول هللا ‪: $‬‬
‫”الوها لُ ْحمة ثلُ ْحمة الرسب“ (‪. 2‬‬
‫وأخيرا نقـــول ‪:‬‬
‫ثان سهال على اإلسالم أن يحر الرقيق بكلم ٍة يقولها ‪.‬‬
‫لكن را الرتيجة ون رغالجة الحالة الر سية للمجتمع تجاع الرقيق ؟! ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب ال لم ‪ ،‬باب ليم الرجل أمته وأهله ( ‪. )97‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مالك في الموقأ ‪ ،‬رواية محمد بن الحسن ( ‪.) 796‬‬
‫‪- -156‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ورا الرتيجة ون ضمان الوضع اهجتماع لهم بغ التحرير ؟! ‪.‬‬
‫ورا الرتيجة ون رغالجة الحالة الر سية للرقيق أن سهم ؟! ‪.‬‬
‫ روقف الغرب رن قضية الرق ‪:‬‬‫الرق رغدروف ورغمدول بده فد ثدل الد يانات والمدذااب السدابقة لإلسدالم ؛‬
‫فق د ثددان الددرق عر د ق د راا المصددريين آلددة للغمددل ‪ :‬ثحددر اَ ُ وعما تهددا‬
‫بالز ع ح وإقارة ال و وحمل اَثقال ‪ ,‬ويُغ ُّون بمرزلة ال واب ‪.‬‬
‫وعر اليهو ‪ :‬ه يُح َّر ُم سدوى اسدترقاق اليهدو لبغضدهم فقد ‪ ,‬بيرمدا ندرى‬
‫الكتاب المق س يبيح لليهو استرقاق جميع اَرم ‪:‬‬
‫" وأرا عبي ن وإرا ن الذين يكونون له فمن الرغوب الدذين حدولكم ردرهم‬
‫تقترون عبي ا وإراا * ‪ 45‬وأيضدا ردن أبرداا المسدتو رين الردازلين عرد ثم ردرهم‬
‫تقترون ‪ ,‬ورن عراعرام الذين عر ثم الذين يل ونهم ف أ ضكم فيكونوا رلكا لكم‬
‫* ‪ 46‬وستملكونهم َبراعكم رن بغ ثم ريرا رله؛ تستغب ونهم إلى ال ار ‪ ,‬وأرا‬
‫إخوتكم برو إسراعيل فال يتسل إنسان على أخيه بغرف* ‪. 1("47‬‬
‫بل إن ال كر السياس اليهو ح قاعم على قضية الرق ‪ ,‬واد عدوة ندو‬
‫علددى ابردده حددام أن يكددون عب د ا َعماردده سددام ويافددث ح ثمددا ف د س د ر التكددوين‬
‫‪ " 26 25 9‬رلغون ثرغان ‪ ,‬عب الغبي يكون إلخوتده ‪ ,‬وقدال ‪ :‬ربدا ن الدرب إلده‬
‫سددام ‪ ,‬ولدديكن ثرغددان عبد ا لهددم ‪ ,‬وفد اإلصددحا ن سدده ‪ "27‬لي ددتح هللا ليافددث‬
‫فيسكن ف رساثن سام ‪ ,‬وليكن ثرغان عب ا لهم"‪.‬‬
‫فد المسدديحية ه نددرى اَرددر ي تلددف فددـ "بددولس" ‪ -‬ردسددس المسدديحية ‪-‬‬
‫يرصح الغبي بحسن السمع والطاعة َسيا ام ح ويدث اله فيقول ‪:‬‬
‫(‪ )1‬سفر الالويين ‪. 2544‬‬
‫‪- -157‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫"أيهددا الغبي د أ يغددوا سددا تكم حسددب الجس د ‪ ,‬ب ددوف و ع د ة ‪ ,‬ف د بسددا ة‬
‫قلددوبكم ثمددا للمسدديح ‪ ,‬ه ب رددة الغددين ثمددن يرض د الردداس ‪ ,‬بددل ثغبي د للمسدديح ‪,‬‬
‫(‪1‬‬
‫عارلين بمريئة هللا رن القلب ‪ ,‬خا رين برية صالحة ثما للرب ‪ ,‬ليس للراس"‬
‫وثما يقول ال ثتو "جو‬
‫بوست" ف قاروس الكتاب ‪:‬‬
‫" إن المسدديحية لددم تغتددرُ علددى الغبو يددة رددن وجههددا السياسد وه رددن‬
‫وجههددا اهقتصددا ‪ ,‬ولددم تحددرُ المدددررين علددى ررابددذة جدديلهم فد آ ابهددم رددن‬
‫جهة الغبو ية ‪ ,‬حتى وه المباحية فيها ‪ ,‬ولم تقل يئا ض حقوق أصحاب الغبيد‬
‫‪ ,‬وه حرثت الغبي إلى لب اهستقالل ‪ ,‬وه بحيت عن رضا الغبو ية ‪ ,‬وه عدن‬
‫قساوتها ولدم تدأرر بدإ الق الغبيد حداه ‪ ,‬وباإلجمداع ح لدم تغيدر الرسدبة الردرعية‬
‫بين المولى والغب بر ا ‪ ,‬بل بغكدس الده ح فقد أثبتدت حقدوق ثد ِ هل ردن الطدرفين‬
‫وواجباته "‪.‬‬
‫ق عر د اليونددان والرورددان ح وال ددرس والغددرب لطددال‬
‫ولددو تح د ثرا عددن الددر ه ِ‬
‫المقددام ‪ ,‬وحسددبرا أه يكددابر أحد فد دديوع الددرق فد اددذع اَرددم وسددوا رغارلتدده‬
‫بيرهم ‪.‬‬
‫را زلت أاثر حين قام "إبرااام لركولن" بتحرير الرقيدق بجدرة قلدم ‪ ,‬لقد ردل‬
‫السو ف أرريكا إلى اذع اللحظة أ قاا أرام المجتمع وأرام ال ولة ‪ ,‬بدل وحتدى‬
‫أرام أن سهم ‪ ,‬وه نغجب إاا را عرفرا أن الغبي ف أرريكدا قداروا بمظداارات بغد‬
‫عتقهم برهو يطالبون بغو تهم إلى الغبو ية ررة أخرى ؛ َنهم را زالدوا عبيد ا‬
‫أرام أن سهم وأرام المجتمع ‪.‬‬
‫لكن اإلسالم بمرهجه المحكم ح وترريغاته الحكيمة ورص ع الربدان ؛ ادو‬
‫وح ع الذ استطاع رغالجة اذع الظاارة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬رسالة افسن ‪. 65‬‬
‫‪- -158‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وبهددذا نج د أن اإلسددالم صددرع للرقيددق رددا لددم يصددرغه غيددرع ‪ ,‬ولددو صددا ت‬
‫اَرو إلدى وجهتهدا وفدق أردر هللا تغدالى ح ردا تغرضدت أجيدال ثييدرة لهدذا الدبالا‬
‫المبدددين ‪ ,‬وادددذا نمدددوا للغدددرب فددد رغدددارلتهم لقضدددية الدددرق خدددالل القدددرنين‬
‫الماضيين ‪.‬‬
‫إن أو وبا ه تغ ِْرفُ ال ين إه أنه وسيلة إ دباع ‪ ,‬وإل ضداا أ ماعهدا واد‬
‫قلَّما تستوح وحه أو نصوصه فيمدا تردرعه ردن سياسدات لمغارلدة اآلخدرين ‪,‬‬
‫وليس ل يها رن بأس ف أن ترت ع بالغقاع ال يرية أو برجال ال ين ‪ ,‬إاا ثدان الده‬
‫يروع اإلسالم ‪ ,‬ويرتق أرته !‬
‫عر را اتصلت أو وبا بأفريقيا السو اا ثان ادذا اهتصدال رأسداة إنسدانية ‪,‬‬
‫عرضدت الزندو لددبالا ااعدل ددوال خمسدة قدرون ؛ َن الد ول اَو وبيدة نظمددت‬
‫اختطاف ادها المساثين واجتالبهم إلى بال ام ؛ لدتكل هم بأ دق اَعمدال ‪ ,‬فلمدا‬
‫اثتر د ت أرريكددا آخددر القددرن ال ددارس عرددر از ا الددبالا الرددازل بهدددها السددو‬
‫التغسدداا ؛ َن ثقددل ال رددة المرددو بهددم أصددبح يمتد إلددى قددا تين ب د ه رددن قددا ة‬
‫واح ة ‪.‬‬
‫وتقول اعرة المغا ف البريطانية (‪: 1‬‬
‫"إن اصطيا الرقيق رن قراام المحا ة باَ غال ‪ ,‬ثان يدتم بإيقدا الردا فد‬
‫الهضيم ح الدذ صدرغت ررده الحظداعر المحيطدة بدالقرى ‪ ,‬حتدى إاا ن در أادل القريدة‬
‫إلددى ال ددالا ؛ تص ديَّ ام اإلنجليددز بمددا أع د وا لهددم رددن وسدداعل ح ب ددالف رد ْ‬
‫دن ثددانوا‬
‫يموتون رن اذا القر اآل ر ف الرحلة إلى الردا ئ الدذ ترسدو عليده رراثدب‬
‫الرددرثة اإلنجليزيددة وغيراددا ؛ وثددان ثلددث البدداقين يمددوت بسددبب تغيددر الطقددس ‪,‬‬
‫ويموت ف أثراا الرحن حوال ( ‪ %4.5‬ردرهم و ( ‪ %12‬فد أثرداا الرحلدة ح‬
‫أرا رن ثانوا يموتون ف المستغمرات ح فال حصر لهم ‪ ,‬فدإن رسدتغمرة "جاريكدا"‬
‫(‪ )1‬ج‪ 2‬ص ‪ 779‬مادة ( ‪. ) slavery‬‬
‫‪- -159‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫البريطانية وح اا ق خلها سرة (‪ 1820‬را هيقل عن ثمانماعة ألف ردن الرقيدق‬
‫‪ ,‬ولم يبق ف تله السرة ررهم سوى ثليماعة وأ بغين أل ا "‪.‬‬
‫وثيُددر ع د الزنددو ف د أرريكددا حتددى بلددغ حددوال عرددرين رليونددا ‪ ,‬ادداجر‬
‫أثيرام ررذ أن تم إعالن تحريرام ‪ ,‬وأسسوا لهدم رملكدة فد أفريقيدا تغدرف اآلن‬
‫باسم " ليبريا " الذ يحمل رغرى الحرية ‪.‬‬
‫وثان احتكا تجا ة الرقيق على سواحل أفريقيا رقصو ا على اَسدبانين ‪,‬‬
‫ثم انتقل إلى البرتغاليين ردن (‪ 1640 -1580‬ثدم تسدابقت الد ول اَو وبيدة إلدى‬
‫اذع التجا ة بغ اله ‪.‬‬
‫وتدددذثر اعدددرة المغدددا ف البريطانيدددة أيضدددا أن التجدددا البريطدددانيين ثدددانوا‬
‫يو ون الرقيق إلى المستغمرات اَسبانية ‪ ,‬وركيت اذع التجا ة ر ة ويلة فد‬
‫درثات حصدلت ردن الحكوردة البريطانيدة علدى حدق احتكا ادا ‪ ,‬ثدم أ لقدت‬
‫أي‬
‫فيها أي جميع الرعايا البريطانيين ‪.‬‬
‫رجمددوع رددا اسددتولى عليدده البريطددانيون رددن‬
‫ويق د (( برايددان أ وا‬
‫الرقيددق ‪ ,‬واسددتبغ وع رددن المسددتغمرات خددالل الم د ة (‪ 1786 - 1680‬بحددوالى‬
‫‪.‬‬
‫( اثرين رليون ورئ ٍة وثالثين أل ا‬
‫‪2.130.000‬‬
‫ونرتقل إلى فرع آخر رن حق المساواة يتميل ف ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة ‪:‬‬
‫ ركانة المرأة ف اإلســـالم ‪:‬‬‫وأردددام ادددذا التدددا ي المظلدددم ؛ جددداا اإلسدددالم ووضدددع المدددرأة فددد ركانهدددا‬
‫سد ِلبت ررهددا ‪ ,‬تحددت رددالم الجهددل‬
‫الطبيغد ‪ ,‬وأعددا إليهددا حقوقهددا وأرانتهددا الت د ُ‬
‫وفسا الغا ات والتقالي ‪.‬‬
‫‪- -160‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫حيث أث اإلسدالم علدى وحد ة اَصدل ح والرردأة بدين الدذثر واَنيدى ‪ ,‬فقدال‬
‫احد ٍة وخلددق ِر ْرهددا‬
‫دس و ِ‬
‫داس اتَّقُددواْ بَّ ُكد ُم الَّد ِذ خلق ُكددم ِ هرددن نَّ ْد ٍ‬
‫تغددالى ‪ ( :‬يددا أيُّهددا الرَّد ُ‬
‫زوْ جها وب َّ‬
‫ث ِر ْرهُما ِ جداه ثيِيدرا ونِسداا واتَّقُدواْ ه‬
‫اّلل الَّد ِذ تسداالُون ِبد ِه واَ ْ حدام‬
‫ِإ َّن ه‬
‫اّلل ثان عل ْي ُك ْم قِيبا ) [الرســاا‪.]1:‬‬
‫فددا اإلسددالم روقددف المرددرثين وتبلُّد رردداعرام ‪ ,‬وعد م ت همهددم لد و‬
‫المددرأة ف د الحيدداة ‪ ,‬وثونهددا أصدديلة ف د نظددام الحيدداة أصددالة الددذثر ‪ ,‬بددل ا د "‬
‫المستقر " له ‪ ,‬فه أ أصدالة لبقداا اَسدرة ؛ ولدذله نظدر إليهدا اإلسدالم علدى‬
‫أنهدا ا يددة رددن هللا ‪ ,‬وقد م القددرآن اثراددا علدى الددذثو ‪ ,‬قددال تغدالى ‪ ( :‬ي ْ لُد ُ‬
‫ق رددا‬
‫يرداا يهددبُ ِلم ْ‬
‫دن يردداا ِإناثددا ويهدبُ ِلمددن يردداا الدذُّ ُثو «‪ »49‬أوْ يُددز ه ِو ُج ُه ْم اُ ْثرانددا‬
‫وإِناثا وي ْجغ ُل رن يراا ع ِقيما «‪[ ) »50‬الرـــو ى]‪.‬‬
‫لقد وضددع اإلسددالم المددرأة علددى بسددا اهحتددرام ح والتكددريم والمددو ة ‪ ,‬بمددا‬
‫يهيئ المجتمع ن سيا ؛ ليستقبل ثل ولي ة بص رطمئن ون س اضية واثقة فد‬
‫الق نَّ ْح ُن نرْ ُزقُ ُه ْم و ِإيَّا ُثم )‬
‫عون هللا ‪ ,‬قال تغالى ‪ ( :‬وه ت ْقتُلُواْ أوْ ه ُث ْم خ ْ‬
‫رية ِإرْ ٍ‬
‫[اإلســـــراا‪.]31:‬‬
‫ثما ثرم اإلسالم المرأة ح وا ف ررحلة الردباب ‪ ,‬فمرحهدا أاليدة التغبيدر‬
‫عددن إ ا تهددا ف د أخ د ِ ه ددئون حياتهددا ‪ ,‬واددو تكددوين بيتهددا واختيددا زوجهددا ‪,‬‬
‫قددال ‪ ” :‬ه تددركح اَيددم حتددى تسددتأرر ‪ ,‬وهتددركح البكددر حتددى تسددتأان “ ‪ ,‬قددالوا ‪:‬‬
‫” يا سول هللا ‪ ,‬وثيف إانها “ قال ‪ ” :‬أن تسكت “ (‪. 1‬‬
‫وجغددل اإلسددالم للمددرأة ثيانددا رت ددر ا ‪ ,‬وررحهددا الغ يد رددن الحقددوق ثحريددة‬
‫لرجددا ِل نصديِب ِ هر َّمددا تددرن‬
‫التملدده علددى قد م المسدداواة رددع الرجددل ‪ ,‬قددال تغددالى ‪ِ ( :‬له ِ ه‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب آ ال ينكح األب وغيره البكر أو الثيب إال برواها ( ‪. ) 4843‬‬
‫‪- -161‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ان واَ ْقربُون ِرمَّدا قد َّل ِر ْردهُ أوْ‬
‫ان واَ ْقربُون و ِلل ِرهساا ن ِصيب ِ هرمَّا ترن ْالوا ِل ِ‬
‫ْالوا ِل ِ‬
‫ثيُر ن ِصيبا َّر ْ ُروضا ) [الرســـاا‪. ]7:‬‬
‫َّ‬
‫وعززاا بمرح المرأة حرية التصدرف فيهدا ‪,‬‬
‫واحترم اإلسالم اذع الملكية ‪,‬‬
‫قددال تغددالى ‪ ( :‬وآتُددواْ الرَّسدداا صدد ُقاتِ ِه َّن نِ ْحلددة فدد ِإن ِ ددبْن ل ُكدد ْم عددن دد ْ اٍ ِ هر ْرددهُ‬
‫ن ْسددا ف ُكلُددوعُ ارِيئددا ر َِّريئددا ) [الرســددـاا‪ ..]4:‬وسدداوى القددرآن بيرهددا وبددين الرجددل أرددام‬
‫القانون ف الحقوق والواجبات ؛ ثحق إبدرام الغقدو وتحمدل اهلتزردات ‪ ,‬وحدق‬
‫ال د فاع عددن حقوقهددا أرددام القضدداا ‪ ,‬فقددال تغددالى ‪ .. ( :‬ول ُهد َّ‬
‫دن ِريْ د ُل الَّ د ِذ عل دي ِْه َّن‬
‫وف ‪[ ) ...‬البقــرة‪.]228:‬‬
‫بِ ْالمغ ُْر ِ‬
‫افترااات و و ‪:‬‬
‫وأرا را يقال عن بغا أحكام اإلسالم أن فيهدا رسداس بدالمرأة ثدالميرا ؛‬
‫حيث يكون نصيبها نصدف نصديب الرجدل ‪ ,‬وثالردها ة ؛ فردها تها تغدا ل نصدف‬
‫ددها ة الرجددل ‪ ,‬وثددالطالق ‪ ,‬وتغ د الزوجددات ‪ ,‬فهددذع اَرددو ا د ف د جواراددا‬
‫تكددريم للمددرأة ‪ ,‬وصددون لمكانتهددا ‪ ,‬فددال رق ف د اددذع اَرددو جدداا ح ددار ا علددى‬
‫ثرارة المرأة ‪ ,‬واحترارا لطبيغة تكويرها ‪:‬‬
‫ فأرا عن الميرا وثونده نصدف ريدرا الرجدل فد بغدا الحداهت ‪ ,‬فقد‬‫قابل اإلسالم اذا اَرر بما يغا له ف حق الرجل ‪.‬‬
‫فق د ألددزم الرددرع الكددريم الرجددل باإلن دداق علددى المددرأة ‪ ,‬ف د ثددل ددو رددن‬
‫أ وا حياتها ؛ فالبرت رسئولية أبيها أو أخيها أو رن يقوم رقارهما ‪.‬‬
‫والزوجة ن قتها على زوجهدا ‪ ,‬وه ن قدة عليهدا ‪ ,‬وقد قدر هللا تغدالى الده‬
‫الرجددا ُل قوَّ ا ُرددون علددى ال ِرهسدداا ِبمددا ف َّ‬
‫ضددل ه‬
‫دا و ِبمددا‬
‫بقولدده ‪ ِ ( :‬ه‬
‫اّللُ بغْضد ُه ْم علددى ب ْغد ٍ‬
‫أن قُواْ ِر ْن أرْ وا ِل ِه ْم ) [الرســاا‪. ]34:‬‬
‫‪- -162‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وفددد بغدددا الحددداهت قددد ي دددوق ريدددرا المدددرأة ريدددرا الرجدددل ح بحسدددب‬
‫القرابة ‪ ,‬فليس اَرر اعما أن يكون ريراثها نصف ريرا الرجل ‪.‬‬
‫ وأرا بالرسبة للرها ة ؛ فق اعى الرا ع الكريم فد الده ال صداع ‪:‬‬‫فالمرأة عا ية بحكم تكويرها الر س ‪ ,‬وق تغلب عا تهدا ؛ التد فطدرت عليهدا‬
‫دان ِرمَّدن ترْ ضدوْ ن‬
‫المرأة ؛ ولذا قال تغالى ‪ ( :‬ف ِإن لَّد ْم ي ُكوندا جُلدي ِْن فرجُدل وارْ رأت ِ‬
‫ِرن ال ُّ‬
‫ره اا أن ت ِض َّل إْ ْح ا ُاما فتُذ ِ هثر ِإ ْح ا ُاما اَ ُ ْخرى ) [البقــرة‪. ]282:‬‬
‫ثما أن المرأة بطبيغة حرثتهدا اهجتماعيدة ه ترداا ردا يرداا ع الرجدل ‪,‬‬
‫وه ترددترن فيمددا يكسددبها ال بددرة ح ورددا يدالهددا لغ د م ال يغددة بددبغا المظدداار‬
‫الكاابة ‪ ,‬وق يوقغها اله ف المحظو رن حيث ه تردغر ‪ ,‬وردع الده فقد أعطدى‬
‫الررع الحريف للمرأة حق الرها ة ح فيما ت ت ا بمما سته ‪ ,‬ثالردها ة فد‬
‫اإل الع على المولو عر الوه ة ونحو اله ؛ واله َن الرها ة تت اوت بحسدب‬
‫روضددوعاتها ‪ ,‬وق د تُقبددل ددها ة المددرأة رر ددر ة ‪ ,‬ثمددا تُق د م ددها ة المددرأة فيمددا‬
‫أرو الرساا ثالوه ة وغيراا‪.‬‬
‫ي‬
‫ وأرا عن الطالق ؛ فغا ة المرأة َّ‬‫غالبة ‪ ,‬وغضبها قريدب ؛ ولدذا أعطدى‬
‫هللا للرجددل سددلطة التطليددق المبا ددر لمددا يميددزع رددن تريددث ‪ ,‬وتحكدديم للغقددل قبددل‬
‫الغا ة ‪ ,‬ولما يسترغرع رن عواقب اَرو ‪ ,‬وف الوقت ن سه لم يحرم اإلسدالم‬
‫المرأة رن لب الطدالق ‪ ,‬وإاا وقدع عليهدا ردن الضدر رداه تحتملده ‪ ,‬أو ضداقت‬
‫سبل الغين بيرها وبين زوجهدا ‪ ,‬وأصدبح ردن المسدتحيل اسدتمرا الحيداة ‪ ,‬وفد‬
‫ثلتا الحالتين يأخذ ثل رن الزو والزوجة حقه ‪.‬‬
‫ وبالرسبة لتغ الزوجات ؛ فهو عال لكيير رن المركالت اهجتماعيدة ‪,‬‬‫ريدل الغداقر التد ه ترجدب ويرغدب زوجهدا فد الولد ح وه يريد فراقهدا ‪ ,‬وثددذله‬
‫زيا ة ع الرساا عن الرجال ف بغدا الظدروف ريدل الحدروب ‪ ,‬ثمدا أن المدرأة‬
‫‪- -163‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ا د وعدداا الرسددل ورحضددره ‪ ,‬وه يغقددل أن تطلددب حددق تغ د اَزوا ؛ لت ددتل‬
‫اَنساب وتضيع اَعراُ ‪.‬‬
‫رقابدددل الددده دددر اإلسدددالم الغ الدددة عرددد التغددد ‪ ,‬والقسدددمة الغا لدددة بدددين‬
‫الزوجات ‪:‬‬
‫فق جاا ف الحد يث الردريف‪ ,‬أن الربد ‪ $‬قدال ‪ ” :‬ردن ثاندت لده اررأتدانح‬
‫فمال إلى إح ااما جاا يوم القيارة و قه راعل “(‪. 1‬‬
‫فالرجددل والمددرأة سددواا أرددام هللا ‪ ,‬و ب ارددرأة أثددرم عر د هللا رددن الرجددل ‪:‬‬
‫( إِ َّن أ ْثددرر ُك ْم ِعردد َّ‬
‫اّللِ أتْقدددا ُث ْم ) [الحجددرات‪ , ]13:‬فالجرددة ليسددت حكدددرا أو وق ددا علدددى‬
‫الرجال ون الرساا ‪.‬‬
‫ولقدد ضددرب القددرآن الكددريم الميددل فدد الصددال بددالمرأة ؛ فقددال تغددالى ‪:‬‬
‫( وضرب َّ‬
‫اّللُ ريال ِلهلَّذِين آررُوا اِرْ رأة فِرْ عوْ ن إِ ْا قال ْت به ِ اب ِْن ِلد ِعرد ن بيْتدا فِد‬
‫ْالجرَّ ِة ون ِ هجرِ ِرن فِرْ عوْ ن وعم ِل ِه ون ِ هجرِد ِردن ْالقدوْ ِم َّ‬
‫الظدا ِل ِمين «‪ »11‬وردرْ يم ابْردت‬
‫ت ِبههدا و ُثتُبِد ِه‬
‫وحرا وصد َّق ْت بِك ِلمدا ِ‬
‫عِمْ ران الَّتِ أ ْحصر ْت فرْ جها فر ْ را فِي ِه ِرن ُّ ِ‬
‫وثان ْت ِرن ْالقا ِن ِتين «‪[ ) »12‬الحجــرات]‪.‬‬
‫ديم وربددا ؛ ترفددع رددن ركانددة المددرأة وتصددون لهددا‬
‫لق د جدداا اإلسددالم بقد ٍ‬
‫ثرارتهددا ‪ ,‬ولكددن ره در ال طددر وصددوبت السددهام ض د اإلسددالم والمسددلمين ‪ ,‬فهددل‬
‫ترتصر المسلمة ل يرها وتص ثي الطارغين ؟! قال تغدالى ‪ ( :‬ي ُِريد ُون أن ي ُْط ِد ُدواْ‬
‫اّللِ ِبأ ْفوا ِا ِه ْم ويأْبى ه‬
‫نُو ه‬
‫اّللُ ِإهَّ أن يُ ِت َّم نُو عُ ولوْ ث ِرع ْالكا ِف ُرون ) [التوبة‪.]32:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 2133‬والترمذي ( ‪. ) 1141‬‬
‫‪- -164‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ ركانة المرأة فى الغرب ‪:‬‬‫‪ 1‬وضــع المرأة ف اليونـــان ‪:‬‬
‫فإاا ألقيردا نظدرة علدى بدال اليوندان الق يمدة ‪ ,‬نجد أنده بدالرغم ردن اليقافدة‬
‫والغلوم ‪ ,‬فإن وضع المرأة لم يكن أثير رن ثونها خا رة ‪ ,‬وعلى أحسدن تقد ير ‪:‬‬
‫ر يرة البيت للبيدت ‪ ,‬بدل إن اليوندانيين ‪ -‬أصدحاب تدا ال لسد ة ‪ -‬ثدانوا يسدكرون‬
‫زوجاتهم ف حجرات تقل فيها الروافذ ‪ ,‬رع حررانهم رن ال رو إلدى السدوق أو‬
‫غيرع ‪.‬‬
‫و غدددم نظريدددة أفال دددون ال لسددد ية المتغلقدددة بواجبدددات المدددرأة الغسدددكرية‬
‫والسياسددية ‪ ,‬فددإن الرسدداا رللددن رغددزوهت عددن الحيدداة الغارددة ؛ بحكددم الغددرف‬
‫والقانون اليونان ‪.‬‬
‫لق ثان المبد أ السداع فد التصدو اليوندان ( إن قيد المدرأة ه يربغد أن‬
‫يُرزع ولذله علت اَصوات بغ انهيا الحضا ة اليونانية ‪ ,‬تطالب بالتحر ردن‬
‫الجس ح ونجاسة المرأة الت ثانت سببا فد ال سدا ‪ ,‬وأرطدرت المدرأة اليونانيدة‬
‫بوابل رن اللغرات والتهم الرريغة ‪.‬‬
‫‪ 2‬وضع المرأة ف الهرـــ ‪:‬‬
‫وف د الهر د ؛ ثددان يحكددم علددى المددرأة بدداإلحراق حي دة رددع تددابوت زوجهددا‬
‫المتوف ‪.‬‬
‫‪ 3‬وضع المرأة ف اليهو يــة ‪:‬‬
‫أرا ف اليهو ية ؛ فكان اليهدو يقدرون أن المدرأة خطدر و در ح ي دوق در‬
‫اليغابين ‪ ,‬وثانوا يرظرون إلى المرأة نظرة إاهل وتحقير ‪ ,‬وثدانوا يغد ون البردات‬
‫ف ررزلة ال ا رات ‪ ,‬وثانت اران بغا التقالي الت تحدرم زوا البردت ؛ لتظدل‬
‫خا رة أسرتها ‪ ,‬رع حق وليِهها ببيغها بيع اإلراا ‪.‬‬
‫‪- -165‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ 4‬وضع المــرأة عر بغا المذااب المسيحيــة ‪:‬‬
‫المددرأة عر د بغددا المددذااب المسدديحية ؛ ا د جس د خددا ٍل رددن الددرو ‪ ,‬وه‬
‫استيراا َية اررأة ف اله إه رريم الغذ اا ‪.‬‬
‫‪ 5‬وضع المـــرأة ف الجااليـــة الغربيـــة ‪:‬‬
‫وف الجاالية الغربية ؛ ثانت المرأة جدزا ردن اليدروة ‪ ,‬فكاندت تغد ُّ ريراثدا‬
‫هبددن المددو و ‪ ,‬وثانددت الرظددرة الجااليددة للبرددات تقددوم علددى الترددا م ؛ ولددذله‬
‫رهرت عا تهم الرايلة ف " وأ البرات " ؛ أ ‪ :‬قتلهن وان على قي الحياة ‪.‬‬
‫‪- -166‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ابغا ‪ :‬حــق الرــو ى بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫حق الرو ى فى اإلسالم ‪:‬‬
‫ ر هـوم الرــو ى ‪:‬‬‫ويمكن أن نُغرف الرو ى بأنها ‪ :‬الرظر ف اَرو رن أ بداب اهختصداص‬
‫والت ص ؛ هستجالا المصلحة الم قو ة رعا وإقرا اا ‪ .‬واذا التغريف يغد ُّم‬
‫ويرسحب على ثل أرر تجدر بردأنه ررداو ة سدواا علدى رسدتوى اَسدرة ‪ ,‬أو‬
‫ال ولددة ‪ ,‬أو المرظمددات ال اخليددة ‪ ,‬أو المرظمددات ال وليددة التدد يُغ د ُّ الرظددام الغددام‬
‫اإلسالر نبراسا لها ‪ ,‬ريل " المدتمر اإلسالر " و "جارغة الد ول الغربيدة" ‪,‬‬
‫و"جارغددة الرددغوب اإلسددالرية" إلددى غيددر الدده ح ويرسددحب رددن بدداب أولددى علددى‬
‫سلطة الترريع والرقابة (‪. 1‬‬
‫والرددريغة اإلسددالرية تقددر ريددل اددذا الترظدديم رددن خددالل الرددو ى ؛ بحيددث‬
‫تكددون إ ا ة الرددغب ا د رص د سددلطة الحكورددة ‪ ,‬رددع التأثي د علددى أن رص د‬
‫ررع ِة او هللا ‪ -‬عز وجل ‪ , -‬فالردو ى نظدام اجتمداع قبدل أن يكدون‬
‫السلطة ال ُم ِ ه‬
‫نظارا للحكدم ‪ ,‬والردو ى سدرة ردن سدرن هللا فد أ ضده ا تضداع ال دالق ل لقده ‪,‬‬
‫وا د ص د ة فطريددةُ يمي د ُل لهددا اَخيددا رددن برددى البرددر ‪ ,‬ويرفضددها المسددتب ون‬
‫وال ثتاتو يون رن الحكام ح واو السدلطة والر دوا الدذين يريد ون التسدل علدى‬
‫قاب الرغوب ورصا ة حقوقهم ‪.‬‬
‫والرو ى الت أ ا هللا رن عبا ع أن يما سونها ويتحلَّوا بها ‪ ,‬وأن تكدون‬
‫اَسدداس بددين الحدداثم والمحكددوم فدد ثددل رددا يمددس يددرهم و نيدداام ‪ ,‬ادد ربدد أ‬
‫(‪ )1‬ريفها اللغوى آ "الشورى أ اسم من المشاورة ‪ ,‬و شاور آ أي أ استخرج ما عنده من رأي" ‪ ,‬ويقول أهل اللغةآ‬
‫"واالستشارة مأخوذة من قول ال رب آ شرت الدابة وشور ها إذا علمت خبرها يجري أو غيرها ‪.‬‬
‫عرفها األصفهاني بأنها آ‬
‫ريفها االصطالحي آ ريفات السلف للشورى ‪ ،‬كاد كون متوافقة وإن اختلفت بيرا هم فقد َّ‬
‫"استخراج الرأي لمراج ة الب ض للب ض" وعرفها ابن ال ربي بأنها هي آاالجتماع عل الرأي أ ليستشير كل واحد‬
‫صاحبه ويستخرج ما عنده‪.‬‬
‫‪- -167‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫جوار وقاع ة أساسية ف الحكم اإلسالر ‪ ,‬يكدون ل ردة حدق ردن خاللهدا فد‬
‫اختيا حاثمها ‪ ,‬ورن ثم رراقبته ورحاسبته ح وإاا لزم اَرر "عزله" ‪.‬‬
‫قرنهدا المدولى ‪ -‬عدز وجدل ‪ -‬بالغبدا ات‪,‬‬
‫وا فوق اله ثله أصل عدق‬
‫وق تجلَّت بركل ربا ر وغير ربا ر رن خدالل الغ يد ردن اآليدات القرآنيدة التد‬
‫عت بركل صريح ؛ لمما سة الرو ى ‪.‬‬
‫وفدددد اددددذا ال صددددوص يقددددول هللا تغددددالى عددددن المدددددررين رددددن عبددددا ع‬
‫( والَّذِين اسْتجابُوا ِلر ِبه ِه ْم وأقا ُروا الصَّدالة وأرْ ُدر ُا ْم ُدو ى بيْدر ُه ْم و ِرمَّدا ز ْقردا ُا ْم‬
‫يُر ِقُون )‬
‫[الرـــــو ى‪. ]38:‬‬
‫نجد فد اددذع السددو ة لدديال ثانيددا علددى حجيددة الرددو ى ‪ ,‬فالسددو ة ن سددها‬
‫حملددت اسددم " سددو ة الرددو ى " حيددث و اثددر الرددو ى ف د اددذع اآليددة ررهددا‬
‫وا قولده تغدالى ‪ ( :‬والَّدذِين اسْدتجابُوا ِلدر ِبه ِه ْم وأقدا ُروا الصَّدالة وأرْ ُدر ُا ْم ُدو ى‬
‫بيْر ُه ْم و ِرمَّا ز ْقرا ُا ْم يُر ِقُون ) وف اذع اآلية ؛ يبدين هللا تغدالى أن الردو ى اد‬
‫إح ى ال عاعم الهارة الت يقوم عليهدا المجتمدع اإلسدالر ح وردا حملدت السدو ة‬
‫اذا اَسم إه لبيان الغراية بالرو ى ح والتربيه إلى عظيم أاميتها ‪.‬‬
‫وثدذله نجد ُ ردن يقدول إن سدو ة الردو ى ؛ إنمدا سدميت بهدذا اَسدم َنهدا‬
‫السو ة الوحي ة فد القدرآن الكدريم ح التد قدر ت الردو ى عرصدرا ردن عراصدر‬
‫الر صية اإليمانية الحقة ‪.‬‬
‫وإاا ثددددان الددددر ُّ علددددى الرددددو ى قدددد جدددداا بصدددديغة اَرددددر فدددد سددددو ة‬
‫"آل عمران" ف قوله تغدالى ‪ ( :‬و دا ِو ْ ُا ْم فِد اَرْ ِدر ) ‪ ,‬وقد جداا الدر ُّ علدى‬
‫الرو ى ف اذع اآلية ثإح ى الص ات المميزة للمدررين ‪ ,‬ورذثو ة بين صد ات‬
‫أخرى يمتازون بها وواجبة فيهم ‪ ,‬ثدم إن اثدر الردو ى جداا تاليدا ربا درة لدذثر‬
‫الصالة ‪ ,‬فإن المدررين رن ص اتهم أنهدم اووا دو ى ه ير در ون بدرأ ؛ حتدى‬
‫‪- -168‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫يتردداو وا ويجتمغدددوا عليدده ‪ ,‬وقددد ثددانوا قبدددل الهجددرة وبغددد اا إاا حددزبهم أردددر‬
‫اجتمغوا وتراو وا ‪.‬‬
‫وأرددا قولدده تغددالى ( و ِر َّمددا ز ْقرددا ُا ْم يُر ِقُددون ) فالمقصددو بدده ‪ :‬اإلن دداق ف د‬
‫سبيل ال ير‪ ,‬ولغل فصل اإلن اق عن قريرده ( الصدالة بدذثر المرداو ة بيرهمدا ؛‬
‫إنما ثان لوقوعها عر اجتماع المدررين للصدلوات ؛ فكدان المدرردون اَولدون ه‬
‫ير ر ون برأ حتى يتراو وا عليه ح واله رن فر تد برام وتديقظهم ‪ ,‬وصد ق‬
‫تآخيهم ف إيمانهم ‪ ,‬وتحابهم ف هللا تغالى ‪.‬‬
‫ويُذ ِ هث ُر ف اله الصد أيضدا ح َّ‬
‫أن المددررين ثدانوا فد انقيدا ام إلدى الدرأ‬
‫ف أردو ام رت قدون وه ي تل دون ؛ فمد حوا بات داق ثلمدتهم ح "وأنده ردا ترداو‬
‫أرو ام" فدإن الردو ى ثمدا قدال ‪ -‬ابدن الغربد ‪ " -‬أل دة‬
‫قوم ق إه ا وا َ‬
‫للجماعة ورسبا للغقول ح وسبب إلى الصواب "‪.‬‬
‫فم هللا المراو ة ف اَرو بم‬
‫الرو ى ف سلوثهم ‪.‬‬
‫القوم الدذين يتميلدون الده ويطبقدون‬
‫ويقول هللا ر ا با سدوله رحمد ا ‪ $‬الدذ ه يرطدق عدن الهدوى ‪ ,‬والدذ ه‬
‫يمكددن رقا نتدده رددن حيددث ررزلتدده عر د ال لددق بحدداثم أو عددالم أو برددر ‪ ( :‬فبِمددا‬
‫ضددواْ ِرد ْ‬
‫ب هن ُّ‬
‫ْحمد ٍة ِ هرددن ه‬
‫دن حوْ ِلدده فددا ْعفُ‬
‫اّللِ ِلرددت ل ُهد ْم ولددوْ ُثرددت فظددا غ ِلدديظ ْالق ْلد ِ‬
‫اّللِ ِإ َّن ه‬
‫ع ْر ُه ْم واسْت ْغ ِرْ ل ُه ْم و ا ِو ْ ُا ْم ِف اَرْ ِر ف ِإاا عزرْ ت فتو َّثد ْل علدى ه‬
‫اّلل ي ُِحدبُّ‬
‫ْال ُمتو ِ هث ِلين ) [آل عمدران‪ , ]159:‬ويقدول تغدالى ‪ ( :‬و ْلدت ُكن ِ هردر ُك ْم أُرَّدة يد ْ ُ‬
‫عون ِإلدى ْال ي ِْدر‬
‫دن ْال ُمرك ِدر وأُوْ لدـئِه ُاد ُم ْال ُم ْ ِلحُدون ) [آل عمدران‪, ]104:‬‬
‫ويأ ْ ُر ُرون ِب ْالمغ ُْر ِ‬
‫وف وي ْرهوْ ن ع ِ‬
‫دن ْال ُمرك ِدر‬
‫اس تأ ْ ُر ُرون ِب ْالمغ ُْر ِ‬
‫ويقول ‪ُ ( :‬ثرت ُ ْم خيْر أ ُ َّر ٍة أ ُ ْخ ِرج ْت ِللرَّ ِ‬
‫وف وت ْرهدوْ ن ع ِ‬
‫اّللِ ) [آل عمدران‪ , ]110:‬ويقول سبحانه ‪ ( :‬يا أيُّها الَّدذِين آررُدواْ أ ِ يغُدواْ ه‬
‫وت ُ ْد ِررُون ِب ه‬
‫اّلل‬
‫الرسُول وأُوْ ِل اَرْ ِر ِرر ُك ْم ) [الرساا‪.]59:‬‬
‫وأ ِ يغُواْ َّ‬
‫‪- -169‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫نج إ دا ة إلدى الردو ى فد سدو ة " ده " فد قولده تغدالى عمدا يدذثرع‬
‫دن أ ْ‬
‫اجغل ِله و ِزيدرا ِ هر ْ‬
‫ا ِلد «‪ »29‬ادا ُ ون أ ِخد «‪»30‬‬
‫روسى ‪ -‬عليه السالم ‪ ( : -‬و ْ‬
‫ا ْ ُ ْ بِ ِه أ ْز ِ‬
‫«‪ »31‬وأ ْ ِر ْثهُ فِ أرْ ِر «‪ [ ) »32‬ــــه]‪.‬‬
‫وقد اسْت ْ‬
‫ردده بهددذا الددر‬
‫القرآند ث د لي ٍل علددى أاميددة المردداو ة ‪ -‬أقضددى‬
‫القضاة ‪ -‬أبو الحسن البغ ا ى ‪ ,‬اثر‪" :‬أن هللا تغالى إا حكى عدن نبيده روسدى ‪a‬‬
‫اددذا القددول بهددذع اآليددات ‪ ,‬فإنرددا ن هددم رردده أندده إاا جدداز الدده ف د الربددوة ثددان ف د‬
‫اإلرارة أجوز"‪.‬‬
‫‪d‬‬
‫عن القاسم بن رحم ‪ :‬قال سول هللا ‪” :$‬ردن وُ ِلهد ردركم ‪ ,‬فدأ ا هللا بده‬
‫خيرا ؛ جغدل لده وزيدرا صدالحا ؛ إن نسِد اثدرع ‪ ,‬وإن اثدر أعانده “(‪ 1‬وردن ادذا‬
‫المغرى قوله ‪ $‬أيضا ‪ ” :‬را بغث هللا رن نب وه است لف رن خلي دة إه ثاندت لده‬
‫بطانتان ‪ :‬بطانة تأررع بالمغروف وتحضه عليه ‪ ,‬وبطاندة تدأررع بالردر وتحضده‬
‫عليدده “(‪ 2‬وقد سددأل روسددى بدده ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬أن يجغددل لدده وزيددرا يرددا ثه فد‬
‫اَرر وف الربوة أيضا ‪.‬‬
‫وح يث القرآن عن رملك ِة سبأ ‪ ,‬ونظام الحكم فيها ‪ ,‬الدذ علدى الدرغم ردن‬
‫ثوندده رلكيددا ‪ ,‬رتوجددا عليدده ارددرأة ‪ ,‬إه أندده ثددان قاعمددا علددى الرددو ى ؛ لددذا جدداا‬
‫الح يث القرآن عن اذع المرأة رصحوبا بر ا رن اإلثبا ؛ َنها أسسدت ُر ْل ِكهدا‬
‫علددى الرددو ى ‪ ,‬حتددى إنهددا ثانددت ه تقطددع أرددرا ون ررددو ة أول د الددرأ رددن‬
‫قورها ‪ ,‬ثانوا ام ب و ام يق ون أيها ‪ ,‬ويرزلون اعغين عن أيهم إليه ‪ ,‬ثقدة‬
‫ف أنها لن تقو ام إه إلى را فيه خيرام ‪.‬‬
‫فهذا اهحترام المتبا ل ‪ ,‬والتقد ير لقيمدة الدرأ والدرأ اآلخدر ‪ ,‬ثدان رحدل‬
‫عراي ٍة رن القرآن ‪ ,‬واو را نلمحه ف اذع اآليات ‪ ( :‬قال ْت يا أيُّها الم ُ ِإ ِنه أ ُ ْل ِقد‬
‫(‪ )1‬صحيح ابن حبان ( ‪. ) 17/2‬‬
‫(‪ )2‬البخاري (‪. )7198‬‬
‫‪- -170‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سد ِدم َّ‬
‫سددليْمان وإِنَّ دهُ ِب ْ‬
‫يم «‪ »30‬أ َّه‬
‫إِل د َّ ِثتدداب ثد ِدريم «‪ »29‬إِنَّ دهُ ِرددن ُ‬
‫اّللِ الد َّدر ْحم ِن الد َّدر ِح ِ‬
‫ت ْغلُوا عل َّ وأْتُو ِن ُرسْد ِل ِمين «‪ »31‬قال ْ‬
‫دت يدا أيُّهدا المد ُ أ ْفتُدو ِن ِفد أرْ ِدر ردا ُث ُ‬
‫ردت‬
‫قا ِ غة أرْ را حتَّى ت ْ‬
‫ون «‪ »32‬قالُوا ن ْح ُن أُوْ لُوا قُدوَّ ٍة وأُولُدوا بدأ ْ ٍس د ِي ٍ و ْاَرْ ُدر‬
‫ره ُ ِ‬
‫ِإلي ِْه ف ُ‬
‫انظ ِر رااا تأ ْ ُر ِرين «‪ »33‬قال ْت ِإ َّن ْال ُملُون ِإاا خلُوا قرْ ية أ ْفس ُواا وجغلُوا‬
‫داررة بِدم يرْ ِجد ُع‬
‫سلة إِلي ِْهم بِه ِ يَّ ٍة فر ِ‬
‫أ ِع َّزة أ ْا ِلها أاِلَّة وثذ ِله ي ْغلُون «‪ »34‬وإِ ِنه رُرْ ِ‬
‫ْالمُرْ سلُون «‪[ )»35‬الرمــــل]‪.‬‬
‫ الرو ى نظام سياس ٌّ إسالر ‪:‬‬‫لق قر اإلسالم "الحريدة السياسدية" فد جميدع ربا عده وثدل نظمده ‪ ,‬وإاا‬
‫ثان رغردى الحريدة بلغدة الغصدر الدذ نحيدا فيده ‪ :‬أن يغطد ثدل فدر عاقدل دي‬
‫الحق ف أن يردترن فد إ ا ة ال ولدة ‪ ,‬و دئون اَردة ‪ ,‬ويالحدظ أعمدال السدلطة‬
‫التر يذيدددة عدددن ريدددق اهسدددت تاا الغدددام ‪ ,‬إاا ثدددان ادددذا ادددو ر هدددوم "الحريدددة‬
‫السياسددية" ف د الغصددر الح د يث ‪ ,‬فددإن اإلسددالم ق د عددرف اددذا الم هددوم تطبيقددـا‬
‫وعمال ررذ وج ‪.‬‬
‫وتأثي ا لهذا المبد أ ‪ ,‬أردر المدولى ‪ -‬تبدا ن وتغدالى ‪ -‬سدوله ‪ $‬وادو الدذ ه‬
‫يرطق عن الهوى ‪ ,‬بأن يراو المسلمين ف أرو ام ‪ ,‬وأه يبدرم أردو ا ونهدم ‪,‬‬
‫يقددول ‪ -‬عددز وجددل ‪ ( : -‬ف ِبمددا ْحم د ٍة ِ هرددن ه‬
‫ب‬
‫اّللِ ِلرددت ل ُه د ْم ولددوْ ُثرددت فظددا غ ِلدديظ ْالق ْل د ِ‬
‫هن ُّ‬
‫ضواْ ِر ْن حوْ ِله فا ْعفُ ع ْر ُه ْم واسْت ْغ ِرْ ل ُه ْم و دا ِو ْ ُا ْم فِد اَرْ ِدر ) [آل عمدران‪, ]159:‬‬
‫و‪ ( :‬وأرْ ُر ُا ْم ُو ى بيْر ُه ْم ) [الرو ى‪.]38:‬‬
‫ثما أن اَحا يث المرويَّة عدن سدول هللا رحمد ‪ $‬حدول رسدألة الردو ى ‪:‬‬
‫ا ثييرة ‪ ,‬ونحن ارا سرو بغضا ررها ‪ -‬على سبيل الميال‪ -‬ه سبيل الحصر ‪.‬‬
‫‪- -171‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثمددا ف د قولدده ‪ ” :$‬ال د ين الرصدديحة “ قيددل ‪ :‬لمددن يددا سددول هللا ؟ قددال ‪:‬‬
‫” ولرسوله وَعمة المسلمين وعارتهم “ (‪ , 1‬والرسول ‪ $‬ق وة ال لدق بَّدق‬
‫الرو ى غم أن الوح يرزل عليه رن عر هللا ‪.‬‬
‫وق د وى التررددذ عددن أب د اريددرة‬
‫ررو ة َصحابه رن سول هللا ‪. 2( “ $‬‬
‫‪d‬‬
‫أندده قددال ‪ ” :‬رددا أيددت أح د ا أثيددر‬
‫ثمددا استرددا الرسددول ‪ $‬ثددذله عارددة المسددلمين أفددرا ا ح وجماعددات نسدداا‬
‫و جاه ف رراسبات ثييرة ‪ ,‬ولم يغترُ على را قد روع ردن رردو ة إه ردا ندزل‬
‫فيه وحد ردن عرد هللا ‪ ,‬وثمدا اثرندا فيمدا سدبق فقد استردا أصدحابه فد أردو‬
‫ثييدرةح نددذثر ررهددا ‪ -‬علدى سددبيل الميددال ه الحصدر ‪ -‬ال طد الحربيددة ‪ ,‬ورحا بددة‬
‫الغ و ‪.‬‬
‫وترتقل الرو ى إلى ال الفة ؛ وال الفدة بيَّغدة حدرة ‪ ,‬واد أراندة ثقيلدة ‪,‬‬
‫يطلب لهدا أعظدم الرداس ثقدـة وعلمدا ح وغيرادا ردن المراصدب يحمدل ادذا الطدابع‬
‫ن سه ‪ ,‬وه يجوز أن تت خل ف رلئه أسباب الطمع والتطلع والسيطرة ‪.‬‬
‫فمن رغان اَرانة ؛ وضع ثل ا ف المكدان الجد ير بده ‪ ,‬والالعدق لده ‪,‬‬
‫فال يُسْر ُ ررصب إه لصاحبه الحقيق بده ‪ ,‬وه تردغل وري دة بالرجدل الدذ ترفغده‬
‫ث ايتها إليها ‪.‬‬
‫واعتبددا الوهيددات واَعمددال الغارددة أرانددات ؛ رسددئولية ثابتددة رددن وجددوع‬
‫ثييرة ‪ ,‬فغن أب ا قال ‪ :‬يا سول هللا ‪ ..‬أه تستغملر ؟ أ ‪ :‬تولير عمال ‪ ,‬قدال‬
‫‪ :‬فضددرب بيد ع علددى رركبد ‪ ,‬ثددم قددال ‪ ” :‬يددا أبددا ا إندده ضددغيف ‪ ,‬وإنهددا أرانددة ح‬
‫(‪3‬‬
‫وإنها يوم القيارة خز ون ارة ‪ ,‬إه رن أخذاا بحقها وأ ى الذ عليه فيهدا “‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب اإليمان ‪ ،‬باب بيان أن الدين النصيحة ( ‪. ) 55‬‬
‫(‪ )2‬الترمذي ( ‪ ) 1714‬والبيهقي ( ‪. ) 18587‬‬
‫(‪ )3‬الترغيب والترهيب ( ‪. ) 3293‬‬
‫‪- -172‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إن الك اية الغلمية أو الغملية ليست هزرة لصال الر س فق يكون الرجل ِضد‬
‫السيرة ‪ ,‬حسن اإليمان ولكره ه يحمل المدداالت المرردو ة ردا يجغلده ررتجدا فد‬
‫وري ة رغيرة ‪.‬‬
‫وقددال سددول هللا ‪ ” : $‬رددن اسددتغمل جددال علددى عصددابة ‪ ,‬وفدديهم رددن اددو‬
‫أ ضى رره ‪ ,‬فق خان هللا و سوله والمدررين “(‪. 1‬‬
‫وعددن يزي د بددن أب د س د يان قددال ‪ :‬قددال أبددو بكددر الص د يق حددين بغير د إلددى‬
‫الرام‪ :‬يا يزي ‪ ,‬إن له قرابة ؛ عسيت أن تدثرام باإلردا ة والده أثيدر ردا أخداف‬
‫عليه بغ را قال سول هللا ‪ ” : $‬رن ول رن أرر المسلمين يئا ‪ ,‬فدأرر علديهم‬
‫أح ا رحاباة ؛ فغليه لغرة هللا ‪ ,‬ه يقبل هللا رره صرفـا وه ع ه حتدى ي خلده جهدرم‬
‫“(‪. 2‬‬
‫واَرة الت ه أرانة لها ؛ ا اَرة التد تغبدث فيهدا الرد اعات بالمصدالح‬
‫المقر ة ح وتطين بأق ا الرجال اَث اا ؛ لتهملهم وتق م رن ونهم ‪.‬‬
‫‪ -1‬وى الترردددذ عدددن أبددد اريدددرة ‪ :‬أن الرسدددول ‪ $‬قدددال ‪ ” :‬إاا ثدددان‬
‫أررا ثم خيا ثم ح وأغريا ثم سمحااثم ح وأرو ثم و ى بيركم ح فظهر اَ ُ‬
‫خيدددر لكدددم ردددن بطرهدددا ح وإاا ثاندددت أردددرا ثم دددرا ثم ح وأغريدددا ثم ب الاثدددمح‬
‫وأرو ثم إلى نساعكم ؛ فبطن اَ ُ خير لكم رن رهراا “ (‪. 3‬‬
‫‪ -2‬وقال ‪ ” : $‬را تراو قوم ق إه ا وا َ‬
‫أررام “‬
‫(‪4‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬وقال ‪ ” : $‬را ن م رن استرا وه خاب رن است ا “ (‪. 5‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫الترغيب والترهيب ( ‪. ) 3345‬‬
‫الترغيب والترهيب (‪. )3346‬‬
‫رواه الترمذي (‪ ،)2266‬وقال آ حدي حسن غريب ‪.‬‬
‫األدب المفرد (‪ )258‬وصححه األلباني ‪.‬‬
‫رواه الطبراني في الم جم الصغير ( ‪. ) 980‬‬
‫‪- -173‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ونقل ابن القيم الجوزية عن ابن عقيدل ر ا بدا لمدن قدال ‪ ” :‬ه سياسدة إه‬
‫را وافق الررع “ فر عليه ‪ ” :‬إن أ ت ه سياسة إه را نطق به الررع “(‪. 1‬‬
‫سول هللا ‪ $‬والصحابة‬
‫‪ -‬نماا تطبيق الرو ى ف عه‬
‫يغتبر نظدام الردو ى ح أحد المحداو الرعيسدية فد الغهد الربدو فد‬
‫وقام سول اإلسالم "رحم بن عب هللا" بتطبيق اذا المب أ ف ‪:‬‬
‫اإلسدالم ح‬
‫‪ -1‬بغ انتصا المسلمين ف غزوة ب تمت المراو ة ف دأن أسدرى‬
‫الغدد و ؛ حيددث أ ددا عليدده أبددو بكددر "باسددتبقاعهم واسددتتابتهم ‪ ,‬أو فدده أسددرام‬
‫وافت اعهم بالمدال " وأ دا عمدر بدن ال طداب بقدتلهم ؛ فأخدذ الرسدول بدرأ أبد‬
‫بكر ‪.‬‬
‫‪ -2‬قرا ال رو للقتال ف غزوة بد لدم يكدن قدرا ا فر يدا ‪ ,‬وإنمدا ثدان‬
‫رستر ا على أ اَغلبية واو ال رو ؛ لمالقاة الغد و بيرمدا ثدان أ الرسدول‬
‫الر ص ‪ :‬او البقاا ف الم يرة ؛ لل فاع عرها ب ه رن ال رو ‪.‬‬
‫‪ -3‬صلـح الح يبيــة ‪ :‬ثذله او الرسدول ‪ $‬يدوم الح يبيدة فد أن يميدل‬
‫على ا ا المررثين ويقتلهم ‪ ,‬فقال له أبدو بكدر الصد يق ‪ :‬إنردا لدم ندأت لقتدال‬
‫أح ‪ ,‬وإنما جئرا رغتمرين ؛ فوافقه الرسدول ‪ $‬علدى أيده وادذا وعد ل عمدا ثدان‬
‫يراع ‪.‬‬
‫‪d‬‬
‫ح اختالف ف الرأ بين أب بكر خلي ة سول هللا ح وبدين عمدر بدن‬
‫ال طاب برأن قتال رانغ الزثاة ؛ فذاب عمر إلى القول بغ م قتلهم اسدترا ا إلدى‬
‫ح د يث سددول هللا ‪ ” $‬أرددرت أن أقاتددل الردداس حتددى يقولددوا " ه إلدده إه هللا وأن‬
‫رحم ا سول هللا " فمن قالها فق عصم رر راله و ره إه بحقها “ (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬بدائع الفوائد ( ‪.)673/3‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم في اإليمان ‪ ،‬باب األمر بقتال الناس حت يقولوا آ ال إله إال ى ( ‪.) 22‬‬
‫‪- -174‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثما استه ف رن و اا أيه اذا عقب وفداة الرسدول ‪ $‬الح دار علدى وحد ة‬
‫اَرة اإلسالرية ‪ ,‬وعد م ان درا عقد اا باقتتالهدا بغضدها ردع الدبغا ؛ أه أن أبدا‬
‫بكر الص يق أرهر أيه ُرر ِ ه ا حول قتلهم قاعال ‪ ” :‬وهللا لو ررغدون عقدال بغيدر‬
‫(‪1‬‬
‫ثانوا يد ونه إلى سول هللا ‪ $‬لقاتلتهم عليه “‬
‫سددا ال لي ددة اليددان ‪ -‬عمددر بددن ال طدداب ‪ -‬علددى رددرهج سددل ه ف د اَخددذ‬
‫بالرددو ى وحريدددة الددرأ ‪ ,‬و دددمل الددده المبدد أ فددد عصددرع التطبيقدددات ال يريدددة‬
‫وال نيويددة علددى السددواا ‪ ,‬وفدد أرددو المسددلمين الحربيددة والسددلمية علددى قدد م‬
‫المساواة (‪. 2‬‬
‫ولق بق عمدر ررهجده اهستردا ادذا بردأن "روقغدة نهاوند " لمقاتلدة‬
‫تجمغددات ال ددرس عر د را لجددأ إلددى أخددذ أ المسددلمين عقددب الصددالة الجارغددة ‪,‬‬
‫والذ استقر على را آع عل بن أبى الب ‪ -‬ثرم هللا وجهه ‪ -‬رن تقسيم جدين‬
‫المسدددلمين إلدددى ثلدددث يسدددير للقتدددال وثليدددين يبقيدددان بكدددل رصدددر ردددن اَرصدددا ‪,‬‬
‫واسددتقرا أريددر المدددررين ف د الم يرددة عاصددمة ال ولددة ؛ لتددول أرددو الترسدديق‬
‫والقيا ة (‪. 3‬‬
‫ب‪ -‬الرو ى وال يموقرا ية فى الغرب ‪:‬‬
‫را ام البحدث قد انتهدى بردا فد الرقطدة السدابقة إلدى أن اإلسدالم فد قضدية‬
‫الرددو ى وتطبيقاتهددا ‪ ,‬إنمددا يه د ف إلددى إ سدداا المب د أ ‪ ,‬أرددا الت اصدديل فمتروثددة‬
‫لظددروف ثددل عصددر ‪ ,‬فهددذا يقو نددا إلددى أن نتغددرف سددريغا علددى رددا بددين الرددو ى‬
‫اإلسالرية وال يمقرا ية الغربية رن نقا التقاا ‪ ,‬ونقا اختالف ‪.‬‬
‫(‪ )1‬البخاري ‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬باب وجوب الزكاة ( ‪.) 1335‬‬
‫(‪ )2‬األحكام السلطانية آ للماوردى ‪ .‬مرجع سابم ‪ .‬ص ‪ (( 198‬كان ل مر بن الخطاب ف ل إنشاا الديوان وهو‬
‫موووع لحفظ ما يت لم بحقوق السلطة من األعمال واألموال ومن يقوم بها من الجيوش وال مال))‪.‬‬
‫(‪ )3‬فتوح البلدان ‪ .‬لل المة أحمد بن يحي بن جابر الم روف بالبالذري ‪ ,‬حقيم الدكتور صالح الدين ‪ .‬الجزا الثاني‬
‫قب ة ‪ 1957‬م ‪ .‬ص ‪ 373‬وما ب دها‪.‬‬
‫‪- -175‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫لرتغرف رن خالل اله على روقف اإلسالم رن ال يمقرا ية الغربيدة ‪ ,‬وادو‬
‫السدال الذ ي رُ ن سه اآلن على الكييرين ‪.‬‬
‫ولغددل رددن اإلنصدداف أن نقددر ‪ ,‬أن الغددرب فد سددبيل إ سدداا ال يمقرا يددة ‪,‬‬
‫ابت ع الكيير رن الرظم واَ كال ‪ ,‬أفا ت ررها البررية ثييدرا فد سدبيل تحر ادا‬
‫رما ثقل على ص اا ويال ‪ ,‬رن صو اهستب ا والطغيان ‪.‬‬
‫اذع الرظم تت ق ف رجملها ‪ ,‬وف بغا صو اا رع الرو ى اإلسدالرية ‪,‬‬
‫رما يدث أسبقية اإلسالم ف اذا الرأن ‪ ,‬خاصدة ردا يتصدل بالمبدا اَساسدية ‪,‬‬
‫ريددل ‪ :‬حددق الرددغب ف د اختيددا الحدداثم ‪ ,‬وتددرجيح حكددم اَثيددرين ‪ ,‬وحمايددة حددق‬
‫اَقلية ف المغا ضة ‪ ,‬وتغ اَحزاب ‪ ,‬واهنت اب ‪ ,‬واهست تاا ‪ ..‬ونحو اله ‪.‬‬
‫وق نصت ثل رن روا اهعالن الغالم لحقوق اهنسان ‪:‬‬
‫« المــا ة ‪» 20‬‬
‫‪ -1‬لكل‬
‫الحق ف حرية اه تران ف الجمغيات والجماعات السلمية‬
‫‪ -2‬ه يجوز إ غام أح على اهنضمام إلى جمغية را ‪.‬‬
‫« المــا ة ‪» 21‬‬
‫‪ -1‬لكل فر الحق ف اه تران ف إ ا ة الرئون الغارة لبال ع ؛ إرا‬
‫مي هلين ي تا ون اختيا ا حرا ‪.‬‬
‫ربا رة ‪ ,‬وإرا بواسطة ر ِ‬
‫‪ -2‬لكل‬
‫البال ‪.‬‬
‫ن س الحق الذ لغيرع ف تقلُّ الوراعف الغارة ف‬
‫‪ -3‬إن إ ا ة الرغب ‪ ,‬ا رص سلطة الحكورة ح ويغبر عن اذع‬
‫اإل ا ة بانت ابات نزيهة و ية ‪ ,‬تجر على أساس اهقتراع السر ح وعلى ق م‬
‫المساواة بين الجميع أو حسب أ إجراا رماثل يضمن حرية التصويت ‪.‬‬
‫‪- -176‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولكددن المددا ثانددت ال يمقرا يددة الغربيددة رددن ابتد اع ال كددر اإلنسددان الددذ‬
‫ي ضدددع للتغييدددر والتبددد يل والتطدددوير ‪ ,‬وفدددق تطدددو ادددذع اَردددم والمجتمغدددات ‪,‬‬
‫والرو ى اإلسدالرية جداا بهدا وحد رغصدوم ‪ ,‬وت ضدع لمغدايير وضدواب وفدق‬
‫اذا الوح المغصوم ‪.‬‬
‫اَرر ثدذله ‪ ,‬ثدان هبد وأن نلدتمس بغدا ال دوا ق بدين الرظدارين‬
‫لما ثان‬
‫ُ‬
‫)ال يمقرا ية الغربيدة ‪ ,‬والردو ى اإلسدالرية ‪ ,‬وقد بد ا لردا رغْظ ُمهدا ردن خدالل‬
‫رراقرة الغلماا لقضايا الرو ى الت سدبق رحهدا ‪ ,‬ويمكرردا اردا أن نُ ْج ِلد أادم‬
‫اذع ال وا ق فيما يل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الرددو ى اإلسددالرية فريضددة والتددزام تجداع الجماعددة المدررددة ‪ ,‬ورددن‬
‫التواص بالحق الذ يجب علدى ثدل رسدلم تجداع أخيده ؛ فهد ليسدت رجدر حدق‬
‫لإلنسان يجدوز لده أن يتردازل عرده ‪ ,‬ثمدا ادو حدال ال يمقرا يدة الغربيدة ‪ ,‬ولكرهدا‬
‫واجددددب ( فددددالموا رون يجددددب أن يتمتغددددوا بهددددذا الحددددق ‪ ,‬وإه أثمددددوا بددددالترن‬
‫والتقاعس (‪. 1‬‬
‫‪ -2‬ف الرو ى اإلسالرية ليست ثل اَرو رطروحدة للردو ى ‪ ,‬فهردان‬
‫ثوابدددت و ت بهدددا نصدددوص ق ْط ِغيَّدددة رحكمدددة ‪ ,‬وأصدددبحت رغلوردددة ردددن الددد ين‬
‫بالضرو ة ‪ ,‬وا ثذله خا جة عن نطاق الرو ى ‪ ,‬أرا ف ال يمقرا ية الغربية‬
‫‪ ,‬فال يوج ردا يسدمى باليوابدت ؛ َن ال كدر السياسد الغربد ‪ ,‬بمدا يقدوم عليده‬
‫رن علمانية ال ولة ؛ يضع اَرر ثله بين ي أغلبية الجماعة ‪ ,‬ترى فيده أيهدا‬
‫‪ ,‬وتُب ِْر ُم رن أرو اا ردا تبدرم ‪ ,‬وتدرقا ردا تدرقا ‪ ,‬حتدى ااع فد انجلتدرا القدول‬
‫د ا ‪ ,‬إلدى أن يحدول‬
‫المأثو ة ‪ ,‬رن أن "البرلمان اإلنجليز يمله أن يقدر أ‬
‫المرأة إلى جل والغكس" (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬راجع آ الشورى وأثرها في الديمقراقية ص ‪. 424‬‬
‫(‪ )2‬راجع آ حول ال مواجهة ص ‪. 119‬‬
‫‪- -177‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -3‬الرو ى اإلسالرية ه تغتم رب أ اهقتراع الغدام ؛ بمغردى ‪ :‬أن يُ ْ تدا‬
‫عيس ال ولة عن ريق اهست تاا الغام رن الرغب ‪ ,‬وإنما يغتمد ربد أ ‪ :‬الك ايدة‬
‫ف الريابة ؛ بمغرى ‪ :‬أن يغه باختيا الحاثم إلدى أادل الحدل والغقد ‪ ,‬وعليده فمدا‬
‫يقع عليده اختيدا ام ‪ ,‬فإنده يكدون ُر ْل ِزردا للكافدة وه ي ُْل ِغد ادذا "سدلطة اَردة فد‬
‫اختيا اإلرام" ؛ َنها ا الت أنابت أال الحل والغق عرها ف اختيا ع (‪. 1‬‬
‫واددددذا المبدددد أ أثيددددر صددددوابا وواقغيددددة ؛ َن ادددددها ‪ -‬ثمددددا سددددبق وأن‬
‫اثرنددا ‪ -‬اددم أاددل اهختصدداص وال بددرة والمغرفددة ‪ ,‬واووا الددرأ والمكانددة ف د‬
‫اَرة ‪ ,‬وف الوقت ن سه ؛ فإنه لقلة ع ام ‪ ,‬يكون رن اليسير علديهم أن يت قدوا‬
‫علدى أرددر رددا ‪ ,‬إرددا سددلبا أو إيجابددا ‪ ,‬فيكددون ات دداقهم اددذا رلزرددا للكافددة ‪ ,‬وروحد ا‬
‫ل رة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ف الرو ى اإلسالرية ؛ اَرة رص السلطات ثما فد ال يمقرا يدة‬
‫الغربيددة ‪ ,‬ولكددن سددلطات اَرددة ف د الرددو ى اإلسددالرية غيررطلقددة ‪ -‬ثمددا رددر ‪-‬‬
‫فسلطانها رح و بسلطان هللا المطلق ‪ :‬المتميدل فد درعه ‪ ,‬فدال تملده تغييدرع ‪,‬‬
‫وه استغمال سلطانها فيما يراقضه ‪ ,‬وثذا الحاثم ه يمله أثير رمدا تملكده اَردة ‪,‬‬
‫باعتبا ع وثيال عرها ‪ .‬يترتدب علدى الده ‪ :‬أن اَردة إاا درعت ردا ي دالف درع‬
‫هللا ‪ ,‬أو ن ذت ردا يرداقا درعه ‪ ,‬وثدذا إن فغدل الده حاثمهدا ‪ ,‬فدإن ادذا ال غدل‬
‫ررهما ‪ ,‬أو رن أح اما يكون با ال ؛ َن سلطان اَرة ف الرهاية سلطان تر يذ ‪,‬‬
‫تُر ِ هذ رعا إلهيا قاعما ‪ ,‬وه ت لق رعا ج ي ا ‪.‬‬
‫(‪ )1‬كمققا أن يققين اإلمققام ال يكققون ناف قذًا إال بالبي ققة ال امققة مققن النققاس ب ققد ذلققك ‪ ,‬وهققو األسققلوب الققذي أخققذت بققه أكثققر‬
‫الققديمقراقيات الحديثققة وي ققرف بققـ ( االنتخققاب غيققر المباشققر ) ولققه سققنده فققي السققوابم التاريخيققة فققي خيققر ال صققور فه ًمققا‬
‫ل‪:‬سالم ‪ ,‬أعني آ عصر الخالفة الراشدة ‪ -‬كمقا ققدم‪ -‬ولقم ي قرف عقن أحقد مقن الصقحابة أن أنكقر هقذا األسقلوب ‪ ,‬فيكقون‬
‫إجماعًا أ ولذا ا فم الفقهاا علق شقرعية هقذا األسقلوب فقي االنتخقاب ‪ .‬يققول ابقن خلقدون آ ( وإذا ققرر أن هقذا المنصقب ‪-‬‬
‫منصب الخليفة ‪ -‬واجب بإجماع ‪ ,‬فهو من فروض الكفايقة ‪ ,‬وراجقع إلق اختيقار أهقل الحقل وال ققد أ فيت قين علقيهم نصقبه ‪,‬‬
‫ويجب عل الخلم جمي ًا قاعته ) ‪.‬‬
‫‪- -178‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إاا ثاندددت ادددذع اددد أادددم ال دددو اق بدددين ال يمقرا يدددة الغربيدددة والردددو ى‬
‫اإلسددالرية ‪ ,‬فإندده رددن الممكددن اآلن أن نتغددرف علددى روقددف اإلسددالم رددن اددذع‬
‫ال يمقرا ية ‪.‬‬
‫إنه ليس روقف الرفا لكدل ردا جداا فيهدا ‪ ,‬وه يتصدو ثمدا يقدول فضديلة‬
‫الري "علد جمغدة" أن يرظدر اإلسدالم إلدى ال يمقرا يدة التد ثافحدت الردغوب‬
‫ردن أجلهدا ؛ لتددت ل ردن الطغدداة والمسدتب ين ‪ ,‬علددى أنهدا رركددر ‪ ,‬أو ث در ‪ ,‬فددإن‬
‫جوار ال يمقرا ية رن صميم اإلسالم ‪ ,‬واإلسالم ه يمرع اقتباس فكرة نظريدة أو‬
‫حل علم رن غير المسلمين ‪ ,‬فق اقتبس سول هللا ‪ $‬فكرة ال ر ق ردن ال درس‬
‫‪ ,‬قال ‪ ” :‬ولن يضر المسدلمين أن يسدت روا ل ظدا غربيدا ‪ -‬ثال يمقرا يدة ‪ -‬فدإن‬
‫ر ا الحكم ليس على اَسماا ‪ ,‬بل على المسميات والمضارين “‪.‬‬
‫لكدددن يبقدددى أن اإلسدددالم ادددو أسدددبق التردددريغات ثلهدددا فددد إ سددداا رغدددالم‬
‫ال يمقرا ية ‪ ,‬ثما أنده أثيدر دموه ‪ ,‬حدين جغدل أردر اَردة ثلهدا دو ى ‪ ,‬وأثيدر‬
‫واقغية حين اعتم رب أ الك اية ف الريابة ‪ ,‬وأثير احترارا لإلنسان وإ ا ته حدين‬
‫فرُ الرو ى فرضا ‪ ,‬وألزم إرام المسلمين بما يرته إليه أالها ‪.‬‬
‫وفددوق ثددل اددذا ‪ :‬اإلسددالم اددو الترددريع الوحي د الددذ تددرتب يمقرا يتدده‬
‫بمرظور ٍة أخالقي ٍة نابغدة ررده ثد ين سدماو ‪ ,‬تمردع ردن الهيمردة والسديطرة علدى‬
‫اآلخددرين ‪ ,‬تحددت زيدددف ‪ :‬إ سدداا ال يمقرا يدددة ‪ ,‬ثمددا اددو ُررددداا فدد عالمردددا ‪,‬‬
‫فاإلسالم عن ال يمقرا ية ‪ ,‬وه يُ ْغرِ ال يمقرا ية عن اإلسالم‪.‬‬
‫‪- -179‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫خارسا ‪ :‬حــــق الغـــ ل بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حــــق الغـــ ل فى اإلسالم‪:‬‬
‫تتص ُ قيمة الغد ل ثمدا يد عو إليده الد ين اإلسدالر ردن قديم سدارية ‪ ,‬فكدل‬
‫عالقددة إنسددانية ف د اإلسددالم تقددوم علددى تحقيددق الغ الددة ‪ ,‬واعتبددا الردداس جميغ دا‬
‫سواا ‪ ,‬وإن ثان ثمة ت اضل ح فبالتقوى والغمل الصالح ‪.‬‬
‫فالغ ل او الميزان ‪ ,‬الدذ أنزلده هللا سدبحانه ردع الكتداب ؛ لتسدتقيم دئون‬
‫اّللُ الَّ ِذ أنزل ْال ِكتاب بِ ْ‬
‫الدر ْحم ُ‬
‫ن «‪»1‬‬
‫اإلنسان ‪َّ ( :‬‬
‫ق و ْال ِميدزان ) [الرـدـو ى‪َّ ( , ]17:‬‬
‫دالح ه ِ‬
‫اإلنسان «‪ »3‬علَّمهُ ْالبيان «‪ »4‬ال َّ‬
‫ان «‪»5‬‬
‫رمْ ُ‬
‫س و ْالقم ُر ِب ُحسْب ٍ‬
‫علَّم ْالقُرْ آن «‪ »2‬خلق ْ ِ‬
‫والرَّ ْج ُم وال َّ‬
‫رج ُر ي ْ‬
‫ان «‪ »6‬والسَّماا فغها ووضع ْال ِميدزان «‪ »7‬أ َّه ت ْطغدوْ ا فِد‬
‫س ُج ِ‬
‫س ِ وه ت ُ ْ س ُِروا ْال ِميزان «‪) »9‬‬
‫ان «‪ »8‬وأقِي ُموا ْالو ْزن ِب ْال ِق ْ‬
‫ْال ِميز ِ‬
‫[الرحمــــن] ‪.‬‬
‫س ِ هم الغ ُل ريزانا ؛ َن الميزان آلة اإلنصاف والغ ل ‪.‬‬
‫قال القر ب ُ ‪ :‬و ُ‬
‫بل إن إقرا الغ ل الكارل الردارل بدين الرداس فد جميدع اَردو ‪ ,‬ثدان ادو‬
‫ت وأنز ْلردا رغهُد ُم‬
‫اله ف رن جميع الرراعع والرساهت ( لق ْ أ ْ س ْلرا ُ سُدلرا ِب ْالب ِيهردا ِ‬
‫داس بِ ْال ِق ْ‬
‫س د ِ وأنز ْلرددا ْالح ِي د فِي د ِه بددأْس د ِي وررددافِ ُع‬
‫ْال ِكتدداب و ْال ِميددزان ِليقُددوم الرَّد ُ‬
‫اس ‪) ...‬‬
‫ِللرَّ ِ‬
‫[الح يـــ ‪. ]25:‬‬
‫إن إندددزال الكتددداب والميدددزان ردددع جميدددع الرسدددل ‪ ,‬ادددو أن يقدددوم الرددداس‬
‫( بالقسدددد ؛ أى ‪ :‬الغدددد ل فدددد جميددددع اَرددددو ؛ ولددددذا يددددرى ابددددن عا ددددو أن‬
‫( القس أعم ردن الميدزان ؛ هختصداص الميدزان بالغد ل بدين المتردازعين ‪ ,‬أردا‬
‫القس ‪ :‬فهو إجراا أرو الراس على را يقتضيه الحق ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فهدو عد ل عدام ‪ .‬والبداا للمالبسدة ؛ أ ‪ :‬ليكدون أردر الرداس رالبسدا‬
‫للغ ل ‪ ,‬ورما يا للحق ‪ ,‬وف اثر الح ي ف اآلية ‪ -‬بغ إقرا الغ ل الرارل بدين‬
‫‪- -180‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الراس ‪ -‬إيحاا قو بأن إقرا الغ ل فيما بين الراس ‪ ,‬واجب إله رحتم ‪ ,‬وعلدى‬
‫القدداعمين بدده أن يسددتغيروا عليدده باسددتغمال القددوة ‪ ,‬الت د س د ر هللا لهددا وآلهتهددا‬
‫الح ي ‪ ,‬اا البأس الر ي ‪.‬‬
‫ثما أن التربيه على رافيده ردن ن دع وبدأس ‪ ,‬إنمدا أ يد بده أن يوضدع بأسده‬
‫حيث يستحق ‪ ,‬ويوضع ن غه حيث يليق بده ‪ ,‬ه لجغلده رر غدة لمدن ه يسدت ره ‪,‬‬
‫وه بأسه إلخما وثة الغ ل ‪ ,‬فإن الده تحريدف لمدا أ ا هللا ردن وضدع اَ دياا‬
‫الرافغة والضا ة ‪.‬‬
‫فا ‪ :‬خلق القدوة ؛ لتحمد الحدق ‪ ,‬ه ليسدتغان بهدا علدى سدلب الحقدوق ‪,‬‬
‫وتسل الجبدا ين علدى اآلرردين المسدالمين ‪ ,‬فتتدأجج ندا الغد اوة والصدراع بدين‬
‫البرددر ‪ .‬إاا ه يمكددن أن يسددتقر سددالم ون أن يطمددئن الردداس علددى حقددوقهم ‪,‬‬
‫ويتحقق الغ ل بيرهم ‪.‬‬
‫وحسددبُ قيمددة الغ د ل ددرفا ‪ ,‬أن هللا سددبحانه سددمى ن سدده بهددا ( الغ د ل ‪,‬‬
‫وعلمرددا سددبحانه أندده آخددذ ف د ددأنه رغرددا ‪ -‬واددو اإللدده ‪ -‬بالغ د ل ‪ ,‬وأندده سدديقيم‬
‫الميدددزان يدددوم القياردددة بيرردددا وبيرددده ( ونضددد ُع ْالمدددو ِازين ْال ِق ْ‬
‫سددد ِليدددوْ ِم ْال ِقيارددد ِة‬
‫فدددال ت ُ ْظلددد ُم ن ْدددس ددديْئا و ِإن ثدددان ِريْقدددال حبَّددد ٍة ِ هرد ْ‬
‫ددن خدددرْ ٍل أتيْردددا ِبهدددا وث دددى ِبردددا‬
‫س ِبين ) [اَنبيداا‪ .]47:‬بل إنه سبحانه ي ون عليرا ثل ردا تقترفده ردن عمدل ‪ ,‬خيدرا‬
‫حا ِ‬
‫ثان أو را ‪ ,‬ف ثتاب يرررع عليرا ‪ ,‬ويطلغرا على ردا فيده ؛ لرطمدئن إلدى ع لده‬
‫ان أ ْلزرْ رداعُ دآ ِعرعُ‬
‫سبحانه ‪ ,‬فرحاسب أن سرا ف يوم الحساب الغظيم ‪ ( :‬و ُث َّل ِإنس ٍ‬
‫عرُ ِق ِه ونُ ْ ِر ُ لهُ يوْ م ْال ِقيار ِة ِثتابا ي ْلقاعُ رر ُ‬
‫فِ ُ‬
‫رو ا «‪ْ »13‬اقرأْ ثتابه ث ى بِر ْسِده‬
‫ْاليوْ م عليْه حسِيبا «‪[ )»14‬اإلســـراا]‪.‬‬
‫ولق د تضددافرت نصددوص القددرآن الكددريم ؛ لتدث د علددى قيمددة الغ د ل الكارددل‬
‫الرارل الذ يجب أن يرمل اَع اا ‪ ,‬ثمدا يردمل اَوليداا ‪ ,‬والبردر جميغدا علدى‬
‫اختالف ألسرتهم وألوانهم ‪ ,‬وف الحرب والسدلم علدى السدواا ‪ .‬وللقدرآن رسدلكه‬
‫‪- -181‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ف اذا ‪ ,‬فهدو يدذثر (الغد ل ثمبد أ عدام يجدب أن يسدو بدين الرداس جميغدا ‪ ,‬ردن‬
‫غير ت صيل ‪:‬‬
‫رن اله قــوله ســبحانه ‪:‬‬
‫س ِ)‬
‫( قُ ْل أرر ِبه بِ ْال ِق ْ‬
‫[اَعـــراف‪.]29:‬‬
‫( إِ َّن ه‬
‫دن ْال ْحردداا‬
‫دان وإِيتدداا ِا ْالقُرْ بددى وي ْرهددى عد ِ‬
‫اإل ْحسد ِ‬
‫اّلل يددأ ْ ُر ُر ِب ْالغد ْ ِل و ِ‬
‫و ْال ُمرك ِر و ْ‬
‫الب ْغ ِ ) [الرحـــل‪.]90:‬‬
‫ب وأ ُ ِررْ ُ‬
‫( وقُ ْل آر ُ‬
‫ت َِ ْع ِل بيْر ُك ُم َّ‬
‫رت ِبما أنزل َّ‬
‫اّللُ بُّردا‬
‫اّللُ ِرن ِثتا ٍ‬
‫دير )‬
‫لرددا أ ْعمالُرددا ول ُكد ْم أ ْعمددالُ ُك ْم ه ُح َّجددة بيْررددا وب ْيددر ُك ُم َّ‬
‫اّللُ ي ْجمد ُع بيْررددا و ِإل ْيد ِه ْالم ِصد ُ‬
‫و بُّ ُكد ْم‬
‫[الرـــو ى‪.]15:‬‬
‫ثمددا يجددب أن يكددون الغدد ل ددارل لكددل ددئون الحيدداة ‪ ,‬بتغدد رجاهتهددا ‪,‬‬
‫وأحوالهدا ‪ :‬فد البيدوع والمبدا هت ‪ ,‬و ددئون الحكدم والسياسدة ‪ ,‬والغالقدات بددين‬
‫اَفرا والمجتمغات وغيراا ‪ ....‬إل‬
‫‪-‬‬
‫فالغددد ل فددد "ثتابدددة الحقدددوق الماليدددة" ‪ .... ( :‬و ْلي ْكتُدددب بَّ ْيدددر ُك ْم ثاتِدددب‬
‫ِب ْالغ ْ ِل ‪) ...‬‬
‫[البقـــرة‪.]282:‬‬
‫احد ة أوْ ردا رلك ْ‬
‫دت‬
‫ والغ ل بين الزوجات ‪ .... ( :‬ف ِإ ْن ِخ ْدت ُ ْم أهَّ تغْد ِ لُواْ فو ِ‬‫أيْمانُ ُك ْم ا ِله أ ْنى أهَّ تغُولُواْ ) [الرســاا‪.]3:‬‬
‫سددت ِطيغُواْ أن ت ْغ د ِ لُواْ ب ديْن ال ِرهسدداا ولددوْ حر ْ‬
‫ ( ولددن ت ْ‬‫ص دت ُ ْم فددال ت ِميلُددواْ ُث د َّل‬
‫ْالم ْي ِل فتذ ُ واا ث ْ‬
‫ال ُمغلَّق ِة ) [الرســـاا‪.]129:‬‬
‫ والغ ل ف الحكم ‪ِ ( :‬إ َّن ه‬‫ت ِإلدى أ ْا ِلهدا و ِإاا‬
‫اّلل يأ ْ ُر ُر ُث ْم أن تُدد ُّواْ اَراندا ِ‬
‫ل ) [الرساا‪.]58:‬‬
‫حكمْ تُم بيْن الرَّ ِ‬
‫اس أن ت ْح ُك ُمواْ ِب ْالغ ْ ِ‬
‫‪- -182‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ والغددد ل ردددع الغيدددر ‪ ,‬فدددال يرحددداز بددد افع المحبدددة والقربدددى إلدددى أحددد ‪:‬‬‫ارين ِب ْال ِق ْ‬
‫س د ُك ْم أ ِو‬
‫س د ِ ُدده اا ِ هّللِ ولددوْ علددى أن ُ ِ‬
‫( يددا أيُّهددا الَّ دذِين آررُددواْ ُثونُددواْ قددوَّ ِ‬
‫ْالوا ِل ي ِْن واَ ْقر ِبين ‪[ ) ....‬الرساا‪.]135:‬‬
‫ والغ ل ف الحكم بين المسلم وغيرع ‪ِ ( :‬إنَّدا أنز ْلردا ِإليْده ْال ِكتداب ِب ْ‬‫ق‬
‫دالح ه ِ‬
‫اس ِبما أ ان ه‬
‫اّللُ وه ت ُكن ِله ْل آعِرِين خ ِصيما ) [الرساا‪.]105:‬‬
‫ِلت ْح ُكم بيْن الرَّ ِ‬
‫آن قددوْ ٍم علددى أهَّ ت ْغ د ِ لُواْ‬
‫ والغ د ل رددع اَع د اا ‪ ..... ( :‬وه ي ْجد ِدرررَّ ُك ْم ددر ُ‬‫ا ْع ِ لُواْ ُاو أ ْقربُ ِللت َّ ْقوى ‪[ ) ...‬الماع ة‪.]8:‬‬
‫‪-‬‬
‫ع ِ لُواْ ولوْ ثان اا قُرْ بى ‪) ....‬‬
‫والغ ل ف القول ‪ .... ( :‬و ِإاا قُ ْلت ُ ْم فا ْ‬
‫[اَنغام‪.]152:‬‬
‫ والغ ل رع غير المسلمين ‪ ( :‬ه ي ْرها ُث ُم َّ‬‫اّللُ ع ِن الَّدذِين لد ْم يُقداتِلُو ُث ْم فِد‬
‫سد ُ‬
‫ددطوا ِإلدددي ِْه ْم ِإ َّن َّ‬
‫اّلل ي ُِحدددبُّ‬
‫ددرو ُا ْم وت ُ ْق ِ‬
‫ِين ولددد ْم يُ ْ ِر ُجدددو ُثم ِ هردددن ِيدددا ِ ُث ْم أن تبد ُّ‬
‫الددد ه ِ‬
‫ِطين ) [الممتحرة‪.]8:‬‬
‫ْال ُم ْقس ِ‬
‫ والغ د ل ف د الرددها ة ‪ ( :‬وأ ْ د ِده ُوا او ْ ع د ْ ٍل ِ هرددر ُك ْم وأقِي ُمددوا ال َّ‬‫رددها ة‬
‫ِ َّّللِ ) [الطالق‪.]2:‬‬
‫وردن رجمددوع آ القددرآن ‪ ,‬نجد أن هللا ‪ :‬أ سدى فد اددذا الكتدداب الكددريم ‪,‬‬
‫رجموعة رن المبا ‪ ,‬رن دأنها أن تدوفر رراخدا عاردا تسدو فيده الغ الدة بدين‬
‫الجميع ون ت رقة ‪ ,‬بحيث يرغر ثل إنسان ‪ ,‬بأنه ف رأرن رن أ حيف ‪.‬‬
‫إاا ثان القرآن الكريم ق أرر بالغ ل ‪ ,‬وأث ع ف جميع رراح الحياة ‪ ,‬فإنده‬
‫ف رقابل اله نهى عن الظلم ‪ ,‬وتو َّ‬
‫ع الظالمين بأقسى وأ أنواع الغقاب ‪.‬‬
‫‪- -183‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪:‬‬
‫أندى يرداا ‪-‬‬
‫ولبراعة الظلم ‪ :‬نج هللا واو المالده المتصدرف فد رلكده َّ‬
‫يحرره على ن سه ‪ ,‬وير يه عن ااته ن يا قا غا ‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫اّلل ليْس بِظالَّ ٍم ِله ْلغبِي ِ )‬
‫( ا ِله بِما ق َّر ْت أ ْي ِي ُك ْم وأ َّن ه‬
‫‪-‬‬
‫اّلل ه ي ْ‬
‫ظ ِل ُم ِريْقال ا َّ ٍة )‬
‫( إِ َّن ه‬
‫‪-‬‬
‫اّلل ه ي ْظ ِل ُم الرَّاس يْئا ولـ ِك َّن الرَّاس أن ُس ُه ْم ي ْ‬
‫ظ ِل ُمون )‬
‫( إِ َّن ه‬
‫[آل عمران‪.]18:‬‬
‫[الرســـاا‪]40:‬‬
‫[يونـــس‪]44:‬‬
‫‪-‬‬
‫( وه ي ْظ ِل ُم بُّه أح ا ) [الكهــف‪.]49:‬‬
‫‪-‬‬
‫اّللُ ي ُِري ُ ُ‬
‫ر ْلما ِله ْل ِغبا ِ )‬
‫( ورا َّ‬
‫[غافـــر‪.]31:‬‬
‫ ثما ي بر ‪ :‬بتحريمه على ن سه فد الحد يث الق سد ‪ ” :‬يدا عبدا‬‫إنى حررت الظلم على ن س وجغلته بيركم رحررا فال تظالموا “(‪. 1‬‬
‫وتكرف لرا آيات القرآن الكريم عدن د ا رمدا يرالده الظدالمون ردن عقداب‬
‫فد اآلخددرة ‪ ,‬وثيددف أندده لبردداعة رددا يالقددون رددن سددوا المصددير ‪ ,‬تتضدداعل الد نيا‬
‫بأثملها ف أعيرهم ؛ فيتمردون لدو أنهدم يملكونهدا ‪ ,‬في ْد ُون بهدا أن سدهم فد الده‬
‫ددس رلمد ْ‬
‫ُ ه ْفتددد ْت‬
‫اليدددوم ‪ ,‬حيدددث ه فددد اا ‪ ( :‬ولدددوْ أ َّن ِل ُكددد ِ هل ن ْد ٍ‬
‫ددت ردددا ِفددد اَ ْ ِ‬
‫س ِ و ُا ْم ه ي ُْظل ُمون )‬
‫ِب ِه وأس ُّرواْ الرَّ ارة لمَّا أوُ اْ ْالغذاب وقُ ِض بيْرهُم ِب ْال ِق ْ‬
‫[يونس‪.]54:‬‬
‫ُ ج ِميغددا و ِريْلدهُ رغدهُ ه ْفتد وْ ا ِبد ِه ِرددن‬
‫( ولددوْ أ َّن ِللَّدذِين رل ُمددوا رددا فِد ْاَ ْ ِ‬
‫سبُون ) [الزرــر‪.]47:‬‬
‫ب يوْ م ْال ِقيار ِة وب ا لهُم ِ هرن َّ‬
‫اّللِ را ل ْم ي ُكونُوا ي ْحت ِ‬
‫س ِ‬
‫ُوا ْالغذا ِ‬
‫وتحك لرا ‪ -‬السرة الرري ة ‪ -‬ثذله رفا رما يالقيه الظدالمون ردن عدذاب‬
‫اآلخرة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب البر والصلة ‪ ،‬باب حريم الظلم ( ‪. ) 2577‬‬
‫‪- -184‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪-‬‬
‫” رن رلم رن اَ ُ برا ُ ه ِوقهُ رن سبع أ اضين“‬
‫‪-‬‬
‫” رن اقتطع حق ارر رسلم بيميره ؛ فق أوجب هللا له الرا “‬
‫‪-‬‬
‫” ردددن اقتطدددع أ ضدددا ‪ ,‬رالمدددا ؛ لقددد هللا يدددوم القياردددة وادددو عليددده‬
‫(‪3‬‬
‫غضبان“‬
‫‪-‬‬
‫(‪1‬‬
‫(‪2‬‬
‫(‪4‬‬
‫” اتقوا الظلم فإن الظلم رلمات يوم القيارة “‬
‫وه ي ِقددفُ اإلسددالم ف د إنكددا ع للظلددم عر د ح د تحريمدده ‪ ,‬وتوع د الظددالمين‬
‫بالغذاب اَليم ف اآلخرة ‪ ,‬ولكن رع للمظلوم الحق ف أن يرتصدف لر سده ردن‬
‫رالمه ‪ ,‬وير ص ع رره ‪.‬‬
‫حتى إن القرآن الكريم ليمت‬
‫جماعة المددررين بانتصدافهم َن سدهم رمدن‬
‫(‬
‫رلمهم ‪ ,‬تمارا ثما ارت حهم بالصالة ح واإلن اق وقيام أررام على الرو ى ‪:‬‬
‫والَّذِين اسْدتجابُوا ِلدر ِبه ِه ْم وأقدا ُروا الصَّدالة وأرْ ُدر ُا ْم ُدو ى بيْدر ُه ْم و ِرمَّدا ز ْقردا ُا ْم‬
‫ص ُرون «‪[ ) »39‬الرـــــو ى] ‪.‬‬
‫يُر ِقُون «‪ »38‬والَّذِين إِاا أصاب ُه ُم ْالب ْغ ُ ُا ْم يرت ِ‬
‫ورددن عظمددة اددذا الد ين الحريددف ‪ ,‬و ددريغته السددمحة أن هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪-‬‬
‫بيَّن ح َّ اذا اهنتصا فد قولده ” وجدزاا سديئة ريلهدا “ فللظدالم أن ييدأ لر سده‬
‫رمددن رلمدده ‪ ,‬ولكددن ون اعت د اا ‪ ,‬أو ون أن يتجدداوز ف د انتصددا ع لر سدده ح د‬
‫المماثلة ف الغقوبة ف رتغا ف الراس ‪.‬‬
‫قال رقاتدل ‪ ” :‬ادذا فد ( المجدرو‬
‫غيرع رن سبه ٍ أو تم “ ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫يردتقم ردن الجدا‬
‫رواه آ البخاري ‪ ،‬كتاب المطالم ‪ ،‬باب إثم من ظلم شيئًا من األرض (‪.)2320‬‬
‫أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب اإليمان باب وعيد من اقتطع حم مسلم ( ‪.) 137‬‬
‫أخرجه أحمد (‪.)18883‬‬
‫أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب المظالم ‪ ،‬باب الظلم ظلمات يوم القيامة ( ‪. ) 2315‬‬
‫‪- -185‬‬
‫بالقصداص ‪ ,‬ون‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ تحريـم سوا الظن واتهام الراس بغير ليل ‪:‬‬‫فالرددريغة اإلسددالرية ح تددو أن يسددو فدد المجتمددع جددو عددام رددن اليقددة‬
‫والطمأنيرة ‪ ,‬وأن يحسن الراس الظن ببغضهم البغا ‪ ,‬ه الغكس ‪.‬‬
‫الظ د ِهن ِإ َّن ب ْغددا َّ‬
‫اجت ِربُددوا ث ِييددرا ِ هرددن َّ‬
‫الظد ِه‬
‫( يددا أيُّهددا الَّ دذِين آررُددوا ْ‬
‫دن ِإثْددم وه‬
‫ض ُكم بغْضا ) [الحجـــرات‪.]12:‬‬
‫سسُوا وه ي ْغتب بَّ ْغ ُ‬
‫تج َّ‬
‫قددال القر ب د ‪ :‬قددال علما نددا ‪ :‬الظد ُّ‬
‫دن ف د اآليددة اددو "التهمددة" ‪ ,‬ورحددل‬
‫التحذير والره ‪ :‬إنما او تهمة ه سبب لها يوجبها ‪ ,‬قال ‪ :‬و ليل ثون الظن ارا‬
‫او التهمدة قولده تغدالى ‪ ( :‬وه تج َّ‬
‫سسُدوا ) ‪ ,‬والده أنده قد يقدع لده خدا ر التهمدة‬
‫ابت د اا ‪ ,‬ويري د أن يتجسددس خبددر الدده ‪ ,‬ويبحددث عردده ‪ ,‬ويتبصددر لدده ويسددتمع ؛‬
‫لتحقيددق رددا وقددع لدده رددن تلدده التهمددة ‪ ,‬قددال ‪ ” :‬والددذ يميددز الظرددون التد يجددب‬
‫اجترابها عما سوااا ‪ ,‬أن ثل ردا لدم تغدرف لده أردا ة صدحيحة ‪ ,‬وسدبب رداار ‪,‬‬
‫ثان حرارا ‪ ,‬واجب اهجتراب “(‪. 1‬‬
‫فاإلسالم ‪ -‬ثما يقول الري أبو زارة ‪ -‬يغاقب علدى الجدراعم الر صدية إاا‬
‫أعلرهددا صدداحبها ‪ ,‬وثرددف أرددرع فيهددا ؛ َن الغقوبددة حيرئددذ تكددون علددى اإلعددالن‬
‫واه تكاب ‪ ,‬ويكون ف اإلعالن تحريا على الرايلة ؛ و عوة إليها ‪ ,‬ورن حدق‬
‫الرظام الغام ‪ -‬ال اضل ‪ -‬أن يتتبع اذع الجراعم فد روقغهدا ‪ ,‬حتدى ه يُغدر أحد‬
‫بها ‪ ,‬وق قال ‪ ” : $‬أيها الراس ‪ ,‬ردن أصداب ردن ادذع القداا وات ديئا ؛ فليسدتر‬
‫بستر هللا تغالى ‪ ,‬فإنه رن يب لرا ص حته ‪ ,‬نقم عليه ثتاب هللا “ (‪. 2‬‬
‫وعلى اذا ‪ :‬فما يح ف ثيير رن الرظم القمغيدة ردن تسدل علدى حريدات‬
‫الراس ‪ ,‬وتتبدع لسدقطاتهم ‪ ,‬أو ردن اخدتالف ل سدباب ح والدز بهدم فد السدجون‬
‫والمغتقالت ‪ ,‬تحت عوى حماية اَردن الغدام ‪ ...‬ونحدو الده ‪ .‬ثدل ادذع اَردو ه‬
‫(‪ )1‬فسير القرقبي ( ‪. )282 /16‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مالك في الموقأ ( ‪. ) 1508‬‬
‫‪- -186‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫يُ ِق ُّراا الررع ‪ ,‬خاصة إاا ا تكبت ض أفاضل الراس ‪ ,‬أو ض رن ليسوا ردن أادل‬
‫الريبة والتهمة ‪.‬‬
‫بدددل إن اددددها يجدددب أن يغدددارلوا علدددى نحددد ٍو خددداص ‪ ,‬رص اقدددـا لقولددده ‪:$‬‬
‫” أقيلوا او الهيئات عيراتهم إه الح و “ (‪. 1‬‬
‫ تحمــل المسئوليــة ‪:‬‬‫إن ثددل إنسددان رسددئول عددن ن سدده ‪ ,‬وه يداخددذ أحد بجريددرة اآلخددر ‪ ,‬عمددال‬
‫بقولددده تغدددالى ‪ ( :‬وه تد ِددز ُ و ِاز ة ِو ْز أ ُ ْخدددرى ) [فا ـددـر‪ , ]18:‬وقولددده تغدددالى أيضدددا‪:‬‬
‫( ُث ُّل ارْ ِر ٍ بِما ثسب ِاين ) [الطــو ‪.]21:‬‬
‫فاإلسالم يرفا رساالة أال الجان ‪ ,‬أو أخذ أقا به ‪.‬‬
‫ثمددا يددرفا اددذا اَسددلوب الردداعع اآلن رددن وسدداعل الضددغ علددى المددتهم‪,‬‬
‫أعرددد ته يددد ع فددد أوه ع وزوجتددده ‪ ,‬فددد أن سدددهم وأعراضدددهم ؛ لحملدددة علدددى‬
‫اهعتددراف أو اإلقددرا ‪ .‬واددذا اَسددلوب فددوق أندده رددن الظلددم الب د ِيهن ‪ ,‬فددإن إقددرا‬
‫المتهم تحت تأثيرع يغتبر با ال وه يغت به ؛ َنه يميل حالة رن حداهت اإلثدراع ‪,‬‬
‫إن لم تكن أ اا أثرا ‪.‬‬
‫وبددذله يتبددين لرددا أن اإلسددالم بددر ا رددن ثددل رددا تما سدده الددرظم القمغيددة‬
‫البا رددة ‪ ,‬التد ه تقددف عرد حد رما سددة أبرددع أنددواع اإلثددراع ‪ ,‬والضددغ علددى‬
‫المتهمين ؛ باست ام أاليهم وغيراا ردن الطدرق الدوا اثرادا ‪ ,‬ولكرهدا تتغد ى‬
‫الدده إلددى إلصدداق الددتهم بهدددها ‪ -‬اَاددل ‪ -‬ورحدداثمتهم علددى جددراعم اددم ررهددا‬
‫بريئون ‪ ,‬سوى جريمة واحد ة ‪ ,‬ه تغتبدر إه فد نظدرام جريمدة ح واد قدرابتهم‬
‫رن المتهم ‪.‬‬
‫ لإلنسان الحق ف ال فاع عن ن سه إاا وقع رتهما ‪:‬‬‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ )4375‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫‪- -187‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فهذا الحق رن أام الحقوق الت ث لتها الرريغة اإلسالرية لإلنسان ‪ ,‬حتدى‬
‫وإن تجاوز المظلوم ف فاعه عن ن سه ‪ ,‬فقال رقالة السوا ( على الرحدو الدذ‬
‫تق م ‪.‬‬
‫وإاا ثان المتهم ه يحسدن الد فاع عدن ن سده ‪ ,‬ثدان لده الحدق فد أن يردوب‬
‫غيرع لل فاع عرده ‪ ,‬رمدن ادو أثيدر رغرفدة بالقدانون ررده وألحدن حجدة ‪ ,‬وادو ردا‬
‫يغددرف برظددام "المحاردداة" ‪ ,‬أو ال د فاع ‪ ,‬بددل إن للمددتهم الحددق ف د أن يُو ِ هثددل رددن‬
‫ي افع عره ‪ ,‬حتى وإن ثان يحسن ال فاع عن ن سه ‪.‬‬
‫وثمددا ددرع اإلسددالم حددق الد فاع عددن الددر س ؛ إن تغددرُ اإلنسددان ِلضددي ٍم‪,‬‬
‫فكذا الحال بالرسبة لل فاع عدن الغيدر ‪ ,‬واعتبدر ادذا ردن الرصدرة الواجبدة للمسدلم‬
‫على أخيه المسلم ‪ ( :‬المسلم أخو المسلم ‪ ,‬ه يظلمه ‪ ,‬وه يسلمه ‪ ,‬ورن ثدان فد‬
‫حاجة أخيه ‪ ,‬ثان هللا ف حاجته (‪. 1‬‬
‫بددل ورددن الرصددرة الواجبددة لإلنسدددان علددى أخيدده اإلنسددان ‪ ,‬حتددى إن ردددن‬
‫رسوغات ررروعية القتال عر نا ف اإلسالم ‪ :‬نصرة المظلدورين والمضدطه ين‬
‫رددن أ بدداب الغقاع د أيرمددا ثددانوا ‪ " ..‬وه دده أن المحاردداة ‪ :‬ا د سددالة ال د فاع‬
‫المرددروع ‪ ,‬ددريطة أه تغددين إه فد " رددالل الحددق "‪ ,‬وه ترمددو إه فد حدداب‬
‫الغ ل ‪ ,‬وه تغمل إه تحت اية سيا ة القانون "‪.‬‬
‫تلدده ثانددت أاددم الضددمانات التد ث لهددا اإلسددالم ؛ لتحقيددق الغ الددة والحيددا ة‬
‫التارة ‪ ,‬فيما يص عن القاض ردن أحكدام ؛ أو لتحقيدق ربد أ ‪ ( :‬حدق ال در فد‬
‫رحاثمة عا لة ‪.‬‬
‫واو المب أ الذ نصت عليه ال ساتير الح يية ‪ ,‬ال وليَّة ررهدا واإلقليميدة ‪,‬‬
‫ثما نصت اذع ال ساتير على را يتصل بهدذا المبد أ ردن ربدا أخدرى ‪ ,‬جداا بهدا‬
‫(‪ )1‬البخاري البخاري ‪ ،‬كتاب المظالم ‪ ،‬باب ال يظلم المسلم المسلم ( ‪. ) 2310‬‬
‫‪- -188‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اإلسالم ريل رب أ ‪ :‬المسداواة أردام القدانون ‪ ,‬والمدتهم بدر ا حتدى تيبدت إ انتده ‪,‬‬
‫والحق ف ع م التغذيب ح والمغارلة ال ُم ِهير ِة للمتهم ‪.‬‬
‫فق نُ َّ على رب أ حق ال ر ف رحاثمة عا لة ‪ ,‬وردا يتصدل ردن المبدا‬
‫المذثو ة ف اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان را ة ( ‪ 11 , 9 , 8 , 5‬والميياق‬
‫الغربددد لحقدددوق اإلنسدددان ردددا ة (‪ 9 , 8 , 7 , 6‬واإلعدددالن اَرريكددد لحقدددوق‬
‫وواجبددات اإلنسددان الصددا عددام ‪ 1948‬رددا ة ( ‪ 26 , 25 , 18 , 2‬واهت اقيددة‬
‫ال ولية برأن ررااضة التغذيب الصا ة عن اَرم المتح ة عام "‪ ,"1984‬وثدذا‬
‫ال ستو المصدر الصدا عدام "‪ "1971‬فد المدا ة (‪ 69( , 68‬ررده ‪ ,‬حيدث‬
‫نُ َّ على حق ثل إنسان ف "اللجوا إلى قاضيه الطبيغ ‪ ,‬وسدرعة ال صدل فد‬
‫القضايا ‪ ,‬ث الة حق ال فاع ‪ ,‬والمساواة أرام القانون" واذع المبا نُ َّ عليهدا‬
‫ف د عمددوم ال سدداتير الغربيددة ريددل "ال سددتو التونس د فصددل ‪ "12‬و"ال سددتو‬
‫اَ ن را ة ‪ "6‬و"ال ستو الكويت را ة ‪ "7‬وثذا ال سدتو اللبردان وغيدرام‬
‫‪....‬إل‬
‫ولكن يبقى أن لإلسالم فضل السبق ف إ ساا اذع المبا ‪ ,‬ثما أنهدا ردن‬
‫الواجبات ف ين اإلسالم و ريغته ‪ ,‬وليست حقوقـا فق ‪ ,‬اذا باإلضدافة إلدى ردا‬
‫تبه الرا ع رن عقوبات أخروية ا عة ض ثل رن يظلم الراس أو يغين عليهم‬
‫رلما ‪.‬‬
‫‪d‬‬
‫عن عب هللا بن رسغو عن الرب ‪ $‬قال‪ ” :‬إن الريطان ق يئس أن نغب‬
‫اَصرام فد أ ُ الغدرب ‪ ,‬ولكرده سيرضدى ردركم بد ون الده بدالمحقرات ‪ ,‬واد‬
‫الموبقات يوم القيارة ‪ :‬اتقوا الظلم را استطغتم ‪ ,‬فإن الغب يج ا بالحسرات يدوم‬
‫القياردة يددرى أنهدا سددترجيه ‪ ,‬فمدا زال عبد يقدول ‪ :‬يددا ب رلمرد عبد ن رظلمددة ‪,‬‬
‫فيقول ‪ :‬ارحوا رن حسراته ‪ ,‬ورا يزال ثذله حتى را يبقى لده حسدرة ردن الدذنوب‬
‫‪ ,‬وإن ريل اله ثس ر نزلدوا ب دالة ردن اَ ُ لديس رغهدم حطدب فت درق القدوم ؛‬
‫‪- -189‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ليحتطبددوا فلددم يلبيددوا أن حطبددوا ‪ ,‬فددأعظموا الرددا ‪ ,‬و ب ددوا رددا أ ا وا ‪ ,‬وثددذله‬
‫الذنوب “(‪. 1‬‬
‫‪d‬‬
‫وعن أب اريرة عن الرب ‪ $‬قدال‪" :‬ردن ثاندت عرد ع رظلمدة َخيده ردن‬
‫عرُ أو رن ا ؛ فليتحلله رره اليدوم ردن قبدل أن ه يكدون يردا وه ادم ‪,‬‬
‫إن ثان له عمل صالح أ ُ ِخذ رره بق رظلمته ‪ ,‬وإن لم تكن لده حسدرات ‪ ,‬أخدذ ردن‬
‫سيئات صاحبه فحمل عليه "(‪. 2‬‬
‫‪d‬‬
‫وعدن أبد اريدرة أيضدا أن سدول هللا ‪ $‬قدال ‪ ” :‬أتد ون ردا الم لدس ؟‬
‫قالوا ‪ :‬الم لس فيرا الدذ ه ادم لده وه رتداع ‪ ,‬فقدال ‪ :‬إن الم لدس ردن أرتد ؛‬
‫رن يأتى يوم القيارة بصالة وصيام وزثاة ح ويأت وق تم اذا وقذف اذا وأثدل‬
‫رددال اددذا ‪ ,‬وس د ه م اددذا ‪ ,‬وضددرب اددذا ‪ ,‬فيغط د اددذا رددن حسددراته واددذا رددن‬
‫حسراته ‪ ,‬فإن فريت حسراته قبل أن يقض را عليه ؛ أخدذ ردن خطايداام فطرحدت‬
‫عليه ‪ ,‬ثم ر ف الرا " (‪. 3‬‬
‫وعددن ابددن عيمددان عددن سددلمان ال ا س د ‪ ,‬وسددغ بددن رالدده ‪ ,‬وحذي ددة بددن‬
‫اليمان ‪ ,‬وعب هللا بن رسغو حتى ع َّ ستة أو سبغة رن أصحاب الربد ‪ $‬قدالوا ‪:‬‬
‫إن الرجل لترفع له يوم القيارة صحي ته حتى يرى أنه نا ‪ ,‬فما تزال رظالم برد‬
‫آ م تتبغه ؛ حتى را يبقى له حسرة ‪ ,‬ويحمل عيه رن سيئاتهم "(‪. 4‬‬
‫وب ددتم تلدده المبددا الغظيمددة ‪ ,‬والقواع د اَصدديلة الجليلددة الت د أ سددتها‬
‫ريغة اإلسالم بمب أ رهم ‪ ,‬وقاع ة ضرو ية أه وا ع م إيذاا اإلنسان المدتهم‬
‫ددداُون ْال ُم ْ‬
‫أو إاانتددده إلجبدددا ع علدددى اإلقدددرا ‪ ,‬قدددال تغدددالى ‪ ( :‬والَّدددذِين يُد ْ‬
‫دددد ِررِين‬
‫(‪ )1‬رواه آ أبو ي ل (‪ )5122‬من قريم إبراهيم بمسلم الهجرى ‪ ,‬عن أبي األحوص عن ابن مس ود ‪.‬‬
‫ورواه أحمد والطبراني بإسناد حسن نحوه باختصار ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري كتاب المظالم ‪ ،‬باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها ( ‪. ) 2317‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أحمد في مسنده ( ‪. ) 8016‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الحاكم في المستدرك ( ‪.) 2268 ( )45/2‬‬
‫‪- -190‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫احتملُوا بُ ْهتانا و ِإثْما ُّر ِبيرا )‬
‫ت ِبغي ِْر را ا ْثتسبُوا فق ِ ْ‬
‫و ْال ُم ْد ِررا ِ‬
‫[اَحـزاب‪]58:‬‬
‫‪ ...‬واآلية‬
‫تتراول ثل أاى ‪ ,‬ولو بالكلمة الجا حة ‪.‬‬
‫وف الح يث ‪ ( :‬إن هللا يغذب الذين يغذبون الراس ف ال نيا (‪. 1‬‬
‫‪g‬‬
‫وعن عاعرة ‪ ( :‬إن أ الراس عتوَّ ا‪ :‬جل ضرب غير ضا به ‪ ,‬و جدل‬
‫قتددل غيددر قاتلدده ‪ ,‬و جددل تددولى غيددر أاددل نغمتدده ‪ ,‬فمددن فغددل الدده فقد حمددل عليرددا‬
‫السال فليس ررا (‪. 2‬‬
‫فددإن ثددان التغددذيب بالسددال ‪ ,‬ثددان أ د حررددة ‪ ( :‬رددن حمددل عليرددا السددال‬
‫فليس ررا (‪. 3‬‬
‫لذا ات ق ال قهاا على أنه هيجوز تغذيب المتهم لحمله على اإلقدرا ‪ ,‬وأنده‬
‫دن أ ُ ْثد ِدرع وق ْلبُ دهُ‬
‫إن أقددر ركراددا ‪ ,‬فددإن إقددرا ع يكددون بددا ال ‪ ,‬لقولدده تغددالى ‪ِ ( :‬إهَّ رد ْ‬
‫دان ) ‪ ,‬فدإاا أسدق اإلثدراع عقوبدة الك در بغد اإليمدان ‪ ,‬فبداَولى أن‬
‫اإليم ِ‬
‫ُر ْطم ِئ ٌّن ِب ِ‬
‫يسق را ع اع ‪.‬‬
‫أرددا وسدداعل التغددذيب الت د ابت د عها زبانيددة الغصددر الح د يث ‪ ,‬ورجررددوع ‪.‬‬
‫والتد تكددا ت لددو ررهددا ول الغددالم المتحضددر والمت لددف علددى سددواا ‪ ,‬ول سددف‬
‫الر ي أتقرها المسلمون ح وأ ُ يغت ف رجتمغداتهم علدى نحدو خداص حتدى بلغدوا‬
‫فيها الغاية والمرتهى ‪ ,‬واذع جريمة ض إنسانية اإلنسان‪.‬‬
‫ واجبات ول أرر المسلمين ف إقارة الغ ل ‪:‬‬‫إن حقوق اإلنسان أرام القضاا ف المدرهج الردرع اإلسدالر ؛ إنمدا اد‬
‫فرُ واجب فد الوقدت ن سده علدى ثدل ردن الدوهة والقضداة القداعمين علدى أردر‬
‫المسلمين ‪ ,‬فهم ركل ون رعا بالغ ل بموجب خطاب صدريح ردن المدولى ‪ -‬عدز‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم كتاب البر والصلة ‪ ،‬باب الوعيد الشديد لمن عذب الناس ( ‪.) 2613‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الحاكم في المستدرك ( ‪. ) 8024 ( ) 389/4‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الديات ‪ ،‬باب قوله – ال ‪ -‬آ { ومن أحياها} ( ‪.) 6480‬‬
‫‪- -191‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وجل ‪ -‬فد ثتابده الكدريم ‪ ,‬وردن ادذا القبيدل ردن بدين اآليدات ال الدة علدى فرضدية‬
‫إقارددة الغ د ل رددا و باآليددة التسددغين رددن سددو ة الرحددل رق د را فيهددا الغ د ل علددى‬
‫اإلحسددان ف د قولدده تغددالى ‪ِ ( :‬إ َّن ه‬
‫دان و ِإيتدداا ِا ْالقُرْ بددى‬
‫اإل ْحسد ِ‬
‫اّلل يددأ ْ ُر ُر ِب ْالغ د ْ ِل و ِ‬
‫وي ْرهى ع ِن ْال ْحراا و ْال ُمرك ِر و ْالب ْغ ِ ي ِغ ُ‬
‫ظ ُك ْم لغلَّ ُك ْم تذ َّث ُرون ) ‪ ,‬وف اآلية التاسغة‬
‫اح ُكدم بيْدرهُم ِبمدآ أندزل ه‬
‫واَ بغين رن سو ة الماعد ة ( وأ ِن ْ‬
‫اّللُ وه تت َّ ِبدعْ أ ْادواا ُا ْم‬
‫اّللُ ِإليْده فد ِإن تولَّدوْ اْ فدا ْعل ْم أنَّمدا ي ُِريد ُ ه‬
‫ْا را أنزل ه‬
‫و ْ‬
‫اّللُ‬
‫احذ ْ ُا ْم أن ي ْ ِترُون عن بغ ِ‬
‫سقُون ) ‪ ,‬وف قولده ع َّدز ردن‬
‫اس ل ا ِ‬
‫ْا اُنُو ِب ِه ْم و ِإ َّن ث ِييرا ِ هرن الرَّ ِ‬
‫أن ي ُِصيبهُم ِببغ ِ‬
‫اّلل يدأ ْ ُر ُر ُث ْم أن تُدد ُّواْ‬
‫قاعل ف اآلية الياررة وال مسين ردن سدو ة الرسداا ‪ِ ( :‬إ َّن ه‬
‫اّلل نِ ِغمَّدا ي ِغ ُ‬
‫اس أن ت ْح ُك ُمدواْ بِ ْالغد ْ ِل إِ َّن ه‬
‫ظ ُكدم‬
‫اَرانا ِ‬
‫ت إِلى أ ْا ِلها وإِاا حكمْ تُم بيْن الرَّ ِ‬
‫بِ ِه إِ َّن ه‬
‫اّلل ثان س ِميغا ب ِصيرا ) ‪.‬‬
‫ورن ارا ؛ فدإن تدول القضداا يكدون ( فدرُ عدين علدى ردن ان درا فد‬
‫الجماعة بالك اية لهذا المرصب ون غيرع ‪ ,‬وإنه عر تغ الك ايدات فيهدا ي ضدل‬
‫تولية القضاا ل ث أ رن بيرهم ‪.‬‬
‫لذا ؛ فإنه يجدب علدى ولد اَردر أن يتمسده بإ سداا قواعد الغد ل ‪ ,‬وعد م‬
‫غددن الرعيددة ‪ ,‬واهحتجدداب عددرهم ‪ ,‬اددذا إلددى جانددب أن أه ي ُ‬
‫ر د َّ‬
‫ق علدديهم ‪ ,‬وع د م‬
‫إغالق أبوابه ون حواعج الراس ‪.‬‬
‫‪d‬‬
‫عن أب اريرة عن الرب ‪ $‬قال ‪ ” :‬سبغة يظلهم هللا ف رله يوم ه ردل‬
‫إه رلدده‪ :‬إرددام عددا ل و دداب نرددأ فد عبددا ة هللا ‪ ,‬و جددل قلبدده رغلددق بالمسدداج ‪,‬‬
‫و جددالن تحابددا ف د هللا اجتمغددا عليدده ‪ ,‬وت رقددا عليدده ‪ ,‬و جددل عتدده ارددرأة اات‬
‫‪- -192‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ررصب وجمال ‪ ,‬فقال ‪ :‬إن أخداف هللا ‪ ,‬و جدل تصد َّق بصد قة ف اادا ؛ حتدى ه‬
‫تغلم ماله را تر ق يميره ‪ ,‬و جل اثر هللا خاليا ف اضت عيراع “ (‪. 1‬‬
‫‪d‬‬
‫وعره قال ‪ :‬قال سول ‪” : $‬ثالثة ه تر عوتهم ‪ :‬الصاعم حتى ي طر ‪,‬‬
‫واإلرددام الغددا ل ‪ ,‬و عددوة المظلددوم يرفغهددا هللا فددوق الغمددام ‪ ,‬وي ددتح لهددا أبددواب‬
‫السماا ‪ ,‬ويقول الرب ‪ :‬وعزت َنصرنه ولو بغ حين“ (‪. 2‬‬
‫‪d‬‬
‫وعدددن عبددد هللا بدددن عمدددر بدددن الغددداص قدددال‪ :‬قدددال سدددول هللا ‪ $‬آ ” إن‬
‫المقسطين عر هللا على رردابر ردن ندو عدن يمدين الدرحمن ‪ ,‬وثلتدا ي يده يمدين ‪.‬‬
‫الذين يغ لون ف حكمهم ‪ ,‬وأاليهم ‪ ,‬وراولوا“ (‪. 3‬‬
‫واذع نماا رن ع ل الرسول ‪: $‬‬
‫‪ -1‬ع له ف ع م‬
‫أخددر الب ددا‬
‫اعته ف الح و ‪:‬‬
‫عددن عددروة ‪ ,‬أن ارددرأة سددرقت ف د عه د‬
‫سددول هللا ‪ $‬ف د‬
‫‪d‬‬
‫غزوة ال تح ؛ ف زع قورها إلى أسارة بن زي يستر غونه ح قال عدروة ‪ :‬فلمدا‬
‫ثلمه أسارة فيها ؛ تلوَّ ن وجه سول هللا ‪ , $‬وقال ‪ ” :‬أتكلمر ف حد ردن حد و‬
‫رد ُّ ح قددام‬
‫هللا تغددالى “ ‪ .‬فقددال أسددارة ‪ :‬اس دتغ ر هللا يددا سددول هللا ! فلمددا ثددان الغ ِ‬
‫سول هللا خطيبا ؛ فأثرى على هللا بما او أالده ثدم قدال ‪ " :‬أردا بغد ! فإنمدا الده‬
‫الراس ؛ أنهدم ثدانوا إاا سدرق فديهم الردريف ترثدوع ؛ وإاا سدرق فديهم الضدغيف‬
‫أقدداروا عليدده الح د ‪ ,‬والددذ ن س د بي د ع ! لددو أن فا مددة برددت رحم د س درقت ؛‬
‫لقطغت ي اا " (‪. 4‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب آ الجماعة واإلمامة ‪ ،‬باب من جلن في المسجد ينتظر الصالة ( ‪ ) 629‬ومسلم كتاب الزكقاة‬
‫‪ ،‬باب ف ل إخفاا الصدقة ( ‪.) 1031‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي ( ‪.) 2526‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم كتاب اإلمارة ‪ ،‬باب ف ل اإلمام ال ادل ( ‪. ) 1827‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري ( ‪ ) 3288‬ومسلم ( ‪. ) 1688‬‬
‫‪- -193‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثم أرر سول هللا ‪ $‬بتله المدرأة ؛ فقطغدت يد اا ‪ ,‬فحسدرت توبتهدا بغد الده‬
‫‪g‬‬
‫وتزوجت ‪ ,‬قالت عاعرة ‪ :‬ثانت تأت بغ اله فأ فع حاجتها إلى سول هللا ‪.‬‬
‫وإن رددن ررافدداة الغد ل قبددول الوسددا ة أو رراعدداة الطبقددة اهجتماعيددة عرد‬
‫تطبيق الح ‪ ,‬واله اجع إلى حيا ية الحاثم ‪ ,‬وابتغدا ع عدن الظلدم ‪ ,‬وعد م إقاردة‬
‫أامية لمن اقترف اإلثم ‪ ,‬بل المساواة بين الجميدع ‪ ,‬وادذا ردا فغدل سدول هللا ‪, $‬‬
‫ورا أث ع الح يث المتق م ‪.‬‬
‫‪ -2‬الغــ ل ف القسمــة ‪:‬‬
‫‪d‬‬
‫أخر الب ا عن أب قتا ة قدال ‪ :‬خرجردا ردع سدول هللا عدام حردين ‪,‬‬
‫فلمَّا التقيرا ثانت علدى المسدلمين جولدة ‪ ,‬فرأيدت جدال ردع المردرثين ؛ قد عدال‬
‫جددال رددن المسددلمين ؛ فضددربته رددن و اعدده علددى حبددل عاتقدده بالسدديف فقطغددت‬
‫الر ع ‪ ,‬وأقبل عل فضمر بضمة وج ت ررها يح المدوت ‪ ,‬ثدم أ ثده المدوت ح‬
‫‪d‬‬
‫فلحقت عمر فقلت ‪ :‬را بدال الرداس ؟ فقدال ‪ :‬أردر هللا ! و جغدوا وجلدس سدول‬
‫هللا ‪ $‬فقال ‪" :‬رن قتل قتيال له عليه بيرة فله سدلبه" ؛ فقمدت فقلدت ‪ :‬ردن يرده‬
‫ل ؟ ثم جلست فقال سول هللا ريله ‪ :‬رن يره ل ؟ ثم جلست ح ثدم قدال سدول‬
‫هللا ‪ $‬ريله ح فقمت ؛ فقال ‪ :‬راله يا أبا قتدا ة ؟ فأخبرتده ح فقدال جدل ‪ :‬صد ق ‪,‬‬
‫‪d‬‬
‫سلبه عر ‪ ,‬فأ ضده ررد ح فقدال أبدو بكدر ه ادا هللا !! إا ه يغمد إلدى أسد‬
‫رددن أس د هللا يقاتددل عددن هللا و سددوله ‪ ,‬فيغطيدده سددلبه ( نصدديبه رددن الغردداعم ‪.‬‬
‫فقال ‪" : $‬ص ق فأعطه" ‪ ,‬فأعطيراع فابتغت بده ر زندا ( حداع ردن الر دل فد‬
‫بر سلمة ‪ ,‬فإنه َول رال تأثلته (جمغته ف اإلسالم (‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري ( ‪ ، ) 6749‬ومسلم ( ‪. ) 1765‬‬
‫‪- -194‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪d‬‬
‫أندده ثددان‬
‫وأخددر ابددن عسدداثر ‪ ,‬عددن عب د هللا بددن أب د ح د اَ سددلم‬
‫ليهو عليه أ بغة اام ‪ ,‬وق غلبرى عليها ‪ ,‬قال ‪ :‬أعطه حقده ‪ ,‬قدال ‪ :‬والدذ‬
‫ن س بي ع ! را أق عليها وق أخبرته أنه تبغيردا إلدى خيبدر ؛ فدأ جو أن تغرمردا‬
‫يئا فأ جع فأقضية ؛ قال ‪ :‬أعطه حقه ‪ - .‬وثان سول ‪ $‬إاا قال ثالثا لدم يراجدع‬
‫ ف ر ابن ح إلى السوق ‪ ,‬وعلدى أسده عصدابة وادو رتدز ببدر ة ‪ ,‬فردزع‬‫الغمارة عن أسه ‪ ,‬فأتز بهدا ‪ ,‬وندزع البدر ة ‪ ,‬فقدال ‪ :‬ا دتر ررد ادذع البدر ة !‬
‫فباعها رره بأ بغة اام ح فمدرت عجدوز فقالدت ‪ :‬رالده يدا صداحب سدول هللا ؟‬
‫فأخبراا ؛ فقالت ‪ :‬اا ونه اذا ونه حاذا البر لبر عليها رحته عليه (‪. 1‬‬
‫والواضح رما تق م حرص سول هللا ‪ $‬على أن يغطد ثدل رسدلم حقده ردن‬
‫الغراعم ؛ واله َن ع م أخذع لحقده يغد ُّ رلمدا ‪ ,‬ثمدا أن أخدذ غيدرع لحقده ادو رلدم‬
‫ثذله ‪ ,‬واذا الحرص رره ‪ $‬او تاثي ل لق الغ ل عر ع ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغـ ل ف اهختصاص ‪ ,‬والحكم ‪ ,‬والتقاض واهقتصاص‪:‬‬
‫‪g‬‬
‫أخددر ابددن أبد دديبة ‪ ,‬وأبددو سددغي الرقددان عددن أم سددلمة قالددت ‪ :‬جدداا‬
‫جالن رن اَنصدا ؛ ي تصدمان إلدى سدول هللا ‪ $‬فد روا يدث قد سدت لديس‬
‫لهما بيرة ‪ ,‬فقال ‪ ” : $‬إنكم ت تصمون إل َّ ‪ ,‬وإنما أقض برأي ‪ ,‬فمن قضيت له‬
‫بحجته ؛ يقتطع بها ديئا ردن حدق َخيده ؛ فدال يأخدذع فإنمدا أقطدع لده قطغدة ردن‬
‫الرا يأت بها يدوم القياردة انتظاردا فد عرقده“ فبكدى الدرجالن ‪ ,‬وقدال ثدل واحد‬
‫ررهما ‪ :‬يا سول هللا ! حق لده ‪ ,‬فقدال سدول هللا ‪ ” :$‬أردا إاا فغلتمدا ؛ فااابدا ‪,‬‬
‫وتوخيا الحق ‪ ,‬واقتسما ‪ ,‬وليحلل ثل واح رركما صاحبه “ (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬اريخ دمشم ( ‪.) 343 /27‬‬
‫(‪ )2‬مصنف ابن أبي شيبة ( ‪. ) 22973‬‬
‫‪- -195‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪d‬‬
‫قدال ‪ :‬جداا أعرابد إلدى سدول هللا‬
‫وأخر ابن راجده عدن أبد سدغي‬
‫يتقاضاع يرا ثان عليه ؛ فا دت عليده ‪ ,‬حتدى قدال ‪ :‬ه أخدر عليده إه قضديتر ‪,‬‬
‫ردن تكلدم ؟ فقدال ‪ :‬إند أ لدب حقد ‪,‬‬
‫فانتهرع أصدحابه فقدالوا ‪ :‬ويحده ! أتد‬
‫فقال الرب ‪َّ : $‬‬
‫اال رع صاحب الحق ثرتم ؟ ثم أ سل إلى خولة بردت قديس ‪ ,‬فقدال‬
‫لها ‪ :‬إن ثان عر ن تمْ ر فأقرضيرا حتى يأتيرا فرقضديه ‪ ,‬فقالدت‪ :‬نغدم ‪ -‬بدأب أندت‬
‫وأر يا سول هللا ‪ ! -‬فاقترضته‪ .‬فقضدى اَعرابد وأ غمده فقدال ‪ ” :‬أوفيدت ؛‬
‫أوفى هللا له!“ فقال ‪ ” :‬أولئه خيا الراس ‪ ,‬إنه ه قُ هِست أرة ‪ ,‬ه يأخذ الضغيف‬
‫فيها حقه غير رتغتع ( رن غير أن يصيبه أاى ؛ يقلقه ويزعجه (‪. 1‬‬
‫‪$‬‬
‫‪f‬‬
‫وأخر الطبران عن ‪ -‬خولة برت قيس ‪ -‬اررأة حمزة بدن عبد المطلدب‬
‫قالت ‪ :‬ثان عر سول هللا ‪ $‬وسق رن تمر لرجل رن بر ساع ة ‪ ,‬فأتاع يقتضيه‬
‫‪ ,‬فأرر سول هللا ‪ $‬جال رن اَنصا أن يقضيه ‪ ,‬فقضاع تمرا ون تمدرة ؛ فدأبى‬
‫أن يقبلدده ‪ ,‬فقددال ‪ :‬أتددر علددى سددول هللا ؟ قددال ‪ :‬نغددم ؛ ورددن أحددق بالغ د ل رددن‬
‫سددددددددول هللا ‪ : $‬فاثتحلددددددددت عيرددددددددا سددددددددول هللا ‪ $‬ب روعدددددددده ثددددددددم قددددددددال ‪:‬‬
‫” ص د ق ورددن أحددق بالغ د ل رر د !! ه ق د َّس هللا أرددة ه يأخددذ ضددغي ها حقدده رددن‬
‫ي اا ‪ ,‬وه يتغتغه “ ح ثم قال ‪ ” :‬يا خولة ! ع يه واقضيه ؛ فإنده لديس ردن “‬
‫غددريم ي ددر رددن عددذ لددوى غريمدده ” واددو يجد إه ثتددب هللا عليدده فد ثددل يددوم‬
‫وليلة إثما “ (‪. 2‬‬
‫ويقددت‬
‫ثان لهم حق ‪.‬‬
‫سددول هللا ‪ $‬رددن ن سدده ‪ ,‬ويطالددب أصددحابه ‪ ,‬بأخددذ حقهددم رردده إن‬
‫فغن ال ضل بن عباس قال ‪ :‬جاان سدول هللا ‪ , $‬ف رجدت إليده ؛ فوج تده‬
‫روعوثا ‪ ,‬ق عصب أسه ‪ ,‬فقال ‪ ” :‬خذ بي يا فضل “ ‪ ,‬فأخذ بي ع حتى جلس‬
‫(‪ )1‬أخرجه ابن ماجة ( ‪. ) 2426‬‬
‫(‪ )2‬داب الصحبة للسلمي ( ‪.) 85‬‬
‫‪- -196‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫على المربر ‪ ,‬ثم قال ‪ ” :‬نا ف الرداس“ ‪ ,‬فرا يدت ؛ فداجتمغوا إليده فقدال‪ ” :‬أردا‬
‫بغد ‪ ,‬أيهددا الردداس ‪ ,‬فددإن أحمد إلدديكم هللا الددذ ه إلدده إه اددو ‪ ,‬وإندده قد نددا ررد‬
‫خ ددوق رددن بددين أرهددرثم ‪ ,‬فمددن ثرددت جلد ت لدده رهددرا ‪ ,‬فهددذا رهددرى فليسددتق (‬
‫يقت رره ورن ثرت تمت له عرضا ‪ ,‬فهذا عرض فليتق رر ‪ ,‬ورن أخذت‬
‫له راه فليأخذ رر ‪ ,‬وه ي رى الرحراا رن قبلد ‪ ,‬فإنهدا ليسدت ردن دأن ‪ ,‬أه‬
‫وإن أحبكم إل َّ رن أخذ رر حقـا إن ثان له ‪ ,‬أو حللرد ؛ فلقيدت بد وأندا يدب‬
‫الر س ‪ ,‬وق أى أن اذا غير رغ ٍن له حتى أقوم فيكم ررا ا “ (‪. 1‬‬
‫لغله رن نافلة القول ‪ ,‬أن ع ل الرسدول الكدريم ‪ $‬فد حكمده ثدان واضدحا ؛‬
‫بحرصه على ص ق المت اصمين ف عرُ قضديتهم ‪ ,‬والده ؛ ثد يكدون الحكدم‬
‫صحيحا ‪ ,‬ورطابقـا للواقع ‪.‬‬
‫ثما أن ضياع حق الضغيف أرام القو الر ي ‪ ,‬ادو ‪ :‬إااداب لهيبدة اَردة‬
‫وق استها ؛ إا ه يتحقق الغ ل بين أفرا اا ‪ ,‬ويضيع الحق عر را ه يجد رسداع ا‬
‫أو اعيـا له ‪.‬‬
‫ولذا فإن خيا الراس عر هللا تغالى ؛ ام الذين يقورون بالغ ل بين الراس‬
‫‪.‬‬
‫ويالحظ ثذله أن سول هللا ‪ $‬يدث أنه أحق الراس بالغ ل ‪ ,‬واذع حقيقة ه‬
‫يمكن إغ الها ؛ ولذا فإنه يصبر ويتحمل عر را يأتيه رطالدب لحقده بأسدلوب غيدر‬
‫هعق بمقام الربوة ‪ ,‬بل ويطلب ‪ $‬رن صدحابته أن يبحدث ثد ُّل واحد ٍ ردرهم فد فتدر‬
‫حياته ؛ إن ثانت له حقدوق عرد ع ؛ فليقتصدها ررده ون أن يتدرن الده فد ن سده‬
‫ضغيرة َح أو حراا ‪ ,‬بل ي غل اله عن يب خا ر ‪ ,‬ون س اضية ‪.‬‬
‫إه أنرا نتساال عن ررطلقات ع له ‪ $‬و واعيه وفلس ته ؟‬
‫(‪ )1‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪.) 718 ( ) 280/18‬‬
‫‪- -197‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الحق أنه ‪ -‬ثما سبق ‪ -‬او أحق الراس بالغ ل ‪ ,‬فهو حارل سالة ‪ ,‬تردتمل‬
‫علددى أعظددم الميددل والقدديم ‪ ,‬وق د َّم بسدديرته الغطددرة نمواجددا فري د ا للرب د الرسددول‬
‫اإلنسان ‪ $‬؛ وَنه ‪ $‬او الذ يتلقى عن بده تغدالى ‪ ,‬فإنده ثدان قرآندا يمرد بدين‬
‫الراس ؛ إان ادو تطبيدق ردا جداا فد القدرآن علدى ن سده أوه ؛ ثد يكدون قد وة‬
‫حسرة للبرر ‪ ,‬ولمَّدا ثدان القدرآن ن سده اعيدا إلدى الغد ل بكدل صدو ع ‪ ,‬فقد تميدل‬
‫سول هللا ‪ $‬اذا ال لق الكريم ‪.‬‬
‫ولغل ع له ه ير صل عن باق خصاله الكرام ‪ ,‬فهو يرحم ليغد ل ‪ ,‬ويصد ح‬
‫ليغ ل ‪ ,‬ويغ و ليغ ل ‪.‬‬
‫أو لست ترى اذا اَعراب الذ يتق م رره ‪ $‬ويسأله ف غلظدة رزيد ا ردن‬
‫الغطاا ‪ ,‬ويقول له ‪ :‬أع ل يا رحم ‪.‬‬
‫وادددذع الطمأنيردددة التددد تددد فع اَعرابددد إلدددى ادددذا الموقدددف المسدددرف فددد‬
‫الجرأة ‪ ,‬اد ن سدها تأثيد لغد ل الرسدول ‪ ,‬وصدو ة صدا قة لدذله ‪ ,‬ولدو خلد فد‬
‫ااره أنه أردام جدل ردالم ردتغظم رتميدز ‪ ,‬ردا قدال الده ؛ لكرده ‪ $‬يسدتجيب لحاجدة‬
‫الرجل ‪ ,‬ويمرع الراس عره ‪ ,‬ويغطيه حتى يقردع ويقدول لده ‪ ” :‬ويحده فمدن يغد ل‬
‫إاا لم أع ل ؟ “ (‪. 1‬‬
‫وي خل عليه جل غريب ‪ ,‬ي تلج ويرتجدف ردن ايبتده ‪ $‬عر عدذ ؛ يسدت نيه‬
‫ويربددت علددى ثت دده فد حرددان ويقددول لدده ‪” :‬اددون عليدده ‪ ..‬فددإن أرد ثانددت تأثددل‬
‫الق ي بمكة “ (‪. 2‬‬
‫إن فر ع له ‪ $‬يرفا أ تميز وسلوثه او فغل صا ق لقوله سدبحانه‬
‫‪ ( :‬إنما أنا برر ريلكم (‪ 3‬إنه يبتغ عدن صدو التمدايز الدذ ادو الظلدم بغيرده ‪,‬‬
‫وه يزعم لر سه ركانا فوق الراس ‪ ,‬ويبتغ عن الغلو والتكبر ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ( ‪. ) 6534‬‬
‫(‪ )2‬رواه الحاكم في المستدرك ( ‪.)4366‬‬
‫‪- -198‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وعر را نحلل الموقف السابق ‪ ,‬نرى أ رافه ثما يل ‪ ,‬عر را خل أعرابد‬
‫على سول هللا ‪ $‬واو بين أصحابه ‪ ,‬ويتق م اَعراب الب و الجداف يسدأله ‪: $‬‬
‫يددا رحم د ‪ ,‬اددل اددذا المددال رددال هللا ‪ ,‬أم رددال أبيدده ؟ ويسددت ع عمددر‪ -‬ال ددا وق ‪-‬‬
‫بسدددي ه ‪ ,‬فيدددر ع الرسدددول الكدددريم قددداعال ‪ ” :‬عددده يدددا عمدددر ح إن صددداحب الحدددق‬
‫رقاه “(‪. 1‬‬
‫واا او يسو ن سه بين أصحابه ؛ لتحقيق الغ ل ‪ ,‬فلم يرأ أن يسمح لهدم‬
‫بالغمل ب ه رره ‪ ,‬بل ي ُِص ُّر على الغمل ( وعل ه ه جمدع الحطدب ويقولدون لده ‪:‬‬
‫إنا نك يه اذا ؛ فيجيبهم ‪ ( :‬ق علمت أنكم تك ونر إياع ؛ ولكر أثدرع أن أتميدز‬
‫عليكم ‪.‬‬
‫إنه ثما قال ل عرابى ‪ :‬ويحه فمن يغ ل إاا لم أع ل ؟ ه يقول الده ر تداه‬
‫الرداس بحقهدم ‪ ,‬ولكرده يرتسدم الغ الدة ثارلدة ‪ ,‬فد فضده‬
‫أو رتغارما ‪ ,‬بدل يُدذ ِ هث ُر‬
‫ُ‬
‫التمايز ‪ ,‬والحق أنه يغ ل ؛ َن سدلوثه الطبيغد الغد ل ‪ ,‬وفطرتده ثدذله ‪ ,‬و ُخلُقده‬
‫أيضا ثذله ‪.‬‬
‫واو ‪ -‬غدم الده ‪ -‬واحد ردن الرداس يجدر عليده ردا يجدر علديهم ‪ ,‬وقد‬
‫يغددو إلددى فطرتدده ‪ :‬فددذات يددوم بغددث وصددي ة لدده فأبطددأت فقددال ‪ ” : $‬لددوه ر افددة‬
‫القو يوم القيارة َوجغته بهذا السوان “ (‪. 2‬‬
‫‪d‬‬
‫ثان ال ا وق عمر يُ ْ ِ ِ ُن را يقتضيه الحكم بين الراس ردن أنداة و قدة ‪,‬‬
‫وع م جو ‪ ,‬ورحاسبة ن س ‪ ,‬وثان إاا أتاع ال صمان برن على ثبتيده ‪ ,‬وقدال‪:‬‬
‫” اللهم أعر عليهما ‪ ,‬فإن ثل واح ررهما يري ن على يره “ ‪.‬‬
‫(‪ )3‬البخاري (‪. )6822‬‬
‫(‪ )1‬البخاري (‪.)2182‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطبراني في الم جم الكبير (‪.)889‬‬
‫‪- -199‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وه ي رق ال ا وق ف حكمه بدين أريدر وفقيدر ‪ ,‬وه بدين حداثم ورحكدوم ؛‬
‫بل يقيم الح على أالده ‪ ,‬قبدل أن يقيمده علدى الرداس ‪ ,‬وثدان يقدول َالده اعمدا ‪:‬‬
‫ا رما نهيت عره إه ضاع ت له الغقوبة “ ‪.‬‬
‫” ه أعلم أح ا وقع ف‬
‫‪- -200‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب ‪ -‬الغ ل ف نظرة الغرب ‪:‬‬
‫سددجل اسددت ام "الوهيددات المتح د ة" لحددق الددرقا "ال يتددو" ف د رجلددس‬
‫اَرن ال ول " الحارية والراعية لحقوق اإلنسان ف الغالم " ‪.‬‬
‫فبالرسبة للقضية ال لسطيرية ‪ ,‬فق است رت أرريكا ال يتدو (‪ 72‬ردرة فد‬
‫ال تدددرة ردددن ( عدددام ‪ 1968‬إلدددى ‪ 1998‬إلجهددداُ قدددرا ات تتغلدددق بدددالحقوق‬
‫اَساسددددية للرددددغب ال لسددددطير ‪ ,‬ريددددل القددددرا ات التدددد تسددددتركر التر ُّكددددر لحددددق‬
‫الغدددددو ةالالجئين ال لسدددددطيريين ‪ ,‬ورصدددددا ة اَ اضددددد ال لسدددددطيرية ‪ ,‬وبرددددداا‬
‫المسدددتغمرات الصدددهيونية ‪ ,‬وانتهدددان المق سدددات ال يريدددة ‪ ,‬والتغدددذيب ‪ ,‬وضدددرب‬
‫الرسددداا الحواردددل والتسدددبب فددد إسدددقا الجردددين ‪ ,‬وإغدددالق حضدددانات اَ دددال‬
‫والم د ا س ‪ ,‬وصددالحية تطبيددق رغاا د ة جريددف الرابغددة ‪ ,‬ورييدداق اَرددم المتح د ة‬
‫والقانون ال ول ‪.‬‬
‫وبالتح ي ‪ ,‬صوتت الوهيات المتح ة اَرريكية ض القرا قم (‪3 1983‬‬
‫والددذ أقد َّدر ف د ( ‪ 15‬ددبا ‪ 1983‬والددذ يسددتركر رددذابح ر يم د الالجئددين‬
‫ال لسددطيريين "صددبرا و دداتيال" والقددرا قددم (‪ 3 1987‬والددذ أقد َّدر ف د ( ‪20‬‬
‫با ‪ 1987‬والذ يستركر سياسة "القبضة الح ي ية" سياسة تكسدير عظدام‬
‫اَ ال الذين يررون الحجا ة خالل اهنت اضة اَولى ‪.‬‬
‫ف المجلس اهقتصا اهجتماع ‪ ,‬صوتت الوهيات المتح ة ضد أغلبيدة‬
‫القددرا ات التد ت د الرددغب ال لسددطير ‪ ,‬ولقد صددوتت الوهيددات المتحد ة ضد‬
‫اددذع القددرا ات الت د ترددمل ال د عوة إلددى فددع القيددو ‪ ,‬وإسددرا و عددم اهقتصددا‬
‫ال لسطير ‪ ,‬و عت إلى حرية حرثة ال لسطيريين و عدت الكيدان الصدهيون إلدى‬
‫التجاوب رع اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان والقانون ال ول ‪.‬‬
‫وف ال ارس رن رايو ( ‪ 2002‬وجهت الوهيات المتح ة ضدربة قاصدمة‬
‫للجهو ال ولية ؛ إلنراا رحكمة جراعية ولية لمحاسبة ررتهك حقدوق اإلنسدان‬
‫‪- -201‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فدد ر تلدددف أنحدداا الغدددالم ‪ ,‬والتدد اددد فت إلددى إيجدددا آليددة ع وليدددة ؛ لمردددع‬
‫انتهاثات حقوق اإلنسان رن قبل اَنظمة ال يكتاتو يدة ‪ ,‬حيدث قدر ت أرريكدا فد‬
‫اذا اليوم اهنسحاب رن رغااد ة إنرداا المحكمدة و غدم أنهدا انضدمت إليهدا ون‬
‫التصدد يق عليهددا فدد ( ‪ , 2000 12 30‬خددالل عهدد الددرعيس السددابق " بيدددل‬
‫ثليرتون " ‪.‬‬
‫ورن الم ا قة أن تكدون الوهيدات المتحد ة اَرريكيدة اد آخدر ولدة تضدع‬
‫توقيغهددا علددى ات اقيددة إنردداا اددذع المحكمددة ‪ ,‬وأول ولددة ترسددحب ررهددا‪ ,‬بغ د أن‬
‫فرلت رحاوهتها هبتزاز اَرم المتح ة ‪ ,‬ووضع القانون اَرريك فوق القدوانين‬
‫ال ولية الت توافقت عليها ثل غوب اَ ُ ‪.‬‬
‫والوهيات المتح ة تت ذ رن المحكمة الجراعية ح الموقف ن سه الذ يت دذع‬
‫الكيددان الصددهيون ‪ ,‬رددع فددا ق أن الوهيددات المتحد ة ه تكت د بددرفا المصددا قة‬
‫على عضويتها ‪ ,‬بل تسدغى إلدى تغطيدل عملهدا ‪ ,‬أو علدى أقدل تقد ير إفراغهدا ردن‬
‫رضددمونها الحقيق د ‪ .‬والحجددة الت د تتددذ ع بهددا الوهيددات المتح د ة ف د روق هددا‬
‫السددلب رددن اددذع الهيئددة القضدداعية ال وليددة ‪ :‬ا د ال ددوف رددن تغددرُ الضددبا‬
‫والر صددديات اَرريكيدددة المردددا ثة فددد قدددوات اَردددم المتحددد ة للمحاثمدددة أردددام‬
‫المحكمددة الجراعيددة ف د حددال ا تكددابهم َعمددال تقددع تحددت اعلددة المحاسددبة وفددق‬
‫قوانين المحكمة ‪.‬‬
‫فه ترفا المصا قة على ريياق ورا ‪ ,‬وترتر علدى اَردم المتحد ة أن‬
‫تسددتير الضددبا والجرددو اَرددريكيين رددن واجددب الميددول أرددام اددذع المحكمددة ؛‬
‫ثرر رسبق للمصا قة على عضويتها فيها ‪.‬‬
‫وبصو ة رحد ة ‪ ,‬فدإن اإل ا ة اَرريكيدة تطلدب ردن اَردم المتحد ة اعتبدا‬
‫الجددين اَرريكد فددوق القددانون الد ول ‪ ,‬وأن رددن حقدده أن يرتكددب رددا دداا رددن‬
‫الجددراعم ‪ ,‬ون أن تمتلدده أيددة ايئددة قضدداعية حددق رسدداالة أو رحاسددبة الضددبا‬
‫‪- -202‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والجرددو اهرددريكيين عمَّددا اقترفتدده أيدد يهم رددن جددراعم ورجدداز بحددق الرددغوب‬
‫المستضغ ة ‪ .‬وبذله يتكارل روقف الرظارين ف ثل رن ( وا رطن ح وتل أبيب‬
‫رددن المحكمددة الجراعيددة ال وليددة ‪ ,‬فكالامددا يتددأب رل دده اَسددو الحافددل بددالجراعم‬
‫الغ الدة ال وليدة رتلبسدا‬
‫وررا يع اإلبا ة ‪ ,‬وثالاما ي ْ رى رن الوقوف ف ق‬
‫بجراعمه ؛ ولذله فإن الموقف المرترن لكال الرظارين "او الهدروب ردن الغ الدة‬
‫إلى الجريمة" ‪.‬‬
‫ولم تكتف وا رطن بذله ‪ ,‬ورا ست أ الضغو على ول الغدالم للد خول‬
‫ف ات اقيات ؛ ت ُ ِلزم اذع الحكورات بغد م تسدليم المدوا رين اَريدرثيين المتهمدين‬
‫با تكاب جراعم المذابح الجماعية ح والجراعم ضد اإلنسدانية وجدراعم الحدرب إلدى‬
‫المحكمة الجراعية ال ولية الت ُكلت ردخرا‪.‬‬
‫ثما ا ت اإل ا ة اَريرثية بمرع المساع ات الغسكرية عن الد ول التد ه‬
‫توافق على ريل اذا اإلجرام ‪.‬‬
‫وحتى يمكرردا فهدم خ ْل ِد ه ه ات اهنسدحاب اَرريكد ردن المغااد ة ‪ ,‬يك د‬
‫استغراُ حالة واح ة رن السجل اَرريك الحافل ف رجال "احتقدا الردرعية‬
‫ال وليددة"‪ .‬فددرغم أن الد را البرددع الددذ خل دده التد خل اَرريكد فد نيكددا اغو ‪,‬‬
‫والذ أوقع "‪ "75‬ألف ضحية بيرهم "‪ "29‬ألف قتيل ‪ ,‬فإن حكوردة نيكدا اجوة‬
‫ف َّ‬
‫ضلت اللجوا إلى القانون ال ول ‪ ,‬وبالتح ي رحكمة الغ ل ال ولية ‪ ,‬التد أ اندت‬
‫ف ( ‪ 27‬يونيدو ‪ 1986‬اسدتغمال الوهيدات المتحد ة غيدر الردرع للقدوة ‪ ,‬ثمدا‬
‫لبت المحكمة رن وا رطن وضع ح لجراعمها رع فع تغويضات ثبيرة ‪.‬‬
‫وجددداا الوهيدددات المتحددد ة بدددرفا اهنصدددياع للحكدددم ح وتوق هدددا عدددن‬
‫اهعتراف بررعية رحكمة الغ ل ال ولية ‪.‬‬
‫خرق الوهيدات المتحد ة هت اقيدة جريدف لغدام ( ‪ 1949‬وال اصدة بأسدرى‬
‫الحرب ‪ ,‬ورغارلة الم نيين ف الرزاعات المسلحة ‪.‬‬
‫‪- -203‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فباسددتيراا أرريك د واح د اعتبددرت الوهيددات المتح د ة أسددرى الحددرب رددن‬
‫البددان والقاع د ة بميابددة إ اددابيين ‪ ,‬ونقلددتهم رددن ري د ان المغرثددة ( أفغانسددتان‬
‫إلى قاع ة جوانتانيمو ‪ ,‬وعارلتهم بوحرية فظيغدة ‪ ,‬واد تردو رحداثمتهم أردام‬
‫رحاثم عسكرية خاصة ح ه تتوفر فيها رو الغ الة‪.‬‬
‫وادذا ر دالف هت اقيددة " جريدف الرابغددة " التد تغتبددرام أسدرى الحددرب ‪,‬‬
‫ويجب تسليمهم إلى سلطات بل ام ‪.‬‬
‫أرا الم نيين اَفغان ح فق اابوا ضحية الحرب اَرريكية الررسة ‪ ,‬والت‬
‫لم تميز بين الم نيين والغسكريين ‪ ,‬رست رة أسلحة رحرردة وليدا ريدل القرابدل‬
‫ال راغية ‪.‬‬
‫لقددد ُر ِحيدددت قدددرى بأثملهدددا وقتدددل اآلهف ‪ ,‬واقتحمدددت القدددوات اَرريكيدددة‬
‫رستر ى ف "خوست" وقتلت الجرحدى ‪ ,‬وأجهدزت علدى المد نيين ال دا ين ردن‬
‫الم ن المحاصرة ‪ .‬ورن بين( اثرى عرر ألدف رقاتدل ردن رقداتل البدان وقغدوا‬
‫ف أسر قوات اهحتالل اَرريكد ح بقد علدى قيد الحيداة ردرهم ردا بدين ( ‪3500‬‬
‫فق ‪.‬‬
‫إلى ‪4000‬‬
‫" اذع ا أرريكا " و " اذع ا الغ الة اَرريكية "‬
‫‪- -204‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -205‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الفصــل الرابع‬
‫حقوق اإلنســــان االقتصـادية‬
‫بيـــــــن‬
‫اإلســــالم والغــــرب‬
‫‪- -206‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -207‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الحقوق اهقتصا ية بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه ‪ :‬حق حريــة الغمــل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حرية الغمل ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حرية الغمل ف الغرب ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حق الغارـــل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق الغارل ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق الغارل ف الغرب ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ :‬حق تمله المـــال ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق تمله المال ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق تمله المال ف الغرب ‪.‬‬
‫ابغا ‪ :‬الرظام اهقتصا‬
‫خارس ا‪ :‬الرظام اهقتصا‬
‫ف اإلسالم ‪.‬‬
‫بين اإلسالم والغرب ‪.‬‬
‫‪- -208‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -209‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه ‪ :‬حق حريــة الغمــل بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حرية الغمل ف اإلسالم ‪:‬‬
‫لق اقتضت حكمة هللا ررذ ابو ( آ م وبروع إلى اَ ُ أن اَقوات الذ‬
‫ق اا هللا ف اَ ُ ه ترال إه بغمل ‪ ,‬وه تحصل إه بالك ِ ه والك ا ‪ ,‬فكدل اردر‬
‫رطالب بتحصيل اذا الرزق عن ريق أ عمل يوافق رواابه ورلكاته ‪.‬‬
‫إن يرابيع الرزق ثييرة ‪ ,‬ولكن ت جيراا تحتا إلى رردقة ب نيدة وعقليدة ‪,‬‬
‫فالغمددددل هزم ؛ لغمددددا ة اَ ُ واسددددتيما اا ح واسددددت را خيراتهددددا ‪ ,‬وترميددددة‬
‫ثرواتهددا ‪ ,‬وحددث هللا عددز وجددل علددى الغمددل ح فقددال تغددالى ‪ُ ( :‬اددو الَّد ِذ جغددل ل ُكد ُم‬
‫روا فِ ررا ِثبِها و ُثلُوا ِرن ِ ه ْزقِ ِه وإِل ْي ِه الرُّ ُ‬
‫ْاَ ْ ُ الُوه فارْ ُ‬
‫رو ُ ) [المله‪.]15:‬‬
‫وقال ‪ ( ::‬الَّ ِذ جغدل ل ُكد ُم ْاَ ْ ُ ر ْهد ا وسدله ل ُكد ْم فِيهدا سُدبُال وأندزل ِردن‬
‫السَّماا راا فأ ْخر ْجرا بِ ِه أ ْزواجا ِ هرن نَّبا ٍ‬
‫ت تَّى «‪ُ »53‬ثلُوا وا ْ عوْ ا أ ْنغار ُك ْم إِ َّن فِد‬
‫ا ِله آليا ٍ‬
‫ت ِ هَُوْ ِل الرُّهى «‪ [ ) »54‬ـــه]‪.‬‬
‫الغمددل وسددديلة للبقددداا ‪ ,‬فمدددن جغدددل حياتددده ؛ لرردددر الحدددق وال يدددر فغملددده‬
‫عبا ة ‪ ,‬وثل قطرة عرق يبذلها ف عمله توضع ف روازين صدالته وعملده يدوم‬
‫القيارة ‪ ,‬ثذله فإن الغمل ف اإلسالم او الغاردل اَساسد فد توزيدع اليدروات ح‬
‫والمص د اَصددل ؛ لكسددب الملكيددة ‪ ,‬ويبددين هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬أن الحكمددة رددن‬
‫تس ير اَ ُ للراس ‪ ,‬وتذليلها او‪ :‬السغ ف جوانبها ‪ ,‬واَثل رن زق هللا‪.‬‬
‫ورما يدث وجوب الغمل وإتقانه ح وجغلده فرضدا علدى اَردة اإلسدالرية أن‬
‫هللا ‪ :‬ق أرر المسدلمين أن يغد َّوا َعد اا اإلسدالم ردا يسدتطيغون ردن قدوة ح وأن‬
‫يكوندوا يقظددين ح لمدا يد بروع أعد ا ام لهددم رددن ركاعد ‪ ,‬ورددا يبيتونده لد يرهم رددن‬
‫رصدداعب ‪ ,‬وأن تُددراب أسددلحتهم المكافئددة َسددلحة ع د وام علددى ثغددو اإلسددالم ؛‬
‫‪- -210‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫حتددى تكددون اددذع القددوة ا عددة َع د اعهم تبغددث ف د قلددوبهم الرابددة وال ددوف ‪,‬‬
‫وتكون ثافية لمرغهم رن الت كير ف الغ وان على بال المسدلمين ح فقدال تغدالى ‪:‬‬
‫سددتط ْغتُم ِ هرددن قُددوَّ ٍة و ِرددن ِ ه بددا ِ ْال يْدد ِل تُرْ ِابُددون ِب د ِه عدد ْوَّ ه‬
‫( وأ ِع د ُّواْ ل ُهددم رَّددا ا ْ‬
‫اّللِ‬
‫وع ُوَّ ُث ْم ) [اَن ال‪.]70:‬‬
‫ولق بلغ اإلسالم ف تق يرع للغمل ‪ ,‬وتكريمه للغمدال الدذين يسدهرون علدى‬
‫زيا ة اإلنتا ‪ ,‬وحماية اقتصا البال ح ا لدم يصدل إليده أ نظدام اقتصدا حتدى‬
‫اآلن ‪.‬‬
‫ولق د حيددت السددرة الربويددة الرددري ة علددى الغمددل ‪ ,‬واهحتددراف ‪ ,‬والك د‬
‫والسغ ف لب الرزق بالوساعل الرري ة ‪.‬‬
‫عن الرب ‪ $‬ح قال ‪ ” :‬را أثل أح غارا ق خيرا رن أن يأثل رن عمل يد ع‬
‫‪ ,‬وإن نب هللا او ثان يأثل رن عمل ي ع“(‪. 1‬‬
‫وقال ‪ ” :‬لب الحالل واجب على ثل رسلم “‬
‫(‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫وقددال‪ ” :‬أيمددا جددل ثسددب ردداه رددن حددالل ؛ فددأ غم ن سدده أو ثسددااا ح فمددن‬
‫ونه رن خلق هللا ؛ فإن له به زثاة “ (‪. 3‬‬
‫وسُدددئِل ‪ :‬أ الكسدددب أفضدددل ؟ قدددال ‪ ” :‬عمدددل الرجدددل بيددد ع ح وثدددل بيدددع‬
‫ربرو “(‪. 4‬‬
‫و و عره آ ‪ ” $‬إن هللا يحب المدرن المحترف“(‪. 5‬‬
‫رر على الرب ‪ $‬جل ‪ ,‬فرأى أصدحاب سدول هللا‬
‫وعن ثغب بن عجرة ‪َّ ” :‬‬
‫‪ $‬رن ج ع ونرا ه ‪ ,‬فقدالوا ‪ :‬يدا سدول هللا ح لدو ثدان ادذا فد سدبيل هللا ! فقدال‬
‫( ‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ،‬باب كسب الرجل وعمله بيده (‪.)1966‬‬
‫أخرجه الطبراني في األوسط ( ‪.) 8610 ( ) 272/8‬‬
‫أخرجه ابن حبان ( ‪. ) 4236‬‬
‫أخرجه أحمد في مسنده ( ‪.) 17304‬‬
‫أخرجه الطبراني في األوسط ( ‪. )8934 ( ) 380/8‬‬
‫‪- -211‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سدول هللا ‪ : $‬إن ثددل رددن خددر يسددغى علدى ولد ع صددغا ا ؛ فهددو فد سددبيل هللا ‪,‬‬
‫وإن ثل رن خر يسغى على أبوين دي ين ثبيدرين ؛ فهدو فد سدبيل هللا ‪ ,‬وإن‬
‫ثل رن خدر يسدغى علدى ن سده يغُ ُهدا ؛ فهدو فد سدبيل هللا ‪ ,‬وإن ثدل ردن خدر‬
‫يسغى ياا ور اخرة ؛ فهو ف سبيل الريطان “(‪. 1‬‬
‫بالرظر إلى اَحا يث الربوية المررفة ح نج أن اإلسدالم يجغدل الغمدل سدمة‬
‫المسدلم ‪ ,‬ورظهدر تجاوبدده ردع سدالة الوجددو ‪ ,‬وانقيدا ا َردر بدده ‪ -‬عدز وجددل ‪-‬‬
‫وخالقه ‪ ,‬وفقهه لطبيغة ال نيا ‪ ,‬وحقيقة وأصل ال ين ‪.‬‬
‫وه يجوز أن يكون حدب الحيداة بابدا إلدى لبهدا بوسداعل غيدر ثريمدة ‪ ,‬فدإن‬
‫الغمل الذ أرر هللا به رحكوم بإ ا رتكارل رن أخدالق الغ دة والصد ق والغ الدة‬
‫والرحمة ‪.‬‬
‫وعر را يسر هللا لغبا ع خيرات اذع اَ ُ ؛ ندبههم إلدى أن الده ه يكدون‬
‫إه بالحالل الطيب ‪.‬‬
‫فليس اإلنسان وحرا ررطلقا ف بري ٍة يلتهم رمدا وقدع فد براثرده ‪ ,‬ثدال إنده‬
‫إنسان رحاسب على سلوثه ‪ ,‬رسئول عن نيته ووسيلته وغايته ‪.‬‬
‫ولذله ه يجوز أن يقع فريسة الغراعز ال سيسة ح والوساوس ال نيا ‪.‬‬
‫ُ حددداله ِيهبدددا وه تت َّ ِبغُدددواْ ُخ ُ‬
‫ت‬
‫طدددوا ِ‬
‫( يدددا أيُّهدددا الرَّد ُ‬
‫دداس ُثلُدددواْ ِر َّمدددا فِددد اَ ْ ِ‬
‫ال َّ‬
‫ان إِنَّهُ ل ُك ْم ع ُوٌّ ُّربِين ) [البقرة‪.]168:‬‬
‫ريْط ِ‬
‫وق يستحل المرا غارا وصل إلى ي ع رريب المصد ‪ ,‬ويرده فيده ‪ ,‬ولدو‬
‫علدم ردا سدديح لده فد آخرتدده ‪ ,‬وبمدا يغاقبدده بده ‪ -‬عدز وجددل ‪ -‬ل ضدل أن يأثددل‬
‫الطددين ؛ بد ه رددن خددول اددذا الطغددام فد جوفدده ح فيقددول سددول هللا ‪ $‬فد الدده ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪.) 282 ( ) 129/19‬‬
‫‪- -212‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫” ‪َ ..‬ن يأخددذ ترابددا يجغلدده فد فيدده خيددر لدده رددن أن يجغددل فد فيدده رددا حددرم هللا‬
‫عليه“ (‪. 1‬‬
‫و ُ ِو عن سول هللا ‪ ( : $‬أيما عبد نبدت لحمده ردن سدحت ؛ فالردا أولدى‬
‫بدده “ (‪ 2‬ح وعقبددى التهددام الحددرام ‪ :‬عددا ال د نيا ونددا اآلخددرة ( إِ َّن الَّدذِين يددأ ْ ُثلُون‬
‫أرْ وال ْاليتارى ُ‬
‫ر ْلما إِنَّما يأ ْ ُثلُون فِ ب ُُطونِ ِه ْم نا ا وسي ْ‬
‫صلوْ ن س ِغيرا) [الرساا‪.]10:‬‬
‫وبهذا ح فإن اإلسدالم يحتدرم ادذا الغمدل ويصدون ثمراتده ‪ ,‬ويجغدل الغد وان‬
‫عليها جريمة واعت اا ؛ لذله فق حرم اإلسالم الكسدب السد ا ‪ ,‬ويطلدب ردن ثدل‬
‫ارددر حصددل علددى القليددل رددن المددال الحددرام أن يددت ل رردده فددو ا ؛ حتددى تكددون‬
‫عالقته بربه سليمة اارة ح وتوبته الصا قة إليه رقبولة‪.‬‬
‫إن الغددن والغصددب ح والقمددا والسددرقة ح والربددا واهحتكددا واهسددتغالل ح‬
‫وجميع أنواع الكسدب الحدرام ه يمكدن عد ُّاا وسداعل للتملده المحتدرم ؛ َنهدا فد‬
‫حقيقتها اعت اا على التمله الصحيح ح و درق رلتويدة لوضدع اليد الجداعرة علدى‬
‫حقوق اآلخرين ‪.‬‬
‫وثما حرم اإلسالم الغن ح والغ وان ح واهسدتغالل ح فقد حدرم التسدول ردع‬
‫الق د ة علددى الغمددل ؛ َن اإلسددالم يكددرع الددذين يغيرددون علددى حسدداب اآلخددرين ‪,‬‬
‫ويغتم على ث ام ‪ ,‬وعرقهم ‪.‬‬
‫قددال سدددول هللا ‪ ” : $‬ه تدددزال المسدددألة بأحدد ثم ؛ حتدددى يلقدددى هللا تغدددالى ح‬
‫وليس ف وجهه رزعة لحم “ (‪. 3‬‬
‫وق أبى الرب ‪ $‬أن يصل على رتسول ؛ ردات وعرد ع ردال جمغده ردن ادذا‬
‫الطريق ح فغن "رسغو بن عمرو" عن الرب ‪ $‬أنه أتدى برجدل ؛ ليصدل عليده ح‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد في مسنده ( ‪. ) 7482‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪. ) 11216 ( ) 114/11‬‬
‫كثرا‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬باب من سأل الناس ً‬
‫‪- -213‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فقددال ‪ :‬ثددم تددرن ؟ قددالوا‪ :‬يرددا ين أو ثالثددة ح قددال ‪ :‬تددرن ثيتددين أو ثددال ثيددات ح‬
‫فلقيت عب هللا بن القاسم رولى أب بكر ‪ d‬فذثرت اله لده فقدال ‪ :‬الده جدل ثدان‬
‫(‪1‬‬
‫يسأل الراس تكيرا “‬
‫ثما أن اإلسدالم ه يغدرف تغطيدل الطاقدات ‪ ,‬وإامدال القد ات ‪ ,‬ويمتردع فيده‬
‫اَفرا عن الغمل والتكسب ح والسغ ف لب الرزق ح فق قال سول هللا ‪” : $‬‬
‫َن يأخذ أح ثم حبله ؛ فيأتى بحزرة الحطب على رهرع ؛ فيبيغهدا فيكدف هللا بهدا‬
‫وجهه خيرا له رن أن يسأل الراس أعطوع أو ررغوع “ (‪. 2‬‬
‫ولق ثان عمر بن ال طاب ‪ d‬يزن الرجل بغمله وحرفته ‪ ,‬فإاا ثدان عدا ال‬
‫؛ أسقطه رن عيريه ‪ ,‬فغن رحم بن عاصم قال ‪ ” :‬بلغر أن عمر بن ال طداب ‪d‬‬
‫ثددددان إاا أى فتددددى فأعجبدددده حالدددده ؛ سددددأل عردددده اددددل لدددده حرفددددة ‪ ,‬فددددإاا قيددددل‬
‫ه ‪ ,‬سق رن عيريه “‬
‫وتتميل رجاهت الغمل فيما يل ‪:‬‬
‫‪ -1‬ف رجال الزا عة ‪:‬‬
‫ض ِربْ لهُم رَّديال َّ جُلدي ِْن جغ ْلردا َِحد ِ ِاما جرَّتدي ِْن ِر ْ‬
‫قال تغالى ‪ ( :‬وا ْ‬
‫ب‬
‫دن أ ْعردا ٍ‬
‫وح ْرا ُاما ِبر ْ ٍل وجغ ْلرا بيْرهُما ز ْ عا «‪ِ »32‬ث ْلتا ْالجرَّتي ِْن آت ْت أ ُ ُثلها ول ْم ت ْظ ِلد ْم ِر ْردهُ‬
‫يْئا وف َّجرْ نا ِخاللهُمدا نهدرا «‪ »33‬وثدان لدهُ ثمدر «‪[ ) »34‬الكهدف]‪ .‬إن ادذا الت صديل‬
‫ال قيق لهاتين الجرتين ح وإثراعهما بالر ل ح والز ع ح والماا ح واليمر لدم يقصد‬
‫بدده بيددان الغطدداا الجزيددل َحدد اددذين الددرجلين المحظددور را يددا ‪ ,‬بددل إن اددذا‬
‫الت صيل ال قيق ير د إلدى أن ثدل دبر ردن اَ ُ قد جدرت فيده حيداة الدز ع ح‬
‫وعلت فيه اارات الر يل ح وأثر بالماا ح وجا بداليمر ‪ ,‬ولدم يتدرن عمدال يحدي‬
‫به التصحير ح ويقض عليه البوا ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البيهقي في ش ب اإليمان ( ‪) 3515‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه آ البخاري في الزكاة ‪ ,‬باب االست فاف عن المسألة (‪.)1402‬‬
‫‪- -214‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إنها عوة إلى ركافحدة التصدحر ‪ ,‬وتحويدل اَ اضد ردن صدحا جدر اا‬
‫إلددى رددزا ع خضددراا ‪ ,‬وحدد اعق فيحدداا ؛ تت جددر خاللهددا اَنهددا ‪ ,‬وتكيددر فيهددا‬
‫ال يرات واليما والز وع ‪.‬‬
‫‪ -2‬ف رجال الرع ‪:‬‬
‫قال تغالى ‪ ( :‬والَّ ِذ أ ْخدر ْالمرْ عدى ) [اَعلدى‪ , ]4:‬وقولده تغدالى ‪ ( :‬و ْاَ ْ ُ‬
‫بغْدد ا ِلدده حااددا «‪ »30‬أ ْخددر ِر ْرهددا راااددا وررْ عااددا «‪[ ) »31‬الرازعددات] ‪ ,‬وقولدده ‪:‬‬
‫( و ُاو الَّ ِذ س َّ ر ْالب ْحر ِلتأ ْ ُثلُواْ ِر ْرهُ ل ْحما ِريا ) [الرحل‪ , ]14:‬وقولده ‪ ( :‬ول ْح ِدم ي ٍْدر‬
‫رددتهُون ) [الواقغددة‪ ( , ]21:‬أل د ْم يددروْ اْ إِلددى َّ‬
‫ِ هر َّمددا ي ْ‬
‫ت فِ د ج ه ِوال َّ‬
‫الط ْيد ِدر ُرس د َّ را ٍ‬
‫سددماا رددا‬
‫اّللُ ) [الرحددل‪ ( , ]79:‬و َّ‬
‫س د ِبيحهُ )‬
‫س د ُكه َُّن ِإهَّ ه‬
‫ت ُث د ٌّل ق د ْ ع ِلددم صددالتهُ وت ْ‬
‫الط ْيد ُدر صددافَّا ٍ‬
‫يُمْ ِ‬
‫دت أ ْي د ِيرا أ ْنغارددا ف ُه د ْم لهددا رددا ِل ُكون )‬
‫[الرددو ‪ , ]41:‬وقولدده ‪ ( :‬أنَّددا خل ْقرددا ل ُه د ْم ِر َّمددا ع ِملد ْ‬
‫[يدس‪ ( , ]71:‬وأنزل ِرن السَّماا راا فأ ْخر ْجرا ِبد ِه أ ْزواجدا ِ هردن نَّبدا ٍ‬
‫ت دتَّى «‪ُ »53‬ثلُدوا‬
‫وا ْ عوْ ا أ ْنغار ُك ْم ِإ َّن فِ ا ِله آليا ٍ‬
‫ت ِ هَُوْ ِل الرُّهى «‪ [ ) »54‬ـــه] ‪.‬‬
‫فك ُّل اذع اآليدات الكريمدة ت ْل ِ ُ‬
‫دت اَنظدا إلدى ادذع اليدروات ح التد بيَّهدا هللا‬
‫ف الكون وس َّ راا لل لق ‪.‬‬
‫ولن تبلغ ال اع ةُ رد ااا ردن ادذع اليدروات الغظيمدة إه بالرعايدة ح والغرايدة‬
‫والترظددديم ح ه الغ لدددة ح أو التقصدددير ح أو اإلامدددال ‪ ,‬وأ غ لدددة أو تقصدددير ح أو‬
‫إامال يغر إغالق اَفهام ح وإلغاا الغقول ‪ ,‬فإن هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬يربهرا إلى اله‬
‫بقوله ‪ ( :‬إِ َّن فِ ا ِله آليا ٍ‬
‫ت ِ هَُوْ ِل الرُّهى )‪ [ .‬ـــه‪. ]54:‬‬
‫‪- -215‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -3‬ف رجال السياحــة ‪:‬‬
‫ُ فدا ْن ُ‬
‫قال تغالى ‪ ( :‬قد ْ خل ْ‬
‫ظ ُرواْ ثيْدف‬
‫دت ِردن قد ْب ِل ُك ْم سُدرن فس ُ‬
‫ِديرواْ فِد اَ ْ ِ‬
‫ُ في ُ‬
‫رظ ُدروا‬
‫ثان عاقِبةُ ْال ُمكذَّبِين ) [آل عمران‪ , ]137:‬وقوله ‪ ( :‬أفلد ْم يس ُ‬
‫ِديروا فِد ْاَ ْ ِ‬
‫ثيْف ثان عاقِبةُ الَّذِين ِرن ق ْب ِل ِه ْم رَّر َّ‬
‫اّللُ علي ِْه ْم و ِل ْلكافِ ِرين أرْ يالُها ) [رحم ‪.]10:‬‬
‫وف اَرر بالسير ف اَ ُ جاات آيات أخدرى فد سدو رتغد ة ‪ ,‬وثمدا‬
‫الحث على السير ف اَ ُ ح ثما ف اآلية اليانية وجداات أيضدا‬
‫جاا أيضا ف‬
‫هِ‬
‫آيددات آخددرى فد سددو رتغد ة ‪ ,‬رمددا يد ل علددى أن السددياحة فد اَ ُ ؛ للرظددر‬
‫واهعتبدا أردر رقدر درعا ‪ ,‬ويزيد اددذا التقريدر تأثيد ا أن ابدن السدبيل ‪ :‬وادو‬
‫الذ يجوب اَ ُ سياحة ح له سهم رقر ف الزثداة فهدو ردن رصدا ف الزثداة‬
‫اليمانية ‪.‬‬
‫ويحظى رجال السياحة ف الرظام اإلسالر ح بما لم يحظ به ف أية أنظمدة‬
‫أخرى ‪ ,‬إه أن اذا المجال يجب أن يكون خاليا رن ألوان الغبث ح وال سا ‪.‬‬
‫إن المررثين ثانوا يذابون على عا تهم بغ فدتح ركدة ح وتردريف اإلسدالم‬
‫لهددددا ؛ فيطوفددددون بالكغبددددة ُ‬
‫عددددراة رددددع الغجلددددة ح والتغظدددديم ل وثددددان واَصددددرام ؛‬
‫في س ون الغقاع بتغظيم اَوثان ‪ ,‬وي س ون اَخالق بغر اَب ان ؛ ولدذله أ سدل‬
‫الرسول ‪ ( $‬عل بن أب الب ف الغام التاسع رن الهجرة بهذا اإلعدالن الغدام‪:‬‬
‫”أه ه يحج بغ ادذا الغدام رردرن ‪ ,‬وه يطدوف بالبيدت عريدان“(‪ 1‬؛ ليرردرع علدى‬
‫الحجيج ثلهم ‪.‬‬
‫ونزل التحذير ردن الده فد القدرآن الكدريم ؛ ليتدرن فد الر دوس وسداوس‬
‫الت اال أرام اذا اإلعالن ؛ خوفا رن ال قر ح والحاجة بغ أن ارترع المردرثون ح‬
‫وام أع ا ثييرة يحد بهدم الدروا فد اَسدواق ح وتدز ا اَ زاق عرد زيدا ة‬
‫(‪ )1‬أخرجه (‪. )2958‬‬
‫‪- -216‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ر ِدر ُثون نجدس فدال ي ْقربُدواْ‬
‫البيت الحدرام ‪ ,‬والده ثمدا فد قولده تغدالى ‪” :‬إِنَّمدا ْال ُم ْ‬
‫اّللُ ِردن ف ْ‬
‫ار ِه ْم اـذا و ِإ ْن ِخ ْت ُ ْم عيْلة فسوْ ف يُ ْغ ِردي ُك ُم ه‬
‫ضد ِل ِه ِإن‬
‫ْالمس ِْج ْالحرام ب ْغ ع ِ‬
‫اا إِ َّن ه‬
‫اّلل ع ِليم ح ِكيم ) [التوبة‪. ]28:‬‬
‫‪ -4‬ف رجال الصراعة ‪:‬‬
‫اّللُ يغْل ُم را ت ْ‬
‫قال تغالى ‪ ( :‬و َّ‬
‫صرغُون ) [الغركبوت‪. ]45:‬‬
‫صر ُع فِرْ عوْ ُن وقوْ ُرهُ )‬
‫وقال أيضا ‪ ( :‬و رَّرْ نا را ثان ي ْ‬
‫[اَعراف‪. ]137:‬‬
‫صرغُون )‬
‫اّللُ ِبما ثانُواْ ي ْ‬
‫وقال ‪ -‬عز وجل ‪ ( : -‬وسوْ ف يُر ِبهئ ُ ُه ُم ه‬
‫[الماع ة‪. ]14:‬‬
‫وقال سبحانه ‪ ( :‬ل ِبئْس را ثانُواْ ي ْ‬
‫صرغُون ) [الماع ة‪.]63:‬‬
‫صرغُون )‬
‫ف ِبما ثانُواْ ي ْ‬
‫وقال ‪ ( :‬فأااقها ه‬
‫اّللُ ِلباس ْالجُوعِ و ْال وْ ِ‬
‫[الرحل‪.]112:‬‬
‫صرغُون )‬
‫اّلل خ ِبير ِبما ي ْ‬
‫وقال ‪ ( :‬إِ َّن َّ‬
‫[الرو ‪. ]30:‬‬
‫صرغُون )‬
‫اّلل ع ِليم ِبما ي ْ‬
‫وقال ‪ِ ( :‬إ َّن َّ‬
‫[فا‬
‫ر‪. ]8:‬‬
‫ص ْرع َّ‬
‫وقال ‪ُ ( :‬‬
‫اّللِ الَّ ِذ أتْقن ُث َّل‬
‫ْ اٍ )‬
‫[الرمل‪. ]88:‬‬
‫ص ْرغا )‬
‫سرُون ُ‬
‫وقال ‪ ( :‬و ُا ْم ي ْحسبُون أنَّ ُه ْم ي ُْح ِ‬
‫[الكهف‪. ]104:‬‬
‫وقال ‪ ( :‬وحبِ را صرغُواْ فِيها وبا ِ ل رَّا ثانُواْ يغْملُون )‬
‫[او ‪. ]16:‬‬
‫فهذع اآليات الكريمة ح تربئ عن خطو ة اإلق ام على أ أردر ح يتغلدق بدأ‬
‫صددرع قبددل الت كيددر الجد فيدده ح وفد رد ى ضدداا هللا بدده ح أو فضدده لدده ؛ أ ‪:‬‬
‫ر ى تحقيقه للمصلحة الغاردة ح أو عد م تحقيقده لهدا ح ورد ى ح ارده علدى حيداة‬
‫البرر أو اعت اعه عليها ‪ ,‬وه ه أن ع م الت قيق ف اختيا نوعيدات المصدانعح‬
‫أو ع د م الت د قيق ف د اختيددا أراثرهددا ح أو ع د م الت طددي المددرظم إلنردداا الم د ن‬
‫‪- -217‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والمصانع ؛ يغرُ البرر لم دا ر جمدة ‪ ,‬ولديس اهضدطراب الدذ يسدو الغدالم‬
‫اليوم ح والويالت الت ترزل به إه رن جراا اله ‪.‬‬
‫‪ -5‬ف رجال اليروة البحرية ‪:‬‬
‫ددان )‬
‫ددر ُ ِر ْرهُمدددا اللُّ ْدلُددد ُد و ْالمرْ جد ُ‬
‫قدددال تغدددالى ‪ :‬رمتردددا علدددى عبدددا ع ‪ ( :‬ي ْ د ُ‬
‫[الرحمن‪ ( , ]22:‬وتسْت ْ ِرجُواْ ِر ْرهُ ِح ْلية ت ْلبسُونها ) [الرحدل‪ ( , ]14:‬و ِرن ُث ٍ هل تأ ْ ُثلُون ل ْحمدا‬
‫سددونها )‬
‫ِريددا وت ْ‬
‫س دت ْ ِرجُون ِح ْليددة ت ْلب ُ‬
‫ويسْت ْ ِرجا ثرز ُاما ْحمة ِ هرن َّ ِبهه ) [الكهف‪.]82:‬‬
‫[فددا‬
‫ر‪ ( , ]12:‬فددأ ا‬
‫بُّدده أ ْن ي ْبلُغددا أ ُ د َّ ُاما‬
‫إن تكرا اذع الغبا ات ف أساليب ر تل دة ح يل دت اَنظدا إلدى ردا أو عده‬
‫هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬للردداس رددن ثددروات ر يَّددة ؛ تحتددا رددرهم إلددى تح يددز الهمددم ‪,‬‬
‫وبددذل الجهد للحصددول عليهددا ‪ ,‬واإلفددا ة ررهددا ‪ ,‬ويالحددظ فد اآليددات أنهددا أسددر ت‬
‫اهست را إلى رن يست ي ون رره ؛ حيا لهم على أن يقوردوا بده أن سدهم ‪ ,‬وأول‬
‫رددن يوجدده إليدده الدده اَرددة اإلسددالرية ‪ ( :‬ون َّز ْلرددا عل ْيدده ْال ِكتدداب تِبْيانددا ِله ُكد ِ هل د ْ اٍ‬
‫و ُا د ى و ْحمددة وبُ ْ‬
‫رددرى ِل ْل ُم ْ‬
‫س د ِل ِمين ) [الرحددل‪( , ]89:‬ا ِلدده ْال ِكتددابُ ه ْيددب فِي د ِه ُا د ى‬
‫داس‬
‫ِله ْل ُمت َّ ِقين ) [البقـرة‪ , ]2:‬ويتلوام ف اله جميع اَرر‪ِ ( :‬إنَّا أنز ْلرا عليْه ْال ِكتاب ِللرَّ ِ‬
‫ق ) [الزرـر‪.]41:‬‬
‫ِب ْالح ه ِ‬
‫‪ -6‬ف رجال الرقل ‪:‬‬
‫قددال تغددالى ‪ ( :‬و ْال يْددل و ْالبِغددال و ْالح ِميددر ِلترْ ثبُواددا و ِزيرددة وي ْ لُدد ُ‬
‫ق رددا ه‬
‫تغْل ُمون ) [الرحــل‪ , ]8:‬فليس اَرر رجدر ثدوب وث دى ؛ أ ‪ :‬ردع المردقة ورغانداة‬
‫بد ا السددير ح وا ت دداع تكل ددة الرقددل ح بددل يقتددرن اددذا الرث دوب بمددا تسددتريح إليدده‬
‫الر س ح ويهون بده السد ر أو الترقدل ‪ ,‬والده يد خل ل دظ (الزيردة الدذ جداا فد‬
‫اآلية رغطوف ا على ( لترثبواا ‪ ,‬والزيرة اذع ثل اإلضافات الكمالية ح الت‬
‫تمسح عن الر س رراعر القلق ح الت تسببها اموم الس ر والترقل ‪.‬‬
‫‪- -218‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وَن هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬أع اذع الحيوانات وساعل س ر ‪ ,‬والترقل ‪ ,‬وردزو ة‬
‫بق د ات خلقيددة لراحددة المترقلددين ‪ ,‬أوالمسددافرين ورهيددأة بددالتمرين والت د يب ح‬
‫والتزين أن تزيل عرهم وعياا الس ر ح والترقل ‪.‬‬
‫فقد أ ددا فد آخددر اآليددة إلددى أن رددا خلقدده هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬ف د رسددتقبل‬
‫الزران رن وساعل أخرى يكون اذا اَساس ؛ لترثبواا وزيرة ‪ ,‬وإاا هب َّ ردن أن‬
‫هللا إليه ف ثتابه الغزيز الكريم ‪ ,‬الدذ ه يأتيده‬
‫يراعى ف اذا المجال ‪ :‬را أ‬
‫البا ل رن بين ي يه وه رن خل ه ‪.‬‬
‫‪ -7‬ف رجال الغمل ف الغابات ‪:‬‬
‫إن الغابددات ‪ :‬اد المصد ال رد ل خردداب والمراعد ‪ ,‬والحيوانددات التد‬
‫تستقل بر سها على اختالف أنواعها ‪ ,‬وتغتبر فدوق الده رتر سدا نقيدا ؛ ليسدتريح‬
‫فيه الراس رن عراا الزحام ‪ ,‬وعراا الغمل ‪ ,‬وعراا التر س ردن الهدواا الملدو ح‬
‫الذ رد الزحدام ؛ ولدذله يجدب الحدرص علدى المحافظدة عليهدا ‪ ,‬وحيا تِهدا ردن‬
‫عبث الغابيون ‪ ,‬قال تغالى ‪ ( :‬حد اعق ُ‬
‫غلبدا ) ‪ ,‬ووصدف الحد اعق بهدذا الوصدف ‪:‬‬
‫يرير إلدى ثيافدة اَ دجا التد ي ُمدن هللا بهدا عليردا ح ويل دت أنظا ندا إلدى تغهد اا‬
‫لالست ا ة ررها ؛ ثما يرجع اذا الر إلى قوله ‪ $‬ح لمن سأله عن ضآلة الغدرم‬
‫‪ ” :‬ا د لدده أو َخيدده أو للددذعب “ ‪ ,‬وعددن ضددآلة اإلبددل ‪ ” :‬رالدده ولهددا ؟ رغهددا‬
‫سقا اا وحذا اا ‪ ,‬تر الماا ح وتأثل الرجر حتى يلقااا بها “(‪ , 2‬وثيف تأثدل‬
‫اَبدددل ردددن الردددجر ح ولددديس اردددان غابدددات تدددأو إليهدددا ح وتتغدددذى علدددى أو اق‬
‫أ جا اا ؟ أليس ادذا اإل دا ؛ للغرايدة بهدذا الجاندب أو ادذا المجدال ا اليدروة‬
‫الطاعلة والمو الهام ؟‬
‫‪ -8‬ف رجال التجا ة ‪:‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب ال لم ‪ ،‬باب الغ ب في الموعظة والت ليم إذا رأى ما يكره ( ‪.) 91‬‬
‫‪- -219‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫قدددال ‪ ” : $‬إيددداثم وايردددات اَسدددواق “(‪ , 1‬و ُ‬
‫عرِددد بالهيردددة ‪ :‬اهخدددتال‬
‫والتد افع ح والتردداق والغمددوُ ح وعد م اتضددا الر يددة أرددام أصددحاب الحاجددة‬
‫الذين يري ون أن يحصلوا على حاجاتها ؛ واذا ي فع إلى أح أررين ‪ :‬إرا ضدياع‬
‫اَرددوال علددى أصددحاب الحاجددة ؛ هضددطرا ام إلددى قضدداا حاجدداتهم رهمددا ثددان‬
‫اليمن ح وإرا ضياع السلع على أصحاب السلع ؛ لتدوق هم عدن تصدريف سدلغهم ح‬
‫وفسا اا عليهم ح وثال اَررين ت ريب لالقتصا ؛ بت ريب اَسواق ح فإاا اتسع‬
‫نطداق ادذع الهيرددات ح و دمل ثددل أندواع المغددارالت فهدو ‪ :‬الت ريددب الكاردل لكددل‬
‫رجاهت اهقتصا ؛ ولذله ثان تحذير سول هللا ‪ $‬رن اذع الهيرات ‪.‬‬
‫‪ -9‬ف رجال التيسير ل عمال ‪:‬‬
‫قددال تغددالى ‪ ( :‬وقددالُواْ اددـ ِذ ِع أ ْنغددام وحددرْ ِح ْجددر هَّ ي ْطغ ُمهددا ِإهَّ رددن نهردداا‬
‫دت ُ‬
‫ِبز ْع ِم ِه ْم وأ ْنغام ح ِ هُرر ْ‬
‫رهُو ُ ادا وأ ْنغدام هَّ ي ْدذ ُث ُرون اسْدم ه‬
‫اّللِ عليْهدا ْافتِدراا عليْد ِه‬
‫يهم بِما ثانُواْ ي ْت ُرون ) [اَنغام‪ , ]138:‬فالتحجير على الرداس بالتقييد أو المردع‬
‫سي ْج ِز ِ‬
‫ز عا أو حصا ا ؛ رحظو رعا را ام ون سبب ر هوم ح أو حكمة رغقولة ‪.‬‬
‫ب وه ْال ُم ْ‬
‫ر ِدر ِثين أن يُر َّدزل‬
‫وقال تغالى ‪ ( :‬رَّا يو ُّ الَّذِين ث ُرواْ ِر ْن أ ْا ِل ْال ِكتا ِ‬
‫عل ْي ُكم ِ هر ْن خي ٍْر ِ هرن َّ ِبه ُك ْم ) [البقرة‪ , ]105:‬فكيدف ندرب حياتردا بقدوم ه يرجدون لردا أ َّ‬
‫خير ؛ فرص لهم ردا تحتدا إليده ح ونسدتو ردرهم ردا ه حاجدة لردا فيده ح أو ردا‬
‫نستطيع اهستغراا عره ؟‬
‫إن اذع اآلية ترير إلى ثل رسلم حاثما ح أو رحكورا ؛ يجب أن يسدتقل فد‬
‫حياتده عدن اددها ح فقد قدر هللا ‪ :‬أنهدم ه يرجدون لرددا صدالحا ح وه يدو ون لرددا‬
‫خيرا ؛ ثما جغلت ااتان الما تان سول هللا ‪ $‬عرد را اداجر إلدى الم يردة ؛ ووجد‬
‫سوق اليهو المسمى بسوق ” قيرقاع “ واو ‪ :‬السوق الذ يغراع أال الم يردة‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب الصالة ‪ ،‬باب سوية الصفوف ( ‪. )432‬‬
‫‪- -220‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫جميغا ؛ فأنردأ سدوق ا خاصدة بالمسدلمين ح وتحدول إليهدا المسدلمون ح والكييدر‬
‫رن أال الم يرة ‪.‬‬
‫وعن عطاا قال ‪ :‬قال عمر بن ال طاب ‪َ ” : d‬ن أروت بين دغبت حدل‬
‫أسددددغى فدددد اَ ُ ؛ أبتغدددد رددددن هللا ث دددداف وجهدددد ؛ أحددددب إلدددد َّ أن أرددددوت‬
‫غازيا “ (‪. 1‬‬
‫ب‪ -‬حرية الغمل ف الغرب ‪:‬‬
‫إن ال يمقرا يددة الغربيددة أعطددت لكددل عارددل حقده ح بددل ووضددغت لدده ثددل رددا‬
‫يضمن له حقوقه ؛ ولكن ال الغرب ثما أعطاع ثدل الحقدوق ح ادل أعلمده راعليده‬
‫رددن واجبددات أيضددا ؟ ورددا يجددوز الغمددل فيدده ح ورددا هيجددوز خصوصددا وأن و‬
‫الكريسة ارا ررغ م رن التوجيه ؛ ولذله فإنرا نرى الغرب أخدذوا ثدل ادذع الحريدة‬
‫و ددقوا بهددا ريقددا آخددر رددن الضددالل وال سددا ح فرج د ع ألَّددف ح وأب د ع ثددل فرددون‬
‫الكسب غير المرروع ررها قبل المرروع ح وه نج عرد ام أ رغيدا لمدا يجدوز‬
‫ورا هيجوز ح ثما أنرا ه نرى أيضا و ا َ ردسسة أو ايئة قابية لتمرع الده‬
‫أو تريره على أقل التقا ير ح بل را نج ع ديئا آخدر ؛ حيدث نجد ام يحضدوا علدى‬
‫اله ح ويرغبوا فيه‬
‫ونحن هن تر عليهم ح بل نقول اله رن واقع اَ لة الت ام ردن اعترفدوا‬
‫بها أن سهم ح فإاا اثرنا أريلة لتله اَعمال غير رعية ريل ( احتراف ال عا ةح‬
‫غسدديل اَرددوال ح ردسسددات المافيددا ح وغيددر الدده رددن اَعمددال الت د لددو ترثرددا‬
‫الوقت إلحصاعها لن نرته ررها ‪:‬‬
‫‪ -1‬احترافهم ال عا ة ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ابن الجوزى آ سيرة عمر بن الخطاب ص ‪. 177‬‬
‫‪- -221‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫حيث يدث تقرير ح يث لمرظمة الهجرة ال وليةح أنه يجدر سدرويا بيدع "‬
‫نصددف رليددون" ارددرأة إلددى ددبكات ال د عا ة ف د الغددالم ح وأن الرسدداا رددن ول‬
‫"أو وبا الررقية" يركلن ثلي اذا الغد ح أردا أعمدا ان فتتدراو بدين اليارردة‬
‫عرددددرة وال ارسددددة والغرددددرين ‪ .‬بددددل وتغتددددرف ررظمددددة الرددددر ة اَو وبيددددة‬
‫"أو وبول" بأن تجا ة الرقيق اَبيا ررظمة بردكل جيد ح أردا المرظمدات غيدر‬
‫الحكورية المهتمة بهذع المسألة ح وبغدا اَجهدزة اَرريدة فد أو وبدا الردرقية‬
‫فتدث أن الكيير رن الرساا يقغن ف ف اهست ا الذ يجر عا ة عن ريدق‬
‫نرددر إعالنددات ركي ددة فدد ر تلددف الصددحف فدد ول "أو وبددا الرددرقية" عددن‬
‫الحاجدددة إلدددى رربيدددات ح أو ندددا هت فددد المطددداعم ح أورغريدددات ح أو اقصدددات ح‬
‫أوعا ضدددات أزيددداا للغمدددل فددد الغدددرب أو فددد بغدددا ريدددل "الددد ول البلقانيدددة"‬
‫بغددروُ رغريددة ح وبغ د وصددول ال تيددات إلددى (أردداثن الغمددل تصددا جددوازات‬
‫س د ران ح ويحتجددزن لغ د ة أسددابيع يتغرضددن خاللهددا لإلاانددات ح والتغددذيبح ثددم‬
‫يجبرن علدى رما سدة الجدرس ردع ثييدر ردن الرجدال إلدى أن يُروَّ ْ‬
‫ضدن تماردا ح ثدم‬
‫يبيغهن القوا ون إلى عصابات ر تل دة اَردر الدذ يجغدل عدو تهن إلدى بلد انهن‬
‫أررا صغبا ‪.‬‬
‫وتدث الغ ي رن المصا المتابغة لتجا ة الرقيدق اَبديا فد أو وبدا أن‬
‫الغ ي د رددن ال د ول اَو بيددة غ د ت ر تددرق ددرق بالرسددبة للكييددر رددن الرسدداا ح‬
‫فالرسدداا اَثيددر جمدداه يرسددلن إلددى أو وبددا الغربيددة ح وهسدديما إلددى ( ألمانيددا ح‬
‫وفرنسددا ح وإيطاليددا ح فد حددين أن اَقددل جمدداه وجاابيددة ؛ يرسددلن إلددى ترثيددا ح‬
‫واليونان ح والررق اَوس ‪.‬‬
‫وف لي ٍل على الحجم ال طير الذ وصلت إليه اذع التجا ة ح يقدول تقريدر‬
‫ح يث للمجلس اَو وب ح إن أ با القوا ين ورجموعات المافيا الت تغمل فد‬
‫اددذا المجددال ف د ول اهتحددا اَو وب د ا ت غددت ف د اَعددوام الغرددرة الماضددية‬
‫برسددبة (‪ %400‬وإن ددبكات الد عا ة اددذع تغددرُ اآلن نصددف رليددون ارددرأة‬
‫‪- -222‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫لللبيدددع يبلدددغ الددد خل الدددذ تحققددده الرسددداا فيهدددا للقدددوا ين ح وردددزو‬
‫ورهرب البرر وغيرام " ثالثة عرر" رليا يو و سرويا ‪.‬‬
‫الوثددداعق‬
‫اذا او الواقع ل يهم ح أرا إاا را أ نا أن نغلدم ردا اد أسدباب انتردا تلده‬
‫الظاارة ال اجغة نجد الكا ثدة ح والمصديبة تتضدح لردا ح واد أن الحكوردات اد‬
‫الت ت عوا إلى اله ح بل وتدث عليه‪.‬‬
‫ويظهرالددده ردددن خدددالل تردددريغاتهم ؛ حيدددث إن أو بدددا تددد عو إلدددى تردددريع‬
‫ال عا ة وإباحتها رن خالل القوانين ‪:‬‬
‫يغتدددزم أعضددداا فددد البرلمدددان البلجيكددد التقددد م بمردددروع قدددانون يبددديح‬
‫ال د عا ة ح وحسددم الوضددع القددانون ح واهجتمدداع لواح د ة رددن أق د م المهددن ف د‬
‫الغددالم ؛ والدده حتددى يمكددن للقددانون ف د حالددة ص د و ع أن يددوفر للحكورددة بغددا‬
‫الغاع ات الضريبية الت تغوزاا ؛ إا ست ضع " باعغات الهوى" لضدريبة الد خل‬
‫رما ق ي ِ را يزي على " خمسين " رليون يو و ف الغام ‪.‬‬
‫و عا حاثم ررطقة وسية الرواب إلى ترريع " الد عا ة " ررديرا إلدى أن‬
‫ترظيم اذا القطاع الذ يره از اا ا ثبيرا ؛ سيسمح بمكافحة الجرو وانتردا‬
‫اَرراُ الت ترتقل عن ريق الغالقات الجرسية ‪.‬‬
‫وبددد أ الحددداثم " يميتدددر اياتسدددكوف " بتردددريع الددد عا ة فددد ررطقتددده‬
‫سا اتوف (جروب ح وقدال رغاونده المكلدف بحقدوق اإلنسدان " الكسدر هند و"‬
‫أنه يغتزم ترظيم اذا المجال بحيث يتمكن ردن ركافحدة اَردراُ التد ترتقدل عدن‬
‫ريق الغالقات الجرسية ‪.‬‬
‫وف المقابل يستغ أعضداا رجلدس الردواب ( الد ورا للرظدر فد رردروع‬
‫قانون آخر ير الغرارات ح والغقوبات الم روضة على الذين يتغدا ون الد عا ة‬
‫رن زباعن ورروجين ‪.‬‬
‫‪- -223‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فد ألمانيددا ح نجد أن بغددا رد نها ت ددرُ " ضددريبة رتغددة " علددى بيددوت‬
‫الد عا ة ح فبغد أن أصددبح اقتصددا الددبال علددى حافددة الرثددو لجددأت رد ن ألمانيددة‬
‫تواجه أزرات رالية إلدى فدرُ " ضدريبة رتغدة " علدى بيدوت الد عا ة ردن أجدل‬
‫الحصول على ربالغ رالية ؛ لتغويا را تغانيه رن عجز ف ريزانيَّاتها‪.‬‬
‫و ددرعت بغددا اددذع الدد ول ف د التوسددع ف د تطبيددق "ضددريبة المتغددة"‬
‫الحاليدددة الم روضدددة علدددى أن يدددة القمدددا ح والمراسدددبات الغاردددة ؛ لتردددمل بيدددوت‬
‫ال عا ة ورغا ُ بيع اَ وات الجرسية ‪.‬‬
‫أرا ف إسبانيا ح فإن أحد سياسد ِيهها عدرُ علدى الردبان فد جردوب الدبال‬
‫تسهيالت ؛ لتجغلهم يما سون الحب برصف اليمن رع وع انت داب بتقد يم عدم‬
‫رال ل ا أسغا الغرف ال ر قية للربان الصغا ‪.‬‬
‫وقال " فرانريسكو خا ي و" رر دح حدزب ال ضدر لمرصدب عديس بل يدة‬
‫غرنا ددة إن رجلددس الم يرددة سدديغط الرددبان حتددى سددن "ال ارسددة والغرددرين"‬
‫( قسدديمة لمما سددة الحددب ستسددمح لهددم بددالرزول ف د ال رددا ق المحليَّدة برصددف‬
‫اليمن ؛ إاا فاز ف اهنت ابات المحلية ‪.‬‬
‫ويقددول ر ددوُ رجلددس أو وبددا لحقددوق اإلنسددان ‪ -‬ال ددا و جيددل ‪ -‬حددول‬
‫اهتجا بالبرر ح وتجا ة ال عا ة ‪ :‬إن "بغا اَ قام رذالة ح ويجب أخدذاا فد‬
‫اهعتبددا " رلمحدا إلددى أن عد المضددي ات اَجانددب اللددوات يغملددن فد الحاندداتح‬
‫والمالا الليلية ررت ع ج ا قياسا إلى التغ ا السكان لهذا البل "‪.‬‬
‫لكددن عد ا رددن المرظمددات ترد بواقددع أن رغظددم الحانددات والمالاد الليليددة‬
‫للتغر وغيراا رن المراثز الت تست م أجربيات ا ف الواقع بيوت عدا ة ح‬
‫وتدثددد أن عددد اَجربيدددات الالعددد يدددرغمن علدددى تغدددا البغددداا ي دددوق بكييدددر‬
‫التق يرات الرسمية ‪.‬‬
‫‪- -224‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪-2‬غسيل اَروال‬
‫أرددا إاا تراولرددا قضددية غسدديل اَرددوال ؛ فإنرددا نج د اا أخطددر جددراعم عصددر‬
‫اهقتصددا الرقمدد ح وغسدديل اَرددوال ح جريمددة او الياقددات البيضدداا ح تماردددا‬
‫ثغيراا رن الجراعم اهقتصا ية الت ترتكب رن رحترف اإلجرام الذين ه تتدواام‬
‫سددددماتهم رددددع السددددمات اإلجراريددددة التدددد حدددد تها نظريددددات "علددددم اإلجددددرام "‬
‫حيث حققت عواعد راليدة غيدر رردروعة ح فكدان لزاردا إسدباغ المردروعية علدى‬
‫الغاع د ات اإلجراريددة ح أو رددا يغددرف بدداَروال القددذ ة ؛ ليتددا اسددت ارها بيسددر‬
‫وسهولة ؛ ولهذا تغ جريمة غسيل اَروال ر رجدا للمجدررين المتميدل بصدغوبة‬
‫التغارل رع رتحصالت جدراعمهم ؛ خاصدة تلده التد تد أردواه بااظدة ح ثتجدا ة‬
‫الم ات ح وتهريب اَسلحة ح والرقيق ح وأنرطة ال سا المال ح ورتحصدالت‬
‫اهختالس وغيراا‪.‬‬
‫وجدددراعم غسددديل اَردددوال ا تبطدددت بجدددراعم الم ددد ات ح بدددل إن جهدددو‬
‫المكافحددة ال وليددة لغسدديل اَرددوال ح جدداات ضددمن جهددو ركافحددة الم د ات ؛‬
‫وليددا علددى قواع د وأحكددام غسدديل اَرددوال ح جدداا‬
‫ولهددذا نج د أن روضددع الددر‬
‫ضمن " ات اقية اَرم المتح ة " المتغلقة بمكافحة الم ات‬
‫ثما ه يغرف أح الحجم الحقيق للمبدالغ التد يجدر غسدلها عبدر أنردطة‬
‫غسدديل اَرددوال اإلجراريددة ح ولكددن ثم دة ات دداق عددالم علددى أنهددا ربددالغ ض د مة‬
‫بالمليا ات ح والتق ير الحال أنها تبلغ نحدو(‪ 100‬بليدون فد أرريكدا وحدوال‬
‫(‪ 300‬بليددون ف د الغددالم ح وجددراعم غسدديل اَرددوال ليسددت حكددرا علددى ال د ول‬
‫الصراعية أو رجتمغات اليروة ح بل إنها تتسع وترمو ف بريدة الد ول التد يسدهل‬
‫الر اا ررها عبر ثغرات نظارها القانون ‪.‬‬
‫الغدددرب ادددم ردددن أنتجدددوا لردددا ادددذع البضددداعة القدددذ ة ؛ لمدددا تتمتدددع بددده ردددن‬
‫خصوصددية اقتصددا ية أسددمالية ؛ وَن ريددل اددذع الغمليددة تحتددا إلددى اقتصددا‬
‫‪- -225‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رتطددو ؛ لتحقيددق أثبددر ق د رمكددن رددن الددربح ح فق د افددق اددذا قيددام الجريمددة‬
‫المرظمددة ح وانترددا عصددابات اإلجددرام ح وقيددام نرددا ات اقتصددا ية واسددغة غيددر‬
‫ررروعة رن قبل اذع الغصابات ح حيث تحصل اذع الغصابات على أروال اعلدة‬
‫عن ريدق نردا اتها اإلجراريدة ح و المدا أن ادذع اَردوال يدتم الحصدول عليهدا‬
‫بطريقة إجرارية و غير ررروعة ‪.‬‬
‫وهزالت عملية غسيل اَروال تتم ف ال اا ح فال ب رن لجدوا الغصدابات‬
‫إل أراثان سرية وآرردة ؛ لدذله لجدأت إلد البردون الغالميدة التد تتمتدع بحدرص‬
‫اعم علد السدرية ح والكتمدان ردن ناحيدة اَصدول ح واَ صد ة ح وادذا ردا دجع‬
‫عصابات اإلجرام عل وضع اَروال ف برون عالمية عل كل و اعدع إ خا يدة‬
‫ب واع رح ة ح وبذله ي خل المال ف عمدل يقدرع القدانون ويدأان بده ح وردن اردا‬
‫يتحول رن رال رغسول إل رال قانون نظيف ح ولذله أ لدق اهقتصدا يون علد‬
‫اذع الغملية اسم "جريمة تبييا أو غسيل اَروال القذ ة " ‪.‬‬
‫ورصدددا اَردددوال غيدددر المردددروعة لددديس ردددن تجدددا ة الغقددداقير الم ددد ة‬
‫فحسب ح بدل اد تضدم جميدع عاعد ات الجريمدة ثلهدا ردن قتدل ح وسد ه للد راا ح‬
‫واختطاف ح والسطو ح واهختالس ح واهبتزاز وسرقة اآلثا ح والمقتريات ال ريةح‬
‫وعمليات التزوير الواسغة الرطاق للرقو ح والغمدالت الصدغبة ح و ثدذله اَردوال‬
‫المحصلة رن اَعمال غير اَخالقية ‪.‬‬
‫إن ثميددات اَرددوال التد تغسددل فد الغددالم التد تغتددرف بدده الد ول فد اددذا‬
‫الموضددوع اددو صددغوبة تقدد ير الكميددة الحقيقيددة ل رددوال الحددرام التدد ت ضددع‬
‫لغمليدددات التبيددديا والغسدددل ؛ َن ادددذا ردددن قبيدددل الغمدددل اإلجرارددد ح والغمدددل‬
‫اإلجرارد ه يددرجح إلددى إاا ثددان سددريا رسددتترا بغيد ا عددن المراقبددة ح وبغيد ا عددن‬
‫أعين الراس ح وعلى الرغم رن الترسيق المتزاي بين اَجهزة السدرية فد الغدالم‬
‫الت د ت ددت ف د ركافحددة الجريمددة ح والمجددررين ح فددإن اددذع اَجهددزة ه تملدده‬
‫‪- -226‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫خريطة ثارلة ح و ه ت اصيل وافية عن حرثة المافيا الت يغتق أنها تميل أ قاردا‬
‫خيالية ح حيث أُعلن ف آخدر رددتمر لمكافحدة الجريمدة المرظمدة فد الغدالم الدذ‬
‫عقد فد " فييرددا " عاصددمة الرمسددا أن "المافيددا" اإليطاليددة تحصددل علددى أ بددا‬
‫تزيدد عدددن " ثالثماعدددة رليددا " وه ردددن بيدددع الم دد ات ح واردددان إحصددداعيات‬
‫وتق يرات أولية تردير إلدى أن حجدم اَردوال القدذ ة التد ت ضدع لغمليدة الغسديل‬
‫يق‬
‫(‪ 100‬رليا‬
‫وه‬
‫اخل الوهيات المتح ة اَرريكية ‪.‬‬
‫‪ -3‬المافيــا وجراعمها ‪:‬‬
‫إاا أ نا التقرب رن "المافيا" عن ريق التغريدف لهدا ح أو توضديح بهدا‬
‫نجد أنهددا ررظمددوة نتغد ة اَ ثددان وفد ثددل البلد ان ‪ ,‬ا فدده اددو التد رير والقتددل‬
‫والت ريددب ‪ ,‬ا د بضدداعة أو بيددة ح وإن ددئت فقددل "غربيددة" رترددبغة ف د ثددل‬
‫أو وبا ‪ ,‬تا ي ها السياس رل ا بالقتل ‪ ,‬وإن أخذنا أريلة "ف بغدا البلد ان "‬
‫ثأريلة فق ه لحصراا نج را يل ‪:‬‬
‫أوضحت اسة أجرااا ررثز (يو وسبيس اإلحصاع أن ضواح ر يردة‬
‫نابول ‪ ,‬ور يرة ثاتانيا بجزيرة صقلية ا أثير المردا ق اإليطاليدة التد تتغلغدل‬
‫فيهددا المافيددا ح ثمددا أثد ت أن ارددان نحددو (‪ 106‬جريمددة قتددل علددى اَقددل ن ددذتها‬
‫المافيا اإليطالية ف الغام الماض ‪.‬‬
‫ال اسددة أجرااددا المرثددز ف د (‪ 24‬رقا غددة فددى أ بغددة أقدداليم تغ د المغاقددل‬
‫التقلي يددة التد تسدديطر عليهددا المافيددا ؛ بهد ف توضدديح يراريكيتهددا فد التغلغددل‬
‫فيها‪ ,‬وإرها ر ا راا ف تله المرا‬
‫ق‪.‬‬
‫تقددول ال اسددة إن إقلدديم " ثاربانيددا " وحاضددرته "نددابول " رغقددل الددـ‬
‫"ثارو ه ا" ه (‪ 59‬جريمة قتل قارت بها المافيا ح يليه إقليم "ثاهبريا" حيدث‬
‫‪- -227‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ه (‪ 22‬جريمة ح تليه جزيرة صقلية رغقدل رافيدا‬
‫تسيطر " انغيتها" ح والذ‬
‫"ثوزا نوسترا" (‪ 12‬حالة ح ثم إقليم "بوليا" (‪ 9‬حاهت ‪.‬‬
‫دملتها اإلحصداعياتح‬
‫وترير ال اسدة إلدى أنده فد اَقداليم اَ بغدة التد‬
‫وصل إجمال ع الجراعم الت ا تكبتها " المافيا " ف الغدام الماضد فقد إلدى‬
‫را يقرب رن (‪ 21‬ألف جريمة ح أرا أنواع اذع الجدراعم ح فهد بالترتيدب حسدب‬
‫الغ ‪ ( :‬السرقة ح واإلتجا بالم ات ح وفدرُ اإلتداوات ح وغسديل اَردوال ح‬
‫وال عا ة ح وأخيرا ( خطف اَ اص والقتل ح واذع اإلحصاعيات حسدب ردا‬
‫سدجلته أقسدام الردر ة ح لكدن الغد ي دوق الده حيدث ي ردى الكييدر ردن اإلبدالغ‬
‫ويضطرون ل فع اإلتاوات ‪.‬‬
‫إان فإن إجمال را صا ته الردر ة ردن أردوال وبضداعع خاصدة بالمافيدا‬
‫ررذ عام (‪ 1992‬وحتى اآلن ح وصل إلى را قيمته " ثمانية " رليدا ات يدو وح‬
‫بيرما ص ت الريابة را يقرب ردن " ثمانيدة آهف " أردر بدالقبا علدى أ د اص‬
‫رن المافيا ‪.‬‬
‫اذا بالرسبة لبل واح ‪ ,‬بيرما إاا حاولرا حصر جدراعمهم ‪ ,‬لدن نسدتطيع لهدا‬
‫حصرا ‪.‬‬
‫‪- -228‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثانيا ‪ :‬حق الغارـــل بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حـق الغارـل ف اإلســالم ‪:‬‬
‫ف ردل اإلسدالم ح وال طدرة السدليمة ح درع الدول ‪ -‬عدز وجدل ‪ -‬للبردرية‬
‫قددانون بمددا يُسدددمى اليددواب واَجدددر ‪ ,‬فددإن الدددر س اإلنسددانية اعمدددا ترظددر بغدددين‬
‫المقابل ‪.‬‬
‫لق أ سى ال ين الحريف ربا تصون الغارل وحقوقه ؛ حتى يغين ويرغم‬
‫بحق الغاردل ون إيدذاا ‪ ,‬ويبدذل أقصدى ردا ل يده فد إتقانده ح وردن ادذع المبدا‬
‫الت أقراا الررع الحريف ‪:‬‬
‫المب أ اَول ‪ :‬حق الغارل ف اَجر رقابل عمله ‪:‬‬
‫دن أ ْحسددن عمددال )‬
‫وقد َّل علددى الدده ح قولدده تغددالى ‪ِ ( :‬إنَّددا ه نُ ِضددي ُع أ ْجددر رد ْ‬
‫عمدددال ُه ْم و ُاددد ْم ه ي ُْظل ُمدددون )‬
‫[الكهدددف‪ ( , ]30:‬و ِل ُكددد ٍ هل جدددات ِ هر َّمدددا ع ِملُدددوا و ِليُدددو ِفهي ُه ْم أ ْ‬
‫ار ٍل ِ هرر ُكم ِ هرن اث ٍر أوْ أُنيى‬
‫[اَحقاف‪ ( , ]19:‬فاسْتجاب ل ُه ْم بُّ ُه ْم أ ِنه ه أ ُ ِضي ُع عمل ع ِ‬
‫ب ْغ ُ‬
‫ْا ) [آل عمران‪.]195:‬‬
‫ض ُكم ِ هرن بغ ٍ‬
‫فإاا ثان هللا ‪ :‬يكافئ المحسن ح واو ال دالق المدرغم ‪ ,‬فداَولى أن يتغاردل‬
‫البرر فيما بيرهم وفق اذا المب أ ‪.‬‬
‫إنها ليست قضية اسدتب ا لإلنسدان ح الدذ ي د م عرد إنسدان آخدر ؛ وإنمدا‬
‫قضية ع ل ح فك ٌّل يأخذ حقه ؛ حتى يغين المجتمدع فد اإلسدالم بد ون حسد ح أو‬
‫ضغيرة ح أو فسا ح أو ثرع ‪.‬‬
‫فقدد جدداات عددوة نبدد هللا " ددغيب " تدثدد أندده يجددب علددى الردداس أه‬
‫يب سوا حقوق بغضدهم ‪ ,‬وأن يغد لوا وه يظلمدوا ‪ ,‬إنده ريدزان الحدق الدذ أنزلده‬
‫هللا رددع ثتابدده ؛ لتسددتقيم ددئون الحيدداة فد ثددل رجاهتهددا ح فقددال تغددالى ‪ ( :‬و ِإلددى‬
‫‪- -229‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اّلل ردا ل ُكدم ِ هر ْ‬
‫ر ْين أخا ُا ْم ُغيْبا قال يا قوْ ِم ا ْعبُ ُواْ ه‬
‫دن إِلدـ ٍه غيْد ُرعُ قد ْ جدااتْ ُكم ب ِيهردة‬
‫س د ُواْ ِف د‬
‫ِ هرددن َّ ِبه ُك د ْم فددأوْ فُواْ ْالك ْيددل و ْال ِميددزان وه ت ْب ُ‬
‫سددواْ الرَّدداس أ ْ ددياا ُا ْم وه ت ُ ْ ِ‬
‫ُ ب ْغ إِ ْ‬
‫صال ِحها ا ِل ُك ْم خيْر لَّ ُك ْم إِن ُثرتُم ر ُّْد ِررِين ) [اَعــراف‪.]85:‬‬
‫اَ ْ ِ‬
‫وق توع هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬الغذاب اَليم لمن يب ث حقوق الراس ويظلمهم‬
‫يوم القيارة بالته ي ح والترويه ببراعة اذا الجدرم الدذ إاا انتردر بدين ال لدق ؛‬
‫عد َّم الظلددم وتددوحن البا ددل ح ف د قولدده تغددالى ‪ ( :‬و ْيددل ِله ْل ُمط ِ ه ِددين «‪ »1‬الَّدذِين إِاا‬
‫اس يسْتوْ فُون «‪ »2‬و ِإاا ثالُو ُا ْم أو وَّ زنُو ُا ْم يُ ْ س ُِرون «‪ »3‬أه ي ُ‬
‫ظ ُّ‬
‫دن‬
‫ا ْثتالُواْ على الرَّ ِ‬
‫داس ِلدربه ِ ْالغدال ِمين «‪) »6‬‬
‫ديم «‪ »5‬يدوْ م يقُدو ُم الرَّ ُ‬
‫أُولئِه أنَّهُم َّر ْبغُوثُون «‪ِ »4‬ليوْ ٍم ع ِظ ٍ‬
‫[المط يــن] ‪.‬‬
‫إنه ين عظيم ‪ ,‬ي ِح ُّ‬
‫ق الحق ‪ ,‬ويبطدل البا دل ‪ ,‬ويُغ ِ هدر ِ فُ المغدروف‪ ,‬ويركدر‬
‫الكباعر ‪ ,‬لق اعى اإلسالم حق اَجير رن جهتين ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن صاحب الغمل ه يجوز أن يهضم حق عارله ح أو يجو عليه ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الغارل الذ يغمل يجب أن يصان ثرارته ح ويحيا ثريما‪.‬‬
‫وف رل الحق المتبا ل بين الغارل وصداحب الغمدل ح يجدب أن تقد م السدلع‬
‫للمجتمع بسغر رغت ل ح واذع قاع ة ثبيرة ردن الغد ل ح إاا سدا بهدا السداعرون ‪,‬‬
‫واحتذى بحذواا المتغارلون لكان المجتمع فاضال ح يرضى فيه ثل برزقه ‪.‬‬
‫قدال ‪$‬‬
‫وف وجوب المبا ة بإعطاا الغارل حقده فدو اهنتهداا ردن عملده ح‬
‫” اعطددوا اَجيددر حقدده قبددل أن يجددف عرقدده “ (‪ 1‬؛ ليضددمن بددذله البدداب للردداس‬
‫أجو ام بغ أن يوفوا بأعمالهم ‪.‬‬
‫فال صاحب المال ي ْظ ِل ُم ‪ ,‬وه بداال الجهد ي ُْظلد ُم ح ولكرهدا قاعد ة اإلسدالم ( ه‬
‫ت ْظ ِل ُمون وه ت ُ ْظل ُمون ) [البقــرة‪.]279:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه ابن ماجه (‪.)2243‬‬
‫‪- -230‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫المب أ اليان ‪ :‬حق تق يم الغارل الكاف على غيرع ‪.‬‬
‫ف‬
‫ان ِإ َّه ردا سدغى ) [الرجدـم‪ , ]39:‬ويحكد‬
‫إلنسد ِ‬
‫القرآن الكريم ‪ ( :‬وأن لَّيْس ِل ْ ِ‬
‫علددى لسددان إح د ى ابرت د الرجددل الصددالح ح وا د تر ددح روسددى ‪ a‬للغمددل ل د ى‬
‫سددتأْجرْ ت ْالقد ِو ُّ ْاَ ِرد ُ‬
‫دن ا ْ‬
‫تا ْ‬
‫دين ) [القصد ‪, ]26:‬‬
‫والد اا ‪ ( :‬يددا أبد ِ‬
‫سددتأ ْ ِجرْ عُ إِ َّن خ ْيددر رد ِ‬
‫واعتبر سول هللا ‪ $‬ثل رن يسر عمال إلى غير ا ث دااة ؛ هعتبدا ات القرابدة‬
‫أو غيراددا ‪ ,‬خاعرددا و سددوله ‪ ” :‬رددن ولددى اا قرابددة ؛ رحابدداة واددو يج د خيددرا‬
‫(‪1‬‬
‫ررهح لم ير اعحة الجرة “‬
‫ثما اعتبر اذا الصدريع ردن قبيدل تضدييع اَراندة ‪ ,‬رمدا يردذ بقيدام السداعة‬
‫الت لن تقوم إه على را الراس ‪ ” :‬إاا ُ‬
‫ض ِيهغت اَرانة ؛ فانتظر الساعة قال ‪:‬‬
‫(‪2‬‬
‫وثيف إضاعتها ؟ قال ‪ :‬إاا أسر اَرر إلى غير أاله ؛ فانتظر الساعة “‬
‫المب أ اليالث ‪ :‬حق الغارل ف التأرين ض اإل ااق ‪:‬‬
‫إن القرآن الكريم أ سى ربدا الح دار علدى صدحة الغاردل ح وعد م تكلي ده‬
‫بما ه يطيق ‪ ,‬فقال هللا ‪ -‬عز وجل ‪ ( : -‬ه يُكلهِفُ ه‬
‫اّللُ ن ْسدا إِهَّ وُ سْدغها) [البقدرة‪, ]286:‬‬
‫واددذا المب د أ ‪ ( :‬ه يُك ِلهددفُ َّ‬
‫اّللُ ن ْسددا إِ َّه رددا آتااددا ) [الطددالق‪ ]7:‬؛ أ ‪ :‬رددا حبااددا رددن‬
‫روااددب و اقددات وق د ات ب نيددة وعقليددة ح ورددن ارددا فددال يجددوز تكليددف الغارددل‬
‫وإبذالددده جهددد أثيدددر ردددن اقتددده ح وإن ثدددان وهبددد الددده فيجدددب إعطدددااع اَجدددر‬
‫اإلضدداف ؛ حتددى يكددون اَجددر علددى قد الغمددل حتددى يصددبح نردديطا سددغي ا رتقرددا‬
‫لغملددده ‪ ,‬فقددد قدددال سدددول هللا ‪ ” :$‬ه تكل دددوام ردددا يغلدددبهم ح فدددإن ثل تمدددوام ؛‬
‫فأعيروام“ (‪ , 3‬وإعطاا اَجر على الغمل اإلضاف ‪ ,‬إعانة بال يب‪.‬‬
‫(‪)1‬أخرجه البزار ( ‪.) 101‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب ال لم ‪ ،‬باب من سئل عل ًما وهو مشتغل في حديثه ‪) 59 ( ...‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب اإليمان ‪ ،‬باب الم اصي من أمر الجاهلية ( ‪. ) 30‬‬
‫‪- -231‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫المب أ الرابع ‪ :‬حق الغارل ف حماية ال ولة ح والمجتمع له ‪:‬‬
‫إن اإلسالم لم يترن الغاردل وحد ع فريسدة للمجتمدع ح وإنمدا حمداع بإ سداا‬
‫قواع د عارددة اخددل المجتمددع المسددلم ح الددذ يسدديطر عليدده الرظددام اإلسددالر ؛‬
‫ليغطيه حقوقه ثارلة ‪ -‬ه سديما ‪ -‬فد حداهت الغجدز ح والردي وخة ح والمدرُ ح‬
‫وف حاهت ال قر ح واهحتيا ح والغوز ‪.‬‬
‫واذا وق يرتب بالتكافل اهجتماع الذ أوجبه الردا ع علدى المجتمدع ‪,‬‬
‫والددذ ي دد بالقضدداا علددى ررددكلة الحاجددة بجميددع أنواعهددا ؛ ليصددل إلددى حدد‬
‫الك اية ‪.‬‬
‫بددل إن السددرة المطهددرة جدداات بمددا يدددرن حيدداة أسددرة الغارددل ح والمسددلم‬
‫عمورا رن بغ ع إن رات ح ولم يترن لهم را يك يهم ‪ :‬ثما جاا فد ادذا الحد يث ‪:‬‬
‫” رددن تددرن ردداه فلو ثتدده ‪ ,‬ورددن تددرن يرددا أو ضددياعا ؛ فغلد َّ وإلد َّ ‪ ,‬وأنددا أولددى‬
‫بالمدررين “(‪. 1‬‬
‫ولغل بغ أ بغة عرر قرنا ح جاات الدرظم الح ييدة ؛ لتردريع نظدم الضدمان‬
‫اهجتمدداع ح ونحددو الدده ؛ حتددى تزيددل عددن الغارددل حالددة ال ددوف ح والقلددق علددى‬
‫ن سه ح وأوه ع رن بغ ع ‪.‬‬
‫وثما تت خل ال ولدة فد اإلسدالم فد رسدألة تح يد سداعات الغمدل للغمدال ‪,‬‬
‫وردددرحهم حقهدددم فددد الراحدددة ح واَجدددازات ‪ ,‬وتح يددد ركافدددآت نهايدددة ال ردددة ‪,‬‬
‫وتغويضددهم عردد تغرضدددهم للغجددز الكلددد أو الجزعدد ؛ بسدددبب حددوا الغمدددل ‪,‬‬
‫وترتيددب رغددان لهددم ولددذويهم ‪ ,‬ورددرحهم حددق الددتظلم لد ى الجهددات الم تصددة إاا‬
‫وقع عليهم نوع رن أنواع الحيف ‪ ..‬إل ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الكفالة ‪ ،‬باب الدين ( ‪ ، ) 2176‬ومسلم في الفرائض‪ ،‬باب من رك ً‬
‫ماال فلورثته ( ‪.)1619‬‬
‫‪- -232‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثذله أوجب الرظام اإلسالر اهقتصا ح تك ل او الغاادات والمغداقين ‪,‬‬
‫وتد يبهم علددى اَعمددال المراسددبة ح وإ ردداجهم فد المجتمددع ‪ ,‬ثمددا ث ددل اإلسددالم‬
‫للغا ددل القددا علددى الكسددب رددا ارددت بطالتدده ؛ بسددبب رددرهم فد أن ت ْ‬
‫صد ِدرف لدده‬
‫إعانة بطالة ‪ ,‬وحث القا ين على الكسب والغمل ‪.‬‬
‫عن أنس ‪ d‬أن جال رن اَنصا أتى الرب ‪ , $‬فسأله ‪ ,‬فقال لده الربد ‪: $‬‬
‫( أرا ف بيته ا ‪ ,‬قال ‪ :‬بلدى ‪( ,‬حلدس نلدبس بغضده ح ونبسد بغضده ‪ ,‬و(‬
‫قغب نررب فيه الماا ‪ ,‬قال ‪ ( :‬فأتر بهما ح فأتاع بهمدا ؛ فأخدذاما سدول هللا‬
‫‪ $‬بيد ع وقددال ‪ ( :‬رددن يرددتر اددذين ؟ فقددال جددل ‪ :‬أنددا آخددذاما بد ام ‪ ,‬فقددال‬
‫سول هللا ‪ ” : $‬رن يزي على ام ررتين أو ثالثا ؟ ح قال جل ‪ :‬أندا آخدذاما‬
‫دتر‬
‫ب امين ‪ ,‬فأعطااما إياع ‪ ,‬وأخذ ال امين فأعطااما اَنصا ‪ ,‬وقال‪ ( :‬ا ِ‬
‫دتر بداآلخر قد ورا فدأتر بده‪ ,‬فأتداع ؛ فرد‬
‫بأح اما غارا ؛ فانبذع إلى أاله ‪ ,‬وا ِ‬
‫فيه سول هللا ‪ $‬عو ا بي ع ‪ ,‬ثم قدال ‪ ” :‬ااادب فاحتطدب وبدع ‪ ,‬وه أ يرده إه بغد‬
‫خمسدددة عردددر يوردددا “ ‪ ,‬ف غدددل ‪ ,‬فجددداا ح وقددد أصددداب عردددرة اادددم ‪ ,‬فا دددترى‬
‫ببغضها ثوبا ‪ ,‬وببغضها غارا ‪ ,‬فقال سول هللا ‪ ” :‬اذا خيدر لده ردن أن تجد ا‬
‫المسددألة( نكتددة ف د وجههدده يددوم القيارددة ‪ ,‬إن المسددألة ه تصددلح إه لددذ فقددر‬
‫ر قع ‪ ,‬أو لذ غرم ر ظع ‪ ,‬أو لذ م روجع “ (‪. 1‬‬
‫ولغددل رددا ييبددت اددذا تطبيقددا عمليددا اددو ‪ :‬أن الرظددام اإلسددالر ف د عصددر‬
‫ال ل دداا الرا د ين ح والددذين جددااوا رددن بغ د ام ‪ ,‬و بقددوع عملي دا ف د رجتمغددات‬
‫المسددلمين ح فجدداا فد ترددريغات عمددر بددن ال طدداب ‪ d‬ويك ددى اددذا ف د إحساسدده‬
‫بالمسئولية حتى عن ( الحيوان را ام روجو ا اخل نطاق وهيته ‪ ,‬ورما يدثر‬
‫عره ف اذا قولته ال ال ة ‪ ” :‬لو رات جمل ضدياعا علدى د ال درات ؛ ل رديت‬
‫أن يسألر هللا عره “ ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪. )1614‬‬
‫‪- -233‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ورمددا واع المد خددون عددن "عمددر بددن عب د الغزيددز" أن زوجتدده فا مددة‬
‫قالت‪ :‬خلت يورا على "عمر" واو جالس ف رصالع ‪ ,‬واضغا خ ع علدى يد ع ‪,‬‬
‫و روعه تسيل ‪ ,‬فقلت له رابِه ؟ فقال ‪ :‬ويْح ِه يا فا مة ح لق وليت رن أردر ادذع‬
‫اَرددة رددا وليددت ‪ ,‬ف كددرت فد الجدداعع ‪ ,‬والمددريا الضدداعع ‪ ,‬والغددا المجهددو ‪,‬‬
‫واليتدديم المكسددو ‪ ,‬واَ رلددة الوحيد ة ‪ ,‬والمظلددوم المقهددو ‪ ,‬والغريددب اَسددير ‪,‬‬
‫والري الكبير ‪ ,‬وا الغيال الكيير والمال القليدل ‪ ,‬وأ دبااهم فد أقطدا اَ ُ‬
‫وأ ددراف الددبال ‪ ,‬فغلمددت أن ب د سيسددألر عددرهم يددوم القيارددة ‪ ,‬وأن خصددم‬
‫ونهددم رحمد ‪ $‬؛ ف ردديت أن ه تيبددت لد حجددة عرد خصددورته ‪ ,‬فرحمددت ن سد‬
‫فبكيت‪.‬‬
‫واكذا يتبين لرا عظم رسئولية ال ولة ح وعلدى أسدها اإلردام ح فد تحقيدق‬
‫حياة ثريمة لكل فر رن أفرا المجتمع ؛ حتى إن قيام اَفرا ب و ام ف عمليدة‬
‫التضارن اهجتماع ‪ ,‬ادذا الد و ه ي لدو فد اإلسدالم ردن رسدئولية ال ولدة عدن‬
‫عملية جمع اَروال ‪ ,‬وتحويلها إلى رن يسدتحقها ‪ ,‬وفد حالدة عجدز ال ولدة عدن‬
‫س حاجة المحتاجين ؛ فإنه يجب عليها أن ت درُ علدى اَغريداا فد أردوالهم ح‬
‫را يس حاجة ال قراا ح وي ِ بحاجاتهم اَصلية الت ه يُستغرى عرها ‪.‬‬
‫المب أ ال ارس ‪ :‬رسئوليات الغارل تجاع الغمل ‪:‬‬
‫ف ردل اإل دا الغدام الدذ وضدغه اإلسدالم فد إعطداا الحقدوق َصدحابها ح‬
‫وع د م التغ د علددى أصددحابها ح والتص د إلددى أع د اعها ‪ ,‬يقددر الرظددام اهقتصددا‬
‫اإلسالر واجبات ُر ْل ِزرة على الغارل تجاع عمله ‪ ,‬وعلدى أس ادذع المسدئوليات ‪,‬‬
‫الوفاا بما ا تر ه عليه صداحب الغمدل ردن درو ا تضدااا ادو قبدل أن يردرع‬
‫ا أحددل حرارددا ح‬
‫فد عملدده ح لقولدده ‪ ” : $‬المسددلمون عرد ددرو هم إه ددر‬
‫وحرم حاله “ (‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه آ الترمذي (‪ .)1352‬وقال آ حدي حسن صحيح ‪.‬‬
‫‪- -234‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولم يقف اإلسدالم عرد ادذا الحد ‪ ,‬وإنمدا لدب ردن الغاردل أن يدتقن عملدهح‬
‫ووعدد ع بأفضددل الجددزاا ح وأعلددى الدد جات فدد اآلخددرة ‪ ,‬فقددال تغددالى ‪ ( :‬وقُدد ِل‬
‫ا ْعملُددواْ فسدديرى ه‬
‫ب‬
‫اّللُ عمل ُكدد ْم و سُددولُهُ و ْال ُم ْد ِررُددون وسددتُر ُّون إِلددى عددا ِل ِم ْالغيْدد ِ‬
‫وال َّ‬
‫رها ِة فيُر ِبهئ ُ ُكم بِما ُثرت ُ ْم تغْملُون ) [التوبدة‪ , ]105:‬وف إتقان الغمل أيضا قدال ‪” : $‬‬
‫إن هللا يحب إاا عمل أح ثم عمال أن يتقره“ (‪. 1‬‬
‫ثما يقر اإلسالم أيضا ح َّ‬
‫ق رحاسبة الغارل إاا أامل فد عملده ح أو أسداا ح‬
‫واستغل روقغه فيما ه يسدتحق لده ‪ ,‬حيدث ُ ِو أن سدول هللا ‪ : $‬اسدتغمل جدال‬
‫رن اَز على الص قة ‪ ,‬فجاا يقول ‪ :‬ادذا لكدم ‪ ,‬وادذا أاد إلد َّ ح فقدام سدول‬
‫هللا ‪ $‬ح فصغ المربر ح فحم هللا ح وأثرى عليه بما ادو أالده ‪ ,‬ثدم قدال ‪ ” :‬ردا بدال‬
‫الغارل نبغيه ح فيقول ‪ :‬اذا لكم واذا أا إل َّ ‪ ,‬أفال جلس ف بيدت أبيده وأرده ؛‬
‫فيرظر ال يه ى إليه أم ه “ (‪. 2‬‬
‫ب‪ -‬حق الغارل ف الغـرب‪:‬‬
‫لق تمكن الغمال رن الحصول على حقوقهم ف المجتمدع الغربد فد وقدت‬
‫ربكددر ؛ والدده بسددبب رددا ثانددت تغانيدده بقددة الغمددال ف د أو وبددا رددن اضددطها ح‬
‫واستغالل رن قبل أ باب الغمل ‪.‬‬
‫وتمكرددت اددذع الطبقددة رددن توحي د ن سددها ح وترددكيل نقابددات ح وتجمغددات‬
‫للمطالبة بحقوقها ح و فدع المغاندة عرهدا ‪ ,‬واسدتطاعت أن تكدون قدوة رددثرة فد‬
‫سياسة ال ولة ‪ ,‬وف الغ ي رن ال ول تمكرت الطبقة الغارلة ردن تسدلم السدلطة ح‬
‫وق د ث لددت رغظددم المواثيددق ال وليددة الت د أع د تها ايئددات اَرددم المتح د ة التمتددع‬
‫بالحق ف الغمل الذ يرمل ضدمان حدق الغاردل وردن يُ ِغديلهم وادم ‪ :‬عاعلتده ردن‬
‫(‪ )1‬أخرجه آ البيهق في ش ب اإليمان ( ‪.) 5312‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى كتاب الهدية وف لها ‪ ،‬باب من لم يقبل الهدية ل لة ( ‪.) 2457‬‬
‫‪- -235‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الرساا واَ ال ‪ ,‬حيث إن ضدمان وحمايدة حيداة وحقدوق الغاردل تددثر فد حيداة‬
‫المجتمع على نحو ثبير ‪.‬‬
‫فق نصت الما ة (‪ 23‬رن اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان على أن ‪:‬‬
‫حدق فد الغمددل ح وفد حريددة اختيددا عملده ‪ ,‬وفد‬
‫‪ -1‬لكدل د‬
‫عمل عا لة وررضية ‪ ,‬وف الحماية رن البطالة ‪.‬‬
‫ددرو‬
‫دددر رتسددددا ٍو علددددى الغمددددل‬
‫‪ -2‬ولجميددددع اَفددددرا ون تمييددددز الحددددق فدددد أجد ٍ‬
‫المتساو ‪.‬‬
‫‪ -3‬ولكددل فددر يغمددل حددق فد ركافددأة عا لددة وررضددية ؛ تك ددل لدده وَسددرته‬
‫عيرة هعقة بالكرارة البررية ‪ ,‬وتستكمل عر اهقتضاا بوسداعل أخدرى للحمايدة‬
‫اهجتماعية ‪.‬‬
‫ثما تر الما تان ( ‪ 7,6‬رن الغه ال ول ال اص بدالحقوق اهقتصدا ية‬
‫واهجتماعية ح واليقافية على را يل ‪:‬‬
‫" تغترف ال ول اَ راف ف اذا الغه بالحق ف الغمل ح الذ يردمل ردا‬
‫رن حق فد أن تتدا لده إركانيدة ثسدب زقده بغمدل ي تدا ع أو يقبلده‬
‫لكل‬
‫بحرية ‪ ,‬وتقوم بات اا ت ابير رراسبة لصون اذا الحق" ‪.‬‬
‫وتغترف ال ول اَ راف بما لكل‬
‫عا لة ح وررضية تك ل على ال صوص ‪:‬‬
‫رن حق ف التمتع بردرو عمدل‬
‫أ‪ ( -‬ركافأة لجميع الغمال ثح أ نى ح أجرا ررص ا ح وركافأة رتساوية لد ى‬
‫تساو قيمدة الغمدل ون أ تمييدز ‪ ,‬علدى أن يضدمن للمدرأة خصوصدا تمتغهدا‬
‫برددرو عمددل ه تكددون أ نددى رددن تلدده التد يتمتددع بهددا الرجددل ح وتقاضدديها أجددرا‬
‫يسدداوى أجددر الرجددل ل د ى تسدداو الغمددل ‪ ,‬وعيرددا ثريمددا لهددم ح وَسددرام بقددا‬
‫َحكام اذع الغهو ‪.‬‬
‫‪- -236‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب ‪ -‬رروف عمل تك ل السالرة والصحة ‪.‬‬
‫جدـ ‪ -‬تسدداو الجميددع فد فددرص الترقيدة ح اخددل عملهددم إلددى ررتبددة أعلددى‬
‫رالعمة ‪.‬‬
‫ اهستراحة وأوقات ال راغ ‪.‬‬‫ونصددت المددا ة ( ‪ 8 3‬رددن ن ددس الغهد علددى " تحددريم فددرُ الغمددل علددى‬
‫بالقوة أو الجبدر ‪ ,‬غيدر أنده أجداز تر يدذ الغقوبدات الصدا ة ردن رحكمدة‬
‫الر‬
‫ر تصة ب صوص اَ غال الراقة ‪ ,‬وثذله القيام بأعمال بموجدب أردر قضداع ح‬
‫وأ اا ال رددة الغسددكرية ح أو ال د رات الغسددكرية ح أو ال د رات الو ريددة بقددا‬
‫للقددانون ‪ ,‬واَعمددال المتغلقددة بددالطوا ح أو الكددوا الت د ته د حيدداة البل د ‪,‬‬
‫وال رات واَعمال الت تغ ُّ ضمن اهلتزارات الم روضة على الموا رين "‪.‬‬
‫ورن المواثيق ال ولية اَخرى ف رما سة حق الغمل ‪:‬‬
‫‪ -1‬ات اقية سياسة اهست ام ‪:‬‬
‫حيث نصت الما ة اَولى رن اذع اهت اقية على را يل ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬توفير فرص الغمل لجميع اَفرا المتاحين له ح والساعين إليه ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أن يكون اذا الغمل ررتجا بق‬
‫را يمكن ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬أن تتوافر ل فرا حرية اختيا الغمل ‪ ,‬وأن تتوافر لكدل عاردل أفضدل‬
‫فرصددة رمكرددة ؛ لرددغل الوري ددة الت د تراسددب ق اتدده ح ورداالتدده وأن يسددت م‬
‫رها اتدده ورواابدده فيدده ‪ ,‬ون الرظددر إلددى الغرصددر ح أو اللددون ح أو الجددرس ح أو‬
‫ال ين ح أو المذاب السياس ح أو التغصب القور ح أو المربت اهجتماع ‪.‬‬
‫‪- -237‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -2‬ات اقية ررع الس رة ‪ :‬الت نصت على رردع أعمدال السد رة ح أو الغمدل‬
‫القسر ‪ ,‬ويقصد بده جميدع اَعمدال ح أو ال د رات التد ت درُ عردوة علدى أ‬
‫تحت الته ي بأ عقاب ‪.‬‬
‫ورن أام أحكام اذع اهت اقية ف رجال ررع أعمال الس رة ‪:‬‬
‫‪ -1‬عد م جدواز فدرُ عمددل السد رة ح أو الغمدل القسددر ردن قبدل السددلطة‬
‫الم تصة لمر غة أفرا ح أو رثات ح أو جمغيات خاصة ‪.‬‬
‫‪ -2‬وع م جواز رما سة الر ساا ح واإل ا يين وراع هم اإل اية رن خالل‬
‫اللجوا إلى عمل الس رة ح أو الغمل القسر ‪.‬‬
‫وأوجبددت علددى ال د ول القيددام ت د يجيا ح بإلغدداا عمددل الس د رة ح أو الغمددل‬
‫القسر الذ ي رُ بوص ه ضريبة ‪ ,‬وأن تقتصر أعمدال السد رة علدى الدذثو‬
‫فق ح وه ترمل الرساا ف جميدع اَحدوال ( المدوا ‪19 , 11 , 9 ,7 , 4 , 2 ,1‬‬
‫‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬ات اقية تح ي سداعات الغمدل فد المرردآت الصدراعية ‪ ,‬التد حد ت‬
‫اذع الساعات بـ ( ‪ 8‬ساعات و (‪ 48‬ساعة أسبوعيا ‪.‬‬
‫إن الغمددل فدد الغددالم الغربدد ح يسددير برظددام سدداعات الغمددل ح والمكافددآت‬
‫ال اصة على ق الغمل ح واذا ق يتوافدق ردع الردريغة اإلسدالرية ح التد تدر‬
‫على ركافأة الغارل على جه ع ‪.‬‬
‫‪- -238‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثاليا ‪ :‬حق تمله المـــال بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق تمله المال ف اإلسالم ‪:‬‬
‫عرفها فقهاا الملكية بأنها ‪ :‬عالقة رعية بين الماله ح والر ا الممتلده‬
‫له ح فيه اختصاص رع ؛ يمرع غيرع رن التصرف فيه بغير إانه ‪.‬‬
‫لقددد أو ع المدددولى ‪ -‬عدددز وجدددل ‪ -‬فددد البردددرية رجموعدددة ردددن الغراعدددز‬
‫ريل ‪ :‬الرغبة ف اهستئيا ‪ ,‬واهختصاص بالمال ‪ ,‬وا ضرو ة ردن ضدرو ات‬
‫است الف اإلنسان ف اَ ُ ‪ ,‬وإعما اا بالحر والرسل ‪.‬‬
‫لم يرأ ْ اإلسالم أن يكون ثأ رن اذع اَنظمة ؛ ولكرده ثغا تده اعمدا ح أتدى‬
‫بمرهج فري رتكارل ‪ ,‬فلم يترن اإلنسان فريسة نهمه ال طدر لجمدع المدال ‪ ,‬ولدم‬
‫تصا اذع ال طرة ثليدة بحظدر التملده ‪ ,‬ولدم يحد لإلنسدان ردا يملكده ؛ ليقدف‬
‫نرا ه ف الحياة عر اذا الح ؛ أو ليحصل على أقل رما يبذل ؛ فيرغر بالغبن ‪.‬‬
‫لق سله اإلسالم رسلكا فري ا ر تلف ا عن اذع اَنظمة ثلها ‪ ,‬حين أبدا‬
‫تمله المال بقيو ع ي ة ‪ ,‬أ ا بهدا ت لدي الملكيدة ردن درو اا ‪ ,‬ثدم توجيههدا‬
‫الوجهة الصحيحة ‪ ,‬حتى ترقلب خيرا ؛ لر ع ال ر والمجتمع ‪ ,‬فمصلحة الجماعة‬
‫ثاررة و اا اذع القيو الت يمكن إجمالها ح فيما يل ‪:‬‬
‫أوه ‪ -‬أن يكون رص‬
‫المال حاله ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬أن يتحر اإلنسان رن الجرع واَنانية ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ -‬إعطاا حق هللا رن المال ‪.‬‬
‫ابغا ‪ -‬أن يتحر اإلنسان رن اإلسراف والترف والب ل ‪.‬‬
‫خارسا ‪ -‬أن يبتغ اإلنسان عن الر وة ‪.‬‬
‫سا سا ‪ -‬أن يُو َّزع المال بين الراس ‪.‬‬
‫‪- -239‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وفيما يل ‪ :‬اإل‬
‫ا ات القرآنية والربوية ‪:‬‬
‫أوه ‪ -‬أن يكون رص‬
‫المال حاله ‪:‬‬
‫لق حث اإلسالم على التحر ف لدب الدرزق الحدالل ح فقدال تغدالى ‪ ( :‬يدا‬
‫ُ حاله ِيهبا وه تتَّبِغُدواْ ُخ ُ‬
‫ت ال َّ‬
‫ان إِنَّدهُ ل ُكد ْم‬
‫طدوا ِ‬
‫أيُّها الرَّ ُ‬
‫اس ُثلُواْ ِرمَّا فِ اَ ْ ِ‬
‫رديْط ِ‬
‫ع ُوٌّ ُّربِين ) [البقرة‪.]168:‬‬
‫وحددرم القددرآن الكددريم ثددل ث ْ‬
‫دق غيددر ررددروع ‪ ,‬وسددماع‬
‫سد ٍ‬
‫ب يددأت عددن ريد ٍ‬
‫بددا ال ‪ ,‬والدده فد قولدده تغددالى ‪ ( :‬وه تددأ ْ ُثلُواْ أرْ ددوال ُكم ب ْيددر ُكم بِ ْالبا ِ د ِل ) ؛ أ ‪ :‬ه‬
‫يأثل بغضكم رال بغا بوجه غير ررروع ؛ واختا ل ظ ( أرْ دوال ُكم ) ؛ لإل دغا‬
‫بوح ة اَرة وتكافلها ‪ ,‬وللتربيه على أن احتدرام ردال الغيدر ادو‪ :‬عدين اهحتدرام ‪,‬‬
‫فكأنه قال‪ :‬ه يأثل بغضكم رال بغدا بالبا دل ؛ َن الده جرايدة علدى ن دس اَثدل‬
‫رن حيث ادو ‪ :‬جرايدة علدى اَردة التد ادو أحد أعضداعها والتد هبد أن يصديبه‬
‫سهم رن ثل جرايدة تقدع عليهدا ح فهدو باسدتحالل ردال غيدرع ‪ :‬يُج ِدر غيدرع علدى‬
‫استحالل أثل راله عر اهستطاعة‪.‬‬
‫وجاا ف الت سير أن المرا بدـ ( اَثدل ‪ :‬اَخدذ واهسدتيالا ‪ ,‬وعبدر عرده‬
‫باَثل ؛ َن اَثل أع َّم الحاجات رن المال وأثيراا ‪ ,‬وأرا ( البا ل ح فهو ردا لدم‬
‫يكن ف رقابلة ا ؛ أ ‪ :‬الضياع وال سران ‪.‬‬
‫وجاات ف السرة المطهرة أحا يدث ثييدرة ؛ تحدث علدى ررزلدة السدغ فد‬
‫لب الرزق بالوساعل الرري ة ح عن الرب ‪ $‬قال ‪ ” :‬را أثل أح غارا قد خيدرا‬
‫رن أن يأثل رن عمل ي ع ‪ ,‬وأن نب َّ هللا او ثان يأثل رن عمل ي ع “(‪. 1‬‬
‫وقال ‪ ” :‬لب الحالل واجب على ثل رسلم “‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري كتاب البيوع ‪ ،‬باب كسب الرجل وعمله بيده ( ‪. ) 1966‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪. ) 9993‬‬
‫‪- -240‬‬
‫(‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وقال‪ ” :‬أيما جل ثسب راه رن حالل ؛ فأ غم ن سه أو ثسااا فمدن ونده‬
‫(‪1‬‬
‫رن خلق هللا فإن له به زثاة “‬
‫وسُددئِل ‪ $‬؛ أ ‪ :‬الكسددب أفضددل ؟ قددال ‪ ” :‬عمددل الرجددل بيدد ع ح وثدد ُّل بيددع‬
‫ربرو “ (‪. 2‬‬
‫و ُ ِو عره ‪ ” : $‬إن هللا يحب المدرن المحترف“(‪. 3‬‬
‫وق صو الرسول ‪ $‬؛ الذ أثل حرارا بهذا التصوير الب يع ‪ ,‬يقول سدول‬
‫هللا ‪ : $‬لهذا اإلنسان ‪:‬‬
‫” ‪َ ...‬ن يأخذ ترابا يجغله ف فيه ؛ خير له رن أن يجغل ف فيه ردا حدرم‬
‫هللا عليه “(‪. 4‬‬
‫و ُ ِو‬
‫به (‪. 5‬‬
‫عن سول هللا ‪ ( : $‬أيما عب نبت لحمه رن سدحت ؛ فالردا أولدى‬
‫قيمددة الغمددل‬
‫وبهدذا ح فقد احتددرم القدرآن الكددريم ثددل عمددل دريف ‪ ,‬وقد‬
‫والغارل ‪ ,‬وح ظ له حقوقه ثما أوضحرا ف اذا الكتاب ؛ ثد يردجع الرداس علدى‬
‫الغمددل الحددالل ح والكسددب الطيددب ‪ ,‬علددى اعتبددا أن الغمددل اددو أ ددرف وسدداعل‬
‫الكسب ‪.‬‬
‫ثمدددا أبدددا القدددرآن الكدددريم لإلنسدددان ؛ اقترددداا اَردددوال ردددن دددرق أخدددرى‬
‫ثـ (الميدرا ‪ ,‬الوصدية ‪ ,‬المهدر ‪ ,‬الر قدة ‪ ,‬الزثداة ح والصد قة إن ثدان رحتاجدا ‪,‬‬
‫وإاا تملدده اإلنسددان المددال بطريددق ررددروع ‪ ,‬حد َّل لدده اسددتيما ع واهنت دداع بدده فد‬
‫الح د و الت د سددمها الرددرع لدده ح باإلضددافة إلددى الدده ‪ :‬حددق ال د فاع عددن رالدده‬
‫(‪ )1‬أخرجه ابن حبان ( ‪. ) 4236‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪. ) 4411‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البيهق في ش ب اإليمان ( ‪.) 1237‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أحمد ( ‪.) 7482‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪.) 11216‬‬
‫‪- -241‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫باعتبا ع رن الكليات ال مس الت جاات الرريغة ؛ للح دار عليهدا ‪ ,‬حتدى اعتبدر‬
‫سول هللا ‪ : $‬رن قُ ِتدل ون رالده دهي ‪ ,‬ثمدا فد قولده‪ ” :‬ردن قتدل ون رالده ؛‬
‫فهو هي ‪ ,‬ورن قتل ون يره ؛ فهو هي ‪ ,‬ورن قتل ون ره ؛ فهدو دهي ‪,‬‬
‫ورن قتل ون أاله ؛ فهو هي “(‪. 1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن يتحر اإلنسان رن الجرع واَنانية ‪:‬‬
‫لق حر اإلسالم اإلنسان ردن ثدل رظداار اَثدرة ح والجردع ح واَنانيدة حدال‬
‫سغيه ؛ لتحصيل المدال حتدى ه يتحدول ادذا المدال إلدى ( رغبدو يدذل لده اإلنسدان ‪,‬‬
‫ولقد تغارددل القددرآن الكددريم رددع افددع حددب تملُد ِه المددال بوجهددة صددالحة إلددى خ رددة‬
‫اإلنسان فد ن سده أوه ‪ ,‬ثدم خ ردة المجتمدع ثانيدا ‪ ,‬فقدال تغدالى ‪ْ ( :‬المدا ُل و ْالبرُدون‬
‫ات الصَّا ِلح ُ‬
‫ِزيرةُ ْالحيا ِة ال ُّ ْنيا و ْالباقِي ُ‬
‫ات خيْر ِعر ِبهه ثوابا وخيْر أرال ) [الكهف‪.]46:‬‬
‫وق فسر ابن عبداس ( الباقيدات الصدالحات ‪ ,‬بأنهدا ثدل أعمدال ال يدر ردن‬
‫( قول أو فغل يبقى لرخرة ‪.‬‬
‫وق م ( الباقيات بالذثر على ( الصالحات على خالف رقتضى الظداار ؛‬
‫للتربيه على أن را اثر قلبه ‪ ( :‬المال والبرون ‪ ,‬إنما ثدان ر صدوه ؛ َنده لديس‬
‫بباق ‪.‬‬
‫وق حذ هللا ‪ :‬ف آية آخرى رن خطر آخر واو( فتردة المدال ح و غيانده‬
‫اَرددر الددذ ق د ي د فع اإلنسددان إلددى تحصدديله بوسدداعل غيددر ررددروعة ؛ فيرقلددب‬
‫ددراعليه وعلددى الردداس ح قددال تغددالى ‪ ( :‬إِنَّمددا أرْ ددوالُ ُك ْم وأوْ ه ُ ُثد ْم فِتْرددة و َّ‬
‫اّللُ ِعرد عُ‬
‫أ ْجر ع ِظيم ) [التغابن‪.]15:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود ( ‪.) 4772‬‬
‫‪- -242‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويذم سول هللا ‪ $‬ثل رن يذل ن سه للمال ‪ ,‬أو ي ضع له خضدوعا ي رجده‬
‫عن اعرة القص ف تحصيله وإن اقه واستيما ع ‪ ,‬فيقدول ‪ ” :‬تغدس عبد الد يرا‬
‫وال ام ح والقطي ة وال ميصة ‪ ,‬إن أعطى ضى ‪ ,‬وإن لم يغ لم يرُ “(‪. 1‬‬
‫ويصو ‪ $‬ف ح يث آخرح خطو ة ال تردة بالمدال والجداع والغُلدو والظهدو ‪,‬‬
‫بصو ٍة حسيَّ ٍة ف الح يث الذ واع ثغب بن راله ‪ ,‬قدال ‪ :‬قدال سدول هللا ‪” : $‬‬
‫درم ح بأفس د لهددا رددن حددرص المددرا علددى المددال‬
‫رددا اعبددان جاعغددان أ ُ سددال ف د غد ٍ‬
‫والررف ل يره“(‪. 2‬‬
‫ثاليا ‪ :‬إعطاا حق هللا رن المال ‪:‬‬
‫إن المالدده الحقيقددى للمددال اددو هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬واإلنسددان رسددت لف فيدده‬
‫ووثيل عن به فيه ‪ ,‬فال يجوز أن يتصرف فيه إه ف حد و ردا أان لده روثلده ‪,‬‬
‫ثما او الرأن ف نظام الوثالة ؛ حتى يكون المدال قدوة فغَّالدة فد حيداة المجتمدع‬
‫المسلم ؛ رس را لر ع المجتمع ‪ ,‬واذع الحقيقة نج اا ربيوثة فد الكييدر ردن آ‬
‫يه َّن و ُاو على ُث ِ هل ْ اٍ قد ِير‬
‫القرآن نحو ‪ ِ ( :‬هّللِ ُر ْل ُه السَّماوا ِ‬
‫ت واَ ْ ِ‬
‫ُ ورا ِف ِ‬
‫ُ ورا بيْرهُما وردا ت ْحدت اليَّدرى‬
‫) [الماعـدـ ة‪ ( , ]120:‬لهُ را فِ السَّماوا ِ‬
‫ت ورا فِ ْاَ ْ ِ‬
‫آررُددوا بِد َّ‬
‫) [ دده‪ ( , ]6:‬وآتُددو ُام ِ هرددن َّرددا ِل َّ‬
‫سددو ِل ِه‬
‫داّللِ و ُ‬
‫اّللِ الَّ د ِذ آتددا ُث ْم ) [الرددو ‪ِ ( , ]33:‬‬
‫وأن ِقُوا ِرمَّا جغل ُكم ُّرسْت ْ ل ِين ِفي ِه ) [الح ي ‪.]7:‬‬
‫وتغر اذع اآلية ‪ :‬أن اَروال الت ف أيد يكم ح إنمدا اد أردوال هللا ب لقده‬
‫وإنراعه لها ح وإنما و َّثلكم إياادا ‪ ,‬وخدوَّ لكم اهسدتمتاع بهدا ‪ ,‬وجغلكدم خل دااع فد‬
‫التصددرف فيهددا ‪ ,‬فليس دت ا د بددأروالكم ف د الحقيقددة ح ورددا أنددتم فيهددا إه بمرزلددة‬
‫الوثالا والرواب ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري كتاب الجهاد والسير ‪ ،‬باب الحراسة في الغزو ( ‪. ) 2730‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي ( ‪.) 2376‬‬
‫‪- -243‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وهللا ‪ :‬بمقتضى أنه الماله الحقيق للمال ‪ ,‬أوجب على المسدلم أن يُ ْ ِدر‬
‫ق ا رغلورا رن اذا المدال ؛ لر دع الجماعدة فد رصدا ف رغلوردة بالزثداة ؛ سد ا‬
‫ل لة المحتداجين فد المجتمدع ‪ ,‬وأوجدب عليده إلدى جدوا الده حقوقدا أخدرى فد‬
‫المددددال ؛ لتحقيددددق التكافددددل اهجتمدددداع ؛ حتددددى تتحقددددق الك ايددددة لكددددل رحتددددا ‪,‬‬
‫ريدددل (الك دددا ات ح والردددذو ح والصددد قات وإاا لدددم تكدددف ادددذع المدددوا ؛ أجبدددر‬
‫السلطان أغرياا ثل بل ٍ أن يقوروا ب قراعهم ‪.‬‬
‫ورع اله نج أن القرآن الكريم ح ه يسدلب الرداس حقَّهدم فد أن تكدون لهدم‬
‫رلكيددة خاصددة بالمددال ‪ ,‬فأضدداف رلكيددة المددال إلددى الردداس فد آيددات أخددرى ؛ حتددى‬
‫ي عو نرا هم إلى إحراز المال ح واستيما ع ح وتغمير اَ ُ رن حولهم ح فقدال‬
‫اّللِ ثمي د ِل حبَّ د ٍة أنبتد ْ‬
‫تغددالى ‪ ( - :‬رَّي د ُل الَّ دذِين يُر ِقُددون أرْ ددوال ُه ْم فِ د س د ِبي ِل ه‬
‫دت س دبْع‬
‫سرابِل ) [البقرة‪.]261:‬‬
‫س ُك ْم ‪[ ) ...‬آل عمران‪. ]186:‬‬
‫ ( لتُبْلوُ َّن فِ أرْ وا ِل ُك ْم وأن ُ ِ‬‫اّللُ ل ُك ْم قِيارا )‬
‫س هاا أرْ وال ُك ُم الَّ ِت جغل ه‬
‫‪ ( -‬وه ت ُ ْدتُواْ ال ُّ‬
‫[الرساا‪]5:‬‬
‫اّلل ا ْ ترى ِرن ْال ُم ْد ِررِين أن ُس ُه ْم وأرْ والهُم ِبأ َّن ل ُه ُم الجرَّة )‬
‫‪ِ ( -‬إ َّن ه‬
‫[التوبة‪.]111:‬‬
‫( وفِ أرْ وا ِل ِه ْم ح ٌّ‬
‫وم ) [الذا يـات‪. ]19:‬‬
‫ق ِلهلسَّاعِ ِل و ْالم ْح ُر ِ‬
‫اذا باَضافة إلى آيدات الموا يدث ‪ ,‬وبيدان أنصدبة الو ثدة فيهدا ‪ ,‬ف د ثدل‬
‫اله را ي ل هلة واضحة على إقرا القرآن الكريم لمب أ الملكية ال ر ية ‪.‬‬
‫واإقرا عر ثل رسلم بدأن هللا تغدالى ادو المالده الحقيقد للمدال ‪ ,‬فدإن ادذا‬
‫اهعتقددا ه يسددلبه أاليتدده بالتصددرف فد رالدده ؛ لإلنمدداا ح واهسددتيما واهنت دداع‬
‫والتوجيه ف حياته وبغ رماته ‪ ,‬را ام رلتزردا بحد و الردريغة وتغداليم اإلسدالم‬
‫ف عمليات الكسب الحالل ح واإلن اق واهستيما الطيب ‪.‬‬
‫‪- -244‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ابغـا ‪ :‬أن يتحر اإلنسان رن اإلسراف والترف والب ل ‪:‬‬
‫د ا ردن المدال ح ولدو ثدان قلديال بإن اقده فد‬
‫حذ اإلسالم رن إضاعة أ‬
‫غير رحله ‪ ,‬حتى إن القرآن الكريم ح واو الذ يحترم ح َّ‬
‫ق ال ر ف تمله المال؛‬
‫ليرزع عن اإلنسان اذا الحق ‪ ,‬ويضدغه فد يد الجماعدة ‪ ,‬والده إاا ثدان صداحب‬
‫المال س يها ح وه يحسن التصرف فد رالده ‪ ,‬قدال تغدالى ‪ ( :‬وه ت ُ ْدتُدواْ السُّد هاا‬
‫أرْ وال ُك ُم الَّتِ جغل ه‬
‫اّللُ ل ُك ْم قِيارا ) [الرساا‪.]5:‬‬
‫حيدث أضداف ِر ْلكيددة المدال إلدى جماعددة اَوصدياا فد اددذع الحالدة ؛ رددا ام‬
‫صاحبه ه يحسن القيام عليه ‪.‬‬
‫وفدددى جملدددة ادددذا ح فدددإن اإلسدددالم حدددذ اإلنسدددان ردددن اإلسدددراف ‪ ,‬والتدددرف‬
‫والب ل‪ ,‬وجغل عاقبته الذل والحسرة والر ارة ح و عدا إلدى الجدو والسد اا وقد‬
‫أضاا القرآن الكريم ح والسرة الربوية المررفة الطريق ف تله اَرو ثما يل ‪:‬‬
‫فد ام التبددذير قددال تغددالى ‪ .. ( :‬وه تُبد ِدذه ْ ت ْبدذِيرا «‪ِ »26‬إ َّن ْال ُمبد ِدذه ِ ين ثددانُواْ‬
‫ان ِلر ِبه ِه ث ُو ا «‪[ ) »27‬اإلســراا] ‪.‬‬
‫ريْط ُ‬
‫ين وثان ال َّ‬
‫إِ ْخوان ال َّ‬
‫ريا ِ ِ‬
‫وفد ام التددرف ح قددال تغددالى ‪ ( :‬وإِاا أ ْنددا أن نُّ ْه ِلدده قرْ يددة أررْ نددا ُرتْرفِيهددا‬
‫ف سقُواْ فِيها فح َّ‬
‫ق عليْها ْالقوْ ُل ف رَّرْ نااا ت ْ ِريرا ) [اإلســراا‪.]16:‬‬
‫اددذا التددرف الددذ غالبددا رددا يكددون فدد بقددة الر سدداا والكبددراا ‪ ,‬حددين‬
‫يصا فون قورا جبراا ه يركرون عليهم تب يد ام ل ردوال ‪ ,‬الدذ ادو أردا ة علدى‬
‫ثلههدددا ‪( ,‬رترفيهدددا‬
‫ا تكددداب ثافدددة المركدددرات ؛ لدددذا جددداا اإلادددالن عاردددا للقريدددة ِ‬
‫وباعسيها ‪.‬‬
‫ف ددد قولددده تغدددالى ‪ ( :‬أررْ ندددا ُرتْرفِيهدددا ) ؛ أ ‪ :‬أررنددداام بالطاعدددة إعدددذا ا‬
‫وإنذا ا ح وت وي دا ‪ ( :‬ف سدقُواْ فِيهدا ) ؛ أ ‪ :‬خرجدوا عدن ادذع الطاعدة ؛ فوجدب‬
‫عليهم الوعي ‪.‬‬
‫‪- -245‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وفددد الددده المغردددى ح جددداا فددد قولددده تغدددالى ‪ ( :‬وثددد ْم قصدددمْ را ِردددن قرْ يددد ٍة‬
‫ثاند ْ‬
‫دت را ِلمددة وأنرددأْنا ب ْغ د اا قوْ رددا آخد ِدرين «‪ »11‬فل َّمددا أح ُّ‬
‫سددوا بأْسددرا إِاا ُاددم ِ هر ْرهددا‬
‫ضون «‪ »12‬ه ترْ ُث ُ‬
‫يرْ ُث ُ‬
‫ضوا وا ْ ِجغُوا إِلى را أُتْ ِر ْفت ُ ْم فِي ِه ورسا ِثرِ ُك ْم لغلَّ ُك ْم تُسْألُون‬
‫«‪[ ) »13‬اَنبيــاا] ‪ ,‬فقوله ( وأنرأْنا ب ْغ اا قوْ را آخ ِرين ) ‪.‬‬
‫حيددث ي د ل علددى رددا لحددق اددذع القريددة رددن إبددا ة ثارلددة ددارلة ‪ ,‬وقولدده ‪:‬‬
‫( قصمْ را )‪ :‬ي ل على أن اذع اإلبدا ة فدوق أنهدا ثاندت عاردة ‪ ,‬ثاندت أيضدا د ي ة‬
‫الو أة ‪.‬‬
‫ويتح هللا تغالى عن عذاب اهستئصدال واإلبدا ة ؛ بسدبب التدرف فد آيدة‬
‫أخرى ح ا قوله تغالى ‪ ( :‬وث ْم أ ْال ْكرا ِرن قرْ ي ٍة ب ِطدر ْت ر ِغيردتها فتِ ْلده رسدا ِثرُ ُه ْم‬
‫ل ْم تُسْكن ِ هرن ب ْغ ِ ِا ْم إِ َّه ق ِليال و ُثرَّا ن ْح ُن ْالوا ِ ثِين ) [القص ‪. ]58:‬‬
‫فق جغلت اذع اآلية ‪ :‬البطر ف المغيرة ‪ ,‬الذ او تجاال الرغمة ‪ ,‬وعد م‬
‫أ اا حددق هللا رددن الرددكر عليهددا ؛ سددببا هستئصددال اددذع القريددة ح وإلحدداق الد را‬
‫بأالها ‪.‬‬
‫وف اآلخدرة عدذاب ثبيدر ؛ َن المتدرفين ادم أسدرع الرداس تكدذيبا بالرسدل‬
‫واَنبياا ‪ ,‬وإنكا ا للبغث ثما نج فد قولده تغدالى ‪ ( :‬وردا أ ْ س ْدلرا فِد قرْ يد ٍة ِ هردن‬
‫س ْدلتُم ِبد ِه ثدافِ ُرون «‪ »34‬وقدالُوا ن ْح ُ‬
‫دن أ ْثي ُدر أرْ دواه‬
‫ِير ِإ َّه قال ُرتْرفُوادا ِإنَّدا ِبمدا أ ُ ْ ِ‬
‫نَّذ ٍ‬
‫الر ْزق ِلمن يراا وي ْقد ِ ُ ول ِك َّ‬
‫دن‬
‫وأوْ ه ا ورا ن ْح ُن بِ ُمغذَّبِين «‪ »35‬قُ ْل إِ َّن ِبه ي ْب ُ‬
‫س ُ ِه‬
‫اس ه يغْل ُمون «‪ »36‬ورا أرْ والُ ُك ْم وه أوْ ه ُ ُثم ِبالَّتِ تُق ِ هربُ ُك ْم ِعر نا ُز ْل ى إِ َّه‬
‫أ ْثير الرَّ ِ‬
‫ر ْن آرن وع ِمل صدا ِلحا فأُوْ ل ِئده لهُد ْم جدزاا ال ِ ه‬
‫ت‬
‫ْف ِبمدا ع ِملُدوا و ُاد ْم ِفد ْالغُ ُرفدا ِ‬
‫ضدغ ِ‬
‫آررُون «‪[ ) »37‬سبــأ] ‪.‬‬
‫ِ‬
‫صددحابُ ال ِ ه‬
‫صددحابُ ال ِ ه‬
‫رددما ِل رددا أ ْ‬
‫وقولده ‪ ( :‬وأ ْ‬
‫ديم‬
‫وم وح ِمد ٍ‬
‫رددما ِل «‪ »41‬فِد سد ُم ٍ‬
‫يم «‪ »44‬إِنَّهُد ْم ثدانُوا قبْدل ا ِلده ُرتْدرفِين‬
‫وم «‪َّ »43‬ه بدا ِ ٍ وه ث ِدر ٍ‬
‫«‪ »42‬و ِر ٍ هل ِ هرن ي ْح ُم ٍ‬
‫«‪[ ) »45‬الواقغـــة] ‪.‬‬
‫‪- -246‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ُ‬
‫القرآن اإلسراف والتدرف ؛ ام الب دل بالقد ن سده ‪ ,‬ثمدا نجد فد‬
‫وثما ام‬
‫سد ْ‬
‫قولدده تغددالى ‪ ( :‬وه ت ْجغد ْل يد ن ر ْغلُولددة إِلددى ُ‬
‫دطها ُثد َّل ْالب ْ‬
‫سد ِ فت ْقغُد‬
‫عرُ ِقدده وه ت ْب ُ‬
‫سددو ا ) [اإلسددراا‪ , ]29:‬ف د اآليتددين اسددتغا تان تمييليتددان ‪ :‬ددبه اَولددىح‬
‫رلُورددا ر َّْح ُ‬
‫فغل الب يل ف ررغه بمن ي ع رغلولة إلى عرقه ‪ ,‬بحيث ه يق على رد اا ‪ ,‬وفد‬
‫اليانيددة ‪ :‬ددبه اإلسددراف ح ببس د الكددف بحيددث ه تح ددظ دديئا ‪ ,‬وف د اددذا زجددر‬
‫للب يددل وللمبددذ ‪ ,‬وحمددل لهمددا علددى رددا بيرهمددا رددن اهقتصددا ‪ ( :‬فت ْقغُ د رلُورددا‬
‫ر َّْحسُو ا ) ‪.‬‬
‫وف ام الب ل ‪ :‬نج أن هللا ‪ :‬يتوع رن يب دل بدإخرا حدق هللا ردن رالده‪,‬‬
‫بأن يتحدول ادذا الدذ ب دل بده إلدى دوق ردن ندا فد عرقده يدوم القياردة ‪ ( :‬وه‬
‫اّللُ ِرددن ف ْ‬
‫ي ْحسددب َّن الَّدذِين ي ْب لُددون ِبمددا آتددا ُا ُم ه‬
‫ضد ِل ِه ُاددو خ ْيددرا لَّ ُهد ْم بد ْل ُاددو د ٌّدر لَّ ُهد ْم‬
‫ُو ه‬
‫س ديُطوَّ قُون رددا ب ِ لُددواْ ِب د ِه يددوْ م ْال ِقيار د ِة و ِ هّللِ ِريددرا ُ ال َّ‬
‫اّللُ ِبمددا‬
‫سددماوا ِ‬
‫ت واَ ْ ِ‬
‫تغْملُون خ ِبير ) [آل عمران‪. ]180:‬‬
‫بل إن ص ة الب دل ردن الصد ات التد أعلدن هللا تغدالى فد القدرآن ح أنده ه‬
‫يحبها ‪ ,‬ثما نج ف قوله ‪ ( :‬و َّ‬
‫اّللُ ه ي ُِحبُّ ُث َّل ُر ْ تدا ٍل ف ُ دو ٍ «‪ »23‬الَّدذِين ي ْب لُدون‬
‫اّلل ُاو ْالغرِ ُّ ْالح ِمي ُ «‪) »24‬‬
‫ويأ ْ ُر ُرون الرَّاس ِب ْالبُ ْ ِل ورن يتو َّل ف ِإ َّن َّ‬
‫[الحــ يــ ]‪.‬‬
‫وَن هللا تغالى ه يحب اذع الص ة ؛ نج ع ‪ :‬ير يها عدن ااتده ن يدا قا غدا ح‬
‫وير على اليهو الذين نغتوع سبحانه بهذا ح بمدا يراسدب جدررهم ‪ ,‬ووحرديتهم ‪,‬‬
‫بأن نغتهم بالب ل ‪ ,‬واإلرسان عن ال ير ح ووع ام بالطر واإلبغا رن حمتده ؛‬
‫اّللِ ر ْغلُولة ُ‬
‫ت ْاليهُو ُ ي ُ ه‬
‫ِيه ْم ولُ ِغرُدواْ بِمدا قدالُواْ بد ْل يد اعُ‬
‫فقال تغالى ‪ ( :‬قال ِ‬
‫غلَّ ْت أيْد ِ‬
‫ان يُر ِ ُ‬
‫ندزل إِليْده ِردن َّ ِبهده ُ ْغياندا‬
‫ق ثيْف يراا ولي ِزي َّن ثيِيدرا ِ هرد ْرهُم رَّدا أ ُ ِ‬
‫ر ْبسُو ت ِ‬
‫و ُث ْ را ) [الماعــ ة‪. ]64:‬‬
‫‪- -247‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ان ) ‪ ,‬تغبير عن الجو ؛ َن الجوا يغط بكلتا‬
‫فقوله ‪ ( :‬ب ْل ي اعُ ر ْبسُو ت ِ‬
‫ي يه ‪.‬‬
‫ولما ثان الجدوا رحببدا إلدى هللا اكدذا ‪ ,‬ثدان أردا ة علدى نجداة ح وفدوز ردن‬
‫س ِه فأُوْ لئِه ُا ُم ْ‬
‫ال ُم ْ ِلحُون ) [التغابـن‪]16:‬‬
‫اتصف رن ال لق ‪ ( :‬ورن يُوق ُ َّح ن ْ ِ‬
‫وف المغرى ن سه ‪ ( :‬وأن ِقُواْ ِف س ِبي ِل ه‬
‫اّللِ وه ت ُ ْلقُدواْ ِبأيْد ِي ُك ْم ِإلدى الت َّ ْهلُكد ِة‬
‫سرِين ) [البقـرة‪. ]195:‬‬
‫سرُواْ إِ َّن ه‬
‫اّلل ي ُِحبُّ ْال ُم ْح ِ‬
‫وأ ْح ِ‬
‫فالب ل ي ض إلدى الهدالن تماردا ؛ ثمدا ي ضد إليده اإلسدراف ح والتدرف ‪,‬‬
‫والمطلددوب رددن المدددرن أن يكددون رغتد ه فد إن اقدده ؛ لددذا ثددان رددن صد ات عابد‬
‫الرحمن ‪ ( :‬والَّذِين إِاا أن قُوا ل ْم يُس ِْرفُوا ول ْم ي ْقت ُ ُروا وثان بيْن ا ِله قوارا )‬
‫[ال رقان‪.]67:‬‬
‫وعن " أنس بن رالده " أن الربد ‪ $‬ثدان يقدول ‪ ” :‬اللهدم إند أعدوا بده‬
‫(‪1‬‬
‫رن الب ل ‪ ,‬والكسل ‪ ,‬وأ ال الغمر ‪ ,‬وعذاب القبر ‪ ,‬وفترة المحيا والممات “ ‪.‬‬
‫وعددن جددابر‪ d‬أن سددول هللا ‪ $‬ح قددال ‪ ” :‬اتقددوا الظلددم ؛ فددإن الظلددم رلمددات‬
‫يوم القيارة ‪ ,‬واتقوا الرح ؛ فإن ال ُّ‬
‫رح أاله رن ثان رن قبلكم ح حملهدم علدى أن‬
‫س كوا رااام ‪ ,‬واستحلوا رحا رهم “(‪. 2‬‬
‫وعن عب هللا بن عمر ‪ f‬قال ‪ :‬خطبرا سول هللا ‪ , $‬فقال ‪ ” :‬إيداثم والظلدم‬
‫؛ فإن الظلم الظلمات يوم القيارة ح وإياثم وال حدن والدت حن ‪ ,‬وإيداثم والردح ؛‬
‫فإنما اله رن ثان قبلكم بالرح ‪ ,‬وأررام بالقطيغة ؛ فقطغدوا ‪ ,‬وأردرام بالب دل ؛‬
‫فب لوا ف جروا ‪ ,‬فقام جل ‪ ,‬فقال‪ :‬يدا سدول هللا ح أ اإلسدالم أفضدل ؟ قدال ‪ :‬أن‬
‫يسْلم المسلمون رن لسانه وي ن ‪ ,‬فقال اله الرجل أو غيرع ‪ :‬يا سدول هللا ح أ‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم كتاب الذكر ‪ ،‬باب الت وذ من ال جز والكسل( ‪.) 2706‬‬
‫(‪ )2‬رواه آ مسلم ‪ ،‬كتاب البر والصلة ‪ ،‬باب حريم الظلم ( ‪ [ ،) 2578‬الشح] مثل الشين آ هو البخل والحرص ‪ ,‬وقيل‬
‫آ الشح الحرص عل ما لين عندك ‪ ,‬والبخل بما عندك‪.‬‬
‫‪- -248‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الهجرة أفضل؟ قال‪ :‬أن تهجر را ثرع به ‪ ,‬والهجرة اجرتان ‪ :‬اجرة الحاضر ‪,‬‬
‫واجرة البا ‪ ,‬فهجرة البدا ح أن يجيدب إاا عدى ‪ ,‬ويطيدع إاا أردر ؛ واجدرة‬
‫الحاضر أعظمها بلية ‪ ,‬وأفضلها أجرا “(‪. 1‬‬
‫وعن أب اريرة ‪ d‬قال ‪ :‬قال سول هللا ‪ ” : $‬ر را ف الرجل ح االع‬
‫‪ ,‬وجبن خالع “(‪. 2‬‬
‫وعدددن ابدددن عبددداس ‪ d‬قدددال ‪ :‬قدددال سدددول هللا ‪ ” : $‬خلدددق هللا جردددة عددد ن‬
‫بي ع ‪ ,‬و لى فيها ثما اا ‪ ,‬و ق فيها أنها اا ‪ ,‬ثم نظر إليها ‪ ,‬فقال لهدا ‪ :‬تكلَّمد‬
‫‪ ,‬فقالددت ‪ ( :‬ق د أفلددح المدررددون ) ‪ ,‬فقددال ‪ :‬وعزت د وجالل د ح ه يجدداو ن فيدده‬
‫ب يل “(‪. 3‬‬
‫و وى عددن ابددن عبدداس ‪ d‬قددال ‪ :‬سددمغت سددول‬
‫خلق هللا اَعظم “(‪. 4‬‬
‫هللا ‪$‬‬
‫يقددول ‪ ” :‬الس د اا‬
‫ب ِ ل ولد ٌّ هللا ‪ -‬عدز‬
‫و ُ ِو عن عاعرة ‪ g‬قالت ‪ :‬قدال سدول هللا ‪ : $‬ردا جُد ِ‬
‫وجل ‪ -‬إه على الس اا وحسن ال لق “(‪. 5‬‬
‫و ُ ِو عدددن عمدددران بدددن حصدددين ‪ d‬قدددال ‪ :‬قدددال سدددول هللا ‪ ” : $‬إن هللا‬
‫اسددت ل اددذا الد ين لر سدده ‪ ,‬فددال يصددلح لد يركم إه السد اا وحسددن ال لددق ‪ ,‬أه‬
‫فزيَّرُوا يركم بهما “(‪. 6‬‬
‫و وى ابدددن عبددداس ‪ f‬قدددال ‪ :‬قيدددل ‪ :‬يدددا سدددول هللا ردددن السدددي ؟ قدددال ‪:‬‬
‫( يوسف بن يغقوب بن إسحاق بن إبراايم قدالوا ‪ :‬فمدا فد أرتده سدي ؟ قدال ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد ( ‪.) 6487‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود ( ‪ [) 2511‬قولهآ شح هالع] آ أى محزن ‪ ,‬والهلعآ أشد الفزع ‪ [ ...‬وقولهآ جبن خالع]آ هو شدة‬
‫الخوف ‪ ,‬وعدم اإلقدام ‪ ,‬وم ناه أنه يخلع قلبه من شدة مكنه منه‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه آ الطبراني في الكبير ( ‪. ) 12723‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو الشيخ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو الشيخ أي ًا ‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه آ الطبراني في الكبير ( ‪. ) 347‬‬
‫‪- -249‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫بلددى ح جددل أعطددى ردداه ‪ ,‬و زق سددماحة ‪ ,‬وأ نددى ال قيددر ‪ ,‬وقلددت ددكايته فدد‬
‫الراس “ (‪. 1‬‬
‫وعن عاعرة ‪ g‬قال ‪ :‬قال سدول هللا ‪ : $‬إن فد الجردة بيتدا يقدال لده ‪ :‬بيدت‬
‫الس اا “(‪. 2‬‬
‫خارسـا ‪ :‬أن يبتغ اإلنسان عن الر وة ‪:‬‬
‫ف اله يقول هللا تغالى ‪ ( :‬وه تأ ْ ُثلُواْ أرْ وال ُكم بيْر ُكم ِب ْالبا ِ ِل وت ُ ْلُواْ ِبها ِإلدى‬
‫اإلثْ ِم وأنت ُ ْم تغْل ُمون ) [البقرة‪. ]177:‬‬
‫ْال ُح َّك ِام ِلتأ ْ ُثلُواْ ف ِريقا ِ هر ْن أرْ وا ِل الرَّ ِ‬
‫اس بِ ِ‬
‫دام ) ‪ ,‬فد روضدع جدزم رغطدوف‬
‫وف قوله تغدالى ‪ ( :‬وتُد ْلُواْ ِبهدا إِلدى ْال ُح َّك ِ‬
‫على ( وه تدأ ْ ُثلُواْ ) ‪ ,‬و جَّدح القر بد ح أن يكدون المغردى ‪ :‬ه تصدانغوا بدأروالكم‬
‫الحكام وتر وام ؛ ليقضوا لكم على أثير ررها ‪ ,‬قال ‪َ :‬ن الحكدام رظردة الر داا‬
‫إه رن عصدم هللا ‪ ,‬وأيضدا فدإن الل ظدين رتراسدبان‪ ( :‬تد لوا ردن إ سداا الد لو ‪,‬‬
‫والر وة ‪ :‬رن الر اا ‪ .‬والحبل ثأنه يم بها؛ ليقض الحاجة ‪.‬‬
‫وه د َّ‬
‫ده أن تحددريم أثددل اَرددوال بهددذع الطريقددة ح فيدده حمايددة للمجتمددع رددن‬
‫غيان او الر وا السياس ‪ ,‬الذين يمكرهم بواسطة اذع الر وا ح السيطرة على‬
‫رق ات اَرة ‪ ,‬وتوجيه سياساتها ال اخلية وال ا جية ‪.‬‬
‫ثما أن فد ادذا التحدريم ح حمايدة للمجتمدع ردن خطدر رصدانغة الحكدام ‪ ,‬أو‬
‫او الر وا ؛ للوصول إلى رراثز رغيرة ف ال ولدة ؛ أو لتحقيدق ن دوا سياسد ح‬
‫أو رال ح أو اجتماع ح أو وري عن ريق الر وة ‪.‬‬
‫وثما يُح ِ هرم استغالل المرثز السياسد ؛ َثدل أردول الرداس بالبا دل ‪ ,‬يحدرم‬
‫أيضا استغالل المرثز ال ير للسبب ن سده ‪ ,‬وادو ردا ل عليده فد قولده تغدالى ‪:‬‬
‫(‪ )1‬رواه آ الطبراني في األوسط ( ‪.) 7006‬‬
‫(‪ )2‬رواه آ الطبراني في األوسط ( ‪.) 43/6‬‬
‫‪- -250‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اس ِب ْالبا ِ د ِل‬
‫(يا أيُّها الَّذِين آررُواْ ِإ َّن ثيِيرا ِ هرن اَ ْحبا ِ و ُّ‬
‫ان ليأ ْ ُثلُون أرْ وال الرَّ ِ‬
‫الر ْاب ِ‬
‫اّللِ والَّذِين ي ْكرِ ُدزون الدذَّاب و ْال ِ َّ‬
‫ص ُّون عن سبِي ِل ه‬
‫وي ُ‬
‫ضدة وه يُر ِقُونهدا فِد سدبِي ِل‬
‫اّللِ فب ه‬
‫ه‬
‫يم ) [التوبــة‪.]34:‬‬
‫ب أ ِل ٍ‬
‫رِرْ ُام ِبغذا ٍ‬
‫وفسر ابن ثيير تله اآلية ح وأوضح بأن المقصو ادو ‪ :‬التحدذير ردن عبدا‬
‫الضدالل ؛ والدده أنهدم يددأثلون الد نيا بالد ين ‪ ,‬ورراصددبهم ‪ ,‬و ياسدتهم فد الردداس‬
‫يأثلون أروالهم بذله ‪ ,‬ثما ثان َحبا اليهدو علدى أادل الجااليدة درف ‪ ,‬ولهدم‬
‫عرد ام ا د ايا ح وضددراعب تجد ا إلدديهم ‪ ,‬فلمددا بغددث هللا رحم د ا ‪ $‬اسددتمروا علددى‬
‫ضدداللهم ؛ مغددا ف د أن تبقددى لهددم تلدده الرياسددات ؛ فأ أاددا هللا برددو الربددوة ‪,‬‬
‫وعرضهم بالذلة والمسكرة ‪.‬‬
‫وف تحريم الر وة و قوله ‪ ” :$‬لغرة هللا علدى الرا د والمرترد “(‪, 1‬‬
‫وقال أيضا ‪ ” :‬لغن هللا الرا ح والمرترد والدراعن “ (‪ . 2‬يغرد الدذ يمرد‬
‫بيرهما ‪ ,‬وبهذا فإن الحكم باللغن او ‪ :‬الطر رن حمة هللا تغالى ‪.‬‬
‫سا سـا ‪ :‬أن يُو َّزع المال بين الراس ‪:‬‬
‫يحذ اإلسالم أن يكون المال رتمرثزا ف أي فئدة رلكيدة ردن الرداس ‪ ,‬أو‬
‫رتجمد ا ‪ ,‬ويد عو إلددى أن يكددون روزعددا بددين اَرددة ح فقددال تغددالى ‪َّ ( :‬رددا أفدداا َّ‬
‫اّللُ‬
‫على سُو ِل ِه ِر ْ‬
‫ين‬
‫دن أ ْاد ِل ْالقُدرى ف ِللَّد ِه و ِل َّ‬
‫لرسُدو ِل و ِلد ِذ ْالقُرْ بدى و ْاليتدارى و ْالمسدا ِث ِ‬
‫واب ِْن ال َّ‬
‫س ِبي ِل ث ْ ه ي ُكون ُولة بيْن ْاَ ْغرِياا ِرر ُك ْم ) [الحرــر‪.]7:‬‬
‫وي هم ردن ادذع اآليدة الكريمدة أن هللا ‪ -‬عدز وجدل ‪ -‬جغدل ادذع المصدا ف‬
‫لمال ال ا ؛ لئال يبقدى رأثلده يتغلدب عليده اَغريداا ح ويتصدرفون فيهدا بمحدا‬
‫الرهوات واآل اا ‪ ,‬وه يصرفون رره يئا إلى ال قراا‬
‫(‪ )1‬أخرجه ابن ماجة ( ‪.) 2313‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أحمد (‪.) 22452‬‬
‫‪- -251‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫س رب أ ت اول المال ف حرثة الحياة ؛ إلغراا الجميدع ‪,‬‬
‫فاآلية الكريمة تُرْ ِ‬
‫ولتحقيق التوازن ف المجتمع ؛ بالقضاا على الطبقية ‪.‬‬
‫وا ِت هساقا رع را سبق ‪ ,‬فإنرا نج أن الرريغة اإلسالرية ح َّرردت ثدل رسدله ح‬
‫يسلكه صاحب المال ف راله بطريقدة غيدر درعية بغيد ة ح ثمدا أردر هللا تغدالى ‪,‬‬
‫وبهذا فإن له أن تمتله المال ؛ ولكن لديس لده أن تكسدبه ردن حدرام ‪ ,‬وأن تكدون‬
‫جرِغا أنانيا ‪ -‬سلمه هللا ‪ -‬ولكن يجب أن تغط حق هللا فيه ‪ ,‬وتحدر ن سده ردن‬
‫( اإلسددراف ح والتددرف ح والب ددل ‪ ,‬وتبتغ د عددن الر ددوة ح وأن تح دب للردداس رددا‬
‫تحبه لر سه ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق تمله المال ف الغرب ‪:‬‬
‫و فد اإلعددالن الغددالم ح والمواثيددق اَخددرى ال اصددة بحقددوق اإلنسددان‬
‫الت فسحت المجال أرام المرافسة الردري ة ؛ للتملده وثسدب المدال والغمدل علدى‬
‫الت وق ف تى ريا ين الحياة حتى تُغمَّر اَ ُ ‪.‬‬
‫ورددن ارددا يغ د اثتسدداب المددال فطددرة ح وا د ف ا عيسددا رددن أجلدده يسددغى‬
‫اإلنسان هرتالن را يحقدق الده ؛ لدذله سدغى ال در بردكل رر در ح أو باه دتران‬
‫رع غيرع للغمل ف دتى الميدا ين ح ورما سدة التجدا ة علدى ثافدة المسدتويات ‪,‬‬
‫وحتى يستطيع ال ر ُ أن يتصرف بهذا الحق على الوجه المطلوب ؛ فالب له ردن‬
‫إيجا آلية قا ة على صيانة اذا الحق رن اهغتصاب ح أو اهعت اا ح أو التجري‬
‫التغس د ‪ ,‬وبمددا أن اددذا اَرددر يت ددق عليدده اإلنسددان ح غددم اخددتالف ياندداتهم ح‬
‫وأعدددراقهم ح ورغتقددد اتهم ح وتقدددرع ثافدددة ال سددداتير ح والمواثيدددق ال وليدددة اات‬
‫الغالقة؛ فإنه بال ه أرر ي ِهد ُم دغوب الغدالم أجمدع ح ويكتسدب الصد ة الغالميدة ؛‬
‫لددذا فق د نصددت المددا ة (السددابغة عرددر رددن اإلعددالن الغددالم لحقددوق اإلنسددان‬
‫بالرسبة لحقوق الملكية ال اصة على أنه ‪:‬‬
‫‪- -252‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫" لكل فر حق ف التملده بم در ع ح أو باه دتران ردع غيدرع ‪ ,‬ثمدا أنده ه‬
‫يجوز تجري أح رن رلكه تغسف ا "(‪. 1‬‬
‫لغل رن اإلنصاف ح را ررا نتكلم عدن حقدوق اإلنسدان ح أن نغطد لكدل ا‬
‫حق حقه ‪ ,‬ونغز لكل فضل فضله ‪.‬‬
‫رعه ال بير الحكيم ح الدذ خلدق اإلنسدان ويغلدم‬
‫إن الرظام المغجز الذ‬
‫را يصدلحه ح وردا ي سدرع درع الرظدام اهقتصدا اإلسدالر ‪ ,‬والدذ علدى أثدا‬
‫تطبيقدده ؛ سددا المسددلمون اَرددم ‪ ,‬وثددانوا قددا ة ال د نيا وأعمددة البرددرية ح وعليدده‬
‫أسسوا المج والحضدا ة ‪ ,‬وأقداروا أقدوى ولدة عرفهدا التدا ي ح فلمدا أعرضدوا‬
‫عددن نظددام بهددم ح واسددتب لوا الددذ اددو أ نددى بالددذ اددو خيددر بأنظمددة رددن وضددع‬
‫البرددر ؛ أصددابتهم المكددا ع وأحا ددت بهددم الركبددات ح وألمددت بهددم المحددن ‪ ,‬وتمكددن‬
‫ررهم ع وام ‪ ,‬فس ه راعهم ‪ ,‬و نس رق ساتهم ‪.‬‬
‫فددإن أ ا وا المج د ؛ فغلدديهم أن يغددو وا إلددى ددريغتهم ح ويطبقونهددا ف د‬
‫رجاهت حياتهم ‪.‬‬
‫‪A Compilation of international instruments, Universal instruments, p4.‬‬
‫‪- -253‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ابغا ‪:‬الرظام اهقتصا‬
‫ف اإلسالم ‪:‬‬
‫إن هللا تغددالى جلددت ق تدده حددين خلددق اَ ُ ح وبددا ن فيهددا ‪ ,‬وق د فيهددا‬
‫أوقاتها ‪ ,‬وأو ع ف بطرها رن اليمرات را يك ؛ لس حاجدات عبدا ع وبدث علدى‬
‫رهراددا رددن ال يددرات رددا يحقددق الرخدداا ل لقدده ‪ ,‬ويك ددل لهددم الددرزق والغددين‬
‫سد وأنبتْردا فِيهدا ِردن‬
‫الوفير ‪ ,‬فقال تغدالى ‪ ( :‬واَ ْ ُ رد ْنااا وأ ْلقيْردا فِيهدا وا ِ‬
‫ُث ِ هل‬
‫ست ُ ْم لهُ ِبر ِاز ِقين «‪) »20‬‬
‫ون «‪ »19‬وجغ ْلرا ل ُك ْم ِفيها رغا ِين ورن لَّ ْ‬
‫ْ اٍ رَّوْ ُز ٍ‬
‫[الحجـــرات]‪.‬‬
‫وقال ‪ ( : :‬قُ ْل أ ِعرَّ ُك ْم لت ْك ُ ُرون ِبالَّ ِذ خلق ْاَ ْ ُ ِفد يدوْ ري ِْن وت ْجغلُدون لدهُ‬
‫س ِرن فوْ قِها وبا ن فِيها وق َّ فِيها‬
‫أن ا ا ا ِله بُّ ْالغال ِمين «‪ »9‬وجغل ِفيها وا ِ‬
‫أ ْقواتها ِف أ ْ بغ ِة أي ٍَّام سواا ِلهلسَّا ِع ِلين «‪[ ) »10‬فصلــت] ‪.‬‬
‫ُ وجغ ْلرددا ل ُك د ْم فِيهددا رغددايِن‬
‫وقددال ‪ -‬عددز وجددل ‪ ( :-‬ولق د ْ ر َّكرَّددا ُث ْم فِ د اَ ْ ِ‬
‫ق ِليال رَّا ت ْ‬
‫ر ُك ُرون ) [اَعراف‪. ]10:‬‬
‫ولق ضمن هللا الرزق لغبا ع ‪ ,‬بل لجميع ر لوقاته بما خلقه ف اذا الكدون‬
‫رددن ثددروات ‪ ,‬و زق وفيددر ‪ ,‬وخيددر عمدديم ح فقددال تغددالى ‪ ( :‬ولق د ْ ث َّررْ رددا برِ د آ م‬
‫وحم ْلرا ُا ْم ِف ْالب ِ هر و ْالب ْح ِر و ز ْقرا ُام ِ هرن َّ‬
‫ت ) [اإلسراا‪.]70:‬‬
‫الط ِيهبا ِ‬
‫لقد خدتم هللا ‪ :‬ادذع اآليدات بتقريدر ادذع الحقيقدة ‪ ,‬واد أنده سدبحانه أتددى‬
‫عبا ع ردن ثدل ردا سدألوع ‪ ,‬وأنهدم لدو اابدوا يغد َّون نغمده علديهم لمدا تمكردوا ردن‬
‫إحصاعها ‪ ,‬واذا يغر أن را خلقه هللا ف الكون رن ثروات ‪ ,‬ورا بيده علدى رهدر‬
‫اَ ُ رددن خيددرات ‪ ,‬ورددا أو عدده ف د بطرهددا رددن أ زاق يك ددى ؛ إل ددباع جميددع‬
‫الحاجددات الت د يكرددف عرهددا تق د م اإلنسددان ‪ ,‬فقولدده تغددالى ( وآتددا ُثم ِ هرددن ُث د ِ هل رددا‬
‫سددأ ْلت ُ ُموعُ ) صددالح ف د ثددل زرددان وركددان ؛ حتددى يددر هللا اَ ُ ورددن عليهددا ‪,‬‬
‫‪- -254‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فكانددت حاجددات الغبددا رك ولددة ‪ ,‬ورددوا‬
‫عليهم وفيرة ‪.‬‬
‫إ ددباع اددذع الحاجددات ثييددرة ‪ ,‬ونغددم هللا‬
‫اهقتصا ليس رغراع التوفير واه خا ‪ ,‬وإنمدا رغرداع التوسد ح واهعتد ال‬
‫ف اإلن اق ‪.‬‬
‫واإل ددا الغددام للرظددام اهقتصددا‬
‫عيسة تتميل ف ‪:‬‬
‫اإلسددالر ح يترثددز علددى ع د ة عراصددر‬
‫‪ -1‬إن رصددا اليددروة تغتبددر أرانددة ررحهددا هللا لإلنسددان ح وجغلدده ‪ :‬أريرددا‬
‫عليها ح رست ل ا فيها ‪ ,‬وعلدى الده يحد المسدلم جهدو ع ح ونردا ه اهقتصدا‬
‫اخل نطاق اذع اَرانة واليقة ح الت أوهاا هللا له ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن اليروة هب أن تكون ركتسبة بالغمل والجهد ح وبوسداعل رردروعة‬
‫ويجب حمايتها والمحافظة عليها ح واست ارها بقا لما أررنا به هللا و سوله ‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب أن توزع اليروات توزيغا عا ه ح فغرد را ت د ثدروة ال در اقدة‬
‫حاجاتدده الضددرو ية والمرددروعة ون ( تقتيددر أو إسددراف ‪ ,‬فددإن عليدده إن دداق‬
‫ال اعا ؛ لس حاجات المحتاجين ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن جميع اليروات الت يمتلكها ال ر بصو ة خاصة ح واَردة بصدو ة‬
‫عارة يجب أن تُستيمر َقصى ح رمكن ‪ ,‬فال يحدق لل ولدة أو الجماعدة أو ال در‬
‫اثترازاا أو تب ي اا ح فيما حرم هللا و سوله ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن التطددو والتقدد م رددن المتطلبددات الضددرو ية ح وإن المرددا ثة فدد‬
‫الررا اهقتصا أرر أوجبه هللا على ثل رسلم ‪ ,‬فغليده أن يغمدل بجد فد سدبيل‬
‫إنتا وثسب را ي يا عن احتياجاته ال ر ية ؛ حتدى يتسدرى لده إخدرا الزثداة ح‬
‫ويساام ف الرهوُ بمجتمغه ‪.‬‬
‫‪- -255‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -6‬إن لكل فر الحق ف أن يرال أجرا عا ه جزاا لغملده ح ون أ تمييدز‬
‫قاعم على أساس " الغرق ح أو الجرس ح أو اللون ح أو ال ين "‪.‬‬
‫‪ -7‬إن الكسدددب الحدددالل ح واإل المردددروع ح امدددا أسددداس الددد خل الدددذ‬
‫يغترف به اإلسالم ‪ ,‬وإن ترميدة اليدروات ح وثافدة وسداعل اإلنتدا يجدب أن تكدون‬
‫رطابقة لرصوص الردريغة اإلسدالرية " فالربدا ح والمقداررة ح واثترداز اَردوال"‬
‫ون اسدتيما اا فد الترميدة ح ورددا ددابه الده رددن اَرددو التد يحررهددا اإلسددالم‬
‫ثمص لل خل ‪.‬‬
‫‪ -8‬إنما المدررون أخوة ‪ :‬إن ربا المسداواة واَخدوة فد اإلسدالم توجدب‬
‫تطبيق حق المرا ثة الغا لة ف حالة اليسدر أو الغسدر‪ ,‬فحدق الزثداة والصد قات ح‬
‫والغ و والميرا ا رن ربا التوزيع الغا ل لليروة ف المجتمع اإلسالر ‪.‬‬
‫‪ -9‬إن التكافل اهجتماع يغطى المحرورين ح والمستضدغ ين ح والغداجزين‬
‫الحق فد ثدروات المجتمدع ح الدذ يغتبدر رسدئوه رسدئولية ثارلدة عدن تزويد ام‬
‫بالمسددكن والملددبس ح والمأثددل والتغلدديم ح والرعايددة الصددحية ؛ والدده ون تمييددز‬
‫ف " السن ح أو الجرس ح أو اللون ح أو ال ين "‪.‬‬
‫‪ -10‬يجددب إقارددة اليددروة اهقتصددا ية ل رددة اإلسددالرية علددى أسددس رددن‬
‫التغاون ح والتكافل الصالح َبراعها ‪.‬‬
‫‪ -‬رحااير وضغها اإلسالم ف المجال اهقتصا‬
‫‪:‬‬
‫لق وضدع اإلسدالم رجموعدة ردن المحدااير التد يجدب حظرادا فد المجدال‬
‫اهقتصا ررها ‪ -1 :‬رسئوليــة توفيـر الغمــل ‪:‬‬
‫حث اإلسالم على مولية المسئولية المقر ة على ولد اَردر لرعيتده فد‬
‫قوله ‪ ” : $‬فاإلرام اعٍ ح واو رسئول عن عيته “ (‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬رواه آالبخاري ‪.‬‬
‫‪- -256‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وإلددى المسددئولية المترتبددة علددى الترثيددب الغضددو لمجتمددع المدددررين فد‬
‫قوله ‪ ” : $‬ريل المدررين ف توا ام ح وتغا هم ح وتراحمهم ؛ ثميدل الجسد إاا‬
‫ا ددتكى رردده عضددو تدد اعى لدده سدداعر اَعضدداا بددالحمى والسددهر “ (‪ , 1‬فهددذع‬
‫المسئولية ؛ تغر ‪ :‬ف رضمونها توفير الغمل لكل قا ‪.‬‬
‫وه يك ددد اردددا القيدددام بددد فع ( رغوندددات ح أو رغا دددات ح أو ررتبدددات ح أو‬
‫ركافددآت للغددا لين ولددو ثان دت ثافيددة ؛ َن القغددو عددن الغمددل إا د ا للطاقدداتح‬
‫وتغويق للجهو ح وتضييع للموا ح وت رير للمجتمغدات ‪ ,‬واَ ادى ردن الده أن‬
‫َّ‬
‫المغطلة عدن الغمدل ح بمدا تحولدت إلدى عصدابات تُمدا ِ س الجدراعم‬
‫اذع الجموع‬
‫الت تر ِغه أرن المجتمغات ‪ ,‬حيث ي فغها ال راغ إلى حماة الرايلة بغ أن فقد ت‬
‫اَرل ف أ رجال ررروع للغمل ‪.‬‬
‫والمجتمع ال اضل الذ يضع فد حسدبانه رصدير اَجيدال المقبلدة ح يرسدم‬
‫ُخططا سليمة ؛ ل لق المزي رن ريا ين الغمل بحيث تجد اَجيدال المتتابغدة ادذع‬
‫الميا ين ر توحة اَبدواب أرارهدا ح ون أ تضدييق ح أو إعاقدة أو تغطيدل ‪ ,‬وإاا‬
‫ثان رن اَامية ؛ أن يغمل المجتمع على إيجا "سبل الغدين" أو تيسديراا لكدل‬
‫جاعع ح فإن أامية إيجا اذع السبل ح أو تيسيراا لكل جاعع ه تبلدغ جدة إيجدا‬
‫الغمل أو تيسيرع لكل قا ‪.‬‬
‫‪ -2‬التحذير رن استر اا الطاقات والجهو ‪:‬‬
‫وقال ‪ ” : $‬وه تكل هوام را يغلدبهم ‪ ,‬فدإاا ثل تمدوام فدأعيروام “(‪ 2‬ولديس‬
‫رددن رصددلحة الغمددل وه رددن رصددلحة اهقتصددا ح أن تسددتر ذ اقددات الغددارلين ح أو‬
‫تست رغ جهو ام ‪ ,‬فإن استر اا اذع الطاقات ح أو است راغ ادذع الجهدو ؛ رغرداع ‪:‬‬
‫القضاا على الغرصر اَساس ف الهيكل اهقتصا واو " الي الغارلة " ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب اآلداب ‪ ،‬باب رحمة الناس والبهائم ( ‪.) 5665‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب اإليمان ‪ ،‬باب الم اصي من أمر الجاهلية ( ‪.) 30‬‬
‫‪- -257‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وتأسيسا على را سبق ح فإن اإلسالم وضع روانع لجردع أصدحاب الغمدل ؛‬
‫ِلددئ َّال تد فغهم الرغبددة الطاغيددة فد الحصددول علددى رزيد رددن اَ بددا إلددى رغارلددة‬
‫الغمدددال ثمدددا تغاردددل اآلهت التددد تسدددتهله ون تقددد ير إلنسدددانيتهم ح أو رراعددداة‬
‫لطاقاتهم وجهو ام ‪.‬‬
‫‪ -3‬التحذير رن از اا الغمل ح وتحقير رن يغمل به ‪:‬‬
‫إن الغمدل المرددروع ددرف لكددل عارددل ‪ ,‬ويك د ددرف ا للغمددل أن هللا قد‬
‫أرر به ح وجغل ن سه قيبا عليه ح وحذ رن التهاون فيه ح أو اهنصدراف عرده ‪,‬‬
‫واله فد قولده تغدالى ‪ ( :‬وقُد ِل ا ْعملُدواْ فسديرى ه‬
‫اّللُ عمل ُكد ْم و سُدولُهُ و ْال ُم ْد ِررُدون‬
‫ب وال َّ‬
‫رها ِة فيُر ِبهئ ُ ُكم ِبما ُثرت ُ ْم تغْملُون ) [التوبــة‪. ]105:‬‬
‫وستُر ُّون ِإلى عا ِل ِم ا ْلغ ْي ِ‬
‫وارددا ي ِزي د ُل اإلسددالم رددا ق د ي ْغد ِدرُُ ف د بغددا اَااددان رددن از اا الغمددل‬
‫وتحقير ردن يغمدل ‪ ,‬فإااندة اإلنسدان لر سده ح أو إااندة غيدرع لده فد سدبيل جمدع‬
‫المال أو رضاع ته ؛ او اختالل لميزان الحياة ح وقلب َوضاعها ‪ ,‬فكيف يصدبح‬
‫ال ُمس َّ ر له رس را ح والسي عب ا ح والمكرم رهانا ؟‬
‫إن اله ف رن اَنردطة اهقتصدا ية لديس رجدر جرد ل بدا ح وه ترميدة‬
‫المددددوا ح أو رضدددداع ة اليددددروات ؛ ولكددددن الهدددد ف اَساسدددد اددددو الوصددددول‬
‫بالمجتمغدددات اإلنسدددانية إلدددى رسدددتوى أفضدددل فددد حياتهدددا ؛ أ ‪ :‬تحقيدددق ثراردددة‬
‫اإلنسان ‪.‬‬
‫اددذا التكددريم ير د الت رقددة بددين اَخددالق اهقتصددا ية ح واَخددالق ال يريددة ؛‬
‫َن اَخالق ال اضدلة ح أو ركدا م اَخدالق ه ت تلدف أوصدافها ح وه رغانيهدا فد‬
‫أ رجال رن رجاهت الحياة ‪.‬‬
‫ثمددا أن الت رقددة بددين أخددالق اقتصددا ية ح وأخددرى يريددة ا د الت د أح د ثت‬
‫اهضدددطراب فددد أفكدددا الرددداس ح واهخدددتال فددد أفهدددارهم ؛ فانتكسدددت حيددداتهم‬
‫‪- -258‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واضطربت أوضاعهم ح وخ يت عليهم رغالم الطريق ح وتغذ عليهم الوصول إلى‬
‫اله ف المررو ‪.‬‬
‫‪ -4‬الره عن اهستيما ون إعما ‪:‬‬
‫يقصددد اإلسدددالم باهسدددتيما ‪ -‬اإلعمدددا ‪ -‬فلددديس ثدددل اسدددتيما ردددأخوا فددد‬
‫اهعتبدددا ثمدددا ادددو سدددبيل اَسددداليب التقلي يدددة فددد اهقتصدددا ؛ إا ثيدددف يغتبدددر‬
‫الربدا ‪ ,‬وعمليدات المضدا بة القاعمدة علددى الرصدب واهحتيدال ‪ ,‬وتدرويج ال احرددة‬
‫عن ريق عمالعها المحترفين ‪ ,‬وتوسيع نطاق اإلنجاز ف الكماليات ‪ -‬ردن قبيدل‬
‫اهستيما رع أنه رن قبيل التد رير ح والت ريدب ح والقضداا علدى اقتصدا يات أ‬
‫رجتمع ؟‬
‫ولق أبرز القدرآن الهد ف ردن أ نردا يقدوم بده اإلنسدان فد حياتده علدى‬
‫ُ‬
‫اَ ُ ‪ -‬واو اإلعمدا ‪ -‬والده ثمدا فد قولده تغدالى ‪ُ ( :‬ادو أنردأ ُثم ِ هردن اَ ْ ِ‬
‫واسْتغْمر ُث ْم فِيها ) [اــو ‪.]61:‬‬
‫‪ -5‬اهبتغا عن إي اع اَروال ف ال ا‬
‫‪:‬‬
‫دات ب ْغ ُ‬
‫قددال تغددالى ‪ ( :‬و ْال ُم ْد ِررُددون و ْال ُم ْد ِررد ُ‬
‫دا ) [التوبددة‪, ]71:‬‬
‫ض د ُه ْم أوْ ِليدداا ب ْغد ٍ‬
‫وقوله ‪ ( :‬يا أيُّها الَّذِين آررُواْ ه تت َّ ِ ذُواْ ْاليهُو والرَّصا ى أوْ ِليداا ب ْغ ُ‬
‫ضد ُه ْم أوْ ِليداا‬
‫ْا ورن يتولَّهُم ِ هرر ُك ْم ف ِإنَّهُ ِر ْر ُه ْم ) [الماع ة‪ , ]51:‬وقولده ‪ ( :‬يدا أيُّهدا الَّدذِين آررُدواْ ه‬
‫بغ ٍ‬
‫تت َّ ِ ذُواْ الَّذِين ات َّ ذُواْ ِير ُك ْم ُا ُزوا ول ِغبا ِ هرن الَّذِين أُوتُواْ ْال ِكتاب ِردن قد ْب ِل ُك ْم و ْال ُك َّدا‬
‫أوْ ِلياا ) [الماعـ ة‪.]75:‬‬
‫ويب و واضحا رن الره عن ات داا ‪ -‬اليهدو أو الرصدا ى ‪ -‬أوليداا ؛ لغد م‬
‫اعتمانهم على ا فيه رصلحة للمدررين ح وه سيما اَروال ‪.‬‬
‫إن ثراايدددة غيدددر المسدددلمين لإلسدددالم تددد فغهم اعمدددا إلدددى أن يُ ْ‬
‫رددد ِغلوا فددد‬
‫( استمرا وإصرا فتيدل ال رقدة ح والتردازع بدين المسدلمين ح وإلدى أن ي تحدوا‬
‫‪- -259‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫قرددددوات رترددددغبة ال ددددروع ح واهتجااددددات ؛ هرتصدددداص أرددددوالهم ح واسددددتر اا‬
‫إركانياتهم ثم ترثهم ح وام ف غمرة التراحر الذ يز ا ضراوة ‪.‬‬
‫وررذ رتى ثان غير المسدلمين رددتمرين علدى أردوال المسدلمين ح أو علدى‬
‫أعراضهم ح أو على ا ُّ‬
‫يغز عليهم ؟‬
‫‪ -6‬الره عن اإلقارة ف‬
‫ا الك ر ‪:‬‬
‫قال ‪ $‬ف أن رن خل ف اإلسدالم ردن الك دا ‪ ” :‬ثدم ا عهدم إلدى التحدول‬
‫رددن ا اددم إلددى ا المهدداجرين “(‪ 1‬؛ ورغرددى ‪ :‬الدده أن ا الك ددر ليسددت ب د ا‬
‫إقارة ح وأن على المسلمين أن يتحولوا إلى ا اإلسالم ؛ لتجر علديهم أحكارده‬
‫‪ ,‬وه يكون بقا ام ف ا الك ر إه لغذ رقبول أو َجدل قريدب أو ثدانوا جماعدة‬
‫اات وثة ‪.‬‬
‫فددإاا ثددان الددذ يدددذاب لإلقارددة فدد ا الك دددر صدد وة الغقددول الم كدددرة ح‬
‫وال برات الرا ة ف اذا الغصر الذ نغدين فيده فمدا رقد ا ال سدا ة والضدياع‬
‫والبالا الذ يحل باَقطا اإلسالرية ؟ ‪.‬‬
‫إنهددا ال سددا ة الت د ت ددوق ثددل تق د ير ح والضددياع الددذ يصددغب عليدده أ‬
‫قرا ‪ ,‬والبالا الذ ير له الغال ‪.‬‬
‫وبهذا فق حذ اإلسدالم ردن رجموعدة ردن اَردو التد تددثر تدأثيرا ثبيدرا‬
‫على أ زاق الغبا ‪.‬‬
‫‪ -7‬تحريم الربا ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود ( ‪. ) 2612‬‬
‫‪- -260‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الربدا ادو ‪ :‬الزيددا ة التد يأخددذاا المقدرُ لقداا القددرُ ‪ ,‬أو الزيدا ة التد‬
‫يأخذاا الباعع لقاا التأخير ف فع اليمن ‪.‬‬
‫ف يه يسْت ِغ ُل المرابد حاجدة المسدتقرُ إلدى المدال ‪ ,‬وي درُ عليده زيدا ة‬
‫يأخددذاا بغيددر رقابددل رددن جهد وه ر ددا رة ‪ ,‬فيددز ا الغرد غرددا ‪ ,‬وال قيددر فقددرا ح‬
‫راا الكا ِحين والغارلين ‪ ,‬فه ه تغمل‬
‫وتوج بقة أ به بالغلق ‪ ,‬الذ يمت‬
‫يئا ‪ ,‬ولكن تغو إليها ثمرات ثل د ا ‪ ,‬وبهدذا تتسدع ال دروق اهقتصدا ية بدين‬
‫الطبقات ‪ ,‬وتتأجج نا الحق ح والصراع والبغضاا ‪.‬‬
‫لهددذا د َّ اإلسددالم علددى تحددريم الربددا ‪ ,‬وجغلدده رددن الكبدداعر والموبقددات ‪,‬‬
‫وتوع عليده بدأعظم الوعيد ‪ ( :‬يدا أيُّهدا الَّدذِين آررُدواْ اتَّقُدواْ ه‬
‫اّلل وا ُ واْ ردا ب ِقد ِردن‬
‫ب ِ هرددن ه‬
‫سددو ِل ِه ‪...‬‬
‫اّللِ و ُ‬
‫ِه‬
‫الربددا إِن ُثر دتُم ُّرد ْدد ِررِين «‪ »278‬ف د ِإن لَّ د ْم ت ْغلُددواْ فددأْانُواْ بِحددرْ ٍ‬
‫«‪[ ) »279‬البقرة] ح ولغن سول اإلسالم ‪ $‬آثل الربا ح وروثله ح وثاتبه ح و اا ع ‪.‬‬
‫‪ -8‬التحذير رن اهحتكا ‪:‬‬
‫فقد جدداا فد الحد يث الصددحيح ‪ ” :‬ه يحتكددر إه خددا ئ “ (‪ 1‬؛ أى ‪ :‬آثددم ‪,‬‬
‫وف ح يث آخر واع أحم ‪ ” :‬رن احتكر غارا أ بغين يورا ح فق بدر ردن هللا‬
‫وبر هللا رره “ (‪. 2‬‬
‫وإنمددا جدداا اددذا الوعي د ؛ َن المحتكددر يري د أن يبر د ن سدده علددى أنقدداُ‬
‫اآلخرين ‪ ,‬وه يهمه جاع الراس أو عروا ‪ ,‬را ام ف الده اادم أو ندانير ترتد‬
‫إلى خزاعره ‪ ,‬وثلَّما أى الراس أ حاجة إلى سلغته ؛ زا فد إخ اعهدا ‪ ,‬وا دت‬
‫سرو ع بغالعها ‪ ,‬ولهذا وى الح يث ‪ ” :‬بئس الغب المحتكر ‪ ,‬إن سدمع بدرخ‬
‫سااع ‪ ,‬وإن سمع بغالا فر “ (‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم كتاب المساقاة ‪ ،‬باب حريم االحتكار ( ‪. )1605‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أحمد ( ‪.) 4880‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الطبراني في الكبير (‪. )186‬‬
‫‪- -261‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وقددد اختلدددف ال قهددداا فددد تح يددد اَ دددياا التددد تحدددرم احتكا ادددا ‪ ,‬أاددد‬
‫اَقددوات ؟ أم ا د ثددل رددا اددو ضددرو للردداس ؟ والصددحيح رددا قالدده اإلرددام أبددو‬
‫يوسف ‪ ” :‬ثل را أضر بالراس حبسه ؛ فهو احتكا “ ‪.‬‬
‫‪ -9‬الره عـــن الغــن ‪:‬‬
‫قال ‪ ” : $‬رن غررا فليس ررا “(‪ ” , 2‬البيغان بال يا ردا لدم يت رقدا ‪ ,‬فدإن‬
‫ص قا وبيرا بو ن لهما ف بيغهما ‪ ,‬وإن ثتما وثذبا ؛ رحقت برثة بيغهما “(‪. 3‬‬
‫ورددن الغددن ‪ :‬تط يددف الكيددل والددوزن ‪ ,‬الددذ أنددزل هللا فيدده قرآنددا يُتلددى ‪:‬‬
‫داس يسْدتوْ فُون «‪ »2‬وإِاا ثدالُو ُا ْم أو‬
‫( ويْل ِله ْل ُمط ِ ه ِين «‪ »1‬الَّذِين إِاا ا ْثتالُوا على الرَّ ِ‬
‫وَّ زنُو ُا ْم يُ ْ س ُِرون «‪) »3‬‬
‫[المط‬
‫يــن] ‪.‬‬
‫وقدد اثددر القددرآن قصددة " ددغيب " رددرات ع يدد ة ح واددو يدد عو قوردده‬
‫سد ِدرين «‪ »181‬و ِزنُددوا‬
‫بددإخالص ح وإصددرا ‪ ( :‬أوْ فُددوا ْالك ْيددل وه ت ُكونُددوا ِرددن ْال ُم ْ ِ‬
‫يم «‪[ ) »182‬الرغــراا] ‪.‬‬
‫ِب ْال ِقسْط ِ‬
‫اس ْال ُمسْت ِق ِ‬
‫‪ -10‬تحريم اإلسالم غصب اَروال ‪:‬‬
‫والغصب ‪ :‬اغتيدال أردوال الرداس جهدرا وقهدرا ‪ ,‬ويغلدب أن يكدون الده فد‬
‫اَ اض المز وعة ؛ ولذله و التر ي ف أنها ح فغن أب رسغو قلدت ‪ :‬يدا‬
‫سول هللا ‪ ..‬أ الظلم أرلم ؟ فقال ‪ ” :‬ا اع رن اَ ُ يرتقصدها المدرا المسدلم‬
‫رددن حددق أخيدده المسددلم ‪ ,‬فلدديس حصدداة رددن اَ ُ يأخددذاا إه وقهددا إلددى قغددر‬
‫اَ ُ ‪ ,‬وه يغلم قغراا إه هللا الذ خلقها “ (‪. 1‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب اإليمان ‪ ،‬باب قول النبي – صل ى عليه وسلم ‪ -‬آ ((من غشنا فلين منا ))( ‪.) 101‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه آ مسلم في البيوع ‪ ,‬باب الصدق في البيع والبيان رقم ‪1532‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد (‪.)3767‬‬
‫‪- -262‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ورهما ق َّل أو ثير را يغتصبه اإلنسان ؛ فهو( س ُْحت يجب اهن الع ررده ح‬
‫و ع إلى صداحبه ح قدال سدول هللا ‪ ” : $‬ه يحدل هردر ردن ردال أخيده ديئ إه‬
‫بطيب ن س رره “ (‪. 2‬‬
‫إاا نظرنددا إلددى اليددروات الكبددرى ح و ققرددا الرظددر ف د أصددولها ‪ ,‬وج د نا أن‬
‫ثييددرا ررهددا خصوصددا اَ اضدد المقتطغددة ح لدديس ثسددبا خالصددا ‪ ,‬وأن حقددوق‬
‫اَلوف رن ال العق تتغلق بها ‪.‬‬
‫و بمددا اسددتطاع القددانون رصددا ة بغددا اددذع اَرددوال الظدداارة ح الت د لددم‬
‫يغرف لها رصا واضحة ح أو الت ثبت أنها حرام ‪.‬‬
‫ولكن اإلسالم يحرن الضمير اإلنسان ؛ ث يبغث الماله على تحر الحق‬
‫فيما يمله ح و ر را ع اع رهما خ د أو ثيدر ح إن هللا ه يقبدل توبدة ردن يمسده‬
‫بحقوق اآلخدرين عرد ع ح ويجتاحهدا ون ربداهة رهمدا أثيدر ردن الغبدا ات ‪ ,‬وقد م‬
‫رن صلوات ح وص قات ‪.‬‬
‫فغن أب عيمان ح عن سلمان ال ا س ح وسدغ بدن أبد وقداص ح وحذي دة‬
‫بددن اليمددان ح وعب د هللا بددن رسددغو حتددى ع د " سددتة أو سددبغة " رددن أصددحاب‬
‫الرب ‪ $‬قدالوا ‪ :‬إن الربد ‪ $‬قدال ” إن الرجدل لترفدع يدوم القياردة صدحي ته ؛ حتدى‬
‫يرى أنه نا ‪ ,‬فما تزال رظدالم برد آ م تتبغده حتدى ردا يبقدى لده حسدرة ح ويحمدل‬
‫عليه رن سيئاتهم “(‪. 3‬‬
‫ورغرى ادذا ‪ :‬أن المكاسدب السديئة تبطدل الغبدا ات وتحبطهدا ح وأن رظدالم‬
‫الغبا تتغلق ف قبة ردن أخدذاا وه يقبدل هللا ررده صدرفا وه عد ه إه إاا أعطدى‬
‫الحقوق َصحابها أو ترازل عرها أصحابها‬
‫(‪ )2‬أخرجه أحمد ( ‪.) 21119‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الحاكم في المستدرك ( ‪.) 8714 ( ) 618/4‬‬
‫‪- -263‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وق ثان " عمر بن ال طاب " يرظر ف ثروات الوهة ‪ ,‬فما رره ررها جاا‬
‫باستغالل ن وا ؛ أرر بمصا تها فو ا ‪.‬‬
‫ولددو أن اددذع السياسددة الغُم ِريَّددة ن ددذت ف د ثدل عصددر ورصددر ؛ هسددتراحت‬
‫الرغوب رن بالا جسيم عظيم ‪ ,‬وثان ال ا وق ‪ d‬يصدا ردا ثدان يكسدبه الدوهة‬
‫رن أعمال ه يجوز لهم اه تغال بها ثالتجا ة ح وردا إليهدا أثرداا وهيدتهم ‪ ,‬أو ردا‬
‫ثان يأتيهم رن ا ايا أو أروال ؛ نتيجة هستغالل ن واام وجااهم ‪.‬‬
‫فغل اله ‪ d‬رع وهته على البصرة ‪ ,‬وفغله ردع أبد اريدرة ‪ d‬ن سده عارلده‬
‫على البحرين ‪ ,‬فق بلغه أنه اغترى أثراا وهيته ؛ فأحصى ثروته ح وصا جميع‬
‫را ه ف رص ع ررها ح وألحقه ببيت المال ‪ ,‬وق جرى بيرهمدا فد الده نقدان‬
‫ريف ي ل على ربلغ حرص عمر علدى تحقيدق الغ الدة ح ورحا بدة الكسدب غيدر‬
‫المرروع ح فق قال له عمر‪ ” : d‬استغملته على البحرين وأنت بال نغلين ‪ ,‬ثدم‬
‫بلغر د أندده ابتغددت أفراسددا بددألف وسددتماعة يرددا ح فقددال أبددو اريددرة ‪ :‬ثانددت لرددا‬
‫أفراس تتراتج وعطايا تتالحق ‪ ,‬قال عمر ‪ :‬ق حسبت لده زقده وردنتده ح وادذا‬
‫فضل فأ هِع ح فقال أبو اريرة ‪ :‬ليس له ح قال عمر‪ :‬بلدى ‪ ,‬وهللا َوجغدن رهدرن ح‬
‫ثم قام إليه بال ة فضربه حتدى أ رداع ح ثدم قدال لده ‪ :‬اعدت بهدا ح قدال أبدو اريدرة‪:‬‬
‫احتسبتها ح فقال عمر ‪ :‬اله لو أخذتها رن حالل ح وأ يتهدا اعغدا ‪ ,‬أجئدت ردن‬
‫أقصى البحرين تجب الراس له ه وه للمسلمين ؟! “ ‪.‬‬
‫وح ريل اله رع " سغ بن أب وقاص" ل َّم ا وهع عمر علدى الكوفدة ‪,‬‬
‫فق قاسمه عمر راله حيرما ه ف رص ع ‪.‬‬
‫وفغل اله أيضا رع "عمرو بن الغاص " واليه على رصر ‪ ,‬فق ثتب إليه‬
‫‪” :‬إنه فرت له فا ية رن رتاع ح و قيدق ح وآنيدة ح وحيدوان ‪ ,‬لدم تكدن لده حدين‬
‫وليت رصر“ فكتب إليه عمرو ‪” :‬إن أ ضرا أ ُ رز ع ح رتجر ‪ ,‬فرحن نصديب‬
‫فضال عما تحتا إليه ن قترا “ ‪.‬‬
‫‪- -264‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فكتب إليه عمر‪” :‬إن ق خبرت رن عمال السدوا ردا ث دى ‪ ,‬وثتابده إلد َّ‬
‫ثتدداب رددن أقلقدده اَخددذ بددالحق ‪ ,‬وق د سددئت بدده ررددا ح ووجهددت إليدده رحم د بددن‬
‫رسلمة ؛ ليقاسمه راله ‪ ,‬فأ لغه وأ غمده ‪ ,‬وأخدر إليده ردا يطالبده بده ‪ ,‬واع ده‬
‫رن الغلظة عليه“ ‪.‬‬
‫‪ -11‬التحذير رن الترف والمترفين ‪:‬‬
‫ُحررده اإلسدالم ‪ ,‬ويردت فد تحريمده ورقاورتده ‪,‬‬
‫اران نوع رن اإلسراف ي ِ ه‬
‫لمددا فيدده رددن إفسددا حيدداة ال ددر ‪ ,‬وحيدداة الجماعددة ؛ الدده اددو رددا سددماع اإلسددالم‬
‫( الترف واو ‪ :‬التوسع ف ألوان الترغم ‪ ,‬وأسباب الرفااية ‪ ,‬رما يم البطدون‬
‫رن رطاعم ح وررا ب ‪ ,‬ورا يغردى اَبد ان ردن حلد وحلدل ‪ ,‬وردا يغمدر البيدوت‬
‫رن أثا و ين ‪ ,‬وتحف وتماثيل ‪ ,‬وأ وات فضية واابية‪ ...‬وغير اله ‪.‬‬
‫إن القرآن يغتبر الترف أول المغوقات الت تحُول بين الراس ح وبدين اتبداع‬
‫الحددق ؛ َن التددرف لددم ي د ع َصددحابه رتسددغا لغيددر ددهواتهم ‪ ,‬ورددتغهم ‪ ,‬فمددن‬
‫عاام إلى غير اله ‪ ,‬عا وع وقاوروع ‪ ,‬قال تغدالى ‪ ( :‬وردا أ ْ س ْدلرا فِد قرْ يد ٍة ِ هردن‬
‫س ْلتُم بِ ِه ثافِ ُرون ) [سبــأ‪.]34:‬‬
‫ِير إِ َّه قال ُرتْرفُواا إِنَّا بِما أ ُ ْ ِ‬
‫نَّذ ٍ‬
‫والترف له لوازره رن اللهو ح والغبث ح والمجون ‪ ,‬وله تأثيرع ف إ داعة‬
‫الميوعة ح والطرواة ف أبراا اَرة ‪ ,‬رما يد بغد حدين إلدى انحدالل أخالقهدا ح‬
‫وت س د وابطهددا ‪ ,‬واتسدداع الهددوة بددين أبراعهددا ؛ نتيجددة لحررددان اَثيريددة رددن‬
‫الضرو يات ح وتمتع اَقلية بما ه عين أت وه أان سمغت ‪.‬‬
‫ورددن ارددا تسددتحق الجماعددة ثلهددا الهددالن والغددذاب ‪ ,‬المترفددون لتددرفهم ‪,‬‬
‫واآلخددرون لسددكوتهم أو رمدداهتهم ‪ ( :‬و ِإاا أ ْنددا أن نُّ ْه ِلدده قرْ يددة أررْ نددا ُرتْر ِفيهددا‬
‫ف سقُواْ فِيها فح َّ‬
‫ق عليْها ْالقوْ ُل ف رَّرْ نااا ت ْ ِريرا ) [اإلسراا‪.]16:‬‬
‫‪- -265‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إن القرآن الكريم ح يحد ثرا أن التدرف ثدان ادو المسدئول اَول عمدا أصداب‬
‫ثييرا رن اَرم رن عقاب هللا وبالعده ‪ ,‬فحُرردت ردن الرصدر ‪ ,‬وحقدت عليهدا ثلمدة‬
‫ب إِاا ُا ْم ي ْجأ ُ ون «‪ »64‬ه ت ْجدأ ُ وا ْاليدوْ م‬
‫يهم ِب ْالغذا ِ‬
‫الغذاب ‪ ( :‬حتَّى إِاا أخ ْذنا ُرتْرفِ ِ‬
‫ددرون «‪[ ) »65‬المدررددون] ‪ ( ,‬وثدد ْم قصددمْ را ِرددن قرْ يدد ٍة ثان ْ‬
‫ددت را ِلمددة‬
‫إِنَّ ُكددم ِ هررَّددا ه تُرص ُ‬
‫وأنرأْنا ب ْغ اا قوْ را آخ ِرين «‪ »11‬فلمَّا أحسُّدوا بأْسدرا إِاا ُادم ِ هر ْرهدا يرْ ُث ُ‬
‫ضدون «‪»12‬‬
‫ه ترْ ُث ُ‬
‫ضوا وا ْ ِجغُوا إِلى را أُتْ ِر ْفت ُ ْم فِي ِه ورسا ِثرِ ُك ْم لغلَّ ُك ْم تُسْألُون «‪[ ) »13‬اَنبيــاا]‪.‬‬
‫‪- -266‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫خارسا ‪:‬الرظام اهقتصا‬
‫بين اإلسالم والغرب‪.‬‬
‫عرفرا رن القواع السابقة التد قدام عليهدا برداا اهقتصدا اإلسدالر ‪ ,‬أنده‬
‫اقتصا رتميز عما يغرفه الراس اليوم ‪ ,‬رن رذااب وأنظمدة تتجده إلدى اليمدين أو‬
‫إلى اليسا ‪ ,‬رما يسدمى بدـ ( الرأسدمالية أو الرديوعية فهدو ي دالف ثدال ررهمدا‬
‫علددى حد ة ‪ ,‬وي ال همددا جميغددا فد أرددو ررددترثة ‪ ,‬فضددال علددى أندده سددبقهما فد‬
‫الظهو ‪ ,‬بأثير رن اثرى عرر قرنا رن الزران ‪.‬‬
‫إن الرأسمالية تقوم على تق يس حرية ال ر ‪ ,‬وإ الق الغردان لده ؛ ليمتلده‬
‫ردا داا ‪ ,‬ويرمد ردا رلدده بمدا دداا ‪ ,‬وير قده ثمددا داا ‪ ,‬ون قيددو تُدذثر ‪ ,‬علددى‬
‫وساعل تملكه ح وترميته ح وإن اقه ‪.‬‬
‫أرا حق المجتمع عليده فد رالده ح وفد رراقبتده ‪ ,‬ورحاسدبته علدى تملكده‬
‫واسددتيما ع وإن اقدده ؛ فحددق ضددغيف يرددبه المغ د وم ‪ ,‬وه يج د رددن اخلدده قابددة‬
‫ااتية تجغله يحترم ادذا الحدق ح ويرعداع ‪ ,‬بدل يحتدال عليده ؛ ليدت ل ررده تحدت‬
‫سمع القانون وبصرع ‪.‬‬
‫أرددا اإلسددالم فقد أيردداع يضددع قيددو ا علددى التملدده والتكسددب ‪ ,‬وقيددو ا علددى‬
‫اهسددتيما والترميددة ‪ ,‬وقيددو ا علددى اهسددتهالن واإلن دداق ‪ ,‬وي ددرُ حقوقددا علددى‬
‫المالدده ‪ ,‬بغضددها اعددم ‪ ,‬وبغضددها ردقددت ‪ :‬فهددو يلغ د اعتبددا الملكيددة المحررددة ‪,‬‬
‫ويحظددر الربدددا ح واهحتكددا ح والغدددن ‪ ..‬وغيراددا ردددن ثددل ردددا يردداف اَخدددالق ‪,‬‬
‫ويراقا رصلحة جمهو الراس ‪ ,‬ويجغل ضمير المسلم الذ يُراقب ال الق قبل‬
‫ال لق ‪ -‬واو الحا س اَول ‪ -‬علدى عايدة تلده الحقدوق ‪ ,‬الم روضدة عليده ردن‬
‫قِبل راله المال الحقيق ‪ ,‬واو هللا ‪. :‬‬
‫‪- -267‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويغط اإلسال ُم الحاثم الررع الذ يحكم بمدا أندزل هللا الحدق فد انتدزاع‬
‫رلكيددة ال ددر ‪ ,‬إاا تغا ضددت رددع رصددلحة عارددة للجماعددة ‪ ,‬ثمددا يغطيدده الحددق فد‬
‫الحجر على الس هاا والمبذ ين ‪ ,‬وغل ي ام عن التصرف ف أروالهم ‪.‬‬
‫واكددذا تردداول ال صددل الرابددع الحقددوق اهقتصددا ية بددين اإلسددالم والغددرب‬
‫واسدددتطاع إبدددراز جواندددب حقوقيدددة ع يددد ة فددد حدددق حريدددة الغمدددل بدددين اإلسدددالم‬
‫والغددرب ح وحددق الغارددل بددين اإلسددالم والغددرب ح وحددق تملدده المددال بددين اإلسددالم‬
‫والغددرب ح والرظددام اهقتصددا بددين اإلسددالم والغددرب ؛ اعتمددا اعلى رما سددات‬
‫عمليددة فد اإلسددالم والغددرب ح واددذا يأخددذنا إلددى تردداول الحقددوق اهجتماعيددة بددين‬
‫اإلسالم والغرب رن خدالل ثمدان نقدا رحو يدة ؛ ن صدل القدول عرهدا فد ال صدل‬
‫ال ارس بحوله تغالى ‪.‬‬
‫‪- -268‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -269‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الفصل الخامن‬
‫حقوق اإلنسان االجتماعية‬
‫بيـــــن‬
‫اإلســـالم والغــــرب‬
‫‪- -270‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -271‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رحتويات ال صل‬
‫أوه ‪ :‬حق اليتيم بين اإلسالم والغرب‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق اليتيم ف اإلسالم ‪:‬‬
‫ب‪ -‬حق اليتيم ف الغرب‬
‫ثانيا ‪ :‬حق عاية أصحاب الغااات بين اإلسالم والغرب‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق عاية أصحاب الغااات ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق عاية أصحاب الغااات ف الغرب ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ :‬حقوق اَبراا واآلباا بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حقوق اَبراا واآلباا ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حقوق اَبراا واآلباا ف الغرب ‪.‬‬
‫ابغا ‪ :‬حق التغليم بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق التغليم ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق التغليم ف الغرب ‪.‬‬
‫خارسا ‪ :‬حق الجا بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق الجا ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق الجا ف الغرب‪.‬‬
‫سا سا ‪ :‬حق عاية المسرين بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق عاية المسرين ف اإلسالم‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق عاية المسرين ف الغرب‪.‬‬
‫‪- -272‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سابغا ‪ :‬حق المرأة بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق المرأة ف اإلسالم‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق المرأة ف الغرب‪.‬‬
‫ثاررا ‪:‬حق الضمان اهجتماعى بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حق الضمان اهجتماع ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق الضمان اهجتماع ف الغرب‪.‬‬
‫‪- -273‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه ‪ :‬حق اليتيم بين اإلسالم والغرب‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حق اليتيم ف اإلسالم‪:‬‬
‫اليتيم او رن رات أبواع ح أو أح اما ؛ فان ر عرهما أو عن واح ررهما ‪.‬‬
‫فاليتم ف اللغة ‪ :‬اهن درا ح يقدال ‪ :‬ة يتيمدة ؛ أ ‪ :‬فريد ة ردن نوعهدا ح‬
‫و ا يتيمددة ؛ أ ‪ :‬ه يجاو اددا بيددت رددن أ جهددة رددن جهاتهددا اَ بددع ح وقيددل ‪:‬‬
‫رغراع ‪ :‬اإلبطاا ح وق سم اليتيم يتيما ؛ َن البر يبطئ عره ح اذا رغردى اليتديم‬
‫ف اللغة ‪.‬‬
‫أردا فد اهصددطال ح فمغرداع أخد رددن ادذا المغردى ح فدداليتيم عرد ام اددو‪:‬‬
‫صددغير رددات أبددوع ح فددإاا بلددغ زال وصددف اليددتم عردده ح وأصددبح جددال يلد أرددو ع‬
‫بر سه را ام ي ا ح وق يُسمى بغ البلوغ يتيما ؛ باعتبا را ثان ح لغرُ رن‬
‫اَغراُ البالغية ثالمبالغة ف الحث علدى فدع رالده إليده عرد بلوغده الر د ح‬
‫والتحذير رن أثل ا رره ‪.‬‬
‫ونج ف القرآن الكريم الرعاية الكارلة لحق اليتيم ح فقال ‪ -‬تغالى ‪:-‬‬
‫أوه ‪ -‬قال تغالى ( فأرَّا ْاليتِيم فال ت ْقهرْ «‪ »9‬وأرَّا السَّاعِل فال ت ْرهرْ «‪) »10‬‬
‫[الضحى‪ 9:‬ح‪.]10‬‬
‫ثانيا ‪ -‬وقال تغالى ( وآتُواْ ْاليتارى أرْ وال ُه ْم وه تتبد َّلُواْ ْال بِيدث بِ َّ‬
‫ب وه‬
‫الط ِيهد ِ‬
‫تأ ْ ُثلُواْ أرْ وال ُه ْم ِإلى أرْ وا ِل ُك ْم ِإنَّهُ ثان حُوبا ث ِبيرا ) [الرســاا‪.]2 :‬‬
‫ثاليا ‪ -‬وقال تغالى ( فال ْاقدتحم ْالغقبدة «‪ »11‬وردا أ ْ ان ردا ْالغقبدةُ «‪ »12‬ف ُّ‬
‫ده‬
‫قب ٍة «‪ »13‬أوْ إِ ْ غام فِ يوْ ٍم ِا رسْغب ٍة «‪ »14‬يتِيما اا ر ْقرب ٍة «‪[ ) »15‬البل ‪.]1-11:‬‬
‫ِين «‪ »1‬فذ ِله الَّ ِذ يد ُ ُّ‬
‫ع ْاليتِديم‬
‫ابغا ‪ -‬وقال تغالى ‪ ( :‬أ أيْت الَّ ِذ يُكذهِبُ ِبال ه ِ‬
‫«‪ »2‬وه يحُاُّ على غ ِام ْال ِم ْ‬
‫ين ) [الماعــون‪.]3-1:‬‬
‫س ِك ِ‬
‫‪- -274‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫دن ْاليتدارى قُد ْل ِإ ْ‬
‫صدال لَّهُد ْم خيْدر و ِإ ْن‬
‫خارسا ‪ -‬وقال تغالى ‪ ( :‬ويسْدألُونه ع ِ‬
‫ت ُ ا ِل ُ‬
‫اّللُ َ ْعردت ُك ْم إِ َّن ه‬
‫صد ِلحِ ولدوْ داا ه‬
‫س ِرن ْال ُم ْ‬
‫طو ُا ْم ف ِإ ْخوانُ ُك ْم و ه‬
‫اّلل‬
‫اّللُ يغْل ُم ْال ُم ْ ِ‬
‫ع ِزيز ح ِكيم ) [البقــرة‪. ]220:‬‬
‫سا سا ‪ -‬وقال تغالى ‪ ( :‬و ْلي ْ ن الَّدذِين لدوْ تر ُثدواْ ِر ْ‬
‫دن خ ْل ِ ِهد ْم اُ ِ ه يَّدة ِضدغافا‬
‫خدددافُواْ علدددي ِْه ْم ف ْليتَّقُدددوا ه‬
‫اّلل و ْليقُولُدددواْ قدددوْ ه سددد ِي ا «‪ »9‬إِ َّن الَّدددذِين يدددأ ْ ُثلُون أرْ دددوال‬
‫ْاليتارى ُ‬
‫ر ْلما إِنَّما يأ ْ ُثلُون فِ ب ُُطونِ ِه ْم نا ا وسي ْ‬
‫صلوْ ن س ِغيرا «‪[ ) »10‬الرساا‪10:‬ح‪.]9‬‬
‫سابغا ‪ -‬وقال تغالى ‪ ( :‬وي ُْط ِغ ُمون َّ‬
‫سديرا‬
‫الطغام على ُح ِبه ِه ِرسْد ِكيرا ويتِيمدا وأ ِ‬
‫«‪ »8‬إِنَّما نُ ْط ِغ ُم ُك ْم ِلو ْج ِه ا َّّللِ ه نُ ِري ُ ِرر ُك ْم جزاا وه ُ ُكو ا «‪ »9‬إِنَّا ن افُ ِردن َّ بِهردا‬
‫اّللُ َّدر ا ِلده ْاليدوْ ِم ولقَّدا ُا ْم ن ْ‬
‫يوْ را عبُوسدا قمْ ط ِريدرا «‪ »10‬فوقدا ُا ُم َّ‬
‫ضدرة وس ُُدرو ا‬
‫ده ه يدروْ ن‬
‫«‪ »11‬وجزا ُام ِبما صب ُروا جرَّة وح ِريرا «‪ُ »12‬رت َّ ِك ِئين ِفيهدا علدى ْاَ ا ِع ِ‬
‫فِيها مْ سا وه زرْ ه ِريرا «‪ »13‬و انِية علي ِْه ْم ِراللُها واُ ِلهل ْت قُ ُ‬
‫طوفُها ت ْذ ِليال «‪) »14‬‬
‫[اإلنســان‪. ]14 -8:‬‬
‫وق أصلت السرة المبا ثة حق اليتيم وث الته ح واله على الرحو التال (‪: 1‬‬
‫عن سهل بدن سدغ ‪ d‬قدال ‪ :‬قدال سدول هللا ‪ ” :$‬أندا وثافدل اليتديم اكدذا ح‬
‫وأ ا بالسبابة والوسطى ح وفر بيرهما “ (‪. 2‬‬
‫وعن أب اريرة ‪ d‬قال ‪ :‬قال سول هللا ‪ ” : $‬ثافل اليتيم له أو لغيرع ح أندا‬
‫واو ثهاتين ف الجرة ح وأ ا راله بالسبابة والوسطى “ (‪. 3‬‬
‫و و عددن ابددن عبدداس ‪ g‬قددال‪ :‬ق دال سددول هللا ‪ ” : $‬رددن عددال ثالثددة رددن‬
‫اَيتام ثدان ثمدن قدام ليلده ح وصدام نهدا ع ح وغد ا و ا داارا سدي ه فد سدبيل‬
‫(‪ )1‬انظر أ كتابنا آ التكافل االجتماعي في اإلسالم ص ‪.82‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري كتاب الطالق باب الل ان ( ‪.) 4998‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مالك في الموقأ ( ‪. ) 1700‬‬
‫‪- -275‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫هللا ح وثرددت أنددا واددو فد الجرددة أخددوين ح ثمددا أن ادداتين أختددان وألصددق إصددبغيه‬
‫السبابة والوسطى “ (‪. 1‬‬
‫وعره ‪ d‬أيضدا ‪ :‬أن نبد هللا ‪ $‬قدال‪ ” :‬ردن قدبا يتيمدا ردن بدين المسدلمين‬
‫إلى غاره و رابه أ خله هللا الجرة البتة ح إه أن يغمل انبا ه يغ ر “ (‪. 2‬‬
‫وعن عمرو بن رالده القردير ‪ d‬قدال‪ :‬سدمغت سدول هللا ‪ $‬يقدول‪ ” :‬ردن‬
‫ض َّم يتيما بين أبوين رسلمين إلى غاره و رابه وجبت له الجرة “ (‪. 3‬‬
‫وعددن ز ا ة بددن أوفددى ح عددن جددل رددن قوردده ح يقددال لدده ‪ :‬رالدده ‪ -‬أو أبددو‬
‫راله‪ -‬سمع الربد ‪ $‬يقدول‪ ” :‬ردن ضدم يتيمدا بدين رسدلمين إلدى غارده و درابه‬
‫حتى يستغر عره ح وجبت له الجرة البتة ح ورن أ ن وال يده أو أحد اماح ثدم لدم‬
‫يبراما خل الرا ح فأبغ ع هللا ح وأيما رسلم أعتق قبة رسلمة ح ثانت فكاثه رن‬
‫الرا “ (‪. 4‬‬
‫وعن أب روسى ‪ d‬عن الرب ‪ $‬قال‪ ” :‬را قغ يتيم رع قوم علدى قصدغتهم‬
‫؛ فيقرب قصغتهم يطان “ (‪. 5‬‬
‫و و عن ابن عمر ‪ f‬قال‪ :‬قال سدول هللا ‪ ” : $‬إن أحدب البيدوت إلدى هللا‬
‫ح بيت فيه يتيم ركرم “ (‪. 6‬‬
‫وبهددذا فقدد عردد اإلسددالم عرايددة بالغددة رددن ناحيددة تربيتدده ح ورغارلتدده ح‬
‫والحدددرص علدددى أروالددده ح وضدددمان رغيردددته ؛ حتدددى يرردددأ عضدددوا بدددا زا فددد‬
‫المجتمع ح ويقوم بمسئولياته على أحسن وجه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه آ ابن ماجه ( ‪. ) 3680‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه آ الترمذي ( ‪ ،)1917‬وقال آ حدي حسن صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه آ أحمد (‪.)19047‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه آ أبو ي ل في مسنده ( ‪. ) 926‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه آ الطبراني في األوسط ( ‪. ) 7165‬‬
‫(‪ )6‬رواه آ الطبراني في الكبير ( ‪. ) 13434‬‬
‫‪- -276‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وات دددذت الددد ول اإلسدددالرية وسددداعل ثييدددرة ح نحدددو ث الدددة حدددق ادددذا اليتددديم ح‬
‫وتغويضدده عددن أبيدده الددذ فقدد ع واددو صددغير؛ فأنرددأت و ا ل يتددام ح وجمغيددات‬
‫ث اهت اَيتام ح اذا إلى جانب الغراية ال اصة ل يتام رن قبل الحكورات واَغرياا ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق اليتيم عر الغرب‪:‬‬
‫رر ر ف اذع الحياة الت يري فيها ثل‬
‫ثما قلرا ‪ -‬سل ا ‪ -‬أن اليتيم‬
‫إنسددان الحصددول علددى رصددالحه الر صددية ح فددإن لددم يكددن ارددان قددانون ا ع ح‬
‫و رع واضح يلزم للح ار على حقوق اذا اليتيم ؛ فإنه يضيع حقه ‪.‬‬
‫وبددالرظر فد الغددرب وأحوالدده ح فددإن إاد ا حددق اليتدديم فد رددل الرأسددمالية‬
‫التدد تغيرددها المجتمغددات الغربيددة ح والتدد ه رجددال عردد اا لك الددة اددذا اليتدديم‬
‫الضددغيف ؛ فإندده أصددبح خطددرا علددى المجتمددع ؛ َندده لددم يجد لدده رددأوى ؛ لددذا فقد‬
‫أصبح قريبا ج ا رن الجريمدة واهنحدراف إن لدم يكدن رجرردا ح وادذا يتضدح ردن‬
‫رغ هت جراعم القتل فد الد ول الغربيدة ح والتد تدز ا يوردا بغد يدوم ح ورييلتهدا‬
‫ال ول الغلمانية ه يستطيع اإلنسان أن يمر ليال سالما آررا ح ثذله أيضا انترا‬
‫ا ف سدبيل الحصدول‬
‫الغصابات ح والت تسمى بالمافيا ح والت تستحل ث َّل‬
‫علددى الم دال ح ولهددذا قارددت ررظمددة اَرددم المتح د ة بإ خددال رددوا لحمايددة حقددوق‬
‫اليتيم ف الما ة ‪.‬‬
‫اإلنسان ح والت ت‬
‫‪- -277‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثانيا ‪ :‬حق عاية أصحاب الغااات بين اإلسالم والغرب‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫حق عاية أصحاب الغااات ف اإلسالم ‪:‬‬
‫ق يتغرُ اإلنسان أثراا قياره ب و ع ف إعمدا ادذا الكدون لغاادة ردن الغاادات‬
‫ي ق على أثرادا عضدوا ردن أعضداعه ح أو حاسدة ردن حواسده ح و بمدا لظدروف‬
‫تتغلددق بالحمددل والددوه ة ح يول د بغااددة رسددت يمةح ث ق د البصددرح أو السددمعح أو‬
‫ترويه بغا أعضاعه تقلل رن عطاعه ‪.‬‬
‫واذع ال ئات تقسم إلى ‪:‬‬
‫( الغم ح والصم ح والبكم ح والمغتواين ح والغاجزين بسبب ضدغف البريدة‬
‫أو فق أح أعضاعها ح واو الغيوب الكالرية ‪......‬إل ‪.‬‬
‫فهذا الرم رن الغاجزين ح وأصحاب الغااات ح يجب أن يلقوا رن المجتمع‬
‫ثل عاية ح وعراية ح وااتمام ‪.‬‬
‫ونج ف القرآن الكريم صو ة رتغ ة لتله ال ئة ح فقال تغالى ‪ُ ( :‬‬
‫ص ٌّم بُ ْكدم‬
‫ُ‬
‫عمْ ف ُه ْم ه يرْ ِجغُون ) [البقــرة‪. ]18 :‬‬
‫وقددال هللا تغددالى ‪ ( :‬ل ديْس علددى ْاَ ْعمددى حددر وه علددى ْاَ ْعددر ِ حددر وه‬
‫يا حر ) [ال تــح‪. ]17:‬‬
‫على ْالم ِر ِ‬
‫وقال هللا تغالى ‪ ( :‬وتُب ِْر ُ اَ ْثمه واَبْرص ِب ِإ ْا ِن ) [الماعــ ة‪. ]110 :‬‬
‫اّللُ ل ُك ْم قِيارا )‬
‫س هاا أرْ وال ُك ُم الَّتِ جغل ه‬
‫وقال هللا تغالى ‪ ( :‬وه ت ُ ْدتُواْ ال ُّ‬
‫[الرســـاا‪. ]105 :‬‬
‫ُ فت ُكدون لهُد ْم قُلُدوب ي ْغ ِقلُدون بِهدا‬
‫وقال هللا تغالى ‪ ( :‬أفل ْم يس ُ‬
‫ِيروا فِد ْاَ ْ ِ‬
‫أوْ آاان ي ْ‬
‫سدددمغُون ِبهدددا ف ِإنَّهدددا ه تغْمدددى ْاَبْصدددا ُ ول ِكدددن تغْمدددى ْالقُلُدددوبُ الَّتِددد فِددد‬
‫ال ُّ‬
‫ص ُو ِ ) [الحـج‪.]46 :‬‬
‫‪- -278‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وعلدددى الغكدددس ح قددد تكدددون اإلعاقدددة الحسدددية الغضدددوية روجدددو ة ح لكدددن‬
‫البصدديرة ح أو اهستبصددا يحدد تغويضددا عرهددا ح فرجدد فدد صدداحبها ددد ا ح‬
‫واات اا افتق ع ثيير رن أصحاب الحواس السليمة ‪.‬‬
‫وأبرز اَريلة على اله ح ردا اثدر فد القدرآن الكدريم ردن رغاتبدة هللا تغدالى‬
‫نبيدده رحم د ا ‪ $‬ف د ددأن ابددن أم ركتددوم ؛ بقولدده تغددالى ‪ ( :‬عددبس وتددولَّى «‪ »1‬أن‬
‫دن‬
‫جااعُ ْاَ ْعمى «‪ »2‬ورا يُ ْ ِ يه لغلَّهُ ي َّز َّثى «‪ »3‬أوْ يذَّ َّث ُر فتر غهُ ِ‬
‫الذه ْثرى «‪ »4‬أرَّا ر ِ‬
‫اسْت ْغرى «‪ »5‬فأنت لهُ تص َّى «‪ »6‬ورا عليْه أ َّه ي َّز َّثى «‪ »7‬وأرَّدا ردن جداان يسْدغى‬
‫«‪ »8‬و ُاو ي ْ رى «‪ »9‬فأنت ع ْرهُ تلهَّى «‪[ ) »10‬عبـــس] ‪.‬‬
‫فانظروا ثيف استبصر اَعمى ح وع ِم المبصرون ‪.‬‬
‫وق أ َّ‬
‫صلت السرة المبا ثة ادذا الحدق حدين نقدرأ بدين أحا يدث سدول هللا‬
‫قوله ‪ ” :‬ل َّما خلق هللا آ م رسدح رهدرع ؛ فسدق ردن رهدرع ثدل نسدمة تكدون إلدى‬
‫يوم القيارة ؛ فغرضهم على آ م ؛ فرأى فيهم القو والضغيف ح والغر وال قيدر‬
‫والمبتلى قال‪ :‬يا ب‪ :‬أه سويت بيرهم ؟ قال‪ :‬أ ت أن أ كر “ (‪. 1‬‬
‫‪$‬‬
‫وف واية أخرى‪ ” :‬ثم عرضهم على آ م ح فقال ‪ :‬يا آ م ح ادها ا يتهح‬
‫وإاا فيهم اَجذم واَبرص واَعمدى ح وأندواع السدقام ح فقدال آ م ‪ :‬يدا ب ح لمدا‬
‫فغلت اذا بذ يت ؟ قال ‪ :‬ث تركر نغمت “ ‪.‬‬
‫فق اقتضت حكمــة ب الغالميــن إان ح أن يكــون ف أبرـاا آ م رغاقون ح‬
‫والغايــة أن يبصر اَصحاا نغمــة الكمــال فيهم رن خالل ية اإلعـــاقة فــ‬
‫إخوانهم ؛ في ثون سغة حمة هللا بهم ح ويركرونه على نغمته ‪.‬‬
‫سددول هللا ‪ $‬اددذا التغلدديم الربددو الكددريم َرتدده ح‬
‫رددن أجددل الدده ثددان ا د‬
‫الذ عافان رمدا ابدتالن بده‬
‫رميال ف قوله‪ ” :‬رن أى ربتلى ؛ فقال ‪ :‬الحم‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو ي ل في مسنده (‪ )6377‬من حدي أبي هريرة ‪ -‬روي ى عنه ‪ -‬وإسناده حسن ‪.‬‬
‫‪- -279‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وفضلر على ثيير رمن خلق ت ضيال ح إه عوف رن اله البالا ثاعِرا را ثدان ردا‬
‫عان “ (‪. 1‬‬
‫واذا اَثر يغلم المجتمع المسلم حين‬
‫ية اإلعاقة ف أح أفرا ع ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تمتلئ ن سه بالرغو بالركر‬
‫‪ :‬على نغمة المغافاة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يترجم اذا الركر بقول را جاا ف الح يث الرريف ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون قوله بصوت رر ا جد ا حتدى ه يسدمغه المغدوق ح ح اردا‬
‫على ررداعرع ح وعمدال بقولده فد وايدة أخدرى " وه يسدمغه " أ ‪ :‬ه يسدمع‬
‫المغوق را قاله حم ا على نغمة الغافية ‪.‬‬
‫ف د ضددوا رددا سددبق يجددب أن ي هددم المسددلم ح قددول هللا ‪ :‬ر ا بددا اإلنسددان‬
‫اإلنسا ُن ردا‬
‫إلخراجه رن اهغترا بصحته ح واثتمال نغمة الغافية فيه ‪ ( :‬يا أيُّها ْ ِ‬
‫يم «‪ »6‬الَّد ِذ خلقدده فسددوَّ ان فغد له «‪ِ »7‬فد أ ه ِ ُ‬
‫صددو ٍة َّرددا دداا‬
‫غد َّدرن ِبر ِبهدده ْالكد ِدر ِ‬
‫َّثبه )‬
‫[اهن طـــا‬
‫]‬
‫جاا ف الح يث عن "عطاا بن أبد بدا " قدال‪" :‬قدال لد ابدن عبداس‪:‬‬
‫أه أ يه اردرأة ردن أادل الجردة ؟ قلدت‪ :‬بلدى ح قدال‪ :‬ادذع المدرأة السدو اا ح أتدت‬
‫الربد ‪ $‬فقالددت‪ :‬إند أ ُ ْ‬
‫صدرع ح وإند أتكردف ح فددا ع هللا لد ح قددال‪ " :‬إن ددئت‬
‫صبرتح وله الجرة ح وإن دئت عدوت هللا أن يغافيده ح فقالدت‪ :‬أصدبر ح فقالدت‪:‬‬
‫إن أتكرف ح فا ع هللا ل أه أتكرف؛ ف عا لها " (‪. 2‬‬
‫فهددذع أت ف د اإلعاقددة ‪ -‬والصددرع ‪ -‬أح د أ ددكالها ح وإن لددم يكددن اعددم ا‬
‫رالزرا ف ثل اَوقات ثاإلعاقة ال اعمة ؛ ررحة تأخذ بي اا إلدى الجردة ح فصدبرت‬
‫على اإلعاقة غم ة و أتها على ن سها ح وإن ثانت رسلمة رلتزرة بالغ دافح‬
‫(‪ )1‬أخرجه آ الترمذي (‪ )3431‬وحسنه األلباني في صحيح الجامع (‪. ) 6248‬‬
‫(‪ )2‬البخاري (‪.)5652‬‬
‫‪- -280‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والستر ح ق لبت رن الرسول ‪ $‬أن ي عو لها أه تتغرى ح حتى ولو ثدان الحدر‬
‫واإلثم ررفوعين عرها إاا تغرت حال صرعها ‪.‬‬
‫وه ي غددل ثددل رغددوق فغددل اددذع المددرأة الصددالحة ح فالسددرة ح ظددت لرددا قصددة‬
‫الرجل اَعمى الذ جاا إلى الرب ‪ $‬ف يرع بين أن يصبر ح وبدين أن يد عو لده ؛‬
‫فاختددا الرجددل أن يدد عو لدده ح فغلمدده الربدد ‪ $‬ثلمددات عددا بهددن فددر هللا عليدده‬
‫بصرع ‪.‬‬
‫اددذا رغرددى الحد يث ح ونصدده ‪ ” :‬إن ددئت عددوت لدده ح وإن ددئت صددبرت‬
‫فهو خير له ح قال‪ :‬ا عه ‪. 1( “ ...‬‬
‫وبهددذا فق د عر د اإلسددالم برعايددة أصددحاب الغااددات عرايددة ثبيددرة ح ونظددر‬
‫إليهم ثأفرا أسوياا ح لهم را لغيرام رن الحقوق ح وعليهم ردا علدى غيدرام ردن‬
‫واجبددات ح بددل وقدد م لهددم خدد رات ثييددرة ح وتيسدديرات ثبيددرة ح تتميددل فدد بردداا‬
‫ردسسات خاصة لرعايتهم ح وتق يم ال رات ف المجاهت الصحية والتغليميةح‬
‫والحياتية ‪.‬‬
‫ويجددب أن تتض دافر جهددو المجتمددع وال ولددة ف د تحقيددق التكافددل والغددين‬
‫اَفضددل لميددل ادددها المحتدداجين ح حتددى يرددغروا بالرحمددة والتغدداون والغطددف ح‬
‫وأنهم رحل الغراية واهاتمام الكارل ف نظر ال ولة ح والمجتمع على السواا ‪.‬‬
‫أرا الغراية بالغميان والصم والبكم ح فيجب أن تترثز ب تح ر ا س ورغااد‬
‫خاصددة بهددم ؛ لتغلدديمهم وت د يبهم علددى الحددرف الي ويددة ح وجغددل ثددل الوسدداعل‬
‫اإليضددداحية ح والسدددمغية ح والبصدددرية ح واللمسدددية تحدددت تصدددرفهم ؛ ليردددغروا‬
‫بر صيتهم وثيانهم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد ‪ ،4/138‬والترمذي ‪ ،3578‬وابن ماجة ‪ 1385‬من حدي‬
‫حسن غريب‪ ،‬وصححه األلباني ‪.‬‬
‫‪- -281‬‬
‫عثمان بن ويف‪ ،‬وقال الترمذيآ هذا حدي‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وأردددا الغرايدددة بدددالمغتواين ح فتترثدددز بتهيئدددة الجدددو المراسدددب ؛ لتغلددديمهم‬
‫وتربيتهم ‪.‬‬
‫وأرا الغراية بضغاف البريدة ح واو الغيدوب الكالريدة وأصدحاب اَردراُ‬
‫المزررددة ح فتترثددز فد إزالددة ضددغ هم ح وعاادداتهم وعيددوبهم ؛ بددالغال الردداجح ح‬
‫والغذاا الصالح ح والوساعل الطبية ح والصحيَّة الالزرة ‪.‬‬
‫ب‪-‬‬
‫حق عاية أصحاب الغااات عر الغرب‪:‬‬
‫إاا نظرنددددا إلددددى الغددددرب ح ورغارلتدددده للمغدددداق ؛ نجدددد أن ددددرق المغالجددددة‬
‫والمغايرة رغهم تكون عن ريق القوانين الترريغية ح أو المواثيق ال ولية ‪.‬‬
‫وهتكون نابغة رن التكافل بيدرهم ‪ -‬أقصد الحدب ‪ -‬أو الحردان والمدو ة ‪ ,‬بدل‬
‫ا رسألة حقوق وواجبات ( را له ورا عليه ‪.‬‬
‫وهنرسدددى أيضدددا أنردددا ثمدددا سدددرذثر الجهدددو الغربيدددة فددد الوقدددوف بجاندددب‬
‫( المغاق وحقوقه ررص ين و اثرين لهم اله الغهد ه بد لرا أيضدا ردن أن نبدين‬
‫را عليهم واو ثيير ح الده بدأن ادذا الغدرب الدذ يراعد أردو المغداقين ويررد‬
‫لتلبيددة احتياجدداتهم ح والغمددل علددى احددتهم اددو رددن يُح د ه ِو ُل الصددحيح الر د ي إلددى‬
‫رغدددداق بحددددروبهم الدددد اعم علددددى ثددددل المجتمغددددات ‪ ,‬وأسددددلحتهم ال تاثددددة التدددد‬
‫يست رونها ف حروبهم على ثل ول الغدالم ح ولغدل الحدرب اَخيدرة علدى غدزة‬
‫أثبدر ليددل علددى اسددت ارهم أبرددع اَسدلحة ريددل اسددت ارهم للقرابددل ال سد و ية‬
‫الت را تصيب جزاا وه عضوا إه را تبترع ‪.‬‬
‫قطغا ليس اذا او ال ليل الوحي ح بدل ردن ثيرتهدا ه نسدتطيع أن نحصدراا‬
‫ولكن اذا را تستطيع ااثرترا أن تتذثرع ثما فد ( الغدراق ح لبردان ح أفغانسدتان ح‬
‫البوسرة والهرسه اذا غير السو ان ورا بها ح والصورال ورا أل َّم لها‪.‬‬
‫‪- -282‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ونرجع إلى نصرا اَساس ‪ ,‬ونتابع أام الرصوص والمواثيق الت تراعد‬
‫حقوقه عر ام ‪:‬‬
‫ن‬‫ن‬
‫ريياق اَرم المتح ة ‪:‬‬
‫إعالن اَرم المتح ة حول حقوق المغاقين را يل ‪-:‬‬
‫‪ -1‬ثلمة "رغاق" تغردى صدا عداجزا ثليدا ح أو جزعيدا عدن ضدمان حيداة‬
‫صدية واجتماعيدة أو بيغيددة ؛ نتيجددة نقد خلقد وغيددر خلقد فد ق اتدده‬
‫الجسمية أو ال كرية‪.‬‬
‫‪ -2‬يتمتع المغاقون بجميع الحقدوق التد يتضدمرها ادذا البيدان ح وسديمرح‬
‫المغاقون جميغهم اذع الحقوق رن ون استيراا ح وه تمييز بغرق ‪ ,‬أو لون ‪ ,‬أو‬
‫جددرس ‪ ,‬أو لغددة ‪ ,‬أو سياسددة ‪ ,‬أو بقددة ‪ ,‬أو قددرا ‪ ,‬أو أ أرددر يتغلددق بالمغدداق‬
‫ن سه ح أو عاعلته‪.‬‬
‫‪ -3‬للمغدداق حددق ركتسددب فد الحصددول علددى اهحتددرام ح ورهمددا يكددن سددبب‬
‫اإلعاقدددة ‪ ,‬و بيغتهدددا ‪ ,‬وخطو تهدددا ح فللمغددداق الحقدددوق اَساسدددية ن سدددها ثمدددا‬
‫لموا ريه الذين ام ف سره ح واذا يغر ف ال جة اَولى حقه ف حياة ثريمدة‬
‫رهما أركن اله‪.‬‬
‫‪ -4‬للمغاق الحقوق الم نية ‪ ,‬والسياسية ن سها التد ل د اص اآلخدرين‪,‬‬
‫د‬
‫وال قرة السابقة ف اإلعالن عن حقوق المت ل ين عقليا ترطبق على أ‬
‫رحتمل لهذع الحقوق ل ى المت ل ين عقليا‪.‬‬
‫‪ -5‬للمغددداقين الحدددق فددد اهسدددت ا ة ردددن ال ددد رات الطبيدددة ‪ ,‬بمدددا فددد الددده‬
‫الجراحة الترقيغية (إضدافة عضدو صدراع أو إعدا ة التأايدل بيدا ‪ ,‬والمردو ة‬
‫‪- -283‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فد صد التوريددف ‪ ,‬وسددوى الدده رددن ال د رات التد تداددل المغدداقين لترميددة‬
‫ق اتهم ورواابهم ‪ ,‬وتسرع عملية ان راجهم ف المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -6‬للمغاقين الحق ف ضمان اقتصا ؛ واجتماع ؛ وفدى حيداة ثريمدة ح‬
‫ولهم الحق حسبما تسمح إعاقتهم فد اهحت دار بغملهدم ‪ ,‬أو دغل وري دة ر يد ة‬
‫وررتجة ورريحة ‪ ,‬وف اهنضمام إلى نقابات الغمال‪.‬‬
‫‪ -7‬تدخذ الحاجات ال اصة للمغاقين ف اهعتبا ف ثدل رراحدل الت طدي‬
‫اهقتصا‬
‫واهجتماع ‪.‬‬
‫‪ -8‬للمغدداقين حددق الغددين رددع عدداعالتهم ‪ ,‬أو رددع وال د يهم بددالتبر ‪ ,‬وحددق‬
‫اه دددتران فددد ثدددل اَنردددطة اهجتماعيدددة ‪ ,‬واإلب اعيدددة ‪ ,‬واهسدددتجمارية ح وه‬
‫يتغرُ أ رغداق َ تمييدز فد المغارلدة فيمدا ي د المسدكن إه إاا اسدت عت‬
‫حالته اله ح أو إاا ثان اله يس ر عن تحسن فد حالتده ح وإاا ثدان بقداا المغداق‬
‫فد ردسسدة خاصدة أردرا ه ر در ررده ؛ فيجددب أن تتدوفر فد المدسسدة ددرو‬
‫تدرن له حياة أقرب را تكون إلى الحياة الغا ية َ إنسان ف سره ‪.‬‬
‫‪ -9‬تدرن للمغداقين حمايدـة ردـن ثدل أ دكال اهسدتغالل ‪ ,‬والتمييدز ‪ ,‬والظلدم‬
‫وانتهان الكرارة ‪.‬‬
‫‪ -10‬يكون ف وسع المغاقين اهست ا ة رن ال د رات القانونيدة رتدى ثاندت‬
‫ادذع ال د رات ضدرو ية ؛ لحمدايتهم وحمايدة رمتلكداتهم ح أردا إاا فغدت ضد ام‬
‫عوى قضاعية فسوف تدخذ حالتهم الجس ية والغقلية ف اهعتبا ‪.‬‬
‫ثمددا يوج د أيض دا الغ ي د رددن اهت اقي دات ال وليددة الت د تددر علددى حقددوق‬
‫المغاقين "ات اقية حقوق اَ د اص او اإلعاقدة" فد (‪ 13‬ردن دهر يسدمبر‬
‫‪2006‬م فد رقددر اَرددم المتح د ة ف د نيويددو ن ‪ ,‬باإلضددافة إلددى (الغق د الغرب د‬
‫للمغاقين ‪ ,‬وأام را تردمل عليده ادذع اهت اقيدات ردن رحداو بردكل ربسد اد‬
‫‪- -284‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ضدددمان حقدددوق المغددداق الم نيدددة ‪ ,‬واهقتصدددا ية ‪ ,‬واهجتماعيدددة ‪ ,‬والسياسدددية ‪,‬‬
‫باإلضددافة إلددى تددوفير الرعايددة الصددحية ‪ ,‬والتأايليددة ‪ ,‬وتددذليل جميددع الصددغوبات‬
‫البيئية الت تمرع اهن را ف رجتمغاتهم المحلية ‪.‬‬
‫ثما أنهم لم يترثوا رب أ " تكافد ال رص" ل يهم بل وضدغوع ‪ ,‬وقيد وع فد‬
‫اذع القواع المح ة لتكافد ال رص ‪:‬‬
‫ف برد ع اَول قضدى بدأن ‪ " :‬يتمتدع المغدوق بجميدع الحقدوق الدوا ة فد‬
‫اددذا اإلعددالن ح ويغتددرف بهددذع الحقددوق لجميددع المغددوقين ون أ اسددتيراا ‪ ,‬وه‬
‫ت رقددة ‪ ,‬أو تمييددز علددى أسدداس الغرصددر ‪ ,‬أو اللددون ‪ ,‬أو الجددرس ‪ ,‬أو اللغددة ‪ ,‬أو‬
‫ال ين ح أو أ وضع آخر يرطبق على المغوق ن سه أو على أسرته " ‪.‬‬
‫وث ل ف بر ع ال ارس " للمغوق الحق ف الت ابير الت تسدته ف تمكيرده‬
‫رن بلوغ أثبر ق رن اهستقالل الذات " ‪.‬‬
‫ثما ن ف برد ع السدابع علدى أن " للمغدوق الحدق فد اَردن اهقتصدا‬
‫واهجتمدداع ح وف د رسددتوى رغيرددة هعق دة ح ولدده الحددق ح حسددب ق تدده ح ف د‬
‫الحصول على عمل واهحت ار به ‪ ,‬أو ف رزاولة رهرة ر ي ة ورربحة ورجزيدةح‬
‫وف اهنتماا إلى نقابات الغمال " ‪.‬‬
‫وعليه فإن برارج الرعاية الصدحية ح وال كريدة للمغدوقين ‪ ,‬والتد توفرادا‬
‫ال ول ا حق ث لته أحكام القانون ال ول رتميلة ف "قرا ات اَرم المتحد ة"ح‬
‫وأيضددا نصددت عليدده ال سدداتير ح والقددوانين الو ريَّدة ‪ ,‬لدديس اددذا فق د ح بددل يوج د‬
‫أيضا "ردتمر بلجدرا الد ول " المرغقد عدام (‪1980‬م حيدث ات دذت الغ يد ردن‬
‫القرا ات لصالح المغوقين ح وثدان أامهدا القدرا (‪ 8 7‬ال داص بالسدرة ال وليدة‬
‫للمغدددوقين ح وثدددذله اقتدددر المددددتمر سدددن بغدددا التردددريغات ردددن قبدددل الددد ول‬
‫المرا ثة ‪.‬‬
‫‪- -285‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والغدرُ ردن ادذع القواعد اددو أن تك دل ل د اص المغدوقين ح بوصد هم‬
‫رددوا رين فدد رجتمغدداتهم ح إركانيددة رما سددة رددا يما سدده غيددرام رددن حقددوق‬
‫والتزارات ‪.‬‬
‫والج ير بالذثر أنه قيد اإلعد ا حاليدا رغااد ة وليدة تغد رغلمدا فد تدا ي‬
‫المغاا ات ح اله ف ررها تغزيدز حقدوق اَ د اص او اإلعاقدة ح واد رغااد ة‬
‫رغريددة باَ د اص المغددوقين ح رددن ددأنها إن تددم إقرا اددا أن تضددع إ ددا ا ُر ِلزرددا‬
‫قانونا لحماية ح وتغزيز حقدوقهم ثمدا أن ردن دأن المغااد ة أن تتجداوز بمراحدل‬
‫الم هوم التقلي المتميل فد الوصدول إلدى البيئدة الما يدة ح إلدى التدأثير اَوسدع‬
‫نطاقدددا المتميدددل فددد الحصدددول بصدددو ة رتسددداوية علدددى ال دددرص اهجتماعيدددة ح‬
‫والصحةح والتغليم ح والغمالة ح والترمية السياسية ح واهقتصا ية ح واهجتماعيدة‬
‫وف د ق ددزة عالميددة ااعلددة ح سددتتغه الحكورددات الموقغددة علددى المغاا د ة قانون دا‬
‫بمغارلددة المغددوقين لدديس ثمجددر ضددحايا أو باعتبددا ام أقليددة ح وإنمددا ثمددوا رين‬
‫ي ضغون للقانون ح ويتمتغون بحقوق قابلة للتطبيق ‪.‬‬
‫‪- -286‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثاليا ‪ :‬حقوق اَبراا واآلباا بين اإلسالم والغرب‪.‬‬
‫» حق اَبرـاا واآلباا ف اإلســالم ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حق اَبراا ف اإلسالم ‪:‬‬
‫لق وضع اإلسالم ل براا حقوقا على آباعهم ح تميل ف رجملها أام رظاار‬
‫الرعاية اإلنسانية ح ثما سيتضح ف الحقوق التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ثبوت الرسب ‪:‬‬
‫فمددن أوثددق حقددوق الرسددل ح وأوث د اا أن يرسددب اهبددن إلددى أبددوين يغددرف‬
‫بهما ح أو يلتزران بالقيام بحقوقه يانة وقضاا ‪.‬‬
‫وق عر القرآن الكريم بإ ساا اذا الحق ل براا ح حدين حدرم علدى اآلبداا‬
‫أن يركروا أبرااام ح أو ي عوا بردوة ليسدوا بأبرداا لهدم ح والده فد قولده تغدالى ‪:‬‬
‫اّللُ ِلر ُجد ٍل ِ هرددن ق ْلبدي ِْن فِد جوْ فِد ِه ورددا جغددل أ ْزواج ُكد ُم َّ‬
‫( َّرددا جغددل َّ‬
‫الالعِد تُظددا ِا ُرون‬
‫اّللُ يقُدو ُل ْالحد َّ‬
‫ِر ْره َُّن أُرَّها ِت ُك ْم ورا جغل أ ْ ِعياا ُث ْم أبْراا ُث ْم ا ِل ُك ْم قدوْ لُ ُكم ِبدأ ْفوا ِا ُك ْم و َّ‬
‫ق‬
‫سبِيل «‪ »4‬ا ْ ُ‬
‫عو ُا ْم ِآلباعِ ِه ْم ُاو أ ْقس ُ ِعر َّ‬
‫و ُاو ي ْه ِ ال َّ‬
‫اّللِ ف ِإن لَّد ْم تغْل ُمدوا آبداا ُا ْم‬
‫ِين وروا ِلي ُك ْم وليْس عل ْي ُك ْم جُرا فِيما أ ْخطأْتُم ِب ِه ول ِكن رَّدا تغمَّد ْت‬
‫ف ِإ ْخوانُ ُك ْم فِ ال ه ِ‬
‫قُلُوبُ ُك ْم وثان َّ‬
‫اّللُ غ ُو ا َّ ِحيما «‪[ ) »5‬اَحـــزاب] ‪.‬‬
‫فقوله ‪ ( :‬ورا جغدل أ ْ ِعيداا ُث ْم أبْرداا ُث ْم ) أ ‪ :‬ردا جغدل ردن ت عونده أبرداا ح‬
‫وليس رولو ا لكم ف الحقيقة ابرا لكم ‪.‬‬
‫وق ق رت اآلية إلثبات حررة أن يرسدب إنسدان إلدى غيدر أبيده ح وحقده فد‬
‫أن يرسب إلى أبيه ه إلى غيرع ح بر أرر حسد رغدروف ح وادو اجتمداع قلبدين‬
‫ف جوف إنسان ح ثم أ فت اله بر أرر رغرو آخر ح واو ثون الزوجة الت‬
‫يظاار ررها زوجها أرا ف المحررية ؛ لت لل بذله على أن اهبن بالتبر ه يمكدن‬
‫‪- -287‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أن يصبح ابردا حقيقيدا ؛ لدذا قدال هللا بغد الده ( ا ِل ُكد ْم قدوْ لُ ُكم ِبدأ ْفوا ِا ُك ْم ) فهدو قدول‬
‫صا عن اَفدواع عدا عدن الحقيقدة ؛ َنهدم زعمدوا ردا يرده الحدس ببطالنده ح‬
‫فلدن يكددون للرجددل قلبددين فد جوفدده ح ولددن تكددون الزوجددة ال ُمظداار ررهددا زوجهددا‬
‫أرا ح ولن يصح اهبن ال ع ‪ -‬أو بالتبر ‪ -‬ابرا حقيقة ‪.‬‬
‫والتركيددر ف د قولدده ( ِلر ُج د ٍل ) وإ خددال ( ر دن ) اهسددتغراقية علددى ( ق ْلب دي ِْن )‬
‫تأثي ح لما قص رن المغرى ؛ ثأنه قال‪ :‬ردا جغدل َردة الرجدال ح وه لواحد ردرهم‬
‫قلبين البتة ف جوفة ح ثما أن زيا ة قوله ( ِف جوْ ِف ِه ) لتأثي ‪ :‬اإلنكا ح وزيدا ة‬
‫تصويرع للر وس ‪.‬‬
‫ويلزم رن اله بالطبع ‪ :‬تأثيد ن د نسدب اإلنسدان إلدى غيدر أبيده ح وإبطدال‬
‫التبر ‪.‬‬
‫وى الب ددا ‪ :‬ف د سددبب نددزول اددذع اآليددة عددن " عب د هللا بددن عمددر"‬
‫قال ‪ ” :‬را ثرا ن عو زي بن حا ثة إه زي بدن رحمد ؛ حتدى أندزل هللا قــــدـوله ‪:‬‬
‫(ا عوام آلباعهم او أقس عر هللا) “ (‪. 1‬‬
‫يغرد ‪ :‬انسددبوا أولئدده الددذين تبريتمددوام ح وألحقددتم نسددبهم بكددم إلددى آبدداعهم‬
‫الحقيقيين ؛ فذله أع ل ف حكم هللا و رعه ح وأصدوب ردن نسدبة اهبدن إه غيدر‬
‫أبيه ‪.‬‬
‫وف تحريم نسبة الول إلى غير أبيه ح جاا ف السرة را يل ‪:‬‬
‫” أيما اررأة أ خلت علدى قدوم ردن لديس ردرهم ح فليسدت ردن هللا فد دىا‬
‫ولن ي خلها هللا جرته ح وأيما جل جح ول ع ح واو يرظر إليه احتجدب هللا ررده ح‬
‫وفضحه على اوس ال العق “ (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم كتاب ف ائل الصحابة ‪ ،‬باب ف ائل زيد بن حارثة ( ‪. ) 2425‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن حبان ( ‪. ) 4108‬‬
‫‪- -288‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫” رددن ا عددى إلددى غيددر أبيدده ‪ -‬واددو يغلددم أندده غيددر أبيدده ‪ -‬فالجرددة عليدده‬
‫حرام“(‪. 1‬‬
‫‪ -2‬حق الرضاع ‪:‬‬
‫رن رظاار عراية القرآن بتقرير اذا الحق ح أن و اثر الرضاع ف أثيدر‬
‫رن آية ح بما ف اله حق إ ضاع الط ل ف حال ان صال أبويه عن بغضهما ‪:‬‬
‫دارلي ِْن ِلم ْ‬
‫ات يُرْ ِضدغْن أوْ ه ُا َّ‬
‫يب و رن قوله تغدالى ‪ ( :‬و ْالوا ِلد ُ‬
‫دن‬
‫دن حدوْ لي ِْن ث ِ‬
‫ُدن و ِثسْدوتُه َُّن ِب ْ‬
‫الرضاعة وعلدى ْالموْ لُدو ِ لدهُ ِ ْزقُه َّ‬
‫وف ه تُكلَّدفُ‬
‫أ ا أن يُتِ َّم َّ‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫ن ْس إِهَّ وُ سْغها ه تُضدآ َّ وا ِلد ة ِبولد ِاا وه روْ لُدو لَّدهُ ِبولد ِ ِع وعلدى ْالدوا ِ ِ ِريْد ُل‬
‫اُ ِ هر ْرهُما وتراوُ ٍ فدال جُردا علي ِْهمدا وإِ ْن أ تُّد ْم أن‬
‫ا ِله ف ِإ ْن أ ا ا فِصاه عن تر ٍ‬
‫تسْترْ ِضدغُواْ أوْ ه ُثد ْم فددال جُرددا علد ْي ُك ْم ِإاا سددلَّمْ تُم َّرددا آت ْيدتُم ِبد ْ‬
‫وف واتَّقُددواْ ه‬
‫اّلل‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫وا ْعل ُمواْ أ َّن ه‬
‫اّلل ِبما تغْملُون ب ِصير ) [البقــرة‪. ]233:‬‬
‫ويالحظ ف اآلية أن هللا ‪ :‬عبر عن المطلقات بـ ( ْالوا ِل ُ‬
‫ات ) تذثيرا لهدنح‬
‫بد واع الحرددان والر د قة ح وعبددر عددن الوال د بددـ ( ْالموْ لُددو ِ ل دهُ ) إيمدداا إلددى أندده‬
‫الج ير برزق اَرهات وثسوتهن ؛ َن ررافع الول ررجزة إليه ح فهدو رولدو لده‬
‫ح ورن ثم فهو اَج بإعا ته ح وتلبية حاجيات أره ‪.‬‬
‫والمرا بالرزق والكسدوة اردا ‪ :‬ردا تأخدذع المراضدع أجدرا عدن إ ضداعهن‬
‫رن إ غام ولباس ح وا ترا أن يكون اله بما ه يجحف بالوالد ح وادو ردا أفدا ع‬
‫وف ) ‪.‬‬
‫قوله‪ِ ( :‬ب ْالمغ ُْر ِ‬
‫ثدددم تغدددو اآليدددة الكريمدددة ؛ فتسدددت عطدددف الوالددد ين ح و ددد قتهما علدددى‬
‫ضيغهما ح بقوله تغالى ‪ ( :‬ه تُضآ َّ وا ِلد ة بِولد ِاا وه روْ لُدو لَّدهُ بِولد ِ ِع ) فالولد‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب المغازي ‪ ،‬باب غزوة الطائف ( ‪. ) 4071‬‬
‫‪- -289‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ليس أجربيا عن الوال ين ‪ :‬اذع أرده ح وادذا أبدوع ح وردن حقده عليهمدا أن يرد قا‬
‫عليه ح وه تكون الغ اوة بيرهما سببا ف إضرا ع ‪.‬‬
‫ثمددا ه يربغ د أن يضددا أح د الوال د ين بسددبب الط ددل ح فددال يسددتغمل الوال د‬
‫عا ة اَم ح و غبتها ف أن ترضع فيمرغهدا ردن إ ضداعه ح أو يترثهدا ترضدغه‬
‫ون أن يقوم بحق زقها وثسوتها ح وه تراق الوال ة وال الط ل ؛ فتطالبه بمدا‬
‫لددديس فددد رقددد و ع ح إاا آنسدددت ررددده إصدددرا ا علدددى أن ترضدددع لهدددا رراعددداة‬
‫لمصلحته ‪.‬‬
‫فمصدددلحة الرضددديع ح يربغددد أن تكدددون اددد الموجددده لسدددلون اَبدددوين فددد‬
‫تغارلهما رع بغضهما ح وعليهما أن يرسيا را بيرهما ردن خالفدات ح وأن يترداو ا‬
‫رع بغضهما ف ئون ابريهمدا ح وه ير در أحد اما بقدرا ون اآلخدر ح ه سديما‬
‫اُ ِ هر ْرهُمدا وترداوُ ٍ فدال‬
‫ف أرر فطاره عن الرضاعة ( فد ِإ ْن أ ا ا فِصداه عدن تدر ٍ‬
‫جُرا علي ِْهما ) فـ "ال صال" ‪ :‬ال طام ؛ َنه ي صل الولد عدن أرده ؛ ليسدتقل فد‬
‫غذاعه ونها ح واذا ال طام يجوز أن يكون قبدل الحدولين ح بردر ات داق اَبدوين‬
‫على اله وتراضيهما ‪.‬‬
‫وثذا ح را يتصل بقرا إ ضاع الط ل رن اررأة أخرى غير أره ح يربغد أن‬
‫يكددون اددذا القددرا بغ د رردداو ة بددين اَبددوين ح إاا أيددا رصددلحة الط ددل ف د الدده‬
‫برددر أن يددوف الوال د المرضددع أجراددا ح وأن يحسددن رغارلتهددا ح حتددى تحسددن‬
‫القيام على أن الط ل ح وتغطيه حقه رن الرضاعة ‪.‬‬
‫( وإِ ْن أ ت ُّد ْم أن تسْترْ ِض دغُواْ أوْ ه ُث د ْم فددال جُرددا عل د ْي ُك ْم إِاا سددلَّمْ تُم َّرددا آت ْي دتُم‬
‫وف ) فال طاب ارا ل بوين على سبيل التغليب ‪.‬‬
‫ِب ْالمغ ُْر ِ‬
‫‪- -290‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫لدده إلددى وا ثدده ( وعلددى‬
‫وإاا رددات وال د الط ددل ح انتقلددت واجباتدده نحددو‬
‫ْالددوا ِ ِ ِريْد ُل ا ِلدده ) فهددو المكلددف ح بددأن يددرزق اَم المرضددع ح ويكسددواا ويقددوم‬
‫على رصالح الط ل ووال ته ‪.‬‬
‫وق د اختلددف الم سددرون ف د "رددن المددرا بهددذا الددوا " ح اددل اددو وا‬
‫المولو له ح أ ‪ :‬اَب ح ثما يد ل علدى الده سدياق الكدالم ح أو ادو وا الصدب‬
‫إاا رات يلزره إ ضاعه على ق ريراثده ررده ح أم المدرا الصدب ن سده ح فتجدب‬
‫الر قددة عليدده رددن رالدده ح إن ثددان لدده رددال ؟ ثددم إن الددذين قددالوا ‪ :‬إن المددرا وا‬
‫اَب اختل وا ال المرا به عموم الو ثة ح أو الغصبة فق ؟ ‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫حق الر قة والميرات‪:‬‬
‫رن ح يث القرآن الكريم ح عن الرضاعة ثحدق ردن حقدوق الط دل ح وثيدف‬
‫أن هللا أوجب على الوال زق أم الط دل ح وثسدوتها فد حدال القهدا ررده رقابدل‬
‫إ ضاعها له ح وإاا لم ترضغه أوجب عليه أن يسدتأجر غيرادا ح ويغطيهدا أجرادا‬
‫بالمغروف ح رن اذا ثله است ل ال قهاا على وجوب ن قة اهبن على الوالد حتدى‬
‫يكبر ح ويصبح قا ا على الكسب ‪.‬‬
‫وي خل ف ن قة اَبراا ‪ :‬ثسوتهم وغذا ام ح وعالجهم وتغلديمهم المماثدل‬
‫َ ددبااهم ح بمددا ي د خل ف د الغددرف والغددا ة ؛ أ ‪ :‬ثمددا ير ددق ريلدده علددى أريددالهم‬
‫حسب رروف الغصر ح ورا تحكم به اَعراف الساع ة ‪.‬‬
‫فددإاا ثانددت رددروف الغصددر اآلن جغلددت رددن التغلدديم الرظددار ‪ -‬خاصددة ف د‬
‫رراحله اإللزارية ‪ -‬هزرا رن لوازم الحياة ح حيرئذ تكون الر قة الت يتطلبها ادذا‬
‫التغليم واجبا رن واجبات اَب ح ريلها ف ادذا ريدل ن قدة الطغدام والكسدوة ؛ َن‬
‫اَب اعٍ ح ورسئول عن عيته ‪.‬‬
‫‪- -291‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وثما يرتقل حق اإل ضاع إلى وا الط ل ف حال وفداة اَب ح يرتقدل إليده‬
‫ثذله حق الر قة ح را ام الط ل صغيرا ح لم يبلغ ح التكسب ‪.‬‬
‫فإاا لم يكن اران وا ‪ :‬حيرئذ ترتقل ن قة الصغير إلى أقا بده ح وقد تقد م‬
‫ت صيل القول ف ن قة اَقا ب ح وأن ال قهاا أوجبوا على القريدب الموسدر ن قدة‬
‫قريبدده ال قيددر الغدداجز عددن الكسددب ح وأن الغجددز ‪ :‬اددو الحددال الت د يكددون عليهددا‬
‫غير قا على الكسب لصغر ح أو لمرُ ح أو ‪ .....‬نحو اله ‪.‬‬
‫الر‬
‫وثما ح ظ اإلسالم لالبن حقه ف الر قة ف جميع أ وا حياته حتى يبلغ ح‬
‫ويصبح قا ا على الكسب ؛ ح ظ له ثدذله حقده فد الميدرا ح وقد جغدل نصديبه‬
‫اثددرا ثددانح أو أنيددى أثبددر رددن نصدديب الولدد والوالدد ة ح وفقددا لمغددايير اخددتالف‬
‫اَنصبة ف الموا يث ‪.‬‬
‫‪ -4‬حق الحضانة ‪:‬‬
‫لمددا ثددان لد م و اددا ال طيددر فد حيدداة الط ددل ح ه سدديما رددا يتصددل بحملدده‬
‫وإ ضدداعه ح ت َّدب ال قهدداا علددى الدده بأنهددا أحددق بحضددانته رددن أبيدده ح ف د حددال‬
‫ترازعهما على حضانته ‪.‬‬
‫وق أث قول ال قهاا ‪ :‬را ُ و عن "عب هللا بن عمرو بدن الغداص" ح أن‬
‫ارراة قالت‪ :‬يا سول هللا ح إن ابر اذا ثان بطر له وعاا ح وثد ي لده سدقاا ح‬
‫وحجددر لدده حددواا ح وإن أبدداع لقر د ح فددأ ا أن يرتزعدده رر د ح فقددال سددول‬
‫هللا ‪ ” : $‬أنت أحق به را لم تركح “ (‪. 1‬‬
‫وق ل الح يث على أنه إاا افترق اَبدوان ح وبيرهمدا ولد أن اَم أحدق بده‬
‫رن اَب ح را لم يقع باَم را يمرع تقد يمها ح أو بالولد وصدف يقتضد ت ييدرع ح‬
‫واذا را ه يغرف فيه نزاع ح وق قضى به خلي ة سول هللا ‪ $‬أبو بكرح ولدم يركدر‬
‫عليه رركر فلما ول عمر قضى بميله‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد ( ‪.) 6707‬‬
‫‪- -292‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وإاا ثانددت الحضددانة حق دا ل د م ون اَب ح فق د اقتضددى القيدداس أن تكددون‬
‫الرساا أوه ون الرجال ح واقتضى أن تكون قرابة اَم رق رة على قرابدة اَب ح‬
‫ويتق م فيها اَقرب فالذ يليه رن ادها ‪.‬‬
‫وق ا تر ال قهاا ف الحاضرة ‪ :‬أن تكون حرة بالغة عاقلة ح أريرة علدى‬
‫الط ددل ح قددا ة علددى القيددام برددئونه ح فددإاا تددوفرت اددذع الرددرو لددم يجددز إسددقا‬
‫حضانتها ‪.‬‬
‫‪ -5‬حق التربية والتهذيب‪:‬‬
‫فهددم الغلمدداا ثبددوت اددذا الحددق ل بردداا علددى آبداعهم ح رددن آيددات ع يد ة فد‬
‫القرآن ح أامها را يل ‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫قوله تغالى ‪ ( :‬وقُل َّ به ِ ا ْ حمْ هُما ثما بَّيانِ ص ِغيرا ) [اإلســـراا ‪. ]24‬‬
‫فالتربيددة ‪ :‬رددا اد إه عمليددة اإلعد ا والرعايددة ح التد يتغهد بهددا اَبددوان‬
‫الط ل ررذ وه ته ح وحتى بلوغده السدن التد يمكرده فيهدا اهعتمدا علدى ن سده ح‬
‫بتأثير رن إع ا الوال ين ح وث التهما له ف ررحلة اإلع ا ‪.‬‬
‫ونظرا لما يغانيه الوال ان ف اذع المرحلة رن رتاعب ورراق جمة ح أردر‬
‫هللا اَبراا بال عاا لهما بهدذا الد عاا الدوا فد اآليدة ح وادو خيدر ردا يد عى بده‬
‫لربع الرحمة ( اَبوين ‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله تغالى ‪ ( :‬وأْرُرْ أ ْاله بِالصَّال ِة وا ْ‬
‫صطبِرْ عليْها ) [ ـه‪. ]132:‬‬
‫حيث وجه هللا اَرر لربيه ‪ $‬ف اآلية بأن يأرر أال بيته ح وقيل‪ :‬أرتده ثلهدا‬
‫بالصالة ح وأن يصطبر عليها ح يغر ‪ :‬على أ اعها ؛ لتترس بالصبر عليها رلكة‬
‫اليبات على الغبا ة وال روع والمراقبة ‪.‬‬
‫ح قدال‪ :‬لمَّدا‬
‫ورما يُروى ف سبب نزول ادذع اآليدة عدن أبد سدغي ال د‬
‫نزلت اذع اآلية ثان الرب ‪ $‬يج ا إلى باب عل َّ صالة الغ اة ثمانية أ هر يقدول‬
‫‪- -293‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ ” :‬الصدددددالة حمكدددددم هللا ؛ ليدددددذاب عدددددركم الدددددرجس أادددددل البيدددددت ويطهدددددرثم‬
‫تطهيرا “ ‪.‬‬
‫فق د استرددغر الربدد ‪ $‬بهددذا التوجيدده القرآن د ( وأْرُددرْ أ ْالدده بِالصَّددال ِة ‪)...‬‬
‫رسئوليته عن أال بيته ف إقارتهم ادذع ال ريضدة ح فتدولى بر سده ‪ -‬وادو الربد‬
‫او اَعباا الجسام ‪ -‬رهمدة التربيده إلدى أ اعهدا ح ليكدون قد وة لكدل اع ورسدئول‬
‫ف أرته ح وخاصة الوال ين ‪.‬‬
‫‪ -3‬وقوله تغالى ‪ ( :‬يا أيُّها الَّذِين آررُوا قُوا أن ُس ُك ْم وأ ْا ِلي ُك ْم نا ا وقُو ُادا‬
‫اس و ْال ِحجا ةُ ) [التحريــم‪. ]6:‬‬
‫الرَّ ُ‬
‫حيث أوجبت اآلية على الوال ين أن يجربا أوه اما ثل ردا يدد‬
‫الرا ؛ أ ‪ :‬إلى أسباب خولها ح واهصطالا برا اا ‪.‬‬
‫بهمدا إلدى‬
‫ورمال يُروى ف اذا عن عمر ‪ d‬أنه قال لرسول هللا ‪ $‬لما نزلت اذع اآليدة‬
‫‪ :‬يا سول هللا ح نق أن سرا ح فكيف بأاليرا ؟ ح قال‪ ” :‬ترهونهم عما نهداثم هللا ح‬
‫وتأررونهم بما أرر هللا “‬
‫واددذا ي د ل علددى أن عليرددا تغلدديم أوه نددا وأاليرددا ال د ين وال يددرح ورددا ه‬
‫يستغرى عره رن اَ ب ح وقال‪ :‬او رغرى قوله‪ ( :‬وأْرُدرْ أ ْالده ِبالصَّدال ِة وا ْ‬
‫صدط ِبرْ‬
‫عليْها ) [ ـــه‪ , ]132:‬وقوله‪ ( :‬وأن ِذ ْ عرِيرته ْاَ ْقر ِبين ) [الرغــراا‪.]214 :‬‬
‫ويك ف رسئولية اَبوين عن اذا بالرسبة َبراعهمدا قولده ‪ ” : $‬ردا ردن‬
‫رولو إه يول على ال طرة ؛ فأبواع يهو انه أو يرصرانه أو يمجسانه “ (‪. 1‬‬
‫ان ِه ْبرِ ِه و ُادو ي ِغ ُ‬
‫‪ -4‬قوله تغالى ‪ ( :‬وإِ ْا قال لُ ْقم ُ‬
‫ظدهُ يدا بُرد َّ ه ت ُ ْ‬
‫ر ِدر ْن بِ َّ‬
‫داّللِ ِإ َّن‬
‫رددرْ ن ل ُ‬
‫ال ِ ه‬
‫ظ ْلددم ع ِظدديم «‪ »13‬وو َّ‬
‫دن‬
‫اإلنسددان ِبوا ِل ْي د ِه حملتْدهُ أ ُ ُّر دهُ و ْارددا علددى و ْاد ٍ‬
‫ص ديْرا ْ ِ‬
‫ير «‪ »14‬و ِإن جااد ان علدى أن‬
‫و ِفصالُهُ ِف عاري ِْن أ ِن ا ْ ُكرْ ِل و ِلوا ِل يْه ِإل َّ ْالم ِص ُ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري كتاب الجنائز ‪ ،‬باب إذا أسلم الصبي فمات ( ‪.) 1292‬‬
‫‪- -294‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫تُ ْ‬
‫داح ْبهُما فِد الد ُّ ْنيا رغ ُْروفددا وات َّ ِبددعْ‬
‫رد ِدرن ِبد رددا لديْس لدده ِبد ِه ِع ْلددم فددال ت ُ ِط ْغهُمددا وصد ِ‬
‫س ِبيل ر ْن أناب ِإل َّ ث ُ َّم ِإل َّ ررْ ِجغُ ُك ْم فأُن ِبهئ ُ ُكم ِبمدا ُثردت ُ ْم تغْملُدون «‪ »15‬يدا بُرد َّ ِإنَّهدا ِإن‬
‫ت بِهدا‬
‫ُ يدأ ْ ِ‬
‫ت ُه ِريْقال حبَّ ٍة ِ هر ْن خرْ ٍل فت ُكن فِ ص ْ ر ٍة أوْ فِ السَّماوا ِ‬
‫ت أوْ فِ ْاَ ْ ِ‬
‫اّلل ل ِطيف خ ِبير «‪ »16‬يا بُر َّ أقِ ِم الصَّالة وأْرُدرْ ِب ْ‬
‫اّللُ ِإ َّن َّ‬
‫َّ‬
‫دن ْال ُمرك ِدر‬
‫دالم ْغ ُر ِ‬
‫وف وا ْنده ع ِ‬
‫صبِرْ على را أصابه إِ َّن ا ِلده ِر ْ‬
‫وا ْ‬
‫داس وه‬
‫دن ع ْدز ِم ْاَ ُ ُردو ِ «‪ »17‬وه تُصدغهِرْ خد َّن ِللرَّ ِ‬
‫اّلل ه ي ُِحدبُّ ُثد َّل ُر ْ تدا ٍل ف ُ دو ٍ «‪ »18‬و ْاق ِصد ْ فِد ر ْ‬
‫ُ ررحدا إِ َّن َّ‬
‫رد ِيه‬
‫مْن فِ ْاَ ْ ِ‬
‫ت ِ‬
‫و ْ‬
‫اغ ُ‬
‫ت لصوْ ُ‬
‫ا ِرن صوْ ِته ِإ َّن أنكر ْاَ ْ‬
‫ض ْ‬
‫ت ْالح ِم ِير «‪[ ) »19‬لقمـــــان] ‪.‬‬
‫صوا ِ‬
‫فهذع اآليات الكريمات ساقها هللا ‪ :‬على لسان لقمدان الحكديم ح يتغهد فيهدا‬
‫ول د ع بالرصددح والتوجيدده ح وا د ‪ :‬عبددا ة عددن رجموعددة رددن الوصددايا ح تغددالج‬
‫جوانب سلوثية رتغ ة ‪:‬‬
‫أولها ‪ -‬جاندب الغالقدة بدين اإلنسدان و بده ح وقد بد أ اَب وصديته فد ادذا‬
‫بتربيه ول ع علدى ضدرو ة إصدال اعتقدا ع ؛ َن إصدال اهعتقدا أصدل إلصدال‬
‫الغمل ح وه يقبل عمل صالح ون اعتقدا صدالح ؛ لدذا وصدف الردرن بأنده (رلدم‬
‫عظيم فهو رلم للر س ؛ َن الردرن رحدب للغمدل ح وَن المردرن يضدع ن سده‬
‫ف روضع الذل ح والغبو ية لغير هللا ح ق يكون الجما ريال ح واذا رلم لإلنسدان‬
‫المكرم الحر ثبير ‪.‬‬
‫ثم أ ف اذع الوصية ح بمحاولة تقوية جانب المراقبدة ح وال دوف ردن هللا‬
‫فد ولد ع ح وثيددف أن أ ق اَ دياا ( ِريْقدال حبَّد ٍة ِ هر ْ‬
‫دن خدرْ ٍل ) فد أخ دى اَردداثن‬
‫ت‬
‫وأحرزاا ح أو ف الغالم الغلو أو الس ل ( فدت ُكن فِد صد ْ ر ٍة أوْ فِد السَّدماوا ِ‬
‫ُ ) ه تغددزب عددن علددم هللا الددذ يصددل علمدده إلددى ثددل خ د ح فكيددف‬
‫أوْ ِفد ْاَ ْ ِ‬
‫بالظاار ‪.‬‬
‫‪- -295‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثدم خددتم ادذا الجانددب بدداَرر بإقاردة الصددالة ح بمغرددى ‪ :‬أ اعهدا علددى وجههددا‬
‫الصددحيح ؛ حتددى تيمددر ثمرتهددا المرجددوة رددن التقددوى والمراقبددة ح والره د عددن‬
‫ال حراا والمركر ( ِإ َّن الصَّالة ت ْرهى ع ِن ْال ْحراا و ْال ُمرك ِر ) [الغركبــوت‪. ]45:‬‬
‫ثانيها ‪ -‬جانب الغالقة بين اإلنسان ورجتمغه ح ثما يب و فد قولده‪ ( :‬وأْرُدرْ‬
‫وف وا ْنه ع ِن ْال ُمرك ِر وا ْ‬
‫ص ِبرْ على را أصابه ِإ َّن ا ِله ِر ْن ع ْز ِم ْاَ ُ ُرو ِ ) ‪.‬‬
‫ِب ْالمغ ُْر ِ‬
‫فهددذع ال ريضددة ( اَرددر بددالمغروف ح والرهدد عددن المركددر عبددا ة عددن‬
‫ررا ثة فغلية رن اإلنسدان فد تبرد قضدايا رجتمغده ح يمدا س ردن خاللهدا حقَّده‬
‫ف حرية الرأ والتغبير ح وحق أفرا رجتمغه عليه ف نصرة قضاياام وال فاع‬
‫عن حقوقهم ‪.‬‬
‫ولمددا ثددان القي دام بواجددب اَرددر والره د يتطلددب حظ دا غيددر قليددل رددن البددذل‬
‫والغطدداا والتضددحية بالجهد والطاقددة ح و بمددا بددالرو والددر س ح اتبددع اَرددر بدده‬
‫اَرر بالصبر على را ق يلقاع اآلردر والرداا فد سدبيل القيدام بأ اعده ح فغليده أن‬
‫يمض ف ريقه بيبات المدرن رهما أصابه ؛ َن اله رن عزم اَرو ‪.‬‬
‫ثاليها ‪ -‬الجاندب اَخالقد ح الدذ ه بد أن يتدزو بده ثدل اعيدة ورصدلح ح‬
‫داس وه‬
‫حتى يقبل الراس قوله ح فيغ و اا أثر فيهم عميق ‪ ( :‬وه تُصدغهِرْ خد َّن ِللرَّ ِ‬
‫اّلل ه ي ُِحبُّ ُث َّل ُر ْ تدا ٍل ف ُ دو ٍ «‪ »18‬و ْاق ِصد ْ ِفد ر ْ‬
‫ُ ررحا ِإ َّن َّ‬
‫رد ِيه‬
‫تمْ ِن ِف ْاَ ْ ِ‬
‫و ْ‬
‫اغ ُ‬
‫ت لصوْ ُ‬
‫ا ِرن صوْ تِه ِإ َّن أنكر ْاَ ْ‬
‫ض ْ‬
‫ير «‪[ ) »19‬لقمــــان]‪.‬‬
‫صوا ِ‬
‫ت ْالح ِم ِ‬
‫ف ت سير اآليدة ‪( :‬الصدغر ‪ :‬اا يصديب اإلبدل فيلدو أعراقهدا ح والقدرآن‬
‫ي تدددا ادددذا التغبيدددر ؛ للتر يدددر ردددن الحرثدددة المردددابهة للصدددغر ح حرثدددة الكبدددر‬
‫واَزو ا ح وإرالددة ال دد للردداس فدد تغددال واسددتكبا ح ( والمردد فدد اَ ُ‬
‫ررحا او المر ف ت ايل ون دة ح وقلدة ربداهة بالرداس ح واد حرثدة ثريهدة‬
‫يمقتها هللا وال لق ح وا تغبير عدن دغو ردريا بالدذات ح يتدر س فد رردية‬
‫‪- -296‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ال دديالا ( و ْاق ِص د ْ ِف د ر ْ‬
‫ر د ِيه ) القص د ارددا ‪ :‬رددن اهقتصددا ح وع د م اإلسددراف ح‬
‫وع م إضاعة الطاقة ف التب تر واهختيال ح ( و ْ‬
‫اغ ُ‬
‫ض ْ‬
‫دا ِردن صدوْ ِته ) فيده أ ب‬
‫وثقة بدالر س ح وا مئردان إلدى صد ق الحد يث ح وقوتده ح وردا يغلدظ فد قولده إه‬
‫ددان ف د قيمددة قولدده ح أو قيمددة صدده ح ثددم يحدداول إخ دداا اددذا الردده بالح د ة‬
‫واإلغالر ؛ لذا قبح القرآن اذا ال غل ف صو ة رر رة رحتقرة بقوله ‪ ( :‬إِ َّن أنكر‬
‫ت لصوْ ُ‬
‫ْاَ ْ‬
‫ير ) ‪.‬‬
‫صوا ِ‬
‫ت ْالح ِم ِ‬
‫فهذع الوصايا ‪ -‬على قصراا ‪ -‬سداقها القدرآن الكدريم ح ثرمدوا لمدا يربغد‬
‫أن يكددون عليدده اآلبدداا والمربددون ف د حسددن التوجيدده ؛ َنهددا تغكددس وصددية أب‬
‫حكيم ح خبير بمدا يصدلح اإلنسدان والحيداة ح وادو فد الوقدت ن سده صداحب آردال‬
‫عراُ ف ول ع ح فهو يري ع ابرا ردثرا ف الراس والمجتمدع ح ُرصدلحا للحيداة ح‬
‫رحبوبا بين أاله ‪.‬‬
‫ولم يغب عدن ادذا الوالد الحكديم ح أن يحدي ادذع الوصدايا بجدو ردن التدوا‬
‫والرحمة والر قة ؛ حتى يغظم تأثيراا ح ثما يب و ف رطلع ثل وصية ‪.‬‬
‫فالر اا بـ ( يا بُر َّ ) الذ او للتصغير ح وإنزال الكبير ررزلة الصغير فيده‬
‫لما فيه رن الر قة ح وحسن التحبب ‪.‬‬
‫أرا السرة الربوية ح فه رليئدة باَحا يدث اات الطدابع التربدو التدوجيه‬
‫لرباا ح والمربين ح رن اله ‪:‬‬
‫أ‪ ” -‬را نحل وال ول ا رن نحل أفضل رن أ ب حسن “ (‪. 1‬‬
‫ب‪ ” -‬أثرروا أوه ثم وأحسروا أ بهم “ (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه آ الترمذي ‪ 1952 ،‬وقال حدي غريب ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجة (‪.)3671‬‬
‫‪- -297‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ ” رروا أبرااثم بالصالة لسبع ح واضدربوام عليهدا لغردر ح وفرقدوا‬‫بيرهم ف المضاجع “ (‪. 1‬‬
‫ثما جاات بتوجيهات أخرى ثييرة ت د الط دل ح ه سديما عقدب وه تده ح‬
‫ريل ‪ :‬حسن تسميته ح واَاان ف أانه اليمرى ح واإلقارة ف اليسرى ح وتحريكده‬
‫بتمدرة ح والغقيقدة عرده فد يورده السدابع ح وال تدان ح وادذا وغيدرع ربسدو فد‬
‫ثتب السرة ‪.‬‬
‫ثمددا أن قولدده ‪ ” : $‬ثلكددم اعٍ وثلكددم رسددئول عددن عيتدده “ (‪ 2‬يقددر حددق‬
‫الط ل على أبويه ف الرعايدة الصدحية ح واهجتماعيدة ح والغلميدة ح والتربويدة ح‬
‫وحقده فد التيقيدف ح واللغددب ح وتربيددة الحدس الجمددال وال رد ح والرمددو البد ن‬
‫والغقل ح وحمايته رن جميع صو اهسدتغالل ح والقسدوة واإلامدال ح والدز بده‬
‫ف أعمال غير ررروعة ‪ ...‬إل ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬حق اآلباا ‪ -‬الوال ين‪ -‬ف اإلسالم ‪:‬‬
‫قال تغالى ‪ ( :‬وقضى بُّه أهَّ ت ْغبُد ُواْ إِهَّ إِيَّداعُ و ِب ْالوا ِلد ي ِْن إِ ْحسدانا ) أ ‪ :‬بدرا‬
‫بهما ح و قة وعطف ا عليهما ( إِرَّا ي ْبلُغ َّن ِعرد ن ْال ِكبدر أحد ُ ُاما أوْ ِثال ُامدا فدال‬
‫ف وه ت ْرهرْ ُاما) ؛ أ ‪ :‬ه تقل لهما بتبرم إاا ثبرا وأسرا ‪.‬‬
‫تقُل لَّهُما أ ُ ه ٍ‬
‫ويربغ د أن تتددولى خ د رتهما ح ريددل رددا توليددا رددن خ د رته علددى أن ال ضددل‬
‫للمتق م ح وثيف يقع التساو ح وق ثانا يحمدالن أاان اجدين حياتده ح وأندت إن‬
‫حملت أاااما ؛ جوت روتهمدا ح ثدم قدال هللا تغدالى ‪ ( :‬وقُدل لَّهُمدا قدوْ ه ث ِريمدا ) ؛‬
‫أ ‪ :‬ليرددا لطي ددا ( و ْ‬
‫اخ ِد ْ‬
‫الر ْحمد ِة وقُددل َّ به ِ ا ْ حمْ هُمددا ثمددا‬
‫دا لهُمددا جرددا الددذُّ ِ هل ِرددن َّ‬
‫بَّيانِ ص ِغيرا ) [اإلسراا‪. ]24 -23‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود ( ‪.) 495‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري كتاب الجم ة ‪ ،‬باب الجم ة في القرى والمدن (‪.)853‬‬
‫‪- -298‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ير ) [لقمــان‪. ]14:‬‬
‫وقال هللا تغالى ‪ ( :‬أ ِن ا ْ ُكرْ ِل و ِلوا ِل يْه ِإل َّ ْالم ِص ُ‬
‫فانظر ‪ -‬حمه هللا ‪ -‬ثيف قرن كراما بركرع ؟ قال ابن عباس ‪ :f‬ثال‬
‫آيات نزلت رقرونة بيال ح ه تقبل ررها واح ة بغير قريرتها‪:‬‬
‫إحددد ااا ‪ -‬قولدددده تغددددالى ‪ ( :‬وأ ِ يغُددددواْ ه‬
‫سددددول‬
‫الر ُ‬
‫اّلل وأ ِ يغُدددواْ َّ‬
‫فمن أ اع هللا ح ولم يطع الرسول ‪ $‬لم يقبل رره ‪.‬‬
‫) [الماعدددد ة‪, ]92:‬‬
‫اليانيدددة ‪ -‬قدددول هللا تغدددالى ‪ ( :‬وأقِي ُمدددواْ الصَّدددالة وآتُدددواْ َّ‬
‫الزثددداة‬
‫فمن صلى ح ولم يزن لم يقبل رره ‪.‬‬
‫) [البقدددرة‪]43:‬‬
‫اليالية ‪ -‬قوله هللا تغالى ‪ ( :‬أ ِن ا ْ ُكرْ ِلد و ِلوا ِلد يْه ) [لقمـدـان‪ , ]14:‬فمدن دكر‬
‫هللا ح ولم يركر لوال يه لم يقبل رره ‪.‬‬
‫ولذا قدال الربد‬
‫الوال ين “ (‪. 1‬‬
‫‪ ” :$‬ضدا هللا فد‬
‫ضدا الوالد ين ح وسد‬
‫هللا فد سد‬
‫وعن ابن عمر ‪ d‬قال‪ :‬جاا جل يستأان الرب ‪ $‬ف الجهدا ح فقدال الربد‬
‫‪ ” : $‬أح وال ان ؟ “ قال ‪ :‬نغم ح قال‪ ” :‬ف يهما فجاا “(‪. 2‬‬
‫وفددد "الصدددحيحين" أن سدددول هللا ‪ $‬قدددال‪ ” :‬أه أنبدددئكم بدددأثبر الكبددداعر؟‬
‫اإل ران با ح وعقدوق الوالد ين“ فدانظر ثيدف قدرن اإلسدااة إليهمدا وعد م البدر‬
‫واإلحسان باإل ران ؟ ‪.‬‬
‫وف "الصحيحين" أيضا أن سول هللا ‪ $‬قال‪ ” :‬ه ي خل الجرة عاق ح وه‬
‫رران ح وه ر رن خمر “ ‪.‬‬
‫ولو أن اردان ثلمدة أ ندى ردن " اَف " لرهدى هللا عرده ح فليغمدل الغداق ردا‬
‫اا أن يغمل فلن ي خل الجرة ح وليغمل البا را اا أن يغمل فلن ي خل الرا ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البيهقي في ش ب اإليمان ( ‪.) 7830‬‬
‫(‪ )2‬متفم عليه ‪.‬‬
‫‪- -299‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وقال ‪ ” : $‬لغن هللا الغاق لوال يه “(‪. 1‬‬
‫وقال ‪ ” : $‬لغن هللا رن سب أباع ح لغن هللا رن سب أره “(‪. 2‬‬
‫وقال ‪ ” : $‬ثل الذنوب يدخر هللا ررها ردا داا إلدى يدوم القياردة إه عقدوق‬
‫الوال ين فإنه يغجل لصاحبه “ (‪ 3‬يغر ‪ :‬الغقوبة ف ال نيا قبل يوم القيارة‪.‬‬
‫وقدال ثغدب اَحبدا ‪ -‬حمده هللا ‪ :-‬إن هللا ليغجدل ادالن الغبد إاا ثدان عاقدا‬
‫لوال يه ليغجل له الغذاب ح وأن هللا ليزي فـ عمــر الغبــ إاا ثان با ا بوال يـه‬
‫ليزي ع برا و خيرا ح ورن براما أن ير ق عليهما إاا احتاجا ‪.‬‬
‫فق جاا جل إلى الرب ‪ $‬فقال ‪ :‬يا سول هللا إن أب يري أن يجتا ردال‬
‫ح فقال ‪ ” :$‬أنت و راله َبيه “(‪. 4‬‬
‫وسئل ثغب اَحبا عن عقوق الوال ين را ادو ؟ قدال‪ :‬ادو إاا أقسدم عليده‬
‫أبوع أو أره لم يبر قسمهما ح وإاا أرراع بأرر لدم يطدع أررامدا ح وإاا سدأهع ديئا‬
‫لم يغطهما ح وإاا اعتمراع خانهما ‪.‬‬
‫وسئل ابن عباس ‪ f‬عن أصحاب اَعراف ح رن ام ورا اَعدراف ؟ فقدال‪:‬‬
‫أرا اَعراف فهو جبل بدين الجردة والردا ح وإنمدا سُدم اَعدراف ؛ َنده رردرف‬
‫على الجردة والردا ح وعليده أ دجا وثمدا وأنهدا وعيدون ح وأردا الرجدال الدذين‬
‫يكونددون عليدده ح فهددم جددال خرجددوا إلددى الجهددا بغيددر ضددا آبدداعهم وأرهدداتهم ؛‬
‫فقتلوا ف الجها ح فمرغهم القتل ف سبيل هللا عن خدول الردا ح وردرغهم عقدوق‬
‫الوال ين عن خول الجرة ح فهم على اَعراف حتى يقض هللا فيهم أررع ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه آ الحاكم في المستدرك ( ‪.) 7254‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه آ أحمد (‪.)1875‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه آ الحاكم في المستدرك (‪. )7263‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه آ ابن ماجة ( ‪.) 2291‬‬
‫‪- -300‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وف " الصحيحين" ‪ " :‬أن جدال جداا إلدى سدول هللا ‪ $‬فقدال‪ :‬يدا سدول‬
‫هللا ح رن أحق الراس ررد بحسدن صدحبت ؟ قدال‪ ” :‬أرده “ قدال‪ :‬ثدم ردن ؟ قدال‪:‬‬
‫” أره “ قال ‪ :‬ثم رن ؟ ح قال‪ ” :‬أره “ قدال ‪ :‬ثدم ردن ؟ قدال ‪ ” :‬أبدون ثدم أ ندان‬
‫أ نان “ ؛ فحا على بر اَم ثال ررات ح وعلى بر اَب ررة واحد ة ح وردا اان‬
‫إه َن عراااا أثيدر ح و د قتها أعظدم ردع ردا تقاسديه ردن حمدل و لدق ووه ة ح‬
‫و ضاعة وسهر ليل ‪.‬‬
‫أى ابدن عمدر ‪ f‬جدال قد حمدل أرده علدى قبتده ح وادو يطدوف بهدا حددول‬
‫الكغبة ح فقال‪ :‬يا بن عمر أتران جازيتها ؟ قال‪ :‬وه بطلقة واح ة ردن لقاتهدا ح‬
‫ولكن ق أحسرت ح وهللا يييبه على القليل ثييرا‪.‬‬
‫وعن أب اريرة ‪ d‬قال ‪ :‬قال سول هللا ‪ ” : $‬أ بغدة ن در حدق علدى هللا أه‬
‫ي خلهم الجرة ح وه يدذيقهم نغيمهدا ‪ :‬رد رن خمدر ح وآثدل بدا ح وآثدل ردال اليتديم‬
‫(‪1‬‬
‫ق ح والغاق لوال يه “‬
‫بغير ح ه ٍ‬
‫وقال ‪ ” :$‬الجرة تحت أق ام اَرهات “(‪. 2‬‬
‫وجاا جل إلى أب ال اا ‪ d‬فقال ‪ :‬يا أبا ال اا ح إند تزوجدت اردرأة ح‬
‫وإن أرددد تدددأررن بطالقهدددا ؛ فقدددال أبدددو الددد اا‪ :‬سدددمغت سدددول هللا ‪ $‬يقدددول‪:‬‬
‫” الوال أوس أبواب الجرة ح فإن ئت فأضع اله الباب أو اح ظه “(‪. 3‬‬
‫وقال ‪ ” : $‬للمسلم ثال عوات رستجابات ه ه فيهن‪ :‬عوة المظلدوم‬
‫ح و عوة المسافر ح و عوة الوال على ول ع “(‪. 4‬‬
‫(‪ )1‬الترغيب الترهيب ( ‪.) 1411‬‬
‫(‪ )2‬مسند الشهاب (‪.)119‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الترمذي (‪.)1900‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الترمذي ( ‪.) 1905‬‬
‫‪- -301‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وعن عمرو بن ررة الجهر ح قال‪ ” :‬جاا جل إلى سدول هللا ‪ $‬فقدال‪ :‬يدا‬
‫سددول هللا ح أ أيددت إاا صددليت الصددلوات ال مددس ح وصددمت رضددان ح وأ يددت‬
‫الزثاة ح وحججت البيت إن استطغت إليه سبيال ح فمااا ل ؟ ح فقدال سدول هللا ‪$‬‬
‫‪ :‬رددن فغددل الدده ثددان رددع الربيددين والص د يقين والردده اا والصددالحين إه أن يغددق‬
‫وال يه “(‪. 1‬‬
‫وقال ‪ ” : $‬لغن هللا الغاق وال يه “(‪. 2‬‬
‫و قال برر‪ ” :‬را رن جل يقرب رن أره حيث يسمع ثالرها إه ثان أفضل‬
‫رن الذ يضرب بسي ه ف سبيل هللا ح والرظر إليها أفضل رن ثل ا “‪.‬‬
‫وجدداا جددل وارددرأة إلددى سددول هللا ‪ $‬ي تصددمان ف د صددب لهمددا ؛ فقددال‬
‫الرجل ‪ :‬يدا سدول هللا ح ولد خدر ردن صدلب ح وقالدت المدرأة ‪ :‬يدا سدول هللا‬
‫حمله خ ا ح ووضغه هوة ح وحملته ثراا ح ووضغته ثراا ح وأ ضدغته حدولين‬
‫ثارلين ح فقضى به سول هللا ‪َ $‬ره (‪. 3‬‬
‫اذا رن ناحية حقهم ف اإلحسان ح وع م الغقوق ح أرا رن ناحيدة اإلن داق‬
‫علددديهم ؛ فيجدددب علدددى اَبرددداا اإلن ددداق علدددى الوالددد ين ح إاا فقددد ا القددد ة علدددى‬
‫التكسب ح ولم تكن لهما روا رالية ‪.‬‬
‫وق أوجب جمهو الغلماا ‪ -‬غير المالكية ‪ -‬ن قة الوال ين ح وإن علدوا ح ولدو‬
‫اح ْبهُما ِف ال ُّ ْنيا رغ ُْروفا ) [لقمان‪.]15:‬‬
‫ثانا ر ال ين ف ال ين ح قال تغالى ‪ ( :‬وص ِ‬
‫وأصددول اإلنسددان الددذين تجددب ن قددتهم اددم اآلبدداا ح واَرهددات ح واَج د ا ح‬
‫والج ات وإن علوا ح فإن انغ م اَوه ح ولم تكن لكبا السن رد خرات أو ردوا‬
‫رالية ح انتقل واجب اإلن اق إلى ال ولة ح رميلة ف الرظام الحكور ح حسب رب أ‬
‫ث الة المحتاجين ح وبمقتضى الضمان اهجتماع المقر ف اإلسالم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬الترغيب والترهيب (‪.)2515‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الحاكم في المستدرك ( ‪.) 7254‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن عساكر في اريخ دمشم ( ‪.) 203/25‬‬
‫‪- -302‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واددذا رددا ترددير إليدده اَحا يددث الربويددة الرددري ة ح فق د جدداا ف د الح د يث‬
‫الرريف‪ ” :‬أيما عرصة ‪ -‬أ ‪ :‬بقغة ‪ -‬أصبح فيهم ارر جاعغا ح فقد برعدت ردرهم‬
‫ارة هللا تبا ن وتغالى “(‪. 1‬‬
‫وق أوجب اإلسالم على المرا ن قة وال يه المحتاجين ح ثروع رن الرعايدة‬
‫اهقتصا ية ح وجغل الول ح وراله رلكا َبيه ‪.‬‬
‫قال ‪ ” :$‬أنت وراله َبيه “(‪. 2‬‬
‫ويجبر الرجل على ن قة وال يه ح وول ع الذثو واإلنا ح إاا ثانوا فقراا ح‬
‫وثان له را ير ق عليهم “ ح واست ل ال قهاا على ن قة الوال ين ؛ بقوله تغدالى ‪:‬‬
‫( وقضى بُّه أهَّ ت ْغبُ ُواْ إِهَّ إِيَّاعُ وبِ ْالوا ِل ي ِْن إِ ْحسانا ) [اإلســراا‪. ]23 :‬‬
‫ورن اإلحسان‪ :‬اإلن اق عليهما عر حاجتهما ‪.‬‬
‫ولما وتده السدي ة عاعردة ‪ g‬أن الربد ‪ $‬قدال ‪ ” :‬إن أ يدب ردا أثدل الرجدل‬
‫رن ثسبه ح وإن ول ع رن ثسبه “(‪. 3‬‬
‫وق أجمع أال الغلم على أن ن قة الوال ين ال قيرين اللذين ه ثسب لهمدا ح‬
‫وه رال ح واجبة ف رال الول ‪.‬‬
‫ويجددب اإلن دداق علددى اَجد ا والج د ات ح وإن علددوا ح وبددذله قددال الرددافغ‬
‫واليو ح وأصحاب الرأ ‪.‬‬
‫وقال راله ‪ " :‬ه تجب الر قة عليهم ؛ َن الج ليس بأب حقيق " ‪.‬‬
‫يقدددول صددداحب المغرددد‬
‫سددبحانه ‪ ( :‬وعلددى الددوا‬
‫(‪4‬‬
‫‪ -‬حمددده هللا ‪ ” :‬ولردددا ؛ أ ‪ :‬الحرابلدددة ح قولددده‬
‫ريددل الدده ) [البقدـرة‪ , ]233:‬وَندده ي د خل فد رطلددق اسددم‬
‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم في المستدرك ( ‪.) 2165 ( ) 14/2‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجة ( ‪.) 2291‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪.)3528‬‬
‫(‪ )4‬المغني البن قدامة ( ‪.)257/9‬‬
‫‪- -303‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الول د والوال د ح ب د ليل قولدده تغددالى ‪ ( :‬يوصدديكم هللا ف د أوه ثددم للددذثر ريددل حددظ‬
‫اَنييين ) [الرســاا‪ , ]11:‬في خل فيهم ول البرين “‪.‬‬
‫ين عليده ح‬
‫ورن حقوق الوال ين ح واإلحسان إليهما أه يطالب اهبن أبداع بد ٍ‬
‫واذا أ فقهاا الحرابلة ح ول عمة فيه آ اا ح وأقوال بذله ح و ليدل الحرابلدة أن‬
‫جال جاا إلى الرب ‪ $‬بأبيه يقتضيه يرا عليه فقال‪ ” :‬أنت وراله َبيه “ ‪.‬‬
‫فرعايدددة المسدددرين تتسدددع اعرتهدددا فددد اإلسدددالم ح وتوضدددع لهدددا الضدددواب‬
‫الررعية ” فالواجب فد ن قدة القريدب قد الك ايدة ردن ال بدز واَ م ح والكسدوة‬
‫بق الحاجة “ ‪.‬‬
‫ويرتر لوجوب اإلن اق على اَقا ب ثالثة رو ح نُوجزاا فيما يل ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكوندددوا فقدددراا ه ردددال لهدددم ح وه ثسدددب يسدددتغرون بددده عدددن إن ددداق‬
‫غيرام‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون لمن تجب عليه الر قة ح را ير ق عليهم فاضال عن ن قة ن سه‬
‫إرا رن راله ح وإرا رن ثسبه ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون المر ق وا ثا ؛ لقول هللا تغالى ‪ ( :‬وعلى الوا‬
‫ريل اله )‬
‫[البقــــرة‪. ]233:‬‬
‫وباعتبددا أن بددين المتددوا ثين قرابددة ح تقتضدد ثددون الددوا أحددق بمددال‬
‫المو و عن ساعر الراس ؛ فيربغ أن ي ت بوجوب صلته بالر قة ونهم ‪.‬‬
‫» حق اَبراا واآلباا عر الغرب ‪:‬‬
‫تغان اَسرة ف المجتمغات الغربية رن إ كاليات ع يد ة ؛ تهد اا فد أررهدا ‪,‬‬
‫واسددتقرا اا ‪ ,‬ورسددتقبلها ‪ ,‬ولغددل أاددم اددذع اإل ددكاليات ال طيددرة تددوتر الغالقددات‬
‫بين أفرا اا وت او اا بين اَزوا واَوه ‪ ,‬ونروب أ كال الرزاع ‪ ,‬والرقاق‬
‫‪- -304‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والصراع ‪ ,‬وتحلل القيم اَخالقية ‪ ,‬والتربوية ‪ ,‬وغياب أواصر المحبدة والرحمدة‬
‫والمو ة ‪ .‬وترجع تله المركلة إلى الت كه اَسر ‪.‬‬
‫وثل اذع الظواار السلبية ته اَسرة اَو بية بالت كه ‪ ,‬والتص ع ‪ ,‬أثير‬
‫رمدا اد عليده ‪ ,‬وردا يترتدب عدن الده ردن نتداعج سدلبية وخيمدة ‪ ,‬وهسديما علدى‬
‫اَ ال والرباب الذين يصبحون ضحايا ادذا الت كده ح ويصدابون بكدل اَردراُ‬
‫اهجتماعية والصحية الر سية ال طيرة ‪ ,‬ريل ال رل ال اس والتردر والجردو‬
‫واهنحراف بكل أنواعه ‪ :‬الغق وال كر ‪ ,‬وال لق ‪ ,‬والسلوث ‪.‬‬
‫ولغل أام اذع اَسباب ا ‪ :‬الحريدة المطلقدة التد تغطيهدا اَسدر الغربيدة‬
‫َبراعها ون قابة أو إ ا ‪.‬‬
‫وق د تددأثرت الحيدداة اهجتماعيددة ف د الغددرب بددذله وثددان رددن أ د اا تددأثرا‬
‫اَسرة ف الغرب الت أخذت ف الت كه ح حتى إنهدا تكدا ترد ثر فد زررردا ادذا ح‬
‫بدددل إن رصدددطلح " اَسدددرة " بددد أ يتغيدددر ح فلدددم تغددد اَسدددرة اددد اَب ‪ ,‬واَم ‪,‬‬
‫واَوه ‪ ,‬والج والج ة ‪ ,‬وغيرام ح ولكن اَسدرة اد لقداا بدين اثردين ردن برد‬
‫البرر حتى أصبحت اَسرة رن الممكن أن تتكون رن " جدل و جدل" ح أواردرأة‬
‫واررأة ‪ .‬أرا اَوه فيمكن إضافتهم بالتبر ‪.‬‬
‫وإاا أ نا أن نغرف أسباب اذع الظاارة ؛ هب لرا رن الرجوع إلدى ال لدف‬
‫حيث ثانت ب اية ت كه اَسرة الغربية رع اليو ة الصراعية التد أخرجدت المدرأة‬
‫ردن بيتهدا ‪ ,‬واضدطرتها لمما سدة ثافدة المهدن التد عمدل بهدا الرجدل ح ثدم بد أت‬
‫اَسرة تغتم على ال خل المرترن للرجدل والمدرأة ‪ ,‬ثدم أصدبحت ه تسدتغر عدن‬
‫اذا ال خل ‪.‬‬
‫وأ ى اله إلى را وصلت إليه المجتمغات الغربية ردن انهيدا اَسدرة وأ ى‬
‫اله إلى تراجع اإلفرا ف تحرير المرأة ؛ حتى إن ثتابا فرنسيا بغروان "أ ُ‬
‫الرساا ‪ "Terre Des Femmes‬أ ا إلى انتقا إح ى اعد ات حرثدة "تحريدر‬
‫‪- -305‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫المرأة" فد أرريكدا فد السدتيريات بأنهدا تدرى التراجدع عدن ادذع الحرثدة عرد را‬
‫أعلرت عام (‪1982‬م أنه ثان اران إفرا ف تحرير المرأة ‪ ,‬واو المسئول عدن‬
‫(‪1‬‬
‫أزرة القيم اَخالقية الت تزلزل أرريكا‪.‬‬
‫ورددن اَرددو الالفتددة لالنتبدداع فدد "اَسددرة اَو وبيددة" تراجددع رغدد هت‬
‫اإلنجاب فق أعلرت أو وبا نذير ال طدر بدأن وه ررهدا سدوف تتال دى فد الربدع‬
‫اَول ردن القدرن الواحد والغردرين(‪ , 2‬إن اددذع المردكلة رردكلة غربيدة عارددة‬
‫وأو وبية باَساس حيث تتح ال واعر المغرية اآلن عن الرتداعج المترتبدة علدى‬
‫تراجع الموالي وزيدا ة نسدبة الرديوخ ‪ .‬وادذع الزيدا ة فد نسدبة الرديوخ سدوف‬
‫تزي الغا لين عن الغمل ‪ ,‬وتقلل رن القوة القا ة على اإلنتا (‪. 3‬‬
‫وتدث د اإلحصدداعيات الرسددمية اددذع القضددية ‪ ,‬حيددث اثددر التقريددر السددرو‬
‫للحكورددة البريطانيددة عددام (‪1993‬م أن حجددم اَسددرة البريطانيددة ان ددا رددن‬
‫(‪ 2.9‬فر عام (‪1971‬م إلى )‪ 2.4‬عام ‪1993‬م ويرير التقريدر إلدى أن اَسدر‬
‫البريطانية رن أصل ارد أو باثسدتان أثبدر حجمدا ‪ .‬أردا عدن عد اَ دال فد‬
‫اَسددرة البريطانيددة فقد وصددل إلددى (‪ 1.8‬فد ب ايددة اليمانيريددات ‪ ,‬بمددا فد الدده‬
‫اَ ال المتبرون(‪. 4‬‬
‫و بما ثانت فكدرة ت ديا الرسدل ناتجدة عدن الرظدرة اهقتصدا ية البحتدة ‪,‬‬
‫واد أن زيدا ة الرسددل سدتد إلددى ثدوا اقتصددا ية ثمدا زعددم صداحب نظريددة‬
‫از يا السكان وفقا للمتوالية الهر سية بيرما لدن يقابدل ادذع الزيدا ة فد المواليد‬
‫‪)1( Elisabeth Paquoi. Terre Des Femme: Panorama de la situation des femmes dans le‬‬
‫‪monde.( Paris : La Decouverte/maspero Boreal Express 1982) p 206.‬‬
‫(‪ )2‬المفووية األوروبية دق ناقوس الخطر" في الشرق األوسط ‪ .‬عدد ‪ 6307‬في ‪ 15‬شوال ‪1426‬هـ ( ‪ 5‬مارس‬
‫‪1996‬م) ‪.‬‬
‫(‪ )3‬فهمي هويدي ‪.‬الش ب الدنماركي مهدد باالنقراضآ الشيوخ قادمون والمجتم ات الغربية دفع ثمن انفال ها" في مجلة‬
‫المجلة ‪ ،‬ال دد ‪ 891‬في ‪ 15-9‬مارس ‪1997‬م‪.‬‬
‫م غيير اسم هذا ) ‪)4( General Household Survey 1993( London : British Government Press‬‬
‫‪ Living in Britain‬التقرير إل ال يش في بريطانيا‬
‫‪- -306‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫زيا ة ف الموا ‪ .‬وق أ ى اذا إلى وضع التردريغات التد تحد ردن الدزوا أو‬
‫تضع الغقبات والغراقيل ف ريقه ؛ حتى إن اإلحصاعيات ت ل على ا ت اع الغمر‬
‫الددذ تتددزو فيدده الرسدداا ف د إح د ى الكانتونددات السويسددرية بلددغ عمددر الم درأة‬
‫عر را تتزو ستة وعررين عارا ح وثان اذا السبب وفقا لرأ " ين برايد ل"‬
‫‪ Dean Bridel‬اع الكريسة ف ر يرة رونترو ف ان اُ نسبة الموالي (‪. 1‬‬
‫وليست رركلة ت ن ع أفرا اَسدرة اد المردكلة الوحيد ة التد تواجده‬
‫اَسرة الغربية عمورا ‪ ,‬بدل إن اَسدرة الغربيدة لدم تغد اد "اَم ح واَب" رغدا‬
‫بدل از ا ت نسدبة اَسددر التد تتكدون رددن عاعدل واحد ‪ ,‬وادذا رددا ق رده التقريددر‬
‫البريطان وأو ته ثيير رن الصحف الغربيدة التد ترقدل بغضدا ردن اإلحصداعيات‬
‫الغربيددة‪ .‬فهددذع صددحي ة عربيددة تصد فد "لرد ن" تغرددون تقريددرا بمددا يددأت ‪:‬‬
‫"انقدراُ الغاعلدة التقلي يدة البريطانيدة" وفد التقريدر تتحد عدن تمدزق دمل‬
‫اَسدرة البريطانيدة ‪ ,‬حيدث ان ضدت نسدبة اَبرداا البدالغين الدذين يغيردون ردع‬
‫والد يهم ح وا ت غددت نسددبة اَبردداا الددذين يغيرددون رددع أحد الوالد ين ح ويقددول‬
‫التقرير (عام ‪1996‬م‪ 1417 -‬إن اذع الرسبة بلغت (‪ . % 12‬ويضيف التقرير‬
‫أن نسددبة اإلنجدداب بد ون زوا وصددلت أثيددر رددن (‪ %15‬ح ثمددا از ا ت نسددبة‬
‫الرساا الالت يغرضن عن اإلنجاب (‪. 2‬‬
‫وق انطبق اَرر ن سه تقريبا على اَسرة اَرريكية ‪ ,‬فق نررت صدحي ة‬
‫أرريكيددة أن نسددبة الغدداعالت المكونددة رددن "أبددوين" ف د الوهيددات المتح د ة ق د‬
‫ان ضددت ان اضدا رلحوردا فد ال مددس سددروات اَخيددرة بحيددث أصددبحت عاعلددة‬
‫واح ة فقد ردن بدين ثدل أ بدع عداعالت أرريكيدة يغدين بيرهمدا "اَب واَم" فد‬
‫ررددزل واح د ‪ .‬وتقددول اإلحصدداعيات أن نسددبة عدداعالت "اَبددوين" ثانددت ترددكل‬
‫‪)1( Etienne van de Walle. “ Marriage and marital Fertility “ in Population and Social‬‬
‫)‪Change edited by D.V. Glass and Roger Revelle (eds.‬‬
‫(‪ )2‬انقققراض ال ائلققة البريطانيققة التقليديققة" فققي الشققرق األوسققط ‪ ،‬ال ققدد ‪ 6514‬فققي ‪ 16‬جمققادى األولق ‪1417‬هققـ (‪/9/28‬‬
‫‪1996‬م) ‪.‬‬
‫‪- -307‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫(‪ %40‬رددددن نسددددبة الغدددداعالت اَرريكيددددة فدددد عددددام (‪1970‬م وبحلددددول عددددام‬
‫(‪1990‬م ان ضددت اددذع الرسددبة إلددى (‪ %26.3‬ووصددلت ف د عددام (‪1995‬م‬
‫إلى (‪. 1( %22.5‬‬
‫ويدثد ادذع اإلحصداعيات ردا جداا فد ثتداب أرريكدا اليتيمدة قدول المدلددف‬
‫"الليلة سيرام أ بغون ف الماعة رن أ ال أرريكا بغي ا عن المردازل التد يغدين‬
‫فيها آبا ام" ح ويضيف "إن فق ان اَب يغ ردن أثيدر اهتجاادات ال يموغرافيدة‬
‫( السددكانية إيالردا لهددذا الجيددل ح فهد السددبب اَول ؛ لتراجددع صددحة الط ددل فد‬
‫رجتمغرا ح وا ال افع لكييدر ردن المردكالت اهجتماعيدة ردن الجريمدة إلدى عمدل‬
‫الصغا وإلى التحرن الجرس باَ ال" ويقد م المدلدف بغدا اَ قدام فد ادذا‬
‫المجال وا ثاآلت ‪:‬‬
‫ثاندددت نسدددبة اَ دددال الدددذين يغيردددون ردددع آبددداعهم عدددام (‪1960‬م اددد‬
‫(‪ %82.4‬وتراجغت اذع الرسبة حاليا إلى (‪. % 61.7‬‬
‫ثانت نسبة الذين يغيرون بغي ا عن آباعهم عام (‪1960‬م اد (‪%17.5‬‬
‫وبلغت اذع الرسبة )‪ (%36,3‬عام (‪1990‬م (‪. 2‬‬
‫َّ‬
‫حطمت الغاعلدة فد الغدرب ردا أ لدق عليده المسداثرة‬
‫ورن اَسباب الت‬
‫أو الزوا التجريب ‪.‬‬
‫(‪3‬‬
‫ولق د ثددان لكددل اددذع اَسددباب ال طيددرة الت د ت د ل عليهددا اددذع اهحصدداعيات‬
‫ررجغددا رهمددا ؛ لتدد لرا علددى أسددباب ال تددو الددذ أصدداب المجتمددع ‪ ,‬وأ ى إلددى‬
‫انهيا ع ‪ ,‬وي لرا أيضا على أادم المردكالت التد أصدابت ادذع المجتمغدات ‪ ,‬واد‬
‫(‪ )1‬الحيققاة ‪ ،‬ال ققدد ‪ 11534‬فققي ‪ 1415/5/14‬هققـ وانظققر ليقققات محمققد صققالح الققدين فققي جريققدة المدينقة المنققورة ال ققدد‬
‫‪ 11500‬في ‪ 20‬ربيع اآلخر ‪1415‬هـ ‪.‬‬
‫‪)2( David Blankenhorn.Fatherless America.( New York: Basic Books,1995)p 1& .18‬‬
‫(‪ )3‬مصطلح أقلقته إحدى القنوات الف ائية ال ربية وهي ناقش هذه الق ية في بلد عربي – يزعمون أنه متفقتح‪ -‬وكقأني‬
‫بهم كما قال المصطف ‪ ( $‬لتتب ن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ولو دخلوا جحر وب لدخلتموه‪ ،‬ققالوا يقا رسقول ىآ‬
‫اليهود والنصارى ؟ قال ( فمن إذن؟) ‪.‬‬
‫‪- -308‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ررددكلة الغالقددة السدديئة بددين اَبدداا واَبردداا الت د المددا سددمغرا عرهددا رددن تددرن‬
‫اَبردداا لمرددازلهم ‪ ,‬واهسددتقالل التددام عددن وال د يهم بددل والمقا غددة التارددة عددرهم‬
‫بمجر وصولهم إلى سن البلوغ نتيجة لتله الحرية الم ر دة التد أعطدت لهدن ‪,‬‬
‫وان رازالوا ف سن البلوغ وع م اثتمال الت كير الغقل ‪ ,‬و زانته ‪ ,‬ولكن أيضدا‬
‫ه يجددب أن نكددون رتر د ين علددى ادددها الرددباب فق د ‪ ,‬بددل يجددب أن نراع د أن‬
‫المسدددئول اَول ‪ ,‬واَثبدددر لتلددده المردددكلة ادددم اَبددداا ‪ ,‬لمدددا لددد يهم ردددن انحدددالل‬
‫واسدتهتا وعد م المغرفددة باَسدرة بواجباتدده تجداع حيدث إن اَسددرة عرد ع اد ه‬
‫تتغ ى على أن تكون (زوجة أو اررأة اتى بها لقضاا و رع ‪ ,‬واَوه نتيجدة ه‬
‫يتحمل رسئوليتها ‪ ,‬بل نتيجة لمتغهم وانحاللهدم اَخالقد والد ير ال دا عدن‬
‫نطاقه الردرع ح ولغدل اصد ق ليدل لردا ادو عديس الوهيدات المتحد ة اَرريكيدة‬
‫السابق (جو بون اهبن فهدو هيغد و عدن ابدن سد ا ح وردن ادذا المرطلدق‬
‫ت سر لرا أسدباب ادذا الت كده حيدث إن تلده اَفكدا تتراقدل ردن اآلبداا إلدى اَبرداا‬
‫ورن جيل إلى جيل آخر ؛ ولذله فإنرا ه نغجب حيرما نسمع اَخبا الت تأت لردا‬
‫رن الغرب رن قتل اب َبيه أو قتل ابن َبيه ح واغتصاب أب هبرتده أو زواجده‬
‫ررها ورغا رته لهدا رغا درة اَزوا وثأنهدا زوجدة لده ون اعتبدا لتغداليم أ‬
‫يانددة ح أو رددذاب ح أو ال طددرة الجبليددة التدد خلددق عليهددا اإلنسددان ح ورددن ثددم‬
‫تتوا اذع المبا رن اَباا إلى اَبرداا ح وردن جيدل إلدى جيدل ‪ ,‬حتدى وصدلوا‬
‫إلى را فيه رن تسيب ‪ ,‬وانحالل ‪ ,‬وان را الغق اهجتماع ‪.‬‬
‫ويجددب أه نتردداس الدد و السددلب للحكورددة ال غَّددال ‪ ,‬حيددث إنهددا ه تغردد‬
‫باَرر ديئا ‪ ,‬وثأنهدا توافدق علدى الده ‪ ,‬ولكدن حتدى ه نظلمهدا فإنهدا ه تسدتطيع‬
‫د ا ‪ ,‬وثدذا‬
‫فغل ا ‪َ ,‬ن الحرية رك ولة للجميع ح وه يجوز التد خل فد أ‬
‫أيضا و الكريسة ‪.‬‬
‫‪- -309‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ابغا ‪ :‬حق التغليم بين اإلسالم والغرب‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حق التغليم ف اإلسالم ‪:‬‬
‫للتغليم ف اإلسالم ررزلة فريد ة ردن اهاتمدام والغرايدة ح فهدو هيتصدو أن‬
‫اران إنسانا على وجه اَ ُ يرجى رره خير ح واو غير ردتغلم ح وادذا سدتو‬
‫اإلسالم يبين ركانة الغلم والغلماا ‪:‬‬
‫وق و ت آيات ثييرة تحث على الغلم والتغلم ح وترفع رن قيمة الغلمداا ‪:‬‬
‫نزل ِرن‬
‫( لَّـ ِك ِن َّ‬
‫الرا ِ‬
‫نزل ِإليه ورا أ ُ ِ‬
‫س ُ ون فِ ْال ِغ ْل ِم ِر ْر ُه ْم و ْال ُم ْد ِررُون ي ُْد ِررُون ِبما أ ُ ِ‬
‫يمين الصَّالة و ْال ُم ْدتُون َّ‬
‫الزثداة و ْال ُم ْد ِررُدون بِ ه‬
‫اآلخ ِدر أُوْ لدـئِه‬
‫داّللِ و ْاليدوْ ِم ِ‬
‫ق ْب ِله و ْال ُم ِق ِ‬
‫يه ْم أ ْجرا ع ِظيما ) [الرســاا‪. ]162:‬‬
‫سرُ ْدتِ ِ‬
‫دن ِعبا ِندا آتيْرداعُ ْحمدة ِر ْ‬
‫( فوجد ا عبْد ا ِ هر ْ‬
‫دن ِعرد ِنا وعلَّمْ رداعُ ِردن لَّد ُنَّا ِع ْلمددا‬
‫«‪ »65‬قال لهُ ُروسى ا ْل أتَّبِغُه على أن تُغ ِلهم ِن ِرمَّا ُ‬
‫علهِمْ ت ُ ْ ا «‪[ ) »66‬الكهــف]‪.‬‬
‫داس ُثونُدواْ‬
‫( را ثان ِلبر ٍر أن ي ُْدتِيهُ ه‬
‫اّللُ ْال ِكتاب و ْال ُح ْكم والرُّبُوَّ ة ثُد َّم يقُدول ِللرَّ ِ‬
‫ون ه‬
‫اّللِ ولـ ِكن ُثونُدواْ بَّدانِ ِيهين ِبمدا ُثردت ُ ْم تُغ ِله ُمدون ْال ِكتداب و ِبمدا ُثردت ُ ْم‬
‫ِعبا ا ِله ِرن ُ ِ‬
‫ت ْ ُ سُون ) [آل عمــران‪. ]79:‬‬
‫( ُاددو الَّ د ِذ أنددزل عل ْيدده ْال ِكتدداب ِر ْر دهُ آيددات ر ُّْحكمددات ُاد َّ‬
‫ب وأُخد ُدر‬
‫دن أ ُ ُّم ْال ِكتددا ِ‬
‫ُرترددابِهات فأ َّرددا الَّ دذِين ف د قُلُددوبِ ِه ْم ز ْيددغ فيت َّبِغُددون رددا ترددابه ِر ْر دهُ ا ْبتِغدداا ْال ِتْر د ِة‬
‫وا ْب ِتغاا تأ ْ ِوي ِل ِه ورا يغْل ُم تأ ْ ِويلهُ ِإهَّ ه‬
‫س ُ ون ِف ْال ِغ ْل ِدم يقُولُدون آررَّدا ِبد ِه ُثد ٌّل‬
‫اّللُ و َّ‬
‫الرا ِ‬
‫ِ هر ْن ِعر ِ ِبهرا ورا يذَّ َّث ُر إِهَّ أُوْ لُواْ ْ‬
‫ب ) [آل عمــران‪. ]7:‬‬
‫اَلبا ِ‬
‫س ِ ه إِلدـه إِهَّ‬
‫( ِه ه‬
‫اّللُ أنَّهُ ه إِلـه إِهَّ ُاو و ْالمالعِكةُ وأُوْ لُواْ ْال ِغ ْل ِم قآعِما ِب ْال ِق ْ‬
‫ُاو ْالغ ِز ُ‬
‫يز ْالح ِكي ُم ) [آل عمــران‪. ]18:‬‬
‫‪- -310‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫نزل ِإليْده ِردن َّ ِبهده ُادو ْالحد َّ‬
‫ق وي ْهد ِ ِإلدى‬
‫( ويرى الَّذِين أُوتُوا ْال ِغ ْلم الَّ ِذ أ ُ ِ‬
‫يز ْالح ِمي ِ ) [سبــأ‪. ]6:‬‬
‫ِصرا ِ ْالغ ِز ِ‬
‫ولغلدده رددن المغددروف ح أن أول آيددة نزلددت رددن القددرآن تحددث علددى الغلددم ح‬
‫اإلنسان ِر ْن‬
‫وتب أ بالتغلم ح فيقول تغالى ‪ْ ( :‬اقرأْ بِاس ِْم ِبهه الَّ ِذ خلق «‪ »1‬خلق ْ ِ‬
‫اإلنسان را ل ْم يغْلد ْم «‪»5‬‬
‫ق «‪ْ »2‬اقرأْ و بُّه ْاَ ْثر ُم «‪ »3‬الَّ ِذ علَّم ِب ْالقل ِم «‪ »4‬علَّم ْ ِ‬
‫عل ٍ‬
‫) [الغلـــدددددـق] ‪ ,‬لددددديس ادددددذا فحسدددددب ح وإنمدددددا أثردددددى هللا علدددددى ن سددددده ح فقدددددال ‪:‬‬
‫الر ْحم ُن «‪ »1‬علَّم ْالقُرْ آن «‪[ ) »2‬الرحمــــن] ‪.‬‬
‫( َّ‬
‫ولهذا زثى هللا الغلماا ح و فع أنهم ف ال نيا واآلخرة ح فقال تغالى ‪:‬‬
‫ ( يرْ ف ِع َّ‬‫اّللُ الَّذِين آررُوا ِرر ُك ْم والَّذِين أُوتُوا ْال ِغ ْلم‬
‫جا ٍ‬
‫ت ) [المجا لـــة‪. ]1:‬‬
‫ ( وتِ ْله ْاَرْ يا ُل ن ْ‬‫اس ورا ي ْغ ِقلُها إِ َّه ْالغا ِل ُمون ) [الغركبـــوت‪. ]43:‬‬
‫ض ِربُها ِللرَّ ِ‬
‫اّلل ِر ْن ِعبا ِ ِع ْالغُلماا )‬
‫‪ ( -‬إِنَّما ي ْ رى َّ‬
‫[فا‬
‫ــــر‪. ]28:‬‬
‫ونرتقددل إلددى نهددج الحبيددب المصددط ى ‪ $‬؛ لرسددتق رردده أعظددم الدد وس ح‬
‫وأ يددب الكددالم فد اددذا المضددما التغليمد ؛ فجغددل لددب الغلددم فريضددة علددى ثددل‬
‫رسلم ورسلمة ‪.‬‬
‫قددددال ‪ ” : $‬لددددب الغلددددم فريضددددة علددددى ثددددل رسددددلم ح وهللا يحددددب إغاثددددة‬
‫الله ان “ (‪. 1‬‬
‫وجغددل الغلدددم خيدددر اَعمدددالح قدددال ‪ ” : $‬الغلدددم أفضدددل ردددن الغمدددل ح وخيدددر‬
‫اَعمال أوسطها ح و ين هللا تغالى بين القاس والغال ح والحسرة بين السديئتين‬
‫ه يرالها إه با ح و ر السير الحقحقة “ (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو ي ل (‪. )4292‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البيهقي في ش ب اإليمان ( ‪.) 3887‬‬
‫‪- -311‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫قال ‪ ” : $‬الغلم خيدر ردن الغبدا ة ح وردالن الد ين الدو ع ح الغدالم ردن يغمدل‬
‫بالغلم ح وإن ثان قليال“ (‪. 1‬‬
‫لق حث الرسول ‪ $‬على تغلم الغلم ال ير ح وال نيو ح فق حدث علدى تغلدم‬
‫القرآن ح وتغلمه ب هم ‪.‬‬
‫قال ‪ ” : $‬خيرثم رن تغلم القرآن وعلمه ح وفضل القرآن على ساعر الكدالم‬
‫ح ث ضل هللا على خلقه ح واله أنه رره “ (‪. 2‬‬
‫ونسترب رما سبق أن الغلم جدوار اإلسدالم ح وبردا ع الراسد ح ولغدل ردا‬
‫يميددز اَرددة اإلسددالرية اددو الغلددم ح والتددرا الغلمد البدداق ررددذ أثيددر رددن أ بغددة‬
‫عرر قرن ا ح واذا ه يغر أن الغلم فق اخل الرريغة اإلسدالرية ح وإنمدا عدا‬
‫اإلسددالم إلددى الت كددر ح وإعمددال الغقددل ح وات دداا السدبل المرددروعة إلددى اهبتكددا ح‬
‫وإح ا را او ج ي ح ور ي ف أرو الحياة ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق التغليم عر الغرب ‪:‬‬
‫إاا أ نا أن نلق نظرة على التغليم ل ى الغرب ح نج أنده وصدل إلدى رد ى‬
‫عظدديم ف د ثددل المجدداهت (سياسددية ح اقتصددا ية ح علميددة ح أ بيددة ح بيددة وثددل‬
‫ح المبا ررهدا وغيدر‬
‫فرون الغلوم حتى هنرسى يئا ررها ( الظاار ررها وال‬
‫المبا ح ولم ي رق الغلم بين جل واررأة ح أو بدين رايد س أو ردا ه يد س ؛‬
‫حتددى أصددبحت ررهاجددا للغلددم الرددرع الم ي د ح وغيددر الرددرع الم د رر ريددل "‬
‫الغلوم الروويدة للتسدلح " ح وادذا راجغدل الغدالم ثلده فد قمدة التطدو والراحدة ح‬
‫وأيضا اذا الغلم الذ يتق م بصو ة نكا نغجز عدن قياسدها ادو ردن يجغدل الغدالم‬
‫يصرخ ويأن أنيرا ه يسدتطيع أحد إغاثتده ررده ح ولغلردا إاا ردا أرغردا أيضدا الرظدر‬
‫نج أن التغليم ل يهم هي رق بين جل واررأة فالكل واح غا ع " الغلم والغمدل‬
‫" ولغدل ادذا ردا وصدل بهدم إلدى ادذا المسدتوى اهقتصدا المتميدز عدن ثدل ول‬
‫(‪ )1‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪.) 10969‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البيهقي في ش ب اإليمان ( ‪. ) 2208‬‬
‫‪- -312‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الغددالم اآلخددر وثييددرا رددا نتمرددى أن نكددون ريددل الغددرب ‪ ,‬وأن نددتغلم رددرهمح ورددن‬
‫تجددا بهم الت د نظددن أنهددا التجددا ب الرمواجيددة ؛ ولكرهددا ف د الواقددع تميددل خلددال‬
‫واضحا وثبيرا ‪ ,‬ولغل أ هر رانحاول أن نقل ام فيه ( ا قضدية تغلديم المدرأة‬
‫رتراسددين أن المددرأة اات تكددوين ن س د وفسدديولوج ر تلددف عددن الرجددل ح ورددا‬
‫يصلح له الرجل ليس بالضرو ة أن تصلح له المرأة ‪.‬‬
‫ورن ارا جاات فكرة " تغلديم المدرأة " لكدل الموضدوعات بدال تمييدز بدين‬
‫را يراسبهن ورا ه يراسبهن ‪.‬‬
‫إن اذع ال كرة ثانت ولي ة الحضا ة الغريبة ‪ ,‬ولكرهدا سدرعان ردا صدرخت‬
‫رددن ويالتهددا ولكرهددا لددن تج د رددن يرقددذاا ‪ .‬ورددن ارددا نج د ثييددرا رددن الم كددرين‬
‫الغربيين رن وا الوثاق برق تله المجتمغات ‪.‬‬
‫ورن ادها البروفيسو (تدول الدذ يقدول ‪ ” :‬بدأن السياسدة التغليميدة‬
‫الحالية فد الوهيدات المتحد ة اَرريكيدة ‪ ,‬وفد الد ول التد تقلد اا تقليد ا أعمدى‬
‫ليست ف رصلحة الرساا البتدة ح ثمدا أن ردوز الحرثدة الرسداعية يتمدتغن بر دوا‬
‫قو ف أرريكدا وبريطانيدا ؛ بحيدث ه يجدوز للمستردا المهرد فد أرريكدا ح أو‬
‫بريطانيا ‪ -‬قانونيا ‪ -‬أن يقتر على ال تاة ح أو المرأة الرابة بأن اختيا وت ضديل‬
‫"اَرورة " أو "الحياة اَسرية" على الوري ة خيا رقبول “ ‪.‬‬
‫" ثما يغتق أنه يجب أخذ ال وا ق الجرسية باهعتبا عر القيام بالت طي‬
‫للسياسة التغليمية ح وأنده يربغد اهقترداع بحقيقدة اخدتالف البردات عدن اَوه "‬
‫"يغتقد ثدذله بددأن التغلديم الددذ تتلقداع البردات فد المد ا س ‪ -‬اددو المسدئول عددن‬
‫صياغة صيتهن وت كيران ‪ ,‬حيرما يتحولن إلى نساا ؛ َنهن يتغلمن وس‬
‫اهستقاللية والمساواة الكارلة رع اَوه ‪ ,‬واَامية البالغة للوري ة" ‪" ,‬ويدرى‬
‫بأنه يربغد الترثيدز علدى تغلديمهن التغلديم الصدحيح الدذ يتراسدب ردع بيغدتهن‬
‫للتص لهذع المركلة "‬
‫‪- -313‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إنده عرد را تردن الرسداا حربدا علدى الرمطيدة الجرسدية فيمدا يتغلدق بالبيدت‬
‫واَسددرة ؛ فددإن اددذا ه يزيدد ان سددغا ة ح وبددأن ال ددرو عددن اددذع الرمطيددة ه‬
‫يزي ان إه قاوة على قاوة‪.‬‬
‫ثمدددا أن السياسدددة التغليميدددة التددد ترتهجهدددا الوهيدددات المتحددد ة اَرريكيدددة‬
‫وبريطانيدددا اددد تهيئدددة الطدددالب والطالبدددات َ وا ادددم فددد المجدددال الحكدددور‬
‫والسياس ‪ ,‬وإغ ال جانب البيت واَسرة تمارا رن المقر ات التغليميدة ؛ ولهدذا‬
‫يب و جليا بأن اله ف اَساس والحقيق لهذع السياسة او إع ا الرسداا إعد ا ا‬
‫يسهم ف إنغان اهقتصا على حساب اَسرة‬
‫وتقلددد رسدددتوى اهعتمدددا علدددى الرجدددال جددداا ؛ نتيجدددة هنهيدددا و ادددم‬
‫اهجتماع ثمغيلين وروفرين الحماية للرساا ح رريرا إلى أن الزوا ثان يغتبدر‬
‫التزارددا اعمددا وآررددا ح بحيددث ثددان يمددرح الرسدداا المكانددة اهجتماعيددة الالعقددة‬
‫والحمايددة الكافيددة حتددى بغد رضد سددن الزاددو وابددول أو اقهددن ح ثمددا يالحددظ‬
‫الم كددر ( ثريسددتوفر هن أن الرسددويات فد القددرن التاسددع عرددر أ ثددن بددأن‬
‫الرسددداا يمددديلن "ال ضددديلة المرظمدددة" فددد المجتمدددع الدددذ يقمدددن فيددده بددد و ان‬
‫التقلي د ثمرظمددات سددلون الرجددال ح أرددا ف د الوقددت الحاضددر ‪ ,‬فلددم تغ د ال تيددات‬
‫ررظمات لسلون اَوه ح بل على الغكس رن اله تمارا ح فق أصبحن عد وانيات‬
‫وترافسيات ح ريلهن ف اله ريل اَوه ‪.‬‬
‫إن المجتمع ي ق يئا اا قيمة بالغة ‪ ,‬والده بتردجيع ال تيدات علدى اقتحدام‬
‫رجال المرافسة الم توحة رع اَوه ح ثما يغتق بأنه لن يكون اران أ نوع رن‬
‫الظلددم ‪ ,‬إاا ترثرددا اَوه والبرددات ثددال فدد رجالدده ال دداص بدده ح وبددأن ال تيددات‬
‫سيتغرضن فغال لظلم أ إاا لم يمرحن ال رصة للقيام بما يتراسب رع بيغتهن‪.‬‬
‫اذا او أيهم الصحيح الت أثبتت اَيام عكس را يقورون به وبغ اذا أه‬
‫يجب أن نتوقف براة ونرظر ثيف أن رن قوررا رن يحاول فغرا لتقلي الغرب‬
‫‪- -314‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ف ثل‬
‫ا حتى ف أخطاعه ‪.‬‬
‫الغرب اآلن يغتدرف بدأن ريقتده فد التغلديم خا ئدة ح وأن ردن ردن يحداول‬
‫عبددر المدددتمرات واللقددااات والمقدداهت ‪ ,‬أن يصددو بددأن التغلدديم فد الغددرب اددو‬
‫السبيل لتق ررا الحقيق توجه له تله الرسالة الموجزة ‪ ,‬عليه يغت إلى صوابه‬
‫‪.‬‬
‫إن التغليم ف الغرب ثيير رن الحسدرات ثمدا بده ثييدر ردن السديئات ح و إن‬
‫رن اإلنصاف أن نأخذ حسراته الت ه تتغا ُ رع يررا اإلسالر الحريف ح وأن‬
‫نغددرُ عددن سدديئاته وررهددا " اهخددتال ف د التغلدديم ح وجغددل المرهددا ال اس د‬
‫للبرين والبرات ررهاجا واح ا "‬
‫‪- -315‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫خارسا ‪ :‬حق الجا بين اإلسالم والغرب‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق الجا ف اإلسالم ‪:‬‬
‫حددث اإلسددالم المسددلم علددى أن يكددون فددر ا فغدداه ف د رجتمغدده ح وأن يقدديم‬
‫الغالقة بيره وبين أفرا ع على أسداس حسدن الجدوا ح والمردا ثة بهد ف تحقيدق‬
‫الطمأنيرة واَرن والتآا بين المجتمع ‪.‬‬
‫وحين تقر الردريغة اإلسدالرية حدق اإلحسدان إلدى الجدا فد ند قرآند‬
‫ريف يلتزم به ح فهذا يد ل هلدة ثبيدرة علدى أن‬
‫يتغب بتالوته ح أو ح يث نبو‬
‫حق الجا حق له ق استه ح ه سيما وق جاات الوصية به إثر الوصية بالوالد ين‬
‫واَقربين ‪.‬‬
‫اّلل وه ت ُ ْ‬
‫( وا ْعبُددد ُواْ ه‬
‫رد ِددر ُثواْ ِبددد ِه ددديْئا و ِب ْالوا ِلددد ي ِْن ِإ ْحسدددانا و ِبددد ِذ ْالقُرْ بدددى‬
‫ْدن‬
‫ب والص ِ‬
‫ب بِالجرد ِ‬
‫َّداح ِ‬
‫ين و ْالجا ِ ِا ْالقُرْ بى و ْالجدا ِ ْال ُجرُد ِ‬
‫ب واب ِ‬
‫و ْاليتارى و ْالمسا ِث ِ‬
‫سبِي ِل ورا رلك ْت أيْمانُ ُك ْم إِ َّن ه‬
‫ال َّ‬
‫اّلل ه ي ُِحبُّ رن ثان ُر ْ تاه ف ُ و ا ) [ الرســاا‪.]36:‬‬
‫وإاا ثاندددت اآليدددة الكريمدددة ح قددد أردددرت باإلحسدددان إلدددى الجدددا علدددى وجددده‬
‫اإلجمال ح فق جاات السرة ببيان ح ثيف اله اإلحسان على وجه الت صيل ح ورن‬
‫اله ‪:‬‬
‫قال ‪ ” : $‬ه يدرن أح ثم حتى يحب َخيده ردا يحدب لر سده ح والمسدلم ردن‬
‫سلم المسلمون رن لسانه وي ع ح ه يدرن أح ثم حتى يأرن جا ع بواعقه “ (‪. 1‬‬
‫وقددال ‪ ” : $‬ه يدددرن عب د حتددى يكددون لسددانه وقلبدده سددواا ح وحتددى يددأرن‬
‫جا ع بواعقه ح وه ي الف قوله عمله “ (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب اإليمان ‪ ،‬باب حريم إيذاا الجار ( ‪. ) 46‬‬
‫(‪ )2‬الترغيب والترهيب (‪. )223‬‬
‫‪- -316‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫قال ‪ ” : $‬رن قرأ قل او هللا أح حدين يد خل ررزلده ؛ ن دت ال قدر عدن أادل‬
‫اله المرزل والجيران “ (‪. 1‬‬
‫عن عل ‪ d‬قال ‪ : $‬سمغت سول هللا ‪ $‬على أعوا المربر يقدول ‪ ”:‬ردن قدرأ‬
‫آية الكرسد بدر ثدل صدالة ح لدم يمرغده ردن خدول الجردة إه المدوت ح وردن قرأادا‬
‫حين يأخذ رضجغه أرره هللا على ا ع ح و ا جا ع ح وأال ويرات حوله “ (‪. 2‬‬
‫قال ‪ ” : $‬ركا م اَخالق عررة ح تكون فد الرجدل ح وه تكدون فد ابرده ح‬
‫وتكون ف اهبدن وه تكدون فد اَب ح وتكدون فد الغبد ح وه تكدون فد سدي ع ح‬
‫يقسمها هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬لمن أ ا به السغا ة ‪ :‬ص ق الح يث ح وص ق البدأس ح‬
‫وإعطاا الساعل ح والمكافأة بالصراعع ح وح دظ اَراندة ح وصدلة الدرحم ح والتدذرم‬
‫للجا ح والتذرم للصاحب ح وإقراا الضيف ح و أسهن الحياا “ ‪.‬‬
‫قال ‪ ” : $‬ه إيمان لمن ه أرانة له ح وه ين لمن ه عه له ح والذ ن دس‬
‫رحم بي ع ح ه يستقيم ين عب ؛ حتدى يسدتقيم لسدانه ح وه يسدتقيم لسدانه حتدى‬
‫يستقيم قلبه ح وه ي خل الجردة ردن ه يدأرن جدا ع بواعقده ح قيدل ‪ :‬يدا سدول هللا ح‬
‫ورا البواعق ؟ قال ‪ :‬غره ورلمه ح وأيما جل أصاب راه رن غير حلده ح وأن دق‬
‫رره لم يبا ن له فيه ح وإن تصد ق لدم تقبدل ررده ح وردا بقد فدزا ع إلدى الردا ح إن‬
‫ال بيددث ه يك ددر ال بيددث ح ولكددن الطيددب يك ددر الطيددب وإن هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬ه‬
‫يمحدددو السددديئ بالسددديئ ؛ ولكدددن يمحدددو السددديئ بالحسدددن ح إن ال بيدددث ه يمحدددو‬
‫ال بيث“ (‪. 3‬‬
‫وعن رسروق ح عن عب هللا يرفغه إلى الرب‬
‫السيئ ح ولكن الطيب يك ر السيئ“ (‪. 4‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪.) 2419‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البيهقي في ش ب اإليمان ( ‪. ) 2395‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أحمد (‪. )12406‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الطبراني في الم جم الكبير ( ‪.) 10553‬‬
‫‪- -317‬‬
‫‪$‬‬
‫قال‪ ” :‬إن ال بيث ه يك ر‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫قددال ‪ ” : $‬صددلة الددرحم ح وحسددن ال لددق ح وحسددن الجددوا يغمددران ال د يا‬
‫ويز ن ف اَعما “ (‪. 1‬‬
‫عددن أنددس أن " جددال رددر بمجلددس ف د عه د سددول هللا ‪ $‬فسددلم الرجددل ح‬
‫فر وا عليده ح فلمدا جداوزام قدال أحد ام ‪ :‬إند َبغدا ادذا ح قدالوا‪ :‬رده ح فدوهللا‬
‫لرربئردده بهددذا ح انطلددق يددا فددالن ح فددأخبرع بمددا قددال ح فددانطلق الرجددل إلددى الرب د ‪$‬‬
‫فح ثه بالذ ثان ح وبالذ قال ح قال الرجل ‪ :‬يا سدول هللا أ سدل إليده ح فاسدأله‬
‫لم يبغضر ؟ قال له سول هللا ‪ : $‬لم تبغضه ؟ قدال‪ :‬يدا سدول هللا ح أندا جدا ع ح‬
‫وأندددا بددده خدددابر ردددا أيتددده "يصدددل صدددالة إه ادددذع الصدددالة التددد يصدددليها البدددر‬
‫وال اجر" ح فقال له الرجل‪ :‬يا سول هللا سله ح ال أسأت لها وضدوا أو أخرتهدا‬
‫عن وقتها ح فقال‪ :‬ه ح ثم قال‪ :‬يا سول هللا ح أنا له جا ح وأنا به خابر را أيتده‬
‫ه يطغددم رسددكيرا ق د إه رددن اددذع الزثدداة الت د يد يهددا البددر وال دداجر ح فقددال ‪ :‬يددا‬
‫سدول هللا ح سددله ادل آند ررغدت ررهددا البهدا ح فسددأله ح فقدال ‪ :‬ه ح فقددال ‪ :‬يددا‬
‫سول هللا ح أنا لده جدا ح وأندا بده خدابر ح ردا أيتده يصدوم صدورا قد إه الردهر‬
‫الددذ يصددوره البددر وال دداجر ح فقددال الرجددل ‪ :‬يددا سددول هللا ح سددله ح اددل آن د‬
‫أفطرت يورا ق ح لست فيده رريضدا ح وه علدى سد ر ح فسدأله عدن الده ح فقدال ‪:‬‬
‫لغله رره " (‪. 2‬‬
‫هح فقال له سول هللا ‪ : $‬فإن ه أ‬
‫قال ‪” : $‬رن لب ال نيا حاله ؛ استغ افا عن المسألة ح وسدغيا علدى أالده‬
‫ح وعط ا على جا ع ؛ بغيده هللا يدوم القياردة ح ووجهده ثدالقمر ليلدة البد ح وردن‬
‫لبها حاله ح ركاثرا بها ر اخرا ؛ لق هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬واو عليه غضبان“ (‪. 3‬‬
‫قال سول هللا ‪” : $‬إاا ضن الرداس بالد يرا والد ام ح وتبدايغوا بالغيردة ح‬
‫وأخذتم بأاناب البقر ح و ضيتم بالز ع ح وترثتم الجها فد سدبيل هللا ح بغدث هللا‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد (‪. )25298‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أحمد (‪.)23854‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه آ ابن أبي شيبة (‪.)22186‬‬
‫‪- -318‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عليكم اه ه يرزعه رركم ؛ حتى تراجغدوا أردر يدركم ح فدإن الرجدل ليتغلدق بجدا ع‬
‫يوم القيارة ح فيقول ‪ :‬إن اذا أغلق بابه ح وضن عر بماله “ (‪. 1‬‬
‫قال ‪ ” $‬رن قُتِل ون أاله رلم ا فهدو دهي ح وردن قتدل ون رالده رلمدا‬
‫فهو هي ح ورن قتل ون جا ع رلما فهدو دهي ح وردن قتدل فد اات هللا ‪ -‬عدز‬
‫وجل ‪ -‬فهو هي “ (‪. 2‬‬
‫قال ‪ ” : $‬يا صحا بن عيان أ ب رابه ح واسق جا ن “ (‪. 3‬‬
‫قال ‪ ” : $‬ه تحقرن رن المغروف يئا ح ولو أن تلقى أخدان بوجده لدق ح‬
‫وإاا صرغت ررقة ؛ فأثير راااا ح واغرف لجيرانه ررها “ (‪. 4‬‬
‫عن أنس‪ :‬أن الربد ‪ $‬قدام رقاردا ح فقدال ‪ ” :‬أيهدا الرداس تصد قوا ح أ ده‬
‫لكم يوم القيارة ح أه لغدل أحد ثم أن يبيدت وفصداله واا ح وابدن عمده دا ٍو علدى‬
‫جربه ح أه لغل أح ثم أن ييمر راله ح وجا ع رسكين ه يق على ا“ (‪. 5‬‬
‫ قددال ‪ ” : $‬إن هللا لي د فع بالمسددلم الصددالح عددن راعددة رددن أاددل بيددت رددن‬‫جيرانه البالا“ (‪. 6‬‬
‫ قال ‪ ” : $‬خير اَصحاب عر هللا خيدرام لصداحبه ح وخيدر الجيدران عرد‬‫هللا خيرام لجا ع “ (‪. 7‬‬
‫‪ -‬قال ‪” : $‬را زال جبريل يوصير بالجا ح حتى رررت أنه سيو ثه“ (‪. 8‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد ( ‪. ) 4825‬‬
‫(‪ )2‬مسند الحارث ( ‪.) 663‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الطبراني( ‪. ) 7406‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم ‪ ،‬كتاب البر والصلة ‪ ،‬باب استحباب قالقة الوجه ( ‪.) 2626‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه ابن المبارك في الزهد ( ‪.) 269‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه الطبراني في األوسط ( ‪.) 239/4‬‬
‫(‪ )7‬أخرجه الترمذي ( ‪.) 1944‬‬
‫(‪ )8‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب األدب ‪ ،‬باب الوصاااة بالجار ( ‪.) 5668‬‬
‫‪- -319‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ قال ‪ ” : $‬رن ثان يدرن با واليوم اآلخر ؛ فال يدا جا ع ح واستوصدوا‬‫بالرساا خيرا “ (‪. 1‬‬
‫ قال ‪ ” : $‬والذ ن س بي ع ه يمدن أحد ثم ؛ حتدى يحدب لجدا ع ردا يحدب‬‫لر سه “ (‪. 2‬‬
‫ قددال ‪ ” : $‬يددا نسدداا المسددلمات ح ه تحقددرن جددا ة لجا تهددا ح ولددو فرسددن‬‫اة “ (‪. 3‬‬
‫ وقددال ‪ ” : $‬الجيددران ثالثددة ‪ :‬فجددا لدده حددق واح د ح واددو أ نددى الجيددران‬‫حقاح وجا له حقان ح وجا له ثالثة حقوق ‪:‬‬
‫ فأرددا الجددا الددذ لدده حددق واح د ‪ :‬فجددا ررددرن ح ه حددم لدده ح لدده حددق‬‫الجوا ‪.‬‬
‫ وأرا الذ له حقان ‪ :‬فجا رسلم له حق اإلسالم ح وحق الجوا ‪.‬‬‫ وأرا الذ له ثالثة حقدوق ‪ :‬فجدا رسدلم او حدم ح فلده ‪ :‬حدق اإلسدالم ح‬‫وحق الجوا ح وحق الرحم “ (‪. 4‬‬
‫ قددال ‪ ” : $‬إن هللا ‪ :‬يحددب الرجددل لدده الجددا السددوا يدايدده ؛ فيصددبر علددى‬‫أااع ح ويحتسبه ؛ حتى يك يه هللا بحياة أو روت“ (‪. 5‬‬
‫ب ‪ -‬حق الجا عر الغرب ‪:‬‬
‫وبغ أن تراولرا حق الجا ف اإلسالم ‪ ,‬فإنردا نتحدول إلدى بيدان حدق الجدا‬
‫ف الغرب وف المما سات الت تح ف البال الغـربية ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري كتاب النكاح ‪ ،‬باب الوصااة بالنساا ( ‪.) 4890‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم كتاب اإليمان ‪ ،‬باب الدليل عل أن من خصال اإليمان ‪.) 45 ( ...‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الهبة ‪ ،‬باب ف لها والتحريض عليها ( ‪. ) 2427‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البيهقي في ش ب اإليمان ( ‪.)9560‬‬
‫(‪ )5‬الجامع ال غير (‪. )3622‬‬
‫‪- -320‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -1‬الت اصيل ال قيقة الموجو ة ف اإلسدالم ؛ َنهدا ترزيدل ردن حكديم علديم‪,‬‬
‫لدديس لهددا رقابددل ف د أ قددانون وضددغ أو رما سددات برددرية ‪ ,‬والدده أن ال د افع‬
‫اإليمان ف البدر بالجدا واإلحسدان إليده ‪ ,‬يرغد م لد ى ثييدر ردن اددها ‪ ,‬أردا فد‬
‫اإلسالم فهذا اَرر ‪ ,‬رن عالرات اإليمان ثما تق م ‪ ,‬ثما يداخدذ المسدلم درعا إاا‬
‫تجاال اذع الحقوق لجا ع ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اعتبدا حددق الجددا ‪ ,‬رقد را علددى الجوانددب التغب يددة لدديس لدده رييددل فد‬
‫ترريغات أخرى فمهما ثان المسلم عظيما ف عبا تده ؛ لكرده يددا جدا ع ‪ ,‬فدإن‬
‫عبا ته ليست بر ا ‪ ,‬ب الف رن ي غلون اذا فد المما سدات الغربيدة ردن افدع‬
‫إنسان رحا ه يرتب ب ين ‪ ,‬وه بغقي ة ‪ ,‬وه التزام أخالق ‪.‬‬
‫‪ - 3‬اذع الحقوق للجا ف الغرب ‪ ,‬تما س ردن بداب المر غدة ‪ ,‬والمصدلحة‬
‫الر صية الت تقوم عليها الحياة الر غية فما ام جا ع ثريمدا ‪ ,‬يبدا رغده ‪ ,‬فهدو‬
‫ثذله يغارله بداَخالق ن سدها ‪ ,‬أردا فد اإلسدالم فدإن الغالقدة بدين المسدلم وجدا ع‬
‫ليسددت ن غيددة وليسددت رددن بدداب رقابلددة الحقددوق واَخددالق ‪ ,‬بمغرددى أندده إاا أسدداا‬
‫الجا إليه ف اإلسالم ‪ ,‬وجب عليه أن تحسن إليه ‪ ,‬وأن تقابدل السديئة بالحسدرة‬
‫واذع أخالق الربوة ‪ ,‬والرسالة ‪ ,‬وأخالق ثظم الغيظ ‪ ,‬الت لن تج لهدا ريديال فد‬
‫اليقافة الغربية ‪ ,‬وه ف المما سة ال ر ية والجماعية ف الغرب الت يبد و فيهدا‬
‫الراس رتكدالبين عليهدا حوعلدى رصدالحهم الر صدية ‪ ,‬وعلدى سدبل عيردهم ون‬
‫الت دات إلددى رغاندداة اآلخددرين ‪ ,‬وأن الددذ سدديق م علدى اهنتحددا لددو وجد جددا ا لدده‬
‫يدنس وح ته ‪ ,‬ويجمع قلبه ويقيل عيرته را فغل ادذا ‪ ,‬وه لديس خافيدا أن أعلدى‬
‫حاهت اهنتحا ف الغالم ف ال ول المتق رة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ع م استقرا الحياة اَسرية اهجتماعية ‪ ,‬والت كه اَسر يردتج عرده‬
‫ت كه ف أواح القربدى والغالقدات بدين الجيدران ‪ ,‬باعتبدا أن البيدوت اردة ردن‬
‫أساسددها ‪ ,‬وبالتددال فددإن عالقددة الجددوا تضددييق ررابغهددا عردد را ه تددرى أسددرة‬
‫‪- -321‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رحكمة البراا ‪ ,‬وه براا أسريا حريصا علدى التواصدل ردع غيدرع ردن الجيدران إه‬
‫إاا ثان أررا ن غيا نيويا ‪ ,‬وه يدسس على واجب رع رحتم على اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ - 5‬الجدا فد اإلسددالم لدده صدديانته الرددرعية فد احتراردده وخصوصددياته‪,‬‬
‫ورراعدداة رردداعرع وصدديانة أسددرا ع ‪ ,‬وإقالددة عيراتدده ‪ ,‬واددذع ثلهددا فد الرددريغة‬
‫اإلسالرية رن أام أبواب الطاعات الت تميدزت بهدا الردريغة اإلسدالرية الغدراا ‪,‬‬
‫وليس لها رقابل فد الحضدا ة الغربيدة ‪ ,‬إه إاا فغلدوا ادذا ردن وافدع ن غيدة ح أو‬
‫إنسانية ‪ ,‬ه يكتب لها اهستمرا ح وه التواصل ح وه المتابغة ‪.‬‬
‫فضددال عددن الجانددب القلب د ف د صدديانة حقددوق الجددا الددذ حددرص عليدده‬
‫اإلسالم ون غيرع ف الترريغات ريدل ‪ :‬إ غدام الجدا عرد را يحتدا ح وإقراضده‬
‫عرد را ي تقددر ‪ ,‬وعيا تدده عر د را يمددرُ ‪ ,‬وثددل اددذع رددن أبددواب الجرددة ‪ ,‬وأبددواب‬
‫الرحمات الت ا ثوابت ف اإلسالم ح وليست ثذله ف غيراا رن الترريغات ‪.‬‬
‫ورن نتاعج راتق م أنه تقرأ وتسمع فد اَخبدا الغجدب الغجداب فد الده ح‬
‫ورن اله ‪ :‬قتل الجا لجا ع ح واهستيالا على أروالده ح أو وجدو عالقدات غيدر‬
‫ددرعية بددين أبردداا ادددها الجيددران ح أو بيددرهم اددم أن سددهم ح أو غيددر الدده رددن‬
‫الجراعم الت تربغث رن ع م وجو قابدة يريدة أخالقيدة علدى المما سدات التد‬
‫يسلوثها اَفرا ف التغارل رع جيرانهم ‪.‬‬
‫‪- -322‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سا سا ‪ :‬حق عاية المسرين بين اإلسالم والغرب‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حق عاية المسرين ف اإلسالم ‪:‬‬
‫الري وخة ررحلة رن رراحل الغمر ح وحلقدة ردن حلقدات التدا ي ح وجدزا‬
‫ه يتجزأ رن وجو ثل رجتمع رن المجتمغات اإلنسانية ح فسدرة هللا فد خلقده أن‬
‫يدأت الجيدل بغد الجيدل ح علدى ارتد ا عمدر البردرية الم يد ح فيقد م اإلنسدان فد‬
‫حياته التضحيات ح وق يتغرُ لم تلف ألوان ال اقة والحاجة ح أو فترة الغردى ح‬
‫واليراا ح أو آهم المرُ والغجز ح وخاصة إاا ُ وا إلى أ زل الغمر ‪.‬‬
‫والرددي وخة ددو رددن أ ددوا الحيدداة ح وردداارة رددن روااراددا ح إاا بد أت‬
‫فسوف تستمر ح وبطريقة غير رلحوردة ح واد ه ترظدر إلدى الدو اا ح وه تغدو‬
‫إلى باب ‪.‬‬
‫وا‬
‫إلددى صددو‬
‫ضمو فد‬
‫رواار ال‬
‫ليست ررضا ح وإنما ا فترة يتغير فيهدا اإلنسدان تغيُّدرا فسديولوجيا‬
‫ة أخددرى ليسددت بأفضددل رددن سددابقتها ؛ َن الصددو الج ي د ة يصدداحبها‬
‫ثييدر ردن اَعضداا ح وفقد ان رلمدوس للقدوة والحيويدة ح تدزول رغده‬
‫توة والغر وان ح ثم ترته ثما يرته ثل ا ‪.‬‬
‫وتقوم عاية ثبا السن ف اإلسالم على ع ة أسس ترطلدق ررهدا ح وأبدرز‬
‫اذع اَسس را يل ‪:‬‬
‫أوه ‪ -‬أن اإلنسان ر لوق ركرم ح له ركانة ررروقة ف اإلسالم ‪.‬‬
‫لق أسج هللا له رالعكتده حدين خلقده ح قدال تغدالى ‪ ( :‬إا قدال بُّده ِل ْلمالعِكد ِة‬
‫دت فِيد ِه ِرددن ُّ و ِحد فقغُددوا لدهُ‬
‫دين «‪ »71‬فد ِإاا سددوَّ ْيتُهُ ون ْ د ُ‬
‫ِإ ِنهد خددا ِلق برددرا ِرددن ِ د ٍ‬
‫اج ِين «‪ »72‬فسج ْالمالعِكةُ ُثلُّ ُه ْم أ ْجمغُون «‪[ ) »73‬ص] ‪.‬‬
‫س ِ‬
‫‪- -323‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واو سجو إثدرام ح وإعظدام ح واحتدرام ح ثمدا اثدرع الم سدرون ح فال ُمسِد ُّن‬
‫له ررزلته ح وركانته ف اإلسالم بركل عام ح إه أنه رع اله له ررزلة خاصة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬إن المجتمع المسلم رجتمع رتراحم ح رتماسه رتوا ‪:‬‬
‫سددو ُل َّ‬
‫اّللِ والَّ دذِين رغ دهُ أ ِ د َّاا علددى ْال ُك َّددا ِ ُ حمدداا‬
‫قددال تغددالى ‪ ( :‬رُّح َّم د َّ ُ‬
‫بيْر ُه ْم )[ال تــح‪.]29:‬‬
‫وقال تغالى ‪ :‬واص ا المدررين‪ ( :‬ث ُ َّم ثان ِرن الَّذِين آررُوا وتواصوْ ا ِبال َّ‬
‫صب ِْر‬
‫وتواصوْ ا ِب ْالمرْ حم ِة ) [البلــ ‪.]17:‬‬
‫ويصددف الرسددول ‪ $‬المدددررين بددأنهم ثالجس د الواح د ح ف د الح د يث ‪ :‬أن‬
‫سددول هللا ‪ $‬قددال ‪ ” :‬تددرى المدددررين ف د تددراحمهم وتددوا ام وتغددا هم ح ثميددل‬
‫الجس إاا ا تكى رره عضو ت اعى له ساعر الجس بالسهر والحمى“ (‪. 1‬‬
‫ثاليا‪ -‬إن جزاا اإلحسان ف اإلسالم ؛ او اإلحسان ‪:‬‬
‫اإل ْحس ُ‬
‫ان ) [الرحمـــن‪. ]60:‬‬
‫ان ِإ َّه ْ ِ‬
‫اإل ْحس ِ‬
‫قال هللا تغالى ‪ ( :‬ا ْل جزاا ْ ِ‬
‫أ ‪ :‬ادل جددزاا رددن أحسددن فد عبددا ة ال ددالق ح ون ددع عبيد ع إه أن يحسددن‬
‫خالقه إليه باليواب الجزيل ح وال وز الكبير والغين السليم ‪.‬‬
‫وعن أنس ‪ d‬أن سول هللا ‪ $‬قال ‪ ” :‬را أثدرم داب دي ا لسدره إه قدبا‬
‫هللا لدده رددن يكرردده عر د سددره “(‪ 2‬فهددذا الح د يث يبددين أن إحسددان الردداب للرددي‬
‫يكون سببا ؛ َن يقيا هللا له رن يكرره عر ثبرع ‪.‬‬
‫ابغا ‪ -‬إن ثبير السن المدرن له ركانته عر‬
‫ثان خيرا له ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري كتاب األدب ‪ ،‬باب رحمة الناس ( ‪. ) 5665‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي ( ‪. ) 2022‬‬
‫‪- -324‬‬
‫بده ح وه يدزا فد عمدرع إه‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫لق تضافرت اَحا يث الوا ة عن الرسول ‪ $‬الت ت ل علدى أن المددرن ه‬
‫يزا ف عمرع إه يكون خيرا له ح فلق وى أبدو اريدرة ‪ d‬أن سدول هللا ‪ $‬قدال‪:‬‬
‫” ه يتمرددى أحد ثم المددوت ح وه يد ع بدده رددن قبددل أن يأتيدده ح إندده إاا رددات أحد ثم‬
‫انقطع عمله ح وأنه ه يزي المدرن عمرع إه خيرا “ (‪. 1‬‬
‫خارسا ‪ -‬إن تدوقير الكبيدر سدمة ردن سدمات المجتمدع المسدلم التد يتصدف‬
‫بها رن ص ات ثريمة ح ررها ‪ :‬توقير الكبير ح وق تواتر ح يث سول هللا ‪ $‬علدى‬
‫إثرام الكبيدر ح وتدوقيرع ح وردن الده أن سدول هللا ‪ $‬قدال‪ ” :‬إن ردن إجدالل هللا ح‬
‫إثرام ا الريبة االمسلم “ (‪. 2‬‬
‫سدددا س ا ‪ -‬إن ثبيدددر السدددن اا الرددديبة لددده ررزلدددة ح وركاندددة رتميدددزة فددد‬
‫اإلسالم ‪.‬‬
‫واله بما ألبسه هللا رن ثياب الوقا بريبته ‪.‬‬
‫لق ث ل اإلسالم المسرين عدن ريدق عايدة اَسدرة ل بدوين ح والجد ين ح‬
‫و عاية الجيران للمسدرين ردن الجيدران ح واردان التكافدل اهجتمداع فد ال ولدة‬
‫المسلمة ح واهاتمام بالريوخ ‪ :‬صحيا ح واجتماعيا ح واقتصا يا ‪.‬‬
‫ف نظام الر قات الذ أ سى اإلسالم عاعمه ح ه يمكن أن يغدين المسدن‬
‫ف د ضدديق وحددر ح وه سدديما إاا ثددان لدده أبردداا يتكسددبون ح أو ف د عايددة نظددام‬
‫إسالر يطبق الرريغة الغراا ‪.‬‬
‫لق عان المسرون ف رجتمغدات إسدالرية ح فد وفدرة ردن الغدين ؛ حيدث‬
‫تتغ رصا اإلن اق ف الرريغة اإلسدالرية ح ابتد اا برعايدة اَسدرة ح وانتهداا‬
‫برعاية ال ولة المسلمة ح رميلة ف الحاثم المسدلم ح ورسدئولية ادذع ال ولدة عدن‬
‫تددأرين الغمددل ح والحاجددات الضددرو ية ح رسددت ي ة رددن واف د اإلن دداق المتغ د ة ح‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم كتاب الذكر ‪ ،‬باب كراهة مني الموت ل ر نزل به ( ‪.) 2682‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود ( ‪. ) 4843‬‬
‫‪- -325‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثالهبدددات ح والوصدددايا الماليدددة ح ونظدددام الوقدددف ( وغيدددرع حسدددبما ثدددان ددداعغا‬
‫ورطبقا ف رجتمغاترا المسلمة ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق عاية المسرين عر الغرب ‪:‬‬
‫لق وضع لرا اإلسالم درعرا الغظديم فد الرعايدة بكبدا السدن ح ولكدن ادل‬
‫ف الغرب الكبير الذ الما تر قرا بأن نقل ام ف ثل ا تله القوانين‪.‬‬
‫ادداام يظهددرون لرددا بددوجههم الحقيق د رددن ت كدده ثبيددر ح فهدداام يغددارلون‬
‫أبااام وأج ا ام بأساليب نغجز عن وص ها رن القسوة والغرف ‪.‬‬
‫فهاام يطالغونا بأخر را وصلوا إليه ردن ت دب واضدطراب ح حيدث أ دا ت‬
‫صحي ة " يلد تلغدراف" البريطانيدة إلدى أن اولرد ا تردو السدما لكبدا السدن‬
‫اَصدحاا الددذين يردغرون "بالملددل" ردن اسددتمرا حيداتهم باهنتحددا عدن ريددق‬
‫حقرة قاتلة بموجب قوانين ج ي ة للقتل الرحيم ح يراقرها ف الوقت الراان ‪.‬‬
‫وسددديراقن البرلمدددان الهولرددد رقترحدددات تتغلدددق بدددـ"حق ال دددر بإنهددداا‬
‫حياته" ف رل حملة تو دحت بدأثير ردن راعدة ألدف توقيدع َنداس يد عمون الده‬
‫"الحق الر ص " ‪.‬‬
‫وب أت الحملة الت تطالب بضرو ة ررح ال ر الحق فد وضدع حد لحياتده‬
‫والتد بد أت نرددا ها ررددذ ( ‪ 1973‬ح بدإ الق حمددالت ورطالبددات ج يد ة بغرددوان‬
‫"حريددة اإل اة" للسددما للكبددا فدد اهنتحددا ح والدده ي تلددف عمددا يسددمى بددـ‬
‫"القتل الرحيم" أو إنهاا حياة اَفرا ؛ بسبب المرُ الذ ه يرجى رره اا‪.‬‬
‫ويقتددر الرا ددطون وضددع ال ط د المراسددبة ؛ لتد يب أ د اص وتددأايلهم‬
‫للقيددام بالتأث د رددن أن ثبددا السددن الددذين يددو ون ال ددالص رددن حيدداتهم وإزادداق‬
‫أ واحهددم ح ليسددوا ف د حالددة إحبددا ردقتددة وأن " ل د يهم ددغو قددو ح و غبددة‬
‫جارحة ف أن يضغوا ح ا لمروا حياتهم بالموت " ‪.‬‬
‫‪- -326‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولغلرا ه نر ان إاا را علمرا أن اولر ا ه ت حوال ( ‪ 2500‬حالة قتل‬
‫حيم با ت اع (‪ %10‬لغام (‪2009‬م بالمقا نة رع أع ا اا ف الغق الماض ‪.‬‬
‫وبيرما تسمح بل ان أو وبية أخرى " بالقتل الرحيم " ريل بلجيكا ح تسمح‬
‫"بريطانيددا ح وفرنسددا " للحدداهت المرضددية الميئددوس ررهددا بددالتوقف عددن تردداول‬
‫ال واا ؛ ولكرها ه تسمح بالقتل الرحيم بح ااتده عبدر تد خل اآلخدرين ‪ .‬ثمدا أنردا‬
‫إاا نظرنا إلى تا ي اإلسااة إلى المسرين نج أن تا ي اإلسدااة إلدى المسدرين ح‬
‫ب أ فد " سدتيريات وسدبغيريات " ردن القدرن الماضد ح واز ا اهاتمدام بده فد‬
‫اليمانيريدددات ح والددده بسدددبب ثيدددرة المسدددرين فددد الوهيدددات المتحددد ة اَرريكيدددة‬
‫وأو وبا‪.‬‬
‫وترير ال اسة إلى أن ضدرو ة اهاتمدام بالمسدرين تربدع ردن أن اإلامدال‬
‫بما يد إلدى عواقدب وخيمدة قد تصدل إلدى وفداة المسدرين ح أو تد او حالتده‬
‫صحتهم بركل ثبير (‪. 1‬‬
‫وتضدديف ثددذله وتبددين أندده قدد از ا اهاتمددام بالمسددرين ح والحدد يث عددن‬
‫إسااة رغارلتهم بركل رلحور ف الغررين سرة الماضية ؛ واله بسبب صدغوبة‬
‫الحياة وزيا ة تغقي اتها بركل عام ؛ رمدا يدد إلدى عد م تكدي هم ردع المجتمدع ح‬
‫وع د م ق د تهم علددى خ رددة علددى عايددة أن سددهم ح وتزاي د اددذع المرددكالت ف د‬
‫المجتمغات الت تغمها حياة ال ر ية الت ت رُ على المسرين الغين بم در امح‬
‫أو رع رثاا حياتهم ون رساع ة رن اَبراا ح واَح ا ح واَقا ب ‪.‬‬
‫ولدديس اَرددر بأحسددن حددال فدد أرريكددا ح حيددث يوضددح الراعددب اهرريكدد‬
‫"ثلددو بي " أن وضددع المسددرين ف د أرريكددا ( عددا و ر د ررعددب والدده ف د‬
‫رغرُ تقرير أع ته لجرة بمجلس الرواب اَرريكية ح بغ اسدة اسدتمرت سدت‬
‫سروات لمسرين ح حيث وج ام يتغرضون إلسااات ن سية وب نية ع ي ة ثما ثما‬
‫(‪(Wallace,2002:246) )1‬‬
‫‪- -327‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أن اددذع اإلسددااات ليسددت رقتصددرة علددى بقددة اجتماعيددة رح د ة ح بددل عر د ثددل‬
‫الطبقات ف ثل رن الم ن والقرى ‪.‬‬
‫اذع ا رغارلة الغرب لكبا السن حيدث يغدارلونهم ح ثدأنهم عالدة ه اعدل‬
‫رن و اعهم ح أو على أنهم عالة على المجتمع ‪.‬‬
‫اذع ا الحياة الغربية ح وحتى هنكون رتغصبين علديهم اردان ردن يكدون‬
‫حيمددا بوال د ع ويلق د بدده ف د " و المسددرين " الت د هترددتمل علددى الغطددف وه‬
‫المددو ة ح الددذ المددا يحتاجدده الكبيددر وخصوصددا ف د تلدده ال تددرة المتددأخرة رددن‬
‫حياته ‪.‬‬
‫‪- -328‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سابغا ‪ :‬حق المرأة بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حق المرأة ف اإلسالم ‪:‬‬
‫ت تلددف نظددرة اإلسددالم إلددى المددرأة عددن أ نظددام سددبقه ؛ حيددث لددم يغتبراددا‬
‫سدببا لوقدوع آ م ‪ a‬فد ال طيئدة حتدى تلغدن ثمدا فغدل غيدرع ح ولكدن إبلديس قد‬
‫وسوس لهما رغا ‪.‬‬
‫ولم يغتبراا جرسدا أ ندى ردن الرجدل ح بدل‬
‫بيرهما رزجا ه يستطيع أح فصله ‪.‬‬
‫امدا إلدى أصدل واحد ح وردز‬
‫فالمساوة قاعمة بين الرجل والمرأة ف القيمدة اإلنسدانية المردترثة ح وأردا‬
‫القانون ح والتكاليف ح وفد الحقدوق الغاردة ح فلهدا حدق التغلديم ح وحدق التملده ح‬
‫والتصرف بما تمله ون حجر عليها رن الرجل ح قال تغدالى ‪ ( :‬وه ي ِحد ُّل ل ُكد ْم أن‬
‫تأ ْ ُخذُواْ ِرمَّا آت ْيت ُ ُمو ُا َّن يْئا ) [البقـــرة‪. ]229:‬‬
‫ولها حق اختيدا الدزو ح ولهدا صديتها القانونيدة ح فاإلسدالم ه يسدلبها‬
‫حق انتسدابها إلدى أبيهدا حيرمدا تتدزو ح ويرسدبها إلدى زوجهدا ح والقدرآن الكدريم‬
‫يغبددر عددن اددذع المسدداواة القاعمددة بيرهمددا ح فد قولدده تغددالى ‪ ( :‬ول ُهد َّ‬
‫دن ِريْد ُل الَّد ِذ‬
‫لرجا ِل علي ِْه َّن جة ) [ البقـــرة‪. ]228:‬‬
‫وف و ِل ِ ه‬
‫علي ِْه َّن ِب ْالمغ ُْر ِ‬
‫ولق ررح ال ستو القرآن الحقوق ح وح ظ لها ركانتها ح قال تغالى ‪:‬‬
‫ان واَ ْقربُدون و ِلل ِرهسدداا ن ِصدديب ِ هر َّمددا تددرن‬
‫( ِله ِ ه‬
‫لرجدا ِل نصديِب ِ هر َّمددا تددرن ْالوا ِلد ِ‬
‫صيبا َّر ْ ُروضا ) [الرســاا‪]7:‬‬
‫ان واَ ْقربُون ِرمَّا ق َّل ِر ْرهُ أوْ ثيُر ن ِ‬
‫ْالوا ِل ِ‬
‫اّللُ فِ د أوْ ه ِ ُث د ْم ِللددذَّث ِر ِريْ د ُل حد ِ ه‬
‫دظ اَُنيي دي ِْن ف د ِإن ُثد َّ‬
‫ُوصددي ُك ُم ه‬
‫دن نِسدداا فددوْ ق‬
‫(ي ِ‬
‫اح ة فلها ال ِره ْ‬
‫احد ٍ ِ هر ْرهُمدا‬
‫صفُ وَبو ْي ِه ِل ُكد ِ هل و ِ‬
‫اثْرتي ِْن فله َُّن ث ُلُيا را ترن وإِن ثان ْت و ِ‬
‫س ِرمَّا ترن ِإن ثدان لدهُ ولد فد ِإن لَّد ْم ي ُكدن لَّدهُ ولد وو ِ ثدهُ أبدواعُ ف ُ ِ هرد ِه اليُّلُ ُ‬
‫ال ُّ‬
‫دث‬
‫سُ ُ‬
‫‪- -329‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ف د ِإن ثددان ل دهُ إِ ْخددوة ف ُ ِ هر د ِه ال ُّ‬
‫دن آبددآ ُ ُث ْم‬
‫سد ُ ُ‬
‫س ِرددن ب ْغ د ِ و ِص ديَّ ٍة ي ِ‬
‫ُوص د ِبهددا أوْ ْيد ٍ‬
‫اّللِ ِإ َّن ه‬
‫وأبردددا ُ ُث ْم ه تددد ْ ُ ون أيُّ ُهددد ْم أ ْقدددربُ ل ُكددد ْم ن ْغدددا ف ِريضدددة ِ هردددن ه‬
‫اّلل ثدددان ع ِليمدددا‬
‫ح ِكيما ) [الرســـاا‪. ]11:‬‬
‫( يددا أيُّهددا الَّ دذِين آررُددواْ ه ي ِح د ُّل ل ُك د ْم أن ت ِرثُددواْ ال ِرهسدداا ثرْ اددا وه ت ْغ ُ‬
‫ض دلُو ُا َّن‬
‫احر ٍة رُّب ِيهرد ٍة وعا ِ ُدرو ُا َّن بِ ْ‬
‫وف‬
‫ْا را آت ْيت ُ ُمو ُا َّن إِهَّ أن يأْتِين بِ ِ‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫ِلت ْذابُواْ بِبغ ِ‬
‫ف ِإن ث ِر ْات ُ ُمو ُا َّن فغسى أن ت ْكر ُاواْ يْئا وي ْجغل ه‬
‫اّللُ فِي ِه خيْرا ثيِيرا ) [الرســاا‪. ]19:‬‬
‫ددا وأخد ْ‬
‫( وث ْيدددف تأ ْ ُخذُوندددهُ وقددد ْ أ ْفضدددى ب ْغ ُ‬
‫ددذن ِردددر ُكم ِ هريياقدددا‬
‫ضددد ُك ْم إِلدددى ب ْغد ٍ‬
‫غ ِليظا ) [الرســاا‪. ]21:‬‬
‫إن ستو المدرأة المسدلمة ح يغتبدر تسدجيال واقغيدا ردن نهدج سدرة الربد‬
‫وسرة ال ل اا الرا د ين ردن بغد ع ح للحقدوق الغاردة للمدرأة ح والواجبدات الغاردة‬
‫للمرأة ف إ ا الرريغة اإلسالرية ح وتله الحقوق والواجبات لدم تغرفهدا المدرأة‬
‫ف أ ركان على اَ ُ قبل رهو اإلسالم ‪.‬‬
‫‪$‬‬
‫‪ -1‬رساواة اإلسالم بين المرأة والرجل ف‬
‫ئون المسئولية والجزاا ‪:‬‬
‫تتجلى رساواة الرريغة ف اذا الص ف قوله تغالى ‪ ( :‬ر ْن ع ِمل صدا ِلحا‬
‫دن ردا‬
‫ِ هرن اث ٍر أوْ أُنيى و ُاو ُر ْدد ِرن فلرُ ْح ِييرَّدهُ حيداة ِيهبدة ولر ْج ِدزيرَّ ُه ْم أ ْجدر ُام ِبأ ْحس ِ‬
‫ثانُواْ يغْملُون ) [الرحــل‪. ]97:‬‬
‫( فا ْ‬
‫ار د ٍل ِ هرددر ُكم ِ هرددن اثد ٍدر أوْ أُنيددى‬
‫سددتجاب ل ُه د ْم بُّ ُه د ْم أ ِنه د ه أ ُ ِضددي ُع عمددل ع ِ‬
‫ب ْغ ُ‬
‫ْددا فالَّددذِين ادداج ُرواْ وأ ُ ْخ ِرجُددواْ ِرددن ِيددا ِ ِا ْم وأُواُواْ فِدد سدد ِبي ِل‬
‫ضدد ُكم ِ هرددن بغ ٍ‬
‫وقاتلُواْ وقُتِلُواْ َُث ِ هر َّن ع ْر ُه ْم س ِيهئاتِ ِه ْم وَ ُ ْ ِخلرَّ ُه ْم جرَّا ٍ‬
‫ت ت ْج ِدر ِردن ت ْحتِهدا اَ ْنهدا ُ‬
‫اّللِ و ه‬
‫ثوابا ِ هرن ِعر ِ ه‬
‫ب )[آل عمــران‪. ]195:‬‬
‫اّللُ ِعر عُ ُحس ُْن اليَّوا ِ‬
‫‪- -330‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إن تله المساواة الت نا ى بها اإلسالم ح سبقت ثل عاوى المساواة التد‬
‫نا ت بها البررية ح ثما أنها ت وق أية عوة للمسداواة علدى ردر اَزردان ؛ َنهدا‬
‫ليسددت رسدداواة زاعلددة تتبددع اَاددواا ح والرددهوات ح والصددراع علددى المراصددب‬
‫والسددلطات ح ولكرهددا رسدداواة أب يَّ دة أرددام قددوانين رلدده الملددون ح الددذ تتضدداال‬
‫بجانب عظمته وسلطانه ثل الملون رهما عظموا ‪.‬‬
‫لددذله فكددل ارددرأة يك يهددا ددرفا وف ددرا ح أنهددا تحقددق المسدداواة بيرهددا وبددين‬
‫الرجل فد الده الميد ان المقد س (ريد ان الغمدل اإليمدان فد ال يدرات والت اعدل‬
‫اإليجدداب رددع المجتمغددات ح فه د عليهددا ن ددس الواجبددات المكلددف بهددا الرجددل ح‬
‫وعليها أيضا ن س الجزاا ف حالة الوفاا ح أو التقصدير فد أ اا تلده الواجبدات‬
‫سواا ف ال نيا أو اآلخرة ‪.‬‬
‫فددإاا ترثددت المددرأة المسدداواة ف د اددذا المي د ان الحيددو ال طيددر ح و البددت‬
‫بالمسداواة فد ريد ان الغمددل الد نيو ؛ فتكدون قد أضدداعت بدذله ال يددر الغمدديم ح‬
‫وتكون اد التد فرضدت علدى ن سدها قيدو ا صدا رة ح تجغلهدا تلهدث فد الحيداة‬
‫ال نيا ح وليست الرريغة ا الت فرضتها ح فالرريغة حرية ورسئولية أخالقيةح‬
‫ترت ددع بددالمرأة نحددو ردد ا الرددو والجمددال ح والحددق وال يددر ح وتحميهددا رددن‬
‫صراعات الوري ة وتح ياتها ‪.‬‬
‫قال ‪ ” : $‬أيما جل ا ت عن اإلسالم فا عه ح فإن تاب فاقبل رره ح وإن لدم‬
‫يتب فاضرب عرقه ح وأيمدا اردرأة ا تد ت عدن اإلسدالم فا عهدا ح فدإن تابدت فاقبدل‬
‫ررها ح وإن أبت فاستتبها “ (‪. 1‬‬
‫ديئاح‬
‫قال ‪ ” : $‬أه تبايغون على را بايع عليه الرساا ‪ :‬أه تررثوا بدا‬
‫وه تسددرقوا ح وه تزنددوا ح وه تقتلددوا أوه ثددم ح وه تددأتوا ببهتددان ت تروندده بددين‬
‫أي يكم وأ جلكم ح وه تغصوا ف رغروف ح فمن أصاب بغ اله انبا ؛ فرالتده بده‬
‫(‪ )1‬أخرجه الطبراني في الم جم الكبير ( ‪.) 93‬‬
‫‪- -331‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عقوبة فه له ث ا ة ح ورن لم ترله به عقوبة ؛ فأررع إلى هللا إن اا غ ر لده ح‬
‫وإن اا عاقبه به “ (‪. 1‬‬
‫قال ‪ ” : $‬را رن عب وه أرة استغ ر هللا ف ثل يوم سبغين ررة ح إه غ ر‬
‫هللا تغالى له " سبع راعة " اندب ح وقد خداب عبد وأردة عمدل فد اليدوم والليلدة‬
‫أثير رن" سبع رئة " انب “ (‪. 2‬‬
‫قددال ‪ ” : $‬إن هللا ‪ :‬خددتم سددو ة البقددرة بددآيتين أعطانيهمددا رددن ثرددزع الددذ‬
‫تحددت الغددرن فتغلمددوان ح وعلمددوان نسددااثم وأبرددااثم ح فإنهددا صددالة وقددرااة‬
‫و عاا “ (‪. 3‬‬
‫‪ -2‬ح ار اإلسالم على أنوثة المرأة ح و ها ة قبلها وثمال يرها ‪:‬‬
‫لو عرفدت الرسداا فضدل اَنوثدة ؛ لغضدت عليهدا بالرواجدذ ح بدل لدو عرفدت‬
‫اَرة بأسراا اله ال ضل ؛ لسغت سغيا حيييا إلى الح ار عليها ‪.‬‬
‫فاَنوثة تغر الجمال والرحمة والحران ح ولو فقد ت اَردة يردابيع الحردان‬
‫َصبحت جس ا بال و ح حياة بال عا ة ح وأصدبح أفرا ادا ثداآلهت الصدماا ح‬
‫وتغمل إل ا ة حرثة الحياة ح وا ت ق ثل رغان الحب والرحمة والوفاا ‪.‬‬
‫لق اختا ال الق ‪ -‬عز وجدل ‪ -‬المدرأة للحمدل واإلنجداب ؛ َنده وضدع فيهدا‬
‫تله اَنوثة الغالية ح الت جبلت على الر قة واإلخالص والغطاا بدال رقابدل؛ َن‬
‫تربية اإلنسان تحتدا إلدى جهد وريدابرة ح ورهدا ات خاصدة تت دق ردع و ع فد‬
‫ال الفة على اَ ُ ح ويوم أن ت ق البررية حردان المدرأة و حمتهدا ح فقد حكدم‬
‫على تله البررية أن تتيه ف بي اا الما ية ح وتبتغ عن ررابع الرحمة والحرانح‬
‫وتغين ف قاا الما ة ح وحساباتها المضرية ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه النسائي ( ‪.) 4162‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البيهقي في ش ب اإليمان ( ‪.) 652‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الدارمي ( ‪.) 3390‬‬
‫‪- -332‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رن أجل اله فق حرصت الرريغة حرصا ي ا علدى ح دظ أنوثدة المدرأة ح‬
‫و ها ة قلبها ح وثمال يرها ؛ نظرا َاميدة الده فد ح دظ اَواصدر الغاليدة بدين‬
‫أبراا اَرة اَسالرية ح وح ظ المغان الربيلة ح والمبا السارية بين أ جاعهدا ح‬
‫وإاا ا ت غددت الغردداوة عددن قلددوب الددزاعغين ؛ لغلمددوا علددم اليقددين أن حيدداة اَرددة‬
‫وبقاعها ف بقاا أنوثة الرساا ح وع م تربههم بالرجال ح سواا فد التصدرفات ح‬
‫أو اَفغدددال ح أو المصدددا عة فددد خضدددم الحيددداة علدددى المراصدددب واَردددوال ؛ َن‬
‫الرساا ان " حم اَرة" الذ ي در لهدا اَبرداا ح ويد عمهم بكدل رغدان الحدب‬
‫والوفددداا ح ويغلمهدددم ثيدددف تتصدددل اَ ُ بالسدددماا ح ثمدددا أنهدددن الرافدددذة التددد‬
‫تستررق ررها اَرة عبير الرحمة والحران ح في ف عرها قيظ الما ية وويالتها‪.‬‬
‫وإن المتطلع إلى نهج السرة الرري ة ف اذا الص ليغلم عظمة الرسدول‬
‫‪ $‬ف د بردداا اَرددة اإلسددالرية علددى عدداعم اسدد ة را يددا ورغرددو ا ؛ لتتحقددق‬
‫روازين الحيداة السدوية التد تت دق ردع تكدوين اإلنسدانية را يدا و وحيدا ح فاَردة‬
‫الت تحلدق بالتقد م الحضدا المدا فقد ح سدرعان ردا يتقدوُ أ ثانهدا ؛ َن‬
‫جراح اَرة الالزرين للتحليق اما " الغلم واإليمان" ح واذا را فغله اإلسالم ‪.‬‬
‫ قال ‪ ” :$‬ه أصافح الرساا “(‪. 1‬‬‫ قال ‪ ” :$‬ه أبايغه حتى تغير ث يه ح ثأنهما ث ا سبع “ (‪. 2‬‬‫ قال ‪ ” :$‬انطلق ح فاختضب ثم تغال حتى أبايغه “ (‪. 3‬‬‫عن ابن عباس ‪ d‬أن " عمر بن ال طاب " سأله ح فقال‪ :‬أ أيت قول هللا ‪:‬‬
‫ددر ْالجا ِا ِليَّدد ِة ْاَُولددى ) [اَحددزاب‪ , ]33:‬اددل ثانددت‬
‫ددر ْجن تب ُّ‬
‫َزوا الرب د ‪ ( : $‬وه تب َّ‬
‫جااليددة واح د ة ؟ فقددال ابددن عبدداس‪ :‬رددا سددمغت بددأولى إه ولهددا آخددرة ح فقددال لدده‬
‫عمددر‪ :‬ف دأتر رددن ثتدداب هللا ‪ -‬تغددالى ‪ -‬بمددا أص د ق الدده ح فقددال ‪ :‬قددال هللا تغددالى ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مالك في الموقأ ( ‪. ) 1775‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود( ‪. ) 4165‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الطبراني في الكبير (‪)770‬‬
‫‪- -333‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اّللِ ح َّ‬
‫َّ‬
‫ق ِجها ِ ِع ) [الحـدـج‪ ]78:‬ثمدا جااد تم أول ردرة ح فقدال لده عمدر‪:‬‬
‫( وجا ِا ُوا ِف‬
‫رن أررنا أن نجاا ح قال ‪ :‬ر زوم وعب مس(‪. 1‬‬
‫ قال ‪ ” : $‬الغيرة رن اإليمان ح والبذاا رن الر اق “ (‪. 2‬‬‫ قددال ‪ ” : $‬إن هللا تغددالى ه يقبددل يددوم القيارددة رددن الص دقُّو صددرفا ح وه‬‫ع ه قيل‪ :‬ورا الصقو يا سول هللا ؟ قال‪ :‬الذ ي خل على أاله الرجال “ (‪. 3‬‬
‫"‬
‫ قال ‪ ” :$‬فضل نساا المجااد ين علدى القاعد ين فد الحرردة ثأرهداتهم ح‬‫ورا أح رن القاع ين بم لف أح ا رن المجاا ين ف أاله في ون فيهم إه وقف‬
‫له يوم القيارة ح فقيل له ‪ :‬إن اذا خانه ف أاله ح ف ذ رن عمله را ئت “ (‪. 4‬‬
‫‪ -3‬المرأة و و اا ف الوفاا بحقوق يرها ‪:‬‬
‫إن المتتبـع لحـرص المـرأة على الوفــاا بحقـوق يرها بيـن عصدر رهدو‬
‫اإلسالم ح وبين عصرنا الحاضرح يج ال رق ثبيرا ح اذا ال ا ق او و اا ت لف‬
‫المسلمين اآلن ح حيث فق ت المرأة فهدم حقيقدة يرهدا فهمدا صدحيحا ح والوفداا‬
‫بحقوقه جي ا ؛ ولهذا فإن حرص المرأة على الت قده فد أردو يرهدا ح وحرصدها‬
‫على اهلتزام بأوارر الرريغة فد ثدل خطدوات حياتهدا ح يغرد صدرع أردة إيجابيدة‬
‫واعية بأسدس يرهدا ح ت د حياتهدا بيقدة ح َنهدا تغدرف وقدع خطواتهدا ح وتكدون‬
‫علددى صددلة اعمددة بربهددا ح وتلدده ا د أرددة اَسددالم ثمددا أ ا اددا هللا ‪ -‬عددز وجددل‪-‬‬
‫و سوله الكريم ‪. $‬‬
‫قال ‪ ” :$‬يدا نسداا المدرردات ح علديكن بالتهليدل والتسدبيح ح والتقد يس وه‬
‫تغ لن فترسين الرحمة ح واعق ن باَنارل ح فإنها رسئوهت رسترطقات “ (‪. 5‬‬
‫(‪ )1‬كنز ال مال (‪. )4551‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه المروزي في ظيم قدر الصالة ( ‪. ) 469‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البيهقي في ش ب اإليمان (‪.) 10801‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أحمد ( ‪.) 23054‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود (‪.)1501‬‬
‫‪- -334‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -4‬المرأة وحقها ف الرعاية رن أالها ح ورجتمغها وأول اَرر ‪:‬‬
‫يغتبددر الدده الحددق الددذ نالتدده المددرأة المسددلمة رددن الحقددوق التد يجددب أن‬
‫تتبددااى بدده علددى ثددل القددوانين السياسددية ح والم نيددة علددى رددر الغصددو ؛ َندده ه‬
‫يوج د قددانون يجغددل حددق المددرأة ف د الرعايددة رددن اَاددل ح والمجتمددع ح والحكددام‬
‫واجبددا ددرعيا ييدداب عليدده المددرا ح ويددأثم يت ل دده عردده ح واددذا رددن هعددل عظمددة‬
‫الرريغة ف تحقيق الحريدة للمدرأة المسدلمة ح فهدذع الردريغة اد التد حر تهدا‬
‫رن الوأ ِ ح وحر تها رن نظدرة الغديظ التد تسدتقبل بهدا عرد رولد اا ح وحر تهدا‬
‫رن الظلم واهضطها الذ ثانت تغارل بده علدى رد ا حياتهدا ح فالردريغة جغلدت‬
‫الغطف والرعاية للمرأة فرُ واجب على جميع ال اوعر الت تحي بها ب اا ردن‬
‫أصغر ال واعر|ح وا اعرة اَسرة التد اد ندواة المجتمدع ح وانتهداا إلدى أثبدر‬
‫ال واعر وا اعرة الحكورة ح واَحا يث تبين اله بوضو ‪.‬‬
‫فددأين الدده رمددا ترددا‬
‫والمرأة ؟ ‪.‬‬
‫بدده المدددتمرات ال وليددة رددن رسدداواة بددين الرجددل‬
‫إن الرريغة ت طت المساواة المطلوبدة فد الصدراع علدى رراصدب الد نيا ح‬
‫وحطارها إلى الحب ح والرعاية الت ا أسمى المغان ح وأنبلهدا ح واد ريدق‬
‫ل جات اآلخرة ح ونغيمها ‪.‬‬
‫عددن أب د ثغلبددة ال رددر ح قددال‪ :‬ق د م سددول هللا ‪ $‬ف د غددزاة لدده ح فدد خل‬
‫المسددج فصددلى فيدده ثغتددين ح وثددان يغجبدده إاا قد م رددن سد ر أن يد خل المسددج‬
‫فيصل فيه ثغتين ح ويير ب ا مة ح ثدم يدأت أزواجده ح فقد م ردن سد رع ردرة ح‬
‫فأتى فا مة ح فب أ بها قبل بيوت أزواجده ؛ فاسدتقبلته علدى بداب البيدت فا مدة ح‬
‫فجغلت تقبل وجهه ‪ -‬وف ل ظ ‪ " :‬فيه وعيريه ح وتبك " فقال لها سدول هللا ‪:$‬‬
‫” رددددا يبكيدددده ؟ “ قالددددت ‪ :‬أ ان يددددا سددددول هللا ح قدددد ددددحب لوندددده واخلولقددددت‬
‫تبه ح فإن هللا تغالى بغث أبان علدى‬
‫ثيابه ح فقال لها سول هللا ‪ ” : $‬يا فا مة ه ِ‬
‫‪- -335‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أرر ه يبقى على رهر اَ ُ بيدت رد وه وبدر وه دغر إه أ خلده بده عدزا ح‬
‫أو اه ؛ حتى يبلغ به حيث يبلغ الليل “ (‪. 1‬‬
‫عددن أبد يزيد ح قددال ‪ :‬لقد "عمددر بددن ال طدداب" ارددرأة يقددال لهددا خولددة ح‬
‫وا تسير ردع الرداس ؛ فاسدتوق ته فوقدف و ندا ررهدا ح وأصدغى إليهدا ح ووضدع‬
‫ي يدده علددى رركبيهددا حتددى قضددت حاجتهددا وانصددرفت ح فقددال لدده جددل‪ :‬يددا أريددر‬
‫ردن‬
‫المدررين ح حبست جاهت قدرين علدى ادذع الغجدوز ؟ قدال ‪ :‬ويحده أتد‬
‫اذع؟ قال‪ :‬ه ح قال ‪ :‬اذع اررأة سمع هللا دكوااا ردن فدوق سدبع سدموات ح ادذع‬
‫خولة برت ثغلبة ح وهللا لو لدم ترصدرف عرد إلدى الليدل ردا انصدرفت حتدى تقضد‬
‫حاجتها (‪. 2‬‬
‫عددن فا مددة ‪ g‬أنهددا خلددت علددى سددول هللا ‪ $‬فقالددت‪ :‬يددا سددول هللا ح اددذع‬
‫المالعكددة غارهددا التهليددل ح والتسددبيح ح والتحمي د فمددا غاررددا ؟ قددال‪ ” :‬والددذ‬
‫بغيرد بددالحق رددا اقتددبس فد بيددت آل رحمد نددا ررددذ ثالثددين يددوم ا ح فددإن ددئت‬
‫أرددرت لدده ب مددس أعرددز ح وإن ددئت علمتدده خمددس ثلمددات علمردديهن جبريددل “‬
‫فقالددت‪ :‬بددل علمر د ال مددس ثلمددات الت د علمكهددن جبريددل ح فقددال‪ ” :‬يددا فا مددة‬
‫قددول ‪ :‬يددا أول اَولددين ح ويددا آخددر اآلخددرين ح ويددا اا القددوة المتددين ح ويددا احددم‬
‫المساثين ح ويا أ حم الراحمين “ (‪. 3‬‬
‫‪ -5‬حق المرأة ف‬
‫اعرة اَسرة ‪:‬‬
‫تغتبر اعرة اَسرة أولى ال واعر الت ي و على أساسها الحكم ح حيدث ثدل‬
‫فر ف اَسرة عليه واجبات وله حقوق ‪.‬‬
‫والمرأة ثغضو ف تكوين اَسرة لها حقوق وعليها واجبدات ح وقد حد ت‬
‫الرريغة بوضو ه لبس فيه را لها وردا عليهدا حتدى تسدتقيم اَسدرة ح وتسدتقيم‬
‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم في المستدرك ( ‪.) 1797‬‬
‫(‪ )2‬شرح ال قيدة الطحاوية ( ‪.) 217‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الطبراني في الدعاا ( ‪.) 319‬‬
‫‪- -336‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رغها اَرة بأسراا ح انطالقا رن نظام الحكم ف اإلسالم بأن ثل فدر‬
‫ف الوقت ن سه ‪.‬‬
‫اع وردراع‬
‫ونغرُ حقوق المرأة وواجباتها ف الموضوعات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬حقها ف اختيا الزو الكفا ‪:‬‬
‫إن عرايددة اإلسددالم بحددق المددرأة ف د اختيددا الددزو الكددفا يغر د اهاتمددام‬
‫بإعطاعها حقا رن الحقوق المصيرية ح فالزو او ريه حياتها ح ورهما حققدت‬
‫المرأة نجاحا ف المي ان الوري ح فلن يج رغها اذا الرجا يئا إاا لدم تجد‬
‫رددا ترر د ع ر دن سددكيرة ح وا مئرددان ف د المجددال اَسددر ح ولددن يتحقددق الدده إه‬
‫باختيا الزو الكفا ح واذا را عر به المرهج الربو عرايدة بالغدة ح وإاا ثدان‬
‫اران بغدا الجد ل حدول حدق المدرأة فد اختيدا دريه حياتهدا ح فهدذا نداتج ردن‬
‫سدددوا ال هدددم لدددبغا توجيهدددات الرسدددول ‪ $‬فددد ادددذا الصددد ح فحدددق الدددول فددد‬
‫المرددو ة ضددرو ؛ َندده بغقلدده وحكمتدده أقد علددى فهددم اَرددو ح حيددث يحمد‬
‫المرأة رن اهن اع بالكالم المغسدول والوعدو الكاابدة ح ولكدن إثبدات ادذا الحدق‬
‫لول اَرر ه ير حق المرأة ف إب اا أيها ح و فا رن ه يكدون رراسدبا لهدا‬
‫وحيا وقلبيا ح وعقل ا ح وليس رن حق ول اَرر أن يجبراا على الزوا ‪.‬‬
‫وه ه أن اذا الحق او توازن حكيم ؛ لتكافد السلطات رع المسدئوليات ح‬
‫فالزوا ف اإلسالم يغر تأسيس أ ثان اَسرة ح ورغها ورع غيرادا ردن اَسدر‬
‫يتأسس بريان ال ولة ح ويحكم ادذا التأسديس علدى جميدع المسدتويات أن ثدل اع‬
‫رسئول عن عيتده ح فدالمرأة الراعيدة فد بيدت زوجهدا عليهدا رسدئولية جسديمة‬
‫تربع رن رسئولية الحداثم نحدو عيتده ؛ لدذله فمقابدل تلده المسدئوليات ؛ هبد أن‬
‫يكون لها سلطات ح أولها بدال جد ال ادو ‪ :‬حقهدا فد اختيدا دريه الحيداة ح ادذع‬
‫ع الة اإلسالم ‪.‬‬
‫‪- -337‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عددن رحمد بددن عمددر بددن علد بددن أبد الددب ح عددن أبيدده ح عددن جد ع ح أن‬
‫سددول هللا ‪ $‬قددال‪ ” :‬يددا عل د ثالثددة ه تدخراددا‪ :‬الصددالة إاا أتددت ح والجرددازة إاا‬
‫حضرت ح واَيم إاا وج ت ث دا “ (‪. 1‬‬
‫قال ‪ ” : $‬إاا خدر الغبد ردن ا الردرن قبدل سدي ع فهدو حدر ح وإاا خدر‬
‫بغدد ع إليدده ح وإاا خرجددت المددرأة رددن ا الرددرن قبددل زوجهددا تزوجددت رددن‬
‫اات ح وإاا خرجت بغ ع ت إليه “ (‪. 2‬‬
‫قال ‪ ” : $‬ثان إاا أ ا أن يزو اررأة رن نساعه يأتيهدا ردن و اا الحجداب‬
‫فيقول لها‪ :‬يا برية ح إن فالنا ق خطبه ح فإن ثراتيه فقول ‪ :‬ه ح فإنه ه يسدتح‬
‫أح أن يقول‪ :‬ه ح وإن أحببت فإن سكوته إقرا “ (‪. 3‬‬
‫ثان ي طب الرساا ح ويقول‪ ” :‬له ثذا وثذا ح وج رة سغ ت و رغد إليده‬
‫ثلما ت “ (‪. 4‬‬
‫‪ -2‬حق المرأة ف حسن الغررة رن الزو ‪:‬‬
‫إن اَحا يث الرري ة ف حق المدرأة فد حسدن المغا درة ردن الدزو اد‬
‫ددريغة‬
‫البراددان القطغدد علددى إنصدداف اإلسددالم للمددرأة إنصددافا لددم تحققدده أ‬
‫أخرى ح أو أية قوانين رحلية أو عالمية ‪.‬‬
‫حتى يوررا اذا فكل المدتمرات ترا بحقدوق را يدة للمدرأة لدن تزيد اا إه‬
‫اقددا ح ولهيددا و اا اَ مدداع ال نيويددة ح أرددا ددريغة الحددق فق د عريددت بددالحقوق‬
‫المغروية عراية ت عو إلى ال ارة والغجب رن قوانين ترظم حياة اإلنسان را يا ح‬
‫وه تهمل الجانب المغرو له‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي (‪.)171‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الد ارقطني ( ‪.) 35‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪.) 88‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الطبراني في الكبير ( ‪. ) 5701‬‬
‫‪- -338‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫يحتا إلدى الرعايدة والغرايدة ؛ حتدى تددت ثما ادا‬
‫فالمرأة ر لوق عا‬
‫على أثمل وجه ح فإاا ثانت تله اليما ا تربية اإلنسان ح وصدقله لد فع حرثدة‬
‫الحيدداة إلددى اَ ُ ح فالبد أن توليهددا الرددريغة نوعددا خاصددا رددن الرعايددة ح ولددن‬
‫يحي المرأة إه حسن المغا رة رن الزو ح والمغارلة الكريمة ‪.‬‬
‫‪ -3‬المرأة و و اا ف الوفاا بحقوق الزو ‪:‬‬
‫يغتبر و المرأة ف الوفاا بحقوق الزو او الدر الغملد علدى ردا ترالده‬
‫رن حقوق ح ثما يغتبر الرثيدزة المقابلدة هسدتقرا اَسدرة ح وتوازنهدا ح فدالمرأة‬
‫والرجل اما عارة اَسرة ح ولكل ررهما حقوقه ح وعليه واجباته ؛ حتى تستقيم‬
‫الحياة ح وترفع اية الغ ل ح ويرت اإلحساس بالظلم ل ى أ رن الطرفين ح َن‬
‫الظلم يقوُ أ ثان اَرم ح والرغوب ح ورغالجته تبد أ ردن استئصداله ردن اللبردة‬
‫اَساسية لبراا اَرة ح وا اَسرة ‪.‬‬
‫إن وفداا المددرأة بحقدوق الددزو يغرد قد تها علددى الوفداا واإلخددالص فد‬
‫جميددع الميددا ين ح ويغر د بردداا اَسددرة المسددلمة علددى قواع د إيمانيددة اس د ة ح‬
‫ويغر ‪ :‬إ اعة الغ ل ح وإعطاا الزو حقه رن الطاعة واهحترام ح فالزو قاعد‬
‫َسرته ح وف تله ال لية الحية تبرى ثل أصول ال كر اإلسدالر ح فالردغب الدذ‬
‫يتآلف رع ثل المبا الربيلة ح وأصول المغارلة الراقية ف أسدرته ح يكدون ايردا‬
‫عليه المما سة اإليجابية ف ثل ال واعر بغ اله ح فالسياسة فد أبسد تغا ي هدا‬
‫ا ترظيم ثل را يتغلق بالرعية ف ثل المجاهت ح وعلى جميع المستويات ‪.‬‬
‫واكذا فدإن عرايدة الردريغة بتوضديح و المدرأة فد الوفداا بحقدوق الدزو‬
‫يغر ترسي ثل القيم والمغارالت السارية الالزردة ؛ لرقد الردغوب وحضدا تها ح‬
‫و ب د اَرددة بغددرى وثقيقددة يصددغب ان صددارها ؛ َنهددا تربددع رددن ددريغة بانيددة‬
‫ترربتها القلوب ح واَ وا ؛ فتروفت إلى رغا الرق فد السدماا ح لقد فدرُ‬
‫هللا المسدداواة بددين الرجددل والمددرأة ف د الحقددوق والواجبددات ف د ردسسددة الددزوا‬
‫‪- -339‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫(الغاعلة ثروع رن توزيدع المسددولية الجسديمة علدى الطدرفين ( وله َّ‬
‫ُدن ِريْد ُل الَّد ِذ‬
‫لرجا ِل علي ِْه َّن جة و ه‬
‫اّللُ ع ِزيز ح ُكيم ) [البقــرة‪. ]228:‬‬
‫وف و ِل ِ ه‬
‫علي ِْه َّن ِب ْالمغ ُْر ِ‬
‫إن تله ال جة الت للرجال علدى الرسداا اد التد وضدحها المدولى ‪ -‬عدز‬
‫الرجدا ُل قوَّ ا ُردون علدى ال ِرهسداا بِمدا ف َّ‬
‫ضدل ه‬
‫اّللُ بغْضد ُه ْم‬
‫وجل ‪ -‬فد سدو ة الرسداا ( ِ ه‬
‫ْا وبِما أن قُواْ ِر ْن أرْ وا ِل ِه ْم ) [الرسـدـاا‪ ]34:‬إن تلده القواردة جغلهدا المدولى ‪-‬‬
‫على بغ ٍ‬
‫عددز وجددل ‪ -‬ل د واع إ ا يددة تحقددق إ ا ة اَسددرة بك ددااة ح فددالمغروف أن اَنظمددة‬
‫ال يمقرا يددة تغتبددر ثافددة المددوا رين رتسدداوين ف د ال جددة ح ورددع الدده يتددولى‬
‫رن بيرهم السلطة ل ى الحكورة ح واكذا يتم تغييره حاثما ( اعيدا قواردا‬
‫وبالتددال فددإن اعددة الزوجددة للددزو يترتددب عليدده اسددتقرا اَسددرةح و قيهددا‬
‫وسغا تها ح وا مئرانها حسب جة تله الطاعة ؛ ولذله عر اإلسدالم بترسدي‬
‫ر هوم اعة الزوجة لزوجها ؛ وفق الضواب الررعية ‪.‬‬
‫قال ‪ ” : $‬إن ااثر له أررا ح وه عليه أه تغجل حتدى تسدتأرر أبويده ح‬
‫إن هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬قال‪ ( :‬يا أيها الرب قل َزواجه ) إلى قوله ( عظيما) “‬
‫[اَحزاب‪29:‬ح‪. 1( ]28‬‬
‫عن ركحول قال ‪ :‬خيَّر الرب ‪ $‬نسااع فاخترنه فلم يكن اله القـا‬
‫(‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫عن أندس قدال ‪ :‬قدال عمدر ‪ :d‬بلغرد بغدا ردا آايدن سدول هللا ‪ $‬نسدا ع ح‬
‫ف د خلت علدديهن ؛ فجغلددت أسددتقريهن وأعظهددن ح فقلددت فيمددا أقددول‪ :‬لترتهددين أو‬
‫ليب لره هللا أزواجا خيرا رركن ح حتى أتيت على زيرب ح فقالدت‪ :‬يدا عمدر أردا ثدان‬
‫فد‬
‫سدول هللا ‪ $‬ردا يغدظ نسدااع حتدى تغظردا أندت ؟ فدأنزل هللا ‪ -‬تغدالى ‪ ( -‬عسددى‬
‫به إن لقكن ) [التحريــم‪ ]5:‬إلى آخر اآلية‬
‫(‪3‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري كتاب المظالم ‪ ،‬باب الغرفة وال لية ( ‪. ) 2336‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه عبد الرزاق ( ‪. ) 11986‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬باب سورة البقرة ( ‪. ) 4213‬‬
‫‪- -340‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫قدال ‪ ” : $‬قلددب دداثر ح ولسددان ااثددر ح وزوجدة صددالحة تغيردده علددى أرددو‬
‫نيان و يره ح خير را اثترز الراس “ (‪. 1‬‬
‫قال ‪ ” : $‬يا أيها الراس ح أه أ يوم أحرم ؟ أ يوم أحرم ؟ أ يدوم أحدرم‬
‫؟ قالوا ‪ :‬يوم الحج اَثبر ح قال‪ :‬فدإن ردااثم وأردوالكم وأعراضدكم علديكم حدرام‬
‫ثحررة يوركم اذا ح ف بل ثم اذا ح فد دهرثم ادذا ح أه ه يجرد جدان إه علدى‬
‫ن سه ح أه وه يجر والد علدى ولد ع ح وه ولد علدى والد ع ح أه إن الرديطان قد‬
‫أيس أن يغب ف بل ثم اذا أب ا ح ولكن سيكون له اعة فد بغدا ردا تحتقدرون‬
‫رن أعمالكم فيرضى بهدا ح أه إن المسدلم أخدو المسدلم فدال يحدل لمسدلم ردن أخيده‬
‫د ا ح إه رددا أحددل رددن ن سدده ح أه وإن ثددل بددا ف د الجااليددة روضددوع ح لكددم‬
‫اوس أرددوالكم ه تظلمددون وه تظلمددون ح غيددر بددا الغبدداس بددن عب د المطلددب ح‬
‫فإنه روضوع ثلده ح أه وإن ثدل م ثدان فد الجااليدة روضدوع ح وأول م وضدع‬
‫رن راا الجاالية م الحدا بدن عبد المطلدب ح أه واستوصدوا بالرداس خيدرا ح‬
‫فإنهن عوان عر ثم ح ليس تملكون ررهن ديئا غيدر الده ح إه أن يدأتين ب احردة‬
‫ربيرة ح فدإن فغلدن فدااجروان فد المضداجع ح واضدربوان ضدربا غيدر ربدر ح‬
‫فإن أ غركم فدال تبغدوا علديهن سدبيال ح أه وإن لكدم علدى نسداعكم حقدا ح ولرسداعكم‬
‫عليكم حقا ح فأرا حقكم على نساعكم‪ :‬فال يو ئن فر كم ردن تكرادون ح وه يدأان‬
‫ف بيوتكم رن تكراون ح أه وإن حقهن عليكم‪ :‬أن تحسدروا إلديهن فد ثسدوتهن‬
‫و غارهن “ (‪. 2‬‬
‫‪ -4‬حق المرأة ف اهن صال عن الزو غير الكفا‪:‬‬
‫إن أسدداس الغالقددة الزوجيددة ا د التراض د بددين الطددرفين ح بددل أسدداس أ‬
‫الر ْ د ُ ِردن‬
‫ِين قد تَّبديَّن ُّ‬
‫عالقة ف الرريغة اإلسالرية ا الرضا ( ه إِ ْثراع فِ ال ه ِ‬
‫ْالغ ه ِ ) [البقــرة‪ ” ]256:‬المسلمون على رو هم “‪.‬‬
‫(‪ )1‬الجامع الصغير ( ‪ ) 7859‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي ( ‪. ) 3087‬‬
‫‪- -341‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واله التراض رهم ج ا على جميع المستويات ؛ حتى يتحقق اهستقرا فد‬
‫المغددارالت ح ورغدده يتحقدددق اسددتقرا اَردددة ؛ لددذله فمددا حققتددده الرددريغة للمدددرأة‬
‫المسلمة او حرية اهن صال عن الدزو غيدر الكدفا ح وتلده الحريدة رسدتم ة ردن‬
‫عارة أساسية رن عاعم ال كر اإلسالر ح وا يوع ر هوم الحرية ف اَردة ح‬
‫واددذا يبددين بوضددو تالحددم ال كددر اإلسددالر ف د جميددع المجدداهت ح وعلددى جميددع‬
‫المستويات ح فهو فكر رتكارل ه يغان رن از وا السلطات أو تغد التردريغات ح‬
‫وتضدا بها ح فهدو فكدر يبد أ ردن المهد إلددى اللحد ح وردن ال در إلدى اَردة ح ددارال‬
‫الرواح الغقاع ية ح وال كرية ح واهجتماعية واهقتصا ية ح والسياسية‪.‬‬
‫أ أن ريغة اإلسالم تهتم باإلنسان ثهد ف لبرداا اَردة ح وه يمكدن فصدل‬
‫اله ال ر عن أرته ح أو فصدل اَردة عدن ال در ح فالكدل نسديج رتكاردل ح ولبردات‬
‫رتتالية ح و واعر رتتابغة يحكمها ررهج واح ح ويجمغهدا تيدا رتتدابع يصدب فد‬
‫بحر اَرة اَعظم ‪.‬‬
‫فددالمرأة لهددا حريددة اختيددا الددزو ح ولهددا حريددة اهن صددال عردده ف د حالددة‬
‫اسددتحالة الغرددرة ح حتددى ه تر صددم عددرى اَرددة نتيجددة الكراايددة ال فيرددة ح الت د‬
‫يمكددن أن ترتقددل إلددى اَبردداا ح فالبد رددن اجتيددا الد اا قبددل أن يصددير وبدداا يهد‬
‫ثيان اَرة ‪.‬‬
‫ قال ‪ ” : $‬ه يأخذ رن الم تلغة أثير رما أعطااا “ (‪. 1‬‬‫ قال ‪ ” : $‬يا ثابت اقبل الح يقة و لقها تطليقة “ (‪. 2‬‬‫ عن عمر قال‪ ” :‬إاا أ ا الرساا ال لع فال تك رونهن “ (‪. 3‬‬‫ عدددن عبددد هللا بدددن بدددا ‪ :‬أن عمدددر قدددال ‪ ” :‬اخلغهدددا بمدددا ون عقددداص‬‫أسها “ (‪. 4‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مالك في الموقأ ( ‪. ) 561‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الطالق ‪ ،‬باب الخلع ( ‪. ) 4971‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن أبي شيبة ( ‪. ) 19261‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه س يد بن منصور في سننه ( ‪.) 1433‬‬
‫‪- -342‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ عددن عب د هللا بددن ددهاب ال ددوهن ‪ :‬أن ارددرأة لقهددا زوجهددا علددى ألددف‬‫اددم فرفددع الدده إلددى عمددر بددن ال طدداب ح فقددال‪ :‬باعدده زوجدده ح القدده بيغددا ح‬
‫أجازع عمر(‪. 1‬‬
‫‪ -5‬المرأة و و اا ف‬
‫عاية أبراعها ف رل الميل الغليا ‪:‬‬
‫بلغ حرص اإلسالم على تربية اَبراا ف رحراب القيم والمبا حرصا لم‬
‫تبلغه أ نظريدات فد التربيدة ح وثيدف ه واَبرداا ادم عاردة اَردة ونهضدتها ح‬
‫واددم سددواع اا القويددة ؛ لددذله فلددم تقتصددر الرددريغة علددى إعطدداا القددوانين ف د‬
‫عاية اَبراا ح وتدربيتهم ح بدل جغلدت قيدام الوالد ين بدذله ح وخاصدة المدرأة ردن‬
‫أعظم القربات إلى هللا ح وفيه فع ال جات ‪.‬‬
‫واكددذا فددإن المددرأة المسددلمة تتميددز عددن المددرأة فد الحضددا ة الح ييددة بددأن‬
‫تربيتها َبراعها ه يربع رن وافع اَرورة فق ح بل او واجب إيمان تياب عليده‬
‫اَم ؛ حسب جة إخالصها ح ووفاعها ل يرها ‪.‬‬
‫واكذا تج المرأة ثل المغان السارية ف دريغة اإلسدالم ح حيدث تح زادا‬
‫تله الرريغة بكل الحوافز اإليمانية ؛ لتحمدل أعبداا الجهد فد اَسدرة ح وخاصدة‬
‫عبا تربية اَبراا ح فهو ليس واجبا أسريا فق ح بل او واجدب إيمدان ٌّ قدور ح‬
‫حيث تق م إلى الو ن أبراا على رستوى أخالق فيع ح يغرفون رغرى اإلخدالص‬
‫والوفاا لكل القيم والمبا الغليا ‪.‬‬
‫عن ثغب بن عجرة ح أنه ررُ فغا ع الرب ‪ $‬فقالت أره ‪ :‬اريئا لده الجردة‬
‫يا ثغب ح فقال‪ ” :‬رن اذع المتألية علدى هللا ؟ وردا يد يه يدا أم ثغدب ح لغدل ثغبدا‬
‫قال را ه يغريه ح أو ررع را ه يغريه “ (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البيهقي ( ‪.) 14630‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطبراني في األوسط ( ‪. ) 7157‬‬
‫‪- -343‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫قال ‪ ” : $‬ورا ي يه أنه هي ح فلغله ثدان يدتكلم فيمدا ه يغريده ح أو يب دل‬
‫بما ه يرقصه “ (‪. 1‬‬
‫عن أب اريرة ‪ :‬أن اررأة أتت الرب ‪ $‬ورغها ابن ح فقالت ‪ :‬يدا سدول هللا‬
‫ح ا ع هللا أن ير ابرد ادذا ح فقدال لهدا‪ ” :‬ادل لده ردن فدر ؟ “ قالدت‪ :‬نغدم يدا‬
‫سدول هللا ح قدال‪ ” :‬فد الجااليدة أو فد اإلسدالم؟ “ قالدت‪ :‬فد اإلسدالم ح قدال ‪:‬‬
‫” جرة حصيرة “ ثالثا (‪. 2‬‬
‫قال ‪ ” : $‬إن هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬خلق يوم خلق السدماوات واَ ُ راعدة حمدة‬
‫ح ثل حمة باق را بين السماا واَ ُ ؛ وجغل ررهدا فد اَ ُ حمدة فبهدا‬
‫تغطف الوال ة على ولد اا ح والدوحن والطيدر بغضدها علدى بغدا ح وأخدر تسدغا‬
‫وستغين ح فإاا ثان يوم القيارة أثملها بهذع الرحمة “ (‪. 3‬‬
‫وعن عمر بن ال طاب قال‪ :‬ق م على سدول هللا ‪ $‬بسدب ح فدإاا اردرأة ردن‬
‫السب تسغى ح إا وج ت صبيا فد السدب أخذتده ؛ فألصدقته ببطرهدا وأ ضدغته ؛‬
‫فقال لرا الرب ‪ ” : $‬أترون اذع المرأة ا حة ول اا ف الردا ؟ “ قلردا ‪ :‬ه واد‬
‫تق على أن ه تطرحه ح فقال‪ ” :‬هللا أ حم بغبا ع رن اذع بول اا “ (‪. 4‬‬
‫عن عب الرحمن بن غرم ح قال‪ :‬اختصم إلى عمر ف صب ؛ فقال‪ :‬او رع‬
‫أره حتى يغرب عره لسانه في تا (‪. 5‬‬
‫عن أب الوليد قدال‪ :‬اختصدم عدم وأم إلدى عمدر ح فقدال عمدر‪ :‬جد ب أرده ح‬
‫خير له رن خصب عمه (‪. 6‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البيهقي في ش ب اإليمان ( ‪. ) 5010‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أحمد ( ‪.) 20801‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم كتاب التوبة ‪ ،‬باب في س ة رحمة ى ( ‪.) 2753‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري كتاب البر والصلة ‪ ،‬باب رحمة الولد ( ‪.) 5653‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه عبد الرزاق ( ‪. )12606‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه عبد الرزاق ( ‪.) 12608‬‬
‫‪- -344‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عن عمدا ة بدن بيغدة الجررد قدال ‪ :‬خاصدمت فِد َّ أرد عمد إلدى علد ح‬
‫فقال عل ‪ :‬أره أحب إليه أم عمه ؟ قلت ‪ :‬بل أر ‪ -‬ثال ررات ‪ -‬قال ‪ :‬وثدانوا‬
‫يستحبون اليال ف ثل ا ‪ -‬فقال ل ‪ :‬أنت رع أره ح وأخون ادذا إاا بلدغ ردا‬
‫بلغت خير ثما خيرت ح قال ‪ :‬وأنا غالم (‪. 1‬‬
‫‪ -6‬حق المرأة ف بر أبراعها بها ‪:‬‬
‫إن رن تكريم اإلسالم للمرأة و فدع دأنها فد المجتمدع ‪ -‬بمدا لدم تبلغده أ‬
‫حضا ة ف عصرنا اذا ‪ -‬أن جغل بر اَبراا لرباا ( وخاصدة اَرهدات فريضدة‬
‫يرية واجبة يياب المرا عليها ح ويرت ع بها إلى الد جات الغدال ح ويغتبدر ترثهدا‬
‫رن الكباعر الت ه تغ ر ح ويهب اإلنسان بسبب التقصير فيها إلى الد ن اَسد ل‬
‫رن الرا ‪.‬‬
‫إن رن واجب المرأة المسلمة أن تتبااى بهذا الحق ؛ َنه يحقق لها أعلى‬
‫جددات الرعايددة الر سددية ؛ َنهددا ترددغر بكددل رغددان الوفدداا ح والبددر رددن أبراعهددا‬
‫سواا ف حياتهدا ح أو بغد رماتهدا ح وه ده أن ادذا الحدق يسداع علدى تماسده‬
‫اَسرة وترابطهدا ح وبالتدال تماسده اَردة فد رجموعهدا ح وردن يرداا الت كده‬
‫اَسر ف ول أو بدا وأرريكدا ح وان درا الغقد اهجتمداع فيهدا يغدرف عظمدة‬
‫اإلسددالم فد قوانيردده التد تحكددم جميددع المسددتويات ح وتددد فد رجموعهددا إلددى‬
‫تو ي أ ثان اَرة ح و فع حرثة الحياة والتق م ف أ جاعها ‪.‬‬
‫واكذا فإن حق المرأة ف بر أبراعهدا لهدا ح وإن ثدان حقدا فر يدا فدإن ثمدا ع‬
‫تغددم اَرددة بأسددراا ح َن اَسددرة اد ال عارددة اَساسددية فد بردداا المجتمغددات ح‬
‫وإ اعة ر هوم البر ح والوفاا فيها يغر يوع الميدل الرفيغدة فد جربدات اَردة‬
‫اإلسددالرية ح وتل ده الميددل ا د رددا ت تق د ع الرددغوب ف د حجددر الما يددة والحضددا ة‬
‫الغربية ‪.‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه عبد الرزاق ( ‪.)12609‬‬
‫‪- -345‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عن ابن عباس ‪ d‬قال‪ :‬أتى الرب ‪ $‬جل بجا ية سدو اا ؛ فقدال‪ :‬يدا سدول‬
‫هللا ح إن أرد راتددت ح وعليهددا قبددة ردررددة ح فهددل تجددز اددذع عرهددا ؟ فقددال لهددا‬
‫سدددول هللا ‪ ” : $‬أيدددن هللا ؟ “ فأوردددأت برأسدددها إلدددى السدددماا ح فقدددال‪ ” :‬ردددن‬
‫أنا ؟ “ قالت‪ :‬سول هللا ح قال‪ ” :‬أعتقها فإنها ردررة “ (‪. 1‬‬
‫قدددال ‪ ” : $‬الكبددداعر‪ :‬اإل دددران بدددا ح وعقدددوق الوالددد ين ح وقتدددل الدددر س ح‬
‫واليمين الغموس “ (‪. 2‬‬
‫عن ارام قال‪ :‬سألت عمر عن الكباعر؟ فقال‪ :‬الردرن بدا ح وقتدل الدر س‬
‫المدرردة بغيدر حدق ح والسدحر ح وأثدل ردال اليتديم بغيدر حدق ح وقدذف المحصدرات‬
‫الغدددافالت المدرردددات ح وبكددداا الوالددد ين المسدددلمين ردددن الغقدددوق ح وأثدددل الربدددا ح‬
‫واستحالل آرين البيت الحرام ح وال را رن الزحف (‪. 3‬‬
‫لددم يسددبق اإلسددالم ددريغة حققددت فاعليددة للمددرأة ف د المجتمددع بميددل اددذع‬
‫الصو ة ؛ ولذله فإن جميع نســاا الغالــم يجب أن ت ين بال ضــل لإلســدـالم فد‬
‫تحريران رن رلمات الجاالية ح والقيو الت ثانت تكبل إيجابيتهن ف الحياة ‪.‬‬
‫وآيات القرآن الكريم تزخر بذله الد و اإليجداب للمدرأة ح ندذثر ررهدا علدى‬
‫سبيل الميال ه الحصر ح رايل ‪:‬‬
‫( يا ررْ ي ُم ْاقرُ ِت ِلر ِبه ِه وا ْ‬
‫الرا ِث ِغين ) [آل عمــران‪. ]43 :‬‬
‫س ُج ِ وا ْ ث ِغ رع َّ‬
‫اّللُ رديال ِلهلَّدذِين آررُدوا اِرْ درأة فِرْ عدوْ ن إِ ْا قال ْ‬
‫( وضرب َّ‬
‫ْدن ِلد ِعرد ن‬
‫دت به ِ اب ِ‬
‫بيْتا ِف ْالجرَّ ِة ون ِ هج ِر ِرن فِرْ عوْ ن وعم ِل ِه ون ِ هج ِر ِرن ْالقوْ ِم َّ‬
‫الظا ِل ِمين «‪ »11‬وررْ يم‬
‫ت بِههدا‬
‫وحردا وصد َّق ْت بِك ِلمدا ِ‬
‫ابْرت عِمْ ران الَّتِ أ ْحصر ْت فرْ جها فر ْ ردا فِيد ِه ِردن ُّ ِ‬
‫و ُثتُبِ ِه وثان ْت ِرن ْالقانِتِين «‪[ ) »12‬التحريـــم] ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود ( ‪.)930‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه آ البخاري ‪ ،‬كتاب األدب ‪ ،‬باب عقوق الوالدين من الكبائر ( ‪.) 5632‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري في األدب المفرد ( ‪.) 8‬‬
‫‪- -346‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫(و ْ‬
‫اا ُثددرْ ن رددا يُتْلددى فِ د بُيُددوتِ ُك َّن ِرد ْ‬
‫اّللِ و ْال ِح ْكم د ِة ِإ َّن َّ‬
‫ت َّ‬
‫اّلل ثددان ل ِطي ددا‬
‫دن آيددا ِ‬
‫خ ِبيرا ) [اَحــزاب‪. ]34:‬‬
‫( قالد ْ‬
‫ددت يدددا أيُّهدددا المددد ُ أ ْفتُدددونِ فِددد أرْ د ِددر ردددا ُثرد ُ‬
‫ددت قا ِ غدددة أرْ دددرا حتَّدددى‬
‫ده فد ُ‬
‫ون «‪ »32‬قددالُوا ن ْحد ُ‬
‫ت ْ‬
‫دانظ ِر‬
‫دن أُوْ لُددوا قُددوَّ ٍة وأُولُددوا بددأ ْ ٍس د ِي ٍ و ْاَرْ د ُدر إِل ْيد ِ‬
‫ردده ُ ِ‬
‫رااا تأ ْ ُر ِرين «‪[ ) »33‬الرمــل] ‪.‬‬
‫ت عل ْيد ِه فأ ْل ِقيد ِه فِد ْالددي ِ هم وه‬
‫( وأوْ حيْرددا إِلددى أ ُ ِ هم ُروسددى أ ْن أ ْ ِضد ِغي ِه فد ِإاا ِخ ْ د ِ‬
‫ت افِ وه ت ْحزنِ إِنَّا ا ُّوعُ إِلي ِْه وجا ِعلُوعُ ِرن ْالمُرْ س ِلين ) [القص ‪. ]7 :‬‬
‫اكذا هقت المرأة رن اإلسالم ثل عراية وااتمام ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق المرأة عر الغرب‪:‬‬
‫أحياندا ح بدل اعمددا يتدوام لردا بددأن الغدرب ح ادم رددالا الحريدة ح وادم رددو ن‬
‫د ا ح واد‬
‫الحددق ح فددالمرأة عرد ام ثمددا الرجددل لهددا حقوقهددا ثارلددة ح هتددرق‬
‫رغززة ركررة ح ولكن ثل الده زيدف ه حقيقدة لدهح فهدم هيريد ون إعطداا المدرأة‬
‫المسددلمة حقوقهددا ح وه حريتهددا ح بددل يريد ونها أن تكددون ريددل نسدداعهم ح عا يددة‬
‫اقصددة رتبرجددة سددافرة سدداقية لل مددر عا يددة علددى ددا ئ البحددرح وَن أسددهل‬
‫ريقة ف السيطرة على المجتمع المسلم او بإفسا المرأة وتحريراا ثمدا يقدول‬
‫ر كرو الغرب‪ .‬ولكن عرا نرى الواقع رن الرافذة الواقغية ه ال يالية بدال تغصدب‬
‫ح وبلغة اَ قام الصا قة الت ه تكذب ‪.‬‬
‫ف تقرير سدرو قدام بإعد ا ع فريدق رت صد برصد أحدوال المدرأة فد‬
‫الغددالم الغرب د ح اثددر " رغه د المددرأة " ف د إسددبانيا ‪ -‬ر ي د ‪ -‬رجموعددة رددن‬
‫اإلحصدااات المذالدة ح التد تدثد بمدا ه يد ع رجداه للرده أن رردكلة " حقدوق‬
‫المددرأة " وفددق الر يددة الغربيددة التد تحدداول اَرددم المتحد ة فرضددها علددى الغددالم‬
‫ثلددده ح اددد رردددكلة غربيدددة ه أثيدددر ح وأن المدددرأة الغربيدددة ليسدددت اددد المدددرأة‬
‫‪- -347‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الرمواجيدددة ح بحيدددث إن ردددا تغانيددده ه بددد أن تكدددون ثدددل اردددرأة تغانيددده أيضدددا!‬
‫وبالطبع ه نغر بهذا الكالم أن المرأة ف بال نا ه تغان يئا ح ولكدن بالتأثيد ه‬
‫تغان رراثل المدرأة الغربيدة ن سدها ح واإلحصدااات ه ت د أو بدا ح أوالغدرب‬
‫ولتددين فق د امددا "الوهيددات المتح د ة اَرريكيددة ح وإسددبانيا" ؛‬
‫ثلدده بددل ت د‬
‫باعتبا اما يميالن القمة ف ثب الحضا ة ح والتطو بالمغيا الما فق ‪.‬‬
‫أوه‪ :‬ف إسبانيا ‪ :‬ف عام (‪1989‬م ثدان رتوسد الدوه ات (‪ 1.36‬لكدل‬
‫ارددرأة ح وف د عددام (‪1992‬م ثددان رتوس د الددوه ات (‪ 1.02‬ح وا د أقددل نسددبة‬
‫وه ات فددد الغدددالم ح وفددد عدددام (‪1990‬م (‪ % 93‬ردددن الرسددداا اإلسدددبانيات‬
‫يسددتغملن حبددوب ررددع الحمددل ولمد ة "خمسددة عرددر عاردا رتتاليددة فد عمددر ثددل‬
‫ررهن ح وف عام (‪1990‬م ق هم "رئدة وثالثدون ألدف" اردرأة بالغدات باهعتد اا‬
‫الجس ح والضرب المبر ردن قبدل الرجدال الدذين يغيردون رغهدن سدواا ثدانوا‬
‫أزواجا أم أص قاا‪.‬‬
‫ويقول أح المحارين ‪ :‬إن الركاوى باهعت اا الجس ح والضرب المبر‬
‫بلغت عام (‪1997‬م أ بغدة وخمسدين ألدف دكوى ح وتقدول الردر ة ‪ :‬إن الدرقم‬
‫الحقيق عررة أضدغاف ادذا الغد ح وفد عدام (‪1995‬م خضدغت رليدون اردرأة‬
‫َي د جراح د التجميددل ح أ ‪ :‬بمغ د ل ارددرأة رددن ثددل خمددس نسدداا يغرددن ف د‬
‫ ر ي ‪ -‬ورا حولها ‪.‬‬‫ثما أن ارالده بالغدا يوريدا عدن قتدل اردرأة بأبردع الطدرق علدى يد الرجدل‬
‫الذ تغين رغه ‪.‬‬
‫ثانيدددددا ‪ :‬فدددددد الوهيدددددات المتحدددددد ة اَرريكيدددددة ح فدددددد عددددددام (‪1980‬م‬
‫(‪ 1.553000‬حالة إجهاُ ح )‪ (%30‬ررهدا لد ى نسداا لدم يتجداوزن الغردرين‬
‫عارا رن أعما ان ح وقالت الرر ة ‪ :‬إن الرقم الحقيق ثالثة أضغاف اله‪.‬‬
‫‪- -348‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وفددد عدددام (‪1982‬م (‪ %80‬ردددن المتزوجدددات رردددذ ‪ 15‬عاردددا أصدددبحن‬
‫رطلقات‪.‬‬
‫وف عام (‪1984‬م (‪ 8‬راليين اردرأة يغردن وحد ان ردع أ دالهن و ون‬
‫أية رساع ة خا جية ‪.‬‬
‫ف عام ‪1986‬م (‪ %27‬رن الموا رين يغيرون على خل الرساا ‪.‬‬
‫وف عام ‪1982‬م (‪ 65‬حالة اغتصاب لكل ‪ 10‬آهف اررأة ‪.‬‬
‫وف د عددام ‪1995‬م (‪ 82‬ألددف جريمددة اغتصددابح ‪ %80‬ررهددا ف د رحددي‬
‫اَسرة واَص قاا ح بيرما تقول الرر ة ‪ :‬إن الرقم الحقيق ‪ 35‬ضغ ا‪.‬‬
‫وف د عددام (‪1997‬م بحسددب قددول جمغيددات ال د فاع عددن حقددوق المددرأة ‪:‬‬
‫اغتصبت اررأة ثل ‪ 3‬ثدوان ح بيرمدا ت الجهدات الرسدمية بدأن ادذا الدرقم ربدالغ‬
‫فيه ف حين أن الرقم الحقيق او حالة اغتصاب ثل ‪ 6‬ثوان !‪.‬‬
‫وف د عددام ‪1997‬م ( ‪ 6‬راليددين ارددرأة عددانين سددوا المغارلددة الجس د ية‬
‫والر سددية بسددبب الرجددال ح ‪ %70‬رددن الزوجددات يغددانين الضددرب المبددر ح و‪4‬‬
‫آهف يقتلن ثل عام ضربا على أي أزواجهن أو رن يغيرون رغهن‪.‬‬
‫‪ %74‬رددن الغجدداعز ال قددراا اددم رددن الرسدداا ح ‪ %85‬رددن ادددها يغرددن‬
‫وحي ات ون أ رغين أو رساع ‪.‬‬
‫ورن (‪ 1979‬إلى ‪1985‬م ‪ :‬أجريت عمليات تغقيم جرس للرساا اللوات‬
‫قد رن إلددى أرريكددا رددن أرريكددا الالتيريددة ح والرسدداا الالتد أصددولهن رددن الهرددو‬
‫الحمر ح واله ون علمهن‪.‬‬
‫ورن عام (‪ 1980‬إلدى عدام ‪1990‬م ‪ :‬ثدان بالوهيدات المتحد ة ردا يقدا ب‬
‫رليون اررأة يغملن ف البغاا‪.‬‬
‫‪- -349‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وفد عدام (‪1995‬م ‪ :‬بلدغ خددل ردسسدات الد عا ة وأجهزتهدا اإلعالريددة‬
‫‪ 2500‬رليون وه ‪.‬‬
‫يرا إلى أن اذا التقرير السرو المسدمى بدـ "قداروس المدرأة" صد عن‬
‫رغه ال اسات ال ولية حول المرأةح ورقرع ر يد ح وادو رغهد عدالم رغتدرف‬
‫به‪.‬‬
‫إن أحددوال المددرأة ف د الغددالم الغرب د توصددف بأنهددا تغددين أتغددس فتددرات‬
‫حياتها المغروية غم البهرجة المحا ة بحياة المرأة الغربيدة التد يغتقد الدبغا‬
‫أنها نالت حريتها ح والمقصو رن اله او الرجدا الدذ حققده الرجدل فد فغهدا‬
‫إلى رهاو رما سدة الجدرس رغده ون عقد زوا يتدوه ررداعراا ببرداا أسدرة‬
‫فاضدلة ح واردان اعتدراف اجتمداع عدام بدأن المدرأة الغربيدة ليسدت اد المددرأة‬
‫الرمواجيددة وه تصددلح أن تكددون ثددذله ح وا د تغددين حالددة ت لتهددا رددع الرجددالح‬
‫ورردداثل المددرأة الغربيددة يمكددن إجمالهددا باَ قددام لتب ديهن ر د ى خصوصددية تلدده‬
‫المراثل الت تغان ررها ح ردع اإلقدرا أن المدرأة غيدر الغربيدة تغدان أيضدا ردن‬
‫رراثل تكدون أحياندا اات دابع آخدرح والده رمدا تغانيده الرسداا فد بغدا الدبال‬
‫الغربيددة واإلفريقيددة والرددرقية رددن اسددتغالل ف د سدداعات الغمددل ح والرددزول إلددى‬
‫الغمل واد ثا ادة لمواجهدة تكداليف الحيداة ح والتغدرُ لمضدايقات فد وسداعل‬
‫المواصالت الغارة ح وع م تق ير الكيير رن الرجال لجهو ادا ح إه غيدر الده ردن‬
‫رما سدددات تحددد فددد ادددذع الدددبال ح وثدددل ادددذع المما سدددات هتقرادددا الردددريغة‬
‫اإلسالرية ‪.‬‬
‫‪- -350‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثاررا ‪ :‬حق الضمان اهجتماع بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق الضمان اهجتماعى فى اإلسالم ‪:‬‬
‫أقرت الرريغة اإلسالرية المستم ة رن القرآن الكريم ح والسرة المررفة ح‬
‫ورا قر ع علماا اَرة رن خالل اهجتها رما لم ير به ن الحقوق الوا ة ف‬
‫اإلعالن الت نصت عليها الما تين ( ‪ 22‬ح ‪ 25‬ح وثذله الموا ( ‪ 9‬ح ‪ 10‬ح ‪11‬‬
‫رن الغه ال ول ال اص بالحقوق اهقتصدا ية واهجتماعيدة واليقافيدة ح بدل إن‬
‫ال ين اإلسالر سبق اإلعالن ح وثذله الغه بأثير ردن أ بغدة عردر قرندا ح وزا‬
‫على را و ف تلده المغااد ات الكييدر ردن اَردو المتغلقدة بالتكافدل والتضدارن‬
‫اهجتمدداع ‪ -‬واددو أسدداس ي تددرُ أن يقددوم عليدده المجتمددع اإلسددالر ‪ -‬رمددا لددم‬
‫يتغرُ لها اإلعالن ح فاإلسالم جغدل ادذا اَردر ه يقتصدر علدى ال ولدة فحسدب ح‬
‫ولو أنها المغرية بال جة اَولى ف ادذا الردأن ح بدل اتسدغت الد اعرة لتردمل ثدل‬
‫رسلم رقت ليسهم ف اذا الغمل المهدم لمردع ردا قد يحدل بدالمجتمع ردن ثدوا‬
‫ورحن ق تطال اَرو اَخالقية ح ورال ابه اله ح حيث إن اإلسالم ين أخدالق‬
‫ثما قال الرب رحم ‪ ” : $‬إنما بغيت َتمم ركا م اَخالق “(‪. 1‬‬
‫ويقددوم اإلسددالم ( ثمددرهج يددن ح و نيددا ح و حمددة للغددالمين أساسددا علددى‬
‫التضارن ح والتكافل حواإلخاا بين الراس ح وادذا المبد أ اإلسدالر بيرده هللا ‪ -‬عدز‬
‫وجددل‪ -‬فد الغ يد رددن اآليددات القرآنيددة ح فقددال تغددالى ‪ ( :‬و ْال ُم ْد ِررُددون و ْال ُم ْد ِررد ُ‬
‫دات‬
‫ْا يدأ ْ ُر ُرون بِ ْ‬
‫ب ْغ ُ‬
‫دن ْال ُمرك ِدر ويُ ِقي ُمدون الصَّدالة‬
‫ض ُه ْم أوْ ِلياا بغ ٍ‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫وف وي ْرهدوْ ن ع ِ‬
‫سددولهُ ) [التوبددة‪ ]71:‬وقددال ‪ -‬تغددالى ‪ ( -‬وتغدداونُواْ‬
‫وي ُْدتُددون َّ‬
‫الزثدداة وي ُِطيغُ دون ه‬
‫اّلل و ُ‬
‫ان ) [الماعـددددـ ة‪ ]2:‬وقددددال‪:‬‬
‫علددددى ْالبد ِ ه‬
‫اإلثْد ِ‬
‫دددم و ْالغُدددد ْو ِ‬
‫دددر والت َّ ْقددددوى وه تغدددداونُواْ علددددى ِ‬
‫( وا ْعت ِص ُمواْ ِبح ْب ِل ه‬
‫اّللِ ج ِميغا وه ت َّرقُو ) [آل عمران‪ ]103:‬ويأرر ‪ -‬جل أنه ‪ -‬عبدا ع‬
‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم في المستدرك ( ‪. ) 4221 ( ) 670/2‬‬
‫‪- -351‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫بأن تكون الرحمة بيرهم ررهجدا للحيداة فد قولده ‪ (:‬وتواصدوْ ا ِبالصَّدب ِْر وتواصدوْ ا‬
‫ِب ْالمرْ حم ِة ) [البلــ ‪. ]17:‬‬
‫أردددا اَحا يدددث الربويدددة المطهدددرة التددد تحدددث المسدددلمين علدددى التضدددارن‬
‫والتواصددل ح والتكدداتف ح والتددراحم ح والتددوا ح والتغددا ف ثييددرة ح يقددول الرب د‬
‫رحم ‪ ” : $‬ريل المدررين ف توا ام وتراحمهم وتغا هم ثميل الجس الواحد ح‬
‫إاا ا تكى ررده عضدو تد اعى لده سداعر اَعضداا بالسدهر والحمدى “ وقولده ‪” :‬‬
‫المدددرن للمدددرن ثالبريددان يرد بغضدده بغضددا “ وقولدده ثددذله‪ ” :‬ه يدددرن أحد ثم‬
‫حتى يحب َخيه را يحب لر سه “ وقوله ‪ ” : $‬المسلم أخو المسدلم ه يظلمده وه‬
‫يسلمه وه ي ذله ح ورن ثدان فد حاجدة أخيده ثدان هللا فد حاجتده “ وقولده عدن‬
‫الرأفددة والرحمددة بددين الردداس‪ ” :‬الراحمددون يددرحمهم الددرحمن ح ا حمددوا رددن فد‬
‫(‪1‬‬
‫اَ ُ يرحمكم رن ف السماا “ ويقول‪ ” :‬ه يرحم هللا رن ه يدرحم الرداس“‬
‫‪.‬‬
‫واَقا ب فيمدا بيدرهم علديهم واجبدات وحقدوق تجداع بغضدهم بغضدا ح وادذا‬
‫اَرر يرطبق ثذله على الجا تجاع جا ع ح واذع تغ رن أسمى ص ات الراس ف‬
‫التضددارن فيمددا بيددرهم ح وق د أوصددى ال ددالق ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬عبددا ع بددالتحل بهددذع‬
‫الص ات الغظيمة ح والت تغ ردن أادم وسداعل التدراب فد المجتمدع ح والتدراحم‬
‫فيما بيرهم ح‬
‫إن اإلسالم أوصى المدررين أن يحسروا إلى بغضهم البغا ح ثذله أوصدى‬
‫بغيددر المسددلمين رددن جيددرانهم رددن اليهددو والرصددا ى ح يقددول ‪ ( : :‬و ِب ْالوا ِل د ي ِْن‬
‫ب‬
‫ين و ْالجددا ِ ِا ْالقُرْ بددى و ْالجددا ِ ْال ُجرُ د ِ‬
‫ِإ ْحسددانا و ِب د ِذ ْالقُرْ بددى و ْاليتددارى و ْالمسددا ِث ِ‬
‫ب واب ِْن ال َّ‬
‫س ِبي ِل ورا رلك ْت أيْمانُ ُك ْم ) [الرســاا‪. ]36:‬‬
‫والص ِ‬
‫ب ِبالجر ِ‬
‫َّاح ِ‬
‫( ‪ً )1‬‬
‫نقال عن فسير ابن كثير ‪.‬‬
‫‪- -352‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫يأررنا هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬بالتواصل بدين اَقدا ب والتكداتف والتغداون والبدر‬
‫واإلصال ح ونحو الده فد دتى ررداح الحيداة ح يقدول ‪ -‬تغدالى ‪ ( :-‬واتَّقُدواْ ه‬
‫اّلل‬
‫ان‬
‫الَّددد ِذ تسددداالُون بِددد ِه واَ ْ حدددام ) ويقدددول‪ِ (:‬له ِ ه‬
‫لرجدددا ِل نصددديِب ِ هر َّمدددا تدددرن ْالوا ِلددد ِ‬
‫ان واَ ْقربُددون ِر َّمددا ق د َّل ِر ْر دهُ أوْ ثيُددر‬
‫واَ ْقربُددون و ِلل ِرهسدداا ن ِصدديب ِ هر َّمددا تددرن ْالوا ِل د ِ‬
‫سدددمة أُوْ لُدددواْ ْالقُرْ بدددى و ْاليتدددارى و ْالمسدددا ِث ُ‬
‫ن ِصددديبا َّر ْ ُروضدددا «‪ »7‬و ِإاا حضدددر ْال ِق ْ‬
‫ين‬
‫فددا ْ ُزقُو ُام ِ هر ْردهُ وقُولُددواْ ل ُهد ْم قددوْ ه َّرغ ُْروفددا ) [الرســددـاا] ح ويقددول ‪ -‬جلددت عظمتدده ‪: -‬‬
‫( وأُوْ لُواْ اَ ْ ح ِام ب ْغ ُ‬
‫ْا ) [اَن ـــال‪. ]75:‬‬
‫ض ُه ْم أوْ لى ِببغ ٍ‬
‫أرا عن تغاون المجتمع بركل عام ح فدإن الده يتحقدق عدن ريدق الزثداة ح‬
‫والص قة بصو ة ر تل ة ح فمرها را ادو ر دروُ ردن عرد هللا ثالزثداة ح وررهدا‬
‫را او تطوع ح ويأت اله على دكل صد قات ح وأردا الزثداة الم روضدة درعا‬
‫فه تأت ثيالث ثدن ردن أ ثدان اإلسدالم ح واد واجدب إلزارد علدى ثدل رسدلم‬
‫ورسلمة ح رمن ترطبق عليهم رو ها ببلدوغ الرصداب علدى أ ندوع ردن أندواع‬
‫المددال واليددروة ح واله د ف رددن الدده اددو س د حاجددة ال قددراا ح والمحتدداجين رددن‬
‫عارددة الرددغب ح وَاميددة اددذع المسددألة وعظمتهدا ف د المجتمددع اإلسددالر ؛ فق د‬
‫احتلت ركانة عظيمة ف اإلسالم ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق الضمان اهجتماع ف الغرب‪:‬‬
‫إن الجهو الغربية المبذولة ف رجال الضمان اهجتماع بدال ده ثمدرة‬
‫جهو ح وضغو رتواصلة رن قبل غوب تله البل ان ح وف ثيير ررهدا ح وعلدى‬
‫أسددددها (بريطانيددددا ح وفرنسددددا ح والوهيددددات المتحدددد ة اَرريكيددددة وقدددد وجدددد ت‬
‫ردسسددات الضددمان اهجتمدداع عايددة وترظيمددا اقيددين رمددا تجدد ع فدد الدد ول‬
‫اإلسددالرية ح غددم أن الرددريغة اإلسددالرية ثانددت سددباقة ف د اددذا المجددال ح فمدديال‬
‫ارددان رددا يسددمى بر قددة الط ددل ( ‪ Child Benefit‬ون قددة الغا ددل عددن الغمددل‬
‫(‪ Unemployment Benefit‬ون قة عم ال خل ( ‪Income Support‬‬
‫‪- -353‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واكذا فق أجمغت اللجان المكل ة بصياغة اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان علدى‬
‫أن اددذا اَرددر أصددبح جددزاا ه يتجددزأ رددن حقددوق اإلنسددان وثرارتدده ح وقد جغلددت‬
‫على أس تله اَولويات الحق ف الضمان اهجتماع ح وضرو ة تدوفير الده ح‬
‫وبما ه يتغا ُ رع روا ثل ولدة ح وقد نصدت المدا ة اليانيدة والغردرون ردن‬
‫ح بوص ه عضوا ف المجتمع حق ف الضدمان‬
‫اإلعالن على أنه ‪ " :‬لكل‬
‫اهجتمددداع ح وردددن حقددده أن تدددوفر لددده ردددن خدددالل المجهدددو القدددور والتغددداون‬
‫ال د ول ح وبمددا يت ددق رددع ايكددل ثددل ولددة وروا اددا اهقتصددا ية واهجتماعيددة‬
‫واليقافية التد ه غردى عرهدا لكراردة صديته ح وأثد اإلعدالن أن ادذا الضدمان‬
‫هب أن يحقق رستوى يك ل الصحة والرفاايدة لكافدة دراعح المجتمدع المحتاجدة‬
‫رن أفرا وأسر سواا ثان الده بسدبب الغجدز ح أو المدرُ ح أو الردي وخة ح أو‬
‫ح ويكدون‬
‫التررل ح ورا ابه اله ح أو أرر آخر يكون خا جا عدن إ ا ة الرد‬
‫سببا ف ع م حصوله على الحاجات الضرو ية للحياة ح أو ثان بسدبب البطاالدةح‬
‫وعد م الحصددول علددى وري ددة تضددمن لدده الغددين بكرارددة ح واددذا يرددمل الحاجددات‬
‫الضدددرو ية ردددن رلدددبس ح ورسدددكن ح وعرايدددة صدددحية ح وتردددمل تلددده الرعايدددة‬
‫والحماية ادها اَ ال الذين ول وا رن أبدوين درعيين ح أو ثدان اَردر خدالف‬
‫اله ح وق نصت الما ة ال ارسة والغررون رن اإلعالن علدى أنده "لكدل د‬
‫حق ف رستوى رغيرة يك لضمان الصحة والرفاايدة لده وَسدرته ح وخاصدة‬
‫علدددى صدددغي المأثدددل والملدددبس والمسدددكن والغرايدددة الطبيدددة ح وصدددغي ال ددد رات‬
‫اهجتماعية الضرو ية ح وله الحق ف را يأرن به الغواعدل فد حداهت البطالدة أو‬
‫المددرُ ح أو الغجددز ح أو التررددل ح أو الرددي وخة ح أو غيددر الدده رددن الظددروف‬
‫ال ا جة عن إ ا ته ح والت ت ق ع أسباب عيره " ثما أن "ل روردة والط ولدة‬
‫حقا ف عاية ورساع ة خاصدتين ح ولجميدع اَ دال حدق التمتدع بدذات الحمايدة‬
‫اهجتماعية سواا ول وا ف إ ا الزوا ح أو خا اذا اإل ا "(‪. 1‬‬
‫‪ .‬مصدر سابم ‪(1) )A Compliation Of International Instruments Universal Instruments pp5- 6‬‬
‫‪- -354‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثدددذله أقدددر الغهددد الددد ول ال ددداص بدددالحقوق اهقتصدددا ية واهجتماعيدددة‬
‫واليقافيدددة تلددده الحقدددوق ح فجددداات المدددا ة التاسدددغة لتدثددد علدددى أن تقدددر الددد ول‬
‫اَ دراف فد الغهد بحددق ثدل فددر فد الضددمان اهجتمداع بمددا فد الدده التددأرين‬
‫اهجتماع ح وإاا را قا نا ن الما ة التاسغة بمدا نصدت عليده المدا ة (‪ 22‬ردن‬
‫اإلعالن ح نج أن را ة اإلعالن أضافت إيضاحا لم تتطرق إليه الما ة (‪ 9‬ح وادو‬
‫التأثيددد علدددى حدددق ال دددر فددد أن تدددوفر لددده الحقدددوق اهقتصدددا ية واهجتماعيدددة‬
‫واليقافية ح ولكرها بطدت الده بدأن يكدون ردن خدالل المجهدو القدور والتغداون‬
‫الد ول ح والدده بمددا يت ددق رددع ايكددل ثددل ولددة وروا اددا ح أرددا المددا ة (‪ 25‬رددن‬
‫اإلعالن فه رتوافقة رع را و ف ال قرة اَولى رن المدا ة (‪ 11‬ردن الغهد ح‬
‫الغذاا ح والكساا ح والمأوى ‪.‬‬
‫رستوى المغيرة فيما ي‬
‫واله فيما ي‬
‫وق د البددت ال د ول اَ ددراف ف د الغه د بددأن تقددوم بمجهو اددا عددن ريددق‬
‫التغدداون ال د ول هت دداا ت د ابير رهمددة َجددل ت غيددل حقددوق الضددمان اهجتمدداع ح‬
‫وترمل را يل ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تحسين رق إنتا وح ظ الموا الغذاعية ح عن ريق اهست ا ة الكليدة‬
‫رن المغا ف التقرية والغلميدة ح ونردر المغرفدة بمبدا التغذيدة ح واسدتح ا أو‬
‫إصددال نظددم توزيددع اَ اض د الز اعيددة بطريقددة تك ددل أفضددل للمددوا الطبيغيددة‬
‫واهنت اع بها (ب تأرين توزيع الموا الغذاعية الغالمية توزيغا عا ه ف ضوا‬
‫اهحتياجددات ح يضدددع فدد اعتبدددا ع المردداثل التددد تواجههددا البلددد ان المسدددتو ة‬
‫ل غذية ح والمص ة لها على السواا(‪. 1‬‬
‫أرددا فيمددا ي د حددق اَرورددة والط ولددة فد الحمايددة اهجتماعيددة ح والتد‬
‫أثد ت عليهددا المدا ة (‪ 25‬رددن اإلعدالن ح فقد ند عليهددا الغهد الد ول ال دداص‬
‫بددالحقوق اهقتصددا ية واهجتماعيددة واليقافيددة برددكل ر صددل وواضددح وجل د ف د‬
‫(‪ )1‬المصدر نفسه ص ‪. 13 -12‬‬
‫‪- -355‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ال قددرتين ( ‪ 2‬و ‪ 3‬رددن المددا ة الغا ددرة ح وتميددزت تلدده المددا ة بأنهددا وضددحت‬
‫حقددوق اَم الغارلددة ح وقددت الحمددل واإلنجدداب ح والدده بالرسددبة لحقهددا ف د أجددازة‬
‫ر فوعددة اَجددر ح ورصددحوبة باسددتحقاقات ضددمان اجتم داع ثدداف ح ثمددا ااتمددت‬
‫ثددذله بوجددوب ات دداا الت د ابير الالزرددة والمسدداع ات ال اصددة بالرسددبة ل ددال‬
‫والمرااقين وحمدايتهم ردن اهسدتغالل اهقتصدا واهجتمداع ح وجغدل القدانون‬
‫يغاقددب علددى اسددت ارهم فدد أ عمددل رددن ددأنه إفسددا أخالقهددم ح واإلضددرا‬
‫بصددحتهم أو تغددريا حياتدده لل طددر ح وأث د ت علددى ع د م التمييددز بيددرهم بسددبب‬
‫الرسب أو غيرع رن الظروف ح ثذله أفر ت تله الما ة حيزا دكل ال قدرة اَولدى‬
‫ررهددا لتمددرح اَسددرة بص د تها ترددكل الوح د ة الجماعيددة الطبيغيددة واَساسددية ف د‬
‫المجتمع أثبر ق رمكدن ردن المسداع ة والحمايدة ردن أجدل نهوضدها بمسددولية‬
‫تربية أوه ام ح وانغقا الدزوا برضدا الطدرفين ون تد خل ردن أحد يهد ف إلدى‬
‫إثرااهم على اله ‪.‬‬
‫وختارددا فق د تردداول اددذا ال صددل ال ددارس حقددوق اإلنسددان اهجتماعيددة بددين‬
‫اإلسالم والغرب ح واله رن خالل ثمان نقا عيسة ح وا ‪ ( :‬حق اليتديم ح حدق‬
‫عاية أصحاب الغااات ح حقوق اَبراا واآلباا ح حق التغليم ح حق الجدا ح حدق‬
‫عاية المسرين ح حق المرأة ح حق الضمان اهجتماع والده ردن خدالل ردرهج‬
‫المقا ندة بدين ال كدر اإلسددالر بردموليته ح وبدين ال كددر الغربد الوضدغ بتراثدده‬
‫ورما ساته ‪.‬‬
‫ورددن بدداب تكملدده المغالجددة الرظريددة والتطبيقيددة وتسلسددلها وتتابغهددا فإندده‬
‫يج برا أن نتراول جانبا آخر ليس ببغي عن حقوق اإلنسدان اهجتماعيدة ح وادو‬
‫حقوق اإلنسان البيئية والصحية بين اإلسالم والغرب ح واو جانب رهدم وحيدو‬
‫واذا را سيتم ت صيله ب ضل هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ف ال صل السا س ‪.‬‬
‫‪- -356‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -357‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الفصل الســادس‬
‫حقوق اإلنسان البيئية والصحية‬
‫بيـــــــن‬
‫اإلســــالم والغــــرب‬
‫‪- -358‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -359‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه ‪ :‬الحقوق البيئية بين اإلسالم والغرب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حقــوق اإلنسان البيئية ف اإلسالم ‪:‬‬
‫‪ -1‬حق اهنت اع بالبيئة ‪.‬‬
‫‪ -2‬حق الت كر ف البيئة إلقرا الغبو ية ‪.‬‬
‫‪ -3‬التحذير رن اهعت اا على البيئة ح وتغير فطرتها ح والح ار عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬اليواب والغقاب ف اإلسالم ف رل حماية البيئة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حقوق اإلنسان البيئية عر الغرب ‪:‬‬
‫‪ -1‬حماية البيئة ‪.‬‬
‫‪ -2‬توفير رياع الررب المأرونة ‪.‬‬
‫‪ -3‬حماية بقة اَوزون ‪.‬‬
‫‪ -4‬السغ لحل رركلة المراخ ‪.‬‬
‫‪ -5‬الغمل على حظر انترا الموا السارة ‪.‬‬
‫‪ -6‬الوصول إلى اهستقرا والرظام والح رن التلو البحر ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬حقوق اإلنسان البيئية فى المما سات الغربية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حقوق اإلنسان الصحية بين اإلسالم والغرب ‪.‬‬
‫أ‪ -‬حقوق اإلنسان الصحية فى اإلسالم ‪:‬‬
‫‪ -1‬الرظافة الر صية‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪-4‬‬
‫‪-5‬‬
‫‪ -6‬حقوق المرضى ف اإلسالم ‪.‬‬
‫اهبتغا عن تراول ثل را يدا الب ن‪.‬‬
‫اهلتزام بالغ ة ‪.‬‬
‫اهعت ال ف أخذ المباحات ‪.‬‬
‫المحافظة على الصحة الر سية ‪.‬‬
‫‪- -360‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬حقوق اإلنسان الصحية فى الغرب ‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫‪-2‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪-4‬‬
‫‪-5‬‬
‫‪-6‬‬
‫‪-7‬‬
‫حقوق اإلنسان الصحية عبر المواثيق الغربية ‪.‬‬
‫القضاا على لل اَ ال ‪.‬‬
‫التص لـ فيروس نق المراعة البررية (اإلي ز‬
‫‪.‬‬
‫القضاا على ررُ الج‬
‫ركافحة أرراُ المرا ق الحا ة ‪.‬‬
‫الح رن انترا اَوبئة ‪.‬‬
‫حماية صحة المستهله ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق اإلنسان الصحية ف المما سات الغربية ‪.‬‬
‫‪- -361‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه ‪ :‬حقوق اإلنسان البيئية بين اإلسالم والغرب‬
‫(‪1‬‬
‫تغرف البيئة بأنها الوس ح أو المجال المكدان الدذ يغدين فيده اإلنسدان‬
‫بما يضم رن رواار بيغية وبررية يتأثر بهدا ح ويددثر فيهدا ح وبغبدا ة أخدرى ‪:‬‬
‫البيئددة ادد ثدددل رددا ت برندددا بدده حاسدددة السددمع ح والبصدددرح والرددم ح والتدددذوق ح‬
‫واللمس ح سواا أثان اذا رن خلق هللا ‪ -‬عز وجدل ‪( -‬الظدواار الطبيغيدة أم ردن‬
‫صرع اإلنسان (الظواار البررية ‪.‬‬
‫وف د الواقددع فددإن ل ظددة ( البيئددة بمغرااددا الحددال ور د لوهتها الغصددرية‬
‫تتسع ؛ لترمل ثل را يحي باإلنسان(‪ 2‬ح وثل را ادو خدا اإلنسدان ح واد ردن‬
‫وجهددة نظرنددا ترددمل رددا اددو خددا جل د اإلنسددان ح ورددا اددو ب اخلدده ح ورددن اددذا‬
‫المرطلق يمكررا القول ‪ :‬إن البيئة تتكون رن قين عيسينح اما ‪:‬‬
‫اَول ‪ :‬البيئددة ال ا جيددة ‪ :‬وادد المحددي الددذ يغددين فيدده الكدداعن الحدد‬
‫بمجر اته وفواعله‪.‬‬
‫اليان ‪ :‬البيئدة ال اخليدة واد ردن الحيواندات تتميدل فد رجمدوع السدواعل‬
‫الم تل ة الموجو ة اخدل أجسدارهاح واد فد الرباتدات التد تتميدل فد رجمدوع‬
‫المواعع ‪( Fluids‬السواعل والغازات الموجو ة ف اَوعية واَنسجة‪.‬‬
‫أ‪ -‬حقوق اإلنسان البيئية ف اإلسالم آ‬
‫يرظددر اإلسددالم للبيئددة رددن ررطلددق أنهددا رلكيددة عارددة يجددب علددى اإلنسددان‬
‫المحافظددة عليهددا ح وع د م اإلفسددا فيهددا حتددى يسددتمر وجددو ع عليهددا ح فقددال هللا‬
‫ُ ب ْغددد إِ ْ‬
‫صدددال ِحها ا ِل ُكددد ْم خ ْيدددر لَّ ُكددد ْم إِن ُثردددتُم‬
‫ تغدددالى ‪ ( : -‬وه ت ُ ْ ِ‬‫سددد ُواْ فِددد اَ ْ ِ‬
‫ر ُّْد ِررِين ) [اَعـراف‪.]85:‬‬
‫(‪ )1‬الصحاح ‪ ،37/1‬واللسان ‪.524/1‬‬
‫(‪ )2‬محمد عبد القادر الفقي آ البيئة آ مشاكلها وق اياها وحمايتها من التلوث‪ ،‬الهيئة المصرية ال امة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ق‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫‪- -362‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫نغم لقد سد ر هللا ‪ -‬عدز وجدل ‪ -‬ادذع البيئدة ح لتكدون خا ردة لإلنسدان حتدى‬
‫يستطيع إقارة تكليف الغبو ية تغالى ‪.‬‬
‫اّللُ الَّدد ِذ سدد َّ ر ل ُكدد ُم ْالب ْحددر ِلت ْج ِددر ْال ُ ْل ُ‬
‫قددال ‪ -‬تغددالى ‪َّ ( : -‬‬
‫دده ِفيدد ِه ِبددأرْ ِر ِع‬
‫و ِلتبْتغُوا ِرن ف ْ‬
‫ض ِل ِه ولغلَّ ُك ْم ت ْ‬
‫ت وردا فِد‬
‫ر ُك ُرون «‪ »12‬وسد َّ ر ل ُكدم رَّدا ِفد السَّدماوا ِ‬
‫ُ ج ِميغا ِ هر ْرهُ إِ َّن فِ ا ِله آليا ٍ‬
‫ت لَّقوْ ٍم يت َّك ُرون «‪[ ) »13‬الجاثيــة]‪.‬‬
‫ْاَ ْ ِ‬
‫ولق د أوضددح القددرآن الكددريم أن لكددل ثدداعن رمددا نغلمدده ف د اددذا الغددالم لدده‬
‫وري تان اما ‪:‬‬
‫اَولى ‪ :‬وري ة اجتماعية ح وتتميل ف خ رة اإلنسان ‪.‬‬
‫اليانية ‪ :‬وري ة يرية ح وتتميل ف ثونها آية على وجدو صدانغه وحكمتده‬
‫وعلمه وإتقانه ‪:‬‬
‫سبُال وأندزل‬
‫فقال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬الَّ ِذ جغل ل ُك ُم ْاَ ْ ُ ر ْه ا وسله ل ُك ْم فِيها ُ‬
‫اا راا فأ ْخر ْجرا بِ ِه أ ْزواجا ِ هرن نَّبا ٍ‬
‫ت تَّى «‪ُ »53‬ثلُوا وا ْ عوْ ا أ ْنغدار ُك ْم إِ َّن‬
‫ِرن السَّم ِ‬
‫ِف ا ِله آليا ٍ‬
‫ت ِ هَُوْ ِل الرُّهى «‪ [ ) »54‬ــــه]‪.‬‬
‫وانظددر إلددى الددرغم الت د أنغددم بهددا هللا ‪ -‬تغددالى ‪ -‬علددى اإلنسددان ف د قولدده ‪:‬‬
‫(و ه‬
‫دام بُيُوتدا تسْدت ِ ُّونها‬
‫اّللُ جغل ل ُكم ِ هرن بُيُوتِ ُك ْم سدكرا وجغدل ل ُكدم ِ هردن ُجلُدو ِ اَ ْنغ ِ‬
‫يدوْ م ر ْغدرِ ُك ْم ويددوْ م ِإقددارتِ ُك ْم و ِرد ْ‬
‫دن أ ْ‬
‫صدوافِها وأوْ با ِ اددا وأ ْ ددغا ِ اا أثاثددا ورتاعددا ِإلددى‬
‫ين «‪ »80‬و ه‬
‫اّللُ جغل ل ُكم ِ هرمَّا خلق ِراله وجغل ل ُكم ِ هرن ْال ِجبا ِل أ ْثراندا وجغدل ل ُكد ْم‬
‫ِح ٍ‬
‫سرا ِبيل ت ِقي ُك ُم ْالح َّر وسرا ِبيل ت ِقي ُكم بأْس ُك ْم ثذ ِله يُدتِ ُّم نِغْمتدهُ علد ْي ُك ْم لغلَّ ُكد ْم تُسْد ِل ُمون‬
‫«‪»81‬‬
‫) [الرحـــل]‪.‬‬
‫وب اسددة الرددريغة اإلسددالرية بددين فت د الكتدداب والسددرة نج د أن اإلسددالم‬
‫أعطى لإلنسان ع ة حقوق ت ت بالبيئة الت يغين فيها ررها ‪:‬‬
‫‪ -1‬حق اهنت اع بالبيئة ‪:‬‬
‫‪- -363‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إن هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فضل اإلنسان على غيرع ردن سداعر الكاعردات ح وأسدبغ‬
‫عليه نغمه راارة ح وبا ردة ح فالبيئدة التد يغدين فيهدا اد رلكيدة عاردة للرداس‬
‫سمح لهم خالقهم باهنت اع بها فقال ‪ -‬تغالى ‪: -‬‬
‫ُ حاله ِيهبا ) [البقــرة‪.]168:‬‬
‫( يا أيُّها الرَّ ُ‬
‫اس ُثلُواْ ِرمَّا فِ اَ ْ ِ‬
‫ت را ز ْقرا ُث ْم ) [البقــرة‪.]172 :‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬يا أيُّها الَّذِين آررُواْ ُثلُواْ ِرن ِيهبا ِ‬
‫وهللا الذ خلق اذا الكون ق س رع ل رة البررح وجغل للبرر را يمكرهم‬
‫رن اهست ا ة بما وابهم رن أبصا ح وسماع ح وعقول تسداع ام علدى اسدت ام‬
‫را ف الكون رن خبرات ح واثترداف ردا فيده ردن قدوى ح واسدتغالل الده ثلده فد‬
‫سبيل ن غهم ح وإسغا أن سهم‪.‬‬
‫قال هللا ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬أل ْم تروْ ا أ َّن َّ‬
‫ت وردا فِد‬
‫اّلل سد َّ ر ل ُكدم رَّدا فِد السَّدماوا ِ‬
‫ُ وأسْبغ عل ْي ُك ْم نِغمهُ را ِارة وبا ِ رة ) [لقمــان‪.]20:‬‬
‫ْاَ ْ ِ‬
‫وإاا ثددان هللا قدد سدد ر الكددون للبرددرح فإندده قدد سدد ر بغددا البرددر لددبغا‬
‫ليسددتطيغوا أن يغيرددوا فد جماعددة ررظمددة رتغاونددة ح وليكونددوا أقد علددى اسددتغالل‬
‫الكون المس ر لهم ح واهنت اع ب يراته ح والمساامة ف بقاا حياة إنسانية يبة‪.‬‬
‫وف د آيددة آخددرى ‪ ( :‬أأن دت ُ ْم أ د ُّ خ ْلقددا أ ِم ال َّ‬
‫سددماا برااددا «‪ »27‬فددع سددمْ كها‬
‫ضحااا «‪ »29‬و ْ‬
‫ُ‬
‫اَ ْ ُ ب ْغ ا ِله حاادا «‪»30‬‬
‫فسوَّ ااا «‪ »28‬وأ ْغطن ليْلها وأ ْخر‬
‫دار ُك ْم‬
‫أ ْخددر ِر ْرهددا راااددا وررْ عااددا «‪ »31‬و ْال ِجبددال أ ْ سددااا «‪ »32‬رتاعددا لَّ ُك د ْم و َِ ْنغد ِ‬
‫«‪»33‬‬
‫) [الرازعـــات]‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬ف ْلي ُ‬
‫اإلنس ُ‬
‫ارد ِه «‪ »24‬أنَّدا صدببْرا ْالمداا صدبها‬
‫ان إِلدى غ ِ‬
‫رظ ِر ْ ِ‬
‫«‪ »25‬ثُدد َّم ددق ْقرا ْاَ ْ ُ دددقها «‪ »26‬فأنبتْرددا ِفيهددا حبهدددا «‪ »27‬و ِعربددا وق ْ‬
‫ضدددبا «‪»28‬‬
‫وز ْيتُونا ون ْ ال «‪ »29‬وح اعِق ُ‬
‫دار ُك ْم‬
‫غ ْلبا «‪ »30‬وفا ِثهة وأبها «‪ »31‬رَّتاعدا لَّ ُكد ْم و َِ ْنغ ِ‬
‫«‪[ ) »32‬عبــس]‪.‬‬
‫‪- -364‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -2‬حق الت كر ف البيئة إلقرا الغبو ية ‪:‬‬
‫لق حث اإلسدالم علدى إعمدال الغقدل ح وأعطداع الحريدة فد الت كدر بضدواب‬
‫رعية ح والت بها يزيد رغرفتده بهدا ح واثتردافه َسدرا اا ح اَردر الدذ يزيد‬
‫ف اعتقا ع ف خالقه ح وعبو يته ح وخريته رره ح واذا يتضح رن خالل اآليدات‬
‫الكييرة الت ت و حول اذا المغرى الغظيم ‪:‬‬
‫فقدال ‪ -‬تغدالى ‪ ( : -‬أفلد ْم ي ُ‬
‫رظ ُدروا إِلدى السَّدماا فدوْ ق ُه ْم ثيْدف بريْراادا وزيَّرَّاادا‬
‫س وأنبتْردا ِفيهدا ِردن‬
‫ورا لها ِرن فُ ُرو ٍ «‪ »6‬و ْاَ ْ ُ ر ْنااا وأ ْلقيْرا ِفيها وا ِ‬
‫اا رداا‬
‫ب «‪ »8‬ون َّز ْلردا ِردن السَّدم ِ‬
‫ْصدرة و ِا ْثدرى ِل ُكد ِ هل عبْد ٍ ُّررِيد ٍ‬
‫ُث ِ هل زوْ ٍ ب ِهيجٍ «‪ »7‬تب ِ‬
‫ضدي «‪»10‬‬
‫سدقا ٍ‬
‫رُّبا ثا فأنبتْرا ِب ِه جرَّا ٍ‬
‫ت وحبَّ ْالح ِصدي ِ «‪ »9‬والرَّ ْ دل با ِ‬
‫ت لَّهدا ْلدع نَّ ِ‬
‫ِ ْزقا ِله ْل ِغبا ِ وأ ْحييْرا ِب ِه ب ْل ة َّريْتا ثذ ِله ْال ُ ُرو ُ «‪[ ) »11‬ق]‪.‬‬
‫سد وأنبتْردا فِيهدا ِردن‬
‫وقال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬واَ ْ ُ ر ْنااا وأ ْلقيْرا فِيها وا ِ‬
‫ون «‪ »19‬وجغ ْلرا ل ُك ْم فِيها رغايِن ورن لَّ ْ‬
‫ست ُ ْم لهُ بِر ِازقِين «‪ »20‬وإِن‬
‫ُث ِ هل ْ اٍ رَّوْ ُز ٍ‬
‫الريا لدواقِح‬
‫وم «‪ »21‬وأ ْ س ْلرا ِ ه‬
‫ِ هرن ْ اٍ إِهَّ ِعر نا خزاعِرُهُ ورا نُر ِ هزلُهُ إِهَّ ِبق ٍ َّر ْغلُ ٍ‬
‫اا راا فأسْقيْرا ُث ُموعُ ورا أنت ُ ْم لهُ بِ ِازنِين «‪[ ) »22‬الحجر]‪.‬‬
‫فأنز ْلرا ِرن السَّم ِ‬
‫ولم تقتصدر نظدرة اإلسدالم علدى البغد المكدان لهداح بدل دملت أيضدا البغد‬
‫ُف ُ‬
‫انظ ُروا ثيْف ب أ ْال ْلق ) [الغركبوت‪.]20:‬‬
‫الزران فقال ‪ ( ::‬قُ ْل ِ‬
‫س ُ‬
‫يروا فِ ْاَ ْ ِ‬
‫وق الدب اإلسدالم المسدلم أن يسدتيمر عمدرع باعتبدا ع بغد ا زرريدا رهدم ا‬
‫ف تغارله رع اَنظمة البيئية رن ررطلق أنها رس رة لإل ا ة و عاع إلدى الرظدر‬
‫ف‬
‫ركونات البيئة والتأرل ف ر لوقات هللا ح وجغل اله ليال على اإليمان‪.‬‬
‫قال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬قُ ِل ُ‬
‫ُ ورا ت ُ ْغ ِرد اآلي ُ‬
‫دات‬
‫انظ ُرواْ رااا ِف السَّماوا ِ‬
‫ت واَ ْ ِ‬
‫والرُّذُ ُ عن قوْ ٍم هَّ ي ُْد ِررُون ) [يونـس‪.]101:‬‬
‫‪- -365‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويح ل القرآن الكريم بالكيير رن اآليدات التد تدثد علدى أن هللا وحد ع ادو‬
‫خالق البيئة ورالكها ح وررظمها ح واو الذ وضع الرواريس الت تك ل ح ظهداح‬
‫وتوازنها‪.‬‬
‫فقال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬الَّ ِذ جغل ل ُك ُم اَ ْ ُ فِرا دا والسَّدماا بِرداا وأندزل ِردن‬
‫ت ِ ْزقا لَّ ُك ْم فال ت ْجغلُواْ ِ هّللِ أن ا ا وأنت ُ ْم تغْل ُمدون‬
‫اا راا فأ ْخر ِب ِه ِرن اليَّمرا ِ‬
‫السَّم ِ‬
‫) [البقرة‪.]22:‬‬
‫ُ و فددع بغْضد ُك ْم فددوْ ق‬
‫وقدال ‪ -‬تغدالى ‪ ( : -‬و ُاددو الَّد ِذ جغل ُكد ْم خالعِدف اَ ْ ِ‬
‫ب وإِنَّهُ لغ ُو َّ ِحيم )‬
‫ْا جا ٍ‬
‫بغ ٍ‬
‫ت ِلهي ْبلُو ُث ْم فِ را آتا ُث ْم إِ َّن بَّه س ِري ُع ْال ِغقا ِ‬
‫[اَنغام‪.]165:‬‬
‫ولغل حكمة خلق اذا الكون الذ نغين فيه خلقه هللا جل أنه ح رمدا نغلدم‬
‫ورمددا ه نغلددم ح ورمددا ند ن ح ورمددا ه ند ن ح ورمددا نسددتطيع تصددو ع ح ورمددا ه‬
‫نستطيع تصو ع ح تأت ف قوله ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬ا ِل ُك ُم ه‬
‫اّللُ بُّ ُك ْم ه ِإلـه ِإهَّ ُادو خدا ِل ُ‬
‫ق‬
‫ُث ِ هل ْ اٍ فا ْعبُ ُوعُ و ُاو على ُث ِ هل ْ اٍ و ِثيل ) [اَنغام‪.]102:‬‬
‫فهذا الدذ خلدق السدماوات واَ ُ وردا فيهدا ردن ر لوقداتح وردا بيرهمدا‬
‫رن أجرام ح ه يحي بهدا الغلدم ح وه يد ثها الوصدف ح وه يحصديها الغد ح وادو‬
‫القا على أن ي لق غيراا إن اا‪.‬‬
‫ُ ورا بيْرهُمدا ي ْ لُد ُ‬
‫ق ردا يردا ُا‬
‫قال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬و ِ هّللِ ُر ْل ُه السَّماوا ِ‬
‫ت واَ ْ ِ‬
‫و ه‬
‫اّللُ على ُث ِ هل ْ اٍ ق ِير ) [الماع ة‪.]17:‬‬
‫‪ - 3‬التحدددذير ردددن اهعتددد اا علدددى البيئدددة ح وتغيدددر فطرتهددداح والح دددار‬
‫عليها‪:‬‬
‫لق حث اإلسالم علدى عد م رجداوزة الحد فد ثدل د ا ح ولهدذا سدرغرُ‬
‫أام الرقا اَساسية ف الحقوق اإلنسانية البيئية فيما يل ‪:‬‬
‫‪- -366‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -‬اهعت ال وع م اإلسراف ف است ام روا‬
‫البيئة ‪:‬‬
‫و عددوة اإلسددالم قبددل أثيددر رددن أ بغددة عرددر قرنددا إلددى التر ددي واهعت د ال‬
‫وع د م اإلسددراف عر د اسددت ام رددوا البيئددة ح ب د أت ت د ثها المجتمغددات غيددر‬
‫اإلسالرية ح فب أوا يرا ون باهسدت ام الغاقدل والمتدزن ح ونبدذ اهسدت ام الجداعر‬
‫والمسرف ح و ب الت اعل را بدين الظدروف اهقتصدا ية ح والبيئيدة ثد ه يدد‬
‫إلدددى ثدددوا تجددداع ردددوا البيئدددة وانغكاسددداتها الضدددا ة علدددى البردددرية ح فغددد م‬
‫اإلسددراف اددو ضدداب رددن ضددواب اسددت الف هللا لإلنسددان فد اَ ُ ح فقد عددا‬
‫اإلسالم إلى اهعت ال لما فيه رن خير للرداس ح ونهدى عدن اإلسدراف لمدا فيده ردن‬
‫أضرا ثييرة‪.‬‬
‫و عددوة اإلسددالم إلددى اهعتد ال ح ونبددذ اإلسددراف ترددمل ثددل سددلون يما سده‬
‫اإلنسدان ح سدواا فد تغارلده ردع البيئدة أو غيرادا ح وبالتدال اهعتد ال ادو الددذ‬
‫يجب أن يلتزم به اإلنسان ف سلوثياته البيئية وغيراا‪.‬‬
‫فاهعت ال سلون وسط إسالر ررغوب فيه ؛ َنه عاة هست ارة الدرغمح‬
‫بيرما اإلسراف سلون غير إسالر ؛ َن فيه ضر ا وخطو ة على روا البيئة ح‬
‫وَندده ردد عاة هسددترزاف الددرغم ح وتدد ريراا ح ولددذله يحددذ اإلسددالم المسددرفين‬
‫بالغذاب ف ال نيا واآلخرة‪.‬‬
‫فمددن ربددا الرددريغة اإلسددالرية سددلون الطريددق الوسدد فدد التكليددف ح‬
‫فاإلسالم ين اهعت ال والوسطية‪.‬‬
‫قال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬وثذ ِله جغ ْلرا ُث ْم أُرَّة وسطا‪[ ) ..‬البقـرة‪.]143:‬‬
‫أرا اإلسراف فهو ض اهعت ال واهتزان‪.‬‬
‫ورددن ارددا تبددرز أاميددة المطالبددة بالتوس د واهعت د ال ف د اسددت ام رددوا‬
‫البيئة وغير اله ح وا عوة لها ربر اتها ح وضوابطها الررعية‪.‬‬
‫‪- -367‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫يقول هللا ‪ -‬تبا ن وتغالى ‪: -‬‬
‫( وه تُس ِْرفُواْ ِإنَّهُ ه ي ُِحبُّ ْال ُمس ِْر ِفين ) [اَنغـام‪.]141:‬‬
‫دددذه ِ ين ثددددانُواْ ِإ ْخددددوان‬
‫دددذه ْ ت ْبددددذِيرا «‪ِ »26‬إ َّن ْال ُمب ِ‬
‫وقدددال ‪ -‬تغددددالى ‪ ( : -‬وه تُب ِ‬
‫ريْط ُ‬
‫ين وثان ال َّ‬
‫ال َّ‬
‫ان ِلر ِبه ِه ث ُو ا «‪[ ) »27‬اإلسـراا]‪.‬‬
‫ريا ِ ِ‬
‫وقال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬والَّذِين ِإاا أن قُوا ل ْم يُس ِْرفُوا ول ْم ي ْقت ُ ُروا وثدان بديْن ا ِلده‬
‫قوارا ) [ال رقـان‪.]67 :‬‬
‫وقددال ‪ -‬تغددالى ‪ ( : -‬وه ت ُ ِطيغُددوا أرْ ددر ْال ُم ْ‬
‫سد ُون فِد‬
‫سد ِدرفِين «‪ »151‬الَّدذِين يُ ْ ِ‬
‫ُ وه ي ُ ْ‬
‫ص ِلحُون «‪[ ) »152‬الرغراا]‪.‬‬
‫ْاَ ْ ِ‬
‫وقال ‪ ( : :‬إِ َّن َّ‬
‫اّلل ه ي ْه ِ ر ْن ُاو ُرس ِْرف ثذَّاب ) [غافـر‪.]28:‬‬
‫وقوله ‪ ( : :‬ثذ ِله ي ُِض ُّل َّ‬
‫اّللُ ر ْن ُاو ُرس ِْرف رُّرْ تاب ) [غافـر‪.]34:‬‬
‫واإلسراف او السلون الذ يتغ ى الح و المغقولدة والمقبولدة فد أ أردر‬
‫رن اَرو ح وعر را نطبق اذا الم هدوم علدى البيئدة فإنده يغرد اهسدت ام الم در‬
‫والجدداعز لمددوا البيئددة الطبيغيددة ح رمددا يددد إلددى اإلضددرا واهسددترزاف لهددذع‬
‫المددوا ح وبالتددال حررددان اَجيددال القا رددة رددن اهسددت ا ة ررهددا ؛ َن اسددت ام‬
‫رددوا البيئددة برددكل جدداعر غيددر رسددئول سددتكون لدده نتدداعج سدديئة للجيددل الحاضددرح‬
‫وسوف تر اَجيال القا رة ال ساعر واَضرا الكييرة‪.‬‬
‫قال ‪ُ ( : :‬ثلُوا ِرن ِيهبا ِ‬
‫ت را ز ْقردا ُث ْم وه ت ْطغدوْ ا فِيد ِه في ِحد َّل علد ْي ُك ْم غضدبِ‬
‫ورن ي ْح ِل ْل عل ْي ِه غضبِ فق ْ اوى ) [ ه‪.]81:‬‬
‫وام يغلم هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬الراس ثي ية اهعت ال ف اإلن اق ‪:‬‬
‫‪- -368‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويقول ‪ ( : :‬والَّذِين إِاا أن قُوا ل ْم يُس ِْرفُوا ول ْم ي ْقت ُ ُروا وثان بيْن ا ِله قوارا‬
‫) [ال رقان‪.]67:‬‬
‫وبغ أن صو القرآن الكريم التبدذير ح واثدر سدوا عاقبتده علدى اإلنسدانية‬
‫إلى الطريدق السدو فقدال ‪ -‬تغدالى ‪ ( : -‬وه ت ْجغد ْل يد ن ر ْغلُولدة إِلدى ُ‬
‫عرُ ِقده‬
‫أ‬
‫وه ت ْبس ُْطها ُث َّل ْالب ْ‬
‫س ِ فت ْقغُ رلُورا ر َّْحسُو ا ) [اإلسراا‪.]29:‬‬
‫ورددا وقددف ف د وجدده الرسدداهت السددماوية سددوى المتددرفين ح ونسددتطيع أن‬
‫نصددل بغ د اددذا إلددى أن اإلسددراف فظيددع علددى اإلنسددان وعلددى اَخددالق ح وعلددى‬
‫الصحة ح وعلى البيئة‪.‬‬
‫ولإلسراف والتبذير أسباب وبواعث توقع فيه ح وتد‬
‫إليه‪.‬‬
‫ورن أام اذع اَسباب ‪:‬‬
‫أ جهدددل المسدددرف بتغددداليم اإلسدددالم؛ َن تغددداليم اإلسدددالم ترهدددى عدددن‬
‫اإلسراف والتبذير ح والترف ح وت عو إلى اهعت ال ح ورن نتيجدة جهدل المسدرف‬
‫بتغاليم ال ين رجاوزة الح ف تراول المباحات‪.‬‬
‫‪d‬‬
‫واذا يد إلى اإلسراف ح جداا عدن عمدر بدن ال طداب قولده ‪ ” :‬إيداثم‬
‫والبطرة ف الطغام والرراب فإنها ر س ة للجس ح ورو ثة للسدقم ح ركسدلة عدن‬
‫الصالة ح وعليكم بالقص فيهما فإنه أصلح للجس ح وأبغ عن السرف “ (‪. 1‬‬
‫ الغ لددة عددن بيغددة الحيدداة ال د نياح ورددا يربغد أن تكددون عليدده حيددث إن‬‫بيغة الحياة ال نيا أنها ه تيبتح وه تستقر علدى حدال واحد ةح والمددرن فد ثدل‬
‫الحاهت ه ب أن يكون رقتص ا‪.‬‬
‫ الغ لة عن اآلثا المترتبة على اإلسراف اله أن لإلسراف آثا ا(‪. 1‬‬‫(‪ )1‬انظرآ ابن مفلح ‪ ،‬اآلداب الشرعية ‪ ،201/3‬ق مكتبة الرياض الحديثة ‪1391‬هـ (ص ‪.)7‬‬
‫‪- -369‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ورجمل القول ارا أن عالقة اإلنسان بالبيئدة فد الر يدة اإلسدالرية تدرفا‬
‫اهسددترزاف واإلسددراف ؛ َن البيئددة لددم ت لددق لجيددل ون جيددل ح بددل ادد حدددق‬
‫للبررية ثلها ح ف ثل زران وثل ركان ح حيث نهى اإلسالم عن اإلسراف‪.‬‬
‫وضع أسس وقواع رح ة للح ار على نظافة البيئة ‪:‬‬
‫ُ‬
‫عرِ اإلسالم بالبيئة أ ضا ح واواا ح ورراخا ح وراا ؛ فوضع رن اَسدس‬
‫والقواع را يجغل اإلنسان ‪ -‬إاا تمسده بتوجيهدات السدرة الردري ة ‪ -‬سدغي ا فد‬
‫نياع صحيحا ح رغافى ف ب نه إن اا هللا تغالى‪.‬‬
‫وأام را جاات به الرريغة ف نظافة البيئة و ها تها را يل ‪:‬‬
‫‪ ‬تجرب تلويث رجا‬
‫المياع‪.‬‬
‫‪ ‬تطهير اَفرية والمساج ‪.‬‬
‫‪ ‬إرا ة اَاى عن الطرق واَسواق والروا‬
‫‪ ‬تجرب تلو رجا‬
‫وغيراا‪.‬‬
‫المياع ‪:‬‬
‫‪ -1‬عددن أب د اريددرة ‪ :‬عددن الرب د ‪ ” : $‬ه يبددولن أح د ثم ف د المدداا ال د اعم‬
‫الذ ه يجر ثم يغتسل فيه “ (‪. 2‬‬
‫‪ -2‬وعردده ‪ :‬قددال ‪ :‬قددال سددول هللا ‪ ” : $‬ه يغتسددل أح د ثم ف د المدداا ال د اعم‬
‫واو جرب “ فقال ‪ -‬أ الراو ‪ : -‬ثيف ي غل يا أبا اريرة ح قدال ‪ :‬يتراولده ترداوه‬
‫(‪ 3‬ح والبول ف الماا الراث رره عره سواا أ ا اهغتسال فيه ح أو رره أم ه‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر آزين محمد الرماني‪ ،‬الواقع االستهالكي لل الم اإلسالمي (ص ‪ )66 - 63‬رابطة ال الم اإلسالمي‪ ،‬سلسلة دعوة‬
‫الحم‪ ،‬مكة المكرمة ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم في الطهارة ‪ ،‬باب النهي عن البول في الماا الراكد (‪.)281( )94( )235/1‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم كتاب الطهارة ‪ ،‬باب النهي عن االغتسال في الماا الراكد (‪.)283 ( )236/1‬‬
‫‪- -370‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وإن ثان المداا ثييدرا جا يدا لدم يحدرم البدول فيده ح ولكدن اَولدى اجترابده ح‬
‫وإن ثان قليال ؛ َنه يقدذ ع ح والتغدو فد المداا ثدالبول فيده وأقدبح ح وثدذله إاا‬
‫بال ف إنااح ثم صبه ف المااح وثذا إاا بال بقرب نهر بحيث يجر إليه البدولح‬
‫فكله رذروم قبيح رره عره‪.‬‬
‫‪$‬‬
‫ويكرع البول والتغو بقرب الماا ح وإن لم يصل إليه ؛ لغموم نهد الربد‬
‫عددن البددراز ف د المددوا ح ولمددا فيدده رددن إيددذاا المددا ين بالمدداا ح وال ددوف رددن‬
‫وصوله إلى الماا ليسترج فيده ح فدإن ثدان قلديال بحيدث يدرجس بوقدوع الرجاسدة‬
‫فيه فهو حرام ح لما فيه رن تلط ه بالرجاسة ح وترجس الماا ح وإن ثان ثييدرا ه‬
‫يرجس بوقدوع الرجاسدة فيدهح فدإن ثدان جا يدا فدال بدأس ح وإن ثدان اثد ا فلديس‬
‫بحدرام ح وه تظهددر ثرااتده َندده لديس فد رغردى البددول وه يقا بده ح ولددو اجترددب‬
‫اإلنسان اذا ثله ثان أحسن(‪. 1‬‬
‫ وف د اددذا وقايددة رددن أرددراُ ثييددرة ح ورددا الدده إه ح ارددا علددى صددحة‬‫اإلنسددان برغمددة المدداا نقيددة دداارة رددن ال د نس ح واَوسدداخ حتددى تسددتغمل ف د‬
‫حاجات اإلنسان رن رب وغسل و ب وغيرع‪.‬‬
‫‪ ‬تطهير اَفرية والمساج ‪:‬‬
‫عن عارر بن سغ عن أبيه قال ‪ :‬قال سول هللا ‪ ” : $‬هروا أفريدتكم فدإن‬
‫اليهو ه تطهر أفريتها “ (‪ 2‬واَفرية ‪ :‬الساحات على أبواب ال و ‪.‬‬
‫وعن أنس بن راله ‪ d‬قال ‪ :‬بيرما نحن فد المسدج ردع سدول هللا ‪ $‬إا جداا‬
‫أعراب ؛ فقام يبول ف المسدج ؛ فقدال أصدحاب سدول هللا ‪ : $‬رده رده ح قدال ‪ :‬قدال‬
‫سدددددول هللا ‪ ” : $‬ه تز ردددددوع “ ح فترثدددددوع حتدددددى بدددددال ح ثدددددم إن سدددددول هللا ‪$‬‬
‫(‪ )1‬النووي في شرح مسلم (‪ )188 - 187/3‬بتصرف‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه الترمذي ‪. ) 2799( 111/5‬‬
‫‪- -371‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عاع ؛ فقال له ‪ ” :‬إن ادذع المسداج ه تصدلح لرد ا ردن ادذا البدول وه القدذ إنمدا‬
‫ا لذثر هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬والصالة ح وقرااة القرآن “ (‪. 1‬‬
‫قال ‪ :‬فأرر جال رن القوم فجاا ب لو رن راا فرره عليه‪.‬‬
‫وف الح يث فع أعظم الضر ين باحتمال أخ همدا ؛ لقولده ‪ ” : $‬عدوع “‬
‫لمصلحتين ‪:‬‬
‫إح ااما ‪ :‬أنه لو قطع عليه البول ح وأصل الترجيس ق حصل فكان احتمال‬
‫زيا ته أولى رن إيقاع الضر به‪.‬‬
‫واَخرى ‪ :‬أن الترجيس ق حصل ف جزا يسير رن المسج ح فلدو أقداروع‬
‫ف أثراا بوله لترجست ثيابه وب نه ح ورواضع ثييرة رن المسج ح وفيده صديانة‬
‫المسدددداج وترزيههددددا عددددن اَقددددذا والقددددذى ح والبصدددداق ح و فددددع اَصددددوات‬
‫وال صورات‪.‬‬
‫عن أنس بن راله ‪ d‬قدال ‪ :‬قدال الربد ‪ ” : $‬البدزاق فد المسدج خطيئدة‬
‫وث ا تها فرها “(‪. 2‬‬
‫وعردده ‪ d‬قددال ‪ :‬سددمغت سددول هللا ‪ $‬يقددول ‪ ” :‬الت ددل فد المسددج خطيئددة‬
‫(‪3‬‬
‫وث ا تها فرها “‬
‫وعددن أب د ا ‪ d‬عددن الرب د ‪ $‬قددال ‪ ” :‬عرضددت عل د َّ أعمددال أرت د حسددرها‬
‫وسيئها ح فوج ت ف رساو أعمالها ‪ :‬الر اعة تكون ف المسج ه ت فن “ (‪. 4‬‬
‫وعن عاعردة ‪ :g‬أن الربد‬
‫ن ارة فحكه(‪. 1‬‬
‫‪$‬‬
‫أى بصداقا فد جد ا القبلدةح أو ر ا دا ح أو‬
‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)285‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه آ البخاري في الصالة (‪.)415( )609/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه آ مسلم (‪.)522( )56( )390/1‬‬
‫(‪ )4‬رواه آ مسلم (‪.)553( )57( )390/1‬‬
‫‪- -372‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ردر جدل بغصدن دجرة علدى‬
‫عن أب اريرة ‪ d‬قال ‪ :‬قال سول هللا ‪َّ ” : $‬‬
‫رهر ريق ح فقال ‪ :‬وهللا َنحين اذا عن المسلمين ح ه يدايهم ؛ فأ خل الجرة“‬
‫(‪. 2‬‬
‫وعن أب ا ‪ d‬أن سول هللا ‪ $‬قال‪ ” :‬ليس رن ن س ابدن آ م إه عليهدا‬
‫ص قة ف ثل يوم لغت فيه الرمس “ قيل ‪ :‬يدا سدول هللا ح ردن أيدن لردا صد قة‬
‫نتصد ق بهددا ؟ فقددال ‪ ” :‬إن أبددواب ال يددر لكييددرة ‪ .‬وتمددي اَاى عددن الطريددق“‪.‬‬
‫وف د وايددة ‪ ” :‬وإرا تدده الحجددر والرددوثة والغظددم عددن ريددق الردداس ص د قة‬
‫“(‪. 3‬‬
‫عددن رغاويدده بددن قددرة ح عددن أبيدده ح قددال ‪ :‬ثرددت رددع رغقددل بددن يسددا ‪ d‬فد‬
‫بغا الطرقات ح فمر نا بأاى فأرا ه ح أو نحاع عن الطريق فرأيت ريله فأخذتده‬
‫فرحيتدده ح فأخددذ بي د فقددال ‪ :‬يددا ابددن أخ د رددا حملدده علددى رددا صددرغت ؟ قلددت ‪:‬‬
‫يا عم ح أيته صرغت يئا ؛ فصرغت ريله فقال ‪ :‬سدمغت سدول هللا ‪ $‬يقدول ‪” :‬‬
‫رن أرا أاى عن ريق المسلمين ثتبت له حسرةح ورن تقبلت ررده حسدرة خدل‬
‫الجرة “ (‪. 4‬‬
‫‪ - 4‬اليواب والغقاب ف اإلسالم ف رل حماية البيئة ‪:‬‬
‫رن اليوابت ف ال كر اإلسدالر رجدازاة اإلنسدان علدى تغارلده ردع البيئدة ح‬
‫ددرح ليغمدددل علدددى‬
‫وردددا فيهدددا ردددن رقوردددات الحيددداة إن خيدددرا ف يدددرح وإن دددرا فرد ٌّ‬
‫المحافظة عليها ح ويتجرب الطمدع فيهدا بمدا يدد إلدى إفسدا اا أو اإلسدراف فد‬
‫روا اا ح جاا ف اليواب ح وخرية رن الغقوبة‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه آ مسلم (‪.)407( )607/1‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه آ مسلم (‪.)1914( )128( )2021/4‬‬
‫(‪ )3‬أورده آ المنذري في الترغيب (‪)863/3‬‬
‫(‪ )4‬رواه آ الطبراني في الكبير ( ‪.)502( )216/20‬‬
‫‪- -373‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫قال ‪ -‬تغالى ‪ -‬على لسان صالح ‪ a‬ح واو ي ا ب قورده رقدر ا عد م اَردن‬
‫رن الغقوبة على اذا الرغيم الذ يحي بهم رن ز وع وعيدون وجبدال ورسداثنح‬
‫وع م استقرا ام فيدهح وأنده يجدب علديهم اهثت داا ررده بقد الك داف الدذ يسد‬
‫آررِدين «‪»146‬‬
‫حاجتهم ف اذع ال نيا واجتراب إفسا ع ‪ ( :‬أتُتْر ُثون فِ ردا اا ُاردا ِ‬
‫تو ُ‬
‫فِ جرَّا ٍ‬
‫ُون «‪ »147‬و ُز ُ وعٍ ون ْ ٍل ْلغُها ا ِضيم «‪ »148‬وت ْر ِحتُون ِرن ْال ِجبا ِل‬
‫عي ٍ‬
‫بُيُوتدددا فدددا ِ ِاين «‪ »149‬فددداتَّقُوا َّ‬
‫ددون «‪ »150‬وه ت ُ ِطيغُدددوا أرْ دددر ْال ُم ْ‬
‫سد ِددر ِفين‬
‫اّلل وأ ِ يغُد ِ‬
‫ُ وه ي ُ ْ‬
‫ص ِلحُون «‪[ ) »152‬الرغـراا]‪.‬‬
‫«‪ »151‬الَّذِين يُ ْ ِ‬
‫س ُون ِف ْاَ ْ ِ‬
‫ويتقر رن اذع المجازاة أن المكلف رسئول عن ادذع الدرغم المتدوافرة فد‬
‫بيئته ح ورحاسب عليها ليس له ررهدا إه ردا يحتدا إليده ون إسدراف ح وردا زا‬
‫فلي عه لغيرع يرت ع به‪.‬‬
‫قال ‪ $‬لصاحب حاع رن اَنصا ‪ ” :‬أ غمرا بسرا “ ح فجاا بغدذق فوضدغه‬
‫ح فأثدددددل سدددددول هللا ‪ $‬وأصدددددحابه ح ثدددددم عدددددا بمددددداا بدددددا فردددددرب ؛ فقدددددال ‪:‬‬
‫” لتسألن عدن ادذا يدوم القياردة “ قدال ‪ :‬فأخدذ عمدر الغدذق ح فضدرب بده اَ ُ‬
‫حتى تراثر البسر قبل سدول هللا ‪ $‬ثدم قدال ‪ :‬يدا سدول هللا ح أإندا لمسددولون عدن‬
‫اذا يوم القيارة ح قال‪ ” :‬نغم ح إه رن ثال ‪ :‬خرقة ثف بهدا الرجدل عو تده ح أو‬
‫ثسرة س بها جوعته ح أو حجر يت خل فيه رن الحر والقر“ (‪. 1‬‬
‫و رع هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬الجزاا الذ يحم البيئة رن ال سا ح ويصدونها ردن‬
‫الت رير ح والغبث ح ويتميل اله الجزاا ف ناحيتين اما أ رن بغضهما اما ‪:‬‬
‫جزاا ال نيا الدذ قد ي لدت ررده ثييدر ردن الغدابيين ح والم سد ين ح وجدزاا‬
‫اآلخرة الذ أع ع هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬ف اآلخرة ح وه يرجو رره أح ‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه آ أحمد في مسنده (‪.)20787 ( )81/5‬‬
‫‪- -374‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫لذله فق ح ثرا اإلسالمح وأقر على أنه يجب تأثيد اهاتمدام بغراصدر البيئدة‬
‫ورقوراتها ؛ َن هللا ‪ -‬تغدالى ‪ -‬سديجمع الرداس ليدوم ه يدب فيده ليحاسدبهم عمدا‬
‫فغلوعح ورن تله اَرو ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الترغيب ف غرس اَ جا ح وأنه ص قة جا يةح ردا أثدل ررهدا إنسدان‬
‫أو ير أو بهيمة ح والوع باليواب الجزيل لمن عر بها قال ‪ ” : $‬را رن رسدلم‬
‫يغرس غرسا ح إه ثان را أثل ررده لده صد قة ح وردا سدرق لده ررده صد قة ح وردا‬
‫أثل السبع رره ح فهو له ص قة ح ورا أثلت الطير فهو له ص قة ح وه يرز ع أح‬
‫إه ثان له ص قة “ (‪. 1‬‬
‫ب‪ -‬الترغيب ف الرحمدة بالحيواندات ح والرد قة عليهدا ح واحتسداب اَجدر‬
‫ف حمياتها رن الهالن ح ف الحد يث عدن ابدن رسدغو ‪ d‬قدال ‪ :‬ثردا ردع سدول‬
‫هللا ‪ $‬ف د س د ر فددانطلق لحاجتدده ح فرأيرددا حم دزة (وا د نددوع رددن الطيددر رغهددا‬
‫فرخانح فأخذنا فرخيها ح فجاات الحمزة ح فجغلت ت رنح فلما جاا سدول هللا ‪$‬‬
‫قال ‪ ” :‬رن فجع اذع بول اا ؟ وا ول اا إليها “ (‪. 2‬‬
‫وفد ح د يث آخددر رددا يدث د اددذع الر د قة أن سددول هللا ‪ $‬قددال ‪ ” :‬بيرددا جددل‬
‫يمر ح فا ت عليه الغطن ح فرزل بئرا ؛ فررب ررها ح ثم خر ح فدإاا ادو بكلدب‬
‫يلهث يأثل اليرى رن الغطن ؛ فقال ‪ :‬لق بلغ اذا ريل الذ بلدغ بد ؛ فمد خ ده ح‬
‫ثم أرسكه ب يه ح ثم ق فسقى الكلب ؛ فركر هللا له فغ ر له “ ح قالوا ‪ :‬يدا سدول‬
‫بة أجر “ (‪. 3‬‬
‫هللا ح وإن لرا ف البهاعم أجرا ؟ قال ‪ ” :‬نغم ح ف ثل ثب‬
‫اكذا تراع الردريغة اإلسدالرية حقدوق الحيواندات فد الحيداة ح فمدا بدالكم‬
‫بمدددن ي سددد ون فددد اَ ُ ح ويهلكدددون الحدددر والرسدددل ح ويدددداون اإلنسدددان‬
‫والحيوانات ح واذع ثلها صو رن صو اإلفسا فد اَ ُ ثمدا قدال – تغدالى ‪-‬‬
‫(‪ )1‬رواه آ مسلم (‪.)1552‬‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود (‪)2675‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري كتاب المساقاة‪ ،‬باب ف ل سقي الماا ( ‪.)2234‬‬
‫‪- -375‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ُ فسدا ا أن يُقتَّلُدواْ‬
‫‪ِ ( :‬إنَّما جزاا الَّ ِذين يُحا ِ بُون ه‬
‫اّلل و سُولهُ ويسْغوْ ن ِف اَ ْ ِ‬
‫أوْ يُصددلَّبُواْ أوْ تُق َّ‬
‫ِيه ْم وأ ْ ُجلُ ُهددم ِ هرد ْ‬
‫ُ ا ِلدده ل ُه د ْم‬
‫دن ِخددالفٍ أوْ يُر ددوْ اْ ِرددن اَ ْ ِ‬
‫طددع أ ْيد ِ‬
‫اآلخر ِة عذاب ع ِظيم ) [الماع ة‪. ]33:‬‬
‫ِخ ْز ِف ال ُّ ْنيا ول ُه ْم ِف‬
‫ِ‬
‫وق اختلدف الغلمداا فد ادذا ال سدا المدذثو فد ادذع اآليدة الكريمدة ردااا‬
‫او؟ فقيل ‪ :‬الررن ح وقيل ‪ :‬قطع الطريق ح وراار الرظم القرآن أنده ردا يصد ق‬
‫عليه أنه فسدا فد اَ ُ ح فالردرن فسدا فد اَ ُ ح والبغد علدى عبدا هللا‬
‫بغير حق فسا ف اَ ُ ح وا م البريان وقطع اَ جا ح وتغدوير اَنهدا فسدا‬
‫ف اَ ُ ح فغرفت بهذا أنه يص ق على اذع اَنواع أنها فسا ف اَ ُ “‪.‬‬
‫وق فصلت اآلية الغقوبة ح وقصراا ثيير رن ال قهداا علدى اهعتد اا علدى‬
‫اَن س واَروال رع اإلخافة إه أن اآلية تبقدى علدى عمورهدا فيمدا يهد رصدالح‬
‫المسلمين ثما صر أال الغلم‪.‬‬
‫وه يب أن إاالن الحر والرسل واإلسدراف فد الصدي والرعد إلدى حد‬
‫الجو وتغوير اَنها ح وتلويث رجا المياع والبحدا لهدو ردن أعظدم ال سدا ح‬
‫ُ‬
‫وص ق هللا الغظيم ح إا وصف اله بال سا فقدال ‪ ( :‬و ِإاا تدولَّى سدغى ِفد اَ ْ ِ‬
‫س فِ ِيها ويُ ْه ِله ْالحرْ والرَّسْل و ه‬
‫اّللُ ه ي ُِحبُّ ال سا ) [البقــرة]‪.‬‬
‫ِليُ ْ ِ‬
‫ورددن الغقوبددات تددذوق ال سددا حسددب ق د ع ف د البيئددةح واهثتددواا برددا عح‬
‫والتألم بما يصيبرا رره ه تبا أحوال الحياة وأوضاعها بأعمال الراسح وثسدبهم‬
‫عر غياب المرهج القويم والغمل الصالح ح واهستسالم ل ادواا التد تدد إلدى‬
‫فق ان اهنسجام ردع البيئدة والمحافظدة علدى روا ادا تقد يما للمصدالح وترجيحدا‬
‫للرددهوات ح قددال ‪ -‬تغددالى ‪ ( : -‬رهددر ْال سددا ُ فِ د ْالبد ِ هدر و ْالب ْحد ِدر ِبمددا ثسددب ْت أ ْي د ِ‬
‫ه ْم يرْ ِجغُون ) [الروم‪.]41:‬‬
‫اس ِليُذِيقهُم بغْا الَّ ِذ ع ِملُوا لغلَّ ُ‬
‫الرَّ ِ‬
‫‪- -376‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬حقوق اإلنسان البيئية عر الغرب ‪:‬‬
‫يرظر الغرب إلى البيئة بغدين اهعتبدا ح ولدذله نجد ع اعمدا رهموردا بوضدع‬
‫القوانين والمواثيق ال ولية ح وإاا أرغرا الرظر إلى ر هوم البيئة عر ام ح وثي يدة‬
‫ح ارهم على البيئة نج ام سغوا إلى را يل ‪:‬‬
‫‪ 1‬حماية البيئة ‪:‬‬
‫حيث تغمدل اَردم المتحد ة علدى حدل المرداثل البيئيدة الغالميدة ح وبوصد ها‬
‫رح ال وليا لبراا توافق الرأ والت اوُ على اهت اقدات ح تغدالج اَردم المتحد ة‬
‫رردداثل عالميددة ريددل تغيددر المردداخ ح وتآثددل بقددة اَوزون ح والر ايددات السددارة ح‬
‫وفقدد ان الغابددات ح واخت دداا اَنددواع الحيددة ح وتلددو الهددواا ح والمدداا ح فهددذع‬
‫رراثل إن لم تغالج لن يمكن ل سواق واهقتصا ات أن ت وم ف اَجدل الطويدل ؛‬
‫َن اَضددرا البيئيددة تسددترزف اليددروة الطبيغيددة الت د يقددوم عليهددا نمددو اإلنسددان‬
‫وبقا ع‪.‬‬
‫‪ 2‬توفير رياع الررب المأرونة ‪:‬‬
‫حيددث إن اَرددم المتح د ة عق د ت المدددتمر اَول للميدداع (‪1990 - 1981‬م‬
‫وأصددبح أثيددر رددن بليددون نسددمة يتمتغددون بإركانيددة الحصددول علددى ريدداع الرددرب‬
‫المأرونة َول ررة ف حياتهمح وبحلول عام (‪2002‬م أصدبح ‪ 1.1‬بليدون نسدمة‬
‫أخرى يحصلون علدى الميداع الرظي دةح وفد عدام (‪2003‬م زا ت السدرة ال وليدة‬
‫للميدداع الغذبددة الددوع بأاميددة حمايددة اددذا المددو اليمددينح ويهد ف الغقد الد ول‬
‫اليان للميداع (‪ 2015 - 2005‬إلدى تقليدل عد السدكان الدذين ه يحصدلون علدى‬
‫رياع رب رأرونة بمق ا الرصف‪.‬‬
‫‪ 3‬حماية بقة اَوزون ‪:‬‬
‫لغب برنارج اَرم المتح ة للبيئة ‪ WMO‬والمرظمة ال ولية ل صا‬
‫‪- -377‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الجوية ‪ UNEP‬و ا أساسيا فد إلقداا الضدو علدى الضدر الحدا فد بقدة‬
‫اَوزون التدددد تغلددددف ثوثددددب اَ ُ ح ونتيجددددة للمغاادددد ة المغروفددددة باسددددم‬
‫إلنتددا‬
‫” بروتوثددول رونتريددال “ تغمددل حكورددات الغددالم علددى اإلنهدداا المت د‬
‫الكيماويات الت سببت تآثدل بقدة اَوزون ح وعلدى اسدتب الها ببد اعل رأروندة ح‬
‫وسوف يجرب اذا الجه راليين الراس ال طر المتزاي باإلصدابة بسدر ان الجلد‬
‫رن جراا التغرُ الزاع ل غة فوق البر سجية‪.‬‬
‫‪ 4‬السغ لحل رركلة المراخ ‪:‬‬
‫تغير المراخ رركلة عالمية تتطلب حدال عالميدا ح وثاندت اَردم المتحد ة فد‬
‫ص ا ة الجهو المبذولة لتقييم الجواندب الغلميدة للمردكلة ح وإيجدا حدل سياسد‬
‫لهددا ح ويصدد ال ريددق الحكددور الدد ول المغردد بتغييددر المردداخ ح الددذ يضدددم‬
‫(‪ 2000‬رن الغلماا البا زين ف ري ان تغير المراخح تقييمات علمية دارلة ثدل‬
‫خمس أو ست سدروات ح وفد عدام (‪ 2007‬خلد ال ريدق إلدى أن حد و تغيدر‬
‫المردداخ أرددر ردثد ح وإلددى أن اَنرددطة البرددرية اد السددبب الرعيسد لح وثدده ح‬
‫ويت دداوُ أعضدداا الددـ ‪ 192‬فد ات اقيددة اَرددم المتحد ة اإل ا يددة لتغيددر المردداخ ح‬
‫للتوصل إلى ات داق تستر د بده البلد ان فد الحد ردن اهنبغاثدات التد تسدهم فد‬
‫تغيددر المردداخ ح ويسدداع البل د ان علددى التكيددف رددع اآلثددا الراجمددة عردده علددى ح د‬
‫سواا ح وثان برنارج اَرم المتح ة أن تساع اَرم المتحد ة البلد ان الراريدة فد‬
‫التصدد لتحددد يات تغيددر المرددداخ الغددالم ح وقددد ددكلت ‪ 27‬ردددن وثدداهت اَردددم‬
‫المتح د ة ددراثة للتص د للمرددكلة علددى نحددو ددارلح فمدديال يقددوم ررفددق البيئددة‬
‫الغالم برنارج اَردم المتحد ة اإلنمداع ح وبرندارج اَردم المتحد ة للبيئدة والبرده‬
‫ال ول بتمويل ررروعات ف البل ان الرارية ح والمرفق باعتبدا ع اآلليدة الماليدة‬
‫هت اقية تغيدر المرداخ ح ي صد حدوال ‪ 250‬رليدون وه ا سدرويا لمردروعات‬
‫ف رجاهت ث ااة الطاقة ح وأ كال الطاقة المتج ة ح والرقل وغيرع ردن وثداهت‬
‫‪- -378‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اَرددم المتح د ة ف د ص د ا ة الجهددو المبذولددة ‪ UNEP‬المسددت ام للبيئددة لترميددة‬
‫الوع بهذع المركلة‪.‬‬
‫‪ 5‬الغمل على حظر انترا الموا السارة ‪:‬‬
‫حيث تسغى ات اقية استكهولم برأن الملوثات الغضوية اليابتة إلى ت لي‬
‫الغددالم رددن بغددا أخطددر المددوا الكيماويددة علددى اإل ددالق ح وترثددز اهت اقيددة التد‬
‫صد َّقت عليهددا ‪ 164‬ولددة علددى ‪ 12‬رددن المبيد ات الحرددرية ح والمددوا الكيماعيددة‬
‫والصددراعات ال طيددرة الت د يمكددن أن تقتددل الردداسح أو ت د رر أجهددزتهم الغصددبية‬
‫والمراعيددةح أو تسددبب السددر ان واَرددراُ اإلنجابيددة ح وتغرقددل نمددو اَ ددال‬
‫وتسدداع ات اقيددات وخطد عمددل أخددرى ل رددم المتح د ة ف د حمايددة ترددوع اَحيدداا‬
‫ورغالجة تغير المراخ ح وحماية الكاعردات المهد ة بداهنقراُ وركافحدة التصدحر‬
‫وترظيف البحا اإلقليمية ح وررع نقل الر ايات ال طرة عبر الح و ‪.‬‬
‫‪ 6‬الوصول إلى اهستقرا والرظام والح رن التلو البحر ‪:‬‬
‫اَرددم المتح د ة ف د رق رددة الجهددو ال وليددة الها فددة إلددى ترظدديم اسددت ام‬
‫المحيطات ف إ ا ات اقية واحد ةح وتدوفر ات اقيدة اَردم المتحد ة لقدانون البحدا‬
‫لغام (‪1982‬م ح الت تتمتع بقبول عالم تقريبا َول ردرة إ دا ا قانونيدا دارال‬
‫لكددل اَنرددطة ف د المحيطددات والبحددا ح وترسد اهت اقيددة قواع د إقارددة المرددا ق‬
‫البحرية ح وحقوق وواجبات ال ول الساحلية ح وغير السداحلية ح بمدا فد الده ردا‬
‫يتغلق بالمالحة وحماية البيئة البحرية ح واَبحا الغلمية البحريدة ح والمحافظدة‬
‫علددى المددوا البحريددة الحيددة ح واسددت ارها المسددت ام وتتضددمن اهت اقيددة آليددات‬
‫لتسوية المرازعات‪.‬‬
‫‪- -379‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫جـ ‪ -‬الحقوق البيئية فى المما سات الغربية ‪:‬‬
‫يجددد بردددا أن نتسددداال اردددا ادددل اسدددتطاع الغدددرب أن ير دددذ ادددذع اهت اقدددات‬
‫والمواثيق والغهو على ن سه ح أو على غيرعح والت تميل ف رجملهدا الحقدوق‬
‫البيئية عر الغرب؟ اذا را سرسغى لإلجابة عره ف الرقا التالية ‪:‬‬
‫ بالرسبة لمياع الررب ‪:‬‬‫إاا اعت نا نحن أال الردرق علدى درب الميداع الملوثدة نتيجدة إلقداا الد ول‬
‫الغربية لر اياتها ف بحا نا ورياارا اإلقليمية ح فق وج نا رردكلة التلدو ادذع ه‬
‫تغيب عرهم أيضا حيث إن رياة ‪ 100‬رليون أو ب غير صالحة للررب‪.‬‬
‫ثرددف تقريددر أن أثيددر رددن ‪ 100‬رليددون أو ب د ي تقددرون للميدداع الصددالحة‬
‫للرددرب ح رددا يرددتج عردده وفدداة ‪ 40‬ددال يوريددا بسددبب اإلسددهال الردداتج عددن ددرب‬
‫المياع الملوثة‪.‬‬
‫وبحسب التقرير الصا عن اَرم المتحد ة فقد سدجل أثيدر ردن ‪ 170‬ألدف‬
‫حالة ررضية على عالقة بالمياع عام (‪ 2006‬رن بيرها ‪ 120‬ألف حالدة أصديبت‬
‫بالتهاب الكب الوباع ال ئة أ‪.‬‬
‫وثرف التقرير اَرم أن أثير رن ‪ 16‬ف الماعة رن سكان رق أو با ه‬
‫يحصددلون علددى الميدداع الصددالحة للرددرب ح بيرمددا أثيددر رددن نصددف السددكان فدد‬
‫المرا ق الري ية ه يحصلون على رصا نظي ة للمياع أو صرف صدح رراسدب‬
‫حسب ‪.CNN‬‬
‫بمددوازاة الدده أسسددت ايئددة رسددتقلة أ لددق عليهددا اسددم لجرددة اهسددتجابة‬
‫لضمان ررع و قابدة وت ديا رغد ل اَردراُ المرتبطدة بالميداع ح وزيدا ة عد‬
‫اَو بيين الذين يحصلون على المياع اآلررة‪.‬‬
‫‪- -380‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثمدددا سدددتتولى اللجردددة المغريدددة اإل دددراف علدددى وضدددمان اسدددتجابة الددد ول‬
‫اَو بية لبروتوثدول لرد ن حدول الميداع والصدحة ح وفقدا لمدا نصدت عليده ات اقيدة‬
‫حماية واستغالل المجا الماعية والبحيرات ال ولية المرترثة فيما بين ال ول ح‬
‫وتم تركيل اللجرة رن قبل ررظمة الصحة الغالمية ح واللجرة اهقتصا ية َو بدا ح‬
‫وتضم تسغة خبراا رستقلين‪.‬‬
‫وعلى الجهة اَخرى رن اَ لس عير فريدق بحدث تدابع َسو ديت بدرس‬
‫على أنواع ثييرة رن اَ وية التد تسدت ع وصد ات بيدة فد خزاندات التزويد‬
‫بمياع الررب الت يغتم عليها ‪ 41‬رليون أرريك ‪.‬‬
‫ورن ضمن الغقاقير الت عير عليها رضا ات حيوية ح وأخرى يتم تراولهدا‬
‫ف اَرراُ الر سية فضال عن عقاقير اررونية جرسية‪.‬‬
‫وأوضددحت الوثالددة أن ال ح د الددذ اسددتمر خمسددة ددهو ح خل د إلددى‬
‫وجو اذع الرسب ف خزانات التزوي بـ ‪ 24‬ررطقدة حيويدة تمتد ردن ثالي و نيدا‬
‫الجروبية حتى مال نيوجرس ح ورن يترويت إلى لويس يل‪.‬‬
‫واكذا وج نا أن المجتمع الغرب يضع القوانين والمواثيق ولكن ه يغيراا‬
‫أ نى ااتمام ح بل اذع القوانين ه تطبق إه على غيرام رن ول الغالم اليالث‪.‬‬
‫فق‬
‫رعت تله المرظمات الغربية حظر است ام را يل ‪:‬‬
‫‪ -1‬است ام اَسلحة الكيماوية ‪.‬‬
‫‪ -2‬است ام اَسلحة الرووية ‪.‬‬
‫‪ -3‬أسلحة ال وس و اَبيا الحا ق والسام ‪.‬‬
‫‪ -4‬اَسلحة اهنرطا ية والقرابل الغرقو ية ‪.‬‬
‫‪ -5‬اَسلحة اه تجاجية ‪.‬‬
‫‪- -381‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -6‬الغازات السارة ‪.‬‬
‫‪ -7‬المتل ة ل نسجة ‪.‬‬
‫‪ -8‬أسلحة الرابالم الحا ق ‪.‬‬
‫ولكددن اددل تحددرم اددذع القددوانين علددى ثددل المجتمغددات والقددوى ح أم علددى‬
‫بغضها ون اآلخر ؟‪.‬‬
‫بددالطبع ت د ل الرددواا علددى ع د م صددحة اددذع اهفتراضددات ح فق د وضددغوا‬
‫القوانين للح ار على صحة اإلنسان ح ولكررا عرد را نصدحو علدى الحقيقدة ح نجد‬
‫خالف اله ح وال ليل على اله تله المما سات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إ غال الحربين الغالميتين ‪:‬‬
‫رن استقرأ التدا ي يجد أنهدم ردن اصدطرغوا الحدربين الغدالميتينح و ردروا‬
‫رغظددم الغددالم بهددا حتددى نحددن المصددريين لددم نددرج ررهدداح حيددث رددا زالددت ألغددارهم‬
‫المز وعة ف أ ضرا تحص أ واحرا حتى اآلنح بالرغم رن انقضداا تلده الحدرب‬
‫ررذ أثير رن نصف قرن حيدث تغدان رصدر رردذ عدام (‪1942‬م ردن اَلغدام التد‬
‫ز عها الحل اا ف الحرب الغالمية اليانية (‪1945 - 1939‬م ف أ ُ الغلمدين‬
‫رسر الغمليات القتالية ح والت بلغدت ‪ 30‬رليدون لغمدا قاردت بز عهدا ثدل ردن‬
‫بريطانيددا ألمانيددا إيطاليددا وفرنسددا بحجددة عمددل حددواجز صددراعية تغويضددية عددن‬
‫الرق ف الحواجز الطبيغية غير المتوفرة ف الصحراا الغربية‪.‬‬
‫وإاا تجاوزنا تله الحروب نجد ثا ثدة ردن أثبرالكدوا التد رر ندا بهدا ح‬
‫وا د حا ثددة ترددرنوبيل حيددث أ ت اهن جددا ات الت د ح د ثت ف د الم اعددل أ بغددة‬
‫التددابع لمحطددة الطاقددة الروويددة فد ترددرنوبيل بأوثرانيددا التد ثانددت تميددل إحد ى‬
‫جمهو يات اهتحا السوفيت ف (‪1986‬م آنذان ح إلدى تسدرب ثميدة ااعلدة ردن‬
‫المددوا الروويددة ف د البيئددة ح وبغ د الدده ترسددبت تلدده المددوا أساسددا ف د البل د ان‬
‫‪- -382‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اَو بيدددة ح وخصوصدددا فددد رردددا ق واسدددغة ردددن بددديال وس واهتحدددا الروسددد‬
‫وأوثرانيا‪.‬‬
‫وخددالل ال تددرة الممت د ة بددين عددار (‪1986‬م ح ‪1987‬م ددا ن رددا تق د يرع‬
‫‪ 350000‬ررظدددف ح أو ” رصدددف “ ردددن الجدددين وردددور المحطدددة الروويدددة‬
‫والرددر ة المحليددة ح و جددال المطددافئ فد اَنرددطة اَوليددة الراريددة إلددى احتددواا‬
‫الحطام المرع وإزالته‪.‬‬
‫وتغددددرُ نحددددو ‪ 240000‬رصددددف َعلددددى الجرعددددات اإل ددددغاعية لدددد ى‬
‫اضددطالعهم بددأام أنرددطة الت يددف رددن ح د ة الكا ثددة ضددمن المرطقددة المحيطددة‬
‫بالم اعدددلح والممتددد ة علدددى رسدددافة ‪ 30‬ثدددم ح وبغددد الددده ا ت دددع عددد المصددد ين‬
‫المسجلين إلدى ‪ 600000‬ردع أنده لدم يتغدرُ لمسدتويات عاليدة ردن اإل دغاع إه‬
‫نسبة قليلة ررهم‪.‬‬
‫وتم ف فصل الربيدع والصديف ردن عدام ‪ 1986‬إجدالا ‪ 116000‬د‬
‫رددن المرطقددة المحيطددة بم اعددل ترددرنوبيل إلددى ررددا ق غيددر رلوثددةح وتددم ترحيددل‬
‫‪ 230000‬آخرين ف اَعوام الالحقة‪.‬‬
‫ويغدددين نحدددو خمسدددة راليدددين نسدددمة حاليددداح فددد رردددا ق ردددن بددديال وس‬
‫واهتحا الروس وأوثرانيا حيث ي وق ترسُّب السيزيوم المرع ‪ 37‬ثيلو بيكريل‬
‫ردددن أولئددده الرددداس يغيردددون فددد‬
‫م‪ 1( 2‬ح وه يدددزال نحدددو ‪ 270000 :‬ددد‬
‫ررددا ق صددر ها اهتحددا السددوفيت بمرددا ق اات قابددة رردد َّ ةح حيددث يتجدداوز‬
‫التلو بالسيزيوم المرع ‪ 555‬ثيلو بيكريل م‪.2‬‬
‫وثاندددت عمليدددات اإلجدددالا والترحيدددل تجربدددة قاسدددية بالرسدددبة لكييدددر ردددن‬
‫السكان ح واله بسدبب ُّ‬
‫تمدزق دبكاتهم اهجتماعيدة ح وعد م قد تهم علدى الغدو ة‬
‫إلددى بيددوتهم ح ثمددا عددانى الكييددر رددرهم رددن الوصددم اهجتمدداع بسددبب ” خل يددة‬
‫التغرُ “‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪- -383‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وباإلضددافة إلددى ع د م تزوي د السددكان المتضددر ين بمغلورددات روثوقددة ف د‬
‫السدددروات اَولدددى التددد عقبدددت الكا ثدددة ح انتردددر دددغو ثبيدددر بغددد م اليقدددة فددد‬
‫المغلوردددات الرسدددمية ح فضدددال عدددن رغظدددم المرددداثل الصدددحية ل ل يدددة التغدددرُ‬
‫لإل غاعات المربغية رن تررنوبيل‪.‬‬
‫وتغط صحي ة الوقاعع نبذة عارة عن اآلثا الصحية الراجمدة عدن حا ثدة‬
‫ترددرنوبيل ح والتد يمكددن إثباتهددا اسددترا ا إلددى اسددات علميددة عاليددة الجددو ة ح‬
‫ورددن ددأن المغلورددات السددليمة وال قيقددة أن تسدداع علددى تضددمي جددرو أثيددر‬
‫الراس تضر ا رن الكا ثة‪.‬‬
‫بل وثانت الحدرب اَخيدرة علدى غدزة لديال أيضدا علدى عد م احتدرام البيئدة‬
‫حيددث أث د الغسددكر اللبرددان الغمي د المتقاع د أرددين حطددي ال بيددر ف د الرددئون‬
‫الغسددكرية واهسددتراتيجية ‪ :‬أن إسددراعيل اسددتغملت فد غددزة خمسددة أصددراف رددن‬
‫اَسددلحة المحررددة وليددا ح والتدد تغتبددر نوعددا رددن اهنتهددان القددانون الدد ول‬
‫واإلنسدان ح واددذع اَسددلحة اد ‪ :‬أسددلحة ال وسد و اَبدديا الحددا ق والسددام ح‬
‫واَسلحة اهنرطا ية ح والقرابل الغرقو يدة ح وأسدلحة تال دة ل نسدجة ح وأسدلحة‬
‫الغازات السارة ح وأخيرا سدال الرابدالم الحدا ق التد ألقيدت صدبا يدوم اَحد ح‬
‫وسببت حراعق ااعلة ح و خانا يد إلى اهختراق‪.‬‬
‫اذع ا بغا الرماا رن حروبهم ح فمااا عن رراثل البيئة الت صدرغها‬
‫جرغهم وصراعهم؟ ح ولرأخذ رياه على اله ف رركلة اهحتباس الحرا ‪.‬‬
‫وصف عالم ال يزياا البريطان ستي ن اوثيرغ التغير المراخ على ثوثب‬
‫اَ ُ بأنده أ د خطدو ة ردن اإل اداب ؛ رحددذ ا ردن أنردا بوصد را ردوا رين فد‬
‫الغالم ح فإنه يقع على عاتقرا واجب تحذير عارة الراس رن الم ا ر التد نغدين‬
‫رغها ثل يوم‪.‬‬
‫‪- -384‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وجدداا تحددذير اوثيرددغ بغ د أن ثرددف تقريددر بريطددان الرقدداب عددن صددو ة‬
‫ررعبة بيئيا لغام (‪2007‬م إا تكهن أن الغام الحال يغ أح أثير أعوام التدا ي‬
‫س د ونة ح والدده بسددبب ت دداقم ردداارة اهحتبدداس الحددرا ح الت د ته د بددذوبان‬
‫بقددات اليلددو بالمرددا ق المتجم د ة ح وته د أيضددا بددانقراُ أنددواع ثييددرة رددن‬
‫الطيو والرباتات‪.‬‬
‫و بقددا لمددا و بموقددع الددـ ” سد إن إن “ حددذ اددذا التقريددر رددن روجددات‬
‫ج اف ثبيرة ف أستراليا وأعاصير ف آسيا ح وفيضانات فد أريرثدا الجروبيدة ح‬
‫رع توقع تغرُ التوازن البيئ لكوا بسبب ت اقم راارة ”الريردو“ الم فوعدة‬
‫بتزاي الغازات ال فيئة‪.‬‬
‫وترددير آخددر القياسددات الت د أجريددت لطبقددة اَوزون إلددى أن حجددم الضددر‬
‫الددذ لحقهددا اددذا الغددام يغددا ل تقريبددا أسددوأ قيدداس سددجل حتددى اآلن ح والدده لغ د م‬
‫ااتمام ال ول والمدسسات اَو بية بمواثيق الح ار على البيئة‪.‬‬
‫رن جانبة حدذ الد ثتو فيدل جدونز رد ير أبحدا المرداخ فد جارغدة أنجليدا‬
‫الرددرقية ح أن أ ترددكل لظدداارة ”الريرددو“ اددذا الغددام ح حتددى لددو برددكل رتوس د‬
‫سي فع باتجاع ا ت اع حرا ة اَ ُ إلى رغ هت غير رسبوقة ‪.‬‬
‫وأوضح جونز أن التغيرات ف رغ هت حرا ة الكوثدب رهمدا ثاندت ي دة‬
‫ستترن آثا ا وخيمة ور ررة ح اله بسدبب اثتسداب الغواصدف لدزخم أثبدر نتيجدة‬
‫از يا تب ر رياع البحدا ح وأضداف ‪ :‬اردان احتمدال برسدبة ‪ 60‬بالماعدة أن يكدون‬
‫اذا الغام أثير أعوام اَ ُ حرا ة ح واذا ف حدال ح وثده سديترن آثدا ا تردمل‬
‫ثل أ جاا الغالم ‪.‬‬
‫ويأت تقريدر جدونز بغد را أعلردت رصدلحة اَ صدا الجويدة البريطانيدة أن‬
‫الغام (‪2006‬م ثان اَ حدرا ة فد تدا ي الدبال رردذ الغدام (‪1659‬م ح والده‬
‫بدددالتزارن ردددع إعدددالن نيكدددوهس سدددتيرن ح ال بيدددر اهقتصدددا لددد ى الحكوردددة‬
‫‪- -385‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫البريطانية أن ا ت اع حرا ة اَ ُ سيكلف غوب الغالم را بين ‪5‬ح ‪ 20‬بالماعدة‬
‫رن خلها القور سرويا‪.‬‬
‫وه تقف أضرا اهحتباس الحرا على ا ت اع الحرا ةح بدل تت طدى الده‬
‫إلى انقراُ أندواع ثييدرة ردن الطيدو والرباتداتح وقد أثد ال بدراا أن نحدو ‪70‬‬
‫نوعا رن الض ا ع انقرضت بسبب التغيرات المراخيةح ثما أن اَخطا تحي بمدا‬
‫بين ‪ 100‬إلى ‪ 200‬رن أنواع الحيوانات الت تغين ف المرا ق البا ة‪.‬‬
‫ونقال عدن اَسو ديت بدرس تقدول اهختصاصدية فد علدم اَحيداا بجارغدة‬
‫تكساس ثاريل با ريسان ‪ ” :‬أخيدرا نحدن نرداا انقدراُ عيردات ردن اَحيداا ح‬
‫ل يرا اَ لة ‪ ...‬إنها ارا ‪ ...‬إنها حقيقة‪ ..‬إنهدا ليسدت رجدر حد س علمداا اَحيداا‬
‫بل حقاعق تح “‪.‬‬
‫ويبددد الغلمددداا قلقدددا بالغدددا تجددداع بغدددا حيواندددات المردددا ق البدددا ة ريدددل‬
‫البطريق وال ببدة القطبيدة ح وثي يدة تأقلمهدا ردع سدرعة ا ت داع حدرا ة اَ ُ ح‬
‫فق تراجغت أع ا ” البطريق اإلربرا و “ ردن ‪ 300‬زو بدالغ إلدى تسدغة فقد‬
‫ف القطب الغرب ح فضال عن ال ببة القطبيدة التد تراجغدت أعد ا اا وأوزانهدا ح‬
‫وفد السددياق ااتدده أعلرددت الحكورددة البريطانيددة عددن تقريددر ثانددت قد أع تدده عددن‬
‫ردداارة اهحتبدداس الحدددرا الكددون ح أثدد أن فدددرُ بقدداا اهنبغاثددات الغازيدددة‬
‫الراجمة عن راارة اهحتباس الحرا تحت رستويات ”ال طرة“ ضئيل ج ا‪.‬‬
‫وأعلن التقرير عن ر اوفده ردن اوبدان الجليد فد ” غريرالند “ الدذ قد‬
‫يقددو إلددى ا ت دداع رسددتوى البحددا حددوال ‪ 7‬رتددا ف د غضددون السددروات اَلددف‬
‫المقبلددة ح ويدث د أح د ال بددراا أن ثددل ا ت دداع ف د الحددرا ة برسددبة جددة رئويددة‬
‫واح ة يزي ال طر برسبة ثبيرة ح ويدثر بركل ثبير وسريع على اَنظمة البيئية‬
‫الضغي ة “‪.‬‬
‫‪- -386‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وأرا عن اَخطا الت رن الممكن أن تح ف حالة ا ت اع رغد ل حدرا ة‬
‫جتين فق ح اا التقرير ف الرق الكبير ف المحاصيل الز اعيدة فد الد ول‬
‫المتق رة والرارية ح وتضاعف رغ ل اَ اض الز اعية بيال ررات ح رع حرثدة‬
‫لرق الميداع‬
‫تهجير ثبيرة لسكان مال أفريقيا ح وتغرُ (‪ 8, 2‬رليا‬
‫ح وخسا ة ‪ 97‬فد الماعدة ردن الردغب المرجانيدة ح وانتردا ردرُ المال يدا فد‬
‫أفريقيا و مال أرريكا‪.‬‬
‫وق أفا ت اسة علمية ح يية أن راارة اهحتبداس الحدرا بد أت تددثر‬
‫على ررطقة حوُ البحدر المتوسد والبرازيدل وغدرب الوهيدات المتحد ة ح وردن‬
‫المتوقع أن تكون ثا ثة ح وخاصدة ردع تزايد فتدرات الج داف والحدرا ة ح واطدل‬
‫اَرطا الت تز ا بركل إعصا ‪.‬‬
‫وأ ا المغهد الدو ر اَرريكد َبحدا المرداخ إلدى أن السدروات المقبلدة‬
‫ستكون اَصغب بيئيا ح وسدتغان رردا ق بغيرهدا ردن الضدر بردكل ي دوق سداعر‬
‫ررا ق الغالم ‪.‬‬
‫‪- -387‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثانيا ‪ :‬الحقوق الصحية لإلنسان ف اإلسالم‬
‫لق تضمن القرآن الكريم ثييرا ردن التردريغات التد تغردى بتوجيده المسدلم‬
‫إلدددى أسدددس الح دددار علدددى الصدددحة والوقايدددة ردددن المدددرُ ح ويالحدددظ فددد ادددذع‬
‫الترريغات أنها حقوق وواجبات ف الوقت ن سه ح ثما أنها يمكن تصدري ها علدى‬
‫أن حقددوق اإلنسددان علددى ن سدده قبددل أن تكددون حقوقددا لدده علددى اآلخددرين أو علددى‬
‫رجتمغدده ؛ َن اإلنسددان رطالددب بددأن يحددافظ علددى ن سدده ح وعلددى صددحته الب نيددة‬
‫والغقلية والر سدية ح وإلدى جدة عاليدة ردن اهلتزاردات الم روضدة عليده لغدين‬
‫حياة صحية اانئة ح وفيما يل ت صيل لتله الحقوق‪:‬‬
‫ه يركددر أحدد أن إصددابة اإلنسددان بالغلددل واَرددراُ الجسدد ية ترجددع إلددى‬
‫سدلوثيات ورما سدات اإلنسددان ال ا ئدة رددع بيئتده ح وردن حددق ن سده ح وبإامددال‬
‫الرظافددة الر صددية ح ورما سددة الغددا ات ال ا ئددة أيضددا فد غاردده و ددرابه رددن‬
‫حيث الروع والكمية‪.‬‬
‫وثددذا إقارددة الغالقددات الجرسددية اآلثمددةح لددذا عرددى القددرآن الكددريم بتصددحيح‬
‫سلون المسدلم فد ادذع الردواح ثلهداح ردع غدرس السدلون الصدح الوقداع فد‬
‫ن سه ح بحيث يصبح ادذا السدلون سدمة ردن سدماته المميدزة لده ح فليسدت الغايدة‬
‫ا د عددال رددن يلددم بدده المددرُ ح ولكددن وقايتدده رددن أن يصدداب بددأ رددرُ رددن‬
‫اَرددراُ ح واددو عددين رددا اتجهددت إليدده ررظمددة الصددحة الغالميددة ردددخرا ح ورددا‬
‫أوصى به خبراا الصحة على رستوى الغالم ‪.‬‬
‫وتتألق عظمة الرريغة اإلسالرية ف اذا ف أنها عقد ت با دا وثيقدا بدين‬
‫السددلون الصددح وغيددر الصددح ح وبددين الحددالل والحددرام ح فكددل رددا حددرم علددى‬
‫المسلم أثله و ربه أو رما سدته ح لدم تغدب اَسدباب الصدحية الوقاعيدة عدن علدة‬
‫التحريم‪.‬‬
‫‪- -388‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وتتميل التغاليم اإلسالرية ف المحافظة على الصحة الغارة بما يل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الرظافة الر صية‪.‬‬
‫‪ -2‬اهبتغا عن تراول ثل را يدا الب ن‪.‬‬
‫‪ -3‬اهعت ال ف أخذ المباحات‪.‬‬
‫‪ -4‬اهلتزام بالغ ة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الرظافة الر صية‪.‬‬
‫حددث اإلسددالم علددى نظافددة الب د ن فقددال ‪ ” : $‬الرظافددة ت د عو إلددى اإليمددانح‬
‫واإليمان ي عو إلى الجرة “ (‪. 1‬‬
‫واكددذا نج د أن الرظافددة إح د ى عدداعم اإلسددالم ح وا د تددد إلددى خددول‬
‫صددداحبها الجردددة ح وحتدددى يكدددون المسدددلم نظيدددف البددد ن ح فقددد ألزرتددده الردددريغة‬
‫اإلسالرية بضرو ة الوضوا للصالة والغسل رن الجرابة والحيا‪.‬‬
‫ويطلق ال قهداا علدى ادذا الردوع ردن الرظافدة اسدم ‪ :‬الطهدا ة ردن الحد ح‬
‫وال ب دث ح والح د نوعددان ‪ :‬أثبددر وأصددغرح فدداَثبر رددا يوجددب الغسددل ثالجرابددة‬
‫والحيا والر اس‪.‬‬
‫قال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬يا أيُّها الَّذِين آررُواْ ه ت ْقربُواْ الصَّدالة وأندت ُ ْم سُدكا ى حتَّدى‬
‫سلُواْ ) [الرســاا‪.]43:‬‬
‫تغْل ُمواْ را تقُولُون وه ُجرُبا إِهَّ عا ِب ِر س ِبي ٍل حتَّى ت ْغت ِ‬
‫ديا قُد ْل ُادو أاى فدا ْعت ِزلُواْ ال ِرهسداا‬
‫دن ْالم ِح ِ‬
‫وقال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬ويسْألُونه ع ِ‬
‫يا وه ت ْقربُو ُا َّن حتَّى ي ْط ُهرْ ن ) [البقــرة‪.]222:‬‬
‫فِ ْالم ِح ِ‬
‫(‪)1‬أخرجه الطبراني في األوسط ( ‪.) 7311‬‬
‫‪- -389‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وعن عاعرة ‪ g‬ثان الرب ‪ $‬ي ثه ال جرح واو جرب رن أاله ح ثم يغتسدل‬
‫ويصوم(‪. 1‬‬
‫وعددن السددي ة عاعرددة ‪ g‬قالددت ‪ :‬إن ارددرأة سددألت الربد ‪ $‬عددن غسددلها رددن‬
‫المحيا ح فأرراا ثيف تغتسل قدال ‪ ” :‬خدذ فرصدة ردن رسده فتطهدر بهدا “‬
‫قالت ‪ :‬ثيف أتطهر؟ قال ‪ ” :‬تطهر بها “ قالدت ‪ :‬ثيدف؟ قدال ‪ ” :‬سدبحان هللا ح‬
‫تطهر “ فاجتذبتها (‪ 2‬إل ح فقلت ‪ :‬تتبغ بها أثر ال م (‪. 3‬‬
‫والحددد‬
‫الوضوا‪.‬‬
‫اَصدددغر ردددا يوجدددب الوضدددوا ثدددالبول والغددداع وسددداعر ندددواقا‬
‫وق وى الب ا ف صحيحه عن أب اريدرة ‪ d‬قدال ‪ -‬قدال سدول هللا‬
‫‪ ” :‬ه يقبلن هللا صالة أح ثم إاا أح حتى يتوضأ “(‪. 4‬‬
‫‪$‬‬
‫أرددا ال بددث فهددو الرجاسددة الغالقددة بجسددم اإلنسددان ح أو فدد ثوبدده أو فدد‬
‫رصددالة ح وهبد رددن إزالتهددا بددالطهو ح وبقدداا لونهددا أو اعحتهددا يد ل علددى بقدداا‬
‫ااتها‪.‬‬
‫وإزالة الرجاسدة عدن جسدم اإلنسدان در فد صدحة الصدالة عرد جمهدو‬
‫الغلماا ح رن وجهة الرظر الطبية فإن اهسترجاا له و ثبير ف الرظافة ح حيدث‬
‫إن الت ل رن بقايا البراز رهم ج ا رن الراحية الصحية‪.‬‬
‫وق اثر ( ‪ .‬ال ‪ J.Hill‬ف ثتابه عن علم الباثولوجيا (‪: Pathology‬‬
‫أن الجرام الواح رن البراز يحتو على راعة ألف رليون خليدة بكتيريدة ح فضدال‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الصوم ‪ ،‬باب الصائم يصبح جنبًا ( ‪. ) 679‬‬
‫(‪ )2‬اجتذبتها آ جرر ها بشدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الحيض ‪ ،‬باب دلك المرأة نفسها ( ‪ )308‬و تب ي بها أثر الدم‪ ،‬أي آ نظفي بها ما بقي من الدم‬
‫في الفرج‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري كتاب الحيل ‪ ،‬باب في الصالة ( ‪.) 6554‬‬
‫‪- -390‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عن جراثيم أخرى ه تغد ‪ ...‬واردان أردراُ جرثوريدة ع يد ة ترتقدل بتلدو اليد‬
‫بكمية رن البراز الت غم قلتها فإنها تحتو على راليين الجراثيم‪.‬‬
‫ويذثر ( ‪ .‬ورسون ‪ J.Thomson‬ف ثتاب عدن الصدحة (‪: Hygin‬‬
‫أن حارل جرثورة التي وعي بما يكون ف الجرام الواحد ردن بدرازام أثيدر ردن‬
‫خمسة وأ بغين رليونا رن بكتريدا التي وعيد ح أردا ررضدى ال وسدرتا يا البكتيريدة‬
‫أو الط يليددة فمددن المسددتحيل إحصدداا ع د ال اليددا الجرثوريددة الت د ت ددر رددرهم‬
‫يوريا لكيرتها‪.‬‬
‫وق أثبتدت اسدة أجريدت فد ثليدة الطدب جارغدة (رانرسدتر أن البكتريدا‬
‫تر ذ رن ثمان بقات رن و ق التواليت إلى الي ح وتلوثهدا أثرداا عمليدة الدت ل‬
‫رن بقايا البراز‪.‬‬
‫ولذله يغتبدر المداا أفضدل وسديلة للرظافدة ح وعدن حكمدة التردزع ردن البدول‬
‫قبل الوضوا يقدول الد ثتو عبد الحميد القضداة فد بحدث لده عدن (ت دوق الطدب‬
‫الوقاع ف اإلسالم ‪.‬‬
‫إن البددول رجموعددة رددن المددوا السددارة يددت ل ررهددا الجسددم عددن ريددق‬
‫المجا البولية ح واو باإلضافة إلى الموا الكيمياعية الت يحتو عليها رلو‬
‫بالغ يدد رددن الجددراثيم ح فددإاا زا عدد الجدددراثيم علددى راعددة ألددف جرثورددة فددد‬
‫السرتيمتر المكغب الواح رن البول يغ صاحبه رريضا ح أرا إاا قل عدن الده فدال‬
‫يغ صاحبه رريضا ح واكذا يكون البول رملدواا بدالجراثيم فد أحسدن اَحدوال ح‬
‫وتلو الجسم أو المالبس به يغر التلو بما ة سارة وجراثيم ثييرة‪.‬‬
‫وق رر سول هللا ‪ $‬بقبرين فقال عدن صداحبيهما ‪ ” :‬إنهمدا يغدذبان ح وردا‬
‫يغذبان ف ثبير ح أرا أح اما فكان ه يسترزع رن البول ح وأرا اآلخر فكان يمر‬
‫بالرميمة “ (‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود ( ‪.) 20‬‬
‫‪- -391‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والوضوا واجدب لصدحة الصدالة حتدى إاا ثدان الجسد نظي دا والمدرا غيدر‬
‫جرب قال ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬يا أيُّها الَّذِين آررُواْ إِاا قُمْ ت ُ ْم إِلى الصَّال ِة ْ‬
‫سلُواْ وُ جُوا ُك ْم‬
‫فاغ ِ‬
‫ين )‬
‫ق وارْ سحُواْ ِب ُر ُ و ِ‬
‫س ُك ْم وأ ْ جُل ُك ْم ِإلى ْالكغْب ِ‬
‫وأ ْي ِي ُك ْم ِإلى ْالمرا ِف ِ‬
‫[الماعـــ ة‪.]6:‬‬
‫عن حمدران ردولى عيمدان بدن ع دان ‪ :d‬أنده أى عيمدان ‪ d‬عدا بوضدوا‬
‫فأفرغ على ي يه رن إناعه فغسلهما ثال ررات ح ثم أ خل يميره فد الوضدوا ثدم‬
‫تمضما واستررق واستريرح ثم غسل وجهه ثالثا وي يه إلى المرافق ثالثا ح ثم‬
‫رسح برأسه ح ثم غسل ثلتا جليه ثالثا ح ثم قدال ‪ :‬أيدت الربد ‪ $‬يتوضدأ اكدذا ح‬
‫وقال ‪ ” :‬رن توضأ وضوع اذا ثم صلى ثغتين ه يح فيهمدا ن سده غ در لده‬
‫را تق م رن انبه “ (‪. 1‬‬
‫وق أوج اإلسالم أنما ا لسلون الرظافة ح فغسل الجسدم بأثملده ادو أفضدل‬
‫د ا للطهددا ة ح واددو أرددر واجددب بغ د رما سددة اهتصددال الجرس د ح واهحددتالم‬
‫والحياح ولصالة الجمغة ح و مل الغسل جميع أعضاا الجسم ردن قمدة الدرأس‬
‫إلى أخم الق رين ‪.‬‬
‫فغن عاعرة ‪ g‬زو الرب ‪ $‬أن الرب ‪ $‬ثان إاا اغتسدل ردن الجرابدة بد أ بي يده ح‬
‫ثم يتوضأ ثما للصالة ح ثم ي خل أصابغه ف الماا في لل بها أصدول دغرع ح ثدم يصدب‬
‫على أسه ثال غرفات بي يه ح ثم ي يا الماا على جل ع ثله (‪. 2‬‬
‫وق د حددث اإلسددالم علددى غسددل الجمغددة ليكددون المسددلم اا اعحددة يب دة ف د‬
‫المسج ح و عن سلمان ال ا س ‪ g‬قال ‪ :‬قال سول هللا ‪: $‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)226‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري كتاب الغسل ‪ ،‬باب الوووا قبل الغسل ( ‪.) 245‬‬
‫‪- -392‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫” ه يغتسددل جددل يددوم الجمغددة ويتطهددر رددا اسددتطاع الطهددو ح ويد ان رددن‬
‫اره ح ويمس رن يب ن سه ح ثم ي ر وه ي رق بين اثرين ح ثم يصل را‬
‫ثتب له ح ثم يرصت إاا تكلم اإلرام إه غ ر له بيره وبين الجمغة اَخرى “ (‪. 1‬‬
‫والمتتبع لسرن اإلسالم ح وأحكاره ف الرظافة يج أن ثل سرة و اااا ردن‬
‫المرافع الصحية الكيير‪.‬‬
‫فميال ‪ :‬عر اهسترجاا حدذ اإلسدالم ردن اهسدترجاا بداليمين ح ترزيهدا لليد‬
‫اليمرى عن ربا رة اَقذا ح وحماية لها رن التلو بالجراثيم أو ال طريات التد‬
‫تكون ف روضع الغانة‪.‬‬
‫عدددن ح صدددة ‪ g‬أن الربددد ‪ $‬ثدددان يجغدددل بيميرددده أثلددده و دددربه وعطدددااع ح‬
‫و ماله لما سوى اله (‪. 2‬‬
‫ويتكددر الوضددوا عد ة رددرات فد اليددوم الواحد فددإن اإلنسددان بددذله يرظددف‬
‫اَجدزاا المكردوفة ردن جسدمه ح التد تكددون اَثيدر تلوثدا بدالجراثيم ح وقد أثبددت‬
‫علماا الجراثيم وجو أع ا ااعلدة ردن الجدراثيم علدى السدرتيمتر المربدع الواحد‬
‫رددن الجل د الطبيغ د ف د المرددا ق المكرددوفة ح تصددل إلددى زادداا خمسددة راليددين‬
‫جرثورة ح ورن المغروف أن الجراثيم تتكاثر بسرعة ح وللت ل ررها ه بد َّ ردن‬
‫غسل الجل باستمرا ‪.‬‬
‫ويغتبددر اَ بدداا جلدد اإلنسددان أوسددع عضددو فدد جسدد عح ويبلددغ رتوسدد‬
‫رساحة الجل نحو رترين رربغينح ويزي ع الجراثيم الم تل ة الموجدو ة علدى‬
‫اددذا الجل د وفقددا لمددا قددر ع ( فاير د وف ‪ Vindof‬ف د ثتابدده ( ‪Skin and‬‬
‫‪ Venral Diseases‬على سكان اَ ُ قا بة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الجم ة ‪ ،‬باب ال يفرق بين اثنين ( ‪.) 868‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أحمد‪.‬‬
‫‪- -393‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وق د أثبددت ‪ :‬أن اسددت ام الواح د يزيددل عددن جل د اإلنسددان أثيددر رددن ردداعت‬
‫رليون جرثورة ح وَن اذع الجراثيم ه تقف لحظة عن التكداثر فالبد ردن إزالتهدا‬
‫بركل رستمر و و لتبقى أع ا اا قليلة‪.‬‬
‫ورا أجمل قول الرسول الكريم ‪ $‬ف اله ‪ ” :‬حق على ثل رسلم أن يغتسدل‬
‫ف ثل سبغة أيام يورا ويغسل فيه أسه وجل ع “ (‪. 1‬‬
‫وق أرر اإلسالم المسلم أن يت ل رن فضدالت وآثدا الطغدام بدين أسدرانه‬
‫قال ‪ ” : $‬ليس ا أ على الملكين رن أن يريا بين أسدران صداحبهما غاردا‬
‫واو قاعم يصل “(‪. 2‬‬
‫والمغروف أن المضمضة ف الوضوا تح ظ ال م والبلغدوم ردن اهلتهداب ح‬
‫ورن تقيح لية اَسران ح وتق اَسران رن التسوس‪.‬‬
‫ويددو الد ثتو رحم د سددغي السدديو فد ثتابدده ‪ ( :‬رغجددزات فد الطددب‬
‫للرب د الغرب د رحم د ‪ $‬نصددا لل د ثتو (غددرزوز ف د ثتابدده (وقايددة اَسددران‬
‫وصحة اَب ان جاا فيه ‪:‬‬
‫"إن تسغين ف الماعة رن الراس الذين ي ق ون أسرانهم لو ااتمدوا برظافدة‬
‫فمهم لما فق وا أسرانهم قبل اَوان ح وإن الما ة الص ي ية والغ ونة التد تتكدون‬
‫ف د ال ددم ه يقتصددر ضددر اا علددى تقدديح الليددة ح فإنهددا ت د خل المغ د ة رددع اللغدداب‬
‫والطغدام فتمتصدها المغد ة ح وتسدر إلدى الد م وررده إلدى جميددع أعضداا الجسددمح‬
‫وتسبب أرراضا ثييرة"‪.‬‬
‫ويقددر اَ بدداا أن ال ددم تسددتقر فيدده أنددواع وأعدد ا ااعلددة رددن الجدددراثيم‬
‫البكتيرية وال يروسية والط يلية‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الشيخان‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجة‪.‬‬
‫‪- -394‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويزي ع أنواعها على الماعة نوع ح أرا أع ا اا فتق‬
‫بالباليين ف الملليمتر المكغب الواح رن اللغاب‪.‬‬
‫بالماليين وأحياندا‬
‫وا تتغذى على بقايا الطغام المترسب على اَسران وبيرهدا ح ويردتج عدن‬
‫نمواا وتكاثراا أحماُ ح وإفرازات ثييرة تدثر ف ال م و اعحته‪.‬‬
‫وقبل رغرفة اله فق سن اإلسالم است ام السدوان ح فقدال ‪ ” : $‬تسدوثواح‬
‫فإن السوان رطهرة لل م ررضاة للرب “ (‪. 1‬‬
‫وعن رغاا ‪ d‬قال ‪ :‬سمغت سول هللا ‪ $‬يقول ‪ ” :‬نغم السوان الزيتون رن‬
‫ددجرة ربا ثددة ح يطيددب ال ددم ح ويددذاب بددالح رح واددو سددواث وسددوان اَنبيدداا‬
‫قبل “ (‪. 2‬‬
‫وعن أب أيوب عن الرب ‪ $‬أنه قال ‪ ” :‬أ بع رن سرن المرسلين ‪ :‬الحيداا‬
‫ح والتغطرح والركا والسوان “ (‪. 3‬‬
‫وق حث الرسول ‪ $‬علدى اسدتغمال السدوان فد جميدع اآلفدات ح حتدى أثرداا‬
‫الصيام فغن أنس قال ‪ ” : $‬أثيرت عليكم بالسوان “‪.‬‬
‫وعن الغباس بن عب المطلب عن الرب ‪ $‬قال ‪ ” :‬لوه أن أ ق على أرت‬
‫ل رضت عليهم السوان عر ثل صالة “(‪ 4‬فالسوان يطهر ال م ح ويزيدل ردا يغلدق‬
‫بيرها رن فضالت الطغام ‪.‬‬
‫وق أوضح الغلم الح يث أن الموا التد بالسدوان تقتدل الجدراثيم ح فترد‬
‫اَفددواع رددن اَرددراُ ح ويتحلددل السددوان الددذ يحصددل عليدده رددن ددجرة اَ ان‬
‫( ‪ Salvaoraperslca‬ثيمياعيا أنه يحتو على الموا التالية ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد والنسائي‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطبراني‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫(‪ )4‬متفم عليه‪.‬‬
‫‪- -395‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -1‬را ة (ثالث رييل أرين وا عارل رهم تزي لوقف نمو الجراثيم‪.‬‬
‫‪ -2‬نسددبة عاليددة رددن الكلو يددد والسدديلكا ح وادد ردددوا تزيدد رددن بيددداُ‬
‫اَسران‪.‬‬
‫‪ -3‬را ة ال لو الت تمرع التسوس ح وتزي رن قوة اللية‪.‬‬
‫‪ -4‬فيتارين (‬
‫الذ يحم رن اهلتهاب‪.‬‬
‫‪ -5‬ردددا ة الستيوسدددتيرول التددد لهدددا أاميدددة ثبدددرى فددد تقويدددة الردددغيرات‬
‫ال روية المغذية للية‪.‬‬
‫‪ -6‬رددوا ثبريتيددة تغمددل علددى وقددف تكدداثر البكتريددا الغرقو يددة والسددبحية ح‬
‫وغيراا رن جراثيم ال م ‪.‬‬
‫‪ -7‬روا‬
‫به قلوية وعطرية‪.‬‬
‫وحددث اإلسددالم علددى اهسترردداق وجغلدده بميابددة المضمضددة لل ددم ح وي ي د‬
‫اهسترراق ف ترظيدف اَندف ح فد خول المداا اَندف ثدم خروجده ررده يدد إلدى‬
‫الددت ل رددن المددا ة الم ا يددة الت د تكددون لكييددر رددن الجددراثيم ح ويرظددف ددغر‬
‫اَنف ررها‪.‬‬
‫واسدددتكماه للرظافدددة الجسددد ية ح ثمدددة تغليمدددات صدددحية رهمدددة جااندددا بهدددا‬
‫المصط ى ‪ $‬أ لق عليها (سرن ال طرة وأررنا بمراعاتها‪.‬‬
‫فغن أب اريرة ‪ d‬عن الرب ‪ $‬قال‪ ” :‬ال طدرة خمدس ح أو خمدس ردن ال طدرة‬
‫‪ :‬ال تان ح واهستح ا ح وتقليم اَرافرح ونتف اإلب ح وق الرا ب “ (‪. 1‬‬
‫وق ثر ت لرا الغلوم الطبية الح يية الرقاب عن أامية اذع السدرن ح فتدرن‬
‫اَرددافر ون ق د ستسددبب ف د تددراثم اَوسدداخ والميكروبددات تحتهددا ح وارددان‬
‫(‪ )1‬متفم عليه‪.‬‬
‫‪- -396‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أرراُ ثييرة ترقلها اَردافر غيدر الرظي دة ريدل ‪ :‬اإلسدهال ح والمغد‬
‫والتهابات الغيون ح واإلصابات بال ي ان المغوية ح وغيراا‪.‬‬
‫البطرد ح‬
‫ويددد ختددان الددذثو إلددى ع د ة فواع د صددحية ح فقطددع القل ددة يتسددبب ف د‬
‫ت ل المرا رن الم رزات ال ارية ح ويحول ون نمو الغ ي رن الجدراثيم التد‬
‫تهيئ القل ة لها الوس المالعم للتكاثر‪.‬‬
‫وقد تبدين أن سددر ان عردق الددرحم يقدل عرد نسداا المسددلمين ردن غيددران‬
‫نتيجة ختان أزواجهن‪.‬‬
‫أرا اهستح ا واو حلق غر الغانة ح فله أامية صحية ثبدرى ؛ َن اردان‬
‫نوعا رن القمل ه يغين إلى على غر الغاندة ح وتصداب بده أعد ا ثبيدرة سدرويا‬
‫ف الغرب رن الذثو واإلنا ‪.‬‬
‫ولما ثان اإلب ركانا ثيير التغدرقح فإنده يغد رهد ا رراسدبا لرمدو ال طريدات‬
‫والجراثيم ح ناايده عمدا يصد عرده ردن اعحدة رقدززة ح ولدذله فدإن نتدف اإلبد‬
‫يقلل فرصة وجدو ادذع الميكروبدات بأعد ا ثبيدرة ح أردا قد الردا ب فإنده ردن‬
‫سرن ال طرة ؛ َن الرا ب إاا ال تلو بكل را يرربه اإلنسان ح ورن ثم ساع‬
‫على تلو ال م‪.‬‬
‫‪ -2‬اهبتغا عن تراول وفغل ثل را يدا الب ن ‪:‬‬
‫حرم اإلسالم ألوانا رن اَ ربة واَ غمدةح وقد أرهدر الغلدم حكمدة الردرع‬
‫ف الهح ونحن نذثر اذع اَلوان ف إيجازح ورن أ ا رزي ا فغليه أن يرجدع إلدى‬
‫ثتب الطب ف اله‪.‬‬
‫(* ال مددرح يقددول الحددق ‪ -‬تبددا ن وتغددالى ‪ ( : -‬يددا أيُّهددا الَّ دذِين آررُددواْ إِنَّمددا‬
‫سد ُدر واَنصددابُ واَ ْزه ُم ِ ْجددس ِ هرد ْ‬
‫دن عم د ِل ال َّ‬
‫ان فد ْ‬
‫داجت ِربُوعُ لغلَّ ُك د ْم‬
‫ْال مْ د ُدر و ْالم ْي ِ‬
‫ر ديْط ِ‬
‫‪- -397‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ريْط ُ‬
‫ت ُ ْ ِلحُون «‪ »90‬إِنَّما ي ُِري ُ ال َّ‬
‫ان أن يُوقِع بيْر ُك ُم ْالغــ اوة و ْالب ْغضـاا فِــ ْال مْ دـ ِر‬
‫ص َّ ُث ْم عن ِا ْث ِر ه‬
‫و ْالم ْيس ِِر وي ُ‬
‫اّللِ وع ِن الصَّال ِة فه ْل أنتُم رُّرتهُون «‪[ ) »91‬الماع ة]‪.‬‬
‫والمحافظدددة علدددى الغقدددل واحددد ة ردددن الضدددرو يات التددد جددداات فددد ثدددل‬
‫الرراعع ح فبالغقل ريز اإلنسان على ساعر الم لوقدات علدى رهدر اَ ُ ح وردن‬
‫ثم ثدان ر ا بدا بالردراعع ح ركل دا بتر يدذ ثلياتهدا وجزعياتهدا ح ررو دا بده عمدا ة‬
‫اَ ُ ح فددإاا فق د الغقددل سددق التكليددف ح وإاا غيددب بلددون رددن ألددوان المغيبددات‬
‫المحررة فق انها جزا رن الحياة ال يرة ح ولذا حرم الرا ع ثل رسدكر ح وأول‬
‫المحررات ال مرح ثم يتلواا ثل ألوان المسدكرات رمدا يتغا داع اإلنسدان بواسدطة‬
‫ال م ح أو الحقن ح أو الردم ” ثدل رسدكر خمدر ح وثدل خمدر حدرام “ و” ردا أسدكر‬
‫ثييرع فقليله حرام “ ح ثما يقول الرسول ‪ $‬بل إن الرسول الكريم نهى عن ثل ردا‬
‫يو الجسم ال تو وال ح ويو بالتال الغقدل الكدالل ح ويحجبده عدن تقد ير‬
‫اَ ياا على وجهها الصحيح‪.‬‬
‫قالت أم المدررين أم سلمة ‪ ” :‬نهى سول هللا ‪ $‬عن ثل رسكر ور تر“‪.‬‬
‫ولو تتبغرا أسرا الترريع ف آيت الماع ة فيما ثتبه علما ندا لرأيردا المردة‬
‫الكبرى ح والرغمدة الجلدى التد حباادا هللا عبدا ع المددررين إا حدرم علديهم ‪ -‬وادم‬
‫أال اعته ‪ -‬المسكرات ح ف فع عرهم رو ا يمليهدا الرديطان علدى أادل اعتده‬
‫رن السكا ى ح فت رر المجتمع ح وت ل ل توازنه ح وتغلغل ف ن وس أال اإلحدن‬
‫واَحقددا ح وف د المقددام اَول تلهدديهم عددن عبددا ة هللا ‪ :‬وا د‬
‫وإصال ‪.‬‬
‫ثيددزة ثددل صددال‬
‫وإلددى جانددب الدده فق د أفاضددت ثتددب الطددب الح د يث‪ -‬فيمددا أثبتتدده البحددو‬
‫والتجا ب ‪ -‬ف اثدر ردا تسدببه ال مدر والمسدكرات اَخدرى ردن أردراُ قاتلدة ح‬
‫وأسقام رزررة ح تجغل رن الم رن حطاردا ه ادو فد عدالم اَحيداا ح وه ادو فد‬
‫عالم الموتى‪.‬‬
‫‪- -398‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫نغدم فلل مدر آثدا علدى الجهداز الهضدم ح وعلدى الكبد والكلدى ح وتضددغف‬
‫الرسل ح وتتسبب ف استاع المغ ة ح وعظم البطن ح وأرراُ القلب‪.‬‬
‫والضجة الكبرى الت تكترف ال ول رن جراا انترا الم ات ح والحدرب‬
‫ال اعرة ف بقاع ال نيا بين الحكورات ح ورروج الم ات إن ا إه اا ردن‬
‫واا ثييرة على حكمة ترريع اإلسالم عر را أحدا الغقدل بسديا ردن اَردان ح‬
‫وأوقع الغقوبة على ثل رن يري أن يغتاله بالمسكرات ‪.‬‬
‫(** ال م المس و ‪:‬‬
‫واو الذ يسيل رن الحيوان عر ابحه ح إا أنه عرضة للتحلل ح والدتغ نح‬
‫وحتى إاا أخذ ازجدا فقد يكدون حدارال للميكدروب ح وخاصدة المسدببة ل ردراُ‬
‫المغ ية‪.‬‬
‫إن ال م به ثرات حمراا تحمل اَثسدجين ردن الدرعتين إلدى خاليدا الجسدم ح‬
‫وتحمل غاز ثان أثسي الكربون ال اس رن خاليا الجسم لي ر رن الرعتين‪.‬‬
‫والكرات الحمراا تكون (‪ %45‬رن حجم ال م ح واذع الكدرات المدا أنهدا‬
‫ف الجسم الح فه أيضا حية ح وبغ الوفاة ح وإاا خرجت رن الجسدم رديال فد‬
‫نزيف فإنه تموت ح وتصبح عرضة للتحلل والتغ ن‪.‬‬
‫لهذا فإن اذا الساعل يكون ضا ا إاا تراوله اإلنسدان ح وإن التحلدل والدتغ ن‬
‫يكددون أسددرع وأ د ف د الجددو الحددا ح ولهددذا تكيددر اإلصددابة بالتسددمم رددن الطغددام‬
‫ال اس ف فصل الصيف‪.‬‬
‫(*** الميتة ‪.‬‬
‫(**** الحيوان الذ فس بغا أجزاعه‪.‬‬
‫‪- -399‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وفد الده ثلده يقددول المدولى ‪ -‬عدز وجدل ‪ ( : -‬ح ِ هُررد ْ‬
‫دت علد ْي ُك ُم ْالميْتدةُ و ْالد َّ ُم‬
‫اّللِ بِد ِه و ْال ُم ْر رِقدةُ و ْالموْ قُدواةُ و ْال ُمتر هِيدةُ والرَّ ِطيحدةُ‬
‫ير ورا أ ُ ِاد َّل ِلغي ِْدر ه‬
‫ول ْح ُم ْال ِ ْر ِز ِ‬
‫سبُ ُع ِإهَّ را ا َّث ْيت ُ ْم ورا اُ ِبح على الرُّ ُ‬
‫ورا أثل ال َّ‬
‫ب ) [الماعــ ة‪.]3:‬‬
‫ص ِ‬
‫إن الجسم ف حالته الطبيغية له الق ة على رقاوردة الجدراثيم التد تغدين‬
‫علددى سددطح جل د ع ح واَغرددية الم ا يددة المبطرددة لل ددم ح واَنددف ح والحلقددوم ح‬
‫والمسدداله الهواعيددة ح وف د اخددل أرغاعدده ح وف د حالددة الوفدداة ترغ د م اددذع الق د ة‬
‫فتتكاثر الجراثيم رح ثة ف الميتة التحلل ح والدتغ ن ح و اعحتده الكريهدة ح ولهدذا‬
‫فإن الميتة إاا أثلت تصبح سدارة برتداعج الدتغ ن بدالجراثيم المتكداثر ح وردا تولد ع‬
‫اذع الجراثيم رن سموم‪.‬‬
‫(***** ال رزير ‪:‬‬
‫تراولرا آن ا حررة لحم ال رزير والت اثرت ف آيات رتغ ة ح ورا ندو أن‬
‫نربه عليه ارا أنه بما يقول بغا الرداا ‪ :‬إن ثييدرا ردن الرداس فد اَردم الغربيدة‬
‫والوهيددات المتح د ة يتردداولرون لحددم ال رزيددرح ورددع الدده لددم يصددابوا بالضددر ح‬
‫ونقول لهذا القاعل وغيرع ‪ :‬إنه ثبت أن ال رزير تررأ عرده أردراُ خطيدرة ندذثر‬
‫ررها إجماه‪:‬‬
‫‪ ‬ال و ة الوحي ة أو الرريطية‪.‬‬
‫‪ ‬التكيس بأجرة ال و ة الوحي ة ف اَحراا‪.‬‬
‫‪ ‬وسرتا يا اَا اب‪.‬‬
‫‪ ‬ي ان تريكيريال الحلزونية‪.‬‬
‫وه نطيددل برددر اددذع اَرددراُ ؛ َنهددا روجددو ة فد ثتددب الطددب الح د يث‬
‫الت تكرف ثل يوم اا فيرايسببه لحم اذا الحيوان الممقوت‪.‬‬
‫‪- -400‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ح‬
‫ورا نو أن نر د إليده ادو أن دأن المددرن الصدا ق أن يسدلم اَردر‬
‫رهمددا ثانددت الظددروف والمالبسددات ح ورددن يغتق د أن و اا ثددل رمرددوع حكمددة ق د‬
‫تظهر لرا ح وق ت ى عليردا بغدا جوانبهدا حتدى يمدا عرهدا الليدام فد يدوم ردن‬
‫ير ) [المله‪.]14:‬‬
‫اَيام ( أه يغْل ُم ر ْن خلق و ُاو اللَّ ِطيفُ ْال بِ ُ‬
‫‪ -3‬التزام الغ ة ‪:‬‬
‫جغل هللا ‪ :‬الغالقة الجرسية سببا ف بقاا اَحياا على رهر ادذا الكوثدب‬
‫ح وأو ع الرهوة ال اعية إلى اتصال الذثر واَنيى ف ن وسهم ح فكــان‬
‫آية للمغتبرين ح ونغمة ورتغة للراس أجمغين ‪.‬‬
‫واتصال الرجل بدالمرأة ‪ -‬فد حد و الردرع‪ -‬لده ررافغده الكبيدرة الكييدرة ح‬
‫فهو إلى جانب المحافظة على الروع ح وصيانة اَعراُ ح وحماية اَنسداب ردن‬
‫الربه ح فيه ت يف أثقال الرهوة الت تسديطر علدى اإلنسدان ح فتولد فيده الكبدت‬
‫الذ يجر إلى اَسقام الر سية والجس ية ح وق وص ه اللطيف ال بير بـ (الغرت‬
‫ر ْالغرت ِر ْر ُك ْم ) [الرساا‪.]25:‬‬
‫عن قوله ‪ ( : :‬ا ِله ِلم ْن خ ِ‬
‫وردددن ثدددم ثدددان ادددذا اهتصدددال نغمدددة فيهدددا المتغدددة التددد ترردددر الحدددب بدددين‬
‫دن آياتِ د ِه أ ْن خلددق ل ُكددم ِ هرد ْ‬
‫الددزوجين ح وتجغددل رددن الحيدداة سددكرا و مأنيرددة ( و ِرد ْ‬
‫دن‬
‫س ُك ْم أ ْزواجا ِلهت ْ‬
‫س ُكرُوا ِإليْها وجغل بيْر ُكم رَّدو َّة و ْحمدة ِإ َّن ِفد ا ِلده آليدا ٍ‬
‫ت ِلهقدوْ ٍم‬
‫أن ُ ِ‬
‫يت َّك ُرون ) [الــروم‪.]21:‬‬
‫ولما قضت حكمة هللا ‪ -‬جلت ق ته ‪ -‬أه يسير الكدون علدى وتيدرة واحد ة ح‬
‫بددل جغلدده رتغيددرا ح يتج د فيدده نرددا الردداس فيسددتمتغون بمددا اددو حاضددر بددين‬
‫أي د يهم ح ويترددوقون إلددى رددا اددو رقبددل علدديهمح وجغددل هتصددال الرجددل والمددرأة‬
‫أوقاتا ح وررغه وقتا آخر ه تكون الطبيغدة البردرية رالعمدة لهدذا اهتصدال ح وردن‬
‫اله أيام المرُ ‪ -‬وب اصة المغ ‪ -‬وأيام الر اس ح وأيام الحيا‪.‬‬
‫‪- -401‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ ‬الحيا ‪:‬‬
‫ديا‬
‫دن ْالم ِح ِ‬
‫يقول المدولى ‪ -‬سدبحانه ‪ -‬فد اآليدة الجارغدة ‪ ( :‬ويسْدألُونه ع ِ‬
‫دديا وه ت ْقربُددو ُا َّن حتَّددى ي ْط ُهددرْ ن فدد ِإاا‬
‫قُدد ْل ُاددو أاى فددا ْعت ِزلُواْ ال ِرهسدداا فِدد ْالم ِح ِ‬
‫اّلل ي ُِحبُّ التَّوَّ ابِين وي ُِحبُّ ْال ُمتط ِ هه ِرين )‬
‫تط َّهرْ ن فأْتُو ُا َّن ِر ْن حي ُ‬
‫اّللُ إِ َّن ه‬
‫ْث أرر ُث ُم ه‬
‫[البقرة‪.]222:‬‬
‫والرجل والمرأة على حد سدواا ح ويرقلدب اَردر إلدى ضد ع ح فبد ه ردن أن‬
‫يكددون اَرددر رتغددة تجلددب احددة وسددغا ة ن سددية ح أصددبح دديئا رمقوتددا يددو‬
‫الر رة ح وييير اه مئزاز‪.‬‬
‫واَاى رتحقددددق ح فهددددو أاى للرجددددل وللمددددرأة ح فأرددددا أاى الرجددددل فأولدددده‬
‫القذا ة ح وأيضا فإن اذا ال م الساعل رن عضو تراسل للمرأة ح واو يرتمل علدى‬
‫بيضددات قيقددة يكددون ررهددا ت لددق اَجرددة بغ د انتهدداا الحدديا ح وبغ د أن ت ددتل‬
‫البيضات بماا الرجدل ح فدإاا انغمدس فد الد م عضدو التراسدل فد الرجدل يتسدرب‬
‫إلى قضيبه ا رن اله ال م بما فيه ح فربمدا احتدبس ررده جدزا فد قرداة الدذثر‬
‫فاستحال إلى ع ونة تح أرراضا رغضلة ح فتح بيو ا وقروحا ؛ َنده م قد‬
‫فس وبر ح أ ‪ :‬فيه أجزاا حية ت س ف القضيب فسا ا ريل روت الح فتئدول‬
‫إلى التغ ن ‪.‬‬
‫وأرا أاى المرأة ف ن عضدو التراسدل ررهدا حيرئدذ بصد التهيدد إلدى إيجدا‬
‫القوة التراسلية ح فدإاا أزعدج إزعاجدا فد وقدت ا دتغاله بغملده فد خل عليده بدذله‬
‫ررُ وضغف‪.‬‬
‫وأرددا الولي د فددإن الرط ددة الت د اختلطددت ب د م الحدديا أخددذت البيضددات ف د‬
‫الت لق قبل إبان صالحيتها للت لق الرافع الذ وقته بغ الج اف‪.‬‬
‫‪- -402‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أرا ثتب الطب فق أرهرت ‪ :‬أن اهتصال الجرس أثراا الحيا له ر ا رع‬
‫” َن المغا رة الجرسية أثراا الحيا وخالل اَسابيع اَولى بغ الوه ة تدد‬
‫أحيانا إلى إصابة المرأة بأرراُ خطيدرة ح بسدبب انتردا الجدراثيم بسدهولة فد‬
‫المساله التراسلية ح رمدا يسدبب لهدا عقمدا أثيد ا ح والده َن درايين الدرحم رمدا‬
‫يسهل خول الجراثيم بسهولة عن ريقها إلى الرحم ورلحقاته “‪.‬‬
‫وقددر الطددب بغد أن أفدداُ فد بيددان المحددااير رددن اهتصددال إبددان الحدديا‬
‫والر دداس رددن أن الجر دين ق د يول د ررددوع ا إاا رددا حملددت المددرأة أثردداا الدده ‪..‬‬
‫فسبحان رن خلق وق ح و رع فرحم ح واو اللطيف ال بير‪.‬‬
‫‪ ‬الزنا ‪:‬‬
‫اإلنسان رجموعدة ردن الغراعدز التد ه تر ده ت فغده إلدى تحقيدق دهواته ح‬
‫ونزواته ح فحب المال ح وحب السديا ة والتملده ح وحدب الجدرس واَوه ح وحدب‬
‫ال ر وال يالا ح ثل اله ررثوز ف بع اإلنسان‪.‬‬
‫داس حُدبُّ ال َّ‬
‫ت ِردن ال ِرهسداا و ْالبرِدين‬
‫ردهوا ِ‬
‫ثما قال ‪ -‬جدل وعدال ‪ُ ( : -‬ز ِيهدن ِللرَّ ِ‬
‫ب و ْال ِ َّ‬
‫دام و ْالحدرْ ِ ا ِلده‬
‫ض ِة و ْال يْد ِل ْال ُمسدوَّ ر ِة واَ ْنغ ِ‬
‫ير ْال ُمقرطر ِة ِرن الذَّا ِ‬
‫و ْالقرا ِ ِ‬
‫رتا ُ‬
‫ع ْالحيا ِة ال ُّ ْنيا و ه‬
‫ب ) [آل عمران‪.]14:‬‬
‫اّللُ ِعر عُ ُحس ُْن ْالمآ ِ‬
‫وأجمددل الحيدداة ال د نيا ف د قولدده ‪ ( :‬ا ْعل ُمددوا أنَّمددا ْالحيدداةُ ال د ُّ ْنيا ل ِغددب ول ْهددو‬
‫و ِزيرة وت ا ُخر بيْر ُك ْم وتكاثُر ِف ْاَرْ وا ِل و ْاَوْ ه ِ )[الح ي ‪.]20:‬‬
‫فإاا را انطلق اإلنسان و اا واح ة رن اذع الردهوات ح أو رجموعدة ررهدا‬
‫فإنه ه يستريح إلى غاية ح وه يرثن إلى نهايدة ح بدل تتقاافده أردوا البحدث عدن‬
‫الج ي ف عالم هواته‪.‬‬
‫ورن ثم جاات الردريغة رواعمدة لل طدرة ح فلدم تمرغده رمدا ادو ررثدوز فد‬
‫بغدده ح بددل أباحددت لدده الطيبددات ثلهددا يتقلددب ف د خيراتهددا ثيددف يردداا ح ولكرهددا‬
‫‪- -403‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫سمت لده حد و ا ح ووضدغت لده عالردات ترتهد إليهدا رطارغده ح حتدى ه يقدتحم‬
‫ح و اآلخرين فيصبح رن المغت ين ح فقواع الررع رردذبات ورهدذبات لغراعدز‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫ولمددا أبددا ال ددالق ‪ -‬تبددا ن وتغددالى ‪ -‬اسددتمتاع الددزوجين بغضددهما بددبغا‬
‫جغل اعرة الحالل ثبيرة ف اهختيا ح ولم يستين ررها إه القليل فحرم بغضا‬
‫رن اوات الرسب ح وريلها رن اوات الرضاعة‪.‬‬
‫ولقد حددرم الزنددا علددى اإل ددالق ح و د ف د حررتدده ف د ثتابدده الغزيددز ف د‬
‫الغه ين المك والم ن ح حيث قرن تحريمه بتحريم الررن بدا ‪ :‬وقتدل الدر س‬
‫ف قوله ‪ ( :‬والَّذِين ه ي ْ ُ‬
‫اّللِ ِإلها آخر وه ي ْقتُلُدون الدرَّ ْس الَّ ِتد ح َّدرم َّ‬
‫عون رع َّ‬
‫اّللُ‬
‫إِ َّه بِد ْ‬
‫ف ل دهُ ْالغددذابُ يددوْ م‬
‫ق وه ي ْزنُددون ورددن ي ْغ د ْل ا ِلدده ي ْلددق أثارددا «‪ »68‬يُضدداع ْ‬
‫دالح ه ِ‬
‫ْال ِقيار ِة وي ْ لُ ْ فِي ِه ُرهانا «‪ [ ) »69‬ال رقــان]‪.‬‬
‫دات يُبايِغْردده علددى أن َّه يُ ْ‬
‫وقولدده ‪ ( :‬يددا أيُّهددا الرَّبِ د ُّ إِاا جدداان ْال ُم ْد ِررد ُ‬
‫رد ِدر ْثن‬
‫ِب َّ‬
‫ان ي ْت ِريرهُ بيْن‬
‫اّللِ يْئا وه يس ِْر ْقن وه ي ْزنِين وه ي ْقت ُ ْلن أوْ ه ُا َّن وه يأْتِين ِببُ ْهت ٍ‬
‫سددت ْغ ِرْ ل ُهد َّ‬
‫ِيه َّن وأ ْ ُج ِل ِهد َّ‬
‫اّلل إِ َّن َّ‬
‫دن َّ‬
‫ْصدديره فِ د ر ْغد ُدروفٍ فبددايِ ْغه َُّن وا ْ‬
‫اّلل‬
‫دن وه يغ ِ‬
‫أ ْي د ِ‬
‫غ ُو َّ ِحيم ) [الممتحرـة‪. ]12:‬‬
‫احرة وساا سبِيال )‬
‫وسماع فاحرة ( وه ت ْقربُواْ ِ ه‬
‫الزنى إِنَّهُ ثان ف ِ‬
‫[اإلسراا‪.]32:‬‬
‫وح له الغقاب ردن الجلد والدرجم ح و د فد ثبوتده لمدا يصديب المجتمدع‬
‫ثلدده ب غلدده رددن اَاى البددالغ ح واإلزعددا الر د ي ح فأصددبح اإلقددرا ح أو ددها ة‬
‫أ بغددة عدد ول رددن المدددررين اددو الوسدديلة إلثبددات الزنددا ح وجغددل الددتالعن بددين‬
‫الزوجين عر إنكا الول ح أو اهتهام بالزنا ح ثم ال رقة اَب ية بيرهما‪.‬‬
‫‪- -404‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ورضا الزنا إلى جانب التغ على حقوق اآلخرين ح واخدتال اَنسداب ح‬
‫وزلزلددة المجتمددع بالرددكون والهددواجس ح ولحددوق الغددا بأاددل الزندداة ح وب اصددة‬
‫المرأة ثييرة وخطيرة‪.‬‬
‫وردا يهمردا ررهددا فد ادذا المقددام ادو الوقايددة ردن اَردراُ التد ترردأ فد‬
‫جسم اإلنسان بسبب الزندا ح والرسدول الكدريم ‪ $‬وادو الصدا ق المصد وق يربدندا‬
‫أن الزنا را رهر ف قوم إه سدل هللا علديهم المدوت ح والده بسدبب اَسدقام التد‬
‫تصيبهم ح حيث يقول فيمدا أخرجده الحداثم وصدححه ‪ ” :‬ردا نقدا قدوم الغهد قد‬
‫إلى ثان القتل بيرهم ح وه رهرت ال احردة فد قدوم إه سدل هللا علديهم المدوت ح‬
‫وه ررع قوم الزثاة إلى حبس هللا عرهم القطر “ (‪. 1‬‬
‫وعن عبد هللا بدن عمدر قدال ‪ :‬أقبدل عليردا سدول هللا ‪ $‬فقدال ‪ ” :‬يدا رغردر‬
‫المهددداجرين ح خمدددس إاا ابتليدددتم بهدددن ح وأعدددوا بدددا أن تددد ثوان ح لدددم تظهدددر‬
‫ال احرة ف قوم ق حتى يغلروا بها ح إه فرى فيهم الطاعون واَوجداع التد لدم‬
‫تكن رضت ف أسالفهم الذين رضوا “ (‪. 2‬‬
‫‪ ‬اللوا ‪:‬‬
‫لم تكن البررية تغدرف ادذع الجريمدة المركدرة المسدتقذ ة قبدل قدوم لدو ‪a‬‬
‫الذ ثان قريبا ورغاصرا َب اَنبياا إبراايم ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪. -‬‬
‫فق أخبرنا القرآن علدى لسدانه بقولده ‪ (:‬ولُو دا إِ ْا قدال ِلقوْ ِرد ِه إِنَّ ُكد ْم لتدأْتُون‬
‫احرة را سبق ُكم بِها ِر ْن أح ٍ ِ هرن ْالغال ِمين ) [الغركبوت‪.]28:‬‬
‫ْال ِ‬
‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم في المستدرك ( ‪. ) 2577‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجة ( ‪.) 4019‬‬
‫‪- -405‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وال احرددة المقصددو ة ارددا اد إتيددان الرجددال ددهوة رددن ون الرسدداا ثمددا‬
‫درون «‪»54‬‬
‫ي برنددا الددرب ‪ ( : :‬ولُو ددا إِ ْا قددال ِلقوْ ِرد ِه أتددأْتُون ْال ِ‬
‫ْصد ُ‬
‫احرددة وأندت ُ ْم تُب ِ‬
‫ون ال ِرهساا ب ْل أنت ُ ْم قوْ م ت ْجهلُون «‪[ ) »55‬الرمــل]‪.‬‬
‫أعِرَّ ُك ْم لتأْتُون ِ ه‬
‫الرجال ْهوة ِ هرن ُ ِ‬
‫وادددها قددوم قدد تجددر وا رددن إنسددانيتهم ح وسددلكوا رسددله البهدداعم ح بددل‬
‫انحطوا عن ررتبتها ح وق وص هم القرآن بذريم الصد ات حيدث بدين أنهدم يدأتون‬
‫ف د نددا يهم المركددر ح ورددن أجددل نددااتهم وأنهددم ه يغملددون إه ل قددذا ح ولددذله‬
‫تواصوا بإخرا لو ورن رغه رن بال ام ه لر ا إه َنهدم يترزادون عدن ادذع‬
‫ال غلة القبيحة ‪ ( :‬ورا ثان جواب قوْ ِرد ِه إِهَّ أن قدالُواْ أ ْخ ِرجُدو ُام ِ هردن قدرْ يتِ ُك ْم إِنَّهُد ْم‬
‫أُناس يتطه َُّرون ) [اَعراف‪.]82:‬‬
‫فالزنا واهستمراا وغير اله حرام رركرح وأ نكيرا إتيان الرجال والغيداا‬
‫با ح ورضا اللوا ال لقية ه ت ى على أح ح إه أن رضا ع الصحية ثييدرة ح‬
‫وخطيرة ثذله ح وآخراا او ررُ (نق المراعة المكتسبة الذ يسبب الذعر‬
‫ف ال نيا ثما ي غل الطاعون ح والذ يررأ عن الغالقة الجرسية اآلثمدة ردن الزندا‬
‫واللوا ‪.‬‬
‫وفد ثددل يددوم يظهددر رددن المكترد ات رددا يبددران علددى أن تغدداليم اددذا الد ين‬
‫تمكن فيها رن اَسرا والمغجزات را يبهر الر وس ويحير الغقول ح ويد فع أادل‬
‫القلوب السلمية لإليمان به‪.‬‬
‫‪ -4‬اهعت ال ف أخذ المباحات ‪:‬‬
‫حيث أبا القدرآن الكدريم لإلنسدان أن يسدتمتع بمدا داا ردن الطيبدات التد‬
‫خلقهددا هللا ح وأنكددر علددى رددن حددرم هللا رددن اددذع الطيبددات علددى ن سدده ح أو علددى‬
‫اّللِ الَّ ِتد أ ْخدر ِل ِغبدا ِ ِع و ْال َّ‬
‫الراس ت يرا أو حا ‪ ( :‬قُد ْل ر ْ‬
‫دن ح َّدرم ِزيردة ه‬
‫ت ِردن‬
‫ط ِيهبدا ِ‬
‫ق قُ ْل ِا ِللَّذِين آررُواْ فِ ْالحيا ِة ال ُّ ْنيا خا ِلصة يوْ م ْال ِقيار ِة ) [اَعراف‪.]32:‬‬
‫ِه‬
‫الر ْز ِ‬
‫‪- -406‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فكأن الطيبات را خلقت فد الد نيا إه لكد يسدتمتع بهدا المددرن ح و دا ثه‬
‫فيها غيرع َرر عا ُح واو وجو ع ف اذع الحياة‪.‬‬
‫وف آية أخرى يأرر هللا ‪ :‬المدررين رن عبا ع بأن يستمتغوا بما خلق لهم‬
‫ت رددا‬
‫رددن الطيبددات ليددد وا حقدده فد الرددكر ( يددا أيُّهددا الَّدذِين آررُددواْ ُثلُددواْ ِرددن ِيهبددا ِ‬
‫ز ْقرا ُث ْم وا ْ ُك ُرواْ ِ هّللِ ) [البقرة‪.]172:‬‬
‫وتوجيدده المدددررين إلددى اهسددتمتاع بطيبددات الحيدداة ح اددذا جددزا رددن عرايددة‬
‫اإلسالم بصحة اإلنسان الب نية َن الجس إاا لم يأخذ حظه رن الغراصر الغذاعية‬
‫الم تل ة بات عليال ضغي ا ح وعرضة ل رراُ واَوبئة المغ ية‪.‬‬
‫ولكن ق يسرف اإلنسان على ن سه فيغب رن اذع الطيبات إلى جة تزيد‬
‫على احتيا جس ع ررات ع ي ة ح رما يصديبه بالت مدة والسدمرة التد اد أصدل‬
‫الغلددل ف د الغصددر الح د يث ح بغ د أن ع درف اإلنسددان اآللددة ح ولددم يغ د يبددذل رددن‬
‫المجهو الب ن را يحتا رغه إلى ثمية ثبيرة رن الغذاا ‪.‬‬
‫والقاع د ة الغارددة ف د اإلسددالم ا د تحددريم اإلسددراف ف د ثددل د ا ح وف د‬
‫الطغام والرراب على وجه ال صوص ؛ َن را زا عن حاجة الجس ي تزنه ف‬
‫صو ة حوم ضا ة رداية ح تجلدب لصداحبها الكييدر ردن اَردراُ لدذا نجد فد‬
‫القرآن را ي ل على ضرو ة اهعت ال ف المأثل والمردرب ( و ُثلُدواْ وا ْ دربُواْ وه‬
‫تُس ِْرفُواْ إِنَّهُ ه ي ُِحبُّ ْال ُمس ِْرفِين ) [اَعــراف‪.]31:‬‬
‫وت صددل السددرة المطهددرة بغددا الرد ا ف د اددذا لتبددين للمسددلم ثيددف يأثددل‬
‫ويررب بطريقة ريالية ح تلب حاجات الجس وه تدايه باختزان الزاعد عدن ادذع‬
‫الحاجة ح واله ف قوله ‪ ” : $‬را ر ابن آ م وعاا را رن بطره ح بحسدب ابدن‬
‫‪- -407‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫آ م لقيمات يقمن صلبه ح فدإن ثدان ه رحالدة فيلدث لطغارده وثلدث لردرابه وثلدث‬
‫لر سه “ (‪. 1‬‬
‫وتتجلى حكمة الرريغة اإلسدالرية وفلسد تها القاعمدة علدى اهعتد ال وعد م‬
‫اإلسراف ف ثل ا ف أنها ثرات اإلسراف ح ولو ثان ف الغبدا ة علدى نحدو‬
‫يضددر بصددحة البد ن ح فقد أنكددر ‪ $‬علددى ثالثددة اد رددن الصددحابة أ ا أحد ام أن‬
‫يقوم الليل فدال يردام ح وأ ا اآلخدر أن يصدوم فدال ي طدر ح أردا اليالدث فقد قدر أن‬
‫يغتزل الرسداا أنكدر ‪ $‬علدى اددها اليالثدة ردا عزردوا عليده قداعال ‪ ” :‬أندا أعلمكدم‬
‫با وأخراثم له ح ولكرد أقدوم وأندام ح وأصدوم وأفطدرح وأتدزو الرسداا ح فمدن‬
‫غب عن سرت فليس رر “ (‪. 2‬‬
‫ثما أنها باإلضافة إلى انترا اا السريع ‪ -‬غ ت رتغ ة التراثيب حتى فداق‬
‫ع اا ال مسماعة ررثب ح تتصف جميغها بالسيطرة على المدرياح وتدد بده‬
‫إلدددى اهضدددمحالل البددد ن ح واهنهيدددا الر سددد والغصدددب ح والضدددغف الغقلددد ح‬
‫واإلاعان التام لسيطرة الغقا الم ح حتى اقترحت ررظمدة الصدحة الغالميدة أن‬
‫يتددرن تغبيددر (اهنسددجام بالم د ات وأن يسددتغمل بد ه رردده تغبيددر (اإلاعددان أو‬
‫(ال ضوع لسيطرة الغقاقير الم ة‪.‬‬
‫وقد أ ن فقها نددا اَقد رون رددا للغقدداقير الم د ة رددن ددر رسددتطير علددى‬
‫عقدددل اإلنسدددان فحرروادددا تحدددريمهم لل مدددرح وردددن ادددذا القبيدددل ثدددان تحدددريمهم‬
‫للحريرة لما تح ثه ف ن س صاحبها رن آثا ال مر ح وقد قدر ابدن تيميدة فد‬
‫رواضع رن فتاويه قال فد أحد اا ‪ ” :‬وثدل ردا يغيدب الغقدل فإنده حدرام ح وإن لدم‬
‫تحصددل بدده نرددوة وه ددرب ح فددإن تغييددب الغقددل حددرام بإجمدداع المسددلمين ح وأرددا‬
‫تغا ى البرج الذ لم يسكر ح ولم يغيب الغقل ف يده التغزيدرح وأردا المحققدون ردن‬
‫ال قهاا فغلموا أنها رسكرة وإنما يتراولها ال جا لما فيها رن الرروة والطدرب ح‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي ( ‪.) 2380‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ( ‪.) 4776‬‬
‫‪- -408‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫فه تجارع الرراب المسكر ف اله وال مر توجب الحرثدة وال صدورة ح وادذع‬
‫توجددب ال تددو والذلددة ح وفيهددا رددع الدده رددن فسددا المددزا والغقددل ح وفددتح بدداب‬
‫الرهوة ورا توجبه رن ال ياثة رمدا ادى ردن در الردراب المسدكرح وإنمدا حد ثت‬
‫ف الراس بح و التتا “‪.‬‬
‫ورما يدث تحريم الم ات والمكي ات عمورا ‪ :‬را و‬
‫قالت ‪ ” :‬نهى سول هللا ‪ $‬عن ثل رسكر ور تر“ (‪. 1‬‬
‫عن أم سدلمة ‪g‬‬
‫ف الرهاية هبن اَثير ‪ ” :‬ال ُم ْ ِتر ‪ :‬الدذ إاا ُ ِدرب ْ‬
‫أحمدى ْالجسد ح وصدا‬
‫فيدده فُتُددو ح واددو ض دغْف وان ِكسددا ح يُقددال ‪ْ :‬أفتددر الر ُجددل فهددو ُر ْتددر ‪ :‬إاا ض دغُ ت‬
‫ج ونهح وانكسر رْ فُه ح فإرا ْ‬
‫أن يكون ْأفترع بمغْرى فترع ‪ :‬أ جغلده فداتراح وإرَّدا‬
‫ررابُ إاا فتر ا ِ به ْ‬
‫ْ‬
‫أن يكون ْأفتر ال َّ‬
‫ثأقطف الرج ُل إاا قط ت ابَّتُه “‪.‬‬
‫وف د لسددان الغددرب‪ :‬ال د رددن الرددراب وال د واا ‪ :‬فتددو يغتددر الرددا ب‬
‫‪ :‬الكسل وال تو ‪.‬‬
‫وضغف ح وال‬
‫او عين الم تر رن ناحيدة اللغدة ح فالم د ات علدى‬
‫وبذا يتضح أن الم‬
‫اذا رحررة ؛ َنها رن الم ترات ح ولو لم تسكر‪.‬‬
‫‪5‬ـ ‪ -‬المحافظة على الصحة الر سية ‪.‬‬
‫ه يركددر أح د أن ثمددا أن سددلوثيات اإلنسددان ال ا ئددة ف د الطغددام والرددراب‬
‫والرظافدددة تجلدددب لددده علدددال وأرراضدددا للبددد ن ح فكدددذا اعتقا اتددده البا ردددة وأفكدددا ع‬
‫المرحرفددة ح و بيغتدده اهن غاليددة اليدداعرة ح ون سدده المتددوترة إا تقتددل الددر س بهددذع‬
‫الغلل ح فيقتل بغلتها الب ن ح فيصبح رريضا ن سيا‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود ( ‪.)3686‬‬
‫‪- -409‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وثما اتجه القرآم الكريم ف ح اره على صحة الب ن والغقل إلدى اَسدلوب‬
‫الوقدداع فكددذله ثانددت وجهتدده فد ح اردده علددى صددحة الددر س ه سدديما ضد الغلددة‬
‫اَساسية الت تته اا ريل ‪ :‬القلق ح واإلحبا ح والركوص‪.‬‬
‫ويزي على اله المرهج الوقاع الر س الذ رحه القرآن الكريم ح يحمل‬
‫ف ياته وبر س الق ‪ :‬ررهجا عالجيا ناجحا ف عال تى ردا يغتدر الدر س‬
‫رن علل‪.‬‬
‫ويمكدن اختدزال ادذا المدرهج القرآند فد خطدوة واحد ة اد ‪ :‬تقويدة صدلة‬
‫اإلنسان بربده ح َنده إاا قويدت ادذع الصدلة تغيدرت نظدرة اإلنسدان لكدون والحيداة‬
‫ولر سه وللراس ح وأيضا للمردكالت التد يردغر بدالغجز عدن رواجهتهدا ح والتد‬
‫ثانت سببا ف قلقه وخوفه ح ثم ف ررضده ح فدإاا بهدذع المردكالت تبد و تافهدة ح‬
‫وليست بالحجم الض م الذ ثانت عليه ف عيره‪.‬‬
‫فغن ريق صلة اإلنسان بربه تتغ ل أفكا ع وعا اته وسلوثه واتجاااتده ح‬
‫واذع ا أنجح وسيلة ف عال اَرراُ الر سية فضال عن الوقاية ررها‪.‬‬
‫‪ -6‬حقوق المرضى ف اإلسالم ‪:‬‬
‫المرُ ‪ :‬ثما يغبر عره اإلرام القر ب ادو عبدا ة عدن خدرو البد ن عدن‬
‫ح اهعت ال واهعتيا إلى اهعوجا والرذوا‪.‬‬
‫والقددرآن الكددريم يرظددر إلددى المددرُ علددى أندده ضددر يبتل د بدده هللا اإلنسددان‬
‫جريا على سرته تغالى ف ابتالا رن اا رن خلقه ح ولذا ثان المرضى ام أثيدر‬
‫الردداس احتياجددا إلددى أن يتغارددل الجميددع رغهددم بالرحمددة ه بددالحزم ح وبال ضددل ه‬
‫بالغ ل‪.‬‬
‫‪- -410‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولق د ل ددت القددرآن الكددريم اَنظددا إلددى اددذا الحددق رددن حقددوق المرضددى ح‬
‫و رع لهدم أحكاردا ت صدهم يتسدم بغضدها بدالت يف ح و فدع الحدر ح والمردقة‬
‫عليهم ح ويتسم البغا اآلخر بالغراية بهم واإلحسان ف رغارلتهم‪.‬‬
‫(* الت يف عن المرضى ‪:‬‬
‫وفقا لقوله ‪ -‬تغالى ‪ ( : -‬يا أيُّها الَّذِين آررُواْ إِاا قُمْ دت ُ ْم إِلدى الصَّدال ِة ْ‬
‫فاغسِدلُواْ‬
‫دين وإِن‬
‫دق وارْ س دحُواْ ِب ُر ُ و ِ‬
‫سد ُك ْم وأ ْ جُل ُكد ْم إِلددى ْالكغْبد ِ‬
‫وُ ُجددوا ُك ْم وأ ْيد ِي ُك ْم إِلددى ْالمرافِد ِ‬
‫ُثرت ُ ْم ُجرُبا فا َّه َُّرواْ و ِإن ُثرتُم رَّرْ ضى أوْ علدى سد ٍر أوْ جداا أحد رَّدر ُكم ِ هردن ْالغدا ِع ِ‬
‫أوْ هرسْددت ُ ُم ال ِرهسدداا فلدد ْم ت ِجدد ُواْ ردداا فتي َّم ُمددواْ صدد ِغي ا ِيهبددا فارْ سددحُواْ بِوُ جُددو ِا ُك ْم‬
‫اّللُ ِلي ْجغل عل ْي ُكم ِ هر ْن حر ٍ ولـ ِكن ي ُِري ُ ِليُطهَّر ُث ْم و ِليُتِ َّم نِغْمتدهُ‬
‫وأ ْي ِي ُكم ِ هر ْرهُ را ي ُِري ُ ه‬
‫عل ْي ُك ْم لغلَّ ُك ْم ت ْ‬
‫ر ُك ُرون ) [الماعــ ة‪.]6:‬‬
‫قال ابن عباس ف قوله ‪ ( :‬وإِن ُثرتُم رَّرْ ضدى ) إاا ثاندت بالرجدل الجراحدة‬
‫فيجرب ح في اف أن يمدوت إن اغتسدل ‪:‬‬
‫ف سبيل هللا ح أو به القرو أو الج‬
‫يتيمم ‪.‬‬
‫وه يغلم خالف بين ال قهاا ف إباحة التيمم لمن خاف ردن اسدتغمال المداا‬
‫تلف ن سه أو عضو رن أعضاعه ‪.‬‬
‫ولقددد صدددحح القدددرآن الكدددريم للرددداس ر هدددورهم عدددن المدددريا والمدددرُ‬
‫والغال أو الم اواة‪.‬‬
‫فالمريا إنسان ضغيف عداجز ح فد حاجدة راسدة إلدى أن يتغاردل الجميدع‬
‫رغه بالرحمة والتجاوز ح وق ضرب القرآن الكريم الميل ف اذا ثما تق م ‪.‬‬
‫والمرُ ضر يبتل هللا به رن اا رن خلقه ح المحسن ررهم والمس ا ح‬
‫وليس ب غل اَ وا الرريرة أو السحر أو نحو اله ح ثما أنده لديس بأردا ة علدى‬
‫‪- -411‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫غضددب هللا علددى المددريا ح ب د ليل أن ارددان رددن أنبيدداا هللا رددن ابتلددى بددالمرُ‬
‫ثأيوب ‪. a‬‬
‫أرا الغال فلن يكون بغزل المريا ف ركان رظلم تأل ه اَ وا الردريرة‬
‫الت تسكن جس ع ح ولن يكون ثدذله بضدرب المدريا وإيذاعده حتدى ت ا قده تلده‬
‫اَ وا ح وه عدددن ريدددق السدددحر والردددغواة وأفكدددا ال رافدددة ح ولكدددن بات ددداا‬
‫اَسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬اهستر اا بال عاا‪.‬‬
‫‪ -2‬اهستر اا بآيات القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -3‬اهستر اا باَ وية والغقاقير الطبية‪.‬‬
‫(** الحث على حقوق المرضى على اآلخرين ‪:‬‬
‫لق د قددر ال سددتو اإلله د للمرضددى رددن حددق المغارلددة الرحيمددةح وحسددن‬
‫التجاوزح ورا أب اع رن عراية بهمح وتأت السدرة الربويدة المردرفة ت صدل حقدوق‬
‫اذع ال ئة على اآلخرين ‪:‬‬
‫ف فضل عيا ة المريا ‪:‬‬
‫يرو أبو اريرة عن سول هللا ‪ $‬أنه قال ‪ ” :‬رن عا رريضدا ندا ى رردا‬
‫ف السماا ‪ :‬بت و اب رمرانح وتبوأت رن الجرة ررزه“ (‪. 1‬‬
‫وف إ غام المريا را يرته ‪:‬‬
‫وى ابن عباس ‪ :‬عا الرب ‪ $‬جال فقال ‪ ” :‬را ترته ؟ “ قال ‪ :‬أ دته‬
‫خبز برح فقال الرب ‪ ” : $‬رن ثان عر ع خبز بر فليبغث إلى أخيه “ (‪. 2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي ( ‪.)2008‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجة (‪. )1439‬‬
‫‪- -412‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولكن برر أه تضر به‪.‬‬
‫وف بث الرجاا ف ع و هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ف ن س المريا ‪:‬‬
‫وى أنددس بددن رالدده أن الربدد ‪ $‬خددل علددى دداب ح واددو فدد المددوت ح‬
‫فقددال ‪” :‬ثيددف تجدد ن؟“ قددال ‪ :‬أ جددو هللا ح وأخدداف رددن انددوب ح فقددال ‪” : $‬ه‬
‫يجتمغان ف قلب عب ف ريدل ادذا المدو ن إه أعطداع هللا ردا يرجدوح وأررده رمدا‬
‫ي اف“ (‪. 1‬‬
‫وف التر يس عن المريا ف اَجل ‪:‬‬
‫عددن الرب د ‪ $‬قددال ‪” :‬إاا خلددتم علددى المددرياح‬
‫وى أبددو سددغي ال د‬
‫فر سوا له ف اَجلح فإن اله ه ير يئاح واو يطيب ن س المريا“ (‪. 2‬‬
‫فهدددذع المغدددان اإلنسدددانية عدددا إليهدددا اإلسدددالم ح وأعطدددى حقوقدددا صدددحية‬
‫لإلنسان‪.‬‬
‫ب‪ -‬حقوق اإلنسان الصحية عر الغرب ‪:‬‬
‫إاا نظرنا إلى المجتمع الغرب نجد ع يدول الصدحة ااتماردا خداص ا حيدث‬
‫وج ناع يسن ويررع القوانين التد ردن دأنها الح دار علدى حيداة اإلنسدان لديس‬
‫اددذا فقدد ح بددل يحيدددى حيدداة يبددة بددال أردددراُ وه أوجدداع فرجدد ع يررددئ ايئدددة‬
‫رت صصة ف الصحة تتولى ثدل دئونها وترعااداح واد ررظمدة اَردم المتحد ة‬
‫الت رن و اا أه تب ل بجه وه ج ف اله فررااا تغمل على را يل ‪:‬‬
‫‪ 1‬القضاا على لل اَ ال ‪:‬‬
‫تدددم القضددداا علدددى ردددرُ دددلل اَ دددال فددد ثدددل البلددد ان ردددا عددد ا أ بغدددة‬
‫( أفغانستان ح والهر ح ونيجيريا ح وباثستان ب ضدل المبدا ة الغالميدة للقضداا‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي ( ‪. ) 983‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطبراني في الدعاا ( ‪.) 333‬‬
‫‪- -413‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫علددى ددلل اَ ددال ح واد أثبددر جهد ولد للصددحة الغارددة حتددى اددذا التددا ي ح‬
‫ويرجع ال ضل لهدذع المبدا ة التد قا تهدا ررظمدة الصدحة الغالميدة واليونيسديف‬
‫وررظمددة الروتددا ال وليددة ح ورراثددز ركافحددة اَرددراُ ح والوقايددة ررهددا ف د‬
‫الوهيات المتح ة ح ف أن ردا يقدرب ردن ‪ 5‬راليدين دل يسدتطيغون المرد اآلن‬
‫بغد أن ثددانوا بد ونها سيصددابون برددلل اَ ددال ح فهددذا المددرُ الددذ ثددان يقغ د‬
‫اَ ال ف ‪ 125‬بل ا ق أو ه على اهخت اا‪.‬‬
‫‪ 2‬التص ى ل يروس نق‬
‫المراعة البررية (اإلي ز ‪:‬‬
‫ترسيق ‪ UNAIDS‬تولى برنارج اَرم المتح ة المرترن المغر ب يروس‬
‫نق المراعة البررية اإلي ز الجهو المبذولة على نطاق الغالم لمكافحة الوباا‬
‫ح ويغمددل البرنددارج ف د أثيددر رددن ‪ 80‬بل د ا‬
‫الددذ يدددثر علددى ‪ 33‬رليددون د‬
‫لتوفير فرص حصول الجميع على خ رات الوقاية رن ال يروس وعالجه ح فضدال‬
‫عن الح رن ضغف اَفرا والمجتمغات المحليدة فد رواجهدة الوبداا والت يدف‬
‫رن آثا ع ح ويجمع البرنارج المرترن بين خبرات ررظمات اَردم المحليدة الغردر‬
‫المرا ثة فيه‪.‬‬
‫‪ 3‬القضاا على ررُ الج‬
‫‪:‬‬
‫أس رت الجهو التد بدذلتها ررظمدة الصدحة الغالميدة علدى رد ا ‪ 13‬عاردا‬
‫ردن‬
‫عن اإلعالن سميا ف عام ‪1980‬م عن القضاا التدام علدى ردرُ الجد‬
‫على رهر اَ ُح وق وفر اله ردا يقد ببليدون وه سدرويا ثاندت تر دق علدى‬
‫التطغيم والمراقبةح ويميل اذا المبلدغ قرابدة ثالثدة أضدغاف ردا أن دق فد القضداا‬
‫على المرُ ااته‪.‬‬
‫‪ 4‬ركافحة أرراُ المرا ق الحا ة ‪:‬‬
‫قضددى برنددارج لمرظمددة الصددحة الغالميددة ف د ‪ 10‬بل د ان ف د غددرب أفريقيددا‬
‫بالكارل على ررُ الغمى الرهر ح رما أتا را يصل إلى ‪ 25‬رليون اكتدا ردن‬
‫‪- -414‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اَ ُ ال صددبة للز اعددة ح وتجددر ‪ Onchocerciais‬اآلن ركافحددة المددرُ‬
‫ف ‪ 19‬بل ا آخدر ردن خدالل البرندارج اَفريقد لمكافحدة ردرُ الغمدى الرهدر ح‬
‫ثمددا أ ت جهددو وثدداهت اَرددم المتح د ة ف د ددمال أفريقيددا ف د عددام ‪1991‬م إلددى‬
‫القضاا على ال و ة الحلزونية الم ي ة ح واد ردن الط يليدات التد تتغدذى علدى‬
‫لحم اإلنسان والحيوان ح ثذله أو ده أن يدتم القضداا علدى الد و ة الغيريدة ح ثمدا‬
‫تجر ركافحة أرراُ أخرى ح ريل الجذام ‪ -‬الذ أركن القضداا عليده فد ‪116‬‬
‫بلددد ا ح ردددن بدددين ‪ 122‬بلددد ا ثدددان يرتردددر فيهدددا ‪ -‬و اا ال يطيدددات الليم اويدددة ح‬
‫والبلها سيا ح و اا الميقبيات (ررُ الروم اَفريق ‪.‬‬
‫‪ 5‬الح رن انترا اَوبئة ‪:‬‬
‫سددداع ت ررظمدددة الصدددحة الغالميدددة فددد وقدددف انتردددا ردددرُ المتالزردددة‬
‫التر سدددية الحدددا ة الوخيمدددة ح وفددد آاا ردددا س (‪2003‬م أصددد ت المرظمدددة‬
‫التحددذير الغددالم ح وإ ددا ات الس د ر الطا عددة ح وسددغت قيا تهددا إلددى وقددف اددذا‬
‫المددرُ الج ي د الددذ يمكددن أن يتحددول إلددى وبدداا يجتددا الغددالم بأسددرع ح وتقددوم‬
‫ررظمددة الصددحة الغالميددة بددالتحقيق فد رددا بددين ‪200‬ح ‪ 250‬حالددة عد وى سددرويا‬
‫يتطلددب ‪5‬إلددى ‪ 15‬ررهددا فدد المتوسدد بمددا فدد ( ‪ A H1N1‬اسددتجابة وليددة ح‬
‫واهلتهدداب السددحاع ح والحمددى الص د راا والكددوليرا واإلن لددونزاح وبمددا ف د الدده‬
‫ساللة رن اَرراُ اَثير بروزا اَخدرى التد تتصد ررظمدة الصدحة الغالميدة‬
‫الحمالت الغالمية‪.‬‬
‫‪ 6‬حماية صحة المستهله ‪:‬‬
‫رددن أجددل ضددمان سددالرة اَغذيددة التد تبدداع ف د اَسددواق ح قارددت ررظمددة‬
‫اَغذيددة والز اعددة وررظمددة الصددحة الغالميددة ح بالتغدداون رددع الدد ول اَعضدداا‬
‫بوضع رغايير َثير رن ‪ 290‬سدلغة غذاعيدة ح و درو سدالرة َثيدر ردن ‪3000‬‬
‫‪- -415‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫حاوية ل غذية ح وقواعد لتجهيدز اَغذيدة ونقلهدا وت زيرهدا ح وتضدمن المغدايير‬
‫الموضوعة على المغلبات ورحتوياتها أه يتغرُ المستهله للتضليل‪.‬‬
‫ورددع اددذع الجهددو المبذولددة رددن جانددب المدسسددات ريددل اَرددم المتحدد ة‬
‫وررظمدة الصددحة الغالميدة ح اليونسددكو واليونسديف إه أن الت كدده اَخالقد الددذ‬
‫يغيردده المجتمددع الغربدد أفرددى أرراضددا ع ي د ة ه زالددت تغددان ررهددا الرددغوب‬
‫الغربيددة ح لدديس اددذا فحسددب ح وإنمددا ص د تها إلددى الرددغوب اإلسددالرية والغددالم‬
‫بأسرع‪.‬‬
‫جـ‪ -‬حقوق اإلنسان الصحية فى المما سات الغربية ‪:‬‬
‫إن فاحرت الزنا واللوا أ تدا إلدى ردرُ اإليد ز الدذ‬
‫فأصابهم رن جراعه الهلع والجزع وال وف الر ي ‪.‬‬
‫‪- -416‬‬
‫ردر الغدالم الغربد‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إليه اذع اإلحصاعية ال طيرة لمرُ اإلي ز‪:‬‬
‫يبلددغ الددذين يرقددل إلدديهم المددرُ يوريددا علددى رسددتوى الغددالم عرددرة آهف‬
‫ح وف ثل قيقة يصاب ستة أ اص ون ال ارسة بغد وى اإليد زح وفد‬
‫رددن حددارل المددرُ‬
‫عددام (‪2000‬م لق د رددا يقددا ب رددن ثالثددة راليددين د‬
‫رصرعهمح وق تسدبب اإليد ز فد إضدافة ‪ 2, 13‬رليدون دل إلدى قاعمدة اَيتدامح‬
‫ويق ع المصابين به ف عام (‪2000‬م بـ ‪ 4, 34‬رليون ح وآخر اإلحصااات‬
‫تق ام اآلن ب مسين رليون ثليهم رن الرباب را بين (‪ 34 - 15‬سرة‪.‬‬
‫ويغتبر وباا اإليد ز أثبدر تحد يواجده ول آسدياح والمحدي الهدا ح فهردان‬
‫نحو ‪ 620‬رليون اب يواجهون خطر التغرُ لهذا المرُ ال تان‪.‬‬
‫وق اثر الغلماا أن (‪ %95‬رن ررضى اإلي ز رمن يما سون اللوا ‪.‬‬
‫وردددن اَردددراُ ردددرُ الهدددربس ح فقددد أوضدددح تقريدددر لدددوزا ة الصدددحة‬
‫اَرريكية أن الهدربس ه عدال لده حتدى اآلن ح وأنده ي دوق فد خطو تده ردرُ‬
‫السر ان ح ويبلغ ع المصابين به ف الوهيات المتح ة عررين رليون‬
‫ح وثذله رن اَردراُ ردرُ الزادر ح واردان الماليدين ردن البردر قدتلهم ادذا‬
‫المرُ ح واو يسبب الرلل ح وتصلب الررايين والترواات الجسمية وغيراداح‬
‫وثددذله رددن اَرددراُ رددرُ السدديالن ح ويبلددغ ع د المصددابين بدده سددرويا ‪250‬‬
‫ح واذا المرُ يسبب الغ ي رن اهلتهابات الر ي ة ف اَعضداا‬
‫رليون‬
‫التراسلية يصحبه قيح وص ي ثريه الراعحة ح ويسبب أيضا ضيق رجدرى البدولح‬
‫والضيق والحرقان عر البول ح ويصداحب الده صد اع وحمدىح ويمكدن لجرثوردة‬
‫اذا المرُ أن تصل إلى أ ركان ف الجسم‪.‬‬
‫واران رن اَردراُ ال طيدرة التد تجرادا فاحردتا الزندا واللدوا الرد ا‬
‫الكييرح وص ق سول هللا ‪ $‬حيرما قال ‪ ” :‬لم تظهر ال احرة ف قوم حتى يغلروا‬
‫‪- -417‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫بهددا إه فرددا فدديهم الطدداعون واَوجدداع الت د لددم تكددن رضددت ف د أسددالفهم الددذين‬
‫رضوا“ (‪. 1‬‬
‫أرراُ الت كه اَخالق والغقاع‬
‫الت ص اا إليرا الغرب ‪:‬‬
‫غم اَضرا ال كرية والغقاع يدة تحتدل روقغدا بدا زا ردن اَاميدة بالرسدبة‬
‫لإلنسان على اعتبا أنها أساس براا المجتمع اإلنسدان السدليم وبرداا الحضدا ة‬
‫والهويددة اليقافيددة ح إه أندده قليددل رددا يتراولهددا البدداحيون فدد رجددال اهنحرافددات‬
‫السلوثية ح ولغل أثبر ضر ف اذا الجانب يتميل فد فقد ان الهويدة اهجتماعيدة‬
‫واليقافيددة ح حيددث أن فكددر اهنحددالل ال لق د ورددا يتبغدده رددن تبريددرات تتسددتر ف د‬
‫الغالب و اا دغا ات ناندة ح وحضدا ية ثالحريدة الر صدية ح وتحريدر ال كدر ح‬
‫والتحضرح وحرية المرأة ح ورا إلى الده ردن الردغا ات ح يبد أ فد أخدذ حيدز ردن‬
‫المسدداحة ال كريددة واليقافيددة للمجتمددع ح ليتحددول رددع رددرو الددزرن ورددع تغاقددب‬
‫اَجيال إلى جزا أساس رن اليقافة الت يتبرااا اذا المجتمع‪.‬‬
‫ولغلرا نراا اليوم ثيف أن ثقافدة التحدر واإلباحيدة الجرسدية قد أصدبحت‬
‫جددزاا بددا زا رددن اليقافددة الغربيددة ل جددة أن نردداا علددى المد خددرو عد رددن‬
‫الغددراة ف د الرددا ع للمطالبددة بحددق السددير ف د حددال التغددر انطالقددا رددن الحريددة‬
‫الر صية ح ورظاارة عا رة تطالب باهعتراف بحقوق الردواا جرسديا ح بدل إنده‬
‫وصل الح َن تكون اَباحية ركافأة على الحس الو ر ح ثما يح ادذع اَيدام‬
‫ف وهية ثالي و نيا فد الوهيدات المتحد ة اَرريكيدة التد تغدين أجدواا انت دا‬
‫عيس للوهية ح فمدن بدين المتر دحين للوصدول لهدذا المرصدب المميلدة اإلباحيدة‬
‫والتد قدا ت حملتهدا لجمدع السدال وترظيدف‬
‫الرهيرة ف أرريكا (ردا ثدا‬
‫الساحة اَرريكية ردن اَسدلحة ال ي دة للح دار علدى المجتمدع علدى حد زعمهدا‬
‫تحت غا (اات قطغة سال وخذ فيلما إباحيدا ثمدا ا دتملت الحملدة علدى عد‬
‫(‪ )1‬رواه ابن ماجة (‪ ) 4019‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫‪- -418‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ردن الوعدو اهنت ابيدة التد ثدان ردن بيرهدا ( تردداول الغرداا الرورانسد رددع أ‬
‫يقد م أثيددر رددن خمسددة آهف وه لحملتهددا اهنت ابيددة وتقددول ثددا ‪:‬‬
‫د‬
‫” لدديس و اعد حددزب سياسد يد عمر ح لددذا فددإنر أبتكددر أسدداليبت غيددر تقلي يددة‬
‫لجمع الرقو “‪.‬‬
‫إن أرددراُ المغا ددرة الجرسددية رددن أخطددر اَرددراُ تددأثيرا وتد ريرا علددى‬
‫ا وخاصدة ردع انتردا اا فد اآلوندة اَخيدرة‬
‫ال ر والمجتمع صدحيا واقتصدا‬
‫حيث ساع على اله سهولة اهتصاهت وانحطا اَخالق واختالف الم اايم‪.‬‬
‫ف الوهيات المتح ة اَرريكية على سبيل الميال ‪ -‬تصديب ادذع اَردراُ‬
‫أثيدر رددن ثالثددة عرددر رليونددا ثددل عددامح ويكلددف عالجهددم أثيددر رددن عرددرة باليددين‬
‫وه أرريك ح وف إحصاعية بريطانية وج أن ثل رصاب بمرُ جرسد واحد‬
‫خالل إصابته‪.‬‬
‫يرقل الغ وى إلى ‪1639‬‬
‫ليس اذا فحسدب ح ولكدن الغدرب قد أفردى ونردر ال احردة سدواا الزندا أو‬
‫اللوا على المواقع اإلباحية الت غزت الغالم وه حول وه قوة إه با ‪.‬‬
‫وقدد ثبدددت أن أثيددر ردددن ثلددث المجتمدددع اإلنجليددز يسدددت م تلدده المواقدددع‬
‫اإلباحية على اإلنترنت ح وحسب اسة (فوم ‪ 2003‬فإن اران زيدا ة رضدطر ة‬
‫ف نسبة ح و جراعم الغرف ح واسدت ام الم د ات ل سدباب المدذثو ة ح وفد‬
‫اسة (اوايت ‪ 2001‬وج أن نسبة عالية رن الرجال ف سدن ‪ 40 - 20‬عاردا‬
‫تز ا رغ هت الوفيات لد يهم نظدر ا هسدت ارهم تلده المواقدع (ررثدز اإلحصداا‬
‫الددو ر ببريطانيددا عددام (‪ 2003‬وفدد ال اسددة التدد تقدد رها الدد ثتو ة أراندد ا‬
‫وبرتس ح والت أجرتها على ريحة رن الرجال رن ال ئدة الغمريدة بدين (‪- 18‬‬
‫‪ 34‬عارا ترير الرتاعج اَوليدة لتلده ال اسدة إلدى أضدرا رماثلدة سدواا بصدحة‬
‫الرجل أو تغرُ المرأة للغرف أو لرل الحياة الزوجية‪.‬‬
‫‪- -419‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫تغتبددر اَرددراُ الجرسددية رددن أخطددر اَرددراُ ح وأ د اا فتكددا باإلنسددان‬
‫خصوصا ف ادذا الغصدر حيدث تردير آخدر التقدا ير لمرظمدة الصدحة الغالميدة أن‬
‫اَرددراُ الجرسددية اد أثيددر اَرددراُ انترددا ا فد الغددالم ح وأنهددا أاددم وأخطددر‬
‫المراثل الصدحية الغاجلدة التد تواجده ول الغدرب ح فغد اإلصدابات فد ا ت داع‬
‫رستمر ف ثل اَعما خصوصا ف ررحلة الرباب ح يقدول الد ثتو جولد ‪ :‬لقد‬
‫حسب أن ف ثل ثانية يصاب أ بغة أ اص باَرراُ الجرسدية فد الغدالم ادذا‬
‫وفددق اإلحصدداعيات المسددجلة ح والتدد يقددول عرهددا الدد ثتو جددو ثددوس ‪ :‬إن‬
‫الحاهت المغلن عرها سميا ه تتغ ى بع أو عرر الغ الحقيق ‪.‬‬
‫إن اددذع اَرددراُ ترترددر بددين الردداس ثانترددا الرددا فد الهردديم ح ويمكددن‬
‫واحد يحمددل ررضددا واحد ا ررهددا أن يحد وبدداا فد بيئتدده ح وقد أثد ت‬
‫لرد‬
‫اسة أجريت ف بريطانيا ررذ أثير ردن ثالثدين عاردا تقريبدا ادذع الحقيقدة حيدث‬
‫تسددبب رصدداب واح د برقددل ع د وى ررضدده الجرس د إلددى ألددف وسددتماعة وتسددغة‬
‫وثالثدددين صدددا آخدددرين ح فمدددااا تحددد اَعددد ا الهاعلدددة ردددن المصدددابين بهدددذع‬
‫اَرراُ وام بالماليين رن أوبئة ثاسحة ف تله المجتمغات‪.‬‬
‫تترن اَرراُ الجرسية أو تله المتراقلة عن ريق الجرس بصمات وآثدا‬
‫ليست بالهيرة على الجانبين الصح واهجتماع ح فه رن جهدة ت قد المجتمدع‬
‫اقات بررية ووح ات ررتجة ح ون جهة أخرى تد إلى ته ي عملية التدوازن‬
‫البيئ ح وبقاا الكاعن اإلنسان لما تتسبب به رن المدوت المحتدوم الدذ ه ترجدو‬
‫رردده حتددى اَجرددة واَ ددال الرضددع ح أو ف د أخددف حاهتهددا تتسددبب ف د ح د و‬
‫عااات وأرراُ رزررة وخطيرة ‪.‬‬
‫وختارددا فق د تردداول اددذا ال صددل السددا س الحقددوق البيئيددة والصددحية بددين‬
‫اإلسدالم والغددرب فد عد ة نقدا رهمددة ؛ ه نجد نا فد حاجدة إلددى إعا تهدا ح لكررددا‬
‫حاولرا أن نرثز على جانب المما سات الغربية ف تطبيدق ادذع الحقدوقح واَخدذ‬
‫‪- -420‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫بها را ثان ررهدا إيجابيدا ح وردا ثدان ررهدا سدلبيا ح وقد ه يتمتدع اإلنسدان الغربد‬
‫المسلم بالحقوق الصحية الت يتمتدع بهدا اإلنسدان الغربد ردن حيدث اإلركاندات ح‬
‫والتق م ح وغيدر الده ح لكرده سدترى تردريغا إسدالريا رحكدم الجواندب يقدوم علدى‬
‫جانب وقاع يحافظ على بيئدة نقيدة ح وصدحة يبدة ح وأردا المما سدات التد فد‬
‫بال نددا ح وإن ددابها التقصددير ف د بغددا جوانبهددا لكددن اددذا الغيددب ه يرجددع إلددى‬
‫الترريغات اإلسالرية ن سها ح وإنما القصو ف تطبيقها ‪.‬‬
‫واكذا سرج أن سدرا بغد ادذع الرحلدة عبدر ادذع ال صدول السدتة فد حاجدة‬
‫إلددى أن نتردداول ثددل الحقددوق رجتمغددة رددن خددالل المواثيددق ال وليددة واإلسددالرية ح‬
‫واإلعددالن الغددالم لحقددوق اإلنسددان ح ورقا نتدده بدداإلعالن اإلسددالر ح واددذا رددا‬
‫سيتم ت صيله ب ضل هللا تغالى ف ال صل السابع واَخير ‪.‬‬
‫‪- -421‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -422‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الفصــل السابع‬
‫اإلعــــالن ال المــــي‬
‫لحقـــوق اإلنســـان‬
‫دراسـة مقارنــة‬
‫بيـــن‬
‫اإلسالم والغرب‬
‫‪- -423‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -424‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رحتويات ال صل‪:‬‬
‫أوه‪ :‬اإلعالن اإلسالر لحقوق اإلسالم‬
‫أ‪ -‬الم خل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬روا البيان وبرو ع ( البيان اَول ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالن اَخير ( وثيقة حقوق اإلنسان ف اإلسالم‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ال يباجة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬روا اإلعالن وبرو ع ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ :‬ضواب المقا نة بين اإلعالن اإلسالر واإلعالن الغالم ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ضواب حقوق اإلنسان ف اإلعالن اإلسالرى‬
‫ب‪ -‬المقا نة بين اإلعالن اإلسالر واإلعالن الغالم ‪.‬‬
‫‪ -‬را ان ر به ثل رن اإلعالنين اإلسالرى والغالمى‬
‫ابغا ‪ :‬وق ة تحليلية إيمانية رقا نية رع اإلعالنين ‪.‬‬
‫أ‪ -‬وق ة رع اإلعالن الغالمى لحقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫ب‪ -‬وق ة رع اإلعالن اإلسالرى لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫‪- -425‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -426‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫تق يم ‪-:‬‬
‫ف رل الصراعات التى يغيرها الغالم ررذ زرن بغي وحتى اآلن والظلمدات‬
‫التى تم جربات الغالم ف عصر القوة واهستب ا الذين تغيرهما اَرم ثدان هبد‬
‫رن وق ة للرظر والتأردل والغمدل والمجااد ة ‪ ,‬فدرغم المحداوهت الجدا ة فد رحدو‬
‫اددذا الظددالم بددالرو ‪ ,‬وإعطدداا الحقددوق إلددى أالهددا والح ددار علددى ثرارددة اإلنسددان‬
‫الضاعغة ف اذا الزرن الذ انتررت فيه الحروب وتغذب فيه اإلنسان ثان ه بد‬
‫رن ر ر ‪ ,‬والم ر ارا ررا ع اإلجابة عن اذا السدال ‪ ..‬أين حقدوق اإلنسدان‪,‬‬
‫وثيف يمكن تطبيقها ف عصر تبايرت فيه الرظرة إلى اذع الحقوق ‪ ,‬واكذا بد أنا‬
‫المغالجة الرظرية ب صولها السابقة وتطبيقاتها ؟‬
‫وأخيددرا ثددان رددن اإلنصدداف أن نغددرُ ثددال رددن رددوا حقددوق اإلنسددان ف د‬
‫اإلسالم والغرب ‪.‬‬
‫ورغلددوم سددل ا لددذ عقددل أن اإلسددالم يددن هللا الحددق وثمددا اثرنددا سددل ا فددإن‬
‫حقوق اإلنسان ف اإلسالم ليست ررحا رن أح ‪ ,‬وه اقتراحات رن فئدة رغيردة او‬
‫اسات رن جارغة بغيرها ‪ ,‬وإنما ا ررح إلهية سماوية جغلها هللا ‪ -‬عز وجدل‪-‬‬
‫وفرضها لتكون للغالمين ا اية ونو ا ونبراسا يض ا للبررية وتسغ به ‪.‬‬
‫نغم إن الحقوق ف اإلسالم والمحافظة عليها واجبة فه تربع ردن التكدريم‬
‫اإلله لإلنسان ‪ ,‬فهد جدزا ردن التصدو اإلسدالر والغبو يدة تغدالى وفطدرة‬
‫اإلسالم الت فطر الراس عليها فه ارلة لجميع أنواع الحقوق ثمدا أنهدا عاردة‬
‫لكددل اَفددرا والجماعددات ب د ون تمييددز بيددرهم ف د تلدده الحقددوق بسددبب اللددون أو‬
‫الجرس أو اللغة ‪ ,‬را أعظمها رن حقوق إنها ثابتدة ه تقبدل اإللغداا ح أو التبد يل ح‬
‫أو التغطيددل رهمددا رددرت السددرون وتوالددت القددرون ‪ ,‬واددذا إعجداز فد ااتدده ‪ ,‬أنهددا‬
‫رالعمددة لكددل زرددان وركددان ‪ ,‬ولغددل الدده يمكددن فدد ثونهددا جددزا رددن الرددريغة‬
‫اإلسالرية التى أنزلها هللا ‪ -‬عز وجل ‪ , -‬وارا أعيد السددال ردرة أخدرى ‪ ..‬ثيدف‬
‫‪- -427‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫تكددون المقا نددة بددين اددذا الصددر الرددار والغمددالق الكبيددر لهددذا ال د ين الكارددل‬
‫اليابت وبين القوانين الت وضغها اإلنسان الذ ه يملده لر سده حدوه وه قدوة ؛‬
‫لذا فإنه يالحدظ أن حقدوق اإلنسدان التد وضدغها لر سده إن لدم تكدن رسدتم ة ردن‬
‫الرددريغة اإلسددالريةح واددى ال طددرة الصددحيحة فددإن وجو اددا ي د ل علددى ضددغ ها ‪,‬‬
‫وفق رص اقيتها فهدى قابلدة للتغييدر وليسدت رلزردة َحد ‪ ,‬وقد تطبدق علدى ول‬
‫وتضدديع ف د لددول أخددرى ف د رددل الغولمددة ورقدداييس القددوى والغ د ل واخددتال‬
‫الم اايم ‪.‬‬
‫واسددتكماه لمددا سددبق فإنرددا سددرغرُ اإلعددالن اإلسددالر لحقددوق اإلنسددان‬
‫والذ ص فد لرد ن سدرة ‪1980‬م ‪ ,‬وأيضدا اإلعدالن اَخيدر لهدذا اإلعدالن عدام‬
‫‪1989‬م ‪.‬‬
‫‪- -428‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه ‪ :‬بيان اإلعالن اإلسالر لحقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الم خـــل ‪:‬‬
‫رع اإلسالم ررذ أ بغة عرر قرنا ( حقوق اإلنسان ف دمول وعمدق ‪,‬‬
‫وأحا ها بضمانات ثافية لحمايتها ‪ ,‬وصاغ رجتمغه على أصول وربدا ‪ ,‬تمكدن‬
‫لهذع الحقوق وت عمها ‪.‬‬
‫واإلسددالم اددو ختددام سدداهت السددماا ‪ ,‬الت د أوحددى بهددا ب الغددالمين إلددى‬
‫سددله ‪ -‬علدديهم السددالم ‪ -‬ليبلغواددا للردداس ‪ ,‬ا ايددة وتوجيهددا ‪ ,‬إلددى رددا يك ددل لهددم‬
‫حياة يبة ثريمة ‪ ,‬يسو اا الحق وال ير والغ ل والسالم ‪.‬‬
‫ورن ارا ثان لزارا على المسلمين أن يبلغوا للراس جميغا عوة اإلسدالم ؛‬
‫عون ِإلددى ْال ْيد ِدر ويددأ ْ ُر ُرون ِبد ْ‬
‫إرتيدداه َرددر بهددم ( و ْلددت ُكن ِ هرددر ُك ْم أ ُ َّرددة ي د ْ ُ‬
‫وف‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫وي ْرهوْ ن ع ِن ْال ُمرك ِر ) [آل عمدران‪ , ]104:‬ووفاا بحق اإلنسدانية علديهم ‪ ,‬وإسدهارا فد‬
‫اسددتر اا الغددالم رمددا تددر ى فيدده أخطدداا ‪ ,‬وت لددي الرددغوب رمددا تددئن تحتدده رددن‬
‫صروف المغاناة ‪.‬‬
‫ونحن رغرر المسلمين ‪ -‬علدى اخدتالف دغوبرا وأقطا ندا ‪ -‬انطالقدا ردن ‪:‬‬
‫عبو يترا الواح القها ‪..‬‬
‫ورــن إيمانرا بأنده ولد اَردر ثلده فد الد يرا واآلخدرة ‪ ,‬وأن رر ندا جميغدا‬
‫إليه ‪ ,‬وأنه وح ع الذ يملده ا ايدة اإلنسدان إلدى ردا فيده خيدرع وصدالحه بغد أن‬
‫است ل ه ف اَ ُ ‪ ,‬وس ر له ثل را ف الكون ‪.‬‬
‫ورــن تص يقرا بوح ة ال ين الحدق ‪ ,‬الدذ جداات بده سدل بردا ‪ ,‬ووضدع‬
‫ثدددل ردددرهم لبردددة فددد صدددرحه حتدددى أثملددده هللا تغدددالى برسدددالة نبيردددا ‪ $‬فكدددان ثمدددا‬
‫‪- -429‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫قال ‪ ” : $‬أنا اللبرة ‪ -‬اَخيرة ‪ -‬وأنا خاتم الربيين ‪. 1( “ ...‬‬
‫ورددن تسددليمرا بغجددز الغقددل البرددر عددن وضددع المرهددا اَقددوم للحيدداة ‪,‬‬
‫رستقال عن ا اية هللا ووحيه ‪.‬‬
‫ورــن ‪ :‬يترا الصحيحة ‪ -‬ف ضدوا ثتابردا المجيد ‪ -‬لوضدع اإلنسدان فد‬
‫الكون ‪ ,‬للغاية رن إيجا ع ‪ ,‬وللحكمة رن خلقه ‪.‬‬
‫ورــن رغرفترا بما أض اع عليه خالقه ‪ ,‬رن ثرارة وت ضديل علدى ثييدر ردن‬
‫خلقه ‪.‬‬
‫ورـددـن استبصددا نا بمددا أحا دده بدده بدده ‪ -‬جددال وعددال‪ -‬رددن نغددم ‪ ,‬ه تغ د وه‬
‫تحصى ‪.‬‬
‫ورـددـن ‪ :‬تميلرددا الحددق لم هددوم اَرددة ‪ ,‬الت د تج د وح د ة المسددلمين ‪ ,‬علددى‬
‫اختالف أقطا ام و غوبهم ‪.‬‬
‫ورــن ‪ :‬إ اثرا الغميق ‪ ,‬لما يغانيه عالم اليوم ردن أوضداع فاسد ة ‪ ,‬ونظدم‬
‫آثمة ‪.‬‬
‫ورــن ‪ :‬غبترا الصا قة ‪ ,‬ف الوفاا بمسئوليترا تجاع المجتمدع اإلنسدان ‪,‬‬
‫ثأعضاا فيه ‪...‬‬
‫ورـدددـن ‪ :‬حرصدددرا علدددى أ اا أراندددة الدددبالغ ‪ ,‬التدددى وضدددغها اإلسدددالم فددد‬
‫أعراقردا ؛ سدغيا ردن أجدل إقاردة حيداة أفضدل ‪ ,‬تقدوم علدى ال ضديلة ‪ ,‬وتتطهدر رددن‬
‫الرايلة ‪.‬‬
‫يحل فيها التغاون ب ل التركر ‪ ,‬واإلخاا ركان الغ اوة ‪..‬‬
‫يسو اا التغاون والسالم ‪ ,‬وب يال رن الصراع والحروب ‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫‪- -430‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫حياة يتر س فيها اإلنسان رغانى ‪:‬‬
‫الحرية ‪ ,‬والمساواة ‪ ,‬واإلخاا ‪ ,‬والغزة والكرارة ‪.‬‬
‫ب ل أن ي ترق تحت ضغو ‪:‬‬
‫الغبو ية ‪ ,‬والت رقة الغرصرية ‪ ,‬والطبقية ‪ ,‬والقهر والهوان ‪.‬‬
‫وبهذا يتهيأ َ اا سالته الحقيقية ف الوجو ‪:‬‬
‫عبا ة ل القه تغالى ‪.‬‬
‫وعما ة ارلة للكون ‪.‬‬
‫تتيح له أن يستمتع بدرغم خالقده ‪ ,‬وأن يكدون بدا ا باإلنسدانية التد تميدل ‪-‬‬
‫بالرسبة له ‪ -‬أسرة أثبدر ‪ ,‬يرد ع إليهدا إحسداس عميدق بوحد ة اَصدل اإلنسدان ‪,‬‬
‫الت تررئ حما روصولة بين جميع بر آ م ‪.‬‬
‫انطالقا رن اذا ثلـه ‪:‬‬
‫نغلن نحن ‪ -‬رغرر المسلمين ‪ ,‬حملة لدواا الد عوة إلدى هللا ‪ -‬فد رسدتهل‬
‫القرن ال ارس عرر الهجرى ‪ -‬اذا البيان باسم اإلسالم ‪ ,‬عدن حقدوق اإلنسدان ‪,‬‬
‫رستم ة رن القرآن الكريم والسرة الربوية المطهرة ‪.‬‬
‫وا ‪ -‬بهذا الوضع ‪ -‬حقوق أب ية ‪ ,‬ه تقبدل حدذفا ‪ ,‬وه تغد يال ح وه نسد ا‬
‫وه تغطيال ‪.‬‬
‫إنها حقوق رعها ال دالق ‪ -‬سدبحانه ‪ -‬فلديس ردن حدق البردر ‪ -‬ثاعردا ردن‬
‫ثان ‪ -‬أن يغطلها أو يتغ ى عليها ‪ ,‬وه تسدق حصدانتها الذاتيدة ‪ ,‬ه بدإ ا ة ال در‬
‫ترددازه عرهددا ‪ ,‬وه بددإ ا ة المجتمددع رمدديال فيمددا يقيمدده رددن ردسسددات أيددا ثانددت‬
‫بيغتها ‪ ,‬ثي ما ثانت السلطات التى ت ولها ‪.‬‬
‫‪- -431‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إن إقدددرا ادددذع الحقدددوق ادددو المددد خل الصدددحيح إلقاردددة رجتمدددع إسدددالر‬
‫حقيق ‪.‬‬
‫‪ -1‬رجتمــددـع ‪ :‬الردداس جميغددا فيدده سددواا ‪ ,‬ه ارتيدداز وه تمييددز بددين فددر‬
‫وفر على أساس رن أصل ‪ ,‬أو عرصر ‪ ,‬أو جرس ‪ ,‬أو لون ‪ ,‬أو لغة ‪ ,‬أو ين ‪.‬‬
‫‪ -2‬رجتمــددددـع ‪ :‬المسدددداواة فيدددده أسدددداس التمتددددع بددددالحقوق ‪ ,‬والتكليددددف‬
‫داس‬
‫بالواجبات ‪ ...‬رساواة تربع رن وح ة اَصل اإلنسان المرترن ‪ ( .‬يا أيُّها الرَّ ُ‬
‫إِنَّا خل ْقرا ُثم ِ هرن اث ٍر وأُنيى ‪[ ) ...‬الحجرات‪.]13:‬‬
‫ورما أسبغه ال الق ‪ -‬جل جالله ‪ -‬على اإلنسدان ردن التكدريم ( ولقد ْ ث َّررْ ردا‬
‫ب ِر آ م وحم ْلرا ُا ْم ِف ْالب ِ هر و ْالب ْح ِر و ز ْقردا ُام ِ هردن َّ‬
‫ت وف َّ‬
‫يدر‬
‫الط ِيهبدا ِ‬
‫ض ْدلرا ُا ْم علدى ث ِي ٍ‬
‫ِ هرم َّْن خل ْقرا ت ْ ِضيال ) [اإلسراا‪.]70:‬‬
‫‪ -3‬رجتمــع ‪ :‬حرية اإلنسان فيه ررا فة لمغرى حياته سواا ‪ ,‬يول بها ‪,‬‬
‫ويحقق ااته ف رلها ‪ ,‬آررا رن الكبت ‪ ,‬والقهر ‪ ,‬واإلاهل ‪ ,‬واهستبغا ‪.‬‬
‫‪ -4‬رجتمـدددـع ‪ :‬يدددرى فددد اَسدددرة ندددواة المجتمدددع ‪ ,‬ويحو هدددا بحمايتددده‬
‫وتكريمه ‪ ,‬ويهيئ لها ثل أسباب اهستقرا والتق م ‪.‬‬
‫‪ -5‬رجتمـددـع ‪ :‬يتسدداوى فيدده الحدداثم والرعيددة ‪ ,‬أرددام ددريغة رددن وضددع‬
‫ال الق ‪ -‬سبحانه ‪ -‬ون ارتياز أو تمييز ‪.‬‬
‫‪ -6‬رجتمــع ‪ :‬السلطة فيده أراندة ‪ ,‬توضدع فد عردق الحداثم ‪ ,‬ليحقدق ردا‬
‫سمته الرريغة رن غايات ‪ ,‬وبالمرهج الذ وضغته لتحقيق اذع الغايات ‪.‬‬
‫‪- -432‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -7‬رجتمــع ‪ :‬يدرن ثل فر فيه أن هللا ‪ -‬وح ع ‪ -‬او رالده الكدون ثلده ح‬
‫وأن ثل را فيه رس ر ل لق هللا جميغا ‪ ,‬عطاا رن فضله ‪ ,‬ون اسدتحقاق سدابق‬
‫َح د ‪ ,‬ورددن حددق ثددل إنسددان أن يرددال نصدديبا عددا ه رددن اددذا الغطدداا اإللهدد ‪:‬‬
‫ُ ج ِميغا ِ هر ْرهُ ) [الجاثية‪. ]13:‬‬
‫( وس َّ ر ل ُكم رَّا فِ السَّماوا ِ‬
‫ت ورا فِ ْاَ ْ ِ‬
‫‪ -8‬رجتمددـع ‪ :‬تقددر فيدده السياسددات التد تددرظم ددئون اَرددة ‪ ,‬وتمددا س‬
‫ددر ُا ْم ُدددو ى ب ْيدددر ُه ْم )‬
‫السدددلطات التددد تطبقهدددا وتر دددذاا ” بالردددو ى“ ‪ ( :‬وأرْ د ُ‬
‫[الرو‬
‫ى‪.] 38:‬‬
‫‪ -9‬رجتمــع ‪ :‬تتدوافر فيده ال درص المتكافئدة ‪ ,‬ليتحمدل ثدل فدر فيده ردن‬
‫المسددئوليات بحسددب ق تدده وث ااتدده ‪ ,‬وتددتم رحاسددبته عليهددا نيويددا أرددام أرتدده‪,‬‬
‫وأخرويا أرام خالقه ” ثلكم اع وثلكم رسئول عن عيته “ (‪. 1‬‬
‫‪ -10‬رجتمـددـع ‪ :‬يقددف فيدده الحدداثم والمحكددوم علددى ق د م المسدداوة أرددام‬
‫القضاا ‪ ,‬حتى ف إجرااات التقاض ‪.‬‬
‫‪ -11‬رجتمـددـع ‪ :‬ثدل فددر فيدده اددو ضددمير رجتمغدده ‪ ,‬ورددن حقدده أن يقدديم‬
‫ال د عوى ‪ -‬حسددبه ‪ -‬ض د أى إنسددان يرتكددب جريمددة ف د حددق المجتمددع ‪ ,‬ولدده أن‬
‫يطلددب المسددان ة ردددن غيددرع ‪ ...‬وعلددى اآلخدددرين أن يرصددروع ‪ ,‬وه ي ددذلوع فددد‬
‫قضيته الغا لة ‪.‬‬
‫‪ -12‬رجتمـددـع ‪ :‬يددرفا ثددل ألددوان الطغيددان ‪ ,‬ويضددمن لكددل فددر فيدده ‪:‬‬
‫اَرن ‪ ,‬والحرية ‪ ,‬والكرارة ‪ ,‬والغ الدة ‪ ,‬وبدالتزام ردا قر تده دريغة هللا لإلنسدان‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري كتاب النكاح ‪ ،‬باب المرأة راعية ‪. ) 1996 ( ...‬‬
‫‪- -433‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رن حقوق ‪ ,‬والغمل على تطبيقها ‪ ,‬والسهر على حراستها ‪ ...‬تلده الحقدوق التدى‬
‫يغلرها للغالم ‪.‬‬
‫‪- -434‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬روا البيان وبرو ع) البيان اَول‬
‫"اذا البيان"‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫حــقوق اإلنســان ف اإلســـالم‬
‫(‪1‬‬
‫‪ -1‬حــق الحيــــاة ‪:‬‬
‫( أ حياة اإلنسان رق سة ‪ ..‬وه يجوز َح أن يغت ى عليها ‪:‬‬
‫ُ فكأنَّما قتل الرَّداس ج ِميغدا‬
‫( ‪ ...‬رن قتل ن ْسا ِبغي ِْر ن ْ ٍس أوْ فسا ٍ ِف اَ ْ ِ‬
‫ور ْن أ ْحيااا فكأنَّما أ ْحيا الرَّاس ج ِميغا ‪[ ) ...‬الماع ة‪.]32:‬‬
‫وه تسلب اذع الق سية إه بسلطان الرريغة وباإلجرااات الت تقراا‪.‬‬
‫( ب ثيان اإلنسان الما والمغرو حمى ‪ ,‬تحميه الردريغة فد حياتده ‪,‬‬
‫وبغ رماتده ‪ ,‬وردن حقده الرفدق والتكدريم ‪ ,‬فد التغاردل ردع جيمانده ‪ ” :‬إاا ث دن‬
‫أح د ثم أخدداع فليحسددن ث ردده “ (‪ , 2‬ويجددب سددتر سددوااته ‪ ,‬وعيوبدده الر صددية ‪:‬‬
‫” ه تسبوا اَروات فإنهم أفضوا إلى را ق روا “ (‪. 3‬‬
‫(‪ )1‬اكتفينا باستخدام لفظ ( حقوق ) ولم نستخدم م ه لفظ ( واجبات ) أ ألن كل ما هو ( حم ) لفرد هو ( واجب ) عل‬
‫خر ( حم الرعية ‪ -‬واجب عل الراعي ‪ ,‬حم الوالد ‪ -‬واجب عل الولد ‪ ,‬حم الزوجة ‪ -‬واجب عل الزوج ‪ ,‬وبال كن‬
‫حم الراعي ‪ -‬واجب عل الرعية ‪ ,‬ألخ ‪ , ) ...‬و ما دامت حقوق اإلنسان في اإلسالم شاملة جميع األفراد ‪ ,‬عل اختالف‬
‫مواق هم وعالقتهم ‪ ,‬فقد أصبح ما هو‬
‫( الحم ) من وجه ‪ ..‬هو ( الواجب ) من وجه خر ! ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪ ،‬كتاب الجنائز ‪ ،‬باب ما ينه من سب األموات (‪.) 1329‬‬
‫‪- -435‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -2‬حق الحريــة ‪:‬‬
‫( أ حرية اإلنسان رق سة ‪ -‬ثحياته سواا ‪ -‬وا الص ة الطبيغية اَولدى‬
‫التددى بهددا يول د اإلنسددان ‪ ” :‬رددا رددن رولددو إه ويول د علددى ال طددرة “ (‪ . 1‬وا د‬
‫رتصحبة ورستمرة ‪ ,‬ليس َح أن يغت ى عليها ‪ ” :‬رتدى اسدتغب تم الرداس وقد‬
‫ول د تهم أرهدداتهم أحددرا ا “ (‪ . 2‬ويجددب تددوفير الضددمانات الكافيددة لحمايددة حريددة‬
‫اَفرا ‪ ,‬وه يجوز تقيي اا أو الح ررها إه بسلطان الرريغة‪ ,‬وبداإلجرااات التدى‬
‫تقراا ‪.‬‬
‫( ب ه يجوز لرغب أن يغت ى على حرية غب آخدر ‪ ,‬وللردغب عليده أن‬
‫دن انتصددر ب ْغ د ُ‬
‫ر ْل ِم د ِه‬
‫يددر الغ د وان ‪ ,‬ويسددتر حريتدده بكددل السددبل الممكرددة‪ ( :‬ولمد ِ‬
‫فأُوْ لئِدده رددا علدي ِْهم ِ هرددن سدبِي ٍل ) [الردـو ى‪ , ]41:‬و علددى المجتمددع الد ولى رسددان ة ثددل‬
‫فيده ‪:‬‬
‫غب يجاا رن أجل حريته ‪ ,‬ويتحمل المسلمون ف اذا واجبا ه تدرخ‬
‫الزثدداة وأرد ُدروا ِبد ْ‬
‫صددالة وآتددوُ ا َّ‬
‫ُ أقددا ُروا ال َّ‬
‫وف‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫( الَّدذِين إِن َّر َّكرَّددا ُا ْم فِ د ْاَ ْ ِ‬
‫ونهوْ ا ع ِن ْال ُمرك ِر ) [الحج‪.]41:‬‬
‫‪ -3‬حــق المساواة ‪:‬‬
‫( أ الراس جميغا سواسية أرام الردريغة ‪ ” :‬هفضدل لغربد علدى عجمد ‪,‬‬
‫وه لغجمددد علدددى عربددد ‪ ,‬وه أحمدددر علدددى أسدددو ‪ ,‬وه أسدددو علدددى أحمدددر إه‬
‫بددالتقوى “ (‪ . 3‬وه تمددايز بددين اَفددرا فد تطبيقهددا علدديهم ‪ ” :‬لددو أن فا مددة برددت‬
‫رحم سرقت لقطغت ي اا “(‪ ” , 4‬أه إن أضغ كم عر ى القوى حتى آخذ الحق‬
‫له ‪ ,‬وأقواثم عر ى الضغيف حتى آخذ الحق رره “(‪. 5‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫أخرجه الشيخان ‪.‬‬
‫من كلمة ل مـر ‪ -‬رو ى عنه ‪. -‬‬
‫من خطبة النبي ‪.$‬‬
‫رواه آ البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ‪.‬‬
‫‪d‬‬
‫من خطبة أب بكر عقب وليته خليفة عل المسلمين ‪.‬‬
‫‪- -436‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫( ب الردداس ثلهددم ف د القيمددة اإلنسددانية سددواا ‪ ” :‬ثلكددم آل م وآ م رددن‬
‫تددراب “ (‪ . 1‬وإنمددا يت اضددلون بحسددب عملهددم ‪ ( :‬و ِل ُك د ٍ هل جددات ِ هر َّمددا ع ِملُددوا )‬
‫ل طر أو ضر بأثير رما يتغرُ له غيرع‬
‫[اَحقداف‪ , ]19:‬وه يجوز تغريا‬
‫‪ ” :‬المسلمون تتكافأ را ام “ (‪ . 2‬وثدل فكدر وثدل تردريع ‪ ,‬وثدل وضدع يسدوغ‬
‫الت رقددة بددين اَفددرا علددى أسدداس الجددرس ‪ ,‬أو الغددرق ‪ ,‬أو اللددون ‪ ,‬أو اللغددة‪ ,‬أو‬
‫ال ين ‪ ,‬او رصا ة ربا رة لهذا المب أ اإلسالر الغام‪.‬‬
‫لكل فر حق ف اهنت اع بالموا الما ية للمجتمع رن خالل فرصدة‬
‫(‬
‫عمل رتكافئة ل رص غيرع ‪ ( :‬فارْ ُ‬
‫ردوا فِد ررا ِث ِبهدا و ُثلُدوا ِردن ِ ه ْزقِد ِه ) [الملده‪, ]15:‬‬
‫ل ِريْقدال ا َّ ٍة خيْدرا يدرعُ «‪»7‬‬
‫وه يجوز الت رقة بين اَفرا ثما وثي ا ‪ ( :‬فمدن يغْمد ْ‬
‫ورن يغْم ْل ِريْقال ا َّ ٍة را يرعُ «‪[ ) »8‬الزلزلة‪.]8 -7:‬‬
‫‪ -4‬حــق الغ الــة ‪:‬‬
‫( أ رددن حددق ثددل فددر أن يتحدداثم إلددى الرددريغة ‪ ,‬وأن يحدداثم إليهددا ون‬
‫دددر ُّوعُ إِلددددى ه‬
‫سددددو ِل ) [الرسدددداا‪.]59:‬‬
‫الر ُ‬
‫اّللِ و َّ‬
‫سددددوااا ‪ ( :‬فدددد ِإن تردددداز ْعت ُ ْم فِدددد دددد ْ اٍ فد ُ‬
‫اح ُكم بيْرهُم بِمآ أنزل ه‬
‫( وأ ِن ْ‬
‫اّللُ وه تت َّ ِبعْ أ ْاواا ُا ْم ) [الماع ة‪.]49:‬‬
‫( ب رن حق ال ر أن ي فع عن ن سه را يلحقده ردن رلدم ‪ ( :‬هَّ ي ُِحدبُّ ه‬
‫اّللُ‬
‫ْالج ْهر ِبالسُّو ِا ِرن ْالقوْ ِل إِهَّ رن ُ‬
‫ر ِلم ) [الرساا‪ . ]148:‬ورن واجبه أن ي فع الظلم عدن‬
‫غيددرع بمددا يملدده ‪ ” :‬انصددر أخددان رالمددا أو رظلور دا ؛ فقددال جددل‪ :‬يددا سددول هللاح‬
‫أنصرع إاا ثدان رظلورداح أفرأيدت إاا ثدان رالمدا ثيدف أنصدرع ؟ قدال ( تحجدزع أو‬
‫تمرغه رن الظلم فإن اله نصر “ (‪. 3‬‬
‫(‪ )1‬من خطبة حجة الوداع ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود ( ‪.) 2751‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪.‬‬
‫‪- -437‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ورددن حددق ال ددر أن يلجددأ إلددى سددلطة ددرعية تحميدده وترصد ه ‪ ,‬وتد فع عردده رددا‬
‫لحقدده رددن ضددر أو رلددم ‪ ,‬وعلددى الحدداثم المسددلم أن يقدديم اددذع السددلطة ‪ ,‬ويددوفر لهددا‬
‫الضددمانات الك يلددة بحي د تها واسددتقاللها ‪ ” :‬إنمددا اإلرددام جرددة يقاتددل رددن و اعدده ‪,‬‬
‫ويحتمى به “ (‪. 1‬‬
‫رددن حددق ال ددر ‪ -‬ورددن واجبدده ‪ -‬أن يد افع عددن حددق أى فددر آخددر ‪,‬‬
‫(‬
‫وعدددن حدددق الجماعدددة ( حسدددبه ‪ ” :‬أه أخبدددرثم ب يدددر الرددده اا ؟ الدددذ يدددأت‬
‫برها ته قبل أن يسألها “(‪ - 2‬يتطوع بها حسبة ون لب رن أح ‪.‬‬
‫( ه تجددوز رصددا ة حددق ال ددر فددد الدد فاع عددن ن سدده أى رسدددوغ ‪:‬‬
‫” أن لصاحب الحق رقاه “(‪ ” , 3‬إاا جلس بين ي يه ال صمان فال تقضين حتى‬
‫تسمع رن اآلخر ‪ ,‬ثما سمغت رن اَول ‪ ,‬فإنه أحرى أن يتبين له القضاا“(‪. 4‬‬
‫( اـ ليس َح أن يلزم رسدلما بدأن يطيدع أردرا ي دالف الردريغة ‪ ,‬وعلدى‬
‫ال ر المسلم أن يقول ( ه ف وجه رن يأررع بمغصدية ‪ ,‬أيدا ثدان اَردر ‪ ” :‬إاا‬
‫أرر بمغصية فال سمع وه اعة “(‪ . 5‬ورن حقه على الجماعة أن تحم فضده‬
‫تضاررا رع الحق ‪ ” :‬المسلم أخو المسلم ه يظلمه وه يسلمه “(‪. 6‬‬
‫‪ -5‬حق ال ر ف رحاثمة عا لة ‪:‬‬
‫( أ البددرااة اد اَصددل ‪ ” :‬ثددل أرتد رغددافى إه المجدداارين “(‪ . 7‬واددو‬
‫رددا لددم تيبددت إ انتدده أرددام رحكمددة‬
‫رستصددحب ورسددتمر حتددى رددع اتهددام الر د‬
‫عا لة إ انة نهاعية ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫أخرجه الشيخان ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ‪.‬‬
‫أخرجه الشيخان‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود والترمذي بسند حسن ‪.‬‬
‫أخرجه الشيخان‪.‬‬
‫أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫رواه آ الشيخان ‪.‬‬
‫‪- -438‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫رع ‪ ( :‬ورا ُثرَّدا ُرغ ِدذه ِبين حتَّدى نبْغدث سُدوه )‬
‫( ب ه تجريم إه بر‬
‫[اإلسدراا‪ ٬ ]15:‬وه يغذ رسلم بالجهدل بمدا ادو رغلدوم ردن الد ين بالضدرو ة ‪ ,‬ولكدن‬
‫يرظر إلى جهله ‪ -‬رتى ثبت ‪ -‬على أنه بهة تد أ بهدا الحد و فحسدب ‪ ( :‬ولديْس‬
‫عل ْي ُك ْم جُرا فِيما أ ْخطأْتُم بِ ِه ول ِكن رَّا تغ َّم ْت قُلُوبُ ُك ْم ) [اَحزاب‪. ]5:‬‬
‫‪ ,‬وه يغاقدددب علدددى جدددرم إه بغددد ثبدددوت‬
‫ه يحكدددم بتجدددريم ددد‬
‫(‬
‫ا تكابدده لدده بأ لددة ه تقبددل المراجغددة ‪ ,‬أرددام رحكمددة اات بيغددة قضدداعية ثارلددة ‪:‬‬
‫سق ِبرب ٍأ فتبيَّرُوا ) [الحجرات‪ ( , ]6:‬وإِ َّن َّ‬
‫ق ديْئا)‬
‫( إِن جاا ُث ْم فا ِ‬
‫الظ َّن ه يُ ْغرِ ِرن ْالح ه ِ‬
‫[الرجم‪.]28:‬‬
‫ه يجوز ‪ -‬بحال ‪ -‬تجاوز الغقوبة ‪ ,‬الت ق تها الرريغة للجريمة ‪( :‬‬
‫(‬
‫‪ ...‬تِ ْلدده حُدد ُو ُ ه‬
‫اّللِ فددال تغْتدد ُواا ‪[ ) ...‬البقددرة‪ , ]229:‬ورددن ربددا الرددريغة رراعدداة‬
‫الظددروف والمالبسددات ‪ ,‬الت د ا تكبددت فيهددا الجريمددة ؛ اا للح د و ‪ ” :‬ا أوا‬
‫الح و عن المسلمين را استطغتم ‪ ,‬فإن ثان له ر ر ف لوا سبيله “(‪. 1‬‬
‫ددددددز ُ و ِاز ة ِو ْز‬
‫( اددددددـ ه يدخددددددذ إنسددددددان بجريددددددرة غيددددددرع ‪ ( :‬وه ت ِ‬
‫أ ُ ْخرى ) [اإلسدراا‪ , ]15:‬وثل إنسدان رسدتقل بمسدئوليته عدن أفغدال ‪ُ ( :‬ثد ُّل ارْ ِدر ٍ بِمدا‬
‫ثسب ِاين ) [الطو ‪ , ]21:‬وه يجوز بحدال ‪ -‬أن تمتد المسداالة إلدى اويده ردن أادل‬
‫وأقا ب ‪ ,‬أو أتباع وأص قاا ‪ ( :‬رغاا ه‬
‫اّللِ أن نَّأ ْ ُخذ إِهَّ رن وج ْنا رتاعرا ِعرد عُ إِنَّدـآ‬
‫ِإاا لَّظا ِل ُمون ) [يوسف‪.]79:‬‬
‫‪ -6‬حق الحماية رن تغسف السلطة ‪:‬‬
‫لكددل فددر الحددق فد حمايتدده رددن تغسددف السددلطات رغدده ‪ ,‬وه يجددوز رطالبتدده‬
‫بتق يم ت سير لغمل ردن أعمالده ح أو وضدع ردن أوضداعه ‪ ,‬وه توجيده اتهدام لده إه‬
‫(‪ )1‬رواه آ البيهق والحكم بسند صحيح ‪.‬‬
‫‪- -439‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫بردداا علددى قددراعن قويددة ‪ ,‬ت د ل علددى تو دده فيمددا يوجدده إليدده ‪ ( :‬والَّ دذِين يُد ْدداُون‬
‫ت ِبغي ِْر را ا ْثتسبُوا فق ِ ْ‬
‫احتملُوا بُ ْهتانا و ِإثْما ُّر ِبيرا ) [اَحزاب‪.]58:‬‬
‫ْال ُم ْد ِر ِرين و ْال ُم ْد ِررا ِ‬
‫‪ - 7‬حق الحماية رن التغذيب ‪:‬‬
‫( أ ه يجددوز تغددذيب المجددرم فضددال عددن المددتهم ‪ ” :‬إن هللا يغددذب الددذين‬
‫علددى اهعتددراف‬
‫يغددذبون الردداس فدد الدد نيا “(‪ . 1‬ثمددا ه يجددوز حمددل الردد‬
‫بجريمة لم يرتكبها ‪ ,‬وثل ردا يرتدزع بوسداعل اإلثدراع با دل ‪ ” .‬إن هللا وضدع عدن‬
‫أرت ال طأ والرسيان ورا استكراوا عليه “ (‪. 2‬‬
‫( ب رهما ثانت جريمدة ال در ‪ ,‬وثي مدا ثاندت عقوبتهدا المقد ة درعا ‪,‬‬
‫فإن إنسانيته ‪ ,‬وثرارته اآل رية تظل رصونة ‪.‬‬
‫‪ -8‬حق ال ر ف حماية عرضه وسمغته ‪:‬‬
‫عددرُ ال ددر ‪ ,‬وسددمغته حررددة ه يجددوز انتهاثهددا ” إن رددااثم وأرددوالكم‬
‫وأعراضكم بيركم حرام ثحررة يوركم اذا ف دهرثم ادذا فد بلد ثم ادذا “ (‪. 3‬‬
‫ويحددرم تتبددع عو اتدده ‪ ,‬ورحاولددة الريددل رددن‬
‫ب ) [الحجرات‪.]11:‬‬
‫ت ْل ِم ُزوا أن ُس ُك ْم وه تراب ُزوا بِ ْاَ ْلقا ِ‬
‫صدديته ‪ ,‬وثياندده اَ بدد‬
‫( وه‬
‫‪ - 9‬حق اللجوا‪:‬‬
‫( أ ردن حددق ثددل رسددلم رضددطه ح أو رظلدوم أن يلجددأ إلددى حيددث يددأرن ‪ ,‬فد‬
‫نطاق ا اإلسالمح واو حدق يك لده اإلسدالم لكدل رضدطه ‪ ,‬أيدا ثاندت جرسديته ‪ ,‬أو‬
‫عقي ته ‪ ,‬أو لونه ‪ ,‬ويحمل المسلمين واجب توفير اَردن لده رتدى لجدأ إلديهم ( وإِ ْن‬
‫أح ِ هرن ْال ُم ْ‬
‫ر ِر ِثين اسْتجا ن فأ ِجرْ عُ حتَّى يسْمع ثالم ه‬
‫اّللِ ث ُ َّم أ ْب ِل ْغهُ رأْررهُ ) [التوبة‪.]6:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الشيخان‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه بسند صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )3‬من خطبة الوداع ‪.‬‬
‫‪- -440‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫( ب بيت هللا الحرام ‪ -‬بمكة المررفة ‪ -‬او ريابةح وأرن للراس جميغدا ه‬
‫آررددا ) [آل عمددران‪ ( , ]97:‬وإِ ْا جغ ْلرددا ْالب ْيددت ريابددة‬
‫يصد عردده رسددلم ( ورددن خلدهُ ثددان ِ‬
‫اس وأرْ را ) [البقرة‪ ( , ]125:‬سواا ْالغاثِفُ فِي ِه و ْالبا ِ ) [الحج‪.] 25:‬‬
‫ِلهلرَّ ِ‬
‫‪ -10‬حقوق اَقليات ‪:‬‬
‫( أ اَوضاع ال يرية ل قليات يحكمها المبد أ القرآند الغدام ( ه إِ ْثدراع فِد‬
‫ِين ) [البقرة‪. ]256:‬‬
‫ال ه ِ‬
‫( ب اَوضدداع الم نيددة ‪ ,‬واَحددوال الر صددية ل قليددات تحكمهددا ددريغة‬
‫داح ُكم بيْدرهُم أوْ أ ْع ِدر ْ‬
‫اإلسالم إن ام تحاثموا إليرا ‪ ( :‬فد ِإن جدآ ُ ون ف ْ‬
‫ُ عد ْر ُه ْم و ِإن‬
‫ُ عد ْر ُه ْم فلددن ي ُ‬
‫ضد ُّدرون ديْئا و ِإ ْن حكمْ ددت فد ْ‬
‫ت ُ ْغد ِدر ْ‬
‫داح ُكم ب ْيددر ُه ْم ِب ْال ِق ْ‬
‫سد ِ ) [الماعد ة‪, ]42:‬‬
‫فإن لم يتحداثموا إليردا ثدان علديهم أن يتحداثموا إلدى دراعغهم ردا اردت ترتمدى ‪-‬‬
‫عر د ام ‪َ -‬صددل إله د ‪ ( :‬وث ْيددف يُح ِ هك ُموندده و ِعر د ُا ُم التَّددوْ اةُ ِفيهددا ُح ْك د ُم ه‬
‫اّللِ ث ُ د َّم‬
‫نجي ِل ِبما أنزل ه‬
‫اّللُ ِفيد ِه وردن لَّد ْم‬
‫يتولَّوْ ن ِرن ب ْغ ِ ا ِله ) [الماعد ة‪ ( , ]43:‬و ْلي ْح ُك ْم أ ْا ُل ِ‬
‫اإل ِ‬
‫ي ْح ُكم ِبما أنزل ه‬
‫اّللُ ) [الماع ة‪.]47:‬‬
‫‪ -11‬حق المرا ثة ف الحياة الغارة ‪:‬‬
‫( أ رن حق ثدل فدر فد اَردة أن يغلدم بمدا يجدر فد حياتهدا ‪ ,‬ردن دئون‬
‫تتصددل بالمصددلحة الغارددة للجماعددة ‪ ,‬وعليدده أن يسددهم فيهددا بقد رددا تتدديح لدده ق تدده‬
‫ورواابة ‪ ,‬إعمداه لمبد أ الردو ى ‪ ( :‬وأرْ ُدر ُا ْم ُدو ى بيْدر ُه ْم ) ‪ ,‬وثدل فدر فد اَردة‬
‫أال لتول المراصب ‪ ,‬والوراعف الغارة ‪ ,‬رتى توافرت فيه دراعطها الردرعية ‪ ,‬وه‬
‫تسددددددق اددددددذع اَاليددددددة ‪ ,‬أو تددددددرق تحددددددت أ اعتبددددددا عرصددددددر أو بقدددددد ‪:‬‬
‫” المسلمون تتكافأ را ام ‪ ,‬وام ي على رن سواام ‪ ,‬يسغى بذرتهم أ ناام “ (‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬رواه أحمـد ‪.‬‬
‫‪- -441‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫( ب الرددو ى أسدداس الغالقددة بددين الحدداثم واَرددة ‪ ,‬ورددن حددق اَرددة أن‬
‫ت تا حكارها ‪ ,‬بإ ا تها الحرة ‪ ,‬تطبيقا لهدذا المبد أ ‪ ,‬ولهدا الحدق فد رحاسدبتهم‬
‫وفد عددزلهم إاا حددا وا عددن الرددريغة ‪ ” :‬إند وليددت علدديكم ولسددت ب يددرثم فددإن‬
‫أيتمون على حق فدأعيرون ‪ ,‬وإن أيتمدون علدى با دل فقوردون ‪ ,‬أ يغدون‬
‫را أ غت هللا و سوله ‪ ,‬فإن عصيت فال اعة ل عليكم “(‪. 1‬‬
‫‪ - 12‬حق حرية الت كير واهعتقا والتغبير ‪:‬‬
‫أن ي كددر ‪ ,‬ويغبددر عددن فكددرع ورغتقدد ع ‪ ,‬ون تدد خل أو‬
‫( أ لكددل دد‬
‫رصا ة رن أحد ردا ام يلتدزم الحد و الغاردة التد أقرتهدا الردريغة ‪ ,‬وه يجدوز‬
‫إااعة البا ل ‪ ,‬وه نرر را فيه رن ترويج لل احرة أو ت ذيل ل رة ( ل ِئن لَّ ْم يرتد ِه‬
‫ْال ُمرافِقُون والَّذِين فِ قُلُوبِ ِهم رَّرُ و ْالمُرْ ِج ُون فِد ْالم ِيرد ِة لرُ ْغ ِريرَّده بِ ِهد ْم ثُد َّم ه‬
‫يُجا ِو ُ وندددددده فِيهددددددا ِإ َّه ق ِلدددددديال «‪ »60‬ر ْلغُددددددونِين أيْرمددددددا ث ُ ِق ُددددددوا أ ُ ِخددددددذُوا وقُ ِت هلُددددددوا‬
‫ت ْقتِيال «‪) »61‬‬
‫[اَحــزاب]‪.‬‬
‫( ب الت كير الحر ‪ -‬بحيا عدن الحدق ‪ -‬لديس رجدر حدق فحسدب ؛ بدل ادو‬
‫واجب ثذله ‪ ( :‬قُ ْل إِنَّما أ ِع ُ‬
‫اح ٍة أن تقُو ُروا ِ َّّللِ ريْرى وفُرا ى ثُد َّم تت َّك ُدروا‬
‫ظ ُكم بِو ِ‬
‫) [سبأ‪.]46:‬‬
‫( جـ رن حق ثل فر ورن واجبه ‪ :‬أن يغلن فضده للظلدم ‪ ,‬وإنكدا ع لده ‪,‬‬
‫وأن يقاوره ‪ ,‬ون تهيب رن رواجهة سلطة رتغس ة ‪ ,‬أو حاثم جداعر ‪ ,‬أو نظدام‬
‫اغ ح واذا أفضل أنواع الجها ‪ ” :‬سُئل سول هللا ‪ : $‬أى الجها أفضل ؟ قدال‬
‫‪ :‬ثلمة حق عر سلطان جاعر “ (‪. 2‬‬
‫‪d‬‬
‫(‪ )1‬من خطبة أبي بكر عقب وليته الخالفة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي والنسائي‪.‬‬
‫‪- -442‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫( ه حظر على نرر المغلورات والحقداعق الصدحيحة ‪ ,‬إه ردا يكدون فد‬
‫ف‬
‫دن أ ِو ْال دوْ ِ‬
‫نررع خطر على أرن المجتمع وال ولة ‪ ( :‬وإِاا جاا ُا ْم أرْ ر ِ هرن اَرْ ِ‬
‫الرسُو ِل و ِإلى أُوْ ِل اَرْ ِر ِر ْر ُه ْم لغ ِلمدهُ الَّدذِين يسْدتر ِب ُ‬
‫طونهُ‬
‫أاا ُ‬
‫عواْ ِب ِه ولوْ ُّوعُ ِإلى َّ‬
‫ِر ْر ُه ْم ) [الرساا‪.]83:‬‬
‫( ادـ احتدرام ررداعر الم دال ين فد الد ين ردن خلدق المسدلم ‪ ,‬فدال يجددوز‬
‫سدبُّواْ‬
‫َحد أن يسد ر رددن رغتقد ات غيددرع ‪ ,‬وه يسددتغ المجتمددع عليدده‪ ( :‬وه ت ُ‬
‫الَّذِين ي ْ ُ‬
‫سبُّواْ ه‬
‫ون ه‬
‫اّلل ع ْوا ِبغي ِْر ِع ْل ٍم ثذ ِله زيَّرَّا ِل ُكد ِ هل أُرَّد ٍة عملهُد ْم‬
‫اّللِ في ُ‬
‫عون ِرن ُ ِ‬
‫ث ُ َّم ِإلى ِبه ِهم رَّرْ ِجغُ ُه ْم ) [اَنغام‪.]108:‬‬
‫‪ -13‬حق الحريـة ال يرية ‪:‬‬
‫لكددل د‬
‫و ِل‬
‫‪ :‬حريددة اهعتقددا وحريددة الغبددا ة وفقددا لمغتقد ع ‪ ( :‬ل ُكد ْم ِيدرُ ُك ْم‬
‫ِين ) [الكافرون‪.]6:‬‬
‫ِ‬
‫‪ -14‬حق ال عوة والبالغ ‪:‬‬
‫( أ لكل فر الحق أن يرا ن ‪ -‬رت ر ا ورع غيرع ‪ -‬فد حيداة الجماعدة ‪:‬‬
‫يريددا ‪ ,‬واجتماعيددا ‪ ,‬وثقافيددا ‪ ,‬وسياسدديا ‪ ....‬أل د ‪ ,‬وأن يرر دئ رددن المدسسددات ‪,‬‬
‫ويصطرع رن الوساعل را او ضدرو لمما سدة ادذا الحدق ‪ ( :‬قُد ْل ادـ ِذ ِع سد ِبي ِل‬
‫صير ٍة أنا ْ ور ِن اتَّبغرِ )‬
‫أْ ُ‬
‫عو إِلى ه‬
‫اّللِ على ب ِ‬
‫[يوسف‪. ]108:‬‬
‫( ب ردددن حدددق ثدددل فدددر وردددن واجبددده أن يدددأرر بدددالمغروف ويرهددد عدددن‬
‫المركر ‪ ,‬وأن يطالب المجتمع بإقارة المدسسات التدى تهيدئ ل فدرا الوفداا بهدذع‬
‫المسدئولية ؛ تغاوندا علدى البددر والتقدوى ‪ ( :‬و ْلدت ُكن ِ هردر ُك ْم أ ُ َّرددة يد ْ ُ‬
‫عون ِإلدى ْال ْيد ِدر‬
‫ويأ ْ ُر ُرون ِب ْ‬
‫بدر‬
‫دن ْال ُمرك ِدر ) [آل عمدران‪ ( , ]104:‬وتغداونُواْ علدى ْال ِ ه‬
‫دالمغ ُْر ِ‬
‫وف وي ْرهدوْ ن ع ِ‬
‫‪- -443‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والت َّ ْقوى ) [الماع ة‪ ” , ]2:‬إن الراس إاا أوا الظالم فلم يأخدذوا علدى ي يده أو ده أن‬
‫يغمهم هللا بغقاب “ (‪. 1‬‬
‫‪ -15‬الحقوق اهقتصا ية ‪:‬‬
‫تغدددالى ( ِ هّللِ ُر ْلد ُ‬
‫دده ال َّ‬
‫ت‬
‫سدددماوا ِ‬
‫( أ الطبيغدددة ‪ -‬بيرواتهدددا جميغدددا ‪ِ -‬رلددده‬
‫يه َّن و ُاو على ُث ِ هل ْ اٍ قد ِير ) [الماعد ة‪ , ]120:‬واد عطداا للبردر ‪,‬‬
‫واَ ْ ِ‬
‫ُ ورا فِ ِ‬
‫ُ‬
‫رددرحهم حددق اهنت دداع بهددا ‪ ( :‬وسدد َّ ر ل ُكددم رَّددا فِدد السَّددماوا ِ‬
‫ت ورددا فِدد ْاَ ْ ِ‬
‫ُ‬
‫ج ِميغددا ) [الجاثيددة‪ , ]13:‬وحددرم علدديهم إفسددا اا وت د ريراا ‪ ( :‬وه تغْيددوْ ا فِ د ْاَ ْ ِ‬
‫س ِين ) [الرغراا‪.]183:‬‬
‫ُر ْ ِ‬
‫وه يجددوز َحد أن يحددرم آخددرح أو يغتد علددى حقدده فد اهنت دداع بمددا فد‬
‫الطبيغة رن رصا الرزق ( ورا ثان عطاا ِبهه ر ْح ُ‬
‫ظو ا ) [اإلسراا‪.]20:‬‬
‫( ب لكددددل إنسددددان أن يغمددددل ويرددددتج ‪ ,‬تحصدددديال للددددرزق رددددن وجوادددده‬
‫ُ ِإهَّ علدددددى ه‬
‫اّللِ ِ ْزقُهدددددا ) [ادددددو ‪, ]6:‬‬
‫المردددددروعة ‪ ( :‬وردددددا ِردددددن آبَّددددد ٍة فِددددد اَ ْ ِ‬
‫( فارْ ُ‬
‫روا فِ ررا ِث ِبها و ُثلُوا ِرن ِ ه ْزقِ ِه ) [المله‪. ]15:‬‬
‫( جـ الملكيدة ال اصدة رردروعة ‪ -‬علدى ان درا ورردا ثة ‪ -‬ولكدل إنسدان‬
‫أن يقتر را اثتسبه بجه ع وعمله ‪ ( :‬وأنَّهُ ُاو أ ْغرى وأ ْقردى ) [الدرجم‪ , ]48:‬والملكيدة‬
‫الغارة ررروعة ‪ ,‬وتورف لمصلحة اَردة بأسدراا ‪ ( :‬رَّدا أفداا َّ‬
‫اّللُ علدى سُدو ِل ِه‬
‫ْدن السَّد ِبي ِل‬
‫ِر ْن أ ْا ِل ْالقُرى ف ِللَّد ِه و ِل َّ‬
‫ين واب ِ‬
‫لرسُدو ِل و ِلد ِذ ْالقُرْ بدى و ْاليتدارى و ْالمسدا ِث ِ‬
‫ث ْ ه ي ُكون ُولة بيْن ْاَ ْغرِياا ِرر ُك ْم ) [الحرر‪.]7:‬‬
‫( ل قددددراا اَرددددة حددددق رقددددر فدددد رددددال اَغريدددداا ‪ ,‬نظمتدددده الزثدددداة ‪:‬‬
‫( والَّدذِين فِ د أرْ ددوا ِل ِه ْم ح د ٌّ‬
‫ق َّر ْغلُددوم «‪ِ »24‬لهل َّ‬
‫وم «‪[ ) »25‬المغددا ‪, ]25-24:‬‬
‫سدداعِ ِل و ْالم ْحد ُدر ِ‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي والنسائي‪.‬‬
‫‪- -444‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واو حق ه يجوز تغطيله ‪ ,‬وه ررغه ‪ ,‬وه الترخي فيه ‪ ,‬رن قبدل الحداثم ‪ ,‬ولدو‬
‫أ ى به الموقف إلى قتال رانغ الزثاة ‪ ” :‬وهللا لو ررغونى عقاه ‪ ,‬ثانوا يد ونده‬
‫إلى سول هللا ‪ $‬لقاتلتهم عليه “ (‪. 1‬‬
‫( اددددـ توريددددف رصددددا ة اليددددروة ‪ ,‬ووسدددداعل اإلنتددددا لمصددددلحة اَرددددة‬
‫واجب ‪ ,‬فال يجوز إامالهاح وه تغطيلهدا ‪ ” :‬ردا ردن عبد اسدترعاع هللا عيدة فلدم‬
‫يحطها بالرصيحة إه لدم يجد اعحدة الجردة “ (‪ , 2‬ثدذله ه يجدوز اسدتيما اا فيمدا‬
‫حررته الرريغة ‪ ,‬وه فيما يضر بمصلحة الجماعة ‪.‬‬
‫( و تر ي ا للررا اهقتصا ى ‪ ,‬وضمانا لسالرته ‪ ,‬حرم اإلسالم ‪:‬‬
‫‪ -1‬الغن بكل صو ع ‪ ” :‬ليس ررا رن غن “(‪. 3‬‬
‫‪ -2‬الغدددر والجهالددددة ‪ ,‬وثددددل رددددا ي ضدددد إلددددى ررازعددددات ‪ ,‬ه يمكددددن‬
‫إخضاعها لمغدايير روضدوعية ‪ ” :‬نهدى الربد ‪ $‬عدن بيدع الحصداة ‪ ,‬وعدن‬
‫بيع الغر “(‪ ” , 4‬نهى الرب ‪ $‬عن بيع الغرب حتى يسو وعن بيع الحدب‬
‫حتى يرت “ (‪. 5‬‬
‫‪ -3‬اهسددتغالل والتغددابن ف د عمليددات التبددا ل ‪ ( :‬و ْيددل ِله ْل ُمط ِ ه ِددين‬
‫دداس ي ْ‬
‫سدددتوْ فُون «‪ »2‬وإِاا ثدددالُو ُا ْم أو وَّ زنُدددو ُا ْم‬
‫الَّدددذِين إِاا ا ْثتدددالُواْ علدددى الرَّد ِ‬
‫يُ ْ س ُِرون «‪[ ) »3‬المط ين‪.]3-1:‬‬
‫«‪»1‬‬
‫‪ -4‬اهحتكدددددا ‪ ,‬وثدددددل ردددددا يدددددد‬
‫” ه يحتكر إه خا ئ “(‪. 6‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫‪d‬‬
‫في مشاور ه للصحابة في أمر مان‬
‫من كالم أب بكر‬
‫رواه آ الشيخان ‪.‬‬
‫رواه آ مسلم ‪.‬‬
‫رواه آ مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ‪.‬‬
‫رواه آ الخمسة ‪.‬‬
‫رواه آ مسلم ‪.‬‬
‫إلدددددى ررافسدددددة غيدددددر رتكافئدددددة ‪:‬‬
‫الزكاة ‪.‬‬
‫‪- -445‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -5‬الربا ‪ ,‬وثل ثسب‬
‫يل ‪ ,‬يستغل ضواعق الراس ( وأح َّل ه‬
‫اّللُ ْالبيْع‬
‫الربا ) [البقرة‪.]275:‬‬
‫وح َّرم ِ ه‬
‫‪ -6‬الد عايات الكاابدة وال ا عددة‪ ” :‬البيغدان بال يدا رددا لدم يت رقدا فددإن‬
‫ص قا وبيررا بو ن لهما ف بيغهما ‪ ,‬وإن غرا وثذبا رحقت برثة بيغهما‬
‫“(‪. 1‬‬
‫( ز عاية رصلحة اَرة ‪ ,‬والتزام قيم اإلسالم الغارة ‪ ,‬اما القيد الوحيد‬
‫على الررا اهقتصا ى ‪ ,‬ف رجتمع المسلمين ‪.‬‬
‫‪ -16‬حق حمايـة الملكيــة ‪:‬‬
‫ه يجددوز انتددزاع رلكيددة ‪ ,‬نرددأت عددن ثسددب حددالل ‪ ,‬إه للمصددلحة الغارددة ‪:‬‬
‫( وه تأ ْ ُثلُواْ أرْ وال ُكم بيْر ُكم ِب ْالبا ِ د ِل ) [البقدرة‪ , ]188:‬وردع تغدويا عدا ل لصداحبها ‪:‬‬
‫”ردددن أخدددذ ردددن اَ ُ ددديئا بغيدددر حقددده خسدددف بددده يدددوم القياردددة إلدددى سدددبع‬
‫أ ضين“(‪ . 2‬وحررة الملكية الغارة اعظدم ‪ ,‬وعقوبدة اهعتد اا عليهدا أ د ‪َ ,‬نده‬
‫ع وان على المجتمع ثله ‪ ,‬وخيانة ل رة بأسدراا ‪ ” :‬وردن اسدتغملرا ردركم علدى‬
‫عمل فكتمرا رره ر يطا فما فوقه ثان غلوه يأتى به يوم القياردة “ (‪ ” . 3‬قيدل يدا‬
‫سول هللا ‪ :‬إن فالنا ق استره ! قال ‪ :‬ثال ! لق أيته ف الرا بغبااة ق غلهدا‬
‫ثم قال ‪ :‬يا عمر قم فرا ‪ :‬إنه ه ي خل الجرة إه المدررون ‪ -‬ثالثا ‪. 4( “ -‬‬
‫‪ -17‬حق الغارل وواجبه ‪:‬‬
‫( الغمل ‪ :‬غا فغه اإلسالم لمجتمغه ‪ ( :‬وقُ ِل ا ْعملُواْ ) ‪ ,‬وإاا ثان حدق‬
‫الغمل ‪ :‬اإلتقان‪ ” :‬إن هللا يحب إاا عمل أح ثم عمال أن يتقره “ (‪. 5‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫رواه آ الخمسة ‪.‬‬
‫رواه آ البخاري ‪.‬‬
‫رواه آ مسلم ‪.‬‬
‫رواه آ مسلم والترمذي ‪.‬‬
‫رواه آ أبو ي ل ‪ ,‬مجمع الزوائد جـ ‪.4‬‬
‫‪- -446‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫إن حق الغارل ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يدوفى أجددرع المكدداف ا لجهد ع ون حيدف عليدده أو رما لددة لدده ‪:‬‬
‫” أعطوا اَجير أجرع قبل أن يجف عرقه “ (‪. 1‬‬
‫‪ -2‬أن توفر له حيداة ثريمدة تتراسدب ردع ردا يبذلده ردن جهد وعدرق ‪:‬‬
‫( و ِل ُك ٍ هل جات ِ هرمَّا ع ِملُوا ) [اَحقاف‪. ]19:‬‬
‫‪ -3‬أن يمرح را او ج ير به رن تكريم المجتمع ثله له ‪ ( :‬وقُ ِل ا ْعملُدواْ‬
‫فسدددددددددددديرى ه‬
‫سددددددددددددولُهُ و ْال ُم ْد ِررُددددددددددددون ) [التوبددددددددددددة‪, ]105:‬‬
‫اّللُ عمل ُكدددددددددددد ْم و ُ‬
‫” إن هللا يحب المدرن المحترف “(‪. 2‬‬
‫‪ -4‬أن يج الحماية ‪ ,‬الت تحول ون غبته واستغالل رروفه قال هللا‬
‫ تغالى ‪ ” : -‬ثالثة أنا خصمهم يوم القيارة ‪ :‬جل أعطدى بد ثدم غد ‪,‬‬‫و جل باع حرا فأثل ثمره ‪ ,‬و جل استاجر أجيرا فاسدتوفى ررده ولدم يغطده‬
‫أجرع “(‪. 3‬‬
‫‪ -18‬حق ال ر ف ث ايته رن رقورات الحياة ‪:‬‬
‫رن حق ال ر أن يرال ث ايته رن ضرو يات الحياة ‪ ..‬رن غدام ‪ ,‬و دراب‪,‬‬
‫ورلبس ‪ ,‬ورسكن ‪ ..‬ورما يلزم لصحة ب نه رن عاية ‪ .‬ورا يلزم لصدحة وحده‪,‬‬
‫وعقلدده ‪ ,‬رددن علددم ‪ ,‬ورغرفددة ‪ ,‬وثقافددة ‪ ,‬فد نطدداق رددا تسددمح بدده رددوا اَرددة ‪-‬‬
‫ويمت واجب اَرة ف اذا ليرمل را ه يستطيع ال در أن يسدتقل بتدوفيرع لر سده‬
‫رن اله ( الرَّ ِب ُّ أوْ لى ِب ْال ُم ْد ِر ِرين ِر ْن أن ُس ِِه ْم ) [اَحزاب‪.]6:‬‬
‫(‪ )1‬رواه آ ابن ماجه بسند جيد ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه آ الطبراني ‪ ,‬مجمع الزوائد جـ ‪.4‬‬
‫(‪ )3‬رواه آ البخارى ( حدي قدسي )‬
‫‪- -447‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -19‬حق براا اَسرة ‪:‬‬
‫( أ الزوا ‪ -‬بإ ا ع اإلسالر ‪ -‬حق لكل إنسان ‪ .‬واو الطريدق الردرع‬
‫داس اتَّقُدواْ بَّ ُكد ُم الَّد ِذ‬
‫لبراا اَسرة وإنجاب الذ ية ‪ ,‬وإع اف الر س ( يدا أيُّهدا الرَّ ُ‬
‫ث ِر ْرهُما ِ جاه ثيِيرا ونِساا )‬
‫اح ٍة وخلق ِر ْرها زوْ جها وب َّ‬
‫خلق ُكم ِ هرن نَّ ْ ٍس و ِ‬
‫[الرساا‪.]1:‬‬
‫ولكددل رددن الددزوجين قبددل اآلخددر ‪ -‬وعليدده لدده ‪ -‬حقددوق وواجبددات رتكافئددة‬
‫لرجدا ِل علدي ِْه َّن جدة )‬
‫وف و ِل ِ ه‬
‫قر تها الرريغة ‪ ( :‬وله َُّن ِريْ ُل الَّ ِذ علي ِْه َّن ِب ْالمغ ُْر ِ‬
‫[البقدددرة‪ , ]228:‬ولددد ب تربيدددة أوه ع ‪ :‬بددد نيا ‪ ,‬وخلقيدددا ‪ ,‬و يريدددا ‪ ,‬وفقدددا لغقي تددده ‪,‬‬
‫و دريغته ‪ ,‬وادو رسدئول عدن اختيددا ع الوجهدة التد يوليهدا إياادا ‪ ” :‬ثلكددم اع‬
‫وثلكم رسئول عن عيته “(‪. 1‬‬
‫( ب لكددل رددن الددزوجين ‪ -‬قبددل اآلخددر حددق احتراردده ‪ ,‬وتق د ير رردداعرع ‪,‬‬
‫دن آياتِد ِه أ ْن خلدق ل ُكدم ِ هر ْ‬
‫ورروفه ‪ ,‬فد إ دا ردن التدوا والتدراحم ( و ِر ْ‬
‫دن أن ُسِد ُك ْم‬
‫أ ْزواجا ِلهت ْ‬
‫س ُكرُوا ِإليْها وجغل بيْر ُكم رَّو َّة و ْحمة ) [الروم‪.]21:‬‬
‫( جددـ علددى الددزو أن ير ددق علددى زوجتدده وأوه ع ون تقتيددر علدديهم ‪:‬‬
‫( ِليُر ِ ْق اُو سغ ٍة ِ هرن سغتِ ِه ورن قُ ِ عل ْي ِه ِ ْزقُهُ ف ْليُر ِ ْق ِرمَّا آتاعُ َّ‬
‫اّللُ ) [الطالق‪.]7:‬‬
‫(‬
‫لكل‬
‫ل على أبويه حق إحسان تربيته ‪ ,‬وتغليمده ‪ ,‬وتأ يبده ‪ ( :‬وقُدل‬
‫َّ به ِ ا ْ حمْ هُما ثما بَّيانِ ص ِغيرا ) [اإلسراا‪ , ]24:‬وه يجوز تردغيل اَ دال فد سدن‬
‫باثرة ‪ ,‬وه تحميلهم رن اَعمال ردا يدراقهم ‪ ,‬أو يغدوق نمدوامح أو يحدول بيدرهم‬
‫وبين حقهم ف اللغب والتغلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه آ الخمسة ‪.‬‬
‫‪- -448‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫( اددـ إاا عجددز والد الط ددل عددن الوفدداا بمسددئولتهما نحددوع ‪ ,‬انتقلددت اددذع‬
‫المسئولية إلى المجتمع ‪ ,‬وتكون ن قات الط ل ف بيت ردال المسدلمين ‪ -‬ال زاندة‬
‫(‪1‬‬
‫الغارددة لل ولددة ‪ ” -‬أنددا أولددى بكددل ردددرن رددن ن سدده ‪ ,‬فمددن تددرن يرددا أو ضدديغة‬
‫فغلى ‪ ,‬رن ترن راه فلو ثته “(‪. 2‬‬
‫( و لكل فر ف اَسرة أن يرال ررها را او فد حاجدة إليده ‪ :‬ردن ث ايدة‬
‫ولتدده ‪ ,‬و ددي وخته ‪ ,‬وعجددزع ‪ ,‬وللوال د ين‬
‫را يددة ‪ ,‬ورددن عايددة وحرددان ‪ ,‬ف د‬
‫على أوه امدا حدق ث التهمدا را يدا ‪ ,‬و عايتهمدا بد نيا ‪ ,‬ون سديا ‪ ” :‬أندت ورالده‬
‫لوال ن “ (‪. 3‬‬
‫( ز لالرورة حدق فد عايدة خصدة ردن اَسدرة ‪ ” :‬يدا سدول هللا ‪ :‬ردن‬
‫أحددق الردداس بحسددن صددحابتى ؟ قددال ‪ :‬أردده ‪ ,‬قاعددل السدداعل ‪ :‬ثددم رددن ؟ قددال ‪ :‬أردده‬
‫قال ‪ :‬ثم رن ؟ قال ‪ :‬أره ‪ .‬قال ثم رن ؟ قال أبون “ (‪. 4‬‬
‫( حـ رسئولية اَسرة رثة بين أفرا ادا ‪ ,‬ثدل بحسدب اقتده ‪ ,‬و بيغدة‬
‫فطرتدده ‪ ,‬وادد رسددئولية تتجدداوز اعددرة اآلبدداا واَوه ‪ ,‬لددتغم اَقددا ب واوى‬
‫اَ حدام ‪ ” :‬يددا سددول هللا ‪ :‬رددن أبددر؟ قددال ‪ :‬أرده! ثددم أردده ! ثددم أبددان ثددم اَقددرب‬
‫فاَقرب “ (‪. 5‬‬
‫ه يجبددددر ال تددددى أو ال تدددداة علددددى الددددزوا رمددددن ه يرغددددب فيدددده ‪:‬‬
‫(‬
‫”جدداات جا يددة بكددر إلددى الربد ‪ $‬فددذثرت أن أبااددا زوجهددا واددى ثا اددة ف يراددا‬
‫الرب ‪. 6( “ $‬‬
‫(‪ )1‬وي ه آ ذرية و افا ً يخش عليهم ال ياع ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه آ الشيخان وأبو داود والترمذي ‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه آ أبو داوود بسند حسن ‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه آ الشيخان‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه آ أبو داوود والترمذي بسند حسن ‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه أحمد وأبو داوود ‪.‬‬
‫‪- -449‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -20‬حقوق الزوجـة ‪:‬‬
‫ددددن حي ُ‬
‫( أ أن تغددددين رددددع زوجهددددا حيددددث يغددددين ‪ ( -‬أسْدددد ِكرُو ُا َّن ِر ْ‬
‫ْددددث‬
‫سكرتُم )‬
‫[الطالق‪. ]6:‬‬
‫( ب أن ير ق عليها زوجهدا ‪ -‬بدالمغروف دوال زواجهمدا ‪ ,‬وخدالل فتدرة‬
‫الرجا ُل قوَّ ا ُرون على ال ِرهسداا بِمدا ف َّ‬
‫ضدل ه‬
‫اّللُ بغْضد ُه ْم علدى‬
‫ع تها إن او لقها ‪ ِ ( :‬ه‬
‫ت حمْ ٍل فدأن ِقُوا علدي ِْه َّن‬
‫ْا وبِما أن قُواْ ِر ْن أرْ وا ِل ِه ْم ) [الرسداا‪ ( , ]34:‬وإِن ُث َّن أُوه ِ‬
‫بغ ٍ‬
‫حتَّددى يض دغْن حمْ ل ُهد َّ‬
‫دن ) [الطددالق‪ , ]6:‬وأن تأخددذ رددن رطلقهددا ن قددة رددن تحضددرهم رددن‬
‫اوه ع ررها ‪ ,‬بما يتراسب رع ثسب أبيهم ( ف ِإ ْن أ ْ ضدغْن ل ُكد ْم فدآتُو ُا َّن أُجُدو ُا َّن )‬
‫[الطالق‪.]6:‬‬
‫( جددـ للزوجددة‪ :‬أن تطلددب رددن زوجهددا‪ :‬إنهدداا عق د الددزوا ‪ -‬و يددا ‪ -‬عددن‬
‫اّللِ فدال جُردا علي ِْهمدا فِيمدا ْافتد ْ‬
‫ريق ال لع ‪ ( :‬ف ِإ ْن ِخ ْدت ُ ْم أهَّ يُ ِقيمدا حُد ُو ه‬
‫ت ِبد ِه )‬
‫[البقرة‪ , ]229:‬ثما أن الرساا لها أن تطلب التطليق قضاعيا ف نطاق أحكام الرريغة ‪.‬‬
‫( اـ للزوجة حق الميرا رن زوجها ‪ ,‬ثما تر رن أبويهدا ‪ ,‬وأوه ادا ‪,‬‬
‫الربُ ُع ِرمَّا تر ْثت ُ ْم ) [الرساا‪.]12:‬‬
‫واوى قرابتها ‪ ( :‬وله َُّن ُّ‬
‫( و علددى ثددال الددزوجين أن يح ددظ غيددب صدداحبه ‪ ,‬وه ي رددى دديئا رددن‬
‫أسرا ع ‪ ,‬وأه يكردف عمدا قد يكدون بده ردن نقد خلقد أو ُخلقد ‪ ,‬ويتأثد ادذا‬
‫الحق عر الطالق وبغ ع ‪ ( :‬وه ترسوُ اْ ْال ْ‬
‫ضل بيْر ُك ْم ) [البقرة‪.]237:‬‬
‫‪ -21‬حق التربيـة ‪:‬‬
‫( أ التربيدددة الصدددالحة حدددق اَوه علدددى اآلبددداا ‪ ,‬ثمدددا أن البدددر وإحسدددان‬
‫المغارلددة حددق اآلبدداا علددى اَوه ‪ ( :‬وقضددى بُّدده أهَّ ت ْغبُد ُواْ إِهَّ إِيَّدداعُ وبِ ْالوا ِلد ي ِْن‬
‫ف وه ت ْرهرْ ُامدا‬
‫إِ ْحسانا إِرَّا ي ْبلُغ َّن ِعرد ن ْال ِكبدر أحد ُ ُاما أوْ ِثال ُامدا فدال تقُدل لَّهُمدآ أ ُ ه ٍ‬
‫‪- -450‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫وقُددل لَّهُمددا قددوْ ه ث ِريمددا «‪ »23‬و ْ‬
‫اخ ِ ْ‬
‫ددا لهُمددا جرددا الددذُّ ِ هل ِرددن َّ‬
‫الر ْحمدد ِة وقُددل َّ به ِ‬
‫ا ْ حمْ هُما ثما بَّيانِ ص ِغيرا «‪[ ) »24‬اإلسراا‪.]24-23:‬‬
‫( ب التغليم حق للمجتمع ‪ ,‬و لب الغلم وجدب علدى الجميدع اثدو ا وإناثدا‬
‫على السواا ‪ ” :‬لب الغلم فريضة على ثل رسلم ورسلمة “ (‪. 1‬‬
‫اّللُ ِريياق الَّذِين أُوتُواْ ْال ِكتاب لتُب ِيهرُرَّهُ‬
‫والتغليم حق لغير المتغلم ‪ ( :‬وإِا أخذ ه‬
‫داس وه ت ْكت ُ ُمونددهُ فربددذُوعُ و اا ُ‬
‫رهُددو ِ ِا ْم وا ْ ددتروْ اْ ِبدد ِه ثمرددا ق ِلدديال ف ِب دئْس رددا‬
‫ِللرَّد ِ‬
‫ي ْ‬
‫رت ُرون ) [آل عمران‪ ]187:‬؛ ليبلغ الراا الغاعب‬
‫(‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫( جـ على المجتمع أن يوفر لكل فدر فرضدة رتكافئدة ‪ ,‬ليدتغلم ويسدترير ‪:‬‬
‫” رن ير هللا به خيرا ي قهه ف ال ين ‪ ,‬وإنما أنا قاسم وهللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬يغطد‬
‫“(‪ 3‬ولكددل فددر أن ي تددا رددا يالعددم رواابدده وق اتدده ‪ ” :‬ثددل ريسددر لمددا خلددق لدده‬
‫“(‪. 4‬‬
‫‪ -22‬حق ال ر ف حماية خصوصياته ‪:‬‬
‫سددددراعر البرددددر إلددددى خددددالقهم وحدددد ع ‪ ” :‬أفددددال ددددققت عددددن قلبدددده “(‪, 5‬‬
‫وخصوصياته حمى ‪ ,‬ه يحل التسو عليه ‪ ( :‬وه تج َّ‬
‫سسُوا ) ‪.‬‬
‫يددا رغرددر رددن أسددلم بلسددانه ‪ ,‬ولددم ي ددا اإليمددان إلددى قلبدده ‪ ” :‬ه تددداوا‬
‫المسددلمين ح وه تغيددروام ح وه تتبغددوا عددو اتهم ‪ ,‬فإندده رددن تتبددع عددو ة أخيدده‬
‫المسدددلم‪ ,‬تتبدددع هللا عو تددده ‪ ,‬وردددن تتبدددع هللا عو تددده ي ضدددحه ولدددو فددد جدددوف‬
‫حله“(‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه ابن ماجه‪.‬‬
‫(‪ )2‬من خطبة الوداع ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الشيخان ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الشيخان‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه أبو داوود والترمذي واللفظ هنا له ‪.‬‬
‫‪- -451‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -23‬حق حرية اه تحال واإلقارة ‪:‬‬
‫( أ حددق حريددة ثددل فددر أن تكددون لدده حريددة الحرثددة ‪ ,‬والترقددل رددن ركددان‬
‫إقارتدده وإليدده ‪ ,‬ولدده حددق الرحلددة ‪ ,‬والهجددرة رددن رو ردده ‪ ,‬وه عددو ة إليدده ون‬
‫تضددييق عليدده ‪ ,‬أو تغويددق لدده ‪ُ ( :‬اددو الَّد ِذ جغددل ل ُك د ُم ْاَ ْ ُ الُددوه فارْ ُ‬
‫رددوا فِ د‬
‫ُ ث ُ َّم ُ‬
‫انظ ُدرواْ ثيْدف ثدان‬
‫ررا ِثبِها و ُثلُوا ِرن ِ ه ْزقِ ِه ) [المله‪ ( , ]15:‬قُ ْل ِ‬
‫س ُ‬
‫يرواْ فِ اَ ْ ِ‬
‫اج ُرواْ فِيها )‬
‫عاقِبةُ ْال ُمك ِذهبِين ) [اهنغام‪ ( , ]11:‬أل ْم ت ُك ْن أ ْ ُُ ه‬
‫اّللِ وا ِ‬
‫سغة فتُه ِ‬
‫[الرساا‪.]97:‬‬
‫على ترن رو ره ‪ ,‬وه إبغا ع عره ‪ -‬تغسد ا ‪-‬‬
‫( ب ه يجوز إجبا‬
‫ددن ال َّ‬
‫ون سدددبب دددرع ‪ ( :‬ي ْ‬
‫رددد ْه ِر ْالحدددر ِام قِتدددا ٍل فِيددد ِه قُددد ْل قِتدددال فِيددد ِه‬
‫سدددألُونه عد ِ‬
‫ث ِبير وص ٌّ عن س ِبي ِل ه‬
‫ْدج ِ ْالحدر ِام و ِإ ْخدرا ُ أ ْا ِلد ِه ِر ْردهُ أ ْثب ُدر ِعرد‬
‫اّللِ ُث ْر ِب ِه و ْالمس ِ‬
‫ه‬
‫اّللِ ) [البقرة‪.]217:‬‬
‫( جددـ ا اإلسددالم واحدد ة ‪ ..‬وادد و ددن لكددل رسددلم ‪ ,‬ه يجددوز أن تقيدد‬
‫حرثتدده فيهددا بحددواجز جغرافيددة ‪ ,‬أو ح د و سياسددية ‪ ..‬وعلددى ثددل بل د رسددلم أن‬
‫يستقبل رن يهاجر إليه أو ي خله رن المسلمين استقبال اَخ َخيه ‪.‬‬
‫‪- -452‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب ‪ -‬اإلعددالن الج ي د واَخيددر ( وثيقددة حقددوق اإلنسددان ف د‬
‫اإلسالم ‪:‬‬
‫وبغ د عرددر سددروات رددن المراقرددات واإلع د ا ‪ ,‬بدد اا رددن الغددام ‪, 1979‬‬
‫توصلت رجموعة ول ررظمة المدتمر اإلسالر ‪ ,‬خالل اجتماع قمة هران فد‬
‫ثدددانون أول ( يسدددمبر ‪ , 1989‬إلدددى بلدددو ة الصددديغة الرهاعيدددة لمدددا عدددرف بدددـ‬
‫( اإلعالن اإلسالر لحقوق اإلنسان ‪ ,‬والذ تمدت المصدا قة عليده سدميا فد‬
‫المدتمر التاسع عرر لوز اا خا جية الد ول اإلسدالرية الدذ عقد فد الغاصدمة‬
‫المصرية القاارة ‪ ,‬ورا جاا ف يباجة اإلعالن ‪:‬‬
‫تأثيد ا للد و الحضددا والتددا ي ل رددة اإلسددالرية التد جغلهددا هللا خيددر‬
‫أرة أو ثت البررية حضا ة عالمية رتوازنة بطت الد نيا بداآلخرة وجمغدت بدين‬
‫الغلم واإليمان ح ورا يرجى أن تقوم به اذع اَرة اليدوم له ايدة البردرية الحداعرة‬
‫بددين التيددا ات والمددذااب المتراقضددة وتقد يم الحلددول لمرددكالت الحضددا ة الما يددة‬
‫المزررة‪.‬‬
‫ورساامة ف الجهو البردرية المتغلقدة بحقدوق اإلنسدان التد تهد ف إلد‬
‫حمايته رن اهستغالل واهضطها وتهد ف إلد تأثيد حريتده وحقوقده فد الحيداة‬
‫الكريمة الت تت ق رع الرريغة اإلسالرية‪.‬‬
‫دأنا بغيد ا ح ه‬
‫وثقة ررها بأن البررية الت بلغت ف ر ا الغلدم المدا‬
‫تدزال ح وسددتبقى فد حاجددة راسددة إلد سددر إيمددان لحضددا تها وإلد وازع ااتد‬
‫يحرس حقوقها‪.‬‬
‫وإيمانا بأن الحقوق اَساسية والحريات الغارة ف اإلسدالم جدزا ردن يدن‬
‫المسلمين ه يمله أح بركل رب ع تغطيلها ثليا أو جزعياح أو خرقها أو تجاالهدا‬
‫ف أحكام إلهية تكلي ية أنزل هللا بها ثتبه ح وبغث بها خاتم سله ح وتمدم بهدا ردا‬
‫‪- -453‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫جاات به الرسداهت السدماوية وأصدبحت عايتهدا عبدا ة ح وإامالهدا أو الغد وان‬
‫عليهددا رركددرا فد الد ين ح وثددل إنسددان رسدددول عرهددا بم ددر ع ح واَرددة رسدددولة‬
‫عرهددا بالتضددارن ح وأن ال د ول اَعضدداا ف د ررظمددة المدددتمر اإلسددالر تأسيس دا‬
‫عل اله تغلن را يل ‪:‬‬
‫« المــا ة ‪1‬‬
‫»‬
‫أ‪ -‬البرر جميغا أسرة واح ة جمغت بيرهم الغبو ية والربوة آل م وجميع‬
‫الراس رتسداوون فد أصدل الكراردة اإلنسدانيةح وفد أصدل التكليدف والمسددولية‬
‫ون تمييدددز بيدددرهم بسدددبب الغدددرقح أو اللدددونح أو اللغدددةح أو الجدددرسح أو المغتقددد‬
‫الدددد ير ح أو اهنتمدددداا السياسدددد ح أو الوضددددع اهجتمدددداع ح أو غيددددر الدددده رددددن‬
‫اهعتبا اتح وأن الغقي ة الصحيحة اد الضدمان لرمدو ادذع الكراردة علد ريدق‬
‫تكارل اإلنسان‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال لق ثلهم عيال هللا وأن أحدبهم إليده أن غهدم لغيالدهح وأنده ه فضدل‬
‫َح ررهم عل اآلخر إه بالتقوى والغمل الصالح‪.‬‬
‫« المــا ة ‪2‬‬
‫»‬
‫أ‪ -‬الحيداة ابددة هللاح واد رك ولددة لكدل إنسددانح وعلد اَفددرا والمجتمغددات‬
‫وال د ول حمايددة اددذا الحددق رددن ثددل اعت د اا عليددهح وه يجددوز إزادداق و ون‬
‫رقتضى رع ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يحرم اللجوا إل وساعل ت ض إل إفراا الروع البرر ‪.‬‬
‫ المحافظة عل استمرا الحياة البررية إل را اا هللا واجب رع ‪.‬‬‫ سالرة جس اإلنسان رصونةح وه يجوز اهعتد اا عليهداح ثمدا ه يجدوز‬‫المساس بها بغير رسوغ رع ح وتك ل ال ولة حماية اله‪.‬‬
‫« المـا ة‬
‫‪»3‬‬
‫‪- -454‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أ‪ -‬ف حالة اسدت ام القدوةح أو المرازعدات المسدلحة ‪ ,‬ه يجدوز قتدل ردن ه‬
‫ررا ثة لهم ف القتال ثالري والمرأة والط ل ح وللجدريح والمدريا الحدق فد‬
‫أن ي او ول سير أن يُطغدم ويُددوى ويُكسدى ح ويحدرم التمييدل بدالقتلى ح ويجدب‬
‫تبا ل اَسر ح وتالق اجتماع اَسر الت فرقتها رروف القتال ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ه يجدوز قطددع الرددجرح أو إتددالف الددز ع والضددرعح أو ت ريددب المبددان‬
‫والمررآت الم نية للغ و بقصفح أو نسفح أو غير اله‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪»4‬‬
‫لكددل إنسددان حررتدده والح ددار عل د سددمغته ف د حياتدده وبغ د روتددهح وعل د‬
‫ال ول والمجتمع حماية جيمانه ور فره‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪»5‬‬
‫أ‪ -‬اَسدددرة اددد اَسددداس فددد برددداا المجتمدددعح والدددزوا أسددداس تكويرهدددا‬
‫وللرجددال والرسدداا الحددق ف د الددزوا ح وه تحددول ون تمددتغهم بهددذا الحددق قيددو‬
‫رررداا الغرقح أو اللونح أو الجرسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬علددد المجتمدددع وال ولدددة إزالدددة الغواعدددق أردددام الدددزوا وتيسدددير سدددبله‬
‫وحماية اَسرة و عايتها‪.‬‬
‫« المــا ة ‪6‬‬
‫»‬
‫أ‪ -‬المددرأة رسدداوية للرجددل فد الكرارددة اإلنسددانيةح ولهددا رددن الحددق ريددل رددا‬
‫عليهددا رددن الواجبدداتح ولهددا صدديتها الم نيددة وارتهددا الماليددة المسددتقلة وحددق‬
‫اهحت ار باسمها ونسبها‪.‬‬
‫ب‪ -‬عل الرجل عبا اإلن اق عل اَسرة ورسئولية عايتها‪.‬‬
‫‪- -455‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫« المــا ة‬
‫‪»7‬‬
‫أ‪ -‬لكل ل عر وه ته حق عل اَبوين والمجتمدع وال ولدة فد الحضدانة‬
‫والتربيددة والرعايددة الما يددة والصددحية واَ بيددة ثمددا تجددب حمايددة الجرددين واَم‬
‫وإعطا اما عراية خاصة‪.‬‬
‫ب‪ -‬لربدداا ورددن فد حكمهددم الحددق فد اختيددا نددوع التربيددة التد يريد ون‬
‫َوه اددم رددع وجددوب رراعدداة رصددلحتهم ورسددتقبلهم ف د ضددوا القدديم اَخالقيددة‬
‫واَحكام الررعية‪.‬‬
‫ل بددوين عل د اَبردداا حقوقهمددا ول قددا ب حددق عل د اويهددم وفق دـا َحكددام‬
‫الرريغة‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪»8‬‬
‫لكل إنسان التمتع بأاليته الررعية رن حيدث اإللدزام واهلتدزامح وإاا فقد ت‬
‫أاليتهح أو انتقصت قام وليه رقاره‪.‬‬
‫« المـا ة ‪9‬‬
‫»‬
‫أ‪ -‬لب الغلم فريضة والتغليم واجب عل المجتمع وال ولةح وعليها تدأرين‬
‫سددبله ووسدداعله وضددمان تروعدده بمددا يحقددق رصددلحة المجتمددع ويتدديح لإلنسددان‬
‫رغرفة ين اإلسالم وحقاعق الكون وتس يراا ل ير البررية‪.‬‬
‫ب‪ -‬رددن حددق ثددل إنسددان عل دى ردسسددات التربيددة والتوجيدده الم تل ددة رددن‬
‫اَسرة والم سة وأجهدزة اإلعدالم وغيرادا أن تغمدل علد تربيدة اإلنسدان يريدا‬
‫صديته وتغدزز إيمانده بدا ح واحترارده‬
‫و نيويا تربية رتكارلدة رتوازندة ترمد‬
‫للحقوق والواجبات وحمايتها‪.‬‬
‫‪- -456‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫« المــا ة ‪10‬‬
‫»‬
‫اإلسددالم اددو يددن ال طددرة ح وه يجددوز رما سددة أ لددون رددن اإلثددراع عل د‬
‫اإلنسددانح أو اسددتغالل فقددرعح أو جهلدده عل د تغييددر يردده إل د يددن آخددرح أو إل د‬
‫اإللحا ‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 11‬‬
‫أ‪ -‬يولدد اإلنسددان حددرا ولدديس َحدد أن يسددتغب عح أو يذلددهح أو يقهددرعح أو‬
‫يستغلهح وه عبو ية لغير هللا تغالى ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اهستغما برتى أنواعهح وباعتبدا ع ردن أسدوأ أندواع اهسدتغبا رحدرم‬
‫تحريم دا ردث د اح وللرددغوب الت د تغانيدده الحددق الكارددل للتحددر ررددهح وف د تقريددر‬
‫المصيرح وعل جميع ال ول والرغوب واجب الرصرة لها ف ث احها لتص ية ثدل‬
‫أ كال اهستغما ح أو اهحتاللح ولجميع الرغوب الحدق فد اهحت دار بر صديتها‬
‫المستقلة والسيطرة على ثرواتها وروا اا الطبيغية‪.‬‬
‫ ل بوين عل اَبراا حقوقهما ول قا ب حق عل اويهمح وفقدا َحكدام‬‫الرريغة‪.‬‬
‫« المــا ة ‪12‬‬
‫»‬
‫ثل إنسان الحق ف إ ا الرريغة فد حريدة الترقدلح واختيدا رحدل إقارتده‬
‫اخل بال عح أو خا جها ولده إاا اضدطه حدق اللجدوا إلد بلد آخدرح وعلد البلد‬
‫الذ لجأ إليه أن يجيرع حتى يبلغه رأرره را لم يكن سبب اللجوا اقتراف جريمدة‬
‫ف نظر الررع‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 13‬‬
‫الغمل حق تك له ال ولة والمجتمع لكل قا عليه ح ولإلنسان حرية اختيدا‬
‫الغمل الالعق به رما تتحقق بده رصدلحته ورصدلحة المجتمدع ح وللغاردل حقده فد‬
‫‪- -457‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اَرن والسالرة ح وفد ثافدة الضدمانات اهجتماعيدة اَخدرى ح وه يجدوز تكلي ده‬
‫بما ه يطيقه ح أو إثرااه ح أو استغالله ح أو اإلضرا به ح وله ‪ -‬ون تمييدز بدين‬
‫الددذثر واَنيددى‪ -‬أن يتقاضددى أجددرا عددا ه رقابددل عملدده ون تددأخير ولدده اَجددازات‬
‫والغالوات وال روقدات التد يسدتحقها ح وادو رطالدب بداإلخالص واإلتقدان ح وإاا‬
‫اختلف الغمال وأصحاب الغمل فغل ال ولدة أن تتد خل ل دا الردزاع و فدع الظلدم‬
‫وإقرا الحق واإللزام بالغ ل ون تحيز‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 14‬‬
‫لإلنسددان الحددق ف د الكسددب المرددروع ح ون احتكددا أو غددن أو إضددرا‬
‫بالر سحأو بالغير والربا رمروع ردث ا‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 15‬‬
‫أ‪ -‬لكل إنسان الحق ف التمله بالطرق الررعية ح والتمتع بحقدوق الملكيدة‬
‫بمددا ه يضددر بدده أو بغيددرع رددن اَفددرا أو المجتمددع ح وه يجددوز نددزع الملكيددة إه‬
‫لضرو ات المر غة الغارة ورقابل تغويا فو وعا ل‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحرم رصا ة اَروال وحجزاا إه بمقتضى رع ‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 16‬‬
‫لكل إنسان الحق ف اهنت اع بيمرات إنتاجه الغلمد أو اَ بد أو ال رد أو‬
‫ال ِت هقر ‪ ,‬وله الحق ف حماية رصالحه اَ بية والمالية الغاعد ة لده علدى أن يكدون‬
‫اذا اإلنتا غير رراف َحكام الرريغة‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 17‬‬
‫أ‪ -‬لكدددل إنسدددان الحدددق فددد أن يغدددين بيئدددة نظي دددة ردددن الم اسددد واَوبئدددة‬
‫اَخالقية تمكره رن براا ااته رغروياح وعل المجتمدع وال ولدة أن يدوفرا لده ادذا‬
‫الحق‪.‬‬
‫‪- -458‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬لكل إنسدان علد رجتمغده و ولتده حدق الرعايدة الصدحية واهجتماعيدة‬
‫بتهيئة جميع المرافق الغارة الت تحتا إليها ف ح و اإلركانات المتاحة‪.‬‬
‫ تك ددل ال ولددة لكددل إنسددان حقدده ف د عددين ثددريم يحقددق لدده تمددام ث ايتدده‬‫وث ايددة رددن يغولدده ويرددمل الدده المأثددل والملددبس والمسددكن والتغلدديم والغددال‬
‫وساعر الحاجات اَساسية‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 18‬‬
‫أ‪ -‬لكل إنسان الحق فد أن يغدين آرردا علد ن سده و يرده وأالده وعرضده‬
‫وراله‪.‬‬
‫ب‪ -‬لإلنسدددان الحدددق فددد اهسدددتقالل برددددون حياتددده ال اصدددة فددد رسدددكره‬
‫وأسرته وراله واتصاهته ح وه يجوز التجسس أو الرقابدة عليده أو اإلسدااة إلد‬
‫سمغته وتجرب حمايته رن ثل ت خل تغس ‪.‬‬
‫ للمسكن حررته فد ثدل اَحدوال وه يجدوز خولده بغيدر إان أالده ‪ ,‬أو‬‫بصو ة غير ررروعةح وه يجوز ا ره أو رصا ته أو ترري أاله رره‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 19‬‬
‫أ‪ -‬الراس سواسية أرام الررعح يستو ف اله الحاثم والمحكوم‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق اللجوا إل القضاا رك ول للجميع‪.‬‬
‫‪ -‬المسدولية ف أساسها‬
‫صية‪.‬‬
‫ ه جريمة وه عقوبة إه بموجب أحكام الرريغة‪.‬‬‫اددـ‪ -‬المددتهم بددر حتددى تيبددت إ انتدده بمحاثمددة عا لددة تدددرن لدده فيهددا ثددل‬
‫الضمانات الك يلة بال فاع عره‪.‬‬
‫‪- -459‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 20‬‬
‫ه يجوز القبا عل إنسان أو تقيي حريته أو ن يه أو عقابه بغيدر روجدب‬
‫دددرع ‪ .‬وه يجدددوز تغريضددده للتغدددذيب البددد ن أو الر سددد أو َ ردددن أندددواع‬
‫المغارالت المذلة أو القاسية أو المرافية للكرارة اإلنسانيةح ثما ه يجدوز إخضداع‬
‫أ فدددر للتجدددا ب الطبيدددة أو الغلميدددة إه برضددداع وبردددر عددد م تغدددرُ صدددحته‬
‫وحياته لل طرح ثما ه يجوز سن القوانين اهستيراعية التد ت دول الده للسدلطات‬
‫التر يذية‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 21‬‬
‫أخذ اإلنسان ايرة رحرم بأ‬
‫« المــا ة‬
‫كل رن اَ كال وَ ا ف رن اَا اف‪.‬‬
‫‪» 22‬‬
‫أ‪ -‬لكددل إنسددان الحددق ف د التغبيددر بحريددة عددن أيدده برددكل ه يتغددا ُ رددع‬
‫المبا ا الررعية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬لكل إنسان الحق ف ال عوة إل ال ير واَردر بدالمغروف والرهد عدن‬
‫المركر وفقا لضواب الرريغة اإلسالرية‪.‬‬
‫ اإلعالم ضدرو ة حيويدة للمجتمدع ح ويحدرم اسدتغالله وسدوا اسدتغماله‬‫والتغرُ للمق سات وثرارة اَنبياا فيده ح ورما سدة ثدل ردا ردن دأنه اإلخدالل‬
‫بالقيم أو إصابة المجتمع بالت كه أو اهنحالل أو الضر أو زعزعة اهعتقا ‪.‬‬
‫ ه يجوز إثا ة الكرااية القورية والمذابية وثل را يد‬‫عل التمييز الغرصر بكافة أ كاله‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫إل التحريا‬
‫‪» 23‬‬
‫أ‪ -‬الوهيددة أرانددة يحددرم اهسددتب ا فيهددا وسددوا اسددتغاللها تحريم دا ردثدد ا‬
‫ضمانا للحقوق اَساسية لإلنسان‪.‬‬
‫‪- -460‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬لكددل إنسددان حددق اه ددتران ف د إ ا ة الر دئون الغارددة لددبال ع بصددو ة‬
‫ربا رة ‪ ,‬أو غير ربا رة ح ثما أن له الحق ف تقل الوراعف الغارة وفقا َحكام‬
‫الرريغة‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 24‬‬
‫ثددل الحقددوق والحريددات المقددر ة ف د اددذا اإلعددالن رقي د ة بأحكددام الرددريغة‬
‫اإلسالرية‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 25‬‬
‫الرددريغة اإلسددالرية اد المرجددع الوحيد لت سددير أو توضدديح أ رددا ة رددن‬
‫روا اذع الوثيقة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫فى الغا ر رن يسمبر ( ثانون اَول ‪ 1948‬أقرت الجمغية الغارة ل رم‬
‫المتح ة اإلعالن الغالم لحقدوق اإلنسدان وإااعتده ‪ ,‬وبغد ادذا الحد التدا ي‬
‫عت الجمغية الغارة ال ول اهعضاا إلى ترويج ن اإلعالن ‪ ,‬وإلى الغمل علدى‬
‫نررع وتوزيغه وقرااته ورراقرته ‪ ,‬خصوصدا فد المد ا س والمغااد التغليميدة‬
‫ب ون أى تمييز برأن الوضع السياس لل ول أو اَقاليم‪.‬‬
‫أ ‪ -‬ال يباجـــة‬
‫لمها ثان اهعتراف بالكراردة المتأصدلة فد جميدع أعضداا اَسدرة البردرية‬
‫وبحقوقهم المتساوية اليابتة او أساس الحرية والغ ل والسالم ف الغالم‪.‬‬
‫ولما ثان تراس حقدوق اإلنسدان واز ا ادا قد أفضديا إلدى أعمدال امجيدة‬
‫آات الضمير اإلنسان ‪ ,‬وثان غاية را يرنو إليه عارة البرر انبيداق عدالم يتمتدع‬
‫فيه ال ر بحرية القول والغقي ة ويتحر رن ال زع وال اقة‪.‬‬
‫‪- -461‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولمددا ثددان رددن الضددرو أن يتددولى القددانون حمايددة حقددوق اإلنسددان لكدديال‬
‫يضطر المرا آخر اَرر إلى التمر على اهستب ا والظلم‪.‬‬
‫ولمدا ثاندت دغوب اَردم المتحد ة قد أثد ت فد المييداق ردن ج يد إيمانهدا‬
‫بحقوق اإلنسان اَساسية وبكرارة ال ر وق ع وبما للرجال والرساا رن حقوق‬
‫رتسددداوية وحزردددت أررادددا علدددى أن تددد فع بدددالرق اهجتمددداع قددد را وأن ترفدددع‬
‫رستوى الحياة ف جو رن الحرية أفسح‪.‬‬
‫ولمددا ثانددت ال د ول اَعضدداا ق د تغه د ت بالتغدداون رددع اَرددم المتح د ة عل دى‬
‫ضمان ا را رراعاة حقوق اإلنسان والحريات اَساسية واحترارها‪.‬‬
‫ولمددا ثددان لددإل ان الغددام لهددذع الحقددوق والحريددات اَاميددة الكبددرى للوفدداا‬
‫التام بهذا التغه ‪.‬‬
‫فإن الجمغيدة الغاردة تردا‬
‫اإلنسان ‪:‬‬
‫بهدذا اإلعدالن الغدالم لحقدوق‬
‫على أنه المستوى المرترن الذ يربغ أن تسته فه ثافة الرغوب واَردم‬
‫حتى يسغى ثل فر وايئة ف المجتمعح واضغين على ال وام اذا اإلعدالن نصدب‬
‫أعيرهمح إلى تو ي احترام ادذع الحقدوق والحريدات عدن ريدق التغلديم والتربيدة‬
‫وات دداا إجددرااات رطددر ةح قوريددة وعالميددةح لضددمان اإلعتددراف بهددا ورراعاتهددا‬
‫بصددو ة عالميددة فغالددة بددين الدد ول اَعضدداا ااتهددا و ددغوب البقدداع ال اضددغة‬
‫لسلطانها‪.‬‬
‫‪- -462‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬روا اإلعالن وبرو ع ‪:‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪»1‬‬
‫يول جميع الراس أحرا ا رتساوين ف الكرارة والحقوق‪ .‬وق وابوا عقدال‬
‫وضميرا وعليهم أن يغارل بغضهم بغضا برو اإلخاا‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪»2‬‬
‫لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريدات الدوا ة فد ادذا اإلعدالنح‬
‫ون أ تمييزح ثالتمييز بسبب الغرصر أو اللون أو الجرس أو اللغدة أو الد ين أو‬
‫الرأ السياس أو أ أ آخرح أو اَصل الو ر ‪ ,‬أو اهجتماع أو اليدروة أو‬
‫الميال أو أ وضع آخرح ون أية ت رقة بين الرجال والرساا‪.‬‬
‫وفضال عمدا تقد م فلدن يكدون اردان أ تمييدز أساسده الوضدع السياسد أو‬
‫القانون أو ال ول لبل أو البقغة الت يرتم إليها ال ر سواا ثدان ادذا البلد أو‬
‫تلدده البقغددة رسددتقال أو تحددت الوصدداية أو غيددر رتمتددع بددالحكم الددذات أو ثانددت‬
‫سيا ته خاضغة َ قي رن القيو ‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪»3‬‬
‫لكل فر الحق ف الحياة والحرية وسالرة‬
‫« المــا ة‬
‫‪»4‬‬
‫ه يجددوز اسددترقاق أو اسددتغبا أ‬
‫الرقيق بكافة أوضاعهما‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫صه‪.‬‬
‫دد‬
‫‪ ,‬ويحظددر اهسددترقاق وتجددا ة‬
‫‪»5‬‬
‫ه يغددرُ أ إنسددان للتغددذيب وه للغقوبددات ‪ ,‬أو المغددارالت القاسددية ‪ ,‬أو‬
‫الوحرية أو الحا ة بالكرارة‪.‬‬
‫‪- -463‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫« المــا ة‬
‫‪»6‬‬
‫لكل إنسان أيرما وج الحق ف أن يغترف بر صيته القانونية‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪»7‬‬
‫ثدل الرداس سواسددية أردام القدانون ولهددم الحدق فد التمتددع بحمايدة رتكافئددة‬
‫عره ون أية ت رقة ح ثما أن لهم جميغا الحق ف حماية رتساوية ضد أ تمييدز‬
‫يُ ل بهذا اإلعالن وض أ تحريا على تمييز ثهذا‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪»8‬‬
‫الحدق فد أن يلجدأ إلدى المحداثم الو ريدة إلنصدافه عدن أعمدال‬
‫لكل د‬
‫فيها اعت اا على الحقوق اَساسية الت يمرحها له القانون‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪»9‬‬
‫ه يجوز القبا على أ إنسان ‪ ,‬أو حجزع ‪ ,‬أو ن يه تغس ا‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 10‬‬
‫لكل إنسان الحق ح علدى قد م المسداواة التاردة ردع اآلخدرين ح فد أن ترظدر‬
‫قضددديته أردددام رحكمدددة رسدددتقلة نزيهدددة نظدددرا عدددا ه علريدددا لل صدددل فددد حقوقددده‬
‫والتزاراته وأية تهمة جراعية توجه له‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 11‬‬
‫رتهم بجريمة يغتبر بريئا إلى أن تيبت إ انته قانوندا بمحاثمدة‬
‫ ثل‬‫علرية تدرن له فيها الضمانات الضرو ية لل فاع عره‪.‬‬
‫رن جراا أ اا عمل أو اإلرتراع عدن أ اا عمدل إهه إاا‬
‫ ه ي ان أ‬‫ثان اله يغتبر جررا وفقا للقانون الدو ر أو الد ول وقدت اه تكداب ‪ ,‬ثدذله ه‬
‫توقع عليه عقوبة أ رن تله الت ثان يجوز توقيغها وقت ا تكاب الجريمة‪.‬‬
‫‪- -464‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 12‬‬
‫ه يغددرُ أحد لتد خل تغسد فد حياتدده ال اصددة أو أسددرته أو رسددكره أو‬
‫الحددق ف د حمايددة‬
‫رراسددالته أو لحمددالت علددى ددرفه وسددمغته ‪ ,‬ولكددل د‬
‫القانون رن ريل اذا الت خل ‪ ,‬أو تله الحمالت‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 13‬‬
‫ لكل فر حرية الرقل واختيا رحل إقارته اخل ح و ثل ولة‪.‬‬‫‪ -‬يحق لكل فر أن يغا‬
‫« المــا ة‬
‫أية بال بما ف اله بل ع ثما يحق له الغو ة إليه‪.‬‬
‫‪» 14‬‬
‫ لكل فر الحدق أن يلجدأ إلدى بدال أخدرى أو يحداول اهلتجداا إليهدا ؛ اربدا‬‫رن اهضطها ‪.‬‬
‫ ه يرت ع بهذا الحق رن ق م للمحاثمة ف جراعم غيدر سياسدية أو َعمدال‬‫تراقا أغراُ اَرم المتح ة وربا عها‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 15‬‬
‫ لكل فر حق التمتع بجرسية را‪.‬‬‫‪ -‬ه يجوز حرران‬
‫« المــا ة‬
‫رن جرسيته تغس ا أو إنكا حقه ف تغييراا‪.‬‬
‫‪» 16‬‬
‫ للرجل والمرأة رتدى بلغدا سدن الدزوا حدق التدزو وتأسديس أسدرة ون‬‫أ قي بسبب الجرس أو ال ين ‪ ,‬ولهما حقوق رتساوية عر الزوا وأثراا قياره‬
‫وعر انحالله‪.‬‬
‫ ه يبرم عق الزوا إه برضى الطرفين الراغبين ف الزوا‬‫ه إثراع فيه‪.‬‬
‫‪- -465‬‬
‫ضى ثارال‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ اَسرة ا الوح ة الطبيغية اَساسية للمجتمع ولها حق التمتدع بحمايدة‬‫المجتمع وال ولة‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪ -‬لكل‬
‫‪» 17‬‬
‫حق التمله بم ر ع أو باه تران رع غيرع‪.‬‬
‫‪ -‬ه يجوز تجري أح رن رلكه تغس ا‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 18‬‬
‫الحق ف حرية الت كيدر والضدمير والد ين ‪ ,‬ويردمل ادذا الحدق‬
‫لكل‬
‫حريددة تغييددر يانتدده أو عقي تددهح وحريددة اإلعددراب عرهمددا بددالتغليم والمما سددة‬
‫وإقارة الرغاعر ورراعاتها سواا أثان اله سرا أم رع الجماعة‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 19‬‬
‫الحددق ف د حريددة الددرأ والتغبيددر ‪ ,‬ويرددمل اددذا الحددق حريددة‬
‫لكددل د‬
‫اعتراق اآل اا ون أ ت خل ح واستقاا اَنبداا واَفكدا وتلقيهدا وإااعتهدا بأيدة‬
‫وسيلة ثانت ون تقي بالح و الجغرافية‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫ لكدددل ددد‬‫الس ْل ِ رية‪.‬‬
‫‪» 20‬‬
‫الحدددق فددد حريدددة اه دددتران فددد الجمغيدددات والجماعدددات‬
‫‪ -‬ه يجوز إ غام أح على اهنضمام إلى جمغية را‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 21‬‬
‫ لكل فر الحق ف اه تران فد إ ا ة الردئون الغاردة لدبال ع ردا ربا درة‬‫وإرا بواسطة رميلين ي تا ون اختيا ا حرا‪.‬‬
‫‪ -‬لكل‬
‫ن س الحق الذ لغيرع ف تقل الوراعف الغارة ف البال ‪.‬‬
‫‪- -466‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ إن إ ا ة الرددغب ا د رص د سددلطة الحكورددة ح ويغبددر عددن اددذع اإل ا ة‬‫بانت ابات نزيهة و ية تجر على أساس اهقتراع السر وعلى قد م المسداواة‬
‫بين الجميع أو حسب أ إجراا رماثل يضمن حرية التصويت‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 22‬‬
‫بصد ته عضددوا فد المجتمددع الحددق ف د الضددمانة اهجتماعيددة‬
‫لكددل د‬
‫وف أن تحقق بوسا ة المجهو القور والتغداون الد ول وبمدا يت دق ونظدم ثدل‬
‫ولة وروا اا الحقدوق اهقتصدا ية واهجتماعيدة والتربويدة التد ه غردى عرهدا‬
‫لكرارته وللرمو الحر لر صيته‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 23‬‬
‫الحق ف الغمل ح وله حرية اختيا ع بردرو عا لدة ررضدية‬
‫ لكل‬‫ثما أن له حق الحماية رن البطالة ‪.‬‬
‫ لكل فر ون أ تمييز الحق ف أجر رتساو للغمل ‪.‬‬‫ لكل فر يقوم بغمل الحق ف أجر عا ل ررُ يك دل لده وَسدرته عيردة‬‫هعقدددة بكراردددة اإلنسدددان تضددداف إليددده ح عرددد اللدددزوم ح وسددداعل أخدددرى للحمايدددة‬
‫اهجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬لكل‬
‫« المــا ة‬
‫الحق ف أن يررأ ويرضم إلى نقابات حماية لمصلحته‪.‬‬
‫‪» 24‬‬
‫الحق ف الراحة ح أو ف أوقات ال دراغ ح وه سديما فد تح يد‬
‫لكل‬
‫رغقول لساعات الغمل ‪ ,‬وف عطالت و ية بأجر ‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 25‬‬
‫الحق ف رستوى رن المغيرة ثداف للمحافظدة علدى الصدحة‬
‫ لكل‬‫والرفاايددة لدده وَسددرته ‪ ,‬ويتضددمن الدده التغذيددة والملددبس والمسددكن والغرايددة‬
‫‪- -467‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الطبية وثذله ال د رات اهجتماعيدة الالزردة ‪ ,‬ولده الحدق فد تدأرين رغيردته فد‬
‫حدداهت البطالددة والمددرُ والغجددز والتررددل والرددي وخة وغيددر الدده رددن فق د ان‬
‫وساعل الغين نتيجة لظروف خا جة عن إ ا ته‪.‬‬
‫ ل رورددة والط ولددة الحددق فدد رسدداع ة و عايددة خاصددتين ‪ ,‬ويددرغم ثددل‬‫اَ ال بر س الحماية اهجتماعية سواا أثانت وه تهم ناتجة عن بدا درع‬
‫أم بطريقة غير رعية‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 26‬‬
‫الحق ف التغلم ‪ ,‬ويجب أن يكون التغليم فد رراحلده اَولدى‬
‫ لكل‬‫واَساسددية علددى اَقددل بالمجددان ح وأن يكددون التغلدديم اَول د إلزاريددا ويربغ د أن‬
‫يغمم التغليم ال ر والمهر ح وأن ييسر القبول للتغليم الغال على قد م المسداواة‬
‫التارة للجميع وعلى أساس الك ااة‪.‬‬
‫ يجب أن ته ف التربية إلدى إنمداا صدية اإلنسدان إنمداا ثدارال ح وإلدى‬‫تغزيز احترام اإلنسان والحريات اَساسدية وترميدة الت داام والتسدارح والصد اقة‬
‫بين جميع الرغوب والجماعات الغرصرية أو ال يرية ح وإلدى زيدا ة رجهدو اَردم‬
‫المتح ة لح ظ السالم ‪.‬‬
‫‪ -‬لرباا الحق اَول ف اختيا نوع تربية أوه ام ‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 27‬‬
‫ لكددل فددر الحددق فد أن يرددترن ا ددتراثا حددرا فد حيدداة المجتمددع اليقدداف‬‫وف اهستمتاع بال رون والمساامة ف التق م الغلم واهست ا ة رن نتاعجه‪.‬‬
‫ لكل فر الحق ف حماية المصالح اَ بية والما ية المترتبة علدى إنتاجده‬‫الغلم أو اَ ب أو ال ر ‪.‬‬
‫‪- -468‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 28‬‬
‫لكل فر الحق ف التمتع برظدام اجتمداع ولد تتحقدق بمقتضداع الحقدوق‬
‫والحريات المرصوص عليها ف اذا اإلعالن تحققـا تارا‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 29‬‬
‫ على ثل فر واجبات نحدو المجتمدع الدذ يتدا فيده وحد ع لر صديته أن‬‫ترمو نموا حرا ثارال‪.‬‬
‫ ي ضددع ال ددر ف د رما سددته حقوقدده لتلدده القيددو الت د يقر اددا القددانون‬‫فق ح لضمان اهعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترارها ولتحقيدق المقتضديات‬
‫الغا لة للرظام الغام والمصلحة الغارة واَخالق ف رجتمع يمقرا ‪.‬‬
‫ ه يصح بحال رن اَحوال أن تما س اذع الحقوق رما سة تترداقا ردع‬‫أغراُ اَرم المتح ة وربا عها‪.‬‬
‫« المــا ة‬
‫‪» 30‬‬
‫لدديس فددد اددذا اإلعدددالن ندد يجدددوز تأويلدده علدددى أندده ي دددول ل ولدددة ‪ ,‬أو‬
‫جماعة ‪ ,‬أو فر أ حق ف القيام بررا أو تأ ية عمل يهد ف إلدى اد م الحقدوق‬
‫والحريات الوا ة فيه‪.‬‬
‫‪- -469‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثاليدددا ‪ :‬ضدددواب المقا ندددة بدددين اإلعدددالن اإلسدددالر‬
‫واإلعالن الغالم ورا ان ر به ثل ررهما ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ضواب حقوق اإلنسان ف اإلعالن اإلسالرى ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنها رقي ة ورحمية بضمانات ترريغية وتر يذية‪:‬‬
‫‪‬‬
‫فه ليست رجر توصيات أ بية‬
‫‪‬‬
‫للسلطة الغارة ف اإلسالم حق اإلجبا على تر يذاا‬
‫‪‬‬
‫وحمايتها وعقاب الممترغين عن تر يذاا‬
‫‪‬‬
‫وريال اله (حق حرية التغبير عن الرأ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬يجب أن تما س حرية الرأ بأسلوب سلم قاعم علدى‬
‫ال عوة بالحكمدة والموعظدة الحسدرة ون اللجدوا إلدى اإلثدراع‬
‫أو الغرف ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب حظر اإلفصدا عدن الدرأ فيمدا يضدر الرداس ‪ ,‬أو‬
‫يغت د علددى حرردداتهم ه سدديما إاا ثددان ف د الدده ال ددوُ ف د‬
‫اَعراُ أو انتهان الحررات أو إفراا اَسرا ‪.‬‬
‫ يجددب أه تتضددمن رما سددة حريددة التغبيددر عددن الددرأ‬‫اإلضدددرا باإلسدددالم وأالددده حيدددث تجدددب الغقوبدددة اردددا حددد ا أو‬
‫تغزيرا‪.‬‬
‫‪ -2‬أنها رقي ة بضواب رصلحة الجماعة وع م اإلضرا بهم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ليس لل ر أن يست م حقه فيما يدا الجماعة‬
‫‪‬‬
‫ورن اَريلة الت توضح اله‪:‬‬
‫‪- -470‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أ‪ -‬جغددل اإلسددالم الطددالق بيدد الرجددل ولكردده أ دد ع إلددى‬
‫ريقدددة إيقاعددده حتدددى ه يضدددر بدددالطرف اآلخدددر قدددال تغدددالى‪:‬‬
‫َّ‬
‫ددان )‬
‫(‬
‫الطددال ُ‬
‫ددان ف ِإرْ سدددان ِبمغ ُ‬
‫ْددريح ِب ِإ ْحسد ٍ‬
‫ْددروفٍ أوْ تس ِ‬
‫ق ر َّرت ِ‬
‫وبغ اا يقول‪ ( :‬و ِإاا لَّ ْقدت ُ ُم ال ِرهسداا فدبل ْغن أجله َّ‬
‫ُدن فأرْ سِد ُكو ُا َّن‬
‫س ُكو ُا َّن ِضرا ا ِلتغْتد ُوا‬
‫بِمغ ُْروفٍ أوْ س ِ هرحُو ُا َّن بِمغ ُْروفٍ وه تُمْ ِ‬
‫ل ا ِله فق ْ رلم ن ْ سهُ ) [البقرة‪.]231:‬‬
‫ور ْن ي ْغ ْ‬
‫ب‪ -‬إباحدددة التجدددا ة ل فدددرا وحدددرم الغدددن حتدددى ه يلحدددق‬
‫الضر بالراس ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫فحق ال ر إاا تغدا ُ ردع حدق الجماعدة فدإن حدق الجماعدة‬
‫أولى بالتق يم ‪.‬‬
‫‪ -3‬أنها رقي ة بضواب المصالح والم اس ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫إاا تغا ضددت الم سدد ة ردددع المصددلحة جدددح بيرهمددا ويدخدددذ‬
‫باَثبر ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وريال اله عقوبة القتل ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫فقتل القاتل ر س ة على اله الجان ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ولكن المصلحة المترتبة على قتله أثبر (رن حيث ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫إعطاا المجر عليه حقه ح وإقارة الغ ل ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وإ ساا اَرن ح وإ اا نا اليأ ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنها رقي ة بضواب اَخالق‪:‬‬
‫‪‬‬
‫الحقددوق فدد اإلسددالم ثلهددا رقيدد ة برعايددة أخددالق المجتمددع‬
‫وعقاع ع وريله الغليا ‪.‬‬
‫‪- -471‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪‬‬
‫فليس رغرى حرية اهعتقا ريال أو الرأ إباحة الطغن ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫على اإلسالم وأاله‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أو إااعة الك ر با و سوله وثتابه ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أو نرر ال العة وال جو فهذا ه يقرع عقل وه رع ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقا نة بين اإلعالن اإلسالر واإلعالن الغالم ‪:‬‬
‫‪ -1‬رن حيث المص ‪:‬‬
‫‪ ‬حقوق اإلنسان ف اإلسالم إلهية المص‬
‫‪ ‬وف اإلعالن الوضغ بررية المص‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬هللا تغالى يغلم را ف الص و والبرر ه يغلمون ‪.‬‬
‫‪ ‬ويترتب على اذا ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن الحقوق ف اإلسدالم غيدر قابلدة للتغد يل وه التبد يل وه‬
‫اإللغاا رهما ررت اَعوام ‪ ,‬و ال الزران‪.‬‬
‫ب‪ -‬المرروع اإلسالر ليس له رصلحة خاصة‪:‬‬
‫‪ ‬أرا اإلعالن الوضغ فله رصالح سياسية واقتصا ية ‪.‬‬
‫‪ ‬يسغى رن خاللها إلى خ رة الرغوب الغربية ‪.‬‬
‫‪ ‬والضددغ علددى الرددغوب المستضددغ ة رددن أجددل الت د خل‬
‫ف ئونها ال اخلية‪.‬‬
‫‪- -472‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -2‬رن حيث اَسس الت بريت عليها الحقوق‪:‬‬
‫‪ ‬أسددس الحقددوق ف د اإلسددالم بريددت علددى أسدداس التكددريم اإلله د‬
‫المدددرتب بغبو يدددة اإلنسدددان ‪ -‬تغدددالى‪ -‬فكلمدددا زا ت عبو يدددة‬
‫المسلم زا ت إنسانيته والغكس صحيح‪.‬‬
‫‪ ‬را أسس اإلعالن الوضغ فه رستم ة رن فكرة الحق الطبيغد‬
‫فاإلنسان له حق ثابت رهما ثان ررتكبا للسوا أو الرايلة‪.‬‬
‫‪ -3‬رن حيث اَسبقية‪:‬‬
‫‪ ‬ف د القددرن السددابع المدديال ثددان ردديال‬
‫وثيقة حقوق اإلنسان بل حررات اإلنسان ‪.‬‬
‫سددالة اإلسددالم ورغهددا‬
‫‪ ‬وفد القددرن اليالددث عرددر ثددان ردديال أول وثيقددة برددرية للحقددوق‬
‫اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪ -4‬رن حيث الغالمية‪:‬‬
‫‪ ‬ف اإلسالم للجرس اإلنسان ثله ‪.‬‬
‫‪ ‬ف د الغددرب تددرتب الحقددوق بالحريددة ال ر يددة وبددذله يرته د بهددا‬
‫اَرر إلى أن تصبح حقوقا قورية عرصرية ‪.‬‬
‫‪ ‬وإاا نظرنا إلدى اإلعدالن الغدالم نجد ع روجهدا إلدى ثقافدة واحد ة‬
‫فق (وا اليقافة الغربية واإلنسان الغرب ‪.‬‬
‫‪ ‬وعر د را البددت ال د ول أن يتضددمن اإلعددالن الغددالم حددق تقريددر‬
‫المصير للرغوب فضت ال ول الغربية ‪.‬‬
‫‪ ‬رما أ ى إلى التصا م رع اليقافات اَخرى ورن أريلة اله‪:‬‬
‫أ‪ -‬الما ة (‪ 16‬حرية الزوا ب ون التقي ب يانة الزو ‪.‬‬
‫‪- -473‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬الما ة (‪ 18‬حق تغيير ال ين ‪.‬‬
‫‪ -5‬رن حيث الوضو ‪:‬‬
‫سددددرة حدددد ت الحقددددوق وررغددددت تجاوزاددددا‬
‫‪ ‬القددددرآن الكددددريم وال ُ‬
‫وانتهاثها ‪.‬‬
‫‪ ‬فحررت القتل ؛ ح ارا على حق الحياة ‪.‬‬
‫‪ ‬وحررت الزنا والقذف ؛ ح ارا على حق اَعراُ ‪.‬‬
‫‪ ‬وحررت الربا واهحتكا ؛ ح ارا على حق الكسب ‪.‬‬
‫‪ ‬أرددا الحقددوق فد ال كددر الغربد فهد تسددتر علددى ربددا ا عارددة‬
‫ريل‪ :‬ر هوم الحرية نحو الغ الدة والمسداواة ورردع التغدذيب ون‬
‫بيان للتقريات الت صيلية الت تح اا ‪.‬‬
‫‪ ‬ولهددذا تتبدداين القددوانين المرظمددة لحقددوق اإلنسددان ف د المجتمددع‬
‫الغرب بين ولة وأخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬وريددال الدده المرددا اة بالمسدداواة بددين المددرأة والرجددل والمطالبددة‬
‫بحقوق المرأة بسبب غياب التقريات الت صيلية التد توضدح تلده‬
‫الحقوق ‪.‬‬
‫‪ -6‬رن حيث الحماية‪:‬‬
‫‪ ‬تما س حقوق اإلنسان ف اإلسدالم رردذ أ بغدة عردر قرندا برظدام‬
‫رتكارل قيق عا ل ‪.‬‬
‫‪ ‬تك ل ل فرا حرياتهم اَساسية ‪.‬‬
‫‪ ‬واددد رحميدددة بضدددمانات تردددريغية وتر يذيدددة ‪ ,‬وليسدددت رجدددر‬
‫توصيات غير رلزرة ‪.‬‬
‫‪- -474‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ ‬أرا بالرسبة لإلعالن ال ول فهو لم ير‬
‫الك يلة بضمان حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫صدراحة علدى الوسداعل‬
‫‪ ‬واثت دت بدالر علدى ضددرو ة صديانة تلده الحقدوق ون ترددريع‬
‫القوانين الملزرة بذله ‪.‬‬
‫‪ ‬رمددا أ ى إلددى أن جغددل حقددوق اإلنسددان خاضددغة هعتبددا ات ااتيددة‬
‫ترتب بمصلحة ال ولة ‪ ,‬أو رصلحة الحكام‬
‫‪ ‬وحتى القوانين الم روضة ف ادذا الجاندب فهد غيدر رحترردة ؛‬
‫َنها رن وضع اإلنسان‬
‫‪ ‬وترتهددده بقدددوانين أخدددرى ريدددل ‪ :‬قدددانون الطدددوا ا ‪ ,‬واَحكدددام‬
‫الغرفيددة والمحدداثم اهسددتيراعية والت د ي رضددها القابضددون علددى‬
‫السلطة ‪.‬‬
‫‪ ‬ريل‪ :‬الهجمة الوحرية الصربية على البوسرة ‪.‬‬
‫‪ ‬وعجز ايئة اَرم عن تر يذ أ قرا ات ذته ض إسراعيل ‪.‬‬
‫‪ -7‬رن حيث الغاية‪:‬‬
‫‪ ‬غاية حقوق اإلنسان ف اإلسالم تحقيق عبو ية ال الق ‪.‬‬
‫‪ ‬وح ظ رقاص الررع ف وجو اإلنسان رن خالل المحافظة على‬
‫الضرو ات اَساسية لإلنسان ‪.‬‬
‫‪ ( ‬ح ظ ال ين ح والر س ح والغقل ح والمال ح والغرُ ‪.‬‬
‫‪ ‬وح ظ الحاجيات بوضع أحكام الغالقات اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪ ‬وح ظ تحسيرات الوجو اإلنسان رن ركا م اَخالق والغا ات ‪.‬‬
‫‪ ‬أرا الغاية ف ال كر الغرب ف ترريع الحقوق فه ‪:‬‬
‫‪- -475‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ تقريدددر القددديم الغربيدددة للحيددداة عدددن ريدددق إثبدددات أاميدددة تلددده‬‫الحقوق وال عاية لها ‪.‬‬
‫ وصددددياغة الحضددددا ة اإلنسددددانية وفقددددا للحضددددا ة الغربيددددة‬‫باعتبا اا المررأ الذ نرأت رره حقوق اإلنسان عر ام ‪.‬‬
‫ واذع غاية ن غية ق تتغا ُ رع ال ين والقيم واَخالق ‪.‬‬‫‪ -‬ريل إباحتهم للربا والزنا ب عوى حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫ الموا الت ان ر بها ثل رن اإلعالنين‪:‬‬‫‪ 1‬را ان ر به اإلعالن الغالم ‪:‬‬
‫‪ -1‬حددق الجرسددية (التمتددع بجرسددية رددا وعدد م حرراندده رددن‬
‫جرسيته ‪.‬‬
‫‪ -2‬حق اهن را ف التركيالت الرقابية واهتحا يدة ( وجداا‬
‫ف اإلسالم بصيغة عارة ‪.‬‬
‫‪ 2‬را ان ر به اإلعالن اإلسالر ‪:‬‬
‫‪ -1‬حددق ال ضددل والكرارددة المكتسددب رددن الغمددل والغقيدد ة ح‬
‫وجاا ف اإلعالن الغالم بركل عام ف ع ة روا ‪.‬‬
‫‪ -2‬حررة اللجوا إلى إفراا الروع البرر ‪.‬‬
‫‪ -3‬حدددق الح دددار علدددى اَفدددرا البدددريئين ثالردددي والمدددرأة‬
‫والط ل ور اواة الجرحى ح والح ار على اَسدرى ح وحرردة التمييدل‬
‫بالموتى أثراا الرزاعات والحروب ‪ ,‬وخدال اإلعدالن الغدالم ردن الده‬
‫وألحق ف رواثيق هحقة ‪.‬‬
‫‪- -476‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪-4‬‬
‫حق اإلنسان ف ع م إتالف الز وع وت ريب المبان ‪.‬‬
‫‪ -5‬حق اَسرة ف اإلن اق رن قبل الرجل ‪.‬‬
‫‪ -6‬حق الجرين ‪.‬‬
‫‪ -7‬حق اَبوين واَقا ب على اَبراا وحقوق او القربى ‪.‬‬
‫‪ -8‬حدددق ال دددر فددد التربيدددة ال يريدددة وال نيويدددة ‪ ,‬وجددداا فددد‬
‫اإلعالن الغالم بمستوى أقل ‪.‬‬
‫‪ -9‬حق التحر رن قيو اهستغما واهسدتقالل عرده ‪ ,‬وجداا‬
‫ف الغالم بركل آخر ‪.‬‬
‫‪ -10‬حق الكسب المرروع وررع الربا ‪.‬‬
‫‪ -11‬حددق ال د عوة إلددى ال يددر واَرددر بددالمغروف والره د عددن‬
‫المركر ‪.‬‬
‫‪ -12‬حدددق ال دددر فددد حمايدددة رق سددداته ردددن اإلااندددة ح ورردددع‬
‫اإلخالل بالقيم ح وع م إثا ة الكرااية بين الراس ‪.‬‬
‫ابغـا ‪ -‬وق ة تحليلية إيمانية رقا نية رع اإلعالن ِيهن ‪:‬‬
‫أ‪ -‬وق ة رع اإلعالن الغالمى لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسدان ‪ ,‬ا دتمل علدى ثالثدين ردا ة ب دالف‬
‫البرددو ال رعيددة اخددل ثددل رددا ة ‪ ,‬وا د بالرسددبة للرددريغة اإلسددالرية تميددل دديئا‬
‫دس‬
‫بسدديطا جد ا فد الجددانبين الرظددر والغملد ‪ ,‬فهد فد اإلعددالن الغددالم تُدسد ُّ‬
‫على أفكا رجر ة ‪ ,‬ليس فيها جانب إلزار رن حيث تر يدذ الد ول لهدذع المدوا ‪,‬‬
‫فه تب و ب َّراقة ريالية ؛ ولكن عر را نرزل إلى أ ُ الواقدع نجد أن ثييدرا ررهدا‬
‫عر را يطبق فإنه يد إلى ح و فترة ؛ حيث تُغط اذع الموا لإلنسدان حريدة‬
‫‪- -477‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫جارحددة ‪ ,‬ق د تصددط م رددع اإل ا ة الجماعيددة والغقددل الجمدداع خاصددة رددا يتصددل‬
‫بأرر ال ين ( الغقي ة والزوا ‪.‬‬
‫‪ -2‬غددم أن اإلعددالن الغددالم ‪ ,‬يدسددس َرددو ترظيميددة تغط د حقوقددـا‬
‫ل فرا وال ول ؛ ولكرها ه تبرز الجانب اآلخر رن اذع الحقدوق ‪ ,‬وادو الواجبدات‬
‫فه أ به بأرو تق يرية ‪ ,‬عر را نحاول أن نمسدكها بأيد يرا ؛ فإنردا ه نسدتطيع ‪,‬‬
‫فميال ف الما ة قم (‪ 28‬لكل فر الحق بالتمتع برظام اجتماع ول ‪ ...‬إل‬
‫ه نغرف بالتح ي را اَنظمة اهجتماعية ال ولية المقبولة ؟‬
‫ورا الغرف ال ول الذ يُرظم اذع اَنظمة ‪ ,‬واكذا تتوع الحقداعق ردن بدين‬
‫أي يرا حيث ه نج ضابطـا أو رغيا ا نستطيع رن خالله أن نتيبت ردن صدحة ادذع‬
‫اَنظمة اهجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ه يبرز اإلعالن الغالم ‪ ,‬اآلليات وال طوات التد يمكدن بهدا تحقيدق‬
‫الموا الت ن عليها ‪ ,‬ثم لم ير على عقوبات على ال ول ف حالة ر ال تهدا‬
‫الدده ‪ ,‬فمدديال ف د المددا ة قددم (‪ 26‬ال اصددة بحددق اإلنسددان ف د التغلدديم بالمجددان‬
‫وتحقيق المساواة التارة للمجتمع ‪.‬‬
‫الذ يرظر إلدى اتجاادات الد ول فد الغصدر الحاضدر ‪ ,‬يجد أن التغلديم أخدذ‬
‫يتجه اتجااا اقتصا يا استيما يا ؛ يلزم الطالب بمصدا يف ثييدرة وتح يد َعد ا‬
‫للمقبولين وغير اله ‪ ,‬رما ق يد ف المستقبل ؛ هنت اا اذع المجانية ‪.‬‬
‫ول سف الر ي لم تذثر اذع الما ة أ تردريع نتغاردل بده ردع الد ول التد‬
‫يرتقل بها التغليم رن الحالة المجانية إلى التغلديم اهسدتيما ‪ .‬ثمدا تردير المدا ة‬
‫إلى التسارح والتصا ق بين جميع الرغوب والجماعات الغرصرية أو ال يرية ‪.‬‬
‫اذا ثالم جميل يب ؛ لكره إاا ص ت الواقع ستج أن اذع القديم ر قدو ة‬
‫اخددل ثييددر رددن المجتمغددات الغربيددة الت د تضددع اعتبددا ات ثييددرة بجانددب اللددون‬
‫‪- -478‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والرسب والغدرق رمدا يجغدل الت داوت الطبقد يغدو ردرة أخدرى لديس فد التغلديم‬
‫فق د ‪ ,‬ولكددن ف د ثددل رجدداهت الحيدداة ورددا ترص د ع ( ثدداريرات التلي زيددون رددن‬
‫رغددارالت سدديئة للسددو فدد بغددا الددبال اَو بيددة وأرريكددا لدديس ببغيدد ‪ .‬فهددل‬
‫استطاع اإلعالن الغالم أن يغط للراس حقوقها المرروعة ون نظر إلدى لدون‬
‫أو ين ‪.‬‬
‫إنه إاا تأرلت رليا ‪ ,‬وج ت تراقضا ٍ‬
‫ت ثييرة بين ( الرمدوا والواقدع ف د‬
‫حددين أندده تددرى حريددة اإلنسددان ف د رلبسدده وه يغتددرُ أح د ف د اددذع ال د ول وه‬
‫غيراا على انترا التبر ؛ فإنه ترى رضايقات ثييدرة فد رطدا ات ادذع الد ول‬
‫للملتزرين والملتزرات يريا ‪ ,‬بل نررت الصحف ردخرا أن اهتحا الد ول لكدرة‬
‫الق م "ال ي ا" ‪ ,‬قر ررع فريق "إيران" للكرة الرساعية رن المرا ثة فد و ة‬
‫اَلغاب اَولمبية ‪ ,‬واذا يرجع إلى التزارهم بالز اإلسالر ‪.‬‬
‫اكددذا تددرى أن الددذين يحرصددون علددى يددرهم ‪ ,‬ويتمسددكون بددالز الرددرع‬
‫تص عليهم عقوبات وقرا ات ولية ‪ ,‬وأرا الدذين يتحللدون ررهدا ويبدالغون فد‬
‫الس د و ؛ ت ددتح لهددم ثددل اَبددواب ‪ ..‬ثمددا تالحددظ التردداقا الغجيددب بددين اَقددوال‬
‫جررت القبا على أ إنسان أو تقيي حريته‬
‫واَفغال ف الما ة قم (‪ 20‬الت‬
‫َّ‬
‫أو تغذيبه ‪ ,‬بغير روجب رع ‪ .‬اذا الكالم يب و جميال براقـا ‪ ,‬لكرده فد الواقدع‬
‫سترى أن اران قسوة و ة على المهاجرين لهدذع الدبال ‪ ,‬ثمدا يحد فد ولدة‬
‫ريل أسبانيا وانجلتدرا ‪ ,‬وردا حد فد البوسدرة والهرسده ‪ ,‬وجمهو يدة الصدرب‬
‫وثوسوفا ليس ب افٍ على أح رن تجسي برع لصو ة الغرصرية والقسوة التد‬
‫تما س ض الم ال ين لهم ‪.‬‬
‫صحيح ‪ ,‬أنه لن تج رجتمغا رياليدا علدى وجده اَ ُ ولدن يكدون ؛ ولكدن‬
‫رن المدسف أنه رن تراام يتح ثون على الغ الة وعدن المسداواة وعد م التمييدز‬
‫‪- -479‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والذين يدرون ردن أن سدهم عداة للحقدوق ‪ ,‬اددها أن سدهم ادم الدذين ي ال ونهدا‬
‫أثان اذا بطريقة رقصو ة أو غير رقصو ة ‪.‬‬
‫فمدديال يُبيحددون فدد المددا ة قددم (‪ 19‬إااعددة اَخبددا ون التقيدد بالحدد و‬
‫الجغرافيددة ؛ أ ‪ :‬الح د و اإلعالريددة والتغبيريددة ‪ ,‬اددذع الحريددة ررددوبة بددال طر ؛‬
‫َنها حرية تأت إلى بال نا عبر قرواتهم اَو بية واد ه تحمدل سدوى المركدر ردن‬
‫المراا ال اضحة ‪ ,‬فالظاار له أنها حرية ‪ ,‬أن ترى را ترداا وتسدتمع بمدا ترداا‪,‬‬
‫ولكرهددا صدددو رددن صدددو ال سددا فددد اَ ُ ؛ تُغ ِلهدد ُم الردددباب اهنحددالل والسدددهر‬
‫والرايلة ‪ ,‬ال اذع ا الحرية الت يمكن أن تبر أجياه اقية ف سلوثها ‪.‬‬
‫والج ير بالذثر ‪ ,‬أنرا ثرَّا أحو إلى أن نقا ن ثدل ردا ة و ت فد اإلعدالن‬
‫الغالم لحقوق اإلنسان بمييالتها ف اإلعالن اإلسدالر غيدر أن ادذا اَردر ثدان‬
‫سيحتا إلى ت صيل ثيير حول ثل را يتصل بالحقوق ف جميع نواحيهدا ونحدن ‪-‬‬
‫و الحم د ‪ -‬وب ضددل هللا ‪ ,‬قدد غطيرددا جميددع اددذع الجوانددب فدد فصددول الكتدداب‬
‫السابقة ؛ لذا ن رى رن التكرا واإلعا ة ‪.‬‬
‫ولكن يبقى السدال المهدم ‪ ,‬وادو بمدااا تميدز اإلعدالن اإلسدالر اَول عدن‬
‫اإلعالن الغالم ف الت اصيل الت لم نتح عرها رن قبل ‪.‬‬
‫اذا را سربرزع ف الرقطة التالية بغروان ‪:‬‬
‫ب‪ -‬وق ة رع اإلعالن اإلسالر ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلعددالن اإلسددالر ‪ ,‬نددابع رددن فكددر أرددة ‪ ,‬ورددن تددرا أرددة وروثددق‬
‫وردد عم باَ لددة الرددرعية ‪ ,‬ولددم يقدد م عبددا ات تق يريددة جافددة قانونيددة ‪ ,‬وإنمددا‬
‫تسترغر أنه أرام ين رحكم ‪ ,‬وترريغات آلهية ضابطة لكل را يجر فد الكدون‬
‫ِين ه‬
‫ُ وْ عا وثرْ ادا و ِإليْد ِه‬
‫اّللِ ي ْبغُون ولهُ أسْلم رن ِف السَّماوا ِ‬
‫ت واَ ْ ِ‬
‫( أفغيْر ِ‬
‫يُرْ جغُون ) [آل عمران‪. ]83:‬‬
‫‪- -480‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -2‬اردان ت اصديل قيقدة وج يد ة ‪ ,‬و ت فد اإلعدالن اإلسدالر ولدديس‬
‫لها را يقابلها ف اإلعالن الغالم ‪ ,‬ورن اله حق ال در فد حمايدة خصوصدياته‬
‫فد المددا ة (‪ 22‬؛ والده بددالره عددن تتبدع الغددو ات ‪ ,‬والرهد عددن التجسددس ‪...‬‬
‫وغير اله ‪ ,‬وثلها أرو أخالقية ُررظمة لحياة اَفرا والمجتمغات‪.‬‬
‫والمالحددددظ أن الجانددددب اَخالقدددد فدددد تحمددددل ال ددددر لمسددددئولي ٍة ددددرعي ٍة‬
‫وأخالقية ‪ ,‬جغلدت ردن ردوا اإلعدالن اإلسدالر ردا ة ثريدة ؛ لترظديم الحيداة وفدق‬
‫ددريغة هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪ -‬فمدديال ُ‬
‫عر د اإلعددالن اإلسددالر ببيددان ثي يددة المحاثمددة‬
‫الغا لة لل ر ف خمس نقا رهمة اخل الما ة ال ارسة ‪.‬‬
‫وثلها ر عمة بأ لة رعية حاثمة وررظمة لت اصيل قيقة ه ترااا إه فد‬
‫اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ -3‬المالحددظ أيضددا ‪ ,‬أن اإلعددالن اإلسددالر يرثددز علددى بيددان الواجبددات‬
‫الررعية على المسلم أثان ف بل عح أم رهاجراح أم رغتربا ‪ ,‬وعر را نتحد عدن‬
‫الواجبددات ‪ ,‬فإنهددا ت ْغرِ د رب د أ اليددواب والغقدداب لدديس علددى المسددتوى القددانون ‪,‬‬
‫ولكن علدى المسدتوى القلبد ‪ ,‬ولده أن ترظدر فد المدا ة قدم (‪ 15‬التد تراولدت‬
‫الحقوق اهقتصا ية ‪ ,‬وا تبرز الواجب علدى ثدل رسدلم فد التغاردل ردع المدال ‪,‬‬
‫وحددق هللا تغددالى ف د المددال والمرهيَّددات الرددرعية الت د حررهددا هللا ‪ -‬عددز وجددل ‪-‬‬
‫وثي ية البيع ‪ ,‬والره عن اهحتكا وعن التط يف ‪ ,‬وعن الغدن ‪ ,‬وعدن الربدا ‪,‬‬
‫اددذع ثلهددا واجبددات ددرعية واجبددة علددى ثددل رسددلم قبددل إبددراز جانددب الحقددوق‬
‫المرجوة له ؛ أ ‪ :‬أن ررطق اإلسالم ف ترمية الردغو بالمسدئولية عدن المسدلم‬
‫ف وفاعه بحق هللا ‪ -‬عز وجدل ‪ -‬ثدم حقدوق الغبدا ‪ ,‬وبغد ادذا يبحدث عدن حقوقده‬
‫او ‪ ,‬بمغرى أنه ه يكدون أنانيدا وه از واجيدا فد تصدرفاته وأفغالده ‪ ,‬وإنمدا يدأت‬
‫ربددد أ الحقدددوق بغددد القيدددام بالواجبدددات ‪ ,‬وأندددت سدددلمه هللا إاا لدددم تدددد ِ الواجبدددات‬
‫المرو ة به رعيا فكيف له أن تطالب بالحقوق ؟ أ ‪ :‬أن الحقوق فد اإلسدالم‬
‫‪- -481‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ليست حقوقا رجر ة ثابتة يرالها ثدل إنسدان ‪ ,‬وإنمدا اد رربو دة بجاندب تكلي د‬
‫س ُك ْم ) [اإلسدراا‪ , ]7:‬وقال تغدالى‬
‫اكذا قال هللا ‪ -‬عز وجل ‪ْ ِ ( -‬ن أ ْحسرت ُ ْم أ ْحسرت ُ ْم َِن ُ ِ‬
‫اإل ْحس ُ‬
‫ان ) [الرحمن‪.]60:‬‬
‫ان إِ َّه ْ ِ‬
‫اإل ْحس ِ‬
‫‪ ( :‬ا ْل جزاا ْ ِ‬
‫‪ -4‬أحسن اإلعالن اإلسالر اَول صرغا ‪ ,‬عر را خصَّد رجموعدة ردن‬
‫البرو المهمة ف الما تين قم ( ‪ 19‬و ‪ 20‬ف حدق برداا اَسدرة حيدث تدرى ‪-‬‬
‫سددلمه هللا وأعددزن ‪ -‬اإل ددا الرددرع للددزوا وواجبددات الددزوجين ‪ ,‬وحقوقهمددا‬
‫والمسددددئولية اَسددددريهة تجدددداع اَبردددداا ‪ ,‬والحقددددوق المتبا لددددة والمرددددترثة بددددين‬
‫الددزوجين ‪ ,‬اددذع الت اصدديل المهمددة الت د تضددب حرثددة اَسددرةح والت د تقلددل رددن‬
‫حاهت الطالق رن ناحية ‪ ,‬وتجغل الرجل رسدئوه عدن عيتده وإن اقده علدى أالده‬
‫وأوه ع لدديس ت ه‬
‫صددال رردده ‪ ,‬وإنمددا اددو واجددب ددرع عليددهح ورددن ارددا تتددوازن‬
‫الحقوق رع الواجبات ‪ ,‬فإاا لب الرجل أو المرأة حقدـا را يدا ؛ فدإن اردان واجبدا‬
‫رعيا رقابال لهذا‪.‬‬
‫واذا الذ جغل المجتمغدات الغربيدة أثيدر اسدتقرا ا وتماسدكا وتالحمدا ردن‬
‫غيراددا رددن المجتمغددات ؛ َن الباعددث الدد ير ‪ ,‬عردد را يسدديطر علددى تصددرفاترا‬
‫س د ْبت ُ ْم أن ت د ْ ُخلُواْ‬
‫وأفغالرددا ‪ ,‬فإندده يجغددل للحيدداة غمددا جمدديال ورذاقددـا يبددا ( أ ْم ح ِ‬
‫اّللُ الَّذِين جاا ُواْ ِرر ُ‬
‫ْالجرَّة ولمَّا يغْل ِم ه‬
‫ك ْم ويغْلم الصَّا ِب ِرين ) [آل عمران‪.]142:‬‬
‫‪ -5‬يبدد و لدده جليددا عظمددة اددذا الدد ين وترددريغاته رمددا أبددرزع اإلعددالن‬
‫الغالم ف المدا ة قدم (‪ 14‬واد تبدرز واجدب المسدلم فد أن يبلدغ دريغة هللا‬
‫بما يستطيع ‪ ,‬وأن يأرر بالمغروف ويرهى عدن المركدر ‪ ,‬وادذع رسدئولية درعية‬
‫إاا لم ي غلها ؛ فإنه يقع ف إثم رع ‪ ,‬واذا ليس له رقابل ف اإلعالن الغالم‬
‫لحقوق اإلنسان ‪ ,‬واذا ليس عجيبا فهذع أرو تميل عاعم ف اذا ال ين الحريدف‬
‫‪ ,‬وسمات اَردة اإلسدالرية التد ه تكدون أردة إه بداَرر بدالمغروف والرهد عدن‬
‫المركر ‪.‬‬
‫‪- -482‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واإل ددا ال ُمددرظم لهددذع اآل اب الرددرعية ف د حددق ال د عوة ‪ ,‬والددبالغ لدديس‬
‫عرواعيا وه رطا يا ‪ ,‬وإنما اران جانب فقه ف أ ب ال عوة يسدمى فقده اَردر‬
‫بالمغروف ‪ ,‬والره عن المركر ؛ أ ‪ :‬أن له او اآلخر ضدواب درعية ‪ ,‬أسدس‬
‫علماا ال قه واَخالق ف بيانها وليس خافيا أن اذع الت اصيل ليس لهدا رقابدل ‪,‬‬
‫ه ف اليقافة الغربيدة وه فد المما سدات الغربيدة ‪ ,‬وه فد اإلعدالن الغدالم بدل‬
‫يغجب اإلنسان لكيرة الت اصديل الردرعية و قتهدا و وعتهدا فد ثدل خدا ر ٍة تدأت‬
‫على اان اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ -6‬غددم وجااددة اددذا اإلعددالن اإلسددالر ‪ ,‬واتسدداع رددوا ع ‪ ,‬وأندده ق د م‬
‫الضواب الحاثمة للحقوق وبغا الواجبات غير أنه لدم يبدرز عاقبدة ردن ي دالف‬
‫اذا السلون واذع اآل اب ‪ ,‬فميال ف الما ة السابغة ( حق الحماية رن التغدذيب‬
‫الكالم ارا جميل عن تحدريم التغدذيب درعا وأو نصوصدا ردن السدرة الردري ة‬
‫علدددى تحدددريم الددده غيدددر أنددده أغ دددل عقوبدددة الدددذين يغدددذبون الرددداس ‪ ,‬ويرتهكدددون‬
‫خصوصددديَّاتهم ‪ ,‬وأعراضدددهم بحكدددم السدددلطة أو القدددانون أو المرصدددب أو المدددال ‪,‬‬
‫ولكن را حكدم اددها ردن الراحيدة الردرعية ؟ وردا حكدم ردن يتغسد ون فد تر يدذ‬
‫القوانين أ رن القوانين ن سها ؟ ورا عاقبة رن يتجاوزوا الصالحيَّات المقر ة‬
‫لهم ‪.‬‬
‫ثل اذع الرقا ثان رن المهم ج ا ردن بداب الوفداا بالموضدوع أن يتغدرُ‬
‫لها اإلعالن اإلسالر ؛ خاصة أن اران نصوصا رعية صحيحة ‪ ,‬تغيدث له تده‬
‫ف ثل اَسئلة الت رحتها وإاا أ نا تغميم اذع الملحورة على ثيير ردن بردو‬
‫وروا اذا اإلعالن سدرج اا روجدو ة ‪ ,‬واد الملحوردة ااتهدا التد أ درنا إليهدا‬
‫ف تغقيبردا علدى اإلعدالن الغدالم لحقدوق اإلنسدان ويُحد ِت ه ُم اإلنصداف أن نبدرز ردا‬
‫نغتق ع أنه حق حتى لو ثان ُررا ‪.‬‬
‫‪- -483‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫واذا ي عونا إلى إعا ة الرظر فد توفيدة اإلعدالن اإلسدالر بدبغا المدوا‬
‫اَخدددرى ‪ ,‬التددد تيبدددت التجدددا ب اليوريدددة وحاجدددات الغصدددر ورسدددتج اته ورددد ى‬
‫الحاجة إليها ‪ ,‬و بما يكون اذا الموضوع ‪ -‬ب ضل هللا تغدالى ‪ -‬اسدة رسدتقبلية‬
‫لرا ف إ ا البحث عن ال قة والرمولية والتكارلية لكل را او إسالر ‪.‬‬
‫‪- -484‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -485‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الخا مـــــة‬
‫الملخــص‬
‫النتائج ال امـــة‬
‫التوصيــات‬
‫‪- -486‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪- -487‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ال اتمـــــــــــــــــــــة‬
‫خاتمة الكتاب ح ورا توصل إليه رن نتاعج ح وتق يم توصديات تتصدل بدر ى‬
‫رستقبلية ح حول اسة حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أوه ‪ -‬ال اتمة ورل‬
‫الكتاب ف نقا‬
‫عيسة‪:‬‬
‫‪ -1‬عر اإلسالم بالوح ة اَسرية واإلنسدانية ح وأبدرزت الردريغة الده ح‬
‫ف ير بر اإلنسان عر خالقه ‪ :‬ام أثيدرام ن غدا لهدذع اَسدرة ح عمدال بقولده ‪: $‬‬
‫”ال لق ثلهدم عيدال هللا ح وأحدبهم إليده أن غهدم لغيالده“ فالقيمدة اإلنسدانية للرداس‬
‫جميغا أنهم ثلهم سوااح والت اضل ف اإلسالم بحسب اَعمال ح ثما قال تغدالى ‪:‬‬
‫ل جات ِ هرمَّا ع ِملُوا ) [اَحقاف‪]19:‬‬
‫( و ِل ُك ٍ ه‬
‫وقد حمددى اإلسددالم اددذع الوح د ة ح و صددية المسددلمح فددال يجددوز تغريضدده‬
‫ل طرح أو ضر يتغرُ له ح عمال بالح يث الربو الرريف‪”:‬المسدلمون تتكافدأ‬
‫را ام“ (‪. 1‬‬
‫لهذا فإن ثل فكر ح أو ترريع ح أو تقرين ح يسوغ الت رقة بدين اَفدرا علدى‬
‫أساس الجدرس ح أو المغرفدة ح أو اللدون ح أو الد ين ؛ إنمدا ادو رصدا ة ربا درة‬
‫لهددذا المب د أ اإلسددالر ال لق د الغظدديم الددذ رددرح لإلنسددان ح وتجلددت فيدده صددو‬
‫التكريم رن الرا ع الحكيم جل وعال ‪.‬‬
‫‪ -2‬تم التأثي على أن المرأة قبل اإلسالم لم يكدن يغتدرف أن لهدا حقوقدا ؛‬
‫إا ثانددت رحتقددرة حبيسددة الج د ان عر د اليونددان ح ورحرورددة رددن حددق اختيددا‬
‫زوجها ح ورن اإل ح فلم يغترف لها الروران بأية حقدوق ؛ فهد تحدت وصداية‬
‫اَب حتى يتم زواجها ح فإاا تزوجت ثاندت تحدت وصداية الدزو ‪ ,‬وفد المجتمدع‬
‫اليهو‬
‫المرأة عر ام نوع رن اللغرةح َنها أغوت آ م ‪a‬؛ فأخرجته رن الجرة‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه اإلمام أحمد ‪.‬‬
‫‪- -488‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أرا عن وضع المرأة ف الجزيرة الغربية قبل رهو اإلسالم ؛ فكانت أسدوأ‬
‫رن اله ؛ إا تغتبر عدا ا يجدب الدت ل ررده ح وقد أوضدح الده القدرآن الكدريم ح‬
‫فقددال تغددالى‪ ( :‬وإِاا بُ ِ ه‬
‫ظدديم «‪»58‬‬
‫رددر أح د ُ ُا ْم ِبدداَُنيى ر د َّل و ْج ُه دهُ ُر ْ‬
‫سددو ا و ُاددو ث ِ‬
‫ُوا را بُ ه‬
‫ون أ ْم ي ُ ُّ‬
‫ب أه‬
‫رِر ِب ِه أيُمْ ِ‬
‫يتوا ى ِرن ْالقوْ ِم ِرن س ِ‬
‫سهُ ِف التُّدرا ِ‬
‫س ُكهُ على ُا ٍ‬
‫ساا را ي ْح ُك ُمدون «‪[ ) »59‬الرحدل] وفد الدرظم ال رنسدية ثدانوا يردكون فد إنسدانية‬
‫المرأة ؛ إا عق وا ردتمرا عام (‪1586‬م لبحدث روضدوع المدرأة ح وردا إاا ثاندت‬
‫تغ إنسدانا أو ه تغد إنسدانا ح وبغد الرقدان والحدوا قدر وا باإلجمداع أن المدرأة‬
‫إنسددان ح ولكرهددا ر لوقددة ل رددة الرجددل ح أثبددت ال رنسدديون المرددا ون بددـ"حقوق‬
‫اإلنسددان" إنسددانية الم درأة تلدده اإلنسددانية المرددكون فيهددا حتددى عددام (‪1586‬م ح‬
‫وإن لم يتبرواا ثارلة ح بل جغلواا تابغة خا رة للرجل ‪.‬‬
‫أرا عن الحقوق الم نية للمرأة ف الغرب ح ف " إنجلترا " بقيت الرسداا‬
‫حتددى عددام (‪1850‬م غيددر رغدد و ة رددن المددوا رين ح ورلددت المددرأة حتددى عددام‬
‫(‪1882‬م وليس لها حقوق صيةح فال يحدق لهدا التملده ح وإنمدا ثاندت المدرأة‬
‫ااعبة ف أبيها وزوجها ح وف رجال الحقوق ف اَثا يميات الغلمية والجارغدات‬
‫ددو بدددين‬
‫الغريقدددة سدددلبت حقدددوق الطالبدددات ح الددده أن جارغدددة أثسددد و " لدددم تسد ه ِ‬
‫الطالبات والطالب ف الحقوق ح وعلى وجه ال صوص ف رجال اَن يدة واتحدا‬
‫الطلبةح ورا ت َّم اله إه بقرا ص ف (‪ 26‬يوليو ‪1964‬م ‪.‬‬
‫أرا ف الرظام اإلسالر ح فق ُث ِ هررت المرأة أيما تكريم ح وتجلدت فد صدو‬
‫رتغ ة رن آيات الذثر ح وف أثير رن عرر سدو ح أباندت تقريدر ربد أ المسداواة‬
‫بين الرجل والمرأة ف اإلسالم رن حيث القيمة اإلنسانية المرترثة ح والمسداواة‬
‫ف الحقوق ح ثما صان عرُ المرأة ح و درفها ح و درع عقوبدات ا عدة لمدن‬
‫يس ا إليها ح وأث على و اا اهجتماع ح ورسدئوليتها تجداع الدزو ح والبيدت‬
‫والمجتمع ‪.‬‬
‫‪- -489‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -3‬يدددرى ثييدددر ردددن الغدددربيين والغلمدددانيين أن روضدددوع الحجددداب يبددد و‬
‫انتقاصددا رددن حددق المددرأة عرد الددبغا الددذ يددرى أن رددن حددق المددرأة ا تد اا رددا‬
‫تبغ ح ونقول‪ :‬إن اذا اَرر رتغلق بأررين ‪:‬‬
‫أوه ‪ ( -‬تحريم الغر‬
‫على ثل رن الرجال والرساا ‪.‬‬
‫ثانيدددا ‪ ( -‬فدددرُ الحردددمة والحيددداا فدددى الظهدددو بدددين الرددداس علدددى ثدددال‬
‫الجرسين ؛ حماية ل خالق الغارة ح واذا را ريز اإلنسان عن الحيدوان باصدطراع‬
‫اللبداس ؛ حمايددة لهيبتدده ح ولددذا ثددان سدتر الغددو ة أو خطددوات اإلنسددان المتحضددر‬
‫تمييزا لر سه عن الحيوانية المتوحرة ‪.‬‬
‫وقد أقددر اإلسددالم اددذع الم دداايم الحضددا ية‪ ,‬حيددث و‬
‫قوله تغالى‪ ( :‬يا بر آ م ق أنزلرا علديكم لباسدا يدوا‬
‫فد القددرآن الكددريمح‬
‫سدوااتكم و يردا ولبداس‬
‫التقوى اله خير ) [اَعراف‪. ]26:‬‬
‫ورن ثم ح رحل الغو ة للرجل والمرأة ‪ ,‬والح و ال نيا فد لباسدهما فد‬
‫الصالة والمغيرة اليورية ‪.‬‬
‫ا أن تغدرُ المدرأة جسد اا ‪ -‬ولدو بإ ا تهدا ‪-‬‬
‫فليس رن اإلنسانية ف‬
‫وت تزل ن سها رن إنسان خلقه هللا وثررده ح إلدى جسد يقضد فيده الردهوانيون‬
‫و رام‪.‬‬
‫ضداع‬
‫ويقر القرآن الكريم أن للمدرآة حدق المردا ثةح وإبد اا الدرأ فد‬
‫اُ ِ هر ْرهُمدا وترداوُ ٍ فدال جُردا‬
‫ابرها وفطاره وتربيته‪ ( :‬ف ِإ ْن أ ا ا ِفصداه عدن تدر ٍ‬
‫علي ِْهما ) [البقرة‪. ]233:‬‬
‫وتجغددل السددرة الرددري ة ل د م أيددا ف د زوا براتهددا " آرددروا الرسدداا ف د‬
‫بردداتكم " وتجغدل الددرأ اَخيددر للبرددت ن سددها " البكددر تسددتأان وإانهددا صددمتها ‪,‬‬
‫‪- -490‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والييب أحق بر سها " اذا باهضافة الدى رظداار اهسدتقاللية اهقتصدا يةح التد‬
‫تتمتع بها المرأة ف الترريع اإلسالر ‪.‬‬
‫‪ -4‬اران بغا المالحظات التد يييرادا المردككون علدى رسداواة المدرأة‬
‫ف الحقوق للرجال ف ريغة اإلسالم ح واذع الربه ترحصر ف اَرو اآلتية‪:‬‬
‫أوه ‪ -‬ع م رساواة المرأة للرجل ف نصاب الرها ة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬ع م رساواة المرأة للرجل ف الميرا ‪.‬‬
‫ثاليا ‪ -‬استئيا الرجل بإيقاع الطالق ‪.‬‬
‫ابغا ‪ -‬تغ الزوجات ‪.‬‬
‫خارسا ‪ -‬الحجاب ‪.‬‬
‫وق تراولرااا و الحم بالت صيل ف روضغها رن فصول الكتاب ؛ بحيدث‬
‫ا اددذع الرددبهات رجددال لتوضدديح ع د م اإلنصدداف ف د الح د يث عددن‬
‫يكددون ف د‬
‫الحقوق رن جانب الغرب ح الذ يبحث عمدا يغتقد ع عيوبدا ونقداع فد اإلسدالم‬
‫وا ليست ثذله ‪ -‬و الحمد ‪ -‬وادذا ردا تد َّم التأثيد عليده فد ثدل الموضدوعات‬
‫والقضايا الت تطرقت إلى ا اذع الربهات ‪.‬‬
‫‪ -5‬فددد رجدددال الحقدددوق ح وبيانهدددا ح وتأثيددد اا ح والحدددرص عليهدددا جغدددل‬
‫اإلسالم ( تحرير الرقاب رن القربات الت يتقرب بها إلى هللا ثإ غدام المسداثين ح‬
‫و عاية او القربى ح ( ورا أ ْ ان را ْالغقبةُ «‪ »12‬ف ُّه قب ٍة «‪ »13‬أوْ إِ ْ غام فِد‬
‫سددد ِكيرا اا رتْربددد ٍة «‪[ ) »16‬البلددد ]‬
‫سدددغب ٍة «‪ »14‬يتِيمدددا اا ر ْقربددد ٍة «‪ »15‬أوْ ِر ْ‬
‫يدددوْ ٍم ِا ر ْ‬
‫وث ا ة اليمين الحانية إ غدام عردر رسداثين ح أو تحريدر قبدة ‪ ,‬وث دا ة الظهدا‬
‫لمددن أ ا أن يرجددع إلددى زوجدده ب د ايتها تحريددر قبددة ‪ ( :‬والَّ دذِين يُظددا ِا ُرون ِرددن‬
‫ير قب ٍة ِ هرن قبْد ِل أن يتماسَّدا ) [المجا لدة‪ , ]3:‬وردن‬
‫ِنهسا ِع ِه ْم ث ُ َّم يغُو ُون ِلما قالُوا فت ْح ِر ُ‬
‫أفطر فد نهدا رضدان ؛ فغليده ث دا ة فهدذع الك دا ة فيهدا تحريدر قبدة ح واكدذا‬
‫َّ‬
‫غب اإلسالم ف تحرير الرقابح وجغلها ث ا ات ‪ ,‬وأجزل هللا اليدواب لمدن يغتدق‬
‫قبة ‪ ,‬وجداا فد الحد يث الردريف‪ ” :‬ثالثدة لهدم أجدران‪ :‬جدل ردن أادل الكتداب‬
‫‪- -491‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫آرن بربيه ح وآرن بمحم ح والغب المملون إاا أ ى حق هللا ح وحق رواليه و جدل‬
‫ثانددت لدده أرددة ؛ فأ بهددا فأحسددن تأ يبهددا وعلمهددا فأحسددن تغليمهددا ح ثددم أعتقهددا ؛‬
‫فتزوجها فله أجدران “ وجداا فد الحد يث أيضدا ” أيمدا جدل اعتدق اردرا رسدلما‬
‫استرقذ هللا بكل عضو رره عضوا رن الرا “ ‪.‬‬
‫‪ -6‬خل الكتاب إلى إبراز أام الحقوق اهجتماعيدة فد اإلسدالم ح والده‬
‫ف د ع د م التمييددز ف د الكرارددةح وف د الحقددوق اَساسددية رددا بددين إنسددان وآخددر ؛‬
‫بسدددبب الغدددرق ح أو الجدددرس ح أو الرسدددب ح والرددد اا بوحددد ة اَسدددرع اإلنسدددانية ح‬
‫واإلعالن بأن خير بر اإلنسان عر هللا ادم أثيدرام ن غدا لهدذع اَسدرة ح وحرردة‬
‫وحصانة البيت المسلم ح وحماية حرية اإلنسان ف ررزله ح عمدال بقولده تغدالى ‪:‬‬
‫( يا أيُّها الَّذِين آررُوا ه ت ْ ُخلُوا بُيُوتا غيْدر بُيُدوتِ ُك ْم حتَّدى تسْتأْنِسُدوا وتُس ِدله ُموا علدى‬
‫أ ْا ِلها ) [الرو ‪.]27:‬‬
‫‪ -7‬فرُ اإلسالم الحجر الصح ف حاهت اَردراُ المغ يدة رردذ أثيدر‬
‫رن أ بغة عردر قرندا ؛ والده ربالغدة فد حمايدة الصدحة الغاردة عمدال بقولده ‪: $‬‬
‫” إاا سمغتم بالطاعون بأ ُ ؛ فال ت خلوا عليهاح وإاا وقدع وأندتم بدأ ُ ؛ فدال‬
‫ت رجوا ررها “ (‪. 1‬‬
‫‪ -8‬وف اإل دا ااتده ردن الرقدا المهمدة التد توصدلرا إليهدا ب ضدل هللا ‪-‬‬
‫عز وجل ‪ -‬رن خدالل التأردل فد الحقدوق اهقتصدا ية ح أن اإلسدالم يقدر الملكيدة‬
‫ال ر ية لإلنسان ح وتمكين الماله رن سلطة التصدرف للرد ا ح واهسدت ا ة ررده‬
‫وفددق الضددواب الرددرعية ح وأبرزنددا ثراايددة الرددريغة اإلسددالرية تك د يس المددال‬
‫بأيد فئددة رددن الردداس ح ورددن رقاصد الرددريغة أن يكددون المددال ولددة بددين اَرددة‬
‫اإلسالرية وفق نظام رحكم ف التغارل رغه ح ثذله أبرزندا الغقوبدات التد أقرتهدا‬
‫الرددريغة لمددن يغت د علددى رلدده غيددرع ح وثمددة ضددواب وقيددو لحددق الملكيددة ح‬
‫وثوابت وقيو لحق الغمل ح وا رن اَامية بحيث سرغرُ لها إجمداه ح حيدث‬
‫(‪ )1‬مسند اإلمام أحمد ‪.‬‬
‫‪- -492‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫جغل هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬لإلنسدان وقتدا لطلدب المغدان ح والحدث علدى السدغ لطلدب‬
‫المغان ف اَ ُ ح والتحذير ردن أثدل حقدوق الغمدال ح وحريدة الغمدل ح واإلان‬
‫بالغمل ف وقت الحج ‪.‬‬
‫‪ -9‬تضددمرت الرددريغة اإلسددالرية المق سددة أحكارددا وسددررا وآ ابددا ح ترددتظم‬
‫سدداعر رراحددل حيدداة اإلنسددان ح ررددذ أن تددرى عيرداع الرددو ح وإلددى آخددر حياتدده ح ه‬
‫سيما الجانب الحقدوق الدذ ررده حقدوق اإلنسدان اهقتصدا ية ح وقد أوفدت علدى‬
‫الغاية رن اذع الحقوق ح بحيث أوجبت على الحداثم اإلسدالر ح وألزرتده بتدوفير‬
‫ال د ا ح ون د الحررددان ح وركافحددة الجهددلح وفددرُ التغل ديم ح واحتددرام أرددوال‬
‫الردداس و ردداعهم وأعراضددهم ؛ بحيددث اعتبددر اإلسددالم اددذع اليالثددة ( اَرددوال ح‬
‫ا علدى الرداس ح رمدا يلدزم بصديانتها ح وح ظهدا‬
‫وال راا ح واَعراُ أ‬
‫رن أ تصرف ح أو ت خل رن قبل أ أحد رهمدا أوتد ردن سدلطة وقد ة ؛ فمدن‬
‫قتل إنسانا واح ا بغير انب ؛ فكأنما قتل الراس جميغاح وإن اما رن الربا يغ ل‬
‫سبغين زنية ثلها بذات رحرم ح ورن أثدل ديئا ردن ردال اليتديم ح فإنمدا أ خدل فد‬
‫بطره ندا ا وسيصدلى سدغيرا ح وثدذله بالرسدبة إلدى سداعر اَردوال ح رمدا تدواترت‬
‫اآليات والروايات ف ام ال اعل وته ي ع ح واكدذا بالرسدبة إلدى ‪ -‬اتده الغدرُ ‪-‬‬
‫حيث اعتبر الرا ع أن حررة المدرن أعظم رن حررة الكغبة المررفة‪.‬‬
‫‪ -10‬رن الرقا المهمة الت يربغى إبرازاا ف رجال حقوق اإلنسدان ح أن‬
‫الرددريغة اإلسددالرية اتسددمت بسددمة التسددارح بددين أبراعهددا ح ورددع أبردداا ال د يانات‬
‫اَخرى ح ولم نسمع بتا ي اإلسالم الممت عبر أثيدر ردن أ بغدة عردر قرندا عدن‬
‫تص د ية اع يددة فغلهددا المسددلمون ؛ لكررددا سددمغرا و دداا نا أصددرافا رددن الغددذاب‬
‫والقددذف ح والته ي د والترددري ح الت د توصددف بأنهددا انتهددان لحقددوق اإلنسددان ح‬
‫وسدددلبه ردددن أ ضددده ح وسدددلب أ ضددده ررددده ح ثمدددا حددد ردددع تصددد ية المسدددلمين‬
‫"البو رانين" سكان "بو را" أو عن تطهير عرقد ح ثمدا حد فد "البوسدرة‬
‫والهرسه" على أي الصرب ح أو ثما نج ردن بطدن الصدهايرة َالردا و دغبرا‬
‫‪- -493‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ف فلسطين ولبران وحصا غزة ح وغيدر الده رمدا يوصدف بأنده تجداوز لحقدوق‬
‫اإلنسان على ررأى ورسمع رن الغالم ثله‪.‬‬
‫‪ -11‬يدددرو المغرضدددون بغدددا الملحوردددات حدددول حقدددوق اإلنسدددان فددد‬
‫اإلسددالم ح ويغتبددرون أن الرددريغة اإلسددالرية تضدديق علددى غيددر المسددلمين فدد‬
‫الحجاز فى حرية الترقل رما يُغ ُّ رن وجهة نظرام انتهاثا لحقدوق اإلنسدان حيدث‬
‫ه يسمح لهم ب خول ركة المكررة ح أو الم يرة المرو ة ‪.‬‬
‫ويمكن الر بأن ركة والم يرة لهما ق اسة خاصة عر المسلمين بما يدد‬
‫فيهمددا رددن رردداعر وجددب المحافظددة عليهددا ؛ نظددرا لكيددرة زوا اددا رددن جهددة ح‬
‫وح ارددا عليهددا رددن جهددة أخددرى حتددى ه تح د رواجهددات بددين المسددلمين ورددن‬
‫يغتبددرونهم خددا رل دة اإلسددالم ؛ والدده إنمددا ثددان حرصددا علددى احددة الردداس ح‬
‫و مأنيرتهم أثراا تأ ية المراسه والزيا ة ‪.‬‬
‫ولذا يقول هللا تغدالى‪ ( :‬إِنَّمدا ْال ُم ْ‬
‫ْدج ْالحدرام‬
‫رد ِر ُثون نجدس فدال ي ْقربُدواْ ْالمس ِ‬
‫ار ِه ْم اـذا ) [التوبة‪. ]28:‬‬
‫ب ْغ ع ِ‬
‫ثما أن الحرص على بغدا اَرداثن ح و عايتهدا ح و قابتهدا قابدة خاصدة‬
‫يجوز ح وثده فد أرداثن وأبريدة أخدرى نيويدة ( ثالبيدت اهبديا ح والكدررلين ح‬
‫وقصو الر ساا ح وربان الدوزا اتح والهيئدات فمدا بالده بأرداثن و ت فيهدا‬
‫أحا يث ت عوا ؛ لصيانتها وأه ي خلرها ثافر أب ا ‪.‬‬
‫‪ -12‬رن الرقا المهمة الت أبرزاا الكتاب ‪ :‬التأثي على حق اإلنسدان فد‬
‫الغلم ح وفى التغليم وف اختيا نوعية التغليم ح وأن يتمتدع ب درص رتسداوية ردع‬
‫غيرع رن أفرا المجتمع ف تلق الغلم إلى أقصى ح و ع ‪.‬‬
‫وتكتسب حرية التغليم أاميتها البالغة ؛ َنها تتصل اتصاه ربا را بالغ يد‬
‫رددن الحريددات اَخددرى ح فهد تتصددل بحريددة التجددا ة ح واهسددتيما حيرمددا تتغلددق‬
‫بحرية فتح ر سدة خاصدة ؛ للقيدام برردر الغلدمح وبهد ف الدربح أساسدا ح ولديس‬
‫‪- -494‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫به ف نرر التغليم رجر ا ؛ أ ‪ :‬أنها تتغلق بالمسألة اهقتصا ية ردن جهدة حريدة‬
‫المرروعات عمورا ح واد تتصدل بحريدة " الضدمير واهعتقدا " حيرمدا تتغلدق‬
‫بضدددرو ة عددد م فدددرُ اعتقدددا رغدددين علدددى الرا دددئة ؛ فتصدددبح المدسسدددة اددد‬
‫المهيمرة على برارجها ح وا تتصل أيضدا بحريدة الدرأ والتغبيدر حيرمدا يتغلدق‬
‫اَرر برقل اَفكا ل خرين ح وبحرية الغارلين ف المدسسدات التغليميدة فد بدث‬
‫أفكا ام ‪.‬‬
‫وف اإل ا ااته أبرزنا حق اإلنسان ف التغليم ف اإلسالم ردن خدالل عد ة‬
‫نقا أامها ‪ -:‬الترغيب ف التغليم ح ت صي أوقات للمتغلمدين ح تحدريم ثتمدان‬
‫الغلم ح تغلديم اَادل ح حدق اإلنسدان فد التغلديم ح ورغرفدة الحدق ح سددال المدتغلم‬
‫ورراقرته لري ه ‪.‬‬
‫ثما أبرزنا ع ة نقا رهمة ف اذا الباب ورن أامها ‪ -:‬تحريم لدبس الحدق‬
‫بالبا ددل ح تحددريم ثتمددان الحددق ح فددتح بدداب اهجتهددا ح وأجددر المجته د ح ددريغة‬
‫المراررة والمجا لة ؛ هقارة الحجة لبيان الحق ‪.‬‬
‫‪ -13‬ردددن رد دددرات " التسدددارح فددد اإلسدددالم " إلغددداا الطبقيدددة والتمييدددز‬
‫الغرصر ح روضحا أن التا ي يكرف فد ر تلدف الغصدو ح ور تلدف اَرداثن‬
‫عن وجو راارتين ف الغالم اإلسدالر ح وامدا ‪ :‬إلغداا الطبقيدة فد المجتمدع ح‬
‫وررح اَ يان وأتباعها الحرية ف اهعتقا والغبدا ة ح والتمتدع بدالحقوق الم نيدة‬
‫بصو ة ه تمرحها أ ولة ح يية ل قليَّات الموجو ة بها ‪.‬‬
‫وقد انتبدده عد رددن ثتدداب الغددرب لهددذع القيمددة اإلنسددانية رددن قدديم اإلسددالم‬
‫وأ ا وا بها ح ورن الده ردا اادب إليده المستردرق البريطدان " جيدب " ردن أن‬
‫ل ى اإلسالم تقلي ا اعغا رن التغاون والت داام بدين ر تلدف اَعدراق ح وه يوجد‬
‫رجتمع آخر ثاإلسالم ح ثان له ريل سجله ف الرجدا فد أن يوجد المسداواة فد‬
‫المرثز اهجتماع ح وال رص ف الغمل والرجدا ح بدين ريدل ادذا الغد والتردوع‬
‫رن اَجراس البررية ‪.‬‬
‫‪- -495‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ويوج فد اإلسدالم قبدول التغ يدة اليقافيدة ؛ حيدث إنده فد الد ول الح ييدة‬
‫تسددو فكددرة رب د أ السدديا ة ؛ ولددذا فل ديس رددن الممكددن أن تمددرح ال ولددة الح ييددة‬
‫اَقليَّددات فيهددا رددا ررحدده اإلسددالم ف د عصددو ع الم تل ددة رددن حريددا ٍ‬
‫ت ح وحقددوق‬
‫ل قليددات ال اضددغة لسددلطان المسددلمين الت د تغترددق أ يانددا وثقافددات ر ال ددة فق د‬
‫تمتغددت اَقليددات ف د رددل سددلطان اإلسددالم بالحريددة الكارلددة ف د رما سددة يرهددا‬
‫وعبا تها ح وف استمرا اا ف است ام لغتها وعا تهاح و رق تربية أبراعها ‪.‬‬
‫‪ -14‬المب أ الذ يرتكز عليه ررهج الحضا ة الغربية ف الغالقات ال وليةح‬
‫ه ي تلددف عددن المب د أ الددذى يحكددم سددلون قطدداع الطريددق ح أو عصددابات الجريمددة‬
‫المرظمة ح بل سلون الحيوانات ف الغابة ح ردث ا أن ررهج اإلسالم فد الغالقدات‬
‫ال ولية ي تلف عن ردرهج الحضدا ة المغاصدرة اختالفدا ثليدا ؛ إا يدرفا اإلسدالم‬
‫رن الب اية أن تبرى الغالقات ال ولية علدى المصدلحة الو ريدة أو القدوةح وي درُ‬
‫أن تبرددى علددى الغ د ل والقددوة اإللزاريددة لالت اقيددة ف د ضددوا رددا اددو رغددروف أن‬
‫اهت اقات بين ال ول ا المص الرعيس للقانون ال ول ‪.‬‬
‫‪ -15‬ف تأصيلرا ف جانب الحقوق أبرزنا أن الحضا ع الغربيدة المغاصدرة‬
‫تقوم على ثاعز فكرية رمد و ة الجدذو إلدى عهد " اليوندان والروردان " وردن‬
‫سمات ال كر الغرب ح وخصاعصه اذع السمات ال مس وا ‪:‬‬
‫ع م الوضو فد رغرفدة اَلوايدة ح الرزعدة الما يدة ح الرزعدة الغلمانيدة ‪.‬‬
‫الصدددراع بدددين اإلنسدددان ون سددده ح وبدددين اإلنسدددان والطبيغدددة ح وبدددين اإلنسدددان‬
‫واإلنسان ح اهستغالا على اَخرين ‪.‬‬
‫ورن باب اإلنصداف ح أن نقدول‪ :‬إن الحضدا ة الغربيدة ه ت لدو ردن جواندب‬
‫إيجابية ن غت البررية ح ثما أن لها آثا ا إيجابية تلتق فيهدا ردع جواندب رردرقه‬
‫رن الحضا ة اإلسالرية ح والمتأرل ف اذع الجوانب المررقة سيرى أنهدا تتغلدق‬
‫بالوساعل ح واَ وات الح يية المبتكدرة الراعغدة التد يسدت رها اإلنسدان ح واد‬
‫سال او ح َّين يمكدن أن تسدتغمل فد ال يدرح وأن تسدتغمل فد الردر ح وتقدا ب‬
‫‪- -496‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الغالم الذ عبدروا عرده بالقريدة لديس خيدرا رحضدا ح بدل بمدا جلدب و ااع درا‬
‫ثييرا ح فهذع حضا ة الوساعل واآلهت ح ه حضا ة المقاص والغايات ‪.‬‬
‫أرددا الجوانددب السدديئة ف د الحضددا ة الغربيددة فه د تلدده الت د ه تت ددق رددع‬
‫التغددداليم ال يريدددة ح واَخالقيدددة ال اضدددلة ح والمبدددا اإلنسدددانية المردددبغة بهدددذع‬
‫التغدداليم ح وتلدده اَخددالق ح واد التد تهد الحضددا ة اإلنسددانية بددأوخم الغواقددب‬
‫وتتسددبب ف د اَزرددات والرزاعددات والتطاحرددات ح وت دذث الصددراع بددين ال د ول ح‬
‫وتقو الردر فد برد البردرح وت سد تقد م الغلدوم والمغدا ف ح واز ادا اآل اب‬
‫وال رون ح وتقوُ عاعم الحضا ة رن اَساس ‪.‬‬
‫وأثبتدت الحضددا ة اإلسددالرية عبددر عصددو اا المتطاولددة ح وخددالل و اتهددا‬
‫المتغاقبددة أنهددا حضددا ة رتج د ة ح تسدداير المتغيددرات ح وتتكيددف رددع التطددو ات ح‬
‫وتر تح على الحضا ات اإلنسانية جميغدا ح وقد عدرف المسدلمون برداة الحضدا ة‬
‫اإلسالرية فكدرة التقد م التد اد رحتدوى التجد المسدتمرح والتج يد المتواصدل‬
‫وأسهموا ف تأصيلها ح وعملوا على تجسدي اا فد حيداتهم الغمليدة ح ولمَّدا خدل‬
‫الغددالم اإلسددالر ف د ددو التراجددع الحضددا ح ونك د المسددلمون عددن الغمددل‬
‫ب كرة التق م الت ا رن صدميم المبدا اإلسدالرية ح انغكدس ادذا الوضدع علدى‬
‫الحضدددا ة اإلسدددالرية ح فتقلصدددت راللهدددا ح وضدددغ ت آثا ادددا ؛ ولكرهدددا احت ظدددت‬
‫بغراصراا ح ولم تردل تقلبدات الد ار ردن خصاعصدهاح بحيدث ثدان وضدع الحضدا ة‬
‫اإلسدددالرية انغكاسدددا َوضددداع المسدددلمين فددد الغدددالم ح علدددى اعتبدددا أن اَردددة‬
‫اإلسالرية ا صانغة الحضا ة اإلسدالرية وحاضدرتها ح فدإن تراجغدت اَردة عدن‬
‫خ د التق د م ح وضددغف ددأنها ثددان التراجددع والضددغف رصددير حضددا تها ‪ ,‬وتلدده‬
‫قاع ة رطر ة ؛ َنها رن سرن هللا ف الكون ح ه سبيل إلى تب يلها ‪.‬‬
‫‪ -16‬وأخيرا ح يربغ أن نقر رجموعة رن الحقاعق الت توصَّلرا إليها ف‬
‫باب المقا نة بين حقدوق اإلنسدان فد اإلسدالم والغدرب ح خاصدة فيمدا يتغلدق فد‬
‫المقا نة بين اإلعالن اإلسالر لحقوق اإلنسان ح وبين اإلعالن الغالم ‪.‬‬
‫‪- -497‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ولق صمم الميياق الغالم لحقوق اإلنسان ؛ ليكون على المستوى ال ول‬
‫رمددا يوقغدده فدد رحددااير ح يلددزم اإل ددا ة إليهددا فلددم يهددتم اددذا المييدداق بمغاندداة‬
‫الرددغوب ح واعتبددر الدده أرددرا اخليددا يجددب ع د م الت د خل فيدده ح واتبددع ف د تقددويم‬
‫السلون ال اخل رغيا سياسة اَرر الواقع ح فالرظام الحاثم ف أ ولة رسئول‬
‫عددن تغريددف حقددوق اإلنسددان ح وتطبيددق رددا يردداا ررهددا ون تدد خل رددن الغددالم‬
‫ال ا ج ‪.‬‬
‫وفد اتجدداع رغدداثس تمارددا ح قددام رييدداق حقددوق اإلنسددان بتوسدديع الد اعرة ح‬
‫حتى صممت ربدا حقدوق اإلنسدان بتجاادل تدام للردغوب الم تل دة ح وأصدبحت‬
‫اذع المبا سالحا فتاثا يست ره المسدتغمرون الجد ح للضدغ علدى الردغوب‬
‫المستضغ ة ح ويبر ون بها ثل رظاار اهعت اا ح والتجويع ح والقهر ‪.‬‬
‫وبغكددس التصددو الغرب د لحقددوق اإلنسددان ح فددإن اإلسددالم يرظددر إلددى اددذع‬
‫الحقددوق ثحددق لر ريددين رسددتم ٍ رددن إ ا ة هللا ‪ :‬وحكمتدده وترددريغه ح وت ضددله‬
‫علدديهم ح فهددو يبغ د عددن الما يددة ح أو ضددمير الجماعددة ح فددالمحتكم ارددا لدديس رددا‬
‫يري ع اإلنسان بل را قر ع هللا ‪. :‬‬
‫فالم هوم المغتم على ضمير الجماعة ح ه يسدتقر عبدر الزردان والمكدان ح‬
‫وه يقبل رن الجماعات والرغوب الم تل ة ؛ َن ف سن القوانين ااتية ه يمكدن‬
‫تجاوزادا فهد تحقدق رصدلحة جماعدة ون أخدرى ح وردن اردا فدال كر اإلسددالر‬
‫لحقوق اإلنسان يغتم الرريغة اإللهية ثمص لذله ح فالغ ل والمسداواة ر داايم‬
‫نسبية ه يمكن اهت اق عليها رن الرغوب ؛ ولكن الم هوم اإلسالر الرارل لهدا‬
‫ب أو أر ٍة ‪.‬‬
‫يمكن أن يُ ْقبل رن غوب اَ ُ قا بة ؛ لغ م ا تبا ه برغ ٍ‬
‫ورن أام اهنتقدا ات الموجهدة إلدى ال كدر الغربد حدول حقدوق اإلنسدان ردا‬
‫يل ‪- :‬‬
‫‪ ‬أن فكددرة حقدددوق اإلنسدددان فكددرة نسدددبية ح تغتمددد علددى ت سدددير الجهدددة‬
‫المص لها ح رما يغر اختالفها زرانا وركانا ‪.‬‬
‫‪- -498‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ ‬وجددو رواجهددة ربا ددرة بددين اَنظمددة الحاثمددة والرددغوب ؛ نظددرا َن‬
‫ربا حقوق اإلنسان تسغى لمصلحة المجتمع ض نظدام الحداثم ح وادذا ب دالف‬
‫رتقضدديات الرظددر اإلسددالر ح حيددث إن اددذع الحقددوق عارددة يتمتددع بهددا ال ددر فد‬
‫رواجهة الغيرح وليس ف رواجهة السلطة وح اا ‪.‬‬
‫‪ ‬ه تلقدددى فكدددرة حقدددوق اإلنسدددان القبدددول الغدددام ح والتأييددد المطلدددق ردددن‬
‫الرددغوب الم تل ددة ح المددا أن رص د اا قددانون بحددت ؛ َن القددانون يربددع رددن‬
‫ضددمير الجماعددة ح ولدديس رددن رصد خددا عددرهم ح ثمددا اددو الحددال وفقددا للرظددر‬
‫اإلسالر الذ يرجع ال كرة إلى إ ا ة هللا ‪ -‬تغالى ‪ -‬وأررع ‪.‬‬
‫‪ ‬لق توسغت فكرة حقدوق اإلنسدان ؛ لتردمل الحريدات المطلقدةح ثالغدا ة‬
‫والمساواة وحرية السدلون ح وحريدة المدرأة والحريدة الجرسدية ح وحدق رما سدة‬
‫الرذوا ح واذا اهتساع ف الم هوم ه تقبلة الردغوب عاردة ح ويتغدا ُ بردكل‬
‫واضح رع الم اايم ال يرية السماوية ح والم هوم اإلسالر بركل خداص ح وادذع‬
‫ال ئات تركل غالبية غوب اَ ُ ‪.‬‬
‫‪- -499‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثانيا ‪ -‬الرتاعج الغارة‪:‬‬
‫‪ -1‬حدق اإلنسدان المغاصدر اددو ردا ات دق علدى ثبوتدده لإلنسدان ح والده رددن‬
‫خددالل المواثيددق ال وليددة ح أو رددن خددالل الرددريغة اإلسددالرية ح وق د تطددو ت اددذع‬
‫الحقوق رع تطو اإلنسان على ر ى ال او واَزران ‪.‬‬
‫نا ت اليهو ية بالمحبة والحق ؛ ولكن اليهو لم يتمسكوا بمدا جداات بده ح‬
‫وأضافوا عليها را ي ي الغرصرية ح وجاا "اإلنجيل" بالسالم واَردن للبردرية ح‬
‫وأيضا أضاعها أتباعه تبع ا َاواعهم ح ثدم جداا اإلسدالم ثدافال لحقدوق اإلنسدان‬
‫رتميزا بالرظرة الرارلة والجارغة الت تقوم على الرحمة والمسداواة ح ورراعداة‬
‫حقوق اآلخرين ‪.‬‬
‫أردددا الرظدددرة الغربيدددة لحقدددوق اإلنسدددان فقددد اعتراادددا الظلدددم فددد تطو ادددا‬
‫التا ي ح وصوه لإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان الذ ترقصه القوة الملزردةح‬
‫ورن ثم ه يستطيع الح ار على اذع الحقوق ‪.‬‬
‫‪ -2‬ث ل اإلسدالم لإلنسدان حقده فد الحيداة والغقيد ة ح وثررده حيدا وريتدا ح‬
‫وررحه حرية الغقي ة وحرية الغبا ة ح وفقا لمغتق ع ح ثما رع هللا القتدال للد فاع‬
‫عن الر س ح وص المغت ين ح واو را لم تسمو إليه الرظرة الغربية بترريغاتها‪.‬‬
‫‪ -3‬الحريددة ال يريددة فد ال كددر الغربد ترطلددق رددن أن التد ين صددلة وحيددة‬
‫رحضة بين اإلنسدان وخالقده ح ه دأن لهدا بواقدع الحيداة السياسدية واهقتصدا ية‬
‫واهجتماعية ح ورا يتغلق بذله رن ترريغات وأنظمة ؛ واله ه تكداز ال ولدة فد‬
‫الغرب على المب أ الغلمان والقور ح ثمدا أن الحريدة ال يريدة تغرد عرد ام حدق‬
‫اإلنسان ف اعتراق أ ين يرداا ح وفد اإللحدا ح أردا حقدوق اإلنسدان التغب يدة‬
‫فترطلق رن قواعد درعية ه عالقدة لهدا بالحريدة ح فقد جداات الردريغة بأحكدام‬
‫ت صيلية فد أردو الغقيد ة والغبدا ات ح وأحكدام اات بغد اجتمداع تتغلدق بح دظ‬
‫يدن اإلسدالم ردن الغبدث ح وصديانة المجتمدع ردن اهنحرافدات الغقاع يدة وال كريدة‬
‫‪- -500‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الت تطرأ على بغا أفرا المجتمع ح وق تمت اسدة حقدوق اإلنسدان التغب يدة‬
‫بالرظر إلى ع م اإلثدراع فد الد ين لغيدر المسدلمين ح ثدم الرظدر فد واجدب ال ولدة‬
‫الررع ف ح ظ عقاع و راعع ال ين اإلسالر ثجزا رن رسئولية ال ولدة فد‬
‫إقارة الررع اإلسالر ح ورغالجة ال ولة لالختالفات الت تظهر بين المسلمين ؛‬
‫نتيجددة هخددتالف اهجتهددا ات ح ثددم واجددب ال ولددة إاا رددا رهددر الك ددر البددوا ف د‬
‫الغقاع رن أ فر أو جماعة ت ُ ْرسبُ إلى اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ -4‬جاا اإلسالم ليق م للبررية ر هوره الجارع ح بغ أن تدر ت دويال فد‬
‫الصراعات والم اايم الما ية ح والغجز عن التصو الكارل ح وثانت أبلغ قصو ا‬
‫عدددن التوحيددد ح وإقاردددة الغالقدددة الحقيقيدددة بدددين اإلنسدددان وهللا ‪ :‬خالقدددا و ازقدددا‬
‫( ِإيَّان ن ْغبُد ُ و ِإيَّدان نسْدت ِغ ُ‬
‫ين ) فيقدر اإلنسدان بأنده رسدت لف ‪ :‬فد اَ ُ ح‬
‫عليه أن يقوم بمسئوليته ف الغمدران ح والسدغ فد اَ ُ علدى ن دس المدرهج‬
‫الذ سمه له خالقه ‪.‬‬
‫وقددد أفددداُ القدددرآن الكدددريم فددد تصدددوير أردددر اَردددم التددد خرجدددت عدددن‬
‫رسئوليتها ال ر ية والتزارها اَخالق ح وثيف ررت ورزقت ر رمزق ح وفد‬
‫الدده عبددرة للمسددلمين ليقيمددوا حضددا تهم فدد إ ددا اإليمددان بددا ‪ :‬وبددالجزاا‬
‫اَخرو ‪.‬‬
‫‪ -5‬الحقوق السياسية ف اإلسالم ا تلده القواعد الغاردة التد تحكدم ثدل‬
‫رجتمددع رهمددا صددغر ح وتقددوم الرظددرة السياسددية اإلسددالرية علددى عدداعم الغدد ل‬
‫والرو ى والمساوة والحرية وال فاع عدن الد ين والحدق فاإلسدالم يدن الكمدال ح‬
‫جاا ليرقذ البررية رن الظلم واهستب ا وال سا والطغيان ‪.‬‬
‫‪ -6‬وضغت الرريغة اإلسالرية ريياق ا رتكارال لحقوق اإلنسان وحرياتده‬
‫ح و سددمت ح د و ا قيقددة لترظدديم عالقددة الحدداثم بددالمحكوم ح فق د لزرددت اَخيددر‬
‫(المحكوم بطاعة اَول (الحاثم را لم يدرر بمغصية ح فقد و عدن الرسدول ‪$‬‬
‫‪- -501‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫” السمع والطاعة على المرا المسلم فيما أحب أو ثرع ح ورا لم يددرر بمغصديةح‬
‫فإاا أرر بمغصية فال سمع وه اعة “ واستقبل ال لي دة اَول أبدو بكدر الصد يق‬
‫ف أول خطاب سياس له عه ال الفة بقوله‪ ” :‬أ يغون را أ غت هللا و سوله‬
‫فيكم فإن عصيت فال اعة ل عليكم “ ‪.‬‬
‫وبددذله تدددرب الردددريغة اإلسددالرية بطدددا رحكمدددا بددين الحقدددوق السياسدددية‬
‫للمسلمين ح والواجبات الررعية عليهم ح ثما تق م الرظريدة السياسدية اإلسدالرية‬
‫ثذله ع ة ضمانات للحقوق السياسية ررها را يتغلق بمسدولية ال ولة فد إقاردة‬
‫الررع اإلسالر ح وررها را يتغلق ب و الجماعات واَفرا فد ضدمان الحقدوق‬
‫السياسية للمسلمين رن أرربالمغروفح ونه عن المركر ح وال عوة إلى ال ير ح‬
‫ورحاسبة الحكام ح ونصح المسلمين وتيقي هم ح ونرر اَفكا الت تغالج دئون‬
‫اَرة السياسية واهقتصا ية بيرهم به ف الرهوُ بهم لتحمل رسئولية ال الفدة‬
‫ف اَ ُ وعما ة الكون ‪.‬‬
‫وإاا ثانت ال ول الغربية ت ع وتت داخر بأنهدا قد أنجدزت فد رجدال حريدة‬
‫الددرأ والتغبيددر رددا لددم تسددتطع بقيددة الرددغوب أن ت غلدده فددإن الرددريغة اإلسددالرية‬
‫سبقت الجميع بإقرا اذا الحق ‪.‬‬
‫‪ -7‬إن اإلسالم صرع للرقيق را لم يصرغه غيرع ح ولدو صدا ت اَردو إلدى‬
‫وجهتها وفق أرر هللا ‪ :‬را تغرضدت أجيدال ثييدرة للدبالا ح ثمدا أنده وضدع المدرأة‬
‫على بسا اهحترام والتكريم والمو ة ح فجغلهن قاعق الرجدال فد ثدل الحقدوق‬
‫والواجبات ‪.‬‬
‫‪ -8‬رب د أ المسدداواة ف د اإلسددالم أرددام القضدداا يسددتلزم وح د ة المغارلددة بددال‬
‫رحابداة أو تمييددز بغيد ا عدن اَاددواا أو المدددثرات ح والردو ى فد اإلسددالم ربد أ‬
‫جوار ح وقاع ة أساسدية فد الحكدم ح واد فدوق الده ثلده أصدل عقد ح وقد‬
‫سبق اإلسالم ف اذا الرأن الرظم الغربية ح الت ترا بحدق الردغب فد اختيدا‬
‫‪- -502‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫الحاثم ح وترجيح حكم اَثيدرين ح وحمايدة حدق اَقليدات فد المغا ضدة ح وتغد‬
‫اَحزاب ح واهنت اب واهست تاا ونحو اله ‪.‬‬
‫‪ -9‬إن هللا الحكددم الغ د ل وضددع الغ د ل ح وس د ر لدده القددوة لتحميدده ح وتقددوم‬
‫عليدده ح ه ليسددتغان بهددا لسددلب الحقددوق ح والتسددل علددى البرددر ح واددذا رددا لترددا‬
‫عليه الرريغة اإلسالرية على خالف اَنظمة الغربية ‪.‬‬
‫‪ -10‬إن اإلسددالم حدد المددرهج والطريددق ل نظمددة اهقتصددا ية السددليمة ح‬
‫وضددب ح د و اا وقوَّ رهددا ح بددل و اعددى رددن يقورددون بهددا رددن خددالل الددر علددى‬
‫حقددوق الغارددل رسددئولياته وحقوقدده ح وإن الغمددل ف د الغددرب تحكمدده الرأسددمالية‬
‫الغربية ح فهو يسير برظام ساعات الغمل ح والمكافآت ال اصة علدى قد الغمدل ح‬
‫واددذا قد يتوافددق رددع الرددريغة اإلسددالرية التد تحددا علددى ركافددأة الغارددل علددى‬
‫جه ع ‪.‬‬
‫‪ -11‬إن اإلسدددالم قددد ُ‬
‫عرِددد عرايدددة خاصدددة بددداليتيم ردددن ناحيدددة تربيتددده ح‬
‫ورغارلته ح والحرص على أرواله ح وضمان رغيرته ح ثما ُ‬
‫عرِ اإلسدالم برعايدة‬
‫أصحاب الغااات ح والرظر إلديهم ثدأفرا أسدوياا ح وقد م لهدم خد رات وتيسديرات‬
‫ثبيدددرة ح ولدددم تغدددب عدددن الردددريغة اإلسدددالرية الغدددراا نظدددرة الرفدددق والرحمدددة‬
‫بالضغ اا ح وضمان حقوقه ح وأيضدا أولدت عرايدة بدا زة بالمسدرين ح تقدوم علدى‬
‫التوقير واهحترام ‪.‬‬
‫‪ -12‬وضع اإلسالم ل براا حقوقا على آباعهم ح تتميل فد الرعايدة الكارلدة‬
‫رن حق الرسب إلدى اآلبداا ح ثدم حدق الرضداعة والحضدانة ح والتربيدة السدليمة ح‬
‫وعلى الجانب اآلخر ح فق وضع حقوقدا لربداا علدى أبرداعهم تتميدل فد اإلحسدان‬
‫إليهم ح وع م الغقوق ح ووجوب اإلن اق عليهم عر الكبر والغجز ‪.‬‬
‫‪ -13‬إن اإلسالم قا بترريغاته ‪ -‬إن بقت ‪ -‬على إنقداا البيئدة ردن جردع‬
‫و ين ح وإنقداا اإلنسدانية ح وه ي دى أن إنقداا البيئدة والح دار عليهدا رسدئولية‬
‫‪- -503‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ررددترثة بددين المجتمغددات اإلنسددانية ح وق د تهددتم المجتمغددات اإلسددالرية ببيئاتهددا‬
‫عرايددة ونظافددة ح وه ي ددى أن ف د الدده عددوة لرخددرين ح ورسدداامة حيددة فيمددا‬
‫يربغ ‪.‬‬
‫‪ -14‬لق نظر اإلسالم إلى البيئة رن ررطلق أنها رلكيدة عاردة ح يجدب علدى‬
‫اإلنسان المحافظة عليها ح رحذ ا ردن اهعتد اا عليهدا ح وتغييدر فطرتهدا ح وحدث‬
‫على ع م رجاوزة الح ف ثل ا ح و درع الجدزاا الدذ يحميهدا ردن الجدزاا‬
‫بيرما لم يرظر الغرب إلى البيئة بغين اهعتبا ‪.‬‬
‫‪ -15‬وضع اإلسالم أسس الح ار على الصحة والوقاية رن المرُ ح ريدل‬
‫الرظافة واهعت ال ح والغ ة ح واهبتغا عما يدا الب ن ح ثما حافظ على الصدحة‬
‫الر سددية ح و اعددى حقددوق المرضددى فدد اإلسددالم ح ولقدد أولددى الغددرب الصددحة‬
‫ااتمارا ثبيرا أيضا ح بي أن الت كه اَخالق الذ يغيره المجتمع الغرب أفردى‬
‫أرراضا ع ي ة يغان ررها الغالم بأسرع ‪.‬‬
‫‪ -16‬ند اإلعددالن الغددالم لحقدوق اإلنسددان علددى عد رددن المبددا التد‬
‫تك ل حمايته ح وحريته وحقه فد الت كيدر واهعتقدا ح والتملده ح بيد أن اإلسدالم‬
‫فددد دددرعه ثدددان أ دددمل وأعمدددق وأثيدددر إحا دددة بالضدددمانات الكافيدددة لحمايتددده ح‬
‫و عمه ح وث الة حقوقه ‪.‬‬
‫‪- -504‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ثاليا‪ :‬التوصيات والمقترحات‪:‬‬
‫‪ -1‬إجراا اسدات ج يد ة حدول عراصدر التميدز فد الحضدا ة اإلسدالرية‬
‫وال كر اإلسالر لبيان ر ى قوة حقوق اإلنسان ف اإلسالم ح وتأثي ر ى حاجدة‬
‫اإلنسانية إلى رهو اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ -2‬تح ي ثيف يتغارل المسدلمون ردع الغولمدة والرظدام الغدالم الج يد ح‬
‫ون اوبان ح أو إفرا ح أو ت ري ‪.‬‬
‫‪ -3‬تق يم ية اإلسالم ف التغارل ردع القضدايا الحقوقيدة المغاصدرة ريدل‬
‫حق الك ا وال فاع ح والت ريق بيرهما وبين اإل ااب ‪.‬‬
‫‪ -4‬تغريددف الرا ددئة ف د اَنظمددة التغليميددة بحقددوق اإلنسددان ف د اإلسددالم‬
‫رقا نة بيرها وبين الحضا ة الغربية ‪.‬‬
‫‪ -5‬ت غيددل و المدسسددات الرقابيددة والمجددالس الحقوقيددة فدد رالحظددة‬
‫تحقق اذع الحقوق ف واقغرا المغان على المستوى ال ر والجماع ‪.‬‬
‫‪ -6‬إبراز فقه الحوا رع اآلخر ف ضوا الكتاب والسرة ب يال عن صدراع‬
‫الحضا ات وتصا رها ‪.‬‬
‫‪ -7‬توجيدده ال طدداب اإلعالر د اإلسددالر والتغليم د لبيددان اددذع الحقددوق‬
‫الررعية وضرو يات اَخذ بها لتحقيق رواص ات المجتمع المسلم ‪.‬‬
‫‪ -8‬إبراز و اَرة وأفرا اا فد تبليدغ اإلسدالم إلدى ثدل الغدالم ح وغدرس‬
‫حقاعق الوح وندو السدماا فد ن دوس الرداس ح وانتردالهم ردن أوادام المدا ة ح‬
‫وتسل المصالح والمرافع ال نيوية على حياتهم ال اصة والغارة ‪.‬‬
‫‪ -9‬إص ا ثتيبات رترجمة بكل لغدات الغدالم للتغريدف باإلسدالم وربا عده ح‬
‫والتميددز فد الحقددوق ال يريددة والسياسددية واهجتماعيددة واهقتصددا ية ح والصددحية‬
‫‪- -505‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫والبيئية ف اإلسالم ح ردع إبدراز جاندب التسدارح فد اإلسدالم خاصدة فد التغاردل‬
‫رع غير المسلمين ح وإبراز جانب اإلخاا اإلسالر ح وأ ب ال عوة إلى هللا ‪ -‬عدز‬
‫وجل ‪.‬‬
‫‪ -10‬اهاتمدددام بتوحيددد فكدددر اَردددة اإلسدددالرية ح واهبتغدددا عدددن رواضدددع‬
‫اهختالف الت تظهر اَرة على أنها فرق و يع و واعف رترازعة ‪.‬‬
‫‪ -11‬إبراز جوانب الحصانة اإليمانية ف الردريغة اإلسدالرية التد تدد‬
‫إلى حماية الر س والبد ن ح والتوجيده إلدى الحصدانة الصدحية بواسدطة الرظافدة ح‬
‫والحصانة رن اَرراُ الجرسية ح وإفسدا المجدال لإلثيدا ردن ال اسدات التد‬
‫توصل لذله ‪.‬‬
‫‪ -12‬التوجيه إلى إبراز اإلسالم ف الحقوق اَسرية والغالقة بدين المدرأة‬
‫والرجددل ح وردد ى حددرص اإلسددالم علددى تكددوين أسددرة رسددلمة رتغاضدد ة تدد و‬
‫الغالقات اخلها على اعة هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬و سوله ‪. $‬‬
‫‪ -13‬اسددتح ا ايئددات إسددالرية سددمية ح أو ددغبية ح أو عبددر الرددبكة‬
‫ال ولية للر على الردبهات التد يييرادا الكتداب الغربيدون واإلعدالم الغربد ضد‬
‫اإلسددالم ح وضدد نب د اإلسددالم ‪ $‬وه حددر رددن اهنت دداع بأسددلوب المردداررة رددع‬
‫أصحاب اذع ال عاوى ؛ َنها غالبا را تص عن أناس ليسدوا علدى ايدة ثافيدة‬
‫باإلسالم ‪.‬‬
‫‪ -14‬إبراز جوانب اهضطراب وال لل وال سا التد حلدت فد المجتمغدات‬
‫الغربية ح بل و جال ال ين الذين أثبتت الوقاعع أنهم يقولدون ردا ه ي غلدون ح وأن‬
‫بغضددهم رتددو فد قضددايا تحددرن ه تليددق بوضددغهم الد ير ح رددن المهددم وجددو‬
‫ايئات إسالرية تبرز زيف ادها وضاللهم وانحاللهم ‪.‬‬
‫‪ -15‬عددوة الكتدداب واَ بدداا والمدسسددات اإلسددالرية إلددى اهنتبدداع آلثددا‬
‫الغزو ال كر والتيا ات المغا يــة لإلســالم التـ إاا سلمرا بأفكـا اا ولم نــر‬
‫‪- -506‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫عليها ح فإن اذا يد‬
‫إلى زعزعة اإليمان ل ى ثيير رن اَجيال القا رة ‪.‬‬
‫‪ -16‬أن تكرس اَرة اإلسالرية جهو اا ردن أجدل تطبيدق ربدا اإلسدالم‬
‫وفرُ أحكام الردريغة علدى جميدع المسدتويات الغاردة وال اصدة ح وعلدى اَردة‬
‫اإلسالرية أفرا ا وجماعدات وحكاردا أن تطهدر ن سدها ردن ثافدة وجدوع اهسدتغالل‬
‫والسيطرة والتمييز ح والت رقة الغرصرية ح ورن ثافة الدرظم والقدوانين والغدا ات‬
‫الم ال ة لرو اإلسالم وتغاليمة ح والت تغلغلت ف جوانب المجتمع اإلسالر ‪.‬‬
‫‪ -17‬ت غيدددل واجدددب اَردددة اإلسدددالرية فددد تبليدددغ واجدددب هللا ح وإتاحتددده‬
‫للبددداحيين والدددراغبين فددد المغرفدددة فددد الغدددالم ثلددده ح وتوجيددده سددد ا ات الددد ول‬
‫اإلسالرية ف ال ول اَخرى إلى القيام بواجبها الررع ف التغريدف باإلسدالم ح‬
‫و ددر ربا عدده ورراقرددة الرددبهات والضددالهت الت د تررددراا ال د واعر المغا يددة‬
‫لإلسددالم ح وعقدد رسددابقات علميددة وعمليددة وترسددل لهددا جددواعز قيمددة َحسددن‬
‫اَبحا الت تق م ف رجال ال اسات اإلسالرية خاصة ف التغارل رع اآلخر ‪.‬‬
‫‪ -18‬التوجيددده إلدددى القددداعمين علدددى رجدددال الددد عوة اإلسدددالرية فددد الغدددالم‬
‫اإلسالر إلى رحاولة توصديل سدالتهم إلدى غيدر المسدلمين فد الكدرة اَ ضدية‬
‫ثلهددداح وإبدددراز المالردددح التددد ه يغرفونهدددا عدددن اإلسدددالم ريدددل الردددو ى والغددد ل‬
‫والرحمة والتسارح وحقوق المدرأة فد اإلسدالم ح وحقدوق غيدر المسدلمين اخدل‬
‫المجتمع اإلسالر وخا جه ح وإبراز الحكمة ف الجوانب الترريغية ريل ‪ :‬لمدااا‬
‫حددرم هللا الربددا ؟ لمددااا حددرم هللا التبر د ؟ رتددى يبددا ال ددرو علددى الحدداثم ؟ رددن‬
‫الذ يملده تغييدر المركدر ؟ ورتدى يردرع السدكوت علدى المركدر؟ وردا حكدم تدول‬
‫المددرأة القضدداا ؟ إلددى غيددر الدده ح ولمددااا حددافظ اإلسددالم علددى رددال اليتدديم ؟ ورددا‬
‫حقوق اَسير ف اإلسالم ح ورا حكم اللقي ف الرريغة اإلسالرية ؟ ورا عقوبدة‬
‫اإلجهاُ ؟ ولمااا حرره هللا ؟ ح واذع ثلها قضايا رهمدة يحتدا غيدر المسدلمين‬
‫إلى التغرف على أ اإلسالم فيها ‪.‬‬
‫‪- -507‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -19‬توجيددده المسدددلمين جميغدددا إلدددى أن يما سدددوا حقدددوقهم جميدددع ا ح‬
‫ويتغرفوا على حقوقهم السياسية واهقتصا ية واهجتماعية وفد الوقدت ن سده ح‬
‫فإنهم يد ون الواجبات الررعية الت يربغ عليهم القيام بها ‪.‬‬
‫‪ -20‬ال عوة إلى ت يب أجيال ج ي ة ردررة تدرن بدالحوا ح وتبحدث عدن‬
‫الحكمة حتى لو وج واا عر غيدر المسدلمين ح فلديس الغدرب ثلده رالردا ح ولكدن‬
‫ارددان إيجابيددات فدد حيدداتهم ريددل تقدد يرام للغمددل واهقتردداع بددالحوا ورراعدداة‬
‫الرظام ح ورراعاة الوقت ح وأنه أس رال اإلنسان ح وحرية التغبير عدن الدرأ ح‬
‫وغير اله ‪ .‬وف الوقدت ن سده فدإن القديم الجيد ة عرد ام اد ردن تراثردا وقرآنردا‬
‫غير أن الكييرين ررا ه يغرفونها فما باله بغير المسلم ح فهذع عوة إلى القدرااة‬
‫الجا ة عن اإلسالم ح واستيغاب رضارين اذا ال ين الغظيم ‪.‬‬
‫اللهددم ه سددهل إه رددا جغلتدده سددهال ح وأنددت تجغددل الحددزن إاا ددئت سددهالح‬
‫سبحان هللا المله الق وس ب المالعكة والرو ح ويا إلهرا فرجدا قريبدا ح وصدبرا‬
‫جميالح والغافية ردن ثدل بليدة ح والردكر علدى الغافيدة ح والغردى عدن الرداس ح وه‬
‫حددول وه قددوة إه بددا ح اللهددم يسددرنا لليسددر الددذ يسددرته للكييددرين رددن خلقدده ح‬
‫واغررا ب ضله عمن سوان ‪.‬‬
‫اللهم إنا نغوا به رن رركرات اَخالق واَعمال واَاواا ح اللهم إنه ع و‬
‫ثريم تحب الغ و فاعف عرا ح اللهم إنا نسدأله فغدل ال يدرات ح وتدرن المركدرات ح‬
‫وحددب المسدداثين ح وأن تغ ددر لرددا وترحمرددا ح وإاا أ ت فترددة قددوم ؛ فتوفرددا غيددر‬
‫ر تونين ح ونسأله حبه ح وحب رن يحبهح وحب عمل يقربرا إلى حبه ‪.‬‬
‫اللهدددم صدددل وسدددلم وبدددا ن علدددى ردددن أ سدددلته حمدددة للغدددالمين ح وأسدددوة‬
‫للمتقددين ح وق د وة للمتقددين ح ووقايددة للمدددررين ح وا ايددة للمستر د ين ح وأرانددا‬
‫للصددالحين ح وأررددا لل دداع ين ح وسددراجا للطدداارين ح ونددو ا للم لصددين ح وحجددة‬
‫للغالمين ح وخاتما للربيين والمرسلين ح وسابقا للمقربين ح و يغا للمسلمين ‪.‬‬
‫‪- -508‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اللهددم صددل وسددلم وبددا ن علددى المغصددوم رددن السددوا والرددهوات والردده ح‬
‫والرددبهات ح وال ددتن ح واآلفددات ح والهددوى والددزهت ح والوسدداوس والرزعددات ح‬
‫والب ع والمركرات ح والغ والضالهت ح واللهو والس ااات ‪.‬‬
‫اللهددم صددل وسددلم وبددا ن علددى نبيرددا رحم د الددذ أثررتدده بحسددن ال لددق ح‬
‫وأثرم الص ات ح فغت اثدرع فد التحيدات ح والغبدا ات ح وأعطيتده فدوق الربيدين‬
‫أعلددى الدد جات ح وأي تدده بددالقرآن خيددر المغجددزات ح وأعطيتدده جوارددع الكلددم ح‬
‫وفصيح الغبا ات ح ولم ت عه باسمه رجر ا ف القرآن ررة رن المرات ح وجغلت‬
‫اعتدده حبددا لدده ح وقربددة رددن القربددات ح ورددن خال دده خسددر فد الد نيا والممددات ‪,‬‬
‫وعلددى آلدده وصددحبه أولد ال ضددل والرهددى الددذين هددرام بد تطهيددرا ح وأااددب‬
‫عرهم الرجس أال البيت ورن تبغهم بإحسان إلى يوم ال ين ‪.‬‬
‫‪- -509‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫المراجع‬
‫‪ -1‬ابـــــن حجــــــر العسقالنـــي‪ : ,‬ف ت ا البتتبرر بصتتر لتتحرا الب تتبرر ‪,‬‬
‫القبهرة مك بة الكلربت األزهررة ‪.‬‬
‫أحمـــد بـــن علـــــــــي ( د ‪ .‬ت)‬
‫‪ -2‬ابـن حنبـل ‪ ,‬أحمــد (‪ : )1995‬المستتتند ‪ 1 ,‬القتتتبهرة ‪ ,‬دار الحتتتدر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن كثرر ‪ ,‬الحبفظ إسمبعرـــل ‪ :‬فستترر القتترلن العظتتر ‪ 1 ,‬الررتتب‪, ,‬‬
‫دار ربـــة ‪.‬‬
‫(‪)1997‬‬
‫‪ -4‬ابـــــن منظـــــور الملــــرر‪ : ,‬لستتتبن العتتترق ‪ ,‬حقرتتت عبتتتد ه علتتت‬
‫الكبرتتتتتتتتتر القتتتتتتتتتبهرة ‪ ,‬دار المعتتتتتتتتتبر ‪.‬‬
‫أبو الفضـــل جمبل الدرن محمد‬
‫(د‪.‬ت)‬
‫‪ -5‬أبـو زهـــرة ‪ ,‬محمــد (د‪ .‬ت)‬
‫‪ :‬زهتتترة ال فبستتترر ه القتتتبهرة ه دار الفكتتتر‬
‫العربي ‪.‬‬
‫‪ -6‬أبـو زهـرة ‪ ,‬محمـد (‪ : )1995‬العالقتتبت الدولرتتتة فتتي اطستتتال ه‬
‫القبهرة ه دار الفكر العربــي ‪.‬‬
‫‪ -7‬أبو الفضل‪ ,‬زرنق عبد السـال‬
‫(‪)2008‬‬
‫‪,1‬‬
‫‪ :‬عنبرة القرلن بحقتو اطنستبن ‪ -‬دراستة‬
‫موضوعرة فقهرة ‪ , 1 ,‬القتبهرة ه دار‬
‫الحدرـــ ‪.‬‬
‫‪ -8‬أبو لرلـــــة ‪ ,‬محمـــد محمــــد ‪ :‬الجتترور ال برر رتتة والجستتور الحضتتبررة‬
‫برن اطستال والرترق ه المجلتأل األعلت‬
‫(‪)2001‬‬
‫للصتتتتتتت ون اطستتتتتتتالمرة ‪ ,‬العتتتتتتتدد ‪, 70‬‬
‫القبهرة ‪.‬‬
‫‪ -9‬إدررـأله عبد الف ب (‪ : )1997‬العالقتتتبت الدولرتتتتة فتتتتي اطستتتتال ه ‪1‬ه‬
‫برروت ‪ ,‬المركز الثقبفــي العربــي ‪.‬‬
‫‪- -510‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -10‬األلببني ه محمد نبلر الدرن ‪ :‬لتحرا الجتبما اللتررر ه‬
‫المك ق اطسالمي ‪.‬‬
‫(‪)1982‬‬
‫‪3‬ه برتروت‬
‫‪ -11‬األلببنـي ه محمد نبلر الدرـــن ‪ :‬ضتتتعر الجتتتبما اللتتتررر ه‬
‫المك ق اطسالمي ‪.‬‬
‫(‪)1979‬‬
‫‪2‬ه برتتتروت‬
‫‪ -12‬الب ــــــبرر ‪ ,‬محمـــد بــــن ‪ :‬لتتتتتتحرا الب تتتتتتبرر ه‬
‫دارالحدر ‪.‬‬
‫إسمبعرــــــــــــــــل ه (‪)2000‬‬
‫‪ , 1‬القتتتتتتبهرة‬
‫‪ -13‬النبراور ‪ ,‬درجة (‪ : )2004‬موستتتتتوعة ألتتتتتول الفكتتتتتر السربستتتتتي‬
‫االج مبعي واالق لبدر‪ ,1 ,‬القتبهرةه‬
‫دار السال لل ببعـة والنصــر ال وزرــا‪.‬‬
‫‪ -14‬بسروني ‪ ,‬محمــود صررـــ‬
‫(‪)2005‬‬
‫‪ :‬الوثتتتتتتب الدولرتتتتتتة المعنرتتتتتتة بحقتتتتتتو‬
‫اطنسبن ‪ ,1 ,‬القبهرة ‪ :‬دار الصرو ‪.‬‬
‫‪ -15‬الجزا ـرر ‪ ,‬أبـو بكــر جببــر ‪ :‬منهتتتتتتتبم المستتتتتتتل ‪,‬‬
‫المك بة ال وفرقرة ‪.‬‬
‫(د ‪ .‬ت)‬
‫‪ , 4‬القتتتتتتتبهرة ‪,‬‬
‫‪ -16‬الجنــدر ‪ ,‬أنـــور (‪1414‬هـ)‬
‫‪ :‬ستتقو األرتتدلوجربت ه وكرت رمت اطستتال‬
‫الفتتترا ‪ ,‬مكتتتة المكرمتتتة ه ق تتتب األعتتتال‬
‫والثقبفتتتتتتة براب تتتتتتة العتتتتتتبل اطستتتتتتالمي ‪-‬‬
‫العدد‪139.‬‬
‫‪ -17‬الجوهــــرر ‪ ,‬إسمبعرـــــــــل‬
‫(‪)1982‬‬
‫‪ :‬اللتتتحب ‪ ,‬حقرتتت ‪ :‬أحمتتتد عبتتتد الرفتتتور ه‬
‫‪ 3‬ه القبهرة ه وزارة ال ربرة وال علر ‪.‬‬
‫‪ -18‬حسرـن ‪ ,‬عـــــبدل (‪) 1999‬‬
‫‪ :‬ال نمرتتتة االج مبعرتتتة بتتتبلررق ه القتتتبهرة ه‬
‫دار نهضتتتتتتة ملتتتتتتر لل ببعتتتتتتة والنصتتتتتتر‬
‫وال وزرا ‪.‬‬
‫‪- -511‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -19‬الحنفبور ‪ ,‬محمـد إبراهرــ‬
‫(د ‪ .‬ت)‬
‫‪ :‬التتتتتزوام ‪ , 1 ,‬المنلتتتتتورة ‪ ,‬مك بتتتتتة‬
‫اطرمبن‪.‬‬
‫‪َ -20‬حــوى ‪ ,‬سعرــــد (‪)1970‬‬
‫‪ :‬اطسال ‪,‬‬
‫‪ ,1‬القبهرة ‪ ,‬دار الع لب ‪.‬‬
‫‪ -21‬لرــــل ‪ ,‬حســـن محمـــــود‬
‫(‪)1993‬‬
‫‪ :‬المواجهتتة ( موق ت اطستتال متتن العن ت ) ‪,‬‬
‫‪ ,1‬القتتتبهرة ه الهر تتتة الملتتتررة العبمتتتة‬
‫للك بق‪.‬‬
‫‪ -22‬دوفللــي ‪ ,‬جبلـــــو (‪)1998‬‬
‫‪ :‬حقتتتتو اطنستتتتبن العبلمرتتتتة بتتتترن النظررتتتتة‬
‫وال برتتت رجمتتتة مبتتتبرع علتتتي عثمتتتبن ‪,‬‬
‫‪ , 1‬المك بة األكبدرمرة ‪.‬‬
‫‪ -23‬الرهبي ‪ ,‬الحبفـظ صمـأل الدرـن ‪ :‬الكبتتب ر ‪ ,‬حقر ت هتتبني الحتتبم ‪ ,‬القتتبهرة ‪,‬‬
‫المك بة ال وفرقرة ‪.‬‬
‫( د ‪ .‬ت)‬
‫‪ -24‬الراور ‪ ,‬جببــــر إبراهرـــــــ‬
‫(‪)1999‬‬
‫‪ :‬حقتتتو اطنستتتبن وحررب تتت اطسبستتترة فتتتي‬
‫القتتتتبنون التتتتدولي والصتتتتررعة اطستتتتالمرة ه‬
‫‪ 1‬ه القبهرة دار وا ل لل ببعة والنصر ‪.‬‬
‫‪ -25‬زقزو ‪ ,‬محمــــود حمــــــدر ‪ :‬حقتتتتب اطستتتتال فتتتتي مواجهتتتتة صتتتتبهبت‬
‫المصتتتتتتككرن المجلتتتتتتأل األعلتتتتتت للصتتتتتت ون‬
‫ول رون (‪)2008‬‬
‫اطسالمرة ه ‪ , 5‬القبهرة ‪.‬‬
‫‪ -26‬زقزو ‪ ,‬محمــــود حمــــــدر ‪ :‬همتتتتتتتتو األ متتتتتتتتة اطستتتتتتتتالمرة ‪ ,‬مك بتتتتتتتتة‬
‫األسرة ‪ ,1 ,‬القتبهرة ه الهر تة الملتررة‬
‫(‪)2001‬‬
‫العبمة للك بق ‪.‬‬
‫‪ -27‬الزهرــرر ‪ ,‬وحرـد (‪)2003‬‬
‫‪ :‬ال حتتدربت ال تتي واجتت العتتبل اطستتالمي ‪,‬‬
‫‪ ,1‬القبهرة ه دار الجمرل للنصر ال وزرا‪.‬‬
‫‪- -512‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪,1‬‬
‫‪ -28‬السـبرا ‪ ,‬أحمـد عبـد الرحرـ‬
‫( د ‪ .‬ت)‬
‫‪ :‬حبجة اطنسبنرة إل ظهور اطستال ‪,‬‬
‫القبهرة ‪ ,‬الدار الملررة اللبنبنرة ‪.‬‬
‫‪ -29‬سعـــد ‪ ,‬عبـد ه (‪1415‬هـ)‬
‫‪ :‬الحقتتتتتتتب األسبستتتتتتترة ل ستتتتتتتال ه مكتتتتتتتة‬
‫المكرمتتة ‪ ,‬ق تتب اطعتتال والثقبفتتة براب تتة‬
‫العبل اطسالمي ‪.‬‬
‫‪ -30‬سل ـــبن ‪ ,‬لـــال الدرــــــن‬
‫(‪)2009‬‬
‫‪ :‬األستتتترة بتتتترن لال العولمتتتتة ولمتتتتبل الحتتتتل‬
‫اطسالمي ‪ ,‬سلسلة ال نتورر اطستالمي ‪,89‬‬
‫‪1‬ه القتتتتبهرة ه نهضتتتتة ملتتتتر لل ببعتتتتة‬
‫والنصر وال وزرا ‪.‬‬
‫‪ -31‬السمرقنـــدر ‪ ,‬عــالء الدرـن‬
‫(‪)1997‬‬
‫‪ :‬مرتتتتزان األلتتتتول ‪ ,‬حقرتتتت محمتتتتد ركتتتتي‬
‫عبد البر‪ ,‬وزارة األوقب ه ‪ , 2‬ق ر ‪.‬‬
‫‪ -32‬الســر ي ‪ ,‬حســـن (‪)1993‬‬
‫‪ :‬اطستتال والتتر رإرتتة إستتالمرة معبلتترة ‪,‬‬
‫‪ 1‬ه القتتتتتتتبهرة ه دار الكنتتتتتتتوز للثقبفتتتتتتتة‬
‫والعلو ‪.‬‬
‫‪ -33‬الصربرنـي ه أحمـــد (‪)2006‬‬
‫‪ :‬قررر منظمة اللحة العبلمرة فتي اطنستبن‬
‫والبر تتتة ‪ ,‬الكورتتتت ه ‪ 1‬ه مجلتتتة العربتتتي‬
‫عـــدد ‪. 574‬‬
‫‪ -34‬الصكــــرر ‪ ,‬علـــي روســـ‬
‫(‪)2006‬‬
‫‪ :‬حقتتو اطنستتبن فتتي ظتتل العولمتتة ه‬
‫القبهرة ه دار الك ق‬
‫‪1‬ه‬
‫‪ -35‬اللفـــب ‪ ,‬حســــن (‪)2005‬‬
‫‪ :‬ال بق اطسالمي وحقو اطنسبن ‪,‬‬
‫برــروت ه المركــز الثقبفــي العربــي ‪.‬‬
‫‪,1‬‬
‫‪ -36‬ضرــ‬
‫‪ ,‬صوقــــــــي (د ‪ .‬ت)‬
‫‪ :‬الحضتتتبرة اطستتتالمرة متتتن القتتترلن والستتتنة‬
‫‪ , 1‬اطسكندررة ‪ :‬دار المعبر ‪.‬‬
‫‪- -513‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -37‬ال بــرر ‪ ,‬محمـد بــن جررـــر ‪ :‬جبما البربن ‪ ,‬برروت‪ ,‬دار الك ق العلمرتة ‪.‬‬
‫(‪)1992‬‬
‫‪ -38‬عبــد الحلرــ ‪ ,‬محــي الدرـــن‬
‫(‪)2008‬‬
‫‪ :‬التتتتتترأر العتتتتتتب فتتتتتتي اطستتتتتتال ‪ ,‬رإرتتتتتتة‬
‫معبلتتترة ه ‪1‬ه القتتتبهرة ه الهر تتتة العبمتتتة‬
‫الملررة للك بق ‪.‬‬
‫‪ -38‬عمـــبرة ‪ ,‬محمـــــد (‪)2008‬‬
‫‪ :‬في ال حررر اطسالمي للمرأة ه سلستلة فتي‬
‫ال نورراطستتتتتتتتتالمي ه عتتتتتتتتتدد‪ 64‬ه ‪, 3‬‬
‫القبهرة ه نهضة ملر لل ببعة والنصر‬
‫‪ -40‬عـو‪ , ,‬أحمد عبده (‪ : )2002‬العقردة والسلوع متن اطرمتبن إلت ال برت‬
‫واالنفلب برنهمب ‪ , 1 ,‬القبهرة ه مركتز‬
‫الك بق للنصـــر ‪.‬‬
‫‪ -39‬عـو‪ , ,‬أحمد عبده (‪ : )2003‬اطستتتتتتتال والبعتتتتتتت الحضتتتتتتتبرر ‪,‬‬
‫القبهرة ه مركــز الك ــبق للنصــر ‪.‬‬
‫‪,1‬‬
‫‪ -41‬عـو‪ , ,‬أحمد عبده (‪ : )2008‬ال كبفتتتل االج متتتتبعي فتتتتي اطستتتتال ‪,1 ,‬‬
‫القبهرة ه دار ألفب للنصر واطن بم الفني ‪.‬‬
‫‪ ( -40‬عـو‪ , ,‬أحمـد عبـــــده ) ‪ : ,‬درء الصتتبهبت عتتن الستتنة النبورتتة ‪,‬‬
‫( زكي ‪ ,‬جمبل محمد ) (‪ )2008‬القبهـــرة ‪ ,‬دار ألفب للنصــر‬
‫‪1,‬‬
‫‪ -42‬عـو‪ , ,‬أحمد عبده (‪ : )2008‬فق الحوار في ضوء السنة النبورة‪1, ,‬‬
‫القبهرة ه دار ألفب للنصر واطن بم الفني ‪.‬‬
‫‪ -43‬عـو‪ , ,‬أحمد عبده (‪ : )2009‬قضتتبرب البر تتة متتن منظتتور إستتالمي ‪,‬‬
‫القبهرة ه مركز الك بق للنصر ‪.‬‬
‫ول رون‬
‫‪ -46‬الرزالـــي ‪ ,‬محمــد (‪)2000‬‬
‫‪1,‬‬
‫‪ :‬ظال من الرترق ‪ , 2 ,‬القتبهرة ه نهضتة‬
‫ملـــر لل ببعـــة للنصـــر وال وزرــا ‪.‬‬
‫‪- -514‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -45‬الرزالـــي ‪ ,‬محمــد (‪)2002‬‬
‫‪ :‬حقو اطنسبن برن عبلر اطستال وإعتالن‬
‫األمــتتـ الم حــتتـدة ‪ , 5 ,‬االسكندررـتتـة ه‬
‫دار الدعــوة لل بــا والنصـــر ‪.‬‬
‫‪ -47‬فرم ‪ ,‬السرد أحمـد (‪)1992‬‬
‫‪ :‬المتتتإامرة علتتت المتتترأة المستتتلمة ‪ -‬تتتبرر‬
‫ووثتتب ‪ , 4 ,‬المنلتتورة ‪ :‬دار الوفتتبء‬
‫لل ببعــة والنصـــر ‪.‬‬
‫‪ -48‬ق ـــــــق سرــــــد (‪)1990‬‬
‫‪ :‬في ظالل القترلن ‪,‬‬
‫الصرو ‪.‬‬
‫‪ 16‬ه القتبهرة ه دار‬
‫‪ -49‬ق ــــــق ‪ ,‬محمــد (‪)2008‬‬
‫‪ :‬هتتترا هتتتو اطستتتال ‪,‬‬
‫الصـــرو ‪.‬‬
‫‪ , 1‬القتتتبهرة ه دار‬
‫‪ -50‬محمـــود ‪ ,‬محمـــــد لرــــل‬
‫(‪)2009‬‬
‫‪ :‬الموا نتتتتة فتتتتي الفكتتتتر اطستتتتالمي ‪,‬‬
‫القلروبرـــة ه دار البرت بر ع ‪.‬‬
‫‪ -51‬مف ــــــي ‪ ,‬محمــد أحمـــــــد‬
‫ول رون (‪)1990‬‬
‫‪ :‬النظررتتة السربسرتتـة اطستتالمرة فتتي حقتتو‬
‫اطنستتتتتبن الصتتتتترعرة ه دراستتتتتة مقبرنتتتتتة ‪,‬‬
‫القتتتتبهرة همإسستتتتة أ بتتتتبر الرتتتتو ‪ ,‬إدارة‬
‫الك ق والمك ببت‪.‬‬
‫‪ -52‬المنبــــر ‪ ,‬محمــود (‪)2000‬‬
‫‪ :‬العولمتتتتتتة وعتتتتتتبل بتتتتتتال هورـتتتتتتـة ‪,1 ,‬‬
‫المنلـورةه دار الكلمــة للنصـر ال وزرــا ‪.‬‬
‫‪ -53‬المهــدر ‪ ,‬محمــــد م ـــــبر‬
‫(‪)2009‬‬
‫‪ :‬حقتتتتتو اطنستتتتتبن فتتتتتي صتتتتتررعة اطستتتتتال‬
‫‪ ,1 ,‬القبهــرة ه دار الفنــبر للنصــر ‪.‬‬
‫‪ -55‬النبهـــبن ‪ ,‬محمــد فـــــبرو‬
‫(‪)1988‬‬
‫‪ :‬اال جتتبه الجمتتبعي فتتي ال صتتررا االق لتتبدر‬
‫االسالمي ه ‪ , 4‬المنلورة ه دار الوفتبء‬
‫لل ببعـة والنصــر ‪.‬‬
‫‪- -515‬‬
‫‪,1‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -56‬النجــبر ‪ ,‬زغلــــول (‪)2004‬‬
‫‪ :‬اطعجتتتـبز العلمتتتـي فتتتي السنتتتـة النبورتتتة ‪,‬‬
‫‪, 3‬القبهـرة ه مك بـة نهضـة ملــر ‪.‬‬
‫‪ -57‬نجــــ ‪ ,‬أحمـــــد حبفــــــــظ‬
‫(د ‪ .‬ت)‬
‫‪ :‬حقتتتو اطنسـتتتـبن بتتترن القتتترلن واطعتتتالن‬
‫العبلمي ه القبهــرة ه دار الفكـر العربــي ‪.‬‬
‫‪ -58‬النسب ي ‪ ,‬أبـو عبـد الرحمــن‬
‫أحمــد بــن علـــي (د ‪ .‬ت)‬
‫‪ :‬ستتتتتنن النستتتتتب ي ‪ ,‬برتتتتتروت ‪ ,‬دار القلتتتتت ‪.‬‬
‫‪ -59‬النهـرر ‪ ,‬مجـــدر (‪)2002‬‬
‫‪ :‬مس ولرة الدولة عن أضرار لو البر تي ه‬
‫المنلــورة ه مك بـة الجــالء ‪.‬‬
‫‪ -60‬النرسببـــورر ه مسلـــــ بـن‬
‫الحجـبم (‪)1991‬‬
‫‪ :‬لتتحرا مستتل ‪ ,‬حقرتت محمتتد فتتإاد عبتتد‬
‫الببقــي ‪ , 1 ,‬القبهــرة ه دار الحدرــ ‪.‬‬
‫‪ -61‬وافـي ‪ ,‬علي عبـد الواحــــــد‬
‫(‪)2004‬‬
‫‪ :‬حقتتتو اطنستتتبن فتتتي اطستتتال ‪ ,‬المجلتتتأل‬
‫األعل للص ــون اطسالمرــة العدد ‪, 106‬‬
‫‪ ,2‬القبهـرة ‪.‬‬
‫‪- -516‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫السيرة الذاتية واإلنتا الغلم‬
‫ل ضيلة ال ثتو أحمــ عب ع عــوُ‬
‫المداــل ‪:‬‬
‫‪ ‬حصدددددل علدددددى الماجسدددددتير والددددد ثتو اة فددددد "ال اسدددددات اللغويدددددة‬
‫واإلسالرية" رن عام ( ‪1985‬م إلى عام ‪1992‬م ‪ ,‬رن ثلية التربيدة‬
‫"قسم اللغة الغربية وال اسات اإلسالرية بجارغة رطا ‪ ,‬وعمل رغي ا‬
‫‪ ,‬ثم ر سا رساع ا ‪ ,‬ثم ر سا ‪ ,‬ثم أستااا بالجارغة ااتها ‪.‬‬
‫‪ ‬أ رف على عررات الرسداعل فد الماجسدتير والد ثتو اة اخدل رصدر‬
‫وخا جها ‪.‬‬
‫‪ ‬عمدددل أسدددتااا بجارغدددة "أم القدددرى" بمكدددة المكرردددة فددد ال تدددرة ردددن‬
‫( ‪1995‬م إلدددى ‪2000‬م ‪ ,‬وأثرددداا الددده ثاندددت لددده بدددرارج يريدددة فددد‬
‫"إااعددة القددرآن الكددريم" بمكددة المكررددة ‪ ,‬وررددا ثات فدد الصددحف‬
‫السغو ية ‪ ,‬ورحاضرات ف "نا ركة" اليقاف اَ ب ‪.‬‬
‫الت ص‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬أستاا ‪ :‬الغلوم اللغوية واإلسالرية ‪.‬‬
‫‪ ‬اعية وثاتب إسالر ‪ ,‬عضو اتحدا الكتداب المصدر ‪ ,‬عضدو جمغيدة‬
‫حماة الغربية ‪ ,‬رحاضر بمغه اإلااعة والتلي زيون ‪.‬‬
‫‪ ‬رتحد ف د البددرارج ال يريددة ف د إااعددة القددرآن الكددريم ‪ ,‬وف د قرددوات‬
‫"التلي زيون المصر " و "الغرب " اَ ضية وال ضاعية ‪.‬‬
‫‪- -517‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫اَنرطة ‪:‬‬
‫‪ ‬يرددا ن ف د المدددتمرات اللغويددة واإلسددالرية والتربويددة ‪ ,‬اخددل رصددر‬
‫وخا جها ‪.‬‬
‫‪ ‬يرددا ن بد و بددا ز ف د الد عوة اإلسددالرية ف د الكتابددة ؛ فد المجددالت‬
‫والصحف ‪ ,‬وف اللقااات اليورية واَسبوعية اليابتة ف المساج ‪.‬‬
‫‪ ‬يردددا ن فددد‬
‫القيا ات ‪.‬‬
‫و ات تددد يب اَعمدددة وال طبددداا ‪ ,‬وفددد‬
‫و ات إعددد ا‬
‫‪ ‬المرا ثة ردع الهيئدات اليقافيدة وال يريدة ‪ ,‬فد الموضدوعات والقضدايا‬
‫الت تغالج رركالت الرباب ‪ ,‬وف المسابقات اليقافية وال يريدة ‪ ,‬وفد‬
‫إلقاا خطبة الجمغة على رد ى ثالثدين عاردا رتواصدلة فد روضدوعات‬
‫تتصل بقضايا التيبيت واإليمان ‪ ,‬ورواجهة رركالت الحياة ‪.‬‬
‫اهاتمارات ‪:‬‬
‫‪ .1‬الكتابة اإلسالرية و التأليف ‪.‬‬
‫‪ .2‬الغراية ب اسة القضايا اهسالرية ‪.‬‬
‫‪ .3‬الغراية بتأصيل ال كر اهسالر ‪.‬‬
‫‪ .4‬ال فاع عن اللغة الغربية ‪ ,‬وبيان أاميتها لل ين اإلسالر ‪.‬‬
‫‪.5‬‬
‫ص اَخطاا اللغوية ‪ ,‬وتر يصها ‪ ,‬والص ى لغالجها ‪.‬‬
‫‪ .6‬الغراية بقضايا التربية اهسالرية القرآنية ‪.‬‬
‫‪ .7‬بيدددان وسدددطيَّة اهسدددالم وسدددماحته ‪ ,‬ويسدددرع ‪ ,‬واعت الددده ‪ ,‬ورراسدددبته‬
‫لظروف الراس و أحوالهم ‪ ,‬وتحبيب الراس ف اإلسالم ‪.‬‬
‫‪- -518‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ .8‬تددذثير الردداس بددو ع السددلف ‪ ,‬وثي يددة رحاسددبة الددر س ‪ ,‬وتص د ية أعمددال‬
‫القلوب ‪ ,‬وثي ية التغرف على هللا عز وجل ‪.‬‬
‫اللهم اجغل اذا ثله خالصــا لوجهه الكريــم‬
‫وتقبله ررا يا ب الغالميــن‬
‫******‬
‫‪- -519‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫المدل ــات المررــو ة‬
‫‪ -1‬فرددون اللغددة (‬
‫القاارة ‪.‬‬
‫يددة فريددة ‪ ,‬رالرددح قرآنيددة ‪ ,‬ررثددز الكتدداب للررددر ‪,‬‬
‫‪ -2‬التقوى ف القرآن الكريم (‬
‫الصحابة بطرطا ‪.‬‬
‫اسدة لغويدة ‪ ,‬ت سديرية ‪ ,‬إحصداعية‬
‫ا‬
‫‪ -3‬الغ ل ف القرآن الكريم ( بين الغلدم والكدون واإليمدان المكتبدة القيمدة‬
‫بالقاارة ‪.‬‬
‫‪ -4‬اإل ددا ات الغلميددة ف د القددرآن الكددريم ( بددين الغلددم والكددون واإليمددان‬
‫المكتبة القيمة بالقاارة ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلسالم والبغث الحضا‬
‫‪ -6‬فضددل التح د‬
‫القاارة ‪.‬‬
‫‪ .‬ررثز الكتاب للررر ‪ ,‬القاارة ‪.‬‬
‫باللغددة الغربيددة ‪ ,‬واهلتددزام بهددا ‪ .‬ررثددز الكتدداب للررددر‪,‬‬
‫‪ -7‬الموت حقيقة ررسية ‪ .‬ررثز الكتاب للررر ‪ ,‬القاارة ‪.‬‬
‫‪ -8‬ر اخل تغليم اللغة الغربية ‪ .‬ا الر ى للررر ‪.‬‬
‫‪ -9‬رغالم هر الصيام ‪ .‬ررترن ‪ ,‬ررثز الكتاب للررر ‪.‬‬
‫‪ -10‬قضايا البيئة رن ررظو إسالرى ‪ .‬ررترن ‪ ,‬ا الر ى للررر ‪.‬‬
‫‪ -11‬تحقيق ر طو ة ( ال راع والقالع‬
‫‪ -12‬تحقيق ر طو ة ( غو اَرو‬
‫لإلرام اليغالب ‪ .‬ررترن ‪.‬‬
‫للحكيم التررذ ‪ .‬ررترن ‪.‬‬
‫‪ -13‬تحقيق ر طو ة (الصرا المستقيم لل يروز أبا‬
‫‪ -14‬الزوا بين ال ين والطب ‪ .‬ررترن ‪.‬‬
‫‪- -520‬‬
‫‪ .‬ررترن ‪.‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -15‬الم‬
‫ات بين ال ين والطب ‪ .‬ررترن ‪.‬‬
‫‪ -16‬نو انيات سو ة "يوسف" ‪. a‬‬
‫‪ -17‬نو انيات سو ة "التوبة" ‪.‬‬
‫‪ -18‬تغليم اللغة الغربية ‪ ,‬بين ال روع وال رون ‪.‬‬
‫‪ -19‬ص ـات أال القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -20‬اسات ف علـوم القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -21‬تحقيق ر طو ة ( بحر الكالم ف علم التوحيـ‬
‫‪ -22‬تحقيق ر طو ة ( تا ي المساج اليالثة ‪.‬‬
‫‪ -23‬تحقيق ر طو ة ( ال ة ال اخــرة ‪.‬‬
‫‪ -24‬تحقيق ر طو ة ( لطاعف أال اإللهـام ‪.‬‬
‫‪ -25‬تحقيق ر طو ة ( رساعل القرآن للراز ‪.‬‬
‫‪ -26‬أ ب الط ل الغرب ‪,‬‬
‫ية إسالرية ‪.‬‬
‫‪ -27‬اإلع ا لمغجم عن اإلرام الرو س ‪.‬‬
‫‪ -28‬اَخطاا الررعية ف اَريال الغاريــة ‪.‬‬
‫‪ -29‬ال ـ ف الترا الغرب اإلسالر ‪.‬‬
‫‪ -30‬خيـر الزا ف صــال الغبا ‪.‬‬
‫‪ -31‬الغقيــ ة والسلــون ‪ ,‬واهن صام بيرهما ‪.‬‬
‫‪ -32‬التسارح ف اإلسالم ( صو ورقابالت ‪.‬‬
‫‪ -33‬الوسطية واهعت ال ف المرهج اإلسالر ‪.‬‬
‫‪- -521‬‬
‫‪.‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -34‬اعـة هللا و سوله الكريم وأول اَرر ‪.‬‬
‫‪ -35‬أصول المرهج الغلم عر الغرب والمسلمين ‪.‬‬
‫‪ -36‬قرااة تأ ُّرلية ‪ ,‬ف فكر اإلرام الغزال ‪.‬‬
‫‪ -37‬و المضمون اإلعالر ف الرهضة اليقافية ل رة اإلسالرية ‪.‬‬
‫‪ -38‬اإلسالم والبغث الحضـا‬
‫‪.‬‬
‫‪ -39‬اللغـة الغربيـة جارغـة لل كر الغرب واإلسالرــ ‪.‬‬
‫‪ -40‬قضايا إيمانية حول أسماا هللا الحسرى ‪.‬‬
‫‪ -41‬أسماا القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -42‬التربية اإليمانية ف القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -43‬سبيل الوصول إلى بالغة الرسول ‪ ( $‬ثالثة أجزاا ‪.‬‬
‫‪ -44‬ال طرات ررجيات ورهلكــات ‪.‬‬
‫‪ -45‬خوا ــر قرأنيــة إعجازيــة ‪.‬‬
‫‪ -46‬تجليــات اإليمان ف حياة المسلم ‪.‬‬
‫‪ -47‬سمات المرهج الغلم والغغالم ف اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ -48‬القرااة الغربيــة ‪ ,‬ر خل قرآن ‪.‬‬
‫‪ -49‬الكتابـة الغربيـــة ‪ ,‬ر خل قرآن ‪.‬‬
‫‪ -50‬ت يـس التربيــة اإلسالريــة ‪.‬‬
‫‪ -51‬الرســول ‪ $‬ف القرآن الكريــم ‪.‬‬
‫‪ -52‬آ اب المغارــالت ف اإلســالم ‪.‬‬
‫‪- -522‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -53‬اَخطــاا اللغويــــة ‪ ,‬وخطو تهــا ف التح‬
‫والكتابــة ‪.‬‬
‫‪ -54‬روجبــات الرحمــة ‪ .‬ررترن ‪.‬‬
‫‪ -55‬عزاعـــــم المغ ـــرة ‪ .‬ررترن ‪.‬‬
‫‪ -56‬أنوا المران ف سي ة آ القرآن ‪.‬‬
‫‪ -57‬حوا الحضا ات واه يان ف الميزان ‪.‬‬
‫‪ -58‬الحوا ف اإلسالم ‪ ,‬و و ع ف ال عوة والتربية واليقافـة ‪.‬‬
‫سلسلــة لقــاا اإليمـــان‬
‫اذع السلسلة ‪:‬‬
‫‪ -1‬اَ عية الجارغة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أســرا وأنــوا ‪.‬‬
‫‪ -3‬ف صحبــة اَحا يــث الق سيـــة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ف‬
‫حـــاب الرحمـــن ( المسافرون إلى هللا ‪.‬‬
‫‪ -5‬التجــا ة الرابحــة ( المجاا ة والتجا ة رع هللا ‪.‬‬
‫‪ -6‬رن اله ايــة إلى اليبـــات ‪.‬‬
‫‪ -7‬وتزو وا ( اهستقارــة واإلنابــة ‪.‬‬
‫‪ -8‬فاسألوا أال الذثر ( فتاوى ربسطــة ‪.‬‬
‫‪ -9‬المحم يــات ( ف رالل أخالقــه ‪. $‬‬
‫‪ -10‬نصرة ســول هللا ‪. $‬‬
‫‪ -11‬رــع هللا ( حلــة اليقيــن ‪.‬‬
‫‪- -523‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -12‬ف ــروا إلى هللا ( الموقظــات ‪.‬‬
‫‪ -13‬الذين يبلغون ساهت هللا ( ف رغيــة هللا ‪.‬‬
‫‪ -14‬سُبحـانـــه ( ويأبــى هللا‬
‫‪ -15‬وثيــف تك ــرون ‪...‬؟ ( رغيـة اإليمان والغــلم والمحبــة ‪.‬‬
‫‪ -16‬اـــذا اثـــر ( سـو وإعجـــاز ‪.‬‬
‫‪ -17‬آ اب ورغارــــالت ‪.‬‬
‫‪ -18‬ليـــس ررـــــــــا ‪.‬‬
‫‪ -19‬واتقــوا يورا ترجغـــون فيــه إلى هللا ( حلة الحياة ‪.‬‬
‫‪ -20‬لغلــه ترضـــى ( ولســوف ترضــى ‪.‬‬
‫ثتب ج ي ة للمدلف ( رررـو ة ‪ ,‬جاازة للررر ‪ ,‬قي الررر‬
‫‪ -1‬ليال ال ضل ف القرآن الكريم ( ررترن ‪.‬‬
‫‪ -2‬إ‬
‫ا الراسه إلى أ اا المراسه ‪.‬‬
‫‪ -3‬ت سير سو ة اإلخالص ‪ ,‬والمغواتين ‪.‬‬
‫‪ -4‬ت سير سو ة المس ‪.‬‬
‫‪ -5‬أيام ال ضــل ‪.‬‬
‫‪ -6‬رن فيــا اإليمان ‪.‬‬
‫‪ -7‬اإليمان حب ويقين ‪.‬‬
‫‪-8‬‬
‫غم اإليمان ‪.‬‬
‫‪- -524‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -9‬تلقيح اإليمان ‪.‬‬
‫‪ -10‬الرب أولى بالمدررين رن أن سهم ‪.‬‬
‫‪ -11‬ف‬
‫حاب القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -12‬ف‬
‫حاب اإليمان ‪.‬‬
‫‪ -13‬ا ت اع الهمــة ‪.‬‬
‫‪ -14‬رع هللا ‪.‬‬
‫‪ -15‬البيان ف تالوة القرآن ( قواع اَ اا ‪ ,‬والتجوي‬
‫‪.‬‬
‫‪ -16‬أخالقيات الحرب ف السيرة الربوية ‪.‬‬
‫‪ -17‬التكافل اهجتماع واإلغاثة ‪.‬‬
‫‪ -18‬فقه الحوا ف السرة الربوية ( رع المسلم واآلخر ‪.‬‬
‫‪ -19‬عاا الغا فين ‪.‬‬
‫‪ -20‬ت سير سو ة اإلسراا ‪.‬‬
‫‪ -21‬المهاجرون إلى هللا ‪.‬‬
‫‪ -22‬روسوعة آ ب اليراا على هللا ‪.‬‬
‫‪ -23‬ويأبى هللا ‪.‬‬
‫‪ -24‬وه تيأسوا ‪.‬‬
‫‪ -25‬أ واق إلى الحررين ‪.‬‬
‫‪ -26‬البيغة رع هللا تغالى ‪.‬‬
‫‪ -27‬التكاليف واَو ا ‪.‬‬
‫‪- -525‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -28‬ر تا السغا ة ور الغبا ة ( ررترن ‪.‬‬
‫‪ -29‬الصيــام ‪ ..‬علو الهمة ‪ ,‬واستقارة اَرة ‪.‬‬
‫‪ -30‬يرابيع ال ير ‪.‬‬
‫‪ -31‬تجليات اإليمان ف حياة المسلم ‪.‬‬
‫‪ -32‬حمية الجااليـة ‪.‬‬
‫‪ -33‬ف روا إلى هللا ‪.‬‬
‫‪ -34‬ال ر بغ الرــ ة ‪.‬‬
‫‪ -35‬ابحث عن الصا قين ‪.‬‬
‫‪ -36‬حلة الت ا ل والترا م ‪.‬‬
‫‪ -37‬حلة الحجيج ( خمسة أجزاا ‪.‬‬
‫‪ -38‬المحكمات والمترابهات ف القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -39‬الرماعل المحم ية‬
‫‪ -40‬رجاا ة فتن الريطان ‪.‬‬
‫برارج يريــة ج يــ ة ب ضل هللا ‪ -‬عز وجل ‪-‬‬
‫‪ 1‬صبـــا اإليمـــــان‬
‫قرــاة الرــاس قرــاة البرثـــة ‪.‬‬
‫‪ 2‬رســــاا اإليمـــــان‬
‫قرــاة البرثــــة ‪.‬‬
‫‪ 3‬فهـــل رن ر ثــــــر‬
‫قرــاة الحافـــظ ‪.‬‬
‫هللا‬
‫قرــاة الرجـــا ‪.‬‬
‫‪ 4‬الــه اـــــــ‬
‫‪- -526‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ 5‬فقه المرأة المسلمة‬
‫القراة اَولـــــى واليانيــــــــة ‪.‬‬
‫‪ 6‬السابقـــون إلى هللا‬
‫قرــاة الربـــــاب ال يريـــــــــة ‪.‬‬
‫‪ 7‬عــــاا و ــــــاا‬
‫قرــاة الصحـــــة والجمـــــــال ‪.‬‬
‫‪ 8‬رراجــــــــــــــــــــاة‬
‫قرــاة الصحـــــة والجمـــــــال ‪.‬‬
‫‪ 9‬المسابقــة القرآنيــة‬
‫ال ضاعيــــــــة ‪.‬‬
‫قرــاة البــــــ‬
‫الغالمية للقرآن الكريم‬
‫البرارج المرعية والمسموعة ف إجهزة اإلعالم‬
‫‪ -1‬برنارج ( لقاا اإليمان ف القراة السا سة على ر ى ع ة أعوام على‬
‫الهواا ربا رة ‪.‬‬
‫‪ -2‬برنارج ( أسرا وأنوا‬
‫قراة المحو ال ضاعية "‪2004‬م" ‪.‬‬
‫‪ -3‬برندددارج (فدددااثرون ااثدددرثم القراتدددان اَولدددى واليانيدددة"‪2003‬م ‪-‬‬
‫‪2004‬م" ‪.‬‬
‫‪ -4‬برنارج ( ف‬
‫"‪ 2005‬م" ‪.‬‬
‫حاب القدرآن قرداة السد ر الغربد ال ضداعية المصريدـة‬
‫‪ -5‬برنارج ( ف نو اَحا يث الق سيـة ال ضاعية المصدرية "‪2005‬م"‬
‫‪.‬‬
‫‪ -6‬قراة الترــوير ‪ :‬جرــو هللا "‪2005‬م"‪.‬‬
‫‪ -7‬برنارج ( ر اايم إيمانية ال ضاعية السو انيـة "‪2005‬م" ‪.‬‬
‫‪ -8‬برنارج ( رن آيات الرحمـن القرــــاة اليقافيــة "‪2004‬م" ‪.‬‬
‫‪- -527‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -9‬برنارج ( بالغـة الرسول ‪ $‬إااعة القرآن الكريم المصرية على رد ى‬
‫سروات ع ي ة ‪.‬‬
‫‪ -10‬برندددددارج حددددد يث ردددددن القدددددرآن الكدددددريم إااعدددددة القدددددرآن الكدددددريم‬
‫"بالسغو ية" ‪.‬‬
‫‪ -11‬برنددددارج ( عظمدددداا اإلسددددالم القردددداة الياليددددة رددددن "‪2000‬م إلددددى‬
‫‪2004‬م" وبرنارج ( ح يث الجمغـة ‪.‬‬
‫‪ -12‬برنارج ( ال تاوى ف قروات اقرأ ‪ ,‬المحـو ‪,‬‬
‫يــم ‪ ,‬اليقافيــة ‪.‬‬
‫‪ -13‬برنارج ( ف نو القرآن الكريــم القراة اليانيــة ‪.‬‬
‫‪ -14‬برنارج ( المجلـة اإلسالريـة القرــاة اَولى ‪.‬‬
‫‪ -15‬برنارج ( رع هللا و ( فض ضة إيمانيـة ف قراة الراس ‪.‬‬
‫‪ -16‬تسجيالت صوتية وررعية ف‬
‫رثة صوت القااــرة ‪.‬‬
‫‪ -17‬ع ة إص ا ات صوتية تتجاوز ال مسين ‪ ,‬و الحمــ ‪.‬‬
‫‪ ‬سلسلة‬
‫المحم يـــــات‬
‫رثة الرو اإلسالريـة‬
‫‪ ‬سلسلة‬
‫ف روا إلى هللا‬
‫رثة الرو اإلسالريـة‬
‫‪ ‬سلسلة‬
‫روقظـــــــــات‬
‫رثة ا الرو يـــــــن‬
‫‪ ‬سلسلة‬
‫اإلسالرية‬
‫اعـــــــ هللا‬
‫ددددددددرثة عمددددددددران للتسددددددددجيالت‬
‫‪ -18‬أثير رن ستين ثتابا رعيا رطبوعا رررو ا اخل رصر وخا جها ‪.‬‬
‫‪ -19‬أرسيات يرية وخطبة الجمغة ف إااعدة القدرآن الكدريم ‪ ,‬وبرندارج (‬
‫تق يم التالوة ف إااعة القاارة ( البرنارج الغام ‪.‬‬
‫‪- -528‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -20‬برنددارج ( صددبا اإليمددان يق د م ف د ال تددرة الصددباحية علددى ر د ى‬
‫ساعتين ونصف على الهواا ربا رة فد قرداة الرداس ال ضداعية و‬
‫الحم ‪.‬‬
‫فضـال عن جه رتواضع ف نرر ال عوة اإلسالرية على ر ى ثالثدة‬
‫عقو ‪ ,‬و الحمـ ‪ ,‬واحتسب اَجدر ردن هللا تغدالى‪ ,‬وأ جدوثم ثدم‬
‫على‪.‬‬
‫َّ‬
‫ن ددع هللا بكددم ‪ ,‬و ددر هللا ص د و ثم ‪ ,‬وأ ام علدديكم نغمتدده وح ظدده ‪,‬‬
‫وجغلكم رن أسباب تبليغ الرسدالة ونردر اإلسدالم ويدأْبى ه‬
‫اّللُ ِإهَّ أن‬
‫يُ ِت َّم نُو عُ } ‪.‬‬
‫آخـــر عوانـــــا أن الحمـــ‬
‫ب الغالمـــــين‬
‫أحمــ عبــ ع عـــوُ‬
‫الهواتف ‪0103920454 - 0102350404 :‬‬
‫‪0102428313 - 0166871656‬‬
‫‪0116526269 - 0108664536‬‬
‫‪0104541874 - 0107411353‬‬
‫‪- -529‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ال هــــرس‬
‫‪ -1‬المق رـــــــة‪5 .....................................................................‬‬
‫‪ -2‬ال صل اَول ‪ :‬حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب ‪35 ...............‬‬
‫أوه ‪ :‬تح ي ر هوم ( حقوق اإلنسان ‪39 ....................................‬‬
‫أ‪ -‬ر هوم الحقوق ‪39 ........................................................‬‬
‫ب‪ -‬ر هوم اإلنسان ‪41 ........................................................‬‬
‫ تغريف حقوق اإلنسان ‪43 ...............................................‬‬‫ثانيا ‪ :‬التطو التا ي‬
‫لحقوق اإلنسان عبر الغصو ‪45 ..................‬‬
‫أ‪ -‬حقوق اإلنسان ف رل ال يانات ‪46 ...................................‬‬
‫‪1‬‬
‫اليهو ية ‪46 ..........................................................‬‬
‫‪2‬‬
‫المسيحية ‪47 .........................................................‬‬
‫‪3‬‬
‫اإلسالم ‪48 ............................................................‬‬
‫ب‪ -‬حقوق اإلنسان ف الغصو الوسطىح وعر ال الس ة ‪52 .........‬‬
‫ حقوق اإلنسان عبر المواثيق بين اإلسالم والغرب ‪55 ............‬‬‫ المواثيق اإلقليمية الغربية ‪57 .........................................‬‬‫ثاليـا ‪ :‬ثاليا ‪ :‬خصاع‬
‫أ‪ -‬خصاع‬
‫ب‪ -‬رصا‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب ‪59 ..........‬‬
‫حقوق اإلنسان ف اإلسالم ‪59 ............................‬‬
‫حقوق اإلنسان ف الغرب ح وخصاعصها ‪62 ..............‬‬
‫‪ -3‬ال صل اليان ‪ :‬حقوق اإلنسان ال يرية بين اإلسالم والغرب ‪67 ....‬‬
‫أوه ‪ :‬حق الحياة بين اإلسالم والغرب ‪71 .....................................‬‬
‫أ‪ -‬حق الحياة فى اإلسالم ‪71 .............................................‬‬
‫ب‪ -‬حق الحياة فى الغرب‪75 .................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حرية اهعتقا بين اإلسالم والغرب‪81 ...................................‬‬
‫‪- -530‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫أ‪ -‬حرية اهعتقا فى اإلسالم ‪81 ..........................................‬‬
‫‪ 1‬الر على بهة الر ة ‪84 ..........................................‬‬
‫‪ 2‬الر على بهة انترا اإلسالم بالسيف ‪86 ....................‬‬
‫ب‪ -‬حرية اهعتقا فى الغرب ‪93 ............................................‬‬
‫ثاليا ‪ :‬حرية ال كر بين اإلسالم والغرب ‪99 ....................................‬‬
‫أ‪ -‬حرية ال كر فى اإلسالم ‪99 ..............................................‬‬
‫‪ 1‬التأرل ف أحوال اَرم السابقة ‪101 ..............................‬‬
‫‪ 2‬الت كر ف الكون ‪103 ................................................‬‬
‫‪ 3‬تحرير الغقل رن سلطة التقلي ‪106 ..............................‬‬
‫ب‪ -‬حرية ال كر فى الغرب‪110 ..............................................‬‬
‫‪ -4‬ال صدددل اليالدددث ‪ :‬حقدددوق اإلنسدددان السياسدددية بيــدددـن اإلسـدددـالم‬
‫والغــــرب ‪117 ....................................................................‬‬
‫أوه ‪ :‬رق رة روجزة عن ثلمة السياسة ثمد خل لبيدان حقدوق اإلنسدان‬
‫السياسية ‪121‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حرية الرأ والتغبير بين اإلسالم والغرب ‪126 .......................‬‬
‫أ‪ -‬حرية الرأ والتغبير ف اإلسالم‪126 .............................‬‬
‫ب‪ -‬حرية الرأ والتغبير فى الغرب ‪134 .............................‬‬
‫ثاليا ‪ :‬حــق المساواة بين اإلسالم والغرب ‪141 ..............................‬‬
‫أ‪ -‬حق المساواة ف اهسالم ‪141 .....................................‬‬
‫ب‪ -‬حق المساواة ف الغرب ‪147 ......................................‬‬
‫ قضايا المساواة بين اإلسالم والغرب ‪151 .......................‬‬‫‪ -1‬قضية الرق بين اإلسالم والغرب ‪151 .......................‬‬
‫‪‬‬
‫روقف اإلسالم رن قضية الرق ‪151 .....................‬‬
‫‪- -531‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪‬‬
‫روقف الغرب رن قضية الرق‪157 .......................‬‬
‫‪ -2‬تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة ‪160 ..................‬‬
‫‪‬‬
‫ركانة المرأة ف اإلســـالم ‪160 ..........................‬‬
‫‪‬‬
‫ركانة المرأة ف الغـــــــرب ‪165 ........................‬‬
‫ابغا ‪ :‬حــق الرــو ى بين اإلسالم والغرب ‪167 ............................‬‬
‫أ‪ -‬حق الرو ى ف اإلسالم ‪167 .....................................‬‬
‫ب‪ -‬حق الرو ى وال يموقرا ية ف الغرب ‪175 ...................‬‬
‫خارسا ‪ :‬حــــق الغـــ ل بين اإلسالم والغرب ‪180 ...........................‬‬
‫أ‪ -‬حـق الغـــ ل ف‬
‫اإلسالم ‪180 ......................................‬‬
‫ب‪ -‬حق الغ ل ف الغـــــرب ‪200 ......................................‬‬
‫‪ -5‬ال صددددل الرابددددع ‪ :‬حقددددوق اإلنســـددددـان اهقتصددددـا ية بيــــــددددـن‬
‫اإلســــالم والغــــرب ‪205 .......................................................‬‬
‫أوه ‪ :‬حق حريــة الغمــل ‪209 ....................................................‬‬
‫أ‪ -‬حرية الغمل ف اإلسالم ‪209 ........................................‬‬
‫ب‪ -‬حرية الغمل ف الغرب ‪220 .........................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حق الغارـــل ‪228 ............................................................‬‬
‫أ‪ -‬حق الغارل ف اإلسالم ‪228 ....................................... .‬‬
‫ب‪ -‬حق الغارل ف الغرب ‪234 .........................................‬‬
‫ثاليا ‪ :‬حق تمله المـــال ‪237 ......................................................‬‬
‫أ‪ -‬حق تمله المال ف اإلسالم ‪237 ...................................‬‬
‫ب‪ -‬حق تمله المال ف الغرب ‪251 ....................................‬‬
‫ابغا ‪ :‬الرظام اهقتصا‬
‫خارس ا‪ :‬الرظام اهقتصا‬
‫ف اإلسالم ‪253 ......................................‬‬
‫بين اإلسالم والغرب ‪266 ......................‬‬
‫‪- -532‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -6‬ال صل ال ارس ‪ :‬حقوق اإلنسدان اهجتماعيدة بيــــدـن اإلســدـالم‬
‫والغــــرب‪269 .....................................................................‬‬
‫أوه ‪ :‬حق اليتيم بين اإلسالم والغرب ‪273 ..............................................‬‬
‫أ‪ -‬حق اليتيم ف اإلسالم ‪273 .....................................................‬‬
‫ب‪ -‬حق اليتيم ف الغرب ‪275 ......................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حق عاية أصحاب الغااات بين اإلسالم والغرب ‪277 .......................‬‬
‫أ‪ -‬حق عاية أصحاب الغااات ف اإلسالم ‪277 ...............................‬‬
‫ب‪ -‬حق عاية أصحاب الغااات ف الغرب ‪281 ................................‬‬
‫ثاليا ‪ :‬حقوق اَبراا واآلباا بين اإلسالم والغرب ‪285 ...............................‬‬
‫أ‪ -‬حقوق اَبراا واآلباا ف اإلسالم ‪285 ........................................‬‬
‫ب‪ -‬حقوق اَبراا واآلباا ف الغرب ‪303 ........................................‬‬
‫ابغا ‪ :‬حق التغليم بين اإلسالم والغرب ‪309 ...........................................‬‬
‫أ‪ -‬حق التغليم ف اإلسالم ‪309 .....................................................‬‬
‫ب‪ -‬حق التغليم ف الغرب ‪311 .....................................................‬‬
‫خارسا ‪ :‬حق الجا بين اإلسالم والغرب ‪315 ..........................................‬‬
‫أ‪ -‬حق الجا ف اإلسالم ‪315 ......................................................‬‬
‫ب‪ -‬حق الجا ف الغرب ‪319 ......................................................‬‬
‫سا سا ‪ :‬حق عاية المسرين بين اإلسالم والغرب ‪322 .............................‬‬
‫أ‪ -‬حق عاية المسرين ف اإلسالم ‪322 ..........................................‬‬
‫ب‪ -‬حق عاية المسرين ف الغرب ‪325 ..........................................‬‬
‫سابغا ‪ :‬حق المرأة بين اإلسالم والغرب ‪328 ...........................................‬‬
‫أ‪ -‬حق المرأة ف اإلسالم ‪328 ......................................................‬‬
‫ب‪ -‬حق المرأة ف الغرب ‪346 .....................................................‬‬
‫ثاررا ‪:‬حق الضمان اهجتماعى بين اإلسالم والغرب ‪350 ............................‬‬
‫أ ‪ -‬حق الضمان اهجتماع ف اإلسالم ‪350 ....................................‬‬
‫‪- -533‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬حق الضمان اهجتماع ف الغرب ‪352 ......................................‬‬
‫‪ -7‬ال صددل السددا س ‪ :‬حقددوق اإلنسددان البيئيددة والصددحية بيــــــددـن‬
‫اإلســــالم والغرب‪357 ...........................................................‬‬
‫أوه ‪ :‬الحقوق البيئية بين اإلسالم والغرب ‪361 ........................................‬‬
‫أ‪ -‬حقــوق اإلنسان البيئية ف اإلسالم ‪361 ......................................‬‬
‫‪ -1‬حق اهنت اع بالبيئة ‪363 .........................................................‬‬
‫‪ -2‬حق الت كر ف البيئة إلقرا الغبو ية ‪364 ....................................‬‬
‫‪ -3‬التحدددددددذير ردددددددن اهعتددددددد اا علدددددددى البيئدددددددة ح وتغيدددددددر فطرتهدددددددا ح‬
‫‪366 .................................................................................‬‬
‫والح ار عليها‬
‫‪ -4‬اليواب والغقاب ف اإلسالم ف رل حماية البيئة ‪372 ......................‬‬
‫ب‪ -‬حقوق اإلنسان البيئية عر الغرب ‪376 .....................................‬‬
‫‪ -1‬حماية البيئة ‪376 ............................................................... .‬‬
‫‪ -2‬توفير رياع الررب المأرونة ‪376 .............................................‬‬
‫‪ -3‬حماية بقة اَوزون ‪376 ......................................................‬‬
‫‪ -4‬السغ لحل رركلة المراخ ‪377 ................................................‬‬
‫‪ -5‬الغمل على حظر انترا الموا السارة ‪378 ................................‬‬
‫‪ -6‬الوصول إلى اهستقرا والرظام والح رن التلو البحر ‪378 ......... .‬‬
‫جـ ‪ -‬حقوق اإلنسان البيئية فى المما سات الغربية ‪379 .....................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حقوق اإلنسان الصحية بين اإلسالم والغرب ‪387 ............................‬‬
‫أ‪ -‬حقوق اإلنسان الصحية فى اإلسالم ‪387 ...................................‬‬
‫‪ -1‬الرظافة الر صية‪388 ...........................................................‬‬
‫‪ -2‬اهبتغا عن تراول ثل را يدا الب ن ‪396 ....................................‬‬
‫‪ -3‬اهلتزام بالغ ة ‪399 ..............................................................‬‬
‫‪ -4‬اهعت ال ف أخذ المباحات ‪405 ...............................................‬‬
‫‪ -5‬المحافظة على الصحة الر سية ‪408 ..........................................‬‬
‫‪ -6‬حقوق المرضى ف اإلسالم ‪409 ..............................................‬‬
‫‪- -534‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫ب‪ -‬حقوق اإلنسان الصحية فى الغرب ‪412 ...................................‬‬
‫‪ -1‬حقوق اإلنسان الصحية عبر المواثيق الغربية ‪412 .......................‬‬
‫‪ -2‬القضاا على لل اَ ال ‪412 ................................................‬‬
‫‪ -3‬التص‬
‫لـ فيروس نق‬
‫‪ -4‬القضاا على ررُ الج‬
‫المراعة البررية (اإلي ز ‪412 .................‬‬
‫‪413 .............................................‬‬
‫‪ -5‬ركافحة أرراُ المرا ق الحا ة ‪413 ........................................‬‬
‫‪ -6‬الح رن انترا اَوبئة ‪413 ...................................................‬‬
‫‪ -7‬حماية صحة المستهله ‪414 ...................................................‬‬
‫‪ -‬حقوق اإلنسان الصحية ف المما سات الغربية ‪414 ................... .‬‬
‫‪ -8‬ال صددل السدددابع ‪ :‬اإلعدددالن الغددالم لحقدددوق اإلنسدددان [ اسدددة‬
‫رقا نة بين اإلسالم والغرب ]‪421 .............................................‬‬
‫أوه‪ :‬اإلعالن اإلسالر لحقوق اإلسالم ‪427 ...........................................‬‬
‫أ‪ -‬الم خل ‪427 ......................................................................‬‬
‫ب‪ -‬روا البيان وبرو ع ( البيان اَول ‪432 ...................................‬‬
‫‪ -‬اإلعالن اَخير ( وثيقة حقوق اإلنسان ف اإلسالم ‪450 ................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلعالن الغالم لحقوق اإلنسان ‪458 ...........................................‬‬
‫أ‪ -‬ال يباجة ‪458 ....................................................................‬‬
‫ب‪ -‬روا اإلعالن وبرو ع ‪460 .....................................................‬‬
‫ثاليا ‪ :‬ضواب المقا نة بين اإلعالن اإلسالر واإلعالن الغالم‬
‫‪467 ............‬‬
‫أ‪ -‬ضواب حقوق اإلنسان ف اإلعالن اإلسالرى ‪467 ........................‬‬
‫ب‪ -‬المقا نة بين اإلعالن اإلسالر واإلعالن الغالم ‪469 ..................‬‬
‫‪ -‬را ان ر به ثل رن اإلعالنين اإلسالرى والغالمى ‪473 ...................‬‬
‫ابغا ‪ :‬وق ة تحليلية إيمانية رقا نية رع اإلعالنين ‪474 .............................‬‬
‫أ‪ -‬وق ة رع اإلعالن الغالمى لحقوق اإلنسان ‪474 ...........................‬‬
‫ب‪ -‬وق ة رع اإلعالن اإلسالرى لحقوق اإلنسان ‪477 .........................‬‬
‫‪- -535‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ -9‬ال اتمة ‪483 .................................................................‬‬
‫‪ -10‬المراجع ‪506 ...............................................................‬‬
‫‪ -11‬ال هرس ‪527 ...............................................................‬‬
‫**********‬
‫‪- -536‬‬
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
Human Rights
between
Islam and West
( Theory and Practice )
Prof. Dr. Ahmed Abdou Awad
(The Islamic Scholar and Preacher)
March - 2010
- -537
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
In the Name of Allah the All Compassionate the All Merciful
Thanks to Allah, to Him we all owe obedience and thankfulness. We all
repent to Allah and ask Him for forgiveness. We all bear witness that there is
no god but Allah and that Muhammad is His slave and His Messenger.
The greatness of Islamic legislation lies in the highness of these
legislations, as they are facing all the nations' needs and aspirations. These
legislations represent the rights that are constituted as necessities and
priorities for both; the individual and the group at the same time, regarding
the true belief and good interpretation of Quran and Sunna.
While formulated as human rights depend on the concept that Islam is
the religion of mercy, justice, pity, humane, equity, facilitation, and taking
circumstances into account.
The Islamic street ensures the balance in these human rights among the
different rights of the person, the society, the nation and nations as a whole,
depending on the principle that these rights in Islam elicit their sources from
the Islamic law. This procedure appears to be the most ideal model known in
the history without any subjective judgments or even illiterate imitation.
) 114. Say (O Mohamed) "Shall I seek a judge other than
Allah while it is He Who has sent down unto you the Book
(Quran), explained in details." Those unto whom We gave
the scripture [the Torah and the Injeel] know that it is
revealed from your Lord in Truth. So be not you of those who
doubt. 115. And the word of your Lord has been fulfilled in
truth and in justice. None can change His words. And He is
the All- Hearer, the All- Knower. 116. And if you obey most of
those on the earth, they will mislead you far away from
Allah's path. They follow nothing but conjectures, and they
do nothing but lie.( ]surah 6. Al'nam[
First: The Importance of the study of Human Rights:
Human rights in Islam represents a very crucial issue that is closely
related to the human guarantees of mankind, that are recognized and
admitted in Islam. I hope to be related to limits of truth if I say that: Islam
advances to all legislations and laws regarding respecting human rights of
the man and humanity as a human being. ) «70» And indeed We have
- -538
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
honoured the children of Adams, and We have carried them
on the land and sea, and have provided them with ArTayyibat (lawful good things), and have preferred them
above many of those whom We have created with a marked
preferment. ( ]surah 17: Al- Isra'[ Islam has honored human kind
regardless nationality, concepts, thoughts, and beliefs. Islam also calls all the
nations to recognize to each other and tolerance, thus Islam is considered the
first to call for international human rights treaties that are looking for mutual
and joint cooperation among the different nations.
) «13» Oh mankind! We have created you from a male
and a female, and made you into nations and tribes, that
you may know one another. Verily, the most honourable of
you with Allah is that (believer) who has At- Taqwa [i.e. he
is the one of the Muttaqun (the pious.]. Verily, Allah is AllKnowing, All- Aware ( ]Surah 49: Al- Hujaraat[ Nowadays, it is just
after many centuries that the United Nations is established to unify all the
nations and realize the global security and peace.
Therefore, as mentioned in the interpretation of the verse: 13 in surah:
Al-hujaraat that the only criteria of preference among nations and individuals
is that of social and moral upgrading and elevation. As a result, all these
materialistic systems that ignored religion, suppressed feelings, and released
all the instincts have fallen down and demolished. They could not continue
as they were not based on any strong pillars.
It is an important issue to determine that the source of these rights is
the Islamic legislation, because it is being a divine legislation, it has a
religious vision of these rights that is based on the concept that man is a
slave created to worship Allah and so has no rights, but it is only Allah's will
Who granted him some rights to be honored. Thus, a right in Islam is a grant
from Allah to the individuals according to the benefit of the group.
Henceforth, Islamic legislation controls the process of using rights for the
sake of others and not to harm them. A one is not granted absolute freedom
to use rights being granted, it is restricted to the benefit of the group and not
to harm others.
Second: Honoring the man; the subject of these rights:
- -539
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
Islam is paying lots of attention and focus on the issue of honoring the
human being who is the subject of these rights. Islamic concept depends on
the idea the balance of honoring depends on the ideological obligation and
submission of human beings, as the rank of this honoring is determined by
piety, religiousness, acceptance of Allah's messengers' conversions and the
Holy Spirit's doctrines. Regarding this point, Allah said in the Holy Quran –
) «4» Verily, We created man in the best stature (mould) «5»
We reduced him to the lowest of the low. 6. Save those who
believe (in Islamic Monothiesm) and do righteous deeds.
Then they shall have a reward without end (paradise) (
]Surah 95: Al - Tin.[ The prophet Mohammed (Peace be upon him) also said
relating to this issue: "The All- Might Allah has spent you away
from the concepts of illiteracy ages, and ethnic pride. It
became just a matter of a pious believer or a licentious
infidel. All the people are the sons of Adam and Adam was
created from clay."
Third: Integrity of Rights in Islam:
The definition of rights in Islam is an integrated one in the light of
protecting the human humanity. It is considered the supreme goal of
legislation, as Shariaa (Islamic legislation) has been formulated to achieve
the benefit of humanity whether in living and after death. Their benefits are
not achieved except by realizing the five necessities which are related to
(mind, religion, soul, honor and money). They represent the main human
rights which are necessary for saving human dignity that cannot be realized
except by realizing them and protecting as rights of life, religion liberty,
choosing, performance, constructing a suitable social life, thinking and
expression of opinions.
It was not enough in Islam to determine these rights, and denoting their
benefit and importance, but also confess that to violate them is a crime and
penalty is formulated and constituted precisely.
Fourth: Balance of Rights in Islam:
Rights in Islam are balanced as Allah has organized them to regulate
the human life.
- -540
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
Islam is the bondage that gathers all the humanity to believe in Allah
and the Dom Day, as the supreme goal of religion is to elevate the human
soul, purify the heart, prevail the spirit of obedience and submission to
Allah's orders, and acknowledge the goodness and piety in the whole life.
It is considered a basic crucial requirement that enrich the soul and
the mind. It represents the aspiration of favor and soul. Religion also carries
out lots of psychological missions that make it a vital feeding to strengthen
the soul.
Thus it is clear for both the researcher and students that Islam
represents the human needs of humanity, whether regarding skills and
features. Therefore, human beings are in need to religion as a natural
instinct, as Allah created man and granted him the features and abilities to
adjust and cope to other variables. This means that religion becomes the
monitor and control centre of what is beneath and hidden in the hearts. The
motive of religion and belief is integrated to all the other human features and
powers whether physical, spiritual, psychological, moral and social as well.
Fifth: Reality of Human Rights in Islam:
Islam represents a realistic model that is framing human rights in all
its legislations that are harmonized and consistent with the human nature. It
also contains a fixed framework, as it determined these rights and limited
them to its promotion of virtues and prevention of vices. Islam determined
the guarantees to ensure these rights and clarify them as well and represented
the tools to carry them on. These procedures are against what have been
cited in the Western thinking that related these rights and legislations to
liberty and freedom principles. Western thinking gave each individual the
chance to get his/her rights depending on the benefit. It also limits them to
imaginary limits when necessary, such as confirming the principle that
individual rights and freedom ends when others' rights begins and appears,
or even confirming the idea that the state is not to interfere except once the
rights are violated, and its main responsibility is to protect these rights
without caring for affairs. Thus rights in most cases become theoretical stuff
that is not connected to the real life, as no agreement can be held related to
the benefit, besides always being greedy and selfish are prevailing. Therefore
the strong always dominates the weak and the able always control. It is also
the capitalists who impose and constitute legislations to save their own
benefits only regardless rights of the others in the society. Therefore contrast
- -541
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
appears clearly in the forms of Western legislations regarding human rights,
as some people regards that saving the criminal from penalty and saving the
thief from having his/her hands cut are a defense for their human rights,
without paying attention to the impacts of these deeds as others' rights got
lost and wasted, those who live in terror and fear of these crimes. Some
legislation regarding giving others the chance and freedom to practice
natural rights and carry out wished and desires without being limited to any
religion principles or morals. Therefore both interest and monopoly become
legitimate, and pornography and fidelity become also two rights regardless
results in the nation.
Difference appears clearly in the details of the legitimate rights in
comparison to these values related to the Western thinking, as rights in Islam
are clearly handled and detailed, not ambiguous, and are limited in the Holy
Quran and Sunna (Tradition). Quran and Sunna banned others to violate
these rights; i.e. banning killing others to save their lives, necessity of jihad
to remove slavery and monopoly of man to another man, banning adultery,
and insulting others to be whores and saving others' dignities, banning of
benefit and monopoly to save halal and acceptable benefits, banning the
strong to control and dominate the weak, caring for individuals by the state
and banning oppression among citizens and acknowledging legal justice in
the society.
Sixth: the Main topics of this Book:
The first chapter : (Human rights between the East and the West)
handled three main topics:
1. Determining the definition of human rights.
2. The historical development of human rights among the
different ages.
3. eatures and characteristics of human rights between Islam
and the West.
These points are handled in the light of Islamic legislation (Shariaa),
whether cited in the Holy Quran or the Sunna, then comparing between both
of them in one hand and the other divine religions (Christianity and Judaism)
on the other hand, the international charters and Western laws.
- -542
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
The second chapter : (Religious and Civil rights between Islam
and the West) handled two rights:
1. The right of life.
2. The right of belief.
It was handled in this chapter regarding the enrichment of Islam to
those two rights, responding to the suspicion of apostasy in comparison to
the Western practices, and discussing the different issues of retribution,
penalty, and the Western practices in the modern age.
The third chapter : handled the political rights between Islam and
the West as it is formulated into four elements:
1.
The freedom of opinion and expression.
2.
Equality.
3.
Justice.
4.
Consultation and voting.
These elements are discussed according to citations from Quran and
Sunna that assure them in Islam in comparison to the Western vision of these
rights and the Western practices of each element.
The fourth chapter : (Economic Rights
between Islam and the West) discussed three main
topics related to:
1.
Freedom to work.
2.
Freedom of the worker.
3.
Freedom of money possession.
These elements are handled also according to the interpretation of
Quran and Sunna in comparison to the Western an international charters and
systems. This chapter also handled the legitimate preventions that are related
to the economic field and are imposed in Islam.
The fifth chapter : handled ten main topics related to:
1.
Right of the orphan,
- -543
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
2.
Right of caring for disabled people,
3.
Rights of children,
4.
Rights of parents,
5.
Right of education,
6.
Right of the neighbor,
7.
Right of caring for the weak
8.
Right of caring for the aging,
9.
Right of the woman and
10.
Right of consultation and democracy of the
governing system.
There topics are handled in the light of mercy of Islamic legislation, its
insurance to achieve these rights, clarifying the position of woman in Islam,
and establishing the Islamic democratic rights that are represented in the
form of consultation in comparison to the Western practices.
The Sixth chapter : discussed (The Health Rights between Islam and
the West), and this topic was handled in the light of Islamic texts that call for
saving the environment, not to waste its resources, and caring for cleanness
in comparison to the Western procedures related to this topic.
The final chapter (chapter seven): discussed the universal
announcement of human rights as a comparative study between Islam and
the West through handling the following four items:
 First : The Islamic declaration of human rights.
 Second : The universal declaration of human rights.
 Third : Points of comparison related to the control elements
between the two declarations (Islamic and Universal).
 Fourth: Analytical faithful perspective comparing the two
declarations.
- -544
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
This chapter points out the totalitarianism of Islamic system
regarding individual and group rights.
- -545
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
Seventh : The Most Important Finding outs:
1.
The right of the modern individual is what
acknowledged as a static to the human being, whether by the
international charters or the Islamic legislation. This perspective
towards the human rights has been developing through the ages.
Judaism has called for love and right, but the Jews did not preserve
what have descended from the Divine, as they added what calls for
racism. Gospel called for peace and safety to all the humanity,
though its followers have wasted its principles and rights according
to their instincts and desires. Finally Islam brought a whole vision
regarding these rights, which is based on mercy, equity, and
considering others' rights While the Western point regarding human
rights is framed with oppression during historical development, until
the global charter of human rights is formulated that suffers from a
lack of enforcing power and so these rights can't be saved and
defended.
2.
Islam insures the right of life and belief. Islam honors
individual; alive and dead, and granted him/her the freedom of belief
and worship, according to his/her own religion. Allah legitimates
fighting to defend self and conquers. The Western perspective can't
elevate to reach such a point in particular regardless all its
legislations.
3.
The religious freedom, according to the Western
perspective, stems from the concept that religiousness is a bondage
between the individual and Creator, and is not related to the political,
economic and social life and what results from legislations and
systems. This is mainly because the state in the West is based on the
secular and national principles, and religious freedom means the
right of individual to covert to any religion or even being infidel.
While the individual rights of worship are released from religious
legal bases that are not connected to freedom. As Shariaa is related to
belief and worship details, besides other social dimension verdicts
- -546
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
that are related to saving Islam to be spoiled and saving the society
as well away from belief and ideological deviations. The devotional
human rights have been investigated regarding non-obligatory
convert to Islam for non- Muslims, the legal right of the state to
preserve the Islamic beliefs and legislations as a part of the state's
responsibility to hold on the Islamic Shara, handling the differences
that appear among Muslims and the state's duty to face infidelity
whether on the side of an individual or a group alleged to be a
Muslim one.
4.
Political rights in Islam are related the public rules
that control the society. The Islamic political perspective is based on
pillars of justice, consultation, equality, freedom and religion and
right defiance. Islam is the religion of perfection that came to save
humanity from injustice, suppression, corruption and tyranny.
5.
Islam did to the issue of slavery in a leading role as if
things are handled according to the orders of Allah, lots of
generations would not have suffered. Islam also imposed respect and
honor to women as they became partners of men in all rights and
duties.
6.
Equality in front of the court is another principle that
is handled also in Islam without discrimination and instincts.
Consultation in Islam is considered an essential right and a basic rule
of judgment. It is also related to belief. Islam precedes all the
Western systems that call for the right of the citizens to elect the
leader and the majority's opinion is to prevail, while the minorities
are to be protected regarding their right of protest and call for multi
parties, election and voting rights.
7.
Allah is the All- Judge and the All- Just Who imposed
justice and found all the required tools to make it prevail, not to be
used to monopolize and steal others' rights. This is all indicated and
clarified in Islam, not in other western systems.
- -547
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
8.
Islam determined the curriculum and method of true
economic systems and formulated their limits and structures. Islam
also considers the rights of workers through determining their rights
and duties. Work in the West is regulated according to the
capitalistic principles. It is based on work hours system, and private
rewards depending on the amount of work. Such a principle may not
be consistent with Islamic legislation that calls for reward that is
based on the worker's effort.
9.
Lots of attention is paid in Islam to the orphan,
regarding his/her education, treatment, saving their money, and
guaranteeing their living. Islam also cares for disabled people and
treating them as normal and natural people. Lots of services and
facilities are provided in Islam to those people. Treating the weak
softly, tolerantly and mercifully is also considered in Islam besides
saving their rights. Aging people are treated well according to
Islamic principles that respect and honor them all.
10.
Children have lots of rights in their families, regarding
their full care rights; i.e. named after their fathers, breastfeeding,
nursery, and healthy education as well. While Parents also have lots
of rights that are imposed on their children; i.e. treating them kindly,
obeying them, and spending on them in case of old ages and
inability.
11.
Islam has a realistic perspective towards the
environment as a public property that others must save and maintain
clean. Islam also warns individuals to be aggressive towards the
environment and to change its nature, while the West does not regard
the environment.
Eightth: Recommendations and Suggestions:
1.
Conducting further studies related to the items of
differentiating the Islamic civilization and ideology, to show the
- -548
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
strength of human rights issue in Islam and confirming the great
human need to Islam.
2.
Determining how Muslims handle the issues of
globalization and the new global system without recklessness or
exaggeration.
3.
Providing an Islamic vision related to how to deal
with the modern rights issues such as defense, struggle and how to
differentiate between both of them and terrorism.
4.
Providing the new generations within the different
educational systems with the concept of human rights in Islam and
comparing them to the Western civilization.
5.
Activating the role of observational institutions and
human rights councils and societies regarding achieving and realizing
these rights according to the individual or the group levels.
6.
Showing the religious background and references of
mutual dialogue and talk to the other regarding the Holy Quran and
Sunna, instead of civilizations' conflict.
7.
Directing the Islamic and educational media discourse
to show these legal rights and the necessity of practicing them to
realize the features of Islamic society.
8.
Showing up the role of the nations and individuals in
the process of carrying out the Islamic vision to the whole world, and
all the people's minds and souls, to pick them all up from the
illusions of life and the prevailing of benefits and private life
interests, whether in their private or public life.
9.
Releasing translated booklet in the different languages
regarding the definition of Islam, principles, discrimination between
the political, social, economic, environmental and health rights, and
differentiating the tolerant profile of Islam, especially in dealing with
- -549
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
non- muslims. These booklets should also be related to clarifying the
prosperity of Islam and the politeness of calling for Allah's word.
10.
Paying interest in unifying the thinking methods of the
Muslim nation, and avoiding controversial topics that indicate that
the nation is segregated into sectarian groups.
11.
Clarifying the features of believing immunity in the
Islamic legislation that enables safety of soul and body, and the
health immunity that depends on cleanness, and avoiding sexual
diseases, as additional and further studies should be conducted
related to that field.
12.
Identifying and clarifying the role of Islam related to
family rights and the relationship between man and woman. It also
should be clarified that the interest of Islam to construct a unified
family that is closely related to the principles and worship of Allah
and His prophet (Mohamed: Peace be upon him).
13.
Innovating Islamic institutions; formal, citizen, or
online ones that carry out the responsibility of responding and
defending the gossips released by the Western editors and media
against Islam and the prophet; Mohamed (Peace be upon him). It is
no shameful to make use of dual dialogue and debate with those
people as in most cases, those people often lacks knowledge and
awareness of Islamic principles.
14.
Clarifying the points of disorder, and corruption that
prevailed in the Western societies as well as religious scholars who
say what is not done. Some of them are charged or involved in
harassment that can't go with their positions in the society. Thus,
Islamic institutions should be established to uncover the Freud
characters of such people and errors.
15.
Calling the Islamic editors, writers and institutions to
focus attention on the impacts of the Western invasion and anti- -550
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
Islam trends which may lead to destabilizing the consequent
generations' belief.
16.
The Islamic nation is to pay lots of attention to apply
the Islamic principles and enforce Islamic legislation (Shariaa) rules
to all the public and individual levels. The Islamic nation is to purify
and cleanse itself; rulers and citizens, and groups and individuals,
from all types of monopoly, homogeneity, discrimination and racism,
besides all systems and rules that are not consistent with Islam and
Principles.
17.
Activating the Islamic nation's role related to carrying
out the mission of calling for Islam and Allah's orders, besides
guiding the other Islamic countries' embassies to carry out their
religious legal mission of calling for Islam, clarifying its principles,
discussing misguiding and suspicious points that are posted by the
other anti- Islam nations, besides holding on scientific and practical
competitions and granting rewards for Islamic studies research papers
that are related to dealing with others.
18.
Guiding workers in the field of Islamic preaching and
invitation to Islam to the methods helping them conduct their mission
to non- Muslims within the whole globe, besides clarifying the
ambiguous features of Islam that are related to consultation, justice,
mercy, tolerance, women's rights, and non- Muslims rights in Islam
as well. In addition to clarifying the wisdom and benefit lies behind
Legislative principles such as; banning financial interests, banning
adoption, conditions of accepted disobedience of the ruler,
prohibiting the vices, and the verdict of women working as judges,
war prisoners' rights in Islam, besides the verdict of abortion and why
it is banned by Allah.
19.
Guiding all the Muslims to practice their rights and
recognize their own political, economic and social rights at the same
time.
- -551
‫حقوق اإلنسان بين اإلسالم والغرب‬
20.
The call for training and educating a new generation
that believes in mutual dialogue and search for the wisdom. Besides
regarding the point that not all the Western society is oppressive and
misguiding. There are lots of positive features they enjoy such as;
estimating time, being convinced by dialogue and debate, caring for
order, estimating work, and freedom of opinion. We are to notice that
the positive values they enjoy originated from our culture, heritage
and Holy Quran, though lots of Muslims don't know these values or
practice them. There should be a sincere practice of reading in Islam
and comprehending the semantics of that great religion.
Oh Allah! Nothing is easy except for that You makes easy, and
You Allah makes the hard one an easy one. Hallelujah Lord of the
angels and the Spirit, and all the people.
- -552
Download