Uploaded by mfriendsr

دور-أدوات-الحوكمة-في-تطوير-مؤسسات-الأوقاف-حسين-عبد-المطلب-الأسرج

advertisement
‫دور أدوات الحوكمة في تطوير مؤسسات األوقاف‬
‫بحث مقدم الى المؤتمر العام الثانى عشر بعنوان‪ ":‬االدارة الرشيدة وبناء دولة المؤسسات"‪ ،‬المنظمه العربيه‬
‫للتنميه االداريه ‪ ،‬القاهرة – جمهورية مصر العربية ‪،‬ذلك خالل المدة ‪ 10 - 8‬سبتمبر (أيلول ) ‪2012 /‬‬
‫إعداد‪:‬حسين عبد المطلب األسرج‬
‫ماجستير االقتصاد‪،‬دبلوم معهد التخطيط القومى‪،‬باحث اقتصادى أول ومدير إدارة بوزارة الصناعة والتجارة‬
‫الخارجية المصرية‬
‫منزل (للمراسلة)‪ :‬ميت راضى ‪-13826‬بنها‪-‬القليوبية‪-‬مصر‬
‫عمل‪ :‬القاهرة‪-‬امتداد شارع رمسيس ‪ -‬أبراج وزارة المالية‪-‬مبنى وزارة التجارة والصناعة‪-‬البرج الخامس‪-‬الدور‬
‫الرابع‪-‬حجرة رقم ‪9‬‬
‫‪)Mobile (0020106237534‬‬
‫‪E.Mail:hossien159@gmail.com‬‬
‫‪elasrag@ gmail.com‬‬
‫]دور أدوات الحوكمة في تطوير مؤسسات األوقاف‬
‫الملخص‬
‫تهدف هذه الورقة إلى إلقاء الضوء على مفهوم أسلوب ممارسة سلطات اإلدارة الرشيدة لمؤسسة الوقف‬
‫االسالمى‪ ،‬أو ما اصطلح على تعريفه اختصارا باسم " الحوكمة "‪ .‬ومما ال شك فيه أن حوكمة الوقف أصبحت‬
‫تحتل أهمية كبيرة اآلن‪ ،‬في ظل ما يشهده نظام الوقف من تحول ‪ ،‬حيث تتمثل االتجاهات الحديثة في تأسيس‬
‫األوقاف في الوقت الحاضر إما في تأسيس أوقاف جماعية كبيرة من حيث القيمة السوقية ألصولها‪ ،‬وفي النظر‬
‫إلى الوقف بمثابة مشروع تجاري‪ ،‬من حيث هيكله التنظيمي‪ ،‬ومن حيث إدارة أصوله على أسس اقتصادية‬
‫‪،‬ويتكون رأس المال من قسمين‪ :‬أحدهما وقفي‪ ،‬واآلخر استثماري‪.‬أو تأسيس صناديق وقفية كبيرة بالنظر إلى‬
‫القيمة السوقية ألصولها‪ ،‬تعتمد في رأسمالها على التبرعات‪ ،‬وعوائد استثمارها فقط‪ ،‬وتدار على أسس‬
‫اقتصادية‪.‬ولعل هذا الموضوع يزداد أهمية في ظل ما يستتبعه ذلك من ضرورة مراقبة هذا الدور وتقويمه‪،‬‬
‫والوصول بأداء مؤسسة الوقف إلى أفضل مستوى ممكن‪.‬‬
‫]دور أدوات الحوكمة في تطوير مؤسسات األوقاف‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫مشكلة البحث‬
‫إن تاريخ الوقف يرجع إلى فجر اإلسالم وقد د ّل على مشروعيته الكتاب والسنة واإلجماع وأن الوقف من أفضل‬
‫وجوه اإلنفاق‪ ،‬وأعمها فائدة وأدومها نفعا ً وأبقاها أثراً‪ .‬ولقد تعاظم االهتمام بمفهوم وآليات الحوكمة في العديد من‬
‫االقتصادات المتقدمة والناشئة‪،‬أصبحت الحوكمة من الموضوعات الهامة علي كافة المؤسسات والمنظمات‬
‫اإلقليمية والدولية خالل العقود القليلة الماضية‪ ،‬خاصة في أعقاب االنهيارات المالية واألزمات االقتصادية‪ ،‬والتي‬
‫جاءت كنتيجة مباشرة للقصور في آليات الشفافية والحوكمة ببعض من المؤسسات المالية العالمية‪،‬وافتقار إدارتها‬
‫إلي الممارسة السليمة في الرقابة واإلشراف ونقص الخبرة والمهارة ‪،‬التي أثرت بالسلب في كل من ارتبط‬
‫بالتعامل معها‪،‬سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬ورغم تراجع دور الوقف إبان حقبة االستعمار إال أن اآلونة‬
‫األخيرة شهدت توجها جادا لتفعيل دور الوقف في المجتمعات اإلسالمية‪ .‬في إطار ذلك التوجه تحتاج مؤسسة‬
‫الوقف الى تطبيق مبادىء الحوكمة باعتبارها اإلطار الصحيح لتطوير أداء مؤسسة الوقف في ربوع وطننا‬
‫العربي وعالمنا اإلسالمي‪،‬خاصة مع ما تشهده األعمال الوقفية من تطور واكتسابها طابعًا مؤسساتيًا‪ ،‬بعيدًا كل‬
‫البعد عن العفوية واالرتجالية‪.‬‬
‫وبالنظر الى ناحية ادارة الوقف نجد ان هناك عدد من المجموعات الموجودة أصال والمؤثرة فعال فى المشاريع‬
‫الوقفية حيث نجد مجموعات مثل المشروع الوقفي ( الموقوف) والشخص المتبرع ( الواقف) والمستفيدين (‬
‫الموقوف عليهم) والجهة المنظمة للوقف واإلدارة التنفيذية للمشروع الوقفي إلى آخره‪ .‬األمر الذى يستوجب‬
‫ضرورة توظيف مبادئ وأسس الحوكمة في سبيل تحسين أداء المشاريع الوقفية لتحقق االهداف المناطة‬
‫بها‪،‬وترتيب العالقات فيما بينها وتفعيل المسائل المتعلقة بالرقابة والتحكم في المشروع الوقفي ( الحوكمة‬
‫اإلدارية) وفق مبادئ وأسس واضحة لالرتقاء باألداء فى جو عام من اإلفصاح والشفافية والمسؤولية تجاه جميع‬
‫أصحاب العالقة بمؤسسة الوقف‪.‬‬
‫هدف البحث‬
‫نظرا ً لوجود ثقافة إسالمية متميزة واهتمام كبير بالمعامالت المالية والعالقات االقتصادية التى يمثل ضبطها‬
‫محل الحوكمة‪،‬فان هذا البحث يهدف إلى دراسة الحوكمة كمدخل لتطوير العمل الوقفى‪.‬‬
‫أهمية البحث‬
‫يستمد هذا البحث أهميته من تزايد االهتمام بكل من دور الوقف التنموى والحوكمة وكون أسسها ومبادئها وآلياتها‬
‫تعد من المفاهيم الحديثة على المستوى العالمي بصفة عامة ‪ ،‬وعلى المستوى المحلي بصفة خاصة‪.‬وان الوعي‬
‫بهذه المفاهيم وتطبيقاتها يؤدي إلى تحقيق قدر كبير من الشفافية والعدالة ‪ ،‬وكذلك منح حق مساءلة مؤسسة الوقف‬
‫‪ ،‬وبالتالي حماية حقوق الواقفين وجميع أصحاب المصالح فيها ‪ ،‬والحد من مشكلة الفساد المالي واإلداري ‪ ،‬الذي‬
‫يتمثل بشكل كبير في استغالل السلطة والوظيفة في غير المصلحة العامة ‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة كفاءة أداء هذه‬
‫المؤسسة وتعظيم قيمتها‪.‬‬
‫فرضية البحث‪:‬‬
‫ إن االلتزام بتطبيق الجوانب الفكرية للحوكمة على مؤسسة الوقف سينعكس بشكل جيد على أدائها بأبعاده‬‫التشغيلية والمالية والنقدية ‪ ،‬وكذلك على المقاييس المختلفة المستخدمة ‪.‬‬
‫ أن تطبيق الحوكمة يساعد على إيجاد مفهوم ومقاييس شاملة ألداء مؤسسة الوقف مما يدعم من قدراتها على‬‫االستمرار والنمو ويحقق مصالح الفئات المختلفة المتعاملة معها‪.‬‬
‫أسلوب البحث‬
‫يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي لموضوع الدراسة‪ ،‬وهذا المنهج معمول به في كثير من البحوث‬
‫والدراسات ‪ ،‬خاصة تلك التي تتناول ظواهر اجتماعية تتعلق بالممارسات اليومية ‪ ،‬حيث تم االطالع على عدد‬
‫من البحوث والدراسات المنشورة في الدوريات والمجالت العلمية المتخصصة ‪ ،‬وكذلك المنشورة على شبكة‬
‫االنترنت ‪ ،‬باإلضافة إلى االطالع على آليات وقواعد الحوكمة الصادرة عن المنظمات والهيئات العالمية والمحلية‬
‫‪ ،‬وأخضعت للتحليل والمناقشة بما يخدم أهداف البحث ‪ ،‬ومن ثم اقتراح بعض التوصيات التي قد تساهم في‬
‫اعطاء مرجعية مفيدة لمؤسسة الوقف ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العوامل التاريخية التي أثرت على مؤسسات األوقاف‪:‬‬
‫دورا ها ًما في التنمية االقتصادية واالجتماعية في الدول اإلسالمية عبر العصور‬
‫لعب نظام الوقف اإلسالمي ً‬
‫المختلفة منذ بعثة النبى محمد صلى هللا عليه وآله وسلم حتى نهاية عصر الدولة العثمانية‪ ،‬بيد أن العصور التالية‬
‫شهدت تراج ًعا وتهمي ً‬
‫شا لدور الوقف في العديد من المجتمعات اإلسالمية في ظل خضوعها لنفوذ الدول األجنبية‬
‫المحتلة التي حرصت على الضغط على حكومات هذه الدول لتعطيل دور الوقف وإصدار قوانين وقرارات إللغاء‬
‫الوقف بنوعيه األهلي‪ ،‬والخيرى بل قامت بعض دول االحتالل بمصادرة األوقاف اإلسالمية‪ ،‬وقامت بعض‬
‫السلطات الحاكمة في بعض الدول اإلسالمية بتأميم األوقاف األهلية‪ ،‬كما خضعت بعض ممتلكات األوقاف في‬
‫بعض الدول اإلسالمية األخرى لتعدي األفراد واالستيالء عليها بدون وجه حق‪.‬‬
‫وقد سعت اإلدارات االستعمارية إلى القضاء على األوقاف جهد استطاعتها وذلك باستخدام العديد من األساليب‬
‫([‪)]1‬‬
‫وأهمها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إقناع القائمين على الوقف والشعوب المستعمرة بأن الوقف تصرف غير اقتصادي أو غير رشيد بسبب ما‬
‫يترتب عليه من تفتيت الملكية الخاصة ومن ثم ضعف إنتاجيتها وأهمية تمكين اإلدارات االستعمارية من استالم‬
‫أموال الوقف للعمل على استخدامها بشكل اقتصادي ينتج عن تعظيم العوائد على استثماره‪.‬‬
‫ب‪-‬العمل على قطع الصلة بين الوقف والموقوف عليهم أو المستفيدين من الوقف وذلك عن طريق تحويل عوائد‬
‫األوقاف إلى الحكومات المركزية وصرف رواتب للمستحقين للوقف من خزانة الدولة بحيث تأتي رواتبهم من‬
‫اإلدارة االستعمارية ومن ثم عدم استقالل المستفيدين والعلماء والطالب والتحكم في إرادتهم والوالء للمستعمرين‬
‫وليس للوقف أو الواقفين‪.‬‬
‫ت‪-‬إصدار قوانين وتشريعات تمنع ظهور أوقاف جديدة والقضاء نهائيا على الوقف لصالح الذرية وهو أهم أشكال‬
‫الوقف الخيري‪.‬‬
‫ث‪ -‬االستيالء على األوقاف بصورة نهائية ووضع يد اإلدارات االستعمارية عليها أوتحويلها لخدمة المستعمرين‬
‫أنفسهم مثلما حدث في شمال أفريقيا عندما حولت األوقاف من أجل اإلنفاق على الفرنسيين العاملين في دول شمال‬
‫أفريقيا‪ ..‬وقد تكررت سياسة العداء االستعماري للوقف اإلسالمي في العديد من الدول اإلسالمية ابتداء من الهند‬
‫مرورا بكافة الدول والمجتمعات اإلسالمية بهدف القضاء على كافة المؤسسات القادرة على‬
‫إلى المغرب األقصى‬
‫ً‬
‫بؤرا تجتمع حولها الطاقات والكفاءات والتي تهدد بقاء‬
‫تحقيق استقاللية هذه المجتمعات‪ ،‬وعلى كل ما يمثل ً‬
‫االستعمار أو الثورة عليه باعتبار ان الوقف يمثل الضمانة االقتصادية المهمة الستمرار الوظائف االجتماعية‬
‫األساسية‪.‬‬
‫إن تفشي الفساد وعدم الخبرة لدى الكثير من نظار األوقاف‪ ،‬كان سببا ً في ضياع الكثير منها ما أدى إلى دفع‬
‫السلطات الحكومية إلى تولي أمر األوقاف بنفسها‪ .‬وفي منتصف القرن الماضي أصدرت الدولة العثمانية قانونا ً‬
‫لألوقاف ثم أنشأت وزارة خاصة لألوقاف‪ ،‬واستنادا ً إلى ذلك القانون انطلقت موجة واسعة من عمليات تقنين‬
‫الوقف في عدد من الدول العربية واإلسالمية‪.‬وبالرغم ما لتلك القوانين من مزايا وفوائد عديدة منها ضبط‬
‫وحولت األوقاف إلى ممتلكات‬
‫الممتلكات الوقفية ونظارها‪ ،‬غير انها كبّلت األوقاف بأنظمة وإجراءات روتينية ّ‬
‫عامة‪ .‬ويمكننا أن نلخص أهم اإلشكاالت التي واجهها القطاع الوقفي تاريخيا في مختلف بلدان العالم اإلسالمي في‬
‫([‪)]2‬‬
‫أربع مسائل رئيسية‪-:‬‬
‫أ‪ -‬لم تستطع األوقاف األهلية مجابهة جملة من اإلشكاليات الشرعية والعملية وإيجاد حلول عملية لها‪ .‬كما ولد‬
‫تكاثر المستفيدين ‪،‬بتوالي األجيال ‪ ،‬إلى تفتيت الحصص ‪ ،‬وكثرة الخالفات والنزاعات القضائية التي لم يستطع‬
‫الجهاز القضائي مجابهتها وإيجاد الحلول لها‪.‬‬
‫ب‪-‬ضعف المؤسسات العلمية وما خلفه من انحسار لالجتهاد وتخلف العلماء عن أداء الدور الحضاري المنوط بهم‬
‫مما أثر في طرح حلول واقعية وعملية والتعاطي الواقعي مع التطورات التي حصلت في المجتمعات‬
‫اإلسالمية‪،‬ودور علم الفقه والفقهاء في ذلك وفي ما يخص األوقاف بالتحديد‪.‬‬
‫ت‪-‬بالتزامن مع التخلف االقتصادي العام ‪ ،‬أدى ضعف القضاء وعدم تخصص العاملين فيه في مسائل الرقابة‬
‫على النظار وتصرفاتهم اإلدارية والمالية ومدى نجاحهم في توزيع العوائد‪ ،‬إلى انتشار الفساد في إدارة األموال‬
‫الوقفية واالستهانة بتنميتها‪.‬‬
‫ث‪-‬غياب التجديد اإلداري للمؤسسات الوقفية‪ ،‬حيث استشرى أسلوب النظارة الفردية مما سهل عمليات اغتصاب‬
‫األوقاف وحيازتها بدون وجه حق والتالعب بأعيانها أو تحويل وجهتها خارج المقاصد التي حددها الواقفون‪.‬‬
‫وعلى مستوى التطبيقات العملية فقد تم تهميش نظام الوقف اإلسالمي‪،‬حيث يمكن رصد عدد من المظاهر الدالة‬
‫([‪)]3‬‬
‫على ذلك فيما يلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬تضاؤل نسبة قيمة األموال الموقوفة إلى إجمالي قيمة الثروة القومية‪ ،‬وتراجع معدل نموها سنويًا فضال عن‬
‫انخفاض معدالت العوائد والدخول التي تتحقق من توظيف أو استثمار أموال الوقف‪.‬‬
‫ب‪-‬انخفاض الموارد المالية الالزمة لتنفيذ شروط الواقفين‪ ،‬ومن ثم عدم االلتزام بشروطهم‪،‬وتغيير مصارف‬
‫األوقاف أو تقييدها‪ ،‬مما أدى إلى حرمان العديد من الجهات من حقوقها‪ ،‬وتعطلت رسالة الوقف لدرجة التهديد‬
‫بالقضاء عليها‪.‬‬
‫ت‪-‬قيام بعض الدول اإلسالمية بإدماج أموال األوقاف ضمن أموال الدولة مع تأميم ممتلكات وثروات الوقف‬
‫األهلي بموجب قوانين وقرارات عليا واجبة النفاذ‪.‬‬
‫ث‪-‬تعرض بعض ممتلكات وثروات الوقف للتعدي واالغتصاب من جانب بعض الجناة بطرق غير مشروعة مثل‬
‫وضع اليد على بعض أراضي األوقاف التي يعلمون بفقد حجية ملكيتها أو سرقتها وصعوبة إثبات تبعيتها لمؤسسة‬
‫الوقف‪ .‬وقد ساعد على ذلك تغيير مسميات بعض األماكن الموجودة في حجج بعض أراضي الوقف على‬
‫اغتصابها وتعذر االستدالل على أراضي الوقف وفقًا للمسميات الحديثة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إهمال ممتلكات الوقف وعدم اإلنفاق على صيانتها أو حسن رعايتها‪ ،‬وتعرض بعضها إلى االنهيار‬
‫والتدمير‪ ..‬مثال ذلك تصدع بعض المباني السكنية واإلدارية المملوكة لألوقاف وأيلولتها للسقوط في ظل رفض‬
‫شاغليها تحمل نفقات الصيانة أو اإلصالح رغم ضآلة قيمة اإليجار الشهري وانخفاض قيمته الحقيقية بمرور‬
‫السنوات نتيجة زيادة أو غالء األسعار وتآكل قيمة النقود‪.‬‬
‫ح‪ -‬قيام بعض الدول العربية واإلسالمية بإلغاء الوقف األهلي (الذري)وهو ما يعتبر بمثابة إلغاء لمؤسسة إسالمية‬
‫أصلية وتحريم لما أحل هللا‪ ،‬ومنع الخير من الوصول إلى من يستحقونه األمر الذي جعل مجمع الفقه اإلسالمي‪-‬‬
‫قرار مجمع رقم ‪)15/6( ١٤٠‬الصادر بتاريخ ‪ 2004/3/11‬ميالدية‪ -‬يوصي بإحياء الوقف الذري الذي قامت‬
‫بإلغائه بعض التشريعات في بعض الدول العربية واإلسالمية‪.‬‬
‫خ‪ -‬تكبيل الوقف بعقود الحكر وهو عقد إجارة لمدة طويلة يعقد بإذن الحاكم ويدفع فيها المستحكر لجانب الوقف‬
‫مبلغًا معجال يقارب قيمة األرض ويحدد مبلغًا آخر ضئيال يستوفى سنويًا لجهة الوقف من المستحكر أو ممن ينتقل‬
‫إليه هذا الحق ‪ .‬وال يخفى أن هذه العقود تقضي على الجزء األكبر من عوائد الوقف بمرور الزمن خاصة في ظل‬
‫ارتفاع معدالت تضخم األسعار وانخفاض القيمة الحقيقية للنقود‪.‬‬
‫د‪ -‬تركيز بعض الجهات المشرفة على الوقف على التوثيق والسجالت فقط دون االهتمام بالتنمية واالستثمار‬
‫مما يؤدي إلى تردي ثروات األوقاف وإهمالها مثلما كان حال الوقف في السودان في ظل رعاية المحاكم الشرعية‬
‫لفترة طويلة من الزمن حتى صدور قانون األوقاف السوداني عام ‪ ١٩٨٩‬وما تاله من قرارات خاصة بتنظيم‬
‫الوقف داخل البالد وخارجها مثل وقف آبار على بالسعودية وأوقاف القدس لصالح المسجد األقصى‪ ،‬وأوقاف في‬
‫تركيا‪ ،‬ووقف الغور بمدينة جدة‪.‬‬
‫ذ‪ -‬إلزام إدارة الوقف في بعض الدول بالخضوع لتنظيمات الدولة في سائر الشئون الوقفية صاحب االلتزام‬
‫بالقوانين االستثنائية في اإليجار والتي ألغت ضمنيًا النظم المطبقة في اإليجارات الوقفية وهو ما حدث في لبنان‬
‫على سبيل المثال األمر الذي ترتب عليه عدم قدرة إدارة األوقاف على االستثمار األمثل ألموال الوقف ومن ثم‬
‫تراجع إيراداتها مع ضعف اإلدارة المالية للوقف وعجزها عن المساهمة في إعادة إعمار لبنان بعد انتهاء الحرب‬
‫األهلية وإهمال صيانة المساجد والعجز عن دفع رواتب الموظفين في إدارة الوقف رغم ضآلتها بالمقارنة برواتب‬
‫وأجور سوق العمل وذلك باإلضافة إلى عجز اإلدارة عن دفع رواتب الدعاة واألئمة ومقيمي الشعائر‪.‬‬
‫ورغم هذه المالحظات فإنه من المجحف أن ال نذكر بأن مؤسسة الوقف كانت من أكثر المؤسسات التي تواصلت‬
‫خدماتها االجتماعية وإلى وقت قريب رغم خفوت جذوتها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحاجة الى أدوات الحوكمة لتطوير مؤسسات األوقاف‬
‫على الرغم من شيوع وانتشار الوسائل االلكترونية الحديثة في المعامالت المالية وكافة مجاالت االستثمار‬
‫وأعمال الحفظ والتوثيق والمعلومات إال أن مؤسسات الوقف في معظم الدول اإلسالمية ال تزال متخلفة عن‬
‫استخدام هذه التقنيات الحديثة في أعمال إدارة واستثمار الوقف وتوزيع عائداته إلى الفئات المستهدفة منه‪ .‬إذ يمكن‬
‫القول بأن نظام الوقف التقليدي ال يزال هو المعمول به في تلك الدول رغم ما طرأ على االقتصاد العالمي من‬
‫تغيرات وتطورات تمثلت فيما يلي([‪:)]4‬‬
‫أ‪ -‬العولمة المالية والتجارية‪ ،‬وما يرتبط بها من تحويالت مالية ومصرفية وتدفقات رؤوس أموال‬
‫واستثمارات في مواقع جغرافية متعددة أو بلدان إسالمية مختلفة وعبر بنوك وبورصات هذه الدول بأسرع وقت‬
‫ممكن‪.‬‬
‫ب‪-‬ثورة المعلومات واالتصاالت ومساهمتها في سرعة دوران األموال‪ ،‬عبر األسواق المالية والتجارية المختلفة‬
‫وما ينتج عن ذلك من تعظيم لعوائد استثمار األموال الموقوفة بما يحقق منافع اكبر للمستفيدين‪.‬‬
‫ت‪-‬ظهور وانتشار الشركات العمالقة متعددة الجنسيات وسيطرتها على االقتصاد العالمي‪ ،‬والحاجة إلى ظهور‬
‫شركات إسالمية متعددة الجنسيات مناظرة لها وقادرة على المنافسة وعلى وقف جانب من أموالها أو عائداتها‬
‫ألعمال الخير واإلحسان ورعاية الفقراء إذ ال يزال نظام الوقف اإلسالمي يركز على الجهد المحلي دون التفاعل‬
‫الدولي‪.‬‬
‫ث‪-‬التركيز علي مبادئ الحكم الصالح واإلدارة الحصيفة (الحوكمة) في تطوير المؤسسات والهيئات سواء كانت‬
‫حكومية أم خاصة‪ .‬وفي العادة تركز اإلدارة الحصيفة على عدة محاور منها االلتزام بالقوانين واللوائح وفعالية‬
‫الهيكل التنظيمي وسيادة نظام القيم وحسن اختيار القيادة واإلستراتيجية والتقييم المستمر لها ووجود السياسات‪،‬‬
‫كما تركز أن يكون اهتمام القيادة بالتطوير في المؤسسـة وبنـاء الطـاقة اإلداريـة الالزمـة‪ .‬وتنامي االهتمام بمبدأ‬
‫الشفافية في التعامالت والوضوح في اإلفصاح المالي عن كافة المعلومات ووجود المعايير المحاسبية المتعارف‬
‫عليها وتوافر تصنيفات ائتمانية لكافة المنتجات المالية وغيرها من التطورات التي تؤكد وجود منهجية في العمل‬
‫المالي وفي األدوات االستثمارية المتوفرة في السوق المالي وتعزز الثقة فيه‪ .‬اضافة الى تنامي دور اإلدارة‬
‫المهنية ذات الكفاءة العالية في إدارة المؤسسات وحسن استخدام رؤوس األموال التي وضعت تحت سلطتها من‬
‫قبل المساهمين بحيث يتحقق الفصل الكامل ما بين الملكية واالدارة‪ .‬وأيضا توسع النظم الضريبية وتعقدها‬
‫واإلعفاءات التي تقدمها لألعمال الخيرية أو الوقفية‪)]5[(.‬‬
‫أ‪-‬التعريف بالحوكمة من حيث المصطلح والمفهوم‪:‬‬
‫تعاظم االهتمام بمفهوم و آليات الحوكمة في العديد من االقتصادات المتقدمة والناشئة‪،‬أصبحت الحوكمة من‬
‫الموضوعات الهامة علي كافة المؤسسات والمنظمات اإلقليمية والدولية خالل العقود القليلة الماضية‪ ،‬خاصة في‬
‫أعقاب االنهيارات المالية واألزمات االقتصادية‪ ،‬والتي جاءت كنتيجة مباشرة للقصور في آليات الشفافية‬
‫والحوكمة ببعض من المؤسسات المالية العالمية‪،‬وافتقار إدارتها إلي الممارسة السليمة في الرقابة واإلشراف‬
‫ونقص الخبرة والمهارة ‪،‬التي أثرت بالسلب في كل من ارتبط بالتعامل معها‪،‬سواء بصورة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة‪ .‬نتيجة لكل ذلك زاد االهتمام بمفهوم الحوكمة وأصبحت من الركائز األساسية التي يجب أن تقوم عليها‬
‫الوحدات االقتصادية ‪ ،‬ولم يقتصر األمر علي ذلك بل قامت الكثير من المنظمات والهيئات بتأكيد مزايا هذا‬
‫المفهوم والحث علي تطبيقه في الوحدات اإلقتصاديه المختلفة ‪ ،‬مثل ‪ :‬لجنة كادبوري ‪Cadbury Committee‬‬
‫والتي تم تشكيلها لوضع إطار لحوكمة المؤسسات باسم ‪ Cadbury Best Practice‬عام ‪ 1992‬في المملكة‬
‫المتحدة ‪ ،‬ومنظمة التعاون االقتصادي والتنمية (‪ )OECD‬والتي قامت بوضع مبادئ حوكمة الشركات‬
‫‪ Principles of Corporate Governance‬عام ‪،1999‬وصندوق المعاشات العامة(‪ )Calpers‬في الواليات‬
‫‪ Blue Ribbon Committee‬في الواليات المتحدة األمريكية والتي‬
‫المتحدة األمريكية ‪ ،‬كذلك لجنة‬
‫أصدرت مقترحاتها عام ‪ 1999‬م ‪)]6[(.‬‬
‫وعلى الرغم من االرتباط بين مصطلح الحوكمة والعولمة واألزمات ‪ ،‬زيادة االهتمام به بين كل من المهتمين‬
‫بالدراسات المحاسبية واالقتصادية واإلدارية والقانونية‪،‬اإل أنه ما زال مجال اختالف وعدم اتفاق الباحثين‬
‫واألكاديميين والمهتمين بهذا األمر مما أدي إلي ظهور العديد من المصطلحات المستخدمة بيد أن المصطلح‬
‫األكثر استخداما علي األقل في المجال األكاديمي والبحثي هو "الحوكمة " كمرادف قريب لمصطلح‬
‫([‪)]7‬‬
‫‪. Governance‬‬
‫وكلمة ‪ governance‬معناها حاكمة من اإلحكام والحاكمية؛ وبالرجوع إلى معاجم اللغة العربية والبحث تحت‬
‫لفظ «حكم» نجد أن العرب تقول‪ :‬حكمت واحكمت وح ّكمت؛ بمعنى‪ :‬منعت ورددت؛ ومن هذا قيل للحاكم بين‬
‫الناس حاكم ألنه يمنع الظالم من الظلم؛ ومن المعانى لكلمة « َحكَم»‪َ :‬حك ََم الشىء وأحكمه كالهما‪ :‬منعه من‬
‫([‪)]8‬‬
‫الفساد‪.‬‬
‫ورغم أن لفظ حوكمة لم ترد فى القواميس العربية على هذا الوزن‪ ,‬إال أن المعنى العام لها من مادة لفظ حكم الذى‬
‫يعنى كما سبق القول المنع من الظلم والفساد وهو المتفق عليه اصطالحا لكلمة الحوكمة التى تهدف الى منع الظلم‬
‫([‪)]9‬‬
‫والفساد‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمفهوم حوكمة المؤسسات‪،‬توجد عدة صياغات وهى إن اختلفت من حيث األلفاظ إال أن دالالتها‬
‫متقاربة‪ )]10[( ,‬وتعنى بشكل عام‪ ,‬القوانين والقواعد والمعايير التى تحدد العالقة بين إدارة الشركة من جهة‪,‬‬
‫وحملة األسهم وأصحاب المصالح واألطراف المرتبطة بالشركة من جهة أخرى‪ ,‬وبشكل أكثر تحديدا ً يقدم‬
‫مصطلح حوكمة الشركات إجابات لعدة تساؤالت من أهمها‪ :‬كيف يضمن المساهمون أال تسىء اإلدارة استغالل‬
‫أموالهم؟ وكيف يتأكد هؤالء المساهمون أن اإلدارة تسعى إلى تعظيم ربحية وقيمة أسهم الشركة فى األجل‬
‫الطويل؟ ومامدى إهتمام اإلدارة بالمصالح األساسية للمجتمع؟ وأخيرا ً كيف يتمكن حملة األسهم وأصحاب‬
‫المصالح من رقابة اإلدارة بشكل فعَال ؟‪.‬‬
‫([‪)]11‬‬
‫وقد حددت األدبيات عدة قنوات يمكن من خاللها أن تؤثر الحوكمة على النمو والتنمية ومن ذلك مايلى‪:‬‬
‫‪ -1‬زيادة فرص الحصول على التمويل الخارجي من قبل الشركات‪ .‬ويمكن أن يؤدي الى زيادة معدالت‬
‫االستثمار‪ ،‬وتحقيق معدالت نمو أعلى‪ ،‬وزيادة توليد فرص العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬خفض تكلفة رأس المال وما يرتبط بها من ارتفاع مستوى تقييم الشركة ‪،‬مما يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين‬
‫وبالتالى تحقيق المزيد من االستثمارات ‪ ،‬مما أيضا يؤدى للمزيد من النمو والمزيد من توليد فرص العمل‪.‬‬
‫‪ -3‬األداء التشغيلي بشكل أفضل من خالل تخصيص الموارد وإدارة أفضل‪ .‬وهذا يخلق ثروة أكثر عموما‪.‬‬
‫‪ -4‬بناء عالقات أفضل مع جميع أصحاب المصلحة عموما‪،‬وتقليل مخاطر حدوث األزمات عموما والمالية بشكل‬
‫خاص‪ ،‬والتى يمكن أن يكون لها تأثير كبير على التكاليف االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ويثير مصطلح حوكمة الشركات بعض الغموض لثالثة أسباب رئيسية مرتبطة بحداثة هذا‬
‫االصطالح‪ )]12[(:‬السبب األول هو أنه على الرغم من أن مضمون حوكمة الشركات وكثير من األمور المرتبطة‬
‫به ترجع جذورها إلى أوائل القرن التاسع عشر‪ ،‬حيث تناولتها نظرية المشروع وبعض نظريات التنظيم واإلدارة‪،‬‬
‫إال أن هذا االصطالح لم يعرف في اللغة اإلنجليزية‪ ،‬كما أن مفهومه لم يبدأ في التبلور إال منذ قرابة عقدين أو‬
‫ثالثة عقود‪.‬‬
‫بينما يتمثل السبب الثاني في عدم وجود تعريف قاطع وواحد لهذا المفهوم‪ .‬فبينما ينظر إليه البعض من الناحية‬
‫االقتصادية على أنه اآللية التي تساعد الشركة في الحصول على التمويل‪ ،‬وتضمن تعظيم قيمة أسهم الشركة‬
‫واستمرارها في األجل الطويل‪ ،‬فإن هناك آخرون يعرفونه من الناحية القانونية على أنه يشير إلى طبيعة العالقة‬
‫التعاقدية من حيث كونها كاملة أم غير كاملة‪ ،‬والتي تحدد حقوق وواجبات حملة األسهم وأصحاب المصالح من‬
‫ناحية‪ ،‬والمديرين من ناحية أخرى‪ ،‬كما أن هناك فريق ثالث ينظر إليه من الناحية االجتماعية واألخالقية‪،‬‬
‫مركزين بذلك على المسؤولية االجتماعية للشركة في حماية حقوق األقلية أو صغار المستثمرين‪ ،‬وتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية العادلة‪ ،‬وحماية البيئة‪.‬‬
‫ويرجع السبب الثالث لغموض هذا المصطلح إلى أن هذا المفهوم مازال في طور التكوين‪ ،‬ومازالت كثير من‬
‫قواعده ومعاييره في مرحلة المراجعة والتطوير‪ .‬ومع ذلك هناك شبه اتفاق بين الباحثين والممارسين حول أهم‬
‫محدداته وكذلك معايير تقييمه‪.‬‬
‫إن مصطلح الحوكمة بأوسع معنى له يكون معنيا ً بتحقيق التوازن بين األهداف االقتصادية واألهداف‬
‫االجتماعية من جهة وأهداف الفرد وأهداف الجماعة من جهة أخرى‪.‬أى أن اإلطار العام للحوكمة موجود لكى‬
‫يشجع على االستخدام األكفأ والعادل للموارد ‪ ،‬ويعمل علي تفادى سوء استخدام السلطة وكذلك تفادي التحايل‬
‫على القواعد والنظم واللوائح ‪.‬ولذلك يمكن تلخيص أهم مباديء وركائز الحوكمة والتي بموجبها يمكن القضاء أو‬
‫علي األقل تقليل الي الحد األدني الفساد واالنحراف في كافة مناحي الحياة العامة والخاصة وهى([‪:)]13‬‬
‫أ‪ -‬وجود اطار عام للمناخ التشريعي والقوانين بالدولة تحمي حقوق جميع أفراد المجتمع مع تحديد المسئوليات‬
‫والواجبات ‪.‬‬
‫ب‪-‬العدالة والمعاملة المتكافئة والمتوازنة لجميع افراد المجتمع ‪.‬‬
‫ت‪-‬االفصاح والشفافية في كل ما يصدر عن المسئولين من بيانات و معلومات‪.‬‬
‫ث‪-‬المساءلة والمحاسبة وهو ما يعني أن يعقب االفصاح دائما محاسبة المسئولين بشفافية كاملة‪.‬‬
‫ج‪ -‬هذا بجانب أن يكون هناك سياسات واضحة وموثقة لكيفية تجنب تعارض المصالح وخطة لتتابع السلطة في‬
‫االدارات العليا التنفيذية ‪.‬‬
‫ونالحظ من هذه المبادئ ان الحوكمة تعالج عالقات القوة والمسؤولية بين أربع مجموعات كبيرة تحيط بإدارة‬
‫الشركة المساهمة‪ .‬المجموعات التي نتحدث عنها هي‪ :‬أصحاب العالقة ( المستفيدون‪ ،‬الدائنون‪ ،‬الحكومة‪،‬‬
‫المجتمع‪ ،‬الموظفون ‪ ، )..‬الجمعية العمومية ( المالك) ‪ ،‬مجلس اإلدارة واإلدارة العمومية أو التنفيذية‪ .‬وتقدم‬
‫الحوكمة اإلدارية كما ‪:‬كرنا اعاله مجموعة من اإلجراءات والترتيبات التي تحكم العالقات بين هذه المجموعات‬
‫لتكون عالقات إيجابية منتجة وليست مدعاة للتنافس السلبي وضياع مصلحة الشركة‪ .‬على سبيل المثال لو أبدعت‬
‫إحدى المجموعات ونجحت فى تحقيق غاياتها وسبقت المجموعات االخرى لم تتحقق الحوكمة اإلدارية الن‬
‫شرطها المصلحة الجماعية‪.‬كذلك لو نجحت المجموعات كل على حدة فكل سيبدع لتحقيق مصالحه الضيقة ولن‬
‫تتحقق المصلحة الكلية للشركة‪.‬‬
‫ومن االستعراض العام لهذه النصوص يتضح أن مفهوم الحوكمة يدور حول وضع الضوابط التى تضمن حسن‬
‫إدارة الشركات بما يحافظ على مصالح األطراف ذات الصلة بالشركة ويحد من التصرفات غير السليمة للمديرين‬
‫التنفيذيين فيها وتفعيل دور مجالس اإلدارة بها بعدما أظهرت الوقائع واألحداث حاالت عديدة من التالعب فى‬
‫اموال العديد من الشركات بواسطة اإلدارة أدت إلى إفالسها‪.‬‬
‫وهذا المعنى للحوكمة يتفق مع ماجاءت به الشريعة اإلسالمية من األصل وليس كحالة طارئة كما فى الحوكمة‪,‬‬
‫فالمال وملكيته يعتبر أحد المقومات الخمس التى يعتبر حفظها وحمايتها بتحقيق النفع منها ومنع الفساد عنها‪ ,‬أحد‬
‫المقاصد األساسية للشريعة اإلسالمية‪ ,‬ومن هنا وفى مجال الشركات ومايتعلق بها جاءت األحكام الشرعية‬
‫للشركات بجميع أنواعها وكذا عقد الوكالة لتنظيم عالقة اإلدارة بالشركة والمساهمين‪.‬‬
‫ويظهر الواقع المعاصر أهمية تطبيق مبادىء الحوكمة على مؤسسة الوقف لضمان النزاهة والشفافية وخاصة بعد‬
‫ما تعرض له الوقف من فساد وتهميش خالل سنوات عديدة من جهة‪،‬وبعد ظهور اتجاهات حديثة في تأسيس‬
‫األوقاف من جهة أخرى‪.‬‬
‫فالوقف يشبه منشآت األعمال من حيث إنه شكل تنظيمي لمجموعة من األموال في اإلنتاج تنفصل فيه اإلدارة عن‬
‫الملكية‪ ،‬كما أن إدارة أموال األوقاف ال يمكنها أن تتبع بمبادئ اقتصاديات السوق‪ ،‬وذلك النعدام الحافز الذاتي‬
‫الذي نجده في سلوك المنشأة اإلنتاجية في السوق وهو حافز الربح أو المنفعة‪ ،‬إذ إنه يقدم خدماته للمجتمع دون‬
‫النظر إلى الربح‪ ،‬أما على المستوى الجزئي أي وحدة الوقف الواحدة‪ ،‬فالبد من استثمارها وتعظيم اإليرادات‬
‫المتأتية منها ليتم توزيع المنافع على أكبر عدد من المستفيدين‪ ،‬وبالتالي فإن التحدي الذي نواجهه في اختيار شكل‬
‫إدارة األوقاف هو أن نوجد توازنًا مؤسسيًا يؤدي إلى ربط هدف اإلدارة بأهداف الوقف دون اإلخالل بمبدأ‬
‫الرقابة‪ ,‬أي أن إدارة الوقف أقرب ما تكون كإدارة المنشآت االقتصادية في القطاع الخاص واستبدال رقابة‬
‫الجمعية العمومية والمالكين بجهات رقابية تضم جهات حكومية أو شعبية‪ .‬والقطاع الوقفي يتكون من جزأين‬
‫هامين متكاملين ومترابطين‪ ،‬األول كلي وهو اإلدارة أو الهيئة أو المؤسسة التي تشرف وتدير وتستثمر أموال‬
‫الوقف على المستوى الوطني‪ ،‬وعادة ما تنشأ هذه المؤسسات بموجب قوانين وأنظمة تحدد سياساتها العامة‬
‫والمبادئ واألسس التي تسير عليها بما في ذلك األسس المحاسبية والرقابية‪ ،‬والتي تكون في األغلب تلك التي‬
‫تطبق على المؤسسات العامة‪ .‬أما الجزء الثاني وهو الوحدة الوقفية (الوقف) وعادة ما تحدد شروط الواقف أوجه‬
‫استثمارها وطريقة إدارتها والرقابة عليها وأوجه إنفاق إيراداتها‪ .‬وعندما نتحدث عن النظم المحاسبية والرقابية‬
‫للوقف فال بد أن نأخذ بعين االعتبار هذين المستويين من القطاع الوقفي‪ ،‬وعدم الخلط بينهما ألن مثل هذا الخلط قد‬
‫يؤدي إلى خطأ في تصميم النظم المحاسبية ومعالجة العمليات االقتصادية وأساليب الرقابة عليها‪.‬‬
‫ومع مالحظة أن هناك اتجاهان في تأسيس األوقاف في الوقت الحاضر‪ ،‬وذلك بالنظر إلى الهيكل التنظيمي‬
‫للوقف‪ ،‬هما‪)]14[(:‬‬
‫تأسيس أوقاف جماعية كبيرة بالنظر إلى القيمة السوقية ألصولها‪ ،‬وفق نموذج الشركات المساهمة تدار‬
‫على أسس تجارية‪ .‬ويتكون رأس المال من قسمين‪ :‬أحدهما وقفي‪ ،‬واآلخر استثماري‪ ،‬وذلك مثل بعض‬
‫‪.‬المشروعات الوقفية للهيئة العالمية للوقف المتفرعة عن البنك اإلسالمي للتنمية‬
‫تأسيس صناديق وقفية كبير بالنظر إلى القيمة السوقية ألصولها‪ ،‬تعتمد في رأسمالها على التبرعات‪2. ،‬‬
‫وعوائد استثمارها فقط‪ ،‬وتدار على أسس اقتصادية‪ .‬ومن أهم األمثلة في هذا االتجاه في الوقت‬
‫الحاضر‪،‬الصناديق الوقفية التي يتم إنشاؤها في عدد من دول الخليج العربي وفق أسلوب الشركات‬
‫‪.‬المساهمة‪ ،‬عن طريق طرح ما يسمى األسهم الوقفية‬
‫‪1.‬‬
‫فانه البد من توظيف مبادئ وأسس الحوكمة هذه في سبيل تحسين أداء المشاريع الوقفية لتحقق االهداف المناطة‬
‫بها حيث يتم التحكم في مشروع الوقف (الموقوف) من خالل ثالث جهات مهمة‪ :‬الواقف (المتبرع أو المتبرعون)‬
‫والناظر أو مجلس النظار وهو بمثابة مجلس اإلدارة في الشركات الحديثة والموقوف عليهم أو المستفيدون‪ .‬كذلك‬
‫يوجد مدير او مسؤول عن المشروع محل الوقف يعينها ويشرف عليها الناظر وذلك بمثابة اإلدارة التنفيذية فى‬
‫الشركات الحديثة كما لن نتجاوز وجود العديد من الهيئات والجهات الحكومية والنظامية التي يفترض أن تشرف‬
‫على مشاريع األوقاف على وجه العموم وهذه يتشابه دورها مع دور الهيئات والجهات المنظمة ألعمال الشركات‬
‫المساهمة‪ .‬وبطبيعة الحال انفرد الفكر الوقفي فى اإلسالم بوضع الكثير من التنظيمات والتشريعات والشروط‬
‫(شروط الوقف) كل ذلك فى سبيل تعزيز قيام مشروع الوقف واستمراريته وإدارته وتحقيق مبادئ العدالة‬
‫والشفافية واإلفصاح‪ .‬وبالنظر الى وجود عدد من المجموعات المحددة والمؤثرة فعال فى المشاريع الوقفية حيث‬
‫نجد مجموعات مثل المشروع الوقفي (الموقوف) والشخص المتبرع (الواقف) والمستفيدين (الموقوف عليهم)‬
‫والجهة المنظمة للوقف واإلدارة التنفيذية للمشروع الوقفي إلى آخره‪ .‬كل هذه المجموعات تحتاج ترتيب العالقات‬
‫فيما بينها وتفعيل المسائل المتعلقة بالرقابة والتحكم في المشروع الوقفي ( الحوكمة اإلدارية) وفق مبادئ وأسس‬
‫واضحة لالرتقاء باألداء فى جو عام من اإلفصاح والشفافية والمسؤولية تجاه جميع أصحاب العالقة‬
‫([‪)]15‬‬
‫بالمشروع‪.‬‬
‫ولقد أثبتت مؤشرات تصنيف حوكمة الشركات أنها وسيلة فعالة في الحث على إدخال تغييرات إيجابية داخل‬
‫الشركات في األسواق الناشئة‪،‬فتلك المؤشرات تقوم بمهمتين هامتين‪ :‬األولى‪ ،‬أنها توفر للشركات معلومات‬
‫تفصيلية حول آليات حوكمتها‪ ،‬وذلك بما تقدمه من تقييم وإشارة إلى ال َمواطن التي تستحق االهتمام وتحتاج إلى‬
‫معيارا دقيقًا ألداء الشركة مقارنةً بأقرانها‪ .‬ومن شأن ذلك تعزيز روح التنافسية بين‬
‫تحسين‪ .‬والثانية‪ ،‬أنها تقدم‬
‫ً‬
‫الشركات‪ ،‬والتي تشجع بدورها على إدخال اإلصالحات‪،‬سعيًا من الشركة للوصول إلى ترتيب أعلى‪ ،‬واعتراف‬
‫أوسع من منافسيها‪.‬كذلك توفر مؤشرات تصنيف الحوكمة معلومات أساسية للمستثمرين‪،‬يُمكن أن تُترجم إلى تكلفة‬
‫أقل لرأس المال بالنسبة للشركات‪ .‬إن مؤشرات تصنيف حوكمة الشركات تعتبر ‪-‬من أوجه عديدة‪ -‬محر ًكا إيجابيًا‬
‫يدفع لإلصالح ألنها تركز على مكافأة الممارسات الرشيدة بأكثر مما تركز على معاقبة الممارسات السيئة‪.‬‬
‫ب‪-‬اهمية ومبررات تطبيق مبادىء الحوكمة على مؤسسات األوقاف ‪:‬‬
‫إن مؤسسات األوقاف ترسي القيم الديمقراطية والعدل والمساءلة والمسئولية والشفافية فى المشاريع الوقفية‪،‬‬
‫وتضمن نزاهة المعامالت‪ .‬وتعزز سيادة القانون ضدالفساد؛ إذ تضع الحدود بين الحقوق الخاصة والمصالح‬
‫العامة وتمنع إساءة استخدام السلطة‪.‬وتقوم حوكمة الوقف على تحديد العالقة بين الواقفين والموقوف عليهم‪،‬‬
‫ومجالس اإلدارة‪،‬والمديرين وحملة األسهم وغيرهم‪،‬بما يؤدى إلى زيادة قيمة الوقف إلى أقصى درجة ممكنة على‬
‫المدى الطويل‪ .‬وذلك عن طريق تحسين أداء المشاريع الوقفية‪ ،‬وترشيد اتخاذ القرارات فيها‪ .‬ويتضمن ذلك إعداد‬
‫حوافز وإجراءات تخدم مصالح الموقوف عليهم‪ ،‬وتحترم فى نفس الوقت رغبات الواقفين ومصالح جميع‬
‫المتعاملين في ومع المشروع الوقفى‪.‬‬
‫وتتجسد أهمية حوكمة الوقف بما يأتي ‪:‬‬
‫‪ . 1‬محاربة الفساد المالي واإلداري وعدم السماح بوجوده اوعودته مره أخرى ‪.‬‬
‫‪ . 2‬تحقق ضمان النزاهة والحيادية واالستقامة لكافة المشاريع الوقفية‪.‬‬
‫‪ . 3‬تفادي وجود أخطاء عمديه أو انحراف متعمد كان أو غير متعمد ومنع استمراره أو العمل على تقليله إلى‬
‫أدنى قدر ممكن ‪ ،‬وذلك باستخدام النظم الرقابية المتطورة ‪.‬‬
‫‪ . 4‬تحقيق االستفادة القصوى من نظم المحاسبة والمراقبة الداخلية ‪ ،‬وتحقيق فاعلية اإلنفاق وربط اإلنفاق باإلنتاج‬
‫‪.‬‬
‫‪ . 5‬تحقيق قدر كاف من اإلفصاح والشفافية في الكشوفات المالية ‪.‬‬
‫‪ . 6‬ضمان أعلى قدر من الفاعلية لمراقبي الحسابات الخارجيين ‪ ،‬والتأكد من كونهم على درجة عالية من‬
‫االستقاللية وعدم خضوعهم ألية ضغوط من مجلس اإلدارة أو من المديرين التنفيذيين ‪.‬‬
‫أما على الصعيد االجتماعي فالحوكمة تهتم بتحقيق التوازن بين األهداف االقتصادية واالجتماعية ‪ .‬ويشجع إطار‬
‫حوكمة الوقف على االستخدام الكفء للموارد وضمان حق المساءلة عن السيطرة عليها ‪ ،‬ويهدف إلى ربط‬
‫مصالح األفراد والمشاريع الوقفية والمجتمع بشكل عام‪ ،‬إذ يرغب كل بلد أن تزدهر وتنمو مؤسسة الوقف ضمن‬
‫حدوده لتوفير فرص العمل و الخدمات الصحية ‪ ،‬واإلشباع للحاجات األخرى ‪ ،‬ليس لتحسين مستوى المعيشة‬
‫فحسب بل لتعزيز التماسك االجتماعي‪.‬‬
‫ويمكن أن يعتمد نظام حوكمة الوقف على مبادئ الحوكمة كما وضعتها منظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية(‪ )OECD‬السابق االشارة اليها ‪،‬والتى ال تتنافى في مجملها مع المبادئ التي تدعمها الشريعة اإلسالمية‬
‫والتي تشكل اإلطار التنظيمي لعمل البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‪،‬حيث تحقق هذه المبادئ اآلتي‪)]16[(:‬‬
‫‪ -1‬تعزيز مسؤولية إدارة المشاريع الوقفية عن تنفيذ المعامالت بكفاءة تحقق المتطلبات النظامية والشرعية‪.‬‬
‫‪ -2‬تعزيز ا الستقاللية و الموضوعية في إبداء الرأي الشرعي من جهات التدقيق الشرعي‪.‬‬
‫‪ -3‬تحقيق العدالة بين جميع األطراف‪ :‬اإلدارة‪،‬الواقفون ‪ ،‬الموقوف عليهم ‪،‬ذوو العالقة (العمالء الموظفون‬
‫‪،‬جهات التدقيق الخارجي)‪.‬‬
‫‪ -4‬تعزيز الفصل بين السلطات والوظائف المتعارضة لضمان آليات واضحة لتحمل المسؤولية والمساءلة‪.‬‬
‫‪ -5‬استكمال اإلطار المؤسسي الداعم لتطبيق األهداف األخرى‪ ،‬و يضم إنشاء المؤسسات و إصدار التشريعات‪.‬‬
‫‪ -6‬سيادة القانون‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال من خالل وجود تشريع حكومي يلزم باستكمال المؤسسات والتشريعات‬
‫وتطبيقها في واقع األعمال الوقفية‪.‬‬
‫إن من أهمية حوكمة الوقف هو دورها في زيادة كفاءة استخدام الموارد وتعظيم قيمة مؤسسة الوقف وتدعيم‬
‫قدرتها التنافسية باألسواق ‪ ،‬مما يساعدها علي التوسع والنمو ويجعلها قادرة على تحقيق أهداف الواقفين وتعظيم‬
‫منفعة الموقوف عليهم‪ .‬كما أن من المعايير الرئيسية لحوكمة مؤسسة الوقف هو تحقيق فاعلية وكفاءة األداء بها‬
‫وحماية أصولها‪.‬‬
‫وبذلك يرى الباحث أن االلتزام بتطبيق الجوانب الفكرية للحوكمة على مؤسسة الوقف سينعكس بشكل جيد‬
‫على أدائها بأبعاده التشغيلية والمالية والنقدية ‪ ،‬وكذلك على المقاييس المختلفة المستخدمة ‪ ،‬أي أن تطبيق الحوكمة‬
‫يساعد على إيجاد مفهوم ومقاييس شاملة ألداء مؤسسة الوقف مما يدعم من قدراتها على االستمرار والنمو ويحقق‬
‫مصالح الفئات المختلفة المتعاملة معها ‪ ،‬خاصة وأن مفهوم حوكمة مؤسسة الوقف يحمل في مضمونه بعدين‬
‫أساسيين هما ‪-:‬‬
‫األول‪ -:‬االلتزام بالمتطلبات القانونية واإلدارية وغيرها‪.‬‬
‫الثاني‪ -:‬األداء بما يحمله من استغالل للفرص المتاحة لالرتقاء بمؤسسة الوقف ككل ‪.‬‬
‫لو لم يكن للحوكمة من األهداف والمزايا التي تدعمها ‪ ،‬لما سعت معظم الوحدات االقتصادية بل والدول إلي‬
‫تطبيقها ووضعت التشريعات المختلفة الالزمة لها‪ .‬ولقد اختلفت المفاهيم المستخدمة للتعبير عن هذه األهداف‬
‫والمزايا منها المنافع أو الدوافع أو البواعث ولكنها جميعا ً تدخل ضمن األهداف والمزايا والتي يمكن التعبير عنها‬
‫في النقاط التالية ‪-:‬‬
‫‪ -1‬تحسين قدرة مؤسسة الوقف وزيادة قيمتها‪.‬‬
‫‪ -2‬فرض الرقابة الفعالة على أداء مؤسسة الوقف وتدعيم المساءلة المحاسبية بها‪.‬‬
‫‪ -3‬ضمان مراجعة األداء التشغيلي والمالي والنقدي لمؤسسة الوقف‪.‬‬
‫‪ -4‬تقويم أداء اإلدارة العليا وتعزيز المساءلة ورفع درجة الثقة فيها ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعميق ثقافة االلتزام بالقوانين والمبادئ والمعايير المتفق عليها ‪.‬‬
‫‪ -6‬تعظيم أرباح مؤسسة الوقف‪.‬‬
‫‪ -7‬زيادة ثقة الواقفين الحاليين والمرتقبين في مؤسسة الوقف‪.‬‬
‫‪ -8‬الحصول علي التمويل المناسب والتنبؤ بالمخاطر المتوقعة‪.‬‬
‫‪ – 9‬تحقيق العدالة والشفافية ومحاربة الفساد‪.‬‬
‫‪ -10‬مراعاة مصالح األطراف المختلفة وتفعيل التواصل معهم ‪.‬‬
‫وتمثل المقومات التالية الدعائم األساسية التي يجب توافرها حتى يمكن الحكم بتطبيق حوكمة الوقف ‪،‬وهي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬توفر القوانين واللوائح الخاصة بضبط األداء اإلداري لمؤسسة الوقف‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود لجان أساسية تابعة لمجلس اإلدارة لمتابعة أداء المشاريع الوقفية‪.‬‬
‫‪ -3‬وضوح السلطات والمسئوليات بالهيكل التنظيمي للمشاريع الوقفية‪.‬‬
‫‪ -4‬فعالية نظام التقارير وقدرته على تحقيق الشفافية وتوفير المعلومات ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعدد الجهات الرقابية على أداء المشاريع الوقفية‪.‬‬
‫في ضوء ما سبق يري الباحث ضرورة اإلشارة إلي النقاط التالية حول تطبيق الجوانب الفكرية للحوكمة على‬
‫مؤسسة الوقف‪-:‬‬
‫إن االلتزام بتطبيق هذه الجوانب في مؤسسة الوقف سيؤدي إلى تطوير أدائها والتغلب على مشاكلها‬
‫المختلفة وزيادة قدرتها التنافسية والتشغيلية والمالية واإلدارية وبالتالي االنعكاس اإليجابي على تحقيق‬
‫‪.‬أهدافها الدينية والدنيوية‬
‫يؤدى تطبيق مبادىء الحوكمة على مؤسسة الوقف الى سهولة الحصول على المعلومات وممارسة ‪2.‬‬
‫الرقابة على مختلف جوانب أداء مؤسسة الوقف وزيادة الثقة فيها وتحقيق العدالة والشفافية ومحاربة‬
‫‪.‬الفساد وتحقيق التواصل مع األطراف المختلفة ذات العالقة بمؤسسة الوقف‬
‫بالنظر إلى مفاهيم ومبادئ الحوكمة نجد انها تهدف الى تحقيق مصالح األفراد والمؤسسات ‪3.‬‬
‫‪.‬والمجتمعات‪ ،‬وهذا من األهداف التي وضعت من أجلها الشريعة اإلسالمية‬
‫إن تطبيق مبادىء الحوكمة على المشاريع الوقفية سوف يؤدي الى زيادة ثقة الواقفين الحاليين ‪4.‬‬
‫‪.‬والمرتقبين ومختلف المستخدمين لها‬
‫‪1.‬‬
‫ثالثا‪:‬النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫تؤدى حوكمة الوقف في النهاية تحقيق األهداف المرجوة منها من خالل زيادة الثقة في مؤسسة الوقف وتعميق‬
‫دور العمل الوقفى‪ ،‬وزيادة قدرته ورفع معدالت االستثمار فيه‪ ،‬تشجع الواقفون المرتقبون على الثقة في هذا‬
‫القطاع اوبالتالى ف الحصول على التمويل وتوليد األرباح‪ ،‬وأخيرا خلق فرص عمل‪.‬‬
‫النتائـج‪:‬‬
‫‪ -1‬إن تاريخ الوقف يرجع إلى فجر اإلسالم وقد د ّل على مشروعيته الكتاب والسنة واإلجماع وأن الوقف من‬
‫أفضل وجوه اإلنفاق‪ ،‬وأعمها فائدة وأدومها نفعا ً وأبقاها أثراً‪.‬‬
‫‪ -2‬تعاظم االهتمام بمفهوم وآليات الحوكمة في العديد من االقتصادات المتقدمة والناشئة‪ ،‬خاصة في أعقاب‬
‫االنهيارات المالية واألزمات االقتصادية‪ ،‬والتي جاءت كنتيجة مباشرة للقصور في آليات الشفافية والحوكمة‬
‫ببعض من المؤسسات المالية العالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬رغم تراجع دور الوقف إبان حقبة االستعمار إال أن اآلونة األخيرة شهدت توجها جادا لتفعيل دور الوقف في‬
‫المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -4‬أن نظام الوقف التقليدي ال يزال هو المعمول به في معظم الدول رغم ما طرأ على االقتصاد العالمي من‬
‫تغيرات وتطورات‪.‬‬
‫‪ -5‬تحتاج مؤسسة الوقف الى تطبيق مبادىء الحوكمة باعتبارها اإلطار الصحيح لتطوير أداء مؤسسة الوقف‬
‫في ربوع وطننا العربي وعالمنا اإلسالمي‪،‬خاصة مع ما تشهده األعمال الوقفية من تطور واكتسابها طابعًا‬
‫مؤسساتيًا‪ ،‬بعيدًا كل البعد عن العفوية واالرتجالية‪.‬‬
‫‪ - -6‬إن االلتزام بتطبيق الجوانب الفكرية للحوكمة على مؤسسة الوقف سينعكس بشكل جيد على أدائها بأبعاده‬
‫التشغيلية والمالية والنقدية ‪ ،‬وكذلك على المقاييس المختلفة المستخدمة ‪.‬‬
‫‪ - -7‬أن تطبيق الحوكمة يساعد على إيجاد مفهوم ومقاييس شاملة ألداء مؤسسة الوقف مما يدعم من قدراتها على‬
‫االستمرار والنمو ويحقق مصالح الفئات المختلفة المتعاملة معها‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة التزام نظار األوقاف بأعلى درجات اإلفصاح وأن يتم اإلبالغ عن األنشطة والبرامج والعمليات‬
‫واألداء االجتماعي والمالي بإصدار تقارير سنوية تشتمل على الحسابات الختامية المدققة للسنة المالية‪،‬حيث‬
‫تكتسب الشفافية والمكاشفة أهميتها في تحقيق الحوكمة الفعّالة في مؤسسة الوقف في كونها أداة لتقييم أداء‬
‫المؤسسة ومتولي شؤون الوقف‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل على استمرار وتنمية التأصيل للجوانب الفكرية لحوكمة مؤسسة الوقف وخاصة األهداف والخصائص‬
‫والمقومات والمحددات والمبادئ ‪ ،‬عالوة على شموليتها واحتوائها على جميع المفردات النظرية والتطبيقية‬
‫للحوكمة بصورة يمكن أن يطلق عليها "اإلطار المتكامل لحوكمة مؤسسة الوقف" ‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة مراجعة النظار والعاملين في كل عام واخضاع هذه المراجعة العتبارات مختلفة منها‪ :‬مدى االلتزام‬
‫بشروط الواقف وتطوير الخطط االجتماعية وخدمة المؤسسة واالنتماء إليها‪ ،‬إضافة إلى تطوير أساليب إدارة‬
‫األصول وتطوير أساليب تعبئة الموارد المالية‪ ،‬والمشاركة في الندوات ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية‬
‫والفتاوى الشرعية‪ ،‬وااللتزام بأخالقيات المهنة‪ .‬وعملية تقييم األداء تم ّكن من ضمان الجودة وتصحيح المسار‬
‫لتحقيق الرسالة وأهدافها‪.‬‬
‫‪ -4‬يتطلب تطبيق آليات الحوكمة نشر ثقافة الحوكمة في المجتمع ‪ ،‬وذلك من خالل وسائل اإلعالم ومنظمات‬
‫المجتمع المدني ‪ .‬فإذا ما أدرك المجتمع إن الحوكمة تمثل له خط الدفاع األول والحصن المنيع ضد أي فساد أو‬
‫إفساد يحاول أن يسلب المجتمع ثرواته وأمواله ومكاسبه ‪ ،‬فانه سوف يدعم تطبيقها وإرساء قواعدها والدفاع‬
‫عنها ‪ .‬وعليه يوصي الباحث باستحداث مركز يعنى بقضايا حوكمة مؤسسة الوقف ‪ ،‬ويتولى مهمة إعداد برامج‬
‫إعالمية وتدريبية لترسيخ ثقافة الحوكمة في العمل الوقفى‪.‬‬
‫‪ -5‬التزام المشاريع الوقفية بمبادئ الشفافية واإلفصاح ‪ ،‬وذلك من خالل قيامها بما يأتي ‪:‬‬
‫أ – يحدد كل مشروع األهداف التي يسعى إلى تحقيقها ‪ -‬االستراتيجية وقصيرة األجل ‪ -‬واإلفصاح عنها عبر‬
‫الوسائل التي تمكن الجمهور من االطالع عليها ‪ ،‬وان تقوم بنشر تقرير يتضمن مستوى تحقيق األهداف‬
‫الموضوعة لها ‪.‬‬
‫ب – نشر البيانات المالية بتقارير دورية‪ ،‬مطبوعة أو عن طريق النشر في مواقع الشبكة اإللكترونية‪ ،‬من‬
‫الشفافية المطلوبة لتحقيق الحوكمة الرشيدة‪ .‬وضرورة احتواء القوائم المالية وبيان المعامالت على معلومات‬
‫موثوقة ومفيدة عن المؤسسة الوقفية وأدائها المالي واإلداري‪.‬‬
‫المراجع‬
‫‪ -1‬ابراهيم محمود عبد الباقى‪،‬دور الوقف فى تنمية المجتمع المدنى‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬سلسلة الرسائل‬
‫الجامعية(‪،)3‬األمانه العامة لألوقاف‪،‬الكويت‪1427،‬هـ‪2006،‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن منظور ‪،‬لسان العرب ‪،‬طبعة دار المعارف ‪.‬‬
‫‪ -3‬أحمد أبوزيد‪ ،‬نظام الوقف اإلسالمي تطوير أساليب العمل و تحليل نتائج بعض الدراسات الحديثة ‪،‬متاح‬
‫فى‪http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/Wakf/wakf.htm:‬‬
‫‪ -4‬المرسي السيد حجازي ‪،‬دور الوقف في تحقيق التكافل االجتماعي في البيئة‬
‫اإلسالمية‪،‬مجلة جامعة الملك عبدالعزيز لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مجلد(‪، )19‬العدد(‪2006.، )2‬‬
‫‪ -5‬حمدي عبد العظيم ‪،‬النتائج المترتبة على تهميش الوقف اإلسالمي‪،‬بحث مقدم إلى المؤتمر الثالث لألوقاف‬
‫بالمملكة العربية السعودية‪:‬الوقف اإلسالمي "اقتصاد‪ ،‬وإدارة‪ ،‬وبناء حضارة"‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪ ١٤٣٠‬ه ‪-‬‬
‫‪ ٢٠٠٩‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬زيدان محمد‪ ،‬دور الوقف في تحقيق التكافل االجتماعي باإلشارة إلى حالة الجزائر‪ ،‬بحث مقدم إلى المؤتمر‬
‫الثالث لألوقاف بعنوان‪ :‬الوقف اإلسالمي "اقتصاد‪ ،‬وإدارة‪ ،‬وبناء حضارة" ‪،‬الجامعة االسالمية‪،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ 1430 ،‬هـ‪ 2009،‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬سلوى بنت محمد المحمادي‪ ،‬دور الوقف في تحقيق التكافل االجتماعي ‪ ،‬بحث مقدم إلى المؤتمر الثالث‬
‫لألوقاف بعنوان‪ :‬الوقف اإلسالمي "اقتصاد‪ ،‬وإدارة‪ ،‬وبناء حضارة" ‪،‬الجامعة االسالمية‪،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ 1430 ،‬هـ‪ 2009،‬م‬
‫‪ -8‬طارق عبد هللا ‪،‬آفاق مستقبل الوقف في تونس ‪ ،‬مقدم إلى ندوة الوقف في تونس‪:‬الواقع وبناء المستقبل‪-28،‬‬
‫‪ 29‬فبراير ‪ 2012‬الجمهورية التونسية‪.‬‬
‫‪ -9‬عبدالباري مشعل‪،‬تحديات ومعوقات حوكمة المؤسسات المالية اإلسالمية ‪،‬هيئة المحاسبة والمراجعة‬
‫للمؤسسات المالية اإلسالمية‪،‬المؤتمر التاسع للهيئات الشرعية‪ 27-26،‬مايو ‪ 2010‬م ‪.‬‬
‫‪-10‬‬
‫العربية‪2007.،‬‬
‫عدنان بن حيدر بن درويش‪،‬حوكمة الشركات ودور مجلس اإلدارة‪،‬إتحاد المصارف‬
‫فؤاد عبدهللا العمر‪،‬دراسة حول نموذج المؤسسة المعاصرة للوقف‪ :‬اإلدارة واالستثمار‪،‬مقدم‬
‫‪-11‬‬
‫إلى ندوة الوقف في تونس‪:‬الواقع وبناء المستقبل‪ 29-28،‬فبراير ‪ 2012‬الجمهورية التونسية‪.‬‬
‫مجلة أوقاف جامعة الملك سعود ‪،‬حوكمة األوقاف بين النظرية والتطبيق‪،‬مجلة أوقاف‬
‫‪-12‬‬
‫جامعة الملك سعود‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬السعودية ‪،‬صفر ‪ 1430‬ه ‪ -‬فبراير ‪ 2009‬م‪.‬‬
‫‪-13‬‬
‫‪1959.،‬‬
‫محمد أبو زهرة‪،‬محاضرات فى الوقف‪،‬معهد الدراسات العربية العالية‪،‬جامعة الدول العربية‬
‫محمد أحمد إبراهيم خليل ‪،‬دور حوكمة الشركات في تحقيق جودة المعلومات المحاسبية‬
‫‪-14‬‬
‫وانعكاساتها علي سوق األوراق المالية ‪ -‬دراسة نظرية تطبيقية ‪،‬المؤتمر األول لحوكمة الشركات‪،‬جامعة الملك‬
‫خالد‪،‬السعودية‪2008.،‬‬
‫محمد حسن يوسف ‪،‬محددات الحوكمة ومعاييرها مع إشارة خاصة لنمط تطبيقها في مصر‪،‬‬
‫‪-15‬‬
‫بنك االستثمار القومي‪،‬مصر‪ ،‬يونيه ‪2007.‬‬
‫محمد سعدو الجرف‪،‬إدارة األوقاف على أسس اقتصادية مع اإلشارة إلى دمج األوقاف‬
‫‪-16‬‬
‫الصغيرة(شركة مكة لإلنشاء والتعمير نموذ ًجا)‪ ،‬جامعة أم القرى‪ .‬متاح‬
‫في‪www.kantakji.com/fiqh/Files/Wakf/210124.pdf:‬‬
‫محمد سعيد المولوي‪ ،‬الوقف درة التكافل االجتماعي‪ ،‬مجلة أوقاف جامعة الملك سعود‪،‬‬
‫‪-17‬‬
‫جامعة الملك سعود ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬السعودية ‪،‬صفر ‪ 1430‬ه ‪ -‬فبراير ‪ 2009‬م‪.‬‬
‫محمد طارق يوسف‪،‬مجموعة مقاالت الحوكمة أو الثورة ‪:‬الجزء األول ‪ .‬ص ‪ 3‬متاح‬
‫‪-18‬‬
‫في‪:‬‬
‫_‪http://www.gtegypt.org/Domains/gt/Assets/publications/Revolution_and_Corporate‬‬
‫‪Governance_Arabic.pdf‬‬
‫محمد عبد الحليم عمر‪،‬حوكمة الشركات «تعريف مع إطالله إسالمية»‪،‬ورقة عمل أساسية‪،‬‬
‫‪-19‬‬
‫الحلقة النقاشية الثالثة والثالثون ‪،‬مركز صالح عبد هللا كامل لالقتصاد اإلسالمي‪،‬جامعة األزهر‪،‬السبت ‪ 14‬ربيع‬
‫األول ‪1426‬هـ الموافق ‪ 23‬أبريل ‪2005‬م‪.‬‬
‫مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬حوكمة الشركات في القرن الحادي‬
‫‪-20‬‬
‫والعشرين‪،‬واشنطن‪2003.،‬‬
‫نصر محمد عارف‪،‬الوقف واآلخر‪:‬جدلية العطاء واالحتواء واإللغاء‪،‬مجلة أوقاف‬
‫‪-21‬‬
‫‪،‬العدد(‪،)٩‬األمانة العامة لألوقاف‪ ،‬الكويت‪ ،‬شوال ‪ ١٤٢٦‬ه‪ -‬نوفمبر ‪. ٢٠٠٥‬‬
‫وهبة الزحيلى‪،‬األموال التى يصح وقفها وكيفية صرفها‪ ،‬ندوة الوقف الخيرى ‪،‬هيئة أبو ظبى‬
‫‪-22‬‬
‫الخيرية‪،‬االمارات العربية المتحدة‪1995/3/31-30 ، ،‬‬
‫‪23‬‬‫‪International Finance Corporation(IFC), Corporate Governance, 2010,p4.‬‬
‫‪available at‬‬
‫‪http://www.ifc.org/ifcext/corporategovernance.nsf/AttachmentsByTitle/CGTerms/$FI‬‬
‫‪LE/CGTerms.pdf‬‬
‫‪OECD, OECD Principles of Corporate Governance, 2004.‬‬
‫‪24-‬‬
‫‪25‬‬‫‪Stijn Claessens,Corporate Governance and Development,The World‬‬
‫‪Bank,2003, P14. Available‬‬
‫‪at: http://www.ifc.org/ifcext/cgf.nsf/AttachmentsByTitle/Focus_1_CG_and_Develop‬‬
‫‪ment/$FILE/Focus_1_Corp_Governance_and_Development.pdf‬‬
‫([‪ )]1‬نصر محمد عارف‪،‬الوقف واآلخر‪:‬جدلية العطاء واالحتواء واإللغاء‪،‬مجلة أوقاف ‪،‬العدد(‪،)٩‬األمانة العامة‬
‫لألوقاف‪ ،‬الكويت‪ ،‬شوال ‪ ١٤٢٦‬ه‪ -‬نوفمبر ‪، ٢٠٠٥‬ص ص ‪27-26‬‬
‫([‪ )]2‬طارق عبد هللا ‪،‬آفاق مستقبل الوقف في تونس ‪ ،‬مقدم إلى ندوة الوقف في تونس‪:‬الواقع وبناء المستقبل‪-28،‬‬
‫‪ 29‬فبراير ‪ 2012‬الجمهورية التونسية‬
‫([‪ )]3‬حمدي عبد العظيم ‪،‬النتائج المترتبة على تهميش الوقف اإلسالمي‪،‬بحث مقدم إلى المؤتمر الثالث لألوقاف‬
‫بالمملكة العربية السعودية‪:‬الوقف اإلسالمي "اقتصاد‪ ،‬وإدارة‪ ،‬وبناء حضارة"‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪ ١٤٣٠‬ه ‪-‬‬
‫‪ ٢٠٠٩‬م‪،‬ص ص ‪259-255‬‬
‫([‪ )]4‬حمدي عبد العظيم ‪،‬النتائج المترتبة على تهميش الوقف اإلسالمي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪288-266‬‬
‫([‪ )]5‬فؤاد عبدهللا العمر‪،‬دراسة حول نموذج المؤسسة المعاصرة للوقف‪،‬مرجع سابق ص ‪،4‬ص ‪7‬‬
‫([‪ )]6‬محمد أحمد إبراهيم خليل ‪،‬دور حوكمة الشركات في تحقيق جودة المعلومات المحاسبية وانعكاساتها علي‬
‫سوق األوراق المالية ‪ -‬دراسة نظرية تطبيقية ‪،‬المؤتمر األول لحوكمة الشركات‪،‬جامعة الملك‬
‫خالد‪،‬السعودية‪2008،‬‬
‫([‪ )]7‬الشك انه هناك العديد من المصطلحات في اللغة االنكليزية نجد لها معنى واضحا ومتفقا عليه إلى حد‬
‫اإلجماع في اللغة العربية ‪ .‬ولكن في مقابل ذلك هناك العديد من المفاهيم التي ال توجد لها ترجمة حرفية في اللغة‬
‫العربية ‪ ،‬تعكس ذات المعنى والدالالت التي تعكسها اللغة االنكليزية ‪ ،‬وان احد األمثلة الحية على هذه المفاهيم هو‬
‫مصطلح ‪ . Governance‬وعلى المستوى المحلي واإلقليمي لم يتم التوصل إلى مرادف متفق عليه في اللغة‬
‫العربية لهذا المصطلح ‪ ،‬هناك عدد من المقترحات المطروحة‪ :‬حكم– حكمانية– حاكمية – حوكمة– باإلضافة إلى‬
‫عدد من البدائل األخرى‪ ،‬مثل‪ :‬أسلوب ممارسة سلطة اإلدارة ‪ ،‬أسلوب اإلدارة المثلى‪ ،‬القواعد الحاكمة ‪ ،‬اإلدارة‬
‫النزيهة‪ ،‬وغيرها‪ .‬وفى هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى إن هناك مؤيدون لالختيار األول وفقا ً لما ورد من تفسير‬
‫مركز المشكاة؛ ولكن من ناحية أخرى تتفق عدد من اآلراء على استبعاد "حكم " (لما للكلمة من داللة إن‬
‫الشركات هى الحاكمة أو الفاعلة‪ ،‬مما قد ال يعكس المعنى المقصود)‪ .‬كما يتم استبعاد "حكمانية" لما يرتبط فى‬
‫بنائها اللغوى من آنية أو تشابه وتماثل؛وهو ما يضيع المعنى المقصود‪ .‬وكذلك يتم استبعاد "حاكمية" لما قد يحدثه‬
‫استخدامها من خلط مع إحدى النظريات اإلسالمية المسماة "نظرية الحاكمية" والتى تتطرق للحكم والسلطة‬
‫السياسية للدولة‪ .‬كما رؤى استبعاد البدائل المطروحة األخرى ألنها تبتعد عن جذر الكلمة (ح ك م) فيما يقابل‬
‫‪ Governance‬باللغة اإلنجليزية‪ .‬ومن ثم فإن "حوكمة الشركات" على وزن (فوعلة) تكون األقرب إلى مفهوم‬
‫المصطلح باللغة اإلنجليزية حيث تنطوى على معانى الحكم والرقابة من خالل جهة رقابة داخلية ( ‪Governing‬‬
‫‪ )Body‬أو هيئة رقابة خارجية (‪ ،)Regulatory Body‬كما إنها تحافظ على "جذر" الكلمة المتمثل فى (ح ك‬
‫م)‪ ،‬حيث ال يمكن استبعاده إذا أردنا التوصل إلى مرادف للمصطلح‪ .‬وتجدر اإلشارة إن هذا المصطلح قد تم‬
‫اقتراحه من قبل األمين العام لمجمع اللغة العربية وقد استحسنه عدد من متخصصى اللغة العربية ومنهم من‬
‫مركز دراسات اللغة العربية بالجامعة األمريكية بالقاهرة‪ .‬راجع‪ :‬نرمين أبو العطا ‪ ،‬حوكمة الشركات سبيل التقدم‬
‫مع إلقاء الضوء على التجربة المصرية ‪ ،‬مركز المشروعات الدولية الخاصة ‪،‬يناير ‪2003‬م‪،‬ص ‪. 9‬ولذا فضل‬
‫الباحث استخدام "حوكمة الوقف" تماشيا مع مصطلح حوكمة الشركات كمرادف لمفهوم ‪Corporate‬‬
‫‪Governance‬‬
‫([‪ )]8‬ابن منظور ‪،‬لسان العرب ‪،‬طبعة دار المعارف ‪،‬ص ‪953‬‬
‫([‪ )]9‬محمد عبد الحليم عمر‪،‬حوكمة الشركات «تعريف مع إطالله إسالمية»‪،‬ورقة عمل أساسية‪ ،‬الحلقة النقاشية‬
‫الثالثة والثالثون ‪،‬مركز صالح عبد هللا كامل لالقتصاد اإلسالمي‪،‬جامعة األزهر‪،‬السبت ‪ 14‬ربيع األول ‪1426‬هـ‬
‫الموافق ‪ 23‬أبريل ‪2005‬م‪،‬ص‪2‬‬
‫([‪ )]10‬للتفاصيل راجع‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫محمد عبد الحليم عمر‪،‬حوكمة الشركات «تعريف مع إطالله إسالمية»‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪3-2‬‬
‫محمد حسن يوسف ‪،‬محددات الحوكمة ومعاييرها مع إشارة خاصة لنمط تطبيقها في مصر‪ ،‬بنك‬
‫‬‫االستثمار القومي‪،‬مصر‪ ،‬يونيه ‪،2007‬ص‪4‬‬
‫عدنان بن حيدر بن درويش‪،‬حوكمة الشركات ودور مجلس اإلدارة‪،‬إتحاد المصارف العربية‪،2007،‬ص‬
‫‬‫ص ‪15-11‬‬
‫‪-‬‬
‫مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬حوكمة الشركات في القرن الحادي والعشرين‪،‬واشنطن‪2003،‬‬
‫‪http://www.hawkama.net/chapter.asp?id=1‬‬
‫‬‫‪([10]) International Finance Corporation(IFC), Corporate Governance,‬‬
‫‪2010,p4. available at :‬‬
‫‪http://www.ifc.org/ifcext/corporategovernance.nsf/AttachmentsByTitle/CGTerms/$FI‬‬
‫‪LE/CGTerms.pdf‬‬
‫‬‫‬‫‪([11])Stijn Claessens ,Corporate Governance and Development,The World‬‬
‫‪Bank,2003, P14. available at‬‬
‫‪: http://www.ifc.org/ifcext/cgf.nsf/AttachmentsByTitle/Focus_1_CG_and_Developme‬‬
‫‪nt/$FILE/Focus_1_Corp_Governance_and_Development.pdf‬‬
‫([‪ )]12‬محمد حسن يوسف ‪،‬محددات الحوكمة ومعاييرها مع إشارة خاصة لنمط تطبيقها في مصر‪ ،‬بنك‬
‫االستثمار القومي‪،‬مصر‪ ،‬يونيه ‪2007‬‬
‫([‪ )]13‬محمد طارق يوسف‪،‬مجموعة مقاالت الحوكمة أو الثورة ‪:‬الجزء األول ‪ .‬ص ‪ 3‬متاح‬
‫في‪:‬‬
‫_‪http://www.gtegypt.org/Domains/gt/Assets/publications/Revolution_and_Corporate‬‬
‫‪Governance_Arabic.pdf‬‬
‫([‪ )]14‬محمد سعدو الجرف‪،‬إدارة األوقاف على أسس اقتصادية مع اإلشارة إلى دمج األوقاف الصغيرة(شركة‬
‫مكة لإلنشاء والتعمير نموذ ًجا)‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬ص ‪ . 10‬متاح‬
‫في‪www.kantakji.com/fiqh/Files/Wakf/210124.pdf:‬‬
‫([‪ )]15‬حوكمة األوقاف بين النظرية والتطبيق‪،‬مجلة أوقاف جامعة الملك سعود‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪ ،‬العدد‬
‫األول ‪ ،‬السعودية ‪،‬صفر ‪ 1430‬ه ‪ -‬فبراير ‪ 2009‬م‪،‬ص ص‪25-24‬‬
‫([‪ )]16‬عبدالباري مشعل‪،‬تحديات ومعوقات حوكمة المؤسسات المالية اإلسالمية ‪،‬هيئة المحاسبة‬
‫والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪،‬المؤتمر التاسع للهيئات الشرعية‪ 27-26،‬مايو ‪ 2010‬م‬
‫‪،‬ص‪2‬‬
Download