‫الش ـ ــؤون‬
‫األمم املتحدة‬
‫االقتصادية واالجتماعية‬
‫السكان والبيئة والتنمية‬
‫التقرير املوجز‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية‬
‫شعبة السكان‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫السكان والبيئة والتنمية‬
‫التقرير املوجز‬
‫األمم املتحدة ‪ ‬نيويورك‪2001 ،‬‬
‫‪b‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫مالحظة‬
‫إن التسميات امل ستددمة وعض املادة الواردة ي ذاا املششور ال عع ي اعإعضا‬
‫عن أي رأي على اعإطالق من جانب األمانة العامة لألمم املتحدة فيما يتعلق ابلوضع‬
‫القانوين ألي بلد أو إقليم أو مديشة أو مشطقة أو سلطاهتا‪ .‬أو فيما يتعلق بتعيني حدودذا‪.‬‬
‫وعشري أيضا كلمة “البلد” على الشحو املستددمة فيه ي نص ذاا املششور‪،‬‬
‫حسب االقتضاء‪ ،‬إىل األقاليم أو املشاطق‪.‬‬
‫وعستددم عسميات “البلدان األكثض عقدما” و “البلدان القليلة الشمو” و “أقل‬
‫البلدان منوا” عن البلدان‪ ،‬أو املشاطق ألغضا إحصائية وال ععرب ابلضضورة عن إبداء حكم‬
‫عن املضحلة اليت وصل إليها بلد أو مشطقة معيشة ي عملية التشمية‪.‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫‪UNITED NATIONS PUBLICATION‬‬
‫‪Sales No..........‬‬
‫‪ISBN...............‬‬
‫‪Copyright © United Nations 2001‬‬
‫‪All rights reserved‬‬
‫‪Printed in United Nations, New York‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫تصدير‬
‫أُعد ذاا التقضيض استجابة لقضار اجمللس االقتصادي واالجتماعي ‪ 55/1995‬املؤرخ‬
‫‪ 28‬متوز‪/‬يوليه ‪ ، 1995‬الاي أقض فيه اجمللس اختصاصات جلشة السكان والتشمية وبضانمج‬
‫عملها املتعدد السشوات احملدد األولوايت ذي املشحى املواضيعي ي دورعه الثامشة‬
‫والعشضين(‪ . )1‬واستشادا إىل بضانمج العمل املتعدد السشوات الاي يعد مبثابة إطار لتقييم‬
‫التقدم احملضز ي عشفيا بضانمج عمل املؤمتض الدويل للسكان والتشمية(‪ ،)2‬سيتم إعداد سلسلة‬
‫جديدة من التقاريض سشواي عن جمموعة خاصة من املواضيع‪ .‬وقضرت اللجشة ي مقضريها‬
‫‪ 1/1999‬و ‪ ،)3(1/2000‬أن يكون املوضوع لعام ‪ 2000‬ذو السكان والبيئة‬
‫والتشمية‪ ،‬الاي ذو موضوع ذاا التقضيض‪.‬‬
‫وحتظى االجتاذات العامة لشمو السكان السضيع‪ ،‬والتحسن االقتصادي ولكن غري‬
‫املشتظم والتدذور البيئي بقبول جيد‪ .‬إال أنه ليس من املعضوف جيدا كيف يتفاعل حجم‬
‫السكان والشمو‪ ،‬والتغيري البيئي والتشمية مع بعضها اآلخض‪ .‬ويستعض ذاا التقضيض العالقات‬
‫املتبادلة املعضوفة‪ ،‬وحيلل آخض املعلومات واملشظورات السياسية املتعلقة ابلسكان والبيئة‬
‫والتشمية‪ .‬وعتضمن املواضيع اليت يبحثها‪ :‬عطور السكان والبيئة ي مؤمتضات األمم املتحدة‬
‫الضئيسية؛ االجتاذات الزمشية ي جمال السكان والبيئة والتشمية؛ وآراء احلكومات وسياساهتا‬
‫املتعلقة ابلسكان والبيئة والتشمية؛ وحجم السكان والشمو السكاين والبيئة والتشمية؛ واهلجضة‬
‫والتغري السكاين والبيئة الضيفية؛ والصحة ومعدالت الوفيات واخلصوبة والبيئة؛ والسكان‬
‫والبيئة والتشمية ي املشاطق احلضضية‪ .‬ويلي عض ذاه املواضيع االستشتاجات اليت مت التوصل‬
‫إليها‪ .‬ويتشاول املضفق األول مسألة عوافض البياانت ونوعيتها؛ ويتشاول املضفق الثاين نظضايت‬
‫وأُطض لشماجة أثض الشمو السكاين على البيئة املادية‪.‬‬
‫وبشاء على طلب اجمللس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬عقوم شعبة السكان ي إدارة‬
‫الشؤون االقتصادية واالجتماعية التابعة لألمانة العامة لألمم املتحدة‪ .‬إبعداد عقضيض رصد‬
‫السكان ي العامل عن املوضوع الاي عشاولته اللجشة ي دورهتا ي علك السشة‪ .‬ويضافق التقضيض‬
‫الكامل نسدة موجزة وذي “التقضيض املوجز”‪ .‬ويقدم كل من ذاه التقاريض إىل اللجشة حيث‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫جتضي مشاقشتها مث عشقح عوطئة لششضذا‪ .‬وأن عقضيض السكان والبيئة والتشمية‪ :‬التقضيض املوجز ذو‬
‫الشسدة املشقحة من التقضيض املوجز عن رصد سكان العامل لعام ‪.(E/CN.9/2001/2) 2001‬‬
‫وقد أعدت ذاا التقضيض شعبة السكان ي إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية‬
‫التابعة لألمانة العامة لألمم املتحدة‪ .‬وععض شعبة السكان عن شكضذا للربوفيسور ريتشارد‬
‫بلزبورو من جامعة مشال كاروليشا‪ ،‬للبحث الاي قام به ي الفصل اخلامس عن اهلجضة‬
‫والتغري السكاين والبيئة والتشمية‪ .‬وععض شعبة السكان عن شكضذا أيضا لشعبة اعإحصاء‬
‫ ي األمم املتحدة لقيامها إبعداد املضفق عن عوافض البياانت ونوعيتها‪ .‬ونظمت شعبة السكان‬
‫ ي كانون الثاين‪/‬يشايض ‪ 2000‬حلقة دراسية ملدة يوم واحد عن السكان والبيئة والتشمية‪.‬‬
‫ونود أن نشكض املشاركني ي احللقة الدراسية لالقرتاحات املفيدة اليت قدموذا عن املدطط‬
‫العام وعن املسائل اليت يتعني الشظض فيها من أجل التقضيض وذم‪ :‬الربوفيسور ريتشارد بلزبورو‬
‫(جامعة مشال كاروليشا)‪ ،‬والدكتورة ماراي كونسيبكتيون ‪ -‬كضوز (البشك الدويل)‪ ،‬والربوفيسور‬
‫جول كوذني (جامعة روكفلض)‪ ،‬والربوفيسور عيم دايسون (كلية االقتصاد ي لشدن)‪،‬‬
‫والدكتور جريذارد ذيليغ (املعهد الدويل لتحليل الشظم التطبيقية)‪ ،‬والربوفيسور دافيد الم‬
‫كيويت )‪(Chr. Michelsen Institute‬‬
‫(جامعة ميشيغان)‪ ،‬والدكتورة كاثضين ماري مار‬
‫والربوفيسور لويس روزيضو ‪ -‬بكسيب (كوستاريكا)‪.‬‬
‫ملزيد من املعلومــات‪ ،‬يضجى االعصال مبكتب السيد‬
‫‪Joseph chamie, Director,‬‬
‫‪.Population Division, United Nations, New York, 10017, USA‬‬
‫احلواشي‬
‫(‪ )1‬الواثئق الضمسية للمجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،1995 ،‬ملحق رقم ‪7‬‬
‫)‪ ، (E/1995/27‬املضفقان األول والثاين‪.‬‬
‫(‪ )2‬عقضيض املؤمتض الدويل للسكان والتشمية‪ ،‬القاذضة‪ 13-5 ،‬أيلول‪/‬سبتمرب‬
‫‪( 1994‬مششورات األمم املتحدة‪ ،‬رقم املبيع ‪ ،(E.95.XIII.18‬الفصل‬
‫األول‪ ،‬القضار األول‪ ،‬املضفق‪.‬‬
‫(‪ )3‬الواثئق الضمسية للمجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،1999 ،‬ملحق رقم ‪5‬‬
‫)‪ ، (E/1999/25‬الفصل األول‪ ،‬الفضع جيم؛ وانظض املصدر نفسه‪،2000 ،‬‬
‫امللحق رقم ‪ ، (E/2000/25) 5‬الفصل األول‪ ،‬الفضع ابء‪.‬‬
‫‪d‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫احملتوايت‬
‫أوال ‪-‬‬
‫اثنيا ‪-‬‬
‫اثلثا ‪-‬‬
‫رابعا ‪-‬‬
‫خامسا ‪-‬‬
‫سادسا ‪-‬‬
‫سابعا ‪-‬‬
‫األول ‪-‬‬
‫الثاين ‪-‬‬
‫‪-1‬‬
‫‪-2‬‬
‫‪-3‬‬
‫األول ‪-‬‬
‫الصفحة‬
‫عصديض ‪. . . . . . . . . . . . . .iii. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .vii‬‬
‫مالحظات عفسريية ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫مقدمة ‪. . . . . . . . . . . . . .1. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫االجتاذات الزمشية ي جمال السكان والبيئة والتشمية ‪. . . . . . . . . . . . . .6. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .21‬‬
‫آراء احلكومات وسياساهتا املتعلقة ابلسكان والبيئة والتشمية ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .27‬‬
‫حجم السكان والشمو السكاين والبيئة والتشمية ‪. . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪35‬‬
‫اهلجضة والتغري السكاين والبيئة الضيفية‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .47‬‬
‫الصحة ومعدالت الوفيات واخلصوبة‪ ،‬والبيئة ‪. . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪54‬‬
‫السكان والبيئة والتشمية ي املشاطق احلضضية‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .61‬‬
‫استشتاجات ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫املرفقات‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .68‬‬
‫عوافض البياانت ونوعيتها ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .72‬‬
‫نظضايت وأطض لشماجة أثض الشمو السكاين على البيئة املادية ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫اجلداول‬
‫املعامل األساسية لسكان العامل ‪. . . . . . . . . . . . . .7. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .28‬‬
‫عطور الشواغل البيئية من األربعيشات حىت الوقت احلاضض ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫سكان الضيف ومعدل الشمو الضيفي حسب املشطقة الضئيسية أو اعإقليم‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .37‬‬
‫الضئيسي ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 2030-1960‬‬
‫األشكال‬
‫عدد سكان العامل املقدر واملتوقع حسب معامل اعإسقاط للفرتة‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .8. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 2050-1950‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪e‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫الثاين ‪-‬‬
‫الثالث‪-‬‬
‫الضابع ‪-‬‬
‫اخلامس ‪-‬‬
‫السادس ‪-‬‬
‫السابع ‪-‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .11‬‬
‫الشاعج احمللي اعإمجايل العاملي ومنو السكان‪. . . . . . . . . 2000-1750 ،‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .13‬‬
‫نصيب الف ـ ــضد من الدخـ ــل ي مشاطق العامل الضئيسية‪. . . . 1998-1975 ،‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .15‬‬
‫استددام الطاقة األولية ي مشاطق العامل الضئيسية ‪. . . . . . . 1995-1972‬‬
‫انبعااثت اثين أوكسيد الكضبون من الوقودات األحفورية ومن إنتاج‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .16‬‬
‫األمسشت‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1996-1950 ،‬‬
‫عقديضات لقدرة األر على استيعا البشض‪ ،‬مبيشة حسب اتريخ‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .30‬‬
‫التقديض ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . .41‬‬
‫الصالت بني منو سكان الضيف واهلجضة والبيئة الضيفية ‪. . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪f‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫مالحظات تفسيية‬
‫عتألف رموز واثئق األمم املتحدة من حضوف وأرقام‪.‬‬
‫وقد استددمت رموز خمتلفة ي اجلداول ي ذاا التقضيض‪ ،‬على الشحو التايل‪:‬‬
‫نقطتان (‪ )..‬وعشريان إىل عدم عوفض البياانت أو أهنا غري واردة بشكل مشفصل‪.‬‬
‫شضطتان (‪ )--‬وعشريان إىل أن املقدار صفض أو جديض ابعإمهال‪.‬‬
‫الواصلة (‪ )-‬وعشري إىل عدم انطباق املادة‪.‬‬
‫إشارة انقص (‪ )-‬قبل رقم عشري إىل انقص‪.‬‬
‫الفاصلة (‪ ),‬عستددم لإلشارة إىل كسض عشضي‪.‬‬
‫يشري استددام الواصلة (‪ )-‬بني السشوات مثل ‪ 2000-1995‬إىل كامل الفرتة‬
‫املعشية‪ ،‬من ‪ 1‬متوز‪/‬يوليه ي بداية السشة إىل ‪ 1‬متوز‪/‬يوليه ي هناية السشة‪.‬‬
‫كلمة دوالر عشري إىل دوالرات الوالايت املتحدة‪ ،‬ما مل ياكض غري ذلك‪.‬‬
‫األرقام‪.‬‬
‫ال عضاف التفاصيل والشسب املئوية ي اجلداول ابلضضورة إىل اجملاميع بسبب عدويض‬
‫عع ي كلمة “بليون” ألف مليون‪.‬‬
‫وعتألف جمموعة أقل البلدان منوا‪ ،‬على الشحو الاي حددعه اجلمعية العامة لألمم‬
‫املتحدة ي عام ‪ ،1998‬من ‪ 48‬بلدا ذي‪ :‬إثيوبيا‪ ،‬إريرتاي‪ ،‬أفغانستان‪ ،‬أنغوال‪ ،‬أوغشدا‪،‬‬
‫بشغالديش‪ ،‬بشن‪ ،‬بواتن‪ ،‬بوركيشا فاصو‪ ،‬بوروندي‪ ،‬عشاد‪ ،‬عوغو‪ ،‬عوفالو‪ ،‬جزر سليمان‪ ،‬جزر‬
‫القمض‪ ،‬مجهورية أفضيقيا الوسطى‪ ،‬مجهورية عشـزانيا املتحدة‪ ،‬مجهورية الكونغو الدميقضاطية‪ ،‬مجهورية‬
‫الو الدميقضاطية الشعبية‪ ،‬جيبويت‪ ،‬الضأس األخضض‪ ،‬رواندا‪ ،‬زامبيا‪ ،‬ساموا‪ ،‬سان عومي وبضيشسييب‪،‬‬
‫السودان‪ ،‬سرياليون‪ ،‬الصومال‪ ،‬غامبيا‪ ،‬غيشيا‪ ،‬غيشيا االستوائية‪ ،‬غيشيا ‪ -‬بيساو‪ ،‬فانواعو‪،‬‬
‫كمبوداي‪ ،‬كرييبايت‪ ،‬ليرباي‪ ،‬ليسوعو‪ ،‬مايل‪ ،‬مدغشقض‪ ،‬مالوي‪ ،‬ملديف‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬موزامبيق‪،‬‬
‫ميامنار‪ ،‬نيبال‪ ،‬الشيجض‪ ،‬ذاييت‪ ،‬اليمن‪.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪g‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫مقدمة‬
‫كان القضن العشضون قضان غري مسبوق ي نواحي الشمو السكاين والتشمية االقتصادية‬
‫والتغري البيئي‪ .‬فعلى مدى مائة عام من ‪ 1900‬إىل ‪ 2000‬منا سكان العامل من ‪1.6‬‬
‫بليون نسمة إىل ‪ 6.1‬بليون نسمة (األمم املتحدة‪ .) 2001 ،‬ومع ذلك‪ ،‬وبيشما زاد‬
‫سكان العامل قضابــة ‪ 4‬م ـضات‪ ،‬زاد الشاعج احمللي اعإمجايل احلقيقي بشسب ــة عرتاوح بي ــن ‪ 20‬و‬
‫‪ 40‬مضة (دي لونغ‪ ،) 1998 ،‬مما مسح للعامل ليس فقط ابستيعا ‪ 4‬أضعاف عدد‬
‫السكان‪ ،‬وإمنا أيضا بعمل ذلك عشد مستوايت للمعيشة ابلغة االرعفاع‪ .‬غري أن ذاا الشمو‬
‫السضيع على الصعيدين السكاين واالقتصادي اختا أشكاال متبايشة ي مجيع أحناء العامل‪ ،‬ومل‬
‫عستفد مجيع املشاطق من الشمو االقتصادي بشكل متكافئ‪ .‬ومن انحية أخضى‪ ،‬حتقق الشمو‬
‫السكاين والتشمية االقتصادية بشكل عزامن مع زايدة االستددام غري املستدام للبيئة املادية‬
‫لكوكب األر ‪.‬‬
‫وقد سبقت املشاقشات املتعلقة ابلرتابط القائم بني السكان والبيئة والتشمية االقتصادية‬
‫مبضحلة طويلة كتاابت عوماس مالتس ي آواخض القضن الثامن عشض‪ .‬فمشا أماد طويلة‪،‬‬
‫ورجال الدولة والفالسفة يعضبون عن آراء بشأن قضااي من قبيل العدد األمثل للسكان‪،‬‬
‫ومساوئ الشمو السكاين املفضط (األمم املتحدة‪ 1993 ،‬أ)‪ .‬وكان املوضوع دائم التكضار‬
‫ذو كيفية حتقيق التوازن بني السكان وعلك املوارد الطبيعية اليت عشكل وسائل العيش‪ ،‬أو‬
‫على حنو أكثض حتديدا‪ ،‬الغااء واملاء‪ .‬غري أن أصحا الشظضايت مل يشظضوا مجيعا إىل الشمو‬
‫السكاين نظضة سلبية‪ .‬وعلى وجه التحديد‪ ،‬كانت أفكار املضكشتاليني ي أورواب خالل القضنني‬
‫السابع عشض والثامن عشض عضى جوانب إجيابية ي األعداد الكبرية واملتشامية للسكان ومتيل‬
‫إىل عفضيل السياسات اليت عشجع الزواج وعكوين األسض الكبرية‪ .‬و ي وقتشا احلاضض‪ ،‬يؤكد‬
‫أعضاء مدرسة جوليان ساميون أيضا على اجلوانب اعإجيابية لألعداد السكانية الكبرية‬
‫واملتشامية (ساميون ‪.)1996 ،1990 ،1981‬‬
‫وقد بدأت مداوالت وإجضاءات األمم املتحدة ي جمال السكان والبيئة والتشمية مع‬
‫إنشاء املشظمة‪ .‬وكان ذاا املوضوع حمور مشاقشات مهمة أجضيت ي اجللسة األوىل للجشة‬
‫السكان (املسماة حاليا جلشة السكان والتشمية) املعقودة ي عام ‪ 1947‬وظل مشا ذلك‬
‫احلني موضوعا متكضرا ي جدول أعمال املشظمة‪ ،‬سواء على الصعيد الربملاين أو التق ي‪ .‬و ي‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫السشوات األوىل لألمم املتحدة عشدما كان عدد سكان العامل يزيد قليال عن ثلث عددذم‬
‫حاليا‪ ،‬كانت الق ضااي البيئية املتصلة ابلسكان والتشمية أميل إىل أن عصاغ ي نواحي عتعلق‬
‫ابملوارد الطبيعية الالزمة ملواصلة الشمو السكاين والتشمية االقتصادية‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬
‫كانت القضااي املتعلقة بتوافض األر واعإنتاج الزراعي ذي األغلب بشكل عام‪ .‬وكانت‬
‫البياانت املتعلقة ابالجتاذات الدميغضافية واالجتماعية ‪ -‬االقتصادية ي البلدان الشامية‬
‫شحيحة للغاية ي ذاا الوقت‪ .‬وعضكزت الدراسات األوىل على حالة البلدان الصشاعية وبيان‬
‫أثض التشمية االجتماعية – االقتصادية على االجتاذات السكانية (أي على معدالت اخلصوبة‬
‫والوفيات واهلجضة)‪.‬‬
‫وشهدت حقبة الستيشات زايدة الوعي مبسألة وصول الشمو السكاين العاملي إىل‬
‫مستوايت عالية غري مسبوقة‪ ،‬وذي حالة عشاولتها كثري من الدراسات واملشاقشات ابعتبارذا‬
‫مدعاة للقلق اجلسيم‪ .‬فقد وردت ي عقضيض لألمني العام معشون “مشاكل البيئة البشضية”‬
‫إفادة مؤداذا أن “الشمو االنفجاري ي أعداد البشض” أييت ي مقدمة األزمات املشارة‬
‫ابلسوء على نطاق العامل فيما يتعلق ابلعالقة بني اعإنسان والبيئة (األمم املتحدة‪،‬‬
‫ومثَّل ذاا التقضيض خطوة حامسة حنو عقد مؤمتض األمم املتحدة املع ي ابلبيئة‬
‫‪َ .)1969‬‬
‫البشضية ي استكهومل‪ ،‬ي حزيضان‪/‬يونيه ‪ ،1972‬الاي كان أول مؤمتض حكومي دويل على‬
‫نطاق العامل بشأن محاية البيئة‪.‬‬
‫وشكلت ُحمصلة ذاا املؤمتض – وذي إعالن مؤمتض األمم املتحدة املع ي ابلبيئة البشضية‬
‫(األمم املتحدة‪ ، 1973 ،‬الفصل األول) وبضانمج عمل البيئة البشضية (املضجع نفسه‪،‬‬
‫الفصل الثاين) – أساس أنشطة مشظومة األمم املتحدة املتعلقة ابلقضااي البيئية خالل حقبيت‬
‫السبعيشات والثمانيشات‪ .‬وأكد ذاا اعإعالن (الفقضة ‪ )5‬أن “الشمو الطبيعي للسكان يوجد‬
‫مشاكل مستمضة ي احلفاظ على البيئة‪ ،‬وأنه يتعني اختاذ سياسات وعدابري وافية‪ ،‬حسب‬
‫االقتضاء‪ ،‬ملواجهة ذاه املشاكل”‪ .‬غري أن اعإعالن أشار أيضا إىل أنه “من بني مجيع‬
‫األشياء ي العامل‪ ،‬فإن اعإنسان ذو األمثن”‪ ،‬والحظ “أن الشاس ذم الاين حيضكون التقدم‬
‫االجتماعي وخيلقون الثضوة االجتماعية ويطورون العلم والتكشولوجيا‪ ،‬وأنه من خالل عملهم‬
‫الشاق عشهد البيئة البشضية حتوالت مستمضة” ومضى اعإعالن أتكيدا هلاه امللحوظات‬
‫اعإجيابية إىل القول أبنه “ ابالقرتان مع التقدم االجتماعي والتشمية ي جمال اعإنتاج والعلم‬
‫والتكشولوجيا‪ ،‬فإن قدرة اعإنسان على حتسني البيئة عزيد يوما عن يوم”‪ .‬غري أن مؤمتض‬
‫‪2‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫استكهومل مل يتدا موقفا بشأن اآلاثر العاملية الشامجة عن الشمو السكاين‪ ،‬وسلم أبن ذشاك‬
‫بعض املشاطق اليت يؤدي الشمو السكاين فيها إىل إحباط اجلهود اعإمنائية‪ ،‬ي حني عوجد‬
‫مشاطق أخضى عقل فيها الكثافات السكانية بدرجة كبرية حتول دون حتقيق الكفاءة‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫وعُقد أول مؤمتض عاملي حكومي دويل للسكان ي بوخارست ي عام ‪.1974‬‬
‫واعتمد مؤمتض األمم املتحدة العاملي للسكان (األمم املتحدة ‪ ،1975‬الفصل األول) خطة‬
‫العمل العاملية للسكان اليت وضعت إطارا للمسائل البيئية من انحيتها املتعلقة ابلشصيب‬
‫الفضدي ي استددام املوارد العاملية‪ .‬وحثت اخلطة البلدان املتقدمة الشمو على اعتماد‬
‫سياسات مالئمة ي جمال السكان واالستهالك واالستثمار‪ ،‬آخاة بعني االعتبار ضضورة‬
‫حتقيق عقدم أساسي ي كفالة اعإنصاف الدويل‪.‬‬
‫ومل حتتل املسائل البيئية مكانة ابرزة حتديدا على جدول األعمال العام لثاين مؤمتض‬
‫عاملي مع ي ابلسكان‪ ،‬وذو املؤمتض الدويل املع ي ابلسكان املعقود ي مكسيكو سييت ي عام‬
‫‪ . 1984‬غري أن التوصيات اليت أصدرذا املؤمتض بشأن زايدة عشفيا خطة العمل العاملية‬
‫للسكان (األمم املتحدة‪ ،1984 ،‬الفصل األول‪ ،‬الفضع ابء (اثلثا ورابعا)) مضت خطوة‬
‫أخضى أبعد من نتائج مؤمتض بوخارست بتحديدذا القضااي البيئية كبعد ي الصلة بني‬
‫السكان ‪ -‬التشمية على الصعيد العاملي‪ ،‬وحثت مجيع البلدان اليت شهدت اختالالت ي‬
‫اجتاذات الشمو السكاين و ي االحتياجات من املوارد واالحتياجات البيئية على عشفيا‬
‫سياسات لتصحيح ذاه االختالالت‪ .‬واستددم املؤمتض لغة أصبحت فيما بعد الضكيزة‬
‫األساسية لشموذج التشمية ي التسعيشات‪ ،‬أكد فيها أن وضع أذداف وسياسات سكانية‬
‫وطشية ال بد أن أيخا بعني االعتبار ضضورة حتقيق التشمية االقتصادية املستدامة بيئيا ي‬
‫األجل الطويل (املضجع نفسه‪ ،‬الفضع ابء‪ ،‬الفقضة ‪.)8‬‬
‫أما مؤمتض األمم املتحدة املع ي ابلبيئة والتشمية املشعقد ي ريو دي جانريو ابلربازيل‪ ،‬ي‬
‫عام ‪ ،1992‬فكان معلما ابرزا ي مسرية عطور الوعي الدويل ابلصالت القائمة بني‬
‫السكان والبيئة والتشمية استشادا إىل مفهوم التشمية املستدامة اليت أحكمت صياغتها قبل‬
‫عضفت اللجشة التشمية املستدامة أبهنا‬
‫عدة سشوات اللجشة العاملية املعشية ابلبيئة والتشمية‪ .‬وقد َّ‬
‫“التشمية اليت عفي ابحت ياجات احلاضض دون املساس بقدرة األجيال املقبلة على الوفاء‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫ابحتياجاهتا” (اللجشة العاملية املعشية ابلبيئة والتشمية‪ ،1987 ،‬نظضة عامة بعشوان “من‬
‫كوكب واحد إىل عامل واحد” الفضع طاء‪ ،‬الفقضة ‪ .)8‬وحدد إعالن ريو للبيئة والتشمية‬
‫(األمم املتحدة ‪ 1993‬أ‪ ،‬القضار ‪ ،1‬املضفق األول) السياسات السكانية ابعتبارذا عشصضا‬
‫متكامال ي التشمية املستدامة‪ .‬ونص املبدأ ‪ 8‬ي إعالن ريو على أنه “من أجل حتقيق‬
‫التشمية املستدامة واالرعقاء بشوعية احلياة جلميع الشعو يشبغي أن ععمل الدول على احلد‬
‫من أمناط اعإنتاج واالستهالك غري املستدامة وإزالتها وعشجيع السياسات الدميغضافية‬
‫املالئمة”‪ .‬وغطى الفصل ‪ 5‬ي جدول أعمال القضن ‪( 21‬املضجع نفسه‪ ،‬املضفق الثاين)‬
‫موضوع الديشاميات الدميغضافية واالستدامة وذكض “أن منو السكان واعإنتاج ي العامل‪،‬‬
‫ابعإضافة إىل وجود أمناط استهالكية غري مستدامة‪ ،‬يضعان عبئا كبريا على قدرات دعم‬
‫احلياة ي كوكبشا” (الفقضة ‪.)3-5‬‬
‫و ي املؤمتض الدويل للسكان والتشمية املعقود ي القاذضة ي عام ‪ ،1994‬أعيد عشاول‬
‫ذاه املوضوعات‪ .‬ومتثَّل املوضوع احملوري ملؤمتض القاذضة ي السعي إىل إجياد التوازن بني‬
‫السكان والشمو االقتصادي املتواصل والتشمية املستدامة‪ .‬والحظ بضانمج عمل املؤمتض الدويل‬
‫للسكان والتشمية الاي اعتمده املؤمتض (األمم املتحدة‪ ،1995 ،‬القضار ‪ ،1‬املضفق) أن‬
‫“ ذشاك وعيا متزايدا أبن قضااي السكان والفقض وأمناط اعإنتاج واالستهالك والبيئة ذي‬
‫قضااي وثيقة االرعباط لدرجة أنه ال ميكن حبث أي مشها على انفضاد” (الفقضة ‪ .)5-1‬ونُظض‬
‫إىل العوامل السكانية ي بعض األحيان ابعتبارذا مثبطات للتشمية املستدامة‪“ :‬ألن العوامل‬
‫الدميغضافية‪ ،‬عشدما عقرتن ابلفقض واالفتقار إىل فضصة الوصول إىل املوارد ي بعض اجملاالت‪،‬‬
‫واعإفضاط ي االستهالك وأمناط اعإنتاج التبديدية ي جماالت أخضى‪ ،‬عسبب أو عؤدي إىل‬
‫عفاقم مشاكل التدذور البيئي ونفاد املوارد‪ ،‬ومن مث ععضقل التشمية املستدامة” (الفقضة ‪-3‬‬
‫‪)25‬؛ كما أن “ الضغوط اليت عقع على البيئة ميكن أن عكون انمجة عن منو السكان‬
‫السضيع وعوزيعهم وذجضهتم وال سيما ي الشظم اعإيكولوجية السضيعة التأثض” (الفقضة ‪-3‬‬
‫‪ .)26‬ويشري بضانمج العمل أيضا إىل أن “زايدة بطء الشمو السكاين ي عدد كبري من‬
‫البلدان أدى إىل إاتحة مزيد من الوقت للتكيف مع الزايدات السكانية ي املستقبل‪ ،‬مما‬
‫أدى إىل زايدة مقدرة علك البلدان على التصدي للفقض ومحاية وإصالح البيئة وبشاء القاعدة‬
‫الالزمة للتشمية املست دامة مستقبال‪ .‬بل أن عقدا واحدا فحسب عستغضقه عملية التحول إىل‬
‫استقضار مستوايت اخلصوبة ميكن أن يرتك أثضا إجيابيا كبريا ي نوعية احلياة” (الفقضة ‪-3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫‪ .)14‬وسلم املؤمتض “ ابملسامهة احلامسة اليت يقدمها التثبيت املبكض لسكان العامل ي إجناز‬
‫التشمية املستدامة” (الفقضة ‪.)11-1‬‬
‫وقد عقد مؤمتض األمم املتحدة للمستوطشات البشضية (املوئل الثاين) ي اسطشبول‪،‬‬
‫برتكيا خالل الفرتة من ‪ 3‬إىل ‪ 14‬حزيضان‪/‬يونيه ‪ .1996‬وحظيت العالقات املتبادلة بني‬
‫السكان والبيئة والتشمية بدراسة واسعة وخاصة فيما يتعلق مبسائل التمدين‪ .‬وأقض إعالن‬
‫اسطشبول بشأن املستوطشات البشضية (األمم املتحدة‪ 1997 ،‬ج‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬القضار ‪،1‬‬
‫املضفق األول)‪ ،‬أبن كال من أمناط االستهالك واعإنتاج غري املستدامة‪ ،‬والتغريات غري‬
‫املستدامة اليت عطضأ على السكان ذي من العوامل اليت يلزم معاجلتها لتحسني نوعية احلياة‬
‫ ي املستوطشات البشضية‪ .‬وأ شري ابلتحديد إىل التغريات الطارئة على البشية والتوزيع‪ ،‬وال سيما‬
‫املشحى حنو التمضكز الشديد للسكان‪ .‬وأشار جدول أعمال املوئل‪( ،‬املصدر نفسه‪ ،‬املضفق‬
‫الثاين)‪ ،‬التمدين السضيع‪ ،‬ومتضكز سكان احلضض ي املدن الكربى‪ ،‬وزحف املدن إىل مشاطق‬
‫جغضافية أوسع ومنو املدن الضدمة بسضعة إىل أهنا من بني أكثض التحوالت أمهية ي‬
‫املستوطشات البشضية‪ .‬وحدد الشمو السكاين واهلجضة أبهنا من بني العوامل اليت عؤثض على‬
‫العملية‪ .‬وسيجضي استعضا وعقييم شاملني لتشفيا نتائج املوئل الثاين ي دورة استثشائية‬
‫ععقدذا اجلمعية العامة ي الفرتة من ‪ 6‬إىل ‪ 8‬حزيضان‪/‬يونيه ‪.2001‬‬
‫وجضى أول استعضا وعقييم شاملني لتشفيا جدول أعمال القضن ‪ 21‬ي سياق‬
‫الدورة االستثشائية للجمعية العامة املعقودة ي حزيضان‪/‬يونيه ‪ .1997‬كما جضى اعتماد‬
‫بضانمج مواصلة عشفيا جدول أعمال القضن ‪( 21‬قضار اجلمعية العامة د إ – ‪ ،2/19‬املضفق)‪.‬‬
‫والحظ الربان مج أن معدالت الشمو السكاين شهدت افخفاضا على مستوى العامل‪ ،‬وأنه‬
‫جضى إسقاط اجتاذاهتا حبيث عؤدي إىل استقضار عدد سكان العامل ي مشتصف القضن‬
‫احلادي والعشضين‪ ،‬وأنه ال بد من التسليم ابلصالت احلامسة بني االجتاذات الدميغضافية‬
‫وعوامل التشمية املستدامة‪ .‬وسيجضي اثين استعضا وعقييم جلدول أعمال القضن ‪21‬‬
‫(استعضا وعقييم السشوات العشض لتشفيا نتائج مؤمتض األمم املتحدة املع ي ابلبيئة والتشمية)‬
‫ ي عام ‪.2002‬‬
‫وعشاولت دورة اجلمعية العامة االستثشائية احلادية والعشضون الستعضا وعقييم عشفيا‬
‫بضانمج عمل املؤمتض الدويل للسكان والتشمية‪ ،‬الشواغل البيئية (انظض قضار اجلمعية العامة د إ‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫– ‪ ،2/21‬املضفق)‪ .‬وأعاد القضار جمددا التشديد على أن “االستقضار املبكض لعدد سكان‬
‫العامل ميكن أن يقدم مسامهة حامسة ي حتقيق اهلدف األكرب املتمثل ي التشمية املستدامة”‬
‫(املضجع نفسه‪ ،‬الفقضة ‪.)7‬‬
‫أوال ‪ -‬االجتاهات الزمنية يف جمال السكان والبيئة والتنمية‬
‫السكان‬
‫شهد القضن العشضون زايدة غري عادية ي عدد سكان العامل من ‪ 1.6‬بليون نسمة‬
‫إىل ‪ 6.1‬بليون نسمة‪ ،‬وحدثت ‪ 80‬ي املائة من ذاه الزايدة مشا عام ‪( 1950‬الشكل‬
‫األول)‪ .‬وعسبب ي حدوث ذاه الزايدة السضيعة للسكان االفخفاضات الكبرية ي معدالت‬
‫الوفيات وخاصة ي املشاطق األقل منوا اليت ارعفع فيها متوسط العمض املتوقع عشد امليالد مبا‬
‫يزيد على ‪ 20‬عاما خالل الشصف الثاين من القضن‪ .‬ونتيجة لالك‪ ،‬زاد عدد سكان العامل‬
‫مضعني ونصف املضة عقضيبا مشا عام ‪ ،1950‬وبلغ معدل الشمو العاملي ذروعه وذي ‪2.04‬‬
‫ ي املائة ي السشة خالل أواخض الستيشات‪ .‬و ي أواخض الثمانيشات كانت الزايدات اليت‬
‫عضاف إىل عدد السكان سشواي وقدرذا ‪ 86‬مليون نسمة ذي األكرب على مدى التاريخ‪.‬‬
‫وقد أضاف العامل البليون األخري إىل إمجايل سكانه خالل فرتة اثشيت عشضة سشة فقط (من‬
‫‪ 1987‬إىل ‪ )1999‬وذي أقصض فرتة ي التاريخ لزايدة سكانية قدرذا بليون نسمة‪.‬‬
‫إال أن منو سكان العامل افخفض بشكل واضح مع افخفا معدالت اخلصوبة‪ .‬ففي‬
‫الفرتة بني ‪ 1970-1965‬و ‪ 2005-2000‬افخفض معدل اخلصوبة ي العامل من‬
‫‪ 4.9‬مولود إىل ‪ 2.7‬مولود لكل امضأة‪ .‬وعشري التقديضات إىل أن معدل الشمو الضاذن يبلغ‬
‫‪ 1.2‬ي املائة سشواي‪ ،‬وأن صا ي عدد األفضاد الاين يضافون سشواي إىل سكان العامل يبلغ‬
‫‪ 77‬مليون نسمة‪ .‬ورغم االفخفا احلاصل ي معدل اخلصوبة ووصوهلا إىل مستوايت‬
‫معتدلة نسبيا‪ ،‬إال أن عدد املواليد ي ازدايد نتيجة لشمو عدد الشساء ي سن اعإجنا ‪ .‬و ي‬
‫الفرتة ‪ 1970-1965‬كان املعدل السشوي املتوســط لعـدد املواليد ي أقل املشاطق منوا يبلغ‬
‫‪ 101‬ملي ــون نسمـ ــة‪ ،‬أما اآلن فيقدر ذاا العدد حبوايل ‪ 120‬مليون نسمة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫ومن املتوقع أن يستمض عدد سكان العامل ي الشمو (اجلدول ‪ .)1‬واستشادا إىل معامل‬
‫اخلصوبة املتوسط‪ ،‬الاي يفرت وجود خصوبة مبعدل إحالل قدره ‪ 2.1‬طفال للمضأة‪،‬‬
‫يتوقع أن يصل عدد سكان العامل إىل ‪ 9‬باليني نسمة ي عام ‪ 2043‬و‪ 9.3‬بليون نسمة‬
‫ ي عام ‪ . 2050‬غري أن حجم السكان على املدى الطويل حساس للحيودات الصغرية ي‬
‫مستوايت اخلصوبة‪ .‬فعلي سبيل املثال‪ ،‬يسفض معامل اخلصوبة املشدفضة حيث عقل‬
‫اخلصوبة مبقدار نصف طفل عن معامل معدل اخلصوبة املتوسط‪ ،‬عن افخفا ي عدد‬
‫السكان إىل ‪ 3.9‬بليون نسمة ي عام ‪ .2050‬وعلى الشقيض من ذلك‪ ،‬يؤدي سيشاريو‬
‫للدصوبة املضعفعة يفرت معدل خصوبة يزيد مبقدار نصف طفل عن معامل معدل‬
‫اخلصوبة املتوسط إىل زايدة عدد السكان إىل ‪ 10.9‬بليون نسمة ي عام ‪2050‬‬
‫(الشكل األول)‪.‬‬
‫اجلدول ‪1‬‬
‫املعامل األساسية لسكان العامل‬
‫السكان‬
‫السشة‬
‫بلغ عدد سكان العامل‬
‫بليون نسمة واحد‬
‫بليوان نسمة‬
‫‪ 3‬باليني نسمة‬
‫‪ 4‬باليني نسمة‬
‫‪ 5‬باليني نسمة‬
‫‪ 6‬باليني نسمة‬
‫ ي ‪1804‬‬
‫ ي ‪( 1927‬بعد ‪ 123‬سشة)‬
‫ ي ‪( 1960‬بعد ‪ 33‬سشة)‬
‫ ي ‪( 1974‬بعد ‪ 14‬سشة)‬
‫ ي ‪ ( 1987‬بعد ‪ 13‬سشة)‬
‫ ي ‪( 1999‬بعد ‪ 12‬سشة)‬
‫‪ 7‬باليني نسمة‬
‫‪ 8‬باليني نسمة‬
‫‪ 9‬باليني نسمة‬
‫ ي ‪( 2012‬بعد ‪ 13‬سشة)‬
‫ ي ‪( 2026‬بعد ‪ 14‬سشة)‬
‫ ي ‪( 2043‬بعد ‪ 17‬سشة)‬
‫وميكن أن يصل عدد سكان العامل إىل‬
‫املصدر‪ :‬األمم املتحدة (‪ 2001‬أ)‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫الشكل األول‬
‫عدد سكان العامل املقدر واملتوقع حسب معامل اإلسقاط للفرتة ‪2050-1950‬‬
‫‪14‬‬
‫ثابت‬
‫‪12‬‬
‫مرتفع‬
‫‪10‬‬
‫متوسط‬
‫منخفض‬
‫‪6‬‬
‫السكان (بالباليين)‬
‫‪8‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2050‬‬
‫‪2040‬‬
‫‪2030‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1980‬‬
‫‪1970‬‬
‫‪1960‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1950‬‬
‫السنة‬
‫املصدر‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫األمم املتحدة (‪2001‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫ونظضا إىل أن مشاطق العامل ختتلف ي مضاحل حتوهلا من املعدالت العالية إىل املعدالت‬
‫املشدفضة للوفيات واخلصوبة‪ ،‬ختتلف أيضا مسارات الشمو اليت عتبعها‪ ،‬مما يشجم عشه وجود‬
‫حتوالت مهمة ي التوزيع اجلغضا ي للسكان‪ .‬ففي عام ‪ ،1950‬كان ‪ 68‬ي املائة من‬
‫سكان العامل يقطشون املشاطق األقل منوا‪ ،‬و ي الوقت احلاضض يقطن ‪ 80‬ي املائة من سكان‬
‫العامل علك املشاطق‪ .‬ومن مجلـ ــة اعإضافـ ــة السشوية إىل سكان العامل وعددذا ‪ 77‬مليون‬
‫نسمة‪ ،‬يعيش ‪ 97‬ي املائة ي املشاطق األقل منوا‪.‬‬
‫كما أن أثض اهلجضة الدولية على الشمو السكاين ي املشاطق األكثض منوا آخا أيضا ي‬
‫الزايدة‪ .‬فصا ي عدد املهاجضين الاين امتصتهم اقتصادات السوق الغضبية ي الفرتة بني‬
‫عامي ‪ 1970‬و ‪ 1995‬وعددذم ‪ 35‬مليون نسمة ميثلون ‪ 28‬ي املائة من جممل منوذا‬
‫السكاين‪ ،‬ي حني أدت خسارة ذؤالء املهاجضين إىل ختفيض الشمو السكاين ي ابقي أحناء‬
‫العامل أبقل من ‪ 2‬ي املائة‪ .‬وعلى الشطاق العاملي‪ ،‬ارعفع عدد األشداص الاين انتقلوا إىل‬
‫دولة أخضى إىل أكثض من ‪ 125‬مليون مهاجض (األمم املتحدة ‪ 2001 ،‬أ)‪.‬‬
‫ومثة اجتاه سكاين حيوي آخض ذو صلة يتمثل ي عملية التمدين‪ .‬فبيشما كان ‪ 30‬ي‬
‫املائة من سكان العامل ي عام ‪ 1950‬يعيشون ي مشاطق حضضية‪ ،‬فإن نسبة ذؤالء زادت‬
‫إىل ‪ 47‬ي املائة حبلول عام ‪ .2000‬ويتوقع أن يصبح عدد سكان احلضض مساواي لعدد‬
‫سكان الضيف ي عام ‪ .2007‬ومع عزايد عملية التمدين‪ ،‬أصبحت املدن الضدمة أكثض‬
‫عددا وزادت أحجامها إىل حدود كبرية‪ .‬وبدأ عدد سكان الضيف ابلتشاقص ي املشاطق‬
‫األكثض منوا قبل عام ‪ 1950‬بفرتة طويلة؛ وعلى العكس من ذلك عضاعف عدد سكان‬
‫الضيف ي املشاطق األقل منوا فيما بني السشوات ‪ 1950‬و ‪.2000‬‬
‫النمو االقتصادي والفقر‬
‫أدى التوسع اهلائل ي اعإنتاج العاملي من السلع واخلدمات بسبب التغريات‬
‫التكشولوجية واالجتماعية واالقتصادية إىل متكني العامل من استيعا زايدات أكرب ي أعداد‬
‫السكان وأتمني مستوايت أرفع للمعيشة مقارنة أبي وقت مضى ي التاريخ‪ .‬وعتمثَّـل أذم‬
‫مظاذض الشمو االقتصادي ي الشصف الثاين من القضن العشضين ي مستني ابرزعني مها سضعته‬
‫غري املسبوقة وعوزيعه غري املتكافئ بني البلدان واملشاطق‪ .‬وبني األعوام ‪ 1950‬و ‪،2000‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫زاد الشاعج احمللي اعإمجايل ي العامل ابألسعار الثابتة مثانية أضعاف (صشدوق الشقد الدويل‪،‬‬
‫‪ .)2000‬وخالل الفرتة ذاهتا‪ ،‬منا عدد سكان العامل من ‪ 2.5‬بليون نسمة ي عام‬
‫‪ 1950‬إىل ‪ 6.1‬بليون نسمة ي عام ‪ .2000‬ونظضا خلُطـى التقدم السضيعة ي اجملال‬
‫التكشولوجي‪ ،‬ظل منو الشاعج متقدما خبطَـى كبرية على منو السكان (الشكل الثاين) وجنمت‬
‫عشه أيضا زايدة ي الشصيب الفضدي من الشاعج احمللي اعإمجايل عُقدر بثالثة أضعاف‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫الشكل الثاين‬
‫الناتج احمللي اإلمجايل العاملي ومنو السكان‪2000-1750 ،‬‬
‫الضقم القياسي × (‪)100 = 1900‬‬
‫الشاعج احمللي اعإمجايل احلقيقي‬
‫السكان‬
‫‪2000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1600‬‬
‫‪1600‬‬
‫‪1200‬‬
‫‪1200‬‬
‫‪Real GDP‬‬
‫‪800‬‬
‫العاصمة)‪،‬‬
‫املصدر‪800:‬صشدوق الشقد الدويل‪ ،‬عوقعات االقتصاد العاملي لعام ‪( 2000‬واششطن‬
‫استشادا إىل “عقديض الشا عج احمللي اعإمجايل العاملي ‪ -‬مليون سشة قبل امليالد وحىت‬
‫‪Population‬‬
‫‪ 400‬ي‬
‫‪400‬الوقت احلاضض” ‪ ،‬ج‪ .‬بضادفورد دي لونغ (قسم االقتصاد‪ ،‬جامعة كاليفورنيا‬
‫بريكيلي‪.)1998 ،‬‬
‫‪0‬‬
‫)‪Index (1900 = 100‬‬
‫السشة‬
‫‪0‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1950‬‬
‫‪1850‬‬
‫‪1900‬‬
‫‪1800‬‬
‫‪1750‬‬
‫‪Year‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫غري أن املكاسب املتحققة من الشمو غري املسبوق ي االقتصاد العاملي عوزعت‬
‫بشكل متفاوت‪ .‬وحتجب البياانت اعإمجالية التبايشات الواسعة ي الدخول احلاصلة على‬
‫مدى الوقت (الشكل الثالث)‪ .‬وعلى الضغم من ارعفاع معدل الشصيب الفضدي من الشاعج‬
‫احمللي اعإمجايل ي الضبع األكثض ثضاء من سكان العامل مبعدل ستة أضعاف على مدى القضن‪،‬‬
‫فإن معدل الزايدة ي الدخول ابلشسبة للضبع األفقض من سكان العامل منا أبقل من ثالثة‬
‫أضعاف (صشدوق الشقد الدويل‪ .)2000 ،‬وافخفضت الشسبة املئوية لسكان العامل الاين‬
‫يعيشون ي فقض مدقع (على أقل من دوالر واحد من دوالرات الوالايت املتحدة ي اليوم)‬
‫من حوايل ‪ 28‬ي املائة ي عام ‪ 1987‬إىل ‪ 24‬ي املائة ي عام ‪ .1998‬ومع ذلك‪،‬‬
‫فإن عدد الفقضاء املطلق عغري عغريا طفيفا وبلغ ي عام ‪ 1998‬زذاء ‪ 1.2‬بليون نسمة‬
‫(البشك الدويل‪ .)2000 ،‬ويعود الفقض إىل طائفة من العوامل من بيشها مستوى الدخل‬
‫وحالة الصحة والتعليم‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫الشكل الثالث‬
‫نصيب الفرد من الدخل يف مناطق العامل الرئيسية‪1998-1975 ،‬‬
‫‪25,000‬‬
‫بلدان منطقة التعاون والتنمية‬
‫في الميدان االقتصادي(أ)‬
‫‪20,000‬‬
‫أمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬
‫الكاريبي‬
‫شرق آسيا والمحيط ال هادئ‬
‫(باستثناء البلدان المرتفعة‬
‫الدخل)‬
‫البشك آسياالدويل‪ ،‬مؤشضات التشمية العاملية لعام ‪ ،2000‬قضص مدمج‪.‬‬
‫املصدر‪:‬‬
‫جنوب‬
‫عرب عن نصيب الفضد من الشاعج احمللي اعإمجايل بدوالرات دولية ابستددام معدالت‬
‫‪10,000‬‬
‫مالحظة‪ :‬يُ ر‬
‫حتويلالكبرىععادل القوة الشضائية‪.‬‬
‫أفريقيا جنوب الصحراء‬
‫(أ) مشظمة التعاون والتشمية ي امليدان االقتصادي‬
‫بالدوالرات الدول ية‬
‫السشة‬
‫‪15,000‬‬
‫‪5,000‬‬
‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬
‫‪2000‬‬
‫‪1995‬‬
‫‪1985‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪1980‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1975‬‬
‫السنة‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫و ي السشوات األخرية انتقل حمور جهود التشمية من الرتكيز عقليداي على الشصيب‬
‫الفضدي من الدخل إىل الرتكيز على حتسني الصحة والتعليم واملضافق الصحية كسمات‬
‫لتحقيق التشمية‪ .‬فمثال‪ ،‬حقق عدد من البلدان حمدود الدخل حتسيشا كبريا ي نوعية احلياة‬
‫وطوهلا‪ .‬وعكست ذاه التحسيشات الشجاحات املتحققة ي عوفري اخلدمات االجتماعية‬
‫األساسية مثل التعليم والتزويد ابملياه املأمونة واملضافق الصحية‪ .‬وأدت ذاه الشجاحات‬
‫بدورذا إىل ختفيض معدل وفيات الضضع واألطفال ومعدالت األمية‪ ،‬وزايدة العمض املتوقع‬
‫وعدد امللتحقني ابملدارس‪.‬‬
‫استهالك الطاقة وانبعااثهتا‬
‫عشبثق أمه ية الطاقة واملواد األولية من دورذا املزدوج ي عوفري القواعد للششاط‬
‫االقتصادي والضفاه اعإنساين من انحية‪ ،‬ي الوقت الاي متثل فيه من انحية أخضى قوة دافعة‬
‫كامشة وراء كثري من الشواغل البيئية مثل التغري املشاخي واألمطار احلمضية والتلوث‪.‬‬
‫ومبا أن استهالك الطاقة دالة للشمو االقتصادي ومستوى التشمية‪ ،‬فإن ذاا‬
‫االستهالك ال يتوزع ي العامل ابلتساوي‪ .‬ورغم عقلص حصة االقتصادات السوقية املتقدمة‬
‫الشمو‪ ،‬اليت متثل ُُخس سكان العامل‪ ،‬من الطاقة‪ ،‬فإن ذاه االقتصادات عستهلك حوايل‬
‫‪ 60‬ي املائة من الطاقة األولية ي العامل (انظض الشكل الضابع)‪ .‬ومع ذلك فإنه نتيجة‬
‫للتشمية واالستبدال السضيع ملوارد الطاقة التقليدية ابملوارد التجارية (خاصة األحفورية)‪ ،‬ي‬
‫البلدان الشامية أصبح يتوفض هلاه البلدان أمناط استهالك شبيهة ابألمناط السائدة ي‬
‫االقتصادات السوقية املتقدمة الشمو‪ .‬إال أن نصيب الفضد من استهالك الطاقة ي جممل‬
‫البلدان الشامية ال يزال أدىن بكثري من نصيب الفضد ي االقتصادات السوقية املتقدمة الشمو‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫الشكل الرابع‬
‫استخدام الطاقة األولية يف مناطق العامل الرئيسية ‪1995-1972‬‬
‫املعادل ألطشان الشفط (ابملليون)‬
‫مشظمة التعاون والتشمية ي‬
‫امليدان االقتصادي(أ)‬
‫أورواب الشضقية‬
‫آسيا‬
‫أمضيكا الالعيشية‬
‫أفضيقيا‬
‫السشة‬
‫املصدر‪ :‬الوكالة الدولية للطاقة‪ ،‬موازين الطاقة للبلدان غري األعضاء ي مشطقة التعاون والتشمية‬
‫ ي امليدان االقتصادي ‪( 1997-1996‬ابريس‪.)1999 ،‬‬
‫(أ) مشظمة التعاون والتشمية ي امليدان االقتصادي‪.‬‬
‫وأدى استددام الوقود األحفوري إىل منو كبري ي االنبعااثت العاملية من اثين أكسيد‬
‫الكضبون وزايدة آاثر االحتباس احلضاري‪ ،‬مما أسهم ي حدوث االحرتار العاملي‪ .‬ومشا سشة‬
‫‪ ،.1751‬أطلقت ي الغالف اجلوي‪ ،‬كمية من الكضبون عزيد عن ‪ 265‬بليون طن‪،‬‬
‫وانبعث نصف ذاه الكمية ابتداء من مشتصف السبعيشات (مارلشد وآخضون‪.)1999 ،‬‬
‫وعضاعفت االنبعااثت العاملية من اثين أكسيد الكضبون الشاجتة عن إحضاق الوقود األحفوري‬
‫أربع مضات مشا سشة ‪( 1950‬الشكل اخلامس)‪ .‬وعوجد أعلى نسبة لشصيب الفضد من‬
‫انبعااثت اثين أكسيد الكضبون ي أمضيكا الشمالية‪ ،‬عليها أورواب اليت يبلغ معدل ذاه‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫االنبعااثت فيها نصف املعدل احملدد ي أمضيكا الشمالية (املضجع نفسه)‪ .‬ويشكل استمضار‬
‫ذاه االجتاذات خطضا كبريا ي حدوث االحرتار العاملي‪ ،‬مبا ي ذلك إمكانية ارعفاع‬
‫مشسو مياه البحض‪ ،‬وإغضاق املشاطق الساحلية املشدفضة‪ ،‬وانتشار األمضا عن طضيق‬
‫نواقل اجلضاثيم وافخفا احملاصيل الزراعية‪.‬‬
‫الشكل اخلامس‬
‫انبعااثت اثين أوكسيد الكربون من الوقودات األحفورية ومن إنتاج األمسنت‪-1950،‬‬
‫‪1996‬‬
‫أطشان الكضبون (ابملليون)‬
‫املشاطق األكثض‬
‫منوا(أ)‬
‫املشاطق األقل منوا‪ :‬آسيا‬
‫واألوقيانوسيا‬
‫أمضيكا الالعيشية ومشطقة‬
‫البحض الكارييب‬
‫أفضيقيا‬
‫مشاطق‬
‫أخضى( )‬
‫السشة‬
‫املصدر‪ :‬مارلشد وغضيغ وآخضون‪ ،‬االنبعااثت العاملية واعإقليمية والوطشية السشوية من اثين أكسيد‬
‫واعإنتاج‬
‫األحفوري‬
‫الوقود‬
‫احرتاق‬
‫عن‬
‫الشامجة‬
‫الكضبون‬
‫األيدرويل لألمسشت واشتعال الغاز‪ . 1996- 1950 :‬االنرتنت‪:‬‬
‫)‪.)http://cdiac.eds.ornl.gov/ftp/ndp030/ndp030.html‬‬
‫(أ) مبا فيها احتاد اجلمهورايت االشرتاكية السوفياعية السابق‪.‬‬
‫( ) االنبعااثت الصادرة عن وقود الشاقالت واالنبعااثت األخضى اليت ال ميكن حتديد بلد‬
‫االستددام األخري هلا‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫ويضهتن حجم انبعااثت اثين أكسيد الكضبون ي املستقبل بعديد من العوامل‪ ،‬مشها‬
‫الطلب العاملي على الطاقة‪ ،‬ووعرية التشمية االقتصادية‪ ،‬والعمل ابلتكشولوجيات املقتصدة‬
‫للطاقة ودرجة االستغشاء عن استعمال الوقود األحفوري‪ .‬وعشري الشماذج املوضوع ــة إىل أنه‬
‫ال ميكن حتقيق استقضار فوري ي معدالت عضكز اثين أكسي ــد الكضبون ي الغالف اجلــوي ما‬
‫مل يتم ختفيض املستوايت احلالية هلاه االنبعااثت بشسبة ال عقل عن ‪ 50‬ي املائة‪ ،‬مث إجضاء‬
‫مزيد من التدفيضات بعد ذلك (بضانمج األمم املتحدة للبيئة‪ .)1999 ،‬وبسبب القصور‬
‫الاايت ي أنظمة املشاخ‪ ،‬فإنه حىت وبعد استقضار معدل االنبعااثت‪ ،‬ميكن أن يظل االحرتار‬
‫العاملي وارعفاع مشسو مياه البحض مستمضا لسشوات عديدة‪.‬‬
‫الزراعة والغذاء واستخدام األرض‬
‫ال عزال قضيتا سوء التغاية وانعدام األمن الغاائي املستمضين ي بعض مشاطق العامل‬
‫وعزايد ندرة املوارد الزراعية واملوارد البيئية األخضى واستددامها على حنو غري مستدام‪،‬‬
‫عطغيان عل ى التقييم العاملي لتوقعات األغاية والزراعة‪ .‬فقد جتاوز اعإنتاج الزراعي العاملي‬
‫الشمو السكاين‪ ،‬وافخفضت األسعار احلقيقية لألغاية‪ .‬ومكشت الثورة اخلضضاء اليت انطلقت‬
‫ ي الستيشات بعض البلدان الشامية من إحداث زايدة ذائلة ي إنتاجها الغاائي بفضل‬
‫إدخال التقشيات الزراعية احلديثة‪ .‬وعلى امتداد الفرتة من ‪ 1961‬إىل ‪ ،1998‬ازداد على‬
‫املوجه لالستهالك البشضي بشسبة ‪ 24‬ي املائة‪.‬‬
‫املستوى العاملي نصيب الفضد من الغااء َّ‬
‫وجيضي حاليا إنتاج كميات من الغااء كافية لتغاية سكان العامل بصورة وافية (مشظمة األمم‬
‫املتحدة لألغاية والزراعة‪ 2000 ،‬أ)‪ .‬ومع ذلك عشري التقديضات األخرية إىل أن ما يقض‬
‫من ‪ 790‬مليون شدص كانوا يعانون سوء التغاية ي الفرتة من ‪ 1995‬إىل ‪1997‬‬
‫بسبب الفقض وعدم االستقضار السياسي وعدم الكفاءة االقتصادية والتفاوت االجتماعي‬
‫(مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعية‪ 1999 ،‬أ)‪ .‬ورغم افخفا عدد األشداص‬
‫الاين يعانون سوء التغاية حبوايل ‪ 40‬مليون نسمة مشا ‪ ،1980‬فإن بعض البلدان ال‬
‫يزال يعاين افخفاضا شديدا ي عوفري األغاية‪.‬‬
‫وخالل الفرتة األخرية‪ ،‬ظلت وعرية الشمو الزراعي العاملي عتباطأ‪ .‬ويفسض عديد من‬
‫املضاقبني ذاا التباطؤ ابفخفا الشمو السكاين وعقلص الطلب االقتصادي على الغااء؛ ي‬
‫حني يضى آخضون فيه عالمات على وجود قيود قد هتدد ي هناية املطاف األمن الغاائي‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫العاملي (مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعة‪ 2000 ،‬أ؛ معهد املوارد العاملية‪1996 ،‬؛‬
‫معهد الضصد العاملي‪ .)2000 ،‬ولئن كان متوقعا أن يليب اعإنتاج الغاائي العاملي طلبات‬
‫االستهالك خالل العقدين القادمني‪ ،‬فإن التوقعات الطويلة األجل عشري إىل استمضار‬
‫انعدام األمن الغاائي واحتماالت استفحاله ي عديد من البلدان‪ ،‬وخباصة ي أفضيقيا جشويب‬
‫الصحضاء الكربى (األمم املتحدة‪ 1997 ،‬أ؛ مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعة‪،‬‬
‫‪ 2000‬أ)‪ .‬و ي أغلب مضاحل التاريخ‪ ،‬كانت زايدة اعإنتاج الغاائي جتضي بصورة أساسية‬
‫عن طضيق عوسيع املشاطق املزروعة؛ إال أنه ي العقود القليلة األخرية‪ ،‬كان العامل الضئيسي‬
‫هلاه الزايدة ذو زايدة الغلة احملصولية‪ ،‬ومن املتوقع أن يتواصل ذاا االجتاه‪ .‬وعشمل القيود‬
‫ع لى عوسيع األراضي املزروعة‪ ،‬ندرة األراضي الزراعية عالية اجلودة‪ ،‬ومزامحة االستددامات‬
‫البديلة لألراضي‪ ،‬وخطض التدذور البيئي لألراضي الزراعية احلدية والغاابت‪.‬‬
‫ورغم أن االستهالك البشضي املباشض للحبو يشكل االستددام األمثل لإلمدادات‬
‫الغاائية‪ ،‬فإن املزيد من األرا ضي ي البلدان الشامية أصبح يستددم اآلن لزراعة حبو‬
‫األعالف وعليق املواشي الستيفاء امليول الغاائية املتزايدة حنو مشتجات اللحوم واأللبان‪.‬‬
‫وعتطلب التشمية والشمو السكاين حصة متزايدة من األر ألغضا عشييد املساكن‬
‫والصشاعات واهلياكل األساسية‪ .‬ومع ذلك فإن السبب الضئيسي لضياع األراضي ذو‬
‫عدذورذا‪ .‬ورغم التفاوت الكبري ي التقديضات املتعلقة مبستوى اخلسارة العاملية ي إنتاجية‬
‫األراضي‪ ،‬فإن التحات اخلطري يلي ي كثري من األحيان عوسيع األراضي الزراعية إىل‬
‫مشحدرات التالل‪ ،‬كما أن ملوحة الرتبة ععد مشكلة خطرية ي بعض املشاطق‪ .‬وميكن أيضا‬
‫أن يؤدي االحرتار العاملي وعغري املشاخ طويال األجل إىل هتديد األراضي ذات اجلودة العالية‬
‫ ي بعض البلدان نتيجة الرعفاع مشسو مياه البحض أو عدذور األحوال الزراعية‬
‫واعإيكولوجية‪.‬‬
‫املــاء‬
‫يشكل عوفض املياه العابة بكميات مشاسبة ومضمونة ضضورة للصحة واعإنتاج الغاائي‬
‫والتشمية االجتماعية واالقتصادية‪ .‬ورغم أن ثلثا مساحة كوكب األر مغطــاة ابملياه‪ ،‬فإنه‬
‫ال ميكن االستفادة اآلن إال بشسبة ‪ 0.01‬ي املائة مشها ألغضا االستددام البشضي‬
‫املباشض (األمم املتحدة‪ .) 1997 ،‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإنه ال يتوافض من ذاه املياه‬
‫‪18‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫العاب ة املتجددة اليوم أكثض مما كان متاحا مع فجض احلضارة اعإنسانية ‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن حجم‬
‫السكان ي بلد ما وسضعة منوذم يساعدان ي نشوء حالة الشدرة ي املياه والتأثري ي مدى‬
‫حدهتا‪ .‬ورغم أن االفخفا األخري ي معدالت منو السكان حيسن من التوقعات املستقبلية‬
‫ ي جمال عوافض ا ملياه‪ ،‬فإن املشاكل املتصلة بشدرة املياه ستظل عتضاعف مع عزايد عدد‬
‫سكان العامل‪.‬‬
‫ويستددم البشض حاليا ما يقض من نصف املياه العابة املتاحة‪ .‬وعتوزع ذاه املياه‬
‫بشكل متفاوت ي أرجاء العامل‪ .‬وقد أصبح ما يقض من نصف بليون شدص يعانون من‬
‫ضائقة مائية أو نقص فادح ي ا ملياه‪ ،‬ي حني يواجه عدد أكرب ضائقة مائية أخف‪.‬‬
‫ومبضاعاة االجتاذات احلالية‪ ،‬فإنه من احملتمل أن يواجه ما يقض من ثلثي سكان العامل ي‬
‫سشة ‪ 2025‬ضائقة مائية عرتاوح بني املتوسطة واحلادة (األمم املتحدة‪.) 1997 ،‬‬
‫ويدخل العديد من البلدان اليت عواجه نقصا ي املياه ي طائفة البلدان ذات الدخل‬
‫املشدفض اليت عشهد منوا سكانيا سضيعا‪ ،‬وذي غري قادرة عامة على عشفيا استثمارات‬
‫ابذظة التكاليف ي جمال عكشولوجيات حفظ املياه‪.‬‬
‫ويعرب حوايل ‪ 300‬من أحوا األهنار الضئيسية‪ ،‬وكثري من مستودعات املياه اجلوفية‬
‫احلدود الوطشية (األمم املتحدة‪ .) 1997 ،‬ولالك‪ ،‬ستستمض احلاجة إىل بال جهود‬
‫ععاونية‪ ،‬وال سيما ي املشاطق اليت عواجه نقصا ي املياه‪ ،‬وأيضا ي احلاالت اليت يشتقل فيها‬
‫التلوث عرب احلدود الوطشية ي اجتاه مصا األهنار‪.‬‬
‫وعشري التقديضات إىل أن أكثض من بليون شدص يفتقضون إىل مياه الشض اآلمشة وأن‬
‫بليونني ونصف البليون من األشداص يفتقضون إىل املضافق الصحية الكافية‪ ،‬وعساذم ذاه‬
‫العوامل ي وفاة أكثض من ُخسة ماليني شدص أكثض من نصفهم من األطفال (األمم‬
‫املتحدة‪ 2000 ،‬ج)‪.‬‬
‫الغاابت والتنوع البيولوجي‬
‫ال يزال عدد الفصائل الشباعية واحليوانية اليت عسكن الكوكب غري معلوم على وجه‬
‫الدقة‪ .‬وقد مت التعضف على مليوين نوع مشها على وجه التقضيب‪ ،‬لكن التقديضات عشري إىل‬
‫أن عدد األنواع اليت مل حتدد بعد يرتاوح بني عشضة ماليني وثالثني مليوان (بضانمج األمم‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫املتحدة للبيئة‪ .)1995 ،‬وعواجه الشظم البيئية أبنواعها ضغوطا ي مجيع أحناء العامل‪ .‬وقد‬
‫أتثضت بالك بوجه خاص املشاطق الساحلية واألراضي املشدفضة واألراضي الضطبة واملضاعي‬
‫الطبيعية وعديد من أنواع الغاابت واألحضاج‪ ،‬أو مت القضاء عليها‪ .‬وعقلصت الغاابت بشسبة‬
‫عقض من ‪ 5‬ي املائة بني سشيت ‪ 1980‬و ‪ ،1995‬و ي الوقت نفسه‪ ،‬مل يتقلص معدل‬
‫إزالة األحضاج إال ببطء (مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعة‪ .) 2000 ،‬وعتهدد‬
‫أخطار إضافية املوائل املائية اهلشة‪ ،‬مبا فيها الشعا املضجانية وموائل املياه العابة‪ ،‬اليت‬
‫عواجه جمموعة من اهلجمات عرتاوح بني إقامة السدود والتعض للتلوث من املصادر الربية‪،‬‬
‫وعقشيات الصيد اهلدامة‪.‬‬
‫وعلى امتداد املائة واخلمسني سشة املاضية‪ ،‬سامهت إزالة األحضاج‪ ،‬بشسبة الثلث ي‬
‫عزايد كمية اثين أكسيد الكضبون ي الغالف اجلوي وذي اآلن عشكل عامال مهما ي فقدان‬
‫األنواع الطبيعية واخلدمات احلضجة للشظام اعإيكولوجي (الفضيق احلكومي الدويل املع ي بتغري‬
‫املشاخ‪ .)2000 ،‬ومشا ظهور الزراعة قبل عشضة آالف سشة جضى‪ ،‬حسب بعض‬
‫التقديضات‪ ،‬حتويل ما يقض من نصف غاابت األر إىل مزارع ومضاع وغريذـ ــا من‬
‫االستددامات‪ ،‬ومل يبق من ذاه الغاابت إال اخلُمس بوصفه نظما إيكولوجية طبيعية‬
‫نسبيا‪ .‬و ي سشة ‪ 1995‬احتلت مشاطق الغاابت‪ ،‬مبا فيها املزارع الغابية والغاابت الطبيعية‪،‬‬
‫ما يقض من ربع مساحة اليابسة ي العامل‪ .‬وعتسم الغاابت املدارية املطرية أبمهيتها للحياة‬
‫اليت عدعمها من انحييت الكم والتشوع‪ .‬وعغطي ذاه الغاابت مساحة ال عزيد عن ‪ 7‬ي املائة‬
‫من اليابسة ي العامل‪ ،‬لكشها عشطوي مع ذلك على ما ال يقل عن ُخسني ي املائة من‬
‫الفصائل الطبيعية الربية (مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعة‪.) 1999 ،‬‬
‫وميتد أتثري الغاابت والتشوع البيولوجي ليشمل العامل أبسضه وياذب إىل أبعد من‬
‫احلدود الوطشية ي الفضاء والزمن على حد سواء‪ .‬ولالك‪ ،‬فإن التعاون الدويل ضضوري من‬
‫أجل القيام على حنو أفضل إبدراج القضااي البيئية ي عمليات اختاذ القضار على الصعد‬
‫العاملي واعإقليمي والوط ي‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫اثنيا ‪ -‬آراء احلكومات وسياساهتا املتعلقة ابلسكان والبيئة‬
‫والتنمية‬
‫شهد عقد التسعيشات عزايد عدد احلكومات اليت عولرد لديها قلق شديد بشأن‬
‫املشاكل البي ئية‪ ،‬سواء املشاكل ذات الطابع احمللي أو املشاكل اليت عتدطى بطابعها‬
‫احلدود‪ ،‬وإن كان بوعرية أقل‪ .‬و ي مؤمتض األمم املتحدة املع ي ابلبيئة والتشمية ي عام‬
‫‪ ، 1992‬عوافقت اآلراء على الرتابط الوثيق القائم بني السكان والبيئة والتشمية‪ .‬وأُعيد‬
‫أتكيد ذاا التوافق ي املؤمتض الدويل للسكان والتشمية ي عام ‪ .1994‬وابعإضافة إىل ذلك‪،‬‬
‫فإن التقاريض والبياانت اليت أصدرهتا احلكومات واملشظمات غري احلكومية عن االستعضا‬
‫والتقييم اخلمسيني األولني لتشفيا جدول أعمال القضن ‪ 21‬وعشفيا خطة عمل املؤمتض الدويل‬
‫للسكان والتشمية عشكل قاعدة متيشة ميكن على أساسها عقييم املدى الاي بلغته خمتلف‬
‫األطضاف ذات املصلحة ي عفعيل الرتابط فيما بني السكان والبيئة والتشمية‪.‬‬
‫آراء احلكومات بشأن قضااي البيئة يف سياق السياسات السكانية‬
‫وفقا لالستقصاء الثامن الاي جتضيه األمم املتحدة بني احلكومات عن السكان‬
‫والتشمية (األمم املتحدة‪ 2001 ،‬أ)‪ ،‬يتبني أن القضية املتعلقة أبثض االجتاذات السكانية‬
‫على كميات املياه العابة وعلوث املياه وعدذور البيئة احلضضية ي املشاطق األكثض منوا واملشاطق‬
‫األقل منوا ي العامل‪ ،‬فضال عن علوث اهلواء ي املشاطق األكثض منوا‪ ،‬ذي إحدى القضااي اليت‬
‫عثري القلق الشديد لدى احلكومات‪ .‬وهتتم بعض البلدان ابلقضااي البيئية الوطشية‪ ،‬ي حني‬
‫عتشاول بلدان أخضى القضااي العاملية‪ .‬إال أنه من غري الواضح ي أحوال كثرية ما إذا كانت‬
‫الضدود ععكس األمهية اليت ععطيها احلكومات للقضااي البيئية حبد ذاهتا‪ ،‬دون عشاول مسألة‬
‫السكان ك عامل مؤثض‪ ،‬أو ععكس األمهية اليت ععطيها للسكان ابعتبارذم عامال يسهم ي‬
‫التغيري البيئي‪.‬‬
‫غري أن التباين شاسع بني املشاطق األكثض منوا واملشاطق األقل منوا فيما يتعلق مبدى‬
‫القلق الاي يساورذا بشأن ذاه القضااي‪ .‬ففي املشاطق األكثض منوا‪ ،‬يبدي بلد على األقل‬
‫من كل بل دين قلقه العميق للرتابط القائم بني السكان وعلوث اهلواء وعدذور البيئة احلضضية‪،‬‬
‫ويبدي بلد من كل ثالثة بلدان قلقه العميق للرتابط القائم بني السكان ونوعية موارد املياه‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫وكميتها‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فإن ‪ 73‬ي املائة من احلكومات ي املشاطق األقل منوا‬
‫عضبط بني االجتاذات السكانية وعلوث املياه‪ ،‬و ‪ 63‬ي املائة عضبط بني االجتاذات السكانية‬
‫وكمية املياه العابة‪ .‬وعضبط غالبية كربى من البلدان أيضا‪ 65 ،‬ي املائة‪ ،‬بني عزايد السكان‬
‫وعدذور البيئة احلضضية‪ .‬ويشري ‪ 60‬ي املائة من البلدان إىل الرتابط بني منو سكان الضيف‬
‫وكثافة عددذم وعدذور األراضي الزراعية والغاابت‪.‬‬
‫الديناميات السكانية يف سياق السياسات البيئية‬
‫مشا انعقاد مؤمتض األمم املتحدة املع ي ابلبيئة والتشمية ي عام ‪ ،1992‬اعتمد أكثض‬
‫من ‪ 100‬بلد اسرتاعيجيات وطشية للتشمية املستدامة أو خطط عمل وطشية للبيئة‪ .‬ورركزت‬
‫ذاه العمليات إىل درجة كبرية على حتديد األولوايت البيئية الوطشية‪ ،‬وابتداع أفضل‬
‫التدخالت املشرتكة بني القطاعني اخلاص والعام فيما يتعلق هباه األولوايت‪ ،‬وكفالة مشاركة‬
‫اجلمهور‪ .‬وابلضغم من عباطؤ عشفيا السياسات ابملقارنة مع رمسها‪ ،‬كما عدل على ذلك‬
‫الغالبية العظمى للتقاريض القطضية اليت أُع ردت عن االستعضا والتقييم اخلمسيني األولني‬
‫لتشفيا جدول أعمال القضن ‪ ،21‬فإن صكوك السياسات البيئية الوطشية عشكل إطارا فضيدا‬
‫من نوعه يسمح ي داخله بتكوين فكضة عن األمهية املعطاة لقضااي السكان ي سياق‬
‫السياسات البيئية‪ .‬ولعل املبادرات احمللية عإدارة البيئة ذي أفضل وسيلة على الصعيد‬
‫التشفياي ملعاجلة الرتابط بني الديشاميات السكانية والبيئة‪.‬‬
‫وقلما عضد اعإشارة إىل الديشاميات السكانية ي االسرتاعيجيات وخطط العمل البيئية‬
‫الوطشية اليت أع ردهتا البلدان ي املشاطق األكثض منوا‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فإن أُطض‬
‫السياسات الوطشية اليت وضعتها البلدان ي املشاطق األقل منوا عدعو إىل ضضورة مشع التدذور‬
‫البيئي الاي يتسبب فيه الفقض ي سياق التزايد السكاين السضيع‪ ،‬وإىل حتسني األحوال‬
‫البيئية للفقضاء‪ .‬غري أهنا مل عتوسع على وجه العموم ي ذاا املوضوع‪ .‬وعوفض السياسات‬
‫والربامج اليت عتشا ول املستوطشات البشضية وإدارة األراضي‪ ،‬وبدرجة أقل الزراعة والغاابت‪،‬‬
‫مزيدا من املعلومات ي ذاا السياق‪ .‬ففي املشاطق األقل منوا‪ ،‬يشجم القلق الاي يساور‬
‫السلطات الضمسية بشأن الرتابط بني الديشاميات السكانية والتدذور البيئي بشكل رئيسي‬
‫عن ارعفاع الرتكز والشمو السكا ين ي مشاطق جغضافية حمددة‪ .‬كما أن عوسع األحياء الفقرية‬
‫‪22‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫ ي املدن الكربى وازدايد اهلجضة ي مشاطق احلدود‪ ،‬على األخص‪ ،‬مسألتان غالبا ما عُعتربان‬
‫حامستني من مشظور السياسات البيئية‪.‬‬
‫وحيبرا الشهج املتعلق ابلسياسات الاي اعربعته الغالبية العظمى من البلدان األخا‬
‫بربامج التشمية الضيفية واحلضضية املتكاملة اليت عتكيرف مع الديشاميات السكانية‪ ،‬بدال من‬
‫عغيريذا‪ .‬وخبالف السياسات اليت اعتُمدت ي السبعيشات والثمانيشات‪ ،‬فإن احملاوالت اليت‬
‫عُبال الحتواء الشمو احلضضي ونقل السكان إىل مدن اثنوية جديدة ذي حماوالت قليلة‬
‫جدا‪ .‬وعتضمن غ البية سياسات إدارة األراضي وبضامج املستوطشات البشضية عادة عدابري لضفع‬
‫كفاية البشية األساسية واخلدمات والتحكم ي املواقع اعإسكانية اجلديدة وعكفل على وجه‬
‫ص رمم معظم ذاه املشاريع للتدفيف من اآلاثر‬
‫اعإمجال االستددام السليم لألراضي‪ .‬وقد ُ‬
‫السلبية الشامجة عن قلَّة التدطيط ي املاضي‪.‬‬
‫و ي التقاريض اليت أع ردهتا احلكومات عن ذاه الربامج‪ ،‬يشري عدد مشها إىل أن عدم‬
‫عوافض بياانت كافية ودقيقة ومستكملة ي جماالت عرتاوح بني املعلومات الدميغضافية األساسية‬
‫وحتويل األراضي وأمناط إقامة البُىن األساسية ذو عائق خطري أمام رسم سياسات أفضل‬
‫عإدارة األراضي واملستوطشات البشضية‪ .‬و ي حني يسمح التحسني املتواصل لشوعية البياانت‬
‫وعوافضذا لعدد متزايد من البلدان إبدراج التقديضات واعإسقاطات السكانية ي خططه البيئية‬
‫الوطشية‪ ،‬فإنه من الشادر أن عتوافض البياانت واملوارد الالزمة عإدماجها على الصعيد اجلزئي‪.‬‬
‫ومن املفرت أيضا أن عوضح اعإحصاءات الدميغضافية التحدايت املستقبلية وعربز حدود‬
‫يتعني إجنازه‪ ،‬غري أنه جيضي الشظض إىل العوامل الدميغضافية ابعتبارذا على‬
‫وحجم العمل الاي ر‬
‫وجه العموم عوامل خارجية وليست متغريات مضعبطة ابلسياسات ي سياق إدارة األراضي‬
‫واملستوطشات البشضية‪.‬‬
‫ومع أن حكومات قليلة حتاول مباشضة احتواء اهلجضة من الضيف إىل احلضض‪ ،‬فإن‬
‫معظم احلكومات اختات عدابري للتدفيف من التحيرز لصاحل احلضض واملساواة بني الفضص‬
‫اعإمنائية داخل البلد‪ .‬وعضركز اسرتاعيجيات التدفيف من وطأة الفقض ي جمال الزراعة على‬
‫إصالح نُظُم حيازة األراضي وكفالة الوصول إليها‪ ،‬فضال عن عشويع اعإنتاج الزراعي وععزيز‬
‫املمارسات الزراعية املستدامة مع جتشرب التعدي على املشاطق احلساسة بيئيا‪ .‬وعُعترب نُظُم‬
‫امللكية‪ ،‬ي آن معا‪ ،‬سبب التدذور البيئي الشاجم عن الفقض واحلل املتوافض هلاه املشكلة‪.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫وعزداد الشظضة إىل املمارسات املستدامة ي جماالت الزراعة ومصائد األمساك واحلضاجة على‬
‫أهنا ممارسات حيوية لكفالة وجود و‪/‬أو استعادة قاعدة لألنشطة االقتصادية‪ ،‬وأهنا عوفض‬
‫ابلتايل الفضص اعإمنائية لسكان املشاطق الضيفية‪ .‬ويتزايد عصميم وعشفيا الربامج والسياسات‬
‫البيئية عن طضيق ع مليات عقوم على مشاركة اجملتمع املدين‪ .‬ويضى معظم املاحنون‬
‫واحلكومات أن اعإدارة القائمة على املشاركة عن طضيق كفالة إسهام اجملتمعات على‬
‫الصعيد احمللي ضضورية لكفالة االستدامة وبشاء القدرات احمللية‪ .‬وعزداد أيضا أمهية االستفادة‬
‫من املعضفة احمللية والتكشولوجيات التقليدية‪ .‬ولالك‪ ،‬يتم ععزيز املمارسات املستدامة ي املقام‬
‫األول ي إطار املبادرات اجملتمعية اليت حتظى ابملساعدة التقشية واملالية الدولية‪ .‬وعرتاوح‬
‫األنشطة بني التوعية وبشاء القدرات احمللية ي جمال إدارة املوارد الطبيعية ودعم األنشطة غري‬
‫الزراعية اليت عولرد د خال إضافيا‪ .‬وكانت احلكومات احمللية ي أمضيكا اجلشوبية وجشو شضقي‬
‫آسيا وجشو وسط آسيا ذي السبراقة نسبيا ي عشفيا مشاريع إدارة املوارد الطبيعية‪.‬‬
‫الرأي العام والبيئة‬
‫يدفع عسييس القضااي البيئية احلكومات إىل التعهد ابلتزامات مت ركن اجملتمع املدين من‬
‫املشاركة ي عمليات رسم السياسات البيئية وعشجيع الشضكات على عطويض حس ابملسؤولية‬
‫االجتماعية امللقاة على عاعقها‪ .‬وأصبح التوصل إىل فهم أفضل ملواقف الشاس وعوقعاهتم إزاء‬
‫موضوع البيئة جزءا ال يتجزأ من عملية رسم السياسات العامة‪ ،‬وعملية وضع اسرتاعيجيات‬
‫األعمال التجارية ي ا آلونة األخرية‪ .‬وما يلفت الشظض بشدة ي استطالعات الضأي العام ذو‬
‫عدم اعإشارة إىل الديشاميات السكانية فيما يتصل ابلبيئة‪ ،‬سواء ي االستبياانت املستددمة‬
‫أو ي الضدود العفوية للمستجوبني‪.‬‬
‫وععطي نتائج االستطالعات الدولية احلديثة‪ ،‬وعدة استطالعات وطشية وحملية‪،‬‬
‫صورة اثبتة للتباين ي الطضيقة اليت عشظض هبا البلدان املتقدمة الشمو والبلدان الشامية إىل‬
‫القضااي البيئية‪ ،‬مع مضاعاة احملددات اليت عالزم أي عفسري الستطالعات الضأي العام‪ .‬فأوال‬
‫وقبل كل شيء‪ ،‬عظهض نتائج االستطالعات أن البيئة ذي شاغل ملح للمواطشني ي املشاطق‬
‫األكثض عقدما واملشاطق األقل عقدما ي العامل‪ ،‬ومعها أيضا قضااي أخضى كاملشقة الشامجة عن‬
‫ويتبني من االستطالع املعشون‬
‫البطالة‪/‬احلالة االقتصادية‪ ،‬والعشف‪ ،‬واملشاكل الصحية‪ .‬ر‬
‫“رصد البيئة” أن نسبة ذامة من الشاس ي مجيع البلدان السبعة والعشضين اليت أُجضي فيها‬
‫‪24‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫االستطالع عساورذا على األقل “نسبة معقولة من القلق” على البيئة (البيئة الدولية‪،‬‬
‫‪ .) 1999‬و ي بلدان االحتاد األورويب‪ ،‬يساور القلق الشديد على البيئة‪ ،‬شدصا من كل‬
‫اثشني عقضيبا من سكان االحتاد (‪ 46‬ي املائة) (املفوضية األوروبية‪ .)1999 ،‬وعالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬فإن املقارنة مع نتائج االستطالعات السابقة عظهض بوضوح عزايد الشواغل البيئية‪،‬‬
‫خاصة ي البلدان الشامية‪ .‬و ي حضض اهلشد‪ ،‬كانت إجابة ‪ 27‬ي املائة من األشداص‬
‫الاين مشلهم االستطالع املعشون “رصد البيئة” متصلة ابلبيئة عشدما ُسئلوا عن أذم‬
‫املشاكل اليت واجهوذا ي عام ‪ ،1999‬مقارنة مع ‪ 6‬ي املائة ي عام ‪ .1992‬وكانت‬
‫الشواغل البيئية أقل إىل حد ما من املستوى العايل الاي لوحظ ي عام ‪ 1992‬ي كشدا‬
‫والوالايت املتحدة األمضيكية دون غريمها‪ .‬وابلتايل فإن استطالعات الضأي العام األخرية‬
‫عدحض االعتقاد أبن املستهلكني ي البلدان الغشية ذم فقط الاين يتطلعون إىل معايري بيئية‬
‫عالية‪.‬‬
‫ومبا أن الشواغل البيئية بدأت أتخا طابعا عامليا‪ ،‬فإن ذشاك اختالفات إقليمية ذامة‬
‫ ي عقييم الشاس للحالة اعإمجالية لبيئتهم احمللية والوطشية‪ .‬ففي مجيع بلدان االحتاد األورويب‪،‬‬
‫يعض السكان عن رضاذم عن احلالة الضاذشة للبيئة وأنه “ليس لديهم أسبا كثرية عدعو‬
‫إىل الشكوى” بشأن القضااي البيئية‪ ،‬كالتلوث اجلوي ونوعية املياه وعصضيف الشفاايت‬
‫ومشاكل الضجيج واملضور‪ .‬غري أهنم قلقون خصوصا من حصول عدذور بيئي شديد ي‬
‫املستقبل‪ .‬وعلى نقيض ذلك‪ ،‬فإن ما يقار ‪ 80‬ي املائة من سكان بلدان أورواب‬
‫الشضقية‪ ،‬كاالحتاد الضوسي وأوكضانيا وبولشدا وذشغاراي‪ ،‬يعضبون عن استيائهم الشديد من احلالة‬
‫الضاذشة للبيئة ي بلداهنم‪ .‬و ي املشاطق األقل منوا‪ ،‬يُالحظ املستوى نفسه من االستياء ي‬
‫العديد من البلدان‪ ،‬كأرميشيا وإكوادور وابكستان وبريو واجلمهورية الدوميشيكية ومجهورية‬
‫كوراي وشيلي وكازاخستان وكولومبيا‪ .‬أما سشغافورة وماليزاي‪ ،‬فجضى فيهما دون غريمها التعبري‬
‫عن الضضى عن حالة البيئة‪ ،‬بشسبة ‪ 91‬و ‪ 75‬ي املائة على التوايل‪ ،‬وفقا لالستطالع‬
‫املعشون “استطالع غالو لأللفية” (مؤسسة غالو الدولية‪.)1999 ،‬‬
‫ومن الواضح أن إدراك اجلمهور ألمهية البيئة وما يتوقعه من السياسات املتبعة‬
‫يضعكزان على الشواغل املتصلة بعواقب علوث املاء واهلواء على الصحة‪ .‬ففي مجيع البلدان‬
‫عقضيبا الواقعة ي املشاطق األقل منوا اليت أجضي فيها االستطالع‪ ،‬يضى شدص من كل اثشني‬
‫عقضيبا أن التلوث احمللي أثرض على صحته شدصيا وسيؤذي صحة أطفاله‪ .‬وعؤثض الشواغل‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫املتعلقة أبثض اجتاذات علوث املاء واهلواء والرتبة على صحة السكان ي املستقبل على الضأي‬
‫العام وعوجهاعه ي املشاطق األكثض عقدما‪ .‬وذشاك أيضا ظاذضة إقليمية ابرزة انمجة بوضوح‬
‫عرب عشه عقضيبا شدص واحد من كل‬
‫عن آاثر كارثة عشرينوبيل‪ ،‬وذي القلق الشديد الاي ر‬
‫اثشني ي أورواب الشضقية بشأن أثض احلوادث املتصلة ابلطاقة الشووية على الصحة‪ .‬وما يثري‬
‫الدذشة إىل حد ما ذو أن أقليات عددية كبرية من الشاس ععض دائما عن طضيق‬
‫االستطالعات عن شواغلها املتعلقة مبواضيع غري ملموسة كالتغيريات املشاخية‪ .‬وابلفعل‪،‬‬
‫حاز موضوع عغري املش اخ على قدر كبري من اذتمام وسائل اعإعالم ي املاضي القضيب‪،‬‬
‫خاصة ي سياق اعتماد وعشفيا بضوعوكول كيوعو (األمم املتحدة‪ )1998 ،‬العفاقية األمم‬
‫املتحدة اعإطارية املتعلقة بتغري املشاخ (األمم املتحدة‪.)1992 ،‬‬
‫و ي حني يبدو أن عامة الشاس عضى أن جهود محاية البيئة على صعيدي القطاع العام‬
‫والقطاع اخلاص غري كافية ي معظم الدول‪ ،‬عتطلع أغلبية املواطشني إىل قيام احلكومات‬
‫ومؤسسات األعمال بتجديد وععزيز إجضاءاهتا بشأن املسألتني اللتني عشكالن حمور‬
‫اذتماماهتا‪ ،‬ومها مسألة التلوث‪ ،‬مث بدرجة أقل مسألة عغري املشاخ‪ .‬وجيضي التعبري عن ذاه‬
‫التوقعات أبسلو يكتشفه نوع من االستعجال يستشف مشه‪ :‬ضضورة التحضك فورا وإرساء‬
‫السياسات على أساس الضدع‪ .‬ومثة أوساط عضيضة ععترب أن إنفاذ قوانني وأنظمة بيئية أكثض‬
‫صضامة‪ ،‬وإىل حد أقل عطبيق مبدأ “امللوث يدفع” عطبيقا صارما‪ ،‬أجنع وسيلتني للتقليل‬
‫من التلوث الصشاعي‪.‬‬
‫إدماج السياسات السكانية والبيئية‬
‫مت مشا مؤمتض األمم املتحدة املع ي ابلبيئة والتشمية ي عام ‪ 1992‬واملؤمتض الدويل املع ي‬
‫ابلسكان والتشمية ي عام ‪ 1994‬بال جهود كربى ي سبيل صياغة وعشفيا سياسات‬
‫جديدة ي ميداين السكان والتشمية‪ .‬بيد أن إدماج اخلطط السكانية واعإمنائية والبيئية مل‬
‫يشهد عقدما كبريا يُاكض‪ .‬ورمب ـ ــا عكون عدة عوامل قد سامهت ي انعدام ذاا التقدم‪ .‬فعلى‬
‫سبيل املثال‪ ،‬ال عفضي الرتعيبات اعإدارية القائمة حاليا إىل وجود عشسيق ي السياسات‪.‬‬
‫فلدى معظم البلدان وزارة ععىن ابلتدطيط البيئي‪ ،‬إضافة إىل وكالة واحدة على األقل‬
‫مسؤولة عن عشسيق السياسات والربامج السكانية‪ ،‬بيد أن قلة من البلدان أدرجت وحدة‬
‫السكان ضمن وزارة البيئة‪ .‬وععترب القضااي السكانية ي عدد من البلدان مسؤولية وزارة‬
‫‪26‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫الصحة‪ .‬ومن انحية أخضى نضى ي العديد من احلاالت أن الوزارة املعشية ابملسائل السكانية‬
‫ال عشارك ي اهليئات القطضية املدتصة بتشسيق اخلطط البيئية ومتابعتها‪.‬‬
‫اثلثا ‪ -‬حجم السكان والنمو السكاين والبيئة والتنمية‬
‫ععاظمت مع الزمن الشواغل املتعلقة ابلسكان والتشمية (انظض اجلدول ‪ .)2‬واعتبارا‬
‫من أواخض األربعيشات وخالل عقد اخلمسيشات‪ ،‬ركزت الشواغل السكانية بصورة شبه‬
‫استثشائية على ما كان يُظن أنه أثض سليب للشمو السكاين على املوارد الطبيعية غري املتجددة‬
‫واعإنتاج الغاائي‪ .‬ومل يول أي اذتمام عمليا لآلاثر البيئية اجلانبية‪ .‬وخالل الستيشات‬
‫والسبعيشات‪ ،‬اعسع نطاق االذتمام وغدا يشمل اآلاثر اجلانبية لإلنتاج واالستهالك‪ ،‬من‬
‫قبيل علوث اهلواء واملاء‪ ،‬والتدلص من الشفاايت‪ ،‬ومبيدات اآلفات والشفاايت املشعة‪.‬‬
‫وحبلول الثمانيشات وبداية التسعيشات‪ ،‬أضيف بُعد جديد يشمل التغريات البيئية العاملية‪ ،‬مبا‬
‫ ي ذلك ظواذض االحرتار العاملي‪ ،‬ونضو طبقة األوزون‪ ،‬والتشوع البيولوجي‪ ،‬وإزالة‬
‫الغاابت‪ ،‬واهلجضة واألمضا اجلديدة والعائدة‪.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫اجلدول ‪2‬‬
‫تطور الشواغل البيئية من األربعينات حىت الوقت احلاضر‬
‫الوثيقة‬
‫عقضيض األمم املتحدة عن‬
‫واملوارد‬
‫السكان‬
‫)‪(E/CN.9/55‬‬
‫إعالن مؤمتض األمم املتحدة‬
‫املع ي ابلبيئة البشضية‬
‫خطة العمل العاملية للسكان‬
‫املشبثقة عن مؤمتض األمم املتحدة‬
‫العاملي املع ي ابلسكان‬
‫عقضيض أكادميية الوالايت‬
‫املتحدة الوطشية للعلوم‬
‫جدول أعمال القضن ‪21‬‬
‫الاي اعتمده مؤمتض األمم‬
‫املتحدة املع ي ابلبيئة والتشمية‬
‫عوصيات املؤمتض الدويل املع ي‬
‫ابلسكان‬
‫بضانمج عمل املؤمتض الدويل‬
‫املع ي ابلسكان والتشمية‬
‫القضار دإ‪ 2/21-‬بشأن‬
‫اعإجضاءات الضئيسية ملواصلة‬
‫عشفيا بضانمج العمل الاي‬
‫اعتمدعه اجلمعية العامة ي‬
‫دورهتا االستثشائية احلادية‬
‫والعشضين‬
‫مسائل حمددة‬
‫كفاية‬
‫عدم‬
‫الغاائي‬
‫املوارد‬
‫نضو‬
‫املتجددة‬
‫اعإنتاج‬
‫غري‬
‫علوث اهلواء واملاء‬
‫إلقاء الشفاايت‬
‫اعإشعاعي‪/‬‬
‫التلوث‬
‫الكيميائي‬
‫عغري املشاخ‬
‫املطض احلمضي‬
‫نضو طبقة األوزون‬
‫التشوع البيولوجي‬
‫اهلشدسة الوراثية‬
‫إزالة الغاابت‬
‫إدارة املياه‬
‫اهلجضة‬
‫األمضا الشاشئة والعائدة‬
‫العوملة‬
‫الشاغل العام‬
‫التاريخ‬
‫املوجة‬
‫حمدودية‬
‫املوارد‬
‫الطبيعية‬
‫األربعيشات ‪-‬‬
‫اخلمسيشات‬
‫األوىل‬
‫اآلاثر اجلانبية‬
‫لإلنتاج‬
‫واالستهالك‬
‫الستيشات ‪-‬‬
‫السبعيشات‬
‫الثانية‬
‫التغري البيئي‬
‫العاملي‬
‫الثمانيشات ‪-‬‬
‫التسعيشات‬
‫الثالثة‬
‫التغري البيئي‬
‫العاملي‬
‫التسعيشات‬
‫إىل الوقت‬
‫احلاضض‬
‫الضابعة‬
‫املصدر‪ :‬مقتبس بتصضف من ف‪ .‬و‪ .‬رواتن “الشمو السكاين والتغري واالبتكار ي اجملال البيئي‪ :‬أثض الشمو‬
‫املستدام ي اجملال الزراعي” ي املششور املعشون “السكان واستددام األر ي البلدان الشامية”‬
‫ج‪ .‬ل‪ .‬جويل و ‪ .‬و ‪ .‬عوري‪ ،‬حمضران (واششطن العاصمة‪ ،‬األكادميية الوطشية‪.)1993 ،‬‬
‫‪28‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫وقد بُالت حماوالت عديدة لتقديض حجم السكان الاي ميكن أن حتتمله األر ‪،‬‬
‫أو “طاقة احلمل” البشضي‪ ،‬ويستشد معظم التقديضات إىل فضضية كون اجملموعات السكانية‬
‫البشضية حمدودة بواحد أو أكثض من العوامل املقيدة‪ ،‬وأكثضذا شيوعا كمية الغااء اليت ميكن‬
‫زراعتها‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يقض معظم التقديضات بـ “وجو عوسيع املفاذيم البيئية لطاقة‬
‫احلمل حبيث عستوعب دور التكشولوجيا ي زايدة إنتاجية الطبيعة‪ .‬كما أقض معظمها أبن‬
‫معايري احلياة املتغرية ثقافيا وفضداي‪ ،‬مبا ي ذلك معايري جودة البيئية‪ ،‬عضع حدودا حلجم‬
‫السكان عسبق مبضاحل االحتياجات املادية الالزمة جملضد الكفاف” (كوذن‪،1995 ،‬‬
‫الصفحة ‪ .)232‬وعرتاوح عقديضات القدرة االستيعابية لألر بني أقل من بليون شدص‬
‫إىل أكثض من ‪ 1 000‬بليون شدص (الضسم البياين السادس)‪ .‬وال يقتصض األمض ي ذاه‬
‫التقديضات على وجود نطاق واسع لألرقام‪ ،‬بل إنه أيضا ال يوجد اجتاه اللتقاء ذاه األرقام‬
‫مع الزمن‪ .‬وذاا األمض جديض ابملالحظة‪ ،‬إذ أنه قد يتوقع أن يؤدي حتسن املعارف ابلشظم‬
‫البيولوجية واملادية لألر إىل ظهور هنج يشحو إىل التوافق ي اآلراء بشأن قدرة األر‬
‫االستيعابية‪ .‬لكشه رغم عدم وجود جدال حول ضضورة وقف الشمو السكاين ي هناية‬
‫املطاف‪ ،‬فإنه ال يوجد عوافق ي اآلراء حول حدود ذلك‪ .‬و ي الوقت نفسه‪ ،‬جيدر مالحظة‬
‫أن سكان العامل دخلوا الشطاق الاي يتضمن العديد من التقديضات املتعلقة ابلطاقة‬
‫االستيعابية‪ .‬ويرتاوح ثلثا التقديضات بني ‪ 4‬و ‪ 16‬بليون شدص‪ ،‬وعبلغ القيمة املتوسطة‬
‫زذاء ‪ 10‬باليني شدص‪ ،‬وذاا ذو الضقم الاي يتوقع أن يستقض عشده عقضيبا حجم سكان‬
‫العامل وفقا لصورة املتغري املتوسط اليت وضعتها شعبة السكان (األمم املتحدة‪2000 ،‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫الشكل السادس‬
‫تقديرات لقدرة األرض على استيعاب البشر‪ ،‬مبينة حسب اتريخ التقدير‬
‫‪1000‬‬
‫احلد األقصى لعدد السكان (ابلباليني)‬
‫‪10‬‬
‫)‪Maximum Population (billions‬‬
‫‪100‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1950‬‬
‫‪1900‬‬
‫‪1850‬‬
‫‪1800‬‬
‫‪1750‬‬
‫‪1700‬‬
‫‪1650‬‬
‫‪Year‬السشة‬
‫املصدر‪ :‬مقتبس من‪ :‬جويل ي‪ .‬كوذن‪ “ ،‬كم عدد األشداص الاين ميكن أن‬
‫عستوعبه األر ؟” (نيويورك‪ ،‬و‪ .‬ونورعن وآخضون) الشكل ‪.1-11‬‬
‫مالحظة‪ :‬حيثما أورد أي من املؤلفني نطاقا للتقديضات‪ ،‬اعتمدان ذشا أعلى ذاه‬
‫التقديضات‪.‬‬
‫و ي حني أن املشاكل البيئية اليت مت التطضق إليها ي ذاا التقضيض ععزى ي جانب كبري‬
‫مشها إىل األنشطة البشضية‪ ،‬فإهنا عتفاوت من حيث الدرجة اليت هبا عضعبط مباشضة حبجم‬
‫السكان أو الشمو السكاين أو التوزيع السكاين‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬عشكل الزايدات ي‬
‫بعض أنواع التلوث أثضا جانبيا أساسيا الرعفاع إنتاج الفضد واستهالكه ي البلدان ذات‬
‫االقتصادات الغشية‪ ،‬اليت يتسم الشمو السكاين فيها ابلبطء عموما‪ .‬أما بعض أنواع التلوث‬
‫من قبيل انبعااثت الكلوروفلوروكضبون الاي يضض بطبقة األوزون فهي مضعبطة بتكشولوجيات‬
‫‪30‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫معيشة أكثض بكثري من ارعباطها ابلتغري السكاين أو الشمو السكاين اعإمجايل‪ .‬وحىت ابلشسبة‬
‫للمشاكل البيئية املرتكزة ي البلدان ذات الشمو السكاين السضيع‪ ،‬فإن الزايدة السكانية‬
‫ليست ابلضضورة السبب األساسي هلاه املشكلة‪ ،‬كما أن وقف الشمو السكاين لن حيل‬
‫املشكلة لوجود “قوى حمضكة” اجتماعية وعكشولوجية عساذم عادة ي حدوث التدذور‬
‫البيئي‪.‬‬
‫ويضعبط العديد من املسائل البيئية اليت عشغل معظم األوساط اليوم مبوارد ععترب إىل‬
‫حد ما من “املوارد املوجودة على املشاع” و “املوارد املوجودة على املشاع ذي األصول‬
‫الطبيعية القيرمة اليت ال ميكن حتويلها إىل ملكية خاصة أو أهنا إذا غدت هباا الوصف فإن‬
‫ذلك جيضي بشكل غري كامل‪ .‬ومن األمثلة على ذلك الغالف اجلوي واجملاري املائية والشظم‬
‫اعإيكولوجية املضكبة وعضاريس الطبيعة والطيف الكهضومغشاطيسي” (كشيز‪ .)1977 ،‬وعتشبأ‬
‫الشظضية االقتصادية‪ ،‬كما عربذن األدلة التجضيبية الكثرية‪ ،‬أبن استغالل ذاه املوارد بدون قيود‬
‫يؤدي إىل اعإفضاط ي استددامها وإساءة استددامها وعدين نوعيتها‪ .‬و ي غيا آليات‬
‫اجتماعية فعالة حتد من ا عإفضاط ي استددام املوارد املوجودة على املشاع ومن عدين نوعيتها‬
‫وععمل على حتسني ذاا االستددام‪ ،‬فإنه يبدو أن الشمو السكاين يشحو حنو مفاقمة ذاه‬
‫املشاكل‪ .‬واندرا ما يكون الشمو السكاين ذو العامل الوحيد املؤثض ي ذلك‪ .‬فقد عضافق‬
‫الشمو السكاين بشكل خاص خالل العقود األخرية بتغريات عكشولوجية واجتماعية ذائلة‪.‬‬
‫ويشظض عموما إىل الشمو السكاين على أنه أذم قوة مشفضدة عتحكم ي الزايدات ي‬
‫الطلب الزراعي‪ .‬ويتسم معظم التقييمات األخرية اليت خضج هبا اخلرباء بتفاؤل حار حيال‬
‫قدرة اعإنتاج الغاائي العاملي على علبية الطلب ي املستقبل املشظور (أي حىت عام ‪2030‬‬
‫أو عام ‪ 2050‬على وجه التقضيب) (الكسشدر‪1999 ،‬؛ دايسون‪1996 ،‬؛ ميتشل‬
‫وانغجو‪1995 ،‬؛ مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعة‪ 2000 ،‬أ)‪ .‬بيد أنه من األمهية‬
‫مالحظة أن ذاه التقييمات عستشد إىل عوقع استمضار معدالت الشمو السكاين ي‬
‫االفخفا ‪ .‬و ي ا لوقت ذاعه‪ ،‬يتوقع أن عستمض معاانة مئات ماليني البشض من انعدام األمن‬
‫الغاائي املضعبط ابلفقض‪ .‬ويعزى عدد كبري من اآلاثر البيئية اجلانبية إىل الزراعة‪ ،‬وعشكل ذاه‬
‫اآلاثر هتديدا خطريا الستدامة اعإنتاج الغاائي ي بعض املشاطق‪ .‬بيد أن مشظمة األمم‬
‫املتحدة لألغاية والزراعة استشتجت أنه “فيما يتعلق بتدفيف الفقض وضمان األمن‬
‫الغاائي‪ ،‬يعزى السبب الضئيسي للعجز عن حتقيق إنتاج غاائي سليم ومستدام بيئيا إىل‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫عقاعس البشض والمباالهتم ال إىل عوامل طبيعية أو اجتماعية” (مشظمة األمم املتحدة‬
‫لألغاية والزراعة‪ 1996 ،‬أ)‪.‬‬
‫وعشكل احلاجة إىل إ طعام أعداد متشامية من السكان ضغطا متزايدا على إمدادات‬
‫املياه ي أجزاء كثرية من العامل‪ .‬وعلى الصعيد العاملي‪ ،‬يستهلك الضي أكثض من ‪ 70‬ي املائة‬
‫من املياه العابة املستمدة من البحريات واألهنار واملصادر اجلوفية (األمم املتحدة‪،‬‬
‫‪ .)1976‬وبيشما جند أن املياه عستددم دائما على حنو غري فعال‪ ،‬فإن اآلليات املؤسسية‬
‫لتشفيا سياسات فعالة عإدارة املياه عشكل دائما خيارات ُمضيعة للوقت ومكلفة و ي بعض‬
‫احلاالت غري صاحلة‪ .‬وابلتايل‪ ،‬فإن الضغط السكاين ليس ذو وحده‪ ،‬أو حىت ليس ذو‬
‫ابلضضورة‪ ،‬السبب الضئيسي لعدم االستددام الفعال للمياه أو التلوث‪ ،‬وإذ كان يفاقم حجم‬
‫الضضر اعإيكولوجي‪.‬‬
‫ويعترب الشمو السكاين‪ ،‬من خالل آاثره على التوسع ي أراضي الزراعات احملصولية‬
‫وأنشطة قطع األخشا ألغضا الوقود‪ ،‬عامل مهم أيضا ي إزالة الغاابت ي بعض‬
‫املشاطق‪ .‬كما أن قطع األشجار جتاراي ذو السبب الضئيسي ي إزالة الغاابت ي مشاطق‬
‫أخضى‪.‬‬
‫ويعترب علوث اهلواء واملاء اخلطض البيئي الضئيسي الاي يواجه البلدان املتقدمة الشمو‬
‫وعددا متزايدا من البلدان الشامية‪ .‬كما أن انبعااثت معدالت عالية من اثين أكسيد‬
‫الكضبون وغريذا من غازات الدفيئة‪ ،‬مضعبط أيضا مبستوايت التشمية العالية‪ .‬وبوجه عام‪،‬‬
‫يبدو الشمو السكاين كقوة مؤثضة أقل أمهية بكثري من مشاكل أخضى مثل الشمو االقتصادي‬
‫والتكشولوجيا‪ .‬ومع ذلك فإنه إذا ما عساوت كل األمور األخضى‪ ،‬عؤدي الزايدة املستمضة ي‬
‫السكان دورا ي زايدة الطلب االقتصادي الكلي وعؤدي بالك إىل زايدة حجم اعإنتاج‬
‫املسبب للتلوث‪.‬‬
‫وذشاك حالة خاصة عتعلق ابلسكان عشدما يكون األمض معشيا ابحملافظة على نظام‬
‫إيكولوجي فضيد غ ي أو ضعيف بيولوجيا‪ .‬وعتعار ذاه احملافظة ععارضا أصيال مع‬
‫املستوطشات البشضية الكثيفة السكان أو مع االستغالل املفضط ملوارد املشطقة احملمية‪ .‬وميكن‬
‫أن يكون الشمو السكاين داخل املشطقة احملمية أو ابلقض مشها عامل واحد‪ ،‬من بني عوامل‬
‫أخضى‪ ،‬جتعل ذاه املشاطق معضضة خلطض التدذور‪ .‬ومثة حاجة بصفة عامة إىل وجود عشظيم‬
‫‪32‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫حكومي عإقصاء أو على األقل حتديد عدد املستوطشني ورعاة املاشية وعمليات قطع‬
‫األشجار واالستعماالت األخضى اليت عتعار مع أغضا احملافظة على الشظام اعإيكولوجي‬
‫الطبيعي‪ .‬ومع ذلك فإنشا جند أن عدد ذاه املشاطق غري املأذولة ابملضة قليل للغاية‪ .‬كما أن‬
‫بعضها يعترب موطشا للسكان األصليني‪ ،‬وأحياان يكون للمجتمعات الزراعية املستقضة ابلقض‬
‫مشها احلق ي حصد موارد الغاابت‪ .‬وعادة ما يكون ذؤالء السكان فقضاء للغاية ويعتمدون‬
‫على املوارد احملمية ي كسب معيشتهم‪ .‬وكثري ما عكون حقوق احلصاد ابلشسبة للمضأة ي‬
‫ذاه اجملتمعات ذي أساسا املعضضة للدطض‪ .‬وعدرك احلكومات واملشظمات غري احلكومية‬
‫املهتمة حبفظ الطبيعة إبطضاد احلاجة إىل الشظض ي احتياجات السكان احملليني عشد عشفيا‬
‫بضامج احملافظة‪ .‬وقد أمكن حتقيق بعض الشجاحات ي ذاه الربامج‪ ،‬إال أهنا أبعد من أن‬
‫عكون جناحات عاملية‪ .‬وقد وجد كثري من احلكومات صعوبة كبرية ي عوفري احلماية الفعالة‬
‫للمشاطق احملددة للحفظ‪.‬‬
‫وعشد الشظض إىل االستجاابت املتعلقة ابملشاكل البيئية‪ ،‬من املهم أن ندرك أن العوامل‬
‫االجتماعية املؤسسية ميكن أن يكون هلا نفس القدر من األمهية اليت عكتسيها العوامل‬
‫التقشية إن مل عزد عليها‪ .‬فاملشكلة العامة املتعلقة إبدارة املوارد الشادرة أو الضعيفة حمليا‬
‫ليست مشكلة جديدة‪ .‬وميكن الوقوف على العديد من األمثلة وضعت فيها اجملتمعات‬
‫التقليدية قواعد عامة عإدارة املوارد الشادرة‪ .‬وجيب أن يكون بوسع ذاه القواعد عشد جناحها‬
‫(وميكن الوقوف أيضا على أمثلة لفشلها)‪ ،‬أن حتل مشكلة الكيفية اليت جيضي هبا احملافظة‬
‫على املوارد‪ ،‬واملشكلة االجتماعية املتعلقة بضمان الوصول العادل إليها فيما بني أفضاد‬
‫اجملتمع‪ .‬فالشمو السكاين يشطوي على إمكانية زعزعة ذاه الرتعيبات العامة ألن القواعد اليت‬
‫عشطبق بشكل مشاسب ي مشاطق الكثافة السكانية املشدفضة قد عؤدي إىل اعإفضاط ي‬
‫االستغالل ي مشاطق الكثافة السكانية العالية و‪/‬أو إىل التلوث‪ .‬وقد يكون ممكشا حتقيق‬
‫التكيف ال شاجح‪ ،‬على سبيل املثال ي حالة التحول الاي وصفته اسرت بوسورو‬
‫(‪ ) 1965‬من حالة الرتحال إىل الزراعة املستقضة‪ .‬ولكن من املهم مالحظة أن التغيريات ي‬
‫التوزيع االجتماعي للموارد غالبا ما عكون مطلوبة كجزء من ذاا التكيف‪ .‬وابلضغم من أن‬
‫الفائدة االجتماعية والبيئية هلاا التغيري التشظيمي‪ ،‬قد عكون بوجه عام كبرية‪ ،‬فإن العملية‬
‫ستكون على األرجح مثرية للشزاع أو صعبة من الشاحية السياسية‪ .‬و ي واقع األمض‪ ،‬عشطوي‬
‫أي عملية من ذاا القبيل على احتمال أن يكون ذشاك خاسضون وفائزون على السواء؛‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫ولالك فإن حتقيق التحول العادل ميثل حتداي اجتماعيا وسياسيا رئيسيا على كل الصعد من‬
‫احمللي إىل الوط ي وحىت إىل الدويل عشدما نشظض ي مشاكل هلا أتثري عاملي مثل انبعااثت‬
‫غازات الدفيئة‪.‬‬
‫وإبجياز‪ ،‬فإن الشمو السكاين عامل مساذم ي أنواع كثرية من اعإجهاد البيئي‪ .‬كما‬
‫أن الدور الاي يلعبه حجم السكان املتشامي واضح بصورة خاصة ابعتباره القوة الضئيسية‬
‫اليت عدفع احلاجة إىل زايدة إنتاج الغااء‪ ،‬وعتسبب ي الضغوط البيئية على املياه والغاابت‬
‫والرتبة واهلواء اليت عششأ عن الزراعة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وكما استشتج ي التسعيشات عن طضيق‬
‫دراسة علمية متعمقة‪ ،‬فإن منو السكان “ليس ذو العامل الوحيد الاي يؤثض ي معدل‬
‫عدذور املوارد‪ ،‬و ي كثري من احلاالت ليس ذو بال شك العامل األذم … (فهشاك) جمموعة‬
‫ضدمة من العوائق أمام حتقيق اعإنتاج املوسع للغااء واعإدارة األفضل للموارد‪ ،‬عشمل‬
‫الشظم الضعيفة حليازة األراضي‪ ،‬وعدم وجود االعتمادات الكافية‪ ،‬واألسعار الزراعية‬
‫ومعدالت الصضف املتحيزة‪ ،‬والسياسات الضضيبية املشاوئة وخدمات اعإرشاد الزراعي‬
‫الضعيفة والتحكم احلكومي املفضط واحلضو األذلية‪ .‬إال أن القليل من ذاه املشاكل‪ ،‬إن‬
‫وجد‪ُ ،‬حيل عن طضيق الشمو السكاين السضيع ابعتبار أهنا اعإطار الاي سيفض عليه ذاا‬
‫الشمو” (بضستون‪ ،1994 ،‬صفحة ‪.)9‬‬
‫وحىت ابلشسبة للمسائل البيئية اليت يبدو عغري السكان ابلشسبة هلا عامال ذامشيا‬
‫نسبيا مقارنة ابالجتاذات األخرية احلاصلة ي متوسط استهالك الفضد أو ي التقشيات املسببة‬
‫للتلوث‪ ،‬فإن أثض املسارات البديلة لشمو السكان سيحظى على املدى البعيد أبمهية أكرب‪.‬‬
‫“فا لقوة احملضكة املعضوفة على نطاق واسع وراء منو السكان ععمل من انحيتني‪ .‬فبيشما عقلل‬
‫من املزااي الظاذضة لتدين اخلصوبة على املدى القصري‪ ،‬فإهنا قد عزيدذا على املدى البعيد‪ .‬مث‬
‫إن كون منو السكان عملية طويلة يع ي أنه أاي كان ما سيحدث اليوم فإنه سيرتك آاثرا‬
‫مضاعفة ي كل جيل من األجيال املتعاقبة‪ .‬وحقيقة‪ ،‬فإن مواليد اليوم ذم القوة احملضكة‬
‫للغد‪ .‬وكلما كان اذتمامشا ابملستقبل على املدى الطويل‪ ،‬كلما اكتسبت السياسات‬
‫السكانية أمهيتها املتزايدة ي جمموعة االسرتاعيجيات الضامية إىل حالة ععزيز اعإنسان”‬
‫(بضستون‪.)1994 ،‬‬
‫رابعا ‪ -‬اهلجرة والتغي السكاين والبيئة الريفية‬
‫‪34‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫كان للتغري السكاين‪ ،‬وخاصة عن طضيق اهلجضة‪ ،‬أتثريا مهما على البيئة الضيفية ي‬
‫املشاطق الغابية واملشاطق اجلافة معا‪ .‬وعرتكز معظم اجملموعات اجليشية ي العامل ي ذاه البيئات‬
‫الضيفية‪ ،‬وخباصة الغاابت املدارية املطضية اليت يهددذا الشمو السكاين وغزو البشض‪ .‬وابلضغم‬
‫من مضور قضنني من التحضض السضيع‪ ،‬ال يزال معظم سكان العامل يعيشون ي املشاطق الضيفية‬
‫وسيظل معظم الشاس ي العامل الشامي يسكشون الضيف لعقدين آخضين على األقل‪ .‬ولالك‪،‬‬
‫من املهم الشظض ي الرتابط بني الشمو السكاين ي الضيف واهلجضة والبيئة الضيفية وخباصة فيما‬
‫يتعلق ابلتغريات اليت مضت هبا البلدان الشامية مشا عام ‪.1950‬‬
‫لقد شهد القضن العشضون انتقاال مكثفا لسكان العامل من املشاطق الضيفية إىل املشاطق‬
‫احلضضية (األمم املتحدة‪ 2000 ،‬د)‪ .‬وابلتايل‪ ،‬افخفضت نسبة السكان الاين يعيشون ي‬
‫املشاطق الضيفية من ‪ 66‬ي املائة ي عام ‪ 1960‬إىل ‪ 53‬ي املائة ي عام ‪ .2000‬ومبا أن‬
‫عملية التمدين بدأت مبكضا ي املشاطق األكثض منوا و ي أمضيكا الالعيشية‪ ،‬فإنه حبلول عام‬
‫‪ 2000‬كان ربع سكاهنا فقط يعيشون ي املشاطق الضيفية مقابل ثلثي السكان ي أفضيقيا‬
‫وآسيا‪ .‬وابلضغم م ن افخفا الشسبة املئوية للسكان املقيمني ي املشاطق الضيفية‪ ،‬فإن ذشاك‬
‫زايدة كبرية ي العدد املطلق لألشداص املقيمني ي ذاه املشاطق‪ ،‬من بليونني ي عام‬
‫‪ 1960‬إىل ‪ 3.2‬بليون ي عام ‪( 2000‬اجلدول ‪ .)3‬وعضكزت ذاه الزايدة أبكملها ي‬
‫املشاطق األقل منوا‪ .‬وحدثت زايدات ضدمة على وجه اخلصوص ي كل من آسيا‪ ،‬اليت‬
‫ارعفع عدد سكاهنا الضيفيون من ‪ 1.3‬بليون نسمة ي عام ‪ 1960‬إىل ‪ 2.3‬بليون نسمة‬
‫ ي عام ‪ ،2000‬وأفضيقيا‪ ،‬اليت شهدت زايدة من ‪ 225‬مليون نسمة إىل ‪ 487‬مليون‬
‫نسمة‪ .‬وخالل السشوات الثالثني القادمة‪ ،‬ال يُتوقع حدوث منو فعلي ي سكان الضيف ي‬
‫العامل‪ ،‬كما أن الشمو ي املشاطق األقل منوا سيزيد أيضا أبقل من ‪ 100‬مليون نسمة‬
‫وسيكون معظم ذاه الزايدة ي أفضيقيا‪.‬‬
‫وظل الشمو السكاين ي الضيف على سضعته مشا عام ‪ 1960‬وخباصة ي أفضيقيا‬
‫وميالنيزاي وميكضونيزاي بشحو ‪ 2‬ي املائة ي السشة عقضيبا‪ .‬وابلضغم من الشمو البطيء املتوقع‬
‫ ي الضيف خالل الفرتة ‪ 2030-2000‬ابلشسبة لكل املشاطق‪ ،‬إال أن ‪ 10‬مشاطق من‬
‫‪ 21‬مشطقة ي العامل ال يزال من املتوقع أن يزداد عدد سكاهنا ي الضيف‪ ،‬مع زايدات‬
‫ضدمة ي شضق أفضيقيا ووسط أفضيقيا وغض أفضيقيا وميالنيزاي وميكضونيزاي‪ .‬ويعاين كثري من‬
‫البلدان ي علك املشاطق من بيئات ريفية متدذورة للغاية وصعوابت ي إطعام سكاهنا‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫(مشظمة األغاية والزراعة التابعة لألمم املتحدة‪ ،1996 ،‬كليفض وشضايرب ‪1994‬؛ وذيغشز‬
‫وآخضون‪ .)1982 ،‬ويتوقع أن يكون منو سكان الضيف ي جشو وسط آسيا وغض آسيا‬
‫متواضعا‪ ،‬إال أن الكثافات ال سكانية ي الضيف عالية أصال ي بلدان علك املشاطق‪ .‬وأخريا‪،‬‬
‫فإن أمضيكا الوسطى ذي اجلزء الوحيد من أمضيكا الالعيشية الاي يتوقع فيه حدوث زايدة ي‬
‫سكان الضيف‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫اجلدول ‪3‬‬
‫سكان الريف ومعدل النمو الريفي حسب املنطقة الرئيسية أو اإلقليم الرئيسي‬
‫‪2030-1960‬‬
‫معدل الشمو الضيفي‬
‫(الشسبة املئوية املتوسطة‬
‫السشوية)‬
‫‪-2000‬‬
‫‪2030‬‬
‫‪-1960‬‬
‫‪2000‬‬
‫عدد سكان الضيف‬
‫(ابملاليني)‬
‫‪2030‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1960‬‬
‫املشطقة الضئيسية أو اعإقليم الضئيسي‬
‫العامل‬
‫‪0.01‬‬
‫‪1.18‬‬
‫‪3 222.6‬‬
‫‪3 210.0‬‬
‫‪2 005.2‬‬
‫‪1.19-‬‬
‫‪0.54-‬‬
‫‪199.7‬‬
‫‪285.0‬‬
‫‪353.3‬‬
‫املشاطق األكثض منوا ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.11‬‬
‫‪1.43‬‬
‫‪3 022.9‬‬
‫‪2 925.0‬‬
‫‪1 651.9‬‬
‫املشاطق األقل منوا ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.91‬‬
‫‪1.93‬‬
‫‪640.2‬‬
‫‪487.3‬‬
‫‪225.4‬‬
‫‪1.18‬‬
‫‪2.18‬‬
‫‪259.9‬‬
‫‪182.4‬‬
‫‪76.4‬‬
‫شضق أفضيقيا ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1.47‬‬
‫‪2.15‬‬
‫‪96.1‬‬
‫‪61.8‬‬
‫‪26.1‬‬
‫وسط أفضيقيا ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.13‬‬
‫‪1.50‬‬
‫‪88.6‬‬
‫‪85.3‬‬
‫‪46.8‬‬
‫مشال أفضيقيا ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.31-‬‬
‫‪1.89‬‬
‫‪22.1‬‬
‫‪24.3‬‬
‫‪11.4‬‬
‫اجلشو األفضيقي ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.88‬‬
‫‪1.81‬‬
‫‪173.6‬‬
‫‪133.5‬‬
‫‪64.6‬‬
‫غض أفضيقيا ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.09-‬‬
‫‪1.37‬‬
‫‪2 271.8‬‬
‫‪2 330.7‬‬
‫‪1 348.4‬‬
‫‪0.54-‬‬
‫‪1.00‬‬
‫‪776.3‬‬
‫‪913.5‬‬
‫‪0.25‬‬
‫‪1.78‬‬
‫‪1 035.3 1 116.7‬‬
‫أفضيقيا ‪. . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫آسيا ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪613.0‬‬
‫شضق آسيا ‪. . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪507.6‬‬
‫جشو وسط آسيا ‪. . . . . . . . .‬‬
‫‪0.13-‬‬
‫‪1.42‬‬
‫‪313.4‬‬
‫‪325.9‬‬
‫‪185.0‬‬
‫جشو شضق آسيا ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.52‬‬
‫‪0.67‬‬
‫‪65.5‬‬
‫‪56.1‬‬
‫‪42.8‬‬
‫غضيب آسيا ‪. . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1.42-‬‬
‫‪0.81-‬‬
‫‪120.4‬‬
‫‪184.0‬‬
‫‪2 54.0‬‬
‫‪1.52-‬‬
‫‪1.00-‬‬
‫‪55.9‬‬
‫‪88.4‬‬
‫‪132.1‬‬
‫شضق أورواب‬
‫أورواب ‪. . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1.08-‬‬
‫‪0.68-‬‬
‫‪11.1‬‬
‫‪15.3‬‬
‫‪20.1‬‬
‫مشال أورواب‬
‫‪1.47-‬‬
‫‪0.52-‬‬
‫‪31.2‬‬
‫‪48.4‬‬
‫‪59.7‬‬
‫جشو أورواب ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1.22-‬‬
‫‪0.69-‬‬
‫‪22.2‬‬
‫‪32.0‬‬
‫‪42.2‬‬
‫غض أورواب ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.18-‬‬
‫‪0.37‬‬
‫‪121.5‬‬
‫‪128.3‬‬
‫‪110.7‬‬
‫‪0.28-‬‬
‫‪0.37‬‬
‫‪13.0‬‬
‫‪14.1‬‬
‫‪12.2‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫أمضيكا الالعيشية ومشطقة البحض الكارييب ‪. . .‬‬
‫مشطقة البحض الكارييب ‪. . . . . . . .‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫معدل الشمو الضيفي‬
‫(الشسبة املئوية املتوسطة‬
‫السشوية)‬
‫عدد سكان الضيف‬
‫(ابملاليني)‬
‫‪-2000‬‬
‫‪2030‬‬
‫‪-1960‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2030‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1960‬‬
‫‪0.23‬‬
‫‪1.30‬‬
‫‪47.5‬‬
‫‪44.3‬‬
‫‪26.3‬‬
‫أمضيكا الوسطى ‪. . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.45-‬‬
‫‪0.08-‬‬
‫‪61.0‬‬
‫‪69.9‬‬
‫‪72.2‬‬
‫أمضيكا اجلشوبية ‪. . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.65-‬‬
‫‪0.35‬‬
‫‪58.1‬‬
‫‪70.6‬‬
‫‪61.4‬‬
‫أمضيكا الشمالية ‪. . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.51‬‬
‫‪1.35‬‬
‫‪10.5‬‬
‫‪9.1‬‬
‫‪5.3‬‬
‫األوقيانوس ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.20-‬‬
‫‪0.74‬‬
‫‪3.2‬‬
‫‪3.4‬‬
‫‪2.6‬‬
‫اسرتاليا‪/‬نيوزيلشدا ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.89‬‬
‫‪1.86‬‬
‫‪6.4‬‬
‫‪4.9‬‬
‫‪2.4‬‬
‫ميالنيزاي ‪. . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1.06‬‬
‫‪1.98‬‬
‫‪0.4‬‬
‫‪0.3‬‬
‫‪0.1‬‬
‫ميكضونيزاي ‪. . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪0.57‬‬
‫‪1.25‬‬
‫‪0.4‬‬
‫‪0.4‬‬
‫‪0.2‬‬
‫‪............‬‬
‫املشطقة الضئيسية أو اعإقليم الضئيسي‬
‫بوليشزاي‬
‫املصدر‪ :‬شعبة السكان ي إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية ابألمانة العامة لألمم‬
‫املتحدة “ عوقعات التمدين ي العامل”‪ :‬عشقيح عام ‪ : 1999‬جداول البياانت‬
‫واملؤشضات الضئيسية )‪ ،(ESA/P/WP.161‬آذار‪/‬مارس ‪. 2000‬‬
‫ويرتكز معظم سكان الضيف ي العامل ي عدد قليل من البلدان‪ ،‬مع وجود ‪ 34‬بلدا‬
‫فقط يقطن فيها ‪ 85‬ي املائة من سكان الضيف ي العامل و ‪ 3‬بلدان يقطن ريف كل مشها‬
‫أكثض من ‪ 100‬مليون نسمة (إندونيسيا والصني واهلشد)‪ .‬وحبلول عام ‪ ،2030‬ستتدطى‬
‫ابكستان وبشغالديش أيضا علك العتبة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتوقع أن حتقق البلدان األقل سكاان‬
‫مثل أوغشدا واليمن أعلى معدالت للشمو السكاين ي الضيف مستقبال‪ ،‬أي أكثض من ‪ 2‬ي‬
‫املائة سشواي‪ .‬وسيتجاوز الشمو الضيفي على األرجح ‪ 1.5‬ي املائة سشواي ي إثيوبيا‬
‫وأفغانستان ومجهورية الكونغو الدميقضاطية‪ .‬ومن احملتمل أن عواجه البلدان اليت ععاين‬
‫معدالت مضعفعة ي منو سكان الضيف مشاكل التدذور البيئي ي املشاطق الضيفية‪ .‬ففي‬
‫العقود املاضية‪ ،‬عضاعفت كثافة سكان الضيف ي إثيوبيا ومجهورية الكونغو الدميقضاطية وكيشيا‬
‫واليمن‪ ،‬وارعفعت إىل أكثض من ‪ 70‬ي املائة ي ابكستان وبشغالديش وفييت انم وميامنار‬
‫ونيجرياي واهلشد‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫و ي املستقبل‪ ،‬ستظل ذشاك قواتن على األقل عدفعان ي اجتاذني معاكسني وعؤداين‬
‫إىل إحداث عغيريات ي األر الصاحلة للزراعة ومها‪ ،‬فقدان األراضي الزراعية اليت يبتلعها‬
‫عوسع املشاطق احلضضية‪ ،‬واستيطان أرا حدية أخضى‪ .‬وعرتعب على كال احلالتني عغيريات‬
‫ ي خضيطة الكثافة السكانية للبلدان‪ ،‬وذي التغيريات اليت كانت حتصل عادة عن طضيق‬
‫اهلجضة‪ .‬فاهلجضة من املشاطق الضيفية إىل املشاطق احلضضية عشصض رئيسي ي زايدة عدد سكان‬
‫احلضض‪ ،‬وقد ساد موضوعها أدبيات السياسة العامة ومشاقشاهتا‪ .‬بيد أن اهلجضة من مشطقة‬
‫ريفية إىل مشطقة ريفية أخضى عظل أكثض شيوعا ي البلدان اليت يعيش معظم سكاهنا ي‬
‫الضيف‪ .‬فمن أصل ‪ 13‬بلدا عتوافض بشأهنا بياانت عن خمتلف أمناط عدفقات اهلجضة (عشمل‬
‫جمموعة عضم بعضا من أكرب بلدان العامل من حيث عدد السكان كالربازيل واهلشد‬
‫وابكستان) كانت اهلجضة ي ‪ 11‬بلد مشها‪ ،‬من مشطقة ريفية إىل مشطقة ريفية أخضى ي‬
‫الثمانيشات‪ ،‬بل وحىت قبل ذلك‪ ،‬أكرب ي أغلب احلاالت‪ ،‬من اهلجضة من مشطقة ريفية إىل‬
‫مشطقة حضضية‪ .‬ويشبغي أال عغيب ذاه احلقيقة عن األذذان كلما نظضان ي دور اهلجضة من‬
‫مشطقة ريفية إىل مشطقة ريفية أخضى إذ أن اهلجضة وسيلة عكشف رد فعل السكان جتاه‬
‫البيئة الضيفية حيث أهنم قد يلجأون إىل اهلجضة إىل مشطقة ريفية أخضى ذضاب من بيئتهم‬
‫الضيفية املتدذورة‪ ،‬وعن طضيق ذاه اهلجضة الداخلية ميكن أن يتسبب السكان ي وقوع‬
‫ضغوط على البيئات الضيفية اهلشة‪.‬‬
‫وعشد حتليل اآلاثر احملتمل أن عرتعب ي البيئة بسبب السكان‪ ،‬ميكن الشظض ي عدة‬
‫مقاييس لتدذور البيئة‪ .‬ويشصب الرتكيز ذشا على األثض الشاشئ عن إزالة الغاابت ابعتباره‬
‫األكثض إخضاعا للدراسة ألن إزالتها عصاحبه خسائض كبرية عشمل التشوع البيولوجي وجتضيف‬
‫الرتبة واالحرتار العاملي‪ .‬وميكن القول إن أسبا إزالة الغاابت ععود‪ ،‬ي عموم العامل‪ ،‬بشسبة‬
‫‪ 60‬ي املائة إىل زحف املشاطق الزراعية‪ ،‬وبشسبة ‪ 20‬ي املائة إىل عمليات قطع األشجار‪،‬‬
‫وبشسبة ‪ 20‬ي املائة إىل استددام األسض املعيشية للحطب (البشك الدويل‪ .)1991 ،‬و ي‬
‫حني عرتاوح أمهية ذاه العوامل الثالثة من مشطقة إىل أخضى ومن بلد إىل آخض‪ ،‬يظل الدور‬
‫الاي علعبه العوامل الدميغضافية دورا ذاما‪ ،‬فيما يعتقد‪ ،‬سواء فيما يتعلق بزحف املشاطق‬
‫الزراعية أو استددام احلطب (مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعة‪2000 ،‬ج)‪.‬‬
‫ويصعب حتليل الصالت القائمة فيما بني السكان واهلجضة والبيئة الضيفية ألن ضغط‬
‫السكان وعدذور البيئة قد يكوانن علة للهجضة من املواطن األصلية وعواقب هلا ي املشاطق‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫املهاجض إليها (انظض الشكل السابع)‪ .‬فمشا أن ظهض اعإنسان الاي يعيش على الصيد‬
‫والقطف وذو يلجأ للهجضة من مكان استشزاف طضائده إىل مكان آخض‪ ،‬كآلية للتوفيق بني‬
‫احتياجاعه واملوارد اليت عشاسبها‪ .‬وميكن وصف العوامل اليت عقتلع اعإنسان من موطشه أبهنا‬
‫عوامل “طاردة” وذي عشمل الكوارث الطبيعية والتدذور التدرجيي للبيئة بسبب أحد‬
‫األنشطة اليت يزاوهلا اعإنسان كالفيضاانت الشاشئة عن اجتثاث األحضاج ي مشاطق‬
‫مستجمعات املياه‪ ،‬أو عدذور البيئة بسبب املمارسات اليت عسيء استددام األراضي‪ .‬وحتد‬
‫الكوارث الطبيعية املفاجئة‪ ،‬والتدذور التدرجيي للبيئة الشاجم عن أنشطة اعإنسان ي املشاطق‬
‫الضيفية من إنتاجية املوارد‪ ،‬وحيد ذلك بدوره إيضادات السكان الاين يعيشون عليها‪ ،‬مما‬
‫حيملهم على اهلجضة من موطشهم األصلي‪ .‬بيد أنه يكاد ال يوجد دليل ملموس على أثض‬
‫العوامل البيئية ي اهلجضة ‪ ،‬إذ ال عوجد أي بياانت متيز العوامل البيئية عن غريذا من العوامل‬
‫االقتصادية اليت قد عسبب اهلجضة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يظل ذشاك اذتمام متزايد ابهلجضة الشاشئة عن‬
‫العوامل البيئية‪ ،‬وال سيما من انحية أتثريذا على أولئك الاين يسمون ابلالجئني ألسبا‬
‫بيئية‪ ،‬أي املهاجضون الاين عضغمهم ظضوف بيئية على البحث عن ملجأ مؤقت ي بلد آخض‬
‫(عادة ما يكون بلدا جماورا)‪ ،‬وأتثريذا على “املشضدين” أي أولئك الاين أرغمتهم كوارث‬
‫طبيعية على اهلجضة إىل مكان آخض داخل البلد نفسه‪ .‬إال أنه مل يتسن إثبات الدور‬
‫الصحيح لتلك العوامل ي نشوء حضكات اهلجضة املاكورة ألهنا حضكات سامهت ي نشوئها‬
‫أيضا صضاعات سياسية أو أذلية أو ديشية أو عضقية‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫الشكل السابع – الصالت بني منو سكان الريف واهلجرة والبيئة الريفية‬
‫سياسات االقتصاد الكلي‬
‫للحكومة ‪ -‬اختالل لصاحل‬
‫املشاطق احلضضية‬
‫منو معدالت‬
‫اخلصوبة بني‬
‫سكان الضيف‬
‫عوافض أراضي‬
‫غري مستغلة‬
‫ ي مشاطق‬
‫أخضى‬
‫اهلجضة من مشطقة ريفية‬
‫إىل مشطقة حضضية‬
‫منو معدالت اخلصوبة‬
‫بني سكان الضيف‬
‫احلصول على‬
‫األراضي –‬
‫حجم احليازة‬
‫عوافض فضص العمل ي‬
‫املشاطق احلضضية ‪ -‬الشمو‬
‫االقتصادي‬
‫املتعلقة‬
‫السياسات‬
‫ابلبيئة وشق الطضقات‬
‫وإقامة احملميات ‪-‬‬
‫املمشوحة‬
‫االمتيازات‬
‫للمصاحل املضعبطة بقطع‬
‫والتعدين‬
‫األشجار‬
‫والشفط وغريذا من‬
‫املصاحل‬
‫إيضادات األسضة‬
‫اهلجضة من مشطقة ريفية‬
‫إىل مشطقة ريفية أخضى‬
‫الالحقة‬
‫األضضار‬
‫مبستجمعات املياه وعزايد‬
‫االجنضاف والفيضاانت ‪-‬‬
‫عشاقص قدرة األر على‬
‫االحتفاظ ابملياه وفقدان‬
‫التشوع اعإحيائي‬
‫زحف األراضي‬
‫(إزالة الغاابت)‬
‫احلصول على األراضي ‪-‬‬
‫حجم احليازة‬
‫عوزيع األراضي‬
‫املوجودة‬
‫عكثيف زراعة األراضي‪ :‬عقليص فرتة‬
‫إراحة األراضي وزايدة العمالة للهكتار‬
‫وزايدة استددام األمسدة ومياه الضي‬
‫زحف األراضي (ضم‬
‫األراضي احلدية)‬
‫عوزيع األراضي املوجودة‬
‫احلكومة‬
‫سياسات‬
‫اضي‬
‫ر‬
‫ابأل‬
‫املتعلقة سياسات احلكومة‬
‫السكان‬
‫واستيطاهنا و‬
‫اضي‬
‫منو ابألر‬
‫املتعلقة‬
‫منو‬
‫و‬
‫استيطاهنا‬
‫و‬
‫ومساحة‬
‫املاضي‬
‫ ي‬
‫احليازات السكان ي املاضي‬
‫ومساحة احليازات‬
‫عوافض األراضي ي‬
‫شكل حيازات فضدية‬
‫أو مجاعية‬
‫‪01-40554‬‬
‫ارعفاع إمكانية جتضيف‬
‫الرتبة‪ ،‬وفيضان املياه‬
‫وعشاقص قدرة األر‬
‫على االحتفاظ هبا‬
‫السياسات اليت عشتهجها‬
‫احلكومات واملشظمات غري‬
‫احلكومية فيما يتعلق خبدمات‬
‫اعإرشاد والبحوث واالئتماانت‬
‫الزراعية والضي واعإنتاج وأسعار‬
‫األمسدة وما إىل ذلك‬
‫إمكانية عدين نوعية الرتبة‬
‫وعائداهتا وعزايد اجنضافها‬
‫‪41‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫و ي البلدان املتقدمة الشمو‪ ،‬يؤدي عدذور البيئة ي أغلب احلاالت إىل اهلجضة من‬
‫املشاطق الضيفية‪ .‬وعتسبب التغيريات البيئية أحياان ي كوارث طبيعية كما عتسبب فيها أحياان‬
‫أخضى ممارسات بشضية‪ .‬ومن أمثلة احلالة األوىل‪ ،‬أتثري عغري املشاخ (عدين نسبة ذطول‬
‫األ مطار) ي الزراعة ومن مث أتثريه ي نشوء موجة اهلجضة من السهول الكربى ي الوالايت‬
‫املتحدة اليت شهدهتا املشطقة ي الثالثيشات ي حقبة “العواصف الرتابية” (غومتان وآخضون‪،‬‬
‫‪ .) 1996‬وابستثشاء آاثر خلفتها حوادث نووية وصشاعية‪ ،‬ومقالب الشفاايت السامة‬
‫والشفاايت الصلبة وحاالت خطرية انمجة عن علوث اهلواء أو املاء‪ ،‬فإن ممارسات اعإنسان‬
‫ذي اليت عؤدي غالبا إىل عدذور البيئة الضيفية عدذورا حيصل على حنو عدرجيي ولكشه يظل‬
‫خطريا‪ .‬ومن األمثلة الصارخة على ذلك‪ ،‬نضو مياه حبض األورال الداخلي املرتامي‬
‫األطضاف املوجود ي آسيا الوسطى إىل الشصف بسبب اعإفضاط ي سحب املياه لضي حقول‬
‫القطن مما عسبب ي ذجضة السكان إىل مشاطق أخضى‪.‬‬
‫وملا كانت اهلجضة الوافدة عزيد الكثافة السكانية ي املشاطق املهاجض إليها‪ ،‬فإهنا قد‬
‫عؤدي إىل اعإضضار ابلبيئة‪ .‬وعلى حنو ما عقوله نظضايت مالتوس وبوسورو وغريمها‪ ،‬فإن‬
‫إمكاان ت إجياد حيز مكاين ي املشاطق املهاجض إليها حتكمها الكثافة السكانية ي علك‬
‫املشاطق‪ .‬والسؤال املهم ذشا ذو‪ ،‬ذل للفقضاء دور خاص ي اعإضضار ابلبيئة؟ واحلقيقة أن‬
‫الفقضاء عادة ما يعيشون ي أرا ذامشية “ضعيفة القدرات” مما يقوي احتماالت‬
‫عدذورذا عشد استددامها (ابربييه‪ )1995 ،‬كما يضغم الفقضاء على اهلجضة إىل مشاطق‬
‫ذامشية أخضى‪ ،‬حيث عتكضر عملية التدذور جمددا‪ .‬وهباه العملية‪ ،‬يساذم املهاجضون‬
‫الفقضاء ي إزالة األحضاج‪ ،‬ولكن األسبا األصلية ععود إىل عدم حصوهلم على أرا ي‬
‫مواطشهم‪ .‬غري أنه‪ ،‬فيما يتعلق إبمجايل مساحة األراضي املشتزعة من الغاابت‪ ،‬يظل‬
‫أصحا احليازات الزراعية التجارية الكبرية ذم املسؤولون عن اجلانب األعظم من إزالة‬
‫األحضاج‪ ،‬إذ أهنم يشتزعون مساحات من الغاابت لتحويلها إىل مضاعي جملاهبة طلبات‬
‫االستهالك العاملي‪.‬‬
‫وقد ركزت جمموعة من البحوث املتعلقة آباثر اهلجضة على البيئة الضيفية ي البلدان‬
‫الشامية على املستوطشني املهاجضين ودورذم ي عقليص مساحة الغاابت املطضية‪ .‬ويتسبب‬
‫ذؤالء املستوطشون مباشضة و ي جانب كبري ي إزالة الغاابت املدارية رغم أن العامل غري‬
‫الدميغضا ي كان ي الغالب العامل الضم ي الضئيسي الدافع إىل ذلك‪ .‬فقد خسضت الربازيل‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫اليت يوجد فيها ‪ 35‬ي املائة من جمموع الغاابت املطضية ابألرقام املطلقة‪ ،‬أكرب مساحة من‬
‫الغاابت املطضية ي العقود األخرية بسبب زحف املشاطق الزراعية الشاشئ عن شق طضيقني‬
‫عابضين (الطضيق ر – ‪ 364‬املؤدي إىل روندونيا والطضيق السضيع العابض لألمازون)‪.‬‬
‫وكانت السياسة العامة للبلد قد عمدت إزاء ارعفاع املعدالت السكانية ومنو األنشطة‬
‫الصشاعية من خالل املبادرات الضضيبية وشق الطضق‪ ،‬إىل عشجيع التوسع غضاب الستغالل‬
‫ثضوات األمازون وقد فتح ذلك متشفسا أمام املزارعني الاين ليس لديهم ما يكفي من‬
‫األراضي ي املشاطق األخضى (وال سيما مشطقة مشال شضق البلد حيث ساذم اجلفاف‬
‫والشمو السكاين بسبب ارعفاع معدالت اخلصوبة ي عزايد الضغط السكاين على األراضي‬
‫وعفشي الفقض ي املشاطق الضيفية)‪ ،‬مما ساعد ي عغاية اهلجضة إىل مشطقة األمازون عشدما‬
‫أصبحت الطضيق إليها سهلة‪ ،‬إال أنه كانت ذشاك عوامل أكثض انتشارا اليت حفزت اهلجضة‬
‫إىل املشطقة وذي ارعفاع معدالت التضدم‪ ،‬اليت شجعت على املضاربة على األراضي‬
‫ومكششة الزراعة والتحول إىل زراعة فول الصواي ي اجلشو مما أدى إىل اهلجضة اخلارجية‪،‬‬
‫بعضها إىل األمازون وقد ألغيت احلوافز الضضيبية ي الربازيل مشا عقد من الزمن‪ ،‬وأنشأت‬
‫الربازيل أيضا عددا من املشاطق احملمية الواسعة واحملميات احمللية‪ ،‬اليت حتمي العديد من‬
‫املشاطق من إخالء األراضي‪.‬‬
‫وسجلت أيضا حاالت للهجضة إىل أطضاف الغاابت املطضية أعقبها انتزاع أرا‬
‫شاسعة من علك الغاابت حدثت ي بلدان أخضى من بيشها غواعيماال وبشما وكوستاريكا‬
‫وإكوادور واملكسيك وإندونيسيا واتيلشد ونيبال والفلبني ونيجرياي ومجهورية عشزانيا املتحدة‬
‫والسودان‪ .‬ففي غواعيماال مثال‪ ،‬أدت اهلجضة إىل مشطقة بيتان الشمالية إىل جتضيد نصف‬
‫مساحة الغاابت من أشجارذا ي السشوات ‪ 1950‬إىل ‪ ،1985‬وعلى غضار ما حصل ي‬
‫الربازي ل‪ ،‬أدى ارعفاع معدالت منو السكان ي املواطن األصلية (مضعفعات غواعيماال) اليت‬
‫حتتد فيها أوجه انعدام التكافؤ ي حيازة األراضي إىل زايدة انتزاع أرا من الغاابت عرب‬
‫السشني وزايدة عقسيم احليازات بني الورثة من أوالد وأحفاد‪ ،‬كما أدى إىل عفشي الفقض ي‬
‫املشاطق الضيف ية مما شجع‪ ،‬إىل جانب انعدام فضص احلصول على حيازات‪ ،‬على اهلجضة من‬
‫علك املشاطق حنو كل من مديشة غواعيماال ومشطقة بيتان (بيلزبورو وستب‪1997 ،‬؛ سادر‬
‫وآخضون‪ .) 1997 ،‬و ي جشو ذشدوراس‪ ،‬لعبت سياسات احلكومة دورا ذاما ي إقامة‬
‫مضاع للمواشي ومزارع للقطن وقصب السكض ألغضا زايدة الصادرات‪ ،‬مما أدى إىل‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫استيالء كبار التجار العقاريني على أراضى السفح اجليدة‪ .‬وأرغمت ذاه التطورات‬
‫أصحا احليازات الصغرية على اهلجضة إىل األراضي القضيبة الواقعة ي مشحدرات اجلبال‬
‫ليقيموا عليها مزارعهم‪ .‬وقد عسبب جتضيد ذاه املشحدرات من غطائها الشبايت ي اجنضاف‬
‫الرتبة وععض أراضي السفح للفيضاانت‪ ،‬مما زاد حدة الفقض ي املشاطق الضيفية‪ .‬أما ي‬
‫إكوادور‪ ،‬فبدأت اهلجضة شضقا ابجتاه األمازون وصاحبها إزالة األحضاج الواسع الشطاق ي‬
‫بداية السبعيشات مع قيام شضكات البرتول بشق طضق ملد أانبيب الشفط‪ .‬وساعدت ذاه‬
‫الطضق على عدفق أعداد كبرية من املستوطشني املهاجضين جاء ثالثة أرابعهم من مشطقة‬
‫املضعفعات الضيفية (بيشون‪ ،1997 ،‬بيشون وبلسبورو‪ .)1999 ،‬وخلصت دراسة عن‬
‫األسض املعيشية للمستوطشني املهاجضين مشلت فرتة زمشية طويلة وأجضيت ي عامي ‪ 1990‬و‬
‫‪ ،1999‬أن الكثري من حيازات األراضي ي مشطقة األمازون قسمت إىل حيازات أصغض‪،‬‬
‫وأن عدد املستوطشني يتضاعف كل عسع سشوات عقضيبا مما سريفع نسبة مساحة األراضي‬
‫املشتزعة من الغاابت ي األصل من ‪ 46‬إىل ‪ 57‬ي املائة (ابن وبلسبورو‪2000 ،‬؛ مري ي‪،‬‬
‫‪.)2000‬‬
‫ومثة نتائج مماثلة ي القارات األخضى‪ .‬فإندونيسيا ‪ ،‬وذي رابع أكرب بلد من حيث‬
‫عدد السكان واثلث أكرب بلد من حيث مساحة الغاابت االستوائية‪ ،‬متثل اثين أعلى‬
‫خسائض سشوية ي الثضوات احلضجية‪ .‬ويتسبب املستوطشون املهاجضون ي جانب من ذاه‬
‫اخلسائض (مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعة‪ .)1977 ،‬وأدى بضانمج اهلجضة العابضة‬
‫الاي عضعاه احلكومة هبدف احلد من الكثافة السكانية ي جاوه وابيل‪ ،‬وحضكة املهاجضين‬
‫العفوية‪ ،‬إىل ارعفاع الكثافة السكانية ي املشاطق احلضجية مما عسبب ي إزالة الغاابت‪ .‬و ي‬
‫اتيلشد‪ ،‬اجتثت األحضاج على نطاق واسع ي مشال البلد على أيدي املستوطشني املهاجضين‬
‫(بشاايعو وسونغسوان‪) 1997 ،‬؛ و ي مشطقة اهلضا اجلشوبية ي نيبال استقض املستوطشون‬
‫بعد محلة انجحة للقضاء على املالراي استددمت فيها مادة الدي دي يت‪ ،‬مما أدى إىل‬
‫اقتطاع مساحات من الغاابت (شضستا‪ .)1990 ،‬و ي الفلبني‪ ،‬جضت عملية مماثلة ملا‬
‫جضى ي ذشدوراس حيث مل عشفك أراضي السفح عقع ي أايدي أصحا احليازات الكبرية‬
‫املدصصة للمحاصيل الشقدية كقصب السكض وعلف املواشي‪ ،‬حبيث مل يعد إبمكان‬
‫سكان الضيف املتزايدين العثور على أرا جديدة سوى ابالنتقال إىل مشاطق جبلية أشد‬
‫احندارا؛ لكن عشدما اجتثت األحضاج القتطاع مساحات للزراعة زاد اجنضاف الرتبة وزادت‬
‫‪44‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫الفيضاانت (كضوز‪ .)1997 ،‬وععزى زايدة عواعض الفيضاانت ي بشغالديش ي جانب مشها‬
‫إىل اجتثاث األحضاج على نطاق واسع ي مشاطق مستجمعات املياه ي اهلشد ونيبال‪.‬‬
‫وللهجضة من مشطقة ريفية إىل مشطقة ريفية أخضى دور ابرز أيضا ي الصالت القائمة‬
‫بني البيئة واهلجضة ي أ فضيقيا‪ .‬ففي مجهورية عشزانيا املتحدة‪ ،‬نشأ عن انتشار احملاصيل الشقدية‬
‫(وال سيما النب والقطن) بتشجيع من السياسات احلكومية‪ ،‬ذجضة كبرية انتقل فيها‬
‫املهاجضون من مشاطق ريفية إىل مشاطق ريفية أخضى صو مشطقة سهول أوسانغو‪،‬‬
‫فجضدوذا من غطائها الشبايت‪ .‬وارعفع عدد سكان ذاه السهول إىل ُخسة أضعاف ي الفرتة‬
‫من ‪ 1948‬إىل ‪ ،1988‬كما عضاعف عدد رؤوس املاشية‪ .‬بيد أن عدذور البيئة كان‬
‫يعود ي جانب مشه إىل انعدام ضماانت حيازة األر وانعدام املؤسسات االجتماعية اليت‬
‫عشظم احلصول على املوارد واستغالهلا (شارنلي‪ .)1997 ،‬و ي نيجرياي‪ ،‬ذاجض أفضاد قبيلة‬
‫الكويفار من مضعفعات جاوس ال بسبب أي ضغط سكاين على مشطقتهم وإمنا استجابة‬
‫لفضص متزايدة أصبح السوق يطضحها ‪ ،‬فرتكوا سهول بيشيو اخلصبة وحتولوا من مزارعني‪،‬‬
‫يشتقلون من زراعة مساحة من الغابة جتضد مؤقتا من غطائها الشبايت إىل مساحة أخضى‪ ،‬إىل‬
‫فالحني دائمني متفضغني لفالحة مزارع أسضية ي مشاطق انتزعت من الغابة‪.‬‬
‫وجتضي إزالة األحضاج أيضا على أيدي السكان عشد حبثهم عن احلطب لسد‬
‫احتياجاهتم من الطاقة‪ ،‬وال سيما الفقضاء وفئات معيشة من املهاجضين‪ .‬و ي أفضيقيا وأمضيكا‬
‫الوسطى وآسيا‪ ،‬يتعني على أعداد كبرية من املشضدين والالجئني البقاء ي خميمات مؤقتة‬
‫لفرتات طويلة‪ .‬وقد نشأ عن ذلك أن اجتثت أشجار الغاابت القضيبة من علك املديمات‬
‫الستددامها حطبا للوقود واستشزفت املياه السطحية واجلوفية (سيساي وحممد‪.)1997 ،‬‬
‫وعبني أيضا أن لزايدة عدد السكان واهلجضة صلة ابستشزاف الغطاء الشبايت ي املشاطق‬
‫اجلافة وال سيما ي أفضيقيا جشويب الصحضاء الكربى‪ .‬وذكاا‪ ،‬ازداد ي العقود األخرية كثريا‬
‫عدد الضعاة وعدد رؤوس املاشية اليت يعيشون عليها مما زاد اهلجضة حبثا عن أرا أخضى‬
‫للمضعى‪ ،‬وزاد التشافس على األر مع السكان غري الضحل‪.‬‬
‫و ي حني عشري دراسات احلاالت اعإفضادية إىل أن اهلجضة إىل املشاطق اهلامشية واهلشة‬
‫عادة ما عكون نتيجة لتدذور البيئة‪ ،‬فأن ذشاك عوامل أخضى ععجل هباه اهلجضة‬
‫كاعإجضاءات احلكومية والشضكات الوطشية والشضكات املتعددة اجلشسيات (شضكات قطع‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫األشجار والتعدين) وأنشطة احليازات الزراعية الكبرية الضامية إىل سد الطلب الوط ي والدويل‬
‫على األخشا وحلم األبقار وغريمها من املشتجات الزراعية‪ .‬وغالبا ما كان شق الطضق أو‬
‫إقامة اهلياكل األساسية يسهل قدوم املهاجضين‪.‬‬
‫و ي نفس الوقت ميكن للهجضة أن ختفف الضغوط على البيئة ي املشاطق األصلية‬
‫للمهاجضين‪ .‬ففي سهل كاماشو ي بوليفيا‪ ،‬نتج عن اهلجضة ختفيف الضغط على املضاعي‬
‫وحتسشت حالة البيئة (بضيستون‪ .)1998 ،‬غري أنه ي مشطقة جبال اعإنديز و ي إحدى‬
‫اجلزر ي حبرية فيكتوراي‪ ،‬نتج عن اهلجضة عقلص العمالة مما أصبح يتعار معه ععهد‬
‫املصاطب الزراعية وزاد اجنضاف الرتبة (كولشز‪ .)1986 ،‬أما ي البلدان املتقدمة الشمو‪ ،‬فقد‬
‫أغلقت حدود األراضي الزراعية مشا فرتة طويلة‪ .‬و ي حني يتشاقص عدد سكان الضيف ي‬
‫مجيع ذاه البلدان‪ ،‬عظل مساحات الغاابت الثانوية على حاهلا‪ ،‬بل عشهد عوسعا‪ .‬و ي‬
‫الشطض الثاين من القضن العشضين‪ ،‬استمضت اهلجضة من املشاطق الضيفية على حنو يكاد ال يتغري‬
‫عتجه إىل احلضض ومل أتخا صورة ذجضة إىل أطضاف الغاابت كما ذو عليه احلال ي البلدان‬
‫االستوائية الشامية‪.‬‬
‫ويتيح استعضا الكتاابت احلديثة املتوافضة عن الشمو السكاين واهلجضة والبيئة الضيفية‬
‫أمثلة عديدة عسببت فيها ذجضة العمال إىل أطضاف املشاطق الزراعية ي إزالة الغاابت املدارية‬
‫وعيبس الرتبة ي املشاطق اجلافة‪ .‬وعبني ذاه األمثلة أيضا األمهية البالغة للدور الاي عؤديه‬
‫صشاديق اهلبات املكضسة للموارد الطبيعية‪ ،‬واملؤسسات‪ ،‬والسياسات احمللية والوطشية‪ ،‬و ي‬
‫بعض احلاالت‪ ،‬األسواق الدولية والعوامل الثقافية‪ .‬وابلشظض إىل أن كثريا من املشاطق اليت‬
‫جيضي استيطاهنا عتسم بدرجة فائقة من التشوع البيولوجي‪ ،‬وأن الغاابت املدارية عؤدي أيضا‬
‫دورا حاسم األمهية فيما يتعلق أبمناط املشاخ ي العامل ومشع االحرتار العاملي‪ ،‬فمن املهم أن‬
‫جتضي معاجلة األسبا اجلارية للهجضة املفضية إىل إزالة الغاابت‪ .‬ونظضا ألن معظم‬
‫املهاجضين املعشيني يكونون من الفقضاء‪ ،‬فإن هتيئة السبل الالزمة حملاربة الفقض ي الضيف مع‬
‫التشجيع ي نفس الوقت على استددام البيئة الضيفية ي املواطن األصلية على حنو أكثض‬
‫استدامة ميثل واحدا من التحدايت الضئيسية القائمة‪.‬‬
‫خامسا ‪ -‬الصحة ومعدالت الوفيات واخلصوبة‪ ،‬والبيئة‬
‫‪46‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫كانت الشواغل الصحية وراء قدر كبري من املشاقشات اليت جضت مؤخضا بشأن‬
‫عواقب التدذور البيئي‪ .‬ومت عصشيف املداطض البيئية اليت هتدد الصحة إىل فئتني مها‪:‬‬
‫“املداطض العصضية” املقرتنة بعدم ارعباط التشمية بضماانت بيئية وصحية كافية؛ و‬
‫“املداطض التقليدية” املقرتنة على وجه العموم بشقص التشمية (مشظمة الصحة العاملية‪،‬‬
‫‪ .) 1997‬وعشمل املداطض البيئية العصضية علوث املياه الاي عتسبب فيه املشاطق املأذولة‪،‬‬
‫والتلوث اجلوي ي املشاطق احلضضية‪ ،‬وسوء معاجلة الشفاايت الصلبة واخلطضة‪ ،‬واملداطض‬
‫الكيميائية واعإشعاع ية‪ ،‬وإزالة الغاابت‪ ،‬وغري ذلك من املشاكل املتصلة ابلتغري اعإيكولوجي‬
‫وعغري املشاخ واستشفاد طبقة األوزون ي احمليط اجلوي‪ .‬كما مت عصشيف األمضا املعدية‬
‫الشاشئة واألمضا اليت عاودت الظهور بوصفها من املداطض البيئية العصضية (املضجع نفسه)‬
‫الرعباطها الوثيق بشتائج التشمية االقتصادية‪ .‬وعشمل املداطض الصحية البيئية التقليدية‬
‫ضعف مكافحة انقالت األمضا ‪ ،‬وسوء املضافق الصحية‪ ،‬وعلوث األغاية ومياه الشض ‪،‬‬
‫وعلوث اهلواء داخل املباين وخارجها‪ ،‬سواء بسبب االحرتاق‪ ،‬أو اجلسيمات‪ ،‬أو سوء‬
‫التدلص من الشفاايت‪ ،‬أو الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫املخاط ر البيئية العصرية اليت هتدد الصحة‬
‫ال يوجد إثبات على أن الصحة عتأثض بتهديدات بيئية عصضية بعيشها إال من خالل‬
‫دالئل متفضقة‪ .‬و ي كثري من األحيان ال يدعم ذاه الدالئل سوى بياانت مجعت من‬
‫حاالت جتضيبية ال متثل بشكل كاف مستوايت ععض السكان الفعليني هلاه التهديدات‪.‬‬
‫إال أن مثة دليال ملموسا على وجود جمموعة من املواد الكيميائية والغازات اليت عطلقها‬
‫العمليات الزراعية أو الصشاعية ي البيئة ميكن أن حتدث آاثرا سيئة على الصحة‪ ،‬سواء‬
‫كانت موجودة ي اهلواء أو املاء‪ ،‬أو الغااء‪ .‬وابعإضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن التعض لإلشعاع‬
‫املؤين املش بعث من حمطات عوليد الطاقة الشووية أو من املصادر الطبيعية يقرتن بعواقب‬
‫صحية سلبية (كورفاالن وكييلسرتوم‪.)1995 ،‬‬
‫وعتعض الصحة لتهديد رئيسي سواء ي البلدان املتقدمة الشمو أو البلدان الشامية من‬
‫جضاء علوث اهلواء‪ ،‬وخباصة التلوث الشاجم عن اجلسيمات العالقة‪ ،‬الاي عشري التقديضات‬
‫إىل أنه مسؤول عن ‪ 3‬ماليني حالة وفاة ي أحناء العامل سشواي (مشظمة الصحة العاملية‪،‬‬
‫‪ .) 1997‬وعتألف اجلسيمات العالقة من مزيج من اجلسيمات الشاعمة واخلششة الشاجتة عن‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫عمليات االحرتاق والعمليات اآللية‪ .‬وأخطض ذاه املواد على الصحة ذي اجلسيمات األدق‬
‫اليت عوجد عادة ي الدخان الشاعج عن حمضكات الديزل وعن االحرتاق‪ ،‬و ي دخان السجائض‬
‫وبعض أنواع الششاط الصشاعي بسبب قدرهتا على التوغل ي اجلهاز التشفسي (دي سوزا‪،‬‬
‫‪ .) 1999‬وجديض ابلاكض أن املصادر الطبيعية من قبيل الدخان الشاجم عن إشعال الشار‬
‫داخل املباين‪ ،‬عساذم ي الب لدان الشامية مسامهة كبرية ي وجود اجلسيمات العالقة ي حني‬
‫أن التلوث الشاجم عن اجلسيمات يعزى إىل حد كبري ي البلدان املتقدمة الشمو إىل امللواثت‬
‫البيئية العصضية‪ .‬ويشكل الضصاص أحد املكوانت املشرتكة للجسيمات العالقة‪ .‬ومثة دليل‬
‫قوي يضبط بني التعض للضصاص وافخفا درجة الاكاء‪ ،‬وإعاقة الشمو العقلي‪ ،‬وافخفا‬
‫وزن املواليد‪ ،‬واضطضاابت اجلهاز العصيب (بوكوك ومسيث وابغهريست‪1994 ،‬؛ ومشظمة‬
‫الصحة العاملية‪ .) 1997 ،‬وما زال استششاق األخبضة الشامجة عن احرتاق البشزين احملتوي‬
‫على الضصاص يشكل واحدا من املصادر اهلامة للتعض املستمض ملستوايت مشدفضة من‬
‫التلوث ي البلدان الشامية اليت ما زالت عستددم ذاا الشوع من البشزين‪.‬‬
‫وحيمل املاء والغااء أيضا كثريا من امللواثت اليت عوجد ي اهلواء‪ .‬ويشكل استددام‬
‫األمسدة واملبيدات ي الزراعة مصدرا رئيسيا لتلوث املياه اجلوفية واألغاية‪ .‬وقد وجد أن‬
‫استهالك الكادميوم والضصاص والزئبق واملضكبات الثشائية الفيشيل املتعدد الكلور واستددام‬
‫املبيدات من خالل الشظام الغاائي يتعدى احلدود املسموح هبا يوميا ي عدد من البلدان‬
‫املتقدمة الشمو‪ ،‬كما أن استهالك الضضع واألطفال بصفة خاصة هلاه املواد يتجاوز احلد‬
‫األقصى املشار إليه (ابذت وموي‪ .)1997 ،‬ويشكل احتواء مياه الشض على الزرنيخ‬
‫هتديدا مستمضا للصحة ي العامل‪ ،‬ألنه قد يتسبب ي اعإصابة ابألمضا العصبية وأمضا‬
‫القلب واألوعية الدموية وسضطان اجللد وسضطان أجهزة اجلسم الداخلية‪ ،‬مبا فيها الكبد‬
‫والضئة والكلي واملثانة‪ .‬وقد أفيد بوجود ارعباط وثيق بني ارعفاع امتصاص الشيرتات وعكضار‬
‫اعإصابة أبمضا اجلهاز التشفسي (جوبتا وآخضون‪ .)2000 ،‬ونظضا إىل أن كثريا من املواد‬
‫الكيميائية خيرتق جدار املشيمة‪ ،‬فإن عشاول األم احلامل ألغاية ومياه ملوثة يعض اجلشني‬
‫للمداطض الصحية‪.‬‬
‫ويعتقد أيضا أن امللواثت البيئية العصضية حتدث آاثرا سلبية على خصوبة اعإنسان‬
‫وصحته اعإجنابية‪ ،‬رغم أن األدلة على ذلك ما زالت موضعا للجدل‪ .‬ومن املواد الكيميائية‬
‫اليت يعتقد أهنا عؤدي دورا رئيسيا ي ذاه العالقة االستريويد الطبيعي واهلضموانت الرتكيبية‪،‬‬
‫‪48‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫ومبيدات اآلفات العضوية وغري العضوية‪ ،‬واملضكبات الثشائية الفيشيل املتعدد الكلور‬
‫والدايوكسني (سوين وآخضون‪ .)1997 ،‬فقد وجد على سبيل املثال أن التعض للمضكبات‬
‫الثشائية الفيشيل املتعدد الكلور مسؤول عن سوء صحة األجشة وصغار األطفال (سوين‪،‬‬
‫‪ ،)1991‬وعن اعإضضار ابخلصوبة‪ ،‬وأتخض الشمو الاي ال سبيل إىل عالجه‪ ،‬وعن إحداث‬
‫عغيريات طفيفة ي سلوك املواليد اجلدد (غيلربعسون وآخضون‪ .)2000 ،‬كما مت الضبط بني‬
‫العوامل الكيميائية املستددمة لتحسني عملية التبويض وبعض العواقب السلبية على‬
‫الصحة اعإجنابية مثل اعإقالل من احتمال ثبات احلمل‪ ،‬وارعفاع معدالت اعإجها‬
‫التلقائي‪ ،‬وزايدة خطض اعإصابة بسضطان الثدي واملبيض والضحم (عيكض‪1996 ،‬؛ وفني‬
‫وآخضون‪ .) 1999 ،‬وجديض ابملالحظة أنه حىت لو كان للعوامل البيئية أتثري سليب على‬
‫اخلصوبة‪ ،‬فإنه ال يقوم دليل ياكض على أن املستوايت العامة للدصوبة أتثضت من جضاء‬
‫ذلك‪ .‬ففي بيالروس وأوكضانيا اليت أظهضت فيها الدراسات افخفاضا حادا ي اخلصوبة ي‬
‫الفرتة اليت أعقبت مباشضة حادث عشضنوبل الشووي‪ ،‬كانت ذشاك فيما يبدو عوامل أخضى‬
‫غري إعاقة اخلصوبة أدت دورا ذاما ي ذاه املسألة‪ .‬فعلى وجه اخلصوص‪ ،‬كان هلجضة‬
‫الشساء اللوايت ي سن اعإجنا ‪ ،‬وال سيما احلوامل مشهن‪ ،‬والزايدة اليت طضأت ي عدد‬
‫حاالت اعإجها ‪ ،‬وأتخري احلمل خوفا من األعضا اجلانبية ملأساة عشضنوبل‪ ،‬دورا ذاما‬
‫ ي افخفا معدل اخلصوبة (ريباكوفسكي‪.)1994 ،‬‬
‫املخاطر البيئية التقليدية اليت هتدد الصحة‬
‫نتيجة للتحسيشات الضئيسية اليت طضأت ي املضافق الصحية وإمداد اجملتمعات احمللية‬
‫ابملياه‪ ،‬و ي اعإسكان ونوعية اهلواء داخل املباين‪ ،‬مل ععد معظم األمضا املقرتنة ابلعوامل‬
‫البيئية التقليدية متثل أمهية كبرية ي معظم املشاطق املتقدمة الشمو‪ .‬ولكن ي غالبية املشاطق‬
‫األقل منوا ي العامل‪ ،‬ما زالت األمضا املضعبطة بسوء املضافق الصحية‪ ،‬وعلوث املياه واألغاية‬
‫الختالطها ابلغائط‪ ،‬وعلوث اهلواء داخل املباين وخارجها والعدوى الشامجة عن احلشضات أو‬
‫احليواانت الشاقلة لألمضا ‪ ،‬عتسبب ي قدر كبري من حاالت الوفاة واالعتالل‪ .‬وعشري‬
‫التقديضات إىل أن حاالت الوفاة الشامجة عن األمضا املقرتنة بسوء أحوال إمدادات املياه‬
‫واملضافق الصحية والشظافة الصحية الشدصية واملشزلية كانت متثل وحدذا ‪ 5‬ي املائة من‬
‫حاالت الوفاة عموما‪ ،‬و ‪ 9‬ي املائة من مجيع حاالت الوفاة ي سن مبكضة ي عام‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫‪( 1990‬موراي ولوبيز‪ .)1996 ،‬وعلى وجه التقضيب‪ ،‬عتسبب األمضا املعدية‬
‫والطفيلية ي حالة وفاة واحدة من كل ُخس حاالت وفاة ي العامل‪ .‬وأذم األمضا املفضية‬
‫إىل الوفاة ذي األمضا الشامجة عن اعإسهال‪ ،‬اليت عشتقل اعإصابة هبا مباشضة عن طضيق‬
‫علوث األغاية واملياه الختالطها ابلغائط‪ ،‬وجمموعة األمضا اليت عصيب األطفال‪ ،‬من‬
‫قبيل السعال الديكي وشلل األطفال واخلشاق واحلصبة‪ ،‬والكزاز‪ ،‬اليت يسهل انتشارذا ي‬
‫ظل ظضوف املعيشة املتسمة ابالكتظاظ وانعدام الشظافة الصحية‪.‬‬
‫وعتسبب األمضا املقرتنة ابلعوامل البيئية التقليدية أيضا ي إحداث قدر كبري من‬
‫اعإعاقة‪ .‬فاألمضا املعدية عتسبب ي جمموعها ي حنو ربع حاالت اعإعاقة على مستوى‬
‫العامل‪ ،‬وعتحمل املشاطق األقل منوا العبء األكرب من ذاه احلاالت‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬
‫ورغم افخفا معدالت الوفاة الشامجة عن أمضا املشاطق املدارية من قبيل مض الشوم‬
‫ومض شاغاس والبلهارسيا وداء الليشمانيات وداء اخليطيات الليمفاوية وداء العمى‬
‫الشهضي‪ ،‬ي مجيع أحناء العامل‪ ،‬إال أهنا عؤدي إىل معدالت مضعفعة من اعإعاقة‪ ،‬ال سيما ي‬
‫اهلشد و ي أفضيقيا جشويب الصحضاء الكربى (موراي ولوبيز‪.)1996 ،‬‬
‫وكثريا ما يكون معدل الوفاة واعإعاقة املقرتن ابملداطض البيئية التقليدية اليت هتدد‬
‫الصحة أعلى بكثري من معدل الوفاة واعإعاقة املعزو مباشضة إىل األمضا اليت عتسبب فيها‬
‫ذاه املداطض‪ .‬فكثري من األمضا اليت عشقلها األغاية على سبيل املثال ميكن أن يؤدي إىل‬
‫مضاعف ــات خطرية ومزمش ــة وأن يؤثض ي اجله ــاز ال ــدوري والبويل والتشفسي واملشاعي‪ .‬كما‬
‫عشكل العدوى اليت عشقلها األغاية أحد العوامل اهلامة األساسية ي اعإصابة بسوء التغاية‪،‬‬
‫واألمضا الضوماعيزمية‪ ،‬كما أهنا مسؤولة بصورة غري مباشضة عن إصابة اجلهاز التشفسي‬
‫ابلسل (ابنشج وآخضون‪1997 ،‬؛ وكافضشتاين‪ .)1997 ،‬ومثة دليل على أن التعض إىل‬
‫مسببات املض البيولوجية ي البيئة ميكن أن يؤثض سلبا على اجلهاز املشاعي‪ ،‬فقد مت الضبط‪،‬‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬بني بكترياي ذليكو ابكرت بيلوري (ذـ‪ .‬بيلوري)‪ ،‬وذي عدوى عشقلها‬
‫املياه‪ ،‬واعإصابة بقضحات وسضطان اجلهاز اهلضمي (ذوسكشغ وآخضون‪1994 ،‬؛ وذانسون‬
‫وآخضون‪1996 ،‬؛ وابرسونت‪ .)1996 ،‬ويعتقد أن حتسني إمدادات املياه واحلد من‬
‫التعض هلاه البكترياي قد أحداث افخفاضا ملحوظا ي حاالت الوفاة الشامجة عن سضطان‬
‫اجلهاز اهلضمي ي الوالايت املتحدة مشا الثالثيشات (مانتون ستالضد وكوردر‪.)1999 ،‬‬
‫‪50‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫األمراض اجلديدة واألمراض اليت عاودت الظهور‬
‫أدت العوامل البيئية دورا ذاما ي ظهور عدد من األمضا اجلديدة ي القضن العشضين‬
‫وأسهمت ي زايدة خطورهتا‪ .‬ومشلت ذاه األمضا فريوس نقص املشاعة البشضية‪ ،‬ومض‬
‫اعإيبوال وغريه من األمضا احليوانية املصدر‪ ،‬والسالالت األمضاضية اليت كانت معضوفة من‬
‫قبل مث اكتسبت مقاومة لألدوية‪ .‬فقد أدى الشمو السكاين السضيع وما اقرتن به من زايدة‬
‫التعدايت على املوائل الربية واملائية الطبيعية إىل ععزيز منو وانتشار مسببات املض اليت‬
‫كانت حمصورة من قبل ي مشاطق معيشة‪ .‬وأذم ذاه األمضا على اعإطالق ذو وابء‬
‫فريوس نقص املشاعة البشضية‪/‬متالزمة نقص املشاعة املكتسب (اعإيدز)‪ ،‬الاي عشري‬
‫التقديضات إىل مسؤوليته عن وفاة ما يزيد على ‪ 18‬مليون شدص مشا ظهوره (بضانمج‬
‫األمم املتحدة املشرتك الاي عضعاه عدة جهات واملع ي بفريوس نقص املشاعة‬
‫البشضية‪/‬متالزمة نقص املشاعة املكتسب (اعإيدز)‪ .)2000 ،‬ويشتقل فريوس نقص املشاعة‬
‫البشضية الاي يسبب اعإصابة مبتالزمة نقص املشاعة املكتسب بصفة أساسية عن طضيق‬
‫االعصال اجلشسي واحلقن ابملددرات‪ ،‬ولكن مبجضد انتقال العدوى إىل الشدص‪ ،‬عزداد‬
‫سضعة عطور املض من جمضد اعإصابة ابلفريوس إىل اعإصابة الكاملة ابعإيدز إذا اقرتنت‬
‫بشكل من أشكال العدوى الطفيلية (مولض وآخضون‪1999 ،‬؛ وكوين وميللض‪.)1998 ،‬‬
‫وعؤثض العوامل البيئية ي انتقال عدد من أكثض أنواع العدوى االنتهازية شيوعا‪ .‬فتعض‬
‫حاملي فريوس نقص املشاعة البشضية لبيئات غري صحية‪ ،‬وللحيواانت‪ ،‬والدواجن‪ ،‬واللحوم‬
‫الشيئة‪ ،‬والرتبة‪ ،‬والفاكهة واخلضض امللوثة‪ ،‬يزيد ععضضهم خلطض اعإصابة ابلتها الدماغ الشاعج‬
‫عن املقوسات‪ ،‬وداء الشسوجات‪ ،‬وداء البويغات املستدفية‪ ،‬واحلمى املضدمة للدالاي‪،‬‬
‫وفريوسات الغدد (مضكز مكافحة األمضا ‪ ،1997 ،‬و ‪1999‬؛ وذريذولزر‪.)1992 ،‬‬
‫وما زال مض السل يشكل العدوى االنتهازية األساسية اليت عصيب مضضى فريوس نقص‬
‫املشاع ــة البشضي ــة (اعإي ــدز) ي البلدان الشامي ــة‪ ،‬وال سيما ي أفضيقيا جشويب الصحضاء الكربى‬
‫اليت ععد املشطقة األشد معاانة من ذاا املض ‪ .‬ويتسبب مض السل ي مضاعفات لشصف‬
‫املضضى املصابني بفريوس نقص املشاعة البشضية ي البلدان الشامية (بضانمج األمم املتحدة‬
‫املشرتك الاي عضعاه عدة جهات واملع ي بفريوس نقص املشاعة البشضية‪/‬متالزمة نقص املشاعة‬
‫املكتسب (اعإيدز)‪ ،) 2000 ،‬وقد يكون ذلك انعكاسا لالزدحام الاي ععاين مشه األسض‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫املعيشية واجملتمعات على نطاق واسع‪ ،‬والرعفاع معدالت انتشار السل ي ذاه السياقات‬
‫بصفة عامة عشه ي سياقات أخضى‪.‬‬
‫العوامل املقرتنة ابالعتالل والوفاة نتيجة لألسباب البيئية‬
‫يبدو أن املداطض البيئية العصضية والتقليدية اليت هتدد الصحة عؤثض أكثض ما عؤثض ي‬
‫الصغار‪ ،‬وال سيما من عقل أعمارذم عن ُخس سشوات‪ .‬كما أن خماطض مضحلة املضاذقة‬
‫شديدة أيضا مع بلوغ عدد من أعضاء اجلسم طور الشضج‪ ،‬مبا ي ذلك اجلهاز التشاسلي‪،‬‬
‫والتشفسي‪ ،‬واملشاعي‪ ،‬واهليكل العظمي‪ ،‬واجلهاز العصيب املضكزي‪ ،‬وذي أجهزة معضضة لآلاثر‬
‫السامة الشاجتة عن املواد الكيميائية البيئية (غولو ‪ .)2000 ،‬وقد أظهضت خمتلف‬
‫الدراسات أن حساسية الضضع وصغار األطفال آلاثر اعإشعاع عبلغ عشضة أضعاف‬
‫حساسية الكبار‪ ،‬وأنه ال يوجد مستوى أدىن خيلو من ععض الغدة الدرقية عإشعاع أقل مشه‬
‫من املداطضة (بضافريستوك‪ .)1993 ،‬وعصل حاالت الوفاة الشامجة عن األمضا اليت‬
‫يسببها سوء حالة املضافق الصحية وازدحام أماكن السكن وعلوث األغاية واملياه إىل أعلى‬
‫معدل هلا بني األطفال الاين عقل أعمارذم عن ُخس سشوات‪ ،‬وذم أشد من يشوء بعبء‬
‫ذاه األمضا ‪ .‬وحتدث ‪ 70‬ي املائة من حاالت الوفاة الشامجة عن االلتهاابت التشفسية‬
‫احلادة‪ ،‬اليت يتصل معظمها ابلعوامل البيئية‪ ،‬قبل إمتام األطفال لعامهم األول‪ ،‬وعشري‬
‫التقديضات إىل أن ربع حاالت الوفاة ي األطفال الاين عقل أعمارذم عن ُخس سشوات‬
‫ععزى إىل اعإسهال (مشظمة الصحة العاملية‪.)1995 ،‬‬
‫وعتعض أيضا الشساء والشاابت‪ ،‬نظضا للدور التقليدي الاي يضطلعن به ي إعداد‬
‫الطعام‪ ،‬إىل خماطضة شديدة بسبب التعض للجسيمات الشاجتة عن الدخان املشبعث من‬
‫احرتاق الفحم‪ ،‬وخشب الوقود‪ ،‬وروث احليواانت‪ ،‬وغري ذلك من مصادر الوقود (مشظمة‬
‫الصحة العاملية‪ .)1997 ،‬ويبدو أيضا أن العوامل املتصلة أبسلو احلياة‪ ،‬وال سيما‬
‫التدخني أو التعض لدخان التبغ ي البيئة‪ ،‬عغري من آاثر امللواثت الكيميائية على الصحة‪.‬‬
‫فالتفاعل الوثيق بني الشيكوعني والقطضان اللاين جيضي استششاقهما أثشاء التدخني وبني غريمها‬
‫من امل واد الكيميائية اليت جيضي التعض هلا‪ ،‬حيدث فيما يبدو آاثرا سلبية ابلغة على الصحة‬
‫(كييلسرتوم وروزنستوك‪.)1990 ،‬‬
‫‪52‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫وعوفض العوامل املشاخية السائدة ي املشاطق املدارية ي العامل ظضوفا مثالية لبقاء وعكاثض‬
‫مسببات املض ‪ .‬واقرتنت الزايدات ي استشضاء خمتلف األمضا ‪ ،‬مبا ي ذلك محى الضشك‬
‫واملالراي وغري ذلك من األربوفريوسيات اليت حيملها البعو ‪ ،‬ابملشاخ وسقوط األمطار‬
‫(لوفشيشسون‪1994 ،‬؛ وواعس وآخضون‪ .)1989 ،‬ورغم أن الدور الاي يؤديه الشظام‬
‫الغاائي يكتسي أمهية رئيسية ال شك فيها‪ ،‬أشارت بعض االقرتاحات إىل احتمال وجود‬
‫ارعباط بني العوامل البيئية‪ ،‬ورمبا املشاخ‪ ،‬والزايدات اليت طضأت ي العامل مؤخضا على اعإصابة‬
‫بداء السك ــضي الاي يعتم ــد ي عالج ــه على األنسولني (ليزيل وإيليوت‪ .)1994 ،‬ومث ــة‬
‫ما يشري إىل أن اعإصابة هباا املض عتدرج من اجلشو إىل الشمال‪ ،‬إذ عزداد معدالهتا‬
‫ابزدايد خطوط العض (رويضز وآخضون‪ .)1988 ،‬وعتجلى أيضا الصلة بني البيئة والصحة‬
‫ ي العوامل االقتصادية االجتماعية‪ .‬فالتعليم والدخل واملهشة كلها حتدد مدى قدرة الفضد‬
‫على حتويض التهديدات البيئية اليت عضض بصحته أو السيطضة عليها‪ .‬وعشري التقديضات إىل أن‬
‫الضمد احلبييب يؤثض ي شكله االلتهايب الششط ي حنو ‪ 46‬مليون شدص ي أحناء العامل‪،‬‬
‫وإن كان أتثريه أشد على من يعيشون ي الفقض و ي ظل ظضوف عتسم ابالزدحام وقلة‬
‫الشظافة الصحية الشدصية والبيئية (اثيلفورس‪.)1999 ،‬‬
‫وقد أحدث ارعفاع معدل اخلصوبة واهلجضة من الضيف إىل احلضض منوا سكانيا‬
‫حضضاي سضيعا ي كثري من البلدان‪ .‬وكثريا ما كان ذاا الشمو احلضضي أسضع من القدرة على‬
‫عوفري املياه املأمونة واملضافق الصحية‪ .‬وابعإضافة إىل ذلك فإن عزايد حجم السكان ي‬
‫احلضض والششاط االقتصادي املقرتن هبم يضيف إىل حجم الشفاايت السائلة والصلبة اليت يتم‬
‫إطالقها ي البيئ ة‪ .‬كما عسهل ظضوف املعيشة املزدمحة انتشار أمضا مثل السل واحلصبة‬
‫(مشظمة الصحة العاملية‪.)1997 ،‬‬
‫وما زال الضخاء والفقض على حد سواء يؤداين دورا ذاما ي استمضار املداطض البيئية‬
‫اليت هتدد الصحة‪ .‬فالضخاء الاي يؤدي من انحيته إىل زايدة الطلب على السلع واخلدمات‬
‫اال ستهالكية‪ ،‬سواء من حيث الكمية أو الشوعية‪ ،‬يكثف اعإنتاج بطضق عفضي إىل التلوث‬
‫الشاجم عن املواد الكيميائية اليت عدخل ي عملية اعإنتاج أو اليت عشتج عشها‪ .‬أما ي البلدان‬
‫الشامية‪ ،‬فقد أوجد الفقض املقرتن بزايدة الشمو السكاين ضغوطا مستمضة على املوارد الطبيعية‪،‬‬
‫ومنو األحياء الفقرية ي املشاطق احلضضية‪ ،‬وزايدة فضص انتقال األمضا ‪.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫سادسا ‪ -‬السكان والبيئة والتنمية يف املناطق احلضرية‬
‫سيشكل التمدين واحدا من أذم االجتاذات الدميغضافية ي القضن احلادي والعشضين‪.‬‬
‫وسيرتكز الشمو السكاين املتوقع خالل الفرتة ‪ 2030-2000‬أبكمله عقضيبا ي مشاطق‬
‫العامل احلضضية (األمم املتحدة‪ 2000 ،‬د)‪ .‬وسيكون الشمو سضيعا بشكل خاص ي‬
‫الشطاقات احلضضية ألقل املشاطق منوا‪ ،‬حبيث يبلغ معدله ‪ 2.3‬ي املائة سشواي خالل الفرتة‬
‫‪ 2030-2000‬وفق فرتة عضاعف مدهتا ‪ 30‬سشة‪ .‬ومع أن املشاطق احلضضية ستستوعب‬
‫عددا متزايدا من سك ان العامل‪ ،‬فإن نسبة قاط ي التجمعات احلضضية البالغة الكرب ال عزال‬
‫ضئيلة ( ي عام ‪ ،2000‬مل يقطن سوى ‪ 4.3‬ي املائة من سكان العامل ي مدن ذات‬
‫عشضة ماليني نسمة أو أكثض)‪ .‬وابملقابل‪ ،‬ععد نسبة قاط ي املدن الصغرية من بني سكان‬
‫العامل أعلى بكثري ( ي عام ‪ 2000‬قدر أن ‪ 28.5‬ي املائة من سكان العامل يعيشون ي‬
‫مدن يقل سكاهنا عن املليون نسمة) (األمم املتحدة‪ 2000 ،‬د)‪.‬‬
‫ويؤثض الشمو السكاين ي الرتكز املكاين للسكان والصشاعة والتجارة واملضكبات‬
‫واستهالك الطاقة واستددام املياه وإفضاز الشفاايت و ي ضغوط بيئية أخضى (ابرعون‬
‫وبرينشتاين واليتمان‪ .) 1992 ،‬وغالبا ما يفرت أن املشاكل البيئية للمدن عتفاقم بفعل‬
‫عدد السكان وارعفاع معدل عضكزذم؛ لكن ذاا الرتكز ي حد ذاعه يتيح ي واقع األمض عددا‬
‫من الفضص احملتملة‪ .‬ألن عضكز السكان واألعمال التجارية ي املشاطق احلضضية حيد بشكل‬
‫كبري عكاليف عزويد كل بش اية على حدة أبانبيب ضخ املياه واجملاري والصضف الصحي‬
‫والطضق والكهضابء‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬عؤدي املدن إىل عضكز السكان على حنو حيد عادة‬
‫من نسبة الطلب على األراضي ابملقارنة بعدد ذؤالء السكان‪ .‬فبالضغم من أن االمتداد‬
‫احلضضي أييت على أرا قيمة‪ .‬فإن املساحة اليت عشغلها املدن والبلدات ي معظم الدول‬
‫عقل عن ‪ 1‬ي املائة من املساحة اعإمجالية لليابسة ي علك الدول‪ .‬و ي واقع األمض‪ ،‬فإن‬
‫سكان مشاطق العامل احلضضية احلاليني الاين يشاذز عددذم ‪ 3‬باليني نسمة ميكن أن حتتويهم‬
‫مساحة ‪ 200 000‬كيلومرت مضبع – أي حجم السشغال أو ُعمان عقضيبا – مبعدالت كثافة‬
‫مماثلة للكثافة السكانية ي أواسط املشاطق السكانية ي عدد من املدن األوروبية (ذاردوي‬
‫وميتلني وساعريثويت‪.)2000 ،‬‬
‫‪54‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫العالقة بني حجم عدد سكان املدينة ومعدل النمو واملشاكل البيئية احلضرية‬
‫عتسم العالقات بني حجم عدد سكان املديشة‪ ،‬أو عقسيمات حجم املديشة‪ ،‬من‬
‫جهة واألضضار البيئية من جهة أخضى بتعددذا وععقدذا ويعرتي فهمها نقص شديد‬
‫(بضودذوم‪ .) 1994 ،‬فاألثض البيئي حلجم املديشة يعد سلبيا بشكل عام‪ .‬ويعتقد أنه كلما‬
‫كانت املديشة أكرب زاد الشصيب الفضدي من التكاليف أو األضضار البيئية‪ .‬غري أن مثة عددا‬
‫من األمور يشبغي االنتباه هلا‪ .‬فحيث أن ما يعتد به ي هناية املطاق ليس ذو مقدار التلوث‬
‫املشفوث بل مقدار ذاا التلوث املشفوث مشقوصا مشه مقدار التلوث املزال‪ ،‬فمن املهم‬
‫اعإشارة إىل أن مثة جمال لتحقيق وفورات الشطاق ي احلد من التلوث فيما يتعلق بعدد من‬
‫امللواثت (مثل الشفااي ت الصلبة والتلوث املائي)‪ .‬كما أن املدن الكربى عتسم عموما‬
‫ابالقتصاد ي املوارد مقارنة ابملدن األصغض؛ فهي ي العادة أكثض كثافة؛ ومهيأة على حنو‬
‫أفضل الستددام وسائل الشقل العمومية كما أهنا عضم قدرا أكرب من اجملمعات السكشية‪،‬‬
‫وعستهلك ابلتايل معدال فضداي أقل من حيث األراضي والطاقة‪ .‬وأخريا‪ ،‬ومبا أن عشتت‬
‫السكان يضافقه ارعفاع ي حضكة الشقل‪ ،‬فإنه من املمكن على ما يعتقد احلد من اآلاثر البيئية‬
‫الشامجة عن الشقل (على سبيل املثال‪ ،‬استهالك الوقود األحفوري وانبعااثت غازات الدفيئة‬
‫وعلوث اهلواء) بزايدة عضكيز السكان ي عدد قليل من املدن الكربى‪.‬‬
‫ومبا أن نسبة ذامة من سكان املشاطق احلضضية ي أغلب البلدان ععيش ي مضاكز‬
‫حضضية صغرية نسبيا‪ ،‬فإن مثة نقصا ملحوظا ي الواثئق املتعلقة ابملشاكل البيئية خبالف‬
‫اآلاثر املتعلقة ابملدن األكرب حجما‪ .‬ويشري القدر احملدود من املعلومات املتوفضة بشأن عوفري‬
‫املياه والتصحاح وخدمات مجع الشفاايت ي املدن األصغض حجما إىل أن أغلبها يعاين‬
‫مشاكل بيئية حادة (ذاردوي وميتلني وساعريثيت‪ .)2000 ،‬وقد ال يشطوي ذاا األمض‬
‫على أية مفاجأة على اعتبار أن املدن األكرب حجما عكون ي العادة أكثض ازدذارا وعشال‬
‫قدرا أكرب من املوارد واالذتمام احلكوميني‪ .‬و ي معظم املضاكز احلضضية األفضيقية األصغض‪،‬‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬عفتقض السلطات احمللية إىل القدرة على ضمان عوفري ما يكفي من املياه‬
‫والتصحاح وخدمات مجع الشفاايت‪ .‬ومثة قدر أكرب بكثري من الواثئق املتعلقة ابملشاكل‬
‫البيئية ي املدن الكربى ي آسيا‪ ،‬ويضجع ذلك ي جانب مشه إىل ندرة البياانت اعإحصائية‬
‫عن جودة السكن وعوفري املياه والتصحاح والصضف الصحي فيما يتعلق بفضادى املضاكز‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫احلضضية‪ .‬غري أن عددا من الدراسات املستقلة يوفض أمثلة عن أوجه الشقص اخلطرية ي‬
‫اهليكل األساسي واخلدمات احلضضية ي املدن األصغض حجما ي اهلشد (انظض مثال غوش‬
‫وأمحد وميرتا‪ .) 1994 ،‬ومثة أيضا دراسات إفضادية متعلقة بعدد من املدن األصغض ي‬
‫أمضيكا الالعيشية عبني أوجه الشقص ي عوفري املياه والتصحاح والصضف الصحي (انظض‬
‫فوروندا‪1998 ،‬؛ وبضاودر وغودفضي‪ .)1997 ،‬وعبني إحدى علك الدراسات وموضوعها‬
‫“املدن السضيعة الشمو” املوجودة مبحاذاة املشاطق الزراعية املتاُخة للغاابت ي الربازيل‪ ،‬أن‬
‫املشاكل البيئية من احملتمل أن عكون خطرية بشكل خاص ي املدن اليت عشمو على حنو‬
‫شديد السضعة ي املشاطق املأذولة حديثا ألنه من الشادر أن عكون ذشالك مؤسسة حكومية‬
‫بوسعها إدارة الشمو السضيع وكفالة عوفري ما عستلزمه الصحة البيئية (بضاودر وغودفريي‪،‬‬
‫‪.)1997‬‬
‫ومع ذلك فإنه ال يوجد‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬رابط قوي مباشض ابلضضورة بني معدل الشمو‬
‫احلضضي واملشاكل البيئية‪ .‬فقد شهدت معدالت منو العديد من أكرب مدن العامل عباطؤا‬
‫ملموسا خالل العقود القليلة املشصضمة (األمم املتحدة‪ 2000 ،‬ج)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬شهد‬
‫العديد من ذاه املدن عفاقم جمموعة من املشاكل البيئية احلضضية‪ .‬وابملقابل‪ ،‬ال خيلف التغري‬
‫احلضضي السضيع ابلضضورة مشاكل بيئية خطرية‪ .‬فقد كانت مدن من قبيل كوريتيبا وبورعو‬
‫أليغضي الربازيليتني من بني أسضع مدن العامل منوا ي العقود األخرية؛ ومع ذلك‪ ،‬عقل املشاكل‬
‫البيئية اخلطرية ي كل مشهما بكثري عن معظم مدن البلدان الشامية اليت كان منوذا أبطأ بكثري‬
‫(ذاردوي وميتيلني وساعضثويت‪.)2000 ،‬‬
‫بيئة املدينة‬
‫عتجه العالقات بني التمدين والتدذور البيئي إىل التعقد الشديد وعشمل عفاعالت‬
‫مع احمليط الطبيعي واملشيد إىل جانب طائفة من العوامل االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية‪ .‬فموقع املديشة من حيث الشظام اعإيكولوجي اعإقليمي‪ ،‬على سبيل املثال‪،‬‬
‫يشكل غالبا أحد احملددات اهلامة خلطورة الظضوف البيئية وععقد اسرتاعيجيات التدخل‬
‫احملتملة‪ .‬ألن التشوع الواسع ي أنواع الشظم اعإيكولوجية (كاملشاطق الساحلية واملشاطق‬
‫القاحلة واملشاطق الضطبة واملدارية واملشاطق الباردة واملشاطق اجلبلية) وعدد الرتكيبات املمكشة‬
‫بيشها جيعل من الصعب صياغة عصشيف بسيط يسضي على مجيع املشاكل البيئية اليت‬
‫‪56‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫عواجهها كربايت مدن العامل (ابرعون وبرينشتاين واليتمان‪ .)1992 ،‬وفيما يتعلق ابلتلوث‬
‫البيئي على سبيل املثال‪ ،‬يتوقف ضعف املدن الكربى ي مواجهة اآلاثر السلبية الشامجة عن‬
‫انبعااثت املضكيات على عدد من اخلصائص الطبيعية (مشها مثال االرعفاع واجتاه وسضعة‬
‫الضايح السائدة؛ وكم ضوء الشمس‪ ،‬واالستقضار املشاخي ومعدل التهطال والضطوبة)‪ .‬وعوفض‬
‫حالة سانتياغو مثاال جيدا على ذلك‪ .‬فبالضغم من أن االنبعااثت ي سانتياغو ال متثل‬
‫سوى ‪ 10‬ي املائة من مثيالهتا ي ساو ابولو‪ ،‬فإن حجم علوث اهلواء وخطورعه ي‬
‫سانتياغو مماثالن بفعل جوذا وارعفاعها‪ ،‬للحالة ي مديشة ساو ابولو األكرب مشها حجما‬
‫بكثري (فيز‪.)1992 ،‬‬
‫وابلضغم من أن نسبة أقل من سكان املشاطق األقل منوا ععيش ي املدن (وذو أمض‬
‫مل يعد صحيحا فيما يتعلق أبمضيكا الالعيشية) وأن ذاه املشاطق ععد نسبيا أقل عطورا من‬
‫الشاحية الصشاعة‪ ،‬فإن اعإنتاج الصشاعي ي العديد من البلدان الشامية يتزايد غالبا على حنو‬
‫ابلغ السضعة عشد غيا الشظام الفعال للتدطيط والتشظيم‪ .‬فكلما ازدادت سضعة منو اعإنتاج‬
‫الصشاعي‪ ،‬ازدادت احتماالت خطورة املشاكل البيئية املتصلة ابلتلوث الصشاعي ألهنا حتتاج‬
‫إىل وقت من أجل حتديد طبيعتها وسبل التصضف إزاءذا وإعداد قاعدة عشضيعية للحد من‬
‫التلوث وعطويض اهليكل املؤسسي الالزم لتطبيقها (ذاردوي‪ ،‬وميتلني وساعريثويت‪،‬‬
‫‪ .) 2000‬غري أن التلوث الصشاعي ليس السبب الوحيد لتلوث اهلواء واملياه‪ .‬فالشسب‬
‫املضعفعة من األسض املعيشية واألعمال التجارية غري املشمولة خبدمات اجملاري والصضف‬
‫الصحي ومجع الشفاايت الصلبة عزيد بشكل كبري حدة مشاكل علوث املياه ي املدن ي‬
‫العامل الشامي‪ .‬وابعإضافة إىل ذلك‪ ،‬عؤدي املضكبات املزودة ابحملضكات اليت عتزايد أعدادذا‬
‫غالبا على حنو سضيع‪ ،‬والطضق املكتظة‪ ،‬والشسبة املضعفعة من احملضكات غري الفعالة واملفتقضة‬
‫إىل الصيانة إىل ارعفاع كبري ي معدالت علوث اهلواء‪.‬‬
‫اآلاثر البيئية على الصحة يف املناطق احلضرية‬
‫ابملقارنة ابلضوابط املعقدة القائمة بني البيئة وحجم املديشة ومعدالت الشمو احلضضي‪،‬‬
‫ععترب الضوابط بني التدذور البيئي والصحة ذي األكثض وضوحا‪ .‬ومضة أخضى‪ ،‬وكما ذو‬
‫الشأن فيما يتعلق ابملستوايت اعإمجالية لتلوث اهلواء واملاء‪ ،‬مثة كثري من األدلة االنطباعية‬
‫وقليل من الدراسات الشاملة اليت ععتمد على بياانت قابلة للمقارنة‪ .‬إن املاء يعد وسيلة‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫مهمة لشقل العديد من الكائشات اجملهضية املسببة لألمضا والعديد من املواد السامة العضوية‬
‫وغري العضوية‪ .‬وميكن عصشيف العديد من األمضا املعدية ي البلدان الشامية حبسب الدور‬
‫الاي يلعبه املاء ي سلسلة انتقاهلا كما يلي‪ :‬األمضا املتولدة عن املياه (ومشها على سبيل‬
‫املثال‪ ،‬أمضا األمعاء واعإسهال ومحى التيفويد وااللتها الكبدي)؛ واألمضا املتصلة‬
‫بشظافة املياه (ومن أمثلتها الرتاكوما وداء الشيغالت)؛ واألمضا الشامجة عن مالمسة املاء‬
‫(ومشها مثال البلهارسيا)؛ واألمضا املشقولة عرب املاء (ومن أمثلتها املالراي وداء كالبية‬
‫الانب) (ابرعون‪ .)1990 ،‬وعشتشض العديد من األمضا املوذشة اليت ميكن مشعها بسهولة‬
‫ ي كربايت مدن العامل ومن بيشها اعإسهال والزحار والتيفويد والطفيليات املعوية وعسمم‬
‫األغاية‪ .‬وبيشما ععد األمضا اليت هلا عالقة ابملياه سببا أساسيا ي وفيات الضضع‬
‫واألطفال‪ ،‬فإن الوفاة من جضاء علوث اهلواء حتدث عادة ي مضحلة متأخضة من العمض‪.‬‬
‫وميكن أن يعزى عدد قليل نسبيا من الوفيات بشكل مباشض إىل علوث اهلواء‪ .‬غري أن‬
‫املاليني يعانون من التهاابت اجلهاز التشفسي (ابلضغم من أن املدى الاي حتد به ملواثت‬
‫اهلواء الكيميائية من مقاومة الشاس اللتهاابت اجلهاز التشفسي احلادة ال يزال غري مفهوم مبا‬
‫فيه الكفاية)‪ ،‬وميوت الكثريون مبدتلف أشكال السضطان الاي يسببه علوث اهلواء أو يؤدي‬
‫إىل عفاقمه‪ .‬وخيلف الضصاص‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬ضضرا ي الشداع العظمي والكبد والكلى‬
‫وضضرا عصبيا مستدميا خاصة لدى األطفال الصغار‪ .‬وميكن أن يسبب أول أكسيد‬
‫الكضبون ضضرا ي األعصا والقلب والشضايني‪ .‬ويعد علوث اهلواء داخل البشاايت خطريا‬
‫بشكل خاص ي أوساط ذوي الدخل احملدود من سكان املشاطق احلضضية الاين‬
‫يستددمون حطب الوقود بشكل اعتيادي للطبخ والتدفئة ي مساكن عفتقض إىل التهوية‪.‬‬
‫كما أن األثض الشاجم عن علوث اهلواء ي أماكن العمل خطري للغاية‪ .‬فالعمال ي مقالع‬
‫األحجار ومصانع األمسشت ومصانع إنتاج املطاط‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬معضضون لإلصابة‬
‫أبمضا الضئة املستعصية اليت قد عكون مميتة مثل السحار السليكوين وعرت الضئة والتضيق‬
‫الضئوي (ذاردوي وساعريثويت‪.)1989 ،‬‬
‫وغالبا ما يتحمل السكان األكثض فقضا ي كربايت مدن العامل التكاليف البشضية‬
‫ألكثض آاثر التدذور البيئي عسببا ي الوذن‪ .‬ويؤثض التلوث البيئي ي العديد من كربايت‬
‫املدن ي الفئات الفقرية بشكل أكثض خطورة ألن العديد من أفضادذا يعيشون ي الضواحي‬
‫‪58‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫اخلارجية اليت عشيد فيها ي الغالب وحدات اعإنتاج واملعاجلة والتقطري‪ .‬كما أن احلماية‬
‫البيئية أضعف عادة ي مثل ذاه الضواحي‪.‬‬
‫وقد شهد ت السشوات األخرية جمموعة متزايدة من األدبيات املتعلقة ابلضوابط بني‬
‫البيئة احلضضية والفقض والصحة (انظض ذارفام وموليشو‪ .)2000 ،‬ويتمثل اجلانب البارز ي‬
‫العديد من ذاه الدراسات ي الرتكيز على الفوارق ي الوضع الصحي أو معدالت‬
‫الوفيات‪ ،‬بني خمتلف اجملموعات السكانية داخل املدن‪ .‬وليس من اب املفاجأة أن العديد‬
‫من الدراسات عوصل إىل أن الظضوف ي أكثض مشاطق املدن فقضا أسوأ مما ذي عليه ي أكثض‬
‫املشاطق رخاء بل عكون دون متوسط احلالة الصحية ي املدن‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬فإن‬
‫معدالت وفيات الضضع ي املشاطق األكثض فقضا عكون غالبا أعلى أربع مضات أو أكثض من‬
‫مثيالهتا ي أكثض املشاطق رخاء‪ ،‬وعكون الفوارق أكرب بكثري ي أفقض األحياء مقارنة أبكثض‬
‫األحياء رخاء‪ .‬كما أن الفوارق الشاسعة بني األحياء الفقرية واألحياء الغشية مألوفة أيضا‬
‫فيما يتعلق ابعإصابة ابألمضا اليت هلا عالقة ابلبيئة كالسل والتيفويد مثال (ساعريثويت‪،‬‬
‫‪.)1993‬‬
‫املدن والتنمية املستدامة‬
‫عكمن إحدى املشاكل احملورية فيما يتصل مبعاجلة الضوابط بني التمدين واملسائل‬
‫البيئية ي أن التشمية االقتصادية عؤدي إىل عفاقم العديد من املشاكل البيئية (كالشفاايت‬
‫الصلبة والتلوث الشاجم عن السيارات مثال) ألن كمية الشفاايت اليت يشتجها الفضد عزداد‬
‫ابضطضاد مع ارعفاع معدل الدخل الفضدي‪ .‬وابعإضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن “اآلاثر‬
‫اعإيكولوجية” على املدن ازدادت اعساعا ي العقود األخرية مع االرعفاع احلاصل ي‬
‫الدخول واالفخفا احلاصل ي عكاليف الشقل ي العديد من البلدان‪ .‬فقد جلأ املستهلكون‬
‫وجلأت الصشاعات ي املدن إىل االعتماد املتزايد على القدرة االستيعابية للمشاطق الضيفية‪.‬‬
‫مما أدى إىل فصل األثض البيئي الحتياجات املديشة من املوارد الطبيعية عن املديشة نفسها‪،‬‬
‫إىل درجة أن سكاهنا وأعماهلا التجارية أصبحت غري واعية مبا عتسبب فيه من أثض بيئي‬
‫(مضكز األمم املتحدة للمستوطشات البشضية‪.)1996 ،‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫وبشكل عام‪ ،‬فإن البلدان اليت يوجد هبا أكرب معدل فضدي من حيث استشزاف موارد‬
‫العامل الطبيعية (على سبيل املثال‪ ،‬أعلى مستوايت الستددام املوارد وإنتاج الشفاايت‬
‫وانبعااثت غازات الدفيئة) ذي أيضا البلدان اليت ععيش أكرب نسبة من سكاهنا ي املشاطق‬
‫احلضضية‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن أكرب قدر من استددام املوارد وإنتاج الشفاايت ي العامل‬
‫يرتكز داخل املشاطق احلضضية‪ .‬وللسياسات احلضضية آاثر مهمة للغاية فيما يتصل‬
‫ابملستوايت املستقبلية النبعااثت غازات الدفيئة واستددام أغلب املوارد ي الدولة ابلشظض‬
‫إىل دورذا ي عصميم وعشييد املباين ي املشاطق احلضضية و ي الشكل املكاين الاي عتداه‬
‫املدن والشظم احلضضية‪ .‬وعلعب سياسات التمدين اليت عشجع اعباع إنشاء املباين ووحدات‬
‫اعإنتاج ذات الفعالية ي استددام الطاقة‪ ،‬واليت عكفل أيضا أشكاال عمضانية ال ععتمد‬
‫بشكل متزايد على مستوايت مضعفعة من استددام السيارات اخلاصة‪ ،‬دورا رئيسيا ي‬
‫الفصل بني ارعفاع مستوايت املعيشة وارعفاع معدالت انبعااثت غازات الدفيئة (ذاردوي‬
‫وميتلني وساعريثويت‪ .)2000 ،‬وذكاا‪ ،‬يشبغي أن عضطلع السياسات واخلطط‬
‫والتشظيمات احلضضية بدور مضكزي ي أي اسرتاعيجية وطشية لتشجيع التشمية املستدامة‪ ،‬كما‬
‫أن حكومات املدن والبلدايت عكون أطضافا فاعلة مهمة ي أي اسرتاعيجية يؤمل هلا‬
‫الشجاح‪.‬‬
‫إن املدن إبمكاهنا أن عوفض لسكاهنا ظضوفا بيئية صحية وآمشة ومشجعة دون أن‬
‫يفضي ذلك إىل متطلبات غري مستدامة فيما يتعلق ابملوارد الطبيعية والشظم اعإيكولوجية‪.‬‬
‫واملديشة الشاجحة‪ ،‬هباا املفهوم‪ ،‬ذي املديشة اليت عليب أذدافا متعددة‪ ،‬مبا ي ذلك عوفري‬
‫بيئات معيشية ومهشية صحية لسكاهنا‪ ،‬وعوفري اعإمداد ابملياه وخدمات التصحاح ومجع‬
‫الشفاايت الصلبة؛ عوفري الصضف الصحي والطضق املعبدة وممضات املشاة واألشكال األخضى‬
‫من اهلياكل األساسية الضضورية للصحة؛ وعكفل وجود عالقة مستدامة من الشاحية‬
‫اعإيكولوجية بني متطلبات املستهلكني واألعمال التجارية واملوارد ووحدات التدلص من‬
‫الشفاايت والشظم اعإيكولوجية اليت ععتمد عليها‪.‬‬
‫سابعا ‪ -‬استنتاجات‬
‫‪60‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫كان القضن العشضون قضان للتغيري‪ .‬فقد شهد عطورات مل يسبق هلا مثيل ي الشمو‬
‫السكاين العاملي‪ ،‬ودرجات مل يسبق هلا مثيل ي التشمية االقتصادية العاملية‪ ،‬وعغيري مل يسبق‬
‫له مثيل ي البيئة املادية للكضة األرضية‪.‬‬
‫وقد زاد حجم السكان ي العامل من ‪ 1.6‬بليون نسمة إىل ‪ 6.1‬بليون نسمة ي‬
‫الفرتة من عام ‪ 1900‬إىل عام ‪ 2000‬وحدثت نسبة ‪ 85‬ي املائة من الشمو السكاين ي‬
‫بلدان آسيا وأفضيقيا وأمضيكا الالعيشية (األمم املتحدة ‪ .) 2001‬وابلضغم من عباطؤ‬
‫معدالت منو السكان فإن إسقاطات األمم املتحدة للسكان عبني أنه من املضجح أن يزيد‬
‫عدد سكان العامل على ‪ 8‬باليني نسمة حبلول عام ‪( 2030‬األمم املتحدة (‪2000‬ج)‬
‫(‪ 2000‬أ))‪ .‬وعلى غضار حالة منو سكان العامل ي السابق ال يشتظض أن يكون الشمو‬
‫متساواي ي املستقبل‪ :‬ففي الفرتة من ‪ 2000‬إىل ‪ 2030‬يتوقع أن يكون ذاا املعدل ي‬
‫املشاطق املتقدمة الشمو زذاء ‪ 2‬ي املائة ي حني ستشهد املشاطق األقل منوا معدال للشمو‬
‫السكاين عقار ‪ 45‬ي املائة‪.‬‬
‫وكان سكان الضيف ميثلون نسبة عصل إىل ‪ 86‬ي املائة عقضيبا من سكان العامل ي‬
‫عام ‪ 1900‬ي حني أن نسبة سكان املدن مل عزد على ‪ 14‬ي املائة (مرتاس‪،)1973 ،‬‬
‫ولكن حبلول عام ‪ 2000‬عقلصت حصة السكان الاين يعيشون ي املشاطق الضيفية ي‬
‫العامل إىل ‪ 53‬ي املائة ي حني ارعفع عدد سكان املشاطق احلضضية إىل ‪ 47‬ي املائة (األمم‬
‫املتحدة‪(2000 ،‬د))‪ .‬وحبلول عام ‪ 2030‬يتوقع أن يسكن ما يزيد على ثالثة أُخاس‬
‫سكان العامل ي املدن‪ .‬ومن املتوقع أن يرتكز منو السكان عمليا ي الفرتة ‪2030-2000‬‬
‫ ي املشاطق احلضضية ي العامل‪.‬‬
‫إن التوسع الكبري ي اعإنتاج العاملي للسلع واخلدمات الاي حتقق بسبب التغريات‬
‫التكشولوجية واالجتماعية واالقتصادية أاتح للعامل استيعا أعداد كبرية من سكان احلضض‪،‬‬
‫وأوجد مستوايت معيشية مضعفعة بدرجة كبرية مل ععضف من قبل‪ .‬فعلى سبيل املثال زاد‬
‫حجم الشاعج احمللي اعإمجايل احلقيقي ي العامل ما بني ‪ 20‬إىل ‪ 40‬ضعفا (دي لونغ‪،‬‬
‫‪ )1998‬ي الفرتة املمتدة من ‪ 1900‬إىل ‪ 2000‬ي حني مل يزد حجم السكان ي‬
‫العامل إال أربعة أضعاف‪ ،‬وزاد حجم سكان احلضض مبعدل ‪ 13‬ضعفا‪ .‬وحتققت املكاسب‬
‫العائدة من منو االقتصاد العاملي الاي مل يسبق له مثيل ي كل من البلدان املتقدمة الشمو‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫والبلدان األقل منوا على السواء إال أن ذاا الشمو مل يتوزع بدرجة متساوية‪ .‬وكان التقدم‬
‫االقتصادي ي القضن العشضين أكرب بقدر غري متشاسب ي املشاطق اليت كانت أكثض عقدما‬
‫ابلفعل عشد بداية القضن‪.‬‬
‫ونتيجة هلاا التوسع االقتصادي حدثت جزئيا حتسيشات كبرية ي البلدان املتقدمة‬
‫الشمو والبلدان الشامية على السواء من حيث نوعية احلياة وطوهلا‪ .‬وععكس ذاه اعإجنازات‬
‫التقدم احملضز ي عوفري اخلدمات االجتماعية األساسية كالتعليم واملياه املأمونة واعإصحاح‪،‬‬
‫وسامهت ي خفض معدالت وفيات الضضع واألطفال ومستوى األمية وساعدت ي رفع‬
‫مستوى عوقع احلياة ونسب االنتظام ي الدراسة‪ .‬وابلضغم من حتسن مستوايت املعيشة ي‬
‫القضن العشضين على نطاق العامل‪ ،‬عفاوت مستوى ذاا التحسن فيما بني البلدان‪ .‬كما أدى‬
‫انتشار (اعإيدز) واألمضا اجلديدة أو األمضا اليت عاودت الظهور ي بعض البلدان‪،‬‬
‫إضافة إىل االضطضاابت االقتصادية والسياسية ي البعض اآلخض إىل عكس مسار التقدم‬
‫السابق احملضز ي حتسني مستوى الصحة وعقليل معدالت الوفيات‪.‬‬
‫وحيدث ذاا الشمو السضيع وغري املتوازن للسكان والتشمية االقتصادية ي ذات الوقت‬
‫الاي حيدث في ه عدذور ي جوانب البيئة املادية لألر ‪ .‬فعلى سبيل املثال وطبقا ملا ذكضه‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬ماكشيل (‪ ،) 2000‬فقدت األر ي القضن العشضين من الرتبة السطحية ما فقدعه‬
‫على مدى األلف عام السابقة‪ .‬وكان االستددام اعإمجايل للطاقة أثشاء أعوام القضن العشضين‬
‫املائة‪ ،‬يساوي عشضة أضعاف استددامها ي األلف سشة السابقة‪ .‬وزاد إنتاج الغااء ي‬
‫العامل مبعدل أسضع من زايدة السكان‪ ،‬وابت الشصيب الفضدي من الغااء املتوافض حاليا يفوق‬
‫أي مثيل له ي اتريخ العامل‪ .‬إال أن زايدة الشدرة ي املوارد الزراعية والبيئية األخضى وعلوثها‬
‫علقي بظالل كثيفة على املدة اليت سيظل معدل إنتاج الغااء فيها يزيد على معدل منو‬
‫السكان‪ .‬فعلى نطاق العامل يتعض لالنقضا كثري من الشظم البيولوجية الفضدية اهلشة وكثري‬
‫من أنواع الشبااتت واحليواانت اليت ععيش فيها‪ .‬وختتفي مساحات من الغاابت وال سيما ي‬
‫املشاطق املدارية‪ .‬ويشكل التلوث الصشاعي واملدلفات الضارة لإلنتاج الزراعي خطضا على‬
‫نوعية املاء واهلواء‪ .‬وعقل ابلفعل اعإمدادات من املياه العابة ي بعض املشاطق ويعيش ثلث‬
‫سكان العامل عقضيبا ي بلدان عصشف أبهنا ععيش ندرة متوسطة إىل حادة ي املياه كما أن‬
‫منو السكان ي املستقبــل لــن يسفـض إال عـن زيـادة الضغط على ذاه املوارد املتجددة‪،‬‬
‫‪62‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫واحملدودة مع ذلك‪ .‬أما انبعااثت اثين أوكسيد الكضبون وغازات الدفيئة األخضى فتتجه أيضا‬
‫إىل الزايدة‪.‬‬
‫وابلضغم من الشقاش اجلاري ي أوساط العلماء بشأن األعداد واملعدالت الفعلية‬
‫للتغيري فإن االجتاذات العامة ي جماالت السكان والبيئة والتشمية اليت لوحظت ي ذاا‬
‫التقضيض عبدو واضحة‪ .‬فمثلما يبني ذاا التقضيض فإن املدى الاي يؤثض به حجم السكان‬
‫ومنوذم وعوزعهم على التشمية االقتصادية واالجتاذات البيئية غري متيقن مشه‪ .‬وقد خلصت‬
‫دراسة بعشوان “رصد سكان العامل‪( ”1999 ،‬األمم املتحدة‪ )) (1999 ،‬عشد‬
‫استعضاضها للعالقة بني منو السكان والتشمية االقتصادية إىل أن علك العالقة معقدة وختتلف‬
‫ابختالف الزمان واملكان‪ ،‬وأكدت الدور الوسيط الاي عقوم به املؤسسات فيما يتعلق‬
‫بشكل وحجم األثض الشاجم عن السكان‪ .‬وقد عكس عقضيض عام ‪ 1999‬عوافقا ي اآلراء‬
‫يضى أن بطء الشمو ال سكاين يتيح للحكومات واملؤسسات ذات الصلة وقتا من أجل‬
‫االستجابة لألوضاع املتغرية‪.‬‬
‫وخلصت دراسة أجضاذا الفضيق احلكومي الدويل املع ي بتغري املشاخ (واعسون‪،‬‬
‫‪ ) 2000‬إىل أنه مما ال شك فيه أن األنشطة البشضية عتسبب ي حدوث اضطضا ي دورة‬
‫الكضبون ي العامل من خالل حضق الوقود األحفوري وطضيقة استددام األر ‪ ،‬والتغري‬
‫املتعلق ابستددام األراضي واألنشطة احلضاجية‪ .‬واستشتجت دراسة أجضهتا جامعة عكساس‬
‫مؤخضا (كضاويل‪ )2000 ،‬أن ‪ 75‬ي املائة من االحرتار العاملي مشا عام ‪ 1900‬يعزى‬
‫للمؤثضات البشضية “وال سيما الرعفاع مستوايت اثين أوكسيد الكضبون وغازات الدفيئة‬
‫األخضى احلابسة للحضارة اليت عشتج من حضق الوقود والغاابت”‪ .‬وذاه املؤثضات البشضية أتيت‬
‫أساسا من طضق اعإنتاج وليس من حجم السكان أو منوذم أو عوزعهم‪ .‬فقد يكون للبشض‬
‫أثض إجيايب على البيئة أيضا‪ :‬فمكافحة اعإنسان للمهددات البيئية التقليدية املتمثلة ي‬
‫الطاعون واجلدري والسل وما شابه ذلك‪ ،‬أدت إىل املكاسب اليت حتققت ي القضن‬
‫العشضين ي مستوى عوقع احلياة والصحة‪.‬‬
‫ويشري ذاا التقضيض إىل أن التغري السكاين والتغري الدميوغضا ي يتفاعالن مع التغري‬
‫البيئي ومع التشمية االقتصادية بطضق متعددة‪ .‬ومن الواضح مشا البداية أن السكان يؤثضون‬
‫ ي البيئة و ي التشمية االقتصادية ويتأثضون هبا‪ .‬ويتمثل التحدي ذشا ي التعضف على‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫التفاعالت املعقدة واآلاثر املرتعبة عليها ابلشسبة للسكان والبيئة والتشمية‪ .‬وال يزال ذاا‬
‫التحدي كبريا حىت اآلن أمام الباحثني وواضعي السياسات على السواء ابلضغم من إحضاز‬
‫بعض التقدم فيه‪ .‬كما أن حتديد التفاعالت فيما بني السكان والبيئة والتشمية االقتصادية‬
‫حيتاج إىل املزيد من البياانت اجليدة‪.‬‬
‫و ي حني أن مجيع املشاكل البيئية اليت متت مشاقشتها ي ذاا التقضيض راجعة إىل حد‬
‫كبري أو بشكل اتم لألنشطة البشضية فإهنا عتفاوت ي درجة عالقتها املباشضة حبجم السكان‬
‫ومنوذم وعوزعهم‪ .‬فعلى سبيل املثال يكون منو بعض أنواع التلوث انجتا فضعيا لزايدة الشصيب‬
‫الفضدي ي اعإنتاج واالستهالك ي االقتصادات الصشاعية أساسا‪ ،‬ي الوقت الاي يظل فيه‬
‫منو السكان بطيئا بشكل عام‪ .‬كما أن املشاكل البيئية اليت عرتكز ي بلدان عشهد منوا سضيعا‬
‫نسبيا ي السكان ال يع ي ابلضضورة أن الزايدة ي السكان ععترب السبب الضئيسي ي ذاه‬
‫املشاكل أو أن وقف منو السكان سوف حيلها‪ :‬إذ أن ذشاك بعض القوى االجتماعية‬
‫والتكشولوجية (الدافعة) األخضى اليت عسهم ذي أيضا ي التدذور البيئي‪ .‬وابلضغم من ذلك‬
‫ومع بقاء األمور األخضى متساوية فإن استمضار زايدة السكان يلعب دورا مهما ي زايدة‬
‫الطلب على االقتصاد الكلي وابلتايل على حجم اعإنتاج املسبب للتلوث‪.‬‬
‫ويعترب منو السكان عادة القوة الوحيدة األكثض أمهية ي زايدة الطلب على الزراعة‪.‬‬
‫و ي حني اعسمت معظ م عقييمات اخلرباء األخرية ابلتفاؤل احلار بشأن قدرة إنتاج الغااء‬
‫ ي العامل على مواكبة الطلب عليه ي ربع القضن أو نصف القضن القادمني من املتوقع أن‬
‫يظل الفقض مالزما ملئات املاليني من السكان بسبب انعدام األمن الغاائي والفقض املضعبط‬
‫به‪ .‬وابلضغم من ذلك استشتجت مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعة ( ي عقييم أعدعه‬
‫ملؤمتض القمة العاملي املع ي ابألغاية ي عام ‪ )1996‬أنه “فيما يتعلق بتدفيف الفقض‬
‫وضمان األمن الغاائي يعزى السبب الضئيسي للعجز عن حتقيق إنتاج غاائي مستدام‬
‫وسليم بيئيا إىل عقاعس البشض وال مباالهتم ال إىل عوامل طبيعية أو اجتماعية” (مشظمة‬
‫األمم املتحدة لألغاية والزراعة‪(1996 ،‬أ))‪.‬‬
‫إن احلاجة إىل إطعام احلجم املتزايد من السكان عزيد اعإجهاد الواقع على إمدادات‬
‫املياه ي كثري من أحناء العامل‪ .‬ويستهلك الضي أكثض من ‪ 70‬ي املائة من حجم املياه العابة‬
‫املأخوذة من البحريات واألهنار واملصادر اجلوفية على نطاق العامل‪ .‬و ي الوقت الاي ال يتم‬
‫‪64‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫فيه استددام املياه بكفاءة ي أغلب األحيان‪ ،‬فإن اآلليات املؤسسية لتشفيا سياسات فعالة‬
‫عإدارة املياه غالبا ما عكون مضيعة للوقت وابذظة التكاليف بل ي بعض األحيان عصبح‬
‫خيارات غري ذات جدوى‪.‬‬
‫وميثل الشمو السكاين من خالل آاثره املرتعبة ي التوسع على حسا أراضي‬
‫احملاصيل وقطع األشجار من أجل احلصول على احلطب عامال مهما يسهم ي إزالة‬
‫الغاابت ي بعض املشاطق‪ ،‬اليت غالبا ما عكون ي املشاطق املدارية واملشاطق الغشية ابلتشوع‬
‫البيولوجي‪ .‬إال أنه ي كثري من احلاالت عكون السياسات احلكومية اليت عفضل استغالل‬
‫املشاطق احلضاجية ذي اليت ععجل ابالستيطان البشضي للمشاطق الزراعية وعتسبب ي املقابل‬
‫ ي اعإزالة السضيعة للغاابت‪ .‬ويعترب قطع األخشا ألسبا جتارية سببا رئيسيا أيضا ي‬
‫إزالة الغاابت ي بعض املشاطق‪.‬‬
‫أما ي املشاطق ال ضيفية ي البلدان املشدفضة الدخل فقد جنم عن الشمو السضيع‬
‫للسكان زايدة الضغوط على األراضي الزراعية مما عسبب ي عفتيت األراضي وافخفا‬
‫غلتها‪ .‬ومتثل ذاه العملية السبب الضئيسي لدورة أخضى من دورات الضضر البيئي نظضا ألن‬
‫السكان الاين ال عتوافض هلم املساحة املالئمة من األراضي ي إحدى املشاطق يتجهون إىل‬
‫مشاطق أكثض ذشاشة من الشاحية البيئية حبثا عن فضص أفضل للمعيشة‪ .‬وابلضغم من عوقع‬
‫زايدة سكان الضيف ي البلدان الشامية ي املستقبل بشكل أبطأ مما كان ي السشوات الثالثني‬
‫أو األربعني السابقة فإن العديد من املشاطق يشهد ابلفعل كثافات سكانية عالية ابملقارنة‬
‫ابألراضي الزراعية املتاحة‪ .‬ونتيجة لالك‪ ،‬يتوقع أن يشجم حىت من مستوايت منو السكان‬
‫املتدنية ي الضيف زايدة الضغوط على البيئة الضيفية‪ .‬ومن املضجح أن يتواصل أو يتسارع‬
‫استمضار عدمري املوارد الطبيعية ي علك املشاطق ي املستقبل نتيجة حملاوالت استشفاد التوسع‬
‫ ي املشاطق الزراعية‪.‬‬
‫وعشد الشظض ي االستجابة للمشاكل البيئية من الضضوري أن جيضي التسليم بتساوي‬
‫العوامل االجتماعية املؤسسية مع العوامل التكشولوجية‪ ،‬إن مل عفوقها أمهية‪ .‬كما أن املشكلة‬
‫العامة الدارة املوارد احمللية الشادرة أو اهلشة لي ست مشكلة جديدة‪ .‬وميكن إجياد العديد من‬
‫األمثلة اليت استطاعت فيها اجملتمعات التقليدية وضع قواعد جمتمعية الدارة املوارد الشادرة‪.‬‬
‫ويشطوي منو السكان على إمكانية زعزعة ذاه الرتعيبات اجملتمعية ألن القواعد اليت عشجح‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫بشكل مالئم ي مشاطق ذات كثافة سكانية مشدفضة قد عؤدي إىل اعإفضاط ي استغالل‬
‫املوارد أو إىل التلوث ي املشاطق ذات الكثافة األعلى‪ .‬ورمبا يتيسض التكيف الشاجح على‬
‫سبيل املثال ي االنتقال الاي وصفته بوسورو (‪ )1965‬عشد التحول إىل الزراعة‬
‫املستقضة‪ ،‬غري أنه من املهم مالحظة أن التغيريات ي التدصيص االجتماعي للموارد رمبا‬
‫عكون مطلوبة كجزء من ذاا التكيف‪ .‬ومع أن الفائدة االجتماعية الكلية و الفائدة البيئية‬
‫املشدفضة من جضاء ذاا التغري التشظيمي قد عكون عظيمة ابلفعل‪ ،‬إال أنه قد يتبني أن ذاه‬
‫العملية مثرية للشـزاع أو يصعب عشفياذا من الشاحية السياسية‪.‬‬
‫وعتسم العالقات بني الت مدين والتدذور البيئي ابلتعقيد وعشمل التفاعالت مع البيئة‬
‫الطبيعية والبيئة اليت يصشعها اعإنسان وغالبا ما يكون الشظام األيكولوجي اعإقليمي‬
‫(كاملشاطق الساحلية واملشاطق اجلافة واملشاطق املدارية الضطبة واملشاطق اجلبلية) الاي عوجد فيه‬
‫املديشة على سبيل املثال ذو العشصض احلاسم ي نوعية األحوال البيئية‪ .‬ففي حالة التلوث‬
‫البيئي مثال‪ ،‬ععتمد سضعة أتثض املدن الكبرية ابآلاثر املعاكسة النبعااثت املضكبات على بعض‬
‫اخلصائص الطبيعية احملددة (كاالرعفاع واالجتاه وسضعة الضايح السائدة وكمية ضوء الشمس‬
‫والتهطال والضطوبة وعزويد التشمية االقتصادية من عفاقم الكثري من املشاكل البيئية احلضضية‬
‫(الشفاايت الصلبة والتلوث الاي عتسبب فيه املضكبات) ألن كمية الشفاايت احلضضية‪،‬‬
‫حمسوبة على أساس حصة الفضد فيها‪ ،‬متيل أيضا إىل الزايدة املطضدة ابزدايد الدخل‪.‬‬
‫ومبجيء العوملة وظهور التكشولوجيات اجلديدة والتكشولوجيات اآلخاة ي الظهور‬
‫وأمناط اعإنتاج واالستهالك اجلديد‪ ،‬أصبحت العالقات بني السكان والبيئة والتشمية عشكل‬
‫قضااي حتظى ابذتمام واسع لدى احلكومات واجملتمع الدويل واملواطن العادي‪ .‬وميثل منو‬
‫وذيكل وعوزيع السكان جوانب مهمة لالجهاد البيئي ألن كل فضد حيتاج إىل املتطلبات‬
‫األساسية من املاء والغااء والكساء واملأوى والطاقة وذو ما يؤثض بطضيقة مباشضة أو غري‬
‫مباشضة ي الشظم االيكولوجية‪( .‬املوارد العاملية‪ ،‬بضانمج األمم املتحدة للبيئة و بضانمج األمم‬
‫املتحدة اعإمنائي والبشك الدويل‪ )2000 ،‬إال أن االجهاد البيئي ال يتمثل فقط ي التغري‬
‫السكاين بل أيضا ي الكيفية اليت يتبعها السكان ي اعإنتاج واالستهالك اآلن و ي املستقبل‬
‫(املوارد العاملية ‪ ،‬بضانمج األمم املتحدة للبيئة وبضانمج األمم املتحدة اعإمنائي والبشك الدويل‪،‬‬
‫‪ ،2000‬األمم املتحدة‪.)) (1997 ،‬‬
‫‪66‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫وقد الحظ األمني العام ي الضسالة اليت وجهها إىل املشتدى البيئي الوزاري العاملي‬
‫(ماملو ابلسويد ‪ 31 – 29‬أاير‪/‬مايو ‪“ )2000‬أن املشجزات التكشولوجية اليت يصعب‬
‫عصورذا اليوم رمبا عساعد ي التصدي لبعض التحدايت البيئية اليت نواجهها‪ ،‬إال أنه‬
‫سيكون من عدم الفطشة االعتماد عليها واالستمضار ي مسلكشا املعتاد وكأن شيئا‬
‫مل يكن”‪( .‬بضانمج األمم املتحدة للبيئة‪ .)2000 ،‬ومن الضضوري وضع بضامج حكومية‬
‫حملية وإبضام اعفاقات دولية فعالة للحد من األنشطة الضارة ابلبيئة‪ .‬ونظضا إىل أن الضغوط‬
‫السكانية ععترب عوامل مسامهة ي ذاا االجهاد البيئي فإن السياسات السكانية واعإمنائية‬
‫وال سيما السياسات املتعلقة حبجم السكان ومنوذم وعوزيعهم ععترب عشاصض ضضورية وحيوية‬
‫ ي جمموع اعإجضاءات الالزمة لكفالة حتقيق التشمية املستدامة ومحاية البيئة ي القضن احلادي‬
‫والعشضين وما بعده‪.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫املرفق األول‬
‫توافر البياانت ونوعيتها‬
‫يقدم ذاا املضفق ملدصا موجزا مبصادر البياانت ونطاقها ونوعيتها فيما يتعلق‬
‫ابلسكان والبيئة‪ .‬ويضكز امللدص على املالمح العامة هلاه البياانت ومشاكلها أكثض مما يضكز‬
‫على مؤشضات بعيشها‪.‬‬
‫ويشبغي ي ابدئ األمض مالحظة أن األخطاء والثغضات اليت عشو عوفض البياانت‬
‫ليست ذي املشاكل الوحيدة املوجودة فيما يتعلق ابلضبط بني املتغريات السكانية والبيئية‪.‬‬
‫وإحدى ذاه املشاكل عتمثل ي احتمال جتميع البياانت الدميغضافية لوحدات جغضافية‬
‫ختتلف عن الوحدات املتعلقة ابملؤشضات البيئية‪ .‬وعتمثل مشكلة أخضى ي أن الفرتات‬
‫الزمشية اليت عتاح عشها البياانت املفصلة من الشاحية اجلغضافية قد ختتلف من انحييت مؤشضات‬
‫السكان واملؤشضات البيئية‪ .‬وأحد األسبا وراء ذلك عتمثل ي أن البياانت املتاحة لدراسة‬
‫القضااي السكانية والبيئية ُجتمع ألغضا أخضى غري حتليل العالقات املرتابطة بني السكان‬
‫والبيئة‪.‬‬
‫واألساس التجضييب لتقديض حجم السكان ومنوذم وعوزعهم أفضل بصورة عامة من‬
‫األساس املوجود لضصد البيئة‪ .‬وعتمثل الشظم األولية جلمع البياانت ألغضا عوفري املعلومات‬
‫الدميغضافية واالجتماعية ي ععدادات السكان ونظم السجل املدين والدراسات االستقصائية‬
‫للعيشات‪ .‬وعتيح ذاه املصادر األسس األولية لقياس املعامل الدميغضافية مثل حجم السكان‬
‫ومنوذم‪ ،‬وعشاصض ذاا الشمو‪ ،‬ومعدالت املواليد والوفيات واهلجضة‪ .‬ومن املصادر األخضى‬
‫ذات الصلة ابعإحصاءات الدميغضافية سجالت السكان ( ي بعض البلدان)‪ ،‬وإحصاءات‬
‫اهلجضة والشزوح وغريذا من البياانت “اعإدارية” مثل بياانت االلتحاق ابملدارس وقوائم‬
‫املؤذلني للتصويت‪.‬‬
‫وجتضى ععدادات السكان عادة كل عشض سشوات أو كل ُخس عشضة سشة‪ .‬ومن‬
‫السمات األساسية ي التعدادات‪ ،‬اعإحصاء الفضدي جلميع الوحدات‪ ،‬وبيان الصفة الكلية‬
‫داخل إقليم حمدد بشكل جيد‪ ،‬فضال عن وصفيت التزامن وعواعض الفرتات الزمشية‪ .‬ومن‬
‫‪68‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫املمكن أن عتيح ع عدادات السكان بياانت مفصلة عن مشاطق جغضافية صغرية‪ .‬وعشكل‬
‫التعدادات مصدرا ذاما للعديد من املؤشضات الكلية الواسعة الشطاق الالزمة لقياس ورصد‬
‫التقدم ي جماالت السكان والتشمية‪ ،‬والسياسات العامة والتقسيمات التشضيعية‪.‬‬
‫ومتثل الدراسات االستقصائية للعيشات وسيلة ذامة للحصول على البياانت‬
‫الدميغضافية‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق مبعدالت اخلصوبة والوفيات‪ .‬وعتيح ذاه الدراسات بسبب‬
‫حجمها األصغض إمكانية دراسة املوضوع املعني بصورة أعمق مما عتيحه ععدادات السكان‪،‬‬
‫وغالبا ما عستددم موظفي إحصاء مؤذلني ومدربني على حنو أفضل‪ .‬ونتيجة لالك‪ ،‬فإن‬
‫البياانت املشتجة عكون بصورة عامة أدق من بياانت التعدادات‪ .‬إال أن الدراسات‬
‫االستقصائية للعيشات اليت عكون بطبيعتها متثيلية على الصعيد الوط ي ال عقدم معلومات‬
‫عن املشاطق اجلغضافية الصغرية‪ ،‬كما أن عقديضات الدراسة االستقصائية عكون بطبيعة احلال‬
‫عضضة للدطأ عشد حتديد العيشات‪.‬‬
‫وقد ُوضعت جمموعة متشوعة من التقشيات الدميغضافية من أجل عقييم نوعية البياانت‬
‫واستدضاج التقديضات احملسشة (األمم املتحدة‪1983 ،‬؛ ‪ .)1988‬و ي كل البلدان عقضيبا‪،‬‬
‫عُقيَّم بياانت السكان املتاحة وعُعدل إن اقتضى احلال لعالج نقصاهنا أو األخطاء اليت‬
‫عشوهبا‪ .‬وقد قامت ُشعبة السكان التابعة لألمانة العامة لألمم املتحدة بتقييم وععديل‬
‫البياانت واعإسقاطات السكانية اليت نوقشت ي ذاا التقضيض كجزء من حتضرياهتا للتقديضات‬
‫واعإسقاطات السكانية الضمسية لألمم املتحدة‪.‬‬
‫وعدعم االعرتاف أبمهية اعإحصاءات البيئية ي مؤمتض األمم املتحدة املع ي ابلبيئة‬
‫البشضية (استكهومل‪ ،‬حزيضان‪/‬يونيه ‪ ،) 1972‬الاي الحظ أن الشواغل البيئية أصبحت‬
‫بصورة متزايدة موضوعا للسياسات االجتماعية االقتصادية الضئيسية على الصعيدين الوط ي‬
‫والدويل على حد سواء‪ .‬وبعد مضور ‪ 20‬عاما‪ ،‬مت التوصل إىل عوافق ي اآلراء خالل مؤمتض‬
‫األمم املتحدة املع ي ابلبيئة والتشمية (ريو دي جانريو‪ ،‬حزيضان‪/‬يونيه ‪ )1992‬على ضضورة‬
‫القيام ي اسرتاعيجيات التشمية املستدامة عدمج القضااي البيئية ي اخلطط والسياسات‬
‫اعإمنائية‪ .‬وحيتاج إجناز ذاا الدمج إىل دعمه ابلشواعج من البياانت البيئية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫وعوجد فوارق كبرية بني املشاطق اجلغضافية والبلدان فيما يتعلق مبا يلي‪( :‬أ) عوافض‬
‫البياانت األولية ذات الصلة ي اجملال البيئي؛ ( ) ونوعية مجع البياانت وإمكانية مقارنتها‬
‫ومدى عواعضذا؛ (ج) ونوعية نظم املعلومات املرتعبة عن ذلك‪ .‬فكمية البياانت احمللية‬
‫واعإقليمية والعاملية اجملمعة ي شكل إحصاءات عن البلدان‪ ،‬وبياانت للضصد‪ ،‬وقياسات‬
‫ميدانية‪ ،‬وعن طضيق التصويض ابلسواعل وغريذا بياانت ذي كمية ضدمة‪ ،‬غري أن األساس‬
‫التجضييب لتحويل وإدماج البياانت األولية إىل معلومات ذات مغزى ال يزال ضعيفا بصورة‬
‫نسبية‪ .‬ومثة عدد حم دود من التوصيات الدولية الشاملة املتعلقة ابملفاذيم والطضق املستددمة‬
‫ ي جمال اعإحصاءات البيئية‪ ،‬ويرتعب على ذلك أن نوعية البياانت عتوقف على مدى‬
‫موثوقية املصادر األولية وإمكانية مقارنتها‪.‬‬
‫وعتيح “عوقعات البيئة العاملية لعام ‪( ”2000‬بضانمج األمم املتحدة للبيئة‪،‬‬
‫‪ ،) 1999‬اليت أعدذا بضانمج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬حتليال مفصال للمشاكل املتعلقة بشوعية‬
‫البياانت ومدى عوافضذا‪ .‬واستشادا إىل ذاه الدراسة االستقصائية‪ ،‬فإن املصاعب الضئيسية‬
‫اليت هتم املواضيع املتصلة ابلبياانت ذي مصاعب مؤسسية وفشية على حد سواء‪ .‬ففي‬
‫معظم البلدان ا لشامية‪ ،‬ععاين البشية التحتية للضصد ومجع البياانت معوقات بسبب القيود‬
‫املفضوضة على املوارد املالية والتقشية والبشضية‪ .‬وعواجه ذاه املصاعب ذاهتا املشظمات‬
‫اعإقليمية والدولية‪ .‬فالبشية التحتية عإدارة البياانت ي العديد من البلدان بشية ضعيفة‪ ،‬كما‬
‫أن عملية اعإبالغ عن البياانت عتسم ابلتجزؤ‪ .‬و ي غيا نظام مضكزي جلمع البياانت‪،‬‬
‫عظل البياانت البيئية مبعثضة بني العديد من املشظمات واعإدارات القطاعية‪ .‬وعبلغ وكاالت‬
‫ومشظمات خمتلفة عن بياانهتا املتعلقة مبشاطق جغضافية خمتلفة‪ ،‬مما يعيق استددام ذاه‬
‫اجملموعات املصشفة من البياانت وإمكانية املقارنة بيشها على الصعيدين اعإقليمي والعاملي‪.‬‬
‫وحيتل غيا املعايري والتعاريف املقبولة دوليا مكان الصدارة بني ذاه القيود‪ .‬ومن بني‬
‫العوامل اهلامة األخضى عدم كفاية التغطية ي شبكات الضصد من حيث الزمان أو املكان؛‬
‫واختالف فرتات اعإبالغ‪ .‬واستددام طضق خمتلفة غري موثقة لسد الثغضات املوجودة ي‬
‫البياانت؛ ووجود مصاعب نظضية وفشية ي القياس‪ ،‬واختالفات ي طضيقة القياس‪.‬‬
‫وابلضغم من حاالت وجوه اخللل والشواقص العديدة‪ ،‬فإن جمموعات البياانت البيئية‬
‫األساسية عتحسن ويتسع نطاقها ويصبح احلصول عليها أكثض يسضا‪ .‬وقد استحدثت‬
‫مبادرات رئيسية لتحسني عمليات املضاقبة ومجع البياانت البيئية‪ ،‬وعقديض األثض االقتصادي‬
‫‪70‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫لقضااي البيئة‪ ،‬اليت عرتاوح ما بني رصد طبقة األوزون مبوجب بضوعوكول مونرتايل بشأن املواد‬
‫املستشفدة لطبقة األوزون وأنظمة املضاقبة العاملية الثالثة‪ ،‬وقيام املشظمات غري احلكومية بضصد‬
‫الغاابت والشعا املضجانية‪ ،‬ووضع مبادئ عوجيهية للمحاسبة االقتصادية والبيئية املتكاملة‬
‫(األمم املتحدة‪ 1993 ،‬؛ األمم املتحدة وبضانمج األمم املتحدة للبيئة‪ .)2000 ،‬كما‬
‫عبال جهود من أجل حتسني التشسيق والفعالية من حيث التكلفة‪ ،‬أبمور‪ ،‬من بيشها‪،‬‬
‫اسرتاعيجية ا ملضاقبة العاملية املتكاملة‪ .‬ومن بني اجلهود األخضى املباولة لضصد الشظم البيئية‬
‫العاملية “عقييم األلفية للشظم اعإيكولوجية العاملية” (األمم املتحدة‪ 2000 ،‬د)‪ ،‬وذي‬
‫عملية أطلقت رمسيا أثشاء الدورة اخلامسة واخلمسني للجمعية العامة ي أيلول‪/‬سبتمرب‬
‫‪ .2000‬وسيجضي ي إط ار عقييم األلفية إجضاء عقديض عاملي حلالة ُخسة نظم بيئية رئيسية‬
‫ذي‪ :‬الغاابت‪ ،‬واملياه العابة‪ ،‬واملضوج‪ ،‬واملشاطق الساحلية‪ ،‬والشظم البيئية ‪ -‬الزراعية‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه أن الثغضات املوجودة ي البياانت و ي سبل اعإدراك العلمي جتعل من‬
‫الصعب الوصول إىل عوافق ي اآلراء بشأن اعإجضاءات الالزمة حلل املشاكل البيئية‪ .‬إال أنه‬
‫من املسلم به على نطاق واسع أن اعإجضاءات املتداة بشأن البيئة قد عكون الزمة حىت‬
‫ولو كانت البياانت والشظضايت غري مكتملة‪ .‬و ي ذاا السياق فإن املبدأ التحوطي‪ ،‬الاي‬
‫اعتمد عام ‪ 1992‬ي مؤمتض األمم املتحدة املع ي ابلبيئة والتشمية‪ ،‬يقض أبنه يشبغي أال يتأخض‬
‫اختاذ ذاه اعإجضاءات ريثما عتاح مجيع األدلة العلمية‪“ :‬فإزاء ما يهدد البيئة من أضضار ال‬
‫ميكن عكس اجتاذها‪ ،‬يشبغي أال يطضح الشقص ي الفهم العلمي عارا لتأجيل اختاذ‬
‫اعإجضاءات اليت هلا ما يربرذا ي حد ذاهتا‪ .‬وميكن أن يوفض الشهج التحوطي أساسا عستشد‬
‫إليه السياسات املتصلة ابلشظم املعقدة غري املفهومة بعد فهما كامال‪ ،‬واليت ال ميكن التشبؤ‬
‫بعد آباثر اختالالهتا” (جدول أعمال القضن ‪ ،21‬الفقضة ‪.)3-35‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫املرفق الثاين‬
‫نظرايت وأطر لنمذجة أثر النمو السكاين على البيئة املادية‬
‫كتب رجال السياسة والفالسفة مشا القدم على التوازن بني السكان واملوارد الطبيعية‬
‫وأدلوا بدلوذم بشأن مفهوم العدد األمثل للسكان (األمم املتحدة‪ 1973 ،‬أ)‪ .‬وكانت‬
‫ذاه الكتاابت القدمية إرذاصات ملفاذيم أكثض عكامال عبلورت فيما بعد وعضمشت بواكري‬
‫بعض األفكار اليت بضزت ي األعمال الشظضية املعاصضة‪.‬‬
‫وانطوت أعمال فالسفة الصني القدامى‪ ،‬مبن فيهم كونفوشيوس وأعباعه‪ ،‬على بعض‬
‫اجلوانب املتعلقة بعدد السكان األمثل على الصعيد احمللي‪ .‬وقد افرت أن احلكومة عتوىل‬
‫مسؤولية احلفاظ على التوازن املثايل بني األر والسكان بضعاية عمليات الشزوح بني‬
‫املشاطق املكتظة ابلسكان واملشاطق القليلة السكان‪ .‬وعشبه أفالطون وأرسطو لضضورة اكتفاء‬
‫السكان ذاعيا ي الغااء وحارا من أن عدم عوسيع األراضي املزروعة بوعرية متكن من مواكبة‬
‫الشمو السكاين السضيع يؤدي إىل اكتظاظ السكان والفقض‪ .‬ورغم أن املااذب املسيحية ي‬
‫القضون ا ألوىل والقضون الوسطى نظضت إىل قضااي السكان من مشظور سلوكي وأخالقي على‬
‫وجه العموم‪ ،‬فإن بعض الكتا اعترب أن الشمو املفضط لسكان العامل املعضوف وقتها ذو‬
‫سبب الفقض واملعاانة‪ ،‬ورأوا أن الطبيعة قميشة إبعادة التوازن بني السكان واملوارد عن طضيق‬
‫انتشار األوبئة واجملاعات واحلضو ‪.‬‬
‫ويشبغي اعإشارة إىل أن مجيع املشظضين مل يشظضوا إىل الشمو السكاين نظضة سلبية‪ .‬فقد‬
‫عكست األفكار املضكانتيلية ي أورواب خالل القضنني السابع عشض والثامن عشض بوجه خاص‬
‫اجلوانب اعإجيابية لكرب عدد السكان ومنوذم وآثضت السياسات اليت عشجع على الزواج‬
‫وعكوين األسض الكبرية‪.‬‬
‫وخالل القضنني األخريين‪ ،‬سيطضت الشظضة املالتوسية إىل حد بعيد على الشقاش الدائض‬
‫بشأن الصالت بني السكان والتشمية‪ .‬ويشاطض أنصار ذاه الشظضة وأعدائها على السواء‬
‫كفالة التوازن بني االجتاذات الدميغضافية (الشمو السكاين أساسا)‪ ،‬واملوارد الطبيعية والشمو‬
‫االقتصادي والفقض‪ .‬و ي حني عضكز الشقاش ي البداية على بضيطانيا العظمى ي غمضة ثضوهتا‬
‫‪72‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫الصشاعية‪ ،‬اعسع نطاقه ي الشصف الثاين من القضن العشضين ليشمل مسألة عوافض األراضي‬
‫الصاحلة للزراعة من أجل إنتاج األغاية للفقضاء‪ ،‬وبواسطتهم‪ ،‬ي البلدان الشامية اليت يتشكل‬
‫مشها معظم اجلشس البشضي‪ .‬بيد أن حتديد الصالت بني السكان والبيئة من حيث نصيب‬
‫الفضد من املوارد املتاحة أدى إىل ظهور نظضعني متعارضتني‪ .‬فمن جهة‪ ،‬ذشاك نظضة “حدود‬
‫الشمو” اليت ععترب الشمو السكاين ضارا بصورة أساسية ابلشظام العاملي (ميدوز وآخضون‪،‬‬
‫‪1972‬؛ ميدوز‪ ،‬ميدوز وروندرز‪1992 ،‬؛ وبضاون غاردنض وذالويل‪)1999 ،‬؛ ومن جهة‬
‫أخضى‪ ،‬ذشاك نظضة ععترب الشمو السكاين حفازا إجيابيا للتقدم التكشولوجي (بوسورو ‪،‬‬
‫‪1981 ،1976 ،1965‬؛ وساميون‪.)1996 ،1990 ،1981 ،‬‬
‫ويوفض مفهوم طاقة األر على احلمل إطارا لدراسة الصلة بني السكان واملوارد‬
‫املت جددة‪ .‬ولتعميق ذاا املفهوم‪ ،‬فإن طاقة احلمل ععضف أحياان أبهنا عدد السكان الاين‬
‫ميكن حتملهم ي املستقبل القضيب دون إعالف البيئة املادية واعإيكولوجية والثقافية‬
‫واالجتماعية (كوين‪ .) 1995 ،‬وذشاك هنج أضيق جماال وأكثض عقشية لطاقة احلمل استددم‬
‫ ي أوائل الثمانيشات عإ جضاء عقييم مشهجي لعدد السكان األقصى الاي ميكن للزراعات‬
‫الوطشية ي البلدان الشامية أن عوفض هلم الغااء بصورة مستدمية (ذيغيشز وآخضون‪1983 ،‬؛‬
‫‪1984‬؛ مشظمة األمم املتحدة لألغاية والزراعة‪1994 ،‬؛ ذيليغ‪ .)1999 ،‬واستأثض‬
‫مفهوم القدرة على احلمل من جديد ابالذتمام ي سياق التشمية املستدامة اليت عفسض األمن‬
‫الغاائي أبنه نتيجة للزايدة الكبرية واملستدامة ي اعإنتاج الزراعي وعإدخال حتسيشات‬
‫ملموسة ي االستحقاقات الغاائية للسكان (رواتن‪.)1996 ،‬‬
‫ووضع العلماء الطبيعيون واالجتماعيون طائفة من الشماذج لدراسة روابط السكان‬
‫والبيئة‪ ،‬مبا فيها بعض مناذج التحلل (أو الشماذج املضاعفة) (كومونض‪1991 ،‬؛ بونغارعس‪،‬‬
‫‪1992‬؛ إرلتش وذولدرن‪1974 ،1971 ،‬؛ إرلتش وارلتش‪1992 ،‬؛ ذارسون‪،‬‬
‫‪ .)1992‬وععترب ذاه الشماذج جمموع اآلاثر البيئية نتاجا‪ ،‬حلجم السكان ومستوى‬
‫اليسار‪ ،‬أو نصيب الفضد من االستهالك‪/‬اعإنتاج‪ ،‬وملستوى التكشولوجيا الضارة من الشاحية‬
‫البيئية‪ .‬وركزت التطبيقات التجضيبية هلاا الشموذج على زايدة استددام موارد حمددة أو‬
‫انبعااثت مللواثت معيشة مقرتنة بزايدة عض سلع أو خدمات معيشة‪ .‬ونتيجة لالك‪ ،‬جاءت‬
‫الشتائج متفاوعة بشأن دور العوامل الدميغضافية‪.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/2022‬‬
‫واستددم مشطق الشماذج املضاعفة ي إطار عملية الشماجة املعقدة لتغري املشاخ‬
‫العاملي‪ .‬ويربز حجم السكان ومنوذم على مشوال واحد ضمن املتغريات املتعددة املشدرجة ي‬
‫التحليل (الفضيق الدويل املع ي بتغري املشاخ‪1990 ،‬؛ ليغيت وآخضون‪1992 ،‬؛ بيتشض‪،‬‬
‫وشيك الصدور)‪ .‬واعسمت الشماذج العاملية اليت وضعها اندي روما ابلرتكيز على العالقات‬
‫غري اخلطية اليت عستشد إىل حلقات ارجتاعية معقدة عضبط بني املتغريات الدميغضافية‬
‫واالقتصادية والبيئية‪ .‬غري أن قيمة ذاه الشماذج حمدودة نظضا لشارة البياانت التجضيبية اليت‬
‫جيضي ي معظم األحيان إكماهلا بفضضيات‪ .‬وذشاك حاليا حماوالت للتغلب على ذاه‬
‫املشكلة الكبرية ابستددام أطض إقليمية وقطضية حمددة‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬قامت اللجشة‬
‫االقتصادية ألفضيقيا بتصميم منوذج للسكان والبيئة والتشمية والزراعة يضبط بني التغري السكاين‬
‫والبيئة والتشمية االجتماعية واالقتصادية والزراعة لبيان أثض خيارات السياسات املدتلفة على‬
‫األمن الغاائي ي مشطقة اللجشة (جلشة األمم املتحدة االقتصادية ألفضيقيا‪.)1999 ،‬‬
‫ويسعى قدر كبري من البحوث إىل ععقب التغريات اليت حتدث ي الشظام‬
‫اعإيكولوجي من جضاء الشمو الدميغضا ي من خالل عوامل التحول االجتماعي والثقا ي‬
‫واملؤسسي‪ .‬وقد يكون هلاه التحوالت آاثر إجيابية أو سلبية على البيئة‪ ،‬وذي مسألة‬
‫عتوقف على الظضوف املؤسسية – ظضوف السوق‪ ،‬وحقوق امللكية‪ ،‬وعوزيع األراضي‪،‬‬
‫والضضائب واعإعاانت املفضوضة على أنواع خمتلفة لإلنتاج واالستهالك‪ .‬وابلتعميم بني‬
‫اجملتمعات واملضاحل اعإمنائية‪ ،‬فإن التحليال ت املؤسسية عؤكد أن الشمو السكاين يؤدي إىل‬
‫نقص سعض اليد العاملة ابملقارنة ابألر ويفضي ابلتايل إىل إعادة ععضيف حقوق ملكية‬
‫األراضي وإعادة عضعيب عالقات العمل‪ .‬ونتيجة لالك‪ ،‬عششأ جمموعة كاملة من املؤسسات‬
‫الضيفية خلفض عكاليف إبضام العقود وإنفاذذا بني الوكالء االقتصاديني (ماك نيكول وكني‪،‬‬
‫‪ ) 1989‬حىت لو أدى ذلك إىل املساس بشوعية البيئة‪ .‬وقد مت صقل مفهوم االبتكارات‬
‫الشامجة عن األنشطة السكانية بدمج دور املعلومات غري املكتملة وذياكل السوق املعيبة‬
‫اليت عتميز هبا املشاطق الضيفية ي البلدان الشامية حيث يؤدي الضغط السكاين وعكاليف‬
‫اعإنتاج (على سبيل املثال‪ ،‬الطابع املومسي‪ ،‬وعدم انتظام الغلة‪ ،‬واملداطض املتصلة أبسعار‬
‫السوق‪ ،‬وعدم انتظام التوقيتات) ي آخض املطاف إىل عغري كيفي ي املؤسسات الضيفية‬
‫(روزنزويغ‪ ،‬وبشسوانغض‪ ،‬وماكانتايض‪.)1988 ،‬‬
‫وأدت العالقة بني الشمو السكاين السضيع وعدذور البيئة‪ ،‬والشمو السكاين واعإخالل‬
‫حبقوق امللكية ي العديد من اجملتمعات بدال من حتوهلا بشكل بشاء‪ ،‬إىل‬
‫‪74‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪ST/ESA/SER.A/202‬‬
‫التشكيك ي الفضضية القائلة أبن التقدم التكشولوجي واالبتكارات الزراعية دالة للشمو‬
‫السكاين‪ .‬فالتحليل املؤسسي كان أساسيا لشضح الدور السليب للشمو السكاين السضيع ي‬
‫العديد من املشاطق خالل الشصف الثاين من القضن العشضين حيث أدى إىل عدذور‬
‫املؤسسات القدمية وحال دون عطور حقوق امللكية احلديثة‪ .‬كما أدى الشمو السكاين ي‬
‫اجملتمعات اليت مت فيها حتديد حقوق ملكية األراضي حتديدا جيدا بشكل نسيب‪ ،‬وشهدت‬
‫ضغطا سكانيا على األراضي الصاحلة للزراعة – كمشطقة جشو وسط آسيا‪ ،‬ومشطقة‬
‫أمضيكا الوسطى ومشطقة البحض الكارييب – إىل جتزئة األراضي وابلتايل إىل اعإفضاط ي‬
‫استغالهلا؛ كما عبني أيضا أن الشمو السكاين السضيع يتسبب ي آاثر مدمضة ختل ابلتوازانت‬
‫اعإيكولوجية اهلشة ي ظل عدم التحديد احملكم مللكية األراضي والوفضة الشسبية لألراضي‬
‫مثلما ذو احلال ي بعض بلدان جشويب الصحضاء الكربى (كليفض وشضايرب‪.)1994 ،‬‬
‫وعسعى نظضية رد الفعل املتعدد املضاحل (دافيس‪1963 ،‬؛ وبيلسبورو‪1987 ،‬؛‬
‫وبيلسبورو وغوريس‪ ) 1994 ،‬إىل أن عدمج ردود الفعل الشامجة عن زايدة الضغط السكاين‬
‫ ي إطار شامل‪ .‬وأحد أوجه القصور ي ذاا الشهج يكمن أيضا ي مضونته‪ .‬فضدود الفعل‬
‫الشامجة عن الضغط السكاين املتزايد قد عكون متزامشة ولالك يتوقف مدى أي من ردود‬
‫األفعال الشاشئة – من قبيل عدين اخلصوبة أو االستغالل املكثف لألراضي أو التوسع على‬
‫حساهبا – على ردود الفعل األخضى وابلتايل‪ ،‬على مجيع العوامل االقتصادية واملؤسسية‬
‫املؤثضة فيها‪ .‬ولالك‪ ،‬ال عستطيع الشظضية التشبؤ بضد الفعل املضجح حدوثه ي ظل ظضوف‬
‫معيشة‪.‬‬
‫وسواء كان الشمو السكاين من فعل التكشولوجيا أو فعل األسواق واملؤسسات‬
‫االجتماعية‪ ،‬فإنه ليس إال عامال ي اثلوث السكان‪ ،‬والبيئة‪ ،‬والتشمية‪ .‬ويدل انعدام منوذج‬
‫شامل يغطي مجيع جوانب ذاا الثالوث على مدى ععقد ذاه الصالت وحيويتها وانعدام‬
‫البياانت الالزمة لصياغة مثل ذلك الشموذج واختباره‪.‬‬
‫املراجع‬
‫‪Bongaarts, J. (1992). Population growth and global warming. Population and Devel‬‬‫‪opment Review (New York), No. 37, pp. 299-319.‬‬
‫‪Boserup, Ester (1965). The Conditions of Agricultural Growth: The Economics of‬‬
‫‪Agrarian Change Under Population Pressure. Chicago, Illinois: Aldine.‬‬
‫‪01-40554‬‬
‫‪75‬‬
ST/ESA/SER.A/2022
________ (1976). Environment, population and technology in primitive societies.
Population and Development Review (New York), vol. 2, No. 1, pp. 21-36.
________ (1981). Population and Technological Change. Chicago, Illinois: University
of Chicago Press.
Braverstock, K. F. (1993). Thyroid cancer in children in Belarus after Chernobyl.
World Health Statistics Quarterly (Geneva), vol. 46, No. 3, pp. 204-208.
Browder, John D., and Brian J. Godfrey (1997). Rainforest Cities: Urbanization, Development and Globalization of the Brazilian Amazon. New York: Columbia University Press.
Brown, L. R., G. Gardner and B. Halweil (1999), Beyond Malthus: Nineteen Dimensions of the Population Challenge. Worldwatch Environmental Alert Series. New York
and London: Norton.
Bunning, V. K., and others (1997). Chronic health effects of microbial foodborne disease. World Health Statistics Quarterly (Geneva), vol. 50, pp. 51-56.
Centers for Disease Control (1997). Outbreaks of Escherichia coli O157:H7 infection
and cryptosporidiosis associated with drinking unpasteurized apple cider: Connecticut
and New York, October 1986. Morbidity and Mortality Weekly Report (Atlanta), vol.
46, No. 1, pp. 4-8.
__________ (1999). Recommendations to help patients avoid exposure to opportunistic pathogens. Morbidity and Mortality Weekly Report (Atlanta), vol. 48, No. 10, pp.
61-66.
Charnley, Susan (1997). Environmentally-displaced peoples and the cascade effect:
lessons from Tanzania. Human Ecology, vol. 25, No. 4, pp. 593-618.
Cleaver, K. M., and G. Schreiber (1994). Reversing the Spiral: The Population, Agriculture, and Environment Nexus in Sub-Saharan Africa. Washington, D.C.: World
Bank.
Cohen, J. (1995). How Many People Can the Earth Support? New York: W. W. Norton.
Cohen M. S., and Miller, A. C. (1998). Sexually transmitted diseases and human immunodeficiency virus infection: cause, effect or both? International Journal of Infectious Diseases (Hamilton, Canada), vol. 3, No. 1, pp. 1-4.
Collins, Jane (1986). Smallholder settlement of tropical South America: the social
causes of ecological destruction. Human Organization, vol. 45, No. 1, pp. 1-10.
01-40554
76
ST/ESA/SER.A/202
Commoner, B. (1991). Rapid population growth and environmental stress. In Consequence of Rapid Population Growth in Developing Countries. Proceedings of the United Nations/Institut national d’études démographiques Expert Group Meeting, 23-26
August 1988, New York. New York: Taylor and Francis, pp. 161-190.
Corvalán, C., and T. Kjellström (1995). Health and environment analysis for decision
making. World Health Statistics Quarterly (Geneva), vol. 48, No. 2, pp. 71-77.
Crowley, Tomas J. (2000). Study faults humans for large share of global warming. The
New York Times (14 July).
Cruz, Maria Concepción (1997). Effects of population pressure and poverty on biodiversity conservation in the Philippines. In Population, Environment and Development,
R. K. Pachauri and Lubina Qureshy, eds. New Delhi, India: Tata Energy Institute, pp.
69-94.
Davis, K. (1963). The theory of change and response in modern demographic history.
Population Index, vol. 29, No. 4, pp. 345-366.
DeLong, J. Bradford (1998). Estimating world GDP, one million B.C.-present
(http://www.j-bradforddelong.net/TCEH/19…raft/World_GDP/Estimating_World_GDP.html). Accessed on 2
August 2000.
De Souza, R. M. (1999). Household Transportation Use and Urban Air Pollution. A
Comparative Analysis of Thailand, Mexico and the United States. Washington, D.C.:
Population Reference Bureau.
Dyson, Tim (1996). Population and Food: Global Trends and Future Prospects. London: Routledge.
Ehrlich, P., and A. Ehrlich (1992). Healing the Planet. New York: State Mutual Book.
Ehrlich, P., and J. Holdren (1971). The impact of population growth. Science (Washington, D. C.), vol. 171, pp. 1212-1217.
__________ (1974) Human population and the global environment. American Scientist
(Triangle Park, North Carolina), vol. 62, pp. 282-292.
Environics International (1999). The Environmental Monitor. 1999 International Report. Toronto.
European Commission (1999). What do Europeans think about the environment? Luxembourg.
77
01-40554
ST/ESA/SER.A/2022
Faiz, Asif (1992). Motor vehicle emissions in developing countries: relative implications for urban air quality. In Environmental Management and Urban Vulnerability, Alcira Kreimer and Mohan Munasinghe, eds., Washington, D.C.: World Bank.
Food and Agriculture Organization of the United Nations (1994). Potential populationsupporting capacity of lands: environmental aspects. In Population, Environment and
Development. Sales No. E.94.XIII.7, chap. XXVI. New York: United Nations.
__________ (1996a). Food production and environmental impact. Technical background document, No. 11, for the World Food Summit. Rome: FAO.
__________ (1996b). Food requirements and population growth. Technical background document, No. 4, for the World Food Summit. Rome: FAO.
__________ (1997). State of the World’s Forests. Rome: FAO.
__________ (1999a). The State of Food Insecurity in the World. Rome: FAO.
__________ (1999b). The State of the World’s Forests, 1999. Rome: FAO.
__________ (2000a). Agriculture: Towards 2015/2030, Technical Interim Report.
Rome:
FAO.
April
(http://www.fao.org/WAICENT/FAOINFO/
ECONOMIC/esd/at2015/toc-e.htm). Accessed on 20 September 2000.
__________ (2000b). Strong indications for slowdown in deforestation. FAO Forestry
News (8 August). Rome.
__________ (2000c). Population and the environment: a review of issues and concepts
for population programmes. Part III. Population and deforestation. Rome: FAO.
Foronda, Maria Elena (1998). Chimbote’s Local Agenda 21: initiatives to support its
development and implementation. Environment and Urbanization, vol. 10, No. 1 (October).
Gallup International Association (1999). International Millennium Survey. London.
Ghosh, A., S. S. Ahmad and Shipra Maitra (1994). Basic Services for Urban Poor: A
Study of Baroda, Bhilwara, Sambalpur and Siliguri. Urban Studies Series No. 3. New
Delhi, India: Institute of Social Sciences and Concept Publishing Company.
Gilbertson, M., and others (2000). Scientific issues in relation to lake-wide management plans: linking science and policy. Environmental Health Perspectives (Research
Triangle Park, North Carolina), vol. 108, No. 5, pp. 108-205.
01-40554
78
ST/ESA/SER.A/202
Golub, M. (2000). Adolescent health and the environment. Environmental Health Perspectives (Research Triangle Park, North Carolina), vol. 108, No. 4, pp. 355-362.
Gupta, S. K., and others (2000). Recurrent acute respiratory tract infections in areas
with high nitrate concentrations in drinking water. Environmental Health Perspectives
(Research Triangle Park, North Carolina), vol. 108, No. 4, pp. 363-366.
Gutmann, Myron P., and others (1996). Demographic responses to climate change in
the US Great Plains, 1930 to 1980. Paper presented at the Annual Meeting of the Population Association of America, New Orleans, Louisiana, 9-11 May. Unpublished.
Hansson, L. E., and others (1996). The risk of stomach cancer in patients with gastric
or duodenal ulcer disease. New England Journal of Medicine (Boston, Massachusetts),
vol. 335, No. 4, pp. 242-249.
Hardoy, Jorge E., and David E. Satterthwaite (1989). Squatter Citizen. London:
Earthscan Publications.
Hardoy, Jorge E., Diana Mitlin and David E. Satterthwaite (2000). Environmental
Problems in an Urbanizing World: Local solutions for city problems in Africa, Asia
and Latin America. London: Earthscan Publications.
Harpham, Trudy, and Sassy Molyneux (2000). Paper on urban health presented to the
National Academy of Sciences Panel on Urban Population Dynamics. South Bank
University, London.
Harrison, P. (1992). The Third Revolution: Environment, Population and a Sustainable
World. London and New York: I. B. Tauris and Company, Ltd.
Heilig, Gerhard K. (1999). China Food: Can China Feed Itself? Land-use Change Project. CD-ROM. Laxenburg, Austria: International Institute for Applied Systems Analysis.
Hierholzer, J. C. (1992). Adenoviruses in the immunocompromised host. Clinical Microbiology Reviews (Washington, D.C.), vol. 5, No. 3, pp. 262-274.
Higgins, G. M., and others (1982). Potential Population Supporting Capacities of
Lands in the Developing World. Technical report of project, FPA/INT/513, Land Resources for Populations of the Future, Food and Agriculture Organization of the United
Nations, United Nations Population Fund and International Institute for Applied Systems Analysis. Rome: FAO.
79
01-40554
ST/ESA/SER.A/2022
__________ (1983). Potential Population Supporting Capacity of Lands in the Developing World. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO).
___________ (1984). People, Land and Food Production: Potentials in the Developing
World. Laxenburg, Austria: International Institute for Applied Systems Analysis.
Hosking, S., and others (1994). Duodenal ulcer healing by eradication of helicobacter
pylori without antiacid treatment: randomized control trial. Lancet (London and New
York), vol. 343, pp. 508-510.
Intergovernmental Panel on Climate Change (2000). Summary for policy makers: land
use, land-use change, and forestry. Summary approved at IPCC plenary XVI, Montreal, Canada, 1-8 May.
International Monetary Fund (2000). World Economic Outlook 2000. Washington,
D.C.
International Panel on Climate Change (IPCC) (1990). Emission scenarios prepared by
the response strategy working group of the Intergovernmental Panel on Climate
Change. November 1990. In Report of the Expert Group on Emission Scenarios. Geneva.
Joint United Nations Programme on Human Immunodeficiency Virus/Acquired Immunodeficiency Syndrome (UNAIDS) (2000). Report on the Global HIV/AIDS Epidemic, June 2000. Geneva: UNAIDS.
Käferstein, F. K. (1997). Food safety: a commonly underestimated public health issue.
World Health Statistics Quarterly (Geneva), vol. 50, pp. 3-4.
Kjellström, T., and L. Rosenstock (1990). The role of environmental and occupational
hazards in the adult health transition. World Health Statistics Quarterly (Geneva), vol.
43, No. 3, pp. 188-196.
Kneese, Allen V. (1977). Economics and the Environment. New York: Penguin Books.
Leggett, J., and others (1992). Emissions scenarios for IPCC: an update. In Climate
Change 1992, Supplementary Report to the IPCC Scientific Assessment, J. Houghton,
B. Callander and S. Varney, Eds. Cambridge, United Kingdom: Cambridge University
Press, pp. 69-95.
Leslie, R. D. and R. B. Elliott (1994). Early environmental events as a cause of IDDM:
evidence and implications. Diabetes (Alexandria, Virginia), vol. 43, No. 7, pp. 843850.
01-40554
80
ST/ESA/SER.A/202
Loevinsohn, M. E. (1994). Climatic warming and increased malaria incidence in
Rwanda. Lancet (London and New York), vol. 343, pp. 714-718.
Manton, K., E. Stallard and L. Corder (1999). The limits of longevity and their implications for health and mortality in developed countries. In Health and Mortality, Issues
of Global Concern: Proceedings of the Symposium on Health and Mortality, Brussels,
19-22 November 1997. Sales No. E.99.XIII.17, pp. 324-343. New York: United Nations.
Marland, G., and others (1999). Global, regional, and national CO2 emissions. Carbon
Dioxide Information Analysis Center, Oak Ridge National Laboratory, United States
Department of Energy, Oak Ridge, Tennessee.
Matras, Judah (1973). Population and Societies. Englewood Cliffs, New Jersey: Prentice-Hall, Inc.
McNeill, J. R. (2000). Something Under the Sun: An Environmental History of the
Twentieth-century World. New York and London: W. W. Norton and Company.
McNicoll, G., and M. Cain, eds. (1989). Rural Development and Population: Institutions and Policy. Supplement to Population and Development Review, vol. 15 (1989).
New York: The Population Council and Oxford University Press.
Meadows, D., and others (1972). The Limits to Growth. New York: Universe Books.
Meadows, D., D. L. Meadows and J. Randers (1992). Beyond the Limits: Confronting
Global Collapse, Envisioning a Sustainable Future. Post Mills, Vermont: Chelsea
Green Publishing Company.
Mitchell, Donald O., and Merlinda D. Ingco (1995). Global and regional food demand
and supply prospects. In Population and Food in the Early Twenty-First Century:
Meeting Future Food Demand of Increasing Population, Nurul Islam, ed. Washington,
D.C.: International Food Policy Research Institute, pp. 49-60.
Muller, F. M., and others (1999). Current approaches to diagnosis and treatment of
fungal infections in children with human immunodeficiency virus. European Journal of
Pediatrics (Berlin), vol. 158, No. 3, pp. 187-199.
Murphy, Laura (2000). Agricultural colonization and land use in the Northern Ecuadorian Amazon. Paper presented at the Latin American Studies Association Conference
held at Miami, Florida, 16-18 March 2000.
81
01-40554
ST/ESA/SER.A/2022
Murray, C. J. L., and A. D. Lopez, eds. (1996). The Global Burden of Disease: A Comprehensive Assessment of Mortality and Disability from Diseases, Injuries, and Risk
Factors in 1990 and Projected to 2020. Cambridge, Massachusetts: Harvard School of
Public Health, on behalf of World Health Organization and World Bank.
Pan, William, and R. E. Bilsborrow (2000). Change in Ecuadorian farm composition
over time? Population pressures, migration and changes in land use. Paper presented at
the Annual Meeting of the Population Association of America held at Los Angeles,
California, 23-25 March, 2000.
Panayotou, Theodore, and Somthawin Sungsuwan (1994). An econometric analysis of
the causes of tropical deforestation: the case of northeast Thailand. In The Causes of
Tropical Deforestation, Katrina Brown and David W. Pearce, eds. London: University
College of London Press, chap. 13, pp. 192-209.
Parsonnet, J. (1996). Helicobacter pylori in the stomach: a paradox unmasked. New
England Journal of Medicine (Boston), vol. 335, No. 4, pp. 278-280.
Pichón, F. (1997). Colonist land allocation decisions, land use and deforestation in the
Ecuadorian Amazon frontier. Economic Development and Cultural Change, vol. 45,
No. 4, pp. 707-744.
_________, and R. E. Bilsborrow (1999). Land-use systems, deforestation, and demographic factors in the humid tropics: farm-level evidence from Ecuador. In Population
and Deforestation in the Humid Tropics, R. E. Bilsborrow and D. Hogan, eds. Liège,
Belgium: International Union for the Scientific Study of Population.
Pitcher, H. (forthcoming). An assessment of mitigation options in a sustainable development world. In special issue entitled “Long-term scenarios on socio-economic development and climatic policies”. Environmental Economics and Policy Studies, vol.
4, No. 2.
Pocock, S. J., M. Smith and P. Baghurst (1994). Environmental lead and children’s intelligence: a systematic review of the epidemiological evidence. British Medical Journal (London), vol. 309, pp. 1189-1197.
Postel, Sandra (1996). Forging a sustainable water strategy. In State of the World,
1996, Lester Brown and others, eds. Washington, D.C.: Worldwatch Institute.
Preston, David (1998). Post-peasant capitalist grazers: the 21st century in southern Bolivia. Mountain Research and Development, vol. 18, No. 2, pp. 151-158.
01-40554
82
ST/ESA/SER.A/202
Preston, Samuel (1994). Population and the Environment. Liège, Belgium: International Union for the Scientific Study of Population, Distinguished Lecture Series on Population and Development.
Prud’homme, Remy (1994). On the economic role of cities. Paper prepared for the
Conference on Cities and the New Global Economy. Government of Australia and the
Organisation for Economic Cooperation and Development. Melbourne, Australia, 2023 November.
Rewers, M., and others (1988). Trends in the prevalence and incidence of diabetes: insulin dependent diabetes mellitus in childhood. World Health Statistics Quarterly, vol.
41, No. 3/4, pp. 179-189.
Rosenzweig, Mark R., Hans P. Binswanger and John McIntire (1988). From land
abundance to land scarcity: the effects of population growth on production relations in
agrarian economies. In Population, Food and Rural Development, R. D. Lee and others, eds. Oxford: Clarendon Press, pp. 77-100.
Rowlands, I. H. (1994). North-South politics, environment, development and population: a post-Rio review. In Environment and Population Change, B. Zaba and J.
Clarcke, eds. Liège, Belgium: Ordina Editions, for the International Union for the Scientific Study of Population.
Ruttan, V. W. (1996). Population growth, environmental change and technical innovation: implications for sustainable growth in agricultural production. In The Impact of
Population Growth on Well-being in Developing Countries, D. A. Ahlburg, A. C. Kelley, and K. O. Mason, eds. Berlin: Springer-Verlag.
Rybakovsky, Leonid (1994). The catastrophe in the Chernobyl atomic power station:
demographic aspects. In Population, Environment and Development. Sales No.
E.94.XIII.7, chap. XVI. New York: United Nations.
Sader, S. A., and others (1997). Human migration and agricultural expansion: an impending threat to the Maya biosphere reserve. Journal of Forestry, vol. 95, No. 12, pp.
27-32.
Satterthwaite, David (1993). The impact on health of urban environments. Environment and Urbanization, vol. 5, No. 2 (October).
Sessay, Richard, and F. Mohamed (1997). Forced migration, environmental change,
and wood fuel issues in the Senegal River Valley. Environmental Conservation, vol.
24, No. 3, pp. 251-260.
83
01-40554
ST/ESA/SER.A/2022
Shrestha, Nanda R. (1990). Landlessness and Migration in Nepal. Boulder, Colorado:
Westview.
Simon, J. (1981). The Ultimate Resource. Princeton, New Jersey: Princeton University
Press.
_________ (1990). Population Matters: People Resources, Environment and Immigration. New Brunswick, New Jersey: Transaction Publishers.
_________ (1996). The Ultimate Resource 2. Princeton, New Jersey: Princeton University Press.
Swain, W. R. (1991). Effects of organochlorine chemicals on the reproductive outcomes of humans who consumed contaminated Great Lakes fish: an epidemiologic
consideration. Journal of Toxicology and Environmental Health (New York), vol. 33,
No. 4, pp. 587-639.
Swan, S. H., and others (1997). Have sperm densities declined? A reanalysis of global
trends data. Environmental Health Perspectives (Research Triangle Park, North Carolina), vol. 105, No. 11, pp. 1228-1232.
Thylefors, B. (1999). Avoidable blindness. Editorial. Bulletin of the World Health Organization, vol. 77, No. 6, p. 453.
Tucker, K. E. (1996). Reproductive toxicity of ovulation induction. Seminars in Reproductive Endocrinology (New York), vol. 14, No. 4, pp. 345-353.
United Nations (1969). Problems of the human environment: report of the SecretaryGeneral. Forty-seventh session of the Economic and Social Council. E/4667.
____________ (1973a). The Determinants and Consequences of Population Trends:
New Summary of Findings on Interaction of Demographic, Economic and Social Factors, vol. I, Population Studies, No. 50. Sales No. E.71.XIII.5.
____________ (1973b). Report of the United Nations Conference on the Human Environment, Stockholm, 5-16 June 1972. Sales No. E.73.II.A.14 and Corr.1. and 2.
____________ (1975). Report of the United Nations World Population Conference,
1974, Bucharest, 19-30 August 1974. Sales No. E.75.XIII.3.
____________ (1983). Manual X: Indirect Techniques for Demographic Estimation.
Population Studies, No. 81. Sales No. E.83.XIII.2.
01-40554
84
ST/ESA/SER.A/202
____________ (1984). Report of the International Conference on Population, 1984,
Mexico City, 6-14 August 1984. Sales No. E.84.XIII.8 and corrigenda.
____________ (1988). MORTPAK-LITE: The United Nations Software Package for
Mortality Measurement. Sales No. E.88.XIII.2.
____________ (1992). Addendum to the report of the Intergovernmental Negotiating
Committee for a Framework Convention on Climate Change on the work of the second
part of its fifth session, held at New York from 30 April to 9 May 1992. A/AC.237/18
(Part II)/Add.1 and Corr.1, annex I.
____________ (1993a). Report of the United Nations Conference on Environment and
Development, Rio de Janeiro, 3-14 June 1992, vol. I, Resolutions Adopted by the Conference. Sales No. E.93.I.8 and corrigendum.
____________ (1993b). Handbook of National Accounting: Integrated Environmental
and Economic Accounting. Studies in Methods, No. 61. Sales No. E.93.XVII.12.
_________ (1995). Report of the International Conference on Population and Development, Cairo, 5-13 September 1994. Sales No. E.95.XIII.18.
_________ (1997a). Critical Trends: Global Change and Sustainable Development.
Sales No. E.97.II.B.1.
_________ (1997b). Report of the Secretary-General on the comprehensive assessment
of the freshwater resources of the world. E/CN.17/1997/9.
_________ (1998). Addendum to the report of the Conference of the Parties to the
United Nations Framework Convention on Climate Change on its third session, held at
Kyoto from 1 to 11 December 1997. Part two: action taken by the Conference of the
Parties at its third session. FCCC/CP/1997/7/Add.1, chap. I, decision 1/CP.3, annex.
_________ (1999a). The world at six billion. ESA/P/WP.154.
_________ (1999b). World population monitoring, 1999: population growth, structure
and distribution. Draft. ESA/P/WP.147.
_________ (2000a). Long-Range World Population Projections: Based on the 1998
Revision. Sales No. E.00.XIII.8.
_________ (2000b). Below Replacement Fertility. Population Bulletin of the United
Nations, No. 40-41, Special Issue: Below Replacement Fertility. Sales No.
E.99.XIII.13.
85
01-40554
ST/ESA/SER.A/2022
_________ (2000c). We the peoples: the role of the United Nations in the twenty-first
century: report of the Secretary-General. A/54/2000. 27 March 2000.
_________ (2000d). World urbanization prospects: the 1999 revision. Data tables and
highlights. Working Paper, No. 161. Population Division of the Department of Economic and Social Affairs, United Nations Secretariat. New York.
_________ (forthcoming). Results of the Eighth United Nations Inquiry among Governments on Population and Development.
_________ and United Nations Environment Programme (2000). Handbook of National Accounting: Integrated Environmental and Economic Accounting: An Operational Manual. Studies in Methods, No. 78. Sales No. 00.XVII.17.
_________, Economic Commission for Africa (ECA) (1999). Training Workshop on
PEDA, its Data Requirements and Management. Addis Ababa, Ethiopia (9-18 June
1999).
_________ Centre for Human Settlements (Habitat) (1996). An Urbanizing World.
Global Report on Human Settlements 1996. Oxford: Oxford University Press.
_________ United Nations Environment Programme (1995). Global Biodiversity Assessment. Cambridge, United Kingdom: Cambridge University Press.
__________ (1999). Global Environment Outlook 2000. London: Earthscan Publications.
__________ (2000). The environment millennium. Our Planet (Nairobi), vol. 11, No.
2.
Venn, A., and others (1999). Risk of cancer after use of infertility drugs with in-vitro
fertilization. Lancet (London and New York), vol. 354, pp. 1586-1590.
Watson, Robert T. (2000). A report on the key findings from the IPCC Special Report
on Land-Use, Land-Use Change and Forestry, twelfth session of the Subsidiary Body
for
Scientific
and
Technological
Advice,
Bonn,
Germany,
13
January
(http://www.ipcc.ch/press/sp-lulucf.htm). Accessed on 8 November 2000.
Watts, D. M., and others (1989). Effect of temperature on the vector efficiency of aedes
aegypti for dengue 2 virus. American Journal of Tropical Health and Hygiene
(McLean, Virginia), vol. 36, pp. 143-152.
01-40554
86
ST/ESA/SER.A/202
020801
130701
01-40554 (A)
*0140554*
87
01-40554