ﺛﲈﲏ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﻴﱰ ﺳﻮاﻧﺴﻮن ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﻮرﻫﺎن ﻛﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻤﺎرة ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻫﺒﺔ ﻋﺒﺪ املﻮﱃ أﺣﻤﺪ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ Eight Perfect Murders ﺑﻴﱰ ﺳﻮاﻧﺴﻮن Peter Swanson اﻟﻨﺎﴍ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي املﺸﻬﺮة ﺑﺮﻗﻢ ١٠٥٨٥٩٧٠ﺑﺘﺎرﻳﺦ ٢٠١٧ / ١ / ٢٦ ﻳﻮرك ﻫﺎوس ،ﺷﻴﻴﺖ ﺳﱰﻳﺖ ،وﻧﺪﺳﻮر ،SL4 1DD ،املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﺗﻠﻴﻔﻮن+ ٤٤ (٠) ١٧٥٣ ٨٣٢٥٢٢ : اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲhindawi@hindawi.org : املﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲhttps://www.hindawi.org : ﱠ إن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻏري ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ آراء املﺆﻟﻒ وأﻓﻜﺎره ،وإﻧﻤﺎ ﱢ ﻳﻌﱪ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ آراء ﻣﺆﻟﻔﻪ. ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻐﻼف :وﻻء اﻟﺸﺎﻫﺪ اﻟﱰﻗﻴﻢ اﻟﺪوﱄ٩٧٨ ١ ٥٢٧٣ ٣٢٧٨ ٢ : ﺻﺪر اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺻﲇ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﺎم .٢٠٢٠ ﺻﺪرت ﻫﺬه اﻟﱰﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻋﺎم .٢٠٢٣ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﴩ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب وﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻐﻼف ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ملﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي. ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﴩ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﱰﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻨﺺ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ملﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي. ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﴩ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻨﺺ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺻﲇ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﺴﻮﺑﻞ وﻳﱪ أﺳﻮﺷﻴﺘﺲ ،إﻧﻚ. Copyright © 2020 by Peter Swanson. اﳌﺤﺘﻮﻳﺎت إﻫﺪاء ﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﺗﻨﻮﻳﻪ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﴍ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﴩ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﴩ 7 9 11 13 21 29 37 43 53 61 69 77 83 91 99 105 111 121 131 141 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ 149 157 165 173 179 187 193 201 211 217 221 229 233 239 243 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﴩون اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﻼﺛﻮن اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي واﻟﺜﻼﺛﻮن اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﻼﺛﻮن 6 إﻫﺪاء إﱃ املﻠﻮكِ واملﻠِﻜﺎت واﻷﻣﺮاء ً أﻳﻀﺎ: ﺑﺮاﻳﻦ ،وﺟني ،وأدﻳ َﻠﻴﺪ ،وﻣﺎﻛﺴني ،وأوﻟﻴﻔﺮ ،وﺟﻮﻟﻴﻮس. ﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ أﺗﻘﺪﱠم ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ واﻻﻣﺘﻨﺎن إﱃ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ أﻧﻴﺰ ﺑﻮك ﺳﻮاب ،داﻧﻴﻴﻞ ﺑﺎرﺗﻠﻴﺖ ،ﺟﻴﻤﺲ إم ﻛﺎﻳﻦ ،أﻧﺠﻮس ﻛﺎرﺟﻴﻞ ،أﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ ،أﻧﺘﻮﻧﻲ ﺑريﻛﲇ ﻛﻮﻛﺲ ،ﻛﺎﺳﺒﻴﺎن دﻳﻨﻴﺲ ،ﺑﻴﺎﻧﻜﺎ ﻓﻠﻮرﻳﺲ ،ﺟﻮﻳﻞ ﺟﻮﺗﻠﺮ ،ﻛﺎﻳﺘﻠني ﻫﺎري ،ﺳﺎرة ﻫﻨﺮي ،دﻳﻔﻴﺪ ﻫﺎﻳﻔﻴﻞ ،ﺑﺎﺗﺮﻳﺸﻴﺎ ﻫﺎﻳﺴﻤﻴﺚ، ﺗﻴﺴﺎ ﺟﻴﻤﺲ ،ﺑﻴﻞ ﻧﻮت ،إﻳﺮا ﻟﻴﻔني ،ﺟﻮن دي ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ ،إﻳﻪ إﻳﻪ ﻣﻴﻠﻦ ،ﻛﺮﻳﺴﺘني ﺑﻴﻨﻲ، ﺻﻮﰲ ﺑﻮرﺗﺎس ،ﻧﺎت ﺳﻮﺑﻞ ،ﻓريﺟﻴﻨﻴﺎ ﺳﺘﺎﻧﲇ ،دوﻧﺎ ﺗﺎرت ،ﺳﺎﻧﺪي ﻓﻴﻮﻟﻴﺖ ،ﺟﻮدﻳﺚ وﻳﱪ، أدﻳﺎ راﻳﺖ ،وﺗﺸﺎرﻟني ﺳﻮﻳﺮ. ﺗﻨﻮﻳﻪ َ أن ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﲆ ْ ﺗﻨﻮﻳﻪ :رﻏﻢ ﱠ ﺣﻘﻴﻘﻲ إﱃ ﺣَ ﱟﺪ ﻛﺒري؛ ﻓﻘﺪ أ َ ُ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺑﻌﺾ ﻋﺪت وﺷﻚ ﻗﺮاءﺗﻪ ﱞ وﻋﻲ ﺗﻐﻴري ﺑﻌﺾ اﻷﺳﻤﺎء ﱢ واﻟﺴﻤﺎت املﻤﻴﱢﺰة ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻷﺣﺪاث واملﺤﺎدﺛﺎت ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮة .ﻛﻤﺎ ُر َ اﻷﺑﺮﻳﺎء. اﻟﻔﺼﻞ اﻷول وﺳ ِﻤ ُ ِ ُﻓﺘِﺢ اﻟﺒﺎبُ اﻷﻣﺎﻣﻲَ ، ﺧﻄﻮات ﻋﻤﻴﻠﺔ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ﻓﻮق ِﻣﻤﺴﺤﺔ ﻌﺖ وﻗ َﻊ اﻷﻗﺪام .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻠﻮج ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ اﻵن ،واﻧﺪﻓ َﻊ اﻟﻬﻮاءُ إﱃ املﺘﺠﺮ ً ﺛﻘﻴﻼ وﻣُﻔﻌَ ﻤً ﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ. ﻣﻨﻐﻠﻘﺎ وراءَ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﺨﺎرج ﻋﻨﺪﻣﺎ َ ً ارﺗ ﱠﺪ اﻟﺒﺎبُ ﻫﺎﺗﻔﺘﻨﻲ؛ ﻓﻠﻢ ﺗ َﻜﺪ ﺗﻤﴤ ُ ُ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻨﺬ أن واﻓﻘﺖ ﻋﲆ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ. ُ ﻗﺮرت أن أﻓﺘﺢَ املﺘﺠﺮ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. ﻛﺎن املﺘﺠ ُﺮ ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻋَ ﺪاي .ﻻ أﻋﻠ ُﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ِﻟ َﻢ ﱠ ٍ املﺘﻮﻗﻊ ﻫﺒﻮبُ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺛﻠﺠﻴﺔ ﻳﺰﻳﺪ ارﺗﻔﺎع اﻟﺜﻠﻮج ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﺪَﻣَ ني ،ﺗﺒﺪأ ﰲ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺎح وﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪارس ﺑﻮﺳﻄﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻗﺪ أﻋﻠﻨَﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﻧﻬﺎ ﺳﺘُﻐﻠِﻖ أﺑﻮاﺑﻬﺎ ﻣﺒﻜ ًﺮا ،وأ َ ْ ﻟﻐﺖ ﺟﻤﻴ َﻊ اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﻟﻠﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ َ ُ ُ ﻳﺤﴬا — إﻳﻤﻴﲇ ﰲ املﻨﺎوَﺑﺔ اﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ وﺑﺪاﻳﺔ ﺑﺎملﻮﻇﻔني اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎن ﻣﻦ املﻘ ﱠﺮر أن اﺗﺼﻠﺖ ُ وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﻤﺎ اﻟﺒﻘﺎءَ ﰲ املﻨﺰل اﻟﻈﻬرية ،وﺑﺮاﻧﺪون ﰲ ﻣﻨﺎوﺑ ِﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬرية وﺣﺘﻰ املﺴﺎء — ُ وﻋﺪ َم املﺠﻲء .ﺳﺠﱠ ُ ﻠﺖ اﻟﺪﺧﻮل ﻋﲆ ﺣﺴﺎب »ﺗﻮﻳﱰ« اﻟﺨﺎص ﺑﻤﺘﺠﺮ »أوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﻟﺒﻴﻊ وﻛﻨﺖ ﻋﲆ ْ وﺷﻚ إرﺳﺎل ﺗﻐﺮﻳﺪ ٍة ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺳﻨﻐﻠﻖ أﺑﻮاﺑﻨﺎ َ ﻃﻮال وﻗﺖ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،ﱠ ُ ﻟﻜﻦ اﻟﻜﺘﺐ َ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ أوﻗﻔﻨﻲ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﻜﺮة ﻫﻲ ﻗﻀﺎﺋﻲ اﻟﻴﻮ َم ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ وﺣﻴﺪًا ﰲ ﻣﺴﻜﻨﻲ .وإﱃ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ ،ﻓﺄﻧﺎ أﻗ ُ ﻄﻦ ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻴﻞ ﻣﻦ املﺘﺠﺮ. َ ُ ﺑﻌﺾ ﻗﺮرت اﻟﺬﻫﺎب؛ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺳﺄﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﻀﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻊ ﻧريو ،أرﺗﱢﺐ َ اﻟﺮﻓﻮف ،ورﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ أﺟﻤﻊ ﺑﻌﺾ ﻃﻠﺒﺎت اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ْ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ. ُ ﻓﺘﺤﺖ اﻷﺑﻮابَ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ املﻄ ﱠﻠﺔ واﺟﻬﺘﻨﻲ ﺳﻤﺎءٌ ﺑﻠﻮن اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ ﻣُﻨﺬِرة ﺑﺎﻟﺜﻠﻮج ﻋﻨﺪﻣﺎ ٍ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺰدﺣﻤﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻋﲆ ﺷﺎرع ﺑﺎري ﰲ ﺑﻴﻜﻮن ﻫﻴﻞ .ﻻ ﻳﻘﻊ ﻣﺘﺠﺮ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﰲ ٌ ﱢ رواﻳﺎت ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ،ﺟﺪﻳﺪة وﻣُﺴﺘﻌﻤَ ﻠﺔ ،وﻣﻌﻈﻢ زﺑﺎﺋﻨﻨﺎ ﻳﺴﻌﻮن ﻣﺘﺨﺼﺺ؛ ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﻣﺘﺠ ُﺮ ﻛﺘﺐ ٍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ْ ﻋﱪ ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ﻣﺒﺎﴍ ًة .ﻓﻔﻲ ﻳﻮم ﺧﻤﻴﺲ ﻋﺎدي ﻣﻦ ﺷﻬﺮ إﻟﻴﻨﺎ أو ﻳﻄﻠﺒﻮن ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﱪاﻳﺮ ،ﻣﺎ ُ ﻛﻨﺖ ﻷُﻓﺎﺟَ ﺄ إذا ﻛﺎن إﺟﻤﺎﱄ ﱡ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺑﺼﻌﻮﺑ ٍﺔ ﻋﺪدًا ﻣﻦ رﻗﻤَ ني ،ﻣﺎ ﻟﻢ َث ﻣﺨ ﱠ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺣﺪ ٌ ﻄﻂ ﻟﻪ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻛﺎن ﻫﻨﺎك داﺋﻤً ﺎ ﻋﻤ ٌﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ. وﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻧريو ،ﻗِ ﱡ أﺳﺘﻄﻊ ً ِ أﻳﻀﺎ ﺗﺬ ﱡﻛﺮ ﻂ املﺘﺠﺮ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻜﺮه ﻗﻀﺎءَ اﻟﻴﻮم وﺣﻴﺪًا .وﻟﻢ ﻣﺎ إذا ُ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أﻃﻌﻤﺘُﻪ ﻃﻌﺎﻣً ﺎ إﺿﺎﻓﻴٍّﺎ ﻟﻴﻠﺔ أﻣﺲ .واﺗﻀﺢَ أﻧﻨﻲ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ؛ ﻷﻧﻪ ُ ﺟﺎءَ ﻣﴪﻋً ﺎ ْ دﻟﻔﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ .ﻛﺎن ﻋﱪ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﱄ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﻌﺮوف اﻟﻌُ ﻤﺮ ،ﻛﺎن ﻣﺜﺎﻟﻴٍّﺎ ﻟﻠﻤﺘﺠﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﺳﺘﻌﺪاده )ﺗﻮﻗﻪٍّ ، ﻗ ٍّ ِ ﺣﻘﺎ( ﻟﺘﺤﻤﱡ ﻞ ﻄﺎ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻴٍّﺎ ﻏريَ ُ ُ ُ أﻋﺪدت ﻟﻨﻔﴘ ﻗﺪَﺣً ﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻬﻮة. وأﻃﻌﻤﺖ ﻧريو ،ﺛﻢ أﺷﻌﻠﺖ أﺿﻮاءَ املﺘﺠﺮ، ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻐﺮﺑﺎء. َ ْ دﺧﻠﺖ ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ ﻟﻮم ،وﻫﻲ َزﺑﻮﻧﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ. ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﴩة، ﺳﺄﻟﺘﻨﻲِ » :ﻟ َﻢ ﻓﺘﺤﺖ املﺘﺠ َﺮ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻄﻘﺲ اﻟﺴﻴﱢﺊ؟« ﻓﺮد ُ َدت ﺑﺪوريِ » :ﻟ َﻢ ِ أﻧﺖ ﺑﺎﻟﺨﺎرج؟« ْ ٍ ٍ ﺑﻘﺎﻟﺔ ﻛﺒري ﰲ ﺷﺎرع ﺗﺸﺎرﻟﺰ .وﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺑﻘﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﺠﺮ رﻓﻌﺖ ﺣﻘﻴﺒﺘَﻲ اﻷرﺳﺘﻘﺮاﻃﻲ» :أﻏﺬﻳﺔ وﻣﺆن«. ْ ِ اﺳﺘﺤﻮذت ﻫﻲ ﻋﲆ اﻟﺤﺪﻳﺚ أﻏﻠﺐَ اﻟﻮﻗﺖ. أﺣﺪث رواﻳﺔ ﻟﻠﻮﻳﺰ ﺑﻴﻨﻲ. ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻋﻦ أﺻﺒﺤﺖ أﺗﻈﺎﻫﺮ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﺑﻘﺮاءة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ .إﻧﻨﻲ أﻗﺮأ ُ ُ ُ وﺗﻈﺎﻫﺮت أﻧﻨﻲ ﻗﺮأﺗُﻬﺎ. ﱠ َ ﺑﻌﺾ أﺗﺼﻔﺢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ املﻘﺎﻻت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ املﻨﺸﻮرة ﰲ اﻹﺻﺪارات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ املﺘﺪاوﻟﺔ ،ﻛﻤﺎ ً ٍ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺗُﻨﺎﻗﺶ ﻣﻘﺎﻻت املﺪوﱠﻧﺎت .إﺣﺪى ﻫﺬه املﺪوﱠﻧﺎت ﺗُﺪﻋَ ﻰ »ذا آرﻣﺘﺸري ﺳﺒﻮﻳﻠﺮ« ،وﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ٌ ِ رﻏﺒﺔ ﰲ ﻗﺮاءة اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﻧﻬﺎﻳﺎت ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺻﺪرت ﺣﺪﻳﺜًﺎ .ﻟﻢ ﺗَﻌُ ﺪ ﻟﺪيﱠ ُ ﱠ ﻛﺘﺎب ﱠ ﻣﻔﻀﻞ ﻟﺪيﱠ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ — وأﺟﺪ ﻣﺪوﱠﻧﺎت ﻣﻌني املﻌﺎﴏة — أﺣﻴﺎﻧًﺎ أﻋﻴ ُﺪ ﻗﺮاءة ٍ ً اﻟﻜﺘﺐ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ .أﻋﺘﻘ ُﺪ ﱠ َ ُ َ ﻓﻘﺪت اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻨﺎس أﻧﻨﻲ أﻛﻮن أن ﺑﻤﻘﺪوري أن ﺻﺎدﻗﺎ ،وأﺧﱪُ ُ أﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم أﻗﺮأ ﻛﺘﺐَ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﰲ املﻘﺎم اﻷول ،وأﻗﺮأ ﺑﺎﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ،وأﻧﻨﻲ ﰲ ﱢ اﻟﺸﻌﺮ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻮدي إﱃ اﻟﻨﻮم ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أ ُ ﱢ ُ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻘﻼﺋﻞ ﻓﻀﻞ اﻟﻜﺬب .وداﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﻏﺐ ِ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺒﺐ إﻗﻼﻋﻲ ﻋﻦ ﻗﺮاءة أدب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ،وذاك ﳾءٌ ﻻ اﻟﺬﻳﻦ أﺧﱪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﰲ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﺑﺸﺄﻧﻪ. ٌ َ اﻧﴫﻓ ْﺖ ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ ﻟﻮم وﻣﻌﻬﺎ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﺴﺘﻌﻤَ ﻠﺔ ﻣﻦ رواﻳﺔ روث رﻳﻨﺪل »ﻣﺼﺎﻓﺤﺔ ً ُ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻐﺪاء واﺛﻘﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٩٠ﰲ املﺎﺋﺔ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺮأﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻸﺑﺪ« ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أﻋﺪدﺗُﻪ — َﺷﻄرية ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺪﺟﺎج — وﻛﻨﺖ ﻋﲆ ْ اﻟﺬي ُ وﺷﻚ إﻏﻼق املﺘﺠﺮ وﻣﻐﺎدرﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ُ ﺟﺮس اﻟﻬﺎﺗﻒ. دق ُ ُ أﺟﺒﺖ» :ﻣﺘﺠﺮ أوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ ﻟﻠﻜﺘﺐ«. 14 اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ُ ﺻﻮت اﻣﺮأة» :ﻫﻞ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺤﺪﱡث إﱃ ﻣﺎﻟﻜﻮم ﻛريﺷﻮ؟« ر ﱠد ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎﻟﻜﻮم ﻳﺘﺤﺪﱠث«. »أوه .ﺟﻴﺪ .أﻧﺎ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ،أرﻏﺐُ ﰲ أﺧ ِﺬ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ وﻗﺘﻚ ﻟﻜﻲ أﻃﺮحَ ﻋﻠﻴﻚ َ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. »ﻫﻞ ﻳﻨﺎﺳﺒ َﻚ اﻵن؟« ﻋﱪ اﻟﻬﺎﺗﻒ ،وﻟﻜﻦ ً ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ« ،ﻣﻌﺘﻘﺪًا أﻧﻬﺎ أرادت اﻟﺘﺤﺪﱡث ْ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻫﺬا وﺟﺪﺗُﻬﺎ ُ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻟﻠﺤﻈﺔ وأﻧﺎ أﺣﻤﻞ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﺗﺨﱪﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﺄﺗﻲ ﰲ اﻟﺤﺎل ،ﺛﻢ اﻧﻘﻄ َﻊ اﻻﺗﺼﺎل. ٌ ﻋﻤﻴﻠﺔ ﻓﻴﺪراﻟﻴﺔ ﺗُﺪﻋَ ﻰ ﺟﻮﻳﻦ .ﻛﺎن ﺻﻮﺗُﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻳﺒﺪو ﺑﻴﺪي ،ﻣﺘﺨﻴ ًﱢﻼ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺒﺪو ﺧﺸﻨًﺎ ﱠ ﱠرت أﻧﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﲆ ْ أﺟﺶ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺗﺼﻮ ُ وﺷﻚ اﻟﺘﻘﺎﻋُ ﺪ ،اﻣﺮأة ﻣﻬﻴﺒﺔ ،ﺛﻘﻴﻠﺔ اﻟﻈﻞ، ً ﻣﻌﻄﻔﺎ واﻗﻴًﺎ ﻣﻦ املﻄﺮ ذا ﻟﻮن داﻛﻦ. ﺗﺮﺗﺪي ً ﺑﻌﺪ ﻋﺪة دﻗﺎﺋﻖ ،دﺧﻠﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻣﻨﺪﻓﻌﺔ ْ ﻋﱪ اﻟﺒﺎب ،وﻫﻲ ﺗﺒﺪو ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ً ﺑﻨﻄﺎﻻ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻨﺰ ﻗﺪ ﱠ دﺳﺘﻪ ﻋﻤﺎ ﺗﺨﻴﱠﻠﺘُﻪ ﻋﻨﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي داﺧﻞ ﺣﺬاءٍ ﻋﺎﱄ اﻟﺮﻗﺒﺔ ذي ﻟﻮن أﺧﴬ داﻛﻦ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺳﱰة ﺷﺘﻮﻳﺔ ﻣﻨﺘﻔﺨﺔ وﻗﺒﱠﻌﺔ ﺻﻮف ﺑﻴﻀﺎء ﺗﻌﺘﻠﻴﻬﺎ ُﻛ َﺮة ﻣﻨﻔﻮﺷﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻮفَ . دﻋﺴﺖ ﺑﺤﺬاﺋﻬﺎ ﻋﲆ دواﺳﺔ اﻷﻗﺪام ﻋﻨﺪ ُ اﻟﺒﺎب ،ﺛﻢ ﺧﻠﻌﺖ ﻗﺒﻌﺘَﻬﺎَ ، اﻗﱰﺑﺖ ملﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ،ﻣَ ﺪﱠت ﻳﺪَﻫﺎ ﻟﺘﺼﺎﻓﺤﻨﻲ. وﻋﱪت ﻧﺤﻮ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﺪﻓﻊ. ﺻﺎﻓﺤﺘﻨﻲ ﺑﺤﺰ ٍم ،ﻟﻜﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎرد ًة رﻃﺒﺔ. ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ ً ﻗﺎﺋﻼ» :اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ؟« رﻗﺎﺋﻖ اﻟﺜﻠﺞ ﺗﺬوب ﻋﲆ ﻣﻌﻄﻔﻬﺎ اﻷﺧﴬ ﻣﺨ ﱢﻠ ً ُ ﻔﺔ وراءَﻫﺎ ﺑﻘﻌً ﺎ »أﺟﻞ ،ﻣﺮﺣﺒًﺎ «.أﺧﺬَت ً ُ أﻃﺮاف َﺷﻌﺮﻫﺎ اﻷﺷﻘﺮ اﻟﺮﻗﻴﻖ ﻣُﺒ ﱠﻠﻠﺔ .ﻗﺎﻟﺖ» :ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ ﻟﺤﻈﺔ … ﻛﺎﻧﺖ داﻛﻨﺔ .ﻫ ﱠﺰت رأﺳﻬﺎ أﻧﻚ ﻣﺎ َ زﻟﺖ ﻓﺎﺗﺤً ﺎ املﺘﺠﺮ«. »ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،أﻧﺎ ﻋﲆ ْ وﺷﻚ إﻏﻼﻗﻪ«. ً ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺟﻠﺪﻳﺔ ﻣﻌ ﱠﻠﻘﺔ ﻋﲆ ٍ ﻛﺘﻒ واﺣﺪة ورﻓﻌﺖ اﻟﺤﺰا َم ﻓﻮق ﻗﺎﻟﺖ» :أوه« .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي رأﺳﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻓﺘﺤﺖ َﺳﺤﱠ ﺎب ﻣﻌﻄﻔﻬﺎ» .أﻟﺪﻳﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ،رﻏﻢ ذﻟﻚ؟« »ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،وﻟﺪيﱠ ﻓﻀﻮ ٌل ملﻌﺮﻓﺔ اﻷﻣﺮَ .ﻫﻼ ﻧﺘﺤﺪﱠث ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻲ؟« اﻟﺘﻔﺘَﺖ ﻟﻠﺨﻠﻒ وأﻟﻘﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﲆ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ .ﺑﺮزت أوﺗﺎ ُر رﻗﺒﺘﻬﺎ ﰲ َ ﺑﴩﺗﻬﺎ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ .وﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺳﻤﺎع اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ إذا دﺧﻠﻮا؟« »ﻻ أﻇﻦ أن أﺣﺪًا ﺳﻴﺄﺗﻲ ،وﻟﻜﻦ ،أﺟﻞ ،ﻳُﻤﻜﻨﻨﻲ ﺳﻤﺎﻋُ ﻬﻢ ،ﱠ ﺗﻔﻀﲇ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ«. 15 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ أﺣﴬت ﻟﻠﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻣﻘﻌﺪًا ﻛﺎن ﻣﻜﺘﺒﻲ أﺷﺒ َﻪ ﺑﺰاوﻳﺔ ﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻣﻦ املﺘﺠﺮ. وﺟﻠﺴﺖ ﰲ ﻣﻘﻌﺪي اﻟﺠﻠﺪي ،ﻛﺎﻧﺖ ْ ﺛﻢ َ ُ اﻟﺘﻔ ُ ﺣﺸﻮﺗﻪ املﻨﺘﻔﺨﺔ ﺗﱪُز ﻣﻦ ﺑني ﻔﺖ ﺣﻮل املﻜﺘﺐ اﻟﺸﻘﻮق .ﻋﺪ ُ ﱠﻟﺖ وﺿﻌﻴﺘﻲ ﻋﲆ املﻘﻌﺪ ﺑﺤﻴﺚ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أراﻫﺎ ﺑني ﻛﻮﻣﺘَني ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ .وﻗﻠﺖ: ُ ُ ﻧﺴﻴﺖ أن أﺳﺄﻟﻚِ إن ِ وأردﻓﺖ» :ﻻ ﻳﺰال ﻳﻮﺟﺪ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺗﻨﺎول أيﱢ ﳾء أم ﻻ؟« »آﺳﻒ، ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻬﻮة ﰲ اﻹﻧﺎء«. أﺟﺎﺑﺘﻨﻲ :ﱠ »ﻛﻼ ،ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ« ،وﻫﻲ ﺗﺨﻠﻊ ﺳﱰﺗﻬﺎ وﺗﻀﻊ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أﻗﺮبَ إﱃ ﻣﺤﻔﻈﺔ أوراق ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻋﲆ اﻷرض ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي ﻛﻨﺰ ًة ﺳﻮداء أن ﻟﻴﺲ َ ﻨﺖ ﻣﻦ رؤﻳﺘﻬﺎ ٍّ أدرﻛﺖ ْ ُ ﺑﺮﻗﺒﺔ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮة أﺳﻔﻞ املﻌﻄﻒ .اﻵن ﺑﻌﺪ أن ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ﺑﴩﺗﻬﺎ ﺣﻘﺎ، ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺣﺒﺔ .ﺑﻞ ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ :ﻟﻮن ﺷﻌﺮﻫﺎ ،ﺷﻔﺘﺎﻫﺎ ،وﻛﺎن ﺟَ ﻔﻨﺎﻫﺎ َ ﺷﻔﺎﻓني؛ ﺣﺘﻰ ﻧﻈﺎرﺗﻬﺎ ﺑﺤﺎﻓﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻠﻜﻴﺔ اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎدت ﺗﺨﺘﻔﻲ ﰲ وﺟﻬﻬﺎ .ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺒ َﻪ اﻟﺼﻌﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﺒﺪو ٍّ ﱠ َ ﻓﻄﻤﺴﻬﺎ» .ﻗﺒﻞ وﻛﺄن ﻓﻨﺎﻧًﺎ ﻗﺪ ﻓﺮ َك إﺑﻬﺎﻣﻪ ﻋﲆ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺣﻘﺎ، أن ﻧﺒﺪأ ،أو ﱡد أن أﻃﻠﺐَ ﻣﻨﻚ رﺟﺎءً ﻋﺪم ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ أيﱢ ﳾءٍ ﻣﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﲆ ْ وﺷﻚ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ُ ُ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ ﻳﻨﺪرج ﺿﻤﻦ اﻟﺴﺠﻼت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻟﻜﻦ أي ﺷﺨﺺ. ﻛﺬﻟﻚ«. أﺛﺮت ﻓﻀﻮﱄ ٍّ ﺑﺎدرﺗُﻬﺎ ﺑﻘﻮﱄ» :اﻵن ِ ﺣﻘﺎ« ،ﻣﺪر ًﻛﺎ أن ﻣﻌﺪﱠل ﴐﺑﺎت ﻗﻠﺒﻲ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﺘﺴﺎرع. »ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،ﻟﻦ أﺧﱪ أﺣﺪًا«. اﺳﱰﺧﺖ ﰲ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ،وأﺧﻔﻀﺖ َ َ ﻛﺘﻔﻴْﻬﺎ ،وأﺻﺒﺢ ﻗﺎﻟﺖ» :راﺋﻊ ،ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ« ،وﺑﺪا أﻧﻬﺎ رأﺳﻬﺎ ﰲ ﻣﺤﺎذاة رأﳼ. َ ْ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻦ روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن؟« ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﻞ ُ ﻣﺬﻳﻌﺔ أﺧﺒﺎر ﻣﺤﻠﻴﺔ ،ﻋُ ﺜِﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ وﻧﺼﻒ اﻟﺴﻨﺔ ﻣُﺮدا ًة روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص داﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﰲ ﻛﻮﻧﻜﻮرد ،ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﺔ وﻋﴩﻳﻦ ً ﻣﻴﻼ ﺷﻤﺎ َل ﻏﺮب َ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻷﺧﺒﺎر املﺤﻠﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺣﺪوﺛﻬﺎ ،ورﻏﻢ اﻻﺷﺘﺒﺎه ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ .ﻟﻘﺪ ﺗﺼ ﱠﺪ َرت ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ُ َ زوﺟﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ واﻟﺸﻜﻮك اﻟﺘﻲ ﺣﺎﻣﺖ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻟﻢ ﻳُﻠﻖ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪُ . ﻗﻠﺖ» :ﺗﻘﺼﺪﻳﻦ ﺟﺮﻳﻤﺔ ُ ﺳﻤﻌﺖ«. اﻟﻘﺘﻞ؟ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ »وﻣﺎذا ﻋﻦ ﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ؟« ً ً ﻟﺤﻈﺔ ،ﺛﻢ ﻫ َﺰ ُ ﻓ ﱠﻜ ُ زت رأﳼ ﻗﺎﺋﻼ» :ﻻ أﻋﺘﻘﺪ«. ﺮت »ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﰲ دﻳﻨﻴﺲ ﺑﺠﺰﻳﺮة ﻛﻴﺐ .وﰲ ﺷﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ ،ﻋُ ِﺜ َﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻣﺮأب ﻣﻨﺰﻟﻪ وﻗﺪ ﺗﻌ ﱠﺮض ﻟﻠﴬب ﺣﺘﻰ املﻮت«. 16 اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ُ ﻗﻠﺖ» :ﻻ«. »ﻫﻞ َ أﻧﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ؟« »ﻧﻌﻢ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ«. »وﻣﺎذا ﻋﻦ إﻳﺜﺎن ﺑريد؟« ً ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ﱄ«. »ﻫﺬا اﻻﺳﻢ ﻳﺒﺪو »ﻛﺎن ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻳﻮﻣﺎس ﻟﻮﻳﻞُ ، وﻓﻘِ ﺪ ﻣﻨﺬ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم«. ِ »ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺻﺤﻴﺢ« .أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻲ ﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ ﺗﺬ ﱡﻛﺮ أيﱟ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ. »ﻟﻘﺪ ﻋُ ﺜِﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪﻓﻮﻧًﺎ ﰲ ﻣﻨﺘﺰ ٍه ﺣﻜﻮﻣﻲ ﰲ آﺷﻼﻧﺪ ،ﺣﻴﺚ ﻣﺴﻘ ُ ﻂ رأﺳﻪ ،ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻘ ُﺮب ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ اﺧﺘﻔﺎﺋﻪ«. ٌ ﻋﻼﻗﺔ »أﺟﻞ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺗﺼﺪﱠرت ﻫﺬه اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺼﺤﻒ آﻧﺬاك .ﻫﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺜﻼث ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ؟« اﻧﺤﻨ َ ْﺖ إﱃ اﻷﻣﺎم ﰲ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ اﻟﺨﺸﺒﻲ ،وﻣﺪﱠت ﻳﺪَﻫﺎ إﱃ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ ،ﺛﻢ أﻋﺎدﺗﻬﺎ ﻓﺠﺄة ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﻋ َﺪ َﻟﺖ ﻋﻦ رأﻳﻬﺎ ﺑﺸﺄن ﳾءٍ ﻣﺎ» .ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﺘﻘﺪ ذﻟﻚ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻟﻢ ﻆ أﺳﻤﺎءَﻫﻢ «.ﱠ َ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻻﺣ َ ﺗُﺤَ ﻞ .ﱠ ﺗﻮﻗ ْ ً اﻟﻔﺮﺻﺔ ملﻘﺎﻃﻌﺘﻬﺎ. ﻔﺖ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﻨﺤﻨﻲ ﻟﻜﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ،ﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ ،إﻳﺜﺎن ﺑريد«. ﺮت ُﻫ ً ﻓ ﱠﻜ ُ اﺧﺘﺒﺎر ﻣﺎ ،وأﻋﺠ ُﺰ ﻋﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ«. ﻨﻴﻬﺔ» .أﺷﻌﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﰲ ٍ ﻗﺎﻟﺖ» :ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺄﺧﺬَ وﻗﺘﻚ ،أو ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ إﺧﺒﺎرك ﻓﺤﺴﺐ«. ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻷﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻄﻴﻮر؟« ْ أوﻣﺄت ﺑﺮأﺳﻬﺎ» .ﺻﺤﻴﺢ ،روﺑﻦ )أﺑﻮ اﻟﺤِ ﻨﺎء( ،ﺟﺎي )أﺑﻮ ُز َرﻳﻖ( ،ﺛﻢ اﻻﺳﻢ اﻷﺧري ﺑريد )ﻃﺎﺋﺮ( .أدر ُك ﱠ أن ﰲ ذﻟﻚ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ املﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﻟﻜﻦ … دون اﻟﺨﻮض ﰲ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ، ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘْﻞ ﻛﺎن ﻣﺮﻛﺰ اﻟﴩﻃﺔ املﺤﲇ اﻷﻗﺮبُ إﱃ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻰ … ﻣﺎ ﺑﺪا ٌ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺗِﻞ«. أﻧﻪ »إذن ،ﺛﻤﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ؟« ُ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ،ﻛﺬﻟﻚ .ﻫﻞ ﺗﺬ ﱢﻛﺮك »أﺟﻞ ،ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ .ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ً ﺷﺨﺼﺎ ﺧﺒريًا ﰲ أدب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ«. ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋ ُﻢ ﺑﺄي ﳾءٍ؟ إﻧﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺼﻔﺘﻚ ُ ﻧﻈﺮت إﱃ ﺳﻘﻒ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻟﺤﻈﺔ ،ﺛﻢ ﻗﻠﺖ» :أﻋﻨﻲ ،ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻛﺄﻧﻪ ﻋﻤ ٌﻞ رواﺋﻲ ،أﺷﺒﻪ ﻟﻐﺰ ﻣﻦ أﻟﻐﺎز أﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ«. ﺑﺮواﻳ ٍﺔ ﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﺘﺴﻠﺴﻞ ،أو ٍ 17 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ٌ اﻋﺘﺪ َﻟ ْﺖ ً ُ رواﻳﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻷﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ؟« ﺗﺤﴬ َك ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ِﺟﻠﺴﺘﻬﺎ» .ﻫﻞ ُ ﺗﺤﴬﻧﻲ رواﻳﺔ »ﺟﻴﺐٌ ﻣﲇء ﺑﺎﻟﺤﺒﻮب« .ﻫﻞ ﻛﺎن ﺑﻬﺎ ﻃﻴﻮر؟« »ﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ، ٍ َ »ﻻ أﻋﻠﻢ .ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ُ ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ«. ﺣﺪث ﻣﺸﺎﺑ ٌﻪ ﻟﺮواﻳﺔ »ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« ً َ ُ أﻳﻀﺎ«. ﻗﻠﺖ» :أﻋﺘﻘﺪ أن ﻣﺎ اﺑﺘﺴﻤَ ﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻓﺎزت ﻟﻠﺘﻮ ﺑﺠﺎﺋﺰة ،وﻗﺎﻟﺖ» :ﺻﺤﻴﺢ .ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻓ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ«. »ﻷﻧﻪ ﻻ ﳾء ﻳﺮﺑﻂ ﺑني اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺳﻮى أﺳﻤﺎﺋﻬﻢ«. »ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .وﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ً أﻳﻀﺎ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴ ﱠﻠﻤﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﴩﻃﺔ .ﰲ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺑﻮارو رﺳﺎﺋ َﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣ ﱠ اﻟﺮواﻳﺔ ،ﱠ ُﻮﻗ ً ﻌﺔ ﺑﺎﺳﻢ أﻳﻪ ،ﺑﻲ ،ﳼ«. ِ »ﻗﺮأت اﻟﺮواﻳﺔ إذن؟« ُ ُ ﻗﺮأت ﺟﻤﻴﻊ رواﻳﺎت أﺟﺎﺛﺎ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﴩة ﻣﻦ ﻋﻤﺮي .ﻟﻘﺪ »ﻗﻄﻌً ﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ً ُ ﻗﺮأت ﻫﺬه أﻳﻀﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ«. ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻓﻘﺪ َ ُ ٍ وﻗﻔﺔ وﺟﻴﺰة» :إﻧﻬﺎ واﺣﺪ ٌة ﻣﻦ أﻓﻀﻞ رواﻳﺎﺗﻬﺎ «.ﻟﻢ َ اﻟﺤﺒﻜﺔ أﻧﺲ ﻗﻂ ﺗﻠﻚ ﻗﻠﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﺪراﻣﻴﺔ املﻤﻴﱠﺰة ﻟﺮواﻳﺔ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ ﻫﺬه .ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ وﻣﺎ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻫﻮ أﺳﻤﺎءُ ٌ ﺷﺨﺺ اﻷﺣﺮف اﻷوﱃ ﻣﻦ اﺳﻤﻪ »إﻳﻪ إﻳﻪ« ﰲ ﺑﻠﺪ ٍة ﻳﺒﺪأ اﺳﻤﻬﺎ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ .ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻳُﻘﺘَﻞ ٌ ﺷﺨﺺ اﻷﺣﺮف اﻷوﱃ ﻣﻦ اﺳﻤﻪ »ﺑﻲ ﺑﻲ« ﰲ ﺑﻠﺪ ٍة ﻳﺒﺪأ اﺳﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮف »إﻳﻪ« ،ﺛﻢ ﻳُﻘﺘَﻞ أن ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ أراده اﻟﺠﺎﻧﻲ ٍّ ﺑﺎﻟﺤﺮف »ﺑﻲ« .ﻟﻌﻠﻚ أدرﻛﺖ اﻟﻔﻜﺮة .وﻳﺘﻀﺢ ﱠ ﺣﻘﺎ ﻫﻮ ﻗﺘ ُﻞ ﺿﺤﻴﺔ ً ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﻗﺎﺗ ٌﻞ ﻣﺘﺴﻠﺴﻞ ﻣﺨﺘﻞ ﻋﻘﻠﻴٍّﺎ. ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺟﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ» :ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ذﻟﻚ؟« »ﻧﻌﻢ .إﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ واﺣﺪ ٌة ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﺣﺒﻜﺎﺗﻬﺎ«. ﱠ ﺗﺼﻔ ُ ﺤﺖ ﻣﻮﻗﻊ »وﻳﻜﻴﺒﻴﺪﻳﺎ« ﻷُذ ﱢﻛﺮ ﻧﻔﴘ »إﻧﻨﻲ أﻧﻮي ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ .وﻗﻌَ ﺖ ً ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ راﺑﻌﺔ ﰲ اﻟﺮواﻳﺔ«. أﻳﻀﺎ ٌ ﺷﺨﺺ آﺧ ُﺮ اﻟﺤﺮف اﻷول ﻣﻦ اﺳﻤﻪ »دي« .واﺗﻀﺢ أن ﻗﻠﺖ» :أﺟﻞ ،أﻋﺘﻘ ُﺪ ذﻟﻚُ .ﻗﺘِﻞ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻛﺎن ﻳﺤﺎول ﺟﻌْ ﻞ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن ً رﺟﻼ ﻣﺠﻨﻮﻧًﺎ ﻫﻮ ﻣَ ﻦ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻛ ﱠﻠﻬﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺮﻳﺪه َ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ﻫﻮ ﻗﺘ ُﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﻌﻴﻨﻪ .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻷﺧﺮى ﺳﻮى ﻏﻄﺎء ﰲ اﻷﺳﺎس«. »ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﱠ ﻣﻠﺨﺺ اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ »وﻳﻜﻴﺒﻴﺪﻳﺎ« .ﰲ اﻟﺮواﻳﺔ ،ﻛﺎن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي َ اﻟﻀﺤﻴﺔ املﻘﺼﻮدة ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ«. ﺣﺮوف اﺳﻤﻪ اﻷوﱃ »ﳼ ﳼ« ﻫﻮ 18 اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ُ ُ ﺑﺪأت أﺗﺴﺎءل ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي دﻓﻌﻬﺎ إﱃ اﻟﻘﺪوم إﱄ ﱠ .ﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. ٍ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻓﻘﻂ ملﺠﺮد أﻧﻨﻲ أﻣﺘﻠﻚ ﻣﺘﺠ ًﺮا ﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب؟ ﻟﻜﻦ إن ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﺳﺄ َﻟﺖ ﻋﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﲆ اﻟﻬﺎﺗﻒ؟ إذا ﻛﺎن ﻣﺎ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ،ﻓﻜﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﺪﺧﻮ ُل ﺗﺮﻳﺪه ﻫﻮ ﻣﺠﺮد ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ٍ واﻟﺘﺤﺪﱡث إﱃ أي ﺷﺨﺺ. ﺳﺄﻟﺘْﻨﻲ» :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺨﱪﻧﻲ ﺑﺄي ﳾءٍ آﺧ َﺮ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب؟« ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ ﺑﻌﺪ ُﻫﻨﻴﻬﺔ: »أﻧﺖ اﻟﺨﺒري ﰲ اﻷﻣﺮ«. ﻟﺴﺖ ﺑﺨﺒري ٍّ ُ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ أﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﺣﻘﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ؟« »ﻻ أﻋﻠﻢ .أيﱡ ﳾءٍ .ﻛﻨﺖ آﻣُﻞ أن ﺗﺨﱪﻧﻲ أﻧﺖ«. ً أن ً »ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺑﺨﻼف ﱠ رﺟﻼ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻳﺄﺗﻲ إﱃ املﺘﺠﺮ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ وﻳﺒﺘﺎع ﻧﺴﺨﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ رواﻳﺔ ً »ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« ،ﻓﺄﻧﺎ ﻻ أﻋﻠﻢ ﺷﻴﺌًﺎ َ ﻟﺤﻈﺔ ﻗﺒﻞ آﺧﺮ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ إﺧﺒﺎركِ ﺑﻪ« .ارﺗﻔﻌَ ﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺣﺎوﻟﺖ إﻟﻘﺎء واﺣﺪة ،ﺛﻢ اﺑﺘﺴﻤَ ﺖ ً ُ ُ ﻗﻠﻴﻼ ﺣني أدر َﻛﺖ ذﻟﻚ. أﻟﻘﻴﺖ ﻣﺰﺣﺔ ،أو أن ﺗُﺪرك أﻧﻨﻲ ٌ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب؟« وﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ» :ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أن ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .إن اﻷﻣﺮ ﺧﻴﺎﱄ ﱞ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪُث«. »ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﱠ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ أن أﺣﺪﻫﻢ ﻳُﺤﺎﻛﻲ اﻟﻜﺘﺐَ ﻟﻜﻲ ﻳُﻔﻠﺖ ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ؟ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أن أراد ﻗﺘْﻞ روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺘ َﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻵﺧ َﺮﻳﻦ ﻟﻴﺠﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧﻪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﺘﺴﻠﺴﻞ ﻣﻬﻮوس ﺑﺎﻟﻄﻴﻮر؟« ْ وﻓﺮﻛﺖ ﺑﺈﺻﺒَﻌِ ﻬﺎ ﻋﲆ ﻃﻮل ﺣﺎﻓﺔ أﻧﻔِ ﻬﺎ ﻷﻋﲆ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ» :رﺑﻤﺎ«، ﻋﻴﻨﻬﺎ اﻟﻴﴪى ،ﺣﺘﻰ ﻳﺪاﻫﺎ اﻟﺼﻐريﺗﺎن ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺷﺎﺣﺒﺘَ ْني واﻷﻇﻔﺎر ﻏري ﻣَ ﻄﻠﻴﱠﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺎدﺋﺔ ً ﺑﻮﻗﻔﺎت ﻗﺼرية .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻣُﻞ ْ َ ٍ اﻟﺼﻤﺖ أن أﻣﻸ َ ﻫﺬا ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ،ﻣﻠﻴﺌﺔ ﻣﺠ ﱠﺪدًا .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ُ ﻗﺮرت ﻋﺪم ﻗﻮل أي ﳾءٍ. ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ» :ﻻ ﺑﺪ أﻧﻚ ﺗﺘﺴﺎءل ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻗﺪوﻣﻲ ﻟﻠﺘﺤﺪث ﻣﻌﻚ«. ً ُ »ﻓﻌﻼ«. ﻗﻠﺖ: »ﻗﺒﻞ أن أﺧﱪك ،أو ﱡد أن أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻗﻀﻴ ٍﺔ أﺧﺮى ﺣﺪﻳﺜﺔ«. »ﺣﺴﻨًﺎ«. »ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﺑﻬﺎ .رﺟ ٌﻞ ﻳُﺪﻋﻰ ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ .ﻋُ ﺜِﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻗﻀﺒﺎن اﻟﺴﻜﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﰲ ﻧﻮرووك ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻛﻮﻧﻴﺘﻴﻜﺖ ﰲ اﻟﺮﺑﻴﻊ املﺎﴈ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﻗﻄﺎر ﺑﻌﻴﻨﻪ ،وﺑﺪا اﻷﻣﺮ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻗﻔﺰ ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو اﻵن أﻧﻪ ﻗﺪ ُﻗﺘِﻞ ﰲ ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ٍ ﻣﻜﺎن َ آﺧﺮ وﺟُ ﻠِﺐ إﱃ اﻟﺴﻜﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ«. ٍ 19 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ أﺟﺒﺘُﻬﺎ وأﻧﺎ أﻫ ﱡﺰ رأﳼ :ﱠ »ﻛﻼ ،ﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﻋﻦ ذﻟﻚ«. »أﻻ ﻳُﺬ ﱢﻛﺮك ﻫﺬا ﺑﺄي ﳾء؟« »ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳُﺬ ﱢﻛﺮﻧﻲ ﺑﺄي ﳾءٍ؟« »ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻓﺎﺗﻪ«. ﻗﻠﺖ :ﱠ ُ ِ أﺳﺘﻄﻊ »ﻛﻼ« ،ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻟﻘﺪ ذ ﱠﻛﺮﻧﻲ ﺑﴚءٍ ﻣﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ُ أﺿﻔﺖ» :ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ«. ﺗﺬ ﱡﻛﺮ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ. اﻧﺘﻈﺮت ﻣﺮ ًة أﺧﺮىُ ، وﻗ ُ ُ ﻠﺖ» :ﻫﻞ ﺗﻤﺎﻧﻌني إﺧﺒﺎري ﺑﺴﺒﺐ اﺳﺘﺠﻮاﺑﻚ إﻳﺎي؟« ً ﺷﺪﱠت ﺳﺤﱠ ﺎبَ ﺣﻘﻴﺒﺘِﻬﺎ اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ وأﺧﺮﺟﺖ ورﻗﺔ» .ﻫﻞ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻛﺘﺒﺘَﻬﺎ ملﺪوﱠﻧﺔ ﻫﺬا ً املﺘﺠﺮ ،ﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ إﱃ ﻋﺎم ٢٠٠٤؟ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗُﺪﻋَ ﻰ »ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ«؟« 20 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﲏ ُ ُ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﺪ ًة ﻋﻤﻠﺖ ﰲ ﻣﺘﺎﺟﺮ ﺑﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻨﺬ ﺗﺨ ﱡﺮﺟﻲ ﰲ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻋﺎم .١٩٩٩ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، ﻟﻘﺪ وﺟﻴﺰة ﰲ ﻣﺘﺠﺮ »ﺑﻮردرز« ﰲ وﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،ﺛﻢ ﻣﺪﻳ ًﺮا ﻣﺴﺎﻋﺪًا وﻣﺪﻳ ًﺮا أو َل ﰲ أﺣﺪ املﺘﺎﺟﺮ املﺴﺘﻘﻠﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺘﺒﻘﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان ﻫﺎرﻓﺎرد .ﻛﺎﻧﺖ ﴍﻛﺔ أﻣﺎزون ﻗﺪ اﻧﺘﴫَت ﻟﻠﺘﻮ ﰲ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻹﺣﺮاز اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﻓﺮوع ﻣﺘﺠﺮ »إﻧﺪي« ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺗﺘﺪاﻋﻰ ﻣﺜﻞ ﺧﻴﺎ ٍم ﻣﻬﻠﻬﻠﺔ ﰲ وﺟﻪ إﻋﺼﺎر ﻣﺪﻣﱢ ﺮ .ﻟﻜﻦ ﻣﺘﺠﺮ »رﻳﺪﻻﻳﻦ« ﻛﺎن ﺻﺎﻣﺪًا ،وﻳُﻌﺰى ذﻟﻚ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ إﱃ ﱠ أن اﻟﻌﻤﻼء اﻷﻛﱪ ﺳﻨٍّﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻋﲆ دراﻳ ٍﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺑﻌ ُﺪ ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﱡق ْ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،وﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ َ ً أﻳﻀﺎ ﱠ ﻃﺎﺑﻘني اﻟﺬي ﻷن ﻣﺎﻟﻜﻪ ،ﻣﻮرت أﺑﺮاﻣﺰ ،ﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ املﺒﻨﻰ اﻟﻔﻌﲇ ﱠ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ املﻜﻮﱠن ﻣﻦ ُ ﻣﻜﺜﺖ ﰲ »رﻳﺪﻻﻳﻦ« ﻣﺪ َة ﺧﻤﺴﺔ ﻳﻀﻢ املﺘﺠﺮ؛ وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻀﻄ ٍّﺮا إﱃ دﻓﻊ اﻹﻳﺠﺎر. ٍ ﻣﺸﱰﻳﺎت ﺑﺪوام ﺟﺰﺋﻲ .وﻛﺎن أﻋﻮام ،ﻋﺎﻣَ ني ﻣﺴﺎﻋ َﺪ ﻣﺪﻳﺮ ،ﺛﻢ ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام ﻣﺪﻳ ًﺮا أو َل وﻣﺪﻳ َﺮ ﱡ ﺗﺨﺼﴢ ﻫﻮ اﻷدب اﻟﺮواﺋﻲ ،وﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ،أدب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. ﻗﺎﺑﻠﺖ ً ُ أﻳﻀﺎ زوﺟﺘﻲ املﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ،ﻛﻠري ﻣﺎﻟﻮري ،اﻟﺘﻲ ﺧﻼل املﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘُﻬﺎ ﰲ املﺘﺠﺮ َ َ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ .ﺗﺰوﱠﺟﻨﺎ ﰲ اﻟﻌﺎم ِ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺘﺐ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺪ ﻣﺪ ٍة وﺟﻴﺰ ٍة ﻣﻦ ﺗ ْﺮﻛﻬﺎ ﻋُ ﻴﱢﻨَﺖ ﺑﺎﺋﻌﺔ ٍ اﻟﺬي ﻓﻘ َﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻮرت أﺑﺮاﻣﺰ زوﺟﺘَﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺧﻤﺴﺔ وﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣً ﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﴎﻃﺎن اﻟﺜﺪي .أﺻﺒﺢ ﻣﻮرت وﺷﺎرون ،اﻟﻠﺬان ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻘ ُ ﻄﻨﺎن ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﺷﺎرﻋَ ني ﻣﻦ ﻣﺘﺠﺮ ﺑﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ، ﺻﺪﻳﻘ ْني ﺣﻤﻴﻤَ ْني ﱄ ،واﻟ َﺪﻳْﻦ ﺑﺪﻳ َﻠ ْني ٍّ َ ﺣﻘﺎ ،وﻛﺎن ﻣﻮت ﺷﺎرون ﺻﻌﺒًﺎ ،ﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ وأﻧﻪ ﺳﻠﺐَ ﻣﻮرت ﻣﺎ ﱠ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺑﻬﺠﺔ اﻟﺤﻴﺎة .ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻣﻦ وﻓﺎﺗﻬﺎ أﺧﱪﻧﻲ أﻧﻪ ﺳﻴُﻐﻠﻖ املﺘﺠﺮ ،ﻣﺎ ﻟﻢ وﻛﻨﺖ أرﻏﺐ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﰲ ﴍاﺋﻪ .ﻓ ﱠﻜ ُ ُ ﺮت ﰲ اﻷﻣﺮ ،ﻟﻜﻦ ﰲ أرﻏﺐ ﰲ اﻻﺳﺘﺤﻮاذ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻨﻔﴘ، ﺗﻠﻚ املﺮﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠري ﻗﺪ ﺗﺮ َﻛﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ »رﻳﺪﻻﻳﻦ« ،ﻟﺘﻌﻤﻞ ﰲ املﺤﻄﺔ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ املﺤﻠﻴﺔ، وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻟﻢ أﻛﻦ أرﻏﺐ ﺑﴬورة اﻟﺤﺎل ﰲ اﺳﺘﻐﺮاق اﻟﺴﺎﻋﺎت أو ﺗﺤﻤﱡ ﻞ املﺨﺎﻃﺮة املﺎﻟﻴﺔ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻊ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ،وﻫﻮ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﺑﺈدارة ﻣﺘﺠﺮي اﻟﺨﺎص. َ ُ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت، ﻋﻤﻞ ﱄ. ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،وأوﺟ َﺪ ﺟﻮن ﻫﻴﲇ ،املﺎﻟِﻚ ﺣﻴﻨﺬاك ،ﻓﺮﺻﺔ ٍ ُ وﺗﻮﻟﻴﺖ إﻧﺸﺎء املﺤﺘﻮى اﻟﺨﺎص ﺑﻤﺪوﱠﻧﺔ املﺘﺠﺮ املﺰدﻫﺮة ،ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﻮﻗﻌً ﺎ ﻟﻌُ ﱠﺸﺎق اﻷﻟﻐﺎز ﻋﻤﻞ ﻟﻠﻤﺘﺠﺮ ً أﻳﻀﺎ .أﻏﻠﻘﻨﺎ واﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ .ﻛﺎن آﺧِ ﺮ ﻳﻮم ﱄ ﰲ »رﻳﺪﻻﻳﻦ« ﻫﻮ آﺧِ ﺮ ﻳﻮم ٍ أﻧﺎ وﻣﻮرت اﻷﺑﻮابَ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻣﻌً ﺎ ،ﺛﻢ ﺗ ِﺒﻌﺘُﻪ ﻋﺎﺋ َﺪﻳْﻦ إﱃ ﻣﻜﺘﺒﻪ ،ﺣﻴﺚ اﺣﺘﺴﻴﻨﺎ ﴍابَ اﻟﺸﻌري ٍ زﺟﺎﺟﺔ ﻣُﻐﱪﱠة ﻛﺎن ﻗﺪ أﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻪ روﺑﺮت ﺑﺎرﻛﺮ .أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﻣﺎ ﻇﻨﻨﺘُﻪ وﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄن ﻣﻮرت ﻣﻦ دون زوﺟﺘﻪ واﻵن دون املﺘﺠﺮ ،ﻟﻦ ﻳﺼﻤﺪ ﺣﺘﻰ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎءُ . ﻛﻨﺖ ﻣﺨﻄﺌًﺎ .ﻟﻘﺪ اﺟﺘﺎز اﻟﺸﺘﺎءَ واﻟﺮﺑﻴﻊ ،ﻟﻜﻦ املﻮت ﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺻﻴﻒ اﻟﻌﺎم اﻟﺘﺎﱄ ﰲ ﻣﻨﺰل اﻟﺒﺤرية اﻟﺨﺎص ﺑﻪ ﰲ وﻳﻨﻴﺒﺴﺎوﻛﻲ ،ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮع واﺣﺪ ﻣﻦ ﺗﺨﻄﻴﻄﻨﺎ أﻧﺎ وﻛﻠري ﻟﺰﻳﺎرﺗﻪ. ﻛﺎن »ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ« أو َل ﻣَ ﻘﺎل أﻛﺘﺒﻪ ملﺪوﱠﻧﺔ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« .ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐَ إﱄ ﱠ رﺋﻴﴘ ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪيﱠ ،وﻟﻜﻦ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﺟﻮن ﻫﻴﲇ ،أن أﻛﺘﺐَ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ُ أﻋﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ِﻟ َﻢ ﺗﺮاءت ﱄ ﻓﻜﺮ ُة ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﰲ أدب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .ﻻ ﱠ ُ ُ اﻋﺘﻘﺪت وﻗﺘَﻬﺎ أن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ املﻔﻀﻠﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﲆ ﻣﺎ أذﻛﺮ ﻛﻨﺖ ﻣﱰددًا ﰲ ﻣﺸﺎرﻛﺔ أﺳﻤﺎء ﻛﺘﺒﻲ ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ ﺗُﻮ ﱢﻟﺪ املﺰﻳ َﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺎرات ﻟﻠﻤﺪوﱠﻧﺔ .ﻛﺎن ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻷﺛﻨﺎء اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﺪوﱠﻧﺎت ،ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﺆ ﱢﻟﻔﻴﻬﺎ أﺛﺮﻳﺎءَ وﻣﺸﻬﻮرﻳﻦ .أذﻛﺮ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ أﻧﺸﺄ ﻣﺪوﱠﻧﺔ ﺣﻮل إﻋﺪاد إﺣﺪى وﺻﻔﺎت ﺟﻮﻟﻴﺎ ﺗﺸﺎﻳﻠﺪ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤ ﱠﻮ َﻟﺖ إﱃ أن ُ ﻇﻨﻨﺖ ﺑﺄن ﻛﺘﺎب ،ورﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ إﱃ ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ .أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ أُﺻﺒﺖ ﺑﺠﻨﻮن اﻟﻌﻈﻤﺔ ﺣني ﻫﺎو ﻣﺸﻬﻮر وﻣﻮﺛﻮق ﺑﻪ ﰲ أدب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .وﻗﺪ زادت ﻛﻠري ﻣﻨﺼﺔ ﻣﺪوﱠﻧﺘﻲ ﻗﺪ ﺗُﺤﻮﱢﻟﻨﻲ إﱃ ٍ ﻣﻦ ﻓﺮط ﺣﻤﺎﺳﺘﻲ ﺑﺈﺧﺒﺎري ِﻣﺮا ًرا وﺗَﻜﺮا ًرا ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﻫﺬه املﺪوﱠﻧﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗُﺤﻘﻖ ﺳﺎﺣﻘﺎ ٍّ ﺣﻘﺎ ،وﺑﺄﻧﻨﻲ ﺳﻮف ﱢ ً أﺣﻘﻖ ﻫﺪﰲ ﺑﺄن أﺻﺒﺢ ﻧﺎﻗﺪًا أدﺑﻴٍّﺎ ﻟﻘﺼﺺ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. ﻧﺠﺎﺣً ﺎ ُ ُ ُ ﻛﺘﺐ ،ﻗﺎﻧﻌً ﺎ أدرﻛﺖ ﻫﺪﰲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻫﺬا ﻣﺎ ﻇﻨﻨﺘﻪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ، اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﻲ وأﺻﺒﺤﺖ ﺑﺎﺋ َﻊ ٍ ﺑﻤﺌﺎت اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺼﻐرية اﻟﺘﻲ ﺗُﺸ ﱢﻜﻞ اﻟﺤﻴﺎ َة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﺒﺎﺋﻊ ﻛﺘﺐ .وﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ أﺣﺒﺒﺘُﻪ ﻫﻮ اﻟﻘﺮاءة؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻫﻲ ﺑُﻐﻴﺘﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ. ُ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ أرى ﻣﻘﺎﱄ »ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ« — اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳُﻜﺘَﺐ ﺑﻌﺪ — ﺑﺪأت وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻋﲆ أﻧﻪ أﻫ ﱡﻢ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ٍّ ﺣﻘﺎ .ﺳﺄﻣﻬﱢ ﺪ اﻟﺴﺒﻴﻞ أﻣﺎم املﺪوﱠﻧﺔ ،ﻣﻌ ِﻠﻨًﺎ ﻧﻔﴘ ﻟﻠﻌﺎ َﻟﻢ .أردﺗُﻬﺎ ً ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻮب ،ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن 22 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻜﺘﺐ ﻣﺰﻳﺠً ﺎ ﻣﻦ املﻌﺮوف واملﻐﻤﻮر .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻤﺜﻴ ُﻞ اﻟﻌﴫ اﻟﺬﻫﺒﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ً أن ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ً ُ ﻣﻀﻴﻔﺎ ﻋﻨﺎوﻳﻦ، ﺑﺠ ﱟﺪ أﻳﺎﻣً ﺎ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ،أُﻋﺪﱢل اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، أﻳﻀﺎ رواﻳﺔ ﻣﻌﺎﴏة. ﻋﻤﻠﺖ ِ وﻣﻘﺘﻄﻌً ﺎ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ،وﺑﺎﺣﺜًﺎ ﰲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﺪ ﻗﺮأﺗُﻬﺎ ﺑﻌﺪ .أﻋﺘﻘﺪ ﱠ أن اﻟﺴﺒﺐَ اﻟﻮﺣﻴﺪ ُ ﻧﴩت أيﱠ ﳾء ﻋﲆ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻧﺘﻬﻲ ﻓﻌﻠﻴٍّﺎ ﻫﻮ أن ﺟﻮن ﺑﺪأ ﻳﺘﺬﻣﱠ ﺮ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﺪ ً ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ اﻟﻠﻌﻴﻨﺔ واﻧﴩﻫﺎ .ﻓﺄﻧﺖ ﻟﻦ ﺗﻨﺎ َل املﺪوﱠﻧﺔ ﺑﻌﺪ .ﻗﺎل» :إﻧﻬﺎ ﻣﺠ ﱠﺮد ﻣﺪوﱠﻧﺔ .اﻛﺘﺐ ٍ ﻋﻼﻣﺎت ﻋﻠﻴﻬﺎ«. ﻧﺤﻮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ،ﰲ ﻋﻴﺪ اﻟﻬﺎﻟﻮﻳﻦ .إن ﻗﺮاءﺗﻪ اﻵن ُر ِﻓ َﻊ املﻨﺸﻮر ،ﻋﲆ ٍ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أرﺗﻌ ُﺪ ً ٍ أوان وآﺧ َﺮ. ﻗﻠﻴﻼ .ﻟﻘﺪ ُﻛﺘِﺐ املﻘﺎل ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣُﻨﻤﱠ ﻘﺔ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻳﺒﺪو رﻧﱠﺎﻧًﺎ ﺑني ٍ وﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﻋﻤﻠﻴٍّﺎ إدرا ُك اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ املﻮاﻓﻘﺔ .وﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﺎ ﻧ ُ ِﴩ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻘﻠﻢ ﻣﺎﻟﻜﻮم ﻛريﺷﻮ املﺨﺮج ﻟﻮراﻧﺲ ﻛﺎﺳﺪن »ﺣﺮارة اﻟﺠﺴﺪ« ﻋﺎم ،١٩٨١اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳَﻨﻞ ﱠ ﺣﻘﻪ ﰲ واﺣ ٍﺪ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ِ ﰲ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ وﻳُﺼﻨﱠﻒ ﺿﻤﻦ أﻓﻼم »اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ املﻈﻠﻤﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة« )ﻧﻴﻮ-ﻧﻮار( ،ﻗﺎل ﺗﻴﺪي ﻟﻮﻳﺲ ً ﻛﻠﻤﺎت ﺧﺎﻟﺪة» :ﰲ أي ٍ ٍ ﻃﺮﻳﻘﺔ وﻗﺖ ﺗﺤﺎول ﻓﻴﻪ ارﺗﻜﺎبَ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣُﺪﺑﱠﺮة ،ﻟﺪﻳﻚ ﺧﻤﺴﻮن ﰲ ٌ ﻛﻠﻤﺎت ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻏري ﻟﻠﻔﺸﻞ .إذا ﻗﺪﱠرت ٢٥ﻣﻨﻬﺎ ،ﺗﻜﻮن ﻋﺒﻘﺮﻳٍّﺎ … وأﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﺑﻌﺒﻘﺮي«. ﱠ أن ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب اﻟﺒﻮﻟﻴﴘ ﻣﲇءٌ ﺑﺎملﺠﺮﻣني ،ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﲆ أو املﺴﺠﻮﻧني اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎوﻟﻮا َ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺷﺒﻪ املﺴﺘﺤﻴﻞ ،وﻫﻮ» :اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ« .واﻟﻌﺪﻳ ُﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺎول ارﺗﻜﺎبَ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ اﻷرﻛﺎن ،وﻫﻲ اﻟﻘﺘﻞ. ﻓﻴﻤﺎ ﻳﲇ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻲ ﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻷﺷﺪ ذﻛﺎءً ،واﻷﻛﺜﺮ إﺑﺪاﻋً ﺎ وإﺣﻜﺎﻣً ﺎ ْ )إن ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ،وﻻ ﳾءٌ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ( ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ أدب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺘﺒﻲ َ َ ٍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﱰب ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﺗ ُﻞ ﻣﻦ إدراك ذﻟﻚ املﺜﻞ اﻷﻋﲆ أدﱠﻋﻲ أﻧﻬﺎ اﻷﻓﻀﻞ .إﻧﻬﺎ اﻷﻓﻼﻃﻮﻧﻲ ﻟﻠﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ. ً ً ُ ﺣﺎوﻟﺖ ﻗﺪْر ﻣﺴﺒﻘﺎ أﻧﻨﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻟ »ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘْﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ« .وأﺧﱪﻛﻢ وﻟﺬا إﻟﻴﻜﻢ اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ ﺗﺠﻨﱡﺐَ ﺣﺮق اﻷﺣﺪاث ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﱠ ﻣﻮﻓ ًﻘﺎ ﺗﻤﺎ َم اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ .ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﻗﺮأت أﺣ َﺪ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ أﻗﱰح ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب ً أوﻻ ،وﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ﺛﺎﻧﻴًﺎ. 23 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻟﻐﺰ املﻨﺰل اﻷﺣﻤﺮ« ) (١٩٢٢ﺑﻘﻠﻢ آﻻن أﻟﻜﺴﻨﺪر ﻣﻴﻠﻦ ﻗﺒﻞ ٍ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ اﺑﺘﻜﺎر آﻻن أﻟﻜﺴﻨﺪر ﻣﻴﻠﻦ ﻹرﺛﻪ اﻟﺪاﺋﻢ — اﻟﺪﱡب وﻳﻨﻲ ،ﰲ ً ﺣﺎل ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻮا ﺑﻪ — ﻛﺎن ﻗﺪ ﻛﺘﺐَ رواﻳﺔ واﺣﺪة ﻋﻦ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ .إﻧﻪ ﻟﻐ ُﺰ ٌ ﺷﻘﻴﻖ ملﺎرك أﺑﻠﻴﺖ ﻛﺎن ﻗﺪ ُﻓﻘِ ﺪ ﻣﻨﺬ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻣﻨﺰل رﻳﻔﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﺠﺄ ًة رﺻﺎص ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ،وﻳُ ْﺮدى ُ اﻷخ ً ُ ﻗﺘﻴﻼ .ﺛﻢ ﻣﻄﺎ ِﻟﺒًﺎ إﻳﺎه ﺑﺎملﺎل .ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻣﺎرك أﺑﻠﻴﺖ .ﻫﻨﺎك ُ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺨﺪاﻋﻴﺔ ﻏري املﻌﻘﻮﻟﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ٌ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣُﺘﺨﻔﻴﺔ ،وﻣﻤ ﱞﺮ ﴎي — ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ وراء — ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﺨ ﱠ ﻄﻂ اﻟﻘﺎﺗِﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﱪاﻋﺔ واﻟﺬﻛﺎء. »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« ) (١٩٣١ﺑﻘﻠﻢ أﻧﺘﻮﻧﻲ ﺑريﻛﲇ ﻛﻮﻛﺲ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ أو َل رواﻳﺔ ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺔ »ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ« )ﺗُ َ ﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ُﻫﻮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺗِﻞ واﻟﻀﺤﻴﺔ ُ دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗﺘْﻞ زوﺟﺘﻚ ﺑﺪءًا ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻷوﱃ( ،ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﱡ ﺑﺎﻟﺴﻢ واﻹﻓﻼت ﻣﻦ اﻟﻌِ ﻘﺎب .وﻣﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻃﺒﻴﺐٌ رﻳﻔﻲ وﻟﺪﻳﻪ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ أدوﻳ ٍﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ .وزوﺟﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻄﺎق ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﺿﺤﻴﺘﻪ َ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘْﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻳﻜﻮن اﻹﻏﺮاءُ ﻫﻮ أن ﻳُﺠ ﱢﺮب اﻷوﱃ؛ ﻷﻧﻪ ﺑﻤﺠﺮد أن ﻳﺮﺗﻜﺐ املﺮءُ ً ﺟﺮﻳﻤﺔ أﺧﺮى. »ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« ) (١٩٣٦ﺑﻘﻠﻢ أﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ ﱢ ٍ ﺗﺤﺮﻳﺎت ﻋﻦ »رﺟﻞ ﻣﺠﻨﻮن« ،ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻣﻬﻮوس ﺑﺎﻷﺑﺠﺪﻳﺔ، املﺤﻘﻖ ﺑﻮارو ﻳُﺠﺮي ﺣﻴﺚ ﺗُﻘﺘَﻞ أﻟﻴﺲ آﴍ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻧﺪوﻓﺮ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺑﻴﺘﻲ ﺑﺮﻧﺎرد ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻜﺴﻬﻴﻞ. ِ ﻗﺘﻞ ﻣﻊ ﺳﺒﻖ آﺧﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺣﺪاث .ﻫﺬا ﻫﻮ املﺜﺎل اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ ﻹﺧﻔﺎء ﺟﺮﻳﻤﺔ ٍ إﱃ ِ ﱢ ٍ املﺤﻘﻘﻮن ﰲ أﻧﻪ ﻓِ ﻌ ٌﻞ أﻣﻞ أن ﻳﺸﺘﺒﻪ اﻹﴏار ﺑني ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص؛ ﻋﲆ ِ ﺷﺨﺺ ﻣَ ﻌﺘﻮه. ﻣﻦ ارﺗﻜﺎب ٍ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« ) (١٩٤٣ﺑﻘﻠﻢ ﺟﻴﻤﺲ ﻣﺎﻻﻫﺎن ﻛني ﻔﻀﻠﺔ ﻟﻠﻜﺎﺗِﺐ ﻛني ،وذﻟﻚ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ َ ﻫﺬه ﻫﻲ ﻗﺼﺘﻲ ا ُمل ﱠ اﻟﻘﺪَرﻳﺔ اﻟﻘﺎﺗﻤﺔ. ُ ﺗُ ﱠ ٍ ﺗﺄﻣﻴﻨﺎت ﻣﻊ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﱪاﻋﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻜﺘﺎب ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺂﻣﺮ وﻛﻴ ُﻞ ﻨﻔﺬ اﻣﺮأة ذات ﻓﺘﻨﺔ ﻻ ﺗُﻘﺎوم ﺗُﺪﻋَ ﻰ ﻓﻴﻠﻴﺲ ﻧريدﻟﻴﻨﺠﺮ ﻋﲆ زوﺟﻬﺎ .إﻧﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘْﻞ ﻣُﺪﺑﱠﺮة ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ؛ ﻳُﻘﺘَﻞ اﻟﺰوج ﰲ ﺳﻴﺎرة ﺛﻢ ﻳ َ ُﻮﺿﻊ ﻋﲆ ﻗﻀﺒﺎن اﻟﻘﻄﺎر ﻟﻴﺒﺪ َو ﻛﺄﻧﻪ 24 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﺮﺑﺔ اﻟﺘﺪﺧني ﰲ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﻘﻄﺎر .ﻳﻨﺘﺤﻞ واﻟﱰ ﻫﻮف ،وﻛﻴﻞ اﻟﺘﺄﻣني وﻋﺸﻴﻖ اﻟﺰوﺟﺔ ،ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺰوج ﻋﲆ ﻣﺘﻦ اﻟﻘﻄﺎر ،ﻟﻀﻤﺎن أن اﻟﺸﻬﻮد ﺳﻮف ﻳﺸﻬﺪون ﻋﲆ أن اﻟﺮﺟﻞ املﻘﺘﻮل ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدًا ﻋﲆ ﻣﺘﻦ اﻟﻘﻄﺎر. »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ) (١٩٥٠ﺑﻘﻠﻢ ﺑﺎﺗﺮﻳﺸﻴﺎ ﻫﺎﻳﺴﻤﻴﺚ ً ﺑﺮاﻋﺔ وإﺣﻜﺎﻣً ﺎ .ﻳُﺨ ﱢ ﻄﻂ رﺟﻼن، أراﻫﺎ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي أﻛﺜ َﺮ ﻗﺼﺺ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺷﺨﺺ ﺑﻌﻴﻨﻪ ،ﻟﻠﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ،واﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻗﺘْ َﻞ ٍ ﱠ أن ﻛ َﻠﻴﻬﻤﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﺣُ ﺠﱠ ﺔ ﻏﻴﺎب ﰲ وﻗﺖ وﻗﻮع اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .وﻳﺘﻌﺬﱠر ﺣ ﱡﻞ ﺟﺮﻳﻤﺘَﻲ اﻟﻘﺘﻞ ﻧﻈ ًﺮا إﱃ ﻋﺪم وﺟﻮد ٍ ﺻﻠﺔ ﺑني اﻟﺮﺟ َﻠني؛ إذ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪﱠﺛﺎ إﻻ ﻣﺪة وﺟﻴﺰة ﻋﲆ ﻣﺘﻦ أﺣﺪ اﻟﻘﻄﺎرات .ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﻜﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ،ر ﱠﻛﺰ ﻟﺮﺟﻞ ﻳﻔﺮض إرادﺗﻪ ﻋﲆ اﻵﺧﺮ. ﻫﺎﻳﺴﻤﻴﺚ اﻫﺘﻤﺎﻣَ ﻪ ﻋﲆ أﻓﻜﺎر اﻹﻛﺮاه واﻟﺬﻧﺐ ٍ ٌ ِ آن املﻜﺘﻤﻠﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﱠﺴﻢ اﻟﺮواﻳﺔ ﰲ ﻧﺴﺨﺘﻬﺎ اﻷﺧرية راﺋﻌﺔ وﻓﺎﺳﺪة ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺨﺎع ﰲ ٍ واﺣﺪ ،ﻣﺜﻞ ﻣﻌﻈﻢ أﻋﻤﺎل ﻫﺎﻳﺴﻤﻴﺚ. »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« ) (١٩٦٣ﺑﻘﻠﻢ ﺟﻮن دي ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ ﻫﻮ ﺧﻴﺎري ﻷﺳﺘﺎذ أدب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳُﻘﺪﱠر ﱠ ﺣﻖ ﻗﺪْره ،وﻧﺎد ًرا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻨﻐﻤﺲ ﰲ رواﻳﺎت اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﺟﺪٍّا ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ً ﻣﺨﻔﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. اﻹﺟﺮاﻣﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ إﺑﻘﺎء ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻪ اﻟﴩﻳﺮة وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻓﺈن رواﻳﺔ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« ﻋﻤ ٌﻞ ﺟﻴﺪ وﺧﺎرج ﻋﻦ املﺄﻟﻮف .ﻳﺒﺘﻜﺮ اﻟﻘﺎﺗ ُﻞ ﻓﻴﻪ ً ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻹﻏﺮاق ﺿﺤﺎﻳﺎه أو ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺣﺎدِ ﺛًﺎ. »ﻣﺼﻴﺪة املﻮت« ) (١٩٧٨ﺑﻘﻠﻢ إﻳﺮا ﻟﻴﻔني ﻟﻴﺴﺖ رواﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺑﻞ ﻣﴪﺣﻴﺔ ،وإن ﻛﻨﺖ أوﴆ ﺑﺸﺪ ٍة ﺑﻘﺮاءﺗﻬﺎ ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻟﻔﻴﻠﻢ املﻤﺘﺎز ا ُملﻘﺘﺒَﺲ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺬي ﻋُ ِﺮ َ ض ﻋﺎم .١٩٨٢ﺳﻴﺠﻌﻠﻚ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﱢ ﺗﻐري ﻧﻈﺮﺗﻚ إﱃ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ رﻳﻒ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .إﻧﻪ ﻓﻴﻠﻢ ﻣﴪﺣﻲ راﺋﻊ وﻣُﺴ ﱟﻞ، ً آن ﻧﺠﺢَ ﰲ أن ﻳُﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺻﲇ وأن ﻳﻜﻮن ﻧﺴﺨﺔ ﻫﺠﺎﺋﻴﺔ ﺳﺎﺧﺮة ﻣﻨﻪ ﰲ ٍ واﺣﺪ .ﺗﺘﱠﺴﻢ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻷوﱃ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎرﻋﺔ ﰲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﺑﻞ وﻣُﺤ َﻜﻤﺔ ً أﻳﻀﺎ ﰲ ﺣﺒﻜﺘﻬﺎ، ﺿ ً ﻟﺰوﺟﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ َ ٍ ﻌﻔﺎ ﰲ اﻟﻘﻠﺐ .واﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻫﻲ وﻓﺎ ٌة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ وﻫﻲ ﺣني ﻻ ﺗﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ. 25 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﱢ اﻟﴪي« ) (١٩٩٢ﺑﻘﻠﻢ دوﻧﺎ ﺗﺎرت ﻗﺘﻞ أﺧﺮى »ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ« ،ﺣﻴﺚ ﻣﺜﻞ رواﻳﺔ »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« ،ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﻐ ُﺰ ﺟﺮﻳﻤﺔ ٍ ٌ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐرية ﻣﻦ ﻃﻼب اﻷدب اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪ؛ ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﻳَﻘﺘﻞ ﻣﻨﻬﻢ .ﺗُ َ ٍ ﺑﻮﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ .ﺗﺒﺪو ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ُﻫﻮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻗﺒﻞ أن ﻧﻌﺮف دواﻓﻌﻪ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﻳ َ ً ُﺪﻓﻊ ﺑﺰﻣﻴﻠﻬﻢ ا ُمل ﱠﻠﻘﺐ ﺑﺎﻷرﻧﺐ ﻛﻮرﻛﻮران اﻟﻘﺘﻞ ﰲ ذاﺗﻬﺎ إﱃ وادٍ ﺧﻼل ﻧﺰﻫﺘﻪ املﻌﺘﺎدة ﻳﻮم اﻷﺣﺪ .ﻣﺎ ﻳﺴﱰﻋﻲ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻫﻮ ﴍح ﻗﺎﺋﺪ ﺗﻠﻚ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﻨﺮي وﻳﻨﱰ ﻟﻠﺠﺮﻳﻤﺔ؛ أﻧﻬﻢ »ﻳﺴﻤﺤﻮن ﻟﻸرﻧﺐ ﻛﻮرﻛﻮران ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر ﻣُﻼﺑﺴﺎت وﻓﺎﺗﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ« .إﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ املﺴﺎر ا ُملﺨ ﱠ ﻄﻂ أن ﻳﺴﻠﻜﻪ ٍ ﺑﻘﻌﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﰲ أن ﺗﺒﺪ َو وﻓﺎﺗﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮون ﰲ ُ إﺣﺴﺎﺳﻬﻢ املﺮوﱢع ﺑﺎﻟﻨﺪم واﻟﺬﻧﺐ. ﻋَ َﺮﺿﻴﱠﺔ ،ﻏري ﻣُﻔﺘﻌَ ﻠﺔ .وﻳﲇ ذﻟﻚ ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﻤْ ﻊ ﻋﻨﺎﴏ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﻴﺴري. ٍ ﺑﺄﻣﺜﻠﺔ ﻋﲆ ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ أدب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ. ﻣﻦ اﻷﺳﻬﻞ اﻹﺗﻴﺎ ُن ُ أدرﺟﺖ »ﻣﺼﻴﺪة املﻮت« ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻣﴪﺣﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ رواﻳﺔ .وﰲ وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ُ ﻗﺮأت ﻧﺺ إﻳﺮا ﻟﻴﻔني اﻷﺻﲇ ﱠ أو ﺣﺘﻰ ﺷﺎﻫﺪﺗُﻪ ﻋﲆ ﺧﺸﺒﺔ املﴪح. اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﱄ أن ْ ُ ﻟﻘﺪ ُ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﺠﺒًﺎ ﺑﺎﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓﺤﺴﺐ .وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻣﺠﺪدًا إﱃ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻵن ،ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن »املﻐ ِﺮق«، وﻫﻮ ﻛﺘﺎب أﺣﺒﱡﻪ ٍّ ﺣﻘﺎ ،ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﻫﻨﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﺗﱰﺑﱠﺺ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﰲ ﻗﺎع ﺑﺤرية وﻣﻌﻬﺎ أﺳﻄﻮاﻧﺔ أﻛﺴﺠني ،ﺛﻢ ﺗﺴﺤﺐ ﺿﺤﻴﱠﺘﻬﺎ إﱃ اﻷﻋﻤﺎق .إﻧﻬﺎ ﻓﻜﺮ ٌة ﻣﺜرية ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺴﺘﺒﻌَ ﺪة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، وﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺒﻮﻛﺔ .ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺮف املﻜﺎن اﻟﺬي ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﻧﺘﻈﺎ ُر ﻓﻴﻪ؟ وﻣﺎذا ﻟﻮ ً ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﰲ اﻟﺒﺤرية؟ أﺗﺼ ﱠﻮ ُر ﱠ ﺣﺎدﺛﺔ، أن اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﻤﺠﺮد ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺳﺘﺒﺪو ﺗﺼﺎدف وﺟﻮد ٍ ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ أد َر ُ ﺟﺖ اﻟﻜﺘﺎبَ ﻣﻦ ﻣﻨﻄ َﻠﻖ ﺣُ ﺒﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﺠﻮن دي ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ ﻓﺤﺴﺐ. أﻳﻀﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻐﻤﻮ ًرا َ أردت ً ُ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء ،ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻢ ﻳُﺤﻮﱠل إﱃ ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ. وأﻇﻦ أﻧﻨﻲ ﻧﴩت املﻘﺎل ،أﺧﱪﺗﻨﻲ ﻛﻠري أﻧﻬﺎ أﺣﺒﱠﺖ املﻘﺎ َل وﻣﺤﺘﻮاه ،ﻛﻤﺎ ﱠ َ أن رﺋﻴﴘ ﺟﻮن ﺑﻌﺪ أن َ ﱠ ُ ُ ورﺣﺖ أﺗﺨﻴﱠﻞ أوﻗﺎﺗًﺎ اﻧﺘﻈﺮت ﻇﻬﻮ َر اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت، اﻃﻤﺄن ﺑﺎﻟُﻪ أﺧريًا؛ ﻷن ا ُملﺪوﱠﻧﺔ ﻗﺪ اﻧﻄﻠﻘﺖ. أن ﻣﻘﺎﱄ ﺑﺪأ ﰲ إﺛﺎرة اﻟﻀﺠﺔ ﻋﲆ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،ﱠ وﺟﻴﺰة ﱠ ﻧﻘﺎش وأن ﻗ ﱠﺮاء ا ُملﺪوﱠﻧﺔ دﺧﻠﻮا ﰲ ٍ ُ ﻟﻴﺘﺠﺎدﻟﻮا ﺣﻮل ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ا ُمل ﱠ ﺷﺒﻜﺔ اﻹذاﻋﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ .ﺳﻮف ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻲ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة ،وﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ اﻟﺤﻀﻮ َر ﰲ ﻟﻘﺎءٍ ﻋﲆ اﻟﻬﻮاء ملﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﺬا املﻮﺿﻮع .وﻣﺎ َ َ ﺣﺪث ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أن ﻣﻘﺎ َل ا ُملﺪوﱠﻧﺔ َ ﺗﻌﻠﻴﻘ ْني ﻓﺤﺴﺐ .اﻷو ُل ﺟﺎء ﻣﻦ ﺳﻮﺳﻨﻮدن ﺣﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒَﺖ» :واو! اﻵن ﻟﺪيﱠ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻹﺿﺎﻓﺘﻬﺎ إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻲ!« واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ 26 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ً ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ وﻟﻮ ً ﻋﻤﻼ ﻓﻔﻮﻟﻴﻮت ١٢٣اﻟﺬي ﻛﺘﺐَ » :أيﱡ ﺷﺨﺺ ﻳﻜﺘﺐ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺠﺮاﺋ ِﻢ ٍ ٌ ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ أي ﳾء«. واﺣﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻟﺠﻮن دﻳﻜﺴﻮن ﻛﺎر ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ َ اﻟﻔﻜﺮة ﰲ أﻋﻤﺎل ﺟﻮن دﻳﻜﺴﻮن ﻛﺎر أﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺨﻮض ﰲ ﻛﺘﺒﻪ ﻓﺤﺴﺐ ،وﻟﻮ ﱞ ﱠ ﱠ ﺗﺨﺼﺺ ﻛﺎر ﻣﺤﻖ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﰲ اﻧﺘﻘﺎده ﻟﻐﻴﺎب ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ. أن ﺻﺎﺣﺐَ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ً ﺳﺨﻴﻔﺎ اﻵن؛ رﺑﻤﺎ ﻷﻧﻨﻲ ﰲ أﻟﻐﺎز ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻐﺮﻓﺔ املﻐ َﻠﻘﺔ؛ أي اﻟﺠﺮاﺋﻢ املﺴﺘﺤﻴﻠﺔ .ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻓﻜﺮت ً ُ ُ ُ ﻣﻨﺸﻮر أﻳﻀﺎ ﰲ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻧﺰﻋﺠﺖ ﻣﻦ رأﻳﻪ وﻗﺘَﻬﺎ .ﺑﻞ اﺗﻔﻘﺖ ﻣﻌﻪ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ٍ اﻛﺘﻤﺎﻻ« .وﻟﻜﻦ ً ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻛﺎن ﻟﻠﺮد ﻋﻠﻴﻪ … رﺑﻤﺎ ﳾء ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ »ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﺸﻮري اﻟﺘﺎﱄ ﻋﺒﺎر ًة ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ا ُمل ﱠ ُ وﻛﺘﺒﺖ ﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪيﱠ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ، َ اﻛﺘﺸﻔﺖ ً ُ ﻛﻴﻔﻴﺔ رﺑﻂ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻤﺘﺠﺮﻧﺎ ْ ﻋﱪ أﻳﻀﺎ ﻛ ﱠﻞ ﳾءٍ ﰲ ﻏﻀﻮن ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ. اﻹﻧﱰﻧﺖ؛ وﻟﻬﺬا ،ﻛﺎن ﺟﻮن ﻣﻤﺘَﻨٍّﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻟﻘﺪ ﻗﺎل» :ﻣﺎ ﻧﺤﺎوﻟﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺑﻴ ُﻊ اﻟﻜﺘﺐ ﻓﺤﺴﺐ، ﻳﺎ ﻣَ ﺎل ،وﻟﻴﺲ إﺛﺎر َة اﻟﺠﺪل«. 27 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ً ُ أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﲆ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ورﻗﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ .أﺧﺬﺗُﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺘُﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻗﻠﺖ» :أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﻫﺬه ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺬ ٍ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ«. »ﻫﻞ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ اﻟﻜﺘﺐَ اﻟﺘﻲ اﺧﱰﺗﻬﺎ؟« ُ أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﱡﺴﺨﺔ املﻄﺒﻮﻋﺔ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،واﻧﺘﻘ َﻠﺖ ﻋﻴﻨﺎي ﻋﲆ اﻟﻔﻮر إﱃ ُ ﻋﺮﻓﺖ ﺳﺒﺐَ وﺟﻮدﻫﺎ ﻫﻨﺎ .ﻗﻠﺖ» :أوه ،اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي وُﺟﺪ ﻋﲆ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« ،وﻓﺠﺄ ًة ﻣﺒﻨﻲ ﻋﲆ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج؟««. ﻗﻀﺒﺎن اﻟﺴﻜﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ .ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أن ذﻟﻚ ﱞ ﻣﻜﺎن »أﻇ ُﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺴﺎﻓ ًﺮا ﻣﻨﺘﻈﻤً ﺎ .وﻣﻊ أﻧﻪ ُﻗﺘِﻞ ﰲ ٍ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺬﻟﻚُ ،ر ُ ُ ﺣﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر آﺧﺮ ،ﻓﻘﺪ ُدﺑﱢﺮ اﻷﻣ ُﺮ ﻟﻴﺒﺪ َو ﻛﺄﻧﻪ ﻗﻔ َﺰ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎر .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﰲ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« .اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻋﲆ أي ﺣﺎل .ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ أﻗﺮأ اﻟﻜﺘﺎب«. ُ ُ ِ ﻗﺮأت اﻟﻜﺘﺎب؟« »وأﻧﺖ ﻗﺎدﻣﺔ إﱄ ﱠ ﻷﻧﻨﻲ ﻗﻠﺖ: ٌ رأﺳﻬﺎ .ﱠ ُ ْ أﺟﻔﻠﺖ ﴎﻳﻌً ﺎ ،ﺛﻢ َﻫ ﱠﺰت َ أدرﻛﺖ أن ﻫﺬه ﻗﺎدﻣﺔ إﻟﻴﻚ ﻷﻧﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ »ﻛﻼ ،أﻧﺎ أﺟﺮﻳﺖ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﲆ »ﺟﻮﺟﻞ« ﺗﻀﻤﱠ ﻦ ٍّ ُ ﻛﻼ ﻣﻦ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﻛﺎ ًة ﻟﻔﻴﻠﻢ أو ﻛﺘﺎب، ُ ﻋﺜﺮت ﻋﲆ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ«. »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« و»ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻄﺎﻟﻌﻨﻲ ﱡ ُ ﻋﻴﻨﻲ ﺗﺰوﻏﺎن ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ، وﺷﻌﺮت أن ﻋﻴﻨﻲ، ﺑﱰﻗﺐ ،ﻣُﺤﺪﱢﻗﺔ إﱃ ﱠ ﱠ ً ري املﺮﺋﻴﱠني ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ. ﺳﺎﺑﺤﺔ ﰲ اﻣﺘﺪاد ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ اﻟﻮاﺳﻊ ،وﺣﺎﺟﺒَﻴْﻬﺎ ﻏ ِ ُ ﻗﻠﺖ »ﻫﻞ أﻧﺎ ﻣﺸﺘﺒَ ٌﻪ ﺑﻪ؟« ﺛﻢ ﺿﺤﻜﺖ. ﻟﺴﺖ ﻣﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ رﺳﻤﻴٍّﺎ ،ﱠ ﻜﺄت إﱃ اﻟﺨﻠﻒ ً َ اﺗﱠ ْ ﻛﻼ .إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ» .إﻧﻚ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻠﻦ أﻛﻮن وﺣﺪي ﻫﻨﺎ ﻻﺳﺘﺠﻮاﺑﻚ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﱢ أﺣﻘﻖ ﰲ اﺣﺘﻤﺎل أن ﺗﻜﻮن ﻛ ﱡﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻧﻔﺴﻪ ،ﱠ ﻗﺪ ارﺗﻜﺒَﻬﺎ اﻟﺠﺎﻧﻲ ُ اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻳُﺤﺎﻛﻲ اﻟﺠﺮاﺋ َﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ﻋﻦ ﻋَ ﻤْ ﺪٍ«. وأن ﻫﺬا َ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ٍّ ﻛﻼ ﻣﻦ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« و»ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ«؟« »ﻷﺻﺪُﻗﻚ اﻟﻘﻮل ،إﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻛﺒري .ﺣﺴﻨًﺎ ،ﱠ إن ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ﻫﻲ أﻗﴫُ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﺤﺘﻮي ِ ﻋﲆ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ .ﻛﺎن اﻟﻜﺘﺎﺑﺎن ﻣُﺪرﺟَ ْني ﻣﻌً ﺎ ﰲ ﻗﻮاﺋ َﻢ أﺧﺮى ،ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻛﺎﻧﺖ أﻃﻮ َل ﺑﻜﺜري، ﻋﲆ ﺷﺎﻛﻠﺔ »ﻣﺌﺎت اﻷﻟﻐﺎز اﻟﺘﻲ ﱠ ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻤﻮت« ،ﳾءٌ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ، ﻟﻜﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ اﺳﱰﻋَ ﺖ اﻻﻧﺘﺒﺎه .إﻧﻬﺎ ﻋﻦ ارﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .ذُ ِﻛ َﺮت ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻛﺘﺐ .إﻧﻚ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﺒﻴﻊ ﻛﺘﺐ اﻟﻐﻤﻮض واﻷﻟﻐﺎز ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ .ﻛ ﱡﻞ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻗﺪ وﻗﻌَ ﺖ ﰲ ﻧﻴﻮ ٌ ﱡ ُ ﻳﺴﺘﺤﻖ املﺘﺎﺑﻌﺔ«. اﻋﺘﻘﺪت أن اﻷﻣﺮ ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ إﻧﺠﻼﻧﺪ .اﻧﻈﺮ ،أﻋﻠ ُﻢ أﻧﻬﺎ »أﺗﻔﻬﱠ ﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ َ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻳﻘ ﱢﻠﺪ »ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﺑﻌﺾ اﻟﴚء أن ﺟﺜﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻗﻀﺒﺎن اﻟﺴﻜﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ؟ ﱠ ﻋﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ٍ إن اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻣﻘﺘﺒَﺴﺔ ً ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﻴﻪ َ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء«. ﻣﻦ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« ﻳﺒﺪو »ﻫﻞ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ اﻟﻜﺘﺎبَ ﺟﻴﺪًا؟« ﱠ ُ ﻗﺮأت رواﻳﺔ »ﺗﻌﻮﻳﺾ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪيﱠ « .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ .ﻟﻘﺪ »ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .إﻧﻪ أﺣ ُﺪ اﻟﻜﺘﺐ ُ ُ ِ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻧﺴﺨﺔ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨﻲ وﻛﻨﺖ ﻣُﻮ َﻟﻌً ﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﺰدوج« ﰲ ﺳﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﴩة ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺬي أدﱠى اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻴﻪ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻦ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻜﻤﻮري وﺑﺎرﺑﺮا ﺳﺘﺎﻧﻮﻳﻚ ،واﻟﺬي أُﻧﺘِﺞ ﻋﺎم ٍ دواﻣﺔ ﻣﻦ أﻓﻼم »اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ املﻈﻠِﻤﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة« )ﻧﻴﻮ-ﻧﻮار(؛ .١٩٤٤ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ أﺳﻘﻄﻨﻲ ﰲ ُ أﻣﻀﻴﺖ ﺳﻨﻮات ﻣﺮاﻫﻘﺘﻲ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺟﺮ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ اﻟﺘﻲ ﺗُﺨ ﱢﺰن أﻓﻼﻣً ﺎ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ. ﻓﻘﺪ وﻣﻦ ﺑني ﺟﻤﻴﻊ أﻓﻼم اﻟﻨﻴﻮ-ﻧﻮار اﻟﺘﻲ ﺷﺎﻫﺪﺗُﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« ،ﻟﻢ ﻳﺘﻤ ﱠﻜﻦ أيﱞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻮق ﻋﲆ ﺗﺠﺮﺑﺔ املﺸﺎﻫﺪة اﻷوﱃ .أﻇﻦ أﺣﻴﺎﻧًﺎ أن ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ملﻴﻜﻠﻮس روزا أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺤﻔﻮر ًة ﰲ ذاﻛﺮﺗﻲ ﻟﻸﺑﺪ. ﺟﺜﺔ ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ ﻋﲆ ُ »ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻋُ ﺜِﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ ِ اﻟﻘﻀﺒﺎن ،ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪى ﻧﻮاﻓﺬ اﻟﻄﻮارئ ﰲ اﻟﻘﻄﺎر ﻗﺪ و ُِﺟﺪَت ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ،ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ اﻟﺠﺜﺔ«. »إذن ،ﻫﻞ ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻗﻔ َﺰ ٍّ ﺣﻘﺎ؟« ﱠ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ واﻗﺘِﻴﺪ إﱃ ﺗﻮﺻﻞ ﺿﺒﺎط ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﱃ أﻧﻪ ُﻗﺘِﻞ ﰲ »ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ .ﻟﻘﺪ ٍ َ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﺻﺎﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ وﺣﺎدة ﰲ اﻟﺮأس ،ﻋﲆ اﻟﻘﻀﺒﺎن .وأ ﱠﻛﺪ اﻟﻄﺒﻴﺐُ اﻟﴩﻋﻲ أﻧﻪ ﻗﴣ ﻧﺤْ ﺒَﻪ ﻧﻮع ﻣﺎ«. اﻷرﺟﺢ ﻣﻦ ﺟَ ﱠﺮاء ﺳﻼح ﻣﻦ ٍ ٍ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. 30 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ،ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻗﺘﻠﻪ ،أو أﺣﺪ ﴍﻛﺎﺋﻪ ،ﻛﺎن ﻋﲆ »ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻄﻢ ﻧﺎﻓﺬ َة اﻟﻄﻮارئ ﻟﻴﺠﻌﻞ اﻷﻣ َﺮ ﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧﻪ َ ﻣﺘﻦ اﻟﻘﻄﺎر ،وﺣ ﱠ ﻗﻔﺰ«. ﻷول ﻣﺮة ﻣﻨﺬ أن ﺑﺪأﻧﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،أﺷﻌﺮ ﰲ ﻧﻔﴘ ﺑﴚءٍ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺟﱡ ﺲ .ﰲ اﻟﻜﺘﺎب وﰲ اﻟﻔﻴﻠﻢ أﻳﻀﺎ ،ﻳﻘﻊ وﻛﻴﻞ ﺗﺄﻣني ﰲ ﺣﺐﱢ زوﺟﺔ ﻣﺪﻳﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬي ﺑﺈﺣﺪى ﴍﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ ،وﻳُﺨ ﱢ ً ﻄﻄﺎن ﻣﻌً ﺎ ﻟﻘﺘﻠﻪ .ﻻ ﻳﻘﻮﻣﺎن ﺑﻬﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻃﻤﻌً ﺎ ﰲ املﺎل ً أﻳﻀﺎ .ﻳُﺰﻳﱢﻒ وﻛﻴ ُﻞ اﻟﺘﺄﻣني َ وﺛﻴﻘﺔ ﺗﺄﻣني ﺿﺪ اﻟﺤﻮادث ﻋﲆ ﺣﻴﺎة ﻧريدﻟﻴﻨﺠﺮ ،اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳُﺨ ﱢ ﻄﻄﺎن ﻟﻘﺘﻠﻪ. واﻟﱰ ﻫﻮف، ُ َ وﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﴍط »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« ﺣﻴﺚ ﻳُﻀﺎﻋَ ﻒ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪوث ﻳﻜﴪ واﻟﱰ وﻓﻴﻠﻴﺲ ،وﻫﻲ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺨﺎﺋﻨﺔَ ، اﻟﻮﻓﺎة ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎرِ . ﻋﻨﻖ اﻟﺰوج ﰲ ﺳﻴﺎرة، ﺛﻢ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ واﻟﱰ ﺑﺄﻧﻪ ﻧريدﻟﻴﻨﺠﺮ ،وﻳﺼﻌﺪ ﻫﻮ ُ ﻧﻔﺴﻪ إﱃ اﻟﻘﻄﺎر .ﻳﻀﻊ ﺟﺒري ًة ﻣُﺰﻳﱠﻔﺔ ﻋﲆ ﺳﺎﻗﻪ ،وﻳﺴﺘﺨﺪم ﻋﻜﺎ َزﻳْﻦ؛ ﻧﻈ ًﺮا إﱃ أن ﻧريدﻟﻴﻨﺠﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻛﺎن ﻗﺪ ُﻛ ِﴪت ُ ﺳﺎﻗﻪ ﻣﺆﺧ ًﺮا. ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺠﺒرية ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻷن اﻟﺮ ﱠﻛﺎب َ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺳﻮف ﻳﺘﺬ ﱠﻛﺮون رؤﻳﺘﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﴬورة َ رؤﻳﺔ وﺟﻬﻪ .ﻳﺬﻫﺐ إﱃ ﻋﺮﺑﺔ اﻟﺘﺪﺧني ﰲ ﻣﺆﺧﺮة اﻟﻘﻄﺎر ،وﻳﻘﻔﺰ ﻣﻨﻬﺎ .ﺛﻢ ﻳﱰك أن ﻳﺘﺬ ﱠﻛﺮوا واﻟﱰ وﻓﻴﻠﻴﺲ اﻟﺮﺟ َﻞ املﻴﺖ ﻋﲆ اﻟﻘﻀﺒﺎن ،ﻟﻴﺒﺪ َو اﻷﻣ ُﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﺳﻘﻂ. ﻗﻠﺖ» :إذن ،ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻴﻨﻪ ﻫﻮ ﱠ أن اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻧ ُ ﱢﻔﺬَت ﺣﺘﻤً ﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﺪو ﻣﺜﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﰲ رواﻳﺔ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج«؟« أﺟﺎﺑﺖ» :ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚْ ، وإن ﻛﻨﺖ اﻟﻮﺣﻴﺪة املﻘﺘﻨِﻌﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﺻﻠﺔ«. ُ ﺳﺄﻟﺖ» :ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص؟ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ُﻗﺘﻠﻮا«. َ أﻟﻘﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻧﻈﺮ ًة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻘﻒ املﻨﺨﻔﺾ ﻟﻠﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﺠﺮ ،ﺛﻢ ٌ ِ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻮ ََﻓﻴﺎت ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻗﺎﻟﺖ» :ﺣﺴﺐ ﻋِ ﻠﻤﻨﺎ ،ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ِ ﻗﺘﻞ ﻣُﻘ ﱠﻠﺪة ﻣﻦ ﻣﺼﺎد َر ﺣﺪﺛَﺖ ﰲ ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪ ،وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﻜﺎد ﺗﺒﺪو ﺟﺮاﺋ َﻢ ٍ أدﺑﻴﺔ«. ﻗﻠﺖ» :ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ«. ﻄﺎ ٍّ ﻂ آﺧﺮ … إﻧﻪ ﻟﻴﺲ راﺑ ً وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك راﺑ ٌ »ﺻﺤﻴﺢ .ﻗﺎﺋﻤﺘُﻚ راﺑ ٌ ْ ﺣﻘﺎ ،ﺑﻞ ﻂ ﻣُﺤﺘﻤﻞ. أﺷﺒ ُﻪ ﺑﺸﻌﻮر داﺧﲇ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻲ ،ﱠ ﺑﺄن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ … ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا أﴍا ًرا ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪة ﻣﻦ أن أﻳٍّﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎن ﻣﺤﺒﻮﺑًﺎ ٍّ ُ ﺣﻘﺎ«. ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺧﻴﺎ ًرا .إﻧﻨﻲ ﱠ وﺗﻔﻘ ُ ﻓ ﱠﻜ ُ ﺪت ﺳﺎﻋﺘﻲ ﺮت ﻟﺤﻈﺔ .ﻛﺎن اﻟﻈﻼ ُم ﻳﺰداد ﰲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ملﺘﺠﺮ اﻟﻜﺘﺐ، ُ ﻧﻈﺮت إﱃ اﻟﺨﻠﻒ ﻧﺤﻮ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺰي ،ﻟﻜﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎن ﻻ ﻳﺰال ﰲ ﺑﺪاﻳ ِﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬرية. ﻋﲆ ٍ املﺨﺰن ،ﺣﻴﺚ ﺗُﻄﻞ ﻧﺎﻓﺬﺗﺎن ﻋﲆ اﻟﺰﻗﺎق اﻟﺨﻠﻔﻲ .ﻛﺎن اﻟﺜﻠﺞُ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﱰاﻛﻢ ﰲ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،وﻛﺎن 31 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ أﺷﻌﻠﺖ ﻣﺼﺒﺎحَ َ ﻛﺎﻟﻐﺴﻖ. اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﻟﺬي أﻣﻜﻨﻨﻲ رؤﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﻣﻈﻠﻤً ﺎ ﻣﻜﺘﺒﻲ. ً َ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣُﻄ ﱠﻠ ًﻘﺎ. ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻛﺎن ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ ﺳﻤﺴﺎ َر واﺻ َﻠﺖ ﺣﺪﻳﺜَﻬﺎ ٍ ﱢ املﺤﻘﻘﻮن اﻟﺬﻳﻦ أﺟْ َﺮوا اﺳﺘﺠﻮاﺑًﺎ ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐني إﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳ َﺮوه ﻣﻨﺬ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣَ ني، ﻗﺎل وإﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻷﺑﻮي ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﺒﱡﻮﻧﻪ .وروﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ،ﻛﻤﺎ ﻗﺮأت ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜري ًة ﻟﻠﺠﺪل إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻛﺒري«. ُ ﻗﻠﺖ» :ذَ ﱢﻛﺮﻳﻨﻲ«. َ ْ زﻳﺠﺔ أﺣﺪ زﻣﻼﺋﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ﻗﺒﻞ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،أﻧﻬﺖ أﻧﻬﺖ »أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻬﺎ َ ﱠ زﻳﺠﺘَﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ .ﺛﻢ أﻟﻔﺖ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﺿﺪ اﻟﺰواج اﻷﺣﺎدي ،ﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﻨﺬ ﻣﺪة .اﻟﻜﺜريُ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس َ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ اﺳﻤﻬﺎ ﰲ ﺟﻮﺟﻞ …« ﻻ ﻳُﺤﺒﻮﻧﻬﺎ .إذا ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ …« »ﺻﺤﻴﺢ .اﻟﺠﻤﻴ ُﻊ ﻟﺪﻳﻪ أﻋﺪاءٌ اﻵن .وﻟﻜﻦ ﻷﺟﻴﺐَ ﻋﻦ ﺳﺆاﻟﻚِ ،أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ ا ُملﺤﺘﻤﻞ ﱠ أن ﻛ ﱠﻞ ﻣَ ﻦ ُﻗﺘِﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ اﻟﺠﻴﺪ ﺟﺪٍّا«. ﻗﻠﺖ» :أﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﱠ ُ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻗﺮأ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺪدﺗُﻬﺎ ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ،ﺛﻢ ﻗ ﱠﺮر أن أن ﱡ ُﺤﺎﻛﻲ ﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐَ و ُ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن ﻃﺮق؟ وأراد اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ أن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺘﻠﻬﻢ ﻳ َ َ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ؟ ﻫﻞ ﻫﺬه ﻧﻈﺮﻳﺘُﻚِ ؟« املﻮت زﻣﱠ ْﺖ ﺷﻔﺘَﻴﻬﺎ ،ﻣﻤﺎ زادﻫﻤﺎ ﺷﺤﻮﺑًﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ذي ﻗﺒﻞ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :أﻋﻠ ُﻢ ﱠ أن اﻷﻣ َﺮ ﻳﺒﺪو ً ﺳﺨﻴﻔﺎ …« ُ ُ ﻗﺮرت أن أﺟ ﱢﺮب ﺟﺮاﺋ َﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻛﺘﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ »أو أﻧﻚِ ﺗﻈﻨني أﻧﻨﻲ ﺑﻨﻔﴘ؟« ﺳﺨﻴﻒ ﻋﲆ ﺣَ ﱟﺪ ﺳﻮاء .أﻋﻠ ُﻢ أﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ .وﻟﻜﻨﻪ ﻣُﺴﺘﺒﻌَ ﺪ ً ٌ أﻳﻀﺎ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﺬا ً ٌ ٌ ﺷﺨﺺ ﺣﺒﻜﺔ ﻣﻦ رواﻳﺔ أﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳُﺪﺑﱢﺮ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ أن ﻳُﺤﺎﻛﻲ َ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر ﻣﻦ …« ُ ﻗﻠﺖِ : »ﻣﻦ رواﻳﺔ ﺟﻴﻤﺲ ﻛﺎﻳﻦ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ« .ﻛﺎن ملﺼﺒﺎح ﻣﻜﺘﺒﻲ ٌ َﺪت ﻫﻲ ﰲ ْ ملﺒﺔ ﺻﻔﺮاء اﻟ ﱠﻠﻮن ،وﻗﺪ ﺑ ْ وﻫﺠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗَﻨ َ ْﻢ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ. ﺗﻮﺻﻠﺖ إﱃ وﺟﻮ ِد ٍ ِ ﺻﻠﺔ ﺑني ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ؟« ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ» :ﻣﺘﻰ ُ وﺟﺪت ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ؟« »أﺗﻌﻨﻲ ﻣﺘﻰ 32 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ »أﻋﻨﻲ ﻫﺬا .أﺟﻞ«. ُ ُ »أﻣﺲُ . ِ ﻣﻠﺨﺼﺎت ﺣﺒﻜﺎﺗﻬﺎ ،وﻟﻜﻨﻲ وﻗﺮأت ﻛ ﱠﻞ ﻃﻠﺒﺖ ﺟﻤﻴ َﻊ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻛﻨﺖ آﻣُﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ ُ آﺗﻲ إﻟﻴﻚ ﻣﺒﺎﴍ ًةُ . ُ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺼرية ،ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻗﺮرت ﺑﻌﺪﻫﺎ أن َ ﻣﻦ إﻳﺠﺎد ﻋﻼﻗﺔ أو ٍ ﺻﻠﺔ ﺑني ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﺤ ﱠﻞ وﻗﺎﺋﻤﺘِﻚ .أﻋﻠ ُﻢ أﻧﻪ اﺣﺘﻤﺎ ٌل ﺑﻌﻴﺪ …« ُ ﻛﻨﺖ أﻧﻈﺮ إﱃ اﻟﻨﺴﺨﺔ املﻄﺒﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺘﻬﺎ ﱄ ،ﻣﺬ ﱢﻛ ًﺮا ﻧﻔﴘ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﱰﺗُﻬﺎ .ﻗﻠﺖ» :ﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻء ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚِ ﻣﺤﺎﻛﺎ ُة ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ املﺬﻛﻮرة ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺤﺬاﻓريﻫﺎ .أو ُ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ«. ﻳﻤﻜﻨﻚِ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ؟« ﺗﻔﺤﱠ ُ ﺼﺖ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ» .ﻣﺼﻴﺪة املﻮت ،ﻣﴪﺣﻴﺔ إﻳﺮا ﻟﻴﻔني .ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻴﻨﻬﺎ؟« »أﺟﻞ ،ﻟﻜﻦ ذ ﱢﻛﺮﻧﻲ«. »اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﻘﺘَﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﺰوﺟﺔ ﻫﻲ إﺧﺎﻓﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ املﻮت؛ وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺗﻌ ﱡﺮﺿﻬﺎ ﻟﻨﻮﺑ ٍﺔ ُ ُ ﻗﻠﺒﻴﺔ .دﺑﱠ َﺮ اﻟﺰوجُ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ أﺑﺪًا وﺻﺪﻳﻘﻪ ﻛ ﱠﻞ ﻫﺬا .إﻧﻬﺎ ُ ﺷﺨﺼﺎ أ ِﺻﻴﺐَ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻗﺪ ُﻗﺘِﻞ ﻓﻌﻠﻴٍّﺎ .ﻟﻜﻦ ﻟﻨﻔﱰض ﱠ ً ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ أراد ﻣﺤﺎﻛﺎ َة أن إﺛﺒﺎت أن ً ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .ﺑﺎدئ َ ﺑَﺪْء ،ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪٍّا أن ﺗﺼﻴﺐَ ﺷﺨﺼﺎ ﺑﻨﻮﺑ ٍﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ،واﻷﺻﻌﺐ أن ً َ ُ َ ﺿﺤﻴﺔ ﻣﺸﺘﺒَﻬً ﺎ ﰲ وﻓﺎﺗﻬﺎ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« وﺟﺪت أﻓﱰض أﻧ َﻚ ﺗﻜﺘﺸﻔﻬﺎ .ﻻ ُ ً ﺑﺼﻴﺼﺎ وﺟﺪت ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ« ،وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﻣﻨﺬ وﺻﻮﻟﻬﺎ إﱃ املﺘﺠﺮ ،أرى ﻗﺎﻟﺖ» :ﺑﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﻋﻴﻨَﻴْﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻣﻨﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ أﻧﻬﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ إﱃ اﻛﺘﺸﺎف ﳾءٍ ﻣﺎ. ُ َ أﻋﺮف اﻟﻜﺜريَ ﻋﻦ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك اﻣﺮأ ٌة ﺗُﺪﻋَ ﻰ إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻣﻦ واﺻ َﻠﺖ» :ﻻ روﻛﻼﻧﺪ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣني ،ﺗُ ﱢ ً ﻣﺮﺿﺎ ﻮﻓﻴَﺖ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﰲ ﺳﺒﺘﻤﱪ املﺎﴈ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ٌ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺪُل ﻋﲆ اﻗﺘﺤﺎم ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺑﺪا اﻷﻣﺮ وﻛﺄﻧﻪ وﻓﺎ ٌة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ«. ُ ﻓﺮﻛﺖ ﺷﺤﻤﺔ أذﻧﻲ .وﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ» :ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻄﻮ؟« ٌ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻟﴪﻗﺘﻪ أو ﻟﻼﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ »ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗ ﱠﺮ َرﺗﻪ اﻟﴩﻃﺔ .اﻗﺘﺤﻢ أُﺻﻴﺒﺖ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺑﻤﺠﺮد أن رأت ﻣﻘﺘﺤِ ﻢ املﻨﺰل .وﻣﻦ ﺛﻢﱠَ ،ﻓ ﱠﺮ ﻫﺎرﺑًﺎ«. »وﻟﻢ ﻳُﺆﺧﺬ ﳾءٌ ﻣﻦ املﻨﺰل؟« »ﺻﺤﻴﺢ .ﻟﻢ ﻳُﺆﺧﺬ ﳾءٌ ﻣﻦ املﻨﺰل«. ﻗﻠﺖ» :ﻻ أﻋﺮف«. 33 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗﺘﺤ ﱠﺮك ً ﻗﻠﻴﻼ إﱃ اﻷﻣﺎم ﰲ ﻛﺮﺳﻴﻬﺎ» :ﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ ،رﻏﻢ ذﻟﻚ .ﻟﻨﻔﱰض أﻧﻚ ً َ ﺿﺤﻴﺔ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﺒﱡﺐ ﰲ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﻨﻮﺑ ٍﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ .ﺑﺎدئ ذي ﺑﺪء ،ﺳﻮف ﺗﺨﺘﺎر أردت ﻗﺘﻞ ٍ ٍ ﻧﻮﺑﺎت ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن .وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻮف ﺗﺘﺴ ﱠﻠﻞ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﱡ وﺗﻨﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ إﱃ داﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ،ﻣﺮﺗﺪﻳًﺎ ﻗﻨﺎﻋً ﺎ ﻣﺮﻋﺒًﺎ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ، َ ﺰاﻧﺔ ﻣﺎ .وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﺴﻘﻂ ﻫﻲ ً َ ﺧِ ٍ ارﺗﻜﺒﺖ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﺟﺜﺔ ﻫﺎﻣﺪة ،وﺗﻜﻮن أﻧﺖ ﻗﺪ ﻟِﻤﺎ ورد ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻚ«. »وإذا ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ذﻟﻚ؟« »ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ ﻳﻨﺴﺤﺐ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺧﺎرﺟً ﺎ ﻣﻦ املﻨﺰل ،وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﻟﺘﻌ ﱡﺮف ﻋﻠﻴﻪ«. »ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘُﺒﻠﻎ ﻋﻦ ذﻟﻚ؟« »ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ«. »ﻫﻞ أﺑﻠﻎ أيﱡ ﺷﺨﺺ ﻋﻦ ﺗﻌ ﱡﺮﺿﻪ ﻟﴚءٍ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ؟« ﱠ »ﻛﻼ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻲ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺳﻮى أن اﻟﺨﻄﺔ ﻗﺪ ﻧﺠﺤَ ﺖ ﻣﻦ أول ﻣﺮة«. ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. ً ُ ﺻﻮت اﻟﺘﻜﺘﻜﺔ اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ أن ﻧريو ﻛﺎن ﻗﺎدﻣً ﺎ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﻟﺤﻈﺔ .وﺗﻨﺎﻫﻰ إﱃ ﺳﻤﻌﻲ ﻇﻠﺖ ً ﻧﺤﻮﻧﺎ ﻋﲆ ﻃﻮل اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ .اﺳﺘﺪارت اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ اﻟﺘﻲ ِ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ أﻳﻀﺎ، وﻧﻈ َﺮت إﱃ ﻗِ ﱢ ﻧﺤﻮ ﻂ املﺘﺠﺮ .ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻪ ﺑﺄن ﻳﺘﺸﻤﱠ ﻢ ﻳﺪﻫﺎ ﺛﻢ ﺧ ﱠﻠ َﻠﺖ أﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﰲ رأﺳﻪ ﻋﲆ ٍ ً ﺟﺎﻟﺴﺎ ﰲ اﻷرض واﻧﻘﻠﺐَ ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺒﻪ ،وﻫﻮ ﻳُﺨﺮﺧﺮ. ﻳﻨ ﱡﻢ ﻋﻦ ﺧﱪﺗﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ .ﺧ ﱠﺮ ﻧريو أن ﻟﺪﻳﻚ ﻗﻄ ً ﻗﻠﺖ» :ﻻ ﺑﺪ ﱠ ﻄﺎ؟« »اﺛﻨﺎن .أﻳﺬﻫﺐ ﻣﻌﻚ إﱃ املﻨﺰل أم ﻳﺒﻘﻰ ﰲ املﺘﺠﺮ ﻓﺤﺴﺐ؟« »ﺑﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ﻓﺤﺴﺐ .اﻟﻜﻮن ﻛ ﱡﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ ﻋﺒﺎر ٌة ﻋﻦ ﻏﺮﻓﺘَني ﻣﺤﻔﻮﻓﺘَني ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ٍ وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﺑﺎء ،اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳُﻄﻌﻤﻪ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺗﺒﺪو ﺣﻴﺎ ًة ﺟﻴﺪة«. ُ ﻳﺤﴬون ﻓﻘﻂ ﻟﺮؤﻳﺘﻪ«. »أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام .ﻧﺼﻒ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮن إﱃ ﻫﻨﺎ وﻗﻒ ﻧريو ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﻣﻤ ﱢﺪدًا َ َ ﺳﺎﻗﻴﻪ اﻟﺨﻠﻔﻴﺘَني ،واﺣﺪ ًة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى ،وﺳﺎر ﻋﺎﺋﺪًا ﺑﺎﺗﺠﺎه واﺟﻬﺔ املﺘﺠﺮ. ﻗﻠﺖ» :إذن ،ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗُﺮﻳﺪﻳﻨﻪ ﻣﻨﻲ؟« 34 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﺴﱰﺷﺪ ﺑﻘﺎﺋﻤﺘﻚ ٍّ ٌ ﺣﻘﺎ ﰲ ارﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ،ﻓﺄﻧﺖ اﻟﺨﺒري »ﺣﺴﻨًﺎ ،إذا ﻛﺎن ﺑﺎﻷﻣﺮ إذن«. ُ ً »وﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ«. »أﻋﻨﻲ ،أﻧﺖ اﻟﺨﺒري ﰲ اﻟﻜﺘﺐ املﻮﺟﻮدة ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ .إﻧﻬﺎ ﻛﺘﺒﻚ ا ُمل ﱠ ﻔﻀﻠﺔ«. وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ،وﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ ُ ُ ﻛﺘﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻨﺬ ٍ أﻋﺮﻓﻬﺎ ﻗﻠﺖ» :أﻋﺘﻘﺪ ﻫﺬا .ﻟﻘﺪ ري ﻣﻦ ﻏريﻫﺎ«. أﻓﻀ َﻞ ﺑﻜﺜ ٍ ُ ﻣﻌﺮﻓﺔ رأﻳﻚ ﰲ ﳾء .ﻛﻨﺖ آﻣُﻞ أن ﺗﻨﻈﺮ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ »وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻟﻦ ﺗﴬﱠ ُ ﺟﻤﻌﺘُﻬﺎ ،ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤ ﱠﻞ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻋﺠﻞ اﻟﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ ،ﻣﺠﺮد ﱠ ﻣﻠﺨﺼﺎت ،ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ «.ﺛﻢ راﺣﺖ املﺎﺿﻴﺔ .ﻟﻘﺪ رﺗﱠﺒﺘُﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ ﻋﲆ ٍ ﺗﺴﺤﺐ ﺣُ َ »وﻛﻨﺖ أﺗﻤﻨﱠﻰ أن ﺗ ﱠ ُ ﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أﺧﱪﻧﻲ إذا ﺰﻣﺔ أوراق ﻣُﺪﺑﱠﺴﺔ ﻣﻌً ﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ، ً ﻛﺎن أيﱞ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﱠ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ املﻮﺟﻮدة ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ«. أن ﻟﻪ ﻗﻠﺖ ،وأﻧﺎ ُ آﺧﺬ اﻷوراق ﻣﻨﻬﺎ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻫﻞ ﻫﺬه … ﴎﻳﺔ ً أﻳﻀﺎ؟« ٌ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺘﺪاوَﻟﺔ .إذا اﺳﱰﻋَ ﺖ إﺣﺪى ﻫﺬه »ﻣﻌﻈﻢ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ أوﺟﺰﺗُﻬﺎ ﻫﻲ ً ﻛﺎﺣﺘﻤﺎل وارد ،ﻓﺴﻮف أُﻟﻘﻲ ﻧﻈﺮ ًة ﻓﺎﺣﺼﺔ .إﻧﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﻛﻤﻦ ﻳ ﱢ َ ﺻﺪﻗﺎ ُﻨﻘﺐ اﻧﺘﺒﺎﻫﻚ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ٍ ﱠ ﻋﻦ إﺑﺮة وﺳﻂ ﻛﻮﻣﺔ ﻣﻦ َ ﺗﺼﻔﺤﺘُﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .اﻷﻣﺮ ﻓﻘﻂ أﻧﻪ ،ﺑﻤﺎ أﻧﻚ ﻗﺪ ﻗﺮأت اﻟﻘ ﱢﺶ .ﻟﻘﺪ اﻟﻜﺘﺐ …« أﻳﻀﺎ إﱃ إﻋﺎدة ﻗﺮاءة ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ ً ﻗﻠﺖ» :ﺳﺄﺣﺘﺎج ً أﻳﻀﺎ«. ُ اﺳﺘﻮت ﰲ ِﺟﻠﺴﺘﻬﺎ ً ﻧﺼﻒ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :إذن ﺳﻮف ﻗﻠﻴﻼ وارﺗﺴﻤَ ﺖ ﻋﲆ وﺟﻬﻬﺎ ﺗُﺴﺎﻋﺪﻧﻲ« .ﻛﺎﻧﺖ َﺷﻔﺘُﻬﺎ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻗﺼرية ،وﻛﺎن ﺑﻤﻘﺪوري رؤﻳﺔ ﻟﺜَﺘِﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤَ ﻬﺎ. ﻗﻠﺖ» :ﺳﺄﺣﺎول«. ُ ﻃﻠﺒﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ ،وﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ أيﱡ ﻧﺴﺦ »ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ .وﻫﻨﺎك ﳾءٌ آﺧﺮ .ﻟﻘﺪ ﻫﻨﺎ ،ﻓﺴﻮف ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺒﺪء أﴎع ﰲ ﱡ ﺗﻔﻘﺪﻫﺎ«. ﱠ ُ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﻣﻨﻬﺎ أن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﺪ َة ﻧﺴﺦ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻦ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺗﻔﻘﺪت ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺠﺮد ﻋﲆ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ؛ ﻣﺰدوج« و»ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« و»اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي« ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻧﺴﺨﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ »ﻟﻐﺰ املﻨﺰل ً ٌ اﻷﺣﻤﺮ« .ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻨﺎ ً ﻃﺒﻌﺔ ﻧﺴﺨﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻳﻀﺎ أوﱃ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ١٩٥٠وﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻤﺘﺎزة وﺗُﻘﺪﱠر ﺑ ١٠آﻻف دوﻻر ﻋﲆ اﻷﻗﻞ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺧِ ٌ ﺰاﻧﺔ ﻣﻘﻔﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﺪﻓﻊ ﺗﺤﻮي ﻛ ﱠﻞ ﻛﺘﺒﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﺳﻌﺮﻫﺎ ﺧﻤﺴني دوﻻ ًرا أو أﻛﺜﺮ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻫﻨﺎك .ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻲ ،ﰲ ﺧِ ﺰاﻧﺔ زﺟﺎﺟﻴﺔ ﻣﻘﻔﻠﺔ ً أﻳﻀﺎ ،ﺣﻴﺚ 35 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ﱢ ِ ﺟﺎﻣﻊ ﻧﺰﻋﺔ ﻟﻠﺘﺨﲇ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ .ﻛﺎن ﺑﺪاﺧﲇ ﻃﺒﻌﺎت اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪٍّا ﺗﻤﺎﻣً ﺎ أﺿﻊ ِ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ، ﻛﺘﺐ ،وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﴬورة ﺷﻴﺌًﺎ ﺟﻴﺪًا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ٍ وﻛﺬﻟﻚ ﻟﺸﺨﺺ ﺗﻤﺘﻠﺊ رﻓﻮف اﻟﻜﺘﺐ ﰲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻌُ ﱢﻠﻴﱠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘ ُ ُ ﻛﺪت أُﺧﱪ ﻄﻨﻬﺎ ﻋﻦ آﺧﺮﻫﺎ. َ ُ ﻗﺮرت أﻻ أﻛﺬب ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛﺘﺎب ﻫﺎﻳﺴﻤﻴﺚ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺸﺄن ﳾءٍ ﺗﺎﻓﻪ ،ﻋﲆ ﻋﻤﻴﻠﺔ ﰲ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ .أﺧﱪﺗُﻬﺎ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ،وﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﻨﺘﻈﺮ وﺻﻮ َل ﻧﺴﺨﺘﻬﺎ اﻟﻮرﻗﻴﺔ .ﻫﻜﺬا ﻳﺘﺒﻘﻰ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« ،اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺣﺘﻤً ﺎ ﻟﺪيﱠ ﰲ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ً ُ املﻨﺰل ،و»ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« ،اﻟﺘﻲ أﻳﻀﺎ ﻟﺪيﱠ ﰲ املﻨﺰل .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪيﱠ ٌ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻣﴪﺣﻴﺔ »ﻣﺼﻴﺪة املﻮت« ،ﺳﻮاءٌ ﻫﻨﺎ ﰲ املﺘﺠﺮ أو ﰲ املﻨﺰل، ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ُ أﺧﱪت اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻫﺬا. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻋﺮف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮدة. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻗﺮاء َة ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻛﺘﺐ ﰲ ٍ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل«. »ﻫﻞ ﺳﺘﻌﻮدﻳﻦ إﱃ …« »ﺳﻮف أﻣ ُﻜﺚ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻫﻨﺎ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﰲ ﻓﻨﺪق »ﻓﻼت أوف ذا ﻫﻴﻞ« .ﻛﻨﺖ أﺗﻤﻨﻰ ﺑﻌﺪ أن ﺗ ﱠ ﻄﻠﻊ ﻋﲆ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،رﺑﻤﺎ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح … أن ﻧﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎء ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻓﻠﺘﻨﻈﺮ ﻣﺎذا ﺗﺮى«. ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .ﻻ أﻋﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻓﺘﺢ املﺘﺠ َﺮ ﻏﺪًا ،ﻟﻴﺲ إذا ﻛﺎن اﻟﻄﻘﺲ …« »ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻘﺪوم إﱃ اﻟﻔﻨﺪق .ﺳﻴﺪﻓﻊ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ﻧﻈريَ وﺟﺒﺔ إﻓﻄﺎرك«. ﻗﻠﺖ» :ﻳﺒﺪو ﻫﺬا راﺋﻌً ﺎ«. ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ ،ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ إﻧﻬﺎ ﺳﺘﺪﻓﻊ ﺛَﻤﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﺗﺄﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻬﺎ إﱃ املﻨﺰل. ﻗﻠﺖ» :ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻲ ﺑﺸﺄن ﻫﺬا .ﻳﻤﻜﻨﻚ إﻋﺎدﺗﻬﺎ إﱄ ﱠ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬني«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ«. ﴎت ﻫﺒ ُﱠﺔ رﻳﺢ ﻋﲆ ﻃﻮل ﺷﺎرع ﺑريي .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻠﻮج ﺗﱰاﻛﻢ، ﻣﺎ إن ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎبَ ﺣﺘﻰ َ َ ٍ َ ﻃﻤﺴﺖ ﺟﻤﻴ َﻊ اﻟﺰواﻳﺎ اﻟﺤﺎدة ﻟﺸﺎرع املﺪﻳﻨﺔ. اﻧﺠﺮاﻓﺎت، وﺗﺴﺒﱠﺒَﺖ اﻟﺮﻳﺢُ ﰲ ﺣﺪوث ﱠ »ﺗﻮﺧﻲ اﻟﺤﺬ َر ﰲ اﻟﺨﺎرج«. ﻗﻠﺖ: ً ﻗﺎﻟﺖ» :إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪًا« .وأﺿﺎﻓﺖ ،ﻣﺆ ﱢﻛﺪة ﻣﻮﻋ َﺪ ﻟﻘﺎﺋﻨﺎ ﻋﲆ اﻹﻓﻄﺎر» :ﺳﺄﻧﺘﻈﺮك ﻏﺪًا ﰲ ﺗﻤﺎم اﻟﻌﺎﴍة ،ﺣﺴﻨًﺎ؟« ُ ُ ﺗﻜﺘﻨﻒ أرﺟﺎء ووﻗﻔﺖ ﰲ املﺪﺧﻞ ،أراﻗﺒُﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﰲ اﻟﺜﻠﻮج اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«، املﻜﺎن. 36 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ُ ٍ ﻏﺮﻓﺔ ﻋﻠﻴﱠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﺸﺖ ﺑﻤﻔﺮدي ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺷﺎرع ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،أﻋﲆ اﻟﺘﻞ ﰲ اﻟﺮﻣﲇ اﻟﺒُﻨﻲ اﺳﺘﺄﺟﺮﺗُﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﺪ ٍة ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺮاﻫﻤﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ وﻧُﺨﺒﺘﻬﺎ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ دﻓﻌﺖ إﻳﺠﺎ ًرا زﻫﻴﺪًا ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،وﺗﻮﺟﱠ ُ ُ ﺑﺪاﻓﻊ ﺴﺖ أيﱡ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ملِ ﻠﻜﻴﱠﺘﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ. ٍ ُ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻐﺮﻓﺔ وﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ إﱃ أﺣﺪ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺳﺘﻤﻮت ﻓﻴﻪ ً ﻓﻄﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ املﺎﻟﻴﺔ. اﻷﻛﺜﺮ ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ ﻋﴩ دﻗﺎﺋﻖ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻣﻦ املﺘﺠﺮ إﱃ ﻏﺮﻓﺘﻲ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺳريُ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻣﺮﺗﺪﻳًﺎ زوﺟَ ني ﻣﻦ اﻷﺣﺬﻳﺔ ذَوَي ﻧﻌ َﻠني ﻣﻬﱰﺋَني .ﻟﺴ َﻊ اﻟﺜﻠﺞُ وﺟﻬﻲ ،وأﺧﺬَت اﻟﺮﻳﺎح ﺗﻌﻘِ ُ ﻒ اﻷﺷﺠﺎر وﻫﻲ ﺗﺪوي ﰲ اﻟﺸﻮارع اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ .وﻋﻨﺪ ﺑﻠﻮغ ﺷﺎرع ﱡ ُ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،ﻓ ﱠﻜ ُ ﻗﺮرت اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺘﺠﺮ »ﺳﻔﻨﺰ« ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ ﻟﺘﻨﺎول ﻣﴩوب ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺮت ﰲ اﻟﺪﺧﻮ َل إﱃ ﻣﺘﺠﺮ اﻟﺠُ ﺒﻦ واﻟﻨﺒﻴﺬ ً اﺑﺘﻌﺖ ﻟﻨﻔﴘ ﱠ ُ ٍ اﻟﺠﻌَ ﺔ ﻣﻦ ﺳﺖ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺣﻴﺚ ﻋﺒﻮات ﻣﻦ ِ اﻟﺠﺎﻫﺰ ﻣﺤﺸﻮ ًة ﺑﻠﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ واﻟﺠﺒﻦ ﻧﻮع »أوﻟﺪ ﺳﺒﻴﻜﻠﺪ ﻫﻦ« وﺷﻄري ًة ﻣﻦ ﺧﺒﺰ اﻟﺒﺎﺟﻴﺖ ِ ﻟﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﺸﺎء .ﻛﻨﺖ أﺧ ﱢ ِ ﴍﻳﺤﺔ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أﺧﺮﺟﺘُﻬﺎ ﻹذاﺑﺔ ﻄﻂ ﻟﻄﻬﻲ ً ﻣﺘﺸﻮﻗﺎ ﻟﻘﺮاءة ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ. ﺗﺠﻤﻴﺪﻫﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ أﻗ ُ ُ ﺻﻌﺪت اﻟﺪرﺟﺎت املﺆدﻳﺔ إﱃ اﻟﺒﺎب ﻄﻦ ﺑﻬﺎ، ُ ﻣﻘﺎﺑﺾ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﺰﻫﺮ، اﻷﻣﺎﻣﻲ اﻟﺜﻘﻴﻞ ،املﺼﻨﻮع ﻣﻦ ﺧﺸﺐ اﻟﺠﻮز واﻟﺬي ﻟﻪ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻨﻔﴘ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﺑﻌﺪ أن ﺗﺨ ﱠﻠ ُ ُ اﻟﺜﻠﺞ ﺼﺖ ﻣﻦ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺟُ ﺮف اﻟﺜﻠﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ. ِ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮة أﺧﺮى ،ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻣﺎري-آن ،ﻗﺪ ﻓﺮ َزت اﻟﱪﻳ َﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﺎﻟﻖ ﺑﺤﺬاﺋﻲ .ﻛﺎﻧﺖ ِ ِ ُ اﻟﺘﻘﻄﺖ اﺳﺘﻤﺎرات ﺑﻄﺎﻗﺘﻲ اﻻﺋﺘﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﺮﻃﺒﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ وﺗﺮ َﻛﺘﻪ ﻋﲆ اﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﰲ اﻟ ﱠﺮدﻫﺔ. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ُ ٍ درﺟﺎت ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻘﺖ ﺛﻼث ﻗﻄﺮات املﺎء ﻋﲆ اﻷرﺿﻴﺔ ا ُملﺒ ﱠﻠﻄﺔ ا ُملﺘﺼﺪﱢﻋﺔ ،ﺛﻢ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﻣﻨﻲ ﱡ اﻟﺴ ﱠﻠﻢ ﺻﺎﻋﺪًا إﱃ ﻣﻜﺎن اﻟﻌﻠﻴﱠﺔ ا ُملﻌﺪﱠل. ُ ﺧﻠﻌﺖ وﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل داﺋﻤً ﺎ ﺧﻼل أﺷﻬﺮ اﻟﺸﺘﺎء ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮارة ﺧﺎﻧﻘﺔ داﺧﻞ املﻜﺎن. ُ ﻣﻌﻄﻔﻲ ُ ﻓﺘﺤﺖ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﻨﺎﻓﺬﺗَني ﻟﺪيﱠ ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﻧﺎﻓﺬﺗﺎن ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺒَﻲ اﻟﺠﺪا َرﻳﻦ وﺳﱰﺗﻲ ،ﺛﻢ ُ وﺿﻌﺖ َﺧ ً اﻟﺠﻌﺔ ﰲ املﺎﺋ َﻠني ،ﺗﻜﻔﻴﺎن ﻷن ﻳﴪيَ اﻟﻬﻮاءُ اﻟﺒﺎرد إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ. ﻤﺴﺎ ﻣﻦ ﻋُ ﺒﻮات ِ ُ وﻓﺘﺤﺖ اﻟﺴﺎدﺳﺔ .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺷﻘﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎر ًة ﻋﻦ ٍ ﺷﻘﺔ اﺳﺘﻮدﻳﻮ ﺻﻐرية، ﺛﻼﺟﺘﻲ ٌ ُ وﺗﻤﺪدت ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ ،ﺛﻢ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻌﻴﺸﺔ ﻣُﻌﻴﱠﻨﺔ اﻟﺤﺪود ﺑﻮﺿﻮح، ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻬﺎ ُ ُ وﴍَﻋﺖ أﻗﺮأ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ. رﻓﻌﺖ ﻗﺪﻣَ ﻲ ﻓﻮق ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻘﻬﻮة، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﱠﺒﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒًﺎ زﻣﻨﻴٍّﺎ ،وﻛﻞ إدﺧﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨ ﱠ ٌ ﺴﻖ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻣﻮﺿﺢٌ ﰲ رأﺳﻴﺔ اﻟﺼﻔﺤﺔ ٍّ ٌ ﻣﻠﺨﺺ ﻣُﺠﻤﻞُ ،ﻛﺘﺐ ﻋﲆ ﻛﻼ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واملﻮﻗﻊ واﺳﻢ اﻟﻀﺤﻴﺔ .وﻣﻊ أﻧﻬﺎ َ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺟﻤﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﺗُﻤﺎﺛﻞ ﰲ أﺳﻠﻮﺑﻬﺎ آﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ِﺻﻴﻐﺖ ﰲ ٍ ٍ ﻋﺠﻞ ﰲ ِ ُ ﺗﻘﺪﻳﺮ أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ ﻣﻤﺘﺎز ﰲ ﻣﺴريﺗﻬﺎ ﺗﺤﺼﻞ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻋﲆ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ .ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻟﻢ ٍ ُ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﺬﺑﻬﺎ إﱃ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪَت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ. ً ً ﺷﺨﺼﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻮاءﻣﺔ ﻟﻸوﺳﺎط اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ،رﺑﻤﺎ أﺳﺘﺎذة ﻟﻐﺔ إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ،أو ﺑﺎﺣﺜﺔ .ذ ﱠﻛ َﺮﺗﻨﻲ ً ﻗﻠﻴﻼ ﺑﺈﻳﻤﻴﲇ ﺑﺎرﺳﺎﻣﻴﺎن؛ وﻫﻲ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﻟﺪيﱠ ﻣُﻮﻟﻌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ وﻣُﻄﺎ َﻟﻌﺘﻬﺎ ،وﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪﱠث .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻘﺪْر ﻣﻦ اﻻرﺗﺒﺎك ،رﺑﻤﺎ اﻟﻨﻈ َﺮ ﰲ ﱠ َ ً ﻳُﻌﺰى اﻷﻣﺮ ﻓﻘﻂ إﱃ ﻛﻮن إﻳﻤﻴﲇ ﺷﺎﺑﺔ وﻋﺪﻳﻤﺔ اﻟﺨﱪة .ﻛﺎن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ أﻻ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﻛﻼرﻳﺲ ﺳﺘﺎرﻟﻴﻨﺞ )اﺳﻢ ﻃﺎﺋﺮ آﺧﺮ( ﻣﻦ ﻓﻴﻠﻢ »ﺻﻤﺖ اﻟﺤُ ﻤﻼن« )ذا ﺳﺎﻳﻠﻨﺲ أوف ذا ﻻﻣﺲ( .ﻫﺬا ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎدر إﻟﻴﻪ ذﻫﻨﻲ داﺋﻤً ﺎ ،اﻟﻜﺘﺐ واﻷﻓﻼم .ﻫﻜﺬا ﻫﻮ اﻷﻣﺮ ﻣﻨﺬ أن ً ودﻳﻌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺑﺪأت اﻟﻘﺮاءة أو َل ﻣﺮة .وﺑﺪت ﻣﺎﻟﻔﻲ ،ﻣﺜﻞ ﻧﻈريﺗﻬﺎ اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ، اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗَﺸﻐﻠﻬﺎ .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﺨﻴﱡﻠﻬﺎ ﺗﺴﺤﺐ ﺳﻼﺣً ﺎ ﻣﻦ ﺟَ ﻌﺒﺘﻪ وﺗﻠﻮﱢح ﺑﻪ ،أو ﺗﺴﺘﺠﻮب ﻣُﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ ﺑﴬاو ٍة وﺣَ ﺰم. »وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺠﻮﺑَﺖ أﺣ َﺪ ا ُملﺸﺘﺒَﻪ ﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺠﻮﺑَﺘﻚ أﻧﺖ!« َ ُ ُ ُ وﻧﻈﺮت إﱃ ﻗﺎﺋﻤﺘﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺒرية، واﺣﺘﺴﻴﺖ ﻃﺮدت ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻜﺮ َة ﺑﺎﻟﺬات ﻣﻦ رأﳼ، َ أﻋﻜﻒ ﻋﲆ ﻗﺮاءة اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ .ﻋ َﺮ ُ ﻣﺘﻔﺤﱢ ً ﻓﺖ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺼﺎ اﻟﺒﻨﻮد ا ُملﺪرﺟﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻮﺟﺪ اﻟﻜﺜري ﻫﻨﺎ؛ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻟﻢ ﻳﺠﺬب اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﳾءٌ ﺑﻌﻴﻨﻪ .اﻟﻌﺪﻳ ُﺪ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻛﺎﻧﺖ ً اﺣﺘﻤﺎﻻ واردًا ،وﻟﻜﻦ ﺟﺮاﺋ َﻢ ﺳﻼح .وﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﺪن .ﺑﺪا أﺣ ُﺪ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻋﻨﻒ اﻟﺴﻼح ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻛﺜريٌ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﰲ اﻟﻮﺻﻒُ .ﻗﺘﻞ رﺟ ٌﻞ ﻳُﺪﻋﻰ داﻧﻴﺎل ﺟﻮﻧﺰاﻟﻴﺲ رﻣﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص 38 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ أﺛﻨﺎء ﺗﻤﺸﻴﺔ ﻛﻠﺒﻪ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻴﺪﻟﺴﻜﺲ ﻓﻴﻠﺰ .ﺣﺪث ذﻟﻚ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺒ ﱢﻜﺮ ﻣﻦ ﺻﺒﺎح أﺣﺪ اﻷﻳﺎم ُ ً ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺑﻌﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ اﻷدﻟﺔ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﰲ ﺳﺒﺘﻤﱪ املﺎﴈ ،وﻗﺪ د ﱠوﻧَﺖ اﻟﻘﻀﻴﺔ .ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐُ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺟﺬب اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ إﱃ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬات ﻫﻮ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﰲ رواﻳﺔ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي« .ﺣﻴﺚ ﻳُﻘ ﱢﺮر ٌ ﻗﺘﻠﺔ ﰲ ﱢ ﺳﻦ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﰲ رواﻳﺔ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي« ﻟﺪوﻧﺎ ﺗﺎرت ﴐور َة اﻟﺘﺨ ﱡﻠﺺ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻬﻢ ﱠ املﻠﻘﺐ ﺑﺎﺳﻢ ﺑﺎﻧﻲ ﻛﻮرﻛﻮران أو اﻷرﻧﺐ َ ِ ﻗﺘﻞ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﺎﻛﻰ ﻃﻼبُ اﻷدب ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳﻜﺸﻒ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﻛﻮرﻛﻮران؛ ﺟﺮﻳﻤﺔ ٍ َ ﻃﻘﺲ ﻋﺮﺑﺪ ٍة دﻳﻮﻧﻴﴘ )ﺷﻬﻮاﻧﻲ( ﰲ اﻟﻐﺎﺑﺔ ،وﻗﺘﻠﻮا ﻣُﺰارﻋً ﺎ ﺧﻄﺄ ً )أو ﻋﻤﺪًا(. اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻧﻲ ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻟﻄﻘﻮس ،ﻟﻜﻨﻪ اﻛﺘﺸﻒ ذﻟﻚ وﺑﺪأ ﰲ اﺑﺘﺰاز أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ اﻷﺛﺮﻳﺎء ﺑﻬﺬه املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ أﺷﻴﺎءَ ،ﻣﺜﻞ ﻋﺸﺎء ﰲ اﻟﺨﺎرج ،ورﺣﻼت إﱃ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ .ﻛﻤﺎ أﻧﻬﻢ ﺷﻌَ ﺮوا ﻜﺮ ﺑﻤﺎ ﺣﺪث .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،وﺿﻌﻮا ُﺧ ً َ ِ ﻄﺔ ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳُﺨﱪ أﺣﺪًا وﻫﻮ ﰲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﺗﺠﺎﻫﻪ ﺣﺎﻟﺔ ُﺳ ٍ وﺿ َﻊ اﻟﻠﻤﺴﺎت اﻷﺧرية ُ ﻟﻘﺘﻠﻪ .ﱠ ﺗﻮﱃ ﻫﻨﺮي وﻳﻨﱰ ،وﻫﻮ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻷذﻛﻰ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔْ ، ﻟﺨﻄﺘﻬﻢ. ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺮﻓﻮن أن ﺑﺎﻧﻲ ﻳﺨﺮج ﰲ ﻧﺰﻫﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺳريًا ﻋﲆ اﻷﻗﺪام ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ،وﻣﻦ ُ املﻄﺎف إﻟﻴﻪ ،وﻛﺎن ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻤ ﱟﺮ ﻓﻮق ﻣﻜﺎن اﻋﺘﻘﺪوا أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ ﺛ ﱠﻢ ﺗﺮﺑﺼﻮا ﺑﻪ ﰲ ٍ وادٍ ﻋﻤﻴﻖ .ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻞ ،دﻓﻌﻮه ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺤﺎﻓﺔ ،آﻣﻠني أن ﻳﺒﺪ َو اﻷﻣﺮ وﻛﺄﻧﻪ ﺣﺎدثً ، أﻣﻼ ﰲ أن ﻳُﺨﻔﻲ ﻣﺴﺎ ُر ﻧﺰﻫﺘﻪ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻣﺨﻄ َ ﻂ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. ﻫﻞ ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻗﻀﻴﺔ داﻧﻴﺎل ﺟﻮﻧﺰاﻟﻴﺲ ،اﻟﺬي ُﻗﺘﻞ أﺛﻨﺎء رﻛﻀﻪ اﻟﺼﺒﺎﺣﻲ، َ ذات ﺻﻠﺔ؟ ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻣُﺴﺘﺒﻌَ ﺪًا ﻋﲆ ﺿﻮء ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻮﻧﻪ ُﻗﺘﻞ رﻣﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص ،وﻟﻜﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ أﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎﻣﻪ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻔﻜﺮة وراء ﻫﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ املﻘ ﱠﻠﺪة ﻫﻲ اﻟﺘﺨ ﱡﻠﺺ ﻣﻦ ٍ ﺑﻨﺸﺎط ﻣ ﱠ ُ ُ وﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻧﻌ ِﻴﻪ .ﻛﺎن أﺳﺘﺎذًا ﻣﺴﺎﻋﺪًا ﰲ اﻟﻠﻐﺔ أﺣﴬت اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ املﺤﻤﻮل، ُﺘﻮﻗﻊ. ﱡ ﺗﺨﺼﺼﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ أو اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ، اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻜﻠﻴﺎت املﺤﻠﻴﺔ .وﻣﻊ أن ﻣﺠﺎل ً اﺣﺘﻤﺎﻻ واردًا ،وﻗ ﱠﺮ ُ رت إﺧﺒﺎ َر اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن أﺳﺘﺎذًا ﻟ ﱡﻠﻐﺎت ﻋﲆ أي ﺣﺎل .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺑﻪ ﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ. ﺗﻔﻘﺪت َ ُ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺠﺮاﺋﻢ .ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﻋﻦ ﺣﺎدث ﻏﺮق ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻓ ﱢﻜ ُﺮ ﰲ ﻛﺘﺎب ﺟﻮن ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧﻪ ﺣﺎدث، دي ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« .ﻟﻜﻦ ،إذا ﻛﺎن أﺣﺪُﻫﻢ ﻗﺪ ﻏﺮق ٍ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺠﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﻟﻢ ﺗُﺤ ﱠﻞ ﺑﻌﺪ. ﻓﻤﻦ ا ُملﺤﺘﻤَ ﻞ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أﻻ ﻳﻮﺟﺪ ذﻛ ٌﺮ ﻟﻪ ﰲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ً ٍ ﺟﺮﻋﺎت زاﺋﺪة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻄﺄ. أﻳﻀﺎ ﻗﻮاﺋ ُﻢ ﻟﻠﺤﻮادث املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﻨﺎول ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ أﺳﻠﻮبَ اﻟﻘﺘﻞ ﰲ رواﻳﺔ »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« .ﻳُﺤﻮﱢل اﻟﻘﺎﺗ ُﻞ ،وﻫﻮ ﻃﺒﻴﺐٌ ،زوﺟﺘَﻪ إﱃ ٍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ أن اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﺑﺸﺄن إدﻣﺎﻧﻬﺎ، ﻣُﺪﻣﻨﺔ ﻣﻮرﻓني .ﺛﻢ ﻳﻘﺘﴫ اﻷﻣﺮ 39 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ٍ ﺑﺠﺮﻋﺔ زاﺋﺪة. ﻟﺪرﺟﺔ أن ﻳُﺼﺒﺢ اﻷﻣﺮ ﻣﺜﺎ ًرا ﻟﻠﻘﻴﻞ واﻟﻘﺎل ﰲ اﻷوﺳﺎط املﺤﻠﻴﺔ .ﺛﻢ ﻳﻘﺘﻠﻬﺎ ٍ ِ ﺟﺮﻋﺎت ﺣﻮادث ﺗﻨﺎول وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك املﺌﺎت — إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻵﻻف — ﻣﻦ زاﺋﺪة ﻣﻦ املﺨﺪرات ﰲ ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ .ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن واﺣﺪ ٌة َ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻣُﺘﻌﻤﱠ ﺪة؟ اﻟﻔﻜﺮة ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ أﻧﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻧﺸﺄﺗُﻬﺎ ﰲ اﻷﺳﺎس ،ﻛﻨﺖ أﺣﺎول ﻣﻨﻬﺎ ٍّ ً ُ َ ﻣﻄﻠﻘﺎ .وﺑﻨﺎءً اﻟﻘﺒﺾ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻗﺘﻞ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻘﺎ اﻹﺗﻴﺎن ﺑﺠﺮاﺋ ِﻢ ٍ ُ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ. ﻋﲆ ذﻟﻚ ،إذا ﻧﺠﺢ أﺣﺪُﻫﻢ ﰲ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺑﻌﺾ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻫﺬه ،ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ املﻤﻜﻦ ُ ُ اﻟﺠﻌﺔ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻘﺔ ﻫﺎدﺋﺔ ﻗﻀﻤﺖ ﻗﻀﻤﺘَني ﻣﻦ ﺷﻄريﺗﻲ ﺛﻢ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻋﺒﻮ ًة أﺧﺮى ﻣﻦ ِ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،وﻟﻢ أرﻏﺐ ﰲ ﻓﺘﺢ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﱠ ﻠﺖ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ً ﺷﻐ ُ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ .أﻟﺒﻮم ﻣﺎﻛﺲ ُ ُ وﻧﻈﺮت إﱃ اﻟﺴﻘﻒ املﺮﺗﻔﻊ، اﺳﺘﻠﻘﻴﺖ ﻋﲆ أرﻳﻜﺘﻲ رﻳﺨﱰ » ٢٤ﺑﻮﺳﺖ ﻛﺎردز إن ﻓﻮل ﻛﻠﺮ«. ً ُ إﱃ ُ ﺑﺸﺄن ﻣﺎ ﻓﻜﺮت ﺪع رﻗﻴﻖ ﻣﺘﻌ ﱢﺮج ﻣﻦ أﺳﻔﻞ اﻟﺼﺐﱢ ؛ ﻛﺎن ﻣﺸﻬﺪًا ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ،ذﻟﻚ اﻟﺴﻘﻒ. ِ ﺻ ٍ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ ﻟﻠﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ﻋﲆ اﻹﻓﻄﺎر .ﺳﺄﺧﱪﻫﺎ ﻋﻦ داﻧﻴﺎل ﺟﻮﻧﺰاﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ووﺟﻪ اﻟﺼﻠﺔ املﺤﺘﻤَ ﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني رواﻳﺔ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي« .ﺳﻮف أﻗﱰح ﻋﻠﻴﻬﺎ أن اﻟﱪَك أو اﻟﺒﺤريات ،وﺳﺄﻗﱰح ً ً أﻳﻀﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﰲ ﺣﻮادث اﻟﻐﺮق، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛَﺖ ﰲ ِ أن ﺗ ﱠ ٍ ً ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪم ﺟﺮﻋﺎت زاﺋﺪة، ﻄﻠﻊ ﻋﲆ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﻨﺎول ﻓﻴﻬﺎ ا ُمل ﱠ ﺘﻮﰱ ِﻣﺤْ َﻘﻨﺔ. ُ ٍ اﺗﺠﺎﻫﺎت وأﻋﺪت ﺗﺸﻐﻴﻠﻪ ،ﻣﺴﺘﻠﻘﻴًﺎ ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ .ﻛﺎن ﻋﻘﲇ ﻳﺴري ﰲ اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻟﺒﻮم، ً ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﴘ أن أُدرج اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت ً ﻗﺎﺋﻤﺔ ذﻫﻨﻴﺔُ . ُ أوﻻ. ﻗﺮرت أن أﺗﻤﻬﱠ ﻞ وأﻋُ ﱠﺪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ؛ وﻟﺬا ﻧﺤﻮ ﻋﺸﻮاﺋﻲ .ﺣﺴﻨًﺎ، اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻷوﱃ ﻫﻲ أن أﺣﺪﻫﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ﻟﻘﺘﻞ ٍ أﺷﺨﺎص ﻋﲆ ٍ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ املﻮت ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ،رﺑﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺗﻞ .واﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ رﺑﻤﺎ ُ ﻛﻨﺖ ﻣﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ ،ﻓﻠﻢ أﻛﻦ ﺑﺄي ُ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺄﺗﻲ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﻣﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ ِﺟﺪﻳٍّﺎ .وﻛﻤﺎ أوﺿﺤﺖ ُ اﻟﻐﺮض ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﱄ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬا ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮﺿﻊ .ﻛﺎن ٍ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ملﻌﺮﻓﺔ رأﻳﻲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن .إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ﻣﺘﻮ ﱢرط، اﻟﻴﻮم ﻫﻮ اﺳﺘﺸﺎرﺗﻲ ،ﰲ ﻓﺈﻧﻨﻲ أﺟﺰم أﻧﻪ ﰲ املﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ — ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﻓﻄﺎر ﻏﺪًا ،أو رﺑﻤﺎ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ — ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻤﻴ ٌﻞ ﻓﻴﺪراﱄ آﺧﺮ .اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :أﻳٍّﺎ ﻛﺎن ﻣَ ﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬا، ُ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ﻓﺤﺴﺐ .اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ .رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻛﺜريًا ،وﻟﻜﻦ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ. َ ﱠ اﻟﻀﺤﻴﺔ إن ﻣﺎ دﻓﻌﻨﻲ إﱃ اﻋﺘﻘﺎد — أو ﻣﻌﺮﻓﺔ — ذﻟﻚ ﻫﻮ أﻧﻨﻲ أﻋﺮف ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ُ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ،املﺮأة اﻟﺘﻲ أُﺻﻴﺒﺖ ﺑﻨﻮﺑ ٍﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﰲ روﻛﻼﻧﺪ، اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ اﻟﺘﻲ ذﻛ َﺮﺗﻬﺎ 40 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﺳﻤﻌﺖ اﻻﺳﻢ ،ﻋ َﺮ ُ ُ ﻓﺖ أﻧﻬﺎ إﻳﻠني إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن .إﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺮﻓﻬﺎ ﺟﻴﺪًا ،وﻟﻜﻦ ﺑﻤﺠﺮد أن ﺟﻮﻧﺴﻮن اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺎدت اﻟﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻴﻜﻮن ﻫﻴﻞ ،وﻫﻲ َزﺑﻮﻧﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻟﻠﻤﺘﺠﺮ ،واﻣﺮأة ﺣﴬَ ت اﻟﻨﺪو َة اﻟﻨﻘﺎﺷﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻛﺎﺗﺐ اﺳﺘﻀﻔﻨﺎه .أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ آﻧﺬاك إﺧﺒﺎر اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ، ُ ﺷﻌﺮت ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻲ ﻣﻀﻄ ﱞﺮ إﱃ ذﻟﻚ ،ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﺘﺰم ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ،وﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ إﺧﺒﺎرﻫﺎ. ﻛﻨﺖ ً ُ ﻟﻘﺪ ُ ٍ اﻋﺘﺰﻣﺖ أن أﺣﺠُ ﺐ ﻫﺬه ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻨﻲ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ واﺛﻘﺎ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺠُ ﺐ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻨﻬﺎ. ﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ أن أﺑﺪأ ﰲ اﻻﺣﱰاز ﻟﻨﻔﴘ. 41 اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ وأﻟﻘﻴﺖ ﻣﺎ ﱠ ُ ُ ُ ُ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺠﻌﺔ، ﻧﻬﻀﺖ، ﺑﺪأت أﻏﻔﻮ ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻏﺴﻠﺖ زﺟﺎﺟﺎت ِ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﱢ ُ ُ ُ رف اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ وارﺗﺪﻳﺖ ﻣﻨﺎﻣﺘﻲ .ﺛﻢ ﻏﺴﻠﺖ أﺳﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺷﻄريﺗﻲ ،ﺛﻢ ُ ووﺟﺪت اﻟﻜﺘﺎبَ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« .ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ اﻟﻜﺘﺎبُ اﻷﺻﲇ اﻟﻮرﻗﻲ اﻟﻐﻼف دار اﻟﻨﴩ »ﺟﻮﻟﺪ ﻣﻴﺪال« ﻃﺒﻌﺔ ﻋﺎم .١٩٦٣ﻛﺎن اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺤﻤﻞ واﺣﺪًا ﻣﻦ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ِ ً ﺗﻠﻚ اﻷﻏﻠﻔﺔ املﺼﻮﱠرة اﻟﻔﺎﺿﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﱢﻦ ﻋﲆ اﻷﻏﻠﺐ ﻛ ﱠﻞ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻮرﻗﻴﺔ؛ ﻛﺎن ﻏﻼﻓﺎ ﻟﺠﻮن دي ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن .ﰲ ﻫﺬا اﻟﻐﻼف ،ﺗﻈﻬﺮ اﻣﺮأ ٌة ذات ﺷﻌﺮ داﻛﻦ ﺗﺮﺗﺪي َ أﺑﻴﺾ وﻫﻲ ﺗُﺠ ﱡﺮ ْ ﻋﱪ اﻷﻋﻤﺎق اﻟﺨﴬاء اﻟﻘﺎﺗﻤﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻳﺪَﻳﻦ ﺗُﻤﺴﻜﺎن ﺑﺈﺣﺪى ﺑﻴﻜﻴﻨﻲ َ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﺘَني .ﺗﺮﻣﺰ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻏﻠﻔﺔ إﱃ ﺷﻴﺌَني :اﻟﺠﻨﺲ واملﻮت .ﻣ ﱠﺮ ُ رت إﺑﻬﺎﻣﻲ ﻋﲆ ﻟﻜﺘﺎب ﻗﺪﻳﻢ ورﻗﻲ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻜﺘﺎب ،أُﻗ ﱢﻠﺐُ ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺎت ،واﻧﺒﻌﺜَﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺮاﺋﺤﺔ اﻟﻼذﻋﺔ اﻟﻌﻄﻨﺔ ٍ ُ أﺣﺒﺒﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﺑﺤُ ﻜﻢ اﻟﻐﻼف ،ﺣﺘﻰ ﺗﺨ ﱠﻠ َﻠﺖ أﻧﻔﻲ .ﻟﻄﺎملﺎ ٌ ﺧﱪﺗﻲ ﰲ ﺟﻤْ ﻊ اﻟﻜﺘﺐ ﱠ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﲆ أن اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻢ ﻳُﺤﻔﻆ أن ﻫﺬه اﻟﺮاﺋﺤﺔ ﻋﲆ ﻣ ﱢﺮ اﻟﺴﻨني ،وﻫﻮ ﻛﺘﺎبٌ رﺑﻤﺎ ﻇ ﱠﻞ راﻗﺪًا ﰲ ﺻﻨﺪوق ﻣﻦ اﻟﻮرق املﻘﻮﱠى ﻋﲆ أرﺿﻴﺔ ﻗﺒﻮ رﻃﺐ ﻋﺪ َة ﻓﺼﻮل .وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ،أﻋﺎدﺗﻨﻲ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر إﱃ ﻣﺘﺠﺮ ﻛﺘﺐ »آﻧﻴﺰ ﺑﻮك ُ ُ ﻧﺸﺄت ﰲ ﻣﻴﺪﻟﻬﺎم، ﴍَﻋﺖ ﰲ ﴍاء اﻟﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺼﻒ اﻟﺴﺎدس .ﻟﻘﺪ ﺳﻮاب« ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻐﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﴩة ﻫﻮ ً ُ أﻳﻀﺎ ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﻧﺤﻮ ٤٥دﻗﻴﻘﺔ ﻏﺮب ﺑﻮﺳﻄﻦ .ﻛﺎن اﻟﻌﺎم اﻟﺬي اﻟﻌﺎ َم اﻟﺬي ُﺳﻤﺢ ﱄ ﻓﻴﻪ ﺑﺮﻛﻮب دراﺟﺘﻲ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻴﻞ وﻧﺼﻒ ﻣﻴﻞ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻖ دارﺗﻔﻮرد إﱃ وﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻴﺪﻟﻬﺎم .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺳﻮى ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺘﺎﺟﺮ :ﻣﺘﺠﺮ ﺻﻐري أَﻃﻠﻖ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ اﺳﻢ ٍ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺒﺪ َو ﻛﺄﻧﻪ ﳾءٌ أرو ُع ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ،وﻣﺤﻞ ﺗُﺤﻒ ﻳﻘﻊ »ﻣﻴﺪﻟﻬﺎم ﺟﻨﺮال« ،ﰲ ﰲ ﻣﺒﻨﻰ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﱪﻳﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وﻣﺘﺠﺮ »آﻧﻴﺰ ﺑﻮك ﺳﻮاب« ،وﻫﻮ ﻣﺘﺠ ٌﺮ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ ا ُملﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ ﺣﻖ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﺘﱢﺠﺎري ﺗﺤﺖ إدارة رﺟﻞ إﻧﺠﻠﻴﺰي ﻳُﺪﻋﻰ أﻧﺘﻮﻧﻲ ﺑﻠﻴﻚ .ﻛﺎن ﻳﺒﻴﻊ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻷﺳﻮاق اﻟﺠﻤﻠﺔ — ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺘﺐ ذات اﻷﻏﻠﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ وﺿﻌﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﻴﺐ ُ ِ رواﻳﺎت إﻳﺎن ﻓﻠﻴﻤﻨﺞ ،وﺑﻴﱰ ﺑﻴﻨﺸﻠﻴﺰ ،وأﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻌﺖ ﻣﻨﻪ اﻟﺨﻠﻔﻲ — وﻟﻘﺪ ْ اﺑﺘﻌﺖ ً أﴎﺗْﻨﻲ ﰲ ﱟ ُ ُ ﻛﺘﺎب اﺑﺘﻌﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛ ﱠﻞ أﻳﻀﺎ »ا ُملﻐ ِﺮق« ،ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮة .وﻣﻨﻪ َ ٍ ﻣﺘﺎح ﻟﱰاﻓﻴﺲ ﻣﺎﻛﺠﻲ وﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﻮن دي ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ اﻟﺸﻬرية .وﻗ ﱠﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﺼﻮل ٍ ُﺘﻔﺎن ﰲ اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻴﺶ ﻋﲆ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ املﺴﺘﻘﻠﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ أن ﻗﺎرئ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺎ ﻣ ٍ ُ ﺑﺪأت ﻓﻴﻪ رﻛﻮب دراﺟﺘﻲ إﱃ وﺳﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ وﻻﻳﺔ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ﻗﴣ ﻧَﺤﺒﻪ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي املﺪﻳﻨﺔ؛ ﻷن آﻧﻴﺰ اﻛﺘ ﱠ ﻈﺖ ﻓﺠﺄ ًة ﺑﺄﻛﻮام ﻣﻦ رواﻳﺎت اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻟﻴﺴﺖ رواﻳﺎت ﺟﻮن دي ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻛﺘﺐ ﻣﻴﻜﻲ ﺳﺒﻴﻠني ،ورواﻳﺎت أﻟﻴﺴﺘري ﻣﺎﻛﻠﻴﻨﺰ ،وﺳﻠﺴﻠﺔ إد ﻣﺎﻛﺒني اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ »املﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﺜﻤﺎﻧﻮن« .ﺣﺪ ُ ﱠدت ﻟﻨﻔﴘ ﴍاءَ ﺛﻼﺛﺔ ﻛﺘﺐ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة أﺗﺴﻮﱠق ُ أﺳﺘﻐﺮق أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ أﺳﺒﻮع ﻟﻘﺮاءة ﻓﻴﻬﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ اﺳﺘﻨﻔ َﺪ ﻣﺪﱠﺧﺮاﺗﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﰲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم ﻛﻨﺖ ُ أﺳﺘﻐﺮق ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻓﻘﻂ — ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﺎن ﻳُﺴﻌﺪﻧﻲ داﺋﻤً ﺎ إﻋﺎد ُة ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺜﻼﺛﺔ — أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ اﻗﺘﻨﻴﺘُﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .رﺑﻤﺎ ﻟﻢ أﻗﺮأ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني ،ﻣﻨﺬ أن ﻛﻨﺖ ﰲ ً ﱢ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺑﺬﻫﻨﻲ. ﺳﻦ املﺮاﻫﻘﺔ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺤﺒﻜﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻇ ﱠﻠﺖ ٌ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺟﻴﺪة ﺑﺤﻖ — ﺳﻜﺮﺗري ًة ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﺪﻳﱡﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﴩﻳﺮ — وﻫﻲ َ اﻷﺷﺨﺎص وﺟﱠ ﻬَ ﺖ ﻛ ﱠﻞ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ املﻜﺒﻮﺗﺔ إﱃ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻤﺮﻳﻨﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ .ﻗﺘﻠﺖ ٍ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ رﺋﻴﺴﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ .ﻟﻘﺪ أﻏ َﺮ َﻗﺘﻬﺎ اﻵﺛﻤني ﺣﻮﻟﻬﺎ ،ﺑﻤَ ْﻦ ﻓﻴﻬﻢ اﻣﺮأة ﻣﺘﺰوﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ ً ﺑﺄن ﺗﺮﺑ َ ﻣﺮﺗﺪﻳﺔ ﻋُ ﺪﱠة اﻟﻐﻮص ،ﰲ ﻗﺎع اﻟﺒﺤرية ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺒﺢ ﺗﻠﻚ املﺮأة .ﺛﻢ ﱠﺼﺖ ﻟﻬﺎ، أﻣﺴ َﻜﺖ ﺑﺈﺣﺪى َ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ وﺟﺬﺑﺘﻬﺎ ﺗﺤﺖ املﺎء .ﻫﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻟﻢ َ أﻧﺴﻬﺎ ﻗﻂ .وﴎﻋﺎن َ ُ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .ﻟﻢ أُﻋِ ﺪ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺪدت ﻣﺎ ﺗﺒﺎد َرت إﱃ ذﻫﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﲆ دراﻳﺔ ﺟﻴﺪة ﺑﺄﺣﺪاﺛﻪ. ً ُ اﺻﻄﺤَ ُ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻗﺮأت اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗُﻬﺎ ﺒﺖ رواﻳﺔ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« ﻣﻌﻲ إﱃ اﻟﻔﺮاش. ﻋﱪ اﻟﺰﻣﻦ .ﻛ ﱡﻞ ُ ﻧﺤﻮ ﻣﺨﻴﻒ .ﻣﺎ اﻟﻜﺘﺐُ إﻻ َﺳﻔ ٌﺮ ْ اﻟﻘﺮاء اﻟﺤﻘﻴﻘﻴني ﻳﻌﺮﻓﻮن ذﻟﻚ .ﻟﻜﻦ ﻋﲆ ٍ ﻧﺴﺦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻻ ﺗُﻌﻴﺪك ﻓﻘﻂ إﱃ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ُﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻪ؛ ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ إﻋﺎدﺗُﻚ إﱃ ٍ ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ُ ُ ﻛﻨﺖ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﰲ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻧﻔﺴﻚ .ﰲ املﺮة اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ وﻇﻠﻠﺖ ﻣﺴﺘﻴﻘ ً ُ ﻈﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﴩة أو اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﴩة ﻣﻦ ﻋﻤﺮي .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﰲ ﻓﺼﻞ اﻟﺼﻴﻒ ﱢ ٍ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ،ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻲ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﺗﺤﺖ ﻣﻼء ٍة ﻓﺮدﻳﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ وﻗﺖ ﺗﻄ ﱡﻦ ﰲ أﺣﺪ أرﻛﺎن اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻛﺎن واﻟﺪي ﻳ ﱢ ٌ ٍ ﺑﻌﻮﺿﺔ ِ ﺑﺼﻮت ُﺸﻐﻞ أﺳﻄﻮاﻧﺎﺗﻪ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ 44 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺎل ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﱠ املﻨﻮال ﻧﻔﺴﻪ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﲆ ﻣﺪى ﺛﻤﺎﻟﺘﻪ .اﻧﺘﻬﺖ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻠﻴﺎﱄ ﻋﲆ ِ ٍ ً ُ ﺗُﺨﻔﺾ واﻟﺪﺗﻲ ﺻﻮت ﻣﻮﺳﻴﻘﺎه — اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺎز ﻋﺎدة ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﻤﻊ أﻧﻮاع أﺧﺮى ﻣﺜﻞ ﻓﺮاﻧﻚ زاﺑﺎ أو ﻓﺮﻗﺔ »وﻳﺬر رﻳﺒﻮرت« املﻮﺳﻴﻘﻴﺔ — وواﻟﺪي أﺣﻴﺎﻧًﺎ إﱃ ٍ ﻳﻮﺑ ُﱢﺨﻬﺎ ﻟﻌﺪم ﻓﻬﻤﻬﺎ إﻳﺎه .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻛﺎن ﺿﺠﻴﺠً ﺎ ﰲ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ .ذﻟﻚ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ٍّ ﺣﻘﺎ ﻫﻨﺎك ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ﺗﻠﻚ .ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﰲ ﻓﻠﻮرﻳﺪا ﻋﺎم ،١٩٦٣أﺗﺴ ﱠﻜ ُﻊ ﻣﻊ ﻣُﻄﻮﱢري اﻟﻌﻘﺎرات املﺸﺒﻮﻫني ،واملﻄ ﱠﻠﻘﺎت املﺜريات ،وأﺣﺘﴘ ﺧﻤﺮ اﻟﺒﻮرﺑﻮن .واﻵن ﻫﺎ أﻧﺎ ذا ﻣﺠﺪدًا — ﰲ اﻷرﺑﻌني ﻣﻦ ﻋﻤﺮي ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ — وﻋﻴﻨﺎي ﺗُﻄﺎﻟﻌﺎن ﴎﻳﻌً ﺎ اﻟﻜﻠﻤﺎت َ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،أﺣﻤﻞ اﻟﻜﺘﺎب َ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣً ﺎ ،اﻟﻜﺘﺎب ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﺣﻤﻠﻪ رﺟ ُﻞ أﻋﻤﺎل أو رﺑﱠﺔ ﻣﻨﺰل ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺴني ﻋﺎﻣً ﺎ .ﻫﺎ أﻧﺎ ذا أﺳﺎﻓ ُﺮ ْ ﻋﱪ اﻟﺰﻣﻦ. ُ ُ ُ ُ ﻛﺘﺎب ﻷﺣﺼﻞ ﻋﲆ أﻧﻬﺾ ﻣﻦ اﻟﻔﺮاش ﻛﺪت أﻧﻬﻴﺖ اﻟﻜﺘﺎبَ ﰲ ﻧﺤﻮ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ. ٍ وﻧﻤﺖ ﻋِ ﻮ ً ﻗﺮرت أن أﻧﺎل ﻗﺴ ً ُ ُ ُ اﻧﻘﻠﺒﺖ ﻷﻧﺎم َﺿﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ. ﻄﺎ ﻣﻦ اﻟﺮاﺣﺔ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ورﺣﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻌﻮر املﺮء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺒﺢ ﰲ ﻋﲆ ﺑﻄﻨﻲ، ُ ﺑﺪأت أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌﺎس، ﺑﺤري ٍة وإذا ﺑﴚءٍ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻷﺳﻔﻞ ،وﻳﺴﺤﺒﻪ ﻟﻴﻠﻘﻰ ﺣﺘﻔﻪ .و ﱠملﺎ ﺗﺒﺎدر إﱃ ذﻫﻨﻲ وﺟ ُﻪ زوﺟﺘﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪث داﺋﻤً ﺎ .ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺣﻠُﻢ ﺑﻬﺎ ،وﻟﻢ أﺣﻠُﻢ ﺑ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق«. ُ وﺑﺄﻧﺎس ﻳُﻼﺣﻘﻮﻧﻨﻲ. ﺣﻠﻤﺖ ﺑﺎﻟﺮﻛﺾ، ٍ إﻧﻪ اﻟﺤُ ﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻃﺎملﺎ ﻛﺎن ﻳُﺮاودﻧﻲ ﻛ ﱠﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻲ. ً ً ُ ﻣﻨﺠﺮﻓﺎ، ﺧﻔﻴﻔﺎ ﻏﺎدرت ﺷﻘﺘﻲ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﺛﻠﺠً ﺎ ﻛﺎن اﻟﺜﻠﺞُ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻧﺼﻔﻪ ﺑﻔِﻌﻞ اﻟﺮﻳﺢ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﺼﻒ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻧﺤ ُﻮ ﻗﺪﻣَ ني ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ ﺗﻄﺎﻳﺮ اﻷرض .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺮق ﻗﺪ أُزﻳﻠﺖ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺜﻠﻮج ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣ ٌﺪ ﻗﺪ ﺧﺮج ﺑﻌﺪ إزاﻟﺔ اﻟﺜﻠﻮج ﻋﻦ اﻷرﺻﻔﺔ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ِﴎ ُت ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺸﺎرع ،وأﻧﺎ ﺣَ ﺬ ٌر ﰲ اﻟﻨﺰول ﻣﻦ اﻟﺘﻞ اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻻﻧﺤﺪار ً ﻣﴩﻗﺎ ،رﺑﻤﺎ إﱃ ﺷﺎرع ﺗﺸﺎرﻟﺰ .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺴﻤﺎء ﻛﺎﻧﺖ ﻣُﻠﺒﱠﺪة ﺑﺎﻟﻐﻴﻮم ،ﻛﺎن اﻟﻨﻬﺎر َ ُ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻷﺷﺒ َﻪ ﺑﺤﻘﻴﺒﺔ ﺳﺎﻋﻲ اﻟﱪﻳﺪ، ﺣﻤﻠﺖ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺜﻠﺞ اﻟ ِﺒﻜﺮ اﻟﻨﻘﻲ. ُ ووﺿﻌﺖ ﺣﺰاﻣﻬﺎ ﻋﲆ ﻛﺘﻔﻲ. ُ ُﻨﻲ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﰲ اﻟﺠﺰء وﺻﻠﺖ إﱃ اﻟﻔﻨﺪق ﻣﺒﻜ ًﺮا .ﻛﺎن ﻓﻨﺪق »ذا ﻓﻼت أوف ذا ﻫﻴﻞ« ﻗﺪ ﺑ َ اﻟﺬي أﻗ ُ ٌ ﻓﻨﺪق ﺻﻐري داﺧﻞ ﻣﺴﺘﻮدَع ﺟُ ﺪﱢد ُﻗﺒﺎﻟﺔ ﺷﺎرع ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻄﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،وﻫﻮ ُ آن إﱃ آﺧ َﺮ ﰲ ﻟﻴﺎﱄ اﻹﺛﻨني ﻣﺒﺎﴍ ًة .ﻛﺎن ﺑﻪ ﻣﻄﻌ ٌﻢ ﻓﺎﺧﺮ وﺑﺎر ﻇﺮﻳﻒ اﻋﺘﺪت ارﺗﻴﺎده ﻣﻦ ٍ ﺣني ﻛﺎن ﻳﻘﺪﱢم ا َملﺤﺎرة اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﺪوﻻر. 45 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺧﺎﻃﺒﺖ املﻮ ﱠ ﻇﻔﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﰲ ﻣﻜﺘﺐ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ،وﻫﻲ اﻣﺮأ ٌة ذات ﻋﻴﻨَني ﺣﺰﻳﻨﺘَنيً ، ُ ﻗﺎﺋﻼ: ٍ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻐرية ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم »ﻟﺪيﱠ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ أﺣﺪﻫﻢ ﻋﲆ اﻹﻓﻄﺎر« ،ﻓﻘﺎدﺗﻨﻲ ﺧﻠﻒ اﻟﺒﺎر إﱃ ُ اﺗﺨﺬت ﻟﻨﻔﴘ ﻣﻘﻌﺪًا ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻃﺎوﻻت .ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ أﺣ ٌﺪ ﻟﻴُﺠﻠﺴﻨﻲ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﰲ اﻟﺮﻛﻦ ُﻗﺮب ﻧﺎﻓﺬة ﻛﺒرية ﻣُﻄ ﱠﻠﺔ ﻋﲆ ﺣﺎﺋﻂ ﻣﻦ اﻟﻘِ ﺮﻣﻴﺪُ . ﻛﻨﺖ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ املﻜﺎن، ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﱠ ﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣَ ﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،أو إذا ﻛﺎن ﻃﺎﻗﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﺑ ُﺮﻣﱠ ﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ املﺠﻲء ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﺜﻠﺠﻴﺔ .ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،اﻧﺪﻓ َﻊ ﺧﻼل زوج ﻣﻦ اﻷﺑﻮاب ً ﻗﻤﻴﺼﺎ َ ً وﺑﻨﻄﺎﻻ أﺳﻮد ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻇﻬ َﺮت اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻋﻨﺪ أﺑﻴﺾ ﻣُﺠﻌﱠ ﺪًا اﻟﺪوﱠارة رﺟ ٌﻞ ﻳﺮﺗﺪي ﻣﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم .ﺷﺎﻫﺪﺗﻨﻲ وﺟﺎءت ،ﺑﻤﺠﺮد أن ﻛﺎن اﻟﻨﺎدل ﻳﻀ ُﻊ ﻗﻮاﺋ َﻢ اﻟﻄﻌﺎم ﻋﲆ اﻟﻄﺎوﻟﺔ .ﻃﻠﺐَ ﻛﻼﻧﺎ اﻟﻘﻬﻮة واﻟﻌﺼري. َ ﻗﻠﺖ :ﱠ ﺳﻔﺮ ﻻﺋﻘﺔ«. »إن ملﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ ٍ ُ ﺣﺠﺰت ﻫﺬا املﻜﺎن ﺑﻨﻔﴘ؛ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐٌ ﻣﻦ ﺑﺪت ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﻟﺤﻈﺔ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :أوه .ﻟﻘﺪ ُ دﻓﻌﺖ«. ﻣﺘﺠﺮك .ﻣَ ﻦ ﻳﺪري رﺑﻤﺎ ﺳريدون إﱄ ﱠ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺖ» :ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﻧﻮﻣﻚ؟« ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻇﻼ ٌل أرﺟﻮاﻧﻴﺔ داﻛﻨﺔ أﺳﻔﻞ ﻋﻴﻨَﻴﻬﺎ. »ﻟﻢ أﻧَﻢ ﻛﺜريًا ،ﻛﻨﺖ أﻗﺮأ«. »وأﻧﺎ ً أﻳﻀﺎ .ﻣﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻗﺮأﺗِﻪ؟« »ﻟﻐﺰ املﻨﺰل اﻷﺣﻤﺮ .ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ﺑﺄن أﺑﺪأ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ«. َ ﻗﻠﺖ وأﻧﺎ آﺧﺬُ رﺷﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﻬﻮﺗﻲَ ، ﻃﺮف ﻟﺴﺎﻧﻲ» :ﻣﺎ رأﻳُﻚ؟« ﻟﺴﻌَ ﺖ »ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﺪة .ﺣﺎذﻗﺔ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ،وﻟﻢ أَﺣ ُﺰر اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ«َ . ملﺴﺖ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﻨﺠﺎن ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ املﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺨﺰف ﺛﻢ اﻧﺤﻨَﺖ ﻷﺳﻔﻞ ،وﻫﻲ ﺗﺰ ﱡم ﺷﻔﺘَﻴﻬﺎ ،وارﺗﺸﻔﺖ اﻟﻘﻠﻴ َﻞ ﻣﻦ أﻋﲆ ﻃﺎﺋﺮ ﻣﺎ. اﻟﻔﻨﺠﺎن .ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺗﻠﻚ املﻨﺎور ُة أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ٍ ﻗﻠﺖ» :ﺑﴫاﺣﺔ ،أﻋﻠ ُﻢ أﻧﻨﻲ أدرﺟﺘُﻪ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴ َﻞ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ. ﻣﴣ ٌ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻋﲆ ﻗﺮاءﺗﻲ ﻟﻪ«. ﻣﻨﺰل رﻳﻔﻲ ﻣﺜري ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ .ﻟﻘﺪ ﻇﻠ ُ ِﻠﺖ »إﻧﱠﻪ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻛﺒري ﻛﻤﺎ وﺻﻔﺘﻪ .إﻧﱠﻪ ﻟﻐ ُﺰ ٍ أﻓ ﱢﻜ ُﺮ ﰲ ﻟﻌﺒﺔ »ﻛﻠﻮ« ،اﻟ ﱡﻠﻌﺒﺔ …« »اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﻞ ﻣﺎﺳﱰد ﰲ املﻜﺘﺒﺔ«. َ ُ وﺑﺪأت أﺗﺬ ﱠﻛﺮ. وﺻﻔﺖ ﱄ اﻟﺤﺒﻜﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، »ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻓﻀ َﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ«. ﻣﻨﺰل رﻳﻔﻲ ،ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي اﻟﺬي ﻳﺒﺪو ﻫﻨﺎك رﺟﻞ ﺛﺮي ﻳُﺪﻋﻰ ﻣﺎرك أﺑﻠﻴﺖ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ٍ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻮﻗﻮع ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻓﻴﻪ .ﱠ ً ً ري اﻟﺼﺎﻟﺢ ا ُملﻐﱰب، ﻳﺘﻠﻘﻰ أﻧﻪ ﻣﺼﻤﱠ ﻢ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ أﺧﻴﻪ ﻏ ِ 46 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ إﻧﱠﻪ ﻗﺎد ٌم ﻟﻠﺰﻳﺎرة ﻣﻦ أﺳﱰاﻟﻴﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻞ اﻷخ ،ﻳُﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻧﺘﻈﺎر ﻣﺎرك أﺑﻠﻴﺖ ُ ُ اﻟﺸﻘﻴﻖ اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ أﺳﱰاﻟﻴﺎ وﻣﺎرك أﺑﻠﻴﺖ ﺻﻮت إﻃﻼق ﻋﻴﺎر ﻧﺎريُ .ﻗ ِﺘ َﻞ ﰲ املﻜﺘﺐ .ﺛﻢ ﻳُﺴﻤَ ﻊ ﻣﻔﻘﻮد .ﻳﺒﺪو ﺟﻠﻴٍّﺎ أن ﻣﺎرك ﻗﺘﻞ ﺷﻘﻴﻘﻪ وﻓ ﱠﺮ ﻫﺎرﺑًﺎ. ﱢ املﺤﻘ ُﻖ ﰲ اﻟﻘﺼﺔ ﻟﺪﻳﻪ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺠﺮد ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﺑﺄﺣﺪ ﻧُﺰﻻء املﻨﺰل اﻟﺮﻳﻔﻲ. أن ﻫﻨﺎك َ اﺳﻤُﻪ ﺗﻮﻧﻲ ﺟﻴﻠﻴﻨﺠﻬﺎم ،وﺑﺪأ ﻫﻮ وﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﻴﻞ ﻳﺒﺎﴍان اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ .ﻳﺘﻀﺢ ﱠ ﻧﻔ ًﻘﺎ ﻣﻠﻌﺐ ﻟﻠﺠﻮﻟﻒ ،وﻳﻮﺟﺪ ﴎﻳٍّﺎ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ املﻜﺘﺐ أﺳﻔﻞ املﻨﺰل وﻋﲆ ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ املﺆدي إﱃ ٍ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻟﻌﺪﻳ ُﺪ ﻣﻦ املﺸﺘﺒَﻪ ﻓﻴﻬﻢ. ﻗﺎﺋﻼ» :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ٌ ﻗﺎﻃﻌﺘُﻬﺎ ً أخ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« »ﺻﺤﻴﺢٌ ،ﺑﺎﻟﻔﻌﻞَ . ٍ ﺳﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث ﻣﺎت اﻷخ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺤﺎﻟﻴﱠﺔ .ﻫﻨﺎك ﻣَ ﻦ أﻗﻨ َﻊ ﻣﺎرك أﺑﻠﻴﺖ ﺑﺎﻧﺘﺤﺎل ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ُﻗﺘﻞ .ﱠ ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ً ﺣﺎذﻗﺎ ﰲ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺪﱠث ﺑﴪﻋﺔ وﻟﻢ أدرك أﻧﻬﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐَ اﻟﺬي وﺟﺪﺗُﻪ إﺟﺎﺑﺔ ﻣﻨﻲ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ً ﺗﻮﻗ َﻔﺖ. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ً ﻷن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻗﺪﱠم ﺑﺎﻷﺳﺎس ً »أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ أدرﺟﺘُﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ؛ ﱠ آن واﺣﺪ. ﻗﺎﺗﻼ وﺟﺜﺔ ﰲ ٍ ﻛﺎﻧﺎ اﻟﺸﺨﺺ َ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ وﺣﺪَه ﻣَ ﻦ ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ ذﻟﻚ«. ﻣﻘﻄﻊ ﺳ ﱠ ﻄﺮﺗُﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ؟« »ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻗﺮاءة ٍ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ« ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺟﺬﺑﺖ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻮرﻗﻲ اﻟﻐﻼف ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ وﺑﺪأت ﺗُﻘ ﱢﻠﺐ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن أرى ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ أﻧﻬﺎ وﺿﻌَ ﺖ ﺧ ٍّ ﻄﺎ ﺗﺤﺖ ﻋﺪة ﻓﻘﺮات .ﻓ ﱠﻜ ُ ُ ﺮت ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺎت. زوﺟﺘﻲ ،وﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺮأ وﰲ ﻳﺪﻫﺎ ﻗﻠﻢ ،اﺳﺘﻌﺪادًا ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﰲ أي ﻛﺘﺎب ﻛﺎﻧﺖ َ َ ُ ﺷﻌﺮت ﻓﺠﺄة ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ ِ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷوﱃ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ أﻋﻂ ﺗﻘﺮؤه. ﻣﻦ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر«. ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ُ ﺗﺒﺴﻂ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﲆ اﻟﻄﺎوﻟﺔ وﺗﻤﻴﻞ إﱃ اﻷﻣﺎم ﻛﻲ ﺗﻘﺮأ» :ﺣﺴﻨًﺎ .وﺟﺪﺗُﻪ«. ﺑﺪأت ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ» :وﺻﻞ املﻔﺘﱢﺶ إﻟﻴﻪ ،أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻳﺘﺤﺪﱠث ﻫﻨﺎ ﻋﻦ املﻨﺰل ،ﻟﻴﺠ َﺪ ً رﺟﻼ ﻣﻴﺘًﺎ وآﺧ َﺮ َ أﻃﻠﻖ اﻟﺮﺻﺎص ﻣﻔﻘﻮدًا«» .ﻛﺎن ﻣﻦ املﺮﺟﱠ ﺢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،دون ﺷﻚ ،أن ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺟﻞ املﻔﻘﻮد ﻗﺪ ﻋﲆ اﻟﻘﺘﻴﻞ .وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ املﺮﺟﱠ ﺢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ا ُملﺆ ﱠﻛﺪ أن ﻳﺒﺪأ املﻔﺘﱢﺶ ﺑﻔﻜﺮة ﱠ أن ﻫﺬا اﻟﺤﻞ املﺮﺟﱠ ﺢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻫﻮ اﻟﺤﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ؛ وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺳﻴﻜﻮن أﻗ ﱠﻞ اﺳﺘﻌﺪادًا ﻟﻠﺘﻔﻜري ﰲ أي ﺣ ﱟﻞ آﺧ َﺮ دون ﺗﺤﻴﱡﺰ «.أﻧﻬﺖ اﻟﻘﺮاءة وأﻏﻠﻘﺖ اﻟﻜﺘﺎب .ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻌﺖ» :ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻫﺬا أُﻓ ﱢﻜﺮ. ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﻓﻜﻴﻒ ﺳﺘُ ﱢ ٍ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻨﻮي ارﺗﻜﺎبَ ﻨﻔﺬﻫﺎ؟« 47 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ﺑﺪ ُ َوت ﺣﺎﺋ ًﺮا؛ ﻷﻧﻬﺎ أﺿﺎﻓﺖ» :ﻫﻞ ﺳﺘُﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎ َر ﻋﲆ أﺣﺪﻫﻢ ﰲ ﻣﻜﺘﺐ ﰲ ﻣﻨﺰل رﻳﻔﻲ؟« ﻗﻠﺖ :ﱠ َ ﺷﺨﺼني ،ﺛﻢ أﺧﻔﻲ إﺣﺪى اﻟﺠﺜﺘَني ،وأﺟﻌﻞ اﻷﻣ َﺮ ﻳﺒﺪو »ﻛﻼ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻗﺘﻞ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻓ ﱠﺮ ﻫﺎرﺑًﺎ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ«. ُ ﻛﺎن اﻟﻨﺎدل ﻳﺤﻮم ﺣﻮﻟﻨﺎ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻃﻠﺐ ﻛﻼﻧﺎ اﻟﻄﻌﺎم .ﻃﻠﺒﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻓﻠﻮرﻧﺘني ً َ ُ ﻃﻠﺒﺖ ﺑﻴﻀﺘَني ﻣﺴﻠﻮﻗﺘَني ﻣﻊ اﻟﺨﺒﺰ )ﺑﻴﻀﺎ ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﻧﺦ( .ﻟﻢ أﻛﻦ ﺟﺎﺋﻌً ﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ اﻟﺒﻴﺾ املﺤﻤﱠ ﺺ ،وﻓﻮاﻛﻪ ﻃﺎ َزﺟﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ .وﺑﻌﺪ أن ﻃﻠﺒﻨﺎ ،ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﺬا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻟﻘﻮاﻋﺪ«. »ﻣﺎذا ﺗﻌﻨني ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ؟« ﻛﻨﺖ أﻧﺎ ﻣَ ﻦ ﺗﻮ ﱠﻟ ُ ﻗﺎﻟﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ« ،ﺛﻢ ﻓ ﱠﻜﺮت ُﻫﻨﻴﻬﺔ» .ﻟﻮ ُ ﻴﺖ إﻧﺠﺎ َز ﻫﺬه املﻬﻤﺔ ﺑﻨﻔﴘ … ﺑﻬﺪف ارﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻔﺘﻬﺎ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ،ﻟﻜﺎن ﻣﻦ املﻔﻴﺪ وﺿ ُﻊ ﺑﻌﺾ اﻹرﺷﺎدات .ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮاﻋﺪ .ﻫﻞ ﺗُﻘ ﱢﻠﺪ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ؟ أم اﻟﻔﻜﺮة ﻣﻦ وراء ﺟﺮاﺋﻢ َ املﺮﺗﻘﺐ ﺑﻴﻨﻬﺎ؟« اﻟﻘﺘﻞ؟ ﻣﺎ ﻣﺪى اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ »إذن ،ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أن اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﺗُﻤﲇ ﻋﲆ اﻟﻘﺎﺗﻞ اﻻﻟﺘﺰا َم ﻗﺪْر اﻹﻣﻜﺎن ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب؟« ﱠ »ﻛﻼ ،ﻟﻴﺴﺖ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ،ﺑﻞ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻲ وراءﻫﺎ .ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن ٍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻫﻲ ﻣُﺤﺎﻛﺎ َة اﻟﻜﺘﺐ، اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﺨﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐَ ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ .إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﻜﺮة ُ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﻨﺰل رﻳﻔﻲ وﻳﻨﺘﻬﻲ املﻮﺿﻮع .أو، إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﲆ ﻓﻔﻲ وُﺳﻌﻚ إذن ٍ ﱡ ﻳﺨﺺ »ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« ،ﰲ وُﺳﻌﻚ ﻣﺤﺎﻛﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ،ﺳﻴﻜﻮن ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ُ ً ﻋﻠﻴﻚ ﻫﻮ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻣﺮأ ٍة ﺗﺪﻋﻰ آﺑﻲ آدﻣﺰ وﺗﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻠﺪة أﻛﺘﻮن وﻗﺘﻠﻬﺎ أوﻻ ،إﱃ آﺧِ ﺮ ذﻟﻚ. ﻟﻜﻦ ،ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻫﻮ املﻘﺼﻮد ،ﺑﻞ املﻘﺼﻮد ﻫﻮ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ .ﺗﻮﺟﺪ ﻗﻮاﻋﺪ«. »وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﻛ ﱡﻠﻪ ﰲ »ﻟﻐﺰ املﻨﺰل اﻷﺣﻤﺮ« ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﴩﻃﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﺸﺘﺒَ ٍﻪ ﺑﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﺠﻮﺑﻮه أﺑﺪًا«. ﻳﺠﺪوه أﺑﺪًا ،وﻟﻦ ِ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ» :ﻧﻌﻢ ،ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .إﻧﻪ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﻔﻜريٌ ﺣﺎذق .ﻛﻨﺖ أُﻣﻌِ ُﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ُ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ … ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ أردت ﻗﺘْ َﻞ اﻷﻣﺮ ﺑ ُﺮﻣﱠ ﺘﻪ اﻟﺒﺎرﺣﺔ .ﻟﻨﻔﱰض أﻧﻨﻲ ٍ املﺜﺎل«. 48 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. َ ﺷﺨﺼني »إذا ﻗﺘﻠﺘُﻪ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻓﺴﺄﻛﻮن ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﻣﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ .وﻟﻜﻦ ﻟﻨﻔﱰض أﻧﻨﻲ ﻗﺘﻠﺖ — ﻣﺜﻞ ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﺻﺪﻳﻘﺘﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل — وﺗﺄ ﱠﻛ ُ ﺪت ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻌﺜﻮر ﺟﺜﺔ ﺻﺪﻳﻘﺘﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أن أﺟﻌﻞ اﻷﻣ َﺮ ﻳﺒﺪو ﱠ ﻋﲆ ِ ﻛﺄن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻗﺪ ﻫﺮب .ﻟﻦ ﺗﺒﺤﺚ اﻟﴩﻃﺔ ﻋﻦ ُﻫﻮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺗﻞ؛ ﻓﺴﻮف ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ«. ً ﺳﻬﻼ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤني«. ﻗﻠﺖ» :ﻟﻦ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ٍّ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﺎ ،ﻟﻢ أﻛﻦ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ذﻟﻚ ﺣﻘﺎ«. ﱠ ﱠ َ ﺷﺨﺼني«. ﺳﻴﺘﻌني ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻘﺘﻞ »ﻷن اﻟﻘﺎﺗﻞ »ﺻﺤﻴﺢ«. »وإﺧﻔﺎء ﺟﺜﱠﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﺴﻬﻞ«. ﻗﺎﻟﺖ» :أﻧﺖ ﻻ ﺗﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ ﺧﱪة ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« ُ ﻗﺮأت اﻟﻜﺜريَ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ«. »ﻟﻘﺪ ٍ ٍ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﺧﺘﻔﻰ ﻓﻴﻬﺎ املﺸﺘﺒَﻪ ﺑﻪ اﻟﺮﺋﻴﴘ«. ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ »أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ »ﻫﻞ ﻫﺬا ﺷﺎﺋﻊ؟« ً ﺳﻬﻼ .ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻳﱰﻛﻮن آﺛﺎ ًرا »ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ .ﻓﺎﻻﺧﺘﻔﺎءُ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻟﻴﺲ ً واﺿﺤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺪُث أﺣﻴﺎﻧًﺎ«. ﻗﻠﺖ» :أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻚ ﻋﲆ ْ ُ ِ اﻛﺘﺸﺎف ﳾءٍ ﻣﺎ .رﺑﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺿﺤﻴﺘَني وﺷﻚ ﱠ َ ﺗﺴﺘﺤﻘﺎن اﻟﻘﺘﻞ — رﺑﻤﺎ ﻣﺠﺮﻣَ ني — أﺣﺪﻫﻤﺎ َ اﺧﺘﻔﻰ .أي ،إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﻳﺘُﻚِ ﻣﺎت واﻵﺧﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ … ﻓﻤﺎذا ﻋﺴﺎﻧﺎ أن ﻧُﺴﻤﻲ املﺸﺘﺒ َﻪ ﺑﻪ؟ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ اﺳﻢ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟ َﻢ ﻻ ﻧﺪﻋﻮه …؟« ﺛﻢ ﱠ ﺗﻮﻗﻔﺖ ُﻫﻨﻴﻬﺔ. »ﳾءٌ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻄﻴﻮر«. ﻗﺎﻟﺖ :ﱠ »ﻛﻼ ،ﺳﻴﻜﻮن ﻫﺬا ﻣ ﱢ ُﺤريًا .دﻋﻨﺎ ﻧﺪﻋﻮه ﺗﺸﺎرﱄ«. »وملﺎذا ﺗﺸﺎرﱄ؟« »ﻟﻘﺪ ﺧﻄ َﺮ ﺑﺒﺎﱄ ﻓﺤﺴﺐ .ﱠ ﻛﻼ ،ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤً ﺎُ . ﻛﻨﺖ أﺣﺎو ُل اﻟﺘﻔﻜريَ ﰲ اﺳ ٍﻢ ﻣُﺤﺎكٍ )أي ﻛﻮﺑﻲ ﻛﺎت( ،وذ ﱠﻛﺮﻧﻲ ذﻟﻚ ﺑ ِﻘ ﱢ ﻄﻲ اﻷول ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻛﻨﺖ ﺻﻐرية ،وﻛﺎن اﺳﻤُﻪ ﺗﺸﺎرﱄ«. »ﺗﺸﺎرﱄ املﺴﻜني .ﻫﻞ ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻳُﺴﺘﺨﺪَم اﺳﻤﻪ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ؟« »ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻳﺴﺘﺤﻖ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﱠ ﺳﻔﺎﺣً ﺎ .ﻛﺎن ﻳﺠﻠﺐ ﻟﻨﺎ ﻓﺄ ًرا أو ﻃﺎﺋ ًﺮا ﻛ ﱠﻞ ﻳﻮم«. ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ» :راﺋﻊ«. 49 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻟﻴﻜﻦ ﺗﺸﺎرﱄ إذن«. ﱡ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻘﺘﻞ. »إذن ﻣﺎذا ﻛﻨﺖ أﻗﻮل؟ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ أزواج ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻓﺘﺸﺎرﱄ ﻻ ﻳﺮوق ﻟﻪ ﻗﺘ ُﻞ اﻷﺑﺮﻳﺎء«. ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻄﻌﺎم أﻣﺎﻣﻬﺎ» :ﻟﺴﻨﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪَﻳﻦ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ اﺣﺘﻤﺎ ٌل وارد« .ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﻨﺎدل» :ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ« ،ﺛﻢ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺷﻮﻛﺔ» .ﻫﻞ ﺗُﻤﺎﻧﻊ إذا أﻛﻠﺖ وﻧﺤﻦ ﻧﺘﺤﺪﱠث؟ ﻟﻘﺪ ﻓﺎﺗﻨﻲ ﻋﺸﺎءُ اﻟﺒﺎرﺣﺔ وأﻧﺎ أﺗﻀﻮﱠر ﺟﻮﻋً ﺎ«. ﻗﻠﺖ :ﱠ ُ »ﻛﻼ ،ﻻ ﺑﺄس «.وﺻ َﻞ اﻟﺒﻴﺾ املﺴﻠﻮق اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ،وﻛﺎن ﻣﻨﻈﺮ ﺣﺎﻓﺎت ﺑﻴﺎض زت ﻃ َﺮ َ اﻟﺒﻴﺾ اﻟﺸﻔﺎﻓﺔ َ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء ،ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻣَ ﻌِ ﺪﺗﻲ ﺗﻀﻄﺮب .وﻏ َﺮ ُ ﻣﻜﻌﺐ ف ﺷﻮﻛﺘﻲ ﰲ ٍ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻧﺘﺎﻟﻮب. ِ ﻗﻀﻤﺔ إﻓﻄﺎرﻫﺎ اﻷوﱃ» :ورﺑﻤﺎ أﻛﻮن ﻣﻀﻎ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ ﻣﻦ ِ ﻣﺨﻄﺌﺔ «.ﺛﻢ اﺗﺴﻌَ ﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ً ٌ ﺷﺨﺺ ﻗﻠﻴﻼ وﻫﻲ ﺗﻘﻮل» :ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺬا ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻚ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ. ﻣﺎ ﻳﺤﺎول ْ ﻄﻚ «.ﻣ َ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻚ ،رﺑﻤﺎ ﻳﺤﺎول أﺣﺪُﻫﻢ ﺗﻮرﻳ َ ﻄ ُ ﻄﺖ ﺷﻔﺘﻲ اﻟﺴﻔﲆ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﻫﺬا اﻻﺣﺘﻤﺎل. ُ ُ اﻟﺤﺮص ﻋﲆ أن ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻗﻠﺖ أﺧريًا» :وإذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻤﻦ املﻨﻄﻘﻲ ﺑﻮﺿﻮح إﱃ اﻟﻜﺘﺐ امل ْﺪ َرﺟﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ«. ٍ أﻟﻘﻲ ﻧﻈﺮ ًة ﻓﺎﺣﺼﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﺣﺪَث ﻹﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن، ﻗﺎﻟﺖ» :ﺻﺤﻴﺢ ،ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ أرﻳ ُﺪ أن َ َ ﺿﺤﻴﺔ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ …« ُ ﻗﻠﺖ» :اﻟﺘﻲ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن أو ﻻ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ُﻗ ِﺘ َﻠﺖ ﻋﲆ ﻳﺪ ﺗﺸﺎرﱄ«. ﱠ ﻳﺘﻌني ﻋﲇ ﱠ اﻟﺬﱠﻫﺎبُ إﱃ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن »وﻟﻜﻦ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ُﻗﺘﻠﺖ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻫﻨﺎك ﳾءٌ ﻳﺮ ِﺑﻄﻬﺎ ﺑرواﻳﺔ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق««. وﺷﺎﻫﺪت وﺟْ ﻨﺘَﻲ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﺗﺘﺤﻮﱠﻻن إﱃ اﻟﺤُ ﻤﺮة ﰲ ﱡ ٌ ُ ﺗﺮﻗﺐ. اﻋﱰاف«، ﻗﻠﺖ» :ﻟﺪيﱠ َ ُ ﺷﺎﻫﺪت اﻟﻔﻴﻠﻢ وأﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ »ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻢ أﺷﺎﻫﺪ املﴪﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،أو ﺣﺘﻰ ﻗﺮأﺗُﻬﺎ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ٌ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،أﻧﺎ ﻣﺤ َﺮج ﻣﻨﻚِ «. ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ «.وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﺤﻜﺖ .وﻟﻢ ﻳَﻌُ ﺪ وﺟﻬُ ﻬﺎ أﺣﻤﺮ. َ ﻗﻠﺖ» :ﰲ اﻟﻔﻴﻠﻢ ،ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺘﺤﺪﱡث ً اﻟﻀﺤﻴﺔ ﺗﻤﻮت ﻋﲆ إﺛﺮ ﻧﻮﺑﺔ ﻓﻌﻼ ﺑﺸﺄﻧﻪ أن ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮى ً رﺟﻼ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ٌ ﻣﻴﺖ ﻳﻠﻮح ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻬﺎ وﻳﻘﺘﻞ زوﺟﻬﺎ .ﻫﻞ ﻋُ ﺜﺮ ﻋﲆ إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻣﻴﺘﺔ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻬﺎ؟« 50 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﱠ ً ارﺗﺠﺎﻻ .أﺗﺪري ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﱠ إن ﻟﺪﻳﻚ أﺗﺤﻘﻖ ،ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻋﲇ ﱠ أن ً ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻚ ﺳﺘﻘﻮل ﺷﻴﺌًﺎ آﺧﺮ«. اﻋﱰاﻓﺎ، ُ ُ ُ ﺳﺄﻋﱰف ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺗﺸﺎرﱄ«. »اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻨﻲ ﻗﻠﺖ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻛﻨﺖ آ ُﻣ ُﻞ أن ﻳﻜﻮن أﺳﻠﻮﺑﻲ ﺳﺎﺧ ًﺮا: ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻚ ﺳﺘﻌﱰف ﱄ ﺑﺄﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺮف إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻻ. 51 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﱠدت ،ﺛﻢ ُ ﺗﺮد ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ؟« »أﻫﺎ«. »إذن ،ﻓﺄﻧﺎ ُ ﺗﺄﺗﻲ إﱃ املﻜﺘﺒﺔ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ،واﻋﺘﺎدت أﻋﺮﻓﻬﺎ .ﻟﻴﺲ ﺟﻴﺪًا ،ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻋﺘﺎدت أن َ ُ ﺗﺤﴬ ﻧﺪوات املﺆ ﱢﻟﻔني«. أن »أﻟﻢ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ أن ﺗﺨﱪﻧﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ أﻣﺲ؟« ً »ﺑﴫاﺣﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺨ ُ اﻟﺸﺨﺺ َ َ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ اﺳ ٌﻢ ﻧﻔﺴﻪ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪا اﻻﺳ ُﻢ ﻄﺮ ﺑﺒﺎﱄ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺋﻊ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪو ،إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن؟« إﻻ ﱠ ﺑﻌﻴﻨﻲ أن ﻋﻴﻨَﻴﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﻘﻴﺎ ﱠ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ. َ ُ ﺗﻈﺎﻫﺮت ﺑﺎﻟﺘﻔﻜري ،ﻓﻘﻂ ﺣﺘﻰ ِ أﻛﺴﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن إﻟني ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ً ٍ ﻧﻈﺎرات ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ — أﻋﺘﻘﺪ أن املﺮء ﻛﺎن ﺳﻴﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗُﻨﴗ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي زﺟﺎﺟﺎت اﻟﻜﻮﻛﺎ — وﺷﻌ ُﺮﻫﺎ ﺧﻔﻴﻒ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﺑﺪت أﻧﻬﺎ ﻛﻨﺰات ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻳﺪوﻳٍّﺎ ،ﺣﺘﻰ ﰲ ﻓﺼﻞ اﻟﺼﻴﻒ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أيﱞ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﺗُﻨﴗ. ﱠ َ اﻟﻬﺸﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗُﻨﴗ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ واﺣﺪ ًة ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻐ ﱡﻠﻮن ملﻮﻇﻔﻲ اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ،وذﻟﻚ ﺑﺄن ﺗُﺤﺎﴏﻫﻢ وﺗُﺨﻀﻌﻬﻢ ُ ﻟﺨ َ ﻄ ٍﺐ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ،أﺷﺒﻪ ُ ﻔﻀﻠﺔ .وﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮع إﻟني ا ُمل ﱠ ﻄﺐ ﻻذﻋﺔ ،ﺣﻮل ﻣﻮاﺿﻴﻌﻬﺎ ا ُمل ﱠ ﻔﻀﻞ ﻫﻮ ﻣُﺆ ﱢﻟﻔﻲ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺑﺨ ٍ — ﻣَ ﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺒﻘﺮي ،وﻣَ ﻦ ﺟﻴ ٌﺪ ﻓﺤﺴﺐ ،وﻣَ ﻦ ﺳﻴﱢﺊ )ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗَﻨﻌَ ﺘﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ »ﺷﻨﻴﻊ ﺗﺄﺗﻲ إﱃ املﺘﺠﺮ ﻛ ﱠﻞ ﻳﻮم وﺗﺤﺎﴏ أيﱠ ﻣﻮﻇﻒ ﺗﺼﺎدﻓﻪ ً أوﻻ .ﻛﺎن ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ«( — واﻋﺘﺎدت أن َ ً ﻣﺮﻫﻘﺎ وﻣﺰﻋﺠً ﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ اﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﱠ أن أﻓﻀ َﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣُﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﻲ أن ﻧُﻮاﺻﻞ اﻷﻣﺮ ﺑﻌﺒﺎرات ﻻ اﻟﺘﺒﺎس ﻓﻴﻬﺎ — ﱠ ٍ أن اﻟﻌﻤ َﻞ أﺛﻨﺎء ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ،اﻣﻨﺤﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻋﴩ دﻗﺎﺋﻖ ،ﺛﻢ أﺧﱪﻫﺎ — ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻗﺘﻬﺎ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ .ﻳﺒﺪو ذﻟﻚ وﻗﺤً ﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻔﻜﺮة ﱠ أن إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن َ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﻗﺤﺔ .ﻟﻘﺪ ً ً ﻧﺤﻮ ﺷﻨﻴﻌﺔ ﻋﻦ املﺆ ﱢﻟﻔني اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻮزوا إﻋﺠﺎﺑﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮل أﺷﻴﺎءَ ﻋﻨﴫﻳﺔ ﻋﲆ ٍ ً ﻧﺤﻮ ﻋ َﻠﻨﻲ ،وﻣﻤﺎ ﻳُﺜري اﻟﺪﻫﺸﺔ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺐﱡ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻣﺒﺎل، ري ٍ وﻣﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺜﻠﻴﱢني ﻋﲆ ٍ ﻏ ِ ﻋﲆ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ .أﻋﺘﻘ ُﺪ ﱠ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﺒﻴﻊ أن أيﱠ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ٍ اﻟﻜﺘﺐ ،أو ﰲ أي ﻣﺘﺠﺮ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ،ﻣﻌﺘﺎ ٌد ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻣُﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻼءِ ﱢ ﻌﺎب املِ ﺮاس ،ﺑﻤَ ﻦ اﻟﺼ ِ ً ﻓﻴﻬﻢ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮن ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ .اﻷﻣ ُﺮ املﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ أﻳﻀﺎ ﰲ ً ﺳﺆاﻻ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺪوات اﻟﻨﻘﺎﺷﻴﺔ ملﺆ ﱢﻟﻔﻴﻨﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ داﺋﻤً ﺎ أو َل ﻣَ ْﻦ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪه وﻳﻄﺮح ﻣﻬﺬﱠﺑﺔ ،أو ﻏري ﻣﻬﺬﱠﺑﺔ ،ﻟﺘُﻬني املﺆ ﱢﻟﻒ املﺴﻜني ﻋﲆ املﻨﺼﺔ .وداﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﺬﱢر املﺆ ﱢﻟﻔني ﻣﻨﻬﺎ ً ً ﻣﺴﺒﻘﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺬ ُﻛﺮ ً ﺗﻮﻗﻴﻊ املﺆ ﱢﻟﻒ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ أﻳﻀﺎ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺘﺎع ِ ً »ﻣﺤﺘﺎﻻ ﻳﻔﺘﻘﺮ إﱃ املﻮﻫﺒﺔ« .أﺟ ُﺪ ﱠ أن ﻣﻌﻈﻢ املﺆ ﱢﻟﻔني ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮاه ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﺎ َ أﺣﻤﻖ إذا ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻴ َﻊ ﻛﺘﺎب ،وﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ ﻛﺘﺐ اﻟﺠﻴﺐ ﺷﺨﺺ ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺘﺤﻤﱡ ﻞ ٍ ذات اﻷﻏﻠﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ. ُ ﻋﻠﻤﺖ أن إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻗﺪ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﱃ روﻛﻼﻧﺪ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣني؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻇ ﱠﻠﺖ ﺗُﺨﱪﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ُ ً اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ملﺪة ﻋﺎم ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻗﺒﻞ ﺣﺪوﺛﻪ .ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺗﺖ أﺧﺘﻬﺎ وﺗﺮ َﻛﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺰﻻ .وﰲ ﻋﻦ ِ ً ُ اﺣﺘﻔﺎﻻ ﺑﺘﻠﻚ املﻨﺎﺳﺒﺔ. ﺧﺮﺟﺖ أﻧﺎ واملﻮﻇﻔﻮن ﻟﺘﻨﺎول ﻣﴩوب اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻏﺎد َرت ﻓﻴﻪ أﺧريًا، ُ ﻗﻠﺖ ﻟﻠﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ» :ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺪﻳﺪ َة اﻟﻮﻗﺎﺣﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻲ إﱃ املﺘﺠﺮ ﻛ ﱠﻞ ﻳﻮم وﺗُﺤﺎﴏ أﺣﺪَﻧﺎ ﻟﻠﺘﺤﺪﱡث ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮؤه .أﺗﺬ ﱠﻛ ُﺮ اﻵن أﻧﻬﺎ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﱃ ﻣني ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أرﺑﻂ اﻻﺳﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُﻗﻠﺘﻪ .ﻟﻘﺪ ﻋ َﺮﻓﺘُﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺄﻧﻬﺎ إﻟني ،وﻟﻴﺴﺖ إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن«. ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺤﻖ املﻮت؟« ُ ﺣﺎﺟﺒﻲ» .ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺤﻖ املﻮت؟ ﻫﻞ ﺗﺴﺄﻟﻴﻨﻨﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺨﴢ؟ ﻻ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ رﻓﻌﺖ ﱠ ﻻ«. ﱠ »ﻛﻼ ،آﺳﻔﺔ .أﻋﻨﻲ ،ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ وﻗﺤﺔ .ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﱄ ،أن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻛﺎﻧﻮا أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻮﺑني .ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺪرج ﺿﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ؟« اﻟﺴﺤﺎﻗﻴﺎت ﻳﺼﺒﺤﻦ ﻣﺆ ﱢﻟ ٍ »ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻏري ﻣﺤﺒﻮﺑﺔ .ﻟﻘﺪ أﺧﱪَﺗﻨﻲ ﻣﺮ ًة أن ﱢ ﻔﺎت ردﻳﺌﺎت ﻷﻧﻬﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﻀني وﻗﺘًﺎ ﻛﺎﻓﻴًﺎ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﺎل ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻔﻮﱠﻗﻮن ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻓِ ﻜ ًﺮا«. »أوه«. ً َ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺣﻔﻴﻈﺔ أﺣﺪِﻫﻢ ﻟﻴﺲ إﻻ .ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺄﻣﻮر ﻟﺘﺜري ﺑﻬﺎ »اﻋﺘﺎدت أن ﺗﺘﻔﻮﱠه ٍ ووﺣﻴﺪة ،أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻓﻈﻴﻌﺔ«. 54 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس »ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻗﺼﻮ ًرا ﰲ اﻟﻘﻠﺐ؟« ﺑﻌﺪ اﻟﺠﺮاﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌَ ﺖ ﻟﻬﺎ ،أذﻛﺮ أﻧﻬﺎ ﺟﺬﺑﺖ َ رﻗﺒﺔ ﻛﻨﺰﺗﻬﺎ املﻮﺑﱠﺮة ﻷﺳﻔﻞ ،ﻟﱰﻳﻨﻲ اﻟﻨﱠﺪﺑﺔ ا ُمل ﱢ ﺘﻐﻀﻨﺔ ﻋﲆ ﺻﺪرﻫﺎ ا ُملﺠﻌﱠ ﺪ .وأذﻛﺮ أﻧﻨﻲ ﻗﻠﺖ» :ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚِ ﻻ ﺗﺮﻳﻨﻲ ذﻟﻚ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى«، اﻋﺘﻘﺪت أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﱠ ُ ٍ ﺗﴫﻓﺎت ﻓﺤﺴﺐ، أن ﺗﴫﻓﺎت إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد ﻣﻤﺎ أﺛﺎر ﺿﺤﻜﻬﺎ. وأن ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮق إﻟﻴﻪ ٍّ ﱠ ُ اﻟﻨﺎس وﻗﺎﺣﺘَﻬﺎ. ﺣﻘﺎ ﻫﻮ أن ﻳﺒﺎدﻟﻬﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻠﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ» :ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ُ ﺮت ﺷﻴﺌًﺎ .أذﻛﺮ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ٌ وﻗﺖ ﻟﻢ ِ ﺗﺄت ﻓﻴﻪ إﱃ املﺘﺠﺮ — ﺷﻌﺮﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﺴﻌﺎد ٍة ﻏﺎﻣﺮة — ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎودَت املﺠﻲء ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ .أذﻛﺮ ﱠ أن اﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎن ﻃﺒﻴٍّﺎ«. ً ُ ُ ﺗﻨﺤﱠ ﻰ اﻟﻨﺎد ُل ﺟﺎﻧﺒًﺎ .ﻛﺎن ﻃﺒﻖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻓﺎرﻏﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،وﻛﺎن ﻃﺒﻖ اﻟﺒﻴﺾ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ﻟﻢ ﻳُﻤَ ﺲ .ﺳﺄ َل ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﻛ ﱡﻞ ﳾءٍ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام. ﻗﻠﺖ» :آﺳﻒ .ﻛ ﱡﻞ ﳾء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام .ﻣﺎ زﻟﺖ أﻋﻤﻞ ﻋﲆ ﻫﺬا«. أزا َل َ ُ ﻗﺮرت أن أﺣﺎول ﺗﻨﺎ ُو َل ﳾءٍ ﻣﻦ ﻃﺒﻖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ،وﻃﻠﺒَﺖ ﻫﻲ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻬﻮة. ﻃﺒﻖ اﻟﺒﻴﺾ أﻣﺎﻣﻲ ،ﻣﻌﺘﻘﺪًا أن اﻷﻣﺮ ﺳﻴﺒﺪو ﻏﺮﻳﺒًﺎ إن ﻟﻢ أﻓﻌﻞ .ﻧﻈ َﺮت اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ إﱃ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ وﺳﺄﻟﺘﻨﻲ إن ﻛﻨﺖ ﺳﺄذﻫﺐ إﱃ اﻟﻌﻤﻞ. ﱠ ُ ﺳﺄﺗﻔﻘﺪ ﻧريو«. ﻗﻠﺖ» :ﺳﺄذﻫﺐ .أﺷﻚ ﰲ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪيﱠ أيﱡ زﺑﺎﺋﻦ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ٍ ﺑﺼﻮت ﺗﻤﻠﺆه اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ» :أوه ،ﻧريو«. ﻗﺎﻟﺖ أن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻗﻄ ً ﺮت ﱠ ﻄﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ وﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ» :ﻣَ ﻦ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻘﻄﻄﻚِ ؟« وﻣﺎ ْ إن ُ ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﻗﻠﺖ ﺷﺨﴢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪا اﻷﻣﺮ ً ُ أﻳﻀﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺣﺎول أدرﻛﺖ أﻧﻪ ﺳﺆا ٌل ذﻟﻚ ،ﺣﺘﻰ ﱞ َ ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ إن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ أﺳﻌﻰ إﱃ اﻟﺘﻘ ﱡﺮب ﻣﻨﻬﺎ .ﻟﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺰﺑﺎء أم ﻻ. ﺳﻨﻮات — ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ُ ٍ ﻛﻨﺖ أﻋﺮف أن ﺷﻌﺮي ،اﻟﺬي أﻛﻦ أﻛﱪُﻫﺎ ﻛﺜريًا — رﺑﻤﺎ ﺑﻌﴩ ﺷﺎبَ ﻗﺒﻞ اﻷوان ،ﺟﻌﻠﻨﻲ أﺑﺪو أﻛﱪَ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء. ﻗﺎﻟﺖ ﻣُﺘﺠﻨ ﱢ ً َ اﻟﺒﻌﺾ«. ﺒﺔ اﻟﺴﺆال» :إﻧﻬﺎ ﺑﺨري .إﻧﻬﺎ ﺗﺆﻧ ُِﺲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ُ واﺻﻠﺖ ﺗﻨﺎول ﻃﻌﺎﻣﻲ ،وأﻟﻘﺖ ﻫﻲ ﻧﻈﺮ ًة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﲆ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ ،ﺛﻢ أﻋﺎدﺗﻪ ﻣﺠﺪدًا إﱃ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ووﺟﻬُ ﻪ ﻟﻸﺳﻔﻞ. »ﻻ ﺑﺪ ﱄ أن أﺳﺄﻟﻚ أﻳﻦ ﻛﻨﺖ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﱪ ،اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ َ ﻗﻀﺖ ﻓﻴﻬﺎ إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻧَﺤﺒَﻬﺎ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﰲ أي ٍ ﻟﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ؟« »ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ«. 55 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻻ ،أﻗﺼ ُﺪ أيﱡ ﻳﻮم ﰲ اﻷﺳﺒﻮع«. ﱠ ﺛﻮان ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ: »دﻋﻨﻲ أﺗﺤﻘﻖ «.ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ،وﺑﺤﺜﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺪ َة ﻋﴩ ٍ »ﻟﻴﻠﺔ ﺳﺒﺖ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺎﻓ ًﺮا .ﰲ ﻟﻨﺪن« .آﺧﺬُ اﻹﺟﺎزة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛ ﱠﻞ ﻋﺎم ،أﺳﺒﻮﻋَ ني ﰲ ﻟﻨﺪن ،ﻋﺎد ًة ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﱪ .إﻧﻪ ﻣﻮﺳﻢ رﻛﻮد ﺳﻴﺎﺣﻲ؛ ﱠ ﻷن اﻷﻃﻔﺎل ﻳﻌﻮدون إﱃ املﺪارس ،وﻟﻜﻦ ٌ وﻗﺖ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﻐﻴﱡﺐ ﻋﻦ اﻟﻄﻘﺲ ﻳﻜﻮن ﻻ ﻳﺰال ﺟﻴﺪًا ﰲ اﻟﻌﺎدة .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،إﻧﻪ املﺘﺠﺮ. َ اﻟﺘﻮارﻳﺦ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻐﻴﱢﺒًﺎ ﻓﻴﻬﺎ؟« ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ُ أﺧﺬت اﻟﻄﺎﺋﺮة ﻋﺎﺋﺪًا ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ،ﻳﻮم »إذا ﻛﺎن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ ﻫﻮ ﻳﻮم ﺳﺒﺖ ،ﻓﻘﺪ اﻷﺣﺪ املﻮاﻓﻖ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أرﺳﻞ إﻟﻴﻚِ اﻟﺮﺣﻼت اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ُ ﻛﻨﺖ ﻋﲆ ﻣَ ﺘﻨﻬﺎ، ٍ إذا ِ ﺑﺼﻔﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ أن ذﻟﻚ ﻛﺎن ﰲ اﻷﺳﺒﻮﻋَ ني اﻷ ﱠو َﻟني ﻣﻦ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺒني ﰲ ذﻟﻚ .ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﻠﻢ ﺳﺒﺘﻤﱪ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺷﻜ ًﺮا« ،وﺑﺪا ﱄ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ أن أرﺳ َﻞ إﻟﻴﻬﺎ رﺣﻼﺗﻲ اﻟﺠﻮﻳﺔ ﺑﺪﻗﺔ. ُ ُ ﻗﻠﺖ» :إذا ﻛﺎﻧﺖ إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻗﺪ ﻗﺘﻠﺖ ﻋﲆ ﻳ ِﺪ ﺗﺸﺎرﱄ …« »أﺟﻞ؟« »إذن ،ﻫﺬا ﻳﺮﺟﱢ ﺢ أﻛﺜﺮ ﱠ أن ﺗﺸﺎرﱄ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. »أﺟﻞ ،إﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣَ ﻦ أﻧﺖ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻳﻌﺮف اﻷﺷﺨﺎص ٌ ﺷﺨﺺ املﺤﻴﻄني ﺑﻚ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ املﺼﺎدﻓﺔ أن أﺣﺪ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ«. »ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻣَ ﻦ ﻳ ﱡ ُﻜﻦ ﻟﻚ ﺿﻐﻴﻨﺔ ،رﺑﻤﺎ ﻣﻮﻇﻒ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺷﺨﺺ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﺮف أن إﻟني ُ ﺟﻮﻧﺴﻮن َزﺑﻮﻧﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻟﺪى أوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ؟« ﻗﻠﺖ» :ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻲ ،ﻻ .ﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﻮﻇﻔني اﻟﺴﺎﺑﻘني ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ .ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ أﺣﺘﺎﺟﻪ ﰲ املﺘﺠﺮ ﺷﺨﺼﺎن ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱄ ﱠ ،واﻻﺛﻨﺎن اﻟﻠﺬان ﻳﻌﻤﻼن ﻟﺪيﱠ اﻵن ﻣﻌﻲ ﻣﻨﺬ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣَ ني«. ٍ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ» :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ إﺧﺒﺎري ﺑﺎﺳﻤَ ﻴﻬﻤﺎ؟« ﻗﺎﻟﺖ ،وﻫﻲ ﺗﺴﺤﺐ دﻓﱰ أﻋﻄﻴﺘُﻬﺎ اﺳﻤَ ﻲ إﻳﻤﻴﲇ وﺑﺮاﻧﺪون ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ودوﱠﻧﺘﻬﻤﺎ. 56 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎذا ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺨﱪﻧﻲ ﻋﻨﻬﻤﺎ؟« ُ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﴚء اﻟﻜﺜري .ﺗﺨ ﱠﺮﺟَ ﺖ إﻳﻤﻴﲇ ﺑﺎرﺳﺎﻣﻴﺎن ﰲ ﻛﻠﻴﺔ وﻳﻨﺴﻠﻮ، ﺧﺎرج ﺑﻮﺳﻄﻦ ،ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ،وﺗﺪ ﱠر ُ ﺑﺖ ﻣﺪ ًة ﰲ »ﺑﻮﺳﻄﻦ أﺛﻴﻨﻴﻮم« ،وﻫﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ وﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ .وﺟﺎءت ﻟﻠﻌﻤﻞ ﰲ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﻣﺪة ﻋﴩﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﰲ اﻷﺳﺒﻮع ُ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻤﻠﻬﺎ وﻇ ﱠﻠﺖ ﻣﻌﻲ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ ﻟﺪﻋﻢ دﺧﻠﻬﺎ املﺎدي .ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ ﻣﺪة اﻟﺘﺪرﻳﺐ ،زادت ُ أﻋﺮف أيﱠ ﳾء ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺎد ًرا ﻣﺎ ﺗﺘﺤﺪﱠث ،وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻟﺤني .إﻧﻨﻲ ﻻ أﻛﺎد ُ ﴎا، ﺗﻔﻌﻞ ،ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ،أو أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺎﻷﻓﻼم. ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺎرس اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ٍّ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﺗﺄ ﱠﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ .أﻣﺎ ﺑﺮاﻧﺪون وﻳﻜﺲ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻛﺎن ﻻ ﻳﺰال ﻳﻌﻴﺶ ُ أﻋﺮف أﻧﺎ وإﻳﻤﻴﲇ ﻛ ﱠﻞ ﳾءٍ ﻋﻨﻪ ،وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻛ ﱠﻞ ﻣﻊ واﻟﺪﺗﻪ وأﺧﻮاﺗﻪ ﰲ روﻛﺴﱪي ،وﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ُ ﱠ ﳾءٍ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ وﻋﻦ رﻓﻴﻘﺘﻪ اﻟﺤﺎﻟﻴﱠﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻇﻔﺘﻪ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺴﺎﻋﺪة اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﺧﻼل ُ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻌﻄﻼت ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣَ ني، أﻋﱰف أﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪيﱠ ﺷﻜﻮ ٌك ﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳﻴُﻈﻬﺮ أيﱠ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻈﺎم .ﻟﻜﻨﻪ واﺻ َﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺪ ًة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،وﺑﻘﺪْر ﻣﺎ أذﻛﺮ ،ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﱠﺐ — أو ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺄﺧﺮ — ﻳﻮﻣً ﺎ واﺣﺪًا. ﺳﺄﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ» :وﻫﺬا ﻛ ﱡﻞ ﳾء؟« َ ﱡ املﻮﻇﻔني اﻟﺤﺎﻟﻴﱠني؟ أﺟﻞ .إﻧﻨﻲ أذﻫﺐُ ﻛ ﱠﻞ ﻳﻮم ﺑﻨﻔﴘ .وﻋﻨﺪﻣﺎ آﺧﺬُ إﺟﺎز ًة، ﻳﺨﺺ »ﻓﻴﻤﺎ ً إﻣﺎ أن ﻧﻮ ﱢ ﻣﻮﻇﻔﺎ ﻣﺆﻗﺘًﺎ ،أو ﻳﺄﺗﻲ ﴍﻳﻜﻲ ﺑﺮاﻳﻦ وﻳُﺠﺮي ﺑﻌﺾ املﻨﺎوﺑﺎت .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ إﻋﺪاد ﻇﻒ ِ أردت«. ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎملﻮﻇﻔني اﻟﺴﺎﺑﻘني وإرﺳﺎﻟﻬﺎ إﻟﻴﻚِ ،إن ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﻞ ﺑﺮاﻳﻦ ﻫﻮ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري؟« »ﻧﻌﻢ ،ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻴﻨﻪ؟« ُ ُ »رأﻳﺖ اﺳﻤﻪ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻌﻚ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ،ﻧﻌﻢ .ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻨﻪ«. َ ﺳﻠﺴﻠﺔ إﻟﻴﺲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ .ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺮاﻳﻦ ﻛﺎﺗﺐٌ ﺷﺒﻪ ﻣﺸﻬﻮر ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺳﺎوث إﻧﺪ وﻳﻜﺘﺐ ُ أن ﻳﻘﺎرب ﻋﺪ ُد ﻛﺘﺒﻪ ﺧﻤﺴﺔ وﻋﴩﻳﻦ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ؛ وﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺒﻴﻌً ﺎ ﻛﺎملﻌﺘﺎد ،ﻓﺈن ﱢ املﺤﻘﻘﺔ إﻟﻴﺲ ﰲ ﺳﻦ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛني داﺋﻤً ﺎ ،وإﻗﺼﺎء ﺑﺮاﻳﻦ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،ﻣﻊ إﺑﻘﺎء ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ ا ُملﻮﺿﺔ واﻟﺘﻘﺪﱡم اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻋﻦ رواﻳﺎﺗﻪ .ﺗﺪور أﺣﺪاث ﻛﺘﺒﻪ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺎ ﰲ أواﺧﺮ املﺴﻠﺴﻞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ املﺪﻋ ﱢﻮ »إﻟﻴﺲ« اﻟﺬي ﻇ ﱠﻞ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،ﻋﲆ ﻏِ ﺮار ﻣﺎ ﻛﺎن ﰲ ِ ﻳُﻌﺮض ﻣﺪة ﻋﺎﻣني ،وﻣﻨﺢ ﺑﺮاﻳﻦ املﻨﺰل املﺴﺘﻘﻞ اﻟﺬي اﺑﺘﺎﻋﻪ ﰲ ﺳﺎوث إﻧﺪ ،وﻣﻨﺰﻟﻪ ﻋﲆ اﻟﺒﺤرية ﰲ أﻗﴡ ﺷﻤﺎل ﻣني ،وﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ املﺎل اﻹﺿﺎﰲ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎره ﰲ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«. ﻓﻠﺘﺪرﺟﻪ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ .ﻋﻤﻼء ﻏﺎﺿﺒﻮن؟ أي ﻋﻼﻗﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ »إذا ﻓ ﱠﻜﺮت ﰲ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ، ِ ﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻌﺮف ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ؟« 57 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻗﺼرية ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﺪيﱠ ﻫﻲ زوﺟﺘﻲ ،وﻗﺪ ﺗُ ﱢ ً ﻮﻓﻴَﺖ«. ﻗﻠﺖ» :ﺳﺘﻜﻮن ﻗﺎﻟﺖ» :أوه ،أﻧﺎ آﺳﻔﺔ« ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن واﺿﺤً ﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﺑريﻫﺎ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ دراﻳ ٍﺔ ﺑﻬﺬه املﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. »وﺳﺄواﺻ ُﻞ اﻟﺘﻔﻜري ﺑﺸﺄن اﻟﻜﺘﺐ املﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ«. اﻃﻼع ْ إن ﺧﻄ َﺮت ﻟﺪﻳﻚ أيﱡ أﻓﻜﺎر ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺑﺪَت ﻗﺎﻟﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا .ﻻ ﺗﱰاﺟﻊ .أﺑﻘﻨﻲ ﻋﲆ ٍ ﻏريَ ﻣﻬﻤﺔ أو ﻏري ﻣُﺤﺘﻤَ ﻠﺔ .ﻓﻠﻦ ﻳﴬ ذﻟﻚ ﰲ ﳾءٍ«. ﱢ ُ املﺘﺒﻘﻲ ﻣﻦ إﻓﻄﺎري» :ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻫﻞ ﺗﻐﺎدرﻳﻦ ﻗﻠﺖ وأﻧﺎ أﻃﻮي ﻣﻨﺪﻳﲇ وأﺿﻌُ ﻪ ﻋﲆ اﻟﺠﺰء اﻟﻔﻨﺪق أو ﺗَﺒﻘني ﻫﻨﺎ؟« ﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ ،ﻓﺄﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻗﴤ ً ﻗﺎﻟﺖ» :ﺳﻮف أﻏﺎدر .ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗُ َ ﻟﻴﻠﺔ ﻠﻎ رﺣﻠﺔ اﻟﻘﻄﺎر ٍ ُ أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﻋﲆ اﻟﺠﺮاﺋﻢ أﺧﺮى ﻫﻨﺎ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻦ أﻏﺎدر ﻋﲆ اﻟﻔﻮر .ﻟﻢ ﺗﺨﱪﻧﻲ إن ﻛﻨﺖ ﻗﺪ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﺤﻞ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﻴﺘُﻚ إﻳﺎﻫﺎ اﻟﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ«. َﺴﱰع اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ،رﺑﻤﺎ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء داﻧﻴﻴﻞ ﺟﻮﻧﺰاﻟﻴﺲ ،اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي أﺧﱪﺗُﻬﺎ أن أﻳٍّﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﻳ ِ ٍ أُﺻﻴﺐَ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺮﻛﺾ. ﺳﺄﻟﺖ» :وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻫﺬا ﺑﻘﺎﺋﻤﺘﻚ؟« »ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻼﻗﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﻛﺘﺎب دوﻧﺎ ﺗﺎرت» ،اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي«. ُ ﻣﻜﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺘﻨ ﱠﺰه ﻓﻴﻪ«. اﻟﻘﺘﻠﺔ ﺿﺤﻴﺘَﻬﻢ ﰲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻨﺘﻈﺮ ٍ ُ ﻗﺮأت ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﰲ اﻟﻜﻠﻴﺔ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻘﺪ »إذن ﻫﻞ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮﻳﻦ؟« ً ً ﻃﻘﺴﺎ ﺟﻨﺴﻴٍّﺎ ﰲ اﻟﻐﺎﺑﺔ«. ﺷﺨﺼﺎ وﻫﻢ ﻳُﺆدون »ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻬﻢ ﻗﺘﻠﻮا ُ أﴍت »ﻫﺬه ﻫﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻷوﱃ؛ ﻗﺘﻠﻮا ﻣُﺰارﻋً ﺎ .أﻣﺎ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ َ ﺻﺪﻳﻘﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻮق ﻣﻨﺤﺪر«. إﻟﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .إﻧﻬﻢ ﻳﺪﻓﻌﻮن »أُﻃﻠﻘﺖ اﻟﻨﺎ ُر ﻋﲆ داﻧﻴﺎل ﺟﻮﻧﺰاﻟﻴﺲ«. »أﻋﻠﻢ .إﻧﻪ اﺣﺘﻤﺎ ٌل ﺑﻌﻴﺪ .ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ اﻷﻣﺮ أﻛﺜ َﺮ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﺨﺎرج ﻳُﻨ ﱢﺰه ﻛﻠﺒﻪ .رﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻧﺰﻫﺔ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻛ ﱠﻞ ﻳﻮم ،أو ﻣﺮة واﺣﺪة ﰲ اﻷﺳﺒﻮع .رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻸﻣﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﺑ…« ُ ﺳﺄﺑﺤﺚ أﻛﺜﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص املﻌﻨﻴﱢني »ﻻ ،إﻧﻪ اﺣﺘﻤﺎل ﻣﻔﻴﺪ. ً اﺣﺘﻤﺎﻻ ﺑﻘﻀﻴﺔ داﻧﻴﺎل ﺟﻮﻧﺰاﻟﻴﺲ ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻃﺎﻟﺐٌ ﺳﺎﺑﻖ ﻻ ﻳﺰال ﻗﻴﺪ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ .ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺪو واردًا«. ُ ُ ﺗﺤﴬﻧﻲ ﻛﻠﻤﺔ أﻓﻀﻞ«. ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻛﺎن داﻧﻴﺎل ﺟﻮﻧﺰاﻟﻴﺲ … وﻏﺪًا؟ ﻻ 58 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﱠ ﺳﺄﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ .ﻣﻊ أﻧﻪ ﻣﻦ ا ُملﺮﺟﱠ ﺢ أن ﻳﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ ،إذا »ﻫﺬا ﻣﺎ ﻻ أﻋﺮﻓﻪ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﰲ ﻗﺘﻠﻪ .إذن ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ،ﻗﻀﻴﺔ ﺟﻮﻧﺰاﻟﻴﺲ …؟« ﻗﻠﺖ» :أﺟﻞ ،وإن ﻛﻨﺖ ﱡ ُ أﻇﻦ أﻧﻚِ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺤﺜﻲ ﺧﺎرج ﻧﻄﺎق ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ اﻟﺘﻲ ٍ ﺟﺮﻋﺎت زاﺋﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﻗري ﻟﻢ ﻳُﺤ ﱠﻞ ﻟﻐ ُﺰﻫﺎ .اﺑﺤﺜﻲ ﰲ ﺣﻮادث اﻟﻐﺮق ،وﻛﺬﻟﻚ ﺣﻮادث ﺗﻨﺎول ُ ُ وأﺧﺮﺟﺖ اﻟﻜﺘﺎﺑَني اﻟﻠﺬﻳﻦ أﺣﴬﺗُﻬﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ واملﺨﺪﱢرات .أوه ،ﻳُﺬ ﱢﻛﺮﻧﻲ ﻫﺬا ﺑﴚءٍ«. ﻣﻌﻲ ،اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ﻣﻦ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ أﻋﻴﺪ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻧﺴﺨﺔ ورﻗﻴﺔ ﻣﻦ »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« اﻟﺘﻲ وﺟﺪﺗُﻬﺎ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺻﺒﺎح ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. ٍ ﺣﺎﻟﺔ رﺛﱠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ إﺻﺪارات ﴍﻛﺔ »ﺑﺎن ﺑﻮﻛﺲ« ﻟﻠﻨﴩ، ورﻗﻲ اﻟﻐﻼف ﰲ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﱠ ُ ﻧﺎوﻟﺖ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ إﱃ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ .ﻗﺎﻟﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا .ﺳﺄﺣﺮص ﻋﲆ وﻛﺎن اﻟﻐﻼف ﺷﺒﻪ ﻣﺘﻬﺎﻟﻚ. إﻋﺎدﺗﻬﻤﺎ إﻟﻴﻚ«. ْ ُ ُ ُ ﻗﺮأت »املﻐ ِﺮق« ﻗﻠﺖ» :ﻻ ﺗَﺸﻐﲇ ﺑﺎﻟﻚِ ﻛﺜريًا ﺑﺬﻟﻚ .ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻪ ،وﻟﻘﺪ َ آﺧﺮ ﻣﺮ ٍة ﻗﺮأﺗُﻬﺎ«. اﻟﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ .ﻗﺮأﺗُﻬﺎ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،أﻋﻨﻲ؛ إذ ﻣ ﱠﺮت ﻣﺪ ٌة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻨﺬ ِ ﻗﺎﻟﺖ» :أوه ،ﺣﺴﻨًﺎ .أيﱡ أﻓﻜﺎر؟« »ذُﻛﺮت ﺟﺮﻳﻤﺘﺎ ﻗﺘْﻞ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب .ﻫﻨﺎك اﻣﺮأة ﺗُﻘﺘَﻞ أﺛﻨﺎء اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ .ﻟﻘﺪ ُﺳﺤِ ﺒ َْﺖ ﻣﻦ اﻷﺳﻔﻞ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳُﻈﻬﺮه ﻟﻚِ ﻏﻼف اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻷﺳﺎس .وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘْﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،وﻫﻲ ً ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺰﻋﺠﺔ ٍّ ﺧﺎرﻗﺎ ﻧﺤﻮ ﻳﺒﺪو ﺣﻘﺎ .ﺗَﺮﺗﻜﺐُ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ،وﻫﻲ اﻣﺮأ ٌة ﻗﻮﻳﺔ اﻟﺒﻨﻴﺎن ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻋﲆ ٍ َ ً رﺟﻼ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺑﴬﺑ ٍﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ. ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺘﻞ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ، ُ أوﺿﺤﺖ ﻟﻬﺎ ﻫﻴﺌﺔ اﻹﻣﺴﺎك ﺑﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل رﻓﻊ ﻳﺪي إﻧﻬﺎ ﺗﻘﺒﺾ ﻳﺪَﻫﺎ ﺑﴫاﻣﺔ ﻫﻜﺬا«، َ ﻣﻜﺎن ﻗﻠﺒﻪ وﻣ ﱢﺪ أﺻﺎﺑﻌﻲ» ،وﺗﺮﻓﻌﻬﺎ ﺑﺒﻂءٍ وﺗﴬب ﺗﺤﺖ ﻗﻔﺼﻪ اﻟﺼﺪري ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﺛﻢ ﺗﻌﺘﴫه ﺑﺸﺪة«. َ ارﺗﺴﻢ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺗﻌﺒريٌ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺎﻻﺷﻤﺌﺰاز وﻗﺎﻟﺖ» :ﻓﻌ ٌﻞ ﻣﻘﺰز«. ً ً إن ﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﻤﻜﻨﺎ .وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻤﻜﻨﺎ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﱠ ﻗﻠﺖ» :ﻻ أدري ْ ُ أن ﺗﴩﻳﺢ اﻟﺠﺜﺔ ُﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﺣﺪث«. ﺳﻴ ِ َ ﻗﺎﻟﺖ» :أﻋﺘﻘ ُﺪ ذﻟﻚ ً أﻳﻀﺎ .ﻣﺎ ُ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻮادث اﻟﻐﺮق .أﻋﺘﻘ ُﺪ زﻟﺖ أرى أﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن أن ﻗﺎﺗﻠﻨﺎ ﺗﺸﺎرﱄ ﺳريﻏﺐ ﰲ ﻣﺤﺎﻛﺎ ِة اﻟﻘﺘﻞ ً ﻏﺮﻗﺎ ،ﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ أن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻋﻨﻮان اﻟﻜﺘﺎب«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺻﺤﻴﺢ«. »ﻫﻞ ﺗﺬ ﱠﻛﺮ أيﱠ ﳾءٍ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب؟« 59 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ أﺧﱪﻫﺎ ﻛﻴﻒ أﻧﻲ ﻟﻢ أﺗﺬ ﱢﻛﺮ ﻓﺤﺴﺐ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﺘﻞ ذات ﻃﺎﺑﻊ ﺟﻨﴘ .ﻟﻘﺪ ﻟﻢ ِ ُ ُ ﺗﺨﻴ ْ املﺨﺘﻠﺔ ﻋﻘﻠﻴٍّﺎ ،ﺷﺨﺼﻴﺘَني ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ؛ إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﻣﺘﺄﺛﱢﺮة ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ »ﺟﺎن اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﱠﻠﺖ آﻧﺠﻲ، ً ﻣﻨﻴﻌﺔ ﺿﺪ اﻷﻟﻢ ،واﻷﺧﺮى أﺳﻤَ ﺘْﻬﺎ ﺷﻌﻮ َر »اﻟﻔﺮس اﻷﺣﻤﺮ« ،ﺣﻴﺚ دارك« اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﻘﺎؤﻫﺎ ﻳﺘﻘﻮﱠس ﻇﻬ ُﺮﻫﺎ ،وﺗﻨﺘﺼﺐ ﺣﻠﻤﺘﺎ ﺛﺪﻳَﻴﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻘﻤﱠ ﺺ ﻫﺎﺗني اﻟﺸﺨﺼﻴﺘَني ﻋﻨﺪ ارﺗﻜﺎﺑﻬﺎ َ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻗﺘﻞ ﻣﺎ .ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻫﺬا أﺗﺴﺎءل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻛ ﱡﻞ اﻟﻘﺘَﻠﺔ ﺟﺮﻳﻤﺔ ٍ ً ﺷﺨﺼﻴﺔ أﺧﺮى .ﻫﻞ ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ أﺛﻨﺎء اﻟﻘﺘﻞ ،ﻟﻴﺘﻘﻤﱠ ﺼﻮا ﻫﻜﺬا؟ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻗﻠﺘُﻪ ﻟﻠﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻛﺎن» :ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺘﺎﺑًﺎ راﺋﻌً ﺎ .أﻧﺎ أﺣﺐﱡ ﺟﻮن دي ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ وﻟﻜﻦ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺷﺨﺼﻴﺔ آﻧﺠﻲ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب أﻓﻀ َﻞ أﻋﻤﺎﻟﻪ«. ﻫ ﱠﺰت َ ُ أدرﻛﺖ أن ﺗﻘﻴﻴﻤﻲ اﻟﻨﻘﺪي ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ووﺿﻌﺖ ﻛِﻼ اﻟﻜﺘﺎﺑَني ﰲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ ﻣﺤ ﱢﻠﻪ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻧﻈﺮت إﱃ اﻷﻋﲆ وﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻌﺎوﻧًﺎ إﱃ ُ أﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﺒﺎدر إﱃ ذﻫﻨﻲ؟ وإذا ﻛﻨﺖ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ أﺑﻌ ِﺪ ﺣﺪﱟ .ﻫﻞ ﺗُﻤﺎﻧﻊ إذا أرﺳﻠﺖ أﺳﺘﺸريك ﰲ أي ٍ ﰲ إﻋﺎدة ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺐ …« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ«. َ وراﻓﻘﺘﻨﻲ إﱃ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﻔﻨﺪق .ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗﺒﺎدَﻟﻨﺎ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ،ﺛﻢ ﻧﻬﻀﻨﺎ، أﻟﻘﻲ ﻧﻈﺮ ًة ﻋﲆ أﺣﻮال اﻟﻄﻘﺲ« .ﻛﺎن اﻟﺜﻠﺞ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﺑﻨﺪر ٍة ﺗﺴري ﻣﻌﻲ إﱃ اﻟﺨﺎرج» :أرﻳ ُﺪ أن َ اﻵن ،ﻟﻜﻦ ﻣﻼﻣﺢ املﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪ ﺗﺒ ﱠﺪ َﻟﺖ؛ إذ ﺗﺠﻤﱠ ﻌَ ﺖ ﻛﺘ ٌﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺞ ﰲ اﻟﺰواﻳﺎ ،واﻧﺤﻨﺖ اﻷﺷﺠﺎر، ﺣﺘﻰ اﻟﺠﺪران اﻟﻘﺮﻣﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﻳﺎت املﺠﺎورة ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﻛﺘﺴﺖ ﺑﻨﺴﻴﺞ َ أﺑﻴﺾ اﻟﻠﻮن. ﻗﻠﺖ» :ﺣ ٍّ ُ ﻈﺎ ﺳﻌﻴﺪًا ﰲ اﻟﻌﻮدة إﱃ املﻨﺰل«. ﺗﺼﺎﻓﺤﻨﺎ .دﻋﻮﺗُﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ،وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ أن أﻧﺎدﻳﻬﺎ ﺟﻮﻳﻦ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﺑﺘﻌ ُﺪ ُ ﻗﺮرت ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻃﻴﺒﺔ روﻳﺪًا روﻳﺪًا ،ﺧﻼل اﻟﺜﻠﻮج اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ إﱃ ﻗﺼﺒﺔ اﻟﺴﺎق، أن ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أدﻋﻮَﻫﺎ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ اﻷول. 60 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ُ وﺻﻠﺖ إﱃ املﺘﺠﺮ ،ﺑﻌﺪ ﻋﴩﻳﻦ دﻗﻴﻘﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻤﻴﲇ ﺑﺎرﺳﺎﻣﻴﺎن ﺗﺤﺖ املﻈ ﱠﻠﺔ ﺗﻨﻈﺮ إﱃ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ. ُ ﺳﺄﻟﺖ» :ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ وأﻧﺖ ﻫﻨﺎ؟« »ﻋﴩون دﻗﻴﻘﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﱠ ُ ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﻔﺘﺢ أﺑﻮاﺑﻨﺎ ﰲ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻤﻞ أﺗﻠﻖ ردٍّا ﻣﻨﻚ، اﻟﻌﺎدﻳﺔ«. »آﺳﻒ .ﻛﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺮﺳﲇ إﱄ ﱠ رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺼﻴﺔ«ُ . ﻗﻠﺖ ﻫﺬا وأﻧﺎ أﻋﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﺳﻞ إﱄ ﱠ ً ً ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺧﻼل أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ،وﺑﺄﻧﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻗﻂ. رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺼﻴﺔ ُ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎب ،ﺛﻢ ﺗﺒﻌﺘُﻬﺎ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ» :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪيﱠ ﻣﺎﻧ ٌﻊ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻈﺎر .ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻴﻨﻤﺎ ُ ﻧﺴﻴﺖ ﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻲ«. ﻛﺎن ﺧﻄﺌﻲ ﻷﻧﻨﻲ وﺟﻠﺴﺖ إﻳﻤﻴﲇ ُ ُ َ اﺗﺠﻬﺖ وراء اﻟﻘﺮﻓﺼﺎء ﻟﺘﺤ ﱠﻚ ذﻗﻨﻪ. ﺟﺎءَ ﻧريو ﻟﺘﺤﻴﺘﻨﺎ ،وﻫﻮ ﻳﻤﻮء، ُ وأﺿﺄت اﻷﻧﻮار .وﻗﻔﺖ إﻳﻤﻴﲇ وﺧﻠﻌَ ﺖ ﻣﻌﻄﻔﻬﺎ اﻷﺧﴬ اﻟﻄﻮﻳﻞ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﺪﻓﻊ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ؛ ﺗﻨﻮر ًة داﻛﻨﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﻄﻮل ،ﺣﺬاءً ﻣﺒ ﱠ ﺗﺤﺘﻪ ﻣﺎ ُ ﻄﻨًﺎ، ﻛﻨﺖ أﻋﺘﻘﺪه زيﱠ ِ ٌ ﻗﻤﻴﺺ ﺑﺄزرار ،أو ﺗﻲ-ﺷريﺗًﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن .ﻗ ﱠﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺎﻣﻴﻢ وﻛﻨﺰ ًة ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺗﺤﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ-ﺷريت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ً ُ ﺑﻌﻀﻬﺎ ذا ﻋﻼﻗﺔ أدﻟﺔ ﺣﻮل ﻣﺎ ﺗﺤﺒﱡﻪ إﻳﻤﻴﲇ وﻣﺎ ﺗﻜﺮﻫﻪ ،ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ — ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺗﻲ-ﺷريت ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻼف ﻗﺪﻳﻢ ﻟﻜﺘﺎب ﺷريﱄ ﺟﺎﻛﺴﻮن »ﻟﻄﺎملﺎ ﻋِ ﺸﻨﺎ ﰲ ﺣﺼﻦ« ﻣﻊ رﺳﻢ ﺗﻮﺿﻴﺤﻲ ﻟﻘ ﱟ ﻂ أﺳﻮد وﺳﻂ ﻋﺸﺐ أﺧﴬ ﻃﻮﻳﻞ — واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎن ٍ ﻟﻔﺮﻗﺔ ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗُﺪﻋﻰ »ذا دﻳﺴﻤﱪﺳﺖ« .ﰲ اﻟﺼﻴﻒ املﺎﴈ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي ﺗﻲ-ﺷريﺗًﺎ ﻳﺤﻤﻞ إﻋﻼﻧًﺎ ﻋﻦ »اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻷول ﻣﻦ ﻣﺎﻳﻮ ﰲ ﺟﺰﻳﺮة ﺳﺎﻣﺮاي ﻋﺎم «١٩٧٣وﺗﻤ ﱠﻠ َﻜﻨﻲ ﺷﻌﻮ ٌر ﻣﺰﻋﺞ ً ﻃﻮال اﻟﻴﻮم ﱠ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ .ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ أﺧريًا ،وأﺧﱪﺗﻨﻲ أﻧﻪ ﻳﺸري إﱃ ﺑﺄن ﻣﺎ ُﻛﺘﺐ ﻋﲆ اﻟﺘﻲ-ﺷريت ﺑﺪا ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻴﻠﻢ »رﺟﻞ اﻷﻏﺼﺎن« ،وﻫﻮ ﻓﻴﻠﻢ رﻋﺐ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﺣِ ﻘﺒﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﱠﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻟﻢ ُ ٍ ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﻞ أﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ اﻟﺮﻋﺐ؟« ﺳﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة. أﺷﺎﻫﺪه ﻣﻨﺬ ﰲ اﻟﻌﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﱠث ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ إﻣﺎ إﱃ ﺟﺒﻬﺘﻲ أو ذﻗﻨﻲ .ﻗﺎﻟﺖ» :أﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ«. ﻗﻠﺖ ً ُ آﻣﻼ أن ﺗﺴﺘﻤ ﱠﺮ املﺤﺎدﺛﺔ» :ﻣﺎ أﻓﻀﻞ ﺧﻤﺴﺔ أﻓﻼم ﻟﺪﻳﻚ؟« ﻋﺒ ََﺴﺖ ﻟﻮﻫﻠﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻔ ﱢﻜﺮ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ»» :ﻃﻔﻞ روزﻣﺎري« ،و»ﻃﺎرد اﻷرواح« ،و»ﻋﻴﺪ املﻴﻼد اﻷﺳﻮد« — اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻷﺻﲇ — و»املﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ« ،و… إﻣﻢ» ،ﻛﻮخ اﻟﻐﺎﺑﺔ« ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ«. َ ُ ﺷﺎﻫﺪت اﺛﻨني ﻣﻦ اﻷﻓﻼم اﻟﺨﻤﺴﺔ ،ﻣﺎذا ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ »اﻟﱪﻳﻖ«؟« »ﻟﻘﺪ َ ﱠ ُ ﻧﻬﺎﻳﺔ وﻇﻨﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗُﺴﻬﺐ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه »ﻛﻼ« .ﻫ ﱠﺰت رأﺳﻬﺎ ﺑﴪﻋﺔ، ﱢ ً ﻣﺘﺤﻔﻈﺔ .ﻓﻠﻘﺪ ُ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺪوري ﻛﺬﻟﻚ .وﻛﻮﻧﻚ ﺷﺨﺼﻴﺔ املﺤﺎدﺛﺔ .ﻟﻢ أﻛﻦ أﻣﺎﻧﻊ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻈﺎ ﻫﻲ ٌ ﱢ ﻣﺘﺤﻔ ً ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﺳﻤﺔ ﻧﺎدرة ﻫﺬه اﻷﻳﺎم .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺎ زﻟﺖ أﺗﺴﺎءل ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ. َ ٌ ﺑﺎﺋﻌﺔ ﻛﺘﺐ. ﻃﻤﻮﺣﺎت إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻌ ﱢﻠﻖ ﻣﻌﻄﻔﻬﺎ ا ُملﻨﺪﱠى ،ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ إن ﻛﺎن اﻟﻮﺻﻮل إﱃ املﺘﺠﺮ ﺻﻌﺒًﺎ أم ﻻ. ُ رﻛﺒﺖ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ،ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام« ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻘﺪ اﻟﻨﻬﺮ ،ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻴﺪان إﻧﻤﺎن ﰲ ﻛﺎﻣﱪﻳﺪج .ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻋﺮﻓﻪ ﻋﻦ ْ وﺿﻌﻬﺎ املﻌﻴﴚ ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺎﺳﻤَ ﺖ ً ﺷﻘﺔ ﻣﻦ ﺛﻼث ﻏﺮف ﻧﻮم ﻣﻊ ﺧﺮﻳﺠني َ آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ وﻳﻨﺴﻠﻮ. ُ اﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ أﺟﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﺣﺪﻳﺜًﺎ اﺗﺠﻬَ ﺖ إﻳﻤﻴﲇ إﱃ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻠﻔﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺐ .ﻛﺎﻧﺖ وﻇﻴﻔﺘُﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﻣﺘﺎﺟﺮﻧﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ وﻣﺮاﻗﺒﺘﻬﺎ .إﻧﻨﺎ ﻧﺒﻴﻊ ﻣﻦ ٍ اﻟﻜﺘﺐ ا ُملﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﻗﻊ »إﻳﺒﺎي« و»أﻣﺎزون« وﻣﻮﻗﻊ ﻳُﺴﻤﻰ »أﻟﻴﱪﻳﺲ« ،وﺑﻌﺾ ٌ اﻋﺘﺪت أن أﻓﻌﻞ ً ُ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﴘ، ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻬﺎ. املﻮاﻗﻊ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪيﱠ ﺣﺘﻰ َ املﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ .ﻛﺎن ﻫﺬا أﺣ َﺪ أﺳﺒﺎب ﻗﻠﻘﻲ ﺑﺸﺄن ُﺧﻄﻄﻬﺎ وأﺗﻠﻘﻰ اﻟﻄﻠﺒﺎت ،ﻟﻜﻦ إﻳﻤﻴﲇ ﺗﻮ ﱠﻟﺖ املﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ .إذا ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ املﺘﺠﺮ ،ﻓﺴﺄﻛﻮن ﰲ ورﻃﺔ ﻛﺒرية. ﱠ َ وﺗﻔﻘ ُ ُ ﺪت اﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ رﺳﺎﺋﻞ — ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أيﱡ رﺳﺎﺋﻞ — ﺧﻠﻒ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﺑﻘﻴﺖ ُ ُ أﺟﺮﻳﺖ ﺗﺴﺠﻴﻞ دﺧﻮل إﱃ ﻣﺪوﱠﻧﺔ »أوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﻧﺎد ًرا ﻣﺎ أﻓﻌﻠﻪ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ،ﻟﻜﻦ ﺛﻢ َ زﻳﺎرة ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة .ﺑﻠﻎ إﺟﻤﺎﱄ ﱡ ﻋﺪد املﺪﺧﻼت ﻋﲆ املﺪوﱠﻧﺔ ٢١١ ﻣ ً ُ أﺟﱪت ُﺪﺧﻼ ،آﺧﺮﻫﺎ أُدﺧِ ﻞ ﻣﻨﺬ ﺷﻬ َﺮﻳﻦ .ﻛﺎن ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »ﻣﺨﺘﺎرات اﻟﻌﺎﻣﻠني« ،وﻫﻮ ﳾءٌ إﻳﻤﻴﲇ وﺑﺮاﻧﺪون ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﺑﺼﻔﺔ دورﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺘﺒﺎن ﺟﻤﻠﺘني ﻋﻦ آﺧِ ﺮ ﻛﺘﺎب ﻗ َﺮآه وﻧﺎل إﻋﺠﺎﺑﻬﻤﺎ .اﺧﺘﺎر ﺑﺮاﻧﺪون آﺧ َﺮ رواﻳﺔ ﺑﻘﻠﻢ ﱄ ﺗﺸﺎﻳﻠﺪ »ﺟﺎك رﻳﺘﺸﺎر« ،وﻛﺘﺒَﺖ إﻳﻤﻴﲇ 62 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ً ﻣﻜﺎن ﻣُﻮﺣﺶ« ،وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ وﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎري ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﻣﻮﺟ ًﺰا ﺑﻜﺘﺎب دوروﺛﻲ ﺑﻲ ﻫﻴﻮز »ﰲ ٍ ُ ُ أﺧﺬت ﻛﻠﺒﻲ« .ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﺪ ﻗﺮأﺗُﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، »ﺑﺪأت ﻣﺒﻜ ًﺮا، ﻛﺘﺎب ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻛﻴﺖ أﺗﻜﻴﻨﺴﻮن ﻋﲆ ٍ ﱠ واملﻠﺨﺼﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﺳﺘﻮﻋﺒﻪ ﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻗﺮأت ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴﺒﺎت اﻟﺘﻘﻴﻴﻤﻴﺔ وﻛﺄﻧﻲ ﻗﺮأﺗُﻪ ،ﻋﻼو ًة ﻋﲆ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣُﻌﺠﺒًﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﻮان. ُ أﻣﻀﻴﺖ ﺳﺎﻋﺔ أو ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ﰲ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﻣﺪﺧﻼت املﺪوﱠﻧﺔ ﻟﻠﺨﻠﻒ ،وﻛﺎن اﻷﻣ ُﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ُ أﻋﻴﺶ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﴩَ املﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﰲ اﻻﺗﺠﺎه املﻌﺎﻛﺲ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك أول وآﺧﺮ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻟﺠﻮن ﻫﻴﲇ ،ﻟﻘﺪ ﻧُﴩت ﰲ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺬي ﻏﺎدر ﻓﻴﻪ املﺘﺠﺮ ،ﻣُﻠﻘﻴًﺎ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻲ املﺴﺌﻮﻟﻴﺔ .ﻛﺎن ﻗﺪ ﺑﺎع »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« وﺟﻤﻴﻊ أﺳﻬﻤﻬﺎ ﱄ أﻧﺎ وﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري ﻋﺎم .٢٠١٢ﻛﺎن ﺑﺮاﻳﻦ ﻗﺪ أﺳﻬﻢ ً ﱠ ﺳﺄﺗﻮﱃ اﻹدارة. ﺣﺼﺔ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٠ﰲ املﺎﺋﺔ ،ﺑﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﺑﻤﻌﻈﻢ رأس املﺎل ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻨَﺤﻨﻲ ُ اﻋﺘﻘﺪت ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ أن ﺑﺮاﻳﻦ ﺳريﻏﺐ ﰲ اﻻﻧﺨﺮاط أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن واﻷﻣﺮ ﻧﺎﺟﺢٌ ﺣﺘﻰ اﻵن. ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺪُث ذﻟﻚ .ﻛﺎن ﻳﺄﺗﻲ إﱃ املﺘﺠﺮ ﻟﺤﻀﻮر ﺣﻔﻞ ﻋﻄﻠﺘﻨﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻀﻮر ﺟﻤﻴﻊ ﻧﺪواﺗﻨﺎ اﻟﻨﻘﺎﺷﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﻟﻜﻦ ،ﺑﺨﻼف ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ أﺳﻨﺪ إﱄ ﱠ املﺴﺌﻮﻟﻴﺔ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻫﺬﻳﻦ اﻷﺳﺒﻮﻋني ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﻮم ﺑﺮﺣﻠﺘﻲ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ إﱃ ﻟﻨﺪن .ورﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻛﻨﺖ أرى ﺑﺮاﻳﻦ ﻛﺜريًا .اﺳﺘﻐﺮق اﻷﻣ ُﺮ ﻣﻨﻪ ﻧﺤﻮ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻟﻜﺘﺎﺑ ِﺔ ﻣﻘﺪﱢﻣﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ إﻟﻴﺲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ. وأﻃﻠﻖ ﻋﲆ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺴﻨﺔ »إﺟﺎزة ﴍب اﻟﺨﻤﺮ« ،اﻟﺘﻲ ﻳﻘﴤ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﻘﻌ ٍﺪ ﻣُﻐ ٍّ ﻄﻰ ﺑﺎﻟﺠﻠﺪ ﻣﴩوب ﻣﻌﻪ ،ﻋﲆ ﰲ اﻟﺒﺎر اﻟﺼﻐري ﺑﻔﻨﺪق »ﺑﻴﻜﻮن ﻫﻴﻞ« .ﻛﻨﺖ ﻛﺜريًا ﻣﺎ أُﻋ ﱢﺮجُ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﻨﺎول ٍ ُ ُ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﻘﻴﺎ َم ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ٍ ﺗﺄﺧﺮت ﰲ وﺻﻮﱄ أﻛﺜ َﺮ وﻗﺖ ﻣﺒ ﱢﻜﺮ ﻣﻦ املﺴﺎء .إذا اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ٌ ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﻼزم ،ﻓﺈن ﺑﺮاﻳﻦ — راويَ اﻟﻘﺼﺺ املﻌﺘﺎد — ﺳﻴُﻘﺪﱢم ﱄ أﻋﻈ َﻢ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻪ ،وﻫﻲ ﺳﻤﻌﺘُﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺌﺎت املﺮات. ُ ﻣ ﱠﺮ ُ ٍ ﺳﻨﻮات ﻣﻀﺖ، ﻻﺣﻈﺖ ﻏﻴﺎبَ أيﱢ ﻣﻨﺸﻮر ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ رت املﻨﺸﻮرات أﻛﺜ َﺮ إﱃ اﻟﻮراء، ٌ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻛﺘﺒﺘُﻬﺎ ﺑﻌﻨﻮان ﰲ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻴﻪ زوﺟﺘﻲ .ﻛﺎن آﺧﺮ إدﺧﺎل ﻗﺒﻞ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث »أﻟﻐﺎز ﻣﻦ أﺟﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺷﺘﺎءٍ ﺑﺎردة« ،ﻧُﴩت ﰲ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﴩﻳﻦ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﱪ ﻋﺎم .٢٠٠٩ ﺗُﻮﻓﻴﺖ زوﺟﺘﻲ ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷوﱃ ﻣﻦ ﺻﺒﺎح اﻷول ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻋﺎم ٢٠١٠؛ ﻋﲆ إﺛﺮ ﺣﺎدث َ ﺻﻮر اﻧﺰﻟﻘﺖ ﻣﻦ ﻣﻤ ﱟﺮ ﻋﻠﻮي ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ ٢وﻫﻲ ﻣﺨﻤﻮرة .ﻟﻘﺪ أﻃ َﻠﻌﻮﻧﻲ ﻋﲆ ﺳري ،ﺣﻴﺚ ٍ ﺑﻐﺮض ﺗﺤﺪﻳﺪ ُﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣُﻼءة ﺑﻴﻀﺎء ﻗﺪ ﻏ ﱠ ﻄﺖ َ رأﺳﻬﺎ ﻣﻦ أﻋﲆ اﻟﺤﺎﺟﺒني .ﺑﺪا ِ وﺟﻬﻬﺎ ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﺗﺨﻴ ُ ﱠﻠﺖ أن ﺟﻤﺠﻤﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻬﺸﻤَ ﺖ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ أﺛﺮ اﻻرﺗﻄﺎم. 63 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ﻗﺮأت ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﱰﺗُﻬﺎ ،ﻛ ﱡﻠﻬﺎ ﺗﺪور أﺣﺪاﺛُﻬﺎ ﰲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء أو أﺛﻨﺎء اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ .ﰲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺴريﺗﻲ املﻬﻨﻴﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ املﺪوﱠﻧﺎت ،ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪًا ﺑﻤﺠﺮد إﻧﺸﺎء ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ ،وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻄﺮاد ﰲ وﺻﻔﻬﺎ .ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﻨﺸﻮري: »ﻟﻐﺰ ﺳﻴﺘﺎﻓﻮرد« ) (١٩٣١ﺑﻘﻠﻢ أﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ »اﻟﺨﻴﱠﺎﻃﻮن اﻟﺘﺴﻌﺔ« ) (١٩٣٤ﺑﻘﻠﻢ دوروﺛﻲ إل ﺳﺎﻳﺮز »اﻟﺠُ ﺜﱠﺔ ﰲ رﺟﻞ اﻟﺜﻠﺞ« ) (١٩٤١ﺑﻘﻠﻢ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﻠﻴﻚ »ﻣُﻘﻴﱠ ٌﺪ ﺑﺄﴍﻃﺔ ﻣُﻠﻮﱠﻧﺔ« ) (١٩٧٢ﺑﻘﻠﻢ ﻧﺎﻳﻮ ﻣﺎرش »اﻟﱪﻳﻖ« ) (١٩٧٧ﺑﻘﻠﻢ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻴﻨﺞ »ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺟﻮرﻛﻲ« ) (١٩٨١ﺑﻘﻠﻢ ﻣﺎرﺗﻦ ﻛﺮوز ﺳﻤﻴﺚ »إﺣﺴﺎس ﺳﻤﻴﻼ ﺑﺎﻟﺜﻠﺞ« ) (١٩٩٢ﺑﻘﻠﻢ ﺑﻴﱰ ﻫﻮج »ﺧﻄﺔ ﺳﻬﻠﺔ« ) (١٩٩٣ﺑﻘﻠﻢ ﺳﻜﻮت ﺳﻤﻴﺚ »ﺣﺼﺎد اﻟﺜﻠﺞ« ) (٢٠٠٠ﺑﻘﻠﻢ ﺳﻜﻮت ﻓﻴﻠﻴﺒﺲ »ﻏﺮاب أﺳﻮد« ) (٢٠٠٦ﺑﻘﻠﻢ آن ﻛﻠﻴﻔﺰ ﺮت ﺟﻤْ ﻌﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ ،وﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﺮت ﻗﻠﻘﻲ ﺑﺸﺄن إدراج رواﻳﺔ »اﻟﱪﻳﻖ« ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ ً َ رواﻳﺔ ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أدرﺟﺘُﻬﺎ ﻋﲆ أي ﺣﺎل؛ ﻷﻧﻬﺎ رواﻳﺔ رﻋﺐ وﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻧﺖ ً رواﻳﺔ أﺣﺒﱡﻬﺎ .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ،ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﻛﺎﻧﺖ ﱠ ﻳﺘﻐري ﻋﺎملﻲ إﱃ اﻷﺑﺪ .إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤ ﱠﻠ َﻜﺘﻨﻲ ﻷﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ أﺳﺒﻮﻋني ﻗﺒﻞ أن ً َ ﻣﻄﻠﻘﺎ .ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻗﴤ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻮدة إﱃ أواﺧﺮ دﻳﺴﻤﱪ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ،ﻓﻠﻢ أﻛﻦ ﻷﻛﺘﺐ ﻫﺬه ُ أوﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﻮة ،ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺧﱪﻫﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻋﲆ ﻋﻠ ٍﻢ ﻛ ﱠﻞ وﻗﺘﻲ أﻗﺎﺗﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ زوﺟﺘﻲ ﺑﻜ ﱢﻞ ﻣﺎ ﺑﻌﻼﻗﺘﻬﺎ اﻟﻐﺮاﻣﻴﺔ ،وﺑﺄﻧﻨﻲ أﻋﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﻋﺎدت إﱃ ﺗﻌﺎﻃﻲ املﺨﺪﱢرات ﻣﺠﺪدًا ،ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺧﱪﻫﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺳﺎﻣﺤﺘُﻬﺎ ،وأن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﻌﻮد َة إﱄ ﱠ .ﻣَ ﻦ ﻳﺪري إن ﻛﺎن أيﱞ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺳﻴُﺤﺪث ً ﻓﺮﻗﺎ؟ ﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺳﺄﻛﻮن ﻗﺪ ﺣﺎوﻟﺖ. ﱠ ً وﺗﺤﻘ ُ ُ ُ ﻣ ﱠﺮ ُ ﻘﺖ »رواﻳﺎت ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ«، ﻗﺎﺋﻤﺔ أﺧﺮى، ووﺟﺪت رت إﱃ اﻟﻮراء أﻛﺜﺮ، ُ ﻋﻠﻤﺖ رﺳﻤﻴٍّﺎ ﺑﺸﺄن زوﺟﺘﻲ ﰲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ﺑﴪﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﺪ ُ ﻨﺖ ،ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ﻋ َﺮ ُ ﺧﻤﱠ ُ واﺻﻠﺖ اﻟﺘﻤﺮﻳﺮ ﻟﻠﺨﻠﻒ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻓﺖ ﰲ داﺧﲇ ﺑﺄن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي. ﻣﻨﺸﻮرات املﺪوﱠﻧﺔ ﺗﺰداد ﺗﻮاﺗ ًﺮا ﻣﻊ وﺻﻮﱄ إﱃ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ أُداوم ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﺤﺪﻳﺚ املﺪوﱠﻧﺔ .ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ،وﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ :ملﺎذا ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻜﻞ ﳾءٍ ﻗﺎﺋﻤﺔ؟ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ 64 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ُ ً ﻣﻬﻮوﺳﺎ ،ﻣﻨﺬ أن ﺑﺪأت أﻧﻔﻖ ﻛ ﱠﻞ أﻣﻮاﱄ أﺻﺒﺤﺖ ﻗﺎرﺋًﺎ إﱃ ذﻟﻚ؟ ﻛﺎن ﺷﻴﺌًﺎ أﻓﻌﻠﻪ ﻣﻨﺬ أن ﰲ ﻣﺘﺠﺮ »آﻧﻴﺰ ﺑﻮك ﺳﻮاب« .ﻋﴩة ﻛﺘﺐ ﻣ ﱠ ُﻔﻀﻠﺔ .ﻋﴩة ﻛﺘﺐ رﻋﺐ .أﻓﻀﻞ رواﻳﺎت ﺟﻴﻤﺲ ُ أﻓﱰض أﻧﻨﻲ أﻋﺮف ملﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﺣﻴﻨﺬاك .ﻻ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﻮﻧﺪ .أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ روﻟﺪ دال. ً ٍ اﻷﻣﺮ اﻟﺤﺼﻮ َل ﻋﲆ درﺟﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺣﺘﻰ أﻓﻬﻢ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻷﻣﻨﺢ ﻧﻔﴘ َ ُﻫﻮﻳﺔ .ذﻟﻚ أﻧﻨﻲ ﻟﻮ ﻟﻢ أﻛﻦ ً اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﴩة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻗﺮأ ﻛ ﱠﻞ رواﻳﺔ ﻟﺪﻳﻚ ﻓﺮاﻧﺴﻴﺲ ﻃﻔﻼ ﰲ َ ُ ٍ ﻷﺻﺒﺤﺖ إذن ﻣﺠﺮ َد ﻃﻔﻞ وﺣﻴﺪ دون أﺻﺪﻗﺎء رواﻳﺎت ﻟﻪ(، ﺗﺴﻤﻴﺔ أﻓﻀﻞ ﺧﻤﺲ )وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺪﻣﻦ ﻟﻠﴩاب .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ُﻫﻮﻳﺘﻲ ،وﻣَ ﻦ ﻋﺴﺎه ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ؟ وﻣِﻦ ﺛﻢﱠ، ﻣﻊ أ ﱟم ﺑﻌﻴﺪة وواﻟ ٍﺪ ٍ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺴﺆال ﻫﻮ ملﺎذا أﺳﺘﻤ ﱡﺮ ﰲ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ،ملﺎذا أﺳﺘﻤﺮ ﰲ إﻧﺸﺎء اﻟﻘﻮاﺋﻢ ،ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ أن ُ ُ ُ ُ ووﻗﻌﺖ ﰲ اﻟﺤﺐ؟ ملﺎذا وﺗﺰوﺟﺖ وﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ وﻇﻴﻔﺔ ﺟﻴﺪة، أﺻﺒﺤﺖ أﻋﻴﺶ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛ ﱡﻞ ذﻟﻚ ﻛﺎﻓﻴًﺎ؟ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋُ ُ ﺪت إﱃ ﺑﺪاﻳﺔ املﺪوﱠﻧﺔ ،إﱃ »ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ« .ﻟﻘﺪ ﻗﺮأﺗُﻬﺎ ﻋﺪ َة ﻣﺮات ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى. ﺧﻼل اﻷرﺑﻊ واﻟﻌﴩﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ املﺎﺿﻴﺔ ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ُ ورﻓﻌﺖ رأﳼ .ﻛﺎﻧﺎ زوﺟني ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﻤﺮ ،ﺗﺪﺛﱠﺮ ﻛﻼﻫﻤﺎ ُﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎبُ اﻷﻣﺎﻣﻲ، َ ﺑﻤﻌﺎﻃﻒ ﺷﺘﻮﻳﺔ ﻣﻨﺘﻔﺨﺔ ذات ﻗ َﻠﻨﺴﻮات .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ذَوي ِﺑﻨﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﺳﻔﻞ ﺗﻠﻚ املﻌﺎﻃﻒ ،ﻟﻜﻦ ﻃﺒﻘﺎت املﻼﺑﺲ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﺟﻌﻠﺘﻬﻤﺎ أﺷﺒ َﻪ ﺑﺎﻟ ُﻜ َﺮة .ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺪﺧﻮ ُل ﻣﻨﻔﺮدَﻳﻦ ْ ﻋﱪ اﻟﺒﺎب .وﻋﻨﺪﻣﺎ أﻧﺰﻻ ﻏﻄﺎءَي َ رأﺳﻴﻬﻤﺎ وﻓ ﱠﻜﺎ ﺳﺤﱠ ﺎﺑﺎ ﻣﻌﻄﻔﻴﻬﻤﺎ ،اﻗﱰﺑﺎ ﻣﻨﻲ وﻫﻤﺎ ﻳﺒﺘﺴﻤﺎن ،وﻗﺪﱠﻣﺎ َ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ﻋﲆ أﻧﻬﻤﺎ ﻣﺎﻳﻚ وﺑﻴﻜﻲ ﺳﻮﻳﻨﺴﻮن ﻣﻦ ﻣﻴﻨﻴﺴﻮﺗﺎ .ﻟﻘﺪ ٌ ُ ﺻﻨﻒ ﱠ ُ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑني اﻟﻔﻴﻨﺔ واﻷﺧﺮى؛ ُﻗ ﱠﺮاء ﻣﻌني ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼء أدرﻛﺖ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر أﻧﻬﻤﺎ ﱢ املﺘﻌﺼﺒﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﲆ زﻳﺎرﺗﻨﺎ ﺧﻼل رﺣﻠﺘﻬﻢ إﱃ ﺑﻮﺳﻄﻦ .إن اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﻟﻴﺲ ﻣﺘﺠ ًﺮا ﻣﺸﻬﻮ ًرا ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻣﺸﻬﻮرون ﻟﺪى ﻓﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ُ اﻟﻘ ﱠﺮاء. ﻗﻠﺖ» :ﻟﻘﺪ ﺟﻠﺒﺘﻤﺎ ﻃﻘﺴﻜﻤﺎ ﻣﻌﻜﻤﺎ« ،وﺿﺤﻚ ﻛﻼﻫﻤﺎ ،وأﺧﱪاﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺎ ﻳُﺨ ﱢ ُ ﻄﻄﺎن ﻟﻠﻤﺠﻲء إﱃ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات. ً ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺣﺴﺎء ﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ» :ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺬﻫﺐ إﱃ ﺗﺸريز ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺠ ﱢﺮب ﺗﺄﺗﻲ إﱃ أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«. اﻟﺒﻄﻠﻴﻨﻮس ،وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن َ ً ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ إﺷﺎر ٍة َ ﻣﺴﺒﻘﺎ ،ﱠ ِ اﻟﺘﻒ ﻣﺘﻔ ٍﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ زوﺟﺘﻪ» :أﻳﻦ ﻧريو؟« وﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻧريو ﺣﻮل رف اﻹﺻﺪارات اﻟﺠﺪﻳﺪة وﻣَ ﺜَﻞ أﻣﺎم اﻟﺰوﺟني .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ املﺸﺎرﻛﺔ، ﻋﲆ ﻣﺎ أﻇﻦ. 65 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ً وﺗﺴﻮﻗﺎ ﻏﺎدر ﻣﺎﻳﻚ وﺑﻴﻜﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ وﻧﺼﻒ اﻟﺴﺎﻋﺔ .ﻛﺎن ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٩٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﺪات ﱠ ﻣﻮﻗ ً ﺑﻨﺴﺒﺔ ١٠ﰲ املﺎﺋﺔ ،وإن ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ اﺷﱰَﻳﺎ ﻣﺠ ﱠﻠ ٍ ﻌﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎﺋﺔ دوﻻر ،وﺳﺠﱠ ﻼ ﻋﻨﻮاﻧﻬﻤﺎ ﰲ إﻳﺴﺖ ﺟﺮاﻧﺪ ﻓﻮرﻛﺲ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ إرﺳﺎل اﻟﻜﺘﺐ إﻟﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﱪﻳﺪ .ﻗﺎل ﺑﻴﻜﻲ» :ﻟﻘﺪ ﻣﺘﺴﻊ ﰲ ﺣﻘﺎﺋﺒﻨﺎ«. ﻧﺴﻴﻨﺎ ﺗ ْﺮك أيﱢ ٍ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻠﻮج ﻗﺪ ﱠ ﺗﻮﻗ َﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﻬﻄﻮل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎدرا .وﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ أﺧﺬا ﻣﻌﻬﻤﺎ اﻟﻌﺪﻳ َﺪ ﻣﻦ ً ﺗﺬﻛﺎرﻳﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أﻧﻨﻲ أرﺷﺪﺗُﻬﻤﺎ إﱃ ﺑﻌﺾ املﻄﺎﻋﻢ ﻓﻮاﺻﻞ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻨﺎ ﻫﺪاﻳﺎ ﰲ املﻨﻄﻘﺔ املﺠﺎورة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ »ﺗﺸريز« .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﻣﺴﻚ ﻟﻬﻤﺎ اﻟﺒﺎبَ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺟﺎ ،وﺻﻞ ﺑﺮاﻧﺪون ،ﻣﺮﺗﺪﻳًﺎ ﺳﱰ ًة ذات ﻗﻠﻨﺴﻮة ﻓﺤﺴﺐ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪي ً ُ ُ ٍ ﻳﺤﴬ اﻟﻴﻮم .ﻗﺎل: ﻧﺴﻴﺖ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ املﻘ ﱠﺮر أن وﻗﺒﻌﺔ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﻠﻨﺴﻮﺗﻪ .ﻟﻘﺪ ﻗﻔﺎزات »ﺗﺒﺪو ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ ،إﻧﻪ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ«. ُ ﻗﻠﺖ» :أﻋﺮف«. َ ٍ ري ﻟﻺﻋﺠﺎب» :ﺣﻤﺪًا هلل ﻋﺎل ،ﻣﻤﺪدًا أﺿﺎف ﺑﺼﻮت ٍ ﺻﻮت اﻟﻌﻠﺔ ﰲ ﻛﻠﻤﺔ ﷲ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺜ ٍ ً إﻧﻪ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ .وﺣﻤﺪًا هلل ﱠ ﻋﻤﻼ أذﻫﺐُ إﻟﻴﻪ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻟﺴﺖ ﻣﻀﻄ ٍّﺮا إﱃ اﻟﻌﻮدة إﱃ أن ﻟﺪيﱠ املﻨﺰل َ ﻃﻮال اﻟﻴﻮم«. ﻟﻐﻲ ﱡ ُ ﺻﻔﻚ اﻟﺪراﳼ؟« ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﻞ أ ُ َ ُ ٍ دورات ﰲ إدارة اﻷﻋﻤﺎل ،ﻣﻌﻈﻤُﻬﺎ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح ،وﻛﺎن ﻗﺪ ﻳﺤﴬ ﻗﺎل» :أوه ،ﻧﻌﻢ« .ﻛﺎن ﴍع ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ أن ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎملﺘﺠﺮ .آﺧ َﺮ ﻣﺮة ﺳﺄﻟﺘُﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋ َﺮ ُ ﻓﺖ أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺘﺨ ﱠﺮج ﻗﺮﻳﺒًﺎ، ُ وﻋﻠﻤﺖ أﻧﻨﻲ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺳﺄﻓﻘﺪه .ﺳﻴﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﻓﺘﻘﺪ ﺛﺮﺛﺮﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﱠ ً ﻟﻄﻴﻔﺎ ﻟﺼﻤﺖ إﻳﻤﻴﲇ ،وﻟﺼﻤﺘﻲ ً ً أﻳﻀﺎ ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ. ﻧﻘﻴﻀﺎ ﺗﺘﻮﻗﻒ .وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺳﺤﺐَ ﻛﺘﻴﺒًﺎ ورﻗﻴٍّﺎ — رواﻳﺔ »اﻟﻘﻨﱠﺎص« ﻟﺮﻳﺘﺸﺎرد ﺳﺘﺎرك — ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺐ اﻷﻣﺎﻣﻲ ﰲ ﺳﱰﺗﻪ ذات اﻟﻘﻠﻨﺴﻮة ،وﻧﺎوﻟﻨﻲ إﻳﺎه .ﻗﺎل» :راﺋﻌﺔ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ «.ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ املﺘﺠﺮ ﻷول ﻣﺮة ،ﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ أن أذ ﱢﻛﺮه ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﺑﺄﻻ ﻳُﻄﻠﻖ ﱡ اﻟﺴﺒﺎب ،ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻤﻼء ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻋﺪﱠل أﺳﻠﻮﺑﻪ .ﻛﺎن ﻗﺪ اﺳﺘﻌﺎر اﻟﻜﺘﺎبَ ﻣﻦ املﺘﺠﺮ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ اﻗﱰاﺣﻲ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣني ﻓﻘﻂ .وﻣﺎ ﺑني اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺪوام ﻛﺎﻣﻞ واﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﻜﻠﻴﺔ واﻟﺤﻔﺎظ )ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻪ( ﻋﲆ ﺣﻴﺎة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﺸﻄﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﺗﻤ ﱠﻜﻦ ً ُ ﻧﻈﺮت إﱃ اﻟﻜﺘﻴﺐ ،اﻟﺬي ﱠ ﺗﻐري أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻗﺮاءة ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﻛﺘﺐ ﰲ اﻷﺳﺒﻮع. ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻨﻮان إﱃ »ﺗﺴﺪﻳﺪة ﻣﺒﺎﴍة!« ﻟﻴﻌﻜﺲ ﻓﻴﻠﻢ ﱄ ﻣﺎرﻓﻦ اﻟﺬي أُﻧﺘﺞ ﻋﺎم .١٩٦٧ 66 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ َ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎب» :ﻟﻘﺪ أﺧﺬﺗُﻪ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻣﺎل« .ﺗﻘﺘﴤ ﻗﺎل ﻗﺎﺻﺪًا أن ﰲ ﻣﻘﺪورﻫﻢ ْ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﺳﺘﻌﺎرة اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻗِ ﺒﻞ املﻮﻇﻔني ﱠ أﺧﺬَ أي ﻛﺘﺎب إﱃ املﻨﺰل ﻟﻘﺮاءﺗﻪ ﻣﺎ داﻣﻮا ﻟﻦ ﻳُﻀﻴﻔﻮا إﻟﻴﻪ ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻒ. ﻗﻠﺖ :ﱠ ُ »ﻛﻼ ،ﻳﺒﺪو ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام«. ﻗﺎل ﺑﺮاﻧﺪون» :أﺟﻞ ،إﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ« ،ﺛﻢ ﺻﺎح ﰲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ» :إﻳﻤﻴﲇ«. ﺟﺎءت ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ ،وﻋﺎﻧﻘﻬﺎ ﺑﺮاﻧﺪون ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻠﻪ أﺣﻴﺎﻧًﺎ إذا ﻣ ﱠﺮ أﻛﺜ ُﺮ ﻣﻦ ﻳﻮم ﻣﻨﺬ وﺟﻮده ﰲ املﺘﺠﺮ آﺧ َﺮ ﻣﺮة .ﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﻘﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﰲ ﺣﻔﻞ اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ،وﰲ املﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺠﻌَ ﺔ ﰲ ﻣﻄﻌﻢ »ﺳﻴﻔﻨﺰ« .أﻧﺎ ﻻ اﻟﺘﻲ أﻏﻠﻘﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ املﺘﺠﺮ ،ﺛﻢ أﴎﻋﻨﺎ ﰲ ﺗﻨﺎول ٍ ِ ﻛﺄس ﻣﻦ ِ أﻣﻴﻞ إﱃ اﻟﻌِ ﻨﺎق ﺑﻄﺒﻌﻲ ،ﻣﻊ أﻧﻪ اﻵن اﻟﱪوﺗﻮﻛﻮل اﻟﻘﻴﺎﳼ ﻟﻠﺘﺤﻴﺔ ﺑني رﺟﺎل ﺟﻴﲇ .ﻓﺄﻧﺎ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﱰﻛﻴ َﺰ ﻋﲆ اﻟﺤﺮﻛﺎت ،ﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌِ ﻨﺎق ﻳﺘﻀﻤﱠ ﻦ واﺣﺪ ًة ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﱰﺑﻴﺘﺎت ُ أﺧﱪت زوﺟﺘﻲ ﻛﻠري ،ﻋﻦ ﺟﺰﻋﻲ ﻫﺬا ﺗﺤﺪﻳﺪًا ،ﺑﺪأَت ﺗﺘﺪ ﱠرب اﻟﺬﻛﻮرﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﻈﻬﺮ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻌﻨﺎق ذﻛﻮري. ﻣﻌﻲ .أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻣﺪ ًة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻳُﺤﻴﱢﻲ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﱠﺎ اﻵﺧ َﺮ ﰲ املﻨﺰل ٍ َ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﱪﻳﺪﻳﺔ ،وﺑﺪأ ﰲ ﺗ ِﺒﻊ ﺑﺮاﻧﺪون إﻳﻤﻴﲇ إﱃ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ أﺧﺬ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻫﻨﺎ ﻣﺪةً ﺗﺠﻤﻴﻊ أﻛﻮا ٍم ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻟﺸﺤﻨﻬﺎ .ﻣﻦ املﺰاﻳﺎ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻮﺟﻮد املﻮﻇﻔني ِ ﻃﻮﻳﻠﺔ أﻧﻨﻲ ﻻ أﺣﺘﺎج إﱃ إﺧﺒﺎرﻫﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﱠ ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓِ ﻌﻠﻪ .وﻧﻈ ًﺮا إﱃ وﻻﺋﻬﻤﺎ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ أدﻓﻊ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻟﻬﻤﺎ أﻛﺜ َﺮ ﺑﻜﺜري ﻣﻤﺎ ﺗُﻘﺪﱢﻣﻪ أﻣﺎﻛ ُﻦ اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﻟﺘﺠﺰﺋﺔ اﻷﺧﺮى ﻋﲆ ﻣﺎ أﻇﻦ .ﻟﺴﺖ ﺗﺤﻘﻴﻖ أرﺑﺎح ﻛﺒرية ،وﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري ﻳﻬﺘ ﱡﻢ ﻛﺜريًا ً أﻳﻀﺎ .ﺳﻌﻴ ٌﺪ ملﺠﺮد أﻧﻪ ﻳﻤﺘﻠﻚ ِ َ ﻧﺼﻔﻪ. ﻣﺘﺠ ًﺮا ﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ،ﺳﻮاءٌ ﻛﺎن ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻛ ﱠﻠﻪ أو ﻳﻤﻠﻚ ﻳﺨﱪ إﻳﻤﻴﲇ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺣﺒﻜﺔ »اﻟﻘﻨﱠﺎص« ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ أُﺣﺪ ُ ُ ﱢث اﺳﺘﻤﻌﺖ إﱃ ﺑﺮاﻧﺪون وﻫﻮ ِ اﻹﺻﺪارات اﻟﺠﺪﻳﺪة .دﺧﻞ أرﺑﻌﺔ زﺑﺎﺋﻦ َ ِ ﻣﻨﺘﻈﻢ آﺧﺮﻳﻦ ،ﻣﻨﻔﺮدِﻳﻦ :ﺳﺎﺋﺢٌ ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ ،وزﺑﻮ ٌن ﻳُﺪﻋﻰ ﺟﻮ ﺳﺘﻴﲇ ،ورﺟﻞ ﰲ اﻟﻌﴩﻳﻨﻴﱠﺎت ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﻛﻨﺖ أﻋﺮﻓﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن داﺋ َﻢ ﱡ اﻟﺘﺼﻔﺢ ﻟﻘﺴﻢ اﻟﺮﻋﺐ وﻟﻢ ﻳﺒﺘَﻊ أيﱠ ﳾءٍ ﻗﻂ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻣﺮأ ٍة ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﻣﺎ دﻟﻔﺖ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ إﻻ ﻫﺮﺑًﺎ ﻣﻦ ﺑﺮودة اﻟﻄﻘﺲ ﺑﺎﻟﺨﺎرج .ﱠ َ ﺗﻔﻘ ُ ﺪت ﻫﺎﺗﻔﻲ ملﻌﺮﻓﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻘﺲ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻠﻮج ﻗﺪ ﱠ ﺗﻮﻗﻔﺖ اﻵن ،ﻟﻜﻦ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻨﺨﻔﺾ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﻘﺒﻠﺔ إﱃ ﻣﺎ دون اﻟﺼﻔﺮ .ﻛ ﱡﻞ اﻟﺜﻠﻮج اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﺳﺘﺘﺤﻮﱠل إﱃ أﻛﻮا ٍم ﺳﻮداء ﻣﻦ اﻟﺠﻠﻴﺪ وﺳﺦ املﺪﻳﻨﺔ. ﺑﻔﻌﻞ ِ ِ ﱡ ُ ﻋُ ُ أﻟﻘﻴﺖ ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻞ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ،ﺛﻢ ﺪت إﱃ ﺟﻬﺎز اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ﻧﻈﺮ ًة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ املﺪوﱠﻧﺔ ،ﻛﺎن ﻻ ﻳﺰال ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ ﻋﲆ ﻗﺎﺋﻤﺔ »ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ«. 67 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻫﻨﺎك ﺳﻄ ٌﺮ ﺛﺎﻧﻮي ﰲ أﺳﻔﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻳﻔﻴﺪ ﱠ ﺑﺄن ﻣَ ﻦ ﻧﴩَﻫﺎ ﻫﻮ ﻣﺎﻟﻜﻮم ﻛريﺷﻮ ،ﺛﻢ وﻗﺖ املﻨﺸﻮر وﺗﺎرﻳﺨﻪ ،ﺛﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت ﻋﲆ املﻨﺸﻮر .ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﺮت أﻧﻪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺗﻌﻠﻴﻘﺎن ﻓﻘﻂ، ُ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻗﺪ ﻧُﴩ ﻣﻨﺬ أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ أرﺑﻊ وﻋﴩﻳﻦ ﻧﻘﺮت ﻓﻮق اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ﻟﻘﺮاءﺗﻬﺎ .ﻛﺎن آﺧ ُﺮ وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ٍ ﺳﺎﻋﺔ ،ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ،ﻣﻦ ﻣُﺴﺘﺨﺪم ﻳُﺪﻋﻰ دﻛﺘﻮر ﺷﻴﺒﺎرد ،وﻛﺎن ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ» :أﻧﺎ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ .ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر )ﺗﻢﱠ( ،ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ )ﺗ ﱠﻢ أﺧريًا( .ﺗﻌﻮﻳﺾ ُ )ﺷﺎﻫﺪت اﻟﻔﻴﻠﻢ( .ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻧﺘﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ )ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻐﺮق ﻣﺰدوج )ﻣﺘﻌﺬﱢر( .ﻣﺼﻴﺪة املﻮت ً ﻃﻮﻳﻼ اﻵن( ،ﺳﺄﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻚ .أو ﻋﺴﺎك ﺗﻌﺮف ﻣَ ﻦ أﻛﻮن؟« ﻫﺬا وﻗﺘًﺎ 68 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ َ ُ ﻗﻄﻌﺔ ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﺜﻼﺟﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻃﻬﻮت ﻟﻨﻔﴘ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ أﻓﺮﻃﺖ ﰲ ﻃﻬﻴﻬﺎ .ﱠ ً ُ ُ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻛﻠﺤ ٍﻢ ﻣﻘﺪﱠد. اﻟﺘﻔﺖ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ ،وأﺻﺒﺤﺖ ﻛﻨﺖ ﻻ أزال أرﺗﺠﻒ ،وﻟﻘﺪ ﱡ ﱢ ِ ﻣﻨﺬ ٍ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ أﺳﺘﻄﻊ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬرية ،وﺣﺘﻰ ﻣﻮﻋﺪ اﻹﻏﻼق ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ .ﻟﻢ وﻗﺖ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﲆ ﻣﻨﺸﻮر املﺪوﱠﻧﺔ »ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ« .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ﻗﺮأﺗُﻪ ﺛﻼﺛني ﻣﺮ ًة ﺣﺘﻰ اﻵن ،ﻣُﺤ ﱢﻠ ًﻼ ﻛ ﱠﻞ ﻛﻠﻤﺔ .ﻛﺎن اﻻﺳﻢ اﻟﺬي اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻣَ ﻦ َﻛﺘَﺐَ املﻨﺸﻮر — »دﻛﺘﻮر ُ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻨﻪ ﰲ »ﺟﻮﺟﻞ« ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺷﻴﺒﺎرد« — ﻗﺪ أﺛﺎر اﻧﺰﻋﺎﺟﻲ ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ اﺳﻢ اﻟﺮاوي ﰲ رواﻳﺔ أﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ اﻟﺸﻬرية »ﻣﻘﺘﻞ روﺟﺮ أﻛﺮوﻳﺪ« .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ ﻋﲆ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ،إذا ﺟﺎز اﻟﺘﻌﺒريُ .ﻛﺘِﺐ ﻋﺎم ،١٩٢٦وﻫﻮ ﻣﺸﻬﻮ ٌر ِ ٍ ُﴪد اﻟﻜﺘﺎبُ ﺑﺼﻴﻐﺔ املﺘﻜﻠﻢ ،ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺷﻴﺒﺎرد، ﺑﺤﺒﻜﺔ ﻣﺘﻄﻮرة ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﱪاﻋﺔ .ﻳ َ ً ﴏاﺣﺔ ،ﻻ أذﻛﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ، وﻫﻮ ﻃﺒﻴﺐُ ﻗﺮﻳﺔ رﻳﻔﻴﺔ ،وﺟﺎ ٌر ﻟﻬريﻛﻴﻮل ﺑﻮارو. ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﺳﻢ اﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو واﺿﺤً ﺎ .أذﻛﺮ أﻧﻪ ﱠ ﻳﺘﺒني ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺮواﻳﺔ أن اﻟﺮاويَ ﻫﻮ اﻟﻘﺎﺗﻞ اﻟﻔﻌﲇ. ذﻫﺒﺖ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر إﱃ ﱢ ُ ُ ُ ووﺟﺪت ﻧﺴﺨﺘﻲ رف اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ وﺻﻠﺖ إﱃ املﻨﺰل، ﻋﻨﺪﻣﺎ ٌ ﻃﺒﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﱠﺎت ،ذات ﻣﻦ رواﻳﺔ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪيﱠ ﻃﺒﻌﺔ ﺑﻨﺠﻮﻳﻦ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ،وﻫﻲ ﱠ ﻏﻼف أﺧﴬَ ﺑﺴﻴﻂ ودون ﺻﻮرةُ .ر ُ أﺗﺼﻔﺤﻬﺎ ﻷرى ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺳﻴُﻨﻌﺶ ذاﻛﺮﺗﻲ ﺣﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﺒﻜﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ،وﻗ ﱠﺮ ُ ٍ رت أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻗﺮؤﻫﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ. اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻣﺠﺮ َد ﻗﺎرئ ٍّ َ ﺣﻘﺎ ،ﻳﺴﺘﻐﻞ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ؟ ﻫﻞ ﻛﺎن ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣَ ﻦ ﻧﴩَ ً ً ً ُ ِ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻜﺘﺐ املﺬﻛﻮرة اﺣﺘﻤﺎﻻ ﺿﺌﻴﻼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﺣﺘﻤﺎﻻ واردًا، اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ ﻛﺎن ٌ ﻋﲆ أﻧﻪ أﺗ ﱠﻢ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ارﺗُﻜﺒﺖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ» .ﺟﺮاﺋﻢ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« ،و»ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« ،و»ﻣﺼﻴﺪة املﻮت« ،و»ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ً أﻳﻀﺎ ،ﻋﲆ ُ أﻋﺮف ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ. اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻛ ﱠﻞ ﳾء ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺑﻌﺪ .ﻛﻨﺖ أﻧﺎ ﻣَ ﻦ ٌ ﺷﺨﺺ آﺧ ُﺮ ﻛﺬﻟﻚ. وﻣﻌﻲ ُ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻗﺪ ﻗﺮﺋﺖ ﺑﺄي ﺣﺎل ،ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أن اﻟﻘﺎرئ رﺑﻤﺎ ﺧﻤﱠ ﻦ أن ﱄ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ أﻓﺼﺤﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .وﺛﻤﺔ ٌ ً أدﻟﺔ ﺗﺆﻳﱢﺪ ذﻟﻚ .ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، ملﺎذا ﺗﺴﺎرع َ ﺧﻔﻘﺎ ُن ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﰲ اﺳﺘﺠﻮاﺑﻲ ﻷول ﻣﺮة؟ أﺧﱪﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﺑﺄﻧﻨﻲ أﻋﺮف ﻣَ ﻦ ﻫﻲ إﻟني ﺟﻮﻧﺴﻮن؟ ملﺎذا ﻟﻢ ِ ُ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻗﻀﻤﺘَني ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺷﻄريﺗﻲ ﰲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻘﺒَﺖ زﻳﺎر َة اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ ملﺎذا ﱄ؟ ملﺎذا أﺣﻠُﻢ ﱠ ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﻣَ ﻦ ﻳﻄﺎردﻧﻲ؟ أﺧﱪ ﺟﻮﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺷﻴﺒﺎرد؟ ملﺎذا ﻟﻢ ِ وأﻣﺎ اﻟﻘﺎرئ اﻟﺪاﻫﻴﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻻﺣﻆ أن اﺧﺘﺼﺎر اﺳﻤﻲ ﻫﻮ »ﻣﺎل« … اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ، ﺆﺧﺬ أﺑﻌ َﺪ ﻣﻦ اﻟﻼزم؛ ﻷن ﻫﺬا ﻫﻮ اﺳﻤﻲ ٍّ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻃﺒﻌً ﺎ» ،ﺳﻴﺌًﺎ« .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺎﻷﻣﻮر ﺗُ َ ﺣﻘﺎ. ﻏري ُت َ ﻟﻘﺪ ﱠ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﻤﺎء ﻷﺟﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﱡﺒﺬة اﻟﻮﺻﻔﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﺳﻤﻲ. َ ُ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻘﻮل اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﺣﺎن َ ُ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻛﻠري. ﺣﺎن ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﺳﻤَ ﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ً أﻳﻀﺎ .ﻛﻠري ﻣﺎﻟﻮري ،اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﰲ ﺑﻠﺪة ﺛﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻓريﻓﻴﻠﺪ ﺑﻜﻮﻧﻴﺘﻴﻜﺖ ،وﻫﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺛﻼث ﺷﻘﻴﻘﺎت .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ واﻟﺪاﻫﺎ ﱢ ﺧريَﻳﻦ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﴍﱢ َرﻳﻦ ﻟﻠﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ. ً ﻣﻬﻮوﺳﺔ ﺑﺠﺎذﺑﻴﺔ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻴﺴﻮ َري اﻟﺤﺎل وﺳﻄﺤﻴﱠني؛ ﻛﺎﻧﺖ واﻟﺪﺗُﻬﺎ ،ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ، اﻟﺜﻼث ووزﻧﻬﻦ ،وﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻮوﺳﺔ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﺈن واﻟﺪﻫﺎ — اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻔﺮد ﺑﺄي ﺷﺨﺼﻴﺔ ُ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻌﻬﺎ .وﻟﻘﺪ أرﺳﻼ أﻃﻔﺎﻟﻬﻤﺎ إﱃ املﻌﺴﻜﺮات اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﰲ وﻻﻳﺔ ﻣني وإﱃ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ — ﱠ ﱪاﻫﻦ ﺳﻨٍّﺎ ،اﻟﺬﻫﺎبَ إﱃ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ؛ ﻷﻧﻬﺎ املﺪارس اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻔﺎﺧﺮة ،واﺧﺘﺎرت ﻛﻠريُ ،ﻛ ً ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ أرادت أن ﺗﻜﻮن ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ،وﻗﺪ ﺑﺪَت ﻛ ﱞﻞ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك وﻫﺎرﺗﻔﻮرد ﻣﻜﺎن ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ. ﱠ ﺗﺨﺼ َ ﺼﺖ ﰲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ أن ﺗﺼﺒﺢ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ، َ ﻣﺨﺮﺟﺔ أﻓﻼم وﺛﺎﺋﻘﻴﺔ .ﻛﺎن ﻋﺎﻣُﻬﺎ اﻷول ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﻋﺎﻣﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ وﺑﺪاﻓﻊ ﻣﻦ 70 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ املﺘﺨﺼﺺ ﰲ ﻓﻨﻮن املﴪح ،اﻧﺨﺮ َ ً ﱢ ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني. ﻃﺖ ﺑﺸﺪ ٍة ﰲ املﺨﺪرات، ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ وﻣﻊ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ،ﺑﺪأت ﺗُﻌﺎﻧﻲ ﻧﻮﺑﺎت ﻫﻠﻊ ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗُﻔﺮط ﰲ اﻟﴩاب .ﱠ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ دراﺳﺘﻬﺎ ،ووُﺿﻌﺖ ﺗﺤﺖ املﺮاﻗﺒﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ،ﺗﻌﺎﻓﺖ ﻣﺪ ًة وﺟﻴﺰة ﺛﻢ َ رﺳﺒَﺖ ﰲ ﻋﺎﻣﻬﺎ اﻷول. وﻗﺪ ﺣﺎول واﻟﺪاﻫﺎ ﺟﺎﻫﺪَﻳﻦ إﻋﺎدﺗﻬﺎ إﱃ املﻨﺰل ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ، واﺳﺘﺄﺟ َﺮت ً ﺷﻘﺔ ﰲ أﻟﺴﺘﻮن وﺣﺼ َﻠﺖ ﻋﲆ وﻇﻴﻔﺔ ﰲ ﻣﺘﺠﺮ »رﻳﺪﻻﻳﻦ« ﻟﻠﻜﺘﺐ ،ﺣﻴﺚ ُ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ُر ﱢﻗ ُ ﻴﺖ وﻗﺘَﻬﺎ إﱃ ﻣﻨﺼﺐ ﻣﺪﻳﺮ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺣُ ﺒٍّﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ ِة اﻷوﱃ ٍّ ﺣﻘﺎ .ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎءت ﻹﺟﺮاء ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﻣﺘﻮﺗﺮة وﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪاﻫﺎ ﺗﺮﺗﺠﻔﺎن ً ﻗﻠﻴﻼ ،وﻇ ﱠﻠﺖ ﺗﺘﺜﺎءب ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺑﺪا ً ُ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﲆ ﻓﺮط ﻗﻠﻘﻬﺎ وﺷﺪة ﺗﻮﺗﱡﺮﻫﺎ .ﺟﻠﺴﺖ ﻋﲆ ﻛﺮﳼ دوﱠار أدرﻛﺖ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻏﺮﻳﺒًﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ َ ﰲ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﻮرت ،ووﺿﻌَ ﺖ ﻳﺪَﻳﻬﺎ ﻋﲆ ﻓﺨﺬﻳﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي ﺗﻨﻮرة ﻗﺼرية وﺟﻮاربَ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻠﺤﻮظ ،وﻟﻬﺎ ٌ ﻋﻨﻖ ﺿﻴﻘﺔ داﻛﻨﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺳﱰة ذات ﻳﺎﻗﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺤﻴﻔﺔ ﻋﲆ ٍ ﻃﻮﻳﻞ .ﺑﺪا ُ ﻧﺤﻮ ﻣﺜﺎﱄ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ. رأﺳﻬﺎ ﻛﺒريًا ﺟﺪٍّا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺟﺴﺪﻫﺎ ،ووﺟﻬُ ﻬﺎ ﻣﺴﺘﺪﻳ ًﺮا ﻋﲆ ٍ ً ٍ وأﻧﻒ رﻓﻴﻊ ،وﺷﻔﺎ ٍه ﺗﺒﺪو ﻏﻠﻴﻈﺔ وﻣﺜرية .وﻛﺎن ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ذات ﻋﻴﻨني ﺑُﻨﻴﺘني داﻛﻨﺘني، ٌ َ ٍ ً ﺻﻴﺤﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﳾء ﻗﺪ ﻗﺼﺔ اﻟﺒﻮب .ﺑﺪت ﱄ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺸﺒﻪ وﻣﻘﺼﻮﺻﺎ داﻛﻨًﺎ ﺟﺪٍّا، ﻳﻌﺘﻤﺮه ﱢ ِ ﻟﺪرﺟﺔ ﻫﺎو ﻣﻘﺪام ﰲ ﻓﻴﻠﻢ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ .ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪٍّا ﻣﺤﻘﻖ ٍ أن ﺧﻔﻘﺎﻧًﺎ ً ﺛﻘﻴﻼ ﻗﺪ اﺣﺘ ﱠﻞ ﺻﺪري. ً ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻴﻒ املﺎﴈ ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ ﻋﻦ ﺧﱪاﺗﻬﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺧﱪﺗﻬﺎ ِ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺘﺎﺟﺮ »ووﻟﺪﻧﺒﻮﻛﺲ« ﻟﻠﻜﺘﺐ ﰲ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ اﻟﺘﺠﺎري املﺤﲇ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ ﻛﻮﻧﻴﺘﻴﻜﺖ. ً ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ» :ﻣَ ﻦ ﻫﻢ ُﻛﺘﱠﺎﺑﻚ ا ُمل ﱠ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺆال. ﻔﻀﻠﻮن؟« وﺑﺪَت ﻗﺎﻟﺖ» :ﺟﺎﻧﻴﺖ ﻓﺮﻳﻢ .ﻓﺮﺟﻴﻨﻴﺎ ووﻟﻒ .ﺟﺎﻧﻴﺖ وﻳﻨﱰﺳﻮن« .ﺛﻢ ﻓ ﱠﻜﺮت ُﻫﻨﻴﻬﺔ» .أﻗﺮأ ُ اﻟﺸﻌﺮ ً أﻳﻀﺎ .إدرﻳﺎن رﻳﺘﺶ .روﺑﺮت ﻟﻮﻳﻞ .آن ﺳﻴﻜﺴﺘﻮن«. َ أﺣﻤﻖ؛ إذ أﺷري إﱃ أﺷﻬﺮ ﺷﺎﻋﺮات ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ ﻋﲆ اﺳﺘﺤﻴﺎءٍ» :ﺳﻴﻠﻔﻴﺎ ﺑﻼث؟« ﺑﺪا اﻷﻣﺮ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﺎﻻﺳﻢ. اﻟﺸﻌﺮ اﻻﻋﱰاﰲ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أذ ﱢﻛ ُﺮﻫﺎ ﻗﺎﻟﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ« ،ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ ُﻛﺘﱠﺎﺑﻲ ا ُمل ﱠ ﻔﻀﻠني. ُ وأدرﻛﺖ أﺧﱪﺗُﻬﺎ .ﻇﻠِﻠﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﱠث ﻋﲆ ﻫﺬا املﻨﻮال ،ﺑﺸﺄن اﻟ ُﻜﺘﱠﺎب ﻋﲆ ﻣﺪى ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ً ﺳﺆاﻻ واﺣﺪًا ﻓﻘﻂ ﺣﻮل اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ. أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻃﺮح ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻻ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮﻧني ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻓﻴﻬﺎ؟« 71 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ﻻﺣﻈﺖ ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ،ﻏريَ ﻣﺪركٍ ﰲ ملﺴﺖ وﺟﻨﺘَﻬﺎ وراﺣﺖ ﺗﻔ ﱢﻜﺮ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :أوه«. ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﻢ ﻣﺮ ًة ﺳﻮف أرى ﻫﺬه اﻹﻳﻤﺎء َة ﻣﻨﻬﺎ ،وﻛﻴﻒ ﺳﺄراﻫﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ً ﺿﺎﺣﻜﺔ» :ﻻ أدري ملﺎذا أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﻛﴚءٍ ﻣﺤﺒﱠﺐ وﻓﺮﻳﺪ ،وﻟﻜﻦ ﻛﴚءٍ ﻳﻨِ ﱡﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﻠﻖ .ﻗﺎﻟﺖ ٍ ﺳﺎﻋﺎت«. اﻷﻣﺮ .أيﱡ ﻣ ﱠﺮت ُ ِ أﺳﺘﺠﻤﻊ ﺷﺠﺎﻋﺘﻲ ﻷﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺨﺮوج ﻣﻌﻲ. ﺳﺘﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﺒﻞ أن ُ أﺻﻮﻏﻬﺎ ﰲ إﻃﺎر ﻟﻘﺎء ﻋﻤﻞ .ﻛﺎﻧﺖ روث رﻳﻨﺪل ﺗﻨ ﱢ ﻈﻢ ﺣﺪﺛًﺎ ﰲ ﺣﺘﻰ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻛﻨﺖ ُ وﺳﺄﻟﺖ ﻛﻠري ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻲ .أﺟﺎﺑﺖ ﺑﻨﻌﻢ ،ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ: ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ٌ ﺟﻤﻠﺔ ﺣ ﱠﻠﻠﺘُﻬﺎ ﰲ »ﻟﻢ أﻗﺮأ ُﻛﺘُﺒﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻮز إﻋﺠﺎﺑﻚ ،ﻓﻼ ﺑﺪ أن أﻗﺮأﻫﺎ« ،وﻫﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ أﻋﻘﺒﺖ ذاك اﻟﻠﻘﺎء ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤ ﱢﻠﻞ ﻃﺎﻟﺐُ دراﺳﺎت ﻋﻠﻴﺎ ﻗﺼﻴﺪ ًة ﻟﺸﻜﺴﺒريُ . ﻗﻠﺖ، وﺑﺪا ﺻﻮﺗﻲ ﰲ رأﳼ ﻫﺎدﺋًﺎ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ» :رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻨﺎو ُل ﻣﴩوب ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ؟« ﻗﺎﻟﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. ﻛﺎن ذﻟﻚ ﰲ ٍ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﱄ ﻧﻮﻓﻤﱪ ،وﻛﺎن اﻟﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳُﺴﺪِل أﺳﺘﺎره ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ُ ﻛﻨﺎ ُ ﻧﻌﱪ ﻓﻴﻪ ﻣﻴﺪان ﻛﻮﺑﲇ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻄﺮي ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ املﻜﺘﺒﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺎﺛ َﺮت ﱠ ُ اﻟﻬﺸﺔ .ﺟﻠﺴﻨﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺼﻐرية .وﻛﺎن ﻣَ ﻦ أوراق اﻟﺸﺠﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻳُﺤﺎور روث رﻳﻨﺪل ﻣﺬﻳﻌً ﺎ ﰲ اﻹذاﻋﺔ املﺤﻠﻴﺔ ،وﻛﺎن ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﺑﻌﻴﺪ .وﻣﻊ ذﻟﻚ، ً ُ ﴎت أﻧﺎ وﻛﻠري إﱃ »ذا ﺑﻮرﻫﺎوس« ﻟﺘﻨﺎول ﻣﴩوب ،ﺣﻴﺚ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﺷﺎﺋﻘﺎ ،وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﺎن ﺣﺪﻳﺜًﺎ ٍ ﻃﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺰاوﻳﺔ ﺣﺘﻰ وﻗﺖ إﻏﻼق املﻜﺎن. إﱃ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺐ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،وﻋﻦ املﻮﻇﻔني اﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﻣﺘﺠﺮ اﻟﻜﺘﺐ .ﻻ ﳾءَ ﺷﺨﴢ. ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ واﻗﻔني أﻣﺎم ﻣﺒﻨﻰ ﱠ ﺷﻘﺘﻬﺎ ﰲ أﻟﺴﺘﻮن ﰲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ،ﺣﻴﺚ أﺻﺎﺑﺖ اﻟﺮﻳﺎحُ ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺮﺟﻔﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ أن ﻳُﻘﺒﱢﻞ أﺣﺪُﻧﺎ اﻵﺧﺮ» :أﻧﺎ ﻓﻜﺮة ﺳﻴﺌﺔ«. ُ ﺿﺤﻜﺖ» :ﻣﺎذا ﺗﻌﻨني؟« »أﻋﻨﻲ ،أﻳٍّﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗُﺮاودك ﻋﻨﻲ ،ﻓﻬﻲ أﻓﻜﺎر ﺳﻴﺌﺔ .ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺪيﱠ ﻣﺸﻜﻼت«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻻ ﻳُﻬﻤﱡ ﻨﻲ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ« ،وﺗ ِﺒﻌﺘُﻬﺎ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ. ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ ﺻﺪﻳﻘﺘﺎن ﰲ اﻟﻜﻠﻴﺔ؛ إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺗﺒﺎدُل أملﺎﻧﻴﺔ ﺗﺪ ُرس ﻣﺪة ﻋﺎم ﰲ أﻣﻬريﺳﺖ ،واﻷﺧﺮى ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻷوﱃ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻛﻨﺖ أﻧﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧرية ،وﻫﻲ ﻓﺘﺎة ﻣﻦ ﻫﻮﻟﺘﻦ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣني ،اﻧﻀﻤﱠ ﺖ إﱃ املﺠﻠﺔ اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ أﺣ ﱢﺮ ُرﻫﺎ آﻧﺬاك .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮي ﺗﺠﺎﻫﻬﻤﺎ ُ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﻤﺎ اﻧﺠﺬﺑﺘﺎ إﱄ ﱠ .ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻣﺘﺤﺪﺛﺘَني ﺣﺎ ﱠدﺗَﻲ واﺣﺪة ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻣﺎ ﺟﺬﺑﻨﻲ إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻫﻮ 72 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ املِ ﺰاج ،وﺑﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻣﻴ ُﻞ إﱃ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻬﺎدئ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺢ اﻷﻣﺮ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎدت ﺑﱰا إﱃ أملﺎﻧﻴﺎ، وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ .وﻛﺎن ردﱡﻫﺎ ،ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﱠ أﻗﺮب ٍ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻗﻂ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ أﺧﱪﺗُﻬﺎ أﻧﻨﻲ ﺳﺄزورﻫﺎ ﰲ ِ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ إﱃ ﻣﺎ ﺑﻌ ِﺪ ﻣﺪ ِة وﺟﻮدﻫﺎ ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن أﻣ ًﺮا ﱢ ﻣﺤريًا وﻣﺮﻳﺤً ﺎ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ؛ إذ ﺑﺪا ُ ﱄ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺒﱡﻨﻲ .ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﺎﻣَ ني ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨ ﱠﺮ ُ أﺧﱪت روث ﺑﻮرﺗﺮ — ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ﺟﺖ، ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻷوﱃ — أﻧﻪ ﺑﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻧﺘﻘﻞ اﻵن إﱃ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،وﻫﻲ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﰲ أﻣﻬريﺳﺖ ،ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻨﻬﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ .ﻛﻨﺖ ﱠ أﺗﻮﻗ ُﻊ ﻋﺪ َم اﻫﺘﻤﺎم ﻣُﻔﺮح ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺪَت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﻟﻨﺎ أن ﻧ ُ َ أﻃﻠﻘﺖ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ املﺤﺎدﺛﺎت ا ُملﺆﻟِﻤﺔ ،ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ُ ﻨﺖ أﺧريًا ﻣﻦ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻨﻬﺎ ً ُ ُ ﻗﺮرت ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ أﻧﻨﻲ ﻻ أﺟﻴ ُﺪ ﻗﺮاءة اﻟﻨﺴﺎء ،أو رﺑﻤﺎ اﻟﻨﺎس ﻛﴪت ﻗﻠﺒﻬﺎ أﻳﻀﺎ. ﻣُﺪر ًﻛﺎ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ٍ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم. َ ُ ﺷﻘﺔ ﻛﻠري ﻣﺎﻟﻮري ،وراح ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻘﺒﱢﻞ اﻵﺧﺮ وﻗﺒﻞ ﺣﺘﻰ أن دﺧﻠﺖ وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺨﻠ َﻊ ﻋﻨﺎ ﺳﱰاﺗﻨﺎُ ، ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ» :ملﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻚِ ﻓﻘﻂ ،أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ ﻓﻈﻴ ٌﻊ ﰲ اﻟﺘﻠﻤﻴﺤﺎت ﻏري اﻟﻠﻔﻈﻴﺔ. أرﻳﺪكِ أن ﺗﺨﱪﻳﻨﻲ ﺑﻜ ﱢﻞ ﳾءٍ«. ﺿﺤﻜﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻫﻞ أﻧﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ؟« ُ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ» :أﺟﻞ ،رﺟﺎءً« ،ﻛﺎن ﻫﺬا ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻓِ ﻌﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ أﺧﱪﻫﺎ أﻧﻨﻲ أﺣﺒﱡﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. »ﺣﺴﻨًﺎ .ﺳﺄﺧﱪك ﺑﻜﻞ ﳾءٍ«. ﺑﺪأت ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ .وﰲ اﻟﻔﺮاش ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﺿﻮءُ اﻟﻔﺠﺮ ﻳﻤﻸ ﻧﺎﻓﺬﺗَﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻬﺎ ُ ﻣﺪرس اﻟﻌﻠﻮم ﰲ املﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺪادﻳﺔ ﻋﲆ ﻣﺪار ﻋﺎﻣَ ني. املﻐﱪﱠة ،أﺧﱪﺗﻨﻲ ﻛﻴﻒ ﺗﺤ ﱠﺮش ﺑﻬﺎ ُ ﻗﻠﺖ» :أﻟﻢ ﺗُﺨﱪي أﺣﺪًا؟« ﻗﺎﻟﺖ :ﱠ ُ ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ ﻛﺎن ﺧﻄﺌﻲ ،وﻟﻢ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ. »ﻛﻼ .إﻧﻪ أﻣ ٌﺮ ﻣﺒﺘﺬَل ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻧﻔ ﱠﻚ أﺧﱪ ﻧﻔﴘ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﺎرس اﻟﺠﻨﺲ ﻣﻌﻲ .ﻟﻢ ﻧﺘﺒﺎدل ﺣﺘﻰ ُ ً ﻣﻄﻠﻘﺎ. اﻟﻘﺒﻞ ً ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﻫﻮ وزوﺟﺘﻪ .ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻨﻔﺮد ﺑﻲ ،ﻛﺎن داﺋﻤً ﺎ ﻟﻄﻴﻔﺎ ﻣﻌﻲ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻛﺎن ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،وﻳﺠﺬﺑﻨﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻌﺎﻧﻘﺘﻲ واﺿﻌً ﺎ إﺣﺪى ﻳﺪﻳﻪ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﺧﻠﻔﻲ ﻗﻤﻴﴢ واﻷﺧﺮى أﺳﻔﻞ ﺑﻨﻄﺎﱄ اﻟﺠﻴﻨﺰ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ اﻋﺘﺎ َد أن ﻳﺼﻞ إﱃ اﻟﻨﺸﻮة ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ. ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻊ ﻣﻼﺑﴘ أو ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻗﻂ ،وداﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﱰﻳﻪ اﻟﺨﺠ ُﻞ َ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء ،وﻳﻘﻮل ً ﻟﻄﻴﻔﺎ« ،ﺛﻢ ﻳ ﱢ ُﻐري املﻮﺿﻮع«. ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ »ﻛﺎن ذﻟﻚ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ!« َ ً ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻣ ًﺮا ﺟﻠﻼ ،ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﱄ أﻣﻮ ٌر ﺳﻴﺌﺔ أﺧﺮى وﻛﺎن ﻫﺬا أﺣﺪَﻫﺎ ﻓﺤﺴﺐ. أﻋﺘﻘ ُﺪ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﱠ أن أﻣﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺪ َر إﻳﺬاءٍ ﻧﻔﴘ ﱄ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ املﺘﺤ ﱢﺮش«. 73 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﺎن ﻟﺪى ﻛﻠري وﺷ ٌﻢ ﻋﲆ ﺑﺎﻃﻦ ذراﻋَ ﻴﻬﺎ ،وﻋﲆ ﻃﻮل ﺟﺎﻧﺒَﻲ ﻗﻔﺼﻬﺎ اﻟﺼﺪري .ﻣﺠﺮد ٍ ﺧﻄﻮط ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ،داﻛﻨﺔ ورﻗﻴﻘﺔ .ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﺄﺧﱪﺗﻨﻲ أﻧﻬﺎ ﺷﻌﺮت ﺑﺤﺐﱟ ﻟﺮﺳ ِﻢ اﻟﻮﺷﻢ، ِ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻗﻂ اﺧﺘﻴﺎ َر ﺻﻮرة ﻗﺪ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ أن ﺗﺒﻘﻰ ﻋﲆ ﺟﺴﺪﻫﺎ إﱃ اﻷﺑﺪ .وﻣﻦ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﺛﻢﱠ ،ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ ﺧﻄﻮط ﻓﺤﺴﺐ ،واﺣﺪًا ﺗﻠﻮ اﻵﺧﺮ. ﺟﻤﻴﻼ ً ً أﻳﻀﺎ ﰲ ﻧﻈﺮي .ﱡ أﻇﻦ أن ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﻧﺠﺤﺖ ﻣﺪ ًة ﻧﺤﻮ ﻏري ﺻﺤﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ اﻟﻨﺤﻴﻒ ﻋﲆ ٍ ً ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﱄ .ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﱠ أن ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ أُﺳﺊ اﻟﻈﻦ ﺑﻬﺎ ﻗﻂ ،وﻟﻢ أﺷ ﱢﻜﻚ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺸﻜﻼت ،وأﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﴘ اﻟﴩابَ ﻛﺜريًا )وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺎ َ ط املﺨﺪﱢرات ﻣﻨﺬ ُﻗﺮاﺑﺔ اﻟﻌﺎم( ،وأﻧﻬﺎ ﺗﺄﻛﻞ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪٍّا ،وﻛﻨﺖ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻤﺎرس اﻟﺠﻨﺲ ،أﺷﻌ ُﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ أن أﻋﺎﻣﻠﻬﺎ ﻛﺄدا ٍة ﻹﺷﺒﺎع رﻏﺒﺘﻲ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻜﻔﻴﻬﺎ داﺋﻤً ﺎ أن ﻧﻤﺎرس اﻟﺠﻨﺲ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﺤُ ﺐﱢ ،وأﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ املﺰﻳﺪ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺜﻤَ ﻞ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻳﺮ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﱄ ،وﺗﺴﺤَ ﺐ ﻳﺪي إﱃ ﻣﻘﺪﱢﻣﺘﻬﺎ ،وﺗﻀﻐﻂ َ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻲ ،وﻛﺎن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ أﻻ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﻣُﺪ ﱢرﺳﻬﺎ ﰲ املﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺪادﻳﺔ ،وأﺗﺴﺎءل ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔ ﱢﻜﺮ ﺑﻪ ﻛﺬﻟﻚ. ﻟﻜﻦ ﻛ ﱡﻞ ﻫﺬه اﻟ ﱡ ﻈﻠﻤﺔْ ، ْ إن ﺟﺎز ﺣﺘﻰ أن ﻧُﺴﻤﱢ ﻴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻻ ﻣﺠﺮ َد ﺟﺰءٍ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺜﻼث اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ .ﻓﻤﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛﺎن ﺗﻘﺎ ُرﺑًﺎ ﻣ ً ُﺬﻫﻼ، ﻣﻔﺘﺎح ﰲ ُﻗﻔﻞ .ﻫﺬا أﻓﻀ ُﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳُﻼﺋﻤُﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ٍ ٍ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ .أﻋﻠ ُﻢ أﻧﻪ ﻣُﺒﺘﺬل ،ﻟﻜﻨﻪ ﺻﺤﻴﺢٌ ً ﱡ أﻳﻀﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺗﻌﺒري ﻣﺠﺎزي ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ املﺮ َة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺣﺪَث ﻣﻌﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻨﻮ ُع ﻣﻦ اﻟﺘﺂﻟﻒ ،ﺣﻴﻨﺬاك أو ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني. ﺗﺰوﱠﺟﻨﺎ ﰲ ﻻس ﻓﻴﺠﺎس ،وﻛﺎن اﻟﺸﺎﻫﺪ ﻋﲆ زواﺟﻨﺎ ﻣﻮ ﱢز َع ورق )ﺑﻼك ﺟﺎك( ﻛﻨﺎ ﻗﺪ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ .ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐُ اﻟﺮﺋﻴﴘ وراء ﻫﺮوﺑﻨﺎ ﻫﻮ ﱠ ِ ﺗﺴﺘﻄﻊ أن ﻛﻠري ﻟﻢ ﱠ ﺗﺘﻮﱃ واﻟﺪﺗُﻬﺎ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺣﻔﻞ زﻓﺎﻓﻬﺎ .وﻛﻨﺖ ﻻ أرى ً ﺑﺄﺳﺎ ﰲ ذﻟﻚ .ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻘﺒﱡﻞ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴ ِﺔ أن ﺗُ ﱢ ﻮﻓﻴَﺖ واﻟﺪﺗﻲ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام ﺑﴪﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ .ﻫﻲ ﻟﻢ ﱢ ﺗﺪﺧﻦ ﻳﻮﻣً ﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻗﻂ ،ﻟﻜﻦ واﻟﺪي ،ا ُمل ﱢ اﻟﴩه ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﺰال ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ،إﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ اﻵن ﰲ ﻓﻮرت ﻣﺎﻳﺮز ﺪﺧﻦ ﱠ ِ ﺑﻔﻠﻮرﻳﺪا ،وﻣﺎ زال ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﻣﺪﻣﻨًﺎ ﻟﻠﻜﺤﻮل وﻳﴩب ﺛﻼث ﻋُ ﻠﺐ ﻣﻦ ﺳﺠﺎﺋﺮ »وﻧﺴﺘﻮن ﻣﺎن« ﰲ اﻟﻴﻮم .ﺑﻌﺪ أن ﺗﺰوﱠﺟﻨﺎ أﻧﺎ وﻛﻠري ،اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﱃ ﺳﻮﻣﺮﻓﻴﻞ ﻣﻌً ﺎ ،واﺳﺘﺄﺟَ ﺮﻧﺎ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷوﺳﻂ ﰲ ﻣﺒﻨًﻰ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻃﻮاﺑﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻴﺪان ﻳﻮﻧﻴﻮن .وﺑﺤﻠﻮل ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ٍ وﻇﻴﻔﺔ إدارﻳﺔ ﰲ ﻣﺤﻄﺔ ﺳﻮﻣﺮﻓﻴﻞ ﻛﻠري ﻗﺪ ﻏﺎدرت ﻣﺘﺠﺮ »رﻳﺪﻻﻳﻦ« ﻟﻠﻜﺘﺐ ،وﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻓﻼم وﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﻗﺼرية .وﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻣﻦ إﻏﻼق »رﻳﺪﻻﻳﻦ« 74 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ ُ ُ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﻌﴩﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي، ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﰲ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«. أﺑﻮاﺑﻪ، َ ُ ُ وﺟﺪت وﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌُ ﻤﺮ ﻛ ﱢﻠﻪ. وﺷﻌﺮت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ً ﺳﻬﻼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻛﻠري .ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺎءت ﻣﻦ وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﰲ املﺤﻄﺔ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ، ﻟﻢ ِ ً ٍ وﻇﻴﻔﺔ ﺗﺠﺬِب اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ إﻻ وﺗﺸﱰط ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻋﲆ ﺷﻬﺎدة ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ،وﻣﺎ ﻣﻦ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺼﻮ َﻟﻬﺎ ﻋﲆ ذﻟﻚ .ﻓﻘﺮ َرت ﻣﻌﺎود َة اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺪوا ٍم ﺟﺰﺋﻲ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ إﻳﻤﺮﺳﻮن وإﻧﻬﺎء دراﺳﺘﻬﺎ ً ُ ٍ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ؛ ِ اﻋﺘﺪت زﻳﺎرﺗَﻬﺎ ﻫﻨﺎك، ﺣﺎﻧﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان ﺳﻨﱰال ﺳﻜﻮﻳﺮ. ﻧﺎدﻟﺔ ﰲ وﻋﻤﻠﺖ ً ٍ ُ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﰲ اﻟﺤﺎﻧﺔ ،أﻋﺎﻧﻲ ﺻﺨﺐَ ﻓِ َﺮق اﻟﺒﺎﻧﻚ ،وأﺣﺘﴘ ﴍاب ﺳﺎﻋﺎت أﺟﻠﺲ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ اﻟﺸﻌري اﻷﻳﺮﻟﻨﺪي اﻟﺠﺎف ،وأراﻗﺐُ زوﺟﺘﻲ وﻫﻲ ﱠ ً ٍ ﻏﺮاﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒﻞ اﻟﻬﻴﺒﺰ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻈﺮات ﺗﺘﻠﻘﻰ ُ ﻧﻈﺎرات َ ٍ ٍ إﻃﺎرات داﻛﻨﺔ ،وﺑﻨﺎﻃﻴﻞ اﻟﺠﻴﻨﺰ اﻟﻀﻴﻘﺔ. ذات ﻳﺮﺗﺪون اﺳﺘﻄﻌﺖ أن أُﻧﻤﱢ ﻲ ﻟﺪيﱠ ٍ رواﻳﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺗﺠﺎﻫﻞ ﻫﺪﻳ َﺮ اﻟﻬﻮا ِة اﻟﺼﺎﺧﺒني ﻋﲆ ﺧﺸﺒﺔ املﴪح. اﻟﻘﺪر َة ﻋﲆ ﻗﺮاءة ُ ﺷﻌﺮت ﺑﺄﻧﻨﻲ أﻛﱪُ ﺳﻨٍّﺎ ﻣﻊ ﻛﺘﺎﺑﻲ، ﱪ ﺳﻨٍّﺎ ﻣﻦ روﱠاد اﻟﺤﺎﻧﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﻘﺪ وﻣﻊ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ أﻛ َ وﺷﻴﺐ ﺷﻌﺮي .ﻟﻘﺪ اﻋﺘﺎد اﻟﺴﻘﺎة اﻵﺧﺮون أن ﻳﺸريوا إﱄ ﱠ ﺑﺄﻧﻨﻲ رﺟ ُﻞ ﻛﻠري اﻟﻌﺠﻮز ،وراﺣﺖ ﻛﻠري ﺗﻨﺎدﻳﻨﻲ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﺑﺎﻟﻌﺠﻮز .ﱡ أﻇﻦ أن زوﺟﺘﻲ ﻇ ﱠﻠﺖ ﻓﱰ ًة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﺤﺐﱡ وﺟﻮدي اﻟﺠﻌَ ﺔ ،وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﻌﻮد إﱃ املﻨﺰل ﻣﻌﻬﺎ ﰲ اﻟﺤﺎﻧﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻀ ﱡﻢ إﱄ ﱠ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻨﺎوﺑﺘﻬﺎ ﻟﺘﻨﺎول ِ ﻋﱪ ﺷﻮارع ﻛﺎﻣﱪﻳﺪج وﺳﻮﻣﺮﻓﻴﻞ املﺰدﺣِ ﻤﺔ املﻈﻠﻤﺔ .ﱠ ﻣﻌً ﺎ ،ﻣﺘﺸﺎﺑ َﻜﻲ اﻷﻳﺪيْ ، ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ُ ﱠ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﻛﻠري ﺳﺘﺘﺰوﱠج ،وﻓﺠﺄ ًة ﻋﺎدت ﻛﻠري ﻟﺘﻨﺨﺮط ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ، ﺗﻐري ﻋﺎم .٢٠٠٧ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻮﱄ ﺣﺎﺋﻞ ﺑني أﺧﺘﻬﺎ اﻟﺼﻐﺮى وواﻟﺪﺗﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻓﻘﺪَت اﻟﻮزن ﻓﻘﺪ اﺳﺘُﺪﻋﻴَﺖ ﻟﺘﻜﻮن ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ٍ اﻟﺬي اﻛﺘﺴﺒَﺘﻪ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ ،وأﺿﺎﻓﺖ ﻋﺪدًا ﻣﻦ ﺧﻄﻮط اﻟﻮﺷﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﺑﺎﻃﻦ ﻓﺨﺬﻫﺎ اﻟﻴﴪى. ﻛﻤﺎ وﻗﻌَ ﺖ ﰲ ﺣُ ﺐﱢ ﻧﺎدل ﺟﺪﻳﺪ ﻳُﺪﻋﻰ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻳﺘﺲ! ٍ 75 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ُ ُ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﻓﺮاﳾ ﻣﺒﻜ ًﺮا وﻣﻌﻲ ﻧﺴﺨﺘﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ إﺻﺪارات أﻧﻬﻴﺖ ﻋﺸﺎﺋﻲ اﻟﺴﻴﱢﺊ، ﺑﻌﺪ أن ُ ِ ﻗﺮأت اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﱃ ﻣﺮا ًرا ،وﻛﺎن أﺳﺘﻄﻊ اﻟﱰﻛﻴﺰ. ﺑﻨﺠﻮﻳﻦ »ﻣﻘﺘﻞ روﺟﺮ أﻛﺮوﻳﺪ« ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻜﺎر ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺰوﺟﺘﻲ وﺑني ﺗﺴﺎؤﻻﺗﻲ ﻋﻤﱠ ﻦ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﲆ ﻋﻘﲇ ﻳﻘﻔﺰ ﴎﻳﻌً ﺎ ﻣﺎ ﺑني ٍ ُ ﻣﻸت رﺋﺘَ ﱠﻲ ﺑﻬﻮاء ﺷﻘﺘﻲ اﻟﺮاﻛﺪ ،ﺛﻢ زﻓﺮﺗُﻪ ﺑﺒﻂءٍ .ملﺎذا أﻃﻠﻖ ﻋﲆ ِ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﺸﻮر ﻣﺪوﱠﻧﺘﻲ. ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ اﺳ َﻢ دﻛﺘﻮر ﺷﻴﺒﺎرد؟ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺗﻞ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ وﻟﻜﻦ ،ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﻲ إﱃ أن أﺟ ﱢﺮب وأﻗﺮأ اﻟﻜﺘﺎب .وﺿﻌﺘُﻪ ﻋﲆ املﻨﻀﺪة ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﴪﻳﺮ ،ﺣﻴﺚ أﺣﺘﻔ ُ ﻆ ﺑﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺪواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ .ﻫﺬا ﻣﺎ أﻗﺮؤه اﻵن ً ﻟﻴﻼ ،ﻗﺒﻞ أن أﺧﻠُﺪ إﱃ اﻟﻨﻮم .ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ أﻗﺮأ اﻟﺴري َة اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻸدﺑﺎء )ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﻧﺎد ًرا ﻣﺎ أﻗﺮأ ﰲ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ،ﻓﺄﻧﺎ أﻗﺮأ اﻟﺴري اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟ ُﻜﺘﱠﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ( ،أو ﳾءٍ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷوروﺑﻲ ،ﱠ ﻓﺈن آﺧ َﺮ ﻣﺎ أﻗﺮؤه ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻮدي إﱃ اﻟﻨﻮم ﻫﻮ ﻛﻼم اﻟﺸﻌﺮاء .ﺗﺒﺪو ﱄ ﻛ ﱡﻞ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﻌﺮ … ﺑﻞ ﻛﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ٍّ ُ ﺻﻴﺤﺎت اﺳﺘﻐﺎﺛﺔ؛ ﺣﻘﺎ أن اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺪة ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪٍّا؛ ﱠ ﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ اﻷﺷﻌﺎر .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺟﻴﺪة ،وأﻋﺘﻘﺪ ﱠ ﻓﺈن ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ٍ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ِ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻪ. ﻳﻬﻤﺲ ﰲ أذﻧﻚ ،ﰲ ﺗﺸﺒﻪ وﺟﻮ َد ٍ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﺎت ﻣﻨﺬ ٍ وذﻫﺒﺖ إﱃ ﱢ ُ ُ ٍ ﻣﺨﺘﺎرات ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي رف ﻛﺘﺒﻲ ﻷﺟﺪ ﻧﻬﻀﺖ ﻣﻦ اﻟﻔﺮاش ُ ﻋﲆ إﺣﺪى ﻗﺼﺎﺋﺪي ا ُمل ﱠ »ﻏﺴﻖ اﻟﺸﺘﺎء« ﻟﻠﺴري ﺟﻮن ﺳﻜﻮاﻳﺮ .ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻔﻀﻠﺔ، ُ أردت أن أرى اﻟﻜﻠﻤﺎت .ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺟ ُﺪ ﻗﺼﻴﺪ ًة أﺣﺒﱡﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ إﻟﻘﺎؤﻫﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﻃﻘﺲ ﻣﻤﻄﺮ« ﻟﺴﻴﻠﻔﻴﺎ ﺑﻼث ﻛ ﱠﻞ ﻗﺮأت »اﻟﻐﺮاب اﻷﺳﻮد ﰲ أﻗﺮؤﻫﺎ ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ٍ ﻟﻴﻠﺔ ﻗﺒﻞ أن أﻏﻔ َﻮ ،ﻋﲆ ﻣﺪى ﻋﺎم ﻛﺎﻣﻞ .وﻛﻨﺖ أﻗﺮأ ﱠ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﻛﺘﺎبَ ﺑﻴﱰ ﺑﻮرﺗﺮ »ﺟﻨﺎزة« ،وإن ﺑﻌﻘﻞ ﻧﻘﺪي ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ. ﻛﺎن ﻣﺎ ﻓﻬﻤﺘُﻪ أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ ﻧﺼﻔﻪ .ﻓﺄﻧﺎ ﻻ أﺗﻤﺘﱠﻊ ٍ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ُ ﻋُ ُ ِ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻷﺧري َة ﻋﻴﻨﻲ ﺗﺎر ًﻛﺎ أﻏﻤﻀﺖ وﻗﺮأت ﻗﺼﻴﺪة »ﺳﻜﻮاﻳﺮ« ،ﺛﻢ ﺪت إﱃ اﻟﻔِ ﺮاش ﱠ ﺗﻌﺪو ﻓﻮﻗﻲ — »وﻗﺬع ُﺧﻄﺎيَ ﰲ اﻟﻄني اﻟﺠﻴﻔﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ ا ُملﻘﻔﺮ« — ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ﻣﺜﻞ ﺗﺮﻧﻴﻤﺔ .ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت أﻛﺜ َﺮ ﰲ زوﺟﺘﻲ ،وﰲ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﺗُﻬﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻞ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻳﺘﺲ ﺣﻴﺎﺗَﻬﺎ ،وﰲ اﻟﻮاﻗﻊ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺟﻴﺪًا ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﰲ ﻳﻮم ﻣﻴﻼدي املﻮاﻓﻖ اﻟﺤﺎدي واﻟﺜﻼﺛني َ ﻓﺖ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر أن ﺷﻴﺌًﺎ َ ﻣﻦ ﻣﺎرس ،ﻋ َﺮ ُ ﻣﻨﺎوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﺣﺪث .ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠري ﻗﺪ أﻧﻬﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬرية ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﰲ اﻟﺤﺎﻧﺔ ،ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮج ﻣﺒﻜﺮ ًة وﺗُﺮاﻓﻘﻨﻲ إﱃ ﻣﻄﻌﻢ »إﻳﺴﺖ ﻛﻮﺳﺖ اﺣﺘﻔﺎﻻ ﺑﻬﺬه املﻨﺎﺳﺒﺔ .ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻘﺪ ﻋﻴﱠﻨﱠﺎ أﺧريًا ً ً ﻧﺎدﻻ ﺟﺪﻳﺪًا«. ﺟﺮﻳﻞ« ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎء »أوه«. ُ ﺑﺪأت ﰲ ﺗﺪرﻳﺒﻪ اﻟﻴﻮم .إﻧﻪ ﻳﺒﺪو ﺟﻴﺪًا«. »ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻬﺎ اﺳﻤﻪ ﻣﺰﻳﺠً ﺎ ﻣﻦ اﻟﱰدﱡد واﻟﺠُ ﺮأة ،ﻓﻌ َﺮ ُ ﻓﺖ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر أﻧﻪ ُ وﺷﻌﺮت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن ﺗﻴﺎ ًرا ﻛﻬﺮﺑﻴٍّﺎ ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن ﻏريَ ﻣﺤﺴﻮس ﻗﺪ ﴎى ﰲ ﺗﺮك اﻧﻄﺒﺎﻋً ﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ. ﺟﺴﺪي. ُ ﺳﺄﻟﺖ ،وأﻧﺎ أﻗﻠﺐُ ﻣﺤﺎرة ﺑﻄ َﺮف إﺻﺒﻌﻲ» :ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﱪة؟« »ﻋﻤﻞ ﰲ ﺣﺎﻧﺔ ﰲ أﺳﱰاﻟﻴﺎ ﻣﺪة ﻋﺎم ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻟﺪﻳﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﱪة .ذ ﱠﻛﺮﻧﻲ ﺑﻚ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ وﺷﻤً ﺎ ﻹدﺟﺎر أﻻن ﺑﻮ ﻋﲆ ﻛﺘﻔﻪ اﻟﻴﻤﻨﻰ«. ﻟﻢ أﻛﻦ زوﺟً ﺎ َﻏﻴﻮ ًرا ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ً أﻳﻀﺎ ﻋﲆ دراﻳ ٍﺔ ﱠ ﺑﺄن ﻛﻠري ﻋﲆ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻨﻲ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ َ ً ُ اﻋﱰﻓﺖ ُﻜﺘﻔﻴﺔ ﺑﻲ وﺣﺪي .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﰲ اﻟﻜﻠﻴﺔ ،وﻗﺪ ﻟﺘﺨﻮض اﻟﺤﻴﺎ َة ﻣ ﺑﺄوﻗﺎت ﺣني ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ً ٍ رﺟﻼ ،أو ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮ ٍة أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ،ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣ ﱠﺮت ﺗﻤ ﱡﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺠﻮار رﺟﻞ ﰲ اﻟﺸﺎرع ،ﺗﺘﺴﺎءل ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ً ﻣﻬﻮوﺳﺔ ﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻔ ﱢﻜﺮ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﺟﺎل ﰲ ﻓِ ﻌﻠﻪ ﺑﻬﺎ .ﻛﻨﺖ أﺳﺘﻤﻊ إﱃ ﻫﺬه اﻻﻋﱰاﻓﺎت ﺗﺼﺒﺢ وأﻗﻮل ﻟﻨﻔﴘ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﺗﺨﱪﻧﻲ .ذﻟﻚ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎر اﻟﺒﺪﻳﻞ .أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻷﴎار. ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣُﻌﺎﻟﺞ ،وﻫﻲ اﻣﺮأ ٌة أﺷﺎرت إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻣﺎرﺛﺎ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮاﻫﺎ ﻣﺮ ًة ﻛ ﱠﻞ أﺳﺒﻮﻋني ،وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ زﻳﺎرﺗﻬﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﱰﻳﻬﺎ ِﻣﺰاجٌ ﺳﻮداوي ﻗﺎﺗﻢ ،ﻳﺴﺘﻤﺮ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻋﺪة ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن اﻷﻣ ُﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ ذﻟﻚ. أﻳﺎم، ﻛﺎن ﺟﺰءٌ ﻣﻨﻲ ﻳﺨﱪﻧﻲ داﺋﻤً ﺎ ﱠ أن ﻛﻠري ﺳﺘﺨﻮﻧﻨﻲ ﻳﻮﻣً ﺎ ﻣﺎ ،أو رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺧﻴﺎﻧﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﱠ ُ ُ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ .وﻗﺪ ﺗﻘﺒ ُ ﺳﺘﻘﻊ ﰲ ﺣُ ﺐﱢ أن ذﻟﻚ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻦ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ، ﱠﻠﺖ ذﻟﻚ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ٍ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻔﺰع ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻗ ﱠﺮ ُ ُ رت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﻓﻌﻠﻪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠري اﻟﻴﻮم ﻗﺪ ﺣﺎن .ﻟﻘﺪ 78 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ زوﺟﺘﻲ .ﺳﺘﻈﻞ داﺋﻤً ﺎ زوﺟﺘﻲ ،وﺳﺄﻗﻒ إﱃ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺪث .ﻟﻘﺪ ﻣﻨﺤﻨﻲ ﻫﺬا ﺷﻌﻮ ًرا ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ ،ﻣﺪر ًﻛﺎ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻛ ﱢﺮس ﻧﻔﴘ ﻟﻬﺬا اﻷﻣﺮ ﱢ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أي ﳾءٍ. ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ﻏﺮاﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ،وإن ﻛﻨﺖ أﺷ ﱡﻚ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ُ ٍ اﻧﺘﻈﺮت ﺑﺼﱪ ،ﻣﺜﻞ زوﺟﺔ ﻗﺒﻄﺎن ﺑﺤﺮي ،ﺗﺄﻣُﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻣﺮﺗني ﻋﲆ اﻷﻗﻞ. اﻧﻘﻠﺒﺖ إﱃ أن ﺗﻨﺠ َﻮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ .أﺗﺴﺎءل أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ أن أﻗﺎﺗﻞ أﻛﺜ َﺮ ،أن أﻫﺪﱢد ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ،أن ُ راﺋﺤﺔ أوﺑﱢﺨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎدت إﱃ املﻨﺰل ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺘني ﻣﻦ إﻏﻼق اﻟﺤﺎﻧﺔ ،ﺗﻔﻮح ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﺳﺠﺎﺋﺮ »أﻣﺮﻳﻜﺎن ﺳﱪﻳﺖ« اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳ ﱢ ُﺪﺧﻨﻬﺎ ،وراﺋﺤﺔ اﻟﻜﺤﻮل ﺗﻤﻸ أﻧﻔﺎﺳﻬﺎ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ُ اﻧﺘﻈﺮت ﻋﻮدﺗﻬﺎ إﱄ ﱠ ،وﰲ إﺣﺪى اﻟﻠﻴﺎﱄ ،ﻟﻴﻠﺔ ﺻﻴﻒ ﺣﺎرة ﰲ أﻓﻌﻞ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا ﺧﻴﺎري. ً ُ أﻏﺴﻄﺲ ،ﻓﻌ َﻠﺖ ذﻟﻚ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ وﺻﻠﺖ ﻟﺘﻮي إﱃ املﻨﺰل ﻋﺎﺋﺪًا ﻣﻦ املﺘﺠﺮ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻋﲆ ً ُﻄﺄﻃﺌﺔ رأﺳﻬﺎ ،واﻟﺪﻣﻮع ﰲ ﻋﻴﻨَﻴﻬﺎ. اﻷرﻳﻜﺔ ،ﻣ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻘﺪ ُ ﻛﻨﺖ ﺣﻤﻘﺎء«. َ »ﺑﻌﺾ اﻟﴚء«. »ﻫﻞ ﺳﺘﻐﻔﺮ ﱄ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺳﻮف أﻏﻔﺮ ﻟﻚِ داﺋﻤً ﺎ«. ُ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ إذا ُ ﰲ ٍ وﻗﻠﺖ ﻓﻘﻂ ﻛﻨﺖ أرﻏﺐ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ، ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ أن ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻤﱠ ﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ. إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ،ﱠ ُ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻨﻪ«. ﻛﻼ ،ﻟﻘﺪ اﻛﺘﺸﻔﺖ ً ﻻﺣﻘﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻛﻠري ،ﱠ ُ أن ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻳﺘﺲ ﻗﺪ اﺧﺘﻔﻰ ﺑﻌﺪ أن ﻧﻬﺐَ أﻣﻮال أﺧﺮﻳﺎت ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﰲ املﻠﻬﻰ ﻗﺪ ﺗﺤ ﱠ ﺧِ ﺰاﻧﺔ اﻟﻨﻘﻮد ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﺒﺖ ،ﱠ ٍ ٍ ﻄﻤﻦ ﺟ ﱠﺮاء ﻧﺎدﻻت وأن ﺛﻼث ﻣﻐﺎدرﺗﻪ. َ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ،ﱠ ﺗﺤﺴﻨﺖ اﻷﻣﻮر ﺑﻴﻨﻲ وﺑني ﻛﻠري ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﻣﻮر ﻛﺎﻧﺖ أﺳﻮأ ﻣﻌﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺗﺮ َﻛﺖ اﻟﺤﺎﻧﺔ وﺗﺮ َﻛﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ إﻳﻤﺮﺳﻮن .وﻗﺎﻣﺖ ﺑﺒﻌﺾ املﻨﺎوﺑﺎت ﰲ ً ٍ ﻧﺎدﻟﺔ ﰲ ﻣﻄﻌﻢ وﻇﻴﻔﺔ أﺧﺮى »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﻣﺪ ًة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺼ َﻠﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﲆ راق ﰲ ﺣﻲ »ﺑﺎك ﺑﺎي« .ﺗﻘﺎﺿﺖ أﺟ ًﺮا ﺟﻴﺪًا ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎب اﻹﺑﺪاع ٍ ﻧﺎدﻟﺔ َ ً ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ .أرﻳ ُﺪ أن أﺻﻨﻊ أﻓﻼﻣً ﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻋﲇ ﱠ اﻟﺬﻫﺎب ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ» .ﻻ أرﻳ ُﺪ أن أﻛﻮن إﱃ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ«. ُ ِ »ﻟﺴﺖ ﻣﻀﻄﺮ ًة إﱃ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﻜﻠﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻚِ ﺻﻨ ُﻊ ﻓﻴﻠﻢ ﻓﺤﺴﺐ«. ﻗﻠﺖ: ٌ ﻣﻨﺎوﺑﺔ ﻣﺴﺎﺋﻴﺔ ﰲ املﻄﻌﻢ ،وﻧﻬﺎ ًرا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ أﻓﻼﻣً ﺎ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻓﻌ َﻠﺘﻪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ً ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﻌﺪﱡد اﻟﺰوﺟﺎت ﰲ ﻣﻴﺪان دﻳﻔﻴﺲ، وﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﻗﺼرية .ﻓﻴﻠﻤً ﺎ ﻋﻦ ﻓﻨﱠﺎﻧﻲ اﻟﻮﺷﻢ ،وآﺧ َﺮ ﻋﻦ ِ 79 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ وﺛﺎﻟﺜًﺎ ﻋﻦ ﻣﺘﺠﺮ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« .ﻧﴩَﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ »ﻳﻮﺗﻴﻮب« ،وﻫﻨﺎك وﺟﺪﻫﺎ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ. ٍ ﻣﺰرﻋﺔ ﺟُ ﱢﺪدَت ﰲ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ. ﻛﺎن أﺗﻮﻳﻞ ﻳﺪﻳﺮ ﻣﺎ أﺳﻤﺎه »ﺣﺎﺿﻨﺔ اﻻﺑﺘﻜﺎر« ﺧﺎرجَ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﰲ ﻗﺪﱠم ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ )وﻏﺮف ﻧﻮ ٍم ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن( ﻟﻠﻤﺒﺪﻋني اﻟﺸﺒﺎب ،ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻣﻦ أرﺑﺎح ﻣﻨﺘﺠﻬﻢ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ .اﺗﺼ َﻞ ﺑﻜﻠري ،وأﺧﱪﻫﺎ أﻧﻪ أﺣﺐﱠ ﻓﻴﻠﻤَ ﻬﺎ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻲ ﻋﻦ اﻟﻮﺷﻢ ،وﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺼﻮﱢر ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺗﺮوﻳﺠﻴٍّﺎ ﻟﺤﺎﺿﻨﺘﻪ .وﻋﲆ ﻋﻜﺲ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻳﺘﺲ، ﻟﻢ ﻳﻨﺘَﺒْﻨﻲ ﺷﻌﻮ ٌر ﺳﻴﺊ ﺗﺠﺎه إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت ﻛﻠري ﺗﺨﱪﻧﻲ ﻋﻨﻪ ﻷول ﻣﺮة .ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻣ ً ً ُﺒﺘﺬﻻ ،ﰲ اﻟﺨﻤﺴني ﻣﻦ ﻋﻤﺮه وﻳﺘﴫﱠف ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﰲ اﻟﺜﻼﺛني ،ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﻛﺎن ُ ﱢ أﻧﻪ أﺣﺐﱠ أن ﻳُﺤﻴﻂ َ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب ،وﺣﺒﱠﺬا ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ املﺘﻤﻠﻘني. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻳﺒﺪو ﻏﺮﻳﺐَ اﻷﻃﻮار«. ﺑﺮﺟﻞ ﻣﺤﺘﺎل .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻳﺄﻣُﻞ ٍّ ﺣﻘﺎ أن ﻳﺼﺎدف اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻷﻓﻀﻞ »ﻻ أﻋﻠﻢ ،إﻧﻪ أﺷﺒ ُﻪ ٍ ﱢ وﻳﺤﻘﻖ رﺑﺤً ﺎ ﴎﻳﻌً ﺎ«. َ ﻋﻄﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع ﰲ ﻣﻨﺰل املﺰرﻋﺔ — ﻛﺎن اﺳﻢ ﴍﻛﺘﻪ »ﺑﻼك ﺑﺎرن أﻣﻀﺖ ُ ﺷﻌﺮت أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﱠ ﺗﻐري ﻓﻴﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺼﺒﻴﺔ املﺰاج، إﻧﱰﺑﺮاﻳﺴﻴﺰ« — وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎدت، ً ﻗﻠﻴﻼ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ً وﻏﺎﺿﺒﺔ ً أﻳﻀﺎ أﻛﺜﺮ ﺣﻨﺎﻧﺎ ﻣﻌﻲ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ .ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻄﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع ،أﻳﻘﻈﺘﻨﻲ ﻛﻠري ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ وﺳﺄﻟﺘﻨﻲ» :ملﺎذا ﺗُﺤﺒﻨﻲ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﻻ أﻋﺮف ،أُﺣﺒﱡﻚِ ﻓﺤﺴﺐ«. »ﻻ ﺑﺪ ﱠ أن ﻟﺪﻳﻚ أﺳﺒﺎﺑًﺎ«. »إذا ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ أﺳﺒﺎب ﻷﺣﺒﱠﻚِ ،ﻓﺴﺘﻜﻮن ﻟﺪيﱠ إذن أﺳﺒﺎبٌ ﻟﻜﻴﻼ أﺣﺒﻚِ «. »ﻣﺎذا ﺗﻌﻨﻲ؟« »ﻻ أﻋﻠﻢ .أﻧﺎ ﻣﺠﻬَ ﺪ«. »ﻻ ،أﺧﱪﻧﻲ ،ﻟﻘﺪ اﻧﺘﺎﺑﻨﻲ اﻟﻔﻀﻮل«. »ﺣﺴﻨًﺎ .إذا ُ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أﺣﺒﺒﺘُﻚِ ﻷﻧﻚ ﺟﻤﻴﻠﺔ ،ﻓﻬﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺣﺒﱠﻚِ إذا ﺗﻌ ﱠﺮ ِ ﺿﺖ ﻟﺤﺎدث ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳُﺸﻮﱢه وﺟﻬﻚِ …« »أو ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ،إذا ﺗﻘﺪ ُ ﱠﻣﺖ ﰲ اﻟﻌﻤﺮ«. ﺷﺨﺺ ﺟﻴﺪ ،ﻓﻬﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﻲ ﺳﺄ ُﻛ ﱡ ﱠﻣﺖ ﰲ اﻟﻌﻤﺮ .وإذا أﺣﺒﺒﺘُﻚِ ﻷﻧﻚِ »ﺻﺤﻴﺢ ،أو ﺗﻘﺪ ِ ٌ ﻒ ِ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﺳﻴﺌًﺎ .وﻫﺬا ﻟﻦ ﻳﺤﺪث«. ﻋﻦ ﺣﺒﻚِ إذا ﻗﺎﻟﺖ» :أﻧﺖ أﻓﻀ ُﻞ ﻣﻨﻲ ﺑﻜﺜري« ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﺤﻜﺖ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗﺤﺒﱢﻴﻨﻪ ﰲ ﱠ؟« 80 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻗﺎﻟﺖ ،وﻫﻲ ﺗﻀﺤﻚ أﻛﺜﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء» :ﻣﻈﻬ ُﺮك اﻟﺸﺎب اﻟﺠﻤﻴﻞ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،أﻧﺎ أﺣﺒﱡﻚ ﻷﻧﻚ روحُ ﻋﺠﻮز ﰲ ﺟﺴﺪ ﺷﺎب«. ٍ رﺟﻞ ﻋﺠﻮز«. »وذات ﻳﻮم ﺳﺄﻛﻮن روﺣً ﺎ ﻋﺠﻮ ًزا ﰲ ﺟﺴﺪ ٍ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻻﻧﺘﻈﺎر«. وﻧﻈ ًﺮا إﱃ أﻧﻨﻲ ُ ٍ ﻣﻨﺎوﺑﺎت ﻛﻨﺖ أﻋﻤﻞ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻬﺎر وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺗﻤﻴﻞ إﱃ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻟﻴﻠﻴﺔ ﰲ املﻄﻌﻢ ،ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻐﺮق اﻷﻣ ُﺮ ﻣﻨﻲ َ ُ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﻧﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﺗﺬﻫﺐ إﱃ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ُ ﺑﺪأت ﰲ ﺗﺘﺒﱡﻊ اﻷﻣﻴﺎل ﻋﲆ ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ اﻟﺴﻮﺑﺎرو؛ اﻧﺘﺎﺑﻨﻲ ﺷﻌﻮ ٌر ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ ﺧﻼل ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻨﻬﺎر. ﱠ أﺗﺠﺴ ُﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻟﻜﻦ اﺗﻀﺢ أن ﺷﻜﻮﻛﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻣﺤﻠﻬﺎ .ﻛﺎن ﻣﻦ ﺳﻴﺊ وأﻧﺎ َ ُ اﻓﱰﺿﺖ أﻧﻬﺎ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺬﻫﺐ إﱃ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ ﻣﺮﺗني أو ﺛﻼث ﻣﺮات ﰲ اﻷﺳﺒﻮع. ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ﻏﺮاﻣﻴﺔ إﻣﺎ ﻣﻊ أﺗﻮﻳﻞ ،أو رﺑﻤﺎ ﻣﻊ أﺣﺪ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮي أﺗﻮﻳﻞ .ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﱄ، ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻷوﱃ ،أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺬﻫﺐ إﱃ »ﺑﻼك ﺑﺮن إﻧﱰﺑﺮاﻳﺴﻴﺰ« ُ أدرﻛﺖ أن اﻟﺠﻴﻨﺰ اﻟﻀﻴﻖ ﻋﺎد ًة اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ أﺻﺒﺢ ﻳﺒﺪو ﻟﺴﺒﺐ آﺧﺮ ،ﺣﺘﻰ ً ُ وﺟﺪت اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻋﻠﺒﺔ دواء ﺻﻐرية ﻣﻤﻠﻮءة ﻓﻀﻔﺎﺿﺎ ﺣﻮل ﺧﴫﻫﺎ .ﻟﻘﺪ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻗﺮاص ،ﰲ أﺣﺪ أﻗﺴﺎم ﺻﻨﺪوق املﺠﻮﻫﺮات اﻟﺘﻲ ورﺛﺘﻪ ﻋﻦ ﺟَ ﺪﺗﻬﺎ. وﻗﺖ ﻻﺣﻖ ،وﺑﻌﺪ أن واﺟﻬﺘُﻬﺎ ،أﺧﱪﺗﻨﻲ ﻛﻴﻒ أﻗﺎم أﺗﻮﻳﻞ ﺣﻔﻞ ﻋﺸﺎءٍ ﻣﲇء ﺑ ُ ﰲ ٍ ﻄ ﱟﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻴﺬ اﻟﺮاﺋﻊ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﻷول ﰲ ﺑﻼك ﺑﺎرن .وﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﱪﺗﻪ أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﻨﻮم ،أﻗﻨﻌﻬﺎ ﺑﺘﻨﺎول ﻛﻤﻴﺔ ﺻﻐرية ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﻓﻘﻂ ملﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎل .وﰲ اﻟﻴﻮم ﻟﻘﻄﺎت ﻟﻔﻴﻠﻤﻬﺎ ،ﱠ ٍ ﻋﱪ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻣﺘﻨﺎﻧﻪ ﺑﺄن أﻋﻄﺎﻫﺎ زﺟﺎﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﱄ ،ﺑﻌﺪ أن اﻧﺘﻬﺖ ﻣﻦ أﺧﺬ اﻟﺴﺎﻧﺴريي )ﻧﺒﻴﺬ ﻓﺮﻧﴘ( اﻟﺬي ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺘﺴﻮﻧﻪ ﰲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻧﺼﻒ ﺟﺮام ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني .ﻛﻤﺎ ﴍح ﻟﻜﻠري أﻧﻪ اﺑﺘﻜﺮ ﻧﻈﺎﻣً ﺎ ﻟﺘﻌﺎﻃﻴﻪ املﺨﺪرات ،وﻧﴩه ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﻔﴤ إﱃ اﻹدﻣﺎن .أﻗﻨﻌﻬﺎ ﺑﺄن اﻷﻣﺮ ﻻ ﺿريَ ﻣﻨﻪ ،ﻣﺎ داﻣﺖ ﺗﺴري وُﻓﻖ ﺟﺪوﻟﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ. ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ أن زﻳﺎرات ﻛﻠري إﱃ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ أﺟﻞ املﺨﺪرات وﻟﻴﺲ ً ﱡ ُ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺄﴎع ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ .وﻛﻤﺎ ﺣﺪث اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺣﺎوﻟﺖ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺠﻨﺲ ،ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ِ ُ ﻗﺮرت أن أﻓﻌﻞ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ أﺳﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻷﻣﺮ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠري ﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺪﻣﻨﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ُ ﻗﺮرت اﻻﻧﺘﻈﺎر ﻋﲆ أﻣﻞ أن ﺗُﻮاﻓﻖ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ﻋﲆ اﻹﻗﻼع ﻋﻦ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻓﻌﻠﻪ داﺋﻤً ﺎ. ُ ً ُ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﻴﺌﺎ — ﻟﻮ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ أو اﻟﺬﻫﺎب إﱃ املﺼﺤﱠ ﺔ .أﻋﺮف ﻛﻴﻒ ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ .أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻟﻮ ُ أﴍﻛﺖ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ،أي ﳾء — ﻟﺮﺑﻤﺎ أﺻﺒﺤﺖ أﻋﻄﻴﺘُﻬﺎ إﻧﺬا ًرا ﻧﻬﺎﺋﻴٍّﺎ ،أو اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻮاﻟﺪﻳﻬﺎ ،أو اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻣﺎ ُ زﻟﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﻫﺬا ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ. 81 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ً ُ ﺳﺄﻟﺖ أﻣﻲ ملﺎذا ﺗﺤﻤﱠ َﻠﺖ ﻣﻌﺎﻗﺮة واﻟﺪي ﻟﻠﺨﻤﺮ. ﻣﺮاﻫﻘﺎ ،أﻧﻨﻲ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ َ ﻋﺒﺴﺖ ﰲ وﺟﻬﻲ؛ ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺰﻋﺠﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ .وﻗﺎﻟﺖ أﺧريًا: »وﻫﻞ ﻟﺪيﱠ ﺧﻴﺎر آﺧﺮ؟« »ﻳﻤﻜﻨﻚِ ﺗﺮﻛﻪ«. ﻫ ﱠﺰت رأﺳﻬﺎ» :أ ُ ﱢ ﻓﻀ ُﻞ اﻧﺘﻈﺎره«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﺤﺘﱠﻢ ﻋﻠﻴﻚِ اﻻﻧﺘﻈﺎر إﱃ اﻷﺑﺪ؟« أوﻣﺄت ﺑﺮأﺳﻬﺎ ردٍّا ﻋﲆ ذﻟﻚ. ُ ﺷﻌﺮت ﺑﻪ ﺗﺠﺎه ﻛﻠري ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻠﻜﻲ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻛﻨﺖ أﻧﺘﻈ ُﺮﻫﺎ. َ ﻃﺮق ﴍﻃﻴﱠﺎن ﻳﺮﺗﺪﻳﺎن اﻟﺰيﱠ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎبَ ﺷﻘﺘﻲ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﺤﺪﱠث أيﱞ ﻣﻨﻬﻤﺎ. ﻣﻦ ﻋﺎم ،٢٠١٠ ُ »ﺣﺴﻨًﺎ« ،أﺗﺬ ﱠﻛﺮ أن ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﺑﻌﺪ أن أﺑﻠﻐﺎﻧﻲ ﺑﺨﱪ ﺗﻌ ﱡﺮﺿﻬﺎ ﻟﺤﺎدث ﺳري ﰲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ،وﺑﺄﻧﻬﺎ َ ﻓﺎرﻗﺖ اﻟﺤﻴﺎ َة ﻋﲆ اﻟﻔﻮر. ُ ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﻞ أُﺻﻴﺐَ أﺣ ٌﺪ آﺧﺮ؟« ﱠ ٍ ﻣﺮﻛﺒﺎت أﺧﺮى ﰲ اﻟﺤﺎدث«. »ﻛﻼ ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ،وﻟﻢ ﺗﺘﻮ ﱠرط أيﱡ ﻇﻨﻨﺖ ﱠ ُ ُ ُ أن اﻟﴩﻃﺔ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﺖ ﻣﻨﻲ .ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ وذﻫﺒﺖ ﻹﻏﻼق اﻟﺒﺎب، ﻗﻠﺖ »ﺣﺴﻨًﺎ« ﻣﺮ ًة أﺧﺮى، ﱡ ٍ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺬﱠﻫﺎب إﱃ املﺮﻛﺰ ﺑﻐﺮض ﻣﻨَﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ إﻏﻼق اﻟﺒﺎب ،وأوﺿﺤﺎ ﱄ أﻧﻨﻲ ُ وﺟﺪت ﻣﺬ ﱢﻛ ٍ ﺮات ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺒﱠﺄ ًة ﺧﻠﻒ ﻋﺪدٍ ﻣﻦ ُﻫﻮﻳﺘﻬﺎ .ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ املﺠﻠﺪات اﻷﻛﱪ ﰲ ﻗﺴ ٍﻢ ﻣﻦ ﱢ ُ ﻛﺪت أﺣﺮﻗﻬﺎ دون رف اﻟﻜﺘﺐ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﺗﺨﺬﺗﻪ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ. ُ اﺑﺘﻌﺖ ﻟﻨﻔﴘ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻔﻀﻮل اﺳﺘﺤﻮذ ﻋﲇﱠ ،وﰲ إﺣﺪى اﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺮﺑﻴﻌﻴﺔ اﻟﺮﻃﺒﺔ ُ ٍ وﻗﺮأت املﺤﺘﻮى ﺑ ُﺮﻣﱠ ﺘﻪ. ﻋﺒﻮات ﻣﻦ ِﺟﻌَ ﺔ ﻧﻴﻮﻛﺎﺳﻞ ﺑﺮاون ،واﺳﺘﻘ َﺮ ْر ُت ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻲ، ﺳﺖ 82 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﴍ ﻣﻊ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أَﻋُ ﺪ أﻗﺮأ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ املﻌﺎﴏة ،ﻓﺈﻧﻨﻲ أُﺟﺎري اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺴﺎﺋﺪة .إﻧﻨﻲ ﻏريت اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،ﱠ أدر ُك ﺟﻴﺪًا ﱠ أن رواﻳﺔ »اﻟﺰوﺟﺔ املﻔﻘﻮدة« ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻓﻠني ﻗﺪ ﱠ وأن ﻓﻜﺮة ً ذاﺋﻌﺔ ﻓﺠﺄة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺘﺸﻮﻳﻖ واﻹﺛﺎرة اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻟﺮواة ﻏري املﻮﺛﻮق ﺑﻬﻢ أﺻﺒﺤﺖ َ ً ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻫﻞ ﰲ ﻣﻘﺪورﻧﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺗُﺮ ﱢﻛﺰ اﻟﻀﻮءَ ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ٍّ ُ اﻟﻮﺛﻮق ﺑﺄﺣﺪٍ ،ﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ أوﻟﺌﻚ اﻷﻗﺮب إﻟﻴﻨﺎ .ﺑﺪا ﱄ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺮأﺗُﻬﺎ أن ﺣﻘﺎ اﻷﻣﺮ ﺑﺎت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻇﺎﻫﺮة ﺣﺪﻳﺜﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن ﻓﻜﺮة اﻛﺘﺸﺎف أﴎار أﺣﺪ اﻟﺰوﺟني ﺗُﺸ ﱢﻜﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ،أو أن إﻏﻔﺎل اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﻦ اﻟﴪد ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﺑُﻨﻴَﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ املﺜرية ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮن .ﰲ رواﻳﺔ »رﺑﻴﻜﺎ« ،اﻟﺘﻲ ﻧُﴩت ﻋﺎم ،١٩٣٨ﻟﻢ ﻳُﺰوﱠد اﻟﻘﺮاء ً ﻣﻄﻠﻘﺎ. ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ اﻷﻣ ُﺮ ﻫﻮ ،ورﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺤﻴﱢ ًﺰا ﺑﺴﺒﺐ ﻛ ﱢﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘُﻬﺎ ﰲ ﻋﻮاﻟ َﻢ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ُ ﻋﺪت أﺛﻖ ﰲ اﻟﺮواة أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ أﺛﻖ ﰲ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻔﻌﻠﻴني ﰲ ﻣﺒﻨﻴﱠﺔ ﻋﲆ اﻟﺨﺪاع ،أﻧﻨﻲ ﻣﺎ ُ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ أي ﺷﺨﺺ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺎﺑﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ .ﻓﻨﺤﻦ ﻻ َ أﻃﺮاف اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ،ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﻛﺎذﻳﺐُ وأﻧﺼﺎف ﻷول ﻣﺮة ،وﻗﺒﻞ أن ﻧﺘﺠﺎذب َ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﺟﺴﺎدﻧﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗُﻔﺼﺢ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ً أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ .إن املﻼﺑﺲ اﻟﺘﻲ ﻧﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﺗﻐﻄﻲ ٌ اﻓﱰاءات ،ﻣﺠﺎزﻳﺔ وﺣﺮﻓﻴﺔ. رﻏﺒﺎﺗﻨﺎ وﻫﻮﻳﺘﻨﺎ .إﻧﻬﺎ ُ ُ وﺟﺪت ﻣﺬﻛﺮات زوﺟﺘﻲ اﻟﴪﻳﺔ ،وﻟﻢ أﻓﺎﺟﺄ ﺑﻮﺟﻮ ِد أﺷﻴﺎء وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻟﻢ أُﻓﺎﺟَ ﺄ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﺗُﺨﱪﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﻗﻂ .اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء .ﻷﻫﺪاف ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ — ﻗﺼﺘﻲ — ﻟﻦ أﺧﻮض ﰲ ﻛ ﱢﻞ ﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﺘُﻪ ﻣﻦ ﻗﺮاءة املﺬﻛﺮات .ذﻟﻚ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﻳﺪ أن ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وأﻧﺎ ﻻ أرﻳﺪ ذﻟﻚ ً أﻳﻀﺎ. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ً ٍ ﻓﻌﻼ إﱃ ﴎ ِد ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑني ﻛﻠري وإﻳﺮﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ .ﻣﻦ ﻏري املﻔﺎﺟﺊ أﻧﻬﻤﺎ ﻟﻜﻨﻨﻲ ارﺗﺒﺎط ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠري ﻗﺪ أﺻﺒﺤَ ﺖ ﻣﺪﻣﻨﺔً َ ٍ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﲆ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ،وﺑﻌﺪ ﻣﺪ ٍة أﻣَ ﺪﱠﻫﺎ ﺧﻼﻟﻬﺎ أﺗﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﻣﺠﺎﻧًﺎ ،ﺑﺪأ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ املﺎل. ﻛﻨﺎ أﻧﺎ وﻫﻲ ﻧﺘﻘﺎﺳﻢ ﻣﻌً ﺎ ﺣﺴﺎﺑًﺎ ﻣﴫﻓﻴٍّﺎ واﺣﺪًا — ﻟﻺﻳﺠﺎر ،واﻟﻨﻔﻘﺎت املﻨﺰﻟﻴﺔ ،واﻟﻌﻄﻼت، وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ ﺣﺴﺎبٌ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻛﺬﻟﻚ .وﻛﺎن ﺣﺴﺎﺑُﻬﺎ املﴫﰲ ﻗﺪ أُﻓﺮغ ﰲ ﻏﻀﻮن ﺛﻼﺛﺔ ِ ٍ ﻋﻼﻗﺎت ﺟﻨﺴﻴﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻓﻜﺮﺗَﻪ. ﻫﻴﺌﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ .وﺑﻌﺪﻫﺎ ،ﺑﺪأت ﺗﺪﻓﻊ ﻷﺗﻮﻳﻞ املﻘﺎﺑﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣُﻬﻴﻨًﺎ ٍّ ودون اﻟﺨﻮض ﰲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،ﻛﺎن ُ ٍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺣﻘﺎ .ﻟﻘﺪ أﺧﱪَﺗﻪ ﰲ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺌﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺪ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن ،ﻣﺪرس املﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺪادﻳﺔ؛ إذ ﻛﺘﺒَﺖ» :ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ُ رؤﻳﺔ اﻹﺛﺎرة ﰲ ﻋﻴﻨَﻴﻪ«. ﻗﺮأت َ ﺑﻘﻴﺔ املﺬﻛﺮات ،ﺛﻢ ﰲ ﻋﻄﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﺗﻮﺟﱠ ُ ُ ﻬﺖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة إﱃ ﺑﺤرية واﻟﺪن ﺑﻮﻧﺪ ﰲ ﻛﻮﻧﻜﻮرد ،ﻣﺮو ًرا ﺑﺴﺎوﺛﻮﻳﻞ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻓﺎرﻏﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ … ﻛﺎﻧﺖ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﺑﺎﻟﺨﺎرج ﺗُﻘﺎرب ﻋﴩ درﺟﺎت ،اﻟﺒﺤرية ﻣﺘﺠﻤﱢ ﺪة ،واﻟﺴﻤﺎء ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺑﻴﻀﺎءُ ﺑﻠﻮن ً ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻼل ﻓﻮق اﻟﺒﺤرية ،ﺛﻢ ﻏﻤَ ُ ُ ﺴﺖ املﺬﻛﺮات ﰲ اﺟﺘﺰت ﻣﻤ ٍّﺮا ﻳﺠﺘﺎز اﻟﻄﺒﺎﺷري. داﻋﺴﺎ ﻋﲆ اﻟﺒﻘﺎﻳﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﱠ ً ﻳﺘﺒﻖ ﻣﻦ أﺛﺮ اﻟﺪﻓﱰ اﻟﻜريوﺳني وأﺣﺮﻗﺘُﻬﺎ ﰲ ﺑﻘﻌﺔ أرض ﺟﺮداء، إﻻ ﻓﻮﱠﻫﺔ ﺳﺨﺎم أﺳﻮد ﰲ اﻟﺜﻠﺞ ورﻣﺎد ﰲ اﻟﻬﻮاء. ً ﻣﻄﻠﻘﺎ رﻏﻢ أﻧﻨﻲ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ،وﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا، ﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﱠﺪم ﻋﲆ ﺣﺮق ﻣﺬﻛﺮات ﻛﻠري ُ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺷﻘﺘﻨﺎ ﰲ ﺳﻮﻣﺮﻓﻴﻞ إﱃ اﻟﺸﻘﺔ اﻻﺳﺘﻮدﻳﻮ ﰲ ﺑﻴﻜﻮن ﻫﻴﻞ، أﻧﺪم ﻋﲆ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺼﺖ ﻣﻦ ﻛ ﱢﻞ ﻣﺎ ﱠ ﺗﺨ ﱠﻠ ُ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻛﻠري … ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ،اﻷﺛﺎث اﻟﺬي اﺑﺘﺎﻋﺘﻪ ملﻨﺰﻟﻨﺎ ،و ُﻛﺘُﺒﻬﺎ ﰲ ﺳﻨﻮات ُ اﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﺒﻌﺾ ُﻛﺘُﺒﻬﺎ ،ﻧﺴﺨﺔ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﻣﻦ »ﺷﺎﺋﺒﺔ ﰲ اﻟﺰﻣﻦ« ،وﻫﻮ ُﻛﺘﻴﺐ ﻣُﺬﻳﱠﻞ اﻟﻜﻠﻴﺔ. ْ ِ اﻟﺪراﺳﺔ ﺧﻼل ﻋﺎﻣﻬﺎ اﻷول ﰲ ﻟﻘﺼﺎﺋ َﺪ ﻣُﺠﻤﱠ ﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ آن ﺳﻴﻜﺴﺘﻮن ،اﺑﺘﺎﻋﺘﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ .ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻮﺟﻮ ٌد داﺋﻤً ﺎ ﻋﲆ ﻣﻨﻀﺪ ٍة ﺑﺠﺎﻧﺐ ﴎﻳﺮي .أﺣﻴﺎﻧًﺎ أﻗﺮأ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ املﻮﺟﻮدة داﺧﻠﻪ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن أُﻟﻘﻲ ﻧﻈﺮ ًة ﻋﲆ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻛﻠري ورﺳﻮﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﺑﺜﺔ واﻷﺑﻴﺎت واﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﺳﻄ ًﺮا ﺗﺤﺘﻬﺎ .أﺣﻴﺎﻧًﺎ ُ أملﺲ اﻟﻨﺘﻮءات اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻗﻠﻤُﻬﺎ اﻟﺠﺎف ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺔ. ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ،ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ أﺣﺐﱡ ﻓﻘﻂ ﻛﻮن اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻮﺟﻮدًا ﻫﻨﺎك ،ﰲ ﻣﺘﻨﺎوَل ﻳﺪي .ﻟﻘﺪ ﻣ ﱠﺮت ُ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻮر وﻓﺎﺗﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام ﻋﲆ وﻓﺎﺗﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺗﺤﺪﱠث إﻟﻴﻬﺎ اﻵن ﰲ رأﳼ ،أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ ُ ﺗﺤﺪ ُ اﺳﺘﻠﻘﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺮاش ﻣﻊ رواﻳﺔ أﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ »ﻣﻘﺘﻞ روﺟﺮ ﱠﺛﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﻛﺮوﻳﺪ« ،أﺧﱪﺗُﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﳾءٍ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،وﻋﻦ زﻳﺎرة اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ،وﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺷﻌﻮري وأﻧﺎ أﻗﺮأ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ ﻣﺠﺪدًا. 84 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﴍ ُ ُ اﺳﺘﻄﻌﺖ اﻟﻨﻮم. اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﰲ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﻨﺼﻒ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ،ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﱠ ُ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻟﺘﻐﻤﺮ ﻧﺴﻴﺖ أن أﺳﺪل اﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﰲ ﺷﻘﺘﻲ ،وﻛﺎﻧﺖ أﺷﻌﱠ ﺔ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻋﱪ اﻟﺸﺎرع ،ا ُملﻐ ﱠ ﻧﻈﺮت ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺧ ﱢ ُ ﻂ اﻟﺴﻘﻒ ﻏري املﻨﺘﻈﻢ ْ ﻄﻰ املﻜﺎن ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ. رﻗﺎﻗﺎت اﻟﺜﻠﺞ املﺰارﻳﺐ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺧﻄﻮ ُ ُ ط ﺻﻘﻴﻊ ﻋﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ اﻵن ﺑﺎﻟﺜﻠﻮج ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗُﺰﻳﱢﻦ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻨﻮاﻓﺬ ،وﻛﺎن اﻟﺸﺎرع أدﻧﺎه ﺷﺎﺣﺒًﺎ رﻣﺎدﻳٍّﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻄﻘﺲ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﻟﻎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﱠ ً ﺗﻔﻘ ُ درﺟﺔ واﺣﺪة ﺪت ﻫﺎﺗﻔﻲ ،وﻛﺎن ﻳُﺴﺠﱢ ﻞ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﺑﺎﻟﺨﺎرج ﻛﺎن ﺑﺎردًا ﻋﲆ ٍ ُ أوﺷﻜﺖ ﻋﲆ إرﺳﺎل ﺑﺮﻳﺪ إﻟﻜﱰوﻧﻲ إﱃ إﻳﻤﻴﲇ وﺑﺮاﻧﺪون؛ ﻷﻋﻠﻤﻬﻤﺎ أن ﰲ ﻓﻮق اﻟﺼﻔﺮ. وُﺳﻌﻬﻤﺎ ﻋﺪ َم املﺠﻲء اﻟﻴﻮم ،وﺑﺄن اﻟﻄﻘﺲ ﺑﺎرد ﺟﺪٍّا ﻳﺘﻌﺬﱠر ﻣﻌﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﱠ ﻏري ُت رأﻳﻲ. ُ ُ َ وﴎت إﱃ ﺷﺎرع ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،ﺣﻴﺚ ﻣﻘﻬً ﻰ ﻳﻘﺪﱢم اﻟﺸﻮﻓﺎن .ﻛﻨﺖ ﻣﻼﺑﺲ داﻓﺌﺔ ارﺗﺪﻳﺖ َ ُ أﻣﺲ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺟﻠﻮب« اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺒﻊ ﻓﻮق أﺟﻠﺲ إﱃ ﻃﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺰاوﻳﺔ وأﻗﺮأ ﻧﺴﺨﺔ ِ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﺣني ﱠ دق ﻫﺎﺗﻔﻲ اﻟﺨﻠﻮي. »ﻣﺎﻟﻜﻮم ،أﻧﺎ ﺟﻮﻳﻦ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ«. »ﻫﻞ َ ﻛﻨﺖ ﻧﺎﺋﻤً ﺎ؟« »أوه ،ﻻ .أﻧﺎ أﺗﻨﺎول اﻟﻔﻄﻮر .إﻧﻨﻲ ﻋﲆ ْ وﺷﻚ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ املﺘﺠﺮ .أﻣَ ﺎ ِ زﻟﺖ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ؟« ﱠ »ﻛﻼ ،ﻋُ ُ ﺪت إﱃ املﻨﺰل ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ أﻣﺲ ،وﻗﺪ وﺻ َﻠﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ُ ﻗﺮأت اﻟﺒﺎرﺣﺔ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر««. »أﺟﻞ ،و…؟« »أرﻳ ُﺪ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻣﻌﻚ ﻋﻦ ذﻟﻚ .ﻫﻞ ﻣﻦ ٍ وﻗﺖ ﻣﻨﺎﺳﺐ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻣﻌﺎودة اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻚِ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺻﻞ إﱃ املﺘﺠﺮ؟« ﻛﺎن اﻟﺸﻮﻓﺎن ﻗﺪ وﺻ َﻞ ﻟﻠﺘﻮ ،وﻛﺎن اﻟﺒﺨﺎر ﱠ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﺎء. ﻋﺎود اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻲ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪِ . ُ ُ ُ ذﻫﺒﺖ إﱃ »أوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« .ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻤﻴﲇ ﻫﻨﺎك ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،وﺗﻨﺎول أﻧﻬﻴﺖ اﻹﻓﻄﺎر، ﺑﻌﺪ أن ﻧريو ﻃﻌﺎﻣﻪ. ُ ِ »ﺟﺌﺖ ﻣﺒﻜ ًﺮا«. ﻗﻠﺖ: »ﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻨﻲ ﺳﻮف أﻏﺎدر ﻣﺒﻜ ًﺮا«. ﻗﻠﺖْ ، ُ وإن ﻟﻢ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ذﻟﻚ» :أوه ،ﺻﺤﻴﺢ«. 85 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗﻔﺮك ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ» :ﻟﻘﺪ اﺷﺘﻜﻰ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﻮﺑﻮﻓﻴﺘﺶ ﻣﺠﺪدًا .ﻳﺮﻳﺪ إﻋﺎد َة ﺷﺤﻨﺘﻪ اﻷﺧرية«. »اﻟﺸﺤﻨﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ؟« ٌ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﻃﺊ«. »أﺟﻞ .ﻳﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺘﺴﻠﺴﻠﺔ ﻋﲆ ٍ ﻛﺎن دﻳﻔﻴﺪ ﺑﻮﺑﻮﻓﻴﺘﺶ ﺟﺎﻣﻌً ﺎ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﻧﻴﻮ ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﰲ املﻜﺘﺒﺔ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ اﻟﺠﻮار .ﻟﻘﺪ اﺑﺘﺎع ﻣﻦ ﻣﺘﺠﺮﻧﺎ ُ ﻃﻨٍّﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ وأﻋﺎد ﻧﺼﻔﻬﺎ ﺣني ﻵﺧﺮ ﻣﺘﺬﻣﱢ ًﺮا ،ﻟﻜﻨﻪ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻛﺎن ﻳﺮﺳﻞ إﻟﻴﻨﺎ رﺳﺎﺋ َﻞ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ إﻟﻴﻨﺎ ،ﻛﺎن ﻳﺘﺼﻞ ﻣﻦ ٍ إﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ ِﻣﻠﺆﻫﺎ اﻻزدراء. »أوﻗِﻔﻮا اﻟﺘﻌﺎﻣُﻞ ﻣﻌﻪ«. »ﻣﺎذا؟« ٍ ﻣﺮﺗﺠﻌﺎت ﻟﺪﻳﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن »اﻛﺘﺒﻲ إﻟﻴﻪ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى وأﺧﱪﻳﻪ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﻘﺒﻞ أيﱠ ُ اﻛﺘﻔﻴﺖ ﻣﻨﻪ«. ﻳُﺠﺮي ﻣﻌﻨﺎ أيﱠ ﻃﻠﺒﺎت ﴍاء ﺑﻌﺪ اﻵن .ﻟﻘﺪ »ﻫﻞ َ أﻧﺖ ﺟﺎدﱞ؟« »ﻧﻌﻢ .ﻫﻞ ﺗُ ﱢ ﻔﻀﻠني أن أﻛﺘﺐ أﻧﺎ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ؟« ﱠ »ﻛﻼ ،ﻳُﺴﻌﺪﻧﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ .ﻫﻞ أرﺳﻞ ﻧﺴﺨﺔ إﻟﻴﻚ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ «.رﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳُﴬﱡ إﻗﺼﺎء ﺑﻮﺑﻮﻓﻴﺘﺶ ﺑﺄرﺑﺎﺣﻨﺎ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ وﺷﻌﺮت ﺑﺎﻻرﺗﻴﺎح. ﻟﻢ أﻋُ ﺪ أﻛﱰث ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ. ُ أرﺳﻠﺖ ﺑﺮﻳﺪًا إﻟﻜﱰوﻧﻴٍّﺎ إﱃ ﻣﺴﺌﻮل اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﰲ »راﻧﺪوم ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎودة اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺠﻮﻳﻦ، ُ ﺣﻀﻮر ﻣﺆ ﱢﻟﻔﺘﻬﻢ ﻟﻠﻨﺪوة اﻟﻨﻘﺎﺷﻴﺔ ﰲ ﻣﺎرس .ﺛﻢ وأﻛﺪت ﻣﻮﻋ َﺪ ﻫﺎوس« اﻟﺬي ﻛﻨﺖ أﺗﺠﺎﻫﻠﻪ، ِ ُ ُ وأﺧﺬت ﻧﺴﺨﺘﻨﺎ اﻷوﱃ ﻣﻦ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ،وأﻋﺪﺗُﻬﺎ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ ﻣﻌﻲ إﱃ ﺣﻴﺚ اﻟﻬﺎﺗﻒ .ﻛﺎن ُ ً َ رﺟﻞ واﻣﺮأ ٍة أزرق ﻏﻼﻓﻬﺎ ﻏﺎﻣﻘﺎ ،وﻣﺰ ﱠودًا ﺑﺼﻮرة ﻣﻘ ﱠﺮﺑﺔ ﻟﻮﺟﻪ ٍ ﺷﺎﺣﺒﺔ املﻈﻬﺮ ،ﻟﻬﺎ ﺷﻌ ٌﺮ أﺣﻤﺮ. اﻟﺘﻘﻄﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﺳﻤﺎﻋﺔ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﻌﺪ رﻧﱠﺔ واﺣﺪة. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ ﺟﻮﻳﻦ« ،وﺑﺪا اﺳﻤُﻬﺎ اﻷول ﻏﺮﻳﺒًﺎ وأﻧﺎ ِ أﻧﻄﻘﻪ. »ﺷﻜ ًﺮا ملﻌﺎودة اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻲ .إذن ،ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب …« »ﻣﺎ رأﻳُﻚ؟« رأﻳﺖ أﻧﻪ أﻛﺜ ُﺮ ً ً ُ »ﻛﺌﻴﺐ .ﻋ َﺮ ُ ﻛﺂﺑﺔ ،وﻫﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ. ﻓﺖ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻠﻢ .وﻟﻜﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻛﺎن ﻗﺘﻞ ﰲ اﻟﻔﻴﻠﻢ؟« ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻛِﻼ اﻟﺮﺟ َﻠني ﺟﺮاﺋ َﻢ ٍ 86 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﴍ ﻗﻠﺖ» :ﻻ أﻋﺘﻘﺪ .ﱠ ﻛﻼ ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ .أﻋﺘﻘ ُﺪ ﱠ ﺣﺎوﻟﺖ أن أﺗﺬ ﱠﻛﺮ .ﺛﻢ ُ ُ أن اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ٌ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻘﺎﻧﻮن ﰲ اﻟﻔﻴﻠﻢ — ﻻﻋﺐ اﻟﺘﻨﺲ — ﻳُﻮﺷﻚ أن ﻳﻘﺘﻞ اﻷب ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﺬا اﻹﻧﺘﺎج أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﺎ أراد ﻫﻴﺘﺸﻜﻮك ﻓِ ﻌﻠﻪ ٍّ ﺣﻘﺎ .ﻻ أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺴﻤﻮﺣً ﺎ ُ ﺗﻔﻠﺖ ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ« .ﻟﻢ أﻗﺮأ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة ،وﻟﻢ أﺷﺎﻫﺪ ﻟﻬﻢ ﺑﱰك اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﺮت ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﺟﻴﺪًا. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻗﺎﻧﻮن ﻫﺎﻳﺰ ﻟﻺﻧﺘﺎج اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ،ﻟﻴﺘﻪ ﻛﺎن ا ُملﺘﱠﺒﻊ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ«. »ﺻﺤﻴﺢ«. »وﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻻﻋﺐَ ﺗﻨﺲ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب«. »ﻣَ ﻦ؟« ٌ ﻣﻬﻨﺪس ﻣﻌﻤﺎري«. »ﺟﺎي .اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ .إﻧﻪ ُ ﻗﻠﺖ» :أوه ،ﺻﺤﻴﺢ .ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻔﻴﺪة؟« ً ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﺔ ﺳﺆاﱄ» :ﻟﻘﺪ ذﻛﺮت ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ أﻧﻚ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ املﺜﺎل اﻷﻓﻀﻞ ﻋﲆ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ .ﻓﻤﺎذا ﻗﺼﺪت ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ؟« ُ ُ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ، ﻗﺘﻞ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻣﻊ ٍ ﻗﻠﺖ» :إﻧﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺟﺮاﺋ ُﻢ ٍ ٌ ﺻﻠﺔ ﺑني اﻟﻘﺎﺗﻞ وﺿﺤﻴﺘﻪ .وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﰲ اﻷﺳﺎس ،ﻓﻌﻨﺪﺋ ٍﺬ ﻟﻦ ﺗﻮﺟﺪ ٍ ﻣﺤﺒﻮﻛﺔ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﺬا ﻣﺎ ُ ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜ ُﺮ ﻓﻴﻪ« .وﺗﺎﺑﻌﺖ» :اﻷﻣ ُﺮ اﻟﺬﻛﻲ ﰲ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ أن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ رﺑ ُ ﻄﻪ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺬا ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﻘﺘﻞ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎذا ﺗﻌﻨني؟« زوﺟﺔ ﺟﺎي ﰲ ﻣُﺘﻨ ﱠﺰه .ﻳﻘﺘﻠﻬﺎ ً َ ﺧﻨﻘﺎ ﺣﺘﻰ املﻮت .ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾءٌ ذﻛﻲ ﰲ »ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺮوﻧﻮ ﺠﺎرﻧﻲ ﻓﺤﺴﺐ، ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﺸﺎرﱄ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .وﻟﺬا ،إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺸﺎرﱄ ،ﻓﻠﺘُ ِ ً ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺒﻨﻴﱠﺔ ﻋﲆ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر«؟« ﻓﻜﻴﻒ إذن ﺳﱰﺗﻜﺐ ُ »ﻓﻬﻤﺖ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻨﻪ .ﺳﻴﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﺻﻌﺒًﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ«. ُ ﺧﻨﻖ ﺷﺨﺺ ﰲ ﻣُﺘﻨ ﱠﺰ ٍه ﻣﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻟﻦ ﻳﺘﱠﺒﻊ ﻓﻠﺴﻔﺔ »ﺻﺤﻴﺢ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻓﺤﺴﺐ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ«. ً ﺷﺨﺼﺎ آﺧ َﺮ ﻻرﺗﻜﺎب ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻣﻌﻪ«. »ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺠﺪ ﺮت ﻓﻴﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﴬورة ،ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ .إذا ُ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﺬا ﻣﺎ ﻓ ﱠﻜ ُ ﻛﻨﺖ ﺗﺸﺎرﱄ، إذا ُ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻦ ا ُملﺤﺘﻤﻞ أن ﻛﻨﺖ أﺣﺎول ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ،ﻓﺴﺄﺧﺘﺎ ُر 87 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ً ﻳُﻘﺘﻞ ً ﻓﺎرﻏﺎ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻵن؛ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻔﻜري ﻓﻌﻼ ﻟﻴﻜﻮن اﻟﻀﺤﻴﺔ .أﺷﻌ ُﺮ أن ﻋﻘﲇ ﺻﺎر ً ﻃﻼق ﻣﺮﻳﺮ ،أو …« ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﻌ ﱠﺮض اﻵن إﱃ ﺑﻮﺿﻮح ،ﻟﻜﻦ ﻟﻨﻔﱰض أن ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣَ ﻦ ﻫﻮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﴎق أﻣﻮال اﻟﺠﻤﻴﻊ ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك؟« »ﺑﺮﻧﻲ ﻣﺪوف؟« »أﺟﻞ ،ﻫﻮ«. ﱠ »ﺳﻮف ﻳﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮض ،ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﻨﻮن ﻣﻮﺗﻪ. ﻃﻼق ﺳﻴﺊ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ،ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻠﻨﻴٍّﺎ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ،ﺛﻢ ﺳﺄﻧﺘﻈﺮ ﻟﻮ أﻧﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻻﺧﱰت أﺣﺪ ﻃ َﺮ َﰲ ٍ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺘﻌﺪ اﻟﴩﻳﻚ اﻟﺬي ﺗﻌ ﱠﺮض ﻟﻼزدراء ،وأرﺗﻜﺐُ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ .أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا ﺳﻴﻜﻮن أﻓﻀ َﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰام ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻜﺘﺎب«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻳﺒﺪو ذﻟﻚ ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ«. »أﻇﻦ ذﻟﻚ ً أﻳﻀﺎ .إﻧﻬﺎ ﻓﻜﺮة ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻨﻈﺮ .ﻣﺎذا ﻋﻨﻚ ،ﻫﻞ راودَﺗﻚ أيﱡ أﻓﻜﺎر ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺒﺎرﺣﺔ؟« ﻇﻠﻠﺖ ﻣﺴﺘﻴﻘ ً ُ ﻈﺎ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻘﻬﺎ .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻟﻢ ﺗُﺮاودﻧﻲ »ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻌﺒًﺎ ﺟﺪٍّا أﻣﺲ ،ﺣﻴﺚ أﻓﻜﺎر ﺟﺪﻳﺪة .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄواﺻﻞ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ اﻷﻣﺮ«. ً ﻗﺎﻟﺖ» :ﺷﻜ ًﺮاَ . ٍ ﺻﻮت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﻠﻴﻼ» :ﻻ َ ﺗﻨﺲ أن ﻛﻨﺖ ﺧريَ ﻋﻮن ﱄ« .ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ ﺑﻨﱪ ِة ﺗﺮﺳﻞ إﱄ ﱠ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت رﺣﻠﺔ اﻟﻄريان اﻟﺘﻲ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ إﱃ ﻟﻨﺪن اﻟﺨﺮﻳﻒ املﺎﴈ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺳﺄرﺳﻠﻬﺎ إﻟﻴﻚِ اﻟﻴﻮم«. ُ أﻏﻠﻘﺖ ﺳﻤﺎﻋﺔ اﻟﻬﺎﺗﻒ ،ﺟﺎء ﻧريو وﻫﻮ ﻳﻨﻘﺮ ﻋﲆ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮ ﺑﻌﺪ أن أﺳﻔﻞ ﺳﺎﻗﻲ .ﺷﺎﻫﺪﺗُﻪ ﰲ ﺧﺪ ٍَر ﻃﻔﻴﻒ ،وأﻧﺎ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ املﺤﺎدﺛﺔ اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ أﺟﺮﻳﺘُﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮ. ً ُ ُ ﻗﺎدﻣﺔ ﻧﺤﻮي ،وﻋﲆ وﺟﻬﻬﺎ واﺳﺘﺪرت ﻷﺟﺪﻫﺎ ﺻﻮت إﻳﻤﻴﲇ ﻳﻘﻮل» :ﻓﻌﻠﺘُﻬﺎ«، ﺟﺎء ٌ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ. ِ »ﻓﻌﻠﺖ ﻣﺎذا؟« ُ »أرﺳﻠﺖ اﻟﱪﻳ َﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ إﱃ ﺑﻮﺑﻮﻓﻴﺘﺶ ،ﺳﻴُﺼﺪم ﻣﻦ ذﻟﻚ«. »ﻳﺒﺪو أﻧﻚِ ﺳﻌﻴﺪة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ«. ﱠ »ﻛﻼ ،إﻧﻨﻲ … أﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﻛﻢ ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ إﱃ اﻟﺠﻨﻮن«. »ﻻ ﺑﺄس .ﺑﴫاﺣﺔ ،أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻨﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ .اﻟ ﱠﺰﺑﻮن ﻟﻴﺲ داﺋﻤً ﺎ ﻋﲆ ﺣﻖ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤني«. ً ً ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﻞ أﻧﺖ ﺑﺨري؟« اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﺑﺘﺴﻤﺖ إﻳﻤﻴﲇ 88 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﴍ »أﻧﺎ ﺑﺨري .ملﺎذا؟« إن ﻛﺎن ﺛﻤﱠ ﺔ ﺧ ْ »أوه ،ﻻ ﳾء .ﺗﺒﺪو ﻣﺸﺘﱠﺘًﺎ ،ﻫﺬا ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻷﻣﺮ .ﻻ أدري ْ ﻄﺐٌ ﻣﺎ«. ُ ُ ِ أﺗﴫﱠف أدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﺎدﺗﻬﺎ أن ﺗُﺒﺪي ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻜﺒري ﺑﻲ ٌ ٌ ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﻜﺸﻒ اﻟﻜﺜريَ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ رزﻳﻦ، ﻧﺤﻮ ﻣﻠﺤﻮظ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﲆ ٍ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻗﺪ أﻗﻠﻘﻨﻲ أﻻ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ. ﱠ ﻗﻠﻴﻼ؟ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﱢ ﻷﺗﻤﴙ ً ري ْ ُ ُ ﺗﻮﱄ أﻣﺮ املﺘﺠﺮ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« ﺧﺮﺟﺖ إن ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻣﻦ ﺿ ٍ »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. ً ُ ﺗﻤﺸﻴﺔ ﴎﻳﻌﺔ«. ﻗﻠﺖ» :ﺳﻮف ﺗﻜﻮن َ ﻗﺎرس اﻟﱪودة ،ﻟﻜﻦ اﻟﺸﻤﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻃﻌﺔ ،واﻛﺘﺴﺖ ﻛﺎن اﻟﺠﻮ ﰲ اﻟﺨﺎرج ﻻ ﻳﺰال َ أزرق زا ٍه ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻛﺎﻧﺖ اﻷرﺻﻔﺔ ﻗﺪ أُزﻳﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺜﻠﻮج ِ وﴎ ُت ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺷﺎرع اﻟﺴﻤﺎءُ ﺑﻠﻮن ُ ﻇﻠﻠﺖ أﻓ ﱢﻜ ُﺮ ﰲ املﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،ﻣﻌﺘﻘﺪًا أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﱃ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. دارت ﺑﻴﻨﻲ وﺑني ﺟﻮﻳﻦ ﺣﻮل ﻛﺘﺎب »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ،وﻫﻮ ﻛﺘﺎبٌ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﺟﺎﻫﺪًا ٍ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة. ﻋﲆ ﻋﺪم اﻟﺘﻔﻜري ﻓﻴﻪ ُ ﻇﻨﻨﺖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﰲ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻋﺪ ٌد ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ أﻛﱪَ ﻣﻤﺎ َ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻮﻗﺖ .وﻛﺎن ﻫﻨﺎك أبٌ ﻳﻤﺴﺢ اﻟﺜﻠﺞ ﻋﻦ أﺣ ِﺪ اﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ اﻟﱪوﻧﺰﻳﺔ املﺪﻋﻮﱠة ﺑ »اﻓﺴﺢ ﻟﻠﺒﻂ اﻟﺼﻐري« ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ ْ ُ ﻣﺮرت ﺑﺠﻮار وﺿﻊ ﻃﻔﻠﻪ ﻓﻮﻗﻪ واﻟﺘﻘﺎط ﺻﻮرة .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ﺻﻐﺎر اﻟﺒﻂ ﺗﻠﻚ َ آﻻف املﺮات ،وﻛﺎن ﻫﻨﺎك داﺋﻤً ﺎ أ ﱞم أو أبٌ أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻵﺑﺎء ،ﻳﺴﺎﻋﺪون ً ﱡ ﺻﻒ اﻧﺘﻈﺎر ﰲ ﻓﺼﻞ وﺿﻌﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻﻟﺘﻘﺎط ﺻﻮرة .وﻛﺜريًا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻮﺟﺪ ﻃﻔﻠﻬﻢ أن ﻳﺘﺨﺬ ُ ٍ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. وﺗﺴﺎءﻟﺖ دوﻣً ﺎ ﻋﻤﺎ ﺳﻴﺨﺮج ﺑﻪ اﻟﻮاﻟﺪان ﻣﻦ إﴏارﻫﻤﺎ ﻋﲆ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺼﻴﻒ. وﻷﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ أﺑًﺎ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ ٍّ ﺣﻘﺎ ﻻ أﻋﺮف .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻢ ﻧﺘﺤﺪﱠث أﻧﺎ وﻛﻠري ﻗﻂ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻹﻧﺠﺎب. ُ أﺧﱪت ﻧﻔﴘ أن اﻷﻣﺮ ﻣﱰو ٌك ﻟﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻲ أن أﻓﺘﺢ أﻧﺎ املﻮﺿﻮع. ﻟﻘﺪ ُ ُ وﴍَﻋﺖ ﻣﺸﻴﺖ ﺣﻮل اﻟﺒﺤرية املﺘﺠﻤﱢ ﺪة ،أﺧﺬَ ِت اﻟﺮﻳﺎح اﻵن ﺗﺬري أوراق اﻟﺸﺠﺮ اﻟﺠﺎﻓﺔ، ﱡ ُ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻨﻔﴘ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺮﻓﺎﻫﻴﺔ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ أﺷﻖ ﻃﺮﻳﻘﻲ إﱃ املﺘﺠﺮ .ﻟﻢ أﻛﻦ ﺑﺮﻳﺌًﺎ ،ﻣﻊ أﻧﻨﻲ َ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺴﻴﺘﺤﺘﱠﻢ ﻋﲇ ﱠ ﺗﻘﺒﱡﻞ اﻷﻣﺮ. أﻧﻨﻲ ﻛﺬﻟﻚ .وإذا 89 اﻟﻔﺼﻞ اﳊﺎدي ﻋﴩ ُ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻨﻲ ُ ُ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮاءة ﻣﺬ ﱢﻛﺮات ﻛﻨﺖ أﻋﺘﺰم ﻗﺘْﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻠري .ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﺳﺘﻐﺮق ﻣﻨﻲ ﻋﺪة أﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ أﻛﺘﺴﺐَ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻷﻋﱰف ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻨﻔﴘ. ﻋﻠﻤﺖ ً ُ أﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ أﺗﻮﻳﻞ ،ﺳﺘﺤﻮم اﻟﺸﻜﻮك ﺣﻮﱄ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ زوﺟﺘﻲ ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ َ ً ﻟﻴﻠﺔ وﻓﺎﺗﻬﺎ ﰲ ﺣﺎدث ﺳري .ﺑﻞ ﱠ إن أﺗﻮﻳﻞ ﻗﺪ اﻋﱰف ﺑﺘﺰوﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎملﺨﺪﱢرات اﻟﺘﻲ ﻋُ ﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﴩﻃﺔ ﻗﺪ ﻗ ﱠﺮ َرت ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ً أﻳﻀﺎ أن ﻛﻠري ﻛريﺷﻮ ٍ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﴍﻛﺔ »ﺑﻼك ﺑﺎرن إﻧﱰﺑﺮاﻳﺴﻴﺰ« اﻟﺜﺮي. ﻧﻲ ﻣﺎﻟﻮري ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ﰲ اﺳﺘﺌﺠﺎر ﺷﺨﺺ ﻟﻘﺘﻞ أﺗﻮﻳﻞ ،ﺛﻢ اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻴﺪًا )ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد؟( ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪث ذﻟﻚ .وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺆدي إﱃ ﻓﺸﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﺔ. ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻛﻨﺖ أﺷ ﱡﻚ ﰲ ﺣﻴﺎزة املﺎل اﻟﺬي ﺳﻴﺘﻜ ﱠﻠﻔﻪ اﺳﺘﺌﺠﺎ ُر ﻗﺎﺗﻞ ﻣﺤﱰف ،وﺣﺘﻰ ﺷﺨﺺ ﱠ ٍ ﻳﺘﻔﻘﺪ ﺣﺴﺎﺑﻲ املﴫﰲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﻓﺴﻴﺘﱠﻀﺢ اﻷﻣﺮ ﻷي إذا ﺗﻤ ﱠﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺪﺑري املﺒﻠﻎ ٍ اﻟﺬي اﺳﺘُﻨﻔﺪ ﻓﺠﺄة .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺪيﱠ أيﱡ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﺌﺠﺎر ﻗﺎﺗﻞ .وﻟﻢ أرﻏﺐ ً ِ ً ﺷﺨﺼﺎ اﻟﻘﺘﻠﺔ املﺮﺗﺰﻗني؛ ﻓﺄيﱡ ﺷﺨﺺ ﻳﻘﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ أﺟﻞ املﺎل ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻳﻀﺎ ﰲ دﻋ ِﻢ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻗﺪ أرﻏﺐ ﰲ اﻟﺘﻮ ﱡرط ﻣﻌﻪ؛ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ ،ﺳﻴﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺗﻤﻜني ٍ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ. ُ ﻗﺮرت أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ اﺳﺘﺌﺠﺎر ﻗﺎﺗﻞ ،ﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮة ﻛﻮﻧﻲ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻣﻦ ﺛﻢﱠ، ﻳُﻘﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺎزت إﻋﺠﺎﺑﻲ. ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ،ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺎم ،٢٠٠٩دﺧﻠﺖ اﻣﺮأ ٌة ﺷﺎﺑﺔ ﻣﺘﺠﺮ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« وﻣﻌﻬﺎ ٍ رواﻳﺎت ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻌﺎت اﻷوﱃ اﻟﻘﻴﱢﻤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﰲ اﻷﺳﺎس ﻣﻦ وﺟﻮ ِد ﻃﺒﻌﺔ »ﻫﺎرﺑﺮ آﻧﺪ ﺑﺮازرز« ﻣﻦ »ﻣﻐﺎﻣﺮات ﺷريﻟﻮك ﻫﻮملﺰ« اﻟﺼﺎدرة ﻋﺎم .١٨٩٢ ً إﺟﻤﺎﻻ — ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ﻟﻜﺘﺎﺑَني ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻛﺎن ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﻘ ُﺮب ﻣﻦ ﻋﴩة ﻛﺘﺐ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﺎرك ﺗﻮﻳﻦ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺴﺎوﻳﺎن اﻵﻻف — وﻛﺎﻧﺖ املﺮأة ،ذات اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺨﺸﻦ واﻟﺸﻔﺎه ﱢ املﺘﺸﻘﻘﺔ ،ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻜﺘﺐَ ﰲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺑﻘﺎﻟﺔ .ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ ﻣﻦ أﻳﻦ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻟﺖ» :أﻻ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ؟« »ﻟﻴﺲ إذا ﻟﻢ ﺗُﺨﱪﻳﻨﻲ ﻣﻦ أﻳﻦ ِ أﺗﻴﺖ ﺑﻬﺎ«. ُ ﻏﺎدرت املﺘﺠ َﺮ ﺑﺄﴎ َع ﻣﻤﺎ دﺧﻠﺖ إﻟﻴﻪ .وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ املﺎﴈ اﻵن ،ﺗﻤﻨ ﱠ ُ ُ اﺑﺘﻌﺖ ﻴﺖ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻜﺘﺐَ ﺑﺄي ﻣﺒﻠﻎ ﻟﺪيﱠ ﰲ درج اﻟﻨﻘﻮد ﺣﻴﻨﺬاك .وﺑﻌﺪﻫﺎ ،ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ املﺎﻟﻚ — إذ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﺎ ﴎﻗﺖ ﻣﻨﺰ َل أﺣﺪِﻫﻢ — وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ إﻋﺎدة اﻟﻜﺘﺐ إﻟﻴﻪ .وﻣﺎ ﺣﺪث ُ اﺗﺼﻠﺖ وﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﴩﻃﺔ ﻟﻺﺑﻼغ ﻋﻦ اﻟﺤﺎدث ،وأﺧﱪوﻧﻲ أﻧﻬﻢ ﺳﻴﺒﻘﻮن ﻋﲆ اﻃﻼع ﻋﲆ أﻧﻨﻲ ﻣﺤﺎﴐ اﻟﻜﺘﺐ املﴪوﻗﺔ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﱠ أﺗﻠﻖ أيﱠ ر ﱟد ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻂ ،وﻟﻢ أ َر ﺗﻠﻚ املﺮأة ﻣﺮ ًة أﺧﺮى. ٌ ﻣﻮﻇﻒ ﻳُﺪﻋَ ﻰ رﻳﻚ ﻣﻮرﰲ ،ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﻨﺎوﺑﺎت ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻛﺎن ﻟﺪى »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع .ﻛﺎن رﻳﻚ ﺟﺎﻣﻌً ﺎ ﻟﻠﻜﺘﺐ ،ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﰲ املﻘﺎم اﻷول ﺑﺄي ﳾءٍ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ. ُ أﺧﱪت رﻳﻚ ﻋﻦ املﺮأة اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﺑﺎﻟﻄﺒﻌﺎت اﻷوﱃ اﻟﻨﺎدرة. ﻗﺎل رﻳﻚ» :رﺑﻤﺎ ﺗُﺤﺎول ﺑﻴﻌﻬﺎ ْ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ«. »ﻟﻢ ﺗَﺒ ُﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻹﻧﱰﻧﺖ«. ﱡ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻨﻈﺮ ،ﻳﻮﺟﺪ ﻫﺬا املﻮﻗﻊ اﻟﺼﻐري املﻤﺘﻊ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻗﺎل» :وﻣﻊ ﻫﺬا ،ﻓﻬﻲ ﻓﻜﺮة ُ ﻧﺤﻮ ﻏري وﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻈﻠﻢ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻴﻊ اﻟﻨﺎس املﻘﺘﻨﻴﺎت ﻋﲆ ٍ ﴍﻋﻲ«. ﻋ َﺮ َ ض ﱄ رﻳﻚ ،اﻟﺬي ﻋﻤ َﻞ ﰲ ﻗﺴﻢ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﺪى ﴍﻛﺔ ﺗﺄﻣني ﺧﻼل اﻷﺳﺒﻮع ،ﻣﻮﻗﻌً ﺎ إﻟﻜﱰوﻧﻴٍّﺎ اﺳﻤﻪ »دوﻛﱪج« .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ،ﺑﺪا اﻷﻣﺮ ﻏريَ ﻣﻔﻬﻮم ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ، ِ ﻟﻮﺣﺎت ﺗﺒﺎدل اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ أﻳﺎم اﻹﻧﱰﻧﺖ اﻷوﱃ ،ﻟﻜﻦ رﻳﻚ ﺳﺤﺐ ﻗﺴﻤً ﺎ ﺣﻴﺚ ﺗُﻌ َﺮض ﻣﺜﻞ ُ املﻘﺘﻨﻴﺎت اﻟﻨﺎدرة ﻟﻠﺒﻴﻊ .ﻛﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺠﻬﻮﱄ اﻟﻬُ ﻮﻳﱠﺔ .ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ أﺣﴬت إﱃ املﺘﺠﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﳾء. ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎذا ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎ ً ُ أﻳﻀﺎ؟« ُ »آه ،ﻟﻘﺪ أﺛري ﻓﻀﻮ ُل اﻟﺴﻴﺪ .ﺟﺰءٌ ﻛﺒري ﻣﻨﻪ ﻣﺠﺮد ﻣﻜﺎن ﻟﻠﺪردﺷﺔ دون اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ٌ َ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﻮﻳﺐ املﻈﻠﻤﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ُﻫﻮﻳﺔ املﺘﺤﺪﱢث .ﻷﺻﺪُﻗﻚ اﻟﻘﻮل ،ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ«. ُ وﺳﺎرﻋﺖ ﺑﻮﺿﻊ إﺷﺎرة ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻋﲆ ذﻫﺐَ رﻳﻚ ﻹﺣﻀﺎر اﻟﺼﻮدا اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ، ﱠ أﺗﺤﻘﻖ ﻣﻨﻬﺎ ً اﻟﺼﻔﺤﺔ .ﻓ ﱠﻜ ُ ﻻﺣﻘﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻗﻂ. ﺮت أﻧﻨﻲ ﻗﺪ 92 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ ُ ُ ذﻫﺒﺖ إﱃ إﺷﺎراﺗﻲ املﺮﺟﻌﻴﺔ ﻗﺮرت ﰲ أواﺧﺮ ﻋﺎم ٢٠١٠ﻗﺘْﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ، ﺑﻌﺪ أن ُ ُ واﻛﺘﺸﻔﺖ أن ﻫﺬا اﻟﺮاﺑﻂ ﻻ ﻳﺰال ﻣﻮﺟﻮدًا ﻟﺪيﱠ .ﰲ ٍ ٍ ﺳﺎﻋﺎت ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻗﻀﻴﺖ ﺑﻀﻊ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺎ، ﱠ ُ إﻏﻼق املﺘﺠﺮ ،و ُر ُ وأﻧﺸﺄت ُﻫﻮﻳﺔ ﻣُﺰﻳﱠﻔﺔ ،ﻣﻄﻠ ًِﻘﺎ ﻋﲆ ﻧﻔﴘ أﺗﺼﻔﺢُ اﻟﺒﻮاﺑﺎت املﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺣﺖ اﺳﻢ »ﺑريت ﻛﻠﻴﻨﺞ« .ﺛﻢ ﺳﺠﱠ ُ ﻠﺖ اﻟﺪﺧﻮل إﱃ ﺑﻮاﺑﺔ ﺑﺎﺳﻢ »ﺳﻮاﺑﺲ« )أي ﻣﻘﺎﻳﻀﺔ أو ﺗﺒﺎدُل(، ُ اﻟﻐﺮض ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺪا أﻧﻬﺎ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﰲ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪﱠد ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ املﻘﺎم اﻷول» .رﺟ ٌﻞ ﰲ اﻟﺴﺘني ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺸﱰيَ ﻣﻼﺑﺲ ﺑﻘﻴﻤﺔ ١٠٠٠دوﻻر ﻻﻣﺮأة. ﺷﺎﺑﺔ وﻣﺜرية ﻓﻘﻂ .وﻻ ﺗﻤﺎﻧﻊ ﰲ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻲ إﻳﺎﻫﺎ إﱃ ﻏﺮﻓﺔ ﺗﻐﻴري املﻼﺑﺲ .ﻣﻦ دون ملﺲ، ٌ ﻣﺠﺮد اﻟﻨﻈﺮ« .وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً ﻋﺮوض ﻣﺜﻞ »اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﻼت ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻳﺮﻏﺒﻦ ﰲ أﻳﻀﺎ ﺗﻘﺎﴈ أﺟﻮرﻫﻦ ﻋﲆ ﻫﻴﺌﺔ ﻋﻘﺎر أُوﻛﺴﻴﻜﻮدون«. ُ ُ وﻛﺘﺒﺖ» :ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ أيﱡ ﻣﻌﺠَ ﺒني ﺑ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر«؟ أو ﱡد ﻓﺘﺤﺖ ﻣﺮﺑﱠﻊ ﺣﻮار ً ُ ُ ﻣﻘﺎﻳﻀﺔ َ وأﺟﺮﻳﺖ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺧﺮوج. ﻧﴩت املﻨﺸﻮر ذات ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ«. أن أﻗﱰح ُ اﻋﺘﺰﻣﺖ أن أﻧﺘﻈﺮ ﻣﺪة أرﺑﻊ وﻋﴩﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻗﺒﻞ أن أﻋﺎود اﻟﺪﺧﻮل ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﺻﻤﺪ ﺳﻮى اﺛﻨﺘَﻲ ﻋﴩة ﺳﺎﻋﺔ .ﻛﺎن ﻳﻮﻣً ﺎ ﻫﺎدﺋًﺎ ﰲ املﺘﺠﺮ ،وﺳﺠﱠ ُ ﻠﺖ اﻟﺪﺧﻮل ﻣﺠﺪدًا إﱃ »دوﻛﱪج« ُ ﺗﻠﻘﻴﺖ ردٍّا» .ﻣﻌﺠﺐٌ ﻛﺒري ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب .أﺣﺐﱡ أن ﻧﺘﻨﺎﻗﺶ .ﻫﻼ ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺑﺎﺳﻤﻲ املﺴﺘﻌﺎر .ﻟﻘﺪ إﱃ اﻟﺪردﺷﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ؟« ً ُ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻟﻠﻄ َﺮ َﻓني املﻌﻨﻴﱠني ﻧﻘﺮت ﻓﻮق املﺮﺑﻊ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﺪردﺷﺔ أﺟﺒﺘُﻪ» :ﺣﺴﻨًﺎ« ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻘﻂ .ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺘَني ،ﻇﻬﺮت رﺳﺎﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة» :ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺪور ﰲ ذﻫﻨﻚ؟« ُ ٌ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻣﻦ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻷرض .وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن ﺷﺨﺺ ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻛﺘﺒﺖ» :ﻫﻨﺎك َ ٍ ِ أﺳﺘﻄﻊ ﺣﻤْ ﻞ ﻧﻔﴘ ﻓﻌﻠﻴٍّﺎ ﻋﲆ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻛﻠﻤﺔ »ﻳﻤﻮت« ﺑﻠﻔﻈﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﻟﻢ أﻓﻌﻠﻬﺎ ﺑﻨﻔﴘ«. اﻟﴫﻳﺢ. ﺟﺎءَ اﻟﺮد ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ» :ﻟﺪيﱠ املﺸﻜﻠﺔ ُ ﻧﻔﺴﻬﺎ«. »ﻓﻠﻴُﺴﺎﻋﺪ أﺣﺪُﻧﺎ اﻵﺧﺮ ،اﺗﻔﻘﻨﺎ؟« »اﺗﻔﻘﻨﺎ«. ً اﺣﺘﻤﺎﻻ واردًا، ﻛﺎن ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺨﻔﻖ وأﺻﺒﺤَ ﺖ أذﻧﺎي داﻓﺌﺘَني .أﺗُﺮاه َﴍ ًﻛﺎ ﻳﻨﺼﺒﻪ ﱄ؟ ﻛﺎن ذﻟﻚ ُ ٍ ﻗﺮرت ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻨﻲ. وﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ أﻋﻄﻴﺘُﻪ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ إﻳﺮﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ،وﻟﻴﺲ دﻗﺎﺋﻖ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ أن اﻷﻣﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ. 93 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ﻛﺘﺒﺖ» :إﻳﺮﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ٢٥٥ ،ﺷﺎرع إﻟﺰﻳﻨﻮر ،ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ ،ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ .ﰲ أي ٍ وﻗﺖ ﻣﻦ ُ ﺳﺄﺣﴬ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﰲ ﺳﺎراﺳﻮﺗﺎ ﺑﻮﻻﻳﺔ ٦ﻓﱪاﻳﺮ ﺣﺘﻰ ١٢ﻓﱪاﻳﺮ« .ﻛﻨﺖ ُ اﺷﱰﻳﺖ ﺗﺬﻛﺮﺗِﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ﻓﻠﻮرﻳﺪا ،ﺧﻼل ذﻟﻚ اﻷﺳﺒﻮع .وﻛﻨﺖ ﻗﺪ ُ راﻗﺒﺖ اﻟﺸﺎﺷﺔ وﻗﺘًﺎ ﺑﺪا ﻛﺄﻧﻪ ﺳﺎﻋﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻛﺎن ﻋﴩ دﻗﺎﺋﻖ ﻓﻘﻂ .ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻇﻬ َﺮت رﺳﺎﻟﺔ» .ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ٤٢ ،ﻃﺮﻳﻖ ﻛﻮﻣﻴﻮﻧﺘﻲ ،ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ ،ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري. ٌ ﰲ أي ٍ رﺳﺎﻟﺔ أﺧﺮى ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻣﻦ ١٢ﻣﺎرس ﺣﺘﻰ ١٩ﻣﺎرس« .ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻇﻬ َﺮت ً ﺛﻼﺛني ﺛﺎﻧﻴﺔ» .ﻳﺠﺐ أﻻ ﻧﱰاﺳﻞ ﻣﺮة أﺧﺮى«. ُ ُ ﻛﺘﺐ وﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻮان ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﺖ» :ﻣﻮاﻓﻖ«. ِ ﻓﺎﺻﻞ ٍ ﻗﺪﻳﻢ ﻷُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ ،ﺛﻢ ﺳﺠﱠ ﻠﺖ اﻟﺨﺮوجً . وﻓﻘﺎ ملﺎ ﻓﻬﻤﺘُﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻮﻗﻊ »دوﻛﱪج« ،ﻓﺈن املﺤﺎدﺛﺔ ﺳﺘﺨﺘﻔﻲ اﻵن إﱃ اﻷﺑﺪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮ ًة ﻣ َ ُ ﺷﻜﻜﺖ ﰲ ﺻﺤﱠ ﺘﻬﺎ. ﻄﻤْ ﺌِﻨﺔ ،رﻏﻢ أﻧﻨﻲ أدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﱠ ً ً أﺧﺬت َ أﺗﻨﻔﺲ ﺑﺼﻌﻮﺑ ٍﺔ َ ُ ُ دﻗﻴﻘﺔ ﻃﻮال اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻋﻤﻴﻘﺎ، ﻧﻔ ًﺴﺎ ﺑﻌﺪ أن وﻛﻨﺖ ﻋﲆ ْ ُ املﺎﺿﻴﺔ .ﺣﺪ ُ وﺷﻚ إدﺧﺎﻟﻬﻤﺎ ﰲ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﱠﻗﺖ ﰲ اﻻﺳﻢ واﻟﻌﻨﻮان اﻟﻠﺬَﻳﻦ ﻛﺘﺒﺘُﻬﻤﺎ أردت ﱢ ٌ ُ ﻃﺮق أﺧﺮى ﻟﻠﺘﻌ ﱡﺮف إﱃ ﺗﻮﺧ َﻲ اﻟﺤﺬَر أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك إﻻ أﻧﻨﻲ ﺗﺮاﺟﻌﺖ. ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ .وﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ ،ﻛﺎن اﻻﺳﻢ ﻛﺎﻓﻴًﺎُ . ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪًا ،ﻋﲇ ﱠ أن أﻋﱰف ،أﻧﻪ رﺟ ٌﻞ ﻣﻦ املﻔﱰض أن أﻗﺘﻠﻪ .وﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪًا ﺟﺪٍّا ﱠ ﻷن دوري ﰲ اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻛﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ .ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻨﻲ ﺳﺄُﺿﻄ ﱡﺮ ﻓﻘﻂ إﱃ اﻟﺨﻮض ﰲ ﻧﺼﻒ اﻟﺼﻔﻘﺔ إذا ﻣﺎت إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ أﺛﻨﺎء وﺟﻮدي ﰲ ﺳﺎراﺳﻮﺗﺎ. ُ ُ ُ وأﺣﺒﺒﺖ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﺳﺎراﺳﻮﺗﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﺣﴬت املﺆﺗﻤﺮ ﰲ ﻓﱪاﻳﺮ ﻋﺎم .٢٠١١ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﺪ وﺳ َ املﺒﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻘِ ﺮﻣﻴﺪُ .زرت املﻨﺰ َل اﻟﺬي ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻨﺰل ﻓﻴﻪ ﺟﻮن دي ﻂ املﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﱠ ُ ﻧﻈﺮت ْ ﻋﱪ اﻟﺒﻮاﺑﺎت املﻐﻠﻘﺔ ﻷرى ﻣﺒﻨًﻰ ﻋﴫﻳٍّﺎ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ ﰲ ﺳﻴﺴﺘﺎ ﻛﻲ؛ ﺣﻴﺚ َ ُ ُ ﺣﴬت ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮوض اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺨﴬاء اﻟﻮارﻓﺔ .ﻛﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ُ وﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻌﺸﺎء ﻣﻊ إﺣﺪى ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻲ اﻟﻘﻼﺋﻞ ﰲ ﻣﺠﺎل ﺗﺠﺎرة اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، اﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻴﺔ ﺷﻴﲇ ﺑﻴﻨﺠﻬﺎم ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﺘﺠ ًﺮا ﻟﺒﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ املﺴﺘﻌﻤَ ﻠﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان ﻫﺎرﻓﺎرد ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﺘﻘﻞ إﱃ ﺑﺮادﻧﺘﻮن ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻓﻠﻮرﻳﺪا ،وﺗﺒﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ املﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﰲ ﺳﻮق ﺑﻴﻊ اﻟﺴﻠﻊ املﺴﺘﻌﻤﻠﺔ اﻷﺳﺒﻮﻋﻲ ﺑﺠﺰﻳﺮة آﻧﺎ ﻣﺎرﻳﺎ .اﺣﺘﺴﻴﻨﺎ املﺎرﺗﻴﻨﻲ ﰲ ﻧﺎدي ﺟﺎﺗﻮر ،وﺑﻌﺪ اﻟﻜﺄس اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﻟﺖ ُ ُ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﺣ ﱠﻞ ﺑﻜﻠري اﻟﻌﺎم املﺎﴈ .ﻛﻴﻒ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺤﺰن اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻴﲇ» :ﻣﺎل ،ﻟﻘﺪ ﺗﺴري أﻣﻮرك؟« 94 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ ً ُ ُ ٍ ٍ ﻟﺪرﺟﺔ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ، ﻋﺎل ﴍَﻋﺖ ﰲ اﻟﺒﻜﺎء ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤﻲ ﻷﺗﺤﺪﱠث ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺼﻮت ٍ ﻣﺒﺎﻏ ُ َ ﺘﺔ اﻟﺪﻣﻮع وﻗﻮﱠﺗﻬﺎ ﻣﺮوﱢﻋﺔ. ﺟﻌ َﻠﺖ اﻟﻌﺪﻳ َﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳُﺪﻳﺮون رءوﺳﻬﻢ ﻧﺤﻮي .ﻛﺎﻧﺖ ُ ُ ﻧﻬﻀﺖ ِ ﺟﻤﻌﺖ ﺷﺘﺎت وﴎ ُت إﱃ دورة املﻴﺎه ﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻧﺔ املﻈﻠﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ٌ ُ ﻧﻔﴘ ،ﺛﻢ ﻋُ ُ »آﺳﻒ ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺷﻴﻞ«. وﻗﻠﺖ: ﺪت إﱃ اﻟﺤﺎﻧﺔ، ُ ﻓﺘﺤﺖ املﻮﺿﻮع .دﻋﻨﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﴩوﺑًﺎ آﺧ َﺮ وﻧﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺐ »ﻻ ﻋﻠﻴﻚ .آﺳﻔﺔ ﻷﻧﻨﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﺮؤﻫﺎ«. ُ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﻋُ ُ ﰲ ٍ أﺣﴬت اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺪت وﺣﺪي إﱃ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺑﺎﻟﻔﻨﺪق، ﱠ وﺗﻔﻘ ُ ﺪت ﻣﻮﻗ َﻊ »ﺑﻮﺳﻄﻦ ﺟﻠﻮب« ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ .ﻛﺎن اﻟﺨﱪ اﻟﺮﺋﻴﴘ املﺤﻤﻮل اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ُ ﻓﺮﻳﻖ اﻟﺒﻴﺴﺒﻮل اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ )رﻳﺪ ﺳﻮﻛﺲ( ﺧﺎرج ﻳﺪور ﺣﻮل اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﺘﻲ أﺑ َﺮﻣﻬﺎ اﻟﺘﻮﱠة املﻮﺳﻢ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺨﱪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﻮل ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﰲ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﴩﻃﺔ ﻗﺪ أزاﺣﺖ اﻟﺴﺘﺎ َر ﺑﻌ ُﺪ ﻋﻦ اﺳﻢ اﻟﻀﺤﻴﺔ .ﻛﻨﺖ أﻣﻴ ُﻞ إﱃ اﻟﺠﻠﻮس أﻣﺎم اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ املﺤﻤﻮل اﻟﺨﺎص ُ أرﻏﻤﺖ ﻧﻔﴘ ﺑﻲ ،وﺗﺤﺪﻳﺚ املﻮﻗﻊ ﺣﺘﻰ إﻋﻼن اﺳﻢ إﻳﺮﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻋﲆ أﻧﻪ اﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﲆ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺨﻠﻮد إﱃ اﻟﻨﻮم ً ُ ُ واﺳﺘﻠﻘﻴﺖ ﻋﲆ ﻓﺘﺤﺖ ﻧﺎﻓﺬ َة ﻏﺮﻓﺘﻲ ﰲ اﻟﻔﻨﺪق، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﱡ ﺣني اﻟﻔﺮاش ﺗﺤﺖ ﻣﻼءة واﺣﺪة، وأﻧﺼﺖ إﱃ ﺻﻮت اﻟﻨﺴﻴﻢ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ دوي ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻣﻦ ٍ َ ُ ُ ﻏﻔﻮت ﰲ ٍ واﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ وﻗﺖ ﻣﺎ ُﻗﺒﻴﻞ اﻟﻔﺠﺮ، ﻵﺧﺮ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﴪﻳﻊ اﻟﻘﺮﻳﺐ. وﺟﻠﺪي رﻃﺐٌ ﻣﺒ ﱠﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﻌَ ﺮق ،واملﻼءة ﱠ ﻣﻠﺘﻔﺔ ﺣﻮل ﺟﺴﺪي .ﺳﺠﱠ ُ ٍ ﻠﺖ اﻟﺪﺧﻮل ﻣﺮ ًة ﺳﺎﻋﺎتِ ، َ اﻟﺠﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻋُ ﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺟﺜﺔ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ، أﺧﺮى إﱃ ﻣﻮﻗﻊ »ﺟﻠﻮب« .أﻋﻠﻨَﺖ اﻟﴩﻃﺔ أن وﻫﻮ رﺟ ُﻞ أﻋﻤﺎل ﻣﺤﲇ ﺑﺎرز وﻣﺴﺘﺜﻤﺮ ﻣﻤﻮﱢل .ﺑﻌﺪ أن ﺗﻘﻴﱠﺄت ﰲ ﺣﻤﱠ ﺎم اﻟﻔﻨﺪق ،ﻋُ ُ ﺪت إﱃ ﱡ ُ ِ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ. ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ أن أﺗﻮﻳﻞ ﻗﺪ ﻧﺎل ﻣﺎ واﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ،ﻟﻠﺤﻈﺔ، اﻻﺳﺘﻠﻘﺎء ﰲ ﻓﺮاﳾ ﻋﻠﻤﺖ ﱠ ُ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋُ ُ أن إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻗﺪ أﺑ َﻠﻎ ﻋﻨﻪ أﺣ ُﺪ رﻓﺎﻗﻪ ﰲ اﻟﺴﻜﻦ ﰲ ﺪت إﱃ ﺑﻮﺳﻄﻦ، ﻋﺪاد املﻔﻘﻮدﻳﻦ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺜﻼﺛﺎء .ﻛﺎن ﻗﺪ ﺧﺮج ﰲ إﺣﺪى ﺟﻮﻻﺗﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺒ ﱢﻜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﴩﻃﺔ ﻓﻌﺜ َﺮت ﻋﲆ ﺟﺜﺔ أﺗﻮﻳﻞ ُ ُ ﺑﺎﻟﻘﺮب اﻟﻴﻮم وﻟﻢ ﻳﻌُ ﺪ ﻗﻂ .وﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ،ﺑﺤﺜَﺖ ﻣﻦ ﻣﻤ ﱟﺮ ﻟﻠﻤﴚ ﰲ ﻣﺤﻤﻴﱠ ٍﺔ ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﻣﻴﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ .أ ُ ُ ﻃﻠﻘﺖ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات؛ ٍ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﻣﻦ ﺳﻤﱠ ﺎﻋﺎت اﻟﺮأس وﻫﺎﺗﻔﻪ واﺳﺘُﻮﱄ َ ﻋﲆ ﻣﺤﻔﻈﺘﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺨﻠﻮي .أﺧﺬت اﻟﴩﻃﺔ ﺗُ ﱢ ﺤﻘﻖ ﰲ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ وﻗﻮع اﻟﺤﺎدث ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﴪﻗﺔ وﻃﻠﺒَﺖ املﺴﺎﻋﺪة ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺮﻳﺒًﺎ؟ ﻫﻞ ِ ً ﺳﻤﻊ أﺣ ٌﺪ ﻣﺎ ﺻﻮت أﻋرية ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن املﺠﺎورﻳﻦ .ﻫﻞ رأى أﺣﺪُﻫﻢ ﻧﺎرﻳﺔ؟ 95 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ري ﻣﺸﻬﻮ ًرا ،وﻟﺪﻳﻪ اﻫﺘﻤﺎ ٌم ﻛﺒري واﺳﺘﻄﺮد املﻘﺎل ﻟﻴُﺸري إﱃ أن أﺗﻮﻳﻞ ﻛﺎن ﻓﺎﻋ َﻞ ﺧ ٍ ﺑﺎملﺸﻬﺪ اﻟﻔﻨﻲ املﺤﲇ ،واﺳﺘﻀﺎف ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا اﻟﺘﺠﻤﱡ ﻌﺎت وﺣﻤﻼت ﺟﻤﻊ اﻟﺘﱪﻋﺎت ﰲ ﻣﺰرﻋﺘﻪ املﺠﺪﱠدة ﰲ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ .ﻟﻢ ﻳﺘﻄ ﱠﺮق املﻘﺎل إﱃ املﺨﺪرات ،أو اﻻﺑﺘﺰاز ،أو أي ﳾءٍ ﻋﻦ ُ وﺑﺪأت دور أﺗﻮﻳﻞ ﰲ وﻓﺎة ﻛﻠري ﻣﺎﻟﻮري ﰲ ﺣﺎدث ﺳري .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪًا .ﻣ ﱠﺮ أﺳﺒﻮ ٌع، أﻋﺘﻘﺪ أن ﻻ أﺣﺪ ﻗﺪ رﺑﻂ ﺑﻴﻨﻲ وﺑني أﺗﻮﻳﻞ .ﺛﻢ ،ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ أﺣﺪ أﻳﺎم اﻷﺣﺪ ،وأﻧﺎ أﻋﺎﻧﻲ َ ﻧﺰﻟﺔ ﺟﺮس اﻟﺒﺎب .وﺣﺘﻰ ﻗﺒْﻞ أن أُﺟﻴﺒَﻪُ ، ُ ِ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ أﻧﻬﺎ اﻟﴩﻃﺔ ﺑﺼﻮت ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺮد، ِ اﺳﺘﺠﻤﻌﺖ ﻧﻔﴘ .وﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﴩﻃﺔ — ﻣ ﱢ ُ ُﺤﻘﻘﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻳﻌﺘﲇ ﻗﺪ ﺟﺎءت ﻻﻋﺘﻘﺎﱄ. ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ اﻟﻮﺟﻮم ،ﺗُﺪﻋﻰ ﺟﻴﻤﺲ — ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺪ ﱠل ﻫﻴﺌﺘُﻬﺎ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﴍﻃﺔ ﺟﺎءت َ ﺑﻐﺮض اﻋﺘﻘﺎﱄ .ﻗﺎﻟﺖ ﱠ ُ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ،وأوﺿﺤَ ﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﴪﻳﻌﺔ. إن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﱢ ﻣﺤﻘﻘﺔ ﰲ ﴍﻃﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﺗﺘﱠﺒﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻴﻮط ﰲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻟﻢ ﺗُﺤ ﱠﻞ ﰲ ﱄ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ. ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﺑﻌﺪ أن اﺗﺨﺬت ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻘﻌﺪًا ﻋﻨﺪ ﺣﺎﻓﺔ اﻷرﻳﻜﺔ» :ﻫﻞ ﺗﻌﺮف إﻳﺮﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ؟« »ﻻ ،ﻟﻜﻦ زوﺟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻓﻪ .ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ«. »ملﺎذا ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ؟« »أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻚ ﺗﻌﺮﻓني ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ؛ ﻷن ﻫﺬا ﻫﻮ ﺳﺒﺐُ وﺟﻮدك ﻫﻨﺎ .ﻛﺎﻧﺖ زوﺟﺘﻲ ﻗﺪ أﻧﺘﺠَ ﺖ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻹرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﺻﺒﺤﺎ ﺻﺪﻳﻘني .زوﺟﺘﻲ … ﻛﻠري … ﺗُ ﱢ ﻮﻓﻴَﺖ ﰲ ﺣﺎدث ﺳري ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﱃ املﻨﺰل ﻋﺎﺋﺪ ًة ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﰲ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ«. َ أﻟﻘﻴﺖ ﺑﺎﻟﻠﻮم ﻋﲆ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺤﺎدث؟« »وﻫﻞ »ﻧﻌﻢ ،وﻟﻮ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ .أﻋﻠ ُﻢ أن زوﺟﺘﻲ ﺑﺪأت ﰲ ﺗﻌﺎﻃﻲ املﺨﺪرات ﻣﺠﺪدًا ﺑﻌﺪ أن ﻗﺎﺑﻠﺘْﻪ«. ﱢ املﺤﻘﻘﺔ ﺑﺒﻂءٍ» :ﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﻮ ﻣَ ﻦ ﻳُﺰوﱢدﻫﺎ ﺑﺘﻠﻚ املﺨﺪرات؟« أوﻣﺄت ُ ُ ﻛﺮﻫﺖ … إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ .ﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ أﻋﺮف إﻻ َم ﻳﺘﺠﻪ ﻫﺬا .أﻧﺎ أﻛﺮه … »ﻧﻌﻢ .اﻧﻈﺮي، ٍ ﻣﺸﻜﻼت ﻣﺘﻜﺮرة ﻣﻊ املﺨﺪرات واﻟﻜﺤﻮل. ﱄ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ .اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ أن زوﺟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻌﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺠﱪﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﻮدة إﱃ ﺗﻌﺎﻃﻲ املﺨﺪرات .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أو َل ﻣَ ﻦ ﻳﻘﺪﱢﻣﻬﺎ ﻟﻬﺎ .وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻗﺮا َر زوﺟﺘﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎس .ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻣﺤﺘُﻪ .اﺳﺘﻐﺮق اﻷﻣ ُﺮ ﻣﻨﻲ اﻟﻜﺜري ،وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ُ ﻗﺮرت أﺧريًا أن أﺳﺎﻣﺤﻪ«. ﺣﺪث، »إذن ﻣﺎ ﺷﻌﻮرك اﻵن ﺑﻌﺪ أن ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻤﻘﺘﻠﻪ؟« 96 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ أﻋﺮف ٍّ ُ ﺣﺪ ُ ﺣﻘﺎ .إﻧﻨﻲ أﻋﻨﻲ ﻣﺎ أﻗﻮﻟﻪ ﱠﻗﺖ إﱃ اﻟﺴﻘﻒ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ» :ﺑﴫاﺣﺔ ،ﻻ ٍّ ُ ُ ﻟﺴﺖ ﺣﺰﻳﻨًﺎ ،وﻟﺴﺖ أﻋﱰف أﻧﻨﻲ ﺳﺎﻣﺤﺘُﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﻲ أﺣﺒﺒﺘُﻪ .أﻧﺎ ﺣﻘﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱡ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻪ«. ﺳﻌﻴﺪًا ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .اﻷﻣ ُﺮ ﺳﻴﱠﺎن .ﻷﺻﺪ َُﻗﻚ اﻟﻘﻮل ،أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن »إذن ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ُﻗﺘﻞ ﻋﲆ ﻳﺪ أﺣﺪﻫﻢ … ﺑﺪاﻓﻊ اﻻﻧﺘﻘﺎم؟« »ﺗﻌﻨني ﻫﻞ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ُﻗﺘﻞ ﻋﻤﺪًا .وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﴪﻗﺔ؟« ً ﱢ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺟﺪٍّا ،ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺘﺤﺮك ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ. املﺤﻘﻘﺔ »ﺻﺤﻴﺢ ،ﻫﺬا ﻣﺎ أﻋﻨﻴﻪ «.ﻛﺎﻧﺖ »ﺧﻄﺮ ﱄ .ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺗﺨﻴﱠﻞ أن زوﺟﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺎﻫﺎ املﺨﺪرات .ورﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ َة اﻟﺘﻲ ﺑﺪأ ﰲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎملﺎل ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺤَ ﺖ ﻣﺪﻣﻨﺔ. أدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ ُ ُ ُ ﻗﻠﺖ أﻛﺜ َﺮ أﻧﻬﻴﺖ ﻛﻼﻣﻲ، ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻊ أﺷﺨﺎص آﺧﺮﻳﻦ« .ﺑﻤﺠﺮد أن ﱢ املﺤﻘﻘﺔ ﺑﻪ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﳾءٌ ﻣﺎ ﰲ ﺣﻀﻮرﻫﺎ اﻟﻬﺎدئ ﺟﻌﻠﻨﻲ أرﻏﺐُ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ أرﻏﺐ ﰲ إﺧﺒﺎر ﰲ اﻟﺘﺤﺪﱡث. ﱠ ً ُ أﺧﺬَت ﺗﻮﻣﺊ ﺑﺮأﺳﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ،وﻋﻨﺪﻣﺎ أدر َﻛﺖ أﻧﻨﻲ ﺗﻮﻗ ُ ﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم ،ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﻞ اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ﺑﺰوﺟﺘﻚ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﺎل إﱃ أﺗﻮﻳﻞ؟ ﻣﺎل ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺣﻮزﺗﻚ؟« »ﻛﺎن ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻦ زوﺟﺘﻲ وأﻧﺎ ﺣﺴﺎبٌ ﻣﴫﰲ ﻣﻨﻔﺼﻞ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻋﲆ دراﻳﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻴﻨﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ،ﻧﻌﻢ ،ﴍَﻋَ ﺖ ﰲ إﻋﻄﺎء املﺎل إﱃ أﺗﻮﻳﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ املﺨﺪرات«. »ﻳ ُ ُﺆﺳﻔﻨﻲ أن أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ،ﺳﻴﺪ ﻛريﺷﻮ ،وﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻚ ،ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أي ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺑني زوﺟﺘﻚ وأﺗﻮﻳﻞ؟« ﱢ ُ املﺤﻘﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﳾءٍ ﻋﻠﻤﺘُﻪ ﻣﻦ ﻣﺬﻛﺮات ﻛﻠري، ﺗﺮددت .ﺟﺰءٌ ﻣﻨﻲ أراد ﻓﻘﻂ إﺧﺒﺎ َر ﻫﺬه أدرﻛﺖ ً أﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺤﺪ ُ ُ ﱠﺛﺖ أﻛﺜﺮ ،أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻟﺪيﱠ داﻓﻌً ﺎ ﻗﻮﻳٍّﺎ ﺟﺪٍّا ﻟﻘﺘﻞ ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺗﻮﻳﻞُ . ﻗﻠﺖ» :ﻻ أﻋﺮف ،ﻷﺻﺪِﻗﻚ اﻟﻘﻮل .أﺷ ﱡﻚ ﰲ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ«َ .ﻗﻮﱄ ﺗﻠﻚ ﻗﻠﻴﻼ ،ﻛﺄﻧﻨﻲ ﻋﲆ ْ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺟﻌﻞ ﺣﻠﻘﻲ ﻳﻨﻐﻠﻖ ً ُ وﺿﻐﻄﺖ ﺑﺮاﺣﺔ ﻳﺪي ﻋﲆ إﺣﺪى وﺷﻚ اﻟﺒﻜﺎء، ﻋﻴﻨﻲ. ﱠ ﱢ ﻗﺎﻟﺖ املﺤﻘﻘﺔ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. ُ ﻗﻠﺖ ﻏريَ ﻗﺎدر ﻋﲆ إﻳﻘﺎف ﻧﻔﴘ» :ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﲆ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ .أﻋﻨﻲ ﺑﺴﺒﺐ املﺨﺪرات«. ً ُ دﻣﻌﺔ ﻋﻦ وﺟﻨﺘﻲ. وﻣﺴﺤﺖ »إﻧﻨﻲ أﺗﻔﻬﱠ ُﻢ ذﻟﻚ .ﻳ ُ ُ وﺗﻌﺮﻳﻀﻚ ﻟﻜ ﱢﻞ ﻫﺬا ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﺳﻴﺪ ُﺆﺳﻔﻨﻲ املﺠﻲءُ إﱃ ﻫﻨﺎ ﻛريﺷﻮ .أﻛﺮه أن أﻓﻌﻞ ﻫﺬا ،ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺪور ﺣﻮل ﺗﺼﻔﻴ ِﺔ املﺸﺘﺒَ ِﻪ ﺑﻬﻢ ا ُملﺤﺘﻤﻠني .ﻫﻞ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ أﻳﻦ َ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ ﻳﻮم اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻓﱪاﻳﺮ؟« 97 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻛﻨﺖ ﰲ ﻓﻠﻮرﻳﺪا ،ﻟﺤﻀﻮر ﻣﺆﺗﻤﺮ«. ﱢ املﺤﻘﻘﺔ ﺟﻴﻤﺲ ،وﻫﻲ ﺗﺒﺪو ﺳﻌﻴﺪة ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ» :أوه ،أيﱡ ﻧﻮع ﻣﻦ املﺆﺗﻤﺮات ﻛﺎن ﻗﺎﻟﺖ ذﻟﻚ؟« ُ »ﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ .ﻓﺄﻧﺎ أدﻳ ُﺮ ﻣﺘﺠ ًﺮا ﻟﻠﻜﺘﺐ املﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻫﻨﺎ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ«. ُ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻗﺒﻞ«. »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ ،ﺻﺤﻴﺢ .ﻟﻘﺪ ٍّ »ﺣﻘﺎ؟ ﻫﻞ أﻧﺖ ﻣﻦ ﻣُﺤﺒﱢﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ؟« ٌ ﱢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﻣﻨﺬ أن دﺧ َﻠﺖ ﺷﻘﺘﻲ: املﺤﻘﻘﺔ ،وﻗﺪ اﻋﺘ َﻠﺖ وﺟﻬَ ﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ُ ذﻫﺒﺖ ﻟﺤﻀﻮر ﻧﺪوة ﻧﻘﺎﺷﻴﺔ ﻟﺴﺎرة ﺑﺎرﻳﺘﺴﻜﻲ .ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﻘ ُﺮب ﻣﻦ ﺳﻨﺔ؟« »أﺣﻴﺎﻧًﺎ .ﻟﻘﺪ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻳﺒﺪو ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ،أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﺪة«. »ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ .ﻫﻞ أﻧﺖ ﻣَ ﻦ ﻗﺪﱠﻣﻬﺎ؟« َ »ﻧﻌﻢُ ، ﻣﻮﻃﻦ ﻛﻨﺖ أﻧﺎ .ﺳﻮف أﻏﻔ ُﺮ ﻟﻚ إذا ﻟﻢ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮﻳﻨﻲ .ﻓﺎﻟﺘﺤﺪﱡث أﻣﺎم اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻟﻴﺲ ﻗﻮﱠﺗﻲ«. ﻗﺎﻟﺖ» :أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻚ َ ﻛﻨﺖ ﺟﻴﺪًا ،ﻋﲆ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚِ ﻋﲆ ذﻟﻚ«. ﱢ املﺤﻘﻘﺔ ﺟﻴﻤﺲ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﲆ رﻛﺒﺘﻴﻬﺎ ،وﻗﺎﻟﺖ» :إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻚ أيﱡ ﳾءٍ ﺗُﻀﻴﻔﻪ، وﺿﻌَ ﺖ ﻓﺄﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎ«. َ ُ آن واﺣﺪ .ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻧﻔﺲ ﻃﻮﱄ ﻗﻠﺖ» :ﻟﻴﺲ ﻟﺪيﱠ ﳾءٌ أﺿﻴﻔﻪ« ،وﻧﻬﻀﻨﺎ واﻗﻔني ﰲ ٍ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ. ٍ إﺛﺒﺎت ﺑﺸﺄن املﺆﺗﻤﺮ ﰲ ﻓﻠﻮرﻳﺪ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺳﺄﺣﺘﺎج إﱃ ﺪت ﺑﺈرﺳﺎل ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ رﺣﻠﺔ اﻟﻄريان إﻟﻴﻬﺎ ،وأﻋﻄﻴﺘُﻬﺎ ً وﻋَ ُ أﻳﻀﺎ اﺳ َﻢ ﺷﻴﲇ ﺑﻴﻨﺠﻬﺎم وﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ. ﱢ املﺤﻘﻘﺔ ﻛﺎرﺗًﺎ ﺑﺒﻴﺎﻧﺎﺗﻬﺎ .ﻛﺎن اﺳﻤﻬﺎ اﻷول روﺑريﺗﺎ. ﺗﺮ َﻛﺖ 98 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﲏ ﻋﴩ ﻓﺖ ﻣﻦ اﻟﻼﻓﺘﺔ اﻟﱰﺣﻴﺒﻴﺔ ﰲ ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ ،ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري ،ﱠ ﻋ َﺮ ُ أن إﺟﻤﺎﱄ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ٧٣٠ﻧﺴﻤﺔ. ُ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﰲ ﻳﻮم اﻹﺛﻨني ،اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ ﻣﻦ ﻣﺎرس ﻟﻌﺎم ُ .٢٠١١ ﻏﺎدرت ﺑﻮﺳﻄﻦ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﺎربُ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺸري اﻵن إﱃ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﻨﺼﻒ. ُ ُ أﺟﺮﻳﺖ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ املﺪﻳﻨﺔ ،وﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ﻧﻮرﻣﺎن ﻗﺮﻳﺔ ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ ﺷﻤﺎل ﺟﺒﺎل واﻳﺖ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻘﻊ ُ ُ ُ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن وﺑﺤﺜﺖ ﻗﺪْر ﻣﺎ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﻫﻨﺎك ﻛﻲ أﻗﺘﻠﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﺜريًا. ﺗﺸﻴﻨﻲ ،اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ُ ٌ ﺷﺨﺺ آﺧ ُﺮ ﺟﻠﺴﺖ ﺑﴪﻋﺔ اﻟﱪق إﱃ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻓﻮر أن ﻏﺎدر أﺑﺤﺚ ﻋﲆ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ املﻜﺘﺒﺔ؛ إذ دون ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﺨﺮوج .ﻛﻨﺖ أﺣﻤ ُﻞ دﻓﱰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻲ ﻣﻌﻲ وﺗﻤ ﱠﻜ ُ ﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺪوﻳﻦ املﻼﺣﻈﺎت .ﻣﺎ َ ﻋﻠﻤﺘُﻪ ﻋﻦ ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ ﱠ وﻓﻨﺪﻗني ﻟﻠﻤﺒﻴﺖ واﻹﻓﻄﺎر ،ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﺸﻬﻮر أن ﺑﻬﺎ ﻣﻄﻌﻤً ﺎ واﺣﺪًا ﺻﻐريًا، أﺧﺮﺟﺖ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ وﺣﺪ ُ ُ ﱠدت ﻣﻮﻗﻊ ﻧﻮرﻣﺎن ﺑﺴﺒﺐ ُﻗﺮﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﺰﻟﺞ. ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﻮﻣﻴﻮﻧﺘﻲ .ﺑﺪا املﻨﺰلً ، ً ﻣﻨﻌﺰﻻ إﱃ ﺣ ﱟﺪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺨﺮﻳﻄﺔ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ، ُ ﺑﺪأت ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ،اﻟﺬي اﺷﱰى ﻣﺎ .ﺑﻌﺪ رﺳﻢ املﻮﻗﻊ ﰲ دﻓﱰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻲ، ٍ ﻣﻨﺰل ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ ﻗﺒﻞ ِ ﺳﻨﻮات ﻣﻘﺎﺑﻞ ٢٢٥أﻟﻒ دوﻻر .املﻌﻠﻮﻣﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺛﻼث ُ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻌﻴًﺎ ﻣﻦ ﻋﺎم ٢٠٠٧ملﺎرﺟﺮﻳﺖ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻣﻌ ﱢﻠﻤﺔ ﻣﺪرﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﻮﻟﻴﻮك ،ﰲ ﻏﺮب ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ،ﻣﺎﺗﺖ ﰲ ﺣﺮﻳﻖ ﻣﻨﺰل .ﻣﺎﺗﺖ ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ ً ﺗﺎرﻛﺔ وراءﻫﺎ ﻃﻔ َﻠني؛ ﻓني ﰲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﴩﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺳﺒﻌﺔ وأرﺑﻌني ﻋﺎﻣً ﺎ، ً ﺛﻼﺛﺔ وﻋﴩﻳﻦ اﻟﻌﻤﺮ ،ودارﳼ ﰲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﴩة ،وزوﺟﻬﺎ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﻋﺎﻣً ﺎ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬه ﺑﺎملﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻜﺜرية ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أﺗﺴﺎءل .ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻧﻮرﻣﺎن ً ﻣﺴﺌﻮﻻ ﻋﻦ وﻓﺎة زوﺟﺘﻪ ،وإذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻬﻞ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﰲ ﻋِ ﺪاد ﺗﺸﻴﻨﻲ اﻷﻣﻮات؟ وﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐَ ﰲ أﻧﻪ ﺗﺮك ﻫﻮﻟﻴﻮك ﻟﻴﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻠﺪ ٍة ﻳﻘ ﱡﻞ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻋﻦ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ؟ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ً ُ ٍ ﻓﻌﻼ إﱃ ﻗﺘْﻞ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .إذا ﻛﺎن »دوﻛﱪج« ،املﻮﻗِﻊ ﻟﺴﺖ ﺧﻄﺮ ﱄ أﻧﻨﻲ َ اﻟﺬي رﺗﱠ ُ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ،ﻻ ﻳُﻔﺼﺢ ﻋﻦ ُﻫﻮﻳﺔ املﺴﺘﺨﺪﻣني ﻣﺜﻠﻤﺎ زﻋﻢ ،ﻓﻤﻦ ﺒﺖ ﻓﻴﻪ ُ ﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻌﻪ إﱃ ﺷﺨﴢ .ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺤً ﺎ املﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﺘﻌ ﱠﺮف اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﺬي ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻐﺮﻳﺐ — ﻧﺴﺨﺔ اﻟﻈﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﴘ — ﻻ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻨﻲ ،ﻓﻬﻮ ُ أردت املﻮت ﻹرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ .ﻗﺪ ﻳﻀﻌُ ﻨﻲ ﻫﺬا ﻋﲆ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌًﺎ واﺣﺪًا .ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻨﻲ اﺷﺘﺒﺎ ٍه ﻃﻮﻳﻠﺔ ،وﻗﺪ ﻻ ﻳﺤﺪُث ذﻟﻚ ً ُ ﻗﺮرت املﴤﱠ ُﻗﺪُﻣً ﺎ ﰲ ﺗﻨﻔﻴ ِﺬ ﻧﺼﻒ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﺬي أﻳﻀﺎ. ﻳﺨﺼﻨﻲ؛ ﻓﻘﺪ ﺑﺪا ﱄ ذﻟﻚ ﺷﻴﺌًﺎ أﻛﺜ َﺮ أﻣﺎﻧًﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﴚء اﻟﺼﺤﻴﺢ ً ٍ ﱡ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻳﻀﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻠﺘﻮﻳﺔ. ُ ﺑﺤﺜﺖ ﺑﴪﻋﺔ ﻋﻦ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ ﻓني ﺗﺸﻴﻨﻲ ودارﳼ ﺗﺸﻴﻨﻲ .وﻋﲆ ﻗﺒﻞ إﻏﻼق ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ املﻜﺘﺒﺔ، ُ ﻋﺜﺮت ﻋﲆ اﻷﺷﺨﺎص ﻋﻜﺲ واﻟﺪﻫﻤﺎ ،ﻛﺎن ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ وﺟﻮ ٌد ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ .وإن ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻓﺈن ﻓني ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﰲ ﺑﻨﻚ ﺻﻐري ﰲ ﺑﻴﺘﺴﻔﻴﻠﺪ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤﻞ ً املﻘﺼﻮدﻳﻦ ،ﱠ أﻳﻀﺎ ً ﻣﻀﻴﻔﺎ ﻟﻸﻟﻌﺎب اﻟﱰﻓﻴﻬﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻧﺔ ﻣﺤﻠﻴﱠﺔ .أﻣﺎ دارﳼ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ اﻵن ﺧﺎرج ٌ ﻣﻠﺘﺤﻘﺔ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌُ ﻠﻴﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻴﺰﱄ ﰲ ﻛﺎﻣﱪﻳﺪج .ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﺻﻮ ٌر ﻟﻜ َﻠﻴﻬﻤﺎ ،وﻛﺎﻧﺎ ﺑﻼ ﺷ ﱟﻚ ً أﺧﺎ وأﺧﺘًﺎ .ﺷﻌ ٌﺮ أﺳﻮد ﻓﺎﺣﻢ ،ﺣﺎﺟﺒﺎن ﻛﺜﻴﻔﺎن ،ﻋﻴﻨﺎن ُ ﺣﺼﻠﺖ زرﻗﺎوان ،ﻓ ٌﻢ ﺻﻐري .ﻻ ﻳﺒﺪو أن أﻳٍّﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ واﻟﺪه ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه أﻫ ﱠﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .إذا ﻛﺎن ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻤﻔﺮده ،ﱠ ﻓﺈن ﻣﻬﻤﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ أﺳﻬ َﻞ ﺑﻜﺜري. ُ ٌ رﻗﺎﻗﺎت ﺧﻔﻴﻔﺔ ﰲ دﺧﻠﺖ ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ ،وﻋُ ﱢﻠﻘﺖ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻠﻮج ﻗﺪ ﺑﺪأت ﰲ اﻟﻬﻄﻮل ﻟﻠﺘﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻧﺤﻮ اﻟﻬﻮاء دون أن ﺗﻬﺒﻂ. وﺟﺪت ﻃﺮﻳﻖ ﻛﻮﻣﻴﻮﻧﺘﻲ ،وﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺴﻜﺎن وﻣﻤﻬﱠ ﺪ ﻋﲆ ٍ ُ ُ ُ ﺻﻨﺪوق اﻗﱰﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﺮﻗﻢ ٤٢؛ ﻛﺎن أﺑﻄﺄت ﴎﻋﺘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻴﺊ ،ﻳﻘﻮد إﱃ ﺗ ﱟﻞ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ. ٌ أﺣﺮف ﺑﻴﻀﺎء ،ﻫﻮ املﺆﴍَ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﲆ وﺟﻮد ﻣﻠﻜﻴﺔ. اﻟﱪﻳﺪ ،املﻄﲇ ﱡ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺳﻮد وﻋﻠﻴﻪ وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﻗﻮ ُد ﺑﺒﻂءٍ ،ﱠ َ دﻗ ُ ﻘﺖ اﻟﻨﻈﺮ ْ ِ أﺳﺘﻄﻊ رؤﻳﺔ املﻨﺰل ﰲ ﻋﱪ املﻤﺮ اﻟﱰاﺑﻲ ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ اﺗﺨﺬت ﻗﺮا ًرا .ﻫﺬه املﺮة ﺗﻮﺟﱠ ُ ُ ُ ﻬﺖ إﱃ أﺳﻔﻞ اﻧﻌﻄﻔﺖ ،ﺛﻢ اﻟﻐﺎﺑﺔ .ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﻮﻣﻴﻮﻧﺘﻲ ﱠ واﻟﺘﻒ ﺑﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﱃ اﻟﻴﺴﺎر ،وﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ﻨﺖ ﻣﻦ رؤﻳﺔ املﻨﺰل .ﻛﺎن ﻫﻴﻜﻞ املﺒﻨﻰ املﻤﺮ. ً َ ﻣﺴﺎﺣﺔ أﻛﱪَ ﻋﻦ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ،وﻣُﺸﻴﱠﺪ ﻋﲆ ﺗﺸﻐﻞ اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﺣﺮف A؛ ُ ﻻﺣﻈﺖ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺮأب ﻟﻠﺴﻴﺎرات وأن ﻫﻴﺌﺔ ﺷﺎﻟﻴﻪ ﺗﺰ ﱡﻟﺞ ﺻﻐري .ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪًا ﺟﺪٍّا ﻋﻨﺪﻣﺎ ٌ واﻗﻔﺔ أﻣﺎم املﻨﺰل .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ، ﺳﻴﺎر ًة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ — ﻣﻦ ﻃﺮاز ﺳﻴﺎرات اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ — ﻛﺎن اﻻﺣﺘﻤﺎل اﻷرﺟﺢ ﱠ أن ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺑﻤﻔﺮده ﰲ املﻨﺰل. 100 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﴩ ﱟ ﺗﺮﺟﱠ ُ ﺗﺨﻒ ،وﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺳﺤﺒﻪ ﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرة ،ﻣﺮﺗﺪﻳًﺎ ﻗﻔﺎ َزﻳﻦ ،وواﺿﻌً ﺎ ﻋﲆ رأﳼ ﻗﻨﺎ َع ُ ُ ُ ٍ وﺻﻌﺪت اﻗﱰﺑﺖ ﻣﻦ املﻨﺰل ﺑﻌﺘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺳﺎﻗﻲ. وأﻣﺴﻜﺖ ﻋﲆ وﺟﻬﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، اﻟﺪرﺟﺘَني إﱃ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ .ﻛﺎن اﻟﺪ َرج ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ اﻟﺼﻠﺐ ،وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﴍﻳ ٌ ﻂ َ ﺟﺮس اﻟﺒﺎب ،اﺧﺘﻠﺴﺖ اﻟﻨﻈ َﺮ إﱃ ﻣﻦ اﻟﺰﺟﺎج املﺸﻄﻮف ﻋﲆ ﻛِﻼ اﻟﺠﺎﻧﺒني .ﺑﻌﺪ أن ﻗﺮﻋﺖ ُ ﻗﺮرت أﻧﻪ ﰲ داﺧﻞ املﻨﺰل املﻈﻠﻢ ،اﻟﺬي ﺑﺪا ﻣﺘﺰﻋﺰﻋً ﺎ؛ ﻧﻈ ًﺮا إﱃ ﺗﺄﺛري ﺗﻤﻮﱡج اﻟﺰﺟﺎج .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ رﺟﻞ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻓﺴﻮف أﺳﺪُل اﻟﻘﻨﺎع ﻋﲆ ﺣﺎل اﻗﱰب ﻣﻦ اﻟﺒﺎب أيﱡ ﺷﺨﺺ ﺑﺨﻼف ٍ ِ َ وﺟﻬﻲ وأﻋﻮ ُد أدراﺟﻲ إﱃ اﻟﺴﻴﺎرة .وﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻟ ﱠ ﻄ ُ ﻟﻮﺣﺔ اﻟﱰﺧﻴﺺ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺨﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﻄني ﺑﺤﻴﺚ ﻳُﺤﺠَ ﺐ اﻟﺮﻗﻢ واﺳﻢ اﻟﻮﻻﻳﺔ. ً ُ ُ ٍ رأﻳﺖ رﺟﻼ ﺿﺨﻤً ﺎ ﻣﺮات — ﺛﻢ ﻗﺮﻋﺖ اﻟﺠﺮس ﻣﺠﺪدًا — أرﺑﻊ ﻟﻢ ﻳُﺠﺐ أﺣ ٌﺪ ﻋﲆ اﻟﺒﺎب. ﺛﻘﻴﻞ اﻟﻮزن ﻳﺘﺜﺎﻗﻞ ﺑﺒﻂءٍ ﻋﲆ اﻟﺪ َرج .ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺰﺟﺎج ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ أن أرى أﻧﻪ ً ً وﻗﻤﻴﺼﺎ ذا ﻣﺮﺑﻌﺎت ﻣﻦ اﻟﺼﻮف .ﻛﺎن وﺟﻬﻪ أﺣﻤﺮ، ﺑﻨﻄﺎﻻ رﻳﺎﺿﻴٍّﺎ رﻣﺎديﱠ اﻟﻠﻮن ﻳﻠﺒَﺲ ٍ ﺧﺼﻼت ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻏري ﻣﻐﺴﻮل. وﺷﻌﺮه اﻟﻜﺜﻴﻒ اﻟﺪاﻛﻦ ﻳﱪُز ﰲ ٌ ﻓﺘﺢ اﻟﺮﺟ ُﻞ اﻟﺒﺎب .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺧﻮف ﰲ ﺗﻌﺎﺑري وﺟﻬﻪ ،وﻻ ﺣﺘﻰ أي ﺗﺮدد .ﻗﺎل: »آﻫﺎ«. ُ ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﻞ أﻧﺖ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ؟« ﻗﺎل ﻣﺮة أﺧﺮى» :آﻫﺎ« ،ﻛﺎن ﻃﻮﻟﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﺘﺔ أﻗﺪام ،رﻏﻢ أﻧﻪ اﻧﺤﻨﻰ ً ﻗﻠﻴﻼ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺤﻮ ﻣﻠﺤﻮظ ﻣﻦ اﻷﺧﺮى. ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪى اﻟﻜﺘﻔني أﻋﲆ ﻋﲆ ٍ ً ُ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎ ﺟﺎﻧﺐ رأﺳﻪ ،ﻟﻜﻦ ﺗﺸﻴﻨﻲ ارﺗ ﱠﺪ إﱃ اﻟﻮراء ،وﻛﺎن ﻃ َﺮ ُﻓﻬﺎ ﻗﺪ أرﺟﺤﺖ اﻟﻌﺘﻠﺔ، ً ً ﻣﻤﺰﻗﺎ وﻫﻮ ﻳﱰﻧﱠﺢ إﱃ اﻟﻮراء ،وﺗﺴﺎﻗﻄﺖ اﻟﺪﻣﺎءُ ﺑﻐﺰارة ﻋﲆ ﴍﺧﺎ ﻋﻠِﻖ ﺑﻘﺼﺒﺔ أﻧﻔﻪ .أﺣﺪﺛَﺖ ذﻗﻨﻪ .رﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﲆ وﺟﻬﻪ ً ﻗﺎﺋﻼ ﰲ وﻫﻦ» :اﻟﻠﻌﻨﺔ«. ُ ﺧﻄﻮت إﱃ داﺧﻞ املﻨﺰل ،وأﻧﺎ أُﻟ ﱢﻮح ﺑﺎﻟﻌﺘﻠﺔ ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻟﻜﻦ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺗﺼﺪﱠى ﻟﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺑﺬراﻋﻪ اﻟﻴﴪى اﻟﺒﺪﻳﻨﺔ ،ﺛﻢ ﻟﻮﱠح ﰲ وﺟﻬﻲ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ،وﴐﺑﻨﻲ ﻋﲆ ﻛﺘﻔﻲ ﺑﻘﺒﻀﺘﻪ .ﻟﻢ ﺗﺆملﻨﻲ، ﻟﻜﻨﻬﺎ أﻓﻘﺪَﺗﻨﻲ ﺗﻮازﻧﻲ ُﻫﻨﻴﻬﺔ ،ﻗﻴﱠﺪ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺣﺮﻛﺘﻲ ،ﻣﻤﺴ ًﻜﺎ ﺑﺘﻼﺑﻴﺐ ﺑﺪﻟﺘﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻗﺒﻀﺘَﻴﻪ ،داﻓﻌً ﺎ إﻳﺎي ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﺤﺎﺋﻂ .وﺑﴚءٍ ﻣﺎ ،رﺑﻤﺎ ُﺧ ﱠ ﻄﺎف ﻣﻌﻄﻒ ،ﻃﻌﻨﻨﻲ ﰲ أﻋﲆ ﱠ ﻛﺎﻟﺮﺷﺎش وﻳﺮﺗﻄﻢ ﺑﻲ ﰲ وﺟﻬﻲ .ﻣ ﱠﺮت ﻇﻬﺮي .ﻛﺎن اﻟﺪم اﻟﺪاﻓﺊ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﻣﻦ أﻧﻒ ﺗﺸﻴﻨﻲ ُ ُ ورﻓﻌﺖ ﻗﺪﻣﻲ اﻟﻴُﻤﻨﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ،رﺑﻤﺎ ﻣﻦ رواﻳﺔ إﻳﺎن ﻓﻠﻴﻤﻨﺞ، ﻋﲆ ذﻫﻨﻲ املﺬﻋﻮر ﻷﻧﺰل ﺑﺤﺬاﺋﻲ اﻟﺜﻘﻴﻞ ﺑﻘﻮ ٍة ﻋﲆ ﻣﺸﻂ ﻗﺪم ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﺻﺎح ﺗﺸﻴﻨﻲ ﰲ ذﻋﺮ وأرﺧﻰ ﻗﺒﻀﺘﻪ، ُ ُ ٍ ﻫﺒﻄﺖ ﺧﻄﻮات، واﻧﺪﻓﻌﺖ إﱃ اﻷﻣﺎم ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺜﱠﺮ ﻫﻮ إﱃ اﻟﺨﻠﻒ ،وﺳﻘﻂ ﻛﻼﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ 101 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ وﺳﻤﻌﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳُﻄﻘﻄﻖ .ﺗﻠﻮﱠى وﺟﻪ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻣﻦ اﻷﻟﻢ ،وأﺧﺬ ﻳﻔﺘﺢ ﻓﻤﻪ وﻳﻐﻠﻘﻪ ﻓﻮﻗﻪ ﺑﻘﻮة، ُ ُ وﺿﻌﺖ رﻛﺒﺘﻲ ﻋﲆ ﺻﺪره دﻓﻌﺖ ﻧﻔﴘ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ ﺟﺴﺪه ،ﺛﻢ ﻣﺜﻞ ﺳﻤﻜﺔ أُﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ املﺎء. واﻧﺤﻨﻴﺖ ﻓﻮﻗﻪ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .أﺧﺬ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﱠ ُ ُ ووﺿﻌﺖ ﻳﺪَيﱠ ذواﺗَﻲ اﻟﻘﻔﺎزﻳﻦ ﻳﺘﻨﻔﺲ، ُ إﺑﻬﺎﻣﻲ .ﺣﺎول أن وأﺧﺬت أﺿﻐﻂ ﺑﺄﻗﴡ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻣُﺴﺘﺨﺪﻣً ﺎ ﻛِﻼ ﺣﻮل ﻋﻨﻘﻪ اﻟﺜﺨني، ﱠ ُ ُ وﻇﻠﻠﺖ أﺿﻐﻂ .ﺑﻌﺪ دﻗﻴﻘﺔ أو رﺑﻤﺎ ﻋﻴﻨﻲ أﻏﻤﻀﺖ ُﺮﺧﻲ ﻳﺪي ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻗﺪ وﻫﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ﱠ ﻳ َ أﻃﻮل ،ﱠ ﻔﺖ وﺗﺪﺣﺮﺟﺖ إﱃ اﻟﺠﻨﺐ وأﻧﺎ ﱠ ُ ﺗﻮﻗ ُ وأدرﻛﺖ أن ﻓﻤﻲ ﻛﺎن ﻣﺎﻟﺤً ﺎ أﺗﻨﻔﺲ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ، وﻣﺜﺨﻨًﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء .ﻣ ﱠﺮ ُ رت ﺑﻠﺴﺎﻧﻲ ﺣﻮل أﺳﻨﺎﻧﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻃ َﺮف ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻛﺎن ﺧﺸﻨًﺎ وﻣﺆ ًملﺎ .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻋﻀﻀﺖ ﻟﺴﺎﻧﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﺸﺠﺎر .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻣﺎءُ ﺗﻤﻸ ﻓﻤﻲ ،واﺑﺘﻠﻌﺘُﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪت ﻓﻜﺮ ًة ﺳﻴﺌﺔ أن أﺑﺼﻖ َ ُ ﺗﺮﻛﺖ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻛ ﱠﻞ ﺑﻌﺾ دﻣﻲ ﰲ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ،ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻗﺪ أﻧﻮاع آﺛﺎر اﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﻮوي ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. َ ُ ﱠ اﻟﻨﺒﺾ ﰲ رﻗﺒﺘﻪ أﺗﺤﺴ ُﺲ ﺟﻠﺴﺖ أﻣﺎم ﺗﺸﻴﻨﻲ ،وﻣﻦ دون أن أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﺒﺎﴍ ًة ،رﺣﺖ وﻣﻌﺼﻤﻪ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﳾء. ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻗﺮرتُ اﻧﺤﻨﻴﺖ ﻻﻟﺘﻘﻂ اﻟﻌﺘﻠﺔُ . ُ ُ وﻗﻔﺖ ،وﺗﺄرﺟَ ﺢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﱄ ﻟﺤﻈﺔ ،ﺛﻢ ً ﱠ ﻳﺘﻌني ﻋﲇ ﱠ اﻟﺘﺠﻮﱡل ﰲ املﻨﺰل ،وأﺧﺬُ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﺳﺎﺑﻘﺎ أﻧﻨﻲ ﺳﻮف ُ أردت ﻓﻘﻂ أن أﻋﻮ َد إﱃ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﺮف إن ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪيﱠ املﻘﺪر ُة ﻋﲆ ذﻟﻚ أم ﻻ. اﻟﺴﻴﺎرة ،ﻣﺒﺘﻌﺪًا ﻗ ْﺪ َر املﺴﺘﻄﺎع ﻋﻤﺎ ﺣﺪث اﻵن. ً ﻛﻨﺖ ﻋﲆ ْ ُ ُ ُ ﻧﻈﺮت ﻋﲆ أﺛﺮﻫﺎ ْ ﻋﱪ ﺣﺮﻛﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻋﻴﻨﻲ، اﺳﺘﺸﻌﺮت وﺷﻚ اﻻﻧﻌﻄﺎف ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻟ ﱠﺮدﻫﺔ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ ذات اﻟﻄﺮاز املﻔﺘﻮح واﻟﻨﻮاﻓﺬ املﻤﺘﺪة ﻣﻦ اﻷرض ﺣﺘﻰ اﻟﺴﻘﻒ. ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻗ ﱞ ﻂ ﺑﺮﺗﻘﺎﱄ ﻳﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﺒﻂءٍ ﻧﺤﻮي ،وﻛﺎﻧﺖ أﻇﻔﺎ ُره ﻏري املﻘ ﱠﻠﻤﺔ ﺗﻨﻘﺮ ﻋﲆ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ .ﱠ ٍ ﺑﺼﻮت ﺗﻮﻗﻒ اﻟﻘﻂ وﺷ ﱠﻢ ﺟﺴ َﺪ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﺛﻢ ﻧﻈ َﺮ إﱄ ﱠ ﻣﺠﺪدًا وأﺧﺬَ ﻳﻌﻮي ﻋﺎل ،واﻗﱰبَ ﺧﻄﻮﺗَني ،ﺛﻢ ﺗﻘ ﱠﻠﺐ ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺒﻪ وﺗﻤﺪﱠد ﻟﺘﻈﻬﺮ ﺑﻄﻨﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﱠ ﴎت املﺮﻗﻄﺔَ . ٍ ٌ ٌ ﻫﺎﺟﺲ ﺑﺄن ﻫﺬه ﰲ ﺟﺴﺪي ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﱪد اﻟﻘﺎرس ﻟﺘُﺼﻴﺒﻪ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﻟﻘﺪ اﻧﺘﺎﺑﻨﻲ اﻟﺼﻮرة ،ﻟﻬﺬه اﻟﻘﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻤﺲ اﻟﺤُ ﺐﱠ ﺑﻴﻨﻤﺎ ُ ً ﻣﻘﺘﻮﻻ ﻋﲆ اﻷرض ،ﺳﺘُﻼﺣﻘﻨﻲ ﻳﺮﻗﺪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ وأﺧﺬت اﻟﻘﻄﺔ ،واﺻﻄﺤﺒﺘُﻬﺎ ﻣﻌﻲ ﺧﺎرﺟً ﺎ إﱃ ﺳﻴﺎرﺗﻲُ ، وﻗ ُ ُ ُ ﺪت اﻧﺤﻨﻴﺖ إﱃ اﻷﺑﺪ .ودون ﺗﻔﻜري، ﺑﻌﻴﺪًا. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻠﻮج ﻗﺪ ﺗﺠﻤﱠ ﻌَ ﺖ اﻵن وﺑﺪأت ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﻄﺮقُ .ﻗ ُ ً ﻋﺎﻛﺴﺎ ﺪت ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﺑﺒﻂءٍ، ُ أﺧﺬت اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﴪﻳﻊ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﻮدﻧﻲ ْ ﻣﺴﺎر ﻃﺮﻳﻘﻲ ْ ﻋﱪ ﻋﱪ وﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ ،ﺛﻢ ٌ ُ ﺷﻌﺮت أن ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻲ ﰲ اﻟﺴﻴﺎرة ﺑﻄﻴﺌﺔ وﻣﺘﺄﻧﻴﺔ، ﺟﺒﺎل واﻳﺖ وﺟﻨﻮﺑًﺎ إﱃ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ. 102 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﴩ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ وﺣﺘﻰ اﻟﺴﻴﺎرة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺪت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤ ﱠﺮك ﰲ اﻟﻬﻮاء اﻟﺬي ﺗﺤﻮﱠل إﱃ ﳾءٍ ٍ ﱠ ُ ﻧﻈﺮت إﱃ دواﺳﺔ ﺑﺸﻌﻮر ﻣﻦ اﻟﻼواﻗﻌﻴﺔ. ﺗﺨﻀﺐ اﻟﺼﻼﺑﺔ .ﺗﺒﺎﻃﺄ َ اﻟﺰﻣ ُﻦ ،وﻛﺎن ﻛ ﱡﻞ ﳾءٍ ﻗﺪ ٍ ُ وﺿﻌﺖ اﻟﻘﻂ املﻄﻴﻊ .ﻛﺎن ﺟﺰءٌ ﻣﻦ ﻋﻘﲇ ﻳﴫخ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ املﻘﻌﺪ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ إﱃ ﺣﻴﺚ آﺧﺬ أيﱠ ﳾءٍ ﻣﻦ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ،ﻳﺨﱪﻧﻲ أﻧﻨﻲ ﱠ أن ُ وﻗ ُ ﻌﺖ ﻟﻠﺘﻮ ﻋﲆ وﺛﻴﻘﺔ ﻣﻮﺗﻲ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ واﺻﻠﺖ اﻟﻘﻴﺎدة .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻄﺔ ﺗﻨﻈﺮ اﻵن إﱃ أﻋﲆ ﻧﺤﻮ اﻟﻨﺎﻓﺬة ،إﱃ رﻗﺎﻗﺎت اﻟﺜﻠﺞ املﺘﻄﺎﻳﺮة ٌ ُ وﻣﺴﺤﺖ ﻋﲆ ﻃﻮل ﻋﻤﻮدﻫﺎ اﻟﻔﻘﺮي؛ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻮق .ﻣﺪدت ﻳﺪًا ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﻴﺎرة .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ُ أﺣﺴﺴﺖ أﻗ ﱠﻞ وزﻧًﺎ ﻣﻤﺎ ﻇﻨﻨﺖ ،وﻛﺎن ﻣﻌﻈﻢ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻓﺮوﻫﺎ اﻟﱪﺗﻘﺎﱄ اﻟﺴﻤﻴﻚ. ﺑﺨﺮﺧﺮ ٍة ﺻﻐرية ﺗﴪي ﻋﱪ أﻃﺮاف أﺻﺎﺑﻌﻲ. ﻗﺮرت أن ﱠ ﺑﻤﺠﺮد أن ﺗﺨ ﱠ ﻴﺖ اﻟﺠﺒﺎل ،وﺑﺪأ ﻋﻘﲇ ﻳَﺼﻔﻮ ً ُ ﻄ ُ أﺗﻮﻗﻒ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﰲ أي ﺑﻠﺪة ﻗﻠﻴﻼ، ﻣﻜﺎن ﺑﻪ ﺑﺎبٌ ﻣﻔﺘﻮح ،وأزج اﻟﻘﻄﺔ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ .وﻣﻦ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ،وأﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺘﺠﺮ ،أو ﻧ ُ ُﺰل ،ﻋﻦ ٍ ﱢ وﻳﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﺄوًى .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﺨﺎﻃﺮة ،ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻛﺒرية ،أن ﺛﻢﱠ ،ﺳﻴﻌﺜﺮ أﺣﺪﻫﻢ ﻋﲆ اﻟﻘﻄﺔ ٌ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ أن أﺣﺎول .ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺐ أن آﺧﺬ اﻟﻘﻄﺔ ﺑﺘﺎﺗًﺎ ،وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻳﺮاﻧﻲ ُ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ .وﻟﻜﻦ اﻵن ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺤَ ﺖ اﻟﻘﻄﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﺎرة ،ﻟﻢ ﺣﺘﻰ أن أﺗﺬ ﱠﻛﺮ اﻵن ملﺎذا ٍ ِ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻋﲆ دﻓﻌﻬﺎ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺮﻳﻖ .ﺳﻴﻜﻮن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﴚءَ اﻟﺤﻜﻴﻢ أﺳﺘﻄﻊ ﺣﻤْ ﻞ ﻧﻔﴘ ً اﻟﺬي ﻳﺠﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻓﺮص ﺑﻘﺎء اﻟﻘﻄﺔ ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﺳﺘﻜﻮن ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. ُ اﻟﻘﻄﺔ رأﺳﻬﺎ وﻏ ﱠ َ ُ ﻄﺖ ﺧﻔﻀﺖ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﰲ ﺟﻨﻮب ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري ﺗﺎﺑﻌﺖ اﻟﻘﻴﺎدة ،وﰲ ٍ ﰲ اﻟﻨﻮم .ﻟﻢ ﱠ أدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﻓﻌﻞ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋُ ُ ُ ﺪت إﱃ أﺗﻮﻗﻒ ﰲ أيﱢ ﺑﻠﺪ ٍة ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ،وﻓﺠﺄ ًة ُ ووﺟﺪت ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻻﻧﺘﻈﺎر اﻟﺴﻴﺎرات أﻣﺎم املﺒﻨﻰ ﻣﺒﺎﴍ ًة ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻄﺔ ﻻ ﺗﺰال ﺑﻴﻜﻮن ﻫﻴﻞ ُ ﻣﻌﻲ .ﺣﻤﻠﺘُﻬﺎ وأﺧﺬﺗﻬﺎ إﱃ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﴍة واﻟﻨﺼﻒ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻄﺔ ﺗﺘﺠﻮﱠل ﰲ ﺷﻘﺘﻲ اﻟﺼﻐرية ،ﺗﺘﺸﻤﱠ ﻢ وﺗﻔﺮك ﺧﺪﱠﻫﺎ ﰲ ﻛ ﱢﻞ ﻗﻄﻌﺔ أﺛﺎثُ ،ر ُ ﺣﺖ أﺗﺠ ﱠﺮد ﻣﻦ ﻣﻼﺑﴘ ﻛﻠﻬﺎ ،ووﺿﻌﺘُﻬﺎ ﻫﻲ واﻟﻌﺘﻠﺔ ﻣﻌً ﺎ ﰲ ﻛﻴﺲ ﻗﻤﺎﻣﺔ ﻣﺘني .ﺛﻢ ُ ُ ٍ ﻣﺮات ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﺣﺘﻰ ﺑﺪأ املﺎء اﻟﺴﺎﺧﻦ ﻳﻨﻔﺪ. واﻏﺘﺴﻠﺖ ﺛﻼث اﺳﺘﺤﻤﻤﺖ ﺑﺎملﺎء واﻟﺼﺎﺑﻮن، ﺷﻤﺎﻻ ً ً ﻗﻠﻴﻼ إﱃ ﰲ ُﺧﻄﺘﻲ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻴﻮم ،ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻏﺎدر ﻣﻨﺰ َل ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﺛﻢ أﺗﻮﺟﱠ ﻪ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﻠﻜﺘﺐ املﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻛﻨﺖ ُ ُ ذﻫﺒﺖ أﻋﺮﻓﻪ ،وﻛﺎن ﻳﻘﻊ ﰲ ﺣﻈرية ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻗﺪ ﺟُ ﺪﱢدت .ﺳﺒﻖ أن ٍ إﱃ ﻫﻨﺎك ﻋﺪة ﻣﺮات ،وﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﻈﻮ ً ٍ ﻃﺒﻌﺎت ﻧﺎدرة ﻣﻦ رواﻳﺎت ﻇﺎ ﺑﺎﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ﺳﺒﺐ ﺑﺄن أﻛﻮن ﻣﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ ﰲ وﻓﺎة ﺗﺸﻴﻨﻲ ،أو رﺻﺪ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .إذا اﻧﺘﻬﻰ ﺑﻲ اﻷﻣﺮ ﻷي ٍ أﺣﺪُﻫﻢ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ،ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻟﺪيﱠ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﱪﱢر ﻟﻮﺟﻮدي ﰲ ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري ﰲ ذﻟﻚ اﻹﺛﻨني ً ﺗﺤﺪﻳﺪًا .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣُ َ ُ اﻓﱰﺿﺖ أﻧﻪ واﻫﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻓﻀ َﻞ ﻣﻦ ﻻ ﳾء. ﻏﻴﺎب ﺠﺔ ٍ 103 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﺘﺐ ﻣ ﱠ ﻛﻨﺖ أﺧ ﱢ ُ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻵن اﻟﻘﻮل إﻧﻨﻲ ُ اﺳﺘﺪرت ُﻔﻀ ٍﻞ إﱄ ﱠ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻄﻂ ﻟﻠﻘﻴﺎدة إﱃ ِ ﻣﺘﺠﺮ ٍ ﻋﺎﺋﺪًا ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺜﻠﻮج. ﻻ ﳾء ﻣﻦ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﱢ رﺟﻞ ﻣﻘﺘﻮل ﰲ ﺷﻘﺘﻲ ،ﻗﻄﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤ ﱡﻚ ذﻗﻨﻬﺎ ﻳﻔﴪ وﺟﻮ َد ﻗﻄﺔ ٍ ﻋﺜﺮت ً ُ ُ ُ أﻳﻀﺎ ﻣﻸت وﻋﺎءً آﺧ َﺮ ﺑﺎملﺎء. وﺟﺪت ﻋﻠﺒﺔ ﺗﻮﻧﺔ ،وأﻓﺮﻏﺘُﻬﺎ ﰲ وﻋﺎءٍ ،ﺛﻢ ﺑﻜﺎﺣﲇ اﻵن. ﻓﻨﺜﺮت ﻓﻴﻪ َ ُ ﺑﻌﺾ اﻟﱰاب ﻣﻦ أﺣﺪ ﻧﺒﺎﺗﺎت اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت ﻋﲆ ﻏﻄﺎء ﺻﻨﺪوق ﻣﻦ اﻟﻮرق املﻘﻮﱠى، ً ُ ِ ذﻫﺒﺖ ﻟﻔﻀﻼت اﻟﻘﻄﺔ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻄﺔ ﺗﺄﻛﻞ، أﻣﻞ أن ﻳﺼﻠُﺢ ﺻﻨﺪوﻗﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻲ ،ﻋﲆ ِ ُ ِ ﻣﻌﺮﻓﺔ إن ﻛﺎن اﻟﻘﻂ ذﻛ ًﺮا أم وﺑﺤﺜﺖ ﻋﲆ ﺟﻮﺟﻞ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ إﱃ ﺟﻬﺎز اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ُ ُ ٍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻗﻀﻴﺖ اﻟﻴﻮم ﻣﻌﻪ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﰲ ﻗﺮرت أن اﻟﻘﻄﺔ ﻛﺎﻧﺖ ذﻛ ًﺮا. أﻧﺜﻰ .وﺑﻌﺪ اﻟﺒﺤﺚ، ﻣﺎ ،ﻧﻤﻨﺎ ﻣﻌً ﺎ ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ ،واﻟﻘﻂ ﺑﺠﻮار ﻗﺪﻣﻲ .وﺑﺤﻠﻮل اﻟﻈﻼم ،وﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﱃ اﻟﻔﺮاش، ﱠ واﻟﺘﻒ ﻋﲆ ِ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻮق ﻛﺘﺎﺑﻲ اﻟﺤﺎﱄ ،وﻫﻮ ﻧﺴﺨﺔ ورﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب رﻳﻜﺲ ﺳﺘﺎوت »ﻛﺜري ﻣﻦ ﺳﻤﻴﺖ اﻟﻘ ﱠ ُ ﻂ ﻧريو. اﻟﻄﻬﺎة«. ُ ﺗﺮﻛﺖ ﺟﺜﺔ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﰲ ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ ،ﺑﻨﻴﻮ ﻋﻘﺐ ﺷﻬﺮ واﺣﺪ — ﺷﻬﺮ واﺣﺪ ﺑﻌﺪ أن ﻫﺎﻣﺒﺸري — ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺷﻴﺌﺎن واﺿﺤﺎن .اﻷول ،ﻟﻢ ِ ﺗﺄت اﻟﴩﻃﺔ ﰲ ﻃﻠﺒﻲ .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﱠ ُ ﺷﻌﺮت ﰲ أﺗﺼﻔﺢ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ أي ﳾءٍ ﺣﻮل ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺘْﻞ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،إﻻ أﻧﻨﻲ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ َ ُ ﻧﺠﻮت ﺑﻔﻌﻠﺘﻲ .اﻹدراك اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ أن ﻧريو ،اﻟﺬي أﻟِﻒ ﻣﻨﺰ َﻟﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ وﺗﺄﻗ َﻠﻢ أﻋﻤﺎﻗﻲ ،أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ .ﻛﺜريًا ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﺧﺮج ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻌﺎد ٍة ﻏﺎﻣﺮة ،ﻛﺎن ﻣﺪة اﺛﻨﺘﻲ ﻋﴩة ﺳﺎﻋﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة ،وﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻮد إﱃ املﻨﺰل ،أﺟﺪ ﻧريو ﻫﻨﺎك ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب ﰲ ٍ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﱃ أن أﺣﻨ َﻮ ﻋﻠﻴﻪ .أﺧﱪﺗﻨﻲ ﻣﺎري آن ،ﺟﺎرﺗﻲ ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﲇ ،أﻧﻬﺎ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﺧﻼل اﻟﻨﻬﺎر. أن ﻧريو ﺳﻮف ﻳﺼﺒﺢ ﻗ ﱠ ﺑﺪأت أﻋﺘﻘﺪ ﱠ ُ ﻣﺘﺠﺮ ﻣﻤﺘﺎ ًزا ﰲ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«. ﻂ ٍ 104 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ ً ﺷﻐﻮﻓﺎ ﻟﻠﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ املﺮاﻫﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳَﻌُ ﺪﱡك ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻛﻮﻧﻚ ﻗﺎرﺋًﺎ ﱠرت ٍّ ً ﺷﺨﺼﺎ ً اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ .ﺗﺼﻮ ُ ً ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ أﻛﺜ َﺮ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﺣﻘﺎ أن ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﺼﻔﺘﻲ ُ اﻋﺘﻘﺪت ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻋﺪ ُة ﻟﺤﻈﺎت أﺳﺘﻘ ﱡﻞ ﻣﻤﺎ اﺗﱠﻀﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. ﱡ ُ ُ ﺳﺄﺣﴬ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻠﺴﺎت ﻟﻔﺘﺢ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻨﻲ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ. ﻟﺘﻌﻘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎرة أُﺟﺮة ٍ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،وأﻧﻨﻲ ﺳﺄﺣﺘﺎج إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻓﺘﺢ اﻷﻗﻔﺎل دون ﻣﻔﺘﺎح ،وأﻧﻪ ﰲ أي وﺻﻴﺔ ٍ ً )ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ اﻟﻨ ﱡ ُﺰل اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ املﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﴫﻳﺮ ،أو ﻣﻨﺎزل اﻟﺒﺤرية وﻗﺖ أﻗﻮم ﻓﻴﻪ ﺑﺈﺟﺎزة َ اﻋﺘﻘﺪت ﱠ ُ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ، أن رﻛﻮب اﻟﻘﻄﺎر ﺳﻴﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺣﺘﻤً ﺎ املﺴﺘﺄﺟﺮة( ﺳﻴﺤﺪث ﳾءٌ ﻏﺎﻣﺾ. وأن اﻷﺣﺪاث املﺸﺌﻮﻣﺔ ﺳﺘﺠﺘﺎح ﻋﻄﻼت ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع ﰲ ﺣﻔﻼت اﻟﺰﻓﺎف ،ﱠ ﱠ وأن اﻷﺻﺪﻗﺎء ُ ُ اﻋﺘﻘﺪت اﻟﻘﺪاﻣﻰ ﺳﻴﺘﱠﺼﻠﻮن داﺋﻤً ﺎ ﻟﻄﻠﺐ املﺴﺎﻋﺪة ،ﻟﻴُﺨﱪوﻧﻲ أن ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﺧﻄﺮ .ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ ﱠ أن اﻟﺮﻣﺎل املﺘﺤﺮﻛﺔ ﺳﺘﻜﻮن إﺣﺪى املﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻮاﺟﻬﻨﻲ. ُ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪٍّا ﻟﻜ ﱢﻞ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪٍّا ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺤﻴﺎة ا ُملﺤ ﱢ ٍ ﻓﻘﺎﻋﺎت ﻄﻤﺔ ﻟﻠ ﱡﺮوح .اﻟﻔﻮاﺗري .ﺗﺤﻀري اﻟﻄﻌﺎم .اﻹدراك اﻟﺒﻄﻲء ﺑﺄن اﻟﺒﺎﻟﻐني ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ ً ﺗﻮﺻ ُ ﻏﺎﻣﻀﺔ وﻻ ﻣﻐﺎﻣﺮة .وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﱠ ﻏري ﻣﺜرية ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﻣﻦ ُ ﻠﺖ إﱃ ﺻﻨﻌﻬﻢ .اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﻗﺒﻞ أن أﺻﺒﺢ ً ﻗﺎﺗﻼ .ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن ﻣﺴريﺗﻲ اﻹﺟﺮاﻣﻴﺔ ﻗﺪ أﺷﺒﻌَ ﺖ اﻟﺤﻴﺎ َة اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪيﱠ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ً ﻃﻔﻼ .ﻓﻔﻲ ﺗﺨﻴﱡﻼﺗﻲ ،ﻟﻢ أﻛﻦ اﻟﻘﺎﺗ َﻞ ﻗﻂُ . ﻛﻨﺖ ﱢ املﺤﻘﻖ )اﻟﻬﺎوي ،ﻋﺎد ًة( ،اﻟﺬي ﻳﺤ ﱡﻞ ﻟﻐﺰ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .ﻟﻢ أﻛﻦ اﻟﴩﻳ َﺮ ﻗﻂ. اﻟﺮﺟ َﻞ اﻟﻄﻴﺐ، ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ أﻛﺜ َﺮ ﰲ ﺳﻨﻮات ﻛﺎن ﻣﻦ ﺑني ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ املﻬﺎرات اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ .واﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﻣﻌﺮﻓﺔ أن أﺣﺪﻫﻢ ﱠ اﻟﺒﻠﻮغ ﻫﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﱡ ﻳﺘﻌﻘﺒﻨﻲ ﰲ املﻘﺎﺑﻞ. ﺗﻌﻘﺐ ٍ ً ُ ﻣﻄﻠﻘﺎ .ﻟﻜﻦ ﰲ ِ أﻏﻠﻘﺖ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺴﺒﺖ ﺗﻠﻚ ،ﺑﻌﺪ أن وﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ﻣﺸﻴﺖ ْ ﻋﱪ ﻣﻨﺘﺰه ﺑﻮﺳﻄﻦ ﻛﻮﻣﻦ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﻳﺎحُ ﺗﻤ ﱡﺮ ﺧﻼل ﻣﻼﺑﴘ ،وﻗﺪ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«، ُ املﻄﺎف ﰲ اﻟﺤﺎﻧﺔ ﰲ ﺟﺎﻛﻮب وﻳﺮث ،أﺣﺘﴘ اﻟﺒري َة اﻷملﺎﻧﻴﺔ وآﻛ ُﻞ ﴍﻳﺤﺔ وﻳﻨﺮ. اﻧﺘﻬﻰ ﺑﻲ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺷﻬﺮ ﻓﱪاﻳﺮ ،ﻟﻜﻦ أﺿﻮاء ﻋﻴﺪ املﻴﻼد ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﻣﻌ ﱠﻠﻘﺔ ﻋﲆ ﻃﻮل ٍ وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻫﺬا املﻜﺎن أﺷﻌ ُﺮ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﺣﻴﺎل ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم اﻷﺳﻘﻒ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﻧﺔ، ﺑﻤﻔﺮدي .ﻫﻜﺬا ﻛﻨﺖ أﺣﻜﻢ ﻋﲆ املﻄﺎﻋﻢ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻲ؛ إذ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﺑﻤﻔﺮدك ،ﻣﺜﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺮاﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺞﱡ ﺑﻬﺎ ﺑﺎك ﺑﺎي ،ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺎﻛ ُﻦ — »ﺟﺎﻛﻮب وﻳﺮث« وﻣﻄﻌﻢ ﻳُﺴﻤﻰ »ﺳﺘﻮداردز« — ﻛﺎﻧﺖ ً ً وﻣﻈﻠﻤﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻬ ﱡﻢ ﻛﺜريًا ﻛﻮﻧُﻚ وﺣﻴﺪًا. ﺻﺎﺧﺒﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ، ُ ُ وﺑﺪأت أﻣﴚ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻄﻘﺲ اﻟﺒﺎرد ﻋﺎﺋﺪًا إﱃ املﻨﺰل، ﻏﺎدرت »ﺟﺎﻛﻮب وﻳﺮث«، ﻋﻨﺪﻣﺎ َ ﻗﺮأت اﻟﻜﺜريَ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ٍّ ُ ُ ﺷﻌﺮت ﻳﻘﻴﻨًﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ُ ُ ﺷﻌﺮت ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻘﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺮاﻗﺒًﺎ .رﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ إﺣﺴﺎس ﻣﺎدي ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﱠ ُ ٌ اﺳﺘﺪرت إﱃ اﻟﺨﻠﻒ، ﺑﺄن أﺣﺪًا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳُﺮاﻗﺒُﻨﻲ. ﰲ ﻗﺮارة ﻧﻔﴘ، وﺗﻔﺤﱠ ُ ﺼﺖ اﻷﻫﺎﱄ َ واﻟﺴﻴﱠﺎح املﺤﺘﺸﺪﻳﻦ ﺑﻜﺜﺮة ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أ َر أﺣﺪًا ﻳﺒﺪو ﻣﺮﻳﺒًﺎ .ﻟﻜﻦ اﻟﺸﻌﻮر اﺳﺘﻤ ﱠﺮ َ ُ ﻃﻮال اﻟﻄﺮﻳﻖ إﱃ ﺷﺎرع ﺗﺸﺎرﻟﺰ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﺟﱠ ُ ﻧﻈﺮت ﻬﺖ إﱃ رﻳﻔري ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺷﻘﺘﻲ، ورأﻳﺖ ً ُ رﺟﻼ ﰲ اﻟﻀﻮء اﻟﺨﺎﻓﺖ ملﺼﺎﺑﻴﺢ اﻟﻐﺎز ﻳﻤﴚ ﺑﺒﻂءٍ ْ ﻋﱪ اﻟﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣُﺤﺪ ًﱢﻗﺎ إﱃ اﻟﺨﻠﻒ ﰲ اﺗﺠﺎﻫﻲ ووﺟﻬُ ﻪ ﰲ اﻟ ﱢ ُ ﻈﻞ .ﱢ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺗﻤﻴﻴﺰﻫﺎ ﻫﻲ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪي اﻟﺴﻤﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ً ً ﻗﺒﻌﺔ رﻓﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎﻓﺎت .اﺳﺘﻤﺮ ﰲ املﴚِ ،ﻣﺸﻴﺔ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻣﺘﻤﻮﱢﺟﺔ ،وﻓ ﱠﻜ ُ ﻟﺤﻈﺔ ﰲ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﺮت ملﻮاﺟﻬﺘﻪ .ﻟﻜﻨﻪ اﺧﺘﻔﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺧﻠﻒ ﻣﺒﻨًﻰ ،وﻋﺪ ُ َﻟﺖ ﻋﻦ رأﻳﻲ .ﻛﺎن ﻛ ﱡﻞ ﻣَ ﻦ ﻳﺠﺘﺎز ﺷﺎرع ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻳُﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮ ًة ﻋﲆ اﻟﺸﻮارع اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ اﻟﺴﻜﻨﻴﱠﺔ ،ﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ ﰲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﰲ أﺟﻤﻞ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ. ُ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻓ ﱠﻜ ُ وﻗﺮرت أﻧﻨﻲ ﻣﺼﺎبٌ ﺮت أﻛﺜ َﺮ ﰲ اﻟﺮﺟﻞ املﻮﺟﻮد ﰲ اﻟﺸﺎرع ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺠﻨﻮن اﻻرﺗﻴﺎب .ﻻ أﺣ َﺪ ﻛﺎن ﻳﺘﺒﻌﻨﻲ ﺣﺮﻓﻴٍّﺎ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺮاﻗﺒًﺎ أو ﺑﺄﺧﺮى ،أو ﱠ أن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻼﻋﺐُ ﺑﻲ. ً ﺳﺎﺋﻠﺔ إﻳﱠﺎيَ ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻣﻨﺬ أن وﺻ َﻠﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ إﱃ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«، اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،وأﻧﺎ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﱢ اﻟﺮﺟﻞ )داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ أﻧﻪ رﺟﻞ( اﻟﺬي اﻟﺘﻘﻴﺘُﻪ ﻇﲇ ،ذﻟﻚ ِ ِ املﺠﻬﻮﻟﺔ املﺼﺪر ﺣﻮ َل رواﻳﺔ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« .اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻋﻨﺪﻣﺎ ر ﱠد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺘﻲ ﻗﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻣﻦ أﺟﲇ .اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي أرا َد َ ﻣﻮت ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ. ﻣﺎذا ﻟﻮ اﻛﺘﺸﻒ ﻣَ ﻦ أﻛﻮن؟ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻋﺴريًا ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .رﺑﻤﺎ وﺟﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺤﺚ ﺣﻮل إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ .ﻟﻮ أﻣﻌﻦ اﻟﻨﻈ َﺮ ً ﻗﻠﻴﻼَ ،ﻟﻌﻠ َﻢ ﺑﺤﺎدث ﺳﻴﺎرة ﻛﻠري ،واﻟﺰوج 106 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ .ﻟﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺗﺮﻛﺘﻪ وراءﻫﺎ ،وﻫﻮ رﺟ ٌﻞ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ٍ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ً ﺛﻤﺎن ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ أﻳﻀﺎ رﺟ ٌﻞ ﻧﴩ ﻣﺮ ًة ﻣﻨﺸﻮ ًرا ﻋﲆ ﻣﺪوﱠﻧﺔ ﺣﻮل ٍ ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪﻳﻪ؛ إﺣﺪاﻫﺎ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﻳﺠﺪﻧﻲ .وﻣﺎذا ﺑﻌﺪ أن ﻳﺠﺪَﻧﻲ؟ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺘﻞ إﻳﺮﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ،وأراد أن ﻳﻤﴤَ ُﻗﺪﻣً ﺎ؟ ﻣﺎذا ﻟﻮ ً ﻗ ﱠﺮر اﺳﺘﺨﺪام ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ﻣﺨ ﱠ ﻄ ً وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺠﺬب ﻄﺎ ﻻرﺗﻜﺎب ﻣﺰﻳ ٍﺪ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ؟ ﺳﺘﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ .أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻛ ﱡﻠﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻟُﻌﺒ ٍﺔ ﻣﺎ؟ ﺑﺄن ﺗﺸﺎرﱄ ،اﻟﺬي ﻧ ﱠ ﻛﻠﻤﺎ أﻣﻌﻨﺖ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ اﻷﻣﺮ ،زاد اﻗﺘﻨﺎﻋﻲ ﱠ ﻈﻢ ﺟﺮاﺋ َﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ َ َ أﺧﺎف إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن وﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ اﻟﻘﻄﺎر املﺴﺘﻮﺣﺎة ﻣﻦ رواﻳﺔ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« ،ورﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ املﻮت ﰲ روﻛﻼﻧﺪ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣني ،ﻛﺎن ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺮﺟ َﻞ اﻟﺬي أﻃﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻋﲆ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻣﻦ أﺟﲇ. ﻟﻘﺪ ﻋ َﺮﻓﻨﻲ. وﻗﺪ ﺟﻠﺒَﺖ أﻓﻌﺎﻟُﻪ ﻣﻜﺘﺐَ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ إﱃ ﺑﺎب ﻣﻨﺰﱄ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻫﻲ ﻧﻴﺘﻪَ ً أﻳﻀﺎ. »ﺗﺸﺎرﱄ ،ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗﺮﻳﺪه؟« ﻓ ﱠﻜ ُ َ اﻟﺸﺨﺼني اﻟﻠﺬﻳﻦ ُﻗﺘ َِﻼ. ﺮت أﻛﺜ َﺮ ﰲ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ ُ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻞ ﻛﺎن ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺗ َﻠني ﺑﺮوﻧﻮ وﺟﺎي ،وﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﻣﻌً ﺎ .رﺑﻤﺎ ﺷﻌﺮ أﻳٍّﺎ ﻛﺎن ﻣَ ﻦ ﻋﻼﻗﺔ ً أﻳﻀﺎ .ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ٍ ﺮت ﺻﺎﺣﺐَ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﲆ ﻣﻨﺸﻮر املﺪوﱠﻧﺔ ﺧﻼل ﻫﺬا املﻮﻗﻊ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ،دﻛﺘﻮر ﺷﻴﺒﺎرد .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ أراد أن ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ ،وأﻧﻪ أرادﻧﻲ أن أﻋﺮﻓﻪ. ﱠ ُ أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﻷﺟﺪ أﻧﻬﺎ ﺟﻮﻳﻦ. رن ﻫﺎﺗﻔﻲ اﻟﺨﻠﻮي. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ«. زﻟﺖ ﻣﺴﺘﻴﻘ ً ﻣﺘﺄﺧﺮ ﺟﺪٍّا .أﻣَ ﺎ َ »آﺳﻔﺔ ،أﺗﺼ ُﻞ ﺑﻚ ﰲ ٍ ﻈﺎ؟« وﻗﺖ ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻻ ﺑﺄس .أﻧﺎ ﻣﺴﺘﻴﻘﻆ«. ُ أﺟﺮﻳﺖ ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ،ﺿﺤﻴ ِﺔ »راﺋﻊ .ﻫﻨﺎك أﻣﺮان .ﻟﻘﺪ اﻷزﻣﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ«. »ﺻﺤﻴﺢ«. ﱠﺛﺖ ﻣﻊ ﱢ ﺣﴬت إﱃ ﻣﻜﺎن اﻟﺤﺎدث ،وأﺧﱪﺗﻨﻲ ﱠ »ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪ ُ أن املﻨﺰل ﻣﺤﻘﻘﺔ اﻟﴩﻃﺔ اﻟﺘﻲ َ َ ﻛﺎن ﻣﻜﺘ ٍّ ﻈﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ«. ُ »ﻟﺴﺖ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ«. 107 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺳﻜﺘَﺖ ﺟﻮﻳﻦ ُﻫ ً ﻨﻴﻬﺔ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﺪيﱠ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ .أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪًا .ﺳﺄﻗﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻲ إﱃ روﻛﻼﻧﺪ ﺑﻌﺪ ُ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻌﻲ؟« ﻇﻬﺮ اﻟﻐﺪ .ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن َ ﻗﻠﺖ» :أﻋﺘﻘ ُﺪ ﱠ ُ أن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻛﻮن ذا ﻓﺎﺋﺪة .ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﻴُﻤﻜﻨﻨﻲ رؤﻳﺘﻪ وﻟﻦ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻗﺎدر ًة ﻋﲆ رؤﻳﺘﻪ؟« ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻟﻘﺪ ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ﰲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .رﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺗﺮى ﺷﻴﺌًﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﺳﱰى اﻟﻜﺜري. ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪة ﻣﻦ ﱠ ُ ﻟﻘﺪ َ أن ذﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪًا ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﴬﱡ . ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ .أﻧﺎ ﻫﻞ ﻫﺬا ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻚ؟« ً ُ »ﻗﻠﻴﻼ«. ﻗﻠﺖ: »إذن ﻫﻞ ﺳﺘﺄﺗﻲ؟« »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻇﻦ .ﻣﺘﻰ ﺳﺘﻐﺎدرﻳﻦ؟« »ﻣﻤﺘﺎز .ﻳﺠﺐ أن أﻛﻮن ﻫﻨﺎ ﰲ ﻧﻴﻮﻫﺎﻓﻦ ﻃﻮال اﻟﺼﺒﺎح ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ املﻐﺎدر ُة ﰲ اﻟﻈﻬرية ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﺳﻮف أﻣ ﱡﺮ ﺑﺒﻮﺳﻄﻦ وآﺧﺬُك ﰲ اﻟﻮاﺣﺪة واﻟﻨﺼﻒ ،وﺳﻨﺼﻞ إﱃ روﻛﻼﻧﺪ ﰲ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ .ﻫﻞ ﻳﻨﺎﺳﺒﻚ ﻫﺬا؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ .ﺳﻴﻮﺟَ ﺪ ﻣَ ﻦ ﻳﺤ ﱡﻞ ﻣﺤﲇ ﰲ املﺘﺠﺮ .ﻫﻞ ﺳﻨﺒﻴﺖ ﻫﻨﺎك؟« ُ ﻗﺮرت اﻟﻘﻴﺎ َم ﺑﻬﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ ﻓﻘﻂ «.ﻓ ﱠﻜﺮت »ﻟﻢ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ .ﻟﻘﺪ ﱢ ﻟﺤﻈﺔ» .دﻋﻨﺎ ﻧﺨ ﱢ املﺤﻘﻘﺔ إﻧﻬﺎ ﺳﺘﻠﺘﻘﻲ ﺑﻨﺎ ﻫﻨﺎك ﰲ ﺗﻤﺎم اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، ﻄﻂ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ املﺒﻴﺖ .ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﺮﻏﺐ ﰲ إﻟﻘﺎء أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ٍة واﺣﺪة ﻋﲆ املﻨﺰل ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺷﻬﻮ ٌد َ آﺧﺮون ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ .ﻫﻞ ﻳﻨﺎﺳﺒﻚ املﺒﻴﺖ ً ﻟﻴﻼ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. ً رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺼﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻏﺎدر ﻧﻴﻮﻫﺎﻓﻦ .ﻫﻞ أﻣ ﱡﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﰲ املﺘﺠﺮ أم ﰲ »ﻣﻤﺘﺎز .ﺳﺄرﺳﻞ ﻟﻚ ﺷﻘﺘﻚ؟« أﺧﱪﺗُﻬﺎ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻛﻮن ﰲ املﺘﺠﺮ ،وأﻧﻬﻴﻨﺎ املﻜﺎملﺔ. أﻋﺮف ٍّ ُ ُ ُ ُ ﺣﻘﺎ ملﺎذا أرادت واﻧﺘﺰﻋﺖ ﻋﺒﻮ َة ﺑرية ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺟﺔ .ﻟﻢ أﻛﻦ ذﻫﺒﺖ وﻗﻔﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﺛﻢ آﺗﻲ ﻣﻌﻬﺎ إﱃ ﻣﻨﺰل إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﻘﺸﺔ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻤﻮﺣﺔ ﺟﻮﻳﻦ أن َ ﻗﺎﺗﻞ ﻣﺘﺴﻠﺴﻞ .ورﺑﻤﺎ أرادﺗﻨﻲ ﻫﻨﺎك ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ واﻋﺘﻘﺪت أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ٍ ً ﻣﻌﱰﻓﺎ .ﻛﺎن ﴎي ،ﺣﻴﺚ ﺳﺄﻛﻮن ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ وﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺄﺧ ﱡﺮ ﺗﺄﻣُﻞ أن أُﻓﴚَ ﱢ داﻓﻌُ ﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن واﺣﺪ ًة ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ املﺪرﺟﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ. ﻧﻔﺴﻪ ،ﱢ ﻟﻘﺪ ﻗ ﱠﺮر اﻟﺮﺟﻞ ُ ﻇﲇ ،اﻟﺬي ﻗﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ،اﻻﺳﺘﻤﺮا َر ﰲ ﻗﺘﻞ اﻟﻨﺎس واﺳﺘﺨﺪا َم 108 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ .وﻛﺎن ﻳﺤﺎول اﻟﺘﻮاﺻ َﻞ ﻣﻌﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ اﺗﻀﺢ ﺟﻠﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺧﺘﻴﺎره إﻳﻠني واﺣﺪ ًة ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ .وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻋ َﺮف ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ،ﻫﻞ ﻋ َﺮف أﻧﻬﺎ اﻋﺘﺎدت أن ﺗﱰدﱠد ﻋﲆ ﻣﺘﺠﺮ اﻟﻜﺘﺐ؟ ﻣﺎ ﻣﺪى ُﻗﺮﺑﻪ ﻣﻨﻲ؟ ﻛﻨﺖ أﻋﺮف ﰲ داﺧﲇ ﱠ إﺟﺎﺑﺎت ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ٌ أن ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺪيﱠ ﺳﻮف ﺗﻜﺘﺸﻒ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻌَ ﺖ ﻛ ﱠﻞ اﻟﺨﻴﻮط ﻣﻌً ﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن وﺳﺘُﻮاﺻﻞ ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ .وﻫﺎ ﻫﻲ ذي ﺗﻘﻮدﻫﺎ إﱄ ﱠ ،إﱃ ﻣﻘﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ،وﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﻨﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﰲ ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري. ﻇﲇ ً ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ﱢ ٍ أوﻻ .ﻳﺠﺐ أن أﺳﺒﻘﻬﺎ إﻟﻴﻪ. ﺳﻮف ﺗﺠﺪﻧﻲ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﻲ 109 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ ً ُ ُ ُ وذﻫﺒﺖ إﱃ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«. ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ املﺒﻴﺖ وﺣﺰﻣﺖ اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻣﺒﻜ ًﺮا، ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ﺑﺸﺄن اﺳ ٍﻢ رﺳﻤﻲ ﻟﻢ أﻧ َ ْﻢ ﺟﻴﺪًا .ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .أُدرك أﻧﻨﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﺮﺟﻞ .ﻟﻄﺎملﺎ ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ﻓﻴﻪ ﻋﲆ أﻧﻪ ﻇﲇ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻳﺒﺪو إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﺜ َﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻫﺰﱄ .أﻋﺘﻘﺪ ً ﱠ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻪ أﻧﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺳﺘﺨﺪم ﺗﺸﺎرﱄ ،اﻻﺳﻢ اﻟﺬي وﺟﻮﻳﻦ .ﻻ ﺑﺄس ﺑﺘﺸﺎرﱄ. ُ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎبَ اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻟﻠﻤﺘﺠﺮ ،دﺧﻞ ﻧريو ْ ﱠ املﺨﺼ ِﺺ ﻟﻪ ،اﻟﺬي ﻳﺆدي اﻟﺒﺎب ﻋﱪ ﺑﻌﺪ أن ِ َ املﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻨﺎم ﻓﻴﻪ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺘﻨﱡﻮر ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ إﱃ ﺷﺒﻪ ﴎداب .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻫﻮ ُ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﻜﺚ ﻫﻨﺎك ﺑﺘﺎﺗًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ٌ واﻧﺤﻨﻴﺖ أﻧﺎس ﰲ اﻟﺠﻮار .اﻧﺨﻔﺾ واﺳﱰﺧﻰ أﻣﺎﻣﻲ، ٌ ُ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻳﺘﻤﺪﱠد ﻓﻴﻬﺎ ﻧريو ﻟﺠﺬب اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺄﺗﻲ وﻓﺮﻛﺖ ﺻﺪره وﺗﺤﺖ ذﻗﻨﻪ. اﻻﻧﺘﺒﺎه وﻻ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﺟﺜﺔ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ املﻠ ﱠ ﻄﺨﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء ،وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪُث ﺑﻌﺪ. ﱠ ً ُ وﺗﻔﻘ ُ ُ رﺳﺎﻟﺔ ﴎﻳﻌﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﺪت رﺳﺎﺋ َﻞ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ،ﺛﻢ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ املﺘﺠﺮ إﱃ ﺑﺮاﻧﺪون ،أﺳﺄﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪادٍ ﻹﻏﻼق املﺘﺠﺮ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﻣﻨﺎوﺑﺘﻪ ُ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮُ . أردت ﻓﻘﻂ اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﰲ ﺻﺒﺎح ﻳﻮم ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﺳﻴﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ اﻷﺣﺪ ،ﻣﺒﻜ ًﺮا ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻟﻢ أﻛﻦ ﱠ أﺗﻮﻗﻊ ﱢ ﺗﻠﻘ َﻲ ﺑﺮﻳﺪ إﻟﻜﱰوﻧﻲ ﰲ أي ٍ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺒًﺎ. ُ اﺣﺘﺴﻴﺖ اﻟﻘﻬﻮ َة وﻓ ﱠﻜ ُ ُ أدرﻛﺖ أﻧﻪ ﺑﺤﻠﻮل اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺮت أﻛﺜ َﺮ ﰲ ُﺧﻄﺘﻲ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺼﺒﺎح. اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ،أو رﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﻨﺼﻒ ،ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﻟﻼﺗﺼﺎل ﺑﻤﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ وﻫﻮ ﺿﺎﺑﻂ ﴍﻃﺔ ﺳﺎﺑﻖ أﻋﺮﻓﻪ ،ﻳﻌﻤﻞ اﻵن ﻣﺴﺘﺸﺎ ًرا أﻣﻨﻴٍّﺎ ﺑﺪوام ﺟﺰﺋﻲ ﻟﺪى أﺣﺪ اﻟﻔﻨﺎدق ُ ٍ ﺳﻨﻮات ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎء إﱃ املﺘﺠﺮ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻣﺎرﺗﻲ ﻗﺒﻞ ﺛﻼث اﻟﻜﺒرية ﰲ وﺳﻂ املﺪﻳﻨﺔ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ أﺛﻨﺎء ﺗﻮﻗﻴﻊ دﻳﻨﻴﺲ ﻟﻴﻬﺎن .وﻗﺪ ﻣﻜﺚ ﻣﺪ ًة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻐﺎدرة ﻟﻴﻬﺎن ،وﻃﺮح ﻋﲇ ﱠ أﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل رواﻳﺎت اﻟﺠﺮﻳﻤﺔً ، ﻗﺎﺋﻼ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻔ ﱢﻜﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ رواﻳﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻨﺬ أن ﻛﺎن ﰲ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .وﻗﺒﻞ أن ﻳﻐﺎدر ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﺳﺄﻟﻨﻲ إذا ُ ﻛﻨﺖ أرﻏﺐ ﰲ ﺗﻨﺎول ﻣﴩوب ﻣﻌﻪ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺎ .أﺧﱪﺗُﻪ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻓﻌﻞ ُ ُ ﻮﺟﺌﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻗﱰح ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﻣﻜﺎﻧًﺎ ووﻗﺘًﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻠﻘﺎء؛ ﺣﺎﻧﺔ وﻓ ﺗُﺴﻤﻰ »ﻣﺎرﻟﻴﺎف« ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ املﻨﺘ َﺰه ﰲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺨﻤﻴﺲ املﻘﺒﻞ ﰲ ﺗﻤﺎم اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ. ﺷﺎرع ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺎﻧﺔ »ﻣﺎرﻟﻴﺎف« ﺑﺎملﻜﺎن اﻟﺬي زرﺗُﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وﻫﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﻌﻴﺪًا ﰲ ٍ ﺑﺎر ﻣﻜﺴ ﱟﻮ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ داون ﺗﺎون ﻛﺮوﺳﻴﻨﺞ .ﻛﺎن املﺪﺧﻞ ﻋﺒﺎر ًة ﻋﻦ ﻣﻤ ﱟﺮ ﺿﻴﻖ ﻳﺆدي إﱃ ٍ ﴍﻃﻲ ﺳﺎﺑﻖ ﰲ اﺣﺘﺴﺎء ﺑﺎﻟﺒﻼط ﻳﺒﺪو أﺷﺒ َﻪ ﺑﺤﺎﻧﺔ ﺻﻐرية ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻗﺪ ﻳﺮﻏﺐ ﱞ اﻟﴩاب ﻓﻴﻪ .ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎر اﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﻳﺘﺤﺪﱠث إﱃ أﺣﺪ اﻟﺴﻘﺎة .وﻗﺪ ﺑﺪا ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺬﺑﺖ املﻘﻌﺪ املﺠﺎور ﻟﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻧﴘ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻟﻘﺎﺋﻨﺎ. ﻗﺎل» :أﺟﺌﺖ؟« »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. »ﻣﺎذا ﺳﺘﻄﻠﺐ؟ أﻧﺎ ﺳﺄﻃﻠﺐ ﻣﻴﻠﺮ ﻻﻳﺖ وﻟﻜﻦ روﺑﺮت ﻫﻨﺎ« أﺷﺎر إﱃ اﻟﻨﺎدل» ،أﺧﱪﻧﻲ أن ﻟﺪيﱠ ً ذوﻗﺎ ﺳﻴﺌًﺎ«. ﻃﻠﺒﺖ ِﺟ َ ُ ﻌﺔ ﺷﻌري .وﺣﺼ َﻞ ﻣﺎرﺗﻲ ﻋﲆ ِﺟ ٍ ﻌﺔ أﺧﺮى وﻃﻠﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻌﺎم؛ ﺣﻠﺰوﻧًﺎ، ً وﻃﺒﻘﺎ ﻣﻦ ﺷﻄﺎﺋﺮ ﻛﺮات اﻟﻠﺤﻢ. ِ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﻲ ﻃﻔ ٌﻞ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﻂ ﺟﻴﺪًا ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﺪاﻗﺎت .أﺣﻴﺎﻧًﺎ أُﻟﻘﻲ ﺑﺎﻟﻠﻮم ﰲ ذﻟﻚ ﻋﲆ وﺣﻴﺪ ،وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أيﱞ ﻣﻦ واﻟﺪيﱠ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء أﺑﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ِ ﺛﻤ ًﻼ ،اﺟﺘﻤﺎﻋﻴٍّﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻟﻜﻨﻲ ُ أﻋﺘﻘ ُﺪ ﱠ ٍ ﻋﻼﻗﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻊ أﻋﻤﻖ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،اﻷﻣﺮ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ إﻗﺎﻣﺔ أن اﻷﻣﺮ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،ﺑﺪأت أﺷﻌﺮ ﺑﺒُﻌﺪي ﻋﻨﻪ .أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺷﻌﺮ ﺑﻘﺪ ٍْر اﻟﻨﺎس .ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻃﺎل ﺗﻔﺎﻋﲇ ﻣﻊ ٍ ﻛﺒري ﻣﻦ املﻮدة ﺗﺠﺎه ﺳﺎﺋﺢ أملﺎﻧﻲ ﻣُﺴﻦ ﻳﺰور ﻣﺘﺠﺮي ﻣﺪة ﻋﴩ دﻗﺎﺋﻖ وﻳﺸﱰي ﻧﺴﺨﺔً ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻣﻦ رواﻳﺔ ﺳﻴﻤﻮن ﺑﺮﻳﺖ ،وﻟﻜﻦ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة أﺑﺪأ ﰲ اﻟﺘﻌ ﱡﺮف إﱃ اﻟﻨﺎس ٍّ ﺣﻘﺎ ،ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﻢ ﻳﺄﺧﺬون ﰲ اﻟﺨﻔﻮت ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﺧﻠﻒ ﺣﺎﺟﺰ زﺟﺎﺟﻲ ﻳﺰداد ُﺳﻤ ًﻜﺎ وﺳﻤ ًﻜﺎ .ﻛﻠﻤﺎ ﻋ َﺮ ُ ُ ﻓﺖ ﻋﻨﻬﻢ أﻛﺜﺮ ،زادت ﺻﻌﻮﺑﺔ رؤﻳﺘﻬﻢ وﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﺑﺄي ﻃﺮﻳﻘﺔ ذات ﻣﻌﻨًﻰ. ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﺳﺘﺜﻨﺎءات .ﻛﻠري ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل .ﻟﻮراﻧﺲ ﺗﻴﺒﻮد أﻋ ﱡﺰ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﰲ اﻹﻋﺪادﻳﺔ، ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻣﻦ .وﺷﺨﺼﻴﺎت ﰲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺬي اﻧﺘﻘﻞ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﰲ ٍ ُ ازددت ﺣُ ﺒٍّﺎ ﻟﻬﻢ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .واﻟﺸﻌﺮاء .ﻛﻠﻤﺎ ﻋ َﺮﻓﺖ ﻋﻨﻬﻢ أﻛﺜ َﺮ، 112 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ ُ ﺣﺎوﻟﺖ أن أﺷﻐﻞ ﻫﺬا ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﺑﻠﺘُﻪ ﻷول ﻣﺮة ،ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺻﺪﻗﺎء ،وملﺪ ٍة اﻟﺪﱠور .ﻋﻤﻞ ﺿﺎﺑﻂ ﴍﻃﺔ ﰲ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﻘﺎل ﺑﻌﺪ ٍ وﻗﺖ ﻗﺼري ﻣﻦ ﻣﻐﺎدرة وﻃﻠﺐ زوﺟﺘﻪ اﻟﻄﻼق .ﻛﺎن ﻗﺪ اﻧﺘﻘﻞ إﱃ ﺷﻘﺔ ﺑﻐﺮﻓﺔ ﻧﻮم واﺣﺪة ﺑﺎﻟﻘﺮب أﻃﻔﺎﻟﻪ املﻨﺰل ِ ﻣﻦ ﻣﻴﺪان دودﱄ واﻋﺘﱪ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺒ َﻪ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻪ اﻟﻌﻤ َﻞ اﻷﻣﻨﻲ ﻏري اﻟﺮﺳﻤﻲ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺮﺳﻢ اﻟﺨﻄﻮ َ ط اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﺮواﻳﺔ ُ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ أﻧﻪ ﻟﻦ رﺟﻼ ﻣﺮﺣً ﺎ .ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن أذﻛﻰ ﺑﻜﺜري ﻣﻤﺎ ﺑﺪا ﻋﻠﻴﻪ َ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ أﺑﺪًا .ﻛﺎن ً ﺑﻘ ﱠ ﺼﺔ ﺷﻌﺮه اﻟﻘﺼرية ٍ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﺔ ﻛﺘﺐ ﰲ وأﻧﻔﻪ املﻜﺴﻮر وﺟﺴﺪه اﻟﺬي ﻳُﺸﺒﻪ ﺛﻤﺮ َة اﻟ ُﻜﻤﱠ ﺜﺮى؛ ﻛﺎن ﻳﻘﺮأ ﻣﺘﺠﺮ ﺑﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ِ وﻗﺖ اﻹﻏﻼق ،ﻳﺸﱰي اﻷﺳﺒﻮع .ملﺪ ٍة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎن ﻳﺄﺗﻲ إﱃ ِ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻟﺘﻨﺎول اﻟﴩاب .ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻪ داﺋﻤً ﺎ ﻗﺼﺔ، ﻣﺨﺰوﻧًﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﺛﻢ ﻧﺬﻫﺐ إﱃ ٍ ٍ ﻓﱰات ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ .ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻧﺠﺢ اﻷﻣﺮ، أو ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﻀﺤﻜﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺨ ﱠﻠﻞ ﺟﻠﺴﺘَﻨﺎ أيﱡ ﺷﻌﺮت ﱠ ﱠ ُ أن ﻫﻨﺎك ﺟﺪا ًرا ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻴﻨﻨﺎ .ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﻋﻼﻗﺎﺗﻲ ،ﺑﻌﺪ ﻣﺪة أﻧﻨﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﱃ ِ ﱠ ﺗﺘﻮﺳﻊ أﺑﺪًا .ﰲ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ،ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﻧﺠﺘﻤﻊ ﻓﻘﻂ ﻗﻤﺔ ﺻﺪاﻗﺘﻨﺎ وذروﺗﻬﺎ ،وﻟﻦ ﻟﺘﻨﺎول ﴍاب ﺑﺤﻠﻮل أﻋﻴﺎد املﻴﻼد. ُ اﻋﺘﻘﺪت ﱠ ُ أن اﻷﻣﺮ أﻋﺮف إن ﻛﺎن ﰲ إﻣﻜﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻲ أم ﻻ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ِ ٍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﻟﻘﺪ ملﻌﺮﻓﺔ ﻳﺴﺘﺤﻖ املﺤﺎوﻟﺔ .ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻮﻗﺖ واملﺼﺎدر ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺎﻃﺮة ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻋﲇ ﱠ أن أﺗﺤﻤﱠ ﻠﻬﺎ .أﻳٍّﺎ ﻣَ ﻦ ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ،ﻓﻘﺪ أراد ﻣﻮت ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .وأﻧﺎ أﻋﻠﻢ ً ٌ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻫﺬه املﻬﻤﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن أﻳﻀﺎ أﻧﻪ أراد أن ﻳﺘﻮﱃ ﻣﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ ﰲ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ. ُ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻤﺎرﺗﻲ ﰲ ﺗﻤﺎم اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ. ﻗﺎل» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻐﺮﻳﺐ«. »ﻫﻞ أﻳﻘﻈﺘُﻚ؟« ﱠ ُ »ﻛﻼ ،ﻟﻘﺪ ﺧ َﺮ ُ أﻣﻀﻴﺖ ﻧﺤﻮ ﻋﴩﻳﻦ دﻗﻴﻘﺔ ﺟﺖ ﻣﻦ ﻓﻮري ﻣﻦ اﻟﺤﻤﱠ ﺎم .اﻟﻠﻌﻨﺔ ،ﻟﻘﺪ ُ اﺷﱰﻳﺖ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ إﻟﺼﺎق ﺑﻮاﻗﻲ اﻟﺼﺎﺑﻮن اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻘﺎﻟﺐ اﻟﺼﺎﺑﻮن اﻟﺠﺪﻳﺪ .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ﺻﺎﺑﻮﻧًﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﻟﻦ ﻳﻈﻼ ﻣﻌً ﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻔﻜﺮة ﱠ أن أﺣﺪﻫﻤﺎ ُﻨﻲ أو ﳾء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺎ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻠﻮن ﻧﻔﺴﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ أﺧﴬ واﻵﺧﺮ ﺑ ﱞ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻘﺎن أﺑﺪًا .أﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أن ﻫﺬا ﻫﻮ ﺳﺒﺐ اﺗﺼﺎﻟﻚ؛ ملﻌﺮﻓﺔ املﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺣﻤﱠ ﺎﻣﻲ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« ً ﱠ ﻗﺼﺔ راﺋﻌﺔ .ﻟﺪﻳﻚ اﻟﻜﺜري ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺪُث ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ،ﻫﻪ؟« »ﻛﻼ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ 113 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻌﻼ .ﺳﺘﺄﺗﻲ ﺳﻴﻨﺪي وﺗﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ﻟﻘﻀﺎء ﻋﻄﻠﺔ اﻟﺮﺑﻴﻊ .أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﱠ »ﻧﻌﻢً ، ﻣﻐﻔ ًﻼ … إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﺸﺎبﱟ ﻣﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻻ ﻳﺰال ﻗﺪوﻣﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﱠ أﺗﺮﻗﺒﻪ ﺑﻠﻬﻔﺔ«. اﺗﺼﺎل ﻣﻨﺘﻈﻢ ﺳﻴﻨﺪي ﻫﻲ اﺑﻨﺔ ﻣﺎرﺗﻲ ،اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال ﻋﲆ ٍ ﺑﻪ. ً »ﻫﺬه أﺧﺒﺎ ٌر ﺟﻴﺪة ﻳﺎ ﻣﺎرﺗﻲ .اﻧﻈﺮ ،ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ أرﻳﺪك أن ﺗﺴﺪي إﱄ ﱠ ﻣﻌﺮوﻓﺎ«. »أوهٍّ ، ﺣﻘﺎ؟« »إن ﻛﺎن ﻫﺬا أﻣ ًﺮا ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ،أو ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ ﺗﺠﺎﻫﻪ ،ﻓﻘﻂ أﺧﱪﻧﻲ .وﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻠﺔ«. ﻗﺎل» :ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ أن أﻗﺘﻞ أﺣﺪﻫﻢ؟« ﺛﻢ ﺿﺤﻚ. »ﻻ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أرﻳ ُﺪ َ ﺷﺨﺺ ُﻗﺘﻞ .ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺬا، ﺑﻌﺾ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ٍ ً ﺳﺎﺑﻘﺎ؟« ﺑﺼﻔﺘﻚ ﴍﻃﻴٍّﺎ ﻧﻮع ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت؟« »أيﱡ ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻘﻂ .ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ إﺧﺒﺎ ُر أي ﺷﺨﺺ«. »ﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ .ﻫﻞ أﻧﺖ ﰲ ورﻃﺔ؟« ُ ُ ﺗﱪﻳﺮ ملﺎ ﺑﺪأت أدرك أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺣﺘﺎج إﱃ ﻗﻠﺖ» :ﻻ ،ﻻ« .وﺧﻼل املﺤﺎدﺛﺔ اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ، ٍ ﻛﻨﺖ أﻃﻠﺒﻪ ﻣﻨﻪ .وﺑﴪﻋﺔ ﻗ ﱠﺮ ُ ُ رت إﺧﺒﺎره اﻟﻨﺴﺨﺔ املﻠﺘﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ» .اﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻣﻜﺘﺐُ ﻗﺘﻞ ﻗﺪﻳﻤﺔ .رﺟ ٌﻞ ﻣﻦ ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري ُﻗﺘﻞ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ أرﺑﻊ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ﺑﺸﺄن ﻗﻀﻴﺔ ٍ ﱢ ﺳﻨﻮات .ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .ت .ش .ي .ن .ي .ﻟﻢ ﻳﺨﱪوﻧﻲ ﺑﻜﻞ ﳾءٍ ،وﻟﻜﻨﻪ — ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو — ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻣﺘﺠﺮي ،وﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك راﺑ ٌ ﻂ ﻣﺎ«. ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺮواﺑﻂ؟« »أيﱡ ٍ »ﻟﻢ ﻳُﺨﱪوﻧﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .أﻧﺎ ﻓﻘﻂ … أﺷﻌ ُﺮ ﱠ أن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺑ ُﺮﻣﱠ ﺘﻪ ﻗﺪ أﻟﻘﻰ ﺑﻪ ﻋﲇﱠ ،وﻛﻨﺖ أﺗﺴﺎءل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ أﺟﲇ ،وﻣﻌﺮﻓﺔ ﳾءٍ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ .أﺷﻌ ُﺮ ٌ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻜﻠري ،أو ﳾء ﻣﻦ ﻫﺬا وﻛﺄﻧﻬﻢ رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳُﺨﱪوﻧﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ،وأﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺒﻴﻞ«. ﱠ ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ ،وﺑﺪا ﻣﺮﺗﺒ ًﻜﺎ ﺷﻴﺌًﺎ» :ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ إﺟﺮاءُ ﺑﻌﺾ املﻜﺎملﺎت ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .إﻧﻪ ﻋﲆ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،وﻳﺠﺪون اﻷرﺟﺢ أﻣ ٌﺮ ﻏري ﻣﻬﻢ ،ﻣﺎل .ﻳﺤﺪُث دورﻳٍّﺎ ﺗﺴﻠﻴ ُﻢ ﻗﻀﻴﺔ ﻟﻢ ﺗُﺤ ﱠﻞ إﱃ ٍ ﱡ ُ ﺗﻨﺎوﻻ ً ً اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻛﺎﻣﻼ — ﻣﺜﻞ ﻣﻦ أﻳﻦ ﺣﺼﻞ ﻋﲆ ﻛﺘﺒﻪ — وﻳﻘ ﱢﺮرون اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺛﻐﺮ ًة ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻣﻨﻪ .إﻧﻬﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻖ ﱠ ﺑﻘﺸﺔ .ﻗﻠﺖ ﱠ إن ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ﺟﺎء ﻟﺮؤﻳﺘﻚ؟« 114 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ »ﻧﻌﻢ .ﻫﺬا ﻏﺮﻳﺐٌ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« »ﻻ ﺗﻘﻠﻖ ﺑﺸﺄن ذﻟﻚ .ﺳﺄﺟﺮي ﺑﻌﺾ املﻜﺎملﺎت .أﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻪ أﻣ ٌﺮ ﻏري ﻣﻬﻢ«. ً ﺟﺰﻳﻼ ﻳﺎ ﻣﺎرﺗﻲ«. »ﺷﻜ ًﺮا »ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ً أﻳﻀﺎ ﻣﻌﻚ؟« »ﻟﻴﺲ اﻟﻜﺜري .ﻣﺎ ﺑني ﴍاء اﻟﻜﺘﺐ وﺑﻴﻌﻬﺎ«. ٍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ دوﻧﺎﻟﺪ اﻟﺠﻌﺔ ﻗﺮﻳﺒًﺎ .ﺳﺄﺗﺼ ُﻞ ﺑﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺣﺼ ُﻞ ﻋﲆ »دﻋﻨﺎ ﻧﺤﺘﴘ ِ ﻧﻠﺘﻘﻲ«. ﺗﺸﻴﻨﻲ ،وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن َ »ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ«. »ﺻﺤﻴﺢ ،ﺻﺤﻴﺢ .ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ«. ُ ﻟﻨﺤﺘﺲ اﻟﴩاب«. ﻗﻠﺖ» :أﺟﻞ ،ﻓﻠﻴﻜﻦ ذﻟﻚ. ِ ﻛﺘﻔﻲ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻗﺪ ﺗﺼ ﱠﻠﺒﺘﺎ ،ﱠ وأدرﻛﺖ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ أن ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﱠ ُ ُ وأن ﻓﻜﻲ أن أﻏﻠﻘﺖ اﻟﻬﺎﺗﻒ، ﱠ ٍ ﻋﺎل ﻗﺪ ﻳﺆملﻨﻲ .ﻛﺎن ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ اﺳﻤً ﺎ أﺣﺎول ﻧﺴﻴﺎﻧﻪ ﻟﺴﻨﻮات .ﻣﺠﺮد ﻧﻄﻘﻪ ﺑﺼﻮت ٍ ً ُ ُ ٍ ارﺗﻜﺒﺖ ﺧﻄﺄ ﺑﺈﻗﺤﺎم ﻣﺎرﺗﻲ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻐريات ﺟﺴﺪﻳﺔ .ﻣﺮ ًة أﺧﺮى، أﺣﺪث ﰲ ﱠ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣَ ﻦ أراد ﻣﻮت ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﺣ ﱠﺮ ُ ٍ ﻛﺘﻔﻲ ،ﻹرﺧﺎﺋﻬﻤﺎ ،ﰲ ﻛﺖ ﰲ ﻫﺬا ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﱠ ً اﻟﻠﺤﻈﺔ ِ ﻃﻮﻳﻼ ﺣﻮل رﻗﺒﺘﻬﺎ. ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ دﺧ َﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ إﻳﻤﻴﲇ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب ،وﻫﻲ ﺗﻔ ﱡﻚ وﺷﺎﺣً ﺎ ُ ُ ووﺿﻌﺖ ﻻﻓﺘﺔ »املﺘﺠﺮ ذﻫﺒﺖ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﻮﻋﺪ ﺑﺪء اﻟﻌﻤﻞ ،وأُﺿﻴﺌﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻧﻮار ﰲ املﺘﺠﺮ، ﻣﻔﺘﻮح« ﻋﲆ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺣُ ﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﻮاﻓﺪة ﰲ اﻟﺨﻠﻒ ﺑﺤﺎﺟﺔ ٍ ﱢ ﺻﻤﺖ ﻟﺮﺻﻬﺎ ،وﺑﻌﺪ أن أزاﻟﺖ إﻳﻤﻴﲇ ﻛ ﱠﻞ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،ﺑﺪأﻧﺎ ﻧﺤﻦ اﻻﺛﻨﺎن اﻟﻌﻤﻞ ،ﰲ أن ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻛﺎن ﱠ ً أﺟﺶ ً ﻻﺣﻈﺖ ﱠ ُ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻨﺰﻟﺔ ﻗﻠﻴﻼ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ اﻷﻏﻠﺐ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ، ﺑﺮد ،أو ﺗﺤ ﱠﺪﺛَﺖ ﻛﺜريًا ﰲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﺮت أﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺧﻄﻂ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﺨﻴﱡﻞ إﻳﻤﻴﲇ ﺗﺘﺤﺪﱠث ﻛﺜريًا ﻣﻊ أي ﺷﺨﺺ .وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﺨﻴﱡﻞ وﺟﻮد ﺧﻄﻂ ﻟﺪى إﻳﻤﻴﲇ. ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ» :ﻣﺎ اﻟﺠﺪﻳ ُﺪ ﻟﺪﻳﻚ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم؟« ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ؟« »ﻻ ﳾء ٍّ ﺣﻘﺎ .أﺗﺴﺎءل ﻓﻘﻂ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﻔﻀﻮل إن ﻛﺎن أي ﳾء ﻗﺪ ﱠ ﺗﻐري ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ .أﻣَ ﺎ ِ زﻟﺖ ﺗﻌﻴﺸني ﰲ ﻛﺎﻣﱪﻳﺪج؟ ﻫﻞ ﺗﻮاﻋﺪﻳﻦ أﺣﺪًا؟« ُ واﻧﺘﻈﺮت املﺰﻳﺪ. ﻗﺎﻟﺖ» :آه«، 115 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ُ ِ اﻟﺼﻤﺖ ﺷﺎﻫﺪت أيﱠ أﻓﻼ ٍم ﺟﻴﺪة؟« ﻓﻘﻂ ﻷﻣﻨﺤﻬﺎ ﻣﺨﺮﺟً ﺎ ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻐﺮق ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ُ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﲆ اﻟﺮاﺣﺔ. ﻣﺪًى ﻻ ُ »ﺷﺎﻫﺪت »ﺗﺤﺖ اﻟﺠﻠﺪ««. ﻗﺎﻟﺖ: »أوه ،أﺟﻞ .ﻫﻞ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺐ ﻓﻴﻪ ﺳﻜﺎرﻟﻴﺖ ﺟﻮﻫﺎﻧﺴﻮن دور ﻛﺎﺋﻦ ﻓﻀﺎﺋﻲ؟« »ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ«. »ﻛﻴﻒ وﺟﺪﺗِﻪ؟« »راﺋ ٌﻊ ٍّ ﺣﻘﺎ«. ُ ُ ُ وﻗﺮرت ﻋﺪم ﻃﺮح املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ذﻟﻚ«، ﻗﻠﺖ» :ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺪ ﻟﺪيﱠ أﻃﻔﺎل ﻗﻂ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻟﻦ أﻋﺮف أﺑﺪًا ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﺪيﱠ ﻣﺮاﻫﻖ ﺻﺎﻣﺖ ُ ﺷﻌﺮت ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن أن ﻫﺬه ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﻣﻊ إﻳﻤﻴﲇ. ﻓﺠﺄة ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﻋُ ﺪﻧﺎ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى إﱃ ﱢ ووﺟﺪت ﻧﻔﴘ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻣﻊ رص اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻮق اﻟﺮﻓﻮف، ُ ﺷﻌﺮت ﻣﺎرﺗﻲ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ أن أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻨﻈﺮ ﰲ أﻣﺮ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ َ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻨﻲ وﺑني ﺗﺸﺎرﱄ .ﺣﺴﻨًﺎ، أﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻫﻮ ُ أﻋﺮﻓﻬﺎ .وإذا وﻛﺬﻟﻚ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ اﺧﺘﺎرﻫﺎ ﻷﻧﻪ ﻋﻠِﻢ أﻧﻨﻲ ً ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ،ﱠ اﻓﱰﺿﺖ ﱠ ُ ﻓﺈن اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ أن ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻷﺧﺮى ﻛﺎﻧﺖ َ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﻟﻘﺪ أراد ﻣﻮت ﺗﺸﻴﻨﻲ ،وإذا ﻋ َﺮ ُ ﻓﺖ ﺳﺘﻘﻮدﻧﻲ إﱃ ُﻫﻮﻳﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺒﺐ ،ﻓﺴﻮف أﺟﺪ ﺗﺸﺎرﱄ. ﱠ ُ أﺧﱪت رن ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻈﻬرية .ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻮﻳﻦ ،ﺗﺮاﺳﻠﻨﻲ ﻟﺘﺨﱪﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ. إﻳﻤﻴﲇ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻏﺎدر ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﻟﻜﻦ ﺑﺮاﻧﺪون ﺳﻴﻐﻠﻖ أﺑﻮاب املﺘﺠﺮ، ً وأﺧﱪﺗُﻬﺎ ً أﻳﻀﺎ ﱠ اﺣﺘﻤﺎﻻ أن ﺗُﻀﻄ ﱠﺮ إﱃ ﻓﺘﺢ املﺘﺠﺮ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ. أن ﻫﻨﺎك ﻛﺎن ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻦ ﺑﺮاﻧﺪون وإﻳﻤﻴﲇ ﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻬﻤﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻷُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ .وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﻀﻮل ﺣﻴﺎل املﻜﺎن اﻟﺬي ﺳﺄذﻫﺐُ إﻟﻴﻪ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﻈﻬﺮه. ُ ﺑﺪأت أراﻗﺐُ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ ،ا ُملﻄ ﱠﻞ ﻋﲆ ﺷﺎرع ﺑﺮي .ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻮاﺣﺪة، ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ املﻼﺑﺲ وأدوات اﻟﺰﻳﻨﺔ ﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ املﺒﻴﺖ ٍ ﻟﻠﻴﻠﺔ واﺣﺪة .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﺣﻴﺎل املﻮﻗﻒ ،وﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﺘﺸﻔﻪ ﺟﻮﻳﻦ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺗﻮق إﱃ َ ﻣﺤﺎﴏ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﺘﺎء .ﻛﻨﺖ أﺗﻮق إﱃ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﴪﻳﻊ، اﻟﺮﺣﻠﺔ .ﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﻜﺎن ﻟﻢ أ ُزره ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. إﱃ املﻨﺎﻇﺮ اﻟﺜﻠﺠﻴﺔ ،وإﱃ زﻳﺎرة ٍ 116 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ ورأﻳﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﱠ ُ ُ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻓﺠﺄ ًة أﻣﺎم أﺧﺮﺟﺖ رأﳼ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ ﰲ اﻟﻮاﺣﺪة واﻟﻨﺼﻒ، ُ ﺻﻨﺒﻮر إﻃﻔﺎء ﺣﺮﻳﻖ ﰲ ﺳﻴﺎرة ﺑﻴﺞ ﻣﻦ ﻃﺮاز »ﺗﺸﻴﻔﻲ إﻛﻮﻳﻨﻮﻛﺲ« .ود ُ واﺗﺠﻬﺖ ﱠﻋﺖ إﻳﻤﻴﲇ إﱃ اﻟﺨﺎرج ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ ﻫﺎﺗﻔﻲ ُ ُ رأﻳﺖ رﻗﻢ ﺟﻮﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﺸﺎﺷﺔ ،ﺗﺠﺎﻫﻠﺘُﻪِ ، وﴎ ُت اﻟﺨﻠﻮي ﻳﺮن. َ ﻋﱪ اﻟﺸﺎرع إﱃ اﻟﺒﺎب اﻟﺠﺎﻧﺒﻲ ﻟﻠﺮاﻛﺐ ،وﻃ َﺮ ُ ْ وأﻏﻠﻘﺖ ﻗﺖ ﻋﲆ اﻟﺰﺟﺎج .ﻧﻈ َﺮت ﰲ اﺗﺠﺎﻫﻲ، ُ ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺎر َة ﴍﻛﺔ. ودﺧﻠﺖ أﻧﺎ اﻟﺴﻴﺎرة .ﻛﺎﻧﺖ راﺋﺤﺘُﻬﺎ ﻛﺎﻟﺠﺪﻳﺪة، ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ، ُ ُ ﻗﺪﻣﻲ. ووﺿﻌﺖ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ اﻟﺼﻐرية ﻋﲆ اﻷرض ﺑني رﺑﻄﺖ ﺣﺰا َم اﻷﻣﺎن ﱠ ُ ﺣﺠﺰت ﻟﻨﺎ ﻏﺮﻓﺘَني ﰲ روﻛﻼﻧﺪ ،ﻣﻦ ﺑﺎب اﻻﺣﺘﻴﺎط ﻓﺤﺴﺐ .أﻟﺪﻳﻚ ﻛ ﱡﻞ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ، ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :أﺟﻞ«. ُ وﻗﺮرت ﱠأﻻ واﺻﻠﺖ اﻟﺴريَ ﰲ ﺷﺎرع ﺑﺮي ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻃﺮﻳﻖ ﺳﺘﻮرو دراﻳﻒ .ﻛﻨﺎ ﻫﺎدﺋَني، ُ أﺗﺤﺪ ُ ﱠث ً أﻋﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎول اﻟﱰﻛﻴ َﺰ ﻋﲆ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﺑﻮﺳﻄﻦ .وﻣﻊ ذﻟﻚ، أوﻻ؛ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ً ﺷﻤﺎﻻ ،ﺷﻜﺮﺗﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﻘﺪوم. ﺑﻤﺠﺮد وﺻﻮﻟﻨﺎ إﱃ ﻃﺮﻳﻖ ٩٣ ُ ُ ُ وﻧﻈﺮت إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ اﺳﺘﺪرت ﻗﻠﺖ» :ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺮاﺋﻊ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ املﺪﻳﻨﺔ«. ﻣﻨﺬ أن رﻛﺒﺖ اﻟﺴﻴﺎرة .ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺧﻠﻌﺖ ِﻣﻌﻄﻔﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي ً وﺑﻨﻄﺎﻻ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻨﺰ اﻟﻐﺎﻣﻖ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻊ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺑﻮﺿﻌﻴ ٍﺔ ﺳﱰ ًة ﻣﺤﺒﻮﻛﺔ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﺿﻔﺎﺋﺮ، ِ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﻘﻴﺎدة )ﻋﻨﺪ اﻟﺮﻗﻤَ ني ﻋﴩة واﺛﻨني( وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪرس اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻋﲆ ﺷﺨﺺ ﻳﺤﺘﺎج إﱃ ارﺗﺪاء ﻧ ﱠ ﻈﺎرة .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻬﻤﻜﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ٌ ﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﱡ ﻞ وﺟﻬﻬﺎ ً ﺑﻮﺿﻮح أﻛﱪ ،ﻣﻊ أﻧﻔﻬﺎ املﺮﺗﻔﻊ إﱃ ﻗﻠﻴﻼ؛ إذ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﺳﻬﻞ أن أﻣﻴﱢﺰ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ ٍ ﻗﻠﻴﻼ ،وﺟﺒﻴﻨﻬﺎ اﻟﺒﺎرزَ ، أﻋﲆ ً وﺑﴩﺗﻬﺎ اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ اﻟﺸﺎﺣﺒﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺛﺮ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻗﻠﻴ ٌﻞ ﻣﻦ اﻟﺤُ ﻤﺮة أﻣﻌﻨﺖ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻨﺎس ٍّ ُ ﺣﻘﺎ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﻣﻨﻊ ﻧﻔﴘ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﱡرﻫﻢ ﻋﲆ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك .ﻛﻠﻤﺎ أﻧﻬﻢ إﻣﺎ ﺻﻐﺎ ٌر ﺟﺪٍّا أو ﻛﺒﺎر ﺟﺪٍّا .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺟﻮﻳﻦ ،رأﻳﺘُﻬﺎ ﰲ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ،ﻟﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎن واﺳﻌﺘﺎن ،ﺗﻤﻀﻎ ﺷﻔﺘَﻬﺎ اﻟﺴﻔﻠﻴﺔ ،وﺗﺘﻮارى ﺧﻠﻒ ﺳﺎق أﺣﺪ واﻟﺪﻳﻬﺎ .ﺛﻢ ﺗﺨﻴﱠﻠﺘُﻬﺎ وﺟﻠﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﻮرﻗﻲ اﻟﺬي اﻣﺮأ ًة ﻋﺠﻮ ًزا ،ﻟﻬﺎ َﺷﻌﺮ رﻣﺎدي ﻣﻌﻘﻮد أﺳﻔﻞ ﻇﻬﺮﻫﺎِ ، ﻳﻜﺘﺴﺒﻪ ﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ اﻟﻜﺒريﺗني اﻟﻠﺘَني ﺗﺸﻌﱠ ﺎن ذﻛﺎءً ،ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﳾءٌ ﻣﺄﻟﻮف ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ،وﺑﺸﺄن وﺟﻬﻬﺎ اﻟﺒﻴﻀﺎوي اﻟﺸﺎﺣﺐ ً أﻳﻀﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ. ﱢ املﺤﻘﻘﺔ ﺳﻴﻔﻴﲇ ﰲ ﻣﻨﺰل إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ،ﻫﻞ »ﺳﻮف ﻧﻘﺎﺑﻞ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻐﺪاء؟« 117 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﱡ َ ُ وﺟﺒﺔ اﻹﻓﻄﺎر ﰲ ٍ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ،واﻧﺘﻬﻰ ﺑﻨﺎ اﻷﻣﺮ ﺗﻨﺎوﻟﺖ أﺧﱪﺗُﻬﺎ أﻧﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﺳﱰاﺣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﻨﻴﺒﺎﻧﻚ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣني .وﻛﺎن ﻫﻨﺎك أﺣﺪ ﻣﻄﺎﻋﻢ »ﺑﺮﺟﺮ ﻛﻴﻨﺞ« و»ﺑﻮﺑﺎﻳﺰ« .ﻃﻠﺐ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﱠﺎ اﻟﱪﺟﺮ واﻟﻘﻬﻮة وﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ اﻟﻄﻌﺎم ﴎﻳﻌً ﺎ ﰲ زاوﻳ ٍﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ً ﻣﴩﻗﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،واﻟﺴﻤﺎء ﺻﺎﻓﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻷرض ﻗﺪ ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﻨﻮاﻓﺬ .ﻛﺎن اﻟﺠ ﱡﻮ ﺑﺎﻟﺨﺎرج َ اﻛﺘﺴﺖ ﺑﺎﻟﺜﻠﻮج املﺘﺴﺎﻗﻄﺔ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ،ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﺪﱢق اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم. ﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﱪﺟﺮ اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻧﻘ َﺮت ﺑﺈﺻﺒﻌﻬﺎ ﻋﲆ ﻏﻄﺎء ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ ،ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻘﺪ َ َ ﺷﺨﺺ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﻗﺘﻞ داﻧﻴﺎل ﺟﻮﻧﺰاﻟﻴﺲ .ﻣﺴﺎء أﻣﺲ«. اﻟﻘﺒﺾ ﻋﲆ أﻟﻘﻮا ٍ ُ ُ اﻟﺮﺻﺎص ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻳُﻨ ﱢﺰه ﻛﻠﺒﻪ؟« ﻗﻠﺖ» :أوه ،اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي أُﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ أﻳﻀﺎ ﻳﺮوﱢج ﱢ »أﺟﻞ ،اﺗﻀﺢ أﻧﻪ ﻛﺎن ً ﻣﻨﺸﻄﺎت اﻹﻛﺴﺘﺎﳼ )إم دي إم إﻳﻪ( ﺑني ﻃﻼﺑﻪ ﰲ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ،وﻗﺪ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺻﺎص ﺗﺎﺟ ُﺮ ﻣﺨﺪرات ﻣﻨﺎﻓﺲ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻔﻬﻢ املﻮﻗﻒ ﺟﻴﺪًا«. ُ ﻗﻠﺖ» :وﻟﻴﻜﻦ«. ً »ﻓﻌﻼ .ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر املﺆ ﱠﻛﺪة» .ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« أﻛﻴﺪة ،وﺟﺮﻳﻤﺔ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« أﻛﻴﺪة .وأﻧﺎ واﺛﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻤﺎ ﺳﻨﺠﺪه ﰲ ﻣﻨﺰل إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﰲ روﻛﻼﻧﺪ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗﺜﻘني ﰲ إﻳﺠﺎده؟« »ﳾءٌ ﻣﺎ .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﺗﺮك ﺷﻴﺌًﺎ .ﱠ ٌ ﺷﺨﺺ ﻣﴪﺣﻲ .ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴًﺎ إن ﺗﺸﺎرﱄ ﻫﺬا أن ﻳﻘﺘﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﺎﺳ ٌﻢ ﻣﺸﱰك ﺑني أﺳﻤﺎﺋﻪ ،ﻓﻜﺎن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳُﺮﺳﻞ رﻳﺸﺔ«. ُ ٍ رﻳﺸﺔ ﺗﺘﺤﺪﺛني؟« ﻗﻠﺖ» :ﻋﻦ أي ُ ﻧﺴﻴﺖ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺧﱪك .ﻫﺬا ﻣﺎ وﺻﻞ إﱃ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﴩﻃﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ روﺑﻦ »أوه، ِ رﻳﺸﺔ ﻃﺎﺋﺮ .ﻟﻢ ﻛﺎﻻﻫﺎن وإﻳﺜﺎن ﺑريد وﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ .ﺗﺴ ﱠﻠﻤَ ﺖ اﻟﴩﻃﺔ ﻇ ْﺮ ًﻓﺎ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن أﺧﱪك ﺑﺬﻟﻚ ٍّ ﺣﻘﺎ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﺣﺠَ ﺒﻮه ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ أﺛﻖ ﺑﻚ اﻵن«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﺬا ﺟﻴﺪ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ«. »واﻵن ﱠ ﺑﺖ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ أﻋﻨﻴﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﴪﺣﻴٍّﺎ .ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺠﺪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻧﻚ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ .ﻷن أﻳٍّﺎ ﻣَ ﻦ ﻛﺎن ﻳﺘﺒﻊ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻓﻚ .ﻻ ﰲ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. أﻗﺼﺪ أﻧﻚ ﺗﻌﺮﻓﻪ … أﻋﻨﻲ ،رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ .ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺮﻓﻚ .ﺗﺸﺎرﱄ ﻳﻌﺮﻓﻚ .وأﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺠﺪ ً ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ .ﻳﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﺷﻌﻮ ٌر ﺟﻴﱢﺪ ﺑﺸﺄن ﻫﺬا. ﺷﻴﺌًﺎ ﻫﻨﺎك … ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺮﺑﻂ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .ﺷﻴﺌًﺎ أﻣَ ﺎ َ زﻟﺖ ﺗﺄﻛﻞ؟« 118 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ أدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺣﻤﻞ ﻧﺼﻒ ﺷﻄرية اﻟﱪﺟﺮ ﺧﻼل اﻟﺪﻗﻴﻘﺘَني املﺎﺿﻴﺘَنيُ . ُ ﻗﻠﺖ» :أوه، ُ أﻋﺮف ﱠ ُ أن ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ وأﺧﺬت ﻗﻀﻤﺔ ﻛﺒرية ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻋُ ﺪ ﺟﺎﺋﻌً ﺎ .ﻛﻨﺖ آﺳﻒ«، ً ﻣﺨﻴﻔﺎ. ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺟﻮﻳﻦ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻻ ﻳﺰال ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻣﻦ ٍ »ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺄﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻚ إذا أردت ،وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻄﺮﻳﻖ .ﻣﺎ زال أﻣﺎﻣﻨﺎ ﺳﺎﻋﺘﺎن ﻋﲆ اﻷﻗﻞ إﱃ روﻛﻼﻧﺪ«. 119 اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ ﻋﴩ ﻛﺎن ﻣﻨﺰل إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﻴﱠﻠﺘُﻪ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻛﺒري؛ ﻛﺘﺒًﺎ ﻣﺒﻌﺜﺮة وﻣﻐﱪة ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن. ﱢ ً ﻛﺎن املﻨﺰل ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ٍ ﺑﻴﺖ رﻳﻔﻲ ذي ﻃﻼءٍ رﻣﺎدي ﻣﺘﻘﴩ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج .ﻛﺎن ﻋﲆ ﺷﺎرع ﻳﺒﻌُ ﺪ ﻧﺤﻮ ﻧﺼﻒ ﻣﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،١ﺗﺘﻀﺎء ُل أﻣﺎﻣﻪ أﺷﺠﺎر اﻟﺼﻨﻮﺑﺮ ،وﻳﻜﺎد ﻳﺘﻌﺬﱠر ٍ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺴﺎﻗﻂ اﻟﺜﻠﻮج ﻣﺆﺧ ًﺮا .أوﻗﻔﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ اﻹﻛﻮﻳﻨﻮﻛﺲ ﰲ اﻟﺸﺎرع ﱢ املﺤﻘﻘﺔ املﲇء ﺑﺎﻟﺤُ ﻔﺮ ،ﻣﺒﺎﴍ ًة ﺧﻠﻒ ﺳﻴﺎرة اﻟﴩﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮﻧﺎ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﻟﻮرا ﺳﻴﻔﻴﲇ ،وﻫﻲ اﻣﺮأة ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﻤﺮ ذات وﺟﻪ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺤﺠﻮب أﻏﻠﺒﻪ ﺑﻘﻠﻨﺴﻮة ﻣﺒ ﱠ ٍ ملﻌﻄﻒ ﺿﺨﻢ .ﻛﺎن وﻗﺖ اﻟﻐﺮوب ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﺑﺎﻫﺘﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﰲ اﻷﻓﻖ، ﻄﻨﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮاء ﺗﺼﺎﻋﺪت أﻧﻔﺎﺳﻨﺎ ﰲ اﻟﻬﻮاء اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ درﺟﺔ ﺣﺮارﺗﻪ ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻔﺮ .ﴎﻋﺎن ﻣﺎ أﻟﻘﻰ ﺛﻼﺛﺘﻨﺎ اﻟﺘﺤﻴﺔ ،ﺛﻢ اﻧﺪﻓﻌﻨﺎ ْ ﻋﱪ اﻟﺜﻠﻮج إﱃ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ؛ ﺣﻴﺚ وﻗﻔﻨﺎ ُﻗﺮاﺑﺔ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﱢ املﺤﻘﻘﺔ ﺳﻴﻔﻴﲇ املﻔﺘﺎحَ ﻣﻦ أﺣﺪ ﺟﻴﻮﺑﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺳﻴﺎرة ﰲ املﻤﺮ ،واﺣﺪة ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدت ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮاز ﻟﻴﻨﻜﻮﻟﻦ ،رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒرية ﺟﺪٍّا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣﺮأب اﻟﺴﻴﺎرة ﱢ املﺤﻘﻘﺔ ،ﺑﻤﺠﺮد دﺧﻮﻟﻨﺎ املﻨﺰل ،أن آﺧ َﺮ ﻣﺎ ِ ﺳﻤﻌﺘﻪ أن املﻨﺰل اﻟﻮاﺣﺪة املﻠﺤﻖ ﺑﺎملﻨﺰل .أﺧﱪﺗﻨﺎ ﻋﺒﺎر ٌة ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻴ ٍﺔ ﻟﻢ ﺗﺘ ﱠﻢ املﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﰲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ﻷن إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻣﺎﺗﺖ دون وﺻﻴﺔ، وﺑﻼ أﻗﺎرب ﻣﺒﺎﴍﻳﻦ. ﱢ ٍ ﺑﻀﻐﻄﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﲆ املﺤﻘﻘﺔ ﺳﻴﻔﻴﲇ ﺳﺄﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻫﻞ ﻫﻨﺎك أﺿﻮاء؟« وأﺟﺎﺑﺖ أﻗﺮب ﻣﻔﺘﺎح ،وﻫﻮ ﻣﺎ أﻏﺮق املﻄﺒﺦ ﺑﺈﺿﺎءة ﺷﺪﻳﺪة ﻓﻮق رءوﺳﻨﺎ. ِ َ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻢ ﻳُﻮﻗﻒ ﺗﺸﻐﻴﻞ املﺮاﻓﻖ ﺑﻌﺪ .وأﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻬﻢ ﻳُﺒﻘﻮن اﻟﺤﺮار َة ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ؛ ﻟﻜﻴﻼ ﺗﺘﺠﻤﱠ ﺪ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ«. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻧﻈﺮت ﰲ أرﺟﺎء املﻄﺒﺦُ ، ُ ُ ﻣﻔﺘﻮح ﻋﲆ ﻣﺮﻃﺒﺎن زﺑﺪة ﻓﻮل ﺳﻮداﻧﻲ ﻮﺟﺌﺖ ﺑﺮؤﻳﺔ وﻓ ِ ٍ ﻃﺎوﻟﺔ املﻄﺒﺦ ا ُملﺒﻠﻄﺔ ،وداﺧﻠﻬﺎ ﺳﻜني ﻋﺎﻟﻖ .ﻟﻢ أﻛﻦ أﺣﺐﱡ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ُ اﺑﺘﻬﺠﺖ ﺑﻤﻮﺗﻬﺎ وﺣﻴﺪة. أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻫﻞ ﻗﺪﱠم أيﱞ ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎط اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﻳﻨﻮا ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺗﻘﺮﻳ ًﺮا؟« ﻴﺘﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔٌ . »ﻛﻼ .اﻟﻄﺒﻴﺐُ اﻟﴩﻋﻲ ﻓﻘﻂ .ﻗ ﱠﺮر أﻧﻬﺎ ِﻣ ٌ ﱠ ﻧﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ .وﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻲ ،ﻟﻢ ﻳﻌُ ﺪ أﺣ ٌﺪ ﻣﻨﺬ إﺧﺮاج اﻟﺠﺜﺔ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ«. »ﻫﻞ َ ﻛﻨﺖ ﻫﻨﺎ؟« ُ ﺗﻠﻘﻴﺖ املﻜﺎملﺔ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺜﺔ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ،ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ املﺴﺎﻓﺔ ﺑني ﺧﺰاﻧﺔ »أﺟﻞ. ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ واﻟﻔِ ﺮاش .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أرﻳﻚ إذا أردت؟ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺜﺔ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﺳﺒﻮع. ُ ﻋﺮﻓﺖ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺜﺔ ﻫﺎﻣﺪة ﺑﻤﺠﺮد وﺻﻮﱄ إﱃ ﻫﺬا املﻄﺒﺦ«. ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :آه ،آﺳﻔﺔ .ﻣَ ﻦ اﻟﺬي أﺑﻠﻎ ﻋﻦ ذﻟﻚ؟« »أﺧﱪﺗﻨﺎ إﺣﺪى اﻟﺠﺎرات ﺑﺎﻟﺸﺎرع املﻘﺎﺑﻞ أن ﺑﺮﻳﺪﻫﺎ ﻛﺎن ﻳﱰاﻛﻢ .ذﻟﻚ ﱠ أن ﺻﻨﺎدﻳﻖ ُ ﺟﺌﺖ ﻷﺗﺤ ﱠﺮى اﻷﻣﺮ ،ﻛﺎن اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ، اﻟﱪﻳﺪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ﻣﺘﺠﺎورة .وﻋﻨﺪﻣﺎ ً ُ ُ وﻋﻠﻤﺖ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر أن أﻣ ًﺮا ﺳﻴﺌﺎ ﻗﺪ وﻗﻊ«. ﻓﺪﺧﻠﺖ. »ﻫﻞ َ أﺑﻠﻐﺖ اﻟﺠﺎر ُة ﻋﻦ أيﱢ ﳾءٍ آﺧﺮ؟ أيﱢ ﻧﺸﺎط ﻣﺸﺒﻮه ﰲ اﻟﺠﻮار؟« ً ﻣﺸﺒﻮﻫﺎ رﻏﻢ ذﻟﻚ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻟﻢ ﻧﺴﺘﺠﻮﺑﻬﺎ ﻗﻂ. »ﻟﻴﺲ ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻲ .ﻟﻢ ﻧَﻌُ ﱠﺪ ﻫﺬا ﻣﻮﺗًﺎ إذا ِ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺒني ﰲ اﺳﺘﺠﻮاب اﻟﺠﺎرة ﺑﻨﻔﺴﻚِ ،ﻓﻌﲆ اﻟ ﱡﺮﺣﺐ ﱠ واﻟﺴﻌَ ﺔ .رﺑﻤﺎ ﻏﺪًا؟ ﻫﻞ ﺗﻤﻀني َ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻫﻨﺎ؟« ﻗﺎﻟﺖ» :أﺟﻞ .ﻗﺪ أرﻏﺐُ ﰲ اﻟﺘﺤﺪﱡث إﱃ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﴩﻋﻲ ً أﻳﻀﺎ .ﻫﺬا ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﺳﻨﺠﺪه ﻫﻨﺎ ﰲ املﻨﺰل«. ً َ ُ ﻛﻨﺖ أﺷﺎﻫ ُﺪ اﻻﺛﻨني ﻳُﺠﺮﻳﺎن ﻫﺬه املﺤﺎدﺛﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺪأت أﻧﻈﺮ ﰲ أرﺟﺎء املﻄﺒﺦ أﻳﻀﺎ. ﱠ ﻣﺨﺼﺼﺘَني ﻷدوات ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك وﺣﺪﺗﺎ رﻓﻮف ﻓﻮق اﻟﺠﺪار اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻠﻤﻄﺒﺦ ،رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺑﺮواﻳﺎت ﺻﻐرية ﻟﻠﺠﻴﺐُ .ر ُ ٍ ﺣﺖ أﺗﻔﺤﱠ ُ ﺺ أﻏﻠﻔﺔ اﻟﻄﻬﻲ ،أو املﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ إﻳﻠني ﻣﻸﺗﻬﻤﺎ اﻟﻜﺘﺐ ،اﻟﻜﺜري ﻣﻦ رواﻳﺎت إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ ﺟﻮرج ،ورواﻳﺎت آن ﺑريي ،وﻫﻤﺎ اﺛﻨﺘﺎن ﻣﻦ ُﻛﺘﱠﺎﺑﻬﺎ ُ ا ُمل ﱠ ﻔﻀﻠني ،وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ً ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﱠﻔﺘُﻬﺎ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﰲ ﻓﺌﺔ اﻟﺘﺸﻮﻳﻖ أﻳﻀﺎ اﻟﺮوﻣﺎﻧﴘ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ادﻋﺖ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻘﺮه. ﱢ املﺤﻘﻘﺔ ﺳﻴﻔﻴﲇ» :ﺳﻴﻜﻮن ذﻟﻚ ﺟﻴﺪًا« ،ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ» :وﻟﺬا ،ﻳﺴﻌﺪﻧﻲ اﻟﺒﻘﺎءُ ﻣﻌﻜﻤﺎ، ﻗﺎﻟﺖ وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻜﻤﺎ ﰲ إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﰲ أرﺟﺎء املﻜﺎن .ﻛﻤﺎ ﻳُﺴﻌﺪﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘﺪْر ﻧﻔﺴﻪ أن أﺗﺮك ﻟﻚِ املﻔﺘﺎح وأدﻋﻚِ ﺗﺄﺧﺬﻳﻨﻪ ،ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ِ دﻣﺖ ﺳﺘُﻌﻴﺪﻳﻨﻪ إﻟﻴﻨﺎ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح«. 122 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺒﻘﺎء .ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ«. ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻟﺴﺖ »راﺋﻊ إذن .ﺳﺄﺗﺮﻛﻚ ﻫﻨﺎ ،وﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗُﻌ ﱢﺮﺟﻲ ﻋﲆ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﴩﻃﺔ ﰲ أي ٍ وﻗﺖ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح«. ﱢ َ املﺤﻘﻘﺔ وﻫﻲ ﺗﺴري ﻋﺎﺋﺪةً »ﻳﺒﺪو ﻫﺬا ﺟﻴﺪًا« .أﻟﻘﻰ ﻛﻼﻧﺎ ﺗﺤﻴﺔ اﻟﻮداع ووﻗﻔﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ْ ﻋﱪ اﻟﺜﻠﻮج. اﺳﺘﺪارت ﺟﻮﻳﻦ ﻧﺤﻮي وﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺴﺘﻌﺪ؟« »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻫﻞ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺧﻄﺔ ﻟﻠﻬﺠﻮم أم ﻣﺠﺮد إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﰲ اﻷرﺟﺎء؟« »ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﱰﻛﻴ ُﺰ ﻋﲆ اﻟﻜﺘﺐ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻟﻘﻲ أﻧﺎ ﻧﻈﺮة ﻋﲆ ﻛ ﱢﻞ ﻣﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. دﺧﻠﻨﺎ إﱃ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ املﻔﱰض أﻧﻪ ﻏﺮﻓﺔ ﻃﻌﺎم ،ووﺟﺪت ﺟﻮﻳﻦ ﻣﻔﺘﺎح اﻹﺿﺎءة اﻟﺬي أﺿﺎء ﺛُﺮﻳﱠﺎ واﻣﻀﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻛ ﱡﻞ اﻷﺳﻄﺢ ﻣُﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ،ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣُﻜﺪﱠﺳﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻋﲆ اﻷرض أو ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم املﺴﺘﻄﻴﻠﺔُ . ﻗﻠﺖ» :رﺑﻤﺎ ﺳﺄﺣﺘﺎج إﱃ ﺑﻌﺾ املﺴﺎﻋﺪة ﺑﺸﺄن اﻟﻜﺘﺐ«. ُ ٍ أﺑﺤﺚ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ أي ﳾءٍ ﺧﺎرج ﻋﻦ املﺄﻟﻮف .أﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻓﺤﺼﻬﺎ ،وﻟﻜﻨﻲ »ﻟﺴﺖ ذاﻫﺒﺔ إﱃ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي«. ُ ﻣﻜﺜﺖ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﻟﻘﺎءُ ﻧﻈﺮة ﻋﲆ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ املﻮﺟﻮدة ﻟﺪى إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن دون اﻟﺘﻔﻜري ﰲ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ .ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﻜﺜريُ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ َ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ،أﻛﻮام ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘ ﱡ ٍ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺜرية ﻟﻠﺠﺪل ،وﻟﻜﻦ ﻆ ﺑﻬﺎ أﺳﻮاق اﻟﺠﻤﻠﺔ ﰲ ﻻ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻌ ﱠﺮ ُ ٍ ٍ وﻃﺒﻌﺔ ﻃﺒﻌﺔ أوﱃ ﻣﻦ رواﻳﺔ »ﻣﺎ ﺑﻌﺪ املﻮت« ﺑﻘﻠﻢ ﺑﺎﺗﺮﻳﺸﻴﺎ ﻛﻮرﻧﻮﻳﻞ، ﻓﺖ ﻋﲆ ُ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﱠ ﺎ ﺳﻴﺤ ﱡﻞ ﺑﻬﺬه اﻟﻜﺘﺐ ،ﺛﻢ أوﱃ ﻣﻦ رواﻳﺔ »اﻟﺼﺪى اﻷﺳﻮد« ﺑﻘﻠﻢ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻛﻮﻧﲇ. ذ ﱠﻛ ُ ﺮت ﻧﻔﴘ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻫﻨﺎ ﰲ رﺣﻠﺔ ﻋﻤﻞ. »ﻣﺎﻟﻜﻮم «.ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺟﻮﻳﻦ ﺗﻬﺘﻒ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ. ُ ﻫﺘﻔﺖ ﻣﺠﻴﺒًﺎ» :ﻧﻌﻢ«. »ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻘﺪوم إﱃ ﻫﻨﺎ؟« ﺻﻌﺪت اﻟﺪ َرج ،ﻛﺎن ﻣﺘﻜﺪ ًﱢﺳﺎ ً ُ ُ ووﺟﺪت ﺟﻮﻳﻦ أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﻋﲆ ﻃﻮل ﺣﺎﻓﺔ ﻛ ﱢﻞ درﺟﺔ، ُ أﴍت إﻟﻴﻬﻤﺎ. ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ،ﺗﺤﺪﱢق إﱃ زوﺟَ ني ﻣﻦ اﻷﺻﻔﺎد املﺘﺪﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﻤﺎر. ُ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺑﺼﻤﺎت ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﴎﻳﻌً ﺎ» :ﻻ ﺗﻠﻤﺲ أيﱠ ﳾءٍ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن اﻷﺻﺎﺑﻊ«. 123 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻫﻨﺎك أﺻﻔﺎد ﻋﲆ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﰲ »ﻣﺼﻴﺪة املﻮت« .إﻧﻬﺎ ﺗﻠﻌﺐ دو ًرا ﺣﻴﻮﻳٍّﺎ ﰲ املﴪﺣﻴﺔ«. ُ ﺷﺎﻫﺪت اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﺮة أﺧﺮى اﻟﺒﺎرﺣﺔ .واﻧﻈﺮ إﱃ اﻷرض«. ﻗﺎﻟﺖ» :أﻋﺮف .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻟﻮﺣﺔ ﻣﱪوَزة — ﺻﻮرة ﻟﻔﻨﺎر — ﻣﺘﱠﻜﺌﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﺎﺋﻂ» .ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أن ﺗﺸﺎرﱄ أﺣﴬ اﻷﺻﻔﺎد ،وأﻧﺰل ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮرة ،وﻋ ﱠﻠﻖ اﻷﺻﻔﺎد ،ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻮن ﻋﲆ ﻳﻘني ﻓﺤﺴﺐ ﻣﻦ أن ﻫﺬا ﺗﻜﺮﻳ ٌﻢ ﻟ »ﻣﺼﻴﺪة املﻮت«؟« ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ« ،ﺛﻢ ﱠ اﻟﺘﻔﺖ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﺨﺰاﻧﺔ» .ﻟﻌﻠﻪ ﻛﺎن ﻳﺨﺘﺒﺊ ،ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﺰاﻧﺔ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ،رﺑﻤﺎ ارﺗﺪى ﻗﻨﺎﻋً ﺎ ،ﺛﻢ ﻗﻔﺰ ﺧﺎرﺟً ﺎ وأﺧﺎﻓﻬﺎ ﺣﺘﻰ املﻮت«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﺬا ﻏﺮﻳﺐ .ﻓﻌﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ،ﻫﺬه ﻫﻲ املﺮة اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﰲ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻟﻺﺷﺎرة إﱃ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ«. »إﻧﻬﺎ ً ً ﺷﺨﺼﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ«. أﻳﻀﺎ املﺮة اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ُ رأﻳﺖ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ،ﺑﴫاﺣﺔ .أرﻳ ُﺪ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻒ ﻣﻌً ﺎ وﻧﻨﻈﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﺨِ ﺰاﻧﺔ .ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻟﻘﺪ ﻓﻘﻂ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻫﺬه اﻷﺻﻔﺎد وﺑﺼﻤﺎت اﻷﺻﺎﺑﻊ«. »رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪي ﻗﻔﺎزات«. »ﻟﻦ ﻧﻌﺮف ﺣﺘﻰ ﻧﻔﺤﺺ ،وﻟﻜﻦ ،ﻧﻌﻢ ،ﻣﻦ املﺤﺘﻤَ ﻞ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪي ﻗﻔﺎزات«. ُ ﻧﻈﺮت ﰲ ﺑﻘﻴﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺧﺮﺟَ ﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ وﺣﺪﱠﻗﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪا ﻛﺄﻧﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺼﻴﺔ ﱠ ﺗﻠﻘﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﴎﻳﺮ ﻗﺪﻳﻢ ذو أرﺑﻌﺔ أﻋﻤﺪة ،ﻏري ﻣُﺤ َﻜﻢ اﻟﺼﻨﻊ ،وﻣﻐ ٍّ ﻄﻰ ﻟﻘﻲ ﺑﻐﻄﺎء ﴎﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻨﻴﻞ اﻟﻮردي .وﻛﺎﻧﺖ اﻷرﺿﻴﺎت املﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ اﻟﺼﻠﺐ ﻗﺪ أ ُ َ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﺠﺎدٍ ﻣﻨﺴﻮج ،ﺑﻬﺖ ﻟﻮﻧُﻪ ﻋﲆ ﻣ ﱢﺮ اﻟﺴﻨني .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ املﻮﺟﻮدة ﰲ أﺳﻔﻞ اﻟﴪﻳﺮ ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﻔﺮاء. ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺣﻴﻮا ٌن أﻟﻴﻒ؟« ُ ﻗﺮأت ﻋﻦ ذﻟﻚ ﰲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ«. ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻻ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻨﻲ ُ ﺣﺎوﻟﺖ أن أﻋﻮد ﺑﺬاﻛﺮﺗﻲ إﱃ اﻟﻮراء ﺣني اﻋﺘﺎدت إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن املﺠﻲء إﱃ »أُوﻟﺪ ً ﻣﻄﻠﻘﺎ .ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي ﱠ أن ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﻠﻚ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ،وﻟﻢ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻬﺎ أﺑﺪت اﻫﺘﻤﺎﻣً ﺎ ﺑﻨريو ﻛﻠﺒًﺎ أو ﻗﻄﺔ ،وﻟﻢ ﺗُﻨ ﱢ ﻈﻒ اﻟﺒﺴﺎط ﻗﻂ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﳾءٌ ﻧﻈﻴﻒ ﰲ املﻨﺰل. ُ ُ وﻧﻈﺮت إﱃ ﺻﻮر ٍة ﻣﱪوَزة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﻓﻮق املﻜﺘﺐ .ﻛﺎن اﻹﻃﺎر أﺑﻴﺾ ،وﻗﺪ ﺗﺤﻮﱠﻟﺖ ذﻫﺒﺖ ﻻﻣﻊ ﻣﻊ ﻛ ﱢﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أوﺳﺎخ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻮرة املﻮﺟﻮدة ﰲ اﻹﻃﺎر ﺣﺎﻓﺘُﻪ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ إﱃ أﺳﻮ َد ٍ ً ﻣﻨﻘﻮﺷﺎ وﻧ ﱠ ٍ ً ﻈﺎرة ﻗﻤﻴﺼﺎ ﻟﻠﺠﻮﻟﻒ ،وأ ﱟم ﺗﺮﺗﺪي ﻓﺴﺘﺎﻧًﺎ ﻗﺼريًا أب ﻳﺮﺗﺪي ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﰲ إﺟﺎزة؛ ٍ ُ أرﺑﻌﺔ أﻃﻔﺎل ،و َﻟﺪان أﻛﱪان وﻓﺘﺎﺗﺎن ﺻﻐﺮﻳﺎن .ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻔﻮن ذات إﻃﺎر ﺳﻤﻴﻚ .وﻛﺎن ﻫﻨﺎك 124 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﰲ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ .اﺗﱠ ُ ﻜﺄت ﻋﲆ أﻣﺎم ﺷﺠﺮة ﺿﺨﻤﺔ ،ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺷﺠﺮة اﻟﺴﻜﻮﻳﺎ ،ﰲ ٍ ٍ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أيﱡ اﻟﻔﺘﺎﺗني اﻟﻠﺘني ﰲ ﻣُﻘﺘﺒﻞ املﺮاﻫﻘﺔ ﻫﻲ إﻳﻠني ،ﻟﻜﻦ اﻟﺼﻮرة اﻟﺤﺎﺋﻂ ﰲ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ ً ُ اﻓﱰﺿﺖ أن أﺻﻐﺮﻫﻤﺎ ﻫﻲ إﻳﻠني ،ﺗﻠﻚ ﻗﻠﻴﻼ ،وﻗﺪ ﺑﻬﺘَﺖ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ .وﻣﻊ ذﻟﻚ َ ﻈﺎرة وﺗﺤﻤﻞ د ً اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ ﻧ ﱠ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﺘﺴﻢ. ُﻣﻴﺔ إﱃ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻣُﺴﺘﻌﺪ؟« »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. ﱡ ُ ﺗﺼﻄﻒ ﻋﲆ أﻣﻌﻨﺖ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﱃ أﺳﻔﻞ اﻟﺪﱠرج، ﺟﺎﻧﺒﻴﻬﺎ اﻟﺮﻓﻮفُ . ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﻋﲆ اﻟﻜﺘﺐ ﻫﻨﺎ ﴎﻳﻌً ﺎ؟« وﻫ ﱠﺰت ﺟﻮﻳﻦ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ وأوﻣﺄت. ٌ أن ﺷﻘﻴﻘﺔ إﻳﻠني ﻗﺎرﺋﺔ ً أﻳﻀﺎ ،ﱠ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﱠ وأن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻸ رﻓﻮف ﻏﺮﻓﺔ ﱡ ﺗﺨﺼﻬﺎ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜريُ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ واﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .وﻛﺎن ﻗﺪ املﻌﻴﺸﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺼﺺ ﱞ رف ﻛﺎﻣﻞ ﻟﺠﻴﻤﺲ ﻣﻴﺘﺸﻴﻨﺮ .وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً ُﺧ ﱢ أﻳﻀﺎ ﺧِ ﺰاﻧﺔ ﻛﺘﺐ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣُﻜﺪﱠﺳﺔ ﰲ زاوﻳﺔ ،ﺗﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أﺣﴬﺗﻬﺎ إﻳﻠني .أﺣ ُﺪ رﻓﻮﻓﻬﺎ ﻛﺎن ﻣﻠﻴﺌًﺎ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﺘﻴﻘﺔ ﻳﻌﻠﻮﻫﺎ اﻟﻐﺒﺎر ﻣﻦ ﱠ ﺛﻘﺎﻻت اﻟﻮرق اﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ .أﻣﺎ اﻟﺒﻘﻴﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘ ﱠ ﻈﺔ ﺑﻤﺰﻳ ٍﺪ ﻣﻦ رواﻳﺎت اﻟﻐﻤﻮض املﺮﺗﱠﺒﺔ ً ُ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ ﺑﺮؤﻳﺔ اﻷﻋﻤﺎل ا ُملﺠﻤﻌﺔ ﻟﺘﻮﻣﺎس ﻫﺎرﻳﺲ، وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺆ ﱢﻟﻒ. وﻫﻮ ﻛﺎﺗﺐٌ ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻠني ﻗﺪ ﺣ ﱠﺪﺛَﺘﻨﻲ ﰲ إﺣﺪى املﺮات ﻋﻨﻪ ﺑﺄﻧﻪ »ﻣﻨﺤﺮف ﻣُﺒﺎ َﻟﻎ ﻓﻴﻪ« .ﻟﻘﺪ ً ﻮﺟﺌﺖ ً ُ ُ ﻗﺎﺑﻌﺔ ﺑني »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ رأﻳﺖ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻳﻀﺎ ﺑﺮؤﻳﺔ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« ﺣﺘﻰ ُﻓ ﻗﻄﺎر« وﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ »ﻣﺼﻴﺪة املﻮت« .اﻧﺘﺎﺑﺘﻨﻲ ُ اﻟﻘ َﺸﻌﺮﻳﺮة .ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻮﺟﻮدة ﻫﻨﺎك ُ َ واﺗﺴﻌَ ﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ. أﺣﴬت ﺟﻮﻳﻦ إﱃ ﻫﻨﺎ، — ﻛ ﱡﻞ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ — ﺑﺎﻟﱰﺗﻴﺐ. ﺛﻢ اﻟﺘﻘﻄﺖ ﺻﻮر ًة ﺑﻬﺎﺗﻔﻬﺎ. ً ﻣﺴﺒﻘﺎ؟« ﻗﺎﻟﺖ» :أﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ أﺣﴬَ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ ﻫﻨﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ أم إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻫﻨﺎ »أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻫﻮ ﻣَ ﻦ أﺣﴬﻫﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﺪى إﻳﻠني ﻛ ﱡﻞ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ ،ﻟﻜﻨﻲ أﺷ ﱡﻚ ﰲ ذﻟﻚ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﻜﻮن ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ ﻣﻌﺮﻓﺔ أيﱢ ﳾءٍ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﱡﺴﺦ؟« ُ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ .ﻋﺎد ًة، ﻣﻜﺎن ﻣﺎ .رﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺘﺠﺮي ،أو رﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺖ» :رﺑﻤﺎ ،ﻟﻘﺪ اﺑﺘﺎﻋﻬﻢ ﻣﻦ ٍ ٍ ً ُﺴﺘﻌﻤﻼ ،ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺳﻌ ٌﺮ ﻣﻜﺘﻮب ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ اﻟﺮﺻﺎص ﻋﲆ اﻟﺼﻔﺤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﱰي ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻣ ٌ اﻷوﱃ ،وأﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﻠﺼﻖ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺘﺎﺟﺮ«. »ﻻ أرﻳﺪك أن ﺗﻠﻤﺴﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺨﱪﻧﻲ ﺑﺄي ﳾءٍ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ أﻏﻠﻔﺔ اﻟﻜﺘﺐ؟« 125 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ٌ ُ ﻗﺎﺑﻌﺔ ﻫﻨﺎك ﻟﺘﺸ ﱢﻜﻞ ﻣﻌً ﺎ اﺳﺘﻌﺮﺿﺖ ﺟﻤﻴ َﻊ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺼﺪ َر اﺗﻬﺎم واﺿﺢ .وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻫﻲ رواﻳﺔ »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار«. ٍ ﻃﺒﻌﺔ ﺗﺮوﻳﺠﻴ ٍﺔ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ورﻗﻲ اﻟﻐﻼف ﺻﺪ َر ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﰲ ﻋ َﺮﻓﺘُﻬﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﻴﺒًﺎ ﱠ ﻣﻊ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻗﺼري ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﻋﴩ ﺳﻨﻮات .وﻫﺬه اﻟﻨﱡﺴﺨﺔ وﺻ َﻠﺖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻦ ُ املﺘﺠﺮ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﺗﺬ ﱠﻛ ُ أﻣﻘﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺒﻌﺔ .ذﻟﻚ أﻧﻨﻲ أﻛﺮه ﻛ ﱠﻞ أﻏﻠﻔﺔ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﱰوﻳﺠﻴﺔ ﺮت ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ُ ُ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن أﻣﻴﱢﺰ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻋﲆ أﻧﻪ أﺣﺪ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ أﺧﱪت ﺟﻮﻳﻦ أﻧﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم. ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪيﱠ ﰲ املﺘﺠﺮ. ً ﻗﺎﻟﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺟﻴﺪ« .اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺳﻤﺎ َع اﻹﺛﺎرة ﰲ ﺻﻮﺗﻬﺎ» .ﺑﻌﺪ أن أﻓﺤﺼﻬﺎ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﱠ ﻧﺘﺼﻔﺤﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ .ﻫﻴﺎ ﻟﻨﺴﺠﱢ ﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻟﻔﻨﺪق«. اﻟﺒﺼﻤﺎت ،ﺳﺄﺻﻮﱢرﻫﺎ وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺠﺰت ﻟﻨﺎ ﻏﺮﻓﺘني ﰲ ﻓﻨﺪق »ﻫﺎﻣﺒﺘﻮن إن آﻧﺪ ﺳﻮﻳﺘﺲ« ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﻣﻴﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ وﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ روﻛﻼﻧﺪ .وﻛﺎن ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺎرع ﻣﻄﻌ ُﻢ ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪز .ﻛﻨﺖ ً ﻗﻠﻘﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ اﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎء ﻫﻨﺎك ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ذ َﻛ َﺮت ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﺗﺤﺒﻪ ﰲ ﺷﺎرع ﻣني» .ﻟﻘﺪ ﻣﻦ أن َ ﺣﺠﺰت ﻟﺸﺨﺼني وﻟﻜﻦ … إذا ﻛﻨﺖ ﱢ ُ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺬﻫﺎبَ إﱃ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ …« ﻗﻠﺖ :ﱠ ُ »ﻛﻼ .ﻳُﺴﻌﺪﻧﻲ أن أﺗﺒﻌﻚ«. ﺳﺠﱠ ﻠﻨﺎ اﻟﻮﺻﻮل ﺛﻢ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﰲ اﻟ ﱠﺮدﻫﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ،وﺗﻮﺟﱠ ﻬﻨﺎ إﱃ املﺪﻳﻨﺔ .ﻛﻨﺎ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻮﺳﻢُ ، ُ ُ رأﻳﺖ أن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﻄﺎﻋﻢ ﺗﺒﺪو ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ .أوﻗﻔﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎر َة ﻮﺟﺌﺖ ﺣني وﻓ َ ﺧﻄﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣَ ﺪ َ ٍ ْﺧﻞ ﻃﺎﺑﻘني ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﻣﺒﺎﴍ ًة أﻣﺎم ﻣﺒﻨًﻰ ﻣﻦ اﻟﻘِ ﺮﻣﻴﺪ ﻣُﺆ ﱠﻟ ٍﻒ ﻣﻦ »ذا ﺗﺎون ﺗﺎﻓﺮن« ،اﻟﺬي ﻳﺸري إﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲆ أﻧﻪ »ﻣﻄﻌﻢ ﻟﻠﺒرية وا َملﺤﺎر« .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ اﻷﺣﺪ وﻛﺎن املﻜﺎن ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﻛﻤﺎ ﱠ ﺗﻮﻗﻌﻨﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺟﻠﻮس زوﺟَ ني ﰲ اﻟﺤﺎﻧﺔ .أﺧﺬﺗﻨﺎ اﻟﻨﺎدﻟﺔ، وﻫﻲ اﻣﺮأ ٌة ﺷﺎﺑﺔ ﺗﺮﺗﺪي ﺳﱰ ًة ﻣﻦ ﻃﺮاز »ﺑﺮوﻧﺲ« ،إﱃ ﻣﻘﺼﻮرة. ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻫﻞ ﻫﺬا ﺟﻴﺪ؟« »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻗﻠﺖ إﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟« ً ﻣﻨﺰﻻ ﻋﲆ ﺑﺤرية ﻣﻴﺠﻮﻧﺘﻴﻜﻮك ،وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻫﻨﺎ .آﺗﻲ إﱃ »ﻳﻤﺘﻠﻚ أﺟﺪادي اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻷوﺳﻂ أﺳﺒﻮﻋني ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻛ ﱠﻞ ﺻﻴﻒ .ﺑﴫاﺣﺔ ،ﺟَ ﺪي ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳُﺒﺠﱢ ﻞ ﻫﺬا املﻜﺎن ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺼﻨﻌﻮن ا َملﺤﺎر املﻄﻬﻮ ﰲ اﻟﻔﺮن ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﱡﻬﺎ«. ﺣﴬت اﻟﻨﺎدﻟﺔ ،وﻃﻠﺒﺖ ﴍاب اﻟﺸﻌري املﺨﻤﱠ ﺮ اﻟﻼذع ﻣﺎرﻛﺔ »ﺟﺮﻳﺘﻲ ﻣﺎﻛﺪوف« ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ،وﺷﻄرية ﻣَ ﺤﺎر .وﻃﻠﺒﺖ ﺟﻮﻳﻦ زﺟﺎﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺒرية ﻣﺎرﻛﺔ »ﻫﺎرﺑﻮن« وﺳﻤﻚ اﻟﺤﺪُوق. 126 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ ُ ﻗﻠﺖ» :أﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺤﱠ ﺎر ﻣﻄﻬﻮ ﰲ اﻟﻔﺮن؟« اﻟﺘﻔﺘَﺖ إﱃ اﻟﻨﺎدﻟﺔ» .ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﱢ ٍ ﻣﺤﺎرات ﻣﺒﺪﺋﻴٍّﺎ؟« ﺳﺖ ﺑﻌﺪ أن ﻏﺎد َرت اﻟﻨﺎدﻟﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺟَ ﺪي .ﺳﺄﺧﱪه ﺑﺬﻟﻚ«. ﺳﺄﻟﺖ» :أﻳﻦ ﻳُﻘﻴﻤﻮن َ ُ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎم؟« َ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻫﻨﺎ ﻋﲆ »ﺷﻤﺎل وﻻﻳﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﻢ ﻳُﻮاﺻﻠﻮن ﱠ ﺳﻴﺘﻌني ﻋﻠﻴﻬﻢ ﴍاءُ ﻣﻨﺰل ﺟﺪﻳﺪ .ﻓﻤﻨﺰ ُل اﻟﺒﺤرية ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﺷﺘﺎءً. ﻣﺪار اﻟﻌﺎم .ﻟﻜﻦ ﻫﻞ زرت ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ﻣﻦ وﻻﻳﺔ ﻣني ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟« ُ »ذﻫﺒﺖ إﱃ ﻛﺎﻣﺪن .ﻣﺮة واﺣﺪة .إﻧﱠﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« »املﺪﻳﻨﺔ املﺠﺎورة ،ﻧﻌﻢ .ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ذﻟﻚ؟« ُ ُ ذﻫﺒﺖ ﻣﻊ ﻛﻠري، أﻋﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .ﻗﺒﻞ ﻋﴩ ﺳﻨﻮات .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد إﺟﺎزة« .ﻟﻘﺪ »ﻻ ٍ ﺑﺮﺣﻼت ﺑ ﱢﺮﻳﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮم ﻛﺜريًا اﻟﺠﻌَ ﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻨﺎ ﻗﺪ وﺻﻠﺖ ﻣﻊ ﺳ ﱠﻠ ٍﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺰ .اﺣﺘﴗ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ َ رﺷ ٍ ﻔﺎت ،ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ِ ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ زوﺟﺘﻚ؟ ﻫﻞ ﺗﻤﺎﻧﻊ؟« ﻗﻠﺖ :ﱠ ُ ُ وﺣﺎوﻟﺖ أن أﺑﺪ َو ﻃﺒﻴﻌﻴٍّﺎ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻋﲆ ﻋﻠ ٍﻢ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻓﻘﺪﻧﺎ »ﻛﻼ ،ﻻ أﻣﺎﻧﻊ«، اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺒﴫي ْ ﻋﱪ اﻟﻄﺎوﻟﺔ. »ﻣﺘﻰ ﺗُ ﱢ ﻮﻓﻴَﺖ؟« ٍ ﺳﻨﻮات ،وإن ﻛﻨﺖ ﻻ أﺷﻌﺮ أن ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﻣ ﱠﺮ«. »ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ وﻫﻲ ﺗﻤﺴﺢ َ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻏﻮة ﻣﻦ ﺷﻔﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺈﺻﺒﻌﻬﺎ» :أﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪة .ﻻ ﺑﺪ ﱠ أن ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻓﻈﻴﻌً ﺎ .ﻣﻮﺗُﻬﺎ ﰲ ﱟ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮة .واﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﻬﺎ«. »ﻳﺒﺪو أﻧﻚ ﻗﻤﺖ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺘﺤﺮﻳﺎت«. »أﺟﻞً . ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ اﺳﻤﻚ ﻷول ﻣﺮة ،ﻋﻨﺪ ﻋﺜﻮري ﻋﲆ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﺗﺤ ﱠﺮ ُ ُ ﻳﺖ ﻗﻠﻴﻼ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻨﻚ«. »ﻫﻞ ﻋ َﺮﻓﺖ ﺑﺎﺳﺘﺠﻮاﺑﻲ ﰲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ؟« ُ ﻋﺮﻓﺖ ذﻟﻚ«. »ﻧﻌﻢ، »ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻗﺘﻠﻪ ،ﻟﻮ ﺳﻨﺤَ ﺖ ﱄ اﻟﻔﺮﺻﺔ .ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا أﻧﺎ«. ُ »أﻋﺮف ذﻟﻚ«. »ﻻ ﺑﺄس إذا ﻟﻢ ﺗﻔﻌﲇ .أﻋﻠﻢ أﻧﻚِ ﺗﺆدﱢﻳﻦ ﻋﻤﻠﻚ ،وأﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﺗﺘﺴﺎءﻟني ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﻜﻞ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻫﺬه .اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪيﱠ أيﱡ ﻋﻼﻗﺔ ،أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ 127 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻲ .ﻓﺒﻌﺪ وﻓﺎة زوﺟﺘﻲُ ، ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﴘ إﻧﻨﻲ ﺳﺄواﺻ ُﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﻤﻔﺮدي ،أﻗﻮم ﺑﻌﻤﲇ ،وأﻗﺮأ اﻟﻜﺘﺐ .أرﻳ ُﺪ ﺣﻴﺎ ًة ﻫﺎدﺋﺔ«. ٍ ِ أﺳﺘﻄﻊ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﺑﺪَت وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺄﺛﱡﺮ. ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﻟﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :أﻧﺎ أﺻﺪ ُﱢﻗﻚ« ،وﻧﻈ َﺮت إﱄ ﱠ ً إﺣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺸﻔﻘﺔ. أو رﺑﻤﺎ ﻛﺎن »ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪة؟« ٌ »ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻫﻨﺎ ،وﻣﻘﺘﻞ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ،ﱢ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻳﻐري اﻷﻣﻮر ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .إﻧﻪ ﻋﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .إﻧﻪ ﻳﺸري إﻟﻴﻚ ﻣﺒﺎﴍ ًة ،ﻣﺒﺎﴍ ًة إﱃ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ«. »أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ .ﱠ إن ذﻟﻚ ﻳﻤﻨﺤﻨﻲ ﺷﻌﻮ ًرا ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﺟﺪٍّا«. »أﺧﱪﻧﻲ ﺑﺎملﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري .ﻫﻞ ﻛﺎن ﻳﻌﺮف إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن؟« ُ ُ أﻋﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺗﺤﺪﱠث إﻟﻴﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻋ َﺮﻓﻬﺎ ﻗﻠﺖ» :ﻛﺎن ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻻ ﺗﺤﴬ إﻳﻠني ً ُ ُ ُ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﱠ ﺗﺤﴬ«. أﻳﻀﺎ ،اﻋﺘﺎدت أن ﻳﺤﴬ ﺟﻤﻴ َﻊ ﻧﺪواﺗﻨﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻷن ﺑﺮاﻳﻦ »ﻛﻴﻒ اﻧﺘﻬﻰ ﺑﻜﻤﺎ اﻷﻣﺮ ﺑﴩاء املﺘﺠﺮ ﻣﻌً ﺎ؟« َ َ ﺻﺪﻳﻘني ﻣﻘ ﱠﺮﺑني ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻳﺄﺗﻲ إﱃ املﺘﺠﺮ ﻛﺜريًا ،وﻛﻨﺎ ﻧﺘﻨﺎول ﺻﺪﻳﻘني ،ﻟﻢ ﻧﻜﻦ »ﻛﻨﺎ ُ أﺧﱪت ﺑﺮاﻳﻦ ﻋﻦ ذﻟﻚ، ﺣني إﱃ آﺧﺮ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗ ﱠﺮر املﺎﻟ ُﻚ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺒﻴﻊ ،ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ﻣﴩوﺑًﺎ ﻣﻦ ٍ ﻋﻦ ﻛﻴﻒ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺷﱰﻳﻪ إذا ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ املﺎل .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻋ َﺮض أن ﻳُﺸﺎرﻛﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر .ﻃﻠﺐ ﱢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻣﻴﻪ أن ﻳُﺤ ﱢﺮر ﻋَ ﻘﺪًا ﱡ ﺳﻴﻮﻓﺮ املﻘﺪار اﻷﻛﱪ ﻣﻦ رأس املﺎل وﺳﺄﺗﻮﱃ أﻧﺎ ﻳﻨﺺ ﻋﲆ أﻧﻪ ً اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣﺜﺎﻟﻴٍّﺎ .وﻣﺎ زال .ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ أيﱡ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻫﺬه«. اﻹدارة .ﻛﺎن ﻫﺬا »ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮف ذﻟﻚ؟« اﻟﺠ َ ٌ ُ ﻌﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻲ» .إﻧﻪ ﻣُﺪﻣﻦ ﻟﻠﻜﺤﻮل ،ﻳﻮاﺻﻞ أﻧﺸﻄﺘﻪ ﻛﺎﻟﻌﺎدة ،وﻟﻜﻦ ارﺗﺸﻔﺖ ِ َ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎم إﺟﺎزة ﻻﺣﺘﺴﺎء ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ .ﻳﻜﺘﺐُ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺴﻨﻮي ﺧﻼل ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،وﻳﺄﺧﺬ اﻟﻜﺤﻮل .ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺳﺘني ﻋﺎﻣً ﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺪو ﰲ اﻟﺴﺒﻌني ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وﰲ ﻛ ﱢﻞ ﻣﺮة ﻧﺘﺴ ﱠﻜﻊ ﻣﻌً ﺎ ﻳﺨﱪﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ ِ ﻟﺴﺒﺐ ﻧﻔﺴﻬﺎ .أﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﻻ أرى ذﻟﻚ .ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻪ ﻧﻮاﻳﺎ إﺟﺮاﻣﻴﺔ ٍ ُ ِ ﺳﻴﺎرات ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ .إﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﺣﺘﻰ .ﺑﻞ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻣﺎ ،ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ اﻷﺟﺮة ﻟﻠﺬﻫﺎب إﱃ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن«. »ﺣﺴﻨًﺎ«. »ﻫﻞ ﺗُﺼﺪﻗﻴﻨﻨﻲ؟« ُ اﻋﺘﺪت أن أﻗﺮأ ﻛﺘﺒَﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ »ﺳﻮف أﻧﻈ ُﺮ ﰲ أﻣﺮه ،ﻟﻜﻦ أﺟﻞ ،أﺻﺪﱢﻗﻚ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻣﺮاﻫﻘﺔ .ﻛﺎﻧﺖ إﻟﻴﺲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ أﺣ َﺪ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أرﻏﺐُ ﰲ دﺧﻮل ﻣﺠﺎل ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن«. 128 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ »اﻟﻜﺘﺐ اﻷوﱃ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﺪة«. ﻛﺘﺎب ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﰲ ﻳﻮم واﺣﺪ«. »ﻟﻘﺪ أﺣﺒﺒﺘُﻬﺎ .أﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺑﻤﻘﺪوري ﻗﺮاءة ٍ ﺟﺎء ا َملﺤﺎر اﻟﺨﺎص ﺑﻨﺎ ،وﺑﻘﻴﺔ ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ ﺑﻌﺪه ﺑﻤﺪ ٍة وﺟﻴﺰة .ﻟﻢ ﻧَﻌُ ﺪ ﻧﺘﺤﺪ ُ ﱠث ﻋﻦ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أو ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري أو أي ﳾءٍ ﺷﺨﴢ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ .ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ اﻟﻄﻌﺎم ،وراﺟﻌﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﺧ ﱠ ﻄﺘﻬﺎ ﻟﻠﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺰم اﻟﺬﱠﻫﺎب إﱃ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ املﺤﲇ اﻟﱰﺗﻴﺐ ﻣﻊ اﻟﻀﺎﺑﻂ املﻌﺎﻳﻦ ملﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻹﺟﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﻣﻨﺰل إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن .أرادت ً ً ﺷﺨﺼﺎ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ،أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺳﻴﺎرة ﻏﺮﻳﺒﺔ، أﻳﻀﺎ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻣﻊ اﻟﺠريان اﻟﺬﻳﻦ رﺑﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪوا ﻗﺒﻴﻞ وﻓﺎة إﻳﻠني. َ أﺑﺤﺚ ﻟﻚ ﻋﻦ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺗﻌﻴﺪك إﱃ ﺑﻮﺳﻄﻦ .أو ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻌﻮدة ﻣﻌﻲ، ﻗﺎﻟﺖ» :ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ٍ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ«. ﻗﻠﺖ» :ﺳﺄﻧﺘﻈﺮ .ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﻘﺪي أﻧﻪ ﺳﺘﻜﻮن ﻫﻨﺎك ٌ ُ ُ أﺣﴬت ﻣﻌﻲ ﻛﺘﺎﺑًﺎ«. ﻟﻴﻠﺔ أﺧﺮى. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻛﺘﺎب آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ؟« ُ أﺣﴬت »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار««. »ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻟﻘﺪ ٍ ﺻﻤﺖ إﱃ اﻟﻔﻨﺪق ،ﺛﻢ وﻗﻔﻨﺎ ﻣﻌً ﺎ ﰲ اﻟﻀﻮء ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺎء ،ﻗﺎدت ﺑﻲ اﻟﺴﻴﺎر َة ﻋﺎﺋﺪَﻳﻦ ﰲ اﻟﻘﺎﳼ ﻟﻠ ﱠﺮدﻫﺔ اﻟﻔﺎرﻏﺔ .ﻗﺎﻟﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا ملﺠﻴﺌﻚ ﻣﻌﻲ ،أدر ُك ﱠ أن اﻷﻣﺮ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺪر إزﻋﺎج ﻟﻚ«. ﻗﻠﺖ» :إﻧﻪ أﻣ ٌﺮ راﺋﻊ ٍّ ﺣﻘﺎ ،أن أﺧﺮج ﻣﻦ املﺪﻳﻨﺔ …« ﺗﺄﺗﻲ إﱃ ﻣﴪح ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ …« »وأن َ ُ ﻗﻠﺖ» :أﺟﻞ«. ﺗﺴﺎءﻟﺖ ُﻫ ً ُ ﻨﻴﻬﺔ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ أي اﻫﺘﻤﺎم روﻣﺎﻧﴘ وﻗﻔﻨﺎ ﻣﺮﺗﺒ َﻜني ﻟﺤﻈﺔ. ُ وأﻋﺮف أﻧﻨﻲ ُ ﺑﻲ .إﻧﻨﻲ ُ ٍ ﻟﺴﺖ دﻣﻴﻤً ﺎ .ﻛﺎن َﺷﻌﺮي ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﺳﻨﻮات ﻓﻘﻂ، أﻛﱪﻫﺎ ﺑﻌﴩ ً ﻧﺤﻴﻔﺎ وﻟﺪيﱠ ﺧ ﱡ ﻂ رﻣﺎدﻳٍّﺎ اﻵن ،ﺑﻞ ﻳﻤﻴﻞ أﻛﺜ َﺮ إﱃ اﻟﻠﻮن اﻟﻔﴤ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﺮﻛﺘُﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ .ﻛﻨﺖ ُ ُ ﺷﻌﺮت ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺠﺪار اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﺧﻄﻮ ًة إﱃ اﻟﻮراء. ﻓ ﱟﻚ ﻻﺋﻖ .وﻟﺪيﱠ ﻋﻴﻨﺎن زرﻗﺎوان. ﺷﺨﺺ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻷﺷﺒﺎح .ﻻ ﺑﺪ اﻟﻼﻣﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ذﻟﻚ اﻟﺠﺪار اﻟﺬي ﻣﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻻﻗﱰاب ﻣﻦ أي ٍ أﻧﻬﺎ ﺷﻌﺮت ﺑﺬﻟﻚ ً أﻳﻀﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﻨﱠﺖ ﱄ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﻌﻴﺪة. ُ ﻋُ ُ وﺑﺪأت أﻗﺮأ. ﺪت إﱃ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﰲ اﻟﻔﻨﺪق 129 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ ُ أﻧﻬﻴﺖ ﻣﺎ أﺛﺎر إﻋﺠﺎﺑﻲ ﺑﺸﺄن رواﻳﺔ »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎدﻓﺘُﻬﺎ أو َل ﻣﺮة ﺑﻌﺪ أن دراﺳﺘﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﻫﻮ اﻹﴏار اﻟﺒﺎرد ﻟﻠﻘﺎﺗﻞ. ﱢ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺔ أن إدﻣﻮﻧﺪ ﺑﻴﻜﲇ ﻗﺪ ﻗ ﱠﺮر ﻗﺘ َﻞ زوﺟﺘﻪ املﺘﺴﻠﻄﺔ ٍ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷدوﻳﺔ .ﻋﲆ ﻣﺪار ذات اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ .ﻛﺎن ﻃﺒﻴﺒًﺎ وﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﻮﺻﻮ ُل إﱃ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻳﺤﻮﱢل زوﺟﺘﻪ ﺗﺪرﻳﺠﻴٍّﺎ إﱃ ﻣﺪﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﻮرﻓني .وذﻟﻚ ﻋﻦ ِ ٍ ﻧﻮﺑﺎت ﻣﻦ اﻟﺼﺪاع املﺰﻣﻦ ،ﺛﻢ ﻳُﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﺑﺎﻷﻓﻴﻮن. ﺧﻠﻂ اﻟﺸﺎي اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ ﺑﻌﻘﺎر ﻳﺴﺒﱢﺐ ﻟﻬﺎ ﺗﺰوﻳﺮ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﻋﲆ اﻟﻮﺻﻔﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻛﻲ ﺛﻢ ﻳﻘﻄﻊ املﻮرﻓني ﻋﻨﻬﺎ ،ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﺪأ ﰲ ِ ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ ﴍاﺋﻪ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﻷﻫﺎﱄ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ أﺻﺒﺤَ ﺖ ً ٍ ﺟﺮﻋﺔ زاﺋﺪة .وﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﺪﻣﻨﺔ .واﻟﺒﺎﻗﻲ ﺳﻬﻞ؛ ﻓﻔﻲ إﺣﺪى اﻷﻣﺴﻴﺎت ﻳُﻌﻄﻴﻬﺎ املﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻮﺟﻴ ُﻪ أﺻﺎﺑﻊ اﻻﺗﻬﺎم إﻟﻴﻪ ﻋﲆ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. ُ ُ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ .ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺮأت ﻣﻌﻈ َﻢ اﻟﻜﺘﺎب ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﺛﻢ ٌ أوﻗﺎت ﰲ اﻟﺮواﻳﺔ — ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻀﺤﻜﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ — ﺣني اﻟﺼﻌﺐ اﻟﱰﻛﻴ ُﺰ وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ُ اﻧﺠﺮﻓﺖ ﰲ اﻟﻘﺼﺔ .وﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل داﺋﻤً ﺎ ،ﻋُ ُ ُ ﻗﺮأت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎب، آﺧﺮ ﻣﺮة ﺪت ﺑﺬاﻛﺮﺗﻲ إﱃ ِ ً ُ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺗﺠﺎه اﻟﻜﻠﻤﺎت ِ ﺑﺪأت اﻟﻌﻤﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺻﻐريًا ،وﻛﻴﻒ ﻛﺎن ر ﱡد ﻓﻌﲇ ﰲ ﻣﺘﺠﺮ »رﻳﺪﻻﻳﻦ« ﻟﻠﻜﺘﺐ ﰲ ﻣﻴﺪان ﻫﺎرﻓﺎرد ﺑﻌﺪ املﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘُﻬﺎ ﰲ اﻟﻜﻠﻴﺔ ،أﻋﻄﺘﻨﻲ ُ ً ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺨﻂ اﻟﻴﺪ ﻟﻜﺘﺒﻬﺎ زوﺟﺔ املﺎﻟﻚ، ﺷﺎرون أﺑﺮاﻣﺰ، ﻓﻘﺪت ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ُ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ رواﻳﺎت ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا واﺣﺪة .ﻟﻘﺪ ﺣﻔﻈﺘﻬﺎ .وإﱃ ﺟﺎﻧﺐ »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أدرﺟَ ﺖ »ﻟﻴﻠﺔ ﺣﻔﻞ اﻟﻌﺸﺎء« و»اﻟﺨﻴﱠﺎﻃﻮن اﻟﺘﺴﻌﺔ« ﺑﻘﻠﻢ دوروﺛﻲ إل ﺳﺎﻳﺮز ،و»اﺑﻨﺔ اﻟﺰﻣﻦ« ﺑﻘﻠﻢ ﺟﻮزﻓني ﺗﺎي ،و»رﻳﺒﻴﻜﺎ« ﻟﺪاﻓﻨﻲ دو ﻣﻮرﻳﻴﻪ ،وأول ﻛﺘﺎﺑني ﻟﺴﻮ ﺟﺮاﻓﺘﻮن ،و»اﻟﺤﻤﱠ ﺎم اﻟﻄﻘﴘ« ﻟﻔﺎي ﻛﻴﻠﺮﻣﺎن ،و»اﺳﻢ اﻟﻮردة« ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻷوﻣﺒريﺗﻮ إﻛﻮ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗُﻜﻤﻠﻬﺎ ﻗﻂ» :إﻧﻨﻲ ﻓﻘﻂ أﺣﺐ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﺜريًا«. وﻛﺎن ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ ا ُمل ﱠ ﻔﻀﻞ اﻵﺧﺮ ﻫﻮ ﻛﺘﺎب »املﻨﺰل اﻟﻜﺌﻴﺐ« ﻟﺘﺸﺎرﻟﺰ دﻳﻜﻨﺰ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻏﻤﻮض ً أﻳﻀﺎ. ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ٍ ِ ُ أذﻛﺮ أﻧﻨﻲ ﺗﺄﺛ ﱠ ُ ِ ﻗﺮأت ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨﻲ ﺮت ﻛﺜريًا ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ أﺟﲇ ُ أﻋﺪت ﻗﺮاء َة اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻛ ﱠﻞ ﳾءٍ ﻣﺪ َرج ﺑﻬﺎ ﰲ ﻏﻀﻮن أﺳﺒﻮﻋني ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ ﻋﲆ دراﻳﺔ ﺑﻬﺎ .وﺑﻘﺮاءة »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« آﻧﺬاك أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﱠ أن ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﺗﻤﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أﺷﻌﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎملﺆازرة .إﻧﻬﺎ ﺳﺎﺧﺮة ﰲ اﻷﺳﺎس ،ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺰق ﻓﻜﺮ َة اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ إﱃ أﺷﻼء. ُ ُ ﺷﻌﺮت ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ رﻋﺐ ﻫﺬه ﻗﺮأت اﻟﻜﺘﺎب ﰲ ﻓﻨﺪق »ﻫﺎﻣﺒﺘﻮن إن« ﰲ روﻛﻼﻧﺪ، وﻋﻨﺪﻣﺎ املﺮة .ﺑﻴﻜﲇ ،املﻬﻮوس ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ،ﻳﻘﺘﻞ زوﺟﺘﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ وﺣﺸﻴﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻣﱢ ﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ .وﻳﺼﺒﺢ ﻣﺼﺎﺑًﺎ إﱃ اﻷﺑﺪ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻘﺘﻞ. ً ﱠ ﺳﺘﺘﺄﻫﺐ ملﻐﺎدرة رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺼﻴﺔ ﺗﺨﱪﻧﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻈﻬرية ﻣﺒﺎﴍ ًة ،أرﺳﻠﺖ ﺟﻮﻳﻦ رددت ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ً ُ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻛ ﱠﻞ اﻟﻮﻗﺖ ﻣني ﰲ ﻣﻮﻋ ٍﺪ أﻗﺼﺎه اﻟﺮاﺑﻌﺔ. ُ ً ﻣﺸﻤﺴﺎ ،ودرﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ﻗﺮرت اﻟﺴري ﰲ املﺪﻳﻨﺔ .ﻛﺎن ﻳﻮﻣً ﺎ اﻟﺬي ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ .وﻛﻨﺖ ﻗﺪ َ أﻋﲆ ً ُ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﱃ املﺪﻳﻨﺔ. أﻣﺲ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،وﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺣﻔﻈﺖ ِ وﺳﺄﻟﺖ ﻣﻜﺘﺐ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ اﻻﺣﺘﻔﺎ ُ ُ ﺳﺠﱠ ُ ظ ﻠﺖ ﻣﻐﺎدرﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺪق، ﺑﺤﻘﻴﺒﺔ ﻇﻬﺮي َ ﻣﺸﻴﺖ إﱃ وﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ روﻛﻼﻧﺪُ . ُ زرت ﻣﺘﺠ ًﺮا ﺻﻐريًا ﻃﻮال وﻗﺖ اﻟﻨﻬﺎر ،ﺛﻢ ً ُ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب »اﻟﺼﻘﺮ ﺗﺤﺖ املﻄﺮ« ﺑﻘﻠﻢ ﺗﻴﺪ اﺷﱰﻳﺖ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ ا ُملﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ،وﻫﻨﺎك ُ أﺧﺬت اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻌﻲ إﱃ املﻄﻌ ِﻢ ِ أﻣﺲ وﺟﻠﺴﻨﺎ ﻫﻴﻮز. ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ اﻟﻌﺸﺎءَ أﻧﺎ وﺟﻮﻳﻦ ِ ُ ﺣﺼ ُ ﻠﺖ ﻋﲆ ِﺟ ٍ ﰲ اﻟﺒﺎرَ . ﻟﻔﺎﺋﻒ ﺑﻴﻀﺎء ﻌﺔ ووﻋﺎء ﻣﻦ ﺣﺴﺎء اﻟﺒﻄﻠﻴﻨﻮس اﻟﺬي ُﻗﺪﱢﻣَ ﺖ ﻣﻌﻪ َ ُ ُ وﺣﺎوﻟﺖ إﻓﺮاغ ذﻫﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﻤﻮم اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻼﺋﻞ املﺎﺿﻴﺔ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﻠﻘﻲ ﻗﺮأت اﻟﺸﻌﺮ ﻧﺎﻋﻤﺔ. ﻣﻘﺘﴫًا ﻋﲆ ﱠ أن ﺟﻮﻳﻦ ﺳﱰ ﱢﻛﺰ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﲆ دوري ﰲ وﻓﺎة إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ وﻧﻮرﻣﺎن ً ٍ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﻠري ،واﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻘﺒَﺖ وﻓﺎﺗﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻳﺎت ﺗﺸﻴﻨﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﺛﺎر ً ُ ُ ُ زﺟﺎﺟﺔ أﺧﺮى ﻃﻠﺒﺖ أﻧﻬﻴﺖ ﺗﻨﺎول اﻟﺤﺴﺎء، اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻃﺮﺣﻬﺎ ﺟﺎﻧﺒًﺎ إﱃ اﻷﺑﺪ .ﺑﻌﺪ أن ً اﻟﺠﻌﺔ .وﻛﺎن اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻳﻌﺮض — ﺻﻮر ًة ﻓﻘﻂ دون ﺻﻮت — ﺣﻠﻘﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻦ ِ ﻣﺴﻠﺴﻞ »ﺗﺸريز« ،وﻫﻲ إﺣﺪى اﻟﺤﻠﻘﺎت اﻷوﱃ ﻟﻜﻮﺗﺶ ودﻳﺎن. ﱠ ُ واﻓﱰﺿﺖ أﻧﻬﺎ ﺟﻮﻳﻦ ،ﺗﺘﺼﻞ ﻟﺘﺨﱪﻧﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ٌة رن ﻫﺎﺗﻔﻲ ﰲ ﺟﻴﺒﻲ ﻣُﺤ ِﺪﺛًﺎ ﻃﻨﻴﻨًﺎ ﻟﻠﻤﻐﺎدرة ،ﻟﻜﻦ اﺗﻀﺢ ﱠ أن املﺘﺼﻞ ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ«. 132 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ »أﺗﺴﻤﺢ ﺑﺪﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ وﻗﺘﻚ؟« ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ« ،وﻓ ﱠﻜ ُ ُ َ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ اﻟﺒﺎر، ﺮت ﰲ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ املﻄﻌﻢ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ وﻛﺎن اﻟﻨﺎدل ﻳﻔﺮغ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﻨﺒﻴﺬ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ املﻜﺎن اﻟﺬي أﺟﻠﺲ ﺑﻪ. ُ ٌ ﺷﺨﺺ ﺑﻐﻴﺾ ،دﻋﻨﻲ أﺧﱪك«. ﺑﺤﺜﺖ ﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،إﻧﻪ »ﻟﻘﺪ »ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ؟« ُ ﺗﺤﴫ ﻣَ ﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ ﻣﻮﺗﻪ. »أﻗﺼﺪ ،إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻤﻦ أراد ﻣﻮﺗﻪ ،ﻓﺎﻷﺟﺪر ﺑﻚ أن ﻓﺈﻧﻪ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ زوﺟﺘﻪ«. »ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ ﺑ »ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ«؟« ٌ ﺣﺮﻳﻖ ﰲ املﻨﺰل ،وﻗﺪ ﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻔِ ﺮار ﻣﻨﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﻲ .ﻗﺪﱠم ِﺻﻬ ُﺮ »اﻧﺪﻟ َﻊ ُ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﺷﻘﻴﻖ زوﺟﺘﻪ ،ﺷﻜﻮى ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ إﻧﻪ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻗﺪ دﺑﱠﺮ اﻷﻣﺮ ،وﺣﺎﴏ زوﺟﺘﻪ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم .ﻟﻘﺪ أﺧﱪ ﺿﺒﺎط اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ أن ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ ،زوﺟﺔ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺰم اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ ﻧﻮرﻣﺎن ،ﱠ وأن ﻧﻮرﻣﺎن ﻳﻌﺮف ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﺧﺎﻧﻬﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ُ ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻧﺼﻒ املﺎل ﻋﲆ اﻷﻗﻞ إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻛﺜﺮ«. ﻣﺮة وﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﺪﻟﻴﻞ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻛﺎﻧﺖ »ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻦ اﻷﺛﺮﻳﺎء؟« ُ ﺑﻌﺾ املﺎل ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﺤﻄﺘَني ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎرات ،وﻟﻜﻦ »ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣُ ﱢﻘﻖ ﻣﻌﻪ ً ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪود رﻏﻢ ذﻟﻚ«. أﻳﻀﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﻏﺴﻞ اﻷﻣﻮال .وﻗﺪ وﺻ َﻞ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إﱃ ٍ ُ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻏﺴﻞ اﻷﻣﻮال؟« »ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣَ ﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ »أوه ،ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻟﺒﻴﻊ املﺨﺪرات .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﺗﺨ ﱠ ٍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ؛ ﻷن إﺣﺪى ﻄﻰ اﻟﺤﺪو َد ﰲ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﱠ ٌ ﻣﻮﻇﻒ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص .ﻟﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﺣ ٌﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺗﻮﻗﻔﺖ ،وأﺻﻴﺐ ﺳﻄﻮًا ﻋﺎدﻳٍّﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ اﻧﺘﻘﺎﻣً ﺎ .وﻛﺎن ﻫﺬا ﻗﺒﻞ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ وﻓﺎة زوﺟﺘﻪ. ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ،ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻋﺪ ٌد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﺮﻳﺪون اﻟﺘﺨ ﱡﻠﺺ ﻣﻦ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺗﻔﺎﺣﺔ ﻓﺎﺳﺪة«. »ﻣﺎذا ﺣﺪث ﻟﻪ ﺑﻌﺪ أن اﺣﱰق املﻨﺰل؟« ً »ﺑﺎع ﻣﺤﻄﺘَﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ واﺷﱰى ﻣﻨﺰﻻ ﰲ ﺑﻠﺪة ﺻﻐرية ﰲ ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري. ُ ﺷﻘﻴﻖ اﻟﺰوﺟﺔ«. ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﻌﺎت اﻟﺘﺰﻟﺞ .ﻟﻜﻦ أﺣﺪﻫﻢ وﺟﺪه ﻫﻨﺎك وﻗﺘﻠﻪ .رﺑﻤﺎ »ملﺎذا ﺗﻘﻮل ذﻟﻚ؟« »ﻟﺴﺖ أﻧﺎ ﻣَ ﻦ ﻳﻘﻮل ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻪ اﻟﴩﻃﻲ اﻟﺬي ﺗﺤﺪ ُ ُ ﱠﺛﺖ إﻟﻴﻪ .ﻟﻘﺪ ﺗﻌ ﱠﺮض ﻟﻠﴬب ﺣﺘﻰ ٌ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎملﺨﺪرات .إذا ﻛﺎن املﻮت ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻘﺎوﻣﺔ .ﻣﻦ ا ُملﺤﺘﻤﻞ أﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺬا 133 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ٍ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻴﺼﻌﺪ إﱃ ﻫﻨﺎك وﻳُﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻣﺨﺪرات ﻣﺎ ،ﻓﺈن ﻗﺪ اﺳﺘُﻬﺪِف ﻣﻦ ﻗِ ﺒﻞ ﺗﺎﺟﺮ ً ري ﻣﺤﱰف ،ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ِﺻﻬ َﺮ اﻟﺰوج«. ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺤﺴﺐ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺷﺨﺼﺎ ﻏ َ »وﻟﻜﻦ أﻟﻢ ﻳُﻘﺒَﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻂ؟« »أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺣُ ﺠﱠ ﺔ ﻏﻴﺎب«. »ﻣﺎذا ﻛﺎن اﺳﻤﻪ؟« »ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ .إﻧﻪ أﺳﺘﺎذ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ .أﻋﻠﻢ ذﻟﻚ ٍّ ﺣﻘﺎ … إﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﺪو ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ً ﻗﺎﺗﻼ«. »ﻫﺬا ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻧﻮع اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ﻗﺮاءﺗﻪ«. ﺿﺤﻚ ﻣﺎرﺗﻲ» .ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .إﻧﻪ ﺣﺘﻤً ﺎ ﻗﺎﺗ ٌﻞ ﰲ ﻛﺘﺎب املﻔﺘﺶ ﻣﻮرس .أﻣﺎ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ،ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﺜري«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا ﻋﲆ ﻣﺎ ﻗﻤﺖ ﺑﻪ ،ﻣﺎرﺗﻲ«. »ﻫﻞ ﺗﻤﺰح ﻣﻌﻲ؟ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه أﻛﺜ َﺮ ﻣﺘﻌﺔ ﺣَ ِﻈ ُ ﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺣﻤﱠ ﺎم اﻷﻣﺲ .وﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه ﺳﻮى اﻟﺒﺪاﻳﺔ .ﺳﻮف أواﺻ ُﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ أﺟﻠﻚ«. ﻗﻠﺖٍّ : ُ »ﺣﻘﺎ؟ ﺳﻴﻜﻮن ذﻟﻚ راﺋﻌً ﺎ«. ٍ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎ ،أو ﳾءٍ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺳﻌَ ﻞ ﻣﺎرﺗﻲ ،ﺛﻢ ﻗﺎل» :ﻻ أﻋﻨﻲ اﻟﺘﻄﻔﻞ ،وﻟﻜﻨﻚ ﻟﺴﺖ ﰲ اﻟﻘﺒﻴﻞ؟« ﱠ »ﻛﻼ ،اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ أﺧﱪﺗُﻚ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻟﻘﺪ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ املﺴﺘﻌﻤﻠﺔ، اﻟﺬي ﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وأﺧﱪﻧﻲ أن ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻜﺜري ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻓﻮاﺻﻞ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«. »ﻫﻞ ﺻﺪﱠﻗﺘﻬﻢ ﺑﺸﺄن ذﻟﻚ؟« وﺣﺎوﻟﺖ أن أﺑﺪ َو ﻫﺎدﺋًﺎ» .ﻻ أﻋﺮف ﻣﺎرﺗﻲ .ﻟﻴﺲ ٍّ ُ ُ ﺣﻘﺎ .ﻓﻘﺒْﻞ وﻓﺎﺗﻬﺎ، ﺧﻔﻀﺖ ﺻﻮﺗﻲ ﻋﺎدت ﻛﻠري إﱃ املﺨﺪرات … أﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﻛ ﱠﻞ ﳾءٍ ﻋﻦ ذﻟﻚ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ وﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻨﻲ رﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﻃﺎرده ﻷﻧﻪ زوﱠدﻫﺎ ﺑﺎملﺨﺪرات ،أو ﳾء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ .ﻫﺬا ﻣﺎ أﻇﻨﻪ .ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺐ أن أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﻗﻂ أن …« ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ ﺑﴪﻋﺔ» :ﻻ ،ﻻ ،ﻻ .ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻠﻌﻨﺔ .أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻚ ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ أن أﺳﺄل«. ً َ ﻷﻗﻠﻖ ﺑﺸﺄن ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﱠ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻜﻠري، أن ﻟﻸﻣﺮ »ﺑﴫاﺣﺔ ،ﻟﻢ أﻛﻦ ﻟﻢ أﻧﻔ ﱠﻚ أُﻗ ﱢﻠﺒﻪ ﰲ ذﻫﻨﻲ ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا«. 134 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ »ﺳﺄواﺻ ُﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺷﺄن ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﳾءٌ ﻋﻦ ﻛﻠري .وﻟﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﻛﺬﻟﻚ، ﻣﺎل .أﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ«. ُ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ راﺋﻊ .أﻧﺎ ﻣَ ﺪﻳ ٌﻦ ﻟﻚ ﺑﴩاب«. ﻗﻠﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا ﻳﺎ ﻣﺎرﺗﻲ .ﻣﺎ »دﻋﻨﺎ ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ .ﺳﺄﺟﻤﻊ ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر ﻣﻦ أﺟﻠﻚ ،وﺳﻮف أﺳ ﱢﻠﻤﻚ ﺗﻘﺮﻳﺮي .ﻣﺎذا ﻋﻦ ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﺬا ﻣﻨﺎﺳﺐ «.وﺟﻌﻠﻨﺎ اﻷﻣﺮ رﺳﻤﻴٍّﺎ .اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﰲ ﻣﻄﻌﻢ »ﺟﺎك ﻛﺮو«. ﱠ وﻃﻠﺒﺖ ﻗﻠﻤً ﺎ ً ُ ُ ﺑﺪﻻ اﻟﺠﻌَ ﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻲ. اﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ املﻜﺎملﺔ ،ﺟﺎء اﻟﻨﺎدل ﺑﻌﺪ أن ﻟﻴﺘﻔﻘﺪ ِ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺛﻢ دو ُ ﱠﻧﺖ اﺳﻢ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ ﻋﲆ ﻣﻨﺪﻳﻞ اﻟﺤﺎﻧﺔ .ﻛﺎن ﺟﺴﺪي ﻳﻨﺒﺾ ﺑﺎﻹﺛﺎرة. ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ .إذا ﻛﺎن ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺑﺮوﻳﺖ، ﺑﺪا ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ داﻓ ٌﻊ ﺣﺘﻤﻲ .وﻛﺎن أﺳﺘﺎذًا ﻟ ﱡﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻷﻏﻠﺐ ﻋﲆ ُ ُ وﺟﺪت ﺗﺸﺎرﱄ! ﺷﻌﺮت ﻛﺄﻧﻨﻲ وﺟﺪﺗُﻪ. دراﻳﺔ ﺑﺮواﻳﺔ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر«. ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ أن أﺧﱪه ﻗﺮرت أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌً ﺎ أﻧﺎ وﻣﺎرﺗﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﴩاب ،ﺳﺄﻛﻮن ﺑﺄن ﻳﻮﻗﻒ ﺗﺤﺮﻳﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﱢ ﻣﺤﻘ َﻖ ﴍﻃﺔ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪًا .وﻛﺎن ﻃﻠﺒﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﺄن ﻳﻨﻈﺮ ٍ ٍ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻢ أﻣﺎم ﻛﻠﺐ ﻳﺘﻀﻮﱠر ﺟﻮﻋً ﺎ .وﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ أن ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻟﻢ ﺗُﺤ ﱠﻞ ،ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﰲ أﺗﺄ ﱠﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺒﺤﺚ. َ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺪ َ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻋُ ﺪ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﺠﻠﻮس ﰲ ﺑﻠﻐﺖ ﺧﺮﺟﺖ وﺗﺠﻮ ُ ُ ﱠﻟﺖ ﰲ ﺷﺎرع روﻛﻼﻧﺪ اﻟﺮﺋﻴﴘ ،ﺣﻴﺚ املﺒﺎﻧﻲ املﺒﻨﻴﱠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘِ ﺮﻣﻴﺪ املﻠﻴﺌﺔ اﻟﺤﺎﻧﺔ. ﺷﺪدت اﻟﻮﺷﺎحَ ﺣﻮل ﻋﻨﻘﻲ و ُر ُ ُ ﺣﺖ ﺑﻤﺘﺎﺟﺮ اﻟﻬﺪاﻳﺎ املﻐﻠﻘﺔ واﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ املﻄﺎﻋﻢ املﻔﺘﻮﺣﺔ. ﻣﻴﻞ ﻳﱪُز ﺧﺎرﺟً ﺎ ﻋﲆ ﺳﻄﺢ املﺤﻴﻂ. أﻧﻈﺮ ﺧﺎرﺟً ﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎه املﻴﻨﺎء ،اﻟﺬي ﻳﻄﻮ ُﱢﻗﻪ ﻣﺮﻓﺄ ﺑﻄﻮل ٍ ﻄﻊ اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻟﻠﺒﻨﻲ َ أن ﻗِ َ ﻟﺪرﺟﺔ ﱠ ِ ﻃﻔﺖ ﰲ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ .وﺑﻌﻴﺪًا ﻛﺎن ﻛﺎن اﻟﺠﻮ ﺷﺪﻳ َﺪ اﻟﱪودة ُ املﺎءُ ﻳﺘﻸﻷ ﰲ ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ .ﻛﻨﺖ أﻗﻒ ﻫﻨﺎك ،وﻛﺎن ﻧﺴﻴﻢ املﺤﻴﻂ ﻳﺨﱰق ﻃﻴﱠﺎت ﻣﻼﺑﴘ ً ﻣﺒﺎﴍ ًة ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﻳﻦ ﺗﻘﻮل إﻧﻬﺎ رن ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .ﻫﺬه املﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎدت إﱃ اﻟﻔﻨﺪق ،وﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪادٍ ﻟﻠﻤﻐﺎدرة .أﺧﱪﺗُﻬﺎ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻛﻮن ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ اﻟﺴﺎﻋﺔ ُ وﺑﺪأت أﺳري ﻋﺎﺋﺪًا. ﰲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻮدة إﱃ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،أﺧﱪﺗﻨﻲ ﺟﻮﻳﻦ ﻋﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ اﻟﺬي َ ﻗﻀﺘﻪ ﰲ اﻟﺠﺪل ﻣﻊ ﻗﺴﻢ اﻟﴩﻃﺔ املﺤﲇ ،اﻟﺬي ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻻ ﻳَﻌُ ﺪ وﻓﺎ َة إﻳﻠني َ ذات أوﻟﻮﻳﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﺗﻤ ﱠﻜﻨﺖ ﻣﻦ 135 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ املﺤﻘﻘني اﻟﴩﻋﻴني ﱡ ﱢ ﻟﺘﻔﻘﺪ املﻨﺰل ،وﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻷﺻﻔﺎد اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ واﻟﻜﺘﺐ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺧﺰاﻧﺔ اﻟﻜﺘﺐ ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﲇ. ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺣﺼﻞ ﻋﲆ ﻓﺮﺻﺔ ﻹﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﻋﲆ اﻟﻜﺘﺐ ،ورﺑﻤﺎ أﻋﺮف ﻣﺼﺪرﻫﺎ. ً »ﺟﻤَ ﻌﻮﻫﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ أدﻟﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄرﺳﻞ اﻟﺼﻮ َر إﻟﻴﻚ .ﻫﻞ ﺗﻌﺮف إن ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﺑﺘِﻴﻌَ ﺖ ﻣﻦ أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ أو ﻻ؟« »رﺑﻤﺎ ،إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻬﺎ .ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ اﻟﺮف ﻳُﻮﺿﻊ ﺳﻌﺮﻫﺎ ﰲ اﻟﺮﻛﻦ اﻷﻳﻤﻦ اﻟﻌﻠﻮي ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﱃ .ﻣﻦ ﺧﻼﱄ ،أو ﻣﻦ ﺧﻼل أﺣﺪ املﻮﻇﻔني ﻟﺪيﱠ . ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ ﻻ ﺗﺼﻞ إﱃ اﻟﺮﻓﻮف أﺑﺪًا ،ﺣﻴﺚ ﺗُﺒﺎع ْ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻣﺒﺎﴍ ًة ،وإذا ﻟﻢ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ً ﻛﺘﺎب ﺑﻌﻴﻨﻪ ،ﻓﻠﻦ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻌ ﱡﺮف إﻟﻴﻪ«. ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ٍ »ﻟﻜﻦ إذا ﺟﺎء ﺗﺸﺎرﱄ إﱃ ﻣﺘﺠﺮك واﺷﱰى اﻟﻜﺘﺐ ،أو ﺑﻌﻀﻬﺎ ،إذن …« »ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ َزﺑﻮن«. ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﺻﺤﻴﺢ«. ﻛﻨﺎ ﻗﺪ َ ﻋﱪﻧﺎ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ وﻻﻳﺔ ﻣني إﱃ ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري ،وﻛﺎن اﻟﻈﻼم ﻗﺪ ﺣ ﱠﻞ .ﻛﺎن وﺟﻪ ﺣني إﱃ آﺧ َﺮ ﺑﺄﺿﻮاء اﻟﺴﻴﺎرات املﺎرة. ﺟﻮﻳﻦ ﻳﴤء ﻣﻦ ٍ ُ »ﻧﺴﻴﺖ أن أﺳﺄل ،ﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك أي ﺷﻬﻮد؟« ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎذا ﺗﻌﻨﻲ؟« َ َ ً ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،ﺧﺎرجَ ﻣﻨﺰل ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ،أو ﺳﻴﺎرة ﻋﺜﺮت ﻋﲆ ﺷﺎﻫ ٍﺪ ﻗﺪ رأى »أﻋﻨﻲ ،ﻫﻞ ٍ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﰲ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ وﻗﻮع اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ؟« »أوه ،ﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ .ﱠ ُ اﺳﺘﺠﻮﺑﺖ اﻟﺠﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻦ ﰲ اﻟﺠﻬﺔ املﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﻼ .ﻟﻘﺪ اﻟﺸﺎرع ،واﻟﺘﻲ أﻓﺎدت ﺑﺄن ﺑﺮﻳﺪ إﻳﻠني ﻟﻢ ﻳُﺴﺘ َﻠﻢ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗ َﺮ ﺷﻴﺌًﺎ .إﻧﻬﺎ ﻋﺠﻮز ،وأﺷ ﱡﻚ ﰲ ﺷﺨﺺ ﰲ اﻟﺸﺎرع«. أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﺘﻰ رؤﻳﺔ أي ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :إذن ﻟﻢ ﻳُﺤﺎﻟﻔﻚ اﻟﺤﻆ ﻫﻨﺎك«. »ﻟﺴﺖ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌﺔ ،إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻗﺎﺳ ٌﻢ ﻣﺸﱰك آﺧ ُﺮ ﺑني ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺮاﺋﻢ — إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ — ﻓﻬﻮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺷﻬﻮد .ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أدﻟﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼقٍّ ، ﺣﻘﺎ .ﻻ وﺟﻮد ﻷيﱢ أﺧﻄﺎء«. »ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻫﻨﺎك ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ«. »ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺳﻼحُ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺗُﺮك ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﺘﻞ ﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ«. »ﻫﻞ ﻛﺎن أﺣ ُﺪ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ؟« 136 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ ٍ وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﻳُﻌَ ﺪ ﻗﺘﻠﻪ ﻏﺮﻳﺒًﺎ »ﻧﻌﻢ ،ﻟﻘﺪ ﺗﻌ ﱠﺮض ﻟﻠﴬب ﺣﺘﻰ املﻮت داﺧﻞ ﻣﺮأﺑﻪ. ﺑﻌﺾ اﻟﴚء .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻓﻮﺿﻮﻳٍّﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎوم ،وﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎء .ﻛﺎن ﻣﺮأﺑﻪ ﻣﻠﻴﺌًﺎ ﺑﺎﻷدوات ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن أيﱞ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻼحَ اﻟﻘﺘﻞ ،وﻟﻜﻦ اﺗﻀﺢ ﱠ أن اﻟﺴﻼح اﻟﺬي اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ اﻟﻘﺎﺗﻞ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻛﺎن ﻣﴬب ﺑﻴﺴﺒﻮل«. »ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﱠ أن املﴬب ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدًا ﰲ املﺮأب ،وأﻧﻪ أ ُ ِ ﺣﴬ إﱃ ﻫﻨﺎك؟« ٌ أدوات رﻳﺎﺿﻴﺔ أﺧﺮى ﰲ ﻣﻨﺰل »إﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ،ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻴﻘني ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ِ أدوات ﻧﺠﺎرة .ﻫﺬا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ — ﻧﺠﱠ ﺎ ًرا — ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﺑﺮادﺷﻮ .وﻛﻞ اﻷدوات ﰲ ﻣﺮأﺑﻪ ﻛﺎﻧﺖ َ ٍ ﻛﺘﺐ ﻻﻣﺮأة ﻣﻄ ﱠﻠﻘﺔ. ﺳﻨﻮات ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻏﺘﺼﺎب ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻳُﺮ ﱢﻛﺐ ﻣﻦ أﻧﻪ اﺗﱡﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﻋﴩ أرﻓﻒ ٍ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني ﻟﻢ ُ ﺑﻼﻓﺘﺔ أﻣﺎم ﻣﻨﺰﻟﻪ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷوﻗﺎت ،ﻣﻌﻠ ً ٍ ِﻨﺔ ﻳﻘﻢ ﺑﻌﻤﻞ ﻳُﺬﻛﺮ .ﻛﺎن ﻳﺤﺘﻔﻆ ً ٍ ووﻓﻘﺎ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳُﻤﴤ ﻣﻌﻈ َﻢ اﻟﻴﻮم ﰲ ﻣﺮأﺑﻪ. »أدوات ﻣُﺴﺘﻌﻤَ ﻠﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ«، ﻋﻦ ُ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ اﺳﺘﻬﺪاﻓﻪ .ﻛﺎن ﻣﴬب اﻟﺒﻴﺴﺒﻮل ﻫﻮ اﻟﺪﻟﻴ َﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻋُ ﺜِﺮ ﻋﻠﻴﻪ ،واﻟﺬي ﺑﺪا ﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﻣﺮأﺑﻪ«. »ﻫﻞ ﻛﺎن ﻣﻤﻴﱠ ًﺰا؟« »ﻣﺎذا ،املﴬب؟« »ﻧﻌﻢ ،ﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﳾءٌ ﻏري ﻋﺎديﱟ ﺣﻴﺎل املﴬب؟ ﻫﻞ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺣِ ﻘﺒﺔ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﱠﺎت أو ﳾءٍ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ؟ ﻫﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﻴﻜﻲ ﻣﺎﻧﺘﻞ؟« ً ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﺗُﺒﺎع ﰲ ﻛﻞ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﻠﻤُﻌﺪﱠات اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ »ﻻ ،ﻛﺎن ﺟﺪﻳﺪًا ،وﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ َ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ إﱃ أي ﻣﻜﺎن .ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﱢ ﻪ اﻟﴬﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮُ .ﴐب ٍ ﺑﻤﻄﺮﻗﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻋﲆ رأﺳﻪ ﻣﺒﺎﴍ ًة .آﺳﻔﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﻮرة«. ﺑﺮادﺷﻮ ﺑﻤﴬب اﻟﺒﻴﺴﺒﻮل ،ﻟﻜﻨﻪ ُﻗﺘﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ﺗﻮﻗ َﻔﺖ ﺟﻮﻳﻦ أﻣﺎم ﻣﺘﺠﺮ اﻟﻜﺘﺐ ،ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﺎ أﻧﺖ ذا« ،ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ ﺑﴪﻋﺔ» :أوه، رﺑﻤﺎ أردت اﻟﺬﱠﻫﺎبَ إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻚ .أﻧﺎ ﻟﻢ أﺳﺄﻟﻚ ﺣﺘﻰ«. ﻗﻠﺖ» :ﻫﺬا ﺟﻴﺪ .رﺑﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﱄ ﱡ ُ ﺗﻔﻘﺪ اﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،ﻛﻤﺎ أﻧﻨﻲ أﻗﻄﻦ ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ِ ﻣﺒﺎن ﻓﻘﻂ«. ﺑﻀﻌﺔ ٍ »ﺷﻜ ًﺮا ملﺠﻴﺌﻚ .ﺣﺎملﺎ أﺣﺼ ُﻞ ﻋﲆ ﺻﻮر ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺘﺐ ،ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ إرﺳﺎﻟﻬﺎ إﻟﻴﻚ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. ﻛﺎن املﺘﺠﺮ ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ ﻣﺪة ﺧﻤﺲ ﻋﴩة دﻗﻴﻘﺔ أﺧﺮى ،وﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ رؤﻳﺔ ﺑﺮاﻧﺪون ُ دﺧﻠﺖ ْ ﻋﱪ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ ورﻓﻊ ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺐ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ،وأﻣﺎﻣﻪ ﻛﺘﺎبٌ ﻗﺪ أﻟﻘﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ. ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻧﺎﻇ ًﺮا إﱄ ﱠ. 137 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎل» :ﻳﺎ زﻋﻴﻢ«. »ﻣﺮﺣﺒًﺎ ،ﺑﺮاﻧﺪون«. أﻣﺎل اﻟﻜﺘﺎبَ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﺮؤه ﺣﺘﻰ أﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ رؤﻳﺔ اﻟﻐﻼف .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ رواﻳﺔ »ﻧﺪاء اﻟﻮﻗﻮاق« ﺑﻘﻠﻢ روﺑﺮت ﺟﺎﻟﱪﻳﺚ ،اﻟﺬي ُﻛ ِﺸﻒ ﻣﻨﺬ ٍ وﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ أﻧﻬﺎ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺟﻴﻪ ﻛﻴﻪ روﻟﻴﻨﺞ .ﻗﺎل» :ﺟﻴﺪ« ،وﻋﺎد إﱃ اﻟﻘﺮاءة. ُ وﺻﻠﺖ ﻟﻠﺘﻮ .ﻫﻞ ﺣﺪث أيﱡ ﳾءٍ ﰲ أﺛﻨﺎء ﻏﻴﺎﺑﻲ؟« »ﻟﻘﺪ ً ٍ ﻣﺠﻠﺪات ﻣﻌﻄﻔﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺮو ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ أﻣﺲ واﺷﱰت أﺧﱪﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﺟﺎءت اﻣﺮأ ٌة ﺗﺮﺗﺪي ﺟﺪﻳﺪ ًة ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎﺋﺘﻲ دوﻻر ،واﺗﻔﻘﺖ ﻋﲆ ﺷﺤﻨﻬﺎ إﱃ ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ ﰲ ﻣﺎﻟﻴﺒﻮ .وأﺧﱪﻧﻲ أﻧﻪ ﻳﻈﻦ ُﴪب داﺋﻤً ﺎ. ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ أﺻﻠﺢ اﻟﺼﻨﺒﻮر أﺧريًا ﰲ ﺣﻤﱠ ﺎم املﻮﻇﻔني اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳ ﱢ ُ ﻗﻠﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا«. ُ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻮاء ﻧريو اﻟﺤﺰﻳﻦ ،واﻧﺤﻨﻴﺖ ﻷﺣﻴﱢﻴﻪ. ﻗﺎل ﺑﺮاﻧﺪون» :أﻇﻦ أﻧﻪ ﻳﻔﺘﻘﺪك ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎ« ،وﳾء ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ُ وﻗﻔﺖ ﺣني إﱃ آﺧﺮ. ﺟﻌﻠﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺈﺣﺪى ﻧﻮﺑﺎت اﻟﺤﺰن اﻟﻌﻤﻴﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﱰﻳﻨﻲ ﻓﺠﺄ ًة ﻣﻦ ٍ ُ أدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﺋﻌً ﺎ .ﻛﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧ ًﺮا ،وﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﺪ ﻋﻴﻨﻲ. ﻓﺠﺄة وﺳﺒﺢ اﻟﻀﻮءُ أﻣﺎم ﱠ ُ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻄﻌﺎم ﻣﻨﺬ اﻟﻐﺪاء ﰲ روﻛﻼﻧﺪ. ُ ﻋُ ُ اﻟﻨﻬﺮ إﱃ ورﻛﺒﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ،ﺛﻢ ُﻗﺪﺗُﻬﺎ ﺑﻤﺤﺎذاة ﺪت إﱃ املﻨﺰل ﺳريًا ﻋﲆ اﻷﻗﺪام ِ ُ ُ ﺟﻠﺴﺖ ﰲ ﺣﺎﻧﺔ »آر إف أوﺳﻮﻟﻴﻔﺎن« — وﻫﻮ ﻋﺸﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻛﻠري. ﺳﻮﻣﺮﻓﻴﻞ؛ املﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻜﺎ ٌن ﻟﻢ أذﻫﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات — أﺣﺘﴘ اﻟﺠﻴﻨﻴﺲ ،وآﻛ ُﻞ ﺷﻄرية ﺑﺮﺟﺮ ﰲ ﺣﺠﻢ ﻛﺮة اﻟﺒﻴﺴﺒﻮل ،وﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﻷﺻﻨﺎف اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻬﺮ »آر إف أوﺳﻮﻟﻴﻔﺎن« ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻬﺎ .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، ُ ﺗﻮﺟﱠ ُ وﴎرت ﻋﻨﺪﻣﺎ رأﻳﺘُﻬﺎ ﻻ ﺗﺰال ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ. ﻬﺖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة إﱃ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺳﻮﻣﺮﻓﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﱢ ُ ُ ُ أدﺧﻠﺖ اﻻﺳﻢ اﻟﺬي ﻣﺘﺼﻔﺢ ﻟﻺﻧﱰﻧﺖ، ووﺟﺪت ﻛﻤﺒﻴﻮﺗ ًﺮا ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻪ ذﻫﺒﺖ إﱃ اﻟﻄﺎﺑَﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ً ﺳﺎﺑﻘﺎ» ،ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ«. أﻋﻄﺎﻧﻲ إﻳﺎه ﻣﺎرﺗﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺳﺘﺎذًا ﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻛﺎن ﻗﺪ َ ﻧﴩ َ ُ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺼﺺ ﻗﺼرية ﺑﻌﻨﻮان »ﺳﻤﻜﺔ ﺻﻐرية« .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺻﻮرﺗﺎن ﻟﻪ أﺟﺪﻫﻤﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖُ ، ﺻﻮرﺗﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺆ ﱢﻟ ًﻔﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺻﻮر ٍة ﻋﻔﻮﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺳﺘﺎذٌ ُ ﺣﻔﻞ ﻋﺸﺎء ﻷﻋﻀﺎء ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ َ ﻧﺎﺗﺊ ً ﻗﻠﻴﻼ وﺷﻌﺮ ﺑﻄﻦ ﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ،ﻃﻮﻳﻞ اﻟﻘﺎﻣﺔ وﻣُﻨﺤﻨﻲ اﻷﻛﺘﺎف ،ﻣﻊ ٍ ٍ ﻋﺎﻟﻖ ﰲ املﻘﺪﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳُﻤ ﱢﺮر أﺻﺎﺑﻌﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار .ﻛﺎن ﺷﻌﺮه أﺳﻮ َد ً ﻣﺎﺋﻼ إﱃ 138 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ اﻟﺒُﻨﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻟﺤﻴﺘﻪ ا ُملﺸﺬﱠﺑﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻛﺎن ﻳﺘﺨ ﱠﻠﻠﻬﺎ اﻟﻠﻮ ُن اﻟﺮﻣﺎدي .ﰲ ُ ﺻﻮرﺗﻪ ﻣﺆ ﱢﻟ ًﻔﺎ ،وﻫﻮ ﻣﻨﻈﺮ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﱠ اﻟﺘﻒ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﻘﺪار ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع درﺟﺔ ،وﻛﺎن ﻳُﺤﺪﱢق ﰲ اﺗﺠﺎه اﻟﻜﺎﻣريا وﻋﲆ وﺟﻬﻪ ﺗﻌﺒريٌ ﺑﺪا وﻛﺄﻧﻪ ﻳﻨﺸ ُﺪ أن أﺻﺪﱢﻗﻪ .ﺑﺪا وﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮلُ : اﻟﺠﺪ ،ﻗﺪ أﻛﻮن ﻋﺒﻘﺮﻳٍّﺎ »ﺧﺬﻧﻲ ﻋﲆ ﻣﺤﻤﻞ ِ ﻓﺤﺴﺐ« .رﺑﻤﺎ أﻛﻮ ُن ﻗﺎﺳﻴًﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻣﺎ رأﻳﺘُﻪ .ﻟﻄﺎملﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺸ ﱢﻜ ًﻜﺎ ﰲ ُﻛﺘﱠﺎب اﻷدب ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻢ ﻟﻠﺨﻠﻮد .ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ أﻧﻨﻲ ﱢ أﻓﻀﻞ ُﻛﺘﱠﺎب اﻹﺛﺎرة واﻟﺸﻌﺮاء .أﺣﺐﱡ اﻟ ُﻜﺘﱠﺎب ً ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺧﺎﴎة. اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮن أﻧﻬﻢ ﻳﺨﻮﺿﻮن ِ املﻌﺮوف ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮ ِد اﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﺣﻮل ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ، ﺑني املﻘ ﱠﺮﺑني ﻣﻨﻪ ﺑﻨﻴﻚ ،ﺑﺪا ﱠ أن ﻫﻨﺎك اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪٍّا ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻟﻢ ِ أﺳﺘﻄﻊ اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺘﺰوﺟً ﺎ أو ﻟﺪﻳﻪ أﻃﻔﺎل .وأد ﱡل ﳾءٍ ﻗﺮأﺗُﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎن ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ إﻟﻜﱰوﻧﻲ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﻄﻼب ﺗﺼﻨﻴﻒ أﺳﺎﺗﺬﺗﻬﻢ دون اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ُﻫﻮﻳﺘﻬﻢ .أﺷﺎر اﻟﺠﺰءُ اﻷﻛﱪ ٍ درﺟﺎت ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻛﺘﺐ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴﺒﺎت إﱃ أﻧﻪ أﺳﺘﺎذٌ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﺣﱰام ،وأﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻻ ﻳﻤﻨﺢ ً ﺻﺎدﻗﺎ ،ﻛﺎن اﻷﺳﺘﺎذ ﺑﺮوﻳﺖ ﻳُﺼﻴﺒﻨﻲ ﺑﺎﻟﻔﺰع .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣُﻮﻟﻌً ﺎ ﺟﺪٍّا أﺣ ُﺪ املﺴﺘﺨﺪﻣني» :ﻷ ُﻛﻦ ُ أﻋﺮف ملﺎذا أﴏﱠ ﻋﲆ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻛﻞ أﺟﺰاء املﴪﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬ َﺮت ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ »ﻟﻴﺪي ﻣﺎﻛﺒﺚ« .ﻻ ﻓﻴﻬﺎ«. ُ وﺿﻌﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺼ ﱡﻮ ًرا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﴚء اﻟﻜﺜري ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻳﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ً ﻛﺎﻣﻼ ﻟِﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﺗﺤﻮﱡل ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ إﱃ ﺗﺸﺎرﱄ .أﺗﺼﻮﱠر أن ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ — ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺑﺮوﻳﺖ — ﺗﺰوﱠﺟَ ﺖ ﻣﻦ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ،اﻟﺬي ﱠ ﺗﺒني أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮ َد ﺷﺨﺺ ﺑﻐﻴﺾ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ً أﻳﻀﺎ ﻣﺠﺮم ،رﺟﻞ ﻗﺘﻞ أﺧﺖ ﺑﺮوﻳﺖ وأﻓﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻌِ ﻘﺎب .ﻳُﻘ ﱢﺮر ﺑﺮوﻳﺖ ﻗﺘﻞ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ إذا ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﺴﻴﻜﻮن املﺸﺘﺒَﻪ ﺑﻪ اﻟﺮﺋﻴﴘ .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻳﻔ ﱢﻜﺮ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻟﻘﺘﻞ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ إﱃ ﻣﻮﻗﻊ »دوﻛﱪج« وﻳﺠﺪ رﺳﺎﻟﺘﻲ ﻋﻦ »ﻏﺮﻳﺒﺎن اﺳﺘﺌﺠﺎر ٍ ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« .إﻧﻪ أﺳﺘﺎذٌ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ وﻳﻌﺮف ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺟﻴﺪًا؛ إﻧﻪ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ أﻗﱰﺣﻪ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻧﺘﺒﺎدل اﻷﺳﻤﺎء واﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ .ﻳﻘﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ .وﺗﺴري اﻷﻣﻮر ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام؛ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻪ ﻳُﻔﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب ،وﻟﻜﻦ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺬا ٍّ ﺣﻘﺎ .إﻧﻪ ﻳﻤﻨﺤﻪ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ُ ُ ﻣﻜﺎن ﻳﻤﻮت ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺮوﻳﺖ ﺑﻌﻴﺪًا ﰲ ﻳﺘﻮق إﻟﻴﻬﺎ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﺎملﺎ ﻛﺎن ٍ ﻣﺎ ،ﻻﺧﺘﻼق ﺣُ ﺠﱠ ِﺔ ﻏﻴﺎب ،ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺰﻳ ٍﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ .ﻳﻤﻨﺤﻪ اﻟﻘﺘﻞ ﺷﻌﻮ ًرا ﺟﻴﺪًا .ﻓﻴﻘ ﱢﺮر ﱠ أن َ َ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻌﻪ ،وﻣَ ﻦ ﻗﺘﻞ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ .ﻟﻦ ﻳﻜﻮن اﻷﻣ ُﺮ ﻋﺴريًا. ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣَ ﻦ أﺑﺮم ﻋﻠﻴﻪ ﱡ اﻟﺘﻄﻔﻞ ،ﻳﻜﺘﺸﻒ أن إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻗﺪ ﺟﺮى اﺳﺘﺠﻮاﺑﻪ ﻣﻦ ﻗِ ﺒﻞ اﻟﴩﻃﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ وﺑﴚءٍ ﻣﻦ ﺑﺤﺎدث اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﺬي أودى ﺑﺤﻴﺎة زوﺟﺔ ﻣﺎﻟﻜﻮم ﻛريﺷﻮ .وﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ً أﻳﻀﺎ أن 139 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ً ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎﻟﻜﻮم ﻛريﺷﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﺒﻴﻊ ﻛﺘﺐ اﻟﻐﻤﻮض واﻷﻟﻐﺎز .ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻧﴩ ﻣﺮ ًة ٍ رواﻳﺎت أدﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ .وﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر«. ﺑﺜﻤﺎﻧﻲ ﺗﻤﴤ اﻟﺴﻨﻮات ،وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﺮوﻳﺖ أن ﻳﻨﴗ ﻛﻴﻒ ﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺼﻞ دراﳼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﺪ ﱢرس »ﻣﺎﻛﺒﺚ« ،ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄن ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻟﺴﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء أزﻫﻖ روﺣً ﺎ .وﰲ ﻛ ﱢﻞ ٍ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻓِ ﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى؛ ارﺗﻜﺎب ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻣﺠﺪدًا. ﺗﻨﻤﻮ أﻛﺜ َﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ .وﻳُﻘ ﱢﺮر أﻧﻪ وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﻣﺴﱰﺷﺪًا ﺑﻘﺎﺋﻤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ ،ﻳﺒﺪأ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ .ورﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻫﺬه اﻟﺼﻠﺔ واﺿﺤﺔ؛ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻗﺪ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﺎﻟﻜﻮم ﻛريﺷﻮ أﺧريًا. ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وﺷﻌﺮت ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻹﺛﺎرة واﻟﺮﻫﺒﺔ .ﻛﻨﺖ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ، ً أردت أوﻻ ﻗﺮاءة ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ اﻟﻘﺼﺼﻴﺔ .ﺳﺠﱠ ُ ُ ﻠﺖ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ وﻣﺸﺎﻫﺪة ر ﱢد ﻓِ ﻌﻠﻪ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ملﻌﺮﻓﺔ ﻣﻜﺎن ﱡ ِ أﻣﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎ ﰲ اﻟﺪﺧﻮل إﱃ ﺷﺒﻜﺔ »ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﻨﻴﻮت ﻣﺎن« ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻋﲆ ِ ﺳﻮﻣﺮﻓﻴﻞ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدًا .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻧﺴﺨﺔ ﻣُﺪرﺟﺔ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻧﻴﻮﺗﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ املﻜﺘﺒﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ اﻵن وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻔﺘﺢ أﺑﻮاﺑﻬﺎ ﰲ ﺗﻤﺎم اﻟﻌﺎﴍة ﻣﻦ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ. 140 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﴩ ُ ُ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﺑﺪأت أﻋﻴ ُﺪ ﻗﺮاء َة »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي« ﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ﰲ املﺘﺠﺮ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ٍ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻻﻧﺘﻈﺎر .اﻧﺘﻈﺎر ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻧﻴﻮﺗﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﺗﻔﺘﺢ ﺣﺘﻰ أﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ ِ ﻛﺘﺎب »ﺳﻤﻜﺔ ﺻﻐرية« ﻟﻨﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ ،اﻧﺘﻈﺎر ﻣﻜﺎملﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﻳﻦ ،واﻧﺘﻈﺎر ﻣﺰﻳ ٍﺪ ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ﺣﻮل ﻣﻘﺘﻞ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ. ُ ُ واﻧﺠﺮﻓﺖ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﰲ ﻫﻮس اﻟﺮاوي ﺑ ُﺰﻣﺮ ٍة ﺻﻐرية ﻣﻦ ﻗﺮأت املﻘﺪﻣﺔ واﻟﻔﺼﻞ اﻷول، ﻛﻨﺖ داﺋﻤً ﺎ ﻣﻔﺘﻮﻧﺎً ﻃﻼب اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺎت ﰲ ﻛﻠﻴﺔ ﻫﺎﻣﺒﺪن اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ .وﻋﲆ ﻏِ ﺮار رﻳﺘﺸﺎرد ﺑﺎﺑﻦُ ، ﺑﺎملﺠﻤﻮﻋﺎت املﺘﺂﻟﻔﺔ ،واﻟﻌﺎﺋﻼت املﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ،واﻟﺮواﺑﻂ اﻷﺧﻮﻳﱠﺔ .وﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﻋﻜﺲ رﻳﺘﺸﺎرد، ً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم إﻟﻴﻬﺎ ،وﻛﺎن أﻗﺮﺑُﻬﺎ زﻣﻼﺋﻲ ﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻟﻜﻦ ﰲ ﻟﻢ أﺟﺪ اﻟﺒﺘﱠﺔ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺠﺘﻤﻊ ،أﺷﻌ ُﺮ وﻛﺄﻧﻨﻲ ﻣﺤﺘﺎ ٌل ﰲ وﺳﻄﻬﻢ. ارﺗﻔﻌَ ﺖ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم وراح اﻟﺜﻠﺞ ﻳﺬوب ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء املﺪﻳﻨﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻮع ﻫﺎﺋﻠﺔ. اﻟﱪَك ﺗﺘﺸ ﱠﻜﻞ ،وﻛﺎﻧﺖ املﺰارﻳﺐ ﺗﻔﻴﺾ ،وﻛﺎن ا ُملﺸﺎة ﰲ اﻟﺨﺎرج ﻳﺘﻮاﻓﺪون ﰲ ِ ٍ ﱢ ٌ ﻣﺘﺼﻔﺤﻲ اﻟﻜﺘﺐ ﻳﺘﻘﺎﻃﺮ ﻋﲆ ﺗﺪﻓﻖ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ﺻﺎﺧﺒًﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ. ُ أﺧﱪت إﻳﻤﻴﲇ أﻧﻨﻲ ذاﻫﺐٌ إﱃ املﻨﺰل ﻟﺘﻨﺎول ﻃﻌﺎم اﻟﻐﺪاء وﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻈﻬﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ، ﱢ ُ ُ رﻛﺒﺖ أوﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﰲ اﻟﺨﺎرج ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﻣﱰ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺗﻮﱄ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺒﻴﻊ ﻣﻜﺎﻧﻲ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ َ َ ُ ُ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﺮق اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺳﻠﻜﺖ ﻃﺮﻳﻖ »ﺳﺘﻮرو دراﻳﻒ« إﱃ ﻧﻴﻮﺗﻦ ،ﺛﻢ وﺳﻠﻜﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﻫﻴﻜﻞ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﻮب ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺣﻲ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ املﻜﺘﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ٍ ُ ُ ﻋﺜﺮت ﻋﲆ رواﻳﺔ »ﺳﻤﻜﺔ ﺻﻐرية« ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ املﻜﺘﺒﺔ وأﺧﺬت املﺠﻠﺪ ﻛﻮﻣﻨﻮﻟﺚ. رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎن املﻜﺘﺒﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻨﺤﻴﻒ ذا اﻟﻐﻼف اﻟﻮرﻗﻲ إﱃ ﱟ ﻛﺮﳼ ﺟﻠﺪي ﻧﺎﻋﻢ ﰲ ٍ ُ اﻃﻠﻌﺖ ﺑﴪﻋﺔ ﻋﲆ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻟﻘﺼﺔ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ املﺤﺘﻮﻳﺎت ،ﺑﺎﺣﺜًﺎ ﻋﲆ ﻗﺴﻢ اﻟﺸﻌﺮ. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ِ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ،أو ﳾء ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺪ ﻗﺼﺔ ﺟﺮﻳﻤﺔ ،أو ﳾءٍ ﺑﻪ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ﻋﻦ ﳾءٍ ﻗﺪ ﻳﺸري إﱃ واﻷذى ،ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﺑﺪت إﻣﺎ ﻋﺎﻣﺔ وإﻣﺎ أدﺑﻴﺔ ﺑﻮﻋﻲ ذاﺗﻲ» .ﺣﻔﻞ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ«. »ﻣﺎ آﻟﺖ إﻟﻴﻪ اﻷﻣﻮر«» .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ اﻷﻫﺮاﻣﺎت«ُ . ﻳﺴﱰع اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﳾءٌ؛ »ﻗﺒﻠﺔ أﻓﻼﻃﻮﻧﻴﺔ« .ﻟﻢ ِ ُ وﻟﺬا ﻗ ﱠﺮ ُ ﺑﻠﻐﺖ رت ﻗﺮاءة اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﺘِري اﺳﻤﻬﺎ ﻋﻨﻮاﻧًﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎب» ،ﺳﻤﻜﺔ ﺻﻐرية« .ﻣﺎ إن ُ أدرﻛﺖ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻔﻴﺪ ًة ﻛﺜريًا .ﰲ اﻟﻘﺼﺔ ،ﻳﺘﺬ ﱠﻛﺮ ﻃﺎﻟﺐٌ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺼﺔ ﺣﺘﻰ ِ رﺣﻠﺔ ﺻﻴﺪ ﰲ ﺷﻤﺎل وﻻﻳﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﰲ املﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧرية ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺑﻮدوﻳﻦ ﻛﻴﻒ أﺧﺬه واﻟﺪه ﰲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﰲ اﻟﻌﺎﴍة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه .اﻟﺪروس املﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻠﺔ — إﻋﺎدة اﻟﺴﻤﻜﺔ اﻟﺼﻐرية إﱃ املﺎء ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ﻫﻲ أوﺿﺤﻬﺎ — ﻗﺪ ﺗﺮدﱠد ﺻﺪاﻫﺎ ﻣﻊ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺮاوي اﻟﺤﺎﻟﻴﱠﺔ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ُ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻔﻬﺎ. اﻟﻘﺼﺔ ﻣﺜري ًة ﻟﻺﻋﺠﺎب .ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ،وﻗﺪ اﺳﺘﻌﺮﺿﺖ َ ُ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻘﺼﺺ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ ،وﻟﻢ أﺟﺪ اﻟﻜﺜري .ﺑﴫاﺣﺔ ،ﻻ أﻋﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﺛﻢ ٍ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻀﻄﺮب ﺗﺠﺎه اﻻﻧﺘﻘﺎم أو ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ ،ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﻗﺼﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ﺗﺸري إﱃ ُ اﻟﻌﺪاﻟﺔ .ﻗ ﱠﻠ ُ وﺻﻠﺖ إﱃ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻷرى ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك إﻫﺪاء ،وﻛﺎن ﺒﺖ اﻟﺼﻔﺤﺎت ﺣﺘﻰ ُ ﻧﻬﻀﺖ وﺗﺠﻮ ُ ُ وﺟﺪت ﺟﻬﺎ َز ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺷﺎﻏ ًﺮا ،ﺛﻢ ﱠﻟﺖ ﺣﺘﻰ ﻫﻨﺎك إﻫﺪاءٌ ﺑﺴﻴﻂ» :إﱃ ﺟﻴﻠﻴﺎن«. ُ ُ وﻛﺘﺒﺖ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﺛﻢ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ .ﻛﺎن اﻻﺳﻢ اﻷﻛﺜ ُﺮ ﺗَﻜﺮا ًرا ﻫﻮ ﻓﺘﺤﺖ إﻃﺎر ﻣﺘﺼﻔﺢ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻧﺠﻮﻳﻦ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ أﺳﺘﺎذًا ﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﰲ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ﻗﺒﻞ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﲆ ُ ُ ٍ وﻗﺮرت أن أﺗﺼﻞ ﺑﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﺣﻔﻈﺖ اﺳﻤﻬﺎ، وﻇﻴﻔﺔ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ إﻳﻤﺮﺳﻮن ،ﻫﻨﺎ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ. ﻟﻴﺲ ﻗﺒﻞ أن أﻛﺘﺸﻒ املﺰﻳ َﺪ ﻋﻦ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ. ُ ُ وﻻﺣﻈﺖ وﺟﻮ َد ﺻﻮر ٍة ﻗﻠﺒﺖ اﻟﺼﻔﺤﺎت ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ إﱃ اﻟﻐﻼف اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﺛﻢ أﻳﻀﺎ ﺻﻮر ٌة ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ اﻟﺘﻒﱠ ﻟﻠﻤﺆ ﱢﻟﻒ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ رأﻳﺘُﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﻘﺪار ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع درﺟﺔ — ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﺑﺮوﻳﺖ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪ ﱠ أن ﻣﻨﻈﺮه اﻟﺠﺎﻧﺒﻲ ً ﻗﺒﻌﺔ ،ﻗﺒﻌﺔ ﻓﻴﺪورا املﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟ ﱠﻠﺒﺎد ،وﻫﻲ ﺟﻴ ٌﺪ — وﻟﻜﻦ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪي ﱢ املﺤﻘﻘﻮن ﰲ اﻷﻓﻼم اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .ﺑﻤﺠﺮد أن رأﻳﺖ ذﻟﻚ ،ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ﻧﻮ ُع اﻟﻘﺒﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ ﻳﻼﺣﻘﻨﻲ .ﻛﺎن ﰲ اﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺸﺎرع اﻟﺬي رأﻳﺘُﻪ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺴﺒﺖ ،اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ً ﻗﺒﻌﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﻘﺒﻌﺔ. ﻳﺮﺗﺪي ُ ِ ﻣﻠﺼﻖ أﻣﺎن. ملﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺑﺤﺜﺖ ﰲ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎدرﺗﻲ، ِ أﺟﺪ ،وﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ﰲ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﺤﻤﱠ ﺎم وإﺧﻔﺎء اﻟﻜﺘﺎب ﺗﺤﺖ ﻗﻤﻴﴢ .ﻟﻜﻦ املﻜﺘﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻢ ِ ُ ُ وﻗﺮرت ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﺨﺮوجَ واﻟﻜﺘﻴﺐ ﰲ ﻳﺪي ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ واﻟﻨﺎس ﻳﺄﺗﻮن وﻳﺬﻫﺒﻮن، ﻣﻜﺘﻈﺔ، 142 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﴩ ﻗﺪ اﺳﺘﻌﺮﺗُﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﻟﻢ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﻢ ﺳﻴﺸﻌﺮون ﺑﻐﻴﺎﺑﻪ ،وﺑﺪا ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ أﻻ ﻳُﺴﺠﱠ ﻞ ﰲ ُ اﺳﺘﻌﺮت ﻛﺘﺎب ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ. ﺑﻄﺎﻗﺘﻲ املﻜﺘﺒﻴﺔ أﻧﻨﻲ ُ ُ ﻣﺸﻴﺖ ْ ٍ وﺧﺮﺟﺖ إﱃ ﺣﻴﺚ اﻷﺟﻮاءُ إﻧﺬارات — ﻋﱪ أﺟﻬﺰة اﻻﺳﺘﺸﻌﺎر — ﻟﻢ ﺗُﻄ َﻠﻖ أيﱡ ِ ﻟﻮﻗﺖ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬرية. اﻟﺪاﻓﺌﺔ ُ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋُ ُ ِ ملﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺼ َﻠﺖ أرﺳﻠﺖ ﺑﺮﻳﺪًا إﻟﻜﱰوﻧﻴٍّﺎ إﱃ ﺟﻮﻳﻦ ﺪت إﱃ املﺘﺠﺮ، ُ ﺣﺎوﻟﺖ ﻗﺮاء َة املﺰﻳﺪ ﺻﻮر ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ رأﻳﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﻣﻨﺰل إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن .ﺛﻢ ﻋﲆ ٍ أﺳﺘﻄﻊ اﻟﱰﻛﻴﺰ .واﻧﺘﻬﻰ ﺑﻲ اﻷﻣﺮ أن أذ َرع املﺘﺠ َﺮ ﺟَ ً ِ ﻴﺌﺔ ﻣﻦ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي« ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ َ ً ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أرﺗﱢﺐ اﻷرﻓﻒ. ﻣﺤﺎوﻻ وذﻫﺎﺑًﺎ، ُ ِ ﻗﺮرت أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻋﲆ ﻟﻮﻗﺖ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬرية، ﺑﻌﺪ أن وﺻﻞ ﺑﺮاﻧﺪون ﻟﻴﺒﺪأ ﻣﻨﺎوﺑﺘﻪ اﻷرﺟﺢ اﻟﻌﻮد ُة إﱃ املﻨﺰل .ﻛﺎن اﻟﻴﻮم ﻫﻮ اﻟﺜﻼﺛﺎء ،وﻛﺎن ﻳﻮﻣً ﺎ ﻫﺎدﺋًﺎ ،وﻛﻨﺖ أﻧﺘﻈ ُﺮ اﻟﺘﺤﺪ ُ ﱡث ﻣﻊ ﺟﻮﻳﻦ ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﱢ ُ وﺿﻌﺖ ﻛﺘﺎب »اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻜﺎن ﻗﺪ ﻳﺴﻤﻌﻨﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺎس. أﻓﻀ ُﻞ أﻻ أﻓﻌﻠﻪ ﰲ ٍ ُ وﺳﺄﻟﺖ ﺑﺮاﻧﺪون ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻳُﻤﺎﻧﻊ ﰲ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻤﻔﺮده. اﻟﴪي« ﰲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﻋﺒَﺲ ،وﻗﺎل :ﱠ »ﻛﻼ ،أﻧﺎ ﺑﺨري«. »ﺣﺴﻨًﺎ إذنِ . اﺗﺼﻞ ﺑﻲ إذا ﻃﺮأ ﳾءٌ ﻣﺎ«. »ﺳﺄﻓﻌﻞ«. َ اﻧﺨﻔﻀﺖ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺤﻮﱠل ﻛ ﱡﻞ اﻟﺜﻠﺞ ا ُملﺬاب اﻵن إﱃ ﺟﻠﻴﺪ ،وﺗﻨﺎﺛﺮ اﻟﱰابُ وﻗﺖ اﻟﻈﻬرية ﺳﺎﻃﻌً ﺎ ،ﻣﻤﺎ ذ ﱠﻛﺮﻧﻲ ﱠ واملِ ﻠﺢ ﻋﲆ اﻷرﺻﻔﺔ .ﻛﺎن ُ َ أوﻗﺎت اﻟﻨﻬﺎر ﺻﺎرت أﻃﻮ َل ﺑﺄن ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﱠ أن اﻟﺸﺘﺎء ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﺑﻼ ﻫﻮاد ٍة ﻣﺪ َة ﺷﻬﺮﻳﻦ آﺧ َﺮﻳﻦ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ .ﻟﻢ أﻛﻦ ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ أُﻣﺎﻧﻊ ﰲ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻗﺮاءة وﺟﻮه املﺎرة ﺧﻼل ﻃﺮﻳﻘﻲ إﱃ املﻨﺰل .ﻛﺎﻧﺖ وﺟﻮﻫﻬﻢ ﺷﺎﺣﺒﺔ وﻛﺌﻴﺒﺔ ،ﻣﺴﺘﺴﻠِﻤﺔ ﻟﻬﺬه املﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻣﺎدﻳﺔ ،وﻃﺮﻳﻘﻬﻢ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﺬي ﱡ ﻳﺸﻘﻮﻧﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﻓﺼﻞ اﻟﺮﺑﻴﻊ. ﺑﺼﻌﻮﺑ ٍﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻷﺟﻮاء ِ وﺑﺤﻜﻢ اﻟﻌﺎدة ُر ُ ﺣﺖ أﻃ ﱡﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻮاﻓﺬ اﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ ﻟﻔﻨﺪق »ﺑﻴﻜﻮن ﻫﻴﻞ« إﱃ داﺧﻞ ﺣﺎﻧﺘﻬﻢ املﺮﻳﺤﺔ واﻟﺪاﻓﺌﺔ ،داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ أﺗﺴﺎءل ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﴍﻳﻜﻲ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻘﻴﻤً ﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ .ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدًا ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻴﻮم ،ﻣﺮﺗﺪﻳًﺎ إﺣﺪى ﺳﱰاﺗﻪ املﺄﻟﻮﻓﺔ ﻣﻦ ﻃﺮاز ﻫﺎرﻳﺲ ﺗﻮﻳﺪ ،ﻣﺮﺗﻜ ًﺰا ﻋﲆ ُ ﺑﺸﺄن إن ﻛﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ﱄ وﻗﻔﺖ ﰲ اﻟﺸﺎرع ﻣﱰددًا اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎر اﻟﺒﻴﻀﺎوي. ِ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ رأﻳﺘُﻪ ﻳﺮﻓﻊ رأﺳﻪ اﻟﻜﺒري اﻷﺷﻌﺚ وﻳﻼﺣﻈﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺰﺟﺎج. ُ ُ ُ وﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻔﻀﻮل ﺗﺠﺎه ﻛﺄس أﺟﻠﺲ ﰲ املﻘﻌﺪ املﺠﺎور ﻟﻪ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ ،ﺑﺮاﻳﻦ«، ﻗﻠﺖ ،وأﻧﺎ املﺎرﺗﻴﻨﻲ ﻧﺼﻒ املﻤﻠﻮء ﻋﲆ اﻟﺒﺎر ﻣﻊ ﺑﺼﻤﺔ أﺣﻤﺮ اﻟﺸﻔﺎه ﻋﲆ ﺣﺎﻓﺘﻪ. 143 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﱡ اﻟﺘﻔﺖ ﻷرى ﺗﻴﺲ ﻣﻮري ،زوﺟﺘﻪ ﻋﲆ ﻣﺪى اﻟﺴﻨﻮات ﻗﺎل» :ﺗﻴﺲ ﻫﻨﺎ« ،وﺑﻤﺠﺮد أن ﻗﺎﻟﻬﺎ، ُ اﻓﱰﺿﺖ — ﻣﻦ اﻟﺤﻤﱠ ﺎم ،وﻫﻲ ﺗﻀﻊ أﺣﻤ َﺮ ﺷﻔﺎ ٍه ﺟﺪﻳﺪًا ﻋﲆ اﻟﻌﴩ املﺎﺿﻴﺔ ،ﻋﺎﺋﺪ ًة — ﻛﻤﺎ ﺷﻔﺘَﻴﻬﺎ. ُ ﻗﻠﺖ ،ﻋﺎﺋﺪًا إﱃ اﻟﻮراء ﺣﺘﻰ أﺳﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻌﺎدة ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ» :أوه ،آﺳﻒ ﺗﻴﺲ«. »ﻛﻼ ،اﺟﻠﺲ ﻫﻨﺎك .ﻳُﺴﻌﺪﻧﺎ داﺋﻤً ﺎ وﺟﻮ ُد ﻣَ ﻦ ﱢ ﱠ ﻳﺨﻔﻒ اﻟﺼﺪام ﺑﻴﻨﻨﺎ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺮي؟« ُ ﺟﻠﺴﺖ أﻧﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .ﻛﻨﺖ أرى ﺗﻴﺲ أﻗ ﱠﻞ وأزاﺣﺖ ﻛﺄس املﺎرﺗﻴﻨﻲ اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻜﺜري ﻣﻤﺎ أرى ﺑﺮاﻳﻦ ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﻏري املﻌﺘﺎد أن ﺗﺨﺮج ﻟﺘﻨﺎول اﻟﴩاب ﻣﻌﻪ ،ﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻇﻬرية ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء .ﻛﺎﻧﺖ زوﺟﺘَﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺻﻐ َﺮ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣً ﺎ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ .ﻗﺎل اﻟﺠﻤﻴ ُﻊ إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻟﺪﻳﻪ ،وﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ ﺳﺒﺐَ ﺗﻌﺎرﻓﻬﻤﺎ، ﻋﻠﻤﺖ ﱠ ُ أن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ،أو اﻋﺘﺎدت أن ﺗﻜﻮن ﰲ ﻟﻜﻨﻨﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺪوام ﻛﺎﻣﻞ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ .ﻟﻘﺪ اﻟﺘﻘﻴﺎ ﰲ اﻟﻌﺎم اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي َ ﺣﴬ ﻓﻴﻪ ﺑﻮﴍﻛﻮن ،وﻫﻮ املﺆﺗﻤﺮ اﻟﺴﻨﻮي ﻟ ُﻜﺘﱠﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﻋﺎد ًة ،ﻟﻜﻨﻬﻢ َ ﺿﻴﻒ اﻟﴩف وﻫﺬا ﻣﺎ دﻓﻌﻪ إﱃ ذﻟﻚ. ﺟﻌﻠﻮه أﺧﱪﻧﻲ ﺑﺮاﻳﻦ ﻋﺪ َة ﻣﺮات ﱠ أن اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻧﺠَ ﺢ ﺑﻬﺎ زواﺟُ ﻬﻤﺎ ﻫﻲ أن ﺗﻴﺲ ﺗُﻤﴤ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻬﻤﺎ ﰲ ﻟﻮﻧﺠﺒﻮت ﻛﻲ ﻣﻦ دوﻧﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﴤ ﻫﻮ اﻷﺷﻬُ َﺮ اﻟﺴﺘﺔ ً ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﰲ اﻷﺧﺮى ﰲ ﻛﻮﺧﻬﻤﺎ ﰲ ﴍق وﻻﻳﺔ ﻣني ﻣﻦ دوﻧﻬﺎ .وﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﻠﺘﻘﻴﺎن ﺑﻮﺳﻄﻦ. ُ َ ﻟﺴﺖ ﰲ ﻓﻠﻮرﻳﺪا اﻵن ،ﺗﻴﺲ؟« ﻗﻠﺖ» :ملﺎذا »أﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﺑﺎﻟﺨﱪ؟ ﺑﺮاﻳﻦِ ،أره ذراﻋﻚ«. ُ ﻧﺤﻮ اﺳﺘﺪرت ،ورﻓﻊ ﺑﺮاﻳﻦ ذراﻋﻪ اﻟﻴﴪى ،ﻣﺴﺘﻘ ٍّﺮا ﰲ ﺟﻬﺎز ﻳﺒﺪو ﻋﻀﻮًا آﻟﻴٍّﺎ ﻋﲆ ٍ ٍ ﻏﺎﻣﺾ» .أوه ،ﻻ«. ُ وﻗﻌﺖ ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮع وأﻧﺎ أﺗﻨﺤﱠ ﻰ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﻣﻘﻌﺪ اﻟﺒﺎر ﻗﺎل» :إﻧﱠﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ املﻬﻢ .ﻟﻘﺪ ﱢ املﺘﺒﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﱪﻳﺎﺋﻲ وﻫﻮ ﻳُﻐﺎدر ﺟﺴﺪي .وﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو، ﻫﺬا .ﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﴚء إﻻ ﺑﺎﻟﺒﻘﻴﺔ ﻛﴪ ﰲ ﻣﻮﺿﻌَ ني ،وﺳﺘُﻔﺎﺟﺄ ﺑﻤﺪى ﺻﻌﻮﺑﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺨﻤﻮ ًرا ﺑﻴ ٍﺪ واﺣﺪة ﰲ ﻣﺜﻞ ﺣﺪث ٌ ﺳﻨﻲ«. »ﻫﻞ ﺗﻜﺘﺐ اﻵن؟« ً ً ﻤﺖ رواﻳﺘﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻗﺒﻞ ﻋﻴﺪ املﻴﻼد ﻣﺒﺎﴍة ،ﱠ »ﺳ ﱠﻠ ُ ﻟﻜﻦ ﻟﺪيﱠ ﻧﺴﺨﺎ ﻷﺣ ﱢﺮرﻫﺎ ،وﻋﻠﺐَ ﺣﺴﺎءٍ ﻷﻓﺘﺤﻬﺎ؛ وﻟﺬا ﻓﺈن ﺗﻴﺲ ﺗﺒﺬل اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت«. 144 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﴩ ُ »ﺣﺎوﻟﺖ إﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﻘﺪوم إﱃ ﻓﻠﻮرﻳﺪا ،ﻟﻜﻨﻚ ﺗﻌﺮف ﻛﻴﻒ ﻳﺒﺪو ﻫﺬا اﻷﻣﺮ، ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ: ﻣﴩوب ﻣﻌﻨﺎ .واﻵن ﻫﺎ أﻧﺖ ذا«. ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺘﺰم اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻚ ﻳﺎ ﻣﺎل ﻟﻨﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ اﺣﺘﺴﺎءَ ٍ ﻗﺎل ﺑﺮاﻳﻦ» :إﻧﻪ ﻳﻌﺮف أﻳﻦ ﻳﺠﺪُﻧﻲ« ،ﺛﻢ أﻧﻬﻰ ﴍاﺑﻪ اﻟﺬي داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺳﻜﻮﺗﺶ وﺻﻮدا ﰲ ﻛﻮب وﻳﺴﻜﻲ زﺟﺎﺟﻲ ﻣﻊ ﻣﻜﻌﺒَني ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺞ. ﻃﻠﺒﺖ ﻟﻨﻔﴘ ِﺟ ً ُ ُ واﺳﺘﻄﻌﺖ إﻗﻨﺎ َع ﺑﺮاﻳﻦ وﺗﻴﺲ ﺑﴩاء ﻌﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع ﻟﻴﻔﺖ ﻫﺎﻧﺪ ﺳﺘﺎوت، ﻣﴩوب ﻟﻜﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﲆ ﺣﺴﺎﺑﻲ .ﺳﻜﻮﺗﺶ آﺧﺮ ﻟﱪاﻳﻦ وﺟﺮاي ﺟﻮس ﻣﺎرﺗﻴﻨﻲ ﻟﺘﻴﺲ. ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ» :ﻛﻴﻒ ﺗﺴري أﺣﻮال اﻟﻌﻤﻞ؟ ﻛﻨﺖ أو ﱡد أن أﺳﺄل ﺑﺮاﻳﻦ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف أﺑﺪًا«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻛﻤﺎ ﻫﻮ .ﻟﻴﺲ ﺳﻴﺌًﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق«. »ﻣﺎذا ﻳُﺒﺎع ﻫﺬه اﻷﻳﺎم؟« َ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ دﻋﺎﻳﺔ — آﺧ ُﺮ ﻣﺎ ِ ﺳﻤﻌﺘُﻪ ﻋﻨﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗَﻌُ ﺪ ﺗﻌﻤﻞ ٍ ﻣﺠﻮﻫﺮات ﺻﻐريًا ﰲ ﻓﻠﻮرﻳﺪا — ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺤﺐﱡ أن ﺗﺴﻤﻊ ﻋﻦ أﺣﻮال اﻟﻌﻤﻞ .ﻟﻘﺪ ﻣﺘﺠﺮ ُ ُ أﺣﺒﺒﺖ ﺗﻴﺲ وداﻓﻌﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻋﺪدٍ ﻣﻦ املﻨﺎﺳﺒﺎت أﻣﺎم أﺷﺨﺎص آﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﺑﻌﻀﻬﻢ رآﻫﺎ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﻓﺘﺎ ٌة اﺳﺘﻐﻼﻟﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﻟﻘﻀﺎء اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ً ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻣﻌﻲ ،وﻟﻘﺪ أﺧﱪﻧﻲ ﺑﺮاﻳﻦ ﻋﺪ َة ﻣﺮات ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ اﻟﺜﺮيﱢ اﻷﻛﱪ ﺳﻨٍّﺎ .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ داﺋﻤً ﺎ َ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻌﺰﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ .وﻛﻴﻒ أﺣﺒﱠﺘﻪ ﻋﲆ ﻛﻢ ﻛﺎن ﻳُﻘﺪﱢر زواﺟَ ﻬﻤﺎ ،وﻛﻴﻒ أﻧﻬﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻳﻄﻦﱡ ﱡ ﱠ ً ُ ﻳﺮن ،أو ِ ﻣﻜﺜﺖ ﻟﺘﻨﺎول َ ﻛﺄﺳني ﻣﻦ ِ اﻟﺠﻌﺔ ،ﻣﺪرﻛﺎ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ أن ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻗﺪ ِ ﻗﻠﺖ إﻧﻨﻲ ﺳﺄﻏﺎدر ،ﱠ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﻳﻦ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺒﺎ اﻟﻌﺸﺎء ُ ٍ وإن ﻟﺪيﱠ ﻃﻌﺎﻣً ﺎ ﰲ املﻨﺰل ﻷﻋُ ﺪﱠه، وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻛﺬﺑﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺮاﻳﻦ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﺘﺬﻣﱠ ﺮ ً ُ وأردت اﻟﺨﺮوج ﻗﺒﻞ ﺑﺪء ُﺧﻄﺒﻪ ﻗﻠﻴﻼ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ. ﻗﺒﻞ أن أﻏﺎدر ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ِ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻦ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن؟« ﻗﺎل ﺑﺮاﻳﻦ» :ﻣَ ﻦ؟« ﺗﺄﺗﻲ إﱃ املﺘﺠﺮ ﻛ ﱠﻞ ﻳﻮم ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﺘﻘﻞ إﱃ ﻣني. »إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن .ﻟﻘﺪ اﻋﺘﺎدت أن َ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻧ ﱠ ﻈﺎرات ﻗﻨﻴﻨﺔ اﻟﻜﻮﻛﺎ«. ﻗﺎل ﺑﺮاﻳﻦ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«ُ . أن ﺗﻴﺲ ،ﻋﲆ ﻳﻤﻴﻨﻲ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﻣﺊ ﺑﺮأﺳﻬﺎ ً ﻮﺟﺌﺖ ﱠ ُ أﻳﻀﺎ. وﻓ إﺛﺮ ﻧﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ«. »ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﻋﲆ ِ »ﻛﻴﻒ ﻋﻠِﻤﺖ ﺑﺬﻟﻚ؟« ُ ﻛﺪت أﺧﱪه ،أﺧﱪُ ﻛﻼ اﻷﻣ َﺮﻳﻦ ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ،ﺑﺸﺄن اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ واﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ. أﺣﺠﻤﺖ ٍ 145 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ُ اﻋﺘﻘﺪت ﻓﻘﻂ أﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ«. ﻗﻠﺖ ﻛﺎذﺑًﺎ» :أﺧﱪﻧﻲ َزﺑﻮن آﺧﺮ. ُ واﺳﺘﺪرت ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ. ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ» :ﺑﺌﺲ املﺼري ﻟﻬﺎ«، ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ِ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺮﻓﻴﻨﻬﺎ؟« ً ﻣﺒﺘﺬﻻُ . ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻟﻘﺪ ﺣﺎﴏَﺗﻨﻲ ﰲ إﺣﺪى ﻧﺪوات ﺑﺮاﻳﻦ ﻟﺘﺨﱪﻧﻲ ﻛﻢ ﻛﺎن ُ إﻧﻨﻲ زوﺟﺘُﻪ ،واﻧﻔﺠ َﺮت ﺿﺎﺣﻜﺔ ،وﺳﺄﻟﺘﻨﻲ إذا ُ ﻗﺮأت ﻛﺘﺒﻪ ﻗﺒﻞ أن أﺗﺰوﱠﺟﻪ .ﻟﻦ أﻧﴗ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ذﻟﻚ أﺑﺪًا«. ﱠ ﻛﺎن ﺑﺮاﻳﻦ ﻳﺒﺘﺴﻢ» .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣُﺤﻘﺔ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ .إﻧﻨﻲ أﺗﺬ ﱠﻛﺮﻫﺎ اﻵن .أﺧﱪَﺗْﻨﻲ ﻣﺮ ًة ﺑﺄن ً ﱠ ُ ﺳﻴﺌﺔ إﱃ ﺗﻠﻚ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن املﻔﻀﻞ ﻛﺎن ﺟﻴﻤﺲ ﻛﺮﻣﲇ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ اﻟﺪرﺟﺔ .اﻧﺘﻘﻠﺖ إﱃ روﻛﻼﻧﺪ ،ﰲ ﻣني ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« َ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺬﻟﻚ؟« »ﻛﻴﻒ ُ ﻣﺮرت ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«. »أﺧﱪﺗﻨﻲ إﻳﻤﻴﲇ ،ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ،ﰲ املﺮة اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ إﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺴﺠ ﱟﻞ ﻟﻜ ﱢﻞ اﻟﻌﻤﻼء املﺘﺴﺒﱢﺒني ﰲ املﺸﻜﻼت ﻣﻦ أﺟﲇ«. واﻧﺰﻋﺠﺖ ً ﻗﻠﻴﻼ ﱠ ُ ُ أن ﺑﺮاﻳﻦ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺮى إﻳﻤﻴﲇ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻛ ﱠﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻠﺖ» :أﻫﺎ«، ً ٍ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻲ. ﺑﻌﻼﻗﺔ أﻓﻀ َﻞ ﻣﻌﻬﺎ أﺷﻬﺮ ،ﺑﺪا أﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺐ .ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﱃ اﻟﺮﺻﻴﻒ ،ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎدﺗﻨﻲ ﺗﻴﺲ اﱃ اﻟﺨﺎرج، »ﻫﺬا اﻟﺤﺎدث اﻟﻐﺒﻲ ﱠ ﻏريه ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .إﻧﻪ ﻣﺬﻋﻮر ﻣﻦ ﻛﻞ ﳾءٍ اﻵن .املﴚ ،اﻟﻨﻬﻮض ﻣﻦ اﻟﴪﻳﺮ، ﻓِ ﻌﻞ أيﱢ ﳾء .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﻣﻌﻪ وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ إﱃ اﻷﺑﺪ .ﻟﺪيﱠ املﺘﺠﺮ ﰲ ﻓﻠﻮرﻳﺪا وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣُﻞ ﻣﻌﻪ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ،وﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪة ﻣﻦ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻌﺎﻣُﻞ ﻣﻌﻲ«. »رﺑﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺤﺼﲇ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ املﺴﺎﻋﺪة؟« »ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﻠﺘُﻪ ﻟﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ .اﻧﻈﺮ ،إذا ﺷﺎرﻛﺘَﻨﺎ اﻟﻌﺸﺎء ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺎ ،ﱠ ﰲ ٍ ﻫﻼ ﺗﻄﺮح اﻷﻣﺮ ﻣﻦ أﺟﲇ؟ رﺑﻤﺎ إذا ِ ﺳﻤﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ …« ُ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. »ﺷﻜ ًﺮا ﻣﺎل .إﻧﻨﻲ أﻗﺪﱢر ﻟﻚ ذﻟﻚ .ﻻ ﺗُ ِﺴﺊ ﻓﻬْ ﻤﻲ ،ﺳﺄﻓﻌﻞ أيﱠ ﳾءٍ ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻲ ﻓِ ﻌﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﺣﻮض أﺟﻞ ﺑﺮاﻳﻦ ،وﺳﻴﻔﻌﻞ أيﱠ ﳾءٍ ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ أﺟﲇ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﲆ ِ اﻻﺳﺘﺤﻤﺎم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق« .ودﻓﻌَ ﺖ َﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻫﺎ اﻟﺪاﻛﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﺧﻠﻒ ﺷﻔﺘﻲ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺠﺬﺑﻨﻲ ﻛﻲ ﺗُﻌﺎﻧﻘﻨﻲ .ﻟﻘﺪ ﻓﻌ َﻠﺖ ﻫﺬا إﺣﺪى أذﻧﻴﻬﺎ ،ﺛﻢ اﻧﺤﻨﺖ وﻗﺒﱠﻠﺘﻨﻲ ﻋﲆ ﱠ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﺣﺘﻰ أﻣﺎم ﺑﺮاﻳﻦ ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺒ ُﺪ أﻧﻪ ﻳﻤﺎﻧﻊ ﰲ ذﻟﻚ ﺑﺘﺎﺗًﺎ. 146 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﴩ َ ارﺗﺠﻔﺖ ﺗﻴﺲ ﺑني ذراﻋَ ﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻌﺎﻧﻖ .ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗُﻔﻠﺘﻨﻲ» :ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺤﻤﱠ ﻞ ﻫﺬا اﻟﻄﻘﺲ؟« .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﺳري إﱃ املﻨﺰل اﺳﺘﻄﻌﺖ أن أﺷ ﱠﻢ راﺋﺤﺘﻬﺎ ﻋﲆ ﺟﻠﺪي؛ ﻋﻄ ًﺮا ﻟﻴﻤﻮﻧﻴٍّﺎ َ وراﺋﺤﺔ زﻳﺘﻮن ﻣﻦ املﺎرﺗﻴﻨﻲ اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ. ُ ُ وﻗﺮأت املﺰﻳﺪ ﻣﻦ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي«، ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺣﺒﻮبَ اﻹﻓﻄﺎر ﻋﲆ اﻟﻌﺸﺎء ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ، ً ً ﻧﺼﻴﺔ أﺧﺮى ﻗﺒﻞ أن أﺧﻠﺪ إﱃ اﻟﻨﻮمُ ، ُ ُ ﻗﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ رﺳﺎﻟﺔ أرﺳﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ واﻧﺘﻈﺮت اﺗﺼﺎ َل ﺟﻮﻳﻦ. إﻧﻨﻲ أﺗﻤﻨﱠﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻛ ﱡﻞ ﳾءٍ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام .وﻛﺎن وﺟﻬُ ﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻓ ﱠﻜ ُ ُﺴﺘﻠﻖ ﰲ ﺮت ﻓﻴﻪ وأﻧﺎ ﻣ ٍ اﻟﻔﺮاش ،وﻟﻴﺲ وﺟﻪ زوﺟﺘﻲ. 147 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻴﻘ ً َ ﺟﺮس اﻟﺒﺎب ﺑﻌﺪ ﺗﻤﺎم اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄُ . ُ ﻈﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ وأرﺗﺪي اﻧﻄﻠﻖ ُ وﴍَﻋﺖ ﰲ ﺗﺤﻀري ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻬﻮة. ﻣﻼﺑﴘ، ُ ٌ ﺻﻮت ذﻛﻮري ﻳﻘﻮل إن اﺳﻤﻪ ﺿﻐﻄﺖ ﻋﲆ ﺟﻬﺎز اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺪاﺧﲇ )اﻹﻧﱰﻛﻢ( وﺟﺎء َ اﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻬﺎ ُﺧﻄﻰ اﻷﻗﺪام اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑريي ،وﻳﺴﺄل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺼﻌﻮد .ﰲ املﺪة اﻟﺘﻲ ٌ وﻗﺖ ٍ ٍ ﻛﺎف ﻟﻠﺘﻔﻜري ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن أﻓﻌﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﻃﺮح ﰲ ﺻﻌﻮد اﻟﺪ َرج ﻋﺎل ،ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ ﺑﺼﻮت ٍ ُ ٍ اﻓﱰاﺿﺎت ﴎﻳﻌﺔ .إﻧﻬﻢ ﻫﻨﺎ إﻣﺎ ﻻﻋﺘﻘﺎﱄ أو ﻻﺳﺘﺠﻮاﺑﻲ ﺑﺸﺄن وﻓﺎة وﺿﻌﺖ ﻋﺪﱠة اﻷﺳﺌﻠﺔ. إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ أو ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ أو ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻋﺪم ر ﱢد ﺟﻮﻳﻦ ﻋﲆ رﺳﺎﺋﲇ ُ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ ﰲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ. ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻫﻮ أﻧﻨﻲ َ ُ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﺑﺎب ﺷﻘﺘﻲ وﻓﺘﺤﺘُﻪ .ﻛﺎن اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑريي ﻃﻮﻳ َﻞ اﻟﻘﺎﻣﺔ ذا ﻛﺘﻔني ﻣﻨﺤﻨﻴﺘَني وﻳﺮﺗﺪي ً ﺑﺪﻟﺔ ﻣﻘ ﱠﻠﻤﺔ .أﻇﻬﺮ ُﻫﻮﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ،وأﻋﺎد ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻔﺴﻪ، ُ ً ﻗﺎﺋﻼ إﻧﻪ ﺟﺎء ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻓﻦ وﻟﺪﻳﻪ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻔﻪ اﻣﺮأ ٌة أﻗﴫُ ﺑﻜﺜري ،ﺗﺮﺗﺪي ﺑﺪﻟﺔ ً ُ دﻋﻮت ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ أﻳﻀﺎ .ﻗﺪﱠﻣﻬﺎ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﺑﻮﺳﻄﻦ. إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ ،وأﺧﱪﺗﻬﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻋﲆ ْ وﺷﻚ ﺻﻨْﻊ اﻟﻘﻬﻮة ،وﺳﺄﻟﺘُﻬﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺮﻳﺪان ً ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻨﻬﺎ. ﻗﺎل اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑريي إﻧﻪ ﻻ ﻳُﻤﺎﻧﻊ .أﻣﺎ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ اﻵن ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة ،ﻓﻠﻢ ُ ﺗﻘﻞ ﺷﻴﺌًﺎ. ُ ُ ﻧﺤﻮ ﻣﻔﺎﺟﺊ .ﻟﻘﺪ ﺗﺒﺪﱠد ﻛ ﱡﻞ اﻷدرﻳﻨﺎﻟني اﻟﺬي ﺑﺪأت ﰲ ﺻﻨْﻊ اﻟﻘﻬﻮة وﺷﻌﺮت ﺑﻬﺪوءٍ ﻋﲆ ٍ ً ﺻﻮت اﻟﺠﺮس ﻣﻊ وﺻﻮﻟﻬﻤﺎُ . ِ ﺧﻔﻴﻔﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣُﺨ ﱠﺪ ًرا ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ، ﻛﻨﺖ ﺳﻤﺎع ﻏﻤﺮﻧﻲ ﺑﻌﺪ ِ ً ُ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺼرية إﱃ اﻟﻜﺮﳼ ووﺟﱠ ﻬﺘﻬﻤﺎ إﱃ اﻷرﻳﻜﺔ. ﴎت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﺪﱠل اﻟﻌﻤﻴ ُﻞ ﺑريي ﺑﻨﻄﺎ َل ﺑﺪﻟﺘﻪ ﻓﻮق اﻟﺮﻛﺒﺘَني ﻗﺒﻞ أن ﻳﺠﻠﺲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻳﺪان ﺿﺨﻤﺘﺎن ،ﱠ ورأس ﻛﺒري ﻣﻄﻮﱠل ﻣﻊ ﻓ ﱠﻜني ﻋﺮﻳﻀني .ﺗﻨﺤﻨَﺢ ً ٌ ﻗﺎﺋﻼ: ﻣﺮﻗﻄﺘﺎن ﻣﻊ ﺗﻘﺪﱡم اﻟﻌﻤﺮ، »آ ُﻣ ُﻞ أن ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ إﻟﻘﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﻀﻮء ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﺑﺠﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. »ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ إﺧﺒﺎرﻧﺎ ﻣﺘﻰ ﻗﺎﺑﻠﺘَﻬﺎ أول ﻣﺮة؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻟﻘﺪ اﺗﺼ َﻠﺖ ﺑﻲ ﰲ ﻣﺘﺠﺮ اﻟﻜﺘﺐ — ﰲ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﺣﻴﺚ أﻋﻤﻞ — ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ املﺎﴈ وﺳﺄ َﻟﺖ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﻟﺤﻀﻮ ُر وﻃﺮح ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ .ﻫﻞ ﻫﻲ ﺑﺨري؟« ﻗﺎل» :ﻣﺎ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ أرادت ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ؟« ﻟﻢ ﺗﺘﻜ ﱠﻠﻢ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ ﺑﻌﺪ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ٍ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺻﻐريًا ﻣﺰ ﱠودًا ﺑﺴﻠﻚ ﺣﻠﺰوﻧﻲ وﻧﺰﻋَ ﺖ ﻏﻄﺎء اﻟﻘﻠﻢ. أﺧﺮﺟَ ﺖ دﻓﱰَ ٌ أﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل ﻗﺎﺋﻤﺔ ُ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أﻋﺪدﺗُﻬﺎ ،ﻣﻨﺸﻮرة ﰲ ﻣﺪوﱠﻧﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات«. »ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ أﺧﺮجَ ﺑريي دﻓﱰَ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ وأﻟﻘﻰ ﻧﻈﺮة ﻋﻠﻴﻪ» .ﺗُﺪﻋﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ؟« ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺳﻤﺎ ُع ﻣﺎ ﺑﺪا ﰲ ﺻﻮﺗﻪ ﻧﱪ َة ازدراء. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ«. »وﺑﻤﺎذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﻠﻖ أﺳﺌﻠﺘُﻬﺎ؟« ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ اﻧﻄﺒﺎ ٌع ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛ ﱠﻞ ﳾءٍ ﻋﻦ املﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺘﻲ دارت ﺑﻴﻨﻲ وﺑني ُ ﻗﺮرت إﺧﺒﺎرﻫﻤﺎ ﺑﺄي ﳾءٍ ﻳﺮﻳﺪان ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ .ﺣﺴﻨًﺎ ،أيﱡ ﳾء ﻗﻠﺘُﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺟﻮﻳﻦ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﺑﺪأت ﺑﴩح ﻛﻴﻒ ﻻﺣ َ ُ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ وﺟﻮ َد ﺻﻠﺔ ﺑني اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺘُﻬﺎ ﻈﺖ ﻟﺠﻮﻳﻦ .وﻟﺬا، ذﻛﺮت ﻛﻴﻒ أﻧﻨﻲ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻛﻨﺖ أﻋﺘﱪ ﱠ ُ أن ﺗﻠﻚ ﻋﺎم ٢٠٠٤واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻷﺧرية. َ ً وأﻳﻀﺎ ﻛﻴﻒ وﺟﺪﻧﺎ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ اﻟﺼﻠﺔ ﻣﺸﻜﻮ ٌك ﻓﻴﻬﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎدَﻓﺔ، ﰲ ﻣﻨﺰل إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﰲ روﻛﻼﻧﺪ. َ اﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ﺟﺎءَ ﻫﺬا اﻟﺴﺆا ُل ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ ،وﻫﻮ أو ُل ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘُﻬﺎ ﺗﺘﻔﻮﱠه ﺑﻪ» :ﻫﻞ ﻋﻤﻞ رﺳﻤﻲ ملﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ؟ ﻟﺰﻳﺎرة أن ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻬﺎ ﰲ ٍ ﻄﺖ أزرار ﺳﱰﺗﻬﺎ ً ﻣﴪح ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣُﺤﺘﻤَ ﻠﺔ؟« اﻧﺤﻨﺖ إﱃ اﻷﻣﺎم وﻫﻲ ﺗﺘﺤﺪﱠث ،واﻧﻀﻐ َ ﻗﻠﻴﻼ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ اﻛﺘﺴﺒَﺖ وزﻧًﺎ ﱠ ﻣﺆﺧ ًﺮا .ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﻤﺮﻫﺎ اﻟﺜﻼﺛني ،ﻣﻊ ﺷﻌﺮﻫﺎ اﻷﺳﻮد اﻟﻘﺼري ووﺟﻬﻬﺎ املﺴﺘﺪﻳﺮ اﻟﺬي ﺗُﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻴﻨﺎن ﻛﺒريﺗﺎن وﺣﺎﺟﺒﺎن ﻛﺜﻴﻔﺎن. ﻗﻠﺖ» :ﻟﻢ أﺳﺘﻐﺮب .ﱡ ُ ُ ﻛﺘﺒﺖ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،وﺑﻤﺎ أﻧﻨﻲ أﻇﻦ أﻧﻬﺎ اﻋﺘﻘﺪت ِﺟﺪﻳٍّﺎ أﻧﻪ ﺑﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻗﺮأت ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﺘﺐ املﻮﺟﻮدة ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ُ ُ ﻛﻨﺖ اﻟﺨﺒريَ ﺑﺎﻷﻣﺮ .ﻟﻘﺪ ﻇﻨﱠﺖ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ أﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ 150 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ ُ ُ ِ أﻋﺮف إﻳﻠني أﻋﺮﻓﻬﺎ .أﻋﻨﻲ ،ﻛﻨﺖ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﳾءٍ ﻣﺎ ﰲ ﻣﻨﺰل إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن .ﻛﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺟﻮﻧﺴﻮن«. »إذن ﻣﺎذا اﻛﺘﺸﻔﺖ؟ ﻣﻦ زﻳﺎرﺗﻚ ملﻨﺰﻟﻬﺎ؟« ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ »ﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﺘُﻪ — ﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﻨﺎه ،أﻧﺎ واﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ — ﻛﺎن ﺗﺄﻛﻴﺪًا ﻋﲆ أن ﻗﺘﻞ ،وﻣﻦ ا ُملﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪٍّا أن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻲ …« ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻻرﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋ ِﻢ ٍ ِ ﻗﺎل اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑريي ،وﻓ ﱠﻜﺎه ﻳﺮﺗﺠﻔﺎن» :ﻣﻦ ا ُملﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪٍّا؟« ً ً ﺷﺨﺼﺎ اﻋﺘﺎد اﻟﻘﺪوم إﱃ املﺘﺠﺮ ﻃﻮال ﺷﺨﺼﺎ أﻋﺮﻓﻪ، »ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻧﺤﻮ ﻣﺒﺎﴍ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻮﻗﺖ .ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻳﺪ ﱡل ﻋﲆ ﺗﻮ ﱡرﻃﻲ .ﻟﻴﺲ ﺗﻮرﻃﻲ ﻋﲆ ٍ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﱠ أن ﻣَ ﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬا إﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ ،أو ﻳﺮﻳﺪﻧﻲ أن أﻋﺮف ﻋﻦ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ،أو رﺑﻤﺎ ﻳﺤﺎول ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ«. ﺗﻮرﻳﻄﻲ »ﻫﻞ ﻧﺎﻗﺸﺖ ﻛ ﱠﻞ ﻫﺬا ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ؟« »ﻧﻌﻢ ،ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت«. ﻧﻈﺮ اﻟﻌﻤﻴ ُﻞ ﺑريي إﱃ دﻓﱰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ» .ﻓﻘﻂ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ،ﻧﺎﻗﺸﺖ ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن وﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ وإﻳﺜﺎن ﺑريد؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﻧﻌﻢ«. »وﻫﻞ ﻧﺎﻗﺸﺘُﻤﺎ ﻣﻘﺘﻞ ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ؟« »اﻟﺮﺟ ُﻞ اﻟﺬي ُﻗﺘﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻗﻀﺒﺎن اﻟﺴﻜﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ؟ … ﻧﻌﻢ ،ﻓﻌﻠﻨﺎ«. ﻗﺎل ،وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﱄ ﱠ» :ﻣﺎذا ﻋﻦ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ؟« »ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ؛ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻲ .ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻢ ﻧُﻨﺎﻗﺸﻪ ﻛﻀﺤﻴ ٍﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ«. »وﻣﺎذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻚ؟« »إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ؟« »أﺟﻞ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﻛﺘﺒَﺖ ﻛ ﱠﻞ ﻫﺬا .ﻻ أﻋﺮف ملﺎذا ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺤﺴﺐ أو اﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻬﺎ«. ُ ﻻﺣﻈﺖ أﻧﻪ ﰲ أي ٍ وﻗﺖ ﺗﺘﺤﺪﱠث ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ» :ﻧﺮﻳﺪ ﻓﻘﻂ أن ﻧﺴﻤﻊ ﻣﻨﻚ« .وﻗﺪ ﻧﺤﻮ ﻏري ﻣﺮﻳﺢ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺣِ ﱠﻜﺔ ﻓﻴﻪ ﻛﺎن اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑريي ﻳﺘﺰﺣﺰح ﻓﻮق أرﻳﻜﺘﻲ ،ﻋﲆ ٍ وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮج اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣ ﱢﻜﻬﺎ. 151 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ َ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺰوﺟﺘﻲ َ ٍ ﻣﺪﻣﻨﺔ ﻣﺨﺪﱢرات ،وﰲ وﻗﺖ وﻓﺎﺗﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻠﻬﺎ »ﻛﺎن إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻋﲆ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﺣﺎدث ﺳري ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ ﻋﺎﺋﺪ ًة ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ«. »وﻗﺪ ُﻗﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« َ »رﻣﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص ،ﻧﻌﻢ .ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﺖ ،ﱠ ﻓﺈن اﻟﴩﻃﺔ ﻇﻨﱠﺖ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻄﻮ. َ وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﱠ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﻟﻪ أيﱠ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻘﺎﺋﻤﺔ »ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ أن اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ««. َ ً ً ﻗﺎل اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑريي» :ﺣﺴﻨﺎ ،ﻣﺮة أﺧﺮى .ﻫﻞ ﻧﺎﻗﺸﺘﻤﺎ وﻓﺎة ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن؟« ﱠ ً ﺗﻮﻗ ُ ﻣﺼﻌﻮﻗﺎ ﻟﺤﻈﺔ .ﻛﺎن ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن ﻫﻮ اﺳ َﻢ ﻣﺪرس اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺬي ﺗﺤ ﱠﺮش ﻔﺖ، ﺑﻜﻠري ﻣﺎﻟﻮري ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ املﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺪادﻳﺔ .ﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﺟﻮﻳﻦ ﺗﺬ ُﻛﺮه ﻗﻂ. ُ وﻗﻠﺖ :ﱠ ُ ُ أﻋﺮف ﻫﺬا اﻻﺳﻢ«. »ﻛﻼ ،ﻻ ﻫﺰزت رأﳼ »ﻻ؟« ً ُ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ«. ﻗﻠﺖ» :إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ً ﻗﺎل اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑريي» :ﺣﺴﻨًﺎ« ،وﻗﻠﺐَ ﺻﻔﺤﺔ ﰲ دﻓﱰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ .ﻟﻢ ﻳﺒ ُﺪ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﻋﻦ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن .ﺳﺄل» :ﻫﻞ ﺳﺒﻖ ﻟﻠﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ أن ْأﻓ َﻀﺖ إﻟﻴﻚ ﺑﺸﻜﻮﻛﻬﺎ ﺣﻮل ً ﻣﺴﺌﻮﻻ ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻫﺬه؟« ﻣَ ﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن َ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻻ .أﻋﻨﻲ ،ﻫﺬا ﻫﻮ ﺳﺒﺐُ ﻗﺪوﻣﻬﺎ إﱄ ﱠ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎول ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك أيﱡ ﺷﺨﺺ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻲ — أيﱡ زﺑﺎﺋﻦ أو ﻣﻮ ﱠ ﻇﻔني ﺳﺎﺑﻘني — ﻗﺪ أﺷﺘﺒﻪ ﺑﻬﻢ«. »وﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك أﺣﺪ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أﺣﺪٌ .ﻻ .ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﻻ أﺣﺪ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺘﻔﻜري ﻓﻴﻪ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن أﻏﺮبَ َزﺑﻮن اﻋﺘﺎد اﻟﻘﺪوم إﱃ املﺘﺠﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﻏريُ ﻣﺬﻧﺒﺔ«. َ َ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﱠ ُ ﻣﻮﻇﻔني اﺛﻨني ﻳﻌﻤﻼن ﻟﺪﻳﻚ؟« أن ﻟﺪﻳﻚ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ »أﺧﱪت »ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ .ﺑﺮاﻧﺪون وﻳﻜﺲ وإﻳﻤﻴﲇ ﺑﺎرﺳﺎﻣﻴﺎن .اﻟﺸﺨﺺ اﻵﺧﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﰲ املﺘﺠﺮ ﻫﻮ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري ،املﺎﻟﻚ اﻟﴩﻳﻚ ﱄ«. ُ ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﻞ دﻓﱰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻬﻤﺎ .وﴐﺑَﺖ اﻟﺮﻳﺎحُ ﻧﺎﻓﺬة ﺷﻘﺘﻲ. ﻛﺘﺐ ﻛِﻼ اﻟﻌﻤﻴ َﻠني ﰲ ِ ﻫﻲ ﺑﺨري؟« وﺧﺮﺟَ ﺖ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻬﺎ. ُ ﻧﻈﺮ اﻟﻌﻤﻴ ُﻞ ﺑريي إﱃ اﻷﻋﲆ وﺷﻔﺘﻪ اﻟﺴﻔﲆ ﺑني أﺳﻨﺎﻧﻪ .ﻗﺎل» :أ ُ َ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ وﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺪى اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ .أرﻳ ُﺪ أن أﺧﱪك أﻧﻬﺎ أُﺑﻠﻐﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗَﻌُ ﺪ ﻗﺎدر ًة ﻋﲆ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻚ«. ُ ﻗﻠﺖ» :أوه .ملﺎذا؟« 152 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ ﻧﻈﺮ اﻟﻌﻤﻴﻼن أﺣﺪﻫﻤﺎ إﱃ اﻵﺧﺮ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ» :أﺧﴙ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ٍ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻋﻦ ذﻟﻚ .وأيﱡ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻘﺪﻳﻤُﻬﺎ ﻣﻦ اﻵن ﻓﺼﺎﻋﺪًا ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻓﻘﻂ إﱄ ﱠ أو إﱃ اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑريي«. ً ُ أوﻣﺄت .ﻧﻈﺮ أﺣﺪُﻫﻤﺎ إﱃ اﻵﺧﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى ،وﻗﺎﻟﺖ ﺑريﻳﺰ» :ﻫﻞ أﻧﺖ ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪادٍ ﻟﻠﻤﺠﻲء ﻣﻌﻲ إﱃ املﻜﺘﺐ واﻹدﻻء ﺑﺈﻓﺎدة ﻛﺎﻣﻠﺔ؟« َ ُ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ إﱃ ﺗﺸﻴﻠﴘ ﰲ ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻣَ ﻦ اﺳﺘﺠﻮﺑﻨﻲ ،ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ﻓﺨﻤﺔ ﺗﺒﻌﺖ ﺻﻐرية ﺑﻬﺎ ﺟﻬﺎز ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﺎﻣريﺗني ﻣﺜﺒﺘﺘَني ﻋﺎﻟﻴًﺎ ﰲ اﻟﺴﻘﻒ .ﺑﺪأﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ: أﺻ ُﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،واﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ اﺧﱰﺗﻬﺎ ،وﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ ،واﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﺘﻬﺎ .أرادت أن ﺗﻌﺮف ﻛ ﱠﻞ ﳾء ﻋﻦ ﺗﻔﺎﻋﻠﻨﺎ ﻣﻌً ﺎ ،ﻛﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ .ﻟﻢ ﺗﺴﺄل اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ ُ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻻرﺗﻴﺎح ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﻦ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،أو ﻋﻦ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن ،وﻗﺪ ﻃﻲ اﻟﻜﺘﻤﺎن. أﻧﻪ ﺧﻄ َﺮ ﱄ أﻧﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺄوراق اﻟ ﱡﻠﻌﺒﺔ ﺑني ﻳﺪَﻳﻬﺎ وﺗُﺒﻘﻲ ﻧﻮاﻳﺎﻫﺎ ﱠ َ اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ املﻘﺎﺑﻠﺔ َ ُ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﺧﻮ ُن ﻃﻮال اﻟﺼﺒﺎح، وﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻋﲆ ٍ ُ ﻇﻠﻠﺖ أﺗﺴﺎءل ملﺎذا ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وأﺧﱪﻫﺎ ﺑﻜ ﱢﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻋﻨﻪ. أُ َ وﻗﻔﺖ ﻣﻦ ﻗِ ﺒﻞ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ،وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ذﻟﻚ ﺑﻘﺎﺋﻤﺘﻲ ،وﻣﺎ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺤﺪُثُ .ﻗﺮب ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻘﺎﺑﻠﺔ، ُ ﺳﺄﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ ﻟﻠﻤﺮة اﻷﺧرية إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ إﺧﺒﺎري ﺑﺄي ﳾءٍ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ. ٌ إﺟﺮاءات ﻋﻠﻴﻨﺎ اﺗﺒﺎﻋُ ﻬﺎ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﺰم ﺑﻪ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ. »ﺗﻮﺟﺪ ﻫﺬا ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻗﻮﻟﻪ ٍّ ﺣﻘﺎ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. ٍ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﴩﻃﺔ ﻟﻚ؟« »ﻗﺒﻞ أن ﺗﺬﻫﺐ ،ﻋﲇ ﱠ أن أﺳﺄﻟﻚ إن ﻛﻨﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻚ ﰲ وأﺧﺬت ﺗُﺪﻳﺮ ﻣﺎ ﺑﺪا ﻛﺄﻧﻪ ﺧﺎﺗﻢ زواج. ﻗﻠﺖ ،ﻣﺘﻈﺎﻫ ًﺮا ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ :ﱠ ُ »ﻛﻼ ،ﻻ أﻋﺘﻘﺪ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﻛﻮن ﺣ ِﺬ ًرا«. ﻏﻴﺎب ﻟﺠﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻗﺎﻟﺖ» :ﳾءٌ أﺧري ﻗﺒﻞ أن أدﻋَ ﻚ ﺗﺬﻫﺐ .أﻋﻠ ُﻢ أﻧﻚ ﻗﺪﱠﻣﺖ ﺣُ ﺠﱠ ﺔ ٍ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ وﻓﺎة إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺗﻤﻨﱠﻰ أن ﺗﻔﻌﻞ اﻟﴚء َ ﻧﻔﺴﻪ ،أو ﺗﺤﺎول ﻓِ ﻌﻞ اﻟﴚء ﻧﻔﺴﻪ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻷﺧﺮى«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ املﺤﺎوﻟﺔ«. 153 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ٍ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮارﻳﺦ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ملﻘﺘﻞ روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن وﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ أرﺳﻠﺘﻨﻲ إﱃ املﻨﺰل ﻣﻊ ُ ﺟﻠﺴﺖ إﱃ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ﻹﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮ ٍة ﻋﲆ ﻣﻔ ﱢﻜﺮﺗﻲ، وإﻳﺜﺎن ﺑريد وﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ. ُ ُ ِ ﻧﻬﻀﺖ، أﺳﺘﻄﻊ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﻣﺮ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ. ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻹرﻫﺎق ﻓﺠﺄة ،وﻟﻢ وﻟﻜﻨﻨﻲ وأدرﻛﺖ ﱠ ُ ُ أن اﻟﴚء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻨﺎوﻟﺘﻪ ﻃﻮا َل وﺷﻌﺮت ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﺑﺪُوار ﺧﻔﻴﻒ، ُ ذﻫﺒﺖ اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﻓﻄرية ﺗﻮت اﻟﻌُ ﱠﻠﻴﻖ اﻟﺪﻧﻤﺎرﻛﻴﺔ ا ُملﻐ ﱠﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ أﺛﻨﺎء ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻲ اﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ. ُ وﺻﻨﻌﺖ ﻟﻨﻔﴘ ﺷﻄريﺗني ﻣﻦ زﺑﺪة اﻟﻔﻮل اﻟﺴﻮداﻧﻲ واملﺮﺑﻰ ،وأﻛﻠﺘُﻬﻤﺎ ﻣﻊ إﱃ ﻣﻄﺒﺨﻲ َ ﻛﺄﺳني ﻛﺒريﺗني ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻴﺐ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻮاﺣﺪة واﻟﻨﺼﻒ .وﻛﺎن اﻟﻨﺒﺄ ُ اﻟﺴﺎر ﻫﻮ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺗﻨﺎول ﻣﴩوﺑًﺎ ﻣﻊ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ﰲ ﺣﺎﻧﺔ ﺟﺎك ﻛﺮو ﰲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ذﻟﻚ املﺴﺎء. ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﺳﻴُﺤﴬ ﱄ املﺰﻳ َﺪ ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ وﻓﺎة ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ورﺑﻤﺎ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ ِ ٍ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ .ﰲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ ،ﻛﻨﺖ ﱡ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﱪوﻳﺖ ﺑﻨﻔﴘ. ﻣﻦ اﻵن وﺣﺘﻰ ذﻟﻚ املﻮﻋﺪ ﰲ ﺗﻤﺎم اﻟﺴﺎدﺳﺔ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ُ دﺧﻠﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﻌ ُﺪ ﻋﲆ أي ﺣﺎل .ﺛﻢ ﺗﺬ ﱠﻛﺮت اﻹﻫﺪاءَ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻟﻠﻘﺼﺺ اﻟﻘﺼرية» :إﱃ ﺟﻴﻠﻴﺎن«. ُ وأﺟﺮﻳﺖ ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻧﺠﻮﻳﻦ ،اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ا ُملﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻣَ ﻦ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ أﻫﺪى إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎب .ﻛﺎﻧﺖ أﺳﺘﺎذًا ﻣﺴﺎﻋﺪًا ﰲ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺪ ﱢرس ﰲ املﻘﺎم اﻷول ً ﺗﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﻄﻼب اﻟﺠُ ﺪد .وﰲ ﻛﻠﻴﺔ إﻳﻤﺮﺳﻮن ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻤﻞ اﻵن ،ﺗﺪ ﱢرس َ ٍ ﺑﻌﺾ ﻓﺼﻮل ﻣﻘﺮرات ﱢ اﻷدب ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪ ﱢرس اﻟﺸﻌﺮ ً ﺑﻌﺾ أﻳﻀﺎ ﰲ ﻗﺴﻢ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ .رﺣﺖ أﺑﺤﺚ ﰲ ﺟﻮﺟﻞ ﻋﻦ ٍ ﻣﻦ أﺷﻌﺎرﻫﺎ .وﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﺮاء املﻌﺎﴏﻳﻦ ،ﻟﻢ أ َﻛﺪ أﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻗﺮؤه، ٍ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺗُﺴﻤﻰ »أﻧﺪﻳﻔﺎﻳﺪر« ﺑﻌﻨﻮان »ﺑﻌﺪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮ ِد ﻗﺼﻴﺪ ٍة واﺣﺪة ﻧُﴩت ﰲ ﻇﻬﺮ اﻷﺣﺪ ﰲ ﺑﻲ إي إم« .ﻛﺎن »ﺑﻲ إي إم« ﻫﻮ ﻣﺘﺤﻒ ﺑﻴﺒﻮدي إﺳﻴﻜﺲ اﻟﻮاﻗﻊ ﰲ ﺳﻴﻠﻢ، ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ،وﻫﻲ ﺑﻠﺪة ﻣﺠﺎورة ﻟﻨﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺼﻴﺪ ُة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺪور إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﻌﺮض ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻔﻴﺘﻨﺎﻣﻲ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد »ﺿﻤري ﻏﺎﺋﺐ« ﰲ ﻛﺒري ﺣﻮل ٍ ٌ ُ ﺗﺴﺎءﻟﺖ رﻓﻴﻖ ﻟﻠﻤﺘﺤﺪﱢث ،اﻟﺬي »رأى ﻓﻘﻂ اﻟﻔﺮاغ اﻟﺴﻠﺒﻲ ،اﻟﺠﺴﺪ املﻨﺤﻨﻲ«. اﻟﻘﺼﻴﺪة ،وﻫﻮ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺮﻓﻴﻖ ﻫﻮ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ ،وإذا ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺄﻧﺎ أﺷ ﱡﻚ ﰲ أن ﺑﺮوﻳﺖ ُ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﻓ ﱠﻚ ﺷﻔﺮ ِة اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﻧﻘﺪ. وﺟﻴﻠﻴﺎن ﻧﺠﻮﻳﻦ ﻻ ﻳﺰاﻻن ﻣﻌً ﺎ .ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك رﻗﻢ ﻫﺎﺗﻒ ﻣُﺪ َرج ﻟﻸﺳﺘﺎذة ﻧﺠﻮﻳﻦ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﰲ إﻳﻤﺮﺳﻮن، اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ،وﻟﻢ أﻛﻦ ﱠ أﺗﻮﻗﻊ ٍّ ﺣﻘﺎ أن ﺗﻠﺘﻘﻂ اﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻌ َﻠﺖ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﱠ ُ رن اﻟﻬﺎﺗﻒ وﻗﺪ ﻣﺮﺗَني. »آﻟﻮ؟« 154 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ ُ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ» :ﻫﻞ ﻫﺬه اﻷﺳﺘﺎذة ﻧﺠﻮﻳﻦ؟« ﺳﺄﻟﺖ ،ﻋﲆ ِ أﻣﻞ أن أﻛﻮن ﻗﺪ ﻧﻄﻘﺘُﻬﺎ ﻋﲆ ٍ »آﻫﺎ«. ُ ُ ﻗﻠﺖ ﻣﺴﺘﺨﺪِﻣً ﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴٍّﺎ اﺳ َﻢ املﺎﻟﻚ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻷوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ ،أﻧﺎ ﺟﻮن ﻫﺎﱄ .ﻛﻨﺖ أﺗﺴﺎءل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻣﻌﻚ ﻋﻦ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ«. ُ ُ ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻬﺎ رﺑﻤﺎ أﻏﻠﻘﺖ اﻟﻬﺎﺗﻒ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ» :ﻛﻴﻒ اﻟﺼﻤﺖ ،وﻟﻠﺤﻈﺔ ﺳﺎد َ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ اﺳﻤﻲ؟« أﺳﺒﺎب رﻏﺒﺘﻲ ﰲ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻣﻌﻚ، ﺑﺸﺄن »أﺧﴙ أﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻛﻮن ﻣﺤ ﱠﺪدًا ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ِ ِ ٍ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻘﻮل إن اﻟﺴﻴﺪ ﺑﺮوﻳﺖ ﻗﻴ ُﺪ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ،وﻣﻦ املﻬﻢ ﺟﺪٍّا أن ﻧﺴﺘﻮﰲ َ ِ ً ﻗﻠﺖ اﻟﻜﻠﻤﺎتُ ، اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻨﻪ« .ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﻨِﻌﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ. »ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺎذا؟« »اﻧﻈﺮي ،أﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،وﻋﺎﻣ ُﻞ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻬﻢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻫﻞ ﻫﻨﺎك أيﱡ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻘﻬﻮة«. ﻧﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﻮم؟ إﻣﺎ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻚِ أو رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن أن َ َ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﻞ ذ َﻛﺮﻧﻲ ﻧﻴﻚ ﻣﺮﺟﻌً ﺎ؟« »أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ذﻛﺮكِ ،ﻟﻜﻨﻚِ ﻟﻦ ﺗُﻘﺪﱠﻣﻲ ﻣﺮﺟﻌً ﺎ رﺳﻤﻴٍّﺎ .أيﱡ ﳾء ﺳﻮف ﺗﺨﱪﻳﻨﻨﻲ ﺑﻪ ﻋﻨﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﴎﻳٍّﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ«. ﻗﻠﻴﻼ» :ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ ﻛﺜريًا إذا ُ ﺿﺤ َﻜﺖ ً ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺗﻘﺪﻳ ُﻢ أي ﻧﻮع ﻣﻦ املﺮﺟﻌﻴﺔ .ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻟﻘﺪ َ أﺛﺮت اﻫﺘﻤﺎﻣﻲ«. ً »ﺳﻮف ﺗُﺴﺪﻳﻨﻨﻲ ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻛﺒريًا إذا اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻚ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﻮم إذا َ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗُﻤﺎﻧﻊ ﰲ اﻟﻘﺪو ِم إﱄ ﱠ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻋﲆ اﻹﻃﻼق«. »ﻫﻨﺎك ﻣﻘﻬً ﻰ ﰲ داون ﺗﺎون ﻛﺮوﺳﻴﻨﺞ .ﻣﻘﻬﻰ ﻻدر .ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻪ؟« ﱠ »ﻛﻼ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﺟﺪه«. »ﻟﺪيﱠ دوا ُم ﻋﻤﻞ ﺣﺘﻰ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .ﻫﻞ ﺗﻨﺎﺳﺒﻚ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﻨﺼﻒ؟« 155 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ﺗﻘﻊ املﻨﻄﻘﺔ املﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ »داون ﺗﺎون ﻛﺮوﺳﻴﻨﺞ« ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﻛﻮﻣﻮن .وﻗﺪ اﻋﺘﺎدت املﺘﺎﺟﺮ اﻟﻜﺒرية أن ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ ﻓﻴﻠني وﻣﻴﴘ ،ﻋﲆ ﻓﺎرغ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ .وﻣﺎ ﱠ ٌ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﱠ ﺗﺒﻘﻰ ﻫﻮ ﻣﺰﻳﺞٌ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺟﺮ اﻷﺣﺬﻳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ أن ﻛﻼ املﺒﻨﻴَني أﻣﻞ أن ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ املﺪﻳﻨﺔ وﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟﻬﻮت دوج ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻧﺎت واملﻄﺎﻋﻢ ﻋﲆ ِ ﺑﻨﺠﺎح ﻣﻦ إﻋﺎدة ﺗﺴﻤﻴﺔ املﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻻدر ،وﻫﻮ ﳾءٌ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﻘﻴﺎ َم ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮات اﻵن. أن ﻣﻘﻬﻰ »ﻻدر« ﻛﺎن ﻗﺪ َ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﱠ ري اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ .ﻳﻘﻊ »ﻻدر« واﻓﻖ ﻋﲆ ﺗﻐﻴ ِ ٍ ﻏﺮﻓﺔ ﺿﻴﻘﺔ ذات ﺳﻘﻒ ﻣﺮﺗﻔﻊ ،ﺑﻬﺎ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﻸﻗﻤﺸﺔ وﺣﺎﻧﺔ رﻳﺎﺿﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺑني ٍ ُ وﺻﻠﺖ إﱃ ﻧُﺪُل ﻳﻀﻌﻮن وﺷﻮﻣً ﺎ ﻋﲆ أﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ،وﺗﺤﺘﻮي ﺟﺪراﻧُﻬﺎ ﻋﲆ رﺳﻮ ٍم ﺗﺒﺴﻴﻄﻴﺔ. ُ ُ ٍ ﺑﺈﻃﻼﻟﺔ ﻣﻜﺎن ﻳﺤﻈﻰ وﺟﻠﺴﺖ ﰲ واﺷﱰﻳﺖ ﻛﻮﺑًﺎ ﻛﺒريًا ﻣﻦ اﻟﻘﻬﻮة ﺑﺎﻟﺤﻠﻴﺐ، ﻫﻨﺎك ﻣﺒﻜ ًﺮا، ٍ ﻋﲆ اﻷﺑﻮاب اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ .ﻛﻨﺖ أﻇﻦ أن ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻧﺠﻮﻳﻦ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻞ ،ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳ ُﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل ﺳﺒﺐ ﺳﺆاﱄ إﻳﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ .ﻗ ﱠﺮ ُ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ، رت أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺧﱪﻫﺎ ﺑﺄﻗ ﱢﻞ ٍ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء أﻧﻪ ﻣﻦ املﻔﱰض أن ﻳﻜﻮن ﻣُﺤ ﱢﺮ ًرا ملﺨﺘﺎرات ﻣُﻘ ِﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﴍ ﻛﺒري ،وأﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .وإذا ﺿﻐ َ ﻄﺖ ﻋﲇﱠ ،ﻓﺴﺄﺧﱪﻫﺎ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻋﻤﻞ ﻟﺪى ً ِ ٍ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﺨﻠﻔﻴﺔ .وﻛﻨﺖ آﻣُﻞ أﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺑﻄﺎﻗﺘﻲ. ﺗﺤﺮﻳﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺗُﺠﺮي ﴍﻛﺔ َ ُ ﰲ ﺗﻤﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﻨﺼﻒ َ ﻋﱪت اﻣﺮأ ٌة اﻟﺒﺎبَ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻓﺄدرﻛﺖ أﻧﻬﺎ ﺟﻴﻠﻴﺎن .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺴﻢ ،ﻣُﺘﺪﺛﱢﺮ ًة ﺑﺴﱰ ٍة ﻣﻨﺘﻔﺨﺔ ﺑﻬﺎ ﻏﻄﺎءُ رأس .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﺎ ﻻﺣﻈﺘﻨﻲ وأﻧﺎ أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ اﺗﺠﻬَ ﺖ ﻧﺤﻮي ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ،وﻗﺪ ُ ﱠﻣﺖ ﻧﻔﴘ. ً ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أﺻﺒﺤَ ﺖ أﻛﺜﺮ ﺣﺬ ًرا ﻣﻨﺬ دﻗﻴﻘﺔ ﻓﻘﻂ«، ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﺪيﱠ ﻧﺤﻮ ﻋﴩﻳﻦ ﻣﻜﺎملﺘﻨﺎ اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ﻋ َﺮ ُ وﻗﻔﺖ ﰲ ﺿﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن أﺷﱰيَ ﻟﻬﺎ ﻓﻨﺠﺎﻧًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻬﻮة ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺷﺎي أﻋﺸﺎب. ُ وأﺣﴬت ﻟﻬﺎ ﺷﺎي اﻷﻋﺸﺎب .ﻛﺎن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ أﻻ أﻓ ﱢﻜﺮ اﻟﻄﺎﺑﻮر ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ﰲ ﻛﻠري ،اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺎدت داﺋﻤً ﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺷﺎي اﻷﻋﺸﺎب ﰲ املﻘﺎﻫﻲ ،وﻛﻴﻒ ﻛﺎن دﻓ ُﻊ ﺛﻼﺛﺔ ٍ دوﻻرات أو أﻛﺜﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﻴﺲ ﺷﺎي وﺑﻌﺾ املﺎء اﻟﺴﺎﺧﻦ ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﻋﺎد ًة إﱃ اﻟﺠﻨﻮن. ً ﺪت إﱃ اﻟﻄﺎوﻟﺔُ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋُ ُ ﺟﺰﻳﻼ ﻣﺠ ﱠﺪدًا ﻋﲆ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻲ .أﻋﻠﻢ أن ﻫﺬا ﻳﺒﺪو ﻗﻠﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ُ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ إﺟﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻖ أو ﻓﺤﺺ ﻟﻠﺨﻠﻔﻴﺔ ،وﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﺪث ذﻟﻚ ﺑﴪﻋﺔ ﻛﺒرية؛ ﻷن اﻟﻨﺎﴍﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪون اﺗﺨﺎذَ ﻗﺮار ﻋﲆ اﻟﻔﻮر«. ْ اﴍأبﱠ ُ ذﻛﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻧﺎﴍﻳﻦ ،وﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﺑﺮ ﱢد ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻫﺬا .ﻗﺎﻟﺖ» :أوه .ﻣﺎ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ِ اﻟﺬي …« »ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺧﱪك ﺑﺎﺳﻢ دار اﻟﻨﴩ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﱠ ﻣﺮﺷﺤً ﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﺤ ﱢﺮ ًرا ٍ ٌ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻪ ﺣﻴﺎل ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﰲ ملﺨﺘﺎرات ﻛﺒرية ،وﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ،أﻋﺮب ٍ وﻋﻦ أن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳُﻌﺮﻗﻞ اﺿﻄﻼﻋﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ«. ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻋﲆ ْ رﺷﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺎي اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ أﻋﺎدت ْ ٍ وﺿﻊ وﺷﻚ ﺗﻨﺎوُل َ ﴎﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ«. اﻟﻜﻮب ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻦ. »ﻗﻠﺖ إن ﻫﺬه املﺤﺎدﺛﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﱢ ً ُ ﻗﻠﺖ» :أوه ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎملﺎﺋﺔ .ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻦ أﻗﺪﱢم ﺗﻘﺮﻳ ًﺮا ﻣﻜﺘﻮﺑًﺎ أﺑﺪًا«. ُ ﺗﺮﻛﺖ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ. »ﻟﻢ أ َر أو أﺗﺤﺪﱠث إﱃ ﻧﻴﻚ ﻣﻨﺬ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ،ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺬ أن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ُ ﱠﻣﺖ ﺿﺪه ﻃﻠﺒًﺎ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻌ ﱡﺮض ،وإﻻ ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﺘﺤﺪﱠث ﻣﻌﻲ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« ُ ُ أﺿﻔﺖ» :ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ اﺳﺘﻤ ﱠﺮت ﻋﻼﻗﺘﻜﻤﺎ؟« ﻗﻠﺖ» :ﺻﺤﻴﺢ «.ﺛﻢ ﻧﻈ َﺮت ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻘﻒ» .أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺎم .أﻋﻨﻲ ،ﻛﻨﺎ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻌﻠﻴٍّﺎ أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ ﻋﺎمُ . ﻛﻨﺖ ُ اﻧﻔﺼﻠﺖ ﻋﻨﻪ أﺧريًا ،ﻛﻨﺖ ﻣﺎ زﻟﺖ ﰲ ﻧﻴﻮ أﻋﺮﻓﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎ ٍم ﻗﺒﻞ أن ﻧﺒﺪأ ﰲ املﻮاﻋﺪة ،وﺑﻌﺪ أن إﺳﻴﻜﺲ ﻣﺪة ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ أﺧﺮى أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ«. ﻃﻠﺐ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻌ ﱡﺮض؟« »وﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚِ إﺧﺒﺎري ﻣﺎ اﻟﺬي دﻓﻌﻚِ إﱃ ﺗﻘﺪﻳﻢ ٍ ﺗﻨﻬﱠ ﺪَت» .ﻟﻢ ﻳﺆذِﻧﻲ ﻗﻂ أو ﻳﻬﺪﱢدﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ اﻟﺠﺴﺪي ،وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﻔﺼﺎل ،ﻛﺎن ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻲ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ،وﻳﻈﻬﺮ أﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ،وﰲ ﻣﺮة — ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮ ًة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ،وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻫﻮ ﺳﺒﺐ اﺳﺘﺼﺪاري أﻣ ًﺮا ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻌ ﱡﺮض — ﻛﺎن ﻗﺪ ِ ﺛﻤﻞ ﻛﺜريًا واﻗﺘﺤﻢ ﻣﻨﺰﱄ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ«. 158 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ »اﻟﻔﻜﺮة ﻫﻲ … أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ رﺟ ٌﻞ ﻣﺤﱰم ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ً ﺛﻤﻼ .ﻫﻞ ﺗﻌﺮف … أﻣَ ﺎ زال ﻳﴩب اﻟﻜﺤﻮل؟ آﺧﺮ ﻣﺮة ﺗﺤﺪ ُ ﱠﺛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﻪ ،أﺧﱪﻧﻲ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﴩب اﻟﻜﺤﻮل ﻣﻨﺬ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ«. ﱠ ً ﱠ »ﺳﺄﺗﻴﻘ ُﻦ ﻣﻦ ذﻟﻚ .إذن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﻴﻔﺎ ﻣﻌﻚ اﻟﺒﺘﺔ؟« »ﻻ .ﻗﻄﻌً ﺎ ﻻ .ﻛﺎن ﻟﺤﻮﺣً ﺎ ﻓﺤﺴﺐ ،ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ .ﻟﻘﺪ اﻋﺘﱪﻧﻲ ﺣُ ﺐﱠ ﺣﻴﺎﺗﻪ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻟﻘﺪ أﻫﺪى ﻛﺘﺎﺑﻪ إﻟﻴﻚِ «. ُ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ «.وﻏ ﱠ »أﻋﺮف .وﻛﺎن ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻄﺖ وﺟﻬﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻹﺣﺮاج. ً ٍ وﻇﻴﻔﺔ رﺑﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ. ﺣﺎﺋﻼ أﻣﺎم ﺣﺼﻮل ﻧﻴﻚ ﻋﲆ أن اﻧﻔﺼﻠﻨﺎ .اﻧﻈﺮ ،ﻻ أرﻳﺪ أن أﻛﻮن ﺑﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻣﻌﻪ ،وﻟﻜﻦ إذا ﱠ ﺗﺠﺮ ٌ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﴩب ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﺟﺪٍّا ﻛﺎﻧﺖ ﱄ ِ ٌ ﺷﺨﺺ واﺳﻊ املﻌﺮﻓﺔ واﻻﻃﻼع«. ﻟﻬﺎ .إﻧﻪ »إذن ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﺑﻪ ،أﻻ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ارﺗﻜﺎبَ أيﱢ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻌﻨﻒ؟ أﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮي ﻗﻂ أﻧﻪ ﺳﻴﺴﻌﻰ إﱃ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﺑﻌﺪ اﻻﻧﻔﺼﺎل؟« ً ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ً وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ُ ُ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻤﺎدﻳﺖ .ﻫﻤﱠ ﺖ ﺑﺎﻟﻜﻼم، ﻗﻠﻴﻼ ﺟﺮاء اﻟﺴﺆال، ﺑﺪَت ﱠ ً وﺗﻮﻗ َﻔﺖ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻢ أ َر ﻗﻂ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻋﻨﻴﻔﺎ ﻣﻨﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ … ﻛﺎن ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﺟﺪٍّا ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ أدﺑﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻨﺠﺬﺑًﺎ إﱃ ﻗﺼﺺ اﻻﻧﺘﻘﺎم .ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ … ﻛﺎن ﻣﺠﺮ َد اﻫﺘﻤﺎم ِﻣﻬﻨﻲ، ٍ ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻲ .إﻧﻪ أﺳﺘﺎذ ﻟﻐﺔ إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻧﻤﻮذﺟﻲ ٍّ ٌ ﻣﺜﻘﻒ وﻣُﺤﺐﱞ ﻟﻠﻜﺘﺐ«. ﺣﻘﺎ. ُ أردت أن أﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮف أيﱠ ﳾء ﻋﻤﺎ ﺣﺪث ﻟﺸﻘﻴﻘﺘﻪ ،أو ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،زوج ُ ﺷﻌﺮت أﻧﻨﻲ ﰲ ﻣﺄزق .ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻧﺠﻮﻳﻦ ﺗﺪرﺳﻨﻲ أﺧﺘﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﻟﻜﻨﻨﻲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖُ . ِ ﺷﺨﺼﺎ آﺧ َﺮ ﻗﺪ ﱠ ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻪ وﺻﻔﻪ ﰲ ٍ ً ﻗﻠﺖ» :أﻋﻠﻢ ﺷﺨﺺ ﻳﺪ ُرس ﺑﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ٍ ٌ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ أن ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﺒﺪو ﻏﺮﻳﺒﺔ .ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ،وﻟﻴﻜﻦ ﻫﺬا ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ ﻓﻘﻂ ،ﺗﻘﺪﱠم إﱃ دار اﻟﻨﴩ واﺗﻬﻢ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﻋﻤﻞ ﻋﻨﻴﻒ«. ً رﺷﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺎي. ﻗﺎﻟﺖ» :أوه« ،وأﺧﺬَت »ﻟﻢ ﻳ َﺮ اﻟﻨﺎﴍون ﱠ أن اﻻﺗﻬﺎم أو ﻣﻮﺟﱢ ﻪ اﻻﺗﻬﺎم ﺟﺪﻳ ٌﺮ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ …« ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻴﻠﻴﺎن وﻫﻲ ﺗﻌﺘﺪل ﰲ ﻛﺮﺳﻴﻬﺎ» :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! أﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ«. ُ ﻗﻠﺖ» :أوه ،ﻻ ،ﻻ ،ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﻟﺪﻳﻨﺎ اﺳ ُﻢ ﻣﻮﺟﱢ ﻪ اﻻﺗﻬﺎم .ﻧﺤﻦ ﻧﺒﺤﺚ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ املﺴﺎﻧﺪة«. ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗﻀﻊ ﻛﻮﺑﻬﺎ ﺟﺎﻧﺒًﺎ» :ﺣﺴﻨًﺎ ،اﻧﻈﺮ ،ﻋﲇ ﱠ اﻟﺬﻫﺎب .ﻛﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﺪيﱠ أيﱡ ﳾءٍ آﺧﺮ ﻷُﺿﻴﻔﻪ«. 159 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ َ ُ وﻓﻌﻠﺖ ﻣﺜﻠﻬﺎ» .ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ ،ﻟﻘﺪ ِ ﻛﻨﺖ ﺧريَ ﻋﻮن ﱄ« .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻨﻲ ﻧﻬﻀﺖ، ُ ُ ﻗﺮرت أن أﺟ ﱢﺮب ﺣﻈﻲ» .ﻓﻘﻂ ﳾءٌ أﺧري .ﻫﻞ ﻛﺎن ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻓﻘﺪت ﺛﻘﺘَﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﻼﺣً ﺎ ،ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻚِ ؟« ً َ ﻫ ﱠﺰت رأﺳﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺮﺗﺪي ﺳﱰﺗﻬﺎ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺰﻻﻗﺎ .ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ: اﻧﺰﻟﻘﺖ داﺧﻠﻬﺎ »أﻋﻨﻲ ،ﱠ ﻛﻼ .ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﺒﻨﺎدق اﻷﺛﺮﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ«. »اﻟﺒﻨﺎدق اﻷﺛﺮﻳﺔ؟« »إﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﺒﻨﺎدق .ﻟﻴﺲ ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر ،وﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ املﺴﺪﺳﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .أيﱡ ﳾءٍ ﻇﻬﺮ ﰲ ﻓﻴﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﻦ أﻓﻼم اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .إﻧﻬﺎ ﻫﻮاﻳﺘﻪ«. اﻟﺠﻌﺔ أﻣﺎﻣﻨﺎ؛ »ﺳﺘﻴﻼ« ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺎرﺗﻲ ،و»ﺑﻠﻬﺎﻓﻦ« ﻣﻦ أﺟﲇ .ﻛﻨﺎ ﰲ ﻣﻘﺼﻮرة وﺿﻌَ ﺖ اﻟﻨﺎدﻟﺔ ِ ﱠ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻧﺔ ﺟﺎك ﻛﺮو ،اﻟﺘﻲ ﺑﺪت ﻣﺜﻞ ﻏﺮﻓﺘﻪ اﻟﺼﻐرية اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ذﻛﺮﻧﻲ اﻟﺠﻌﺔ. ذﻟﻚ ﺑﺎملﻘﺎﻋﺪ ﰲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .وارﺗﺸﻒ ﻛﻼﻧﺎ ِ ُ ﱪ ﺳﻨٍّﺎ. ﻗﻠﺖ» :ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺪ رؤﻳﺘُﻚ ﻳﺎ ﻣﺎرﺗﻲ« .ﻛﻨﺖ أراه إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪا ﱄ أﻛ َ اﻟﺠﻠﺪ أﺳﻔﻠﻬﺎ ﻣ ﱠ ً ُﻨﻘ ً ﻫﺸﺎﺷﺔ ﻣﻦ أي ٍ ﻛﺎﻧﺖ ﱠ ﻄﺎ اﻷﺑﻴﺾ أﻛﺜ َﺮ ﻗﺼﺔ ﺷﻌﺮه ِ وﻗﺖ ﻣﴣ ،وﻛﺎن ِ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗُﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺘﻬﺎب ﺑﺎﻟﺒُﻘﻊ اﻟﺪاﻛﻨﺔ .وﻛﺎﻧﺖ أﺻﺎﺑﻊ ﻳﺪﻳﻪ ذات املﻔﺼﻞ اﻟﻜﺒري ﻣﺜﻨﻴ ًﱠﺔ املﻔﺎﺻﻞ. ُ ﻧﺴﻴﺖ أﻣ َﺮ ﻗﺎل ،وﻫﻮ ﻳﺘﻜﺊ ﺧﺎرج ﻣﻘﺼﻮرﺗﻨﺎ ﻹﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮ ٍة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻧﺔ املﺰدﺣﻤﺔ» :ﻟﻘﺪ ﻫﺬا املﻜﺎن .آﺧﺮ ﻣﺮة ﺟﺌﻨﺎ إﱃ ﻫﻨﺎ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﻧﺎﺗﺸﻮز ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻠﻔﻮف ﺑﺮوﻛﺴﻞ«. ﻗﻠﺖٍّ : ُ »ﺣﻘﺎ؟ أﻧﺎ ﻻ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ذﻟﻚ«. َ »ﻟﻦ أﻧﴗ ذﻟﻚ أﺑﺪًا .ﻣَ ﻦ اﻟﺬي ﻳﻀﻊ ﻣﻠﻔﻮف ﺑﺮوﻛﺴﻞ ﻋﲆ اﻟﻨﺎﺗﺸﻮز؟« ُ ﺑﺎﻟﺠﻌﺔ اﻟﻠﻴﻠﺔ «.وﻗﺮﻋﻨﺎ ﻛﺄﺳﻴﻨﺎ ﻣﻌً ﺎ. ﻗﻠﺖ» :اﻵن أﺗﺬ ﱠﻛﺮ .دﻋﻨﺎ ﻧﻠﺘﺰم ِ ُ ُ ﺟﻤﻌﺖ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ؟« ﻛﻨﺖ ﻣﱰددًا ﰲ ﻧﻔﴘ إن ﻛﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن أﺧﱪه أﻧﻨﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ ،وﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ ﻣﺎ ِ ٍ ﺳﻤﻌﺘُﻪ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻗ ﱢﺮر ﺑﻌﺪ. ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ» :ﻳﻮﺟﺪ اﻟﻘﻠﻴﻞ .ﻻ أدري إن ﻛﺎن ﺳﻴﺴﺎﻋﺪك أم ﻻ ،وﻟﻜﻦ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ﻟﻴﺲ ً ﻗﺪﻳﺴﺎ«. »ﻻ؟« ً ً ُ »ﻟﻘﺪ اﻋﺘﻘﻞ ﻣﺮﺗني؛ ﻣﺮة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻘﻴﺎدة ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛري اﻟﴩاب ،وﻣﺮة ﺑﺴﺒﺐ ﱡ اﻟﺴﻜﺮ وإﺛﺎرة ﱠ َ ُ اﻟﻘﺒﺾ ﻟﻘﻲ ﻃﻘﺲ دﻳﻨﻲ اﻟﺸﻐﺐ واﻟﻔﻮﴇ ،وإﻟﻴﻚ ﻫﺬه؛ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ٍ ﻋﺸﻴﺔ ﻋﻴﺪ املﻴﻼد .أ ُ َ 160 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ َ ﴎﻗﺔ ﺻﻨﺪوق ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻤﻮع اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﺼﻐرية اﻟﺘﻲ ﻳﻮ ﱢزﻋﻮﻧﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ وﻫﻮ ﻳﺤﺎول ﺻﺪر ﰲ ﺣﻘﻪ أﻣﺮان ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻌ ﱡﺮض ،اﻧﺘﻈﺮ «.ﻣ ﱠﺪ ﻳﺪه إﱃ ﺟﻴﺐ ﺳﱰﺗﻪ اﻟﺼﻮف ،وأﺧﺮج دﻓﱰَ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺻﻐريًا ذا ﺳﻠﻚ ﺣﻠﺰوﻧﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻧ ﱠ ٍ ﻈﺎر ٍة ﻟﻠﻘﺮاءة» .اﻷول ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗِ ﺒﻞ ﺟﻮدي دراﺳﺎت ﻋﻠﻴﺎ .ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﺿﺒ َ ٍ ﺑﻼك ﺑريي .ﻛﺎن ﻫﺬا ﰲ ﻣﻴﺘﺸﺠﺎن ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻃﺎﻟﺐَ ﻄﺘﻪ وﻫﻮ ﱠ وﻳﺘﻌﻘﺒﻬﺎ ﰲ أﻧﺤﺎء اﻟﺤﺮم اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ .واﻵﺧﺮ ﺻﺪر ﰲ ٍ وﻗﺖ أﻗﺮبَ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬة ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ َ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻣﻨﺬ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻓﻘﻂ ،ﻗﺪﱠﻣﺘﻪ ﺟﻴﻠﻴﺎن ن-ج-و-ي-ن .ﻻ أرﻳ ُﺪ أن أﺛري ﺳﺨﻄﻬﺎ ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻧﻄﻘﻬﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﺮﺗﺒﺔ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺪﱠﻋﻲ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺪَﻋْ ﻬﺎ وﺷﺄﻧﻬﺎ. ﻟﻘﺪ اﻗﺘﺤﻢ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ«. ﱢ »إذن ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾءٌ ﻋﻨﻴﻒ ﰲ ﺳﺠﻠﻪ؟ ﻻ ﳾء ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻼح؟« »ﻻ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻳﻜﻔﻲ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ إذا ﻛﺎن ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ﻫﻮ ﻣَ ﻦ أراد ﻣﻮت ﺗﺸﻴﻨﻲ، ﻗﺎﺗﻼ ٍّ ﺷﺨﺺ آﺧ َﺮ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ .إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ً ﺣﻘﺎ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﻛﻮﻧُﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻄﻠﺐ ﻣﻦ ٍ ً ُ ً ﻧﻈﺮت ﰲ ﺣُ ﺠﱠ ﺔ ورﺟﻼ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﻤﱡ ﻞ ﺗﺄﺛري اﻟﺨﻤﻮر .ﻋﻼو ًة ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﻟﻘﺪ ﻣﺨﺘﻠﺴﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻏﻴﺎﺑﻪ وﻫﻲ ﺣﺠﺔ داﻣﻐﺔ«. »ﺣُ ﺠﱠ ﺔ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُﻗﺘﻞ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ؟« »أﺟﻞ «.ﻧﻈﺮ ﻣﺎرﺗﻲ إﱃ دﻓﱰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى» .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﰲ ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس ﻣﻦ ﻋﺎم .٢٠١١ﻛﺎن ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ﰲ وﻻﻳﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﰲ ﻟﻘﺎءٍ ﻋﺎﺋﲇ .ﺗُ ﱢ ﺤﻘﻖ ﻣﻦ ذﻟﻚ .وﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ،ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﺳﻴﴬب ﺻﻬﺮه ﺣﺘﻰ املﻮت ،ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻨﻮع ً ﺷﺨﺺ ﻣﺎ أن ﻳﺆدﱢب ﻧﻮرﻣﺎن ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ .أو رﺑﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ٍ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻓﺤﺴﺐ ،ﱠ ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﺗﺠﺎوز اﻟﺤﺪﱠ .ﰲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘني ،ﻓﻘﺪ َ أﻓﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب .ﺗﺨﻤﻴﻨﻲ ﻫﻮ ،إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ٍّ ﺣﻘﺎ أن ﺗﻌﺮف ،ﻓﻤﻦ املﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺎول اﺳﺘﺨﺮاجَ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻨﻪ ،وﺗﺤﻤﻠﻪ ُ ﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ً َ ﻗﻠﻴﻼ ،ﻓﺄﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻴﺴﺘﺴﻠﻢ. أﻋﺮف ﻧﻮﻋﻪ ،وإذا ﻧﻮع ﻣﻦ اﻻﻋﱰاف. ﻋﲆ ﺗﻘﺪﻳ ِﻢ ٍ ﻻ أُﻣﲇ ذﻟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ،وﻟﻜﻨﻲ أﺧﱪك رأﻳﻲ ﻓﺤﺴﺐ«. ﻗﻠﺖ» :ﻓﻬﻤﺖ .ﱠ ُ َ ٍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﻴﺪة ﻛﻼ ،ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ أﺣﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﻫﻮ املﻌﻠﻮﻣﺎت .وﻟﻘﺪ ﻗﺪﻣﺖ إﱄ ﱠ ﻳﺎ ﻣﺎرﺗﻲ ،ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ«. »ﺑﻞ ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ أﻧﺖ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﺷﻌﺮت ﺑﺄﻧﻨﻲ ذو ﻓﺎﺋﺪة ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع .ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺸﺄن ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻳﺒﺪو وﻛﺄﻧﻪ ﻣﻨﺬ اﻷزل .أﻣَ ﺎ زال ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ﻳﺴﺘﺠﻮﺑﻚ ِ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻫﺬه؟« 161 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ً ً ُ ﻣﻘﺪار ﻣﺎ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﻋﻦ اﻟﺠﻌَ ﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻲ، ﺗﻨﺎوﻟﺖ رﺷﻔﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ِ ِ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ ملﺎرﺗﻲُ . ٍ ﺑﻘﺎﺋﻤﺔ أﻧﺸﺄﺗُﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺪوﱠﻧﺔ ﻗﻠﺖ» :ﻻ ،ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا .ﻳﺒﺪو أن اﻷﻣﺮ ﻛ ﱠﻠﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎم«. »أوهٍّ ، ﺣﻘﺎ؟« َ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﻣﺪوﱠﻧﺘﻨﺎ؟« »ﻧﻌﻢ .ﻫﻞ ﺳﺒﻖ ﻟﻚ أن ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ» :ﻻ أﻋﺮف ﺣﺘﻰ ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ ﺑﺎملﺪوﱠﻧﺔ«. ُ ُ ﺑﺪأت اﻟﻌﻤﻞ ﰲ »أوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ املﺪوﱠﻧﺔ »ﻟﻢ أﻋُ ﺪ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ،وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ٍ ﻣﻘﺎﻻت ﺻﻐرية .وﺗﻘﻴﻴﻤﺎت اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺠﺪﻳﺪة .وﻗﻮاﺋﻢ ﺑﺎملﺆ ﱢﻟﻔني ﻛﺘﺒﺖ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﺣﻴﺚ ﱠ ﱠ ُ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪيﱠ ﰲ ﻛﺘﺒﺖ ﻣﺮ ًة ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ املﻔﻀﻠني ﻟﺪيﱠ .أﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ. ٌ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﰲ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ وﺟﻮ َد راﺑﻂ ﺑني ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ واﺛﻨني ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ،ورأى ً ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺘﻲ ارﺗُ ِﻜﺒَﺖ ﻣﺆﺧ ًﺮا وﻟﻢ ﻳﺘﻮﺻﻠﻮا إﱃ ﺣ ﱟﻞ ﻟﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ رواﺑ َ واﻫﻴﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ؛ ﻂ وﻟﺬا ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﻢ ﺳﻴﺘﺎﺑﻌﻮن ذﻟﻚ«. ﻗﺎل ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم واﺿﺢ» :ﻋ ﱠﻢ ﺳﺄﻟﻮك ً أﻳﻀﺎ؟« ﺷﺨﺺ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻗﻀﺒﺎن ﻗﻄﺎر »وﻓﺎة ﺷﺨﺺ ﰲ وﻻﻳﺔ ﻛﻮﻧﻴﺘﻴﻜﺖ ،ﺣﻴﺚ ﻋُ ﺜﺮ ﻋﲆ ٍ ر ﱠﻛﺎب .وﺳﺄﻟﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﻣﺬﻳﻌﺔ اﻷﺧﺒﺎر ﺗﻠﻚ ،روﺑﻦ …« ُ ﻗﺎل ﻣﻘﺎﻃﻌً ﺎ» :روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﱠ أﺻﺪق أﻧﻬﻢ ﻟﻢ إن زوﺟﻬﺎ ﻫﻮ ﻣَ ﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ .ﻻ ﻳﻌﺘﻘﻠﻮه ﺑﻌﺪ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ذﻟﻚ؟« »ﻻ ،ﻻ ﻋﻠﻢ ﱄ ،وﻟﻜﻦ ،ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻣَ ﻦ أ ﱠﻟ َﻔﺖ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﺰﻧﻰ ﻟﻠﺰواج .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ أﻣﻴ ُﻞ إﱃ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﱠ ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻬﻢ إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﻓﺎﺣﺼﺔ ﻋﲆ اﻟﺰوج«. ُ ُ ﺑﺎﻟﻐﺖ ﰲ رد ﻓﻌﲇ«. ﺿﺤﻜﺖ» .ﻧﻌﻢ ،إذن ،أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ُ أﻋﺮف إن َ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﺎﻟﻐﺖ ﰲ ر ﱢد ﻓِ ﻌﻠﻚ .ﻳﺒﺪو أﻧﻬﻢ ﻫﻢ ﻣَ ﻦ ﺑﺎﻟﻐﻮا ﰲ رد ﻓﻌﻠﻬﻢ .ﻫﻞ »ﻻ ﺳﺄﻟﻮك ﻋﻦ ﻛ ﱢﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ؟« ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ،وﻟﻢ أﻛﻦ أرﻏﺐُ ﰲ ﺗﻮرﻳﻄﻪ .ﻟﻘﺪ ذ ﱠﻛﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻜﻠﺐ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻈﻤﺔ ،وإذا أﺧﱪﺗُﻪ ﺑﻜﻞ ﳾءٍ ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ املﺤﺎﻛﻴﺔ ﻟﻘﺎﺋﻤﺘﻲ، ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ أﻋﻄﻴﺘُﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﺳ َﻢ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ. ﻓﺴﻴﺒﺪأ ﰲ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ. »ﺳﺄﻟﻮﻧﻲ ﻓﻘﻂ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﱄ أيﱡ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻬﻢ؛ ﺑﻨﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ،أو ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ املﻮﺟﻮد ُ وﻧﻔﻴﺖ ذﻟﻚ .ﺳﺄﻟﺘُﻚ ﻋﻦ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻷﻧﻪ ﺑﺪا ﰲ وﻻﻳﺔ ﻛﻮﻧﻴﺘﻴﻜﺖ ،أو روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن. 162 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ وﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ — أﻧﻬﻢ ﻣﻬﺘﻤﱡ ﻮن ﺑﻪ أﻛﺜ َﺮ .ﺑﴫاﺣﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻣ ًﺮا ﻣﻬﻤٍّ ﺎ رﻏﻢ ذﻟﻚ .ﻋﲆ اﻷﻗﻞ — ٍ ً ﻗﺎدﻣﺔ ﻟﻠﺰﻳﺎرة؟« أﺗﻤﻨﱠﻰ أﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻬﻤٍّ ﺎ .أﻣَ ﺎ زاﻟﺖ اﺑﻨﺘﻚ ً ﻣﺘﺠﺎﻫﻼ ﺳﺆاﱄ ﻋﻦ ﺳﻴﻨﺪي» :ﻣﺎ اﻟﻜﺘﺐُ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﺗﻬﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ؟« ﺳﺄل ً ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﺗﺬ ﱡﻛﺮﻫﺎ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أذﻛﺮ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ أﺧﱪﺗُﻪ ،ﻣﺘﻈﺎﻫ ًﺮا ﺑﺄﻧﻨﻲ أﺟﺪ ﺗﺮﺷﻴﺤﺎت ﺑﺸﺄن اﻟﻜﺘﺐَ ، ٍ ﺑﻌﺾ ﻗﻄﺎر« ،رﻏﻢ ذﻟﻚ .دوﱠن ﻣﺎرﺗﻲ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺒﺤﺚ داﺋﻤً ﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﰲ دﻓﱰ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ اﻟﺼﻐري. ﻗﺎل» :ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ .أﺣﺐﱡ ْ وﻗﻊ اﻻﺳﻢ .ﰲ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ أﺣﺐﱡ أن أﻗﺮأ ﻷﺟﺎﺛﺎ ُ َ ﻣﺮﻫﻒ أﻋﺮف ملﺎذا ،ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ أﺣﺐﱡ أن أﻗﺮأ ﻟﺠﻴﻤﺲ إﻟﺮوي .ﻻ ﱢ اﻟﺤﺲ«. »ﻫﻞ َ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺮأ ﻷﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ؟« ُ ﻗﺮأت ﻟﻠﺘﻮ »ﻋﴩة ﻫﻨﻮد ﺻﻐﺎر««. »ﻧﻌﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﱄ ،ﻫﻞ ﺗﺬ ُﻛﺮ؟ ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﺑﴚءٍ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ» :ﺛﻢ ﻟﻢ َ ُ ﻳﺒﻖ أﺣﺪٌ« ،ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻌﻨﻮان اﻷﻗﻞ إزﻋﺎﺟً ﺎ اﻟﺬي ِﺑﻴ َﻊ اﻟﻜﺘﺎب ﺗﺤﺘﻪ اﻵن. ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ٍّ ٌ ﺣﻘﺎ .ﻣﻦ املﺆﺳﻒ أﻻ ﻳﺤﺎول املﺰﻳ ُﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻠﺔ »ﺻﺤﻴﺢ ،ﻫﺬا ﻫﻮ .إﻧﻬﺎ ﻣﺤﺎﻛﺎ َة ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب«. ُ ﻗﻠﺖ» :أن ﻳﻘﺘﻞ املﺮءُ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ارﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ،أﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﻘﺼﺪه؟« .ﻟﻢ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻨﻲ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ أن ﻳﻘﺮأ ﻷﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪا اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺷﻴَﻤﻲ. ﻃﻠﺒﻨﺎ ِﺟ ً ﻌﺔ أﺧﺮى وﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺐ وﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ .ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻤﺎ إذا ُ ﻛﻨﺖ ُ ﻗﺮرت اﻻﻧﺴﺤﺎب .ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل داﺋﻤً ﺎ ﻣﻊ ﻣﺎرﺗﻲ، أرﻏﺐ ﰲ اﻟﺒﻘﺎء ﻟﺘﻨﺎول ِﺟﻌﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﱠ ُ أﺣﺒﺒﺖ ﻗﻀﺎء اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﻪ ،وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻻ ﺗﺘﺒﻘﻰ ﻟﺪﻳﻨﺎ أﺷﻴﺎءُ ﻟﻨﻘﻮﻟﻬﺎ ،وﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺰن ُ ﺷﻌﺮت أن اﻟﻮﺟﻮد ﻣﻊ اﻟﻨﺎس — ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن وﺣﻴﺪًا — ﻳﻤﻜﻦ واﻟﻮﺣﺪة .ﻟﻄﺎملﺎ ﻧﺤﻮ أﻗﻮى. أن ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة ﻋﲆ ٍ ﺳﺄﻟﻨﻲ وأﻧﺎ أرﺗﺪي ﺳﱰﺗﻲ» :ﻫﻞ ﺳﺘﻔﻌﻞ أيﱠ ﳾءٍ ﺑﺸﺄن ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ؟« ﻗﻠﺖ :ﱠ ُ »ﻛﻼ .ﻟﻴﺲ إﻻ إذا ﻗ ﱠﺮر ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻣﻌﻲ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .إذا ً ُ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﲆ ﺟﺮﻳﻤﺔ أﻃﻠﻌﺖ ﴍﻃﻴٍّﺎ ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ،أﻋﺘﻘﺪ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ أن أذﻛﺮه ،وأﺧﱪﻫﻢ إﻧﻨﻲ ﻗﺘﻞ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ وﻛﻴﻒ ﺑﺪا ﺑﺮوﻳﺖ ﻣﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ«. ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ» :ﻻ ﺗﺬﻛﺮ اﺳﻤﻲ .إذا َ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗُﻤﺎﻧﻊ«. 163 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﱠ »ﻛﻼ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻦ أذﻛﺮه ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻤ ﱠﻠ َﻜﻨﻲ اﻟﻔﻀﻮل ُ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺤرية ﻷﻧﻬﻢ أﻗﺎﻣﻮا ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻨﻲ وﺑني ﻫﺬه ﻓﺤﺴﺐ ،ﻛﺎن ﻫﺬا ﻛ ﱠﻞ ﳾء .ﻟﻘﺪ اﻟﺠﺮاﺋﻢ«. ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ» :ﻇﻨﻨﺘُﻚ ﺳﺘﺨﱪﻧﻲ أن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨريو« ،ﺛﻢ أﻧﻬﻰ ِﺟﻌﺘﻪ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﺎه؟«. اﻋﺘﻘﺪت ﱠ ُ أن ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ أﺗﻰ ﻳُﻤﻄﺮك ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل ﻧﻮرﻣﺎن »أوه. ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻗ ﱢ ﻄﻚ ﻧريو .ﰲ املﺘﺠﺮ«. ً ُ ﻣﺤﺎوﻻ أن أﺑﺪ َو ﻫﺎدﺋًﺎ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ» :ملﺎذا؟« ﻗﻠﺖ، ﻄﺎ ،ﻗ ٍّ »ﻛﻨﺖ أﻗﺮأ ﺗﻘﺎرﻳ َﺮ اﻟﴩﻃﺔ وﻛﺎن ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻗ ٍّ ﻄﺎ ﺑﺮﺗﻘﺎﱄ ﱠ اﻟﻠﻮن ﻣﺜﻞ ُ ﻗﺮأت ذﻟﻚ … ﺛﻢ اﻋﺘﻘﺪت أن ﻫﺬا ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻮ اﻟﺮاﺑﻂ«. ﻧريوُ ،ﻓﻘﺪ ﺑﻌﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﺬا ﻣﻀﺤﻚ«. »إﻧﻪ ﻣﺸﻬﻮ ٌر ً ﻗﻠﻴﻼ ،ﻫﺬا اﻟﻨريو ،ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ذﻟﻚ؟« ُ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮن إﱃ ﻣﺘﺠﺮﻧﺎ ﻳﺄﺗﻮن ﻟﺮؤﻳﺘﻪ .أﺧﱪَﺗﻨﻲ إﻳﻤﻴﲇ »أﻋﻠ ُﻢ أﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ. ﱠ أن ﻟﺪﻳﻪ ﺻﻔﺤﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻋﲆ »اﻹﻧﺴﺘﺠﺮام« ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أ َرﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻻ ،ﻟﻢ ُ ُ ورأﻳﺖ ﺿﺤﻜﺖ، ﻳﺘﻄ ﱠﺮﻗﻮا إﱃ ﻗﻄﻲ ﺑﺎﻟﺴﺆال .وﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ وﻻﻳﺔ ﻓريﻣﻮﻧﺖ ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل«. ﰲ ذﻫﻨﻲ ﱠ أن اﻷﻣﺮ ﺑﺪا ﻣﺰﻳ ًﱠﻔﺎ وﻣﺼﻄﻨَﻌً ﺎ. ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ» :ﻗﺪ أﺑﻘﻰ ﻫﻨﺎ ﻣﺪ ًة أﺧﺮى«. َ ُ اﻧﺨﻔﻀﺖ ﺧﻼل وﺧﺮﺟﺖ ﰲ أﺟﻮاء اﻟﻠﻴﻞ .ﻛﺎﻧﺖ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﻗﺪ ﺷﻜﺮﺗُﻪ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ُ وﴎت إﱃ املﻨﺰل ﺑﺤﺬر ،ﻣﺘﺠﻨﱢﺒًﺎ ُرﻗﻊ اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻷﺳﻮد ﻋﲆ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻗﻀﻴﺘُﻪ ﻣﻊ ﻣﺎرﺗﻲ، ُ وﺻﻠﺖ إﱃ ﺷﺎرﻋﻲ ،ﻟﻢ أ َرﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﺘﻈﺮ ٌة ﰲ ﻇﻞ اﻷرﺻﻔﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﺷﻌﺮت ﺑﻬﺎ .ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺸﻌﻮر اﻟﺬي اﻋﱰاﻧﻲ ﺷﺠﺮة اﻟﺰﻳﺰﻓﻮن املﻴﺘﺔ أﻣﺎم ﻣﻨﺰﱄ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ َ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ذﻟﻚ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄﻧﻨﻲ ُ ﻣﺮاﻗﺒًﺎ. ﻋﻨﺪ اﻟﺪ َرج اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ،ﺧﺮﺟَ ﺖ ﻣﻦ اﻟﻈﻼل وﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ ﻣﺎل«. 164 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﴩون ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ ،ﺟﻮﻳﻦ«. »ﻻ ﺗﺒﺪو ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ ﺑﺮؤﻳﺘﻲ«. »ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪ ُ ﱠﺛﺖ ﻣﻊ ﻋﻤﻴ َﻠني آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ اﻟﻴﻮم، وأﺧﱪوﻧﻲ أﻧﻚ أُوﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ«. ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗﺘﻘﺪﱠم إﱃ اﻷﻣﺎم ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤَ ﺖ اﻵن ﰲ ﺿﻮء اﻟﺸﺎرع» :إﱃ ﻣَ ﻦ ﺗﺤﺪﱠﺛﺖ؟«. ﻛﺎن ﺑﺨﺎر أﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﰲ اﻟﻠﻴﻞ اﻟﺒﺎرد ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ رﻏﺒﺘﻲ ﰲ دﻋﻮﺗﻬﺎ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ. »ﻋﻤﻴﻞ ﻣﻦ ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻓﻦ …« »ﺑريي ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« ﻗﻠﺖ» :اﻧﻈﺮي ،إﻧﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﱄ أن أﺗﺤﺪﱠث ﻣﻌﻚ ٍّ ُ ﺣﻘﺎ«. »ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ،إﻧﻨﻲ أﺗﻔﻬﱠ ﻢ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻻ أرﻳ ُﺪ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺗﻤﻨﱠﻰ أن ﻧﺘﺤﺪﱠث ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﻣﺪ ًة وﺟﻴﺰة ﻓﻘﻂ ،وأﴍح ﻣﺎ ﺣﺪثُ . ِ أﺳﺘﻄﻊ ﻓِ ﻌﻞ ذﻟﻚ .ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﻚ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ؟ ﰲ أي ﻣﻜﺎن ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺣﻴﺚ ﻣﴩوب ﰲ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺼﻌﻮد؟ أو ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻨﺎول ٍ ٍ ﻧﻘﻒ اﻵن«. ﺳﻠﻜﻨﺎ اﻟﺸﺎر َع اﻟﺬي أﻗﻄﻦ ﻓﻴﻪ ﺳريًا ﻋﲆ اﻷﻗﺪام ﺣﺘﻰ وﺻﻠﻨﺎ إﱃ »ﺗﺸﺎرﻟﺰ« وﺟﻠﺴﻨﺎ ﰲ ﻣﻘﺼﻮر ٍة ﰲ ﻣﻘﻬﻰ ﺳﻴﻔﻨﺰ ،ﺣﻴﺚ ﻃﻠﺐ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ِﺟﻌﺔ ﻧﻴﻮﻛﺎﺳﻞ ﺑﺮاون آﱄ .ﺧﻠﻌَ ﺖ ﺟﻮﻳﻦ ِﻣﻌﻄﻔﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ اﺣﺘﻔ َ ٍ ﻣﻠﻔﻮف ﺣﻮل رﻗﺒﺘﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ وﺟﻨﺘﺎﻫﺎ ﻈﺖ ﺑﻮﺷﺎح ﺳﻤﻴﻚ ﻣﻦ اﻟﺼﻮف وﻃ َﺮ ُ ف أﻧﻔﻬﺎ ﻻ ﻳﺰاﻻن ﺗﺸﻮﺑﻬﻤﺎ اﻟﺤُ ﻤﺮة ﺑﺴﺒﺐ وﻗﻮﻓﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺨﺎرج. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻌﺮف؟« »ﻫﻞ أ ُ ِ وﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ؟« ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻧﻌﻢ ،ﻣﺎ ُ زﻟﺖ ﻗﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ«. »ﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ؟« ً اﻟﺠﻌﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻟﻌِ َﻘﺖ اﻟﺮﻏﻮ َة ﻣﻦ ﺷﻔﺘِﻬﺎ اﻟﻌﻠﻴﺎ» .ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﺬَت رﺷﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﻨﻴﻨﺔ ِ ُ ﻗﺪ ُ ﺷﻜﻜﺖ ﺑﻪ ،ﺑﺄﻧﻪ ﺛﻤﺔ ﱠﻣﺖ ﻣﺎ ﻋ َﺮﻓﺘُﻪ ﻟﺮؤﺳﺎﺋﻲ … ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻋ َﺮﻓﺘُﻪ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎ راﺑﻂ ﺑني اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﺤ ﱠﻞ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪُ ، ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻋﺪ ُم ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ُ أﺧﻄﺄت ﺣني أﺧﱪﺗُﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻗﺎدﻧﻲ إﻟﻴﻚ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ .اﻷﻣﺮ ﻫﻮ … ﻛﻨﺖ أﻋﺮف ﻣَ ﻦ اﻟﻘﻀﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﻓﺖ زوﺟﺘﻚ ذات ﻣﺮةُ . ﺳﻤﻌﺖ اﺳﻤﻚ ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻋ َﺮ ُ ُ ﻛﻨﺖ أﻋﺮف أﻧﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﻟﻘﺪ ﻛﻠري«. ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﺣﻮل ذﻗﻨﻲ. ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﻨﻈﺮان إﱄ ﱠ وﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﺗُﻄﺎﻟﻌﺎﻧﻨﻲ ،ﺛﻢ اﺳﺘﻘ ﱠﺮﺗﺎ ﰲ ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻛﻴﻒ ﻋ َﺮ ِ ﻓﺖ ﻛﻠري؟«. »ﻛﻨﺖ أﻋﺮﻓﻬﺎ ﻷن واﻟﺪي ﻛﺎن أﺣ َﺪ ﻣُﻌﻠﻤﻴﻬﺎ ﰲ املﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺪادﻳﺔ .ﺳﺘﻴﻒ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن«. ُ ٍ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ أن أﻗ ﱢﺮر ﻣﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻐﺒﺎء، ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﺗﺨﺎذِ ﻗﺮار .ﻛﻨﺖ ﻛﻨﺖ أو إذا ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺧﱪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل .أﻋﺘﻘ ُﺪ أن اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﺪت ﻋﲆ ً ُ ٍ وأدرﻛﺖ ﺻﺎدﻗﺎ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪَت ﻣﺬﻋُ ﻮرة، ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ أن أﻛﻮن وﺟﻬﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻗ ﱢﺮر أﻧﻨﻲ أﻧﻬﺎ إذا اﺗﺨﺬَت ﻗﺮا ًرا ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﺻﺎدﻗﺔ ﻣﻌﻲ ،ﻓﻴﺠﺐ ﻋﲇ ﱠ أن أر ﱠد اﻟﺠﻤﻴﻞ. ُ أﻋﺮف ﻛ ﱠﻞ ﳾءٍ ﻋﻨﻪ«. »أﺟﻞ، »ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗﻌﺮﻓﻪ؟« ُ »أﻋﺮف أﻧﻪ ﺗﺤ ﱠﺮش ﺑﻜﻠري ﻋﲆ ﻣﺪار ﻋﺎﻣَ ني ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ املﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺪادﻳﺔ .ﻟﻘﺪ أﻓﺴ َﺪ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ«. »ﻫﻞ أﺧﱪَﺗ َﻚ ﻋﻦ ذﻟﻚ؟« »ﻧﻌﻢ«. »ﻣﺎذا ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻚ ﺑﺨﺼﻮص ﻫﺬا؟ إذا ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗُﻤﺎﻧﻊ ﰲ ﺳﺆاﱄ .إﻧﻨﻲ أﺗﻔﻬﱠ ﻢ ﺷﻌﻮرك إذا ﻛﻨﺖ …« ﺛﻢ ﱠ َ ﺗﻮﻗ َﻔ ْﺖ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم ،وأدر َﻛ ْﺖ ﻣﺪى ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻬﺎ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻷﺻﺪُﻗﻚ اﻟﻘﻮل ،ﻟﻢ ﻧﺘﺤﺪﱠث ﻛﺜريًا ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ .ﻟﻘﺪ ﻃ َﺮﺣَ ِﺖ اﻷﻣﺮ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ،وﻗﺎﻟﺖ إﻧﻪ ﻣﻦ املﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ أن أﻋﺮف ،ﻟﻜﻨﻬﺎ داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻗ ﱠﻠ َﻠﺖ ﻣﻦ ﺷﺄن ذﻟﻚ. ﻋﲆ اﻷﻗﻞ أﻣﺎﻣﻲ«. ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﺗُﻮﻣﺊ ﺑﺮأﺳﻬﺎ» .ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺨﱪﻧﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﻟﻚ .أﻧﺎ أﻓﻬﻢ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ملﺎذا ﻻ ﺗﺤﻤﻠني اﺳﻤﻪ اﻷﺧري؟ ملﺎذا ِ ﻟﺴﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن؟« 166 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﴩون ُ »ﻛﻨﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻟﺴﻨﻮات ،وﻟﻜﻦ ﱠ ﺗﻐري اﺳﻤﻲ ﺑﻤﻘﺘﴣ اﻟﻘﺎﻧﻮن .ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻫﻮ اﺳﻢ واﻟﺪﺗﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج«. أﺿﻔﺖ» :ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓني ﻛﻠري ٍّ ُ ُ ﺣﻘﺎ؟« ﻗﻠﺖ» :ﻫﺬا ﻣﻨﻄﻘﻲ« .ﺛﻢ »ﻧﻌﻢ ،أﺗﺬ ﱠﻛﺮﻫﺎ .ﻛﻨﺖ أﺻﻐ َﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻨﺤﻮ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ،ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻋﺘﺎدت اﻟﻘﺪو َم إﱃ املﻨﺰل — اﻋﺘﺎد اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻃﻼب واﻟﺪي اﻟﻘﺪو َم إﱃ املﻨﺰل — وأﺗﺬ ﱠﻛﺮﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻌِ ﺒﺖ ﻣﻌﻲ اﻟﺒﻮﺟﻞ ﻋﺪة ﻣﺮات .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﰲ املﺪرﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،اﻋﱰف ﱄ واﻟﺪي ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ،وﻛﺎن اﺳﻤﻬﺎ أﺣ َﺪ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ أﺧﱪﻧﻲ ﺑﻬﺎ«. »ﻫﻞ أﺧﱪك ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻞ؟« زﻣﱠ ﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﺷﻔﺘَﻴﻬﺎ وأﺧﺬت ﺗﺰﻓﺮ» .ﰲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠري ﻗﺪ ﺗﺨ ﱠﺮﺟَ ﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ً ﱠ ﻧﺤﻮ ﻏري ﻻﺋﻖ .وﻋ َﺮف ﻟﻜﻦ ﻃﺎﻟﺒﺔ أﺧﺮى ،أو ﻃﺎﻟﺒﺘَني رﺑﻤﺎ ،ﺗﻘﺪﱠﻣﺘﺎ واﺗﻬﻤﺘﺎه ﺑﻠﻤﺴﻬﻤﺎ ﻋﲆ ٍ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻷﻣﺮ .ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻄﻦ ﰲ اﻟﺒﻠﺪة ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳُﺪ ﱢرس ﻓﻴﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺗﻠﻚ املﻮاﻗﻒ ُ ﻣﺪرﺳﺎ ﰲ املﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺪادﻳﺔ ِ ً اﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑﻬﺎ ،ﻣﻊ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ املﺤﺮﺟﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ُ ﻳﺪ ﱢرس ﱄ ﻗﻂ .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻘﺎل — أﺟﱪ ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ — وﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻧﻮ ٌع ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﺜُﻞ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻗﻂ .وإﻻ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك دﻟﻴ ٌﻞ ٍ ﻛﺎف .ذات ﻟﻴﻠﺔ ،ﺟﺎء إﱃ ﻏﺮﻓﺘﻲ …« ﱠ ﺗﻮﻗ َﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم وﺿﻐ َ ﻄﺖ ﺑﺈﺻﺒﻌﻬﺎ اﻟﺴﺒﺎﺑﺔ ﻋﲆ ﻋﻴﻨﻬﺎ اﻟﻴﴪى ﻟﻠﺤﻈﺔ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺨﱪﻳﻨﻲ ﺑﻜﻞ ﻫﺬا«. »ﺟﺎء إﱃ ﻏﺮﻓﺘﻲ وأﺧﱪﻧﻲ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﻼﺗﻲ ﺗﺤ ﱠﺮش ﺑﻬﻦ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﺳﻢ ﻛﻠري، وﻗﺎل إﻧﻪ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻲ .وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺐ ﻗﻂ ﰲ ﻓﻌﻞ أيﱢ ﳾءٍ ﺑﻲ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻊ ٍ ﻓﺘﻴﺎت أﺧﺮﻳﺎت «.ﻫ ﱠﺰت ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ وزﻣﱠ ﺖ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪا وﻛﺄﻧﻪ ﻧﺼﻒ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ!« ً ُ ﻣﻄﻠﻘﺎ ،وﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﻗﺎﻟﺖ» :أﺟﻞ .وﻟﺬا ،ﻟﻢ َ ﺳﻤﻌﺖ ﻛﻴﻒ ﺮت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌ ُﺪ أﻧﻨﻲ أﻧﺲ اﺳ َﻢ ﻛﻠري ﻓﺖ ﻋﻨﻚ ً ووﺟﺪت اﺳﻤﻚ .وﻫﻜﺬا ﻋ َﺮ ُ ُ ُ أﻳﻀﺎ«. وﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻧﻌﻴﻬﺎ ﻣﺎﺗﺖ، »ﻣﺎذا ﻋﻨﻚِ وﻋﻦ واﻟﺪك؟« »ﺗﻠﻚ املﺮة ﺣني ﺟﺎء وﺗﺤﺪﱠث ﻣﻌﻲ ﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ ﻣﺮة ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ .ﻏﺎدر املﻨﺰل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، واﻧﻔﺼﻞ ﻫﻮ وأﻣﻲ وﻟﻢ أ َره ﻣﺮة أﺧﺮى اﻟﺒﺘﺔ .ﻟﻘﺪ ُﻗﺘﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ«. »ﻫﻞ ُﻗﺘﻞ؟« »ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ذﻟﻚ رﺳﻤﻴٍّﺎ ،ﻻ .ﻟﻜﻦ ،ﻧﻌﻢ ،أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ«. »ﻛﻴﻒ؟« 167 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﻟﺖ» :أﻻ ﺗﻌﻠﻢ؟« ُ اﻟﺠﻌﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻲ رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎرﻏﺔ» .ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﴍب ﻣﻦ ﻗﻨﻴﻨﺔ ِ ﻗﺘﻠﺘُﻪ؟« َ اﻛﺘﺴﺖ وﺟﻨﺘﺎﻫﺎ وأﻧﻔﻬﺎ ﻫ ﱠﺰت ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى وﻣﻨﺤﺘﻨﻲ ﺗﻠﻚ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ. ً ُ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﻗﺮاءة وﺟﻬﻬﺎ ،وﺷﺤﻮﺑﻪ ،ورﺗﺎﺑﺔ وﺟﺪت ﺑﺎﻟﺸﺤﻮب وﻏﺎب ﻋﻨﻬﻤﺎ اﻟﻠﻮن ،وﻛﺎﻟﻌﺎدة أﻋﺮف ﻣﺎذا أﺻﺪق .ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ٍّ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ» .ﻻ أﻋﺮف ٍّ ُ ﺣﻘﺎ أن ﺣﻘﺎ ﻳﺎ ﻣﺎل ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪه؟« »ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ«. »ﺣﺴﻨًﺎ .ﻟﻘﺪ ُﻗﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ،وأﻧﺎ أﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ َ دﻫﺴﺖ ﺳﻴﺎر ٌة واﻟﺪي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﲆ دراﺟﺘﻪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺗﺮﺗﻴﺐُ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ُ ً ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ .وﻣﻦ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻪ اﻓﱰﺿﺖ داﺋﻤً ﺎ أن ﺣﺎدﺛﺔ اﺻﻄﺪام وﻫﺮوب ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ِ املﻔﱰض أن ﻳﺒﺪ َو ذﻟﻚ ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ .ﺳﺘﻜﻮن ﻋﻤﻠﻴﺘﺎ اﻟﻘﺘﻞ ﻫﺎﺗﺎن ﻣﻨﻄﻘﻴﺘَني ،ﺳﺘﻜﻮﻧﺎن ﻣﱪﱠرﺗَني، ً ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ زوج ﻛﻠري ﻣﺎﻟﻮري«. ُ ُ ُ ٍ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﲆ وﺣﺎوﻟﺖ رﺳ َﻢ »ﺳﺄﻋﱰف ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻻ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻷﳻ ﺗﺠﺎه أيﱟ ﻣﻨﻬﻤﺎ«، ﻗﻠﺖ: ُ وﻛﻨﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا أﻧﻬﺎ ﺑﺪت ﰲ ﻏﺮاﺑﺔ اﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ. وﺟﻬﻲ، »وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﺳﺘﻌﱰف ﺑﻪ؟« »ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ أو واﻟﺪك ﺑﻘﺎﺋﻤﺘﻲ ،وﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻷﺧﺮى؟« »ﻻ أﻋﺮف .رﺑﻤﺎ ﻻ ﳾء .ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ واﻟﺪي ،ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ﻓﻴﻚ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .وﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ٌ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺬﻟﻚ ً ً ُ أﻳﻀﺎ .ﻟﻢ أﻛﱰث ،ﻣﻊ واﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﻚ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ وﻓﺎ ِة إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ، ً ﻋﻤﻴﻠﺔ ﰲ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ .ﻛﻨﺖ أﻋﺮف أن أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺗﺪ ﱠرب ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻷﻛﻮن ُ ً ً ﺷﺨﺼﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﺳﺒﺐٌ ﻟﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،وﻟﻴﺲ وﻛﻨﺖ آﻣُﻞ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ أن ﻳﻜﻮن ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻗﺘﻞ واﻟﺪي، ُ ُ ً واﻓﱰﺿﺖ أردت أن ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺗﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺜﺄر. ﺷﺨﺼﺎ دﻫﺴﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻄﺄ ،ﺛﻢ ﻫﺮب. أﻧﻪ ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ .ﺑﴫاﺣﺔ ،إﻧﻪ ﳾءٌ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﲆ اﻟﻨﻮم ً ُ وارﺗﺄﻳﺖ أﻧﻪ ﻣﻦ املﺤﺘﻤﻞ أن ﻟﻴﻼ. ٌ ﻓﺘﻴﺎت أﺧﺮﻳﺎت وﻗﻌﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﻮاﻟﺪي ،ﻟﻜﻦ ﻛﻠري ﻫﻲ اﻟﺘﻲ أﺗﺬ ﱠﻛﺮﻫﺎ ﺗﻜﻮن أﻧﺖ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً داﺋﻤً ﺎ ،رﺑﻤﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻣﻌﻲ وﻟﻦ أﻧﴗ ذﻟﻚ أﺑﺪًا. ُ وﺑﻴﻨﻤﺎ ُ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﻣ َﺮ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .ﻟﻘﺪ ﺣﻔﻈﺘُﻬﺎ ،ﻋﲆ ﻛﻨﺖ أﺟﻤﻊ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻨﻚ، ﺮت ﻋﲆ اﻟﻔﻮر — ﻓ ﱠﻜ ُ ﺳﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة ،وﻓ ﱠﻜ ُ ٍ ﺮت ﰲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ — ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ،ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ُ ُ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻦ اﻟﺮﻳﺶ اﻟﺬي أ ِ رﺳﻞ إﱃ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﴩﻃﺔ«. ﺑﻌﺪ أن 168 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﴩون ُ ِ ارﺗﻜﺒﺖ ﻛ ﱠﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺮاﺋﻢ؟« اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻨﻲ »ﻫﻞ ُ »ﻛﻼ ،ﱠ ﺗﺤ ﱠﺮ َﻛﺖ إﱃ اﻷﻣﺎم ﻋﲆ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ اﻟﺨﺸﺒﻲ .ﱠ أﻋﺮف ﻣﺎ اﻟﺬي اﻋﺘﻘﺪﺗُﻪ ﻛﻼ .ﻟﻢ أﻓﻌﻞ .ﻻ ٍّ ﺣﻘﺎ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺪُث ،ﺷﻴﺌًﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻮاﻟﺪي ،وﺑﻚ .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺤﻮذ ﻋﲇ ﱠ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ اﻋﺘﻘﺪت ﱠ أن وﻓﺎة واﻟﺪي رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي««. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻛﻴﻒ؟« ٍ ِ ﻣﻼﺑﺴﺎت وﻓﺎﺗﻪ«. ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ اﺧﺘﺎر »ﻷﻧﻪ، »ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺮﻛﺐ اﻟﺪراﺟﺔ ﻛﺜريًا؟« ً ً ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻼق ،ﺑﻌﺪ أن اﻧﺘﻘﻞ إﱃ اﻟﻌﻴﺶ دراﺟﺔ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ، »آﻫﺎ .ﻛﺎن ﻳﺮﻛﺐ ُ ﻗﺮأت ﺗﻘﺮﻳ َﺮ اﻟﴩﻃﺔ ﻋﻦ ﰲ ﺷﻤﺎل وﻻﻳﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك .ﻟﻢ أﻋﻠﻢ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑ ٍﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻲ َ ً وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻼل ،ﻋﲆ اﻟﻄﺮق اﻟﻬﺎدﺋﺔ .وﻗﺪ اﻟﺪراﺟﺔ ﺑﻤﻔﺮده، وﻓﺎﺗﻪ .ﻛﺎن داﺋﻤً ﺎ ﻳﺮﻛﺐ ﺻﺪﻣَ ﺘﻪ ﺳﻴﺎر ٌة ﺗﺴري ﰲ اﻻﺗﺠﺎه اﻵﺧﺮ .وﻟﺬا ،ﻧﻌﻢ ،ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ﰲ رواﻳﺔ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي« .إذا أراد َ أﺳﻬﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن .ﺳﻴﺒﺪو اﻷﻣﺮ اﻟﺪراﺟﺔ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻣﻦ أﺣﺪُﻫﻢ ﻗﺘﻠﻪ ،ﻓﺈن دﻫﺴﻪ أﺛﻨﺎء رﻛﻮﺑﻪ ِ َ ٌ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻦ ﻳﺒﺪ َو ﺑﺎﻟﴬورة ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ«. وﻛﺄﻧﻪ ﺣﺎدث ،ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺣﺎدث ﻓ ﱠﺮ ﻣﻨﻪ ِ أﺧﱪت رﺋﻴﺴﻚ ﺑﻜﻞ ﻫﺬا؟« »ﻫﻞ ُ ﻃﺮﺣﺖ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻷول ﻣﺮة ،أﺧﱪﺗُﻪ ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ،وﻣﺪى »ﻟﻴﺲ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ َ ُ أردت ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺠﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ اﻟﻄﻴﻮر ،وﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ ﰲ ﻛﻮﻧﻴﺘﻴﻜﺖ ،وﻛﻴﻒ أﻳﻀﺎ ً أﺧﻄﺄت ﰲ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﻫﻨﺎك ً ُ ﺻﻠﺔ ﺑﻮﻓﺎة واﻟﺪي ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﺣني ﻳﻨﺨﺪع ﺑﺬﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﻗﻴﻞ ﱄ إﻧﻨﻲ ﻣُﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﴍة اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ،وإﻧﻪ ﺳﻴُﺴ ﱢﻠﻢ اﻷﻣ َﺮ إﱃ ﻋﻤﻼء آﺧﺮﻳﻦ إذا رأوا ذﻟﻚ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ .ﻛﻨﺖ ﰲ إﺟﺎز ٍة اﻷﺳﺒﻮ َع املﺎﴈ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﺠﻮﺑﺘُﻚ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ذﻫﺒﻨﺎ إﱃ روﻛﻼﻧﺪ .اﺗﺼﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻄﺐ اﻟﴩﻋﻲ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻲ ً ٌ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳُﻬﺎﺗﻔﻨﻲ ﻣﺒﺎﴍ ًة ،وﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ُﻛﺸﻒ أﻣﺮي ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ أوﻗﻔﻮﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ .إذا ﻋﻠﻤﻮا أﻧﻨﻲ ﻫﻨﺎ اﻵن ،ﻓﺴﺄُﻃﺮ ُد ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. »إذن ملﺎذا ِ أﻧﺖ ﻫﻨﺎ؟« ﻗﺎﻟﺖ» :أﻇﻦ …« ﺛﻢ ﱠ ُ ﺷﻌﺮت ﺑﺄﻧﻲ ﻣَ ﺪﻳﻨﺔ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ورﺑﻤﺎ ﺗﻮﻗ َﻔﺖ» .أﻇﻦ أﻧﻨﻲ ﻷﺣﺬﱢرك ً أﻳﻀﺎ .إﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ .أﻧﺖ ﻣﺸﺘﺒَ ٌﻪ ﺑﻚ«. »ﻻ ﺑﺪ أﻧﻚِ ﺗﻈﻨني أﻧﻨﻲ ﻣﺸﺘﺒ ٌﻪ ﻓﻴﻪ ً أﻳﻀﺎ«. َ ﻗﺘﻠﺖ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﰲ ﻣني ،أو ﺑﻴﻞ »ﻟﻢ أﻋُ ﺪ أﻋﺮف ﻣﺎذا أﻇﻦ ﺑﻌﺪ اﻵن .ﻫﻞ أﻇﻦ أﻧﻚ ﻣﺎﻧﺴﻮ ،أو روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن أو إﻳﺜﺎن ﺑريد؟ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ ٍّ ﺣﻘﺎ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻣﺠﺮد ﺷﻌﻮر .أﻋﻠﻢ َ ﱠ أﺗﻮﺻﻞ إﱃ ﻧﻈﺮﻳﺔ ،وأﻧﺎ أﻋﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺒﺪو اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ .إذا ﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ أن أﻧﻚ ﻻ ﺗﺨﱪﻧﻲ 169 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ َ ً ﺷﺨﺼﺎ ﺑﺄن ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﺈرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ،ورﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ أﻗﻨﻌﺖ ﺳﺨﻴﻔﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻚ رﺑﻤﺎ ﺑﻮاﻟﺪي ،واﻵن ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ … أﻳٍّﺎ ﻣَ ﻦ ﻛﺎن …« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺗﺸﺎرﱄ ،أﺗﺬﻛﺮﻳﻦ؟« ُ أردت اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻣﻌﻚ ،وﻗﺪ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ .ﻻ ﳾءَ »ﺻﺤﻴﺢ ،ﺗﺸﺎرﱄ .اﻧﻈﺮ ،أﻧﺎ ﻟﻢ أﻧَﻢ ﻣﻨﺬ أﻳﺎم. ﻳﺴﻌﻨﻲ ﻓِ ﻌﻠﻪ ﺑﺸﺄن ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﻟﻴﺲ إذا ُ آﺧﺮ َ ﻛﻨﺖ أرﻏﺐ ﰲ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻌﻤﲇ .ﻫﻼ ﺗﺒﻘﻲ ﴎا؟« ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء ٍّ »ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ«. ً رﺷﻔﺔ ﻣﻦ ِﺟﻌﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺣﺘﻰ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎﻋﻬﺎ» .وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎو َﻟﺖ ﻟﻚ أيﱡ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻮﻓﺎة واﻟﺪي …« »ﻟﻢ أﻓﻌﻞ«. »وﻟﻜﻦ إن ﻛﻨﺖ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ … ﻓﻠﺘﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻻ أﺣ َﺪ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻷرض ﻗﺪ ﺣﺰن ﻋﲆ ﻣﻘﺘﻠﻪ«. َ ﻧﻬﻀﺖ ﻓﺠﺄ ًة وﻗﺪ اﺻﻄﺪﻣَ ﺖ ﻓﺨﺬاﻫﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﻨﻨﺎ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ِ أﻧﺖ ﺑﺨري؟« »أﻧﺎ ﺑﺨري .إﻧﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﻨﻬَ ﻜﺔ«. »ﻣﺎذا ﺳﺘﻔﻌﻠني اﻵن؟« »ﺳﺄذﻫﺐُ إﱃ املﻨﺰل ،وﺳﺄﺣﺎول أن أﻧﴗ ﻛ ﱠﻞ ﻫﺬا«. َ ً اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﲆ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ﱄ أن أﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ املﺒﻴﺖ راﻓﻘﺘُﻬﺎ إﱃ ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ، ﻗﺮرت ﱠ ُ أن ﻫﺬه ﻓﻜﺮ ٌة ﺳﻴﺌﺔ ﻟﻌﺪة أﺳﺒﺎب .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ أرﻳﻜﺘﻲ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ً ﺻﺎدﻗﺔ ﻣﻌﻲ ،وﻟﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘُﻘﺒﻞ .وﻟﻢ أﻛﻦ ﻋﻦ ﻧﻔﴘ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ أﻧﻨﻲ أرﻳﺪﻫﺎ ﻫﻨﺎك .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻛﻦ ﻣﻘﺘﻨﻌً ﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺻﺎدﻗﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ اﻵن. ً وﻗﻔﻨﺎ ﰲ ﻣﻬﺐ اﻟﺮﻳﺢ اﻟﺼﺎﻓﺮ ِة ﻟﺤﻈﺔ ،ﻋﻨﺪ ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ اﻹﻛﻮﻳﻨﻮﻛﺲ ،اﻟﻮاﻗﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻓﻨﺪق »ذا ﻓﻼت أوف ذا ﻫﻴﻞ« .ﺑﺪأت ﺟﻮﻳﻦ ﺗﺮﺗﺠﻒ .ﻗﺎﻟﺖ» :أﻣَ ﺎ َ زﻟﺖ ﺗُﻌﻴﺪ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺐ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﻛﻨﺖ أﻗﺮأ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي««. ً أﻫﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻤﺎﻣً ﺎ«. »ﻓﺠﺄة ،ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﻌُ ﻨﻮان ُ ﺿﺤﻜﺖ» .إﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ«. »أيﱡ أﻓﻜﺎر ﺟﺪﻳﺪة؟« »ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ؟« »ﻣﻦ أي ﳾء«. 170 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﴩون »ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ إﺧﺒﺎرك ﺑﴚءٍ ﻟﻦ ﺗُﺨﱪي أﺣﺪًا ﺑﻪ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻚ ذﻟﻚ؟« »ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ املﻔﱰض ﺣﺘﻰ أن أﻛﻮن ﻫﻨﺎ ﻷﺗﺤﺪﱠث ﻣﻌﻚ؛ وﻟﺬا ،أﺟﻞ ،ﻻ ﺗﻘﻠﻖ ﺑﺸﺄن ذﻟﻚ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ .إﻧﻪ ﻣﺠﺮد اﺳ ٍﻢ ﻇﻬ َﺮ ﻓﺠﺄة .ﻟﻦ أﻗﻮل ﻛﻴﻒ .وﻟﻜﻦ إذا ﺣﺪث ﱄ أيﱡ ﳾءٍ، ﺷﺨﺺ اﺳﻤﻪ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ«. ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗُﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﻋﲆ ٍ أﻋﺎدت اﻻﺳﻢ ﻋﲆ ﻣﺴﻤﻌﻲ ،وﺗﻬﺠﱠ ﻴﺘُﻪ ﻟﻬﺎ. »ﻣَ ﻦ ﻳﻜﻮن؟« »أﺳﺘﺎذ ﻟﻐﺔ إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ .إﻧﻪ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻻ ﳾء ،ﻟﻜﻦ …« ﻗﺎﻟﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ .ﻟﻨﺄﻣُﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام ،وأﻻ أﺿﻄ ﱠﺮ إﱃ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﺳﻤﻪ«. ودﱠع ُ ﺑﻌﻀﻨﺎ ً ﺑﻌﻀﺎ ،وﻟﻢ ﻳُﺒﺎدر أيﱞ ﻣﻨﺎ ﺑﺎملﺼﺎﻓﺤﺔ أو اﻟﻌﻨﺎق .ﺛﻢ ﻋُ ُ ﺪت إﱃ ﺷﻘﺘﻲ ﺳريًا ﻋﲆ اﻷﻗﺪام ،وأﻧﺎ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﻛﻞ ﳾءٍ ﻗﻠﻨﺎه ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻌً ﺎ. ﻛﻨﺖ ﰲ املﻨﺰل ﻣﻨﺬ ﻋﴩﻳﻦ دﻗﻴﻘﺔ ،ﻣﺴﺘﻴﻘ ً ﻈﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓ ﱠﻜ ُ ُ ﺮت ﰲ املﻐﺎدرة ﻣﺮ ًة ُ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ ﻋُ ﻨﻮاﻧﻪ أﺧﺮى ،واﻟﻘﻴﺎدة إﱃ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ،وﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ. ُ ْ وﺟﺪت ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ دﻟﻴﻞ »اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺒﻴﻀﺎء« اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ،ﺛﻢ ٍ ﻣﺴﻜﻦ ﻷﴎة واﺣﺪة ﰲ ﺿﻮاﺣﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻋﻘﺎرﻳﺔ .ﻛﺎن ﻳُﻘﻴﻢ ﰲ ﰲ زﻳﻠﻠﻮ ،وﻫﻮ ﻣﻜﺎ ٌن ﻳﻨﴩ ٍ ُ ُ وﻃﺮﻗﻪ .إذا ﻛﺎن اﻟﻮﻗﻮف أﻣﺎم ﺑﺎﺑﻪ ﺣﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ،ﰲ ﱟ ُ وﺷﻌﺮت ﺑﻤﺎ ﻳﺆ ﱢﻛﺪ أﻧﻪ ﻫﻮ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﻓﻌﻨﺪﺋ ٍﺬ ﺳﻴﻌﺮﻓﻨﻲ ﺑﻤﺠﺮد رؤﻳﺘﻲ .رﺑﻤﺎ ﻧﻴﻚ ﻫﻮ ﺗﺸﺎرﱄ، ُ ُ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﻣﻌﻪ ﻓﺤﺴﺐ ،وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪه ،وأﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺘﻮﻗﻒ .ﻟﻜﻦ إذا ﻣﻨﺰﻟﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻳﺪري ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺳﻴﺘﴫف .ﻣَ ﻦ ﻳﺪري إن ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺟﺪه ﺑﻤﻔﺮده ﺣﺘﻰ. ُ ﻗﺮرت أن أﻗﻮ َد إﱃ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ،ﺣﻴﺚ أراﻗﺐ ﻣﻨﺰﻟﻪ ،أراﻗﺒﻪ ﻣﺪ ًة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ .ﻗﺪ ﻳﻔﻴﺪﻧﻲ ذﻟﻚ. 171 اﻟﻔﺼﻞ اﳊﺎدي واﻟﻌﴩون ُ ﰲ ٍ ذﻫﺒﺖ إﱃ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ،وﻗﺒﻞ أن أﺗﻮﺟﱠ ﻪ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ إﱃ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ، اﻟﻘﺒﻮ ْ ﱠ املﺨﺼ ِﺺ ﻟﻪ ﻟﻴﺤﻴﱢﻴﻨﻲ ،وﻫﻮ ﻳﺴري ﺑﺠُ ﺮأة، اﻟﺒﺎب ﻋﱪ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« .ﺧﺮج ﻧريو ﻣﻦ ِ ِ ُ ُ ﺳﺄﻟﺖ ﻧﻔﴘ وﺣﻜﻜﺖ ﺗﺤﺖ ذﻗﻨﻪ .ﻟﻘﺪ ذراﻋﻲ، ورأﺳﻪ ﻣﺮﻓﻮع .ﺣﻤﻠﺘُﻪ ورﺣﺖ أُﻫﺪﻫِ ﺪُه ﺑني ﱠ ُ أﻋﺮف إن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ إن ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ إﻧﻘﺎذه ،وأﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ .ﻻ ٌ ُ واﻟﺘﻘﻄﺖ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺳﻌﺎدة اﻟﺤﻴﻮان ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﺣﻴﺎﺗَﻪ ﰲ املﺘﺠﺮ .أﻧﺰﻟﺘُﻪ، إﺣﺪى ﺷﻌﺮاﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻔﻲ اﻟﺼﻮف .ﺗُﺮى ،ﻫﻞ ﺟﻤﻌﻮا َﺷﻌﺮه ﻣﻦ ﻣﻨﺰل ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﰲ ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﺣﺎدث ﻣﻘﺘﻠﻪ؟ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﺳﻴﻌﺘﱪون اﻷﻣﺮ ﻣﻬﻤٍّ ﺎ أم ﻏري ذي ﺻﻠﺔ؟ ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﺮف ٍّ ﺣﻘﺎ. ُ ُ ﺧﺮﺟﺖ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻼﺣﻈﺔ ،ﻣﻊ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻟﻘﻴﺎ ُم ﺑﻬﺎ ﻹﻳﻤﻴﲇ وﺑﺮاﻧﺪون ،ﺛﻢ ﻣﺠ ﱠﺪدًا إﱃ أﺟﻮاء اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺒﺎرد. ُ أﺻﺒﺤﺖ ﰲ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ﺑﻌﺪ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﻘﻠﻴﻞ ،ﻛﻨﺖ أﺗﺴ ﱠﻜﻊ ﻋﲆ ﻃﻮل اﻟﺮﺻﻴﻒ ٍ ﺳﻘﻒ ﻣﻨﺤﺪر. املﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ،وﻫﻮ ﻣﻨﺰ ٌل ﺻﻐري ﻣﺮﺑﻊ ذو ُ ٌ ﻻﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ .ﻛﺎن ﺷﺎرع ﻛﻮرﻧﻴﻨﺞ ﺳﻜﻨﻴٍّﺎ وﺷﻌﺮت ﺑﺄﻧﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ، ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،وﻛﺎن ﻟﺠﻤﻴﻊ املﻨﺎزل ﻣﻤ ﱠﺮ ُ ٍ ﺳﻴﺎرات .وﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﺴﻴﺎر َة اﻟﻮﺣﻴﺪ َة ات ﱢ املﺘﻮﻗﻔﺔ ﺑﻤﺤﺎذاة اﻟﺮﺻﻴﻒ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﺘﺠ ٌﺮ ﻋﲆ اﻟﻨﺎﺻﻴﺔ ﺑﺎﻟﺨﻠﻒ ﻳﺒﻌُ ﺪ ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺔ ﻳﺎردة. ﱠ ُ ُ وﺗﻮﻗ ُ ُ زاوﻳﺔ رؤﻳﺔ ملﻨﺰل ﺑﺮوﻳﺖ، ﻔﺖ أﻣﺎﻣﻪ، اﺳﺘﺪرت وأﻃﻔﺄت ﻣﺤ ﱢﺮك ﺳﻴﺎرﺗﻲ .ﻻ ﻳﺰال ﻟﺪيﱠ ﻛﻨﺖ ﻋﲆ ْ ﺷﺨﺺ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺟﻠﻮﳼ ﰲ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﻘﻮل إﻧﻨﻲ ُ وﺷﻚ وإذا ﺗﺴﺎءل أيﱡ ٍ اﻟﺪﺧﻮل إﱃ املﺘﺠﺮ. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ً ُ رﻗﻌﺔ ﺻﻐرية ﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﺴﻔﲇ اﻷﻳﻤﻦ وﻣﺴﺤﺖ ﺑﺪأ اﻟﺒﺨﺎر ﻳﺘﻜﺎﺛﻒ داﺧﻞ ﺳﻴﺎرﺗﻲ، ُ أﺧﺬت ﻣﻦ اﻟﺰﺟﺎج اﻷﻣﺎﻣﻲ ﺣﺘﻰ أﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪة املﻨﺰل ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺟﻠﺲ ﻣﺮﺗﺨﻴًﺎ ﰲ ﻣﻘﻌﺪي. ﱢ ٍ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﰲ ﻣﻤﺮ ﺳﻴﺎرﺗﻪ رﺷﻔﺎت ﺻﻐري ًة ﻣﻦ ﻗﻬﻮﺗﻲ املﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﱰﻣﺲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺳﻴﺎر ٌة — ﺳﻴﺎرة رﻳﺎﺿﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ ﻃﺮاز ﺑﻮرش — ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﴬورة أﻧﻪ ﻻ ﻳﺰال ﰲ ﺑﻨﺎﻳﺎت ﻓﻘﻂ .إذا ﻛﺎن ﻳُﺪ ﱢرس ٍّ ٍ ﺻﻔﺎ ﺻﺒﺎﺣﻴٍّﺎ، املﻨﺰل .ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ،ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺴري ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ إﱃ ﻫﻨﺎك. َ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺘﺐ ﰲ ذﻫﻨﻲ ،راﺑ ً ﻄﺎ إﻳﺎﻫﺎ ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ. وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻨﺘﻈ ًﺮا ،رﺣﺖ أراﺟ ُﻊ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ إﺣﺪاﻫﺎ ،ﱠ ﻗﺘﻞ ﻣﻮﺻﻮﻓﺔ ﰲ أرﺑﻌﺔ ﻓﺈن ﺗﺸﺎرﱄ ﻗﺪ ارﺗﻜﺐ ﺟﺮاﺋﻢ ٍ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ،رﺑﻤﺎ ﺧﻤﺴﺔ .اﻷوﱃ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻲ ،إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ وﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻣﻦ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« .ﺛﻢ أﻋﺎد ﺗﺸﺎرﱄ إﻧﺸﺎء اﻟﺤﺒﻜﺔ ً اﻟﻨﺎس أﺳﻤﺎءَ اﻟﻄﻴﻮر .أﻣﺎ ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ ،ﻓﻘﺪ ﻣﺴﺘﺒﺪﻻ ﺑﺄﺳﻤﺎء ﻣﻦ رواﻳﺔ »ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ«، ِ ُ ُ ُﻗﺘﻞ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻓﻜﺮة »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« .ﻗﺘﻠﺖ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺘﻠﺖ ُ زوﺟﺔ اﻟﻜﺎﺗﺐ املﴪﺣﻲ ﰲ رواﻳﺔ »ﻣﺼﻴﺪة املﻮت« .وﻫﻞ ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺳﺘﻴﻔﻦ ﺑﻬﺎ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن ﻗﺪ ُﻗﺘﻞ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﰲ رواﻳﺔ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴪي«؟ ﻛﻴﻒ ﻋ َﺮف ﺗﺸﺎرﱄ ﺣﺘﻰ ﺑﺄﻣﺮ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن؟ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻗﺪ ﻋ َﺮف .ﻛﺎن ﻳﻌﺮف ﻋﻨﻲ وﻋﻦ زوﺟﺘﻲ .ﻛﻢ ﻛﺎن ﻣﻦ ُ اﻛﺘﺸﺎف ﱠ ٍ ﻣﺪرﺳﺔ إﻋﺪادﻳﺔ ﺣﻴﺚ اﺗﱡﻬﻢ ﻣﻌﻠ ٌﻢ ﺑﺴﻠﻮكٍ أن ﻛﻠري ﻣﺎﻟﻮري ﻗﺪ ذﻫﺒَﺖ إﱃ اﻟﺼﻌﺐ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ .ﻫﻜﺬا ﱠ ً ﻳﺘﺒﻘﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻛﺘﺐ ﻏري ﻻﺋﻖ ﻣﻊ ﻃﻼﺑﻪ .ﻛﺎن أﻣ ًﺮا ﻏري وارد ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﺛﻼث ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ» .ﻟﻐﺰ املﻨﺰل اﻷﺣﻤﺮ«» ،ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« ،و»ا ُمل ْﻐ ِﺮق« .ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻲ ،واﺣﺪة ُ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ. ﺷﻜﻜﺖ ﰲ ذﻟﻚ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻗﺪ ﺣﺪﺛَﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرة ،وﺗﻤ ﱠ ُ ﻄ ُ ُ دﺧﻠﺖ ﻣﺘﺠ َﺮ اﻟﺒﻘﺎﻟﺔ. ﻴﺖ ،ﺛﻢ ﰲ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﴩة ﻛﺎن واﺣﺪًا ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﻊ اﻟﺤﻠﻴﺐ وﻣﻮاد اﻟﺒﻘﺎﻟﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻣﻮﺟﻮ ٌد ﻓﻘﻂ َ ُ وزﺟﺎﺟﺔ ﻣﻴﺎه ﻣُﻐﱪﱠة ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ املﻮﺟﻮد اﺷﱰﻳﺖ ﺟﺮاﻧﻮﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺬاﻛﺮ اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ واﻟﺴﺠﺎﺋﺮ. ً ُ ُ رأﻳﺖ اﻣﺮأة ﺷﺎﺑﺔ ﺗﺮﺗﺪي ودﻓﻌﺖ ﻧﻘﺪًا .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﺋﺪًا ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺳﻴﺎرﺗﻲ، ﺧﻠﻒ دُرج اﻟﻨﻘﻮد اﻟﺠﻴﻨﺰ وﺣﺬاءً ﺑﺮﻗﺒ ٍﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﺼﻞ إﱃ اﻟﺮﻛﺒﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﺎب اﻷﻣﺎﻣﻲ ملﻨﺰل ﺑﺮوﻳﺖ .ﺿﻐﻄﺖ ﻋﺪت إﱃ ﻣﻘﻌﺪ اﻟﺴﺎﺋﻖ .ﻣ ﱠﺮ ُ ُ رت ﻳﺪي ْ ﻋﱪ زﺟﺎج اﻟﺴﻴﺎرة اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﻋﲆ ﺟﺮس اﻟﺒﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻟﺪاﺧﻞ ﻷراﻗﺐ املﺮأ َة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ،وﻫﻲ ﺗﻬﺘﺰ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻋﲆ ﻛﻌﺒﻴﻬﺎ .ﻗ َﺮﻋَ ﺖ اﻟﺠﺮس ﻣﺮ ًة أﺧﺮى، ﺛﻢ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟ ﱠ ﻋﱪ أﺣﺪ اﻷﻟﻮاح اﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ املﺴﺘﻄﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺒ ﱢ ﻄ ْﺮق ،ﺛﻢ ﻧﻈ َﺮت ْ ﻄﻦ ﺟﺎﻧﺐَ اﻟﺒﺎب. ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،اﺳﺘﺴﻠﻤَ ﺖ وﻧﻈ َﺮت إﱃ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ ،ﺛﻢ اﺳﺘﺪارت ﻋﺎﺋﺪ ًة إﱃ اﻟﺸﺎرع. 174 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﴩون ُ ُ ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻬﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ، وﺑﺪأت أﺗﺒﻌﻬﺎ. ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرة ﻓﺴﺘﺠﺪه ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،وإذا ﺗﺒﻌﺘُﻬﺎ ،ﻓﺴﺄﺟﺪه ً أﻳﻀﺎ. ُﻮﺷ ً ﴎ ُ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﴚ ﺑﴪﻋﺔ ،ﻣ ِ ﻋﺖ ُﺧﻄﺎي .وﰲ ﺣني ﻵﺧﺮ؛ وﻟﺬا ﱠ ﻜﺔ ﻋﲆ اﻟﺮﻛﺾ ﻣﻦ ٍ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﺎرع ﻣﻨﺰل ﺑﺮوﻳﺖ ،اﺳﺘﺪارت ﻳﺴﺎ ًرا ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻠﻮﺳﻴﺴﱰ ،ﻣﺘﺴ ﱢﻠﻘﺔ ٍّ ﺗﻼ ﻗﺼريًا ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ،ودﺧ َﻠﺖ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﺒﻨًﻰ ﻣﻦ ﻃﺎﺑﻘني ﻣﻦ اﻟﻘِ ﺮﻣﻴﺪ ﻋﲆ ﺣﺎﻓﺔ ﻗﺎﻋﺔ ﺑﺮوﻛﱰُ .ﻫ ِﺮ ُ ِ ﻋﺖ إﱃ اﻷﺑﻮاب اﻟﺤﺮم اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻻﻓﺘﺔ ﻓﻮق املﻈﻠﺔ ﺗﺸري إﱃ ً ُ ﻣﺤﺎوﻻ اﻹﻣﺴﺎ َك ﺑﺨﻴﺎل املﺮأة ﻃﺮاز َردﻫﺔ، ﻣﺪﺧﻞ ﻋﲆ واﻧﺪﻓﻌﺖ إﱃ اﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ املﺰدوﺟﺔ، ٍ ِ ﻣﻠﺘﺢ املﺘﻘﻬﻘﺮة ،وﻛﺎن وﻗ ُﻊ ﺣﺬاﺋﻬﺎ ﻳُﺴﻤﻊ ﻋﲆ ﻃﻮل ﻗﺎﻋﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ إﱃ اﻟﻴﺴﺎر .ﻧﻈﺮ إﱄ ﱠ رﺟ ٌﻞ ٍ َ ُ ُ ٍ وأوﻣﺄت إﻟﻴﻪ ﺑﺮأﳼ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ رأﻳﺘُﻪ ﻣﺌﺎت املﺮات، واﺑﺘﺴﻤﺖ اﺳﺘﻌﻼﻣﺎت، ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺐ ُ ﺗﺒﻌﺖ املﺮأة ﰲ اﻟ ﱠﺮدﻫﺔ املﻀﺎءة ﺑﺎﻟﻔﻠﻮرﻳﺴﻨﺖ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺪﻓﻊ ْ ﻋﱪ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﲆ اﻟﻴﺴﺎر. ﺛﻢ ٌ ﻻﻓﺘﺔ ﺻﻐرية أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ »١ج« ،ورﺣﺖ أﻣﻌ ُﻦ اﻟﻨﻈ َﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺎﻓﺬة أﺧﱪﺗﻨﻲ ﱡ ُ اﻟﺼﻒ اﻟﺨﻠﻔﻲ املﻨﺤﻨﻲ اﺳﺘﻄﻌﺖ رؤﻳﺘﻪ ﻫﻮ داﺧﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﺟﺎج املﻘﻮﱠى ﺑﺎﻷﺳﻼك .ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ُ اﻧﺪﻓﻌﺖ ﻣﻦ ملﻘﺎﻋ َﺪ ﻣﻦ ﻃﺮاز ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻻﺳﺘﺎد ،ﻧﺤﻮ اﺛﻨﻲ ﻋﴩ ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻨﺘﴩﻳﻦ ﻋﲆ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﻢ. ُ ودﻟﻔﺖ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻣﺘﺨﺬًا ﻟﻨﻔﴘ ﻣﻘﻌﺪًا ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺼﻒ اﻟﺨﻠﻔﻲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺮﻓﺔ ﺧﻼل اﻟﺒﺎب ﻛﺒرية ﻣﻨﺤﺪرة ﻧﺤﻮ اﻷﻣﺎم .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﱠﺴﻊ ﻟﻨﺤﻮ ﻣﺎﺋﺔ ﻃﺎﻟﺐ ،وﻗﺪ ﺧﻤﱠ ُ ﻨﺖ أن ٦٠ﺑﺎملﺎﺋﺔ ﻣﻦ املﻘﺎﻋﺪ ﻗﺪ ُﺷﻐﻠﺖ .ﻛﺎﻧﺖ املﺮأة اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ أﺗﺒﻌﻬﺎ ﻗﺪ ﺧﻠﻌﺖ ﺳﱰﺗﻬﺎ اﻟﺴﻮداء وﻗﺒﱠﻌﺘﻬﺎ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﻘﻒ اﻵن ﰲ ﺻﺪارة اﻟﻐﺮﻓﺔ وﺗﺒﺪو ﻣﺘﻮﺗﱢﺮة. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮن اﻷﺳﺘﺎذ ﺑﺮوﻳﺖ ﻗﺎد ًرا ﻋﲆ ﺣﻀﻮر ﻓﺼﻞ اﻟﻴﻮم .ﺳﺄﻛﻮن ﻫﻨﺎ َ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮد أي أﺳﺌﻠﺔ ﻟﺪى أيﱟ ﻣﻨﻜﻢ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻮا ﺧﻼف ذﻟﻚ، ﻓﺈن ﻓﺼﻞ ﺻﺒﺎح اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻘ ﱠﺮر ،ﻛﻤﺎ أن واﺟﺐ اﻟﻘﺮاءة ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻢ ﱠ ﻳﺘﻐري«. ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ إﻋﻼﻧﻬﺎ ،ﺑﺪأ ﺟﻤﻴ ُﻊ اﻟﻄﻼب ﻳﺪﺧﻠﻮن أﺟﻬﺰ َة اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ املﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ َ ﻧﻬﻀﺖ ً ُ ُ وﻏﺎدرت اﻟﻐﺮﻓﺔ أﻳﻀﺎ ﻣﻌﺎﻃﻔﻬﻢ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى. ﺑﻬﻢ ﰲ ﺣﻘﺎﺋﺐ ﻇﻬﻮرﻫﻢ ،وﻳﺮﺗﺪون ُ أﻣﻞ أن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻆ وﺟﻮدي. ﴎﻳﻌً ﺎ، ﴎت ﻋﺎﺋﺪًا إﱃ أﺳﻔﻞ املﺪﺧﻞ ،ﺛﻢ إﱃ اﻟﺨﺎرج ،ﻋﲆ ِ ﺗﺠﻮ ُ ﺑﻠﻮن رﻣﺎدي ﻏﺎﻣﻖ ﺗﺤﺖ ﱠﻟﺖ ﰲ اﺗﺠﺎه ﻣﻘﻌ ٍﺪ ذي إﻃﻼﻟﺔ ﻋﲆ املﺤﻴﻂ اﻷﻃﻠﴘ ،اﻟﺬي ﺗﻠﻮﱠن ٍ ً ً ُ ﻣﻨﻌﻄﻔﺎ ﺑﺠﺴﺪي ﺑﺰاوﻳﺔ ﺑﺤﻴﺚ أﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ رؤﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ، ﺟﻠﺴﺖ ﺳﻤﺎءٍ ﺑﻠﻮن اﻟﺮﺻﺎص. ﱠ َ ٍ ﺧﺸﻴﺔ ﺑﴪﻋﺔ ﻳﺘﺪﻓﻘﻮن اﻵن إﱃ اﻟﺨﺎرج ،وﻳﺘﺤﺮﻛﻮن واﺟﻬﺔ ﻗﺎﻋﺔ ﺑﺮوﻛﺘﻮر ،ﻛﺎن اﻟﻄﻼب ﻇﻬﻮر أﺳﺘﺎذﻫﻢ ﻓﺠﺄة وﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ إﺟﺎزة اﻟﺼﺒﺎح. 175 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ﻳﺤﴬ ﺑﺮوﻳﺖ إﱃ ﻓﺼﻠﻪ ،وﻟﻢ ﻳﺮ ﱠد ﻋﲆ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺼﻴﺔ أو ﻛﺎن ﻣﺎ ﺣﺪث واﺿﺤً ﺎ .ﻟﻢ ِ ملﻌﺮﻓﺔ إن ﻛﺎن ﰲ املﻨﺰل املﻜﺎملﺎت ﻋﲆ ﻫﺎﺗﻔﻪ اﻟﺨﻠﻮي .ﺗﻮﺟﱠ ﻬَ ﺖ ﻣﺴﺎﻋِ ﺪﺗُﻪ إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻪ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻧﻮع ﻣﺎ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻫﺬا ﻣﺎ أم ﻻ .ﺗﻤ ﱠﻠﻜﻨﻲ ﺷﻌﻮ ٌر ﺳﻴﺊ ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺧﻤﺪﺗُﻪ .ﻛﺎن ﺑﺮوﻳﺖ ِﺳﻜريًا ﻣﻦ ٍ ُ أﺑﻠﻐﺖ ﺑﻪ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻧﺠﻮﻳﻦ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳُﻌﺎﻧﻲ آﺛﺎ َر ﱡ اﻟﺴ ْﻜﺮ .رﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ،وﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﺴﺎﻋِ ﺪﺗُﻪ ﻣﻦ إﻳﻘﺎﻇﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟ ﱠ ﻄﺮق ﻋﲆ ﺑﺎﺑﻪ. ُ ِ ملﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﺘﻔﻌﻠﻪ أﺑﻘﻴﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﲆ ﺑﺮوﻛﺘﻮر ﻫﻮل ،وﻗﺪ ﺗﻤ ﱠﻠ َﻜﻨﻲ اﻟﻔﻀﻮل ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﰲ ﻧﻔﴘ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻌﻮد إﱃ ﻣﻨﺰل ﺑﺮوﻳﺖ. ﻣﺴﺎﻋِ ﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎدرت املﺒﻨﻰ، َ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺪرس َ ُ ُ وﺑﺪأت ﻧﻬﻀﺖ ﻃﻮال ﻣﺪة اﻟﺼﻒ ا ُملﻠﻐﻰ. ﺛﻢ ﺗﺬ ﱠﻛﺮﺗُﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﺳﺘﻠﺰم أﺳري أﺳﻔ َﻞ اﻟﺘﻞ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺷﺎرع ﻣﻨﺰل ﺑﺮوﻳﺖ .ﻛﺎن ﺟﺴﺪي ﻳﺨﱪﻧﻲ ﺑﺄن أﻋﻮد إﱃ ﺳﻴﺎرﺗﻲ وأن أﻗﻮد ﻋﺎﺋﺪًا إﱃ املﻨﺰل .ﺣﺪث ﳾءٌ ﻣﺎ .وﺗﺒﺎدر إﱃ ذﻫﻨﻲ ٌ ٌ »ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ — ﻗﺪ ﻣﺎت ،ﺣﺘﻰ اﻷﺷﺠﺎر ﺗﻌﺮف ذﻟﻚ« — واﺳﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻲ ُﻫ ً ﻨﻴﻬﺔ ﻷﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺑﻴﺘًﺎ ُ اﻗﱰﺑﺖ ﻣﻦ ِﺷﻌﺮﻳٍّﺎ ﻵن ﺳﻴﻜﺴﺘﻮن ،ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪ ٍة ﻋﻦ وﻓﺎة أﺣﺪ واﻟﺪﻳﻬﺎ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻇﻦ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ﻣﻨﺰل ﺑﺮوﻳﺖ ،ﺗﻔﺤﱠ ُ أوراق ﺻﻒ اﻷﺷﺠﺎر ﻋﲆ اﻣﺘﺪاد ﺷﺎرع ﻛﻮرﻧﻴﻨﺞ .ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﻼ ﺼﺖ ٍ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،وﺑﺪَت ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺴﻤﺎء املﻈﻠﻤﺔ أﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد أﺷﻜﺎل ﺳﻮداء ،ﺧﺪوش ﻗﻠﻢ رﺻﺎص. ٌ ٌ »ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻣﺎت«. ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷوراق ﰲ ﻳﻮم ﺻﻴﻔﻲ .أﺟﻞ، ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﺨﻴﱡﻠﻬﺎ وﻫﻲ ُ ﻣﻌﺮﻓﺔ ذﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ. ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴًﺎ ُ ُ ﻋﱪت ﻣﻤ ﱠﺮ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺨﺎص ﺑﻪ ،ﻣﺮو ًرا ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ. وﺻﻠﺖ إﱃ ﻣﻨﺰل ﺑﺮوﻳﺖ، ﻋﻨﺪﻣﺎ َ ُ ٍ وﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎبَ اﻟﺨﺸﺒﻲ املﺆديَ إﱃ ﻓِ ﻨﺎء ﻣﻨﺰﻟﻪ اﻟﺨﻠﻔﻲ ا ُملﺴﻴﱠﺞ .ﺷﻐ َﻠﺖ ﻗﻔﺎزات ﻛﻨﺖ أرﺗﺪي اﻟﺜﻠﻮج اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﱠ اﻟﻬﺸﺔ املﱰاﻛﻤﺔ أرﺟﺎءَ اﻟﺴﺎﺣﺔ املﺮﺑﻌﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺷﻮاﻳﺔ ﻣﻐ ﱠ ﻄﺎة ﺑﻘﻤﺎش اﻟﻘﻨﺐ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﳾء آﺧﺮ .أوراق اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﻜﻨﺲ ،واﻟﺘﻲ اﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﺳﻮداءَ اﻵن ،ﻛﺎﻧﺖ ﱡ ﺗﺼﻄﻒ ﻋﲆ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎج اﻟﺒﻌﻴﺪ. ُ ٍ درﺟﺎت أوﺻ َﻠﺘﻨﻲ إﱃ ﻣﺼﻄﺒ ٍﺔ ﺻﻐرية وﺑﺎب ﺧﻠﻔﻲ .وﻣﻦ ﺧﻼل زﺟﺎج ﺻﻌﺪت ﺛﻼث اﻟﻨﺎﻓﺬة ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ﻣﻄﺒﺦ ﻳﻜﺴﻮ أرﺿﻴﺘَﻪ ﻣﺸﻤﱠ ﻊ ﻣُﺸﻄﺮجٌ .وﺧﻠﻔﻪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳُﺸﺒﻪ ﻨﺖ ﻣﻦ رؤﻳ ِﺔ ٍ ﻛﻨﺖ ﻋﲆ ْ ً َ ﻗﺖ ﻋﲆ اﻟﺰﺟﺎجُ . ﻣﻐﻠﻘﺎ ،وﻃ َﺮ ُ وﺷﻚ ﻏﺮﻓﺔ ﻃﻌﺎم ﻣﻊ ﻃﺎوﻟﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻛﺎن اﻟﺒﺎب ﱞ ُ ﺟﻠﺴﺖ ﺻﻒ ﻣﻦ أُﺻﺺ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ. اﺧﱰاق اﻟﻨﺎﻓﺬة ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺣﺖ أرﻓﻊ ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ ﺣﺪة .وأﺳﻔﻞ أﺻﻴﺺ ﺑﻪ ُ اﻟﻘﺮﻓﺼﺎء ،و ُر ُ ﻧﺒﺎت إﻛﻠﻴﻞ اﻟﺠﺒﻞ ﻛﺎن ﻳﺮﻗﺪ ُ أﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ ﺑني أﺻﺎﺑﻊ ﻗﻔﺎزي ،ﺛﻢ وﺿﻌﺘُﻪ ﰲ اﻟﺒﺎب اﻟﺨﻠﻔﻲ ،ﻓﺎﻧﻔﺘﺢ ﻣﻔﺘﺎحٌ ﻓِ ﴤ واﺣﺪ. ُ ُ ُ ُ ﴎت ْ اﻟﺒﺎبُ ﻋﱪ اﻧﺘﻈﺮت اﻟﺮد. ﺻﺤﺖ ﰲ املﻨﺰل اﻟﺨﺎﱄ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ« ،ﺛﻢ وأﺻﺒﺤﺖ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ. 176 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﴩون املﻄﺒﺦ املﺮﺗﱠﺐ إﱃ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم ﻣﺘﺒﺎﻃﺌًﺎ ،ﻣﻤﺎ ِ ﻟﻌﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﻜﻴﱡﻒ ﻣﻊ اﻷﺟﺰاء اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺳﻤﺢ ﱠ املﻌﺘِﻤﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﻗﺪ أُﺳ ِﺪ َﻟﺖ .ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﻟﻨﻈ ُﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺠﺮة اﻟﻄﻌﺎم إﱃ ً ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻫﻨﺎك ﻋﲆ أﺣ ِﺪ ﻃ َﺮ َﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺠﻠﻮس ﺑﺎملﻨﺰل ،ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ أرﻳﻜﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻛﺎن ﺑﺮوﻳﺖ اﻷرﻳﻜﺔ ،ﻗﺪَﻣﺎه ﻣﺴ ﱠ ﻄﺤﺘﺎن ﻋﲆ اﻷرض ،وﻳﺪاه ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺒَﻲ ﻓﺨِ ﺬَﻳﻪ ،ورأﺳﻪ ﻣﺎﺋ ٌﻞ ﻟﻠﺨﻠﻒ، ﻣﺴﺘﻠﻘﻴًﺎ ﻋﲆ وﺳﺎدة اﻷرﻳﻜﺔ .ﻛﺎن ﻣﻴﺘًﺎ .ﻋ َﺮ ُ ﻓﺖ ذﻟﻚ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ،ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺳﺎﻛﻨًﺎ، ً ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ورأﺳﻪ ﺑﻬﺬه اﻟﺰاوﻳﺔ ﻏري املﺮﻳﺤﺔ. ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ رﻗﺒﺘﻪ ً وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ُ ﺑﺎﻟﻘﺪر ِ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺎه ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺼﻌﻮﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮ ﺟﺴﺪه ،ﺻﻌﻘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ِ ِ أن ﺑﺮوﻳﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺸﺎرﱄ .ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻴﻘﻨًﺎ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻫﻮ ،وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻨﻲ ُ ﻛﻨﺖ ﻣﺨﻄﺌًﺎ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻋﲆ ﻣﺎ أﻇﻦ اﺣﺘﻤﺎ ٌل ﺿﺌﻴﻞ أن ﺑﺮوﻳﺖ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ٍّ ﺣﻘﺎ ،وأن اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﺗﺠﺎه ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺤﺘﴘ اﻟﴩاب ﺣﺘﻰ املﻮت .ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﻛﻨﺖ أﻋﺮف ﰲ ﻗﺮارة ﻧﻔﴘ أن ٍ ﺑﺨﻄﻮات ﻋﺪﻳﺪة. اﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ُﻗﺘﻞ ﺑﺮوﻳﺖ ﻋﲆ ﻳ ِﺪ ﺗﺸﺎرﱄ اﻟﺬي ﺳﺒﻘﻨﻲ ُ ُ ورأﻳﺖ اﻟﻘﻨﻴﻨﺔ ﻋﲆ اﻷرض راﺋﺤﺔ وﻳﺴﻜﻲ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪٍّا ﻣﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً ُ ﻋﻜﺴﺖ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻀﻮء املﻮﺟﻮد ﰲ ﻣﺎﺋﻠﺔ ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﺴﺠﺎدة اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ. اﻟﻐﺮﻓﺔ ،اﻟﺬي اﻧﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻛﺎﺑﻞ ﺳﻠﻜﻲ ﻳُﻐ ﱢﻠﻒ ﺷﻜﻠﻬﺎ املﺜﻠﺜﻲ .ﺗﻌ ﱠﺮ ُ ﻓﺖ ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ أﺳﺘﻄﻊ ﺗﺬ ﱡﻛﺮ اﺳﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً ِ أﻳﻀﺎ — ﻛﺎن وﻳﺴﻜﻲ اﺳﻜﺘﻠﻨﺪﻳٍّﺎ — ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ٌ اﻗﱰﺑﺖ ً ُ ُ وﻗﻔﺖ ﰲ إﻃﺎر ﻗﻠﻴﻼ ﺑﺤﻴﺚ راﺋﺤﺔ أﺧﺮى ،راﺋﺤﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت. َ ﱟ ُ ﺟﺎف أﺳﻔﻞ اﻟﺠﺰء اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﺳﱰة ﺑﺮوﻳﺖ. رؤﻳﺔ ﻗﻲءٍ اﺳﺘﻄﻌﺖ اﻟﺒﺎب .وﻣﻦ ﻫﻨﺎك ِ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻊ وﺟﻮد ﺟﺜﺔ ﺑﺮوﻳﺖ ﻫﻨﺎك؛ ﻧﻈ ًﺮا إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻦ أذﻫﺐ أﺑﻌ َﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ ُ أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﰲ اﻷرﺟﺎء .ﻻ ﻋﺠﺐَ ﰲ وﺟﻮد اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ رﻓﻮف اﻟﻜﺘﺐ .ﰲ إﺣﺪى اﻟﺰواﻳﺎ، ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺗﻠﻔﺰﻳﻮن ﻛﺒري ﺑﺸﺎﺷﺔ ﻣﺴ ﱠ ﻄﺤﺔ وﻣﺎ ﺑﺪا أﻧﻪ ﻧﻈﺎم اﺳﱰﻳﻮ ﻗﺪﻳﻢ .وﻋﲆ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﻓﻮق ٌ ﻣﻠﺼﻖ ﻣﴪﺣﻲ ﻛﺒري ﺑﺪاﺧﻞ إﻃﺎر ،ﻣﻌﻠﻨًﺎ ﻋﻦ إﻧﺘﺎج ﻣﴪﺣﻴﺔ »ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻷرﻳﻜﺔ ،ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ُ اﻟﺸﺘﺎء« ﻟﺸﻜﺴﺒري ،وﻗﺪ ﺗﻀﻤﱠ ﻦ رﺳﻤً ﺎ ﺗﺨﻄﻴﻄﻴٍّﺎ ﻟﺪبﱟ ﻋﲆ رأﺳﻪ ﺗﺎج .ﻻﺣﻈﺖ أﻧﻪ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ٍ ﻟﺨﻤﻮر ﰲ املﻨﺰل. ﻋﻼﻣﺎت أﺧﺮى اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ املﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﲆ اﻷرض أﻣﺎم اﻷرﻳﻜﺔ ،ﻟﻢ أ َر أيﱠ ٍ ﻧﻈﺮت ﺣﻮﱄ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ اﻟﺨﻤﻮر ً ُ ُ ِ أﻳﻀﺎ، ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم ،ﺛﻢ املﻄﺒﺦ. ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﺑﺒﻂءٍ إﱃ ﻓﺘﺤﺖ ﺛﻼﺟﺘﻪ .ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﱡ ُ ﺳﺖ ﻋﺒﻮات ﻟﻜﻦ ﻟﻢ أ َر أﻳٍّﺎ ﻣﻨﻬﺎ. َ ُ ٍ ﻣﴩوﺑﺎت أدرﻛﺖ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺠﻌﺔ ﻋﲆ اﻟﺮف اﻟﻌﻠﻮي ،وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻣﻦ ِ ً ُ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ إﻟﻘﺎءَ ﻧﻈﺮ ٍة أﻛﱪ ﺣﻮل أﻏﻠﻘﺖ ﺑﺎب اﻟﺜﻼﺟﺔ ﻛﺤﻮﻟﻴﺔ. املﻨﺰل ،أو إذا ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻐﺒﺎء اﻟﺒﻘﺎءُ ﻣﺪ ًة أﻃﻮل .ﻛﻨﺖ أﻋﺮف ﻣﺎ ﺣﺪث ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ 177 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻋﺎﻟﺠﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪُ .إﻧﻪ ﻛﺘﺎبُ »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« .ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺗُﻘﺘﻞ اﻣﺮأ ٌة َ ﻣﺪﻣﻦ ﻣﺪﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺨﺪرات ﺑﺠﺮﻋﺔ زاﺋﺪة ﻣﻨﻬﺎ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧﻪ ﺣﺎدث .ﻛﺎن ﺑﺮوﻳﺖ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﴩب ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،وﺟﻌﻠﻪ ﻧﺤﻮ واﺿﺢ ،ﻟﻜﻦ ﺗﺸﺎرﱄ ﺟﻌﻠﻪ ﻛﺤﻮل ﻣﺘﻌﺎﻓﻴًﺎ ﻋﲆ ٍ ً ﻛﻤﻴﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ .أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺟﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﴍب. ﻳﴩب ً َ ُ ُ دﻗﺎت ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺄﻗﴡ ﴎﻋﺔ. ﻧﻘﻴﻖ ﻣﺜﻞ اﻟﴫاﺻري ،وﺗﺴﺎرﻋَ ﺖ ﻣﻸت املﻄﺒﺦ ﻓﺠﺄة أﺻﻮات ٍ ُ ُ وﻧﻈﺮت ذﻫﺒﺖ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺎﺗﻒ ﺑﺮوﻳﺖ ،ﻳُﺸﺤﻦ ﺑﺠﻮار ﻣﺤﻤﺼﺔ اﻟﺨﺒﺰ ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ املﻄﺒﺦ. إﱃ اﻟﺸﺎﺷﺔ .ﻛﺎن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳُﻬﺎﺗﻔﻪ ﻳُﺪﻋﻰ ﺗﻤﺎرا ﺳﱰاﻫﻮﻓﺴﻜﻲ ،وﻗﺪ ﺧﻤﱠ ُ ﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﱠ ﺗﺘﻔﻘﺪه ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﺳﻴﻤ ﱡﺮ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﴩﻃﺔ ﻣﺴﺎﻋِ ﺪﺗَﻪ ﰲ اﻟﺘﺪرﻳﺲ، ﱡ ُ ﺑﺤﺜﺖ ﴎﻳﻌً ﺎ ﰲ أرﺟﺎء املﻨﺰل ﻣﺪ َة اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺘﻪ؟ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪيﱠ أيﱡ ﻓﻜﺮة. وﺗﻄﻠﺐ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ. ُ وذﻫﺒﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺎب اﻵﺧﺮ .ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﻳﺆدي إﱃ ِرواق ﻛﺎن ﻟﻠﻤﻄﺒﺦ ﺑﺎﺑﺎن، ﺧﻠﻔﻲ وﻧﺼﻒ ﺣﻤﱠ ﺎم وﻏﺮﻓﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘﺐَ ﺑﺮوﻳﺖ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﻜﺘﺐٌ ﻗﺎﺋﻢ ،وﻗﺪ وُﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﺴﺦ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻣﺤﻤﻮل ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ ،واملﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﻓﻮف ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﲇءٌ ٍ ُ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ زﻳﺎرﺗﻲ ملﻨﺰل ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري أن املﺆ ﱢﻟﻔني ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﲆ ﻋﺪدٍ ﻣﻦ »ﺳﻤﻜﺔ ﺻﻐرية«. إﺻﺪاراﺗﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻜﻤﻴﺔ املﻮﺟﻮدة ﻫﻨﺎَ . ﺷﻐ َﻠﺖ رواﻳﺔ »ﺳﻤﻜﺔ ﺻﻐرية« ﱠ ُ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن رﻓني ﻟﻠﻜﺘﺐ وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أﻛﻮا ٌم ﻋﲆ ﻃﻮل اﻷرض .ﺑﺪا أﻧﻬﺎ ﺑﺎملﺌﺎت. ً ﻧﺴﺨﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ ،رﺑﻤﺎ ﻟﺰﻳﺎدة املﺒﻴﻌﺎت .وﻣﻦ املﻜﺘﺐ ﺗﻮﺟﱠ ُ ٍ ﻗﺎﻋﺔ ﻬﺖ ﺑﴪﻋﺔ إﱃ ﻗﺪ اﺷﱰى ُ أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﻋﲆ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮم ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻣﺆدﻳﺔ إﱃ اﻟﺪ َرج .ﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﻌﻠﻮي ﻣﻦ ﻣَ ﻬ ِﺒﻂ اﻟﺪﱠرج ً ﻓﻮﺿﻮﻳﺔ ﻣﻦ أي ﻏﺮﻓﺔ ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﲇ .وﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﺑﻌﺜﺮ ًة .ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮوﻳﺖ ،ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜ َﺮ ُ َ ﻣﻼﺑﺲ ﻋﲆ اﻷرض ،وﴎﻳﺮ ﻏري ﻣﺮﺗﱠﺐ ،وﻣﻠﺼﻖ ﻣﴪﺣﻲ آﺧﺮ ﻣﺮﺳﻮم ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻛﻮﻣﺔ ﻫﻨﺎك ﺑﺪاﺧﻞ إﻃﺎر ﻋﲆ اﻟﺤﺎﺋﻂ .ﻛﺎن ﻫﺬه املﺮة ملﴪﺣﻴﺔ »اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﴩة« .ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ﻨﺖ ﻣﻦ إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮ ٍة أﻓﻀ َﻞ ﻋﲆ ﻫﺬا املﻠﺼﻖ .ﻛﺎن ﻣﻦ إﻧﺘﺎج ﻣﴪح ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ،وﻛﺎن ا ُملﺨﺮج ﻫﻮ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ .وﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎدرة ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ،أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﲆ أﻋﲆ ﻣﻜﺘﺒﻪ، ٌ ﻟﻘﻄﺎت ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﺗﻌ ﱠﺮﻓﺖ إﱃ ﺻﻮر ِة املﲇء ﺑﺼﻮر ﻣُﱪوَزة ،ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻧﺠﻮﻳﻦ ،وﻫﻲ ﺗﻘﻒ ﻣﻊ ﺑﺮوﻳﺖ أﻣﺎم ﻣﺎ ﺑﺪا وﻛﺄﻧﻪ ﺗﺮﻣﻴ ٌﻢ ملﴪح ﺟﻠﻮب ﰲ ﻟﻨﺪن. وأﻋﺪت املﻔﺘﺎحَ أﺳﻔﻞ أﺻﻴﺺ إﻛﻠﻴﻞ اﻟﺠﺒﻞ .ﺛﻢ ﻋُ ُ ُ ُ ﺪت إﱃ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺨﻠﻔﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ُ وﻗ ُ ﺪت ﻋﺎﺋﺪًا إﱃ املﻨﺰل ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ. 178 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﲏ واﻟﻌﴩون ﺒﺖ ﻟﺠﺮﻳﻤﺘَﻲ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﻟﻢ أﻋُ ﺪ إﱃ »دوﻛﱪج« ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ،٢٠١٠ﻋﻨﺪﻣﺎ رﺗﱠ ُ ﻛﻨﺖ ﺣﺎل ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ٍ ﻨﺖ ﻣﻦ اﻻﺗﺼﺎل أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ أﻧﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ زﻳﺎرة املﻮﻗﻊ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى اﻵن ،ﻓﻘﻂ ﰲ ِ ﺑﺘﺸﺎرﱄ .ﻋﲆ ﺣ ﱢﺪ ﻋﻠﻤﻲ ،ﻻ ﻳﺰال ﻟﺪيﱠ إﺷﺎر ٌة ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺑﺎملﻮﻗﻊ ﻋﲆ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ اﻟﻌﻤﻞ .ﻛﺎن اﻟﻮﻗﺖ وﴎت ﻣﻦ املﻨﺰل إﱃ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« .ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻃ َﺮ ُ ُ ﻓﺖ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﰲ ﺑﺪاﻳ ِﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬرية، ً ﺟﺎﻟﺴﺎ ﺑﻬﺪوء ﻋﲆ أرﻳﻜﺘﻪ ،ورأﺳﻪ ﻣﺎﺋ ٌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ رؤﻳﺔ ﺟﺴ ِﺪ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ اﻟﻬﺎﻣﺪ، ﱠ ﻳﺘﺪﱃ ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ. إﱃ اﻟﺨﻠﻒ ،وﻓﻤُﻪ َ ُ ُ وﺳﻤﻌﺖ اﻧﺪﻓﻌﺖ ﺧﻼل اﻟﺒﺎب .ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻤﻴﲇ وراء دُرج اﻟﻨﻘﻮد ﺗﺴﺠﱢ ﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻴﻊ، ﺑﺮاﻧﺪون ﻗﺒﻞ أن أراه .ﻗﺎل ﺑﺼﻮﺗﻪ اﻟﺠﻬﻮري» :اﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻫﻨﺎ« .ﻛﺎن ﺟﺎﺛﻤً ﺎ ﻋﲆ ً ﻟﻄﻠﺐ ْ ﻋﱪ ﻛﺘﺎب ﻣﺤﺎوﻻ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ اﻟﻌﺜﻮ َر ﻋﲆ ﻳﺴﺎري ،ﻳﺒﺤﺚ ﰲ أﺣﺪ اﻟﺮﻓﻮف اﻟﺴﻔﻠﻴﺔ، ٍ ٍ اﻹﻧﱰﻧﺖ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻓﻘﻂ ﻣﺪ ًة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ .آﺳﻒ ﻷﻧﻨﻲ ﺗﺮﻛﺘُﻜﻤﺎ ﺑﻤﻔﺮدﻛﻤﺎ ﻛﺜريًا ﻣﺆﺧ ًﺮا«. ٍ ﺑﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ﺟﻮن »ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﻣﻌﻚ؟« ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﺮاﻧﺪون وﻫﻮ ﻳﻘﻒ اﻵن ﻣﻤﺴ ًﻜﺎ ﻟﻮ ﻛﺎرﻳﻪ »اﻟﺠﺎﺳﻮس املﺴﺘﺠري ﻣﻦ اﻟﱪد«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﴫاﺣﺔ ،ﻟﻢ أﻛﻦ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام« .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺬﺑﺔ اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﻗﻔ َﺰت إﱃ رأﳼ. ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﻟﻢ .ﻻ أﻋﺮف ﺳﺒﺒﻪ«. »ﻓﻘﻂ ﻣﺘﻌﺐ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وأﺷﻌﺮ ٍ ﱠ ﻗﺎل ﺑﺮاﻧﺪون» :ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻻ ِ ﺳﻨﺘﻜﻔﻞ ﺗﺄت إﱃ ﻫﻨﺎ وﺗﻨﴩ اﻟﻌﺪوى ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن .إي وأﻧﺎ ﺑﺎﻷﻣﺮ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ،إي؟« ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ رأﻳﺖ إﻳﻤﻴﲇ ﺗﻨﻈﺮ ﻷﻋﲆ ﻣﻦ وراء املﻜﺘﺐ .ﻛﺎن اﻟﻌﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﺗﺴﺎﻋﺪه ﻟﻢ ﺗُ ِﺠﺐ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ً ِ أﺳﺘﻄﻊ ﺗﺬ ﱡﻛﺮ اﺳﻤﻪ ﺑﺘﺎﺗًﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻣﺪاوﻣً ﺎ ﻋﲆ ﴍاء ﻛ ﱢﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻤﻴﻼ ﺷﺒﻪ ﻣﻨﺘﻈﻢ ،ﻟﻢ ملﺎﻳﻜﻞ ﻛﻮﻧﻮﱄ ﻣﻦ ﻣﺘﺠﺮﻧﺎ ،وﻛﺎن ﻳﺘﱠﺠﻪ اﻵن ﻧﺤ َﻮ ﺑﺎب اﻟﺨﺮوج. رأﺳﺎ إﱃ املﻨﺰل ،أﻋﺪك«َ ، ُ وﺷﻘ ُ ُ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻤﻞ ﻷﻧﺠﺰه ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻲ ،ﺛﻢ ﺳﺄﻋﻮد ً ﻘﺖ ﻗﻠﺖ» :ﻟﺪيﱠ ﻃﺮﻳﻘﻲ إﱃ ﻫﻨﺎك ﺣني ﺑﺪأ ﺑﺮاﻧﺪون ﻳﺨﱪ إﻳﻤﻴﲇ ﻛﻴﻒ أُﺻﻴﺒﺖ واﻟﺪﺗﻪ ﻣﺮ ًة ﺑﻨﺰﻟﺔ ﺑﺮ ٍد ﻋﺎﻣً ﺎ ً ﻛﺎﻣﻼ. ٍّ ً ﻣﻠﺘﻔﺎ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ داﺋﺮة ،ﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺮﳼ ﻣﻜﺘﺒﻲ، ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﲆ ﻛﺎن ﻧريو ﱢ ُ ُ وﻓﺘﺤﺖ ﺟﻬﺎز اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ. ﺟﻠﺴﺖ دﺧﻠﺖ ،وﻣ ﱠﺪ ﻇﻬﺮه ،ﺛﻢ ﻗﻔﺰ ﻋﲆ اﻷرض. ُ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻓﺠﺄ ًة ﻣﻦ أن أﻛﻮن ﻗﺪ ﺣﺬﻓﺖ اﻹﺷﺎر َة املﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻮﻗﻊ »دوﻛﱪج« اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ — اﻟﴚء اﻟﺬﻛﻲ اﻟﺬي ﻳﺠﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪٍّ ، ﺣﻘﺎ — وﻟﻜﻦ ﺑﻤﺠﺮد أن دﺧﻠﺖ إﱃ ُ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻫﻨﺎك .ﺳﺠﱠ ُ وذﻫﺒﺖ إﱃ اﻟﻘﺴﻢ املﺴﻤﱠ ﻰ ﻣُﻘﺎﻳﻀﺎت، ﻠﺖ اﻟﺪﺧﻮل، ً ُ ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ .ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺷﻴﺎء املﻌﺘﺎدة؛ ﻋُ ﺮوض آﺧﺮ ﺧﻤﺴني إدﺧﺎﻻ أو ِ وأﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﴎﻳﻌﺔ ﻋﲆ ِ ﻋﻤﻞ واملﻘﺎﺑﻞ املﺪﻓﻮع ﻓﻴﻬﺎ إﻣﺎ ﺧﺪﻣﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ أو ﻣﺨﺪرات .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أﺷﻴﺎءُ ﺷﺎذة ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ؛ ِ ﻣﻘﺎﻳﻀﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺣﺬﻳﺔ زوﺟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ )ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أزواج ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺎرﻛﺔ رﺟﻞ ﻳﺘﻄﻠﻊ إﱃ »ﺟﻴﻤﻲ ﺗﺸﻮز«( ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺬﻛﺮة ﻟﺤﻔﻞ »ﺳﱪﻳﻨﺠﺴﺘني« املﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﻧﻔِ ﺪَت ﺗﺬاﻛ ُﺮه .ﻟﻢ أ َر ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ أيﱠ ﳾءٍ ﻳﺸري إﱃ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« .ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ .ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺸﺎرﱄ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ .ﻛﺎن ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣَ ﻦ أﻧﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ، اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻲ؛ ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﱡ ﻳﺴﺘﺤﻖ إرﺳﺎ َل رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻴﻪ ﻋﲆ أﻣﻞ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻫﺬا املﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ اﻵن. ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ً ُ ُ وﻧﴩت رﺳﺎﻟﺔ. أﻧﺸﺄت ُﻫﻮﻳﺔ ﻣﺰﻳﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻣﻄﻠِﻘﺎ ﻋﲆ ﻧﻔﴘ اﺳﻢ ﻓﺎرﱄ ووﻛﺮ، ً ﻣﻘﺎﻳﻀﺔ أﺧﺮى .أﻧﺖ ﺗﻌﺮف »ﻋﺰﻳﺰي املﺤﺐ ﻟﺮواﻳﺔ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ،أو ﱡد أن أﻗﱰح ً ﻣﻦ ﺗﻜﻮن« .ﺣﺪ ُ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﱠﻗﺖ ﰲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﺪة ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﴩﻫﺎ، ُ اﻟﺮد ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﳾء .ﺳﺠﱠ ُ وأﺟﺮﻳﺖ ﺑﺤﺜًﺎ ﻠﺖ اﻟﺨﺮوجَ ﻣﻦ »دوﻛﱪج« ِ ملﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك أيﱡ ﳾءٍ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﰲ اﻷﺧﺒﺎر .ﻟﻢ ﴎﻳﻌً ﺎ ﻋﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ أﻛﻦ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ أﺟﺪ ﺷﻴﺌًﺎ .ﻓﺤﺘﻰ ﻟﻮ اﻛﺘُﺸﻔﺖ ُ ﺟﺜﺔ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ،اﻟﺘﻲ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻟﻢ ﺗُﻜﺘﺸﻒ ﺑﻌﺪ ،ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺨﱪ ﺑﺼﻌﻮﺑ ٍﺔ ﺟﺪﻳ ًﺮا ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم .ﺳﻴﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻛﺄﻧﻪ ﺟﺮﻋﺔ َ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،إﻻ ﻣﺪﻣﻦ ﻛﺤﻮل ﻋﺎد إﱃ ﻣُﻌﺎﻗﺮة اﻟﴩاب .وﺗُﻌﺪ ﻫﺬه زاﺋﺪة ﻋ َﺮﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺮﻳﻤﺔ ٍ ِ إذا ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ﻗﺪ أﺧﻔﻖ ﰲ ﳾءٍ ﻣﺎ .ﻟﻦ ﻳﺸ ﱠﻚ أﺣ ٌﺪ أﻧﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ. 180 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﴩون ُ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻛﻴﻒ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ .وﻛﺎن أﻓﻀ ُﻞ ﻣﺎ ﻫﺪاﻧﻲ إﻟﻴﻪ ﺗﺨﻤﻴﻨﻲ أﻧﻪ ذﻫﺐ إﱃ ﺑﺎب ﺑﺮوﻳﺖ َ وﻣﺴﺪﺳﺎ ،وأرﻏﻤﻪ ﻋﲆ اﻟﴩب .رﺑﻤﺎ وﺿﻊ ﻣﺨﺪ ًرا ﰲ اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ً ً ً أﻳﻀﺎ. زﺟﺎﺟﺔ وﻳﺴﻜﻲ ﺣﺎﻣﻼ ﻛﺎن اﻟﺴﺆال اﻷﻫﻢ اﻟﺬي ﻃ َﺮﺣﺘُﻪ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ اﺳﺘﻬﺪف ﺗﺸﺎرﱄ ﺑﺮوﻳﺖ ﰲ املﻘﺎم اﻷول. ﻓﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﻮﺣﻴﺪون اﻟﺬﻳﻦ ﻋ َﺮﻓﻮا أﻧﻨﻲ ﻣﻬﺘ ﱞﻢ ﺑﻪ ﻫﻢ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ وﺟﻴﻠﻴﺎن ﻧﺠﻮﻳﻦ. ٍ ﺻﻠﺔ ﺑﻨﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .وإذا ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ﻗﺪ رﺗﱠﺐ ﻟﻮﻓﺎة ﺗﺸﻴﻨﻲ، ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻛﺎن ﺑﺮوﻳﺖ ﻋﲆ ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻋﲆ ﺻﻠﺔ ً أﻳﻀﺎ ﺑﱪوﻳﺖ .ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﺮت ﻓﺠﺄة اﻟﻜﺘﺎب» ،ﺳﻤﻜﺔ ﺻﻐرية« ،وأﻧﻨﻲ ﺗﺮﻛﺘُﻪ ﻫﻨﺎ ﰲ املﺘﺠﺮ .ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻤﻴﲇ اﻵن ﻗﺪ ﻋﺎدت إﱃ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ،ﻟﺘﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻠﺒﺎت ْ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻋﲆ ُ ذﻫﺒﺖ إﱃ دُرج اﻟﻨﻘﻮد .وﻛﺎن ﻛﺘﺎب »ﺳﻤﻜﺔ ﺻﻐرية« ﻫﻨﺎك ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﺘُﻪ. اﻷرﺟﺢ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ أدرﻛﺖ ﱠ ُ ُ ٍ ﻗﺮرت ﻋﺪ َم ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻜﺘﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﰲ ﺣﻮزﺗﻲ ﻳﻌﻨﻲ إداﻧﺘﻲ؛ ﻟﺬا أن وﺟﻮ َد ﺗ ْﺮ ِ ﻛﻪ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ. ﻗﺎل ﺑﺮاﻧﺪون» :ﺟﺎءك زاﺋ ٌﺮ ﻟﻴﻠﺔ أﻣﺲ«. وﻗﻠﺖ» :آه ٍّ ُ ُ ﺣﻘﺎ؟« ﻋﻴﻨﻲ. رﻓﻌﺖ ﱠ »زوﺟﺔ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري — ﻫﻞ ﺗُﺪﻋﻰ ﺗﻴﺲ؟ — ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻚ«. ُ ﻗﻠﺖ» :أوه ،ﻫﻞ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪ؟« ﱠ »ﻛﻼ .ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰورﻧﺎ ﻓﺤﺴﺐ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗ ُﺰ ْرﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﺪة ،ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﻘﻮ ُل إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣُﺤﺒﻄﺔ َ ﺑﻌﺾ اﻹﺣﺒﺎط ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎ .إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺎد ًة ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺠ ﱡﻮ ﺷﺪﻳ َﺪ اﻟﱪودة إﱃ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« َ ُ املﻜﻮث ﻫﻨﺎ اﻵن ملﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺮاﻳﻦ ﻛﴪ ذراﻋﻪ .رأﻳﺘُﻬﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻟﻴﻠﺘني ،وﻳﺒﺪو أن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﳾءٍ«. ﻗﺎل ﺑﺮاﻧﺪون» :أوه ﻳﺎ رﺟﻞ ،ﻫﺬا ﻣﻀﺤﻚ« ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ٍّ ﺣﻘﺎ. ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ ﻛﺜريًا ﻣﻦ زﻳﺎر ِة ﺗﻴﺲ ﻟﻠﻤﺘﺠﺮ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻜﺘﺐ ﻋﲆ أي َ ُ ِ أﺳﺘﻄﻊ وﻛﻨﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا أﻧﻬﺎ ﺳﺌﻤَ ﺖ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴﺔ زوﺟﻬﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻟﻢ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ دﻋﺎﻳﺔ. ﺣﺎل، ﻣﻨْﻊ ﻧﻔﴘ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ َ ﻋﺎﻧﻘﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ َ ﻋﻨﺎق اﻟﻮداع ﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ املﴩوﺑﺎت ﰲ ﻓﻨﺪق ﺑﻴﻜﻮن ﻫﻴﻞ. ُ ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﻞ اﺑﺘﺎﻋﺖ أيﱠ ﳾء؟« ﱠ »ﻛﻼ .ﻟﻜﻨﻬﺎ أﻋﺎدت ﺗﺮﺗﻴﺐَ ﻛ ﱢﻞ أﻋﻤﺎل ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري ﻟﻨﺎ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻟﺴﺖ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌًﺎ«. 181 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻂ ا ُمل ﱠ ﱠﻧﺖ اﻟﺮاﺑ َ ﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎدرﺗﻲ ،دو ُ ٍ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻮرق؛ ﺣﺘﻰ أﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻌﻘﺪ ملﻮﻗﻊ »دوﻛﱪج« ﻋﲆ ﻣﻦ ﱡ ُ أﻣﺴﻜﺖ ﻛﺘﺎب »ﺳﻤﻜﺔ ﺗﻔﻘﺪ املﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺟﻬﺎز اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ املﺤﻤﻮل اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ﰲ املﻨﺰل .ﺛﻢ وأﺧﱪت ﺑﺮاﻧﺪون وإﻳﻤﻴﲇ أﻧﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﺎن ﺑﻤﻔﺮدﻳﻬﻤﺎ ﻣﺪ ًة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ،وﺗﻮﺟﱠ ُ ُ ﻬﺖ ﺻﻐرية«، َ ُ رﻗﺎﺋﻖ اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻟﺼﻐرية ﺗﺪور ﰲ اﻟﻬﻮاء .ﻋﺎﺻﻔﺔ أﺧﺮى — ﻟﻴﺴﺖ إﱃ املﻨﺰل .ﰲ اﻟﺨﺎرج ،ﺑﺪأت ُ ﻇﻠﻠﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﺗﻴﺲ ﻣﻮري ،ﻛﻴﻒ ﺣﴬت ﻛﺒري ًة ﺟﺪٍّا — ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻨﺬر ﺑﺎﻟﻮﺻﻮل ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ. إﱃ املﺘﺠﺮ .ﻫﻞ رأت ﻧﺴﺨﺘﻲ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ؟ وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ رأﺗﻬﺎ ،ﻓﻤﺎذا ﰲ ذﻟﻚ؟ وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ أزﻋﺠَ ﺘﻨﻲ اﻟﻔﻜﺮة. ُ ُ وﺻﻌﺪت اﻟﺪﱠرج إﱃ ﺷﻘﺘﻲ ﰲ اﻟﻌﻠﻴﱠﺔ .ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻛﺎن اﻟﺠﻮ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎب اﻟﺨﺎرﺟﻲ ُ ُ ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﻣﻮارﺑﺔ ،وﻫﻮ ﳾء ﻟﻢ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق. وأدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ ﺑﺎردًا ﻓﺠﺄة، ﱡ أﻏﻠﻘﺘُﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺗﻮﺟﱠ ُ ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ »دوﻛﱪج«. ﻬﺖ ﻣﻦ ﻓﻮري إﱃ ﺟﻬﺎز اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ُ ُ أﻋﺮف أيﱠ ﳾء ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ »ﺗﻴﺲ ﻣﻮري« .ﺧﻄﺮ ﺑﺒﺎﱄ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ردﱞ. َ ِ اﻟﺰوﺟﺔ اﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨٍّﺎ ﻟﴩﻳﻜﻲ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ،وأﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ إﱃ ِ ﰲ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ َ ُ ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺔ »ﻟﻴﻨﻜﺪ-إن« ،ﻋﲆ وﺟﺪت ﻣَ ﻦ اﻟﺘﻘﻴﺎ أو َل ﻣﺮة. َ ﻣﻜﺎن ﻋﻤﻞ ﺳﺎﺑﻖ، اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮ ِد ﺻﻮرة .ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أدرﺟَ ﺖ إﺣﺪى دُور اﻟﻨﴩ اﻟﻜﱪى ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﴍﻛﺔ ﺗُﺪﻋَ ﻰ »ﺳﻨﻴﻤﺎن ﺑﺎﺑﻠﻴﺴﻴﺘﻲ« ،وﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﺮت أن ﺳﻨﻴﻤﺎن ﻛﺎن اﺳﻤﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﱢ ﺗﻐريه إﱃ ﻣﻮري .ﻛﺎن ﻣﻜﺎن ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟﺤﺎﱄ ﻫﻮ »ﺗﺮﻳﺠﺮ ﺗﺸﻴﺴﺖ« ﰲ ﻟﻮﻧﺠﺒﻮت ﻛﻲ ﺑﻮﻻﻳﺔ ُ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﺮ َﻛﺖ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻠﻮرﻳﺪا ،ﻣﺘﺠﺮ املﺠﻮﻫﺮات اﻟﺼﻐري اﻟﺬي ﺗُﺪﻳﺮه اﻵن. ً ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺻﻐرية ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰوﱠﺟﺎ ،ﰲ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺴﺒﺐ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﱪاﻳﻦ ﻣﻮري .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻷﻧﻬﺎ ﻫﺪﻣَ ﺖ زواﺟﻪ ،وﻟﻜﻦ ً أﻳﻀﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺻﻐ َﺮ ﻣﻨﻪ ﺑﻜﺜري ،وأﻛﺜ َﺮ ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﺑﻜﺜري. ُ ﺳﻨﻮات ﻟﻢ ﺗُ ﱢ ٍ ﻐري رأيَ أيﱢ ﺷﺨﺺ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﻤﺎ ﺑﻘﻴَﺎ ﻣﺘﺰوﺟَ ني أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻋﴩ ً ﻃﺎﻣﻌﺔ ﰲ ﺛﺮوﺗﻪ. ً ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﻗﺼﺔ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺘُﻬﺎ ﻋﻨﻬﺎ ،رﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺐ آﺧ َﺮ ﻣﻦ ُﻛﺘﱠﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ املﺤﻠﻴﱢني. ﺮت ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻴﺲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﻟﻠﺘﻮ ﰲ ﻣﻮاﻋﺪة ﺑﺮاﻳﻦ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺣﻔﻞ ﻛﻮﻛﺘﻴﻞ ﰲ ﺛﺮﻳﻠﺮﻓﻴﺴﺖ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﻋﻨﺪﻣﺎ أدﱃ ٍ َ ٌ ﻗﺼﺺ اﻹﺛﺎرة اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ ﺑﻤﻼﺣﻈﺔ ﻣُﻬﻴﻨﺔ ﻋﻦ ﺑﺮاﻳﻦ ،ﻛﻴﻒ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳَﻌُ ﺪ ﻳُﻌري ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﺆ ﱢﻟﻔﻬﺎ اﻻﻫﺘﻤﺎ َم املﻄﻠﻮب ﻟﺴﻨﻮات .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا اﺗﻬﺎﻣً ﺎ ﰲ ﻏري ﻣﺤ ﱢﻠﻪ ،ﰲ رأﻳﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن ٍ ﻋﺎل ،ﺛﻢ اﻧﺪﻓﻌﺖ ﺑﻌﻴﺪًا .أﺗﺬ ﱠﻛﺮ أن أﻳٍّﺎ ﻣَ ﻦ ﺗﻴﺲ ﺻﻔﻌَ ﺖ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻗﺎل ذﻟﻚ ﺑﺼﻮت ٍ 182 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﴩون ﻹﻇﻬﺎر ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻴﺲ ﻣﻦ ﺟﻨﻮن ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﻤﻌﺘُﻬﺎ أﺧﱪﻧﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﻘﺼﺔ ،ﻳﺒﺪو أﻧﻪ رواﻫﺎ ِ ً ﺑﺰواج ﺟﻴﺪ. ﻗﺼﺔ أ ﱠﻛﺪَت ﺣُ ﺒﱠﻬﺎ اﻟﻜﺒري ﻟﱪاﻳﻦ .وأﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺤﻈﻴﺎن ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ٍ ﱠ ﺗﺤﻘ ُ ِ ملﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﻴﺲ ﻣﻮري ﻣﻮﺟﻮد ًة ﻋﻠﻴﻪ .وﻗﺪ ﻛﺎن؛ ﻘﺖ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻔﻲ وﺟﺪت ٍّ ُ ُ أرﺳﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ رﺳﺎﻟﺔ: ﻛﻼ ﻣﻦ ﻋﻨﻮان ﺑﺮﻳﺪﻫﺎ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ورﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ اﻟﺨﻠﻮي. ُ ِ ﺳﻤﻌﺖ أﻧﻚِ ﻛﻨﺖ ﰲ املﺘﺠﺮ ﺣﺎل ﻟﻢ ﺗﺘﻌ ﱠﺮﰲ ﻋﲆ اﻟﺮﻗﻢ. »ﻣﺮﺣﺒًﺎ ﺗﻴﺲ ،أﻧﺎ ﻣﺎﻟﻜﻮم ﰲ ِ ِ ﻧﻠﺘﻘﻲ وﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻲ .دﻋﻴﻨﺎ ﻧﺘﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎء ﻗﺮﻳﺒًﺎ ،ﺛﻼﺛﺘﻨﺎ .ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ دواﻋﻲ ﴎوري أن َ وﻧﺘﺤﺪﱠث«. َ أﻧﺰﻟﺖ اﻟﻬﺎﺗﻒ ،ﱠ ُ ُ رن ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺷﺎﺷﺔ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﺑﻌﺪ إرﺳﺎل اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺣﺎملﺎ أﻏﻠﻘﺖ ٌ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﻴﺲ» :أﺟﻞ! ﺗﻌﺎ َل ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎء ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻐﺪ!« ُ ﻛﺘﺒﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺠﺪدًا أُﺧﱪﻫﺎ أﻧﻨﻲ ﻳُﺴﻌﺪﻧﻲ اﻟﻘﺪوم وﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ ﻋﻦ املﻮﻋﺪ وﻋﻤﱠ ﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ إﺣﻀﺎره ﻣﻌﻲ. ُ ِ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨﻲ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺟﺎء اﻟﺮدﱡ» :اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ،وﻧﻔﺴﻚ!« ﺣﺘﻰ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻜﻠﻤﺎت .وﺑﻌﺪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺘﻌﺠﺐ ،وﺿﻌَ ﺖ ﻗﻠﺒًﺎ أﺣﻤ َﺮ. ُ ُ ُ وﻗﺮرت إﻋﺪا َد ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﺾ واﻟﺠُ ﺒﻦ، ذﻫﺒﺖ إﱃ اﻟﺜﻼﺟﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ِﺟﻌﺔ .ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ ﻋﺠﱠ ﺔ اﻟﺒﻴﺾ ﻋﲆ اﻟﻌﺸﺎء ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﺄي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺠﻮع ﻣﻨﺬ رؤﻳ ِﺔ ً ُ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻗﺮاص املﻀﻐﻮﻃﺔ ملﺎﻳﻜﻞ ﻧﻴﻤﺎن ﰲ ﻣﺸﻐﻞ وﺿﻌﺖ ﺟﺜﺔ ﺑﺮوﻳﺖ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح. واﺳﺘﻤﻌﺖ ً ُ أوﻻ إﱃ املﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﻟﻔﻴﻠﻢ »ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ« اﻷﻗﺮاص املﻀﻐﻮﻃﺔ اﻟﻘﺪﻳﻢ، َ ُ ُ ُ زﺟﺎﺟﺔ ِﺟﻌﺔ أﺧﺮى. ﻓﺘﺤﺖ وأﻛﻠﺖ ﻧﺼﻔﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺻﻨﻌﺖ اﻟﻌﺠﱠ ﺔ )ذي إﻧﺪ أوف ذي أﻓري(. ووﺟﺪت اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺬي أﺣﺘﻔ ُ ُ ُ ﻆ ﻓﻴﻪ ﺑﻜﺘﺐ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري. ذﻫﺒﺖ إﱃ رف اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ ﻛ ﱡﻞ ﻛﺘﺒﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻛ ﱡﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻷﺧرية ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ؛ ﱠ ﻷن ﺑﺮاﻳﻦ أﻗﺎم ﺣﻔﻼت ﻃﺮح ُﻛﺘُﺒﻪ ﰲ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ،وﻛﺎن داﺋﻤً ﺎ ﻳُﻬﺪي ﻛﺘﺎﺑًﺎ إﱄ ﱠ .وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ ً أﻳﻀﺎ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ُ ﺑﺪأت ﰲ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ذات اﻷﻏﻠﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ،وﻫﻲ رواﻳﺎت إﻟﻴﺲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﺮي ﻧﺤﻮ ﻋﴩ ﺳﻨﻮات .ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﻀﻄ ٍّﺮا إﱃ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺘﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﻣﻦ »أﻧﻴﺰ ﺑﻮك ﺳﻮاب«؛ ﻷن أﻣﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ إﻟﻴﺲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﺑﺘﺎﻋﺖ ﻛ ﱠﻞ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮواﻳﺎت اﻷوﱃ ﺟﻴﺪة ٍّ ﺣﻘﺎ ،ﻣﺜﻞ رواﻳﺎت روس ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ املﻀﺤﻜﺔ .وﻗﺪ ﻛﺎن ً ً ﱢ أﻣ ًﺮا ً ﴏاﻣﺔ ﻻ ﻫﻮاد َة ﻓﻴﻬﺎ. وﺻﺎرﻣﺔ املﺤﻘﻘﺔ أﻧﺜﻰ، ﺟﻠﻼ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻮ ُن ﻟﻘﺪ أﺧﱪﻧﻲ ﺑﺮاﻳﻦ ﻋﺪ َة ﻣﺮات أﻧﻪ ﰲ املﺴﻮﱠدة اﻷوﱃ ﻟﺮواﻳﺔ إﻟﻴﺲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ اﻷوﱃ »ﺷﺠﺮة 183 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﻤﻮم« ،ﻛﺎن إﻟﻴﺲ ً رﺟﻼ .أﺧﱪه وﻛﻴﻠﻪ أن اﻟﻜﺘﺎب ﺟﻴﺪ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻣﺄﻟﻮف ﺑﻌﺾ اﻟﴚء .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،ﺟﻌﻞ إﻟﻴﺲ اﻣﺮأ ًة دون ﺗﻐﻴري أي ﳾءٍ آﺧﺮ ،و ِﺑﻴﻊ اﻟﻜﺘﺎب. ﺳﺤﺒﺖ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ﻣﻦ رواﻳﺔ »ﻋَ ُ ُ ني اﻟﻬﺪف« .ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ ﺧﺎﻣﺲ ﻛﺘﺎب ﻹﻟﻴﺲ ﱠ املﻔﻀﻞ ﰲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ وﻗﺪ ﻓﺎز ﺑﺠﺎﺋﺰة إدﺟﺎر .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ املﻌﺠﺒني ،ﻛﺎن ﻫﺬا إﻣﺎ ﻛﺘﺎﺑﻬﻢ ﱠ ً املﻔﻀﻞ ﻟﺪيﱠ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺗﻔﻀﻴﻼ ﻟﺪﻳﻬﻢ .وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ،أو أﻗﻞ اﻟﻜﺘﺐ ً ﻣﺮاﻫﻘﺎ .ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ »دم ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮأﺗُﻪ أو َل ﻣﺮة ﺣني ﻛﻨﺖ ﻣﻌﺘﺪل«ُ ،ﻗﺘﻞ ﺻﺪﻳﻖ إﻟﻴﺲ اﻟﺤﺎﴐ اﻟﻐﺎﺋﺐ ،ﺑﻴﱰ أﺑﻠﻤﺎن ،ﻋﲆ ﻳ ِﺪ أﺣ ِﺪ أﻓﺮاد ﻣﺎﻓﻴﺎ ﺑﻮﺳﻄﻦ. ني اﻟﻬﺪف« ،ﺗُ ﱢ وﰲ »ﻋ ُ ﻨﻔﺬ إﻟﻴﺲ اﻧﺘﻘﺎﻣَ ﻬﺎ ،ﻓﺘﻘﺘﻞ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ ﻛ ﱠﻞ ﻣَ ﻦ ﺗﻮ ﱠرط ﻋﻦ ﺑُﻌﺪ ﰲ وﻓﺎة أﺑﻠﻤﺎن .اﻟﻜﺘﺎبُ ﻟﻪ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﺳﻢ املﺸﱰﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻜﺘﺐ اﻷﺧﺮى ﰲ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ .ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻤﻼء ﻣﻬ ﱢﺮﺟﻮن ،أو ﻧِﻜﺎت إﻟﻴﺲ؛ ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﺳﻢ املﺸﱰﻛﺔ ﻣﻊ إﺣﺪى رواﻳﺎت ﺑﺎرﻛﺮ ﻟﺮﻳﺘﺸﺎرد ﺳﺘﺎرك. َ أﺧﺬت »ﻋ ُ ُ ُ وزﺟﺎﺟﺔ ِﺟ ٍ واﺗﺠﻬﺖ إﱃ أرﻳﻜﺘﻲ .ﻛﺎن اﻟﻜﺘﺎبُ ﻗﺪ ُﻗﺮئ ﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪة ني اﻟﻬﺪف« ﱢ ٍ املﺘﺸﻘﻖ اﻟﺒﺎﱄ .ﻛﺎن ﻣﺮات ﻋﺪﻳﺪ ًة ﺣﺘﻰ إن ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻔﺤﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺰﻟﻖ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﻐﻼف اﻟﻐﻼف ا ُملﺠﻌﱠ ﺪ أﺳﻮ َد اﻟﻠﻮن ،وﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮرة ﻣﺴﺪس ﻗﺪ ُﻓﺘﺤﺖ أﺳﻄﻮاﻧﺘﻪ ﻟﺘﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﱢ ﺳﺖ ُ ٍ ﻓﺘﺤﺖ ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻌﻨﻮان ،وﻟﻢ أُﻓﺎﺟﺄ ﺑﺮؤﻳﺔ اﺳﻢ واﻟﺪﺗﻲ ﺧﺰﻧﺎت ﻓﺎرﻏﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺮﺻﺎص. ﺑﺨﻂ ﻳﺪﻫﺎ ﰲ اﻟﺮﻛﻦ اﻷﻳﻤﻦ اﻟﻌﻠﻮي .ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ ﻛريﺷﻮ ،وﺗﺎرﻳﺦ ﴍاﺋﻬﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎب .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﰲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻣﻦ ﻋﺎم .١٩٨٨إذن ،ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﴩة ﻣﻦ ﻋﻤﺮي ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺒﻪ املﺆ ﱠﻛﺪ أﻧﻨﻲ ﺳﻮف أﻗﺮأ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻤﺠﺮد أن أﺿﻊ ﻳﺪي املﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،رﺑﻤﺎ ﻓﻮر اﻧﺘﻬﺎء أﻣﻲ ﺑﺄن اﻟﻜﺘﺎب ﻛﺎن ً ﻣﻨﻪ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ أﺗﺬ ﱠﻛﺮﻫﺎ وﻫﻲ ﺗﺨﱪﻧﻲ ﱠ ﻋﻨﻴﻔﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .أﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أن ﻫﺬا ً ﺣﺮﺻﺎ ﻋﲆ ﻗﺮاءﺗﻪ ﺑﻨﻔﴘ. ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻛﺜ َﺮ ُ أﻋﺮﻓﻬﺎ ﻗﻂ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺪ أُﻫﺪيَ إﱃ زوﺟﺔ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري اﻷوﱃ ،ﻣﺎري .ﻟﻢ أﻛﻦ ﺑﺮاﻳﻦ أﺧﱪﻧﻲ ﻣﺮ ًة ﱠ أن اﻟﺴﺒﺐ ﰲ أﻧﻪ ﻗﺪ أﻫﺪى ﻛ ﱠﻞ ﻛﺘﺒﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﺴﺘﺎء ﻋﺪة أﻳﺎم إذا ﻟﻢ أﻓﻌﻞ .وﻗﺪ أﺧﱪﻧﻲ أن ﻃﻼﻗﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎن ﺟﻴﺪًا ﻟﻌﺪة أﺳﺒﺎب ،وﻟﻜﻦ اﻟﺴﺒﺐ أﻧﺎس َ آﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. اﻷﻏﻠﺐ أﻧﻪ ﻗﺪ أﺻﺒﺢ اﻵن ﺣ ٍّﺮا ﰲ إﻫﺪاء ﻛﺘﺒﻪ إﱃ ٍ ﺑﺪأت ﰲ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب وﺗﻌ ﱠﻠ ُ ُ ﻘﺖ ﺑﻪ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر .ﻳﺒﺪأ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺄﻟﻴﺲ وﻫﻲ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﺰﻋﻴﻢ َ ﻻﺋﺤﺔ أﺳﻤﺎء» :إﻣﺎ أن ﺗﻌﺎﻗﺒﻬﻢ ،وإﻻ ﻓﺴﺄﺗﻮﱃ ﻣﺎﻓﻴﺎ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﰲ ﺣﺎﻧﺔ ﻓﻨﺪق اﻟﺮﻳﺘﺰ وﺗُﺴ ﱢﻠﻤﻪ اﻷﻣﺮ ﺑﻨﻔﴘ .اﻷﻣﺮ ﻋﺎﺋ ٌﺪ إﻟﻴﻚ« .ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،وﻳﺨﱪﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻨﴗ وﺗﻤﴤَ ُﻗﺪﻣً ﺎ. ُ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺗﺮﻛﻴ َﺰ ﺳﻌﻴﻬﺎ وراء ﻫﺆﻻء املﺴﺌﻮﻟني ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ .إﻧﻪ ﻣﺸﻮﱢق 184 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﴩون ٌ ﻫﺎن ﻃﻔﻴﻒ .ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﺘﻞ ،ﺗﻀﻊ أﺣﻤ َﺮ اﻟﺸﻔﺎه وﻋﻨﻴﻒ ،وﻳﺼﺎدف أن إﻟﻴﺲ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺬُ ٍ ً ﺗﺎرﻛﺔ ﺑﺼﻤﺔ .ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻬﺎ ﰲ ﻓﻨﺪق رﻳﺘﺰ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،وﻫﻲ وﺗﻘﺒﱢﻞ املﻴﺖ ﻋﲆ ﺧﺪﱢه ﺗﺤﺘﴘ ﻧﺒﻴﺬَ ﺷﺎردوﻧﻴﻪ ﻣﻊ رﺋﻴﺲ املﺎﻓﻴﺎ ،اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺬر ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ،وﻳﺘﻔﻘﺎن ﻣﻌً ﺎ ﻋﲆ أن اﻟﺘﻮازن ﻗﺪ ﻋﺎد .ﻟﻘﺪ ﱠ ُ »اﻋﺘﻘﺪت أن ﺣﻘﻘﺖ اﻧﺘﻘﺎﻣﻬﺎ .ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ أﺣﻤﺮ اﻟﺸﻔﺎه ،ﻓﺘﻘﻮل: ﻗﺎﺗﻞ ﺑﻌﻼﻣﺔ ﻣﻤﻴﱠﺰة .ﻓﺬﻟﻚ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪون ذﻟﻚ ﺳﻴُﺒﻬﺞ اﻟﴩﻃﺔ ،ﻻ ﳾء ﻳﻌﺠﺒﻬﻢ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ٍ أﻧﻬﻢ ﰲ ﻓﻴﻠﻢ ﻟﻜﻠﻴﻨﺖ إﻳﺴﺘﻮود«. ُ ُ وواﺻﻠﺖ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ اﻟﻌﻼﻣﺎت املﻤﻴﱠﺰة .ﰲ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻘﻠﻴﻞ، ً ً ﻧﻮع ﻣﺎ ،دﻻﻟﺔ ﺗﺎرﻛﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ،ﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻪ ﺟﺮاﺋ ُﻢ ﻗﺘﻞ ﺗﺸﺎرﱄ، ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ ٍ ﺗﺨﱪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﱠ أن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻛﺎن أﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﻴﺔ .ﻟﻌ ﱠﻞ ﻣﺎ أﻟﻬﻢ ﺗﺸﺎرﱄ ﻫﻮ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎم ،أو اﻟﻌﺪاﻟﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻗﺘﻞ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .وﻟﻜﻦ اﻵن ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ .وﺑﻘﺎﺋﻤﺘﻲ. وﺑﻲ ً أﻳﻀﺎ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ .أيﱡ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻫﻮ ﻟﻴﻀﻊ َ ﻧﻮع ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻮق ﺿﺤﺎﻳﺎه؟ أيﱡ ٍ ً ﻣﻬﻮوﺳﺎ ﺑﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ؟ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻫﻮ ﻟﻴُﺼﺒﺢ إﺣﺪى ﻧﺼﺎﺋﺢ املﺆ ﱢﻟﻒ اﻟﺘﻲ ﻳُﺸﺎرﻛﻬﺎ ﺑﺮاﻳﻦ ﻫﻲ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﻼص ُ ﻗﺮرت أن أﻓﻌﻞ ﳾءٍ ﻣﺎ ﰲ ﺣﺒﻜﺔ ﻛﺘﺎﺑﻚ ،اﺧﻠُﺪ إﱃ اﻟﻔﺮاش واﺗﺮك ﻋﻘﻠﻚ اﻟﺒﺎﻃﻦ ﻳُﻤﺴﻚ ﺑﻪ. ٍ ﻗﺴﻂ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم أﺧريًا؛ ورﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺾ اﻹﺟﺎﺑﺎت. ذﻟﻚ ،أن أﺣﺎول اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ 185 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﴩون ﱠ َ ُ ُ أﺣﺪث ﻗﺮأت ﴎﻳﻌً ﺎ أﺗﺼﻔﺢ ﺟﻤﻴ َﻊ ﻛﺘﺐ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري .ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ ﻗﻀﻴﺖ ﺻﺒﺎحَ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ رواﻳﺎﺗﻪ» ،ﻣُﺖ ً ِ ﻗﺘﻞ ارﺗُﻜﺒﺖ ﻋﲆ ﻳ ِﺪ ﻗﻠﻴﻼ« اﻟﺘﻲ ﺗﺤ ﱡﻞ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻴﺲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ ﻟﻐ َﺰ ﺟﺮﻳﻤﺔ ٍ َ ٍ ﻗﺪﻳﻤﺔ اﻟﻄﺮاز ﻻ ﺗُﺴﺎﻳﺮ ﻋﴫﻫﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻣﺪرﺳﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﺼﺎﺑ ٍﺔ ﻣﺎ ﰲ ﱠ ُ وﺷﻌﺮت أن ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ إن املﺮء َﻟﻴﺸﻌﺮ ﺑﺎﻹﺣﺮاج ﻋﻨﺪ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ .ﻛﺎن ﺑﺮاﻳﻦ ﻳﻜﺮه اﻟﺒﺤﺚ، ﻋﺮض ﻣﺰدوج ﻟﻔﻴﻠﻢ »ﻓﺘﻴﺎن ﰲ اﻟﺤﻲ« ،وﻓﻴﻠﻢ ﻟﻠﺘﺤﻀري ﻟﻜﺘﺎﺑ ِﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻷﺧري ﻫﻮ ﻣﺸﺎﻫﺪ ُة ٍ ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻓﺎﻳﻔﺮ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺪ ﱢرس ﻓﻴﻪ ﻟﻸﻃﻔﺎل داﺧﻞ املﺪﻳﻨﺔ. ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬرية ﻣﺒﺎﴍ ًة ﱠ ً ﺗﻠﻘ ُ ﻣﻜﺎملﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ ﺗُﺬ ﱢﻛﺮﻧﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻢ أُﻓﺼﺢ ﻴﺖ أﻣﺎﻛﻦ وﺟﻮدي وﺗﺤ ﱡﺮﻛﺎﺗﻲ ﰲ اﻷوﻗﺎت املﺘﺰاﻣﻨﺔ ﻣﻊ أوﻗﺎت وﻗﻮع ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ. ﺑﻌ ُﺪ ﻋﻦ ِ َ ُ ُ اﻧﺸﻐﻠﺖ .ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ إﻧﺠﺎ ُز اﻷﻣﺮ اﻵن؟ أﻋﻄﻴﻨﻲ اﻟﺘﻮارﻳﺦ وﺳﺄرى ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ» :آﺳﻒ .ﻟﻘﺪ ُ ﻣﺎ إذا ُ ﺳﺄﻋﺮف أﻳﻦ ﻛﻨﺖ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ وﻗﺖ وﻗﻮع اﻟﺠﺮاﺋﻢ؟« ﻛﻨﺖ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻻ ﺑﺄس«. ُ ﻓﺘﺤﺖ ﻣﻔ ﱢﻜﺮﺗﻲ ﻋﲆ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ املﺤﻤﻮل اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ،وﺑﺪأﻧﺎ ﰲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺘﻮارﻳﺦ؛ ﺳﺄ َﻟﺘﻨﻲ ً أوﻻ ﻋﻦ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن. أرﺳﻠﺖ ﺗﻠﻚ املﻌﻠﻮﻣﺎت إﱃ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲُ . ُ ُ ﻛﻨﺖ ﰲ ﻟﻨﺪن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎﺗﺖ .ﰲ ﻗﻠﺖ» :ﻟﻘﺪ َ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﱪ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ» :ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ« ،ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ،اﻟﺘﻲ ُﻗﺘﻠﺖ رﻣﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص ﰲ اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎم .٢٠١٤ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ ﻣﻔ ﱢﻜﺮﺗﻲ أيﱡ ﳾءٍ ﰲ ذﻟﻚ ُ اﻷﺳﺒﻮع ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﻲ ُ أﺧﱪت اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ ﻛﻨﺖ ﺳﺄذﻫﺐ إﱃ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. ﺑﺬﻟﻚ ،وﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎن أيﱢ ﺷﺨﺺ أن ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ .ﻛﺎن ﻳﻮ ُم اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ َ املﻮﻇﻔني ﻟﺪيﱠ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻳﻌﻤﻼن ﰲ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ ﻳﻮ َم ﺟﻤﻌﺔ ،وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ أﺧﱪﺗُﻬﺎ أن ﻛِﻼ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،وأﻧﻬﺎ ﻣُﺮﺣﱠ ﺐٌ ﺑﻬﺎ إن أرادَت اﺳﺘﺠﻮاﺑﻬﻤﺎ .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ ﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ، اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ُﴐب ﺣﺘﻰ املﻮت ﰲ ﻣﺮأﺑﻪ ﰲ دﻳﻨﻴﺲ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﺐ .اﺗﻀﺢ ﱠ أن ذﻟﻚ ﺣﺪث ﰲ ِ اﻟﺤﺎدي واﻟﺜﻼﺛني ﻣﻦ ﺷﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ. ُ ُ »ﺳﺎﻓﺮت إﱃ ﻟﻨﺪن ﰲ ذﻟﻚ اﻷﺣﺪ«. ﻗﻠﺖ: »ﻣﺘﻰ؟« ُ ﻏﺎدرت ﻣﺘﺠﻬً ﺎ إﱃ املﻄﺎر »ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ وﻋﴩﻳﻦ دﻗﻴﻘﺔ؛ وﻟﺬا رﺑﻤﺎ ﰲ ﺗﻤﺎم اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﺬا ﻣﺒﻜﺮ ﺟﺪٍّا«. ُ ﻗﻠﺖ» :أﻋﻠﻢ ﻫﺬا .أﺣﺐﱡ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻫﻨﺎك ﻣﺒﻜ ًﺮا إذا اﺳﺘﻄﻌﺖ ذﻟﻚ .أ ﱢ ُ ﻓﻀ ُﻞ أن ﻳﻜﻮن وﻗﺖ إﺿﺎﰲ ﻫﻨﺎك ﻋﲆ أن ﱠ ٌ أﺗﺄﺧﺮ«. ﻟﺪيﱠ ُ أﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﻴﺘَني اﻷﺧﺮﻳَني اﻟﻠﺘني ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻨﻬﻤﺎ — ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ ،وإﻳﺜﺎن ﺑريد — ﻓﻠﻢ ﻏﻴﺎب ﻗﻮﻳﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﻤﺎ َ وﻗﻌﺘﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﰲ أﻳﺎ ٍم ُ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﻳﻜﻦ ﻟﺪيﱠ ﺣُ ﺠﱠ ﺔ ٍ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«. ُ ﻗﻠﺖ» :آﺳﻒ ،ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗَﻚِ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ«. »ﻟﻘﺪ َ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻌﺎوﻧًﺎ ،ﺳﻴﺪ ﻛريﺷﻮ .أو ﱡد ﻣﻨﻚ أن ﺗﺮﺳﻞ إﱄ ﱠ أرﻗﺎ َم اﻟﺮﺣﻼت اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﺮﺣﻠﺘﻚ إﱃ ﻟﻨﺪن؛ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺣﻮزﺗﻚ«. ُ ُ أرﺳﻠﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أرﻗﺎ َم ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻼت إﱃ ﻗﺮرت ﻋﺪم ﺗﺬﻛريﻫﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻗﺪ »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«، اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ. »وﻓﻘﻂ ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻮن دﻗﻴﻘني وﻧﺤﻴﻂ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،وأﻧﺎ أﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﴣ ٌ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ، ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ إﺧﺒﺎري أﻳﻦ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﴩﻳﻦ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎم ٢٠١١؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺳﺄرى .ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺪث ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ؟« ِ ﺣﺎدث د ﱠراﺟﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ »ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ُﻗﺘﻞ ﻓﻴﻪ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎراﺗﻮﺟﺎ ﺳﱪﻳﻨﺠﺰ«. ُ ِ ذﻛﺮت اﺳﻤَ ﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻻ أﻋﺮف ﻣَ ﻦ ﻫﻮ .ﻟﻢ ﺗﻘﻞ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ أيﱠ ﳾءٍ ﻋﻨﻪ«. »ﻟﻘﺪ ُ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻠِﻪ ﻣﺬﻛﻮر ًة ﰲ ﻣﺬﻛﺮاﺗﻬﺎ«. ﻗﺎﻟﺖ ﺑريﻳﺰ» :ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ أﺧﺬت أﻗ ﱢﻠﺐُ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﺧﻼل ﻣﻔﻜﺮاﺗﻲ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ .وﻓ ﱠﻜ ُ ُ اﺧﺘﻼق ﳾءٍ ﻣﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺮت ﰲ ِ ﻗﻠﺖ ً ُ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ» :ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻛﻨﺖ أﻋﻤﻞ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﻟﻜﻦ ﺑﴫاﺣﺔ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ٍ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ .ﱠ إن ﻣﻔ ﱢﻜﺮﺗﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ أي ﳾءٍ«. 188 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﴩون »ﻻ ﺑﺄس ﺳﻴﺪ ﻛريﺷﻮ .ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت أن أﺳﺄل«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺷﻜ ًﺮا«. َ اﻋﺘﻘﺪت ﱠ ُ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻜﺎملﺔ اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﺑريﻳﺰ ﺳﻌَ َﻠﺖ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ: أن ﻫﺬه ﺳﺘﻜﻮن ُ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻚ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎءت اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ إﻟﻴﻚ ،ﻫﻞ اﻗﺘﻨَﻌَ ﺖ ﻣﻦ »أﻋﻠﻢ أﻧﻨﻲ ﻓﻮرﻫﺎ ﺑﻮﺟﻮ ِد ٍ ﺻﻠﺔ ﺑني ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ واﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﺤ ﱠﻞ؟ أو ﱡد أن أﺳﻤﻊ ردﱠك ﻣﺮة أﺧﺮى«. ٌ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻌﺪم رﻏﺒﺘﻲ ﰲ اﻻﻋﱰاف »ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﻘﺘﻨﻌً ﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ،وﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﺬﻟﻚ ً ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺧﺮﻗﺎء ﺛﻢ ﺗﻜﺘﺸﻔني ﱠ ً ﺷﺨﺼﺎ أن ﺑﻮﺟﻮ ِد ﺻﻠﺔ .إﻧﻪ ﺷﻌﻮ ٌر ﺳﻴﺊ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤني ،ﺗﻜﺘﺒني ﻗﺘﻞ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ«. آﺧ َﺮ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻻرﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋ ِﻢ ٍ ِ »أﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪة ﻣﻦ ذﻟﻚ«. »ﻟﻘﺪ أﺧﱪﺗﻨﻲ ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻄﻴﻮر ً أوﻻ ،وﻛﻴﻒ رﺑﻄﺘﻬﺎ ﺑ »ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ««. »ﻛﺘﺎب أﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ؟« ً ﴏاﺣﺔ .ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ُﻗﺘﻞ ﻋﲆ ﺳ ﱠﻜﺔ »ﺻﺤﻴﺢ .ﺑﺪا اﻷﻣﺮ ﻣﺒﺎ َﻟ ًﻐﺎ ﻓﻴﻪ، َ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﺪَت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺤﺎﻛﻲ رواﻳﺔ »ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻟﻘﻄﺎر — ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ — ﻓﺈن ﺗﻠﻚ ﻣﺰدوج« ،إﻻ أﻧﻨﻲ — ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ — ﻟﻢ أﺻﺪﱢق ذﻟﻚ ٍّ ﺣﻘﺎ ﺣﺘﻰ وﺟﺪﻧﺎ اﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﻣﻨﺰل إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن .وﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ اﺗﱠﻀﺤَ ﺖ اﻟﺼﻠﺔ .وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﻘﺎﺗﻞ أرادﻧﻲ أن أﻋﺮف ذﻟﻚ .أو أﻋﺮف ٍّ ُ ﺣﻘﺎ .ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻻﺛﻨني ﻛﺜريًا ﻋﻦ ذﻟﻚ«. أراد ﻟﺬﻟﻚ أن ﻳﺸري إﱄ ﱠ ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ .ﻻ »ﻣَ ﻦ؟ أﻧﺖ واﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻔﻲ؟« َ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ »أﺟﻞ .ﻓ ﱠﻜﺮﻧﺎ ﰲ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺨﺺ ،أو ﺗﺸﺎرﱄ ﺣﺴﺒﻤﺎ أﻃﻠﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻳُﺤﺎول ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ .واﻋﺘﻘﺪﻧﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺤﺎول ٍّ ﺣﻘﺎ ﻣﺤﺎﻛﺎ َة روح ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻷﺻﻠﻴﺔ ٍ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ«. »ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ إﺣﺪى ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻬﺎ؟ ﻟﻘﺪ د ﱠوﻧَﺖ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺜﻼﺛﺔ ملﺎ أﺳﻤَ ﺘﻪ »ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻄﻴﻮر« ،ﺛﻢ ﻛﺘﺒَﺖ» :ﻣَ ﻦ ﻛﺎن ا ُملﺴﺘﻬﺪف اﻟﻔﻌﲇ؟« ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ؟« ٌ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺪ َو اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن »ﰲ »ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« ،ﺗُﺮﺗﻜﺐ َ ً ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﺮاﺋﻢ .ﻟﻜﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺳﻮى ﺿﺤﻴ ٍﺔ واﺣﺪة ﰲ ذﻫﻨﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻌﺘﻮﻫﺎ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻣﻮﺗﻬﺎ ٍّ ﺣﻘﺎ .أﻣﺎ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻷﺧﺮى ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد ﻏﻄﺎء«. »إذن ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻮ اﻟﺤﺎ َل ﻣﻊ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻄﻴﻮر؟« ُ »ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ،ﻟﻜﻨﻪ اﺣﺘﻤﺎ ٌل وارد«. 189 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ املﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻛ ﱡﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ — ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺮاﺋﻢ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻘﺎﺋﻤﺘﻚ — ﻫﻲ ﻣﺠﺮ َد ﻏﻄﺎء ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ واﺣﺪة«. ُ ﱠ ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،إﻧﻪ اﺣﺘﻤﺎ ٌل وارد ،وﻟﻜﻦ ﻟﻮ أن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺈن ﻣﺎ ارﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋ َﻢ ﻛﺜريٌ ﺟﺪٍّا ﻋﲆ إﺧﻔﺎء ﺟﺮﻳﻤﺔ واﺣﺪة«. ً ٌ وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﻫﻞ اﻧﻘ َ ُ ﻄﻌﺖ ﻣﻜﺎملﺘﻨﺎ ،أم إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﻗﻔﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ، »أﺟﻞ« .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺗﻔ ﱢﻜﺮ ﻓﺤﺴﺐ. ﻗﺎﻟﺖ أﺧريًا» :إذن ،إذا ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗُﺨﻤﱢ ﻦ ،أيﱞ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻄﻴﻮر اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ َ اﻟﻀﺤﻴﺔ املﻘﺼﻮدة؟« ﻛﺎﻧﺖ »إذا ِ ﻛﻨﺖ ﻣُﴫﱠة ،ﻓﺴﺄﻗﻮل روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ﻷﻧﻬﺎ أﺷﻬ ُﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،وﻗﺪ أﺛﺎرت اﺳﺘﻴﺎءَ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس«. ُ ﻋﺎودت اﻻﺗﺼﺎل ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﺬا ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪه« .ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك وﻗﻔﺔ أﺧﺮى» .ﻫﻞ ﺗﻤﺎﻧﻊ إذا ﺑﻚ إن ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ أيﱡ أﺳﺌﻠﺔ أﺧﺮى؟« ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ« ،وودﱠع ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ َ ُ اﻵﺧﺮ. ُ اﺗﺼﻠﺖ ﺑ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« .وردﱠت إﻳﻤﻴﲇ. »أﻣﺎ َ زﻟﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﻋﱡ ﻚ؟« »اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﻈﻴﻌً ﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺮاﺋﻊ«. َ »اﺑﻖ ﰲ املﻨﺰل .ﻛ ﱡﻞ ﳾءٍ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام ﻫﻨﺎ«. ﻛﻨﺖ ﻋﲆ ْ ُ ُ ﻗﺮرت أﻧﻪ — ﺑﻤﺎ أن إﻳﻤﻴﲇ ﻋﲆ اﻟﺨﻂ — ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ وﺷﻚ إﻧﻬﺎء املﻜﺎملﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أن أﻃﺮحَ ﻋﻠﻴﻬﺎ َ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺳﺄﻟﻚِ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﻤﺎء وﺑﻤﻘﺪوركِ إﺧﺒﺎري إذا ِ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻬﺎ؟« ﻗﺎﻟﺖ» :آه ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. »إﻳﺜﺎن ﺑريد«. ﺻﻤﺘَﺖ ﺑ ً ُﺮﻫﺔ ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﺑﻪ«. »ﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ«. »ﻻ«. »روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن«. ُ ٌ واﺛﻘﺔ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﺳﺘُﺼﺒﺢ ﻣﺬﻳﻌﺔ اﻷﺧﺒﺎر املﺠﻨﻮﻧﺔ اﻟﺘﻲ ُﻗ ِﺘ َﻠﺖ .أﻧﺎ »أﺟﻞ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .إﻧﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮ َع أﻋﲆ ﻛﺘﺐ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﺒﻴﻌً ﺎ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف«. 190 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﴩون »ملﺎذا ﺗﻘﻮﻟني إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ؟« ُ ﺳﻤﻌﺖ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒَﺖ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻋﻦ اﻟﺰﻧﻰ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« »ﻻ أﻋﻠﻢ ،أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ ُ ﻗﻠﺖ» :ﺻﺤﻴﺢ«. َ ﺑﻌﺪ إﻧﻬﺎء املﻜﺎملﺔ ،ﻓ ﱠﻜ ُ اﻟﻀﺤﻴﺔ املﻘﺼﻮدة اﺣﺘﻤﺎل أن ﺗﻜﻮن روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ﺮت أﻛﺜ َﺮ ﰲ ِ ٌ ﺿﺤﻴﺔ ﻣﻘﺼﻮدة واﺿﺤﺔ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﻄﻴﻮر اﻟﺜﻼث .وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻟﺠﺮاﺋﻢ ِ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻓ ﱠﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺗﺸﺎرﱄ ً أوﻻ .ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺤﺎﻛﺎ َة ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ ،وﻛﺎن وﺟﻮد ٍ ْ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ .إذا ﻗ ﱠﺮر أﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻗﺘﻞ روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ،ﻓﺈن ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻐﻄﻴﺘﻪ ﻃﺎﺋﺮ ﻣﺎ .وﻛﺎﻧﺖ روﺑﻦ ﻟﻠﺠﺮﻳﻤﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﺑﺎﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ﺿﺤﻴﱠﺘَني أُﺧﺮﻳني ﺑﺄﺳﻤﺎءٍ ﺗُﺸري إﱃ ٍ ً ﺿﺤﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻬﺎ أﺛﺎرت اﺳﺘﻴﺎءَ اﻟﻨﺎس .ﻟﻘﺪ دﻋَ ﺖ إﱃ اﻟﺰﻧﻰ ،وأﻓﺴﺪَت ﻛﺎﻻﻫﺎن ِزﻳﺠﺘَني ﻋﲆ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ. وﺣﻠﻤﺖ ﺑﺄﻧﻨﻲ ُ ُ ُ ﻛﻨﺖ ﻣﻄﺎ َردًا ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﺣﻠُﻢ ﻧﻤﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ. داﺋﻤً ﺎ .ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻛﻨﺖ ﺻﻐريًا ،ﻛﻨﺖ أرى ﻫﺬه اﻷﺣﻼم اﻟﺘﻲ أﻛﺘﺸﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺠﺄ ًة أن واﻟﺪيﱠ ً ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﻬﺮوب ﻣﻨﻬﻢ. ﻛﻨﺖ وﺣﻮﺷﺎ ،وﺑﺄﻧﻨﻲ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻲ وأﺳﺎﺗﺬﺗﻲ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺻﺎروا ﰲ أﺳﻮأ اﻷﺣﻼم ،ﻛﻨﺖ أﺟ ُﺪ ﻧﻔﴘ ﻋﺎﺟ ًﺰا ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ ،ﺳﺎﻗﺎي ﺛﻘﻴﻠﺘﺎن ،وﻗﺪَﻣﺎي ﻋﺎﻟﻘﺘﺎن ﻇﻬﺮ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﻛﺎن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻟﻢ أﻛﻦ أﻫ ُﺮب ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﺑﺎﻷرض .ﰲ ﺣُ ﻠﻤﻲ ،ﺑﻌﺪ ِ ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ إﱃ ﺟﺎﻧﺒﻲ ،وﻛﻨﺎ ﻧﺤﺎول اﻟﻬﺮوبَ ﻣﻌً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺸﺪ اﻟﻘﺎﺗﻞ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ُ رﻛﻀﺖ إﱃ اﻟﺤﻤﱠ ﺎم ﻣﻌﺘﻘﺪًا أﻧﻨﻲ ﻗﺪ اﺗﻘﻴﱠﺄ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ. اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ، ُ ُ ﺑﻨﻄﺎل ﻏﺎﻣﻖ أدﺧﻠﺖ ﻗﻤﻴﴢ اﻷزرق ذا املﺮﺑﱠﻌﺎت ﰲ ارﺗﺪﻳﺖ ﻣﻼﺑﴘ ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎء، ٍ ارﺗﺪﻳﺖ ﺳﱰﺗﻲ ا ُمل ﱠ ُ ﻔﻀﻠﺔُ ،ﺳﱰة ﻣﻦ اﻟﻜﺸﻤري ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺳﻮد ذات رﻗﺒﺔ ﻗﺼري ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻦ ،ﺛﻢ ُ ُ وﻗﻔﺖ أﻣﺎم ﻣﺮآ ٍة ﺗﺼﻞ إﱃ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،آﺧِ َﺮ ﻫﺪﻳ ٍﺔ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻠري ﰲ ﻋﻴﺪ املﻴﻼد ﻗﺒﻞ وﻓﺎﺗﻬﺎ. ُ ﺳﺄﻟﺖ ﻛﻠري ﻛﻴﻒ أﺑﺪو .ﻗﺎﻟﺖ» :ﺗﺒﺪو راﺋﻌً ﺎ .أﻧﺖ ﺗﺒﺪو راﺋﻌً ﺎ دوﻣً ﺎ«. اﻷرض ،وﰲ ذﻫﻨﻲ ﺗﺨﻴﱠﻠﺘُﻬﺎ ﺗُﻤ ﱢﺮر أﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻣﺘﺨ ﱢﻠ ًﻠﺔ ﺷﻌﺮي اﻟﺮﻣﺎدي اﻟﻘﺼري. ﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ» :ﻣﺎذا ﻳﺠﺐ أن أﻓﻌﻞ؟ ﺑﺸﺄن ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻫﺬه؟« ﻗﺎﻟﺖ» :إﻧﻬﺎ َﻓﻮْﺿﺎك .وﻋﻠﻴﻚ إﺻﻼﺣﻬﺎ«. ﻛﺎن ﻫﺬا ﺷﻴﺌًﺎ اﻋﺘﺎدَت ﻗﻮﻟﻪ ،ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮل ذﻟﻚ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸري داﺋﻤً ﺎ إﱃ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ. َ اﻋﱰﻓﺖ ﱄ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻮ ﱠر َ ﻃﺖ ﰲ املﺨﺪﱢرات ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .أﺧﱪﺗُﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺑﻌﺪ أن ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ املﺴﺎﻋﺪة ،ﻓﻘﺎﻟﺖ» :آه ،ﱠ ُ اﻋﺘﺪت أن ﻛﻼ .إﻧﻬﺎ َﻓﻮﺿﺎي اﻟﻠﻌﻴﻨﺔ وﻋﲇ ﱠ إﺻﻼﺣُ ﻬﺎ ﺑﻨﻔﴘ«. ً ﺷﺨﺼﺎ ﺟﻴﺪًا، أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ أن ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ — ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻋﱰاﻓﻬﺎ ﺑﺈﺧﻔﺎﻗﺎﺗﻬﺎ — ﻛﺎﻧﺖ 191 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻮﺿﻮﻳﱠﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻛﺎن أﻫﻢ ﳾء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻟﻜﻨﻨﻲ اﻵن ﺗﺠﻨﱡﺐ املﻮاﺟﻬﺔ ،وﻋﺪم إزﻋﺎج اﻟﻨﺎس ،وإﻟﻘﺎء ﻛ ﱢﻞ اﻟﻠﻮم ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻛﺎن ﻻ ﺑﺄس ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻦ إﻳﺬاء ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺒﺬل ُﻗﺼﺎرى ﺟﻬﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺆذيَ أيﱠ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ. َ ً ﻣﺠﺎﻻ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﺠﻨﱡﺐ اﻟﺼﺪاﻣﺎت .وذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺪَع ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺗﻮﺟﱡ ﻬﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻫﻮ أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻼﻋﺘﻨﺎء ﺑﻬﺎ. »إﻧﻬﺎ ﻓﻮﺿﺎي اﻟﻠﻌﻴﻨﺔ«. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﻄﺌﺔ. 192 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﴩون ﱠ ُ ُ ووﺟﺪت أن اﻟﺜﻠﻮج ﻗﺪ ازدادت .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻠﻮج اﻵن أﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ اﻟﻄﻘﺲ، ﻏﺎدرت املﻨﺰ َل دون أن ﻛﺘﻞ ﻛﺜﻴﻔﺔ ،ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻷﺷﺠﺎر واﻟﺸﺠريات ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺬوب ﻋﲆ اﻷرﺻﻔﺔ واﻟﻄﺮق. ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﰲ ٍ ُ ﻣﺘﺠﺮ ﻧﺒﻴ ٍﺬ ﰲ ﺷﺎرع ﺗﺸﺎرﻟﺰ، ذﻫﺒﺖ إﱃ ﻗﺒﻞ أن أﺗﻮﺟﱠ ﻪ إﱃ ﻣﻨﺰل ﺑﺮاﻳﻦ ﰲ ﺳﺎوث إﻧﺪ، ِ واﺑﺘﻌﺖ ﻗِ ﻨ ﱢ ً ُ ﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﺬ »ﺑﺘﻴﺖ ﺳرياه« .ﻛﻨﺖ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺧﺎرج املﺘﺠﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ُ اﺑﺘﻌﺖ زﺟﺎﺟﺔ ﻣﻦ »زواك« ،وﻫﻮ ﻣﴩوبٌ ﻛﺤﻮﱄ ﻋُ ﺸﺒﻲ ﻣﺠَ ﺮي أﺣﺒﱡﻪ .ﺛﻢ ِﴎ ُت إﱃ اﺳﺘﺪرت. »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﺑﺮاﻧﺪون وإﻳﻤﻴﲇ ﻳﺴﺘﻌﺪﱠان ﻹﻏﻼق املﺘﺠﺮ ﺑﺤﻠﻮل اﻟﻠﻴﻞ .وﻗﺒﻞ أن ً ُ ﻟﺤﻈﺔ ،أﺣﺪ ُﱢق ْ ﻋﱪ اﻟﻨﺎﻓﺬة إﱃ اﻟﻮﻫﺞ اﻟﺪاﻓﺊ ملﺘﺠﺮ وﻗﻔﺖ ﺑﺎﻟﺨﺎرج ﰲ اﻟﺜﻠﺞ أدﺧﻞ إﱃ املﺘﺠﺮ، ِ أﺳﺘﻄﻊ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ .ﻛﺎن ﺑﺮاﻧﺪون ﻳﺘﺤﺪﱠث إﱃ أﺣﺪ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺳﻤﺎع اﻟﺪويﱢ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﺼﻮﺗﻪ َ ُ ﺳﻤﺎع اﻟﻜﻠﻤﺎت ِ ﻃﻮال املﺴﺎﻓﺔ ﺧﺮوﺟً ﺎ إﱃ ﻧﻔﺴﻬﺎ، اﻟﺸﺎرع .ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻤﻴﲇ ﰲ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺗﺘﺤﺮك ذﻫﺎﺑًﺎ وإﻳﺎﺑًﺎ ﺧﻠﻒ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﺪﻓﻊ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﺎﱄ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻷوﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ — ﻣﻮ ﱠ َ ﻇﻔﻲ ﻣﺘﺠﺮ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﻟﺒﻴﻊ وﻧﻬﺎر اﻟﺴﺒﺖ ﻫﻲ ُ وﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻐﺮاﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺨﺎرج أﻧﻈ ُﺮ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ .ﻛﺎن اﻟﻜﺘﺐ — ﻧﻌﻤﻞ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ، اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻮاﺻﻞ ﺗﻘﺪﱡﻣﻪ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ. َ ﻋﱪ اﻟﺒﺎب وﺣﻴ ُ ُ اﻧﺪﻓﻌﺖ ْ ﻗﻨﻴﻨﺔ اﻟﺰواك. ﱠﻴﺖ ﺑﺮاﻧﺪون ﺑﺄن ﻋ َﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ً ٍ ﻣﻄﻴﻼ اﻟﻜﻠﻤﺔ» :ﻣﺎاااذا؟« ﻋﺎل ﻗﺎل ﺑﺼﻮت ٍ ٌ »ﻋﺮض ﻟﻠﺴﻼم .أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ ﻷﻧﻨﻲ ﺗﻐﻴ ُ ُ ﱠﺒﺖ ﻛﺜريًا ﻣﺆﺧ ًﺮا .أﻧﺘﻢ ﻳﺎ رﻓﺎق ﻣَ ﻦ ﻗﻠﺖ: أﻧﺠﺰﺗُﻢ ﻛ ﱠﻞ اﻷﻋﻤﺎل«. ﻗﺎل» :أﺟﻞ ،أﻧﺠﺰﻧﺎﻫﺎ« ،وﻋﺎد ُﻟريي إﻳﻤﻴﲇ. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣُﺆ ﱢﻟ َ ﺒﺖ ﺑﺎﻟﺰﺑﻮﻧﺔ ،وﻫﻲ اﻣﺮأ ٌة ﺷﺎﺑﺔ ﺗﻌ ﱠﺮ ُ رﺣﱠ ُ ٍ رواﻳﺎت ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻔﺔ ﻗﺪ ﻗﺪﱠﻣَ ﺖ ﻧﺪو ًة ﰲ ﻣﺘﺠﺮﻧﺎ اﻟﻌﺎم املﺎﴈ .وﻗﺪ زاغ اﺳﻤُﻬﺎ ﻣﻨﻲ ﻓﺠﺄة. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻛﻴﻒ ﺗﺴري اﻷﻣﻮر؟« .ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎن ﻗﺎﺗﻤﺘﺎن ﻛﺒريﺗﺎن وﻣﺘﻘﺎرﺑﺘﺎن ،ﰲ ٍ وﺟﻪ ﻧﺤﻴﻞ .وﻗﺪ ﺟﻌَ َﻠﺘﻬﺎ َﻓ ْﺮ ُ ٌ ﺷﺨﺺ رﺑﻤﺎ ﻗﺔ ﺷﻌﺮﻫﺎ اﻷﺳﻮد اﻟﻨﺎﻋﻢ ﰲ املﻨﺘﺼﻒ ﺗﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ َ رﺳﻤﻪ إدوارد ﺟﻮري. ُ ﻗﻠﺖ» :اﻷﻣﻮر ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام .ﻣﺎ اﻟﺠﺪﻳ ُﺪ ﻟﺪﻳﻚ؟« ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺮد ،ﺳﺤﺐ ﺑﺮاﻧﺪون إﻳﻤﻴﲇ ﻣﻦ املﻜﺎﺗﺐ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ وراح ﻳُﻨﺎدﻳﻨﻲ. ﻗﺎل» :أﻧﺖ ً أﻳﻀﺎ ﻳﺎ ﺟني« .وﻓﺠﺄ ًة ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﺮت اﺳﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ :ﺟني ﺑﺮﻧﺪرﺟﺎﺳﺖ .ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ َ رواﻳﺔ ﻏﻤﻮض ﺗُﺪﻋﻰ »اﻟﺒﻮﻣﺔ ﺳﺘﻨﺤﺪر«ِ .ﴎﻧﺎ إﱃ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﺑﺮاﻧﺪون ﻳﺴ ُﻜﺐ ﺟﺮﻋﺎت ﻛﺘﺒَﺖ اﻟﴩاب ﰲ أﻛﻮاب املﺎء اﻟﺼﻐرية اﻟﺘﻲ ﻧﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﺨﻠﻒ. ﱡ ُ ِ ﻟﺘﺼﻔﺢ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ ،واﻧﺘﻬﻰ ﺑﻚِ اﻷﻣﺮ إﱃ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ »ﺟﺌﺖ ﻗﻠﺖ ﻣﺨﺎﻃﺒًﺎ ﺟني: ﺟﺮﻋﺔ ﴍاب«. ﱠ وﺗﻮﻫﺞ وﺟ ُﻪ إﻳﻤﻴﲇ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ اﻵن ﻗﺎل ﺑﺮاﻧﺪون» :إﻧﻬﺎ أﺣ ُﺪ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ«، ﴍاﺑﻬﺎ ﺑﺤُ ﻤﺮة داﻛﻨﺔ .ﻧﻈﺮ ﺑﺮاﻧﺪون إﻟﻴﻬﺎ ﺛﻢ إﱄ ﱠ وﻗﺎل» :أوه«. ﻗﺎﻟﺖ إﻳﻤﻴﲇ» :أﻧﺎ وﺟني ﻳﺮى أﺣﺪُﻧﺎ َ اﻵﺧﺮ«. ُﻔﴪ ملﺎذا َ ُ ﻗﻠﺖ» :ذﻟﻚ ﻳ ﱢ ﺗﻀﻌني داﺋﻤً ﺎ ﻛﺘﺐَ ﺟني ﻋﲆ اﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ« .واﻵن ﺑﺪَت ﺟني ً ﻣﺤﺮﺟﺔ ً ﻛﻨﺖ أﻣﺰحُ ﻓﻘﻂ .ﴍﺑﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻷرﺑﻌﺔُ . وﻗﻠﺖ إﻧﻨﻲ ُ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻧَﺨﺐ أﻳﻀﺎ ،واﻋﺘﺬ َرت، أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«. أﻋﺮف ٍّ ُ اﻗﺸﻌ ﱠﺮت إﻳﻤﻴﲇ وﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ زواكُ . ﺣﻘﺎ ،وﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪا ﻗﻠﺖ إﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﻟﻠﻄﻘﺲ ،ﻣﺜﻞ ﳾء ﻗﺪ ﻳُﺤﴬه ﻟﻚ أﺣ ُﺪ ﺳﻜﺎن ﺳﺎﻧﺖ ﺑﺮﻧﺎرد إذا َ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺎﴏًا ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺪ ًة أﻃﻮل ً ُ ُ رﻓﻀﺖ ﴍاﺑًﺎ آﺧﺮ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﻘﱰب ﻗﻠﻴﻼ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎر ﺟَ ﻠﻴﺪي. ٍ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ،وﻗﺖ إﻏﻼق املﺘﺠﺮ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ املﻔﱰض أن أﻛﻮن ﻓﻴﻪ ﰲ ُ ُ أﻋﺮف ﻓﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻷﻣﺎن ﰲ املﺘﺠﺮ ،وﻟﻢ أﻛﻦ ﺳﺎوث إﻧﺪ .ﻟﻢ أرﻏﺐ ﻓﺠﺄ ًة ﰲ اﻟﺬﱠﻫﺎب. ً ُ رﺳﺎﻟﺔ ﱢ ﻧﺼﻴﺔ إﱃ ﺗﻴﺲ ،وأﺧﱪﺗُﻬﺎ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻛﻮن أرﺳﻠﺖ اﻟﺬي ﺳﻴﺤﺪث ﰲ ﻣﻨﺰل ﺑﺮاﻳﻦ وﺗﻴﺲ. ُ ﺳﺎﻋﺪت ﺑﺮاﻧﺪون وإﻳﻤﻴﲇ ﰲ إﻏﻼق املﺘﺠﺮ .ﺑﻘﻴَﺖ ﺟني ﰲ ﻫﻨﺎك ﻗﺮب اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﻨﺼﻒ ،ﺛﻢ ﻨﻬﻲ إﻳﻤﻴﲇ ﻣﻨﺎوﺑﺘﻬﺎ. اﻟﺠﻮار ،ﰲ اﻧﺘﻈﺎر أن ﺗُ َ ﺑﺤﻠﻮل اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ أﺳري ﻓﻴﻪ ْ ﻋﱪ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﻛﻮﻣﻮن ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺳﺎوث إﻧﺪ ،ازدادَت ً اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ،وﻛﺎن اﻟﺜﻠﺞ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎملﻤ ﱠﺮات املﺮﺻﻮﻓﺔ .ﻣ َﺮ ُ رت ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة 194 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﴩون اﻟﺘﺰﻟﺞ »ﻓﺮوج ﺑﻮﻧﺪ« ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻀﺎء ًة وﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎملﺘﺰ ﱢﻟﺠني ،ﺛﻢ َ ﻋﱪ ُت ﺷﺎرع ﺗﺮﻳﻤﻮﻧﺖ ،ﺛﻢ ﺷﺎرع ً وﺻﻮﻻ إﱃ ﺳﺎوث إﻧﺪ .ورﻏﻢ اﻟﻄﻘﺲ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻛﺎﻧﺖ ﺣﺸﻮ ُد اﻟﻨﺎس ﰲ ذا ﺑﺎﻳﻚ، ﻣﻨﺰل ﻣﻦ اﻟﻘﺮﻣﻴﺪ ذي واﺟﻬﺔ اﻟﺨﺎرج ﺗﻤﻸ املﻄﺎﻋﻢ واﻟﺤﺎﻧﺎت .ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻮري ﺗﻌﻴﺶ ﰲ ٍ ُ ﺿﻐﻄﺖ ﻋﲆ ﺷﺎرع ﺳ َﻜﻨﻲ .وﻛﺎن ﺑﺎﺑﻬﻢ اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻣﻄﻠﻴٍّﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷزرق اﻟﺪاﻛﻦ. ﻗﻮﺳﻴﺔ ﰲ ٍ ُ وﺳﻤﻌﺖ رﻧﻴﻨًﺎ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ. ﺟﺮس اﻟﺒﺎب َ ُ ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ وأﻧﺎ أﻧﺎوﻟﻬﺎ زﺟﺎﺟﺔ اﻟﻨﺒﻴﺬ» :ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﺎل« ،وﺗﻤﻨ ﱠ ُ أﺣﴬت ﻟﻬﺎ ﻴﺖ ﻟﻮ ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ» .ﺗﻌﺎ َل ،اﻏﺘﻨﻢ َ ﺑﻌﺾ اﻟﺪفء .ﻳَﻌُ ﱡﺪ ﺑﺮاﻳﻦ املﴩوﺑﺎت ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي«. ﺷﻴﺌًﺎ أﻛﺜ َﺮ ُ ٍ ﺻﻌﺪت ﱡ ﺑﺄﻏﻠﻔﺔ ﻣﱪوَزة ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ إﻟﻴﺲ اﻟﺴ ﱠﻠﻢ اﻟﻀﻴﻖ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺪران ﻣُﺰﻳﱠﻨﺔ َ ُ ُ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ اﻟﻜﺒري َة ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ. ودﺧﻠﺖ اﺳﺘﺪرت ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ .وﻋﻨﺪ أﻋﲆ اﻟﺪ َرج ﻛﺎن ﺑﺮاﻳﻦ ﻳﻘﻒ ﻣُﺤﺪ ًﱢﻗﺎ إﱃ املِ ﺪﻓﺄة ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪَت اﻟﻨﺎ ُر ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﺷﺘﻌﻠﺖ ﻟﻠﺘﻮُ . ﻗﻠﺖ: »ﻣﺮﺣﺒًﺎ ،ﺑﺮاﻳﻦ«. ُ ﱡ اﻟﺘﻔﺖ .ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ ً ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ﺑﻴﺪه اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .ﻗﺎل» :ﻣﺎذا ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺣﴬ ﺰاﻧﺔ ﰲ ﻣﺴﺘﻮى َ ُ وﻗﻠﺖ ﻟﻪ إﻧﻨﻲ ﺳﻮف أﺣﺘﴘ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ .ﻣﻦ ﺧِ ٍ اﻟﺨﴫ ،ﺳﻜﺐ اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ﻟﻚ؟« ً ﺛﻠﺞ ﺻﻐريًا ﻣﻦ دﻟﻮ، ﻛﺄس زﺟﺎﺟﻴﱠ ٍﺔ ﻗﺼرية، ﻣﻦ اﻟﺪورق اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ اﻟﺒﻠﻮري ﰲ ٍ ﻣﻀﻴﻔﺎ ﻣﻜﻌﺐَ ٍ وأﺣﴬه إﱄ ﱠ .ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻘﻬﻮة ﺑني أرﻳﻜﺘني ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻗﺎﻟﺐٌ ﺧﺸﺒﻲ ﺑﻪ ﺟُ ﺒﻦ وﻣﻘﺮﻣﺸﺎت. ﺟﻠﺴﻨﺎ ،ووﺿﻊ ﻣﴩوﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﱠﻜﺊ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋﲆ ﺑﺴﻜﻮﻳﺖ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻛﻴﻒ ﺣﺎل ذراﻋﻚ؟« ُ ُ ﻋﺸﺖ ،ﻓﺴﻴﺘﱠﻀﺢ ﻟﻚ أن ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ أﻧﻚ ﺳﻮف ﺗﻌﺘﺎد »إذا ﻗﺪﱢر ﻟﻚ أن ﺗﻌﻴﺶ ﻗ ْﺪ َر ﻣﺎ ﻓﺤﺴﺐُ ﻋﲆ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻚ ذراﻋﺎن ،وﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﻔﻘﺪ إﺣﺪاﻫﻤﺎ .ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻣﺆﻗﺘًﺎ«. »ﺗﻴﺲ ﺗُﻘﺪﱢم ﻳ َﺪ اﻟﻌﻮن«. »ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻧﻌﻢ ،إﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺪَﻋﻨﻲ أﻧﴗ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﱠ ﻛﻼ ،أﻧﺎ أﻣﺰح. أﺧﱪﻧﻲ ﻋﻦ املﺘﺠﺮ .ﻛﻴﻒ ﺣﺎ ُل اﻟﺒﻴﻊ؟« ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺪ وﺟﻮدﻫﺎ ﻫﻨﺎِ . َ َ وﺟﻠﺴﺖ ﻋﲆ ﺣﺎﻓﺔ اﻷرﻳﻜﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ،ﺛﻢ ﺻﻌﺪَت ﺗﻴﺲ اﻟﺪ َرج ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻋﻦ املﺘﺠﺮ اﻟﺘﻲ ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺮاﻳﻦ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪي املﺌﺰر وﻛﺎن وﺟﻬُ ﻬﺎ أﺣﻤ َﺮ ﻻﻣﻌً ﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ داﺧﻞ أواﻧﻲ اﻟﻄﻬﻲ .ﻛﺎن ﻛﻠﺐُ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻮري — وﻫﻮ ﻛﻠﺐُ ﺻﻴ ٍﺪ ﱠ ﻣﺮﻗﻂ ﻳُﺪﻋﻰ ﻫﻤﻔﺮي — ﻗﺪ ﺗ ِﺒﻊ ﺗﻴﺲ إﱃ اﻟﻐﺮﻓﺔ ،وﺑﻌﺪ أن ﺗﺸﻤﱠ ﻢ ﻳﺪي املﻤﺪود َة ﻣﺪ ًة وﺟﻴﺰة ﺑﺪأ ﻳﺤﻮم ﺣﻮل ﻟﻮح اﻟﺠُ ﺒﻦ. آن واﺣﺪ» :ﻫﻤﻔﺮي« ،ﻓﻌﺎد ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻋﲆ ﻓﺨﺬَﻳﻪ ،وراح ﻗﺎل ﻛ ﱞﻞ ﻣﻦ ﺑﺮاﻳﻦ وﺗﻴﺲ ﰲ ٍ ﻳﴬب اﻷرض ﺑﺬﻳﻠﻪ. 195 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ُ وأﺧﺬت أﺗﻔﺤﱠ ﺼﻬﻤﺎ وﻫﻲ ﺗﺮد .ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺗﻴﺲ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎذا ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﺸﺎء؟« ﻷﻣﺮ ﻣﺎ .راﻗﺒﻬﺎ ﺑﺮاﻳﻦ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳُﺮاﻗﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﴩﻗﺘَني ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺤﻤﱢ ﺴﺔ ٍ ً ﻣﴩوب آﺧﺮ. ﻧﺎدﻻ ،ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﻃﻔﻴﻒ ،إﱃ أن ﻳﺤﺘﺎج ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ إﱃ ٍ ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻐﺎدر» :ﻓﻠﺘﺤﺘﺴﻴﺎ ﻣﴩوﺑًﺎ َ آﺧﺮ ،ﻛﻼﻛﻤﺎ ،ﺛﻢ اﻧﺰﻻ إﱃ اﻟﻄﺎﺑﻖ ﱡ اﻟﺴﻔﲇ ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎء« .وﺿﻐ َ ﻄﺖ ﻋﲆ ﻛﺘﻔﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣ ﱠﺮت ﺑﻲ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺪ َرج ،ﺛﻢ ﴐﺑَﺖ ﻋﲆ ﻓﺨﺬﻫﺎ وﺗ ِﺒﻌﻬﺎ ﻫﻤﻔﺮي ﺧﺎرج اﻟﺒﺎب. َ ُ ُ وأﺧﺬت ﻛﺄس ﺑﺮاﻳﻦ اﻟﻔﺎرﻏﺔ وﻛﺄﳼ إﱃ ﺧِ ﺰاﻧﺔ ﻗﻠﺖ» :ﺳﺄﺣﺼﻞ ﻟﻨﺎ ﻋﲆ واﺣﺪة«، وﺳﻜﺒﺖ ﺳﻜﻮﺗﺶ ﰲ ﻛﺄﺳﻪ ﺑﻤﻘﺪار إﺻﺒﻌَ ني وأﻗﻞ ً ُ ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ﻛﺄﳼ. املﴩوﺑﺎت اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺔ. ُ أﺿﻔﺖ اﻟﺜﻠﺞ إﱃ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ ﻣﴩوﺑَﻴﻨﺎ ﺛﻢ أﻋﺪﺗُﻬﻤﺎ. ٌ ﻗﺎل ﺑﺮاﻳﻦ» :ﺳﻮف أُﺧﺮجُ اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺮاﺋﻊ ً ﺧﻤﺴﺔ ﻻﺣﻘﺎ .ﻟﺪيﱠ ﻗِ ﻨﱢﻴﻨﺔ ﺗﺎﻟﻴﺴﻜﺎر ﻋﻤ ُﺮﻫﺎ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻫﻨﺎ«. وﻋﴩون ﻋﺎﻣً ﺎ ﰲ ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻻ ﺗُﺒﺪﱢدﻫﺎ ﻋﲇﱠ .ﻓﻬﺬا ﻣﺬاﻗﻪ ﺟﻴﺪ«. »ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻧﺤﻦ ﻧﴩب ﺳﻜﻮﺗﺶ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻷﺳﺒﻮع وﻣﺎ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺨﻄﺌًﺎ ،ﻓﺎﻟﻴﻮم ﻫﻮ اﻟﺠﻤﻌﺔ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺗﻴﺲ .ﺳﺄﺧﺮج ﺷﻴﺌًﺎ أﻓﻀ َﻞ ً ﻻﺣﻘﺎ«. ُ ﻛﺘﺎب ﻋﻦ اﺣﺘﺴﺎء اﻟﺨﻤﻮر؟« ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻓ ﱠﻜﺮت ﻳﻮﻣً ﺎ ﰲ ﺗﺄﻟﻴﻒ ٍ »ذﻛﺮ ﱄ وﻛﻴ ُﻞ أﻋﻤﺎﱄ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﺪة ﻣﺮات .ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﻣَ ﻦ ﺳﻴﺸﱰﻳﻪ، وﻟﻜﻦ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻗﺪ أﺳﺘﻔﻴﺪ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي أﺿﻴﱢﻌﻪ ﰲ اﺣﺘﺴﺎء اﻟﴩاب«. ُ ُ أﻋﺪت ﻗﺮاء َة »ﻋني اﻟﻬﺪف« ﻟﻠﺘﻮ«. ﻗﻠﺖ» :ﻗﺒﻞ أن أﻧﴗ ،ﻟﻘﺪ ﱠ ُ أﺳﺘﺸﻒ ﻣﻦ وﺟﻬﻪ أﻧﻪ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﻗﺎل» :وﻣﺎ اﻟﺬي دﻓﻌﻚ إﱃ ﻓِ ﻌﻞ ﻫﺬا؟« .وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﺎن ﻣﴪو ًرا. ﱠ ُ ُ وﺑﺪأت ﰲ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ .وﻟﻢ »ﻛﻨﺖ أﺗﺼﻔﺢ ﻛ ﱠﻞ اﻟﻨﺴﺦ اﻟﺘﻲ ﻟﺪيﱠ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻚ ،وﻓﺘﺤﺘُﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮ ﱠ ُ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻨﻬﺎ«. أﺗﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ »ﻧﻌﻢ ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ املﺎﴈ أﻋﺘﻘﺪ أن إﻟﻴﺲ ﻛﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻘﺘﻞ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص. َ ُ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب .ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ،ﻻ ﻳﺰال ﻟﺪيﱠ ﻗ ﱠﺮاء ﻳُﺮﺳﻠﻮن إﱄ ﱠ رﺳﺎﺋﻞ ﻟﻴُﺨﱪوﻧﻲ أﻧﻬﻢ أﺣﺒﺒﺖ ﱠ وأﺗﻠﻘﻰ رﺳﺎﺋ َﻞ ﺗُﺨﱪﻧﻲ أﻧﻪ اﻟﴚء اﻟﺠﻴﺪ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻈﺎﻫﺮون ﺑﺄن اﻟﻜﺘﺎب ﻏريُ ﻣﻮﺟﻮد. ﻛﺘﺒﺘُﻪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق«. »ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻻ ﻳُﻤﻜﻨﻚ إرﺿﺎءُ اﻟﺠﻤﻴﻊ َ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ«. 196 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﴩون ﻛﺘﺒﺖ »ﻋَ ني اﻟﻬﺪف« أﻧﻨﻲ ﻋ َﺮﺿﺘُﻬﺎ ﻋﲆ وﻛﻴﻞ أﻋﻤﺎﱄ ً ُ أوﻻ. »إﻧﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ِ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗ ْﺮﻛﻬﺎ ﻣﻦ وﻛﻴﲇ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻫﻞ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ ﺑﻮب دراﺷﻤﺎن؟ ﻟﻘﺪ أﺧﱪﻧﻲ أﻧﻪ ﻟﻢ ً ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﻠﺐ؛ ﻫﻜﺬا ﻗﺎل ﱄ .ﺳﻮف ﺗﺨﴪ ﻳﺪه ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻨﴩوﻫﺎ أﺑﺪًا .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻟﻴﺲ ﻧﺼﻒ ﻗ ﱠﺮاﺋﻚ .أﺧﱪﺗُﻪ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ أﺧﴪ اﻟﻨﺼﻒ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﺳﺘﻌﻴﺪ ِﺿﻌﻒ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد .وﻗﺪ ﻃﻠﺐ َ ُ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ أﺧﺮى«. أﺿﻔﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﺴﻮﱠد ًة ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺪﻳﺪ َة اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻗﻠﺖ» :أيﱡ واﺣﺪة؟« »ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺬ ﱡﻛﺮ .ﱠ ﻛﻼ ،ﺑﻞ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ .أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﺣﺘﺠﺰﺗﻪ ﰲ اﻟﻔﺮﻳﺰر وﺗﺮﻛﺘﻪ ﻫﻨﺎك .أﺟﻞ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ؛ ﻷن ﺑﻮب اﻋﱰف ﺑﺄﻧﻪ أﺣﺐﱠ ذﻟﻚ املﺸﻬﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮأ اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺧري. ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،أﺧﱪﺗُﻪ أن ﻳﺮﺳﻞ املﺴﻮﱠدة إﱃ دار اﻟﻨﴩ وإﻻ ﻓﺴﻮف أﺑﺤﺚ ﻋﻦ وﻛﻴﻞ آﺧﺮ، وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ أرﺳﻠﻬﺎ .ﻧﴩوﻫﺎ ،وﺧﻤﱠ ﻦ ﻣﺎذا ،واﺻﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺴريﺗﻪ«. َ ﺿﺎﻋﻔﺖ ﻋﺪد ﻗﺮاﺋﻚ«. »وﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ُ وﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ ﺟﺎﺋﺰة إدﺟﺎر ،وﻫﺬا ﻣﺎ »ﻻ ﻋﻠﻢ ﱄ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻘﺪ اﻟﻜﺜريَ ﻣﻨﻬﻢ. ﻛﺎن«. »إﻧﻪ ﻛﺘﺎبٌ ﺟﻴﺪ«. ﻗﺎل» :ﺷﻜ ًﺮا ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﺎل«. اﻟﺴﻴﺎق ِ ِ ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻛﺘﺎب اﻧﺘﻘﺎم آﺧ َﺮ ﻹﻟﻴﺲ؟« ﻛﺘﺎب آﺧ َﺮ ﰲ ﺗﺄﻟﻴﻒ »أﻟﻢ ﺗﺮﻏﺐ ﻗﻂ ﰲ ٍ ِ »ﻛﻼ ،ﻟﻴﺲ ٍّ ﱠ ﺣﻘﺎ .اﻷﻣﺮ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻘﻴﺎ ُم ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻮى ﻣﺮ ٍة واﺣﺪة ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻌﺮف ً ﺷﺨﺼﺎ ﻗﺘﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﻔﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ أن إﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ .ﻟﻜﻦ إذا دﺧ َﻠﺖ ﰲ ﻓﻮرة ٍ ﺷﺨﺼﺎ آﺧ َﺮ .ﱠ ﻛﻼ ،ذﻟﻚ ﻳﺤﺪُث ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ .ﱠ ً إن ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﻨﻔﻄﺮ ﻓﺘﺴﻌﻰ ﺗﺤﺒﱡﻪ ،ﻓﺴﺘﻜﻮن ً إﱃ اﻟﺜﺄر ،وﻫﻲ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أﺑﺪًا أن ﺗﺪ َع ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى. وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ أ ﱠﻟ ُ ﻔﺖ ﻛﺘﺎﺑًﺎ دوﻧﻬﺎ ﰲ إﺣﺪى املﺮات ،ﻫﻞ أﺧﱪﺗُﻚ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟« ﻛﺎن ﻗﺪ أﺧﱪﻧﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻟﻜﻨﻲ أﺧﱪﺗُﻪ أﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ. ً ُ رواﻳﺔ ﻣﻨﻔﺮدة .أﻇﻦ أن ذﻟﻚ ﻛﺎن ﺑﻌﺪ ﻣُﴤﱢ ﻋﺎﻣني ﻋﲆ رواﻳﺔ »ﻋني ﻛﺘﺒﺖ »ﻧﻌﻢ ،ﻟﻘﺪ اﻟﻬﺪف« .ﻛﺎن ﻛﺘﺎبَ اﻧﺘﻘﺎ ٍم َ آﺧﺮ ﻟﻜﻦ ﻫﺬه املﺮة ﻛﺎن اﻟﺒﻄ ُﻞ ً ﴍﻃﻲ ﻣﻦ ﺟﻨﻮب ﺑﻮﺳﻄﻦ رﺟﻼ. ﱞ ٍ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ اﻷﻳﺮﻟﻨﺪﻳني .ﻓﻴﺘﺘﺒﱠﻌﻬﻢ ﺗﺘﻌ ﱠﺮض زوﺟﺘﻪ ﻟﻼﻏﺘﺼﺎب واﻟﻘﺘﻞ ﻋﲆ ﻳ ِﺪ ً ُ ُ وأدرﻛﺖ وﻳﻘﴤ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﺘُﻪ ﰲ ﻏﻀﻮن أﺳﺒﻮﻋَ ني ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﺛﻢ ﻗﺮأﺗﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى، َ ُ ُ وﻧﺴﻴﺖ أﻣﺮه«. ﻛﺘﺎﺑﺔ »ﻋَ ني اﻟﻬﺪف« ﻛﻠﻴٍّﺎ .وﻣﻦ ﺛﻢﱠ ،وﺿﻌﺘُﻪ ﰲ دُرﺟﻲ أﻋﺪت أﻧﻨﻲ ﻗﺪ »أﻣﺎ َ زﻟﺖ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻪ؟« 197 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎل وﻫﻮ ﻳﺤ ﱡﻚ ﺟﺎﻧﺐَ أﻧﻔﻪ املﻄﺎﻃﻲ» :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ،ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺣني ُ ﻛﻨﺖ أﻋﻴﺶ ﻣﻊ ﻣﺎري ﰲ ُ أﻟﻘﻴﺖ ﺑﻪ؛ ﻧﻴﻮﺗﻦ؛ ﻟﺬا ﻣَ ﻦ ﻳﺪري إن ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺟﺪه ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎل أم ﻻ .ﻟﻜﻦ ،أﺟﻞ ،ﻻ أذﻛﺮ أﻧﻨﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ«. وﻟﺬا ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻫﻨﺎ ﰲ ٍ ً ﻗﺎدﻣﺔ إﱃ اﻟﻐﺮﻓﺔ» :ﻫﻞ ﺗﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ ﻣﺎري؟« .ﻟﻢ ﺗَﻌُ ﺪ ﺗﺮﺗﺪي املﺌﺰر ،وﺑﺪَت ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ، َ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ وﺿﻌَ ﺖ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ. ﻗﺎل ﺑﺮاﻳﻦ» :أﺟﻞ ،اﻷﻳﺎم اﻟﺨﻮاﱄ .ﻫﻞ اﻟﻌﺸﺎء ﺟﺎﻫﺰ؟« »اﻟﻌﺸﺎء ﺟﺎﻫﺰ«. ﻧﺰﻟﻨﺎ إﱃ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷرﴈ ،وﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ اﻟﻄﻌﺎم ﻋﲆ ﺿﻮء اﻟﺸﻤﻮع ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم املﻮﺿﻮﻋﺔ أﻣﺎم ﻧﺎﻓﺬ ٍة ﻧﺎﺗﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺋﻂ ،ﺗُﻄ ﱡﻞ ﻋﲆ اﻟﺸﺎرع .وﻛﺎن اﻟﻜﻠﺐ ﻫﻤﻔﺮي ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻰ ً ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﻤﻀﻐِ ﻬﺎ ﰲ ﻓِ ﺮاﺷﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺰاوﻳﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻴﺲ ﻗﺪ ﻃﻌﺎﻣً ﺎ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﻜﺎﻓﺄة ،وﻛﺎن َ ٍ زﺟﺎﺟﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻴﺬ ﻗﺒﻞ أﻋﺪﱠت ﺿﻠﻮﻋً ﺎ ﻗﺼرية ﻣﻄﻬﻴﺔ ،وﺑﻴﻨﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﺳﺘﻬﻠﻜﻨﺎ ﺛﻼث أن ﺗُﺤﴬ اﻟﺤﻠﻮى ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻄرية ﻛﻠﻴﻤﻨﺘني. ُ ِ ﺻﻨﻌﺖ ذﻟﻚ؟« ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ »ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! ﱠ ﻛﻼ .أﻧﺎ أﻃﺒﺦ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺧﺒﺰ .ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﻧﺒﻴﺬ ﺑﻮرت؟« ً ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ اﻟﺬي ﻧﺤﺘﺲ ﻗﺎل ﺑﺮاﻳﻦ وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﱄ ﱠ» :ﻻ ﻧﺮﻳﺪ .دﻋﻮﻧﺎ ِ ً ﺗﺤﺪ َ ﺳﺎﺑﻘﺎ .اﻟﺘﺎﻟﻴﺴﻜﺎر«. ﱠﺛﺖ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ» :ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ ﺗﻨﺎو ُل ذﻟﻚ .أﻣﺎ أﻧﺎ ،ﻓﺴﺄﺗﻨﺎول ﺑﻮرت«. ً واﻗﻔﺎ» :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ إﺣﻀﺎره ﻣﻦ أﺟﻠﻚ؟« واﺻﻄﺪﻣﺖ ﻓﺨﺬي ً ُ ﻗﻠﻴﻼ وﻧﻬﻀﺖ ﻗﻠﺘُﻬﺎ ﺑﺤﺎﻓﺔ اﻟﻄﺎوﻟﺔ. »ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﺎل ،ﺳﻴﻜﻮن ذﻟﻚ راﺋﻌً ﺎ .ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻮرت ﰲ ﻗﺒ ِْﻮﻧﺎ .ﺑﺮي ،أﺧﱪه أيﱡ زﺟﺎﺟﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳُﺤﴬﻫﺎ .واﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ«. ﱠ وﻧﺰﻟﺖ إﱃ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﲇ ً ُ ﺗﻠﻘ ُ أوﻻ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﺬ ﺑﻮرت .ﻟﻢ أﻧﺰل ﻴﺖ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻄﺐ ،واﻟﺠﺪران ﻣﻐ ﱠ ﺑﺎﻷﺳﻔﻞ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؛ ﻛﺎن اﻟﻘﺒﻮ ﺷﺒﻪ ﻣﺸ ﱠ ﻄﺎة ﺑﺎﻷﻟﻮاح اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺼﺒﻮﺑﺔ ﺑﺎﻷﺳﻤﻨﺖ ﻓﻘﻂ .وﻋﲆ اﻣﺘﺪاد أﺣﺪ اﻟﺠﺪران ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺧِ ُ ﺰاﻧﺔ ﻛﺘﺐ ٌ ُ ُ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻜﺘﺐ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري ،وﺟﻤﻴﻊ ووﺟﺪت أﻧﻬﺎ ذﻫﺒﺖ ﻹﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮ ٍة ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺿﺨﻤﺔ. ُ وﻗﻔﺖ أﺣﺪﱢق اﻟﻨﺴﺦ املﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻄﺒﻌﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ إﻟﻴﺲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ. ً ﻟﺤﻈﺔ ،ﻣُﺪر ًﻛﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ اﻟﻜﺜري ﻷﴍﺑﻪ ﻋﲆ اﻟﻌﺸﺎء .وﻗﺪ ﺟﻌَ ﻠﻨﻲ ﺿﻮءُ اﻟﻘﺒﻮ اﻟﺨﺎﻓﺖ ﺑﻬﺎ أﺷﻌﺮ وﻛﺄﻧﻨﻲ ﰲ ﺣُ ﻠﻢ .ﻛﺎﻧﺖ املﺤﺎدﺛﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺸﺎء ﻣُﺴ ﱢﻠﻴﺔ ،ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﻨﻲ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻦ ﺗﻴﺲ 198 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﴩون ِ ﻣﺴﺘﻤﻌً ﺎ ﻹﻫﺎﻧﺎﺗﻬﻤﺎ املﺘﺒﺎدَﻟﺔ اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء ،اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﻞ إﱃ املﻐﺎ َزﻟﺔ وﺑﺮاﻳﻦ ﺟﻤﻬﻮ ًرا ﻛﻨﺖ أﺗﻤﺎﻳﻞ أﻣﺎم ﱢ ً ﻗﻠﻴﻼ .ﻟﻜﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ُ رف اﻟﻜﺘﺐ ،ﻣﻤﺴ ًﻜﺎ ﺑﻤﺎ ﺑﺪا أﻧﻪ إﺻﺪا ٌر ورﻗﻲ روﳼ ﻣﻦ ﻇﻠﻠﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺤﺪ ُ ُ ﱠﺛﺖ ﻋﻨﻪ أﻧﺎ وﺑﺮاﻳﻦ أﺛﻨﺎء ﺗﻨﺎول اﻟﴩاب، »ﺣﺘﻰ ﺗﺆدي دَور اﻟﴩﻳﺮ«، َ ﺣﻮل ﻣﺪى اﺳﺘﻤﺘﺎﻋﻪ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ رواﻳﺎﺗﻪ ﻋﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎم اﻟﻌﻨﻴﻒ .وﻛﻴﻒ ﻛﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑًﺎ آﺧﺮ ً ﻣﻄﻠﻘﺎ .ﻛﻨﺖ أرﻏﺐُ ﰲ اﻟﻌﻮدة إﱃ ﺗﻠﻚ املﺤﺎدﺛﺔ. وﻟﻢ ﻳﻨﴩه ً ﻛﺎن اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺮﻓﻮف اﻟﻨﺒﻴﺬ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘ ﱡﺪ ﻣﻦ اﻷرض إﱃ اﻟﺴﻘﻒ .ﻟﻘﺪ أﺧﱪﻧﻲ ﺑﺮاﻳﻦ أن أﺑﺤﺚ ﻋﻦ زﺟﺎﺟﺔ ﺗﺎﻳﻠﻮر ﻓﻼدﺟﻴﺖ ﺗﺎوﻧﻲ ﺑﻮرت ،اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﰲ أﻋﲆ اﻟﻴﻤني .ﺳﺤَ ُ ٍ زﺟﺎﺟﺎت ﻗﺒﻞ أن أﺟﺪ اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ املﻨﺎﺳﺒﺔ وأُﺣﴬَ ﻫﺎ إﱃ املﻄﺒﺦ ﺒﺖ ﻋﺪة ُ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻴﺲ ﺗﻜﺪﱢس اﻷﻃﺒﺎق ﰲ ﻣﻐﺴﻠﺘﻬﻢ اﻟﻀﺨﻤﺔ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﻦ أﺟﻠﻚ«. ُ ﻟﻢ أﻓﺎﺟَ ﺄ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻜﺮﺗﻨﻲ ﺑﻌﺪ أن أﺧﺬت اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ،ﺛﻢ وﺿﻌﺘﻬﺎ ﻋﲆ املﻨﻀﺪة »ﴎرت ﺑﻮﺟﻮدك ﻫﻨﺎ ﻣﺎل ،أﺗﻤﻨﱠﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﻤﺘﻌً ﺎ ً ُ أﻳﻀﺎ«. وﺟﺬﺑﺘﻨﻲ ﻟﺘُﻌﺎﻧﻘﻨﻲ .ﻗﺎﻟﺖ: ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ«. ً ِ وأﺣﴬ ﻟﱪاﻳﻦ اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ﻟﻄﻴﻔﺎ» .اذﻫﺐ وﺿﻌَ ﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﲆ ﻓ ﱢﻜﻲ وأﺧﱪﺗﻨﻲ ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﱠ اﻟﺨﺎص ﺑﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳُﻔﻴﻖ .ﺳﺄﻓﺘﺢ زﺟﺎﺟﺔ اﻟﺒﻮرت«. ﱠ ُ ُ ٍ ﺟﻤﺮات ودﺧﻠﺖ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ .ﻛﺎن ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ِﺑﻀﻊ ﺻﻌﺪت اﻟﺪ َرج ُ ٍ ﻣﺸﻴﺖ إﱃ ﺧِ ﺰاﻧﺔ اﻟﺨﻤﻮر، ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﰲ ﻛﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎد .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻻ ﺗﺰال داﻓﺌﺔ. ُ واﻧﺤﻨﻴﺖ وﻓﺘﺤﺘُﻬﺎ .وﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻧﺤ ُﻮ اﺛﻨﺘَﻲ ﻋﴩة زﺟﺎﺟﺔ ،ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ٌ ُ زﺟﺎﺟﺔ ﻣﺜ ﱠﻠﺜﺔ وﺟﺪت ﻗِ ﻨﱢﻴﻨﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺴﻜﺎر وأﺧﺮﺟﺘُﻬﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل. ِ ُ ﻣﻦ اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺗﺴﻤﻰ »دﻳﻤﺒﻞ ﺑﻴﻨﺶ« .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺴﻜﻮﺗﺶ َ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي و ُِﺟﺪ ﻗﺪﻣَ ﻲ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ .ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻛﺎن ﺷﻜﻞ اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻓﺮﻳﺪًا ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ؛ إذ ﻛﺎﻧﺖ زﺟﺎﺟﺔً ً ﻗﻠﻴﻼ .وﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﺳﻠ ٌﻚ رﻗﻴﻖُ .ر ُ ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ،وﻛ ﱡﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻣُﻨﺒﻌﺞٌ ﺣﺖ أﺑﺤﺚ أﻛﺜﺮ ُ ووﺟﺪت أن ﻫﻨﺎك زﺟﺎﺟﺘَني أُﺧﺮﻳَني ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻮﺗﺶ ِ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻛﻠﺘﺎﻫﻤﺎ ﻣﻐﻠﻘﺘﺎن، ﰲ اﻟﺨِ ﺰاﻧﺔ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺳﻜﻮﺗﺶ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺨﺎص ﺑﱪاﻳﻦ ،اﻟﺬي وﺿﻌﻪ ﰲ دورﻗﻪ ﻓﻮق اﻟﺨﺰاﻧﺔ. ﻛﻨﺖ أﻗ ﱠﻞ ُﺳﻜ ًﺮا ،وأﺗﻤﻨﻰﱠ ﱠ ﻧﻬﻀﺖ ،وأﻧﺎ ﻻ أزال ﻣﻤﺴ ًﻜﺎ ﺑﺰﺟﺎﺟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺴﻜﺎر ،أﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ُ ُ ُ ِ ﺳﻤﻌﺖ أﺣﺪﻫﻢ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺳﺄﻓﻌﻠﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ. أن أﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻫﻤﻔﺮي ﻓﺤﺴﺐ ،ﱠ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ،وﻳﺘﱠﺠﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺠُ ﺒﻦ واملﻘﺮﻣﺸﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻘﻬﻮة. 199 اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ واﻟﻌﴩون َ ُ ﻗﺼﺔ ﻋﻄﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺘﻲ أﻣﻀﺎﻫﺎ اﺳﺘﻤﻌﺖ إﱃ ﺑﺮاﻳﻦ ﻳﺮوي ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ﺑﻴﻨﻨﺎ، وﻫﻮ ﻳﴩب ﺣﺘﻰ اﻟﺜﱡﻤﺎﻟﺔ ﻣﻊ ﺗﺸﺎرﻟﺰ وﻳﻠﻔﻮرد ﰲ ﻣﻴﺎﻣﻲ .ﻛﺎن ﺑﺮاﻳﻦ ﻳﻌﺮف أﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﻣُﺤﺒﻲ ﻓﻴﻠﻢ »ﺑﺪﻋﺔ اﻟﱪﺗﻘﺎل املﺤﺮوق« ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ أﺧﱪﻧﻲ ﻗﺼﺔ وﻳﻠﻔﻮرد ﻋﺪة ﻣﺮات .وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺼﺔ ﺗﺘﻐري ً ﱠ ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ﻛ ﱢﻞ ﻣﺮة. ٌ ُ ﺻﻨﻒ ﺟﻴﺪ. ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺬو ًﱢﻗﺎ ﺧﺒريًا ﻟﻠﺴﻜﻮﺗﺶ ،وﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﺗﺎﻟﻴﺴﻜﺎر ﻫﻮ أﻧﺎ وارﺗﺸﻔﺖ أﻗ ﱠﻞ ﻛﻤﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐُ . ُ ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺘﻔﻜري ﻛﻨﺖ رﻓﻌﺖ اﻟﻜﺄس إﱃ ﺷﻔﺘﻲ وﻣﻊ ذﻟﻚ، ُ ﰲ ﻣﺪﻟﻮل ﺗﻠﻚ اﻟﺰﺟﺎﺟﺎت ﻣﻦ »دﻳﻤﺒﻞ ﺑﻴﻨﺶ« اﻟﺘﻲ رأﻳﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺨِ ﺰاﻧﺔ ﰲ اﻟﻄﺎﺑَﻖ اﻟﻌﻠﻮي .ﻫﻞ ﻳُﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري ﻫﻮ ﺗﺸﺎرﱄ؟ وﺣﺘﻤً ﺎ ﻛﺎﻧﺖ إﺟﺎﺑﺘﻲ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﻫﻲ ﻻ .ﻛﺎن ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ اﻟﺘﺤﺪﱡث ﺑﱪاﻋﺔ وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻤ ﱠﻜﻨﻮن ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻦ إﻧﺠﺎز اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء .ﻻ ﻳﻘﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻪ ،وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻄﻬﻲ .وأﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻻ ﺳﻔﺮه أو ﻳُﻘﺪم اﻟﴬاﺋﺐ املﺴﺘﺤَ ﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،أو ﻳﺤﺴﺐ ﻓﻮاﺗريه اﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﱠﺨﺬ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ِ ﰲ ﻣﻘﺪوره ﻫﻮ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وﻣ َ ُﻌﺎﻗﺮة اﻟﴩاب واﻟﺘﺤﺪﱡث .ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳُﺨ ﱢ ﻄﻂ ﻟﺠﺮاﺋ ِﻢ ﻗﺘﻞ ﻓﻌﻠﻴﺔ ،ﺛﻢ ﻳ ﱢ ُﻨﻔﺬﻫﺎ. وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎن ﻗﺪ ﻗﺪﱠم املﺴﺎﻋﺪة؟ َ ُ رؤﻳﺔ املﻄﺒﺦ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻴﺲ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻒ اﺳﺘﻄﻌﺖ وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﺘﴘ اﻟﴩاب، ﻣﺴﱰﺧﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻓﱰ ُة ﱡ ً ﺗﻮﻗﻒ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﰲ وﻫﻲ ﺗُﺪﻧﺪن ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ .ﺑﺪَت ﺳﻌﻴﺪة، وﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﺳﺒﻖ ﻟﻚ ْ ُ َ ﻗﺮأت ﻣﻨﺸﻮرات املﺪوﱠﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺘُﻬﺎ وﻧﴩﺗُﻬﺎ أن ﴎد ﻗﺼﺔ ﺑﺮاﻳﻦ، ﻋﲆ املﻮﻗﻊ؟« ﻗﺎل» :أيﱡ ﻣﻮﻗﻊ؟« ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ .ﻣﻮﻗﻊ »ذا أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« .املﺪوﱠﻧﺔ َ املﺮﻓﻘﺔ ﺑﻪ«. ﻗﺎل ﻣﺘﺬ ﱢﻛ ًﺮا» :أوه ،ﺣﺴﻨًﺎ« .ﻟﻄﺎملﺎ أزﻋﺠﺘُﻪ ﻋﲆ ﻣَ ﱢﺮ اﻟﺴﻨني ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻣﺠﺮد ﺣني َ ﻵﺧﺮ ،أو ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ا ُمل ﱠ ﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪﻳﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻗﻂ» .ﻣﺎذا ﺗﺮﺷﻴﺢ ﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ٍ ٍ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ؟« ً ُ ُ »ﻫﻞ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ُ ٍ ﺳﻨﻮات ،ﻗﺒﻞ ﺣﺘﻰ أن ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺎﻟ ًﻜﺎ، ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ،ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻊ ﺗُﺪﻋﻰ »ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ«؟« ُ وأﺧﺬت أﺗﻔﺤﱠ ﺼﻪ .ﻗﺎل أﺧريًا» :ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﻧﻌﻢ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ. راح ﻳﺤُ ﱡﻚ ﻋﻴﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ، ﻓﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﻤﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻗﺮاءة ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .أﺗﺪري ﻣﺎ ﻓ ﱠﻜ ُ أﻋﺘﻘ ُﺪ أن املﺮة اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﻋ َﺮ ُ ﺮت ﻓﻴﻪ وﻗﺘﻬﺎ؟« ﱠ »ﻛﻼ«. ﺮت» :ﻻ أﺻﺪ ُﱢق ﱠ ﻓ ﱠﻜ ُ ُﺪرج ﻛﺘﺎﺑًﺎ واﺣﺪًا ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻲ«. أن ﻫﺬا اﻟﻮﻏﺪ ﻟﻢ ﻳ ِ ﺿﺤﻜﺖ» .ﻫﻞ ﻫﺬا ٍّ ُ ﺣﻘﺎ ﻣﺎ ﻓ ﱠﻜ َ ﺮت ﺑﻪ؟« ٍ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻋﴩة ﻣﺮﺣﻠﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ املﻬﻨﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻛ ﱡﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .إﻧﻚ ﺗﺼﻞ إﱃ ِ ٍ إﻫﺎﻧﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺟﺰءًا ﻛﺘﺐ أو ﻛ ﱡﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﻓﻀﻞ اﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ .ﻟﻜﻦ اﻟﻔﻜﺮة أﻧﻪ … ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻔﻜﺮة ،إن ﻟﻢ ﺗَ ُﺨﻨﱢﻲ اﻟﺬاﻛﺮة ،أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗُﺪرج أﺣ َﺪ ﻛﺘﺒﻲ ،ﺑﻞ أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗُﺪرج ﻛﺘﺎب »ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺼﺎد« .أﻋﻨﻲ ،ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! ﻣﺎل ،ﻫﻴﺎ «.ﻛﺎن ﻳﺒﺘﺴﻢ اﻵن. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ .إﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎرل …« »ﻛﺎرل ﺑﻮﻳﺪ ،ﺻﺤﻴﺢ«. ٍّ ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﻣﺨﺘﻼ ﻋﻘﻠﻴٍّﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﺮت ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب .ﻛﺎن ﻣﻦ أواﺋﻞ ﻛﺘﺒﻪ .ﻛﺎن اﻟﴩﻳﺮ ،ﻛﺎرل ﺑﻮﻳﺪ، إﱃ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻦ ﻛ ﱢﻞ ﻣَ ﻦ ﻗ ﱠﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ .وﻗﺪ ﺷﻤﻞ ذﻟﻚ اﻟﻌﺪﻳ َﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس .إن ﻟﻢ ُ ﺗﺨﻨﱢﻲ اﻟﺬاﻛﺮة، ﻛﺎن ﻛﺎرل ﺻﻴﺪﻻﻧﻴٍّﺎ .ﻛﺎن ﻳﺨﺘﻄﻒ ﺿﺤﺎﻳﺎه ﻗﺒﻞ ﻗﺘﻠﻬﻢ ،وﻳﺤﻘﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎدة اﻟﺼﻮدﻳﻮم ﺑﻨﺘﻮﺛﺎل، أو ﳾء ﻣُﺸﺎﺑﻪ ،ﻟﺤﻤﻠﻬﻢ ﻋﲆ ﻗﻮل اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﺛﻢ ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ أﺳﻮأ ﻣﺨﺎوﻓﻬﻢ ،وﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ وﺻ َ ٌ ْ ﺷﺨﺺ ﺑﺄﻧﻪ ﻳُﻌﺎﻧﻲ ﻒ املِ ﻴﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺮﻋﺒﻬﻢ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻏريﻫﺎ .ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻗﺪ ﻳﻌﱰف ُرﻫﺎبَ اﻷﻣﺎﻛﻦ املﻐﻠﻘﺔ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻛﺎن ﻛﺎرل ﺑﻮﻳﺪ ﻳﺪﻓﻨﻪ ﺣﻴٍّﺎ داﺧﻞ ﺻﻨﺪوق. ُ ُ ﻧﺴﻴﺖ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟« ﻗﻠﺖ» :ﻛﻴﻒ »ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو أﻧﻚ ﻧﺴﻴﺘﻪ«. ُ َ »ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴُﻨﺎﺳﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ُ ﻛﻨﺖ أﻋﺪﱡﻫﺎ ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ .ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣ ﱡﻞ ﻟﻐﺰﻫﺎ«. 202 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﴩون ً ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ املﻄﺒﺦ ،وﻫﻲ ﺗﻤﺴﺢ ﻳﺪَﻳﻬﺎ املﺒ ﱠﻠﻠﺘَني أﺳﻔﻞ »ﻋ ﱠﻢ ﺗﺘﺤﺪﱠﺛﺎن؟« ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻴﺲ ﻓﺨِ ﺬَﻳﻬﺎ. ُ ﻗﻠﺖ» :اﻟﻘﺘﻞ« ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ِ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻓﻴﻪ ﺑﺮاﻳﻦ» :ﻋﺪم اﻻﺣﱰام«. ُ ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ» :أوﻗﺎت ﺳﻌﻴﺪةُ ، وأردت أن أﻋﺮف ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻘﻬﻮة، ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ ﺗﺤﻀري ٍ ﻣﻘﺪا َر ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن أﺻﻨﻌَ ﻪ .ﺑﺮاﻳﻦ ،ﻧﻌﻢ ،أﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﻏريُ ﻣﻬﺘﻢ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺳﺄﺗﻨﺎول اﻟﺒﻌﺾ«. »ﻋﺎدﻳﺔ؟ أم ﻣﻨﺰوﻋﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴني؟« وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻠﻌﺜﻤﺖ ً ُ ُ ﻗﻠﺖ» :ﺳﺄﺗﻨﺎو ُل ﱢ ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ«، »ﺻﻨﻒ«. ٍّ ً اﺳﺘﺪا َرت ﻋﺎﺋﺪة إﱃ املﻄﺒﺦ وﻗﺎل ﺑﺮاﻳﻦ» :ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ،ﺣﻘﺎ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﴚء؟« ﻗﺎل» :إﻧﻨﻲ أﺗﺤﺪ ُ ﱠث ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾءٌ اﺳﻤﻪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ«. »ﰲ اﻷدب ،أم ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ؟« ﻣﺘﻐري ٌ ﱢ ات ﻛﺜرية ﺟﺪٍّا ﻋﲆ اﻟﺪوام .دﻋﻨﻲ أﺧﻤﱢ ﻦ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ ﰲ ﺗﻠﻚ »ﰲ ِﻛ َﻠﻴﻬﻤﺎ .ﻫﻨﺎك اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ» .ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟« اﻧﺘﺼﺐ ﰲ ِﺟﻠﺴﺘﻪ ً ُ َ ﻗﻠﻴﻼ اﻵن ،وﺑﺪا أﻧﻪ أﻗ ﱡﻞ ُﺳ ْﻜ ًﺮا. ﻗﻠﺖ» :ﺻﺤﻴﺢ« .ﻛﺎن ﺑﺮاﻳﻦ ﻗﺪ »ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،أدرﺟﺘُﻬﺎ .أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ٍّ ﺣﻘﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻵن ،واﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻘﻂ ﺑ َﻜﻮﻧﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻓﻴﻬﺎ .ﱠ إن »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ،وﻻ أﻗﺼﺪ اﻹﻫﺎﻧﺔ ﻟﺒﺎت ﻫﺎﻳﺴﻤﻴﺚ ،ﻫﻲ ﻓﻜﺮ ٌة ﻏﺒﻴﺔ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ أن ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ .ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ذﻛﻴﺔ؟ أن ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ٍ ﻏﻴﺎب داﻣﻐﺔ وﻣﺘﻴﻨﺔ؟ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ .ﻓﻔﻲ ﻋﻨﻚ؟ وﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺣُ ﺠﱠ ِﺔ ٍ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻚ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺑﺸﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻛﻲ ﻳﻘﺘﻞ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌني ﻓﻴﻬﺎ ٍ أﻧﺖ ً أﻳﻀﺎ ﺑﺼﺪدِ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻧﻔﺴﻚ إﱃ اﻟﴩﻃﺔ .إﻧﻪ أﻣ ٌﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ .إذا َ ﻛﻨﺖ ﺳﺘﻘﺘﻞ ُ ً ﺑﺸﺨﺺ آﺧﺮ ﺣني ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ«. اﻟﻮﺛﻮق ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ،ﻓﺎﻗﺘُﻠﻪ ﺑﻨﻔﺴﻚ .ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ٍ »ﻣﺎذا ﻟﻮ َ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺮف ﻳﻘﻴﻨًﺎ أن ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻦ ﻳُﺴﻠﻤﻚ أﺑﺪًا؟« ً ﻟﻮَى ﺑﺮاﻳﻦ َ ﺧﺎﻓﻀﺎ ﺣﺎﺟﺒَﻴﻪ وﻫﻮ ﻳﺰ ﱡم ﻓﻤَ ﻪ ،وﻗﺎل» :اﻧﻈﺮ ،اﻧﺎ ﻻ أدﱠﻋﻲ ﻗﺴﻤﺎت وﺟﻬﻪ، ُ أﻋﺮف ﺷﻴﺌًﺎ واﺣﺪًا ،وﻫﻮ اﻟﴚءُ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي أُذ ﱢﻛﺮ ﻧﻔﴘ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺧﺒريٌ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﻪ ِﻣﺮا ًرا وﺗَﻜﺮا ًرا ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻛﺘﺐُ ﻛﺘﺎﺑًﺎ .ﻻ أﺣ َﺪ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ ﻳﺪور ﰲ ذﻫﻦ ﻏريه أو ﰲ ﻗﻠﺒﻪ« .وملﺲ رأﺳﻪ وﺻﺪره» .إﻧﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮن .وﻻ ﺣﺘﻰ زوﺟﺎن ﻣﴣ ﻋﲆ وﺟﻮدﻫﻤﺎ ﻣﻌً ﺎ ﺧﻤﺴﻮن 203 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﺎﻣً ﺎ .ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ ﻳﻔ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻪ َ اﻵﺧﺮ؟ إﻧﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﺎن .ﻻ أﺣ َﺪ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌًﺎ«. »إذن ﻓﺄﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﺗﻔ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺗﻴﺲ اﻵن؟« ُ أﻋﺮف ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺠﻮل ﰲ ﺧﺎﻃﺮك اﻟﻠﻴﻠﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻗﺎل راﻓﻌً ﺎ ﺣﺎﺟﺒَﻴﻪ ﻣﺴﺘﻬﱰًا» :ﺣﺴﻨًﺎ، ﻫﺬا ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺪ أﺧﱪﺗﻨﻲ«. »ﻻ ﻳﻬﻢ«. ً ِ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺬ ﱡﻛﺮ ﻋﺪد ﻣَ ﻼﻋﻖ اﻟﻘﻬﻮة اﻟﻼزﻣﺔ ﺟﺎﻧﺐ »ﻻ ،ﻻ ﻳﻬﻢ .ﺣﺴﻨﺎ ،ﻓﻴ َﻢ ﺗﻔ ﱢﻜﺮ ،إﱃ ِ أﻋﺮف ٍّ ُ ُ أﻋﺮف ً ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻤﺎ ﺗُﻔ ﱢﻜﺮ ﺣﻘﺎ .ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﺑﺎملﺮة .أﻧﺎ ﻟﺘﺤﻀري ﻗﺪر؟ ﻻ ﻓﻴﻪ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻣﻦ ا ُملﺤﺘﻤﻞ أﻧﻬﺎ ﺗُﺤﴢ ﻣﴩوﺑﺎﺗﻲ وﺗﺘﺴﺎءل ﻋﻨﺪ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﺘُﻘ ﱢﺮر ُ ﺑﻨﻄﺎل ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻨﺰ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ .إﻧﻬﺎ ﺗﻔ ﱢﻜﺮ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﰲ أن ﺗُﺨﱪﻧﻲ أﻧﻨﻲ ٍ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ دوﻻر ﺗﺮﻳﺪ ﴍاءه .وﻫﻲ ﺗُﻔ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ«. »ﻣﺎذا ﺗﻘﺼﺪ؟« ً ٍ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ دﻋﻮﺗﻚ ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﰲ اﻟﺤﺎﻧﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺘﺤﺪﱠث دون »ﻣﻨﺬ أن اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺑﻚ ﻫﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﺸﺎء«. ﱠ ً ﻗﻠﺖ :ﱠ ُ »إن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺨﻄﻄﺎ« ،ﻣﺘﺬ ﱢﻛ ًﺮا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﱄ ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻬﺎ ﰲ إﻗﻨﺎع ﺑﺮاﻳﻦ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﺷﺨﺺ ﻛﻲ ﻳُﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﰲ ﺷﺌﻮن املﻨﺰل. ﻋﲆ ٍ »ﻟﺪى ﺗﻴﺲ داﺋﻤً ﺎ ﻣﺨ ﱠ ﻄﻂ«. ُ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن أﺷ ﱠﻢ راﺋﺤﺔ اﻟﻘﻬﻮة اﻵن ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ املﻄﺒﺦ ،راﺋﺤﺔ ﻣﺮﻳﺮة ﻗﺎﺗﻤﺔ ﺟﻌ َﻠﺘﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﻤﺰﻳ ٍﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻮ ﺑﻤﺠﺮد أن ﺷﻤَ ﻤﺘُﻬﺎ. ُ أﻋﺮف ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻨﺬ ﻣﺪ ٍة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،وﻟﻘﺪ رأﻳﺘُﻪ أزﻋﺠَ ﻨﻲ اﻟﺘﻄ ﱡﺮق ﰲ املﺤﺎدﺛﺔ إﱃ ﺗﻴﺲ .ﻛﻨﺖ ٍ ﴎ ﻣﺨﻤﻮ ًرا ﻣﺮات ﻋﺪﻳﺪة ،ﻟﻜﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﴫﱠف ﺑﻬﺎ اﻵن ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻪ ﱞ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻳُﺨﱪﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺪور ﰲ ذﻫﻨﻪ. ﻳُﺨﻔﻴﻪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ .ﻟﻄﺎملﺎ ﻛﺎن ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎ ﻣﺨ ﱠ ُ ﻄﻄﻬﺎ اﻟﻠﻴﻠﺔ؟« ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﻌﺮف ٍّ ً »ﻟﺪيﱠ ﻓﻜﺮة ،وﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ُ ﺣﻘﺎ ﻣﺎ ﻳﺪور ﰲ رأس أﺣﺪﻫﻢ«. ﻗﻠﺖ ً ﺳﻤﻌﺖ ﱠ ُ ُ ﻗﺎدﻣﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺻﻴﻨﻴﺔ واﺳﺘﺪرت ﻷرى ﺗﻴﺲ ﺻﻼل اﻟﺨﺰف ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻓﻨﺠﺎﻧَﻲ ﻗﻬﻮة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺴ ﱠﻜﺮ واﻟﻘﺸﺪة .وﺿﻌَ ﺖ أﺣ َﺪ اﻟﻔﻨﺠﺎﻧَني واﻟﺼﺤﻦ اﻟﺨﺎص ﺑﻪ أﻣﺎﻣﻲ ،ﺛﻢ َ ﺟﻠﺴﺖ ﺗﺘﻨﻬﱠ ﺪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ. ُ ُ ُ وأﺧﺬت رﺷﻔﺔ. أﺿﻴﻒ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ إﱃ ﻗﻬﻮﺗﻲ ﻗﻠﺖ» :ﺷﻜ ًﺮا ﻟﻚ ،ﺷﻜ ًﺮا« ،وأﻧﺎ 204 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﴩون َ ُ اﻟﺒﻌﺾ ﻗﺎل ﺑﺮاﻳﻦ» :ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ إﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ اﻷﻳﺮﻟﻨﺪي إﱃ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻬﻮة؟ ﻟﺪيﱠ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ .ﻓﻘﻂ ﻻ ﺗُ ِﻀﻒ إﻟﻴﻬﺎ ﺳﻜﻮﺗﺶ«. ﻫﻨﺎ ﰲ ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :إﻧﻬﺎ راﺋﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ«. ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲٍّ : »ﺣﻘﺎ .ﻓﻴ َﻢ ﻛﻨﺘﻤﺎ ﺗﺘﺤﺪﱠﺛﺎن؟« راﺣﺖ ﺗُﻀﻴﻒ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ وﺗﻘ ﱢﻠﺐ ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﱠ ﺷﻔﺘﺎﻫﺎ ﻣﻠ ﱠ ﻄﺨﺘَني ً ﻳﺘﺪﱃ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﻨﺒﻴﺬ اﻟﺒﻮرت اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﴩﺑﻪ ،وﻛﺎن ﺷﻌﺮﻫﺎ اﻟﺬي ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺒَﻲ وﺟﻬﻬﺎ ،ﻣﺪﻓﻮﻋً ﺎ ﻟﻠﻮراء ﺧﻠﻒ أذﻧَﻴﻬﺎ. »أﺧﱪْﻫﺎ أﻧﺖ .ﻻ ﺑﺪ ﱄ ﻣﻦ اﻟﺬﱠﻫﺎب ﻟﻘﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﻲ« .وﺿ َﻊ ﻳﺪه اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻋﲆ ﻗﺎل ﺑﺮاﻳﻦِ : وﻧﻬﺾ ً َ اﻧﺘﻈﺎر أن ﻧﺮى ﻣﺪى ﺛﺒﺎﺗﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪا ﺑﺨري وﻫﻮ واﻗﻔﺎ .راﻗﺒﺘُﻪ أﻧﺎ وﺗﻴﺲ ،ﰲ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ِ ﻳﺴري إﱃ ﺧﺎرج اﻟﻐﺮﻓﺔ. ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ ،ﺑﻌﺪ أن ِ اﺳﺘﺤﻀﺎر ﺳﻤﻊ ﻛِﻼﻧﺎ ﺑﺎب اﻟﺤﻤﱠ ﺎم ﻳُﻐﻠﻖ» :ﻫﻞ ذﻛﺮت أيﱠ ﳾء ﻋﻦ ِ ﻣَ ﻦ ﻳُﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﰲ ﺷﺌﻮن املﻨﺰل ﻫﻨﺎ؟« ﻗﻠﺖ :ﱠ ُ ُ ﻧﺴﻴﺖ أﻧﻨﺎ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ«. »ﻛﻼ ،ﻟﻢ أﻓﻌﻞ، ﻗﺎﻟﺖ» :ﻻ ﺑﺄس .أيﱡ ﳾءٍ ﺳﺘﺬﻛﺮه ﻟﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻦ ﻳﺘﺬ ﱠﻛﺮه ﰲ اﻟﺼﺒﺎح ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل .وﻟﻜﻨﻲ ً ﻣﺘﺤﻤﺴﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ«. أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﻀﻮل ،ﻣﺎ اﻟﺬي ﻛﻨﺘﻤﺎ ﺗُﺜﺮﺛﺮان ﺑﻪ ﻫﻨﺎ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪا ﺑﺮاﻳﻦ »ﻛﺎن ﻳﺘﺤﺪﱠث ﻛﻴﻒ ﱠ أن أﺣﺪًا ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ ﻳﺠﻮل ﰲ ﺧﺎﻃﺮ ﻏريه ،وﻛﻴﻒ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻳﺠﻮل ﰲ ﺧﺎﻃﺮ ﻏريﻧﺎ«. ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ُ ﺗﻨﻔﺚ ﰲ ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ» :أﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ؟« .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺧﻄﻮ ٌ ط ﺻﻐرية ﻣﺪﺧﻨﺔ ﻳﻮﻣً ﺎ ﻣﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪيﱠ ﺻﻮر ٌة ﻣﺒﻬﻤﺔ ﻟﺮؤﻳﺘﻬﺎ ﺗُ ﱢ ﱢ ﺪﺧﻦ ﺣﻮل ﺷﻔﺘَﻴﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺠﺎرة ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات. َ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻨﺎس. »ﻧﻌﻢ ،ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ .إﻧﻨﻲ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ ﻛﺜريًا ،ﻛﻴﻒ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف أﺑﺪًا ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف داﺋﻤً ﺎ إن ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﲇ ﱠ وﺣﺪي ،أم إن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻫﻜﺬا«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎذا ﻟﻮ أﻧﻚ وﺣﺪَك ﻫﻜﺬا؟« ً ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﺘﻌ ﱡﺮف ﻋﲆ اﻟﻨﺎس .ﻟﻴﺲ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ .ﻓﺄﻧﺎ ﺟﻴ ٌﺪ ﰲ ﻫﺬا .ﻟﻜﻦ »أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ أﺟﺪ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺣﻴﻨَﻬﺎ أﺷﻌﺮ أﻧﻪ ﻳﺘﻼﳽ .ﻫﺬا ﺣني أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ وأﺟﺪ ﻓﺠﺄ ًة ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﱰبُ ﻣﻦ ٍ ﺣﻘﺎ ،أو ﻋﻤﱠ ﺎ ﻳﻔ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻪ ٍّ أﻧﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﺪيﱠ أيﱡ ﻓﻜﺮة ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ٍّ ﺣﻘﺎ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ ﺷﻌﻮرك ﺗﺠﺎه زوﺟﺘﻚ؟« ُ ﻗﻠﺖ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴٍّﺎ» :ﻛﻠري؟« ﺿﺤ َﻜﺖ ﺗﻴﺲ» .ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺰوﺟً ﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ أﻋﺮف ﻋﻨﻚ«. 205 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ً ً ُ ﻣﺤﺎوﻻ أن أﺗﺬ ﱠﻛﺮ إن ُ ﻓ ﱠﻜ ُ ﺗﻨﺎﻗﺸﺖ ﺑﺸﺄن ﻛﻠري ﻣﻊ ﺗﻴﺲ ﰲ املﺎﴈ أم ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻟﺤﻈﺔ، ﺮت ﻧﺎﻗﺸﺖ ﻛﻠري ﻣﻊ ﺑﺮاﻳﻦُ . ُ ﻗﻠﺖ أﺧريًا» :ﻣﺎذا ﻛﺎن اﻟﺴﺆال؟« ﻻ .أو ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ »آه ،ﻟﻘﺪ أزﻋﺠﺘُﻚ ﺑﺴﺆاﱄ .أﻧﺎ آﺳﻔﺔ«. »ﻻ ،ﻻ .أﻧﺎ ﻓﻘﻂ ِﺛﻤ ٌﻞ ً ﻗﻠﻴﻼ«. »اﴍب ﻗﻬﻮﺗﻚ .ﺳﻮف ﻳﺴﺎﻋﺪ ذﻟﻚ«. ٍّ ً ً ُ ُ ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻘﻬﻮة ﺗﻨﺰﻟﻖ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻣﻦ رﺷﻔﺔ أﺧﺮى .ﺛﻢ ،ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴ ٍﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﺣﻘﺎ، أﺧﺬت ُ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﺎﺑًﺎ ﺑﻬﻮس اﻻرﺗﻴﺎب ،أﻋﻠﻢ ﻫﺬا ،ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن ﻟﺪى ﺗﻴﺲ أو ﻓﻤﻲ إﱃ اﻟﻔﻨﺠﺎن. ﺑﺮاﻳﻦ ،أو ِﻛ َﻠﻴﻬﻤﺎ ﻧﻮاﻳﺎ ﻹﻟﺤﺎق اﻷذى ﺑﻲ ،ﱠ ﻓﺈن وﺿﻊ املﺨﺪﱢر ﰲ ﻃﻌﺎﻣﻲ أو ﴍاﺑﻲ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. ُ ُ ﺷﻌﺮت ﺑﻪ ﺗﺠﺎه أيﱢ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أو ﺑﻌﺪ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻛﻠري أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ »ﻟﻘﺪ ذﻟﻚ .ﻟﻜﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﺮﻓﻬﺎ«. ُ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻴﺲ ﺗُﻮﻣﺊ ﺑﺮأﺳﻬﺎ» .ﻫﻜﺬا ﻫﻮ ﺷﻌﻮري ﺗﺠﺎه ﺑﺮاﻳﻦ ،أﻋﻨﻲ اﻟﺸﻌﻮ َر ﺑﺎﻟﻘﺮب؛ ﺛﻢ َ ُ واﻵﺧﺮ ﻳﻘﻮل ﺷﻴﺌًﺎ أو أﻗﺮأ ﺷﻴﺌًﺎ ﻛﺘَﺒﻪ ،وأﺗﺴﺎءل إن ُ أﻋﺮف أيﱠ ﳾءٍ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻛﻨﺖ اﻟﺤني ﺑني ِ اﻷﺳﺎس .إﻧﻪ ﺷﻌﻮ ٌر ﻋﺎم .ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻜﻤﺎ ﺗﺨﻮﺿﺎن ﰲ ذﻟﻚ؟« أن ﻋﻘﲇ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺒﻂءٍ ﺷﺪﻳﺪ» .ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪ ُ ﺮت ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،وأﻧﺎ ﻗﻠ ٌِﻖ ﻣﻦ ﱠ ﻓ ﱠﻜ ُ ﱠث ﻋﻦ ٍ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻛﺘﺒﺘُﻬﺎ ﻣﺮ ًة .ﺣﻮل ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .وﻛﺎن ﺑﺮاﻳﻦ ﻳﻘﻮل ﻛﻴﻒ أن املﺮء ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﻮﺛﻮق ﰲ أي ﺷﺨﺺ ﻻرﺗﻜﺎب ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ،وأن املﺮء ﻟﻦ ﻳﻌﺮف ٍّ ُ ﺣﻘﺎ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳُﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻏريه«. ً ً ﺑﺸﺨﺺ آﺧﺮ ﻻرﺗﻜﺎب ﻟﺤﻈﺔ وﻫﻲ ﺗُﻔ ﱢﻜﺮ» .أﻋﺘﻘ ُﺪ أن املﺮء إن اﺳﺘﻌﺎن ﻫﺎدﺋﺔ ﻇ ﱠﻠﺖ ﺗﻴﺲ ٍ ﻗﺘﻞ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺴﻴﻜﻮن أﻓﻀ ُﻞ ﺷﺨﺺ ﻫﻮ ﴍﻳ َﻚ ﺣﻴﺎﺗﻪ؛ زوﺟً ﺎ ﻛﺎن أو زوﺟﺔ«. ﺟﺮﻳﻤﺔ ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :أﺟﻞ .ﻫﻞ ﺗﻔﻌﻠني ذﻟﻚ ﻟﱪاﻳﻦ؟« »أﻋﺘﻘﺪ أن اﻷﻣﺮ ﺳﻴﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ُﻛﻨْﻪ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ ﻗﺘْ َﻠﻪ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ .ﺗﻠﻚ ﻓﺤﺴﺐُ ﻧﻮع اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﻨﺎس أن ﺑﺮاﻳﻦ اﻧﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﻣﺎري وﺗﺰوﱠﺟﻨﻲ ﻷﻧﻨﻲ ُ ﻛﻨﺖ أﺻﻐ َﺮ ﺳﻨٍّﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﺎ ﻧﻘﴤ اﻟﻜﺜريَ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪَﻳﻦ ،أﻧﺎ وﺑﺮاﻳﻦ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻗﺮﻳﺒﻮن ﺟﺪٍّا ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ .أﻗﺮبُ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ً إﻃﻼﻗﺎ ﻣﻊ أي ﺷﺨﺺ .إﻧﻨﺎ ﻣﺨﻠﺼﺎن .ﺳﺄﻓﻌ ُﻞ أيﱠ ﳾءٍ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ،وﺳﻴﻔﻌﻞ أيﱠ ﳾءٍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﺟﲇ«. ً ِ ﻣﻤﺰوﺟﺔ راﺋﺤﺔ اﻟﻘﻬﻮة ﰲ أﻧﻔﺎﺳﻬﺎ اﻧﺤﻨَﺖ ﻧﺤﻮي وﻫﻲ ﺗﺘﺤﺪﱠث ،وﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺷ ﱡﻢ ﺑﺎﻟﻨﺒﻴﺬ. 206 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﴩون ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺑﺮاﻳﻦ …« ﺗﺮاﺟﻌَ ﺖ ﰲ ِﺟﻠﺴﺘﻬﺎ إﱃ اﻟﻮراء ،وأﻣﺎﻟﺖ رأﺳﻬﺎ ﻛﻲ ﺗﺴﺘﻤﻊ. ﻗﺎﻟﺖ» :إﻧﻪ ﺑﺨري ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ .ﻣﻦ ا ُملﺤﺘﻤﻞ أﻧﻪ ﻳﻤﻨﺤﻨﺎ أﻧﺎ وأﻧﺖ َ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻨﻜﻮن ﺑﻤﻔﺮدﻧﺎ ﻣﻌً ﺎ«. ﱡ ُ »ﻫﻞ ِ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﺠﺄة .رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻛ ﱡﻞ ﻫﺬا أﻧﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪة؟ رﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻔﻘﺪُه؟« وأن اﻷﻣﺴﻴﺔ ﻗﺪ ُﺧ ﱢ ﻛﻨﺖ ﰲ ﻣﴪﺣﻴﺔ ،ﱠ ﺷﻌﺮت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ُ ُ ﻄﻂ ﻟﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻣﻦ ﺗﺄﺛري اﻟﻜﺤﻮل ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻲ وﺣﻴﺪًا ﻣﻊ ﺗﻴﺲ ﻧﺤﺘﴘ اﻟﻘﻬﻮة. ملﺴﺖ رﻛﺒﺘﻲ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﺛﻢ َ َ ﻧﻬﻀﺖ» .أﻧﺖ ﻋﲆ ﺣﻖ .ﺳﺄذﻫﺐ ﻹﺣﻀﺎره وﺳﺄﺧﱪه ﺑﺄن اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﺣﺎن ﻟﻠﺬﱠﻫﺎب إﱃ اﻟﻔﺮاش .ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺒﻘﻰ ﻳﺎ ﻣﺎل .أﻋﻨﻲ ذﻟﻚ .ﻣﺎ زاﻟﺖ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﺑﺪاﻳﺘﻬﺎ .دﻋﻨﺎ ﻧﺠﻠﺲ ﻫﻨﺎك وﻧﺘﻨﺎول ﻣﴩوﺑًﺎ آﺧ َﺮ« .وأﻣﺎﻟﺖ رأﺳﻬﺎ ﻟﻺﺷﺎرة إﱃ أرﻳﻜﺘَني ِ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷﺧﺮى ،ﺑﺠﻮار ﺧِ ﺰاﻧﺔ ﻛﺘﺐ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳُﺸ ﱢﻜﻞ رﻛﻨًﺎ ﻣﺮﻳﺤً ﺎ ﺻﻐريﺗني إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﰲ ﺑني ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم واملﻄﺒﺦ املﻔﺘﻮح. َ ً ً ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ« ،ﺛﻢ َ ُ ُ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻣﺤﺎوﻻ ﻟﺤﻈﺔ، ﺟﻠﺴﺖ ﻧﻬﻀﺖ وﺧﺮﺟَ ﺖ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ. اﻟﻘﻴﺎ ُم ﺑﻪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺗﺼﺪُر ﻣﻦ املﻄﺒﺦ ،إﻳﻼ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ ﺗُﻐﻨﻲ »ﺿﻮء اﻟﻘﻤﺮ ﰲ ً ُ ُ ُ اﻟﺘﻘﻄﺖ رﺷﻔﺔ ﺻﻐرية أﺧﺮى .ﺛﻢ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺷﻤﻤﺖ ﻗﻬﻮﺗﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﴍﺑﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻓريﻣﻮﻧﺖ«. ﻗﻬﻮ َة ﺗﻴﺲ وﺟ ﱠﺮﺑﺘُﻬﺎ .إﻧﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻗﻬﻮﺗﻲ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻓﻘﻂ ،ودون ﺳ ﱠﻜﺮ ،ﻟﻜﻦ أﺧﺬت ﱠ ً ً اﺧﺘﻼﻓﺎ ﻣﻠﺤﻮ ً أﺗﻨﻘﻞ ﺑني اﻻﺛﻨﺘني ،وأﺗﺴﺎء ُل ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ُ ُ ﻛﻨﺖ ﻇﺎ. ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻛﺎن ﺳﺄﺻﺎبُ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن .إذا أرادت أن ﺗُﺴﻤﱢ ﻤﻨﻲ ،ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ وﺿ ُﻊ ﳾءٍ ﻣﺎ ﰲ ﻧﺒﻴﺬي ،أو ﺣﺘﻰ ُ وﻗﻔﺖ ﻣﺘﺠﺎو ًزا اﻷراﺋ َﻚ ﰲ اﻟﻄﻌﺎم .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،رﺑﻤﺎ أرادت اﻻﻧﺘﻈﺎ َر ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻮﺟﺒﺔ. ُ ودﺧﻠﺖ املﻄﺒﺦ .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻵن ﺳﻤﺎ ُع ﺻﻮت ﺗﻴﺲ ،وﻫﻲ ﺗﺘﺤﺪﱠث إﱃ ﺑﺮاﻳﻦ ﰲ اﻟ ﱠﺮدﻫﺔ ﺑﺎﻷﺳﻔﻞ، ً أﺳﺘﻄﻊ ﱡ ِ ﻧﻈﻴﻔﺎ .ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚ ﺗﺒني اﻟﻜﻠﻤﺎت .ﻛﺎن املﻄﺒﺦ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻛﻨﺖ أﺷ ﱡﻚ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .د ُ ﻋﻨﻪ ،ﻣﺠﺮد ﳾءٍ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳُﺜﺒﱢﺖ ﻣﺎ ُ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ. ُﻋﻴﺖ إﱃ ﻫﻨﺎ ٍ ً ُ ُ ﻓﺎرﻏﺎ. املﻘﺎوم ﻟﻠﺼﺪأ .ﻛﺎن وﻧﻈﺮت إﱃ اﻟﺤﻮض اﻟﻌﻤﻴﻖ املﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻔﻮﻻذ ذﻫﺒﺖ ِ ﰲ ﱢ رف اﻷﻃﺒﺎق ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻋﺪ ٌد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻷواﻧﻲ واملﻘﺎﱄ ،وﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ َﺳﻤﺎع ﺻﻮت ِ اﻹﻳﻘﺎع املﻨﺘﻈﻢ ﱠ أﺳﺘﻄﻊ رؤﻳﺘﻬﺎ .ﺑﺠﺎﻧﺐ وﻋﺎء اﻟﻘﻬﻮة ،اﻟﺬي ﻟﻐﺴﺎﻟﺔ اﻷﻃﺒﺎق ،وإن ﻛﻨﺖ ﻟﻢ ﺗﻘﻄﻴﻊ ،وﻓﻮق ﻟﻮح اﻟﺘﻘﻄﻴﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻗﻄﻌﺔُ ﻛﺎن ﺿﻮءُه اﻷﺣﻤﺮ ﻣﻀﺎءً ،ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻟﻮحُ ٍ ﺧﺸﺐ أﺳﻄﻮاﻧﻴﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﺟﺪٍّا .اﻟﺘﻘﻄﺘُﻬﺎ وﺑﺪَت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻼﺣً ﺎ ﰲ ﻳﺪي .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ِﻣ َ ﺮﻗﺎق ٍ ﻋﺠني ،وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ أيﱢ ﻣﺮﻗﺎق ﻋﺠني ﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪﺗُﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. 207 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻋ ﱠﻢ ﺗﺒﺤﺚ ،ﻳﺎ ﻣﺎل؟« َ وﻗﻔﺖ ﺗﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ املﻄﺒﺦُ . ﻗﻠﺖ» :أوه ،ﻻ ﳾء .إﻧﻨﻲ ﻣﻌﺠﺐٌ ﺑﻤﻄﺒﺨﻚ ﻓﺤﺴﺐ. ﻛﻴﻒ ﺣﺎل ﺑﺮاﻳﻦ؟« ُ »إﻧﻪ ﻧﺎﺋ ٌﻢ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻀﻴﻮف ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﲇ .أو ،ﻛﻤﺎ أﺣﺐﱡ أن أﺳﻤﱢ ﻴَﻬﺎ ،ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮم ﺑﺮاﻳﻦ .إﻧﻪ ﻳﻘﴤ ﻫﻨﺎك ﻟﻴﺎﱄ َ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﴤ ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي«. ُ ُ وﻗﻠﺖ» :ﺳﺄذﻫﺐُ «. وﺿﻌﺖ ﻣﺮﻗﺎق اﻟﻌﺠني ﻋﲆ ﻟﻮح اﻟﺘﻘﻄﻴﻊ. »أﻧﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ؟« َ ً »ﻧﻌﻢ .ﻓﺄﻧﺎ ِ ﺛﻤ ٌﻞ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ،وﻟﻢ أﻧﻢ ﺟﻴﺪًا ﻣﺆﺧ ًﺮا .ﺳﻮف أذﻫﺐُ إﱃ املﻨﺰل ﻓﺤﺴﺐ«. ﻗﺎﻟﺖ» :إﻧﻨﻲ أﺗﻔﻬﱠ ﻢ ،ﻻ ﻳُﻌﺠﺒﻨﻲ ذﻟﻚ ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺗﻔﻬﱠ ﻢ .دﻋﻨﻲ ِ أﺣﴬ ﻣﻌﻄﻔﻚ«. ُ ُ واﻧﺘﻈﺮت ﻣﺎ ﺑﺪا ﻛﺄﻧﻪ دﻫﺮ ،ﺛﻢ أﺣﴬَ ت ﱄ ﺗﻴﺲ ﻣﻌﻄﻔﻲ اﻟﺸﺘﻮي وﻗﻔﺖ ﰲ اﻟ ﱠﺮدﻫﺔ ﻣﻄﻮﻳٍّﺎ ﺗﺤﺖ ذراﻋﻬﺎ .اﻗﱰﺑَﺖ ﻣﻨﻲ وﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎذا ﻟﻮ أﺧﱪﺗُﻚ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﻤﻮﺣً ﺎ ﻟﻚ ﺑﺎملﻐﺎدرة«. ً ً ﻣﻼﻃﻔﺔ ،وأﻛﺜﺮ ﻫﺪوءًا. ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ .أﻛﺜﺮ ﻛﺎن ﺻﻮﺗﻬﺎ ُ ُ ُ أﻣﻞ أن أﻓﻘِ ﺪَﻫﺎ اﻧﺘﺰﻋﺖ ﻣﻌﻄﻔﻲ ﺑﻴﺪي اﻟﻴﴪى واﻧﺪﻓﻌﺖ إﱃ اﻟﺨﺎرج ﺑﻴﻤﻴﻨﻲ ،ﻋﲆ ِ ﺗﻮازﻧَﻬﺎ ﻣﺪ ًة ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺣﺘﻰ أﺧﺮجَ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب .ﺗﻌﺜ ﱠ َﺮت ﻟﻠﺨﻠﻒ ،ﺛﻢ ﺳﻘ َ وﺿﻊ ﻄﺖ ،ﻟﱰﻗﺪ ﰲ ِ اﻟﺠﻠﻮس ﻋﲆ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﱡ اﻟﺼﻠﺒﺔ .ﻗﺎﻟﺖ» :أوو ،ﻣﺎ ﻫﺬا؟ اﻟﻠﻌﻨﺔ ،ﻳﺎ ﻣﺎل؟« َ ً »اﺑﻘ ْﻲ ﻣﻜﺎﻧﻚِ «.ﻫ َﺰ ُ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ زت املﻌﻄﻒ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﰲ ﺣﻮزﺗﻲ اﻵن، ﺗُﺨﺒﱢﺊ ﺳﻼﺣً ﺎ ﻓﻴﻪ .ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗُﺨﻔﻲ ﻣﺮﻗﺎق اﻟﻌﺠني. ﻗﻠﻴﻼ ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻟﺘﻀﻊ َ ﺗﺪﺣﺮﺟَ ﺖ ﺗﻴﺲ ً ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ أﺳﻔﻠﻬﺎ .ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎذا ﺣ ﱠﻞ ﺑﻚ؟« أﻣﻞ أن ﻳُﺴﺎﻋﺪ ُ ُ ﻏﻤﺮﻧﻲ اﻟﺸ ﱡﻚ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﻧﻄﻖ ﻗﻠﺖ: »أﻋﺮف ﻣﺎ ﻓﻌَ ﻠﺘِﻪ ﺑﻨﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ« ،ﻋﲆ ِ ٍ ﻋﺎل ﰲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ذﻟﻚ. اﻻﺳﻢ ﺑﺼﻮت ٍ وﺟﻬﻬﺎ ،وﻗﺎﻟﺖ» :ﻟﻴﺲ ﻟﺪيﱠ أيﱡ ﻓﻜﺮة ﻋﻤﻦ ﻧﻈ َﺮت إﱄ ﱠ ،وﺷﻌﺮﻫﺎ اﻵن ﻳﻨﺴﺪل ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺒَﻲ ِ ﺗﺘﺤﺪﱠث .ﻣَ ﻦ ﻫﻮ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ؟« ﻛﻨﺖ ﱢ وأدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ ُ ِ ِ أﺣﻘﻖ ﰲ أﻣﺮه ﺑﺴﺒﺐ رأﻳﺖ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﰲ ﻣﺘﺠﺮي، »ﻗﺘَﻠﺘِﻪ ﻣﻨﺬ ﻟﻴﻠﺘَني. وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ ً ِ أوﻻ .وﺟﻌﻠﺘِﻪ ﻳﺤﺘﴘ ﻣﻌﻚ وﻳﺴﻜﻲ »دﻳﻤﺒﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻨﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .وﻫﻜﺬا ﺑﻴﻨﺶ« .رﺑﻤﺎ دﻓﻌﺘِﻪ إﱃ اﻹﻓﺮاط ﰲ اﻟﴩاب«. ُ ُ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻴﺲ ﺗُﺤﺪﱢق إﱄ ﱠ ،وﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﺮﺗﺒﻜﺘﺎن ،وﻋﲆ ِ ﻓﻤﻬﺎ ﻧﺼﻒ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﰲ ُ ٍ ملﺰﺣﺔ ﻣﺎ» .أﻻ ﺗُﺮﻳﺪﻳﻨﻨﻲ أن أﻋﺮف ﺑﺎﻷﻣﺮ ،أن أﻋﺮف ﺳﺄﻛﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺠﺰء اﻷﺧري أي ﻟﺤﻈﺔ ﻋﻦ ﻣﺨ ﱠ ﻄﻄﻚِ ؟ أﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻫﻮ ﺳﺒﺐَ وﺟﻮدي ﻫﻨﺎ؟« 208 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﴩون ُ أﻧﻬﺾ .ﻟﻴﺲ ﻟﺪيﱠ أيﱡ ﻓﻜﺮة ﻋﻤﱠ ﺎ ﺗﺘﺤﺪﱠث. ﺑﺪَت ﺗﻴﺲ اﻵن ﺟَ ِﺰﻋﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎل ،ﺳﻮف أﺗُﺮاه ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﻴﻨﻚ وﺑني ﺑﺮاﻳﻦ؟ ﻫﻞ ﻫﺬه ﻣﺰﺣﺔ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :إﻧﻚِ ﺗﻌﺮﻓني ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﺗُﻬﺎ«. »ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ؟« َ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟﻘﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ .أﻋﻠﻢ أﻧﻨﻲ أﺑﺪو ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً. ٌ »ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺗﻠﻚ ُ ُ اﻋﺘﻘﺪت أن ﻟﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻲ ﻣﻜﺘﺐُ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ وﺗﺤﺪﱠﺛﻮا إﱄ ﱠ. ﻟﻜﻨﻨﻲ ٌ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻚ .أو ﺑﱪاﻳﻦ«. اﻷﻣﺮ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻗﺎﻟﺖ» :ملﺎذا؟« »ملﺎذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻬﻮﺗﻨﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ؟ ملﺎذا أﺧﱪﺗِﻨﻲ ﻟﻠﺘﻮ أﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ املﻐﺎدرة؟« َ ﺧﻔ َﻀﺖ رأﺳﻬﺎ وﺿﺤﻜﺖ ً ﻗﻠﻴﻼ» .ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ،ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﲆ اﻟﻨﻬﻮض .أﻋﺪُك ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﻗﺘﻠﻚ«. ً َ ُ ُ ﻣﺬاق ﻗﻬﻮﺗﻨﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ؛ ﻷن ﻗﻬﻮﺗﻲ اﻧﺤﻨﻴﺖ ،وأﺧﺬت ﻳﺪي وﺳﺎﻋﺪﺗُﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﻮض» .ﻛﺎن ﻣﻨﺰوﻋﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴني وﻗﻬﻮﺗﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎدﻳﺔ .واﻟﺴﺒﺐُ ﰲ أﻧﻨﻲ ُ ﻗﻠﺖ إﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ املﻐﺎدر َة ﻫﻮ أﻧﻨﻲ ُ ﻛﻨﺖ أﺣﺎول إﻏﻮاءك«. ُ ﻗﻠﺖ» :أوه«. »ﻋ َﺮف ﺑﺮاﻳﻦ ،أو َ ﺑﺎت ﻳﻌﺮف ،أﻋﻨﻲ ،أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺣﺎول ﺳﻮاء ﻫﺬا أو ذاك .وﻫﻮ ﻻ ﻳُﻤﺎﻧﻊ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ اﻧﺘﻬﻰ ذﻟﻚ اﻟﺠﺰءُ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،واﻵن ﺑﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﻣﺪ ًة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ … إﻧﻪ ﻣﻌﺠﺐٌ ﺑﻚ «.ﻫ ﱠﺰت َ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ» .وأﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ«. ُ ﻗﻠﺖ» :آﺳﻒ«. »ﻻ ﱠ ﺗﺘﺄﺳﻒ .إﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد ﺳﺨﺎﻓﺔ ،ﻫﺬا ﻛ ﱡﻞ ﳾء .أﺣﺎو ُل أن أﺟﻌﻠﻚ ﺗﻘﴤ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻌﻲ، وأﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ أﺣﺎو ُل ﻗﺘﻠﻚ«. ُ ُ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ اﻟﻘﺴﻂ اﻟﻜﺎﰲ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم«. ﻗﻠﺖ وأﻧﺎ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮج ﻓﺠﺄة» :ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﺪ »ﻫﻞ ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ؟ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﺑﺸﺄن اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ؟« ﱢ ُ ٌ ٌ ﺷﺨﺺ ﺷﺨﺺ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻟﻘﺘﻞ اﻟﻨﺎس .وأﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﻠﺖ» :إﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ .ﻫﻨﺎك ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ«. ُ »ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! ﻫﻞ أﻧﺖ ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪادٍ ﻟﺘﺨﱪﻧﻲ ﺑﺬﻟﻚ؟ إن اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﺄﺧ ًﺮا إﱃ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ«. ﻗﻠﺖ» :ﻟﻴﺲ اﻵن ،ﺣﺴﻨًﺎ؟ أﻋﺘﻘﺪ ٍّ ٌ ٌ ُ آﺳﻒ آﺳﻒ ﻷﻧﻨﻲ دﻓﻌﺘﻚ. ﺣﻘﺎ أن ﻋﲇ ﱠ اﻟﺬﱠﻫﺎب. أﻧﻨﻲ …« 209 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ َ ُ ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﺳﺘُﺤﺎول ﺗﻘﺒﻴﲇ ﻛﺬﻟﻚ، وﻋﺎﻧﻘﺘﻨﻲ وﻫﻲ ﺗﻀﻐﻂ ﺑﺸﺪة» :ﻻ ﺑﺄس«، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻜﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻗﺪ و ﱠﻟﺖ .اﺑﺘﻌﺪَت وﻗﺎﻟﺖ» :أﺗﻤﻨﱠﻰ ﻟﻚ ﻣﺴري ًة آﻣﻨﺔ إﱃ املﻨﺰل .ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ أن أﻃﻠﺐ ﻟﻚ ﺳﻴﺎرة أﺟﺮة ،أو أي ﳾء؟« ﻗﻠﺖ :ﱠ ُ »ﻛﻼ ،ﺷﻜ ًﺮا .وﰲ املﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺳﺄﺧﱪك ﺑﺎملﺰﻳﺪ ﻋﻤﱠ ﺎ ﻳﺠﺮي«. »ﺳﻮف ﱠ أﺗﻤﺴﻚ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻮﻋﺪ«. ً ُ ﻟﺤﻈﺔ .ﻛﺎن وﻗﻔﺖ ﰲ اﻟﺨﺎرج ﻋﲆ ﻋﺘﺒ ِﺔ ﻣﻨﺰﻟﻬﻤﺎ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن اﻧﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎبُ ﺧﻠﻔﻲ، ً ُ ُ َ ً أﺷﺨﺎﺻﺎ ورأﻳﺖ ﺻﻮت املﻮﺳﻴﻘﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻠﺘﺼﻘﺎ ﺑﻜﻞ ﳾءٍ. اﻟﺸﺎرع ﻫﺎدﺋًﺎ ،واﻟﺜﻠﺞ ً ُ ُ ٍ واﺳﺘﺪرت ﻳﺴﺎ ًرا، ﻧﺰوﻻ إﱃ اﻟﺮﺻﻴﻒ أﺧﺬت اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﺜﻼث ﺣﺎﻧﺔ ﰲ اﻟﺰاوﻳﺔ. ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻦ ُ ﻣﺪر ًﻛﺎ أﻧﻨﻲ ُ ٍ اﺟﺘﺰت ﻋﻼﻣﺎت ﺟﺪﻳﺪة .ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﺪ ﻛﻨﺖ أﺳريُ ﻋﲆ اﻟﺜﻠﺞ اﻟﺒﻜﺮ ،ﻣﺨ ﱢﻠ ًﻔﺎ وراﺋﻲ ُ ُ واﺳﺘﺪرت ﻷرى ﺗﻴﺲ ﺗﺘﺤ ﱠﺮك ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺨﻄﻮات وراﺋﻲ ،ﻣﴪﻋﺔ، ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻒ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﴪﻋﺔ ،ﺑﻼ ﻣﻌﻄﻒ وﻫﻨﺎك ﳾءٌ ﰲ ﻳﺪﻫﺎ .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ أﺟﻔﻠﺖ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﱠ ﺗﻮﻗ َﻔﺖ ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ِ ﺛﻼث أﻗﺪام ﻣﻨﻲ ،وﻣﺪﱠت إﱄ ﱠ ﻳﺪَﻫﺎ ﺑﻜﺘﺎب. »ﻧﺴﻴﺖ .ﻳﺮﻳﺪك ﺑﺮاﻳﻦ ٍّ ٌ ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗﻠﻬﺚ ً ُ ﻧﺴﺨﺔ ﺣﻘﺎ أن ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻫﺬه .إﻧﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ: ﺗﺨﺺ رواﻳﺘﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﻻ ُ َ ﱡ ﺗﻘﻞ ﻟﻪ إﻧﻨﻲ أﺧﱪﺗُﻚ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻮف ﻳُﻬﺪﻳﻬﺎ ﺳﺒﻖ إﻋﺪادﻫﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﴩ إﻟﻴﻚ«. 210 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﴩون ﺪت إﱃ املﻨﺰل ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ،ﺑﺎردًا رﻃﺒًﺎ ،وﻣﺘﻘ ﱢ ﻋُ ُ ﻄﻊ اﻷﻧﻔﺎس ﻣﻦ اﺟﺘﻴﺎز ﺷﺎرﻋﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻻﻧﺤﺪار وﺳﻂ اﻟﺠﻠﻴﺪ املﱰاﻛﻢ. ُ ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ واﺳﺘﻠﻘﻴﺖ ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ ﰲ اﻟﻈﻼم .ﻛﻨﺖ ﺧﻠﻌﺖ ﻣﻌﻄﻔﻲ ،وﺣﺬاﺋﻲ وﺟﻮارﺑﻲ، اﻟﺘﻔﻜري .إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺴﺒﺐُ ﺷﻴﺌًﺎ آﺧﺮ ،ﻓﺈن املﴚَ اﻟﻄﻮﻳﻞ إﱃ املﻨﺰل ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﲆ إﻓﺎﻗﺘﻲ، وﻇ ﱠﻠﺖ ﺻﻮ ٌر ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﻬﺰﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘُﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮ ﰲ ﻣﻨﺰل ﺑﺮاﻳﻦ وﺗﻴﺲ ﺗﺘﻜ ﱠﺮر ﰲ ذﻫﻨﻲ .ﺑﺪا ً َ واﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ُ ﻗﻠﺖ ذﻟﻚ، اﺗﻬﻤﺖ ﺗﻴﺲ ﺑﻘﺘﻞ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ﺳﺨﻴﻔﺎ اﻵن أﻧﻨﻲ ُ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻤﱠ ﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻫﻨﺎك ،ﻣﻘﺘﻨﻌً ﺎ ﺑﺄن ﻗﻬﻮﺗﻲ ﻗﺪ ﺗﺴﻤﱠ ﻤَ ﺖ ،ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺗﻴﺲ اﻵن .ﻫﻞ أﻳﻘﻈﺖ ﺑﺮاﻳﻦ وأﺧﱪﺗﻪ ﻛﻴﻒ دﻓﻌﺘُﻬﺎ ً أرﺿﺎ واﺗﻬﻤﺘُﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ؟ ﻫﻞ ﺒﺖ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن؟ ﻗ ﱠﺮ ُ اﻋﺘﻘﺪَت أﻧﻨﻲ أ ُ ِﺻ ُ رت أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﻬﺎ أو َل ﳾء ﰲ اﻟﺼﺒﺎح ،رﺑﻤﺎ أﻓﴤ ﺮت ً إﻟﻴﻬﺎ أﻛﺜ َﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻋﻤﱠ ﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺪُث ﻣﺆﺧ ًﺮا .ﻛﻤﺎ ﻓ ﱠﻜ ُ ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ﻋ ْﺮﺿﻬﺎ ،ﺣﻮل ﺳﺒﺐ دﻋﻮﺗﻲ ﻇﺮوف ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻟﺮﺑﻤﺎ ُ ٍ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﻔﺮاش ﻣﻊ ﺗﻴﺲ ﻣﻮري اﻵن. إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻬﻤﺎ ﰲ املﻘﺎم اﻷول .ﰲ ُ ُ ً أﺷﻌﻠﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ ،وﺳﻘﻂ ﻛﺘﺎب ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري ﻣﻦ ﺣﻀﻨﻲ ،ووﻗﻊ ﻋﲆ اﻷرض. ﻧﻬﻀﺖ ُ ُ وﻧﻈﺮت إﻟﻴﻪ أو َل ﻣﺮة .ﻛﺎن اﻟﻌُ ﻨﻮان »اﻟﻬﻮاء اﻟﱪﱢي« ،وأﻇﻬﺮ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻜﺘﺎب، املﺼﺒﺎح ،ﺛﻢ رﺳ ُﻢ اﻟﻐﻼف ،ﻣﺜﻞ رﺳ ِﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻏﻠﻔﺘﻪَ ، ﻇﻬْ َﺮ إﻟﻴﺲ ﻓﻴﺘﺰﺟرياﻟﺪ وﻫﻲ ﺗﻨﻈ ُﺮ ﺧﺎرﺟً ﺎ ﻧﺤﻮ أﺣ ِﺪ املﻨﺎﻇﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،أو ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻐﻼف ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ إﱃ ﺷﺠﺮ ٍة واﺣﺪة ﺣﻘﻞ ﻣﻐ ٍّ ﰲﺧ ﱢ ﻂ اﻷﻓﻖِ ، ﻄﻰ وﴎبٌ ﻣﻦ اﻟﻄﻴﻮر ﻳُﻘﻠِﻊ ﻣﻦ أﻏﺼﺎﻧﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻗﺪ أﺣ ُﺪ اﻟﻄﻴﻮر ﰲ ٍ ﺑﺎﻟﺜﻠﺞ .ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻣﻴﺘًﺎ. ﱡ اﻟﺘﻔﺖ إﱃ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳُﻜﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻫﺪاءُ ﻋﺎد ًة ،وﻛﺎن ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ» :اﻹﻫﺪاء ﺳﻴﺄﺗﻲ ٌ ً ُ ﺟﻤﻠﺔ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ املﺤ ﱢﺮرون ﻟﻺﺷﺎرة إﱃ أن ﱠ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻧﺺ اﻹﻫﺪاء ﻏري ﻣﺘﺎح ﺑﻌﺪُ. ﻻﺣﻘﺎ« ،وﻫﻲ ﻇﻨﻨﺖ ﱠ ُ أن زوﺟﺘﻪ ﻗﺎﺗﻠﺔ. ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺮاﻳﻦ ﺳﻴُﻬﺪي اﻟﻜﺘﺎب إﱄ ﱠ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ أﻧﻨﻲ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺪأ اﻟﻜﺘﺎبُ ﺑﺨﻂ اﻟﺤﻮار» :ﺳﺄل ﻣﻴﺘﺶ» :ﻣﺎذا ﺳﺘﺘﻨﺎوﻟني؟« .ﺗﺮدﱠدت إﻟﻴﺲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻴﺬ — ﻛﺎﻧﺖ داﺋﻤً ﺎ ً إﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ً ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻴﺬ — ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬه املﺮة» :ﻣﺎء اﻟﺼﻮدا واﻟﺘﻮت اﻟﱪي ،ﺷﻜ ًﺮا««. ُ ﻓ ﱠﻜ ُ ٍ ٍ ﻗﺴﻂ ﻣﻦ اﻟﺮاﺣﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻗﺮرت أﻧﻨﻲ ﺮت ﰲ ﻗﺮاءة اﻟﺒﻘﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ً وأﻃﻔﺄت املﺼﺒﺎح ،وﺗﻘ ﱠﻠ ُ ُ ُ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻋﲆ ﺒﺖ ﻋﲆ وﺿﻌﺖ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻘﻬﻮة، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﱠ ُ ُ ُﺮاﺟﻌً ﺎ ﻋﻴﻨﻲ. وأﻏﻤﻀﺖ اﻷرﻳﻜﺔ، ﱠ اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ .ﻇ ﱠﻞ ﻋﻘﲇ ﻳﺪور ﴎﻳﻌً ﺎ ،ﻣ ِ ُ َ َ أﺣﺪاث اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ِﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا .ﺛﻢ ﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﺮت اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ ً ُ ُ ذﻫﺒﺖ وﺗﺴﺎءﻟﺖ إن ﻛﺎن ﻗﺪ وﺻ َﻠﻨﻲ اﻟﺮد. ﻣﺤﺎوﻻ إﻋﺎد َة اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺘﺸﺎرﱄ، »دوﻛﱪج« اﻟﺨﺎص ﺑﻲ ،وأﻋَ ﺪﺗُﻪ إﱃ اﻷرﻳﻜﺔ ،وﺳﺠﱠ ُ ُ ﱠ ﻠﺖ اﻟﺪﺧﻮ َل ﺑﺎﺳﻢ ﻓﺎرﱄ وأﺣﴬت اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ املﺤﻤﻮل ﻧﻘﻄﺔ زرﻗﺎء إﱃ أﻧﻨﻲ ﱠ ٌ ﺗﻠﻘ ُ ﻴﺖ ردٍّا ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺘﻲ واﻛﺮ ،وﻫﻮ اﺳﻤﻲ املﺴﺘﻌﺎر اﻟﺠﺪﻳﺪ .أﺷﺎرت ُ ﻧﻘﺮت ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻗﺮأﺗُﻬﺎ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ ،ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ« .ﻛﺎن ﻫﺬا ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ. اﻷﺧرية. ﻛﺘﺒﺖ أردﱡ» :ﻫﻞ أﻧﺖ ﻣَ ﻦ ﱡ ُ أﻇﻦ أﻧﻪ ﻫﻮ؟« ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻃﺎﺑَ ٌﻊ زﻣﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻟﻢ أﻋﺮف ﻣﺘﻰ ﱠ ﺗﻠﻘﻴﺘُﻬﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ ْ اﻧﺘﻈﺮت ،ﻣﺤﺪ ًﱢﻗﺎ إﱃ اﻟﺸﺎﺷﺔ .وﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ُ ُ وﺷﻚ اﻻﺳﺘﺴﻼم ،ﻇﻬ َﺮت رﺳﺎﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة» :ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﺣﺘﻰ اﺳﻤﻲ ،ﻣﺎﻟﻜﻮم؟« ُ ُ أﻋﺮفِ ،ﻟ َﻢ ﻻ ﺗُﺨﱪﻧﻲ؟« ﻛﺘﺒﺖ ﻣﺠﺪدًا» :ﻻ ﻣﺤﺎدﺛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ً ٍ أوﻻ«. »رﺑﻤﺎ ﺳﺄﻓﻌﻞ ،وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻨﺘﻘﻞ إﱃ ُ ﺣﺪدت املﺮﺑ َﻊ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ املﺤﺎدﺛﺔ ﺧﺎﺻﺔ .ﻛﺎن ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻨﺒﺾ ،وﻛﺎن ﻓ ﱢﻜﻲ ﻣﺸﺪودًا ﺟﺪٍّا ِ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻪ ﺑﺪأ ﰲ اﻟﺨﻔﻘﺎن. ُ ﻛﺘﺒﺖ» :ملﺎذا؟« َ »ملﺎذا ﻣﺎذا؟ ملﺎذا اﺳﺘﻤ َﺮ ُ رت ﰲ ﳾءٍ أﻧﺖ ﻣَ ﻦ ﺑﺪَأه؟ أﻋﺘﻘ ُﺪ أن اﻟﺴﺆال اﻷﻓﻀﻞ ﻫﻮ ملﺎذا ﱠ ﺗﻮﻗﻔﺖ؟« ﱠ ُ »ﺗﻮﻗ ُ أردت ﻣﻮﺗﻪ .وﺑﻤﺠﺮد ﻣﻮﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﺨﺺ واﺣﺪ ﻔﺖ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺳﻮى ٍ ﻫﻨﺎك ﺳﺒﺐٌ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار ﰲ اﻟﻘﺘﻞ «.ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻓﱰة ﱡ ُ وﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﺠﺄ ًة ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻒ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ً أن ﻳﻜﻮن ﺗﺸﺎرﱄ ﻗﺪ ﺳﺠﱠ ﻞ اﻟﺨﺮوج .ﻛﻨﺖ أرﻏﺐ ﰲ اﻟﺘﺤﺪﱡث إﻟﻴﻪ أﻛﺜﺮ .ﻛﺎن ﻫﺬا ً ﺳﺨﻴﻔﺎ، أﻳﻀﺎ ُ ُ ٍ رأﻳﺖ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺸﺎﺷﺔ .ﻫﺬا ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻷﻣﺎن ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻔﻌﻞ أيﱠ ﳾءٍ آﺧ َﺮ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ. ٌ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ أن أﻛﻮن ﻫﺎدﺋًﺎ ﺣﻴﺚ أﻛﻮن«. »آﺳﻒ ﻋﲆ اﻟﺘﺄﺧري .ﻓﺄﻧﺎ ﻛﺘﺐ أﺧريًا: 212 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﴩون »أﻳﻦ أﻧﺖ؟« ﺑﻘﻴﺔ املﺤﺎدﺛﺔ وأﻧﺎ ﺳﻌﻴ ٌﺪ ٍّ »ﺳﻮف أﺧﱪك ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻵن .ﻓﺬﻟﻚ ﺳﻴُﻔﺴﺪ َ ﺣﻘﺎ ﺑﺈﺟﺮاء ﻫﺬه املﺤﺎدﺛﺔ«. ُ وﻛﺘﺒﺖ» :إﻧﻚ ﻣﺠﻨﻮ ٌن ﻟﻌني ،أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ذﻟﻚ«. ﳾءٌ ﻣﺎ ﰲ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﺑﺪأ ﻳُﻘﻠﻘﻨﻲ، »اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻨﻲ ﻛﺬﻟﻚ ً ُ ُ ﻗﺘﻠﺖ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻚ، أﻳﻀﺎ .ﻓﺒﻌﺪ أن ِوﻗﻔﺔ ﻗﺼرية .ﺛﻢ: ً ﻛﻨﺖ ﻣﻘﺘﻨﻌً ﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ُ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨﻲ ُ ُ ِ وﺣﺸﺎ .ﻛﺎن ﻫﺬا ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺷﻌﺮت ﺑﺴﻌﺎد ٍة ﻣﺬﻫﻠﺔ ُ ٍ َ رﺻﺎﺻﺎت ،واﻟﻄﻠﻘﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺘ َﻠﺘﻪ .أﺻﺎﺑﺖ ﺧﻤﺲ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﻔﻜريُ ﻓﻴﻪ. ُ رأﻳﺖ ﻛﻞ اﻟﻄﻠﻘﺔ اﻷوﱃ ﻣﻌِ ﺪﺗﻪ .ﻛﺎن ﻳُﻌﺎﻧﻲ أ ًملﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ،وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ أن أﺧﱪﺗُﻪ ملﺎذا ﺳﻴﻤﻮت، ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻧﻪ ﻋﲆ ْ َ ُ َ رأﻳﺖ وﺷﻚ املﻮت .ﻫﻞ رأﻳﺖ املﻌﺮﻓﺔ ﻋﲆ وﺟﻬﻪ، ﻫﺬا اﻷﻟﻢ ﻳﺘﺤﻮﱠل إﱃ ﺧﻮف. ذﻟﻚ ﻣﻊ ﺗﺸﻴﻨﻲ؟« ﻛﺘﺒﺖ ﻣﺠﻴﺒًﺎ :ﱠ ُ »ﻛﻼ«. »ﻫﻞ ﻋ َﺮف ﺳﺒﺐ ﻣﻮﺗﻪ؟« »ﻻ أﻋﻠﻢ .أﻧﺎ ﻟﻢ أﺧﱪه«. ُ اﺳﺘﻤﺘﻌﺖ أﻧﺎ .رﺑﻤﺎ ﻟﻮ َ ﻛﻨﺖ رأﻳﺖ ﻫﺬا ﰲ اﻟﺴﺒﺐ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ »رﺑﻤﺎ ﻟﻬﺬا ِ ﻋﻴﻨﻴﻪ ،ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺪُث ﻟﻪ وملﺎذا ،ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ َ ﻛﻨﺖ ﺳﺘﻔﻬﻢ«. ﺮت أﻧﺖ .وﻫﺬا ٌ ُ ﻛﺘﺒﺖ» :ﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﺄيﱢ ﻣﺘﻌﺔ ﰲ ذﻟﻚ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺷﻌَ َ ﻓﺮق ﻛﺒري ﺑﻴﻨﻨﺎ«. ً ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﱢ ﺑﻔﻦ اﻟﻘﺘﻞ ،ﺛﻢ أﻗ ﱢﺮ ُر اﻟﺴﺒﺐ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻚ أﻧﺖ املﺠﻨﻮن ،ﺗﻜﺘﺐ ﻛﺘﺐ» :ﻟﻬﺬا ِ َ ﻷﺧﻠﻖ ﻓﻨٍّﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎ ،وﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا ﻟﻚ ﺷﻴﺌًﺎ؟« ﺗﻨﻔﻴﺬَ ﻣﺎ ﺗﻘﱰﺣﻪ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، »ﻫﻨﺎك ٌ ﻓﺮق ﺑني اﻟﺨﻴﺎل واﻟﻮاﻗﻊ«. ُ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ َ أﻋﺮف أﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ .ﻫﻨﺎك ﺟﻤﺎ ٌل ﰲ ِﻛ َﻠﻴﻬﻤﺎ ،وأﻧﺎ ﻛﺘﺐ ﺗﺸﺎرﱄ» :ﻟﻴﺲ ِ ﺗﻌﺮف ذﻟﻚ«. ُ ُ ﻗﺘﻠﺖ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ« ،ﺛﻢ ﻛﺘﺒﺖ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ» :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أيﱡ ﺟﻤﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺘﻔﻜري ﻟﺤﻈﺔُ . ﺣﺬﻓﺘُﻬﺎُ . ٍ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺠﻌﻞ ﺗﺸﺎرﱄ ﻳﺜﻖ ﺑﻲ ،ﻟﻴُﺨﱪﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻛﻨﺖ ﺑﻬُ ﻮﻳﺘﻪ أو ﻣﻜﺎﻧﻪ. ُ ﻧﻠﺘﻘﻲ؟« ﻛﺘﺒﺖ» :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن َ ﺟﺎء اﻟﺮ ﱡد ﻋﲆ اﻟﻔﻮر» :أوه ،ﻟﻘﺪ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ«. »ﻣﺘﻰ؟« 213 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ »أﻋﺮف إﻻ َم ﺗﺮﻣﻲ ﻣﻦ وراء ذﻟﻚ .وﺗﻮﻓريًا ﻟﻠﻮﻗﺖ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻟﻦ أﺧﱪك ﺑﻬُ ﻮﻳﺘﻲ .ﻟﻴﺲ اﻵن، ﻫﻜﺬا .ﻫﻨﺎك املﺰﻳﺪ ﻣﻤﺎ ﱠ ﻳﺘﻌني اﻟﻘﻴﺎ ُم ﺑﻪ .إﻧﻪ َﻷﻣ ٌﺮ ﻣﺪﻫﺶ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﻗﻴﺎدﺗﻲ إﱃ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ ﻓِ ﱠﻀﺔ«. ﺟُ ﺪد ﻣﺜﺎﻟﻴﱢني .ﻟﻘﺪ ﺳ ﱠﻠﻤﺘَﻨﻲ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ ﻋﲆ ٍ »ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣُﺪاﻧًﺎ ﺑﺄي ﳾء«. ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺣﻤﻠُﻪ ﻋﲆ اﻟﴩاب »ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣُﺪاﻧًﺎ ﺑﴚءٍ ﻣﺎ ،ﺻﺪﱢﻗﻨﻲ. ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ املﻮت ،وﻟﻜﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻛﺎن اﻟﴩاب اﻷول ﻫﻮ اﻷﺻﻌﺐ، ﴍب ﻛ ﱢﻞ ﻣﺎ أﻋﻄﻴﺘُﻪ ﻟﻪ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪا ﺳﻌﻴﺪًا ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ«. ﺛﻢ اﺳﺘﻤﺮ ﰲ ِ »ﻻ أﻇﻦ أﻧﻨﻲ أﺳﺘﻄﻴ ُﻊ ﺣﻤﻠﻚ ﻋﲆ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻧﻔﺴﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻔﻌﻞ أيﱠ ﳾءٍ آﺧﺮ«. ﻛﺘﺐ ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻨ ﱠ ُ َ ذﻫﺒﺖ ﻣﻌﻲ«. ﻴﺖ أن ﻳﻔﻌﻞ» :ﻓﻘﻂ إذا ً ُ ﻛﺎﻣﻠﺔ«. أﺟﺒﺖ» :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .أﻧﺖ وأﻧﺎ ﻣﻌً ﺎ .ﺳﻨﻘﻮل اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ِو ٌ ُ وﻇﻨﻨﺖ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺗُﻪ .أو ﻟﻌﻠﻪ ﻛﺎن ﻳُﻔ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ﻗﻔﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ، أﻧﺘﻪ ﺑﻌﺪ .اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أﻧﻚ ﻗﺪ َ ُﻐﺮ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ِ ﱠﻣﺖ ﱄ ﺿﺤﻴﺘَني أُﺧﺮﻳَني، ﺛﻢ ﻛﺘﺐ أﺧريًا» :إﻧﻪ أﻣ ٌﺮ ﻣ ٍ أﺣﺪاﻫﻤﺎ ﺳﺘﻤﻮت ،واﻷﺧﺮى ﺳﺘﺨﺘﻔﻲ ،ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﺜﻞ »ﻟﻐﺰ املﻨﺰل اﻷﺣﻤﺮ« .ﻳﻤﻜﻨﻚ املﺴﺎﻋﺪة إذا أردت«. ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﱪودة ﺗﴪي ﰲ أوﺻﺎﱄ. ﱢ ُ ُ ُ أﺟﺒﺖ وأﻧﺎ أﻫ ﱡﻢ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮف» :دﻋﻨﻲ أﻓﻜﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ« .ارﺗﺪﻳﺖ ﻣﻼﺑﴘ ﺑﴪﻋﺔ ،وﻋُ ﺪت ﻻرﺗﺪاء ُ وﻟﺒﺴﺖ ﺣﺬاﺋﻲ .ﻛﻨﺖ أرﺗﺠﻒ .ﺳﻴﻜﻮن ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ اﻵن إﱃ ﻣﻨﺰل ﺟﻮارﺑﻲ اﻟﺮﻃﺒﺔ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى، ُ ُ واﺗﺼﻠﺖ ﻣﻦ ﻓﻮري أﻣﺴﻜﺖ ﺑﻬﺎﺗﻔﻲ اﻟﺨﻠﻮي ﺑﺮاﻳﻦ وﺗﻴﺲ .ﻫﺬا إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ﺑﺮﻗﻢ ﺗﻴﺲ ،ﻣﻌﺘﻘِ ﺪًا أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺗﺤﺬﻳ َﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎح ﻷي ﺷﺨﺺ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل إﱃ املﻨﺰل. ﱢﻟﺖ ﻣﺒﺎﴍ ًة إﱃ اﻟﱪﻳﺪ اﻟﺼﻮﺗﻲ ،وﻟﻢ أﺗﺮك رﺳﺎﻟﺔ .ﻓ ﱠﻜ ُ ﺣُ ﻮ ُ ﺮت ﰲ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺮﻗﻢ اﻟﻄﻮارئ، ُ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﻠ ُ ٍ أﺟﺮﻳﺖ ﺗﻠﻚ املﻜﺎملﺔ ،ﻓﺴﻮف ﺗﺄﺗﻲ اﻟﴩﻃﺔ وﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﺷﻴﺌًﺎ، ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ أﻧﻨﻲ إذا ِﻤﺖ وﺳﺄﻛﻮن ً ﴍح ﺳﺒﺐ إﺟﺮاﺋﻲ ﻟﻠﻤﻜﺎملﺔ ﰲ املﻘﺎم اﻷولُ . ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﴘ إن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻘﺮار ﻋﺎﻟﻘﺎ ﰲ ِ اﻟﺼﺎﺋﺐ. ُ ﺻﻌﺪت اﻟﺘ ﱠﻞ إﱃ ﺣﻴﺚ ﰲ اﻟﺨﺎرج ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻠﻮج ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻮال اﻟﻠﻴﻞ. ﱢ ُ اﻟﻄﺮق ﻣﺮوﱢﻋﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺎ زﻟﺖ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﻮﺻﻮل ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ُ ذﻫﺒﺖ ﺳريًا ﻋﲆ اﻷﻗﺪام. ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة إﱃ »ﺳﺎوث إﻧﺪ« أﴎ َع ﻣﻤﺎ ﻟﻮ اﻧﻌﻄﻔﺖ ُ َ ُ وﻗ ُ ُ ٍ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺑﴪﻋﺔ ﻛﺒرية أﺳﻔﻞ اﻟﺘﻞ ،واﻧﺰﻟﻘﺖ اﻟﺴﻴﺎرة ﰲ اﻷﺳﻔﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺪت ُ ُ وﺑﺪأت ﰲ اﻟﻨﻘﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺴﻴﺎرة رﻓﻌﺖ ﻗﺪﻣﻲ ﻋﻦ املﻜﺎﺑﺢ املﻜﺎﺑﺢ ،وأﺧﺬت ﺗﻨﻌﻄﻒ ﺟﺎﻧﺒًﺎ. 214 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﴩون ُ اﺳﺘﻌﺪدت واﺻ َﻠﺖ اﻟﺴريَ ،ﺗﻨﺰﻟﻖ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻀﻮء اﻷﺣﻤﺮ وإﱃ ﺷﺎرع ﺗﺸﺎرﻟﺰ. ﻟﻼرﺗﻄﺎم ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺳﺎﺋﻘﻮن َ آﺧﺮون ﰲ اﻟﺸﺎرع .ﻓﻘﻂ ﻋﺪ ٌد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ا ُملﺸﺎة ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ زوﺟﺎن ﱠ ﺗﻮﻗﻔﺎ ﻋﲆ اﻟﺮﺻﻴﻒ ملﺸﺎﻫﺪة ﺣﺎدﺛﺘﻲ اﻟﻮﺷﻴﻜﺔ. ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ ُﻗﻄﺮﻳٍّﺎ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺘﱠ ٌ ً ﻋﻨﺪﻣﺎ َ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ﺠﻬﺔ ﺗﻮﻗﻔﺖ اﻟﺴﻴﺎرة أﺧريًا ،ﻛﺎﻧﺖ ُ ﰲ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺼﺤﻴﺢ .ﻋﺪ ُ وواﺻﻠﺖ اﻟﻘﻴﺎدة ،أﺑﻄﺄ ﻫﺬه املﺮة ،ﻣُﺤ ﱢﺪﺛًﺎ ﻧﻔﴘ ﺑﺄن ﱠﻟﺖ وﺿﻌﻴﺘﻬﺎ اﻻﻧﺤﺮاف ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫﻮ أﺳﻮأ ﳾءٍ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪُث .وﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺎول ﻓﻘﻂ إﺧﺎﻓﺘﻲ، ﻓﻌﻼ ُﻫﻮﻳﺔ ﺿﺤﻴﱠﺘَﻴﻪ اﻟﺘﺎﻟﻴﺘَني .إذا ﺗﻤ ﱠﻜﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻫﻨﺎك ً ﻓﺈن ﺗﺸﺎرﱄ ﻗﺪ ﺣﺪﱠد ً ﱠ أوﻻ، ﻛﻨﺖ أﺗﺴﺎءل ً ﻓﺴﻴُﻤﻜﻨﻨﻲ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺗﺤﺬﻳ ُﺮﻫﻤﺎ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ أﻳﻀﺎ إن ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ﻫﻨﺎك ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أم ﻻ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧُﺠﺮي املﺤﺎدﺛﺔ ﻋﲆ »دوﻛﱪج« ،ﻳﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻔﻪ .ﻫﺬا ﻣﻦ ُ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳ ﱢ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﻋﺠَ ﻠﺔ اﻟﻘﻴﺎدة وﻋﺪم اﻟﺘﻔﻜري ﻓﻴﻪ .ﻛﺎن ُﻔﴪ أﺧﻄﺎء اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ. ﱠ وﻟﻜﻦ اﻟﺜﻠﺞُ ﻳﺘﻮﺟﱠ ﻪ اﻵن ﻣﺒﺎﴍ ًة إﱃ اﻟﺰﺟﺎج اﻷﻣﺎﻣﻲ .وﻛﺎﻧﺖ ا َمل ﱠﺴﺎﺣﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻲ ﺗﻌﻤﻞ، اﻟﺠﻠﻴﺪ ﻛﺎن ﻳﱰاﻛﻢ ﻋﲆ ﻃﻮل اﻟﺤﺎﻓﺎت ،وأﺧﺬ اﻟﻀﺒﺎبُ ﻳﺘﻜﻮﱠن ﻋﲆ اﻟﺰﺟﺎج اﻷﻣﺎﻣﻲ .ﱠ ﺷﻐ ُ ﻠﺖ َ ُ ُ وأﺧﺮﺟﺖ رأﳼ ،وأﻧﺎ أﻗﻮد ﻋﲆ ﻃﻮل أﻧﺰﻟﺖ ﻧﺎﻓﺬﺗﻲ ﺧﺎﺻﻴﺔ إذاﺑﺔ اﻟﺠﻠﻴﺪ ﻃﻮال اﻟﻄﺮﻳﻖ، ُ وﺻﻠﺖ ﺗﺮﻳﻤﻮﻧﺖ ،وﻛﺎن اﻟﺰﺟﺎج اﻷﻣﺎﻣﻲ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻜﻮﻣﻮن ﰲ أرﻟﻴﻨﺠﺘﻮن ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .ﺛﻢ ﻗﺪ ﺻﻔﺎ ً ﻗﻠﻴﻼُ . ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ أﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻻﻧﻌﻄﺎف إﱃ ﺷﺎرع ﻣﻨﺰل ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻮري اﻷﺣﺎدي وﻗﻄﻊ ﻣﺎ ﱠ اﻻﺗﺠﺎه ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺧ ﱠ ﻄ ُ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻄﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﱰك اﻟﺴﻴﺎرة ﻋﻨﺪ اﻟﺰاوﻳﺔ، ِ َ ﻣﺮرت ﺑﺸﺎرﻋﻬﻢ وﻗ ﱠﺮ ُ ُ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻘﻴﺎدة ،ﺣﺘﻰ أﺳﻠﻚ ﻳﻤﻴﻨﻲ رت ﺳريًا ﻋﲆ اﻷﻗﺪام .ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ُ اﻟﺘﺎﱄ َ وأرى إن ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﻻﻟﺘﻔﺎف إﱃ اﻟﺨﻠﻒ. ُ وأﺟﱪت ﻧﻔﴘ ﻋﲆ إرﺧﺎء ﻗﺒﻀﺘﻲ ﻓﻮق ﻋﺠَ ﻠﺔ اﻟﻘﻴﺎدة .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎن ﺟﺴﺪي ﻳﺆﻟِﻤُﻨﻲ، اﻟﺠﻠﻴﺪ ﻗﺪ ﺟُ ِﺮف ﻣﺆﺧ ًﺮا ﻣﻦ اﻟﺸﺎرع اﻟﺠﺎﻧﺒﻲ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻋﺠﻼﺗﻲ ﺗﺪور ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺗﺤ ﱠﺮك ُ ُ أﻣﻞ أن ﻳﻀﻌَ ﻨﻲ اﺳﺘﻄﻌﺖ وﺑﺄﴎع ﻣﺎ ﴎﻳﻌً ﺎ. اﻧﻌﻄﻔﺖ ﻳﻤﻴﻨًﺎ ﺛﻢ ﻳﻤﻴﻨًﺎ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى؛ ﻋﲆ ِ ِ ذﻟﻚ ﰲ اﻟﺸﺎرع اﻟﺠﺎﻧﺒﻲ ملﻨﺰل ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻮري .ﺑﺪا اﻻﺗﺠﺎه ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺟﻤﻴﻊ ُ اﻟﺸﻮارع اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﰲ »ﺳﺎوث إﻧﺪ« ﺑﺪَت ﱄ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ .ﻗ ﱠﻠ ُ وﻧﻈﺮت ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺗﻲ ﻷرى ﻠﺖ اﻟﴪﻋﺔ، ُ ُ ِ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻄﻌﺖ ﻧﺤ َﻮ رؤﻳﺔ ﻣﻨﺰل ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻮري ﺑﺒﺎﺑﻪ اﻷزرق أم ﻻ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ إن ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺎزل املﺪﻳﻨﺔ املﺒﻨﻴﱠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﻣﻴﺪ ،ﻛﺎن أرﺑﺎع اﻟﺸﺎرع ﻋﻨﺪﻣﺎ رﺻﺪﺗُﻪ .وﻋﲆ ﻋﻜﺲ ﻣﻌﻈﻢ ِ ُ ﱢ ﺣﺎوﻟﺖ أﻻ أﻓ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺪ ﻳَﻌﻨﻴﻪ ذﻟﻚ، ﻣﺘﻮﻫﺠً ﺎ ﻣﻦ ﻧﻮاﻓﺬه املﻮاﺟﻬﺔ ﻟﻠﺸﺎرع. اﻟﻀﻮءُ ﻻ ﻳﺰال وﻣﺎ ﻗﺪ أﺟﺪه ﻋﻨﺪﻣﺎ أدﺧ ُﻞ املﻨﺰل. 215 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ُ ُ وﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرة ﰲ ِ ﺛﻼث وأﻃﻔﺄت املﺤ ﱢﺮك ﻣﺤﺒﺲ ﻣﻄﺎﻓﺊ، أوﻗﻔﺖ اﻟﺴﻴﺎر َة أﻣﺎم ِ ﺳﻤ ُ ﺑﻮﺻﺎت ﻣﻦ اﻟﺜﻠﻮج اﻟﺬاﺋﺒﺔ .وﺑﻤﺠﺮد أن َ ﻋﱪت اﻟﺸﺎر َع ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣﻨﺰل ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻮريِ ، ٍ ﻌﺖ ُ واﺳﺘﺪرت ﻷرى اﻣﺮأ ًة ﺗﻘﻒ ﺗﺤﺖ ﺿﻮء اﻟﺸﺎرع أﺣﺪﻫﻢ ﻳﴫخ »ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻮﻗﻮف ﻫﻨﺎك«، ُ ﻣﻊ ﻛﻠﺒﻬﺎ ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ أرﺑﻌﺔ ﻣﻨﺎزل ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻟﻮ ُ وواﺻﻠﺖ اﻟﺴري. ﱠﺣﺖ ﻟﻬﺎ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻷﺳﻠﺤﺔ ،أيﱡ ﳾءٍ ٍّ وﺻﻠﺖ إﱃ اﻟﺒﺎب ،وﻓﺠﺄ ًة ﺗﻤﻨ ﱠ ُ ُ ﺣﻘﺎ، ﻴﺖ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ أيﱡ ٍ ُ وﻛﺪت أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻟﻌﻮدة إﱃ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﻹﺣﻀﺎر راﻓﻌﺔ اﻹﻃﺎرات ﻣﻦ ﺻﻨﺪوق اﻟﺴﻴﺎرة .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ُ ِ إﺿﺎﻋﺔ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ .ﺟ ﱠﺮﺑﺖ اﻟﺒﺎب وﻛﺎن ﻣ َ ﺿﻐﻄﺖ ﻋﲆ ﺟﺮس اﻟﺒﺎب ُﻮﺻﺪًا ،ﺛﻢ أرﻏﺐ ﰲ ُ ً ُ ﺑﻴﻨﻤﺎ ُر ُ وأﺧﺬت ﺣﺖ أﻃﺮق اﻟﺒﺎب ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻣﺎذا ﺳﺄﻓﻌﻞ إذا ﻟﻢ ﻳﺮ ﱠد أﺣﺪ. ﺳﻤﻌﺖ ْ ُ وﻗﻊ أﻗﺪا ٍم ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ أﻣﺴﺢ اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﱠﺔ اﻷﺿﻼع ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺒﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻵﺧﺮُ . وﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎبُ ﻋﲆ ﻣﴫاﻋﻴﻪ. 216 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﴩون ﺑﺼﻮت ﱠ ً ٍ أﺟﺶ ،وﻫﻲ ﺗﻤ ﱡﺪ ﻳﺪَﻫﺎ وﺗُﻤﺴﻚ ُ ﺟﺎذﺑﺔ إﻳﺎي إﱃ ﺑﺴﱰﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ، ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ اﻟﺪاﺧﻞ» :ﻣﺎل«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻛ ﱡﻞ ﳾءٍ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام ﻫﻨﺎ؟« ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎب .ﺛﻢ دﻓﻌَ ﺖ َ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎﻫﻲ وﺗﺒﺎدﻟﻨﺎ ُ اﻟﻘﺒُﻼت .ﻗﺒﱠﻠﺘُﻬﺎ ﺑﺪوري ،ﺑﺴﺒﺐ ﺷﻌﻮري ﺑﺎﻻرﺗﻴﺎح ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻫﻨﺎ ،وﻣﺎ زاﻟﺖ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻷن ذﻟﻚ ﻣﻨﺤَ ﻨﻲ ﺷﻌﻮ ًرا ﺟﻴﺪًا .ﻛﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ،وﻣﻦ ٍ ً أرﻏﺐ ً أﻳﻀﺎ ﰲ إﺧﺒﺎرﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر أﻧﻨﻲ ﻋُ ُ ﺳﺨﻴﻔﺎ. ﺪت ﻻﻋﺘﻘﺎدي أﻧﻬﺎ ﰲ ﺧﻄﺮ .ﺳﻴﺒﺪو ذﻟﻚ ﱠ ٌ ُ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﺑني ذراﻋَ ﻲ ،وﺳﺄﻟﺘُﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى» :ﻫﻞ ﺷﻌﺮت أﻧﻬﺎ ﺗﻮﻗﻔﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻘﺒﻴﻞ واﻟﻌﻨﺎق. ﻛ ﱡﻞ ﳾءٍ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام ﻫﻨﺎ؟« ﱠ ً ﻣﱰاﺟﻌﺔ ،وﻗﺎﻟﺖ» :ملﺎذا ﺗﻘﻮل ذﻟﻚ وﺗُﻜ ﱢﺮره؟« ﻛﺎن ﺻﻮﺗُﻬﺎ ﻏﻠﻴ ً ﻈﺎ، ﻛﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﻨﺎق َ وﻃﺮﻓﺖ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﴎﻳﻌً ﺎ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺗﺒﺪﻳﻦ ﻓﻘﻂ … ﻫﻞ أﻧﺖ ِﺛﻤﻠﺔ«. ﻗﺎﻟﺖ» :رﺑﻤﺎ .وﻣﺎذا ﰲ ذﻟﻚ؟ أﻧﺖ ِﺛﻤﻞ« .اﺑﺘﻌﺪَت ﻋﻨﻲ ،وﺗﺮﻧﱠﺢ ﺟﺴﺪُﻫﺎ ﻛ ﱡﻠﻪ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﲆ ﻛﺖ ﺑﴪﻋﺔ وأﺧﺬﺗُﻬﺎ ﻣﻦ ذراﻋﻬﺎُ ، ْ وﺷﻚ اﻟﺴﻘﻮط .ﺗﺤ ﱠﺮ ُ وﻗﺪﺗُﻬﺎ إﱃ إﺣﺪى اﻷرﻳﻜﺘَني املﺘﻘﺎﺑﻠﺘني ﺧﺎرج ﻣﺪﺧﻞ املﻄﺒﺦ ﻣﺒﺎﴍ ًة .ﺟﻠﺲ ﻛﻼﻧﺎ. ﻗﺎﻟﺖ وﻫﻲ ﺗﻀﻊ ﻳﺪَﻫﺎ ﻋﲆ ﻛﺘﻔﻲ وﺗﺘﱠﻜﺊ ﻋﲇﱠ» :أﺷﻌﺮ ﺑﺸﻌﻮر ﻏﺮﻳﺐ« .ﻛﺎن ﻷﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻣﺮار ٌة ﺑﺮاﺋﺤﺔ اﻟﻘﻬﻮة. ُ ُ ﻗﻠﺖ» :أﺧﱪﻳﻨﻲ ﻣﺎذا ِ ﻏﺎدرت«. ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻌﻠني ﻣﻨﺬ أن َ ﻏﺎدرت؟« »ﻣﺘﻰ »ﻗﺒﻞ ﺳﺎﻋﺘني .رﺑﻤﺎ أﻗﻞ .ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ«. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ُ »أوه ،أﺟﻞُ . وﺗﻨﺎوﻟﺖ املﺰﻳ َﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻬﻮة ،ﺛﻢ أﻟﻌﻖ ﺟﺮوﺣﻲ؛ ﻷﻧﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ … ﻛﻨﺖ وﻛﻨﺖ ذاﻫﺒﺔ إﱃ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي أﺗﻬﻴﱠﺄ ﻟﻠﻨﻮم ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓ ﱠﻜ ُ ُ ُ ﺮت ﰲ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺑﺘﻌﺐ ﺷﺪﻳﺪ، ﺷﻌﺮت ٍ ُ ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺒﺎب ،وﻫﺎ أﻧﺖ ذا ﻫﻨﺎ«. آﺧﺬ ﻗﻴﻠﻮﻟﺔ ﺻﻐرية ﻫﻨﺎ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷرﻳﻜﺔ ،ﺛﻢ »ﻫﻞ ﺟﺎء أيﱡ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ؟« ﻛﻼ .ﻓﻘﻂ أﻧﺖ .ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ أن ﻧﺘﺒﺎدل ُ »ﻫﻞ ﺟﺎء أيﱡ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ؟ ﻫﻨﺎ؟ ﱠ اﻟﻘﺒﻼت ﻣﺮ ًة أﺧﺮى؟« ُ ُ َ ً ُ ِﻲ اﻷﻣﺮ ﻗﺼريًا ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﺘﺤَ ﺖ ﻓﻤﻬﺎ وﺿﻐﻄﺖ ﻋﲇ ﱠ اﻧﺤﻨﻴﺖ إﻟﻴﻬﺎ وﻗﺒﱠﻠﺘﻬﺎِ ،آﻣﻼ أن ﻧﺒﻘ َ َ ٍ ِ رؤﻳﺔ أﺳﺘﻄﻊ وﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻢ ﺑﻘﻮة .ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎي ﻣﻔﺘﻮﺣﺘَني ﻟﻜﻦ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻛﺎن ﻳﻨﺴﺪل ﻛﺎﻷﻣﻮاج، أيﱢ ﳾءٍ .ﱠ ُ ﺗﻮﻗ ُ وأﻧﺰﻟﺖ رأﺳﻬﺎ إﱃ ﺻﺪري. ﻔﺖ ﻋﻦ ﺗﻘﺒﻴﻠﻬﺎ ِ أﺳﺘﻄﻊ ﻓﻬﻤﻪ. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﺬا ﻟﻄﻴﻒ« ،ﺛﻢ ﺗﻤﺘﻤَ ﺖ ﺑﴚءٍ ﻟﻢ ﻛﻨﺎ ﻫﻜﺬا ﻣﺪ َة دﻗﻴﻘﺔ .ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﻟﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻔﻮ ﻋﲆ ﺻﺪري ،وﺗﺮﻛﺘُﻬﺎ ﺗﻐﻔﻮ ُ ﻏﺎدرت ،ﻛﺎن ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﻧﻈﺮ ﺣﻮﱄ إﱃ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ رؤﻳﺘﻪ .ﺑﺪا اﻷﻣﺮ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻨﺪﻣﺎ ِ ﻃﺎوﻟﺔ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم أﻣﺎم اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﻜﺒرية ،وﻣﺼﺒﺎح واﺣﺪ ﻻ ﻳﺰال ﻓﻨﺠﺎﻧﺎ اﻟﻘﻬﻮة ﻻ ﻳﺰاﻻن ﻋﲆ ﻣُﻀﺎءً ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻄﺎوﻟﺔ .واﻟﺬي أﻣ َﻜﻨﻨﻲ رؤﻳﺘُﻪ ﻣﻦ املﻄﺒﺦ ﻛﺎن ﻣُﻀﺎءً ﺑﺈﺿﺎء ٍة أﺳﻔﻞ اﻟﺨِ ﺰاﻧﺔ. ُ ُ ﺳﻤﻌﺖ ﺷﺨري ﺑﺮاﻳﻦ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻀﻴﻮف اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻨﻲ ﻛﺎن املﻨﺰل ﻫﺎدﺋًﺎ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ٌ ﻋﻼﻣﺔ ﺟﻴﺪة .ﻛﺎن ﻻ ﻳﺰال ﻋﲆ ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﲇ .ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا .وﻟﻜﻦ إن ﺻﺢﱠ ﻫﺬا ،ﻓﻬﺬه ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة. ﻋ َﺮ ُ ﻓﺖ أن ﺗﺸﺎرﱄ ﻛﺎن ﰲ املﻨﺰل. ُ وﺿﻌﺖ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﻟﻘﺪ ﺗ ِﺒﻌﻨﻲ إﱃ ﻫﻨﺎ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻛﺎن ﻳﻨﺘﻈﺮ ﰲ اﻟﺨﺎرج ﻏﺎدرت ،رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳُﺨ ﱢ ُ ﺑﻴﻨﻤﺎ ُ ﻄﻂ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ أﺗﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎءَ ﻣﻊ ﺑﺮاﻳﻦ وﺗﻴﺲ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ملﻼﺣﻘﺘﻲ ،أو رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺨ ﱢ ﻄﻂ ﻻﻗﺘﺤﺎم ﻣﻨﺰل ﺗﻴﺲ وﺑﺮاﻳﻦ .وﻟﻜﻦ ﺳﻨﺤَ ﺖ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. ﺗﺎرﻛﺔ اﻟﺒﺎب ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ وراءﻫﺎ ُ ً واﻟﻘﻔﻞ ﺣني ُﻫ ِﺮﻋَ ﺖ ﺗﻴﺲ إﱃ اﻟﺨﺎرج ﻹﻋﻄﺎﺋﻲ ﻛﺘﺎبَ ﺑﺮاﻳﻦ، ٍ وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ .ﺗﺴ ﱠﻠﻞ ﺗﺸﺎرﱄ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ .ﺛﻢ ﻣﺎذا؟ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺨﺘﺒﺌًﺎ ﰲ املﻨﺰل، ﻣﻦ ْ وﺿﻊ ﳾءٍ ﻣﺎ ﰲ ﻗﻬﻮة ﺗﻴﺲ ،ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ اﻟﴚء ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﰲ إﻋﺪاد اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ﻟﱪوﻳﺖ .ﻟﻢ أﺻﺪﱢق أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ِ ﺛﻤﻠﺔ ،أو أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ُﺳ ْﻜ ٍﺮ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎدرت ﻗﺒﻞ ﺳﺎﻋﺘني .ﱠ ُ ُ وﺻﻠﺖ أﻧﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﻌﻞ ﺗﺸﺎرﱄ أيﱠ ﳾءٍ آﺧﺮ ﻟﻬﺎ. ﻛﻼ ،ﻟﻘﺪ ُﺧ ﱢﺪ َرت .ﺛﻢ واﻵن ﻛﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﰲ املﻨﺰل ﻣﻌً ﺎ .أﻳﻦ ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ؟ أﻳﻦ ﺳﺄﻛﻮن ﻟﻮ ُ ﻛﻨﺖ ﻣﻜﺎﻧﻪ؟ ُ أزﺣﺖ ﺗﻴﺲ ﻋﻦ ﺻﺪري ﺑﺒﻂءٍ ،ووﺿﻌﺘُﻬﺎ ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ ،ﺛﻢ وﻗﻔﺖ. 218 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﴩون ً ﻣﻨﺨﻔﻀﺎ وﻣُﻐﻤﻐﻤً ﺎ .وﺿﻌَ ﺖ ﻗﺎﻟﺖ ﺗﻴﺲ» :إﱃ أﻳﻦ أﻧﺖ ذاﻫﺐ؟« ﻟﻜﻦ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻛﺎن ﻳﺪﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﺧﺪﱢﻫﺎ ﱠ ُ ﻣﺸﻴﺖ ﺑﻬﺪوءٍ ﻗﺪْر ﺑﻌﻤﻖ ﻣﻦ أﻧﻔﻬﺎ ،وﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﺎ زاﻟﺘﺎ ﻣﻐﻠﻘﺘَني. وﺗﻨﻔ َﺴﺖ ٍ اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ إﱃ املﻄﺒﺦ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺑﺎبٌ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻳﺆدي إﱃ َردﻫﺔ اﻟﻄﺎﺑَﻖ اﻷول ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎك ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻮﺻﻮ ُل إﱃ ﻧﺼﻒ ﺣﻤﱠ ﺎم ،وإﱃ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻀﻴﻮف ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﺑﺮاﻳﻦ ﻧﺎﺋﻤً ﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً ُ ُ ووﺟﺪت ﻣﺮﻗﺎق اﻟﻌﺠني اﻟﺬي ﻻﺣﻈﺘُﻪ ذﻫﺒﺖ إﱃ املﻨﻀﺪة أﻳﻀﺎ ﺧﺰاﻧﺔ ،إن أﺳﻌَ َﻔﺘﻨﻲ ذاﻛﺮﺗﻲ. ً ً ﺳﺎﺑﻘﺎ ،واﻟﺘﻘﻄﺘُﻪ ﰲ ﻳﺪي اﻟﻴﻤﻨﻰ .ﻓ ﱠﻜ ُ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ني ﺮت ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺳ ﱢﻜ ٍ ً ُ ﻗﻄﻌﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ ،وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﺣﺒﺒﺖ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﻤﺮﻗﺎق اﻟﻌﺠني ﰲ ﻳﺪي .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ُ ً وﺷﻌﺮت ﻣﺴﺪﺳﺎ .ﻟﻜﻨﻬﺎ أﻓﻀ ُﻞ ﻣﻦ ﻻ ﳾء، أﻧﻬﺎ ﻋﺪﻳﻤﺔ اﻟﻔﺎﺋﺪة إذا ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ﻳﺤﻤﻞ ﱡ ﺑﺘﺤﺴﻦ ﻣﻊ وﺟﻮده ﰲ ﻳﺪي. ﺮت ﰲ اﻟﺒﻘﺎء ﰲ املﻄﺒﺦ ،أن أﻗﻒ ﻫﻨﺎك ﻓﺤﺴﺐ ﻣ ٍّ ﻓ ﱠﻜ ُ ُﻄﻼ ﻋﲆ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺠﺎﻧﺒﻲ اﻟﺪوﱠار ،واﻟﻔﺘﺤﺔ اﻟﻜﺒرية املﺆدﻳﺔ إﱃ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم وﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﻮﻗﻮف ﻫﻨﺎ َ ﻃﻮال أوﻻ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ً ﻗﻠﻘﺎ ً اﻧﺘﻈﺎر أن ﻳﺨﻄ َﻮ ﺗﺸﺎرﱄ ً أﻳﻀﺎ ﺑﺸﺄن ﺗﻴﺲ .أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﰲ اﻟﻠﻴﻞ ،ﰲ ِ ﻋﺎل ،ﺗﻤﻨ ﱠ ُ ﺟﺴﻤﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﻛﺎﻓﻴًﺎ ﻟﻘﺘﻠﻬﺎُ . ٍ ﻴﺖ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺻﻮﺗﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، ﻗﻠﺖ ﺑﺼﻮت ٍ ﺑﺎﺗﺠﺎه املﻄﺒﺦ اﻟﻔﺎرغ» :أﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﻫﻨﺎ«. ﻻ ﳾء. وﺑﺪأت أﺗﺴﺎءل ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ُ ُ ُ َ ﻛﻨﺖ ﻣﺼﺎﺑًﺎ ﺑﺠﻨﻮن ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ أﺧﺮى، اﻧﺘﻈﺮت ﻣﺎ ﺑﺪا ﱄ اﻻرﺗﻴﺎب ﻓﺤﺴﺐ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻴﺲ ﻗﺪ واﺻﻠﺖ اﻟﴩب ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ أن ﻏﺎدرت ،وﻛﺎﻧﺖ ِﺛﻤﻠﺔ، ً ﻣﺤﺎوﻻ اﻟﺘﻼﻋُ ﺐَ ﺑﻲ وﻫﺬا ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻷﻣﺮ .ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ﻳﻌﺒﺚ ﻣﻌﻲ ﰲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ، ﺣﺘﻰ أﻧﺪﻓ َﻊ إﱃ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻻ ﳾء .ﻋُ ُ ﺪت ﺑﺒﻂءٍ إﱃ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻴﺲ ﻗﺪ ﺗﺤ ﱠﺮ َﻛﺖ. ً ُ ﺟﺜﻤﺖ ﻋﲆ رﻛﺒﺘﻲ ﻣﺘﻘﻮﻗﻌﺔ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻮق اﻷرﻳﻜﺔ ،وﻳﺪﻫﺎ ﺗﺤﺖ وﺟﻬﻬﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال واﺳﺘﻄﻌﺖ ﺳﻤﺎ َع ﱡ ُ ُ ِ ﻣﺪر ًﻛﺎ أن اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ املﻨﺘﻈﻢ. ﺗﻨﻔﺴﻬﺎ اﺳﺘﺪرت ﻳﺴﺎ ًرا ﻧﺤﻮ اﻟ ﱠﺮدﻫﺔِ ، ُ دﻓﻌﺖ ﺑﺎب اﻟﺤﻤﱠ ﺎم ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺼﺪر ﴏﻳ ًﺮا ﺗﺤﺖ وﻗﻊ ﻛ ﱢﻞ ُﺧﻄﻮة .ﺑﻌﺪ أن ﺗﺠﺎوزت اﻟﺪﱠرج، ﺧﺎل. ﻷﻓﺘﺤﻪ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﻀﻮء املﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻣﺼﺒﺎح اﻟ ﱠﺮدﻫﺔ ﻷرى أﻧﻪ ٍ ﺳﻤﻌﺖ ْ ُ ٍ ﺧﻄﻮات ﺧﻠﻔﻲ ،وﺗﺠﻤﱠ ﺪَت أوﺻﺎﱄ. وﻗﻊ ﺛﻢ ﱠ ُ ُ ُ ً وﺷﺪدت ﻗﺒﻀﺘﻲ ﻋﲆ املﺮﻗﺎق. اﺳﺘﺪرت، أﻧﻔﺎﺳﺎ ﺛﻘﻴﻠﺔ. ﺳﻤﻌﺖ ﺗﻮﻗ َﻔﺖ اﻟﺨﻄﻮات ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ رﻓﻌﺖ ﻳﺪي اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ،وﺗﻘﺪﱠم ﻟﻴﺘﺸﻤﱠ ﻤﻬﺎ ،ﺛﻢ وﻗﻒ ﻫﻤﻔﺮي ﻛﻠﺐ اﻟﺼﻴﺪ ﻳﻨﻈﺮ إﱄ ﱠ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑًﺎ. ﻓﻘ َﺪ اﻻﻫﺘﻤﺎم واﺳﺘﺪار ﻋﺎﺋﺪًا ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ. 219 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﻋﲆ ﺑﺮاﻳﻦ ،اﻟﺬي ﻳﻨﺎم ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﺳﺘﺪرت ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﻣﻘ ﱢﺮ ًرا أﻧﻨﻲ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ اﻟﻀﻴﻮف ،واﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺑﻤﻔﺮده .ﺛﻢ رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻣﻐﺎدر ُة املﻨﺰل؟ رﺑﻤﺎ ﻟﻢ أﻛﻦ إﱃ اﻟﺒﻘﺎء ﻫﻨﺎ. »ﻣﺎ اﺳ ُﻢ اﻟﻜﻠﺐ؟« واﺳﺘﺪرت ﻷراه ً ُ اﻟﺼﻮت ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ .ﺗﻌ ﱠﺮ ُ ُ واﻗﻔﺎ ﰲ أﺳﻔﻞ اﻟﺪ َرج، ﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﺟﺎء وﺿﻮءُ اﻟﺒﻬﻮ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻛﺎن وﺟﻬﻪ ﰲ اﻟ ﱢ ﻈﻞ. اﻛﱰاث ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪ ُ ٍ ً ﱠﻣﺖ ﺧﻄﻮ ًة ﻧﺤﻮه ،ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺪﺳﺎ إﱃ ﺟﺎﻧﺒﻪ دون ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ،رﻓﻌَ ﻪ ووﺟﱠ ﻬﻪ ﻧﺤﻮ ﺻﺪري. 220 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﴩون ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﻤﻔﺮي«. ﻗﺎل» :ﻫﺎه .ﻣﺜﻞ املﻤﺜﱢﻞ؟« »أﻇ ُﻦ ذﻟﻚ .ﻻ أﻋﺮف«. »ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻠﺐ ﺣﺮاﺳﺔ«. ً ُ ﻗﻠﺖ» :أﺟﻞ« .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﳾءٌ ﰲ ﻳﺪ ﻣﺎرﺗﻲ اﻷﺧﺮى ،واﺳﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻷدرك ٌ ُ ري ﻣﻼﺋﻢ ملﺎرﺗﻲُ . ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﴩاب ﻣﻌﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات، ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أﻧﻪ ﻫﺎﺗﻒ ﻣﺤﻤﻮل .ﻟﻘﺪ ﺑﺪا ﻏ َ ٍ ِ ٍ أﺳﺘﻄﻊ ﺗﺬ ﱡﻛ َﺮ رؤﻳﺘﻪ ﻗﻂ وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﱃ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﻟﻢ ﻧﺪوات ﰲ ﻣﺘﺠﺮي ،وﻟﻜﻦ ورأﻳُﺘﻪ ﰲ ً ﻣﺴﺪﺳﺎ ،ﺑَﻴﺪ ﱠ ٍ ً أن اﻟﻬﺎﺗﻒ املﺤﻤﻮل ﺑﺪا ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺎﺗﻒ ﻣﺤﻤﻮل .ﻛﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أ َره ﻋﻠﻴﻪ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ املﺴﺪس. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ وأﻧﺖ ﻫﻨﺎ؟ ﻫﻞ َ ﻛﻨﺖ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﴚء؟ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ »دوﻛﱪج«؟« ﺣ ﱠﺮ ُ ﻛﺖ رأﳼ ﰲ إﺷﺎر ٍة إﱃ اﻟﻬﺎﺗﻒ. ﻗﺎل» :ﻧﻌﻢ .ﻟﻴﺲ ﺳﻴﺌًﺎ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ املﻨﺘﻔﺨﺔ ﻣﺜﻞ أﺻﺎﺑﻊ اﻟﻨﻘﺎﻧﻖً . ﻣﻬﻼ، اﻧﻈﺮ ،دﻋﻨﺎ ﻧﺠﻠﺲ« .أﺷﺎر ﺑﺎملﺴﺪس» .رﺑﻤﺎ ﺣﻮل اﻟﻄﺎوﻟﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ْ وﺿﻊ ﻛ ﱢﻞ ﻣﺎ ﺗُﻤﺴﻜﻪ ﺑﻴﺪك ،وﻟﻦ أُﺿﻄ ﱠﺮ إﱃ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻫﺬا إﻟﻴﻚ .ﺛﻢ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ إﺟﺮاء ﻣﺤﺎدﺛﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. ُ اﺳﺘﺪار وﺳﺎر ﻧﺤﻮ اﻟﻄﺎوﻟﺔ .ﺗﺨﻴ ُ أرﻛﺾ ﻣﻨﺪﻓﻌً ﺎ وأﺻﻄﺪم ﺑﻪ ﺑﻤﺠﺮد أن ﱠﻠﺖ ﻧﻔﴘ ﻳﺴﺘﺪﻳ َﺮ وﻣﻌﻪ اﻟﺴﻼح ،وأﻃﺮﺣُ ﻪ ً أرﺿﺎ .ﱠ ﻟﻜﻦ ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘُﻪ ﻛﺎن اﻟ ﱠﻠﺤﺎق ﺑﻪ ،وﺟﻠﺴﻨﺎ ﻣﻌً ﺎ إﱃ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ،ﰲ املﻘﻌﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ﺣﻴﺚ ُ ٍ ُ ﺑﺴﺎﻋﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ .دﻓﻊ ﻣﺎرﺗﻲ أﺟﻠﺲ أﻧﺎ وﺗﻴﺲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻛﻨﺖ ﻇﻬﺮه ِﺑﻀﻊ أﻗﺪام ،ﺛﻢ وﺿﻊ املﺴﺪس ﻋﲆ ﻓﺨﺬه. »ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺗﺤﻤﻠﻪ؟« ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ُ ﻣﺮﻗﺎق ﻋﺠني«. ﻗﻠﺖ واﺿﻌً ﺎ إﻳﺎه ﻓﻮق اﻟﻄﺎوﻟﺔ» :إﻧﻪ »ﻫﻞ أﺧﺬﺗَﻪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،أو أﺣﴬﺗﻪ ﻣﻌﻚ؟« ﱠ »ﻛﻼ ،أﺧﺬﺗُﻪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ«. ُ ٍ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﺼﺒﺎحُ رؤﻳﺔ وﺟﻪ ﺳﻘﻒ ﻣﻌ ﱠﻠ ٌﻖ ﻓﻮق املﻨﻀﺪة ﻻ ﻳﺰال ﻣﻀﺎءً ،وﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﻧﺤﻮ أﻓﻀ َﻞ ﺑﻜﺜري ﰲ ﺿﻮﺋﻪ .ﻟﻘﺪ ﺑﺪا ﻋﲆ اﻟﻬﻴﺌﺔ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺎد أن ﻳﺒﺪ َو ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎرﺗﻲ ﻋﲆ ٍ داﺋﻤً ﺎ؛ ﺑﴩة ﺷﺎﺣﺒﺔ ،أﺷﻌﺚ ،وﻛﺄﻧﻪ ﻧﴘ أن ﻳﻨﺎم ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﳾءٌ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﻠﻴﻼً ﺑﺸﺄن ﻋﻴﻨَﻴﻪ .أرﻳ ُﺪ أن أﻗﻮل إﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺘﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻗﻮة ،وأﻛﺜ َﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا ﻛ ﱠﻞ ﳾء. ﻣﺒﺘﻬﺠﺘَني .رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﱠ ﻟﻜﻦ ﻋﻴﻨَﻴﻪ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻛﺬﻟﻚ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺘﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻧﺰوﻋً ﺎ ﻷن ﺗﻜﻮﻧﺎ ِ »اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﺄﺗﻲ إﱃ ﻫﻨﺎ ﺑﻘﻮة ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ أﻛﱪ .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ أدر ُك ﱠ ُ أن ﻫﺬا ﻗﺎل: َ اﺳﺘﺪﻋﻴﺖ اﻟﴩﻃﺔ؟« رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﻴﻤﻚ .ﻫﻞ ُ ﻗﻠﺖ ﺑﴪﻋﺔ» :أﺟﻞ .ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ اﻵن«. ُ َ َ ﻋﺒَﺲ» .دﻋﻨﺎ ﻻ ﻳﻜﺬب أﺣﺪُﻧﺎ ﻋﲆ اﻵﺧﺮ .دﻋﻨﺎ ﻧﻘﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻌً ﺎ ُ ُ اﻻﻧﻘﻀﺎض ﻋﲇﱠ، ﻣﻌﺮﻓﺔ وﺟﻬﺘﻨﺎ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .أﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﺗﻔ ﱢﻜﺮ ﰲ أن ﻓﺮﺻﺘﻚ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻫﻨﺎ ﻫﻲ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ .ﺳﺄﻛﻮن ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ .وﺑﴫاﺣﺔ ،أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺷﺎﺑٍّﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ِ ﻟﻮﺻﻒ ﺷﺨﺺ ﻛﺒري اﻟﺴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﻤﻜﻨﻪ اﻟﺘﺤ ﱡﺮك ﻋﲆ ﻗﺪﻣﻴﻪ؟« ﺑﺘﻌﺎل ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :رﺷﻴﻖ«. »ﺻﺤﻴﺢ ،رﺷﻴﻖ .ﻫﺬا ﻣﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ .وإذا ﻗ ﱠﺮ َ رت اﻻﻧﺪﻓﺎ َع ﻧﺤﻮي ﻓﺠﺄة ،ﻓﺴﻮف أﺿﻊ ً ً ﻟﻌﻴﻨﺔ ﰲ وﺟﻬﻚ ﻣﺒﺎﴍ ًة«. رﺻﺎﺻﺔ واﺑﺘﺴﻢ. ُ ﻗﻠﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. ُ ً ﻣﺴﺒﻘﺎ .ﻓﺄﻧﺎ ﻻ أرﻳ ُﺪ أن ﺗُﺮاودك أيﱡ أﻓﻜﺎر ﺳﺨﻴﻔﺔ«. »إﻧﻨﻲ ﻓﻘﻂ أﺣﺬﱢرك ُ ُ وﻗﻠﺖ» :ﺳﺄﺑﻘﻰ ﻫﻨﺎ«. رﻓﻌﺖ ﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪيﱠ »ﺣﺴﻨًﺎ .أﻧﺎ ُ أﺛﻖ ﺑﻚ .اﻵن ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﺘﺤﺪﱡث .ﻣﺎ ُ زﻟﺖ أﻓ ﱢﻜ ُﺮ ﰲ اﻟﴚء اﻟﺬي ﻛﺘﺒﺘَﻪ ﱄ ﻟﻠﺘﻮ ﻋﻦ اﻟﺨﻴﺎل واﻟﻮاﻗﻊ .ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎل ،وﻛﻴﻒ أن ﺑﻌﺾ اﻻﺧﺘﻼف .أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻚ ﻣ ﱞ ﻫﻨﺎك َ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ُﺤﻖ ﰲ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﺎل ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻚ ﺗﺮى اﻷﻣﺮ ﺧﺎﻃﺌﺔ .ﻓﺎﻟﺨﻴﺎل أﻓﻀ ُﻞ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ .أﻧﺎ أﻋﻠﻢ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺪ ًة ﻃﻮﻳﻠﺔ. وﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﻣﻦ أﻳﻦ ﺗﻌ ﱠﻠ ُ ﻤﺖ ذﻟﻚ ،ﺑﺸﺄن اﻟﺨﻴﺎل؟ ﻟﻘﺪ ﺗﻌ ﱠﻠﻤﺘُﻪ ﻣﻨﻚ .ﻟﻘﺪ دﻓﻌﺘَﻨﻲ إﱃ اﻟﻘﺮاءة، ﻣﻬﻼ ،ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﻟﺪﻳﻬﻢ ِﺟ ً ﻏري ذﻟﻚ ﺣﻴﺎﺗﻲ إﱃ اﻷﻓﻀﻞً . وأدﺧﻠﺘَﻨﻲ ﰲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ .ﻟﻘﺪ ﱠ ﻌﺔ ﻫﻨﺎ؟ ﻻ أﻣﺎﻧ ُﻊ ﰲ ﴍب ِﺟﻌَ ﺔ ﺑﺎردة أﺛﻨﺎء ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ«. 222 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﴩون ُ ﻗﻠﺖ» :أﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻟﺪﻳﻬﻢ«. َ ﻧﻈﺮ ْ ﻋﱪ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه املﻄﺒﺦ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻸﻷت اﻟﺜﻼﺟﺔ اﻟﻜﺒرية ﰲ اﻹﺿﺎءة اﻟﺨﺎﻓﺘﺔ. »أﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗُﺤﴬ ﻟﻨﺎ ﻣﴩوﺑَني؟ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺛﻖ ﰲ أﻧﻚ ﻟﻦ ﺗُﺤﺎول اﻟﻘﻴﺎم ﺑﴚءٍ ﻏﺒﻲ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. ُ ُ ﻧﻬﻀﺖ ِ ﻣﺮرت ﺑﺎﻷرﻳﻜﺘني؛ وﴎ ُت إﱃ املﻄﺒﺦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﻮﱠب ﻣﺎرﺗﻲ املﺴﺪس ﰲ اﺗﺠﺎﻫﻲ. ُ ﻓﺘﺤﺖ واع. ﻛﺎن اﻟﻜﻠﺐ ﻫﻤﻔﺮي اﻵن ﻣﺘﻤ ﱢﺪدًا ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ املﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺘﻴﺲ ،وﻛﻼﻫﻤﺎ ﻧﺎﺋ ٌﻢ وﻏري ٍ ُ ورأﻳﺖ زﺟﺎﺟﺘَني ﻣﻦ ِﺟﻌﺔ ﻫﻨﻜﻦ ﻣﺪﻓﻮﻧﺘَني ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﺨﻠﻒ، اﻟﺜﻼﺟﺔ ،ﺑﺎﺣﺜًﺎ ﰲ اﻷرﺟﺎء، ووﺟﺪت ﻓﺘﱠ َ ُ ُ ٍ وﻓﺘﺤﺖ ﻏِ ﻄﺎءَﻳﻬﻤﺎ. زﺟﺎﺟﺎت ﰲ أﺣﺪ اﻷدراج، ﺎﺣﺔ ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ ﻣﺒﺘﺴﻤً ﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺿﻌﺘُﻬﺎ أﻣﺎﻣﻪ» :أوه ،ﻫﻨﻜﻦ .ﻫﺬه ﻣﻔﺎﺟﺄ ٌة ﺳﺎرة«. ﻓﻌﻠﺖ .ﻛﺎن ﻓﻤﻲ ٍّ ُ اﻟﺠﻌﺔ ﺟﻴﺪًا ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ أﺧﺬ رﺷﻔﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎﻓﺎ وﻟﺰﺟً ﺎ ،وﻛﺎن ﻃﻌﻢ ِ ﻏريﺗَﻨﻲ ﻣﺮﺗني ،ﻳﺎ ﻣﺎل ،ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ذﻟﻚ؟« ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﱠ ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف .ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ» :ﻧﻌﻢ ،ﻟﻘﺪ ﱠ أن اﻟﺠﻌﺔ» .ﻟﻘﺪ ﻋ ﱠﺮﻓﺘَﻨﻲ املﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأﻧﺎﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺪور ﰲ ذﻫﻨﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ أُﺣﴬ ِ ﻋﲆ اﻟﻘﺘﻞ ،وﻋ ﱠﺮﻓﺘﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﻘﺮاءة .وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ أﺻﺒﺤَ ﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ أﻓﻀﻞ«. ُ ﻗﻠﺖ» :أﺷ ﱡﻚ ﰲ أﻧﻨﻲ ﻋ ﱠﺮﻓﺘُﻚ ﻋﲆ اﻟﻘﺘﻞ«. ﻛﻨﺖ ﴍﻃﻴٍّﺎ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ً ﺿﺤِ ﻚ» .أوه ،ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻠﺖُ . ﻗﺎﺗﻼ«. ً ٍ ﺳﺎﻋﺎت ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ .وﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻫﻮ أﻛﺜ َﺮ ﻣَ ﻦ ﺗﺤﺪﱠث ،وﻛﺎن إﺟﻤﺎﻻ ،أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﺛﻼث ً ﺧﺸﻮﻧﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪ ُة ﺣﺪﻳﺜﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺑﺪا أن اﻟﺴﻨﻮات ﺻﻮﺗﻪ ﻳﺰداد ﺗﺘﻼﳽ ﻋﻨﻪ وﻫﻮ ﻳَﺮوي ﻗﺼﺘﻪ .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﱠ أن ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﻗﺪ ﺟﻠﺐ ﻟﻪ ﺣﻴﺎ ًة ﺟﺪﻳﺪة .ﻟﻜﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ً ٍ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ. أﻳﻀﺎ ﻹﺧﺒﺎر ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴًﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ٍ َ أﺧﱪﻧﻲ ﻛﻴﻒ أﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ،ﰲ ﻋﺎم ،٢٠١٠اﻟﻌﺎ ِم اﻟﺬي ﻗﻀﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﻠري ﻧﺤْ ﺒَﻬﺎ، ﻛﺎن ﻻ ﻳﺰال ﺿﺎﺑ ً ٍ زوﺟﺔ ﻄﺎ ﰲ ﻗﺴﻢ ﴍﻃﺔ »ﺳﻤﻴﺚ ﻓﻴﻠﺪ« ،ﻳُﻔ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ،وﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﱢ ﻣﺴﺪﺳﺎ ﻣﺤﺸﻮٍّا ﰲ ﻓﻤﻪ ﰲ ٍ ً ﻣﺘﺄﺧﺮ وﻗﺖ ﺧﺎﺋﻨﺔ .وأﻧﻪ ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺘَني ﻣﺘﻔﺮﻗﺘَني ﻋﲆ اﻷﻗﻞ وﺿﻊ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ .ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻓ ﱠﻜﺮ ﰲ اﻟﺘﺨ ﱡﻠﺺ ﻣﻦ زوﺟﺘﻪ ً أوﻻ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﺪ رﺣﻴﻠﻪ .اﻟﴚء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي َ أوﻗﻔﻪ ٍّ ﺣﻘﺎ ﻫﻮ ِﻃﻔﻼه ،وﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺘﻌﺎﻳُﺶ ﻣﻊ ذﻟﻚ َ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻛﺎن ﻳﻔ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ ﻛ ﱠﻞ ﻳﻮم ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ. ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ِ ﻋﻤﻞ ﺻﻐرية ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أوﻗﻌَ ﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﻓﺮﻗﺔ ٍ ٍ ﻣﻐﺴﻠﺔ ﰲ ﺳﻤﻴﺚ ﻓﻴﻠﺪ .ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ أﻋ َﻠﻨﻮا ﻋﻦ ﺑﻌﺼﺎﺑ ِﺔ ِﺑﻐﺎءٍ ﻣﻦ اﻟﻬﻮاة ﺗُﺪﻳﺮ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ 223 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ً ً ﻏﻤﻮﺿﺎ ﻳُﺪﻋﻰ »دوﻛﱪج«. ﻣﻮﻗﻊ أﻛﺜ َﺮ وأﻳﻀﺎ ﻋﲆ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﻢ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ »ﻛﺮﻳﺠﺴﻠﻴﺴﺖ« ،ﺑﻞ ٍ ﱢ ً ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻗﺪ ﴍَ ع ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻛِﻼ املﻮﻗﻌَ ني ﰲ ٍ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ، وﻗﺖ ٌ ً ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺮﺗﻴﺐُ ﳾءٍ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ، ﻛﺎن ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ً ﻛﻬﺬا ْ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،وﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﺳﻴُﺤﺪِث ﻓﺮﻗﺎ .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺣﻴﺚ وﺟَ ﺪﻧﻲ ،ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ ُ رﻓﻴﻖ ﻣُﻌﺠﺐ ﺑ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻗﺮأ اﻟﻜﺘﺎب أﺑﺤﺚ ﻋﻦ »دوﻛﱪج«، ٍ — ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎرﺗﻲ ﻗﺎرﺋًﺎ ،ﺑﻌﺪ — ﻟﻜﻨﻪ ﺷﺎﻫ َﺪ اﻟﻔﻴﻠﻢ وﻫﻮ ﻃﻔﻞ وﻟﻢ َ ﻳﻨﺴﻪ ﻗﻂ .روﺑﺮت واﻛﺮ. أﻧﻔﺬ ﻟﻚ ﺟﺮﻳﻤﺘَﻚ وأﻧﺖ ﺗُ ﱢ ﻓﺎرﱄ ﺟﺮاﻧﺠﺮ» .أﻧﺎ ﱢ ﻨﻔﺬ ﺟﺮﻳﻤﺘﻲ« .ﻟﻘﺪ ر ﱠد ﻋﲆ اﺳﺘﻔﺴﺎري .ﺑﻞ إﻧﻪ ﻓ ﱠﻜﺮ ﺣﺘﻰ ﰲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻲ ﺑﻘﺘﻞ زوﺟﺘﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ أدرك أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳُﻔﻠ َِﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب أﺑﺪًا ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ٌ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻮﺗَﻪ أﻛﺜ َﺮ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ زوﺟﺘﻪ اﻟﺨﺎﺋﻨﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺣﺠﱠ ُﺔ ﻏﻴﺎب .ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك إﻧﻪ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﴍﻛﺔ ﺻﻐرية ﰲ ﻫﻮﻟﻴﻮك؛ ﻛﺎن ﻳﻤﺘﻠﻚ َ ﺛﻼث ﻣﺤﻄﺎت ﺧﺪﻣﺔ ،ﻟﻢ ً ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺠﻮدة ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗُﻘﺪﱢﻣﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻜﻦ أيﱞ ﻣﻨﻬﺎ ً ﻣﻄﻠﻘﺎ أيﱠ ﳾءٍ ﻣﻠﻤﻮس ﻋﲆ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﺠﺎرة املﺨﺪﱢرات املﺤﻠﻴﺔ .ﻟﻢ ﻳُﺜﺒﺘﻮا ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﻳﻐﺴﻞ اﻷﻣﻮال ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻮ ﱢزع املﺨﺪرات ﰲ ﻣﺤﻄﺎﺗﻪ .أﻣﱠ ﺎ ﻣﺎ َ ِ زوﺟﺔ ﻧﻮرﻣﺎن ِﺷﺒﻪ املﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻨﻪ ،ﰲ ﺣﺮﻳﻖ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎ َه ﻣﺎرﺗﻲ ﻓﻬﻮ وﻓﺎ ُة ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻣﻨﺰل .ﻋﻠﻢ ﺟﻤﻴﻊ رﺟﺎل اﻟﴩﻃﺔ املﺤﻠﻴﱢني أن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻓﻌَ ﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ أﻣﻮال اﻟﺘﺄﻣني، ﱠ املﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺰوﺟﺔ ،وأﻧﻪ ﻓ ﱠﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻫﺎرﺑًﺎ إﱃ ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري. وﻣﻠﻜﻴﺔ املﻨﺰل ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة أﻓﻠﺖ َ ﻟﻘﺪ َ ﺑﻔﻌﻠﺘﻪ. ﺑﻌﺪ أن ﱠ ﺗﻠﻘﻰ اﺳﻢ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ وﻋُ ﻨﻮاﻧﻪ ﻣﻨﻲ ْ ﻋﱪ رﺳﺎﻟﺔ ،أﻋﻄﺎﻧﻲ اﺳﻢ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ وﻋُ ﻨﻮاﻧﻪ ﰲ املﻘﺎﺑﻞ. ﻗﺒﻞ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﲆ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﰲ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ ،أﺟﺮى ﻣﺎرﺗﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺤﺚ ،ﻓﻘﻂ ﻟﻠﺘﺄ ﱡﻛﺪ ً ﱢﻳﺴﺎ ﻣﺎ .واﻛﺘﺸﻒ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﱠ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﻗﺪ ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺣُ ﺜﺎﻟﺔ .ﻓﻘﺪ اﻋﺘُﻘﻞ أن أﺗﻮﻳﻞ ﻛﺎن ٍ ٍ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت ﺑﺴﻴﻄﺔ :اﻟﻘﻴﺎدة وﻫﻮ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ُﺳﻜﺮ ،ﺣﻴﺎزة ﻣﺎد ٍة ﻣﺤﻈﻮرة. ﻣﺮات ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪة ُ وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً ﺛﻼﺛﺔ أواﻣﺮ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻌ ﱡﺮض ُرﻓﻌَ ﺖ ﺿﺪ أﺗﻮﻳﻞ ،ﻣﻦ ﺛﻼث أﻳﻀﺎ ٍ ﻣﻨﻔﺼﻼت ،زﻋَ ﻤﻦ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻣُﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻦ ﺑﻔﺤﺶ. ﻧﺴﺎءٍ ﱠ ﱢ َ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺘ ُﻞ أﺗﻮﻳﻞ ﺻﻌﺒًﺎ .ﺗﻌﻘﺒﻪ ﻣﺎرﺗﻲ ﻣﺪة ﻳﻮﻣني ،وﻋﻠِﻢ أﻧﻪ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﱠ ٍ وﺷﺎﻗﺔ ،ﻣﺮﺗﺪﻳًﺎ ﺳﻤﱠ ﺎﻋﺎت ﻧﺰﻫﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻟﻈﻬرية ،ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳُﻐﺎدر أﺗﻮﻳﻞ ﻣﻨﺰﻟﻪ وﻳﺬﻫﺐ ﰲ َ ِ ﻣﺴﺪس املﻨﻌﺰﻟﺔ املﺘﻌﺪدة ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺰرﻋﺘﻪ .وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺴﺎرات املﴚ اﻟﺮأس ،ﻣﺴﺘﺨﺪﻣً ﺎ ٍ 224 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﴩون ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻗﺪ أﺧﺬه أﺛﻨﺎء ﺗﻔﺘﻴﺶ ﻣﻨﺰل ﻣﻬﺠﻮر ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣني ،ﺗ ِﺒﻌﻪ اﱃ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺸﺠﱠ ﺮة ﻣﻦ َ ﺧﻤﺲ ﻣﺮات. ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ وأﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎر ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ» :ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﻫﺬا املﺸﻬﺪ ﰲ »ﺳﺎﺣﺮ أوز«؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺳﻮد إﱃ اﻷﻟﻮان؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ«. ُ »ﻫﺬا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ .ﻟﻘﺪ ﱠ اﻓﱰﺿﺖ ﻓﺤﺴﺐُ ﺗﻐري اﻟﻌﺎﻟﻢ .وأﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ ﺗﻐري ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻚ ً أن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺪ ﱠ أﻳﻀﺎ .ﺑﻌﺪ أن ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻤﱠ ﺎ ﺣﺪث ﻟﻨﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ«. ُ ﻗﻠﺖ» :ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﺤﺪُث .ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻟﻘﺪ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻋﲆ اﻟﻨﻘﻴﺾ .ﻟﻘﺪ ﺗﺠ ﱠﺮد اﻟﻌﺎﻟ ُﻢ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان«. ُ َ ﺷﻌﺮت اﺳﺘﻨﺘﺠﺖ أﻧﻚ رﺑﻤﺎ ﻋﺒَﺲ واﺳﺘﻬﺠﻦ» .أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﺨﻄﺌًﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ أﻟﺘﻘﻲ ﺑﻚ«. ﺑﻨﻔﺲ ﺷﻌﻮري ،وأﻧﻨﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن أﻋﺮف ﻣَ ﻦ أﻧﺖ .ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ رﺑﻤﺎ َ َ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻦ أﺗﻮﻳﻞ، ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲇﱠ .ﻓﺒﻌﺪ أن أﺟﺮى ﺑﺤﺜﻪ ٌ ﻛﺘﺐ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ. زوﺟﺔ ملﺪﻳﺮ ﻋﻠِﻢ ﻣﺎرﺗﻲ ﺑﺘﻮ ﱡرط أﺗﻮﻳﻞ ﰲ وﻓﺎة ﻛﻠري ﻣﺎﻟﻮري ،وﻫﻲ ِ ﻣﺘﺠﺮ ٍ َ وﺑﻤﺠﺮد أن ﺣﺼﻞ ﻣﺎرﺗﻲ ﻋﲆ اﺳﻤﻲ ،وﺟﺪ ﻣﺪوﱠﻧﺘﻲ ،وﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ وﺟﺪ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺪدﺗُﻬﺎ» ،ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ« .ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ »ﻏﺮﻳﺒﺎن ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر« ﺗﻘﺒﻊ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ َ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﺘﺐ املﻘﱰﺣﺔ ،وأﺧﺬ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﱠﺴﻊ أﻛﺜ َﺮ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻗﺮأ ﻣﺎرﺗﻲ اﻟﻜﺘﺎب ،ﺛﻢ ﻗﺮأ َ إدﻣﺎن أﻣﺎﻣﻪ .ﻗﺒﻞ أن ﻳﺤﺪُث ﻛ ﱡﻞ ﻫﺬا ،ﻛﺎن ﰲ زواج ﺑﻼ ﺣُ ﺐﱟ اﻧﺘﻬﻰ ﺑﺎﻟﻄﻼق .ﻛﺎن اﺑﻨﻪ ﻳُﻌﺎﻧﻲ َ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ ﰲ أﻋﻤﺎق ﻧﻔﺴﻪ املﺨﺪرات ،وﻛﺎﻧﺖ اﺑﻨﺘﻪ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻘﴤ ﻋﻤﻞ روﺗﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻬﺎ .أﻣﺎ اﻵن ﻓﻘﺪ اﻛﺘﺸﻒ اﻟﻘﺘﻞ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ واﻷروع ﻣﻦ أن ﻫﺬا ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ٍ ذﻟﻚ ،اﻛﺘﺸﻒ اﻟﻘﺮاءة .ﱠ وﻗﻊ ﻣﺎرﺗﻲ أوراق اﻟﻄﻼق ،وﺗﻘﺎﻋﺪ ﻣﺒﻜ ًﺮا ،واﻧﺘﻘﻞ إﱃ ﺑﻮﺳﻄﻦ. ﻟﻴﻜﻮن ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻲ. ﰲ ﻋﺎم ،٢٠١٢ﺑﺪأ ﻳﺤﴬ اﻟﻨﺪوات ،وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻌ ﱠﺮﻓﻨﺎ .ﱡ أﻇﻦ أﻧﻪ اﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄن ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻲ َ ً ﺻﺪﻳﻘني .وﻟﺮﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﺤﺪﱠث ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻤﺎ ﺣﺪث ،ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻧﺼﺒﺢ ﺳﺘﻜﻮن َ َ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ أﺣﺪﻧﺎ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ،ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪُث .ﻧﻌﻢ ،أﺻﺒﺤﻨﺎ ﺻﺪﻳﻘني. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻓﻴًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ .وﻛﻤﺎ ُ ﻗﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﺑﺪأﻧﺎ ﻧﻘﴤ وﻗﺘًﺎ أﻗ ﱠﻞ ﻣﻌً ﺎ .وﻛﺎن ذﻟﻚ ً وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻔﻜﺮ ِة ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺘُﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﻌَ ﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴُﻨﺠ َﺰ اﻷﻣﻮر .ﺑﻌﺒﺎر ٍة أﺧﺮى ،ﻟﻮ َ ﻣﻌﻲ؛ ﻷن اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻋﲆ َ ﻛﻨﺖ ﻛﺄﺳني ﻣﻦ ِ رﻓﻴﻘﺎ أﻓﻀﻞَ ،ﻟﻤﺎ ُﻗ ِﺘ َﻠﺖ ﺣَ ٌ ً ٍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻏري ﺻﺤﻴﺢ. ﻔﻨﺔ ﺑ ُﺮﻣﱠ ﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص .أو رﺑﻤﺎ ﻫﺬا 225 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻗﺘﻞ ﻣﺎرﺗﻲ ﰲ املﺮة اﻷوﱃ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ،ﻛﺎن اﻷﻣﺮ أﺷﺒ َﻪ ﺑﻔﺘﺢ زﺟﺎﺟﺔ ﺷﻤﺒﺎﻧﻴﺎ .ﻟﻢ ٌ ﺗﻜﻦ ﱢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺴﺪادة ﻟﺘﻌﻮد ﻣﺮ ًة أﺧﺮى إﱃ اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ أﺑﺪًا .واﻵن ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻘﺘﻞ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ ُﻫﻮاﻳﺘﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﺿﺤﻴﺔ. ً ﻋﻼﻗﺔ ﻏﺮاﻣﻴﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ﻻ ﻳﺰال ﻳﻌﻴﺶ ﻏﺮبَ ﻗﺒﻞ أن ﺗُﻘﻴﻢ زوﺟﺘﻪ ﺳﻤﻴﺚ ﻓﻴﻠﺪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻗﺮأت اﻟﻜﺘﺎبَ اﻟﺸﺎﺋﻦ ملﺬﻳﻌﺔ اﻷﺧﺒﺎر روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ﺣﻮل ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺰﻧﻰ. أﻣﺮ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ اﻟﻐﺮاﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﺎن ﻳُﺪﻋﻰ »اﻟﺤﻴﺎة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪٍّا« ،وﻧُﴩ ﺑﻌﺪ ﻋﺎ ٍم ﻣﻦ اﻓﺘﻀﺎح ِ ﴍﻳﻜﻬﺎ اﻹﺧﺒﺎري املﺘﺰوج .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ دﺳﻤً ﺎ ﻟﻠﺼﺤﻒ اﻟﺼﻔﺮاء ،ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﰲ ذﻟﻚ ُ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻛﺎﻻﻫﺎن ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻘﺮاءَ ﻣﺬﻫﻠﺔ ،وﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻏريُ ﻧﺎدﻣﺔ .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻐ ﱠﻠﺖ ُﺳﻤﻌﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺌﺔ ﻛﺘﺎب ذﻫﺐ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ إﱃ أن اﻟﺰﻧﻰ ﻛﺎن ﻃﺒﻴﻌﻴٍّﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ اﻟﺰواج اﻷﺣﺎدي، ﻣﻦ ﺧﻼل ِ ﻧﴩ ٍ وأن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ اﻟﻔﺮد ﻗﺪ زاد ﻛﺜريًا ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﻳَﻌُ ﺪ ﻣﻦ املﻨﻄﻘﻲ أن ﻳﻈ ﱠﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﺘﺰوﺟني ٍ دورات ﻣﻦ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺤﻮارﻳﺔ ،وﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﻗﻔﺰ اﻟﻜﺘﺎب أﻋﲆ ﻗﻮاﺋﻢ اﻟﻜﺘﺐ إﱃ اﻷﺑﺪ .ﻗﺪﱠﻣَ ﺖ اﻷﻛﺜﺮ ﻣﺒﻴﻌً ﺎ .أﻟﻘﻰ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ﺑﺎﻟﻠﻮم ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﰲ ﻋﻼﻗﺔ زوﺟﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌ ُﺪ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮﺣﻴﺪ — ً َ رﺟﻼ ﻛﺎن ﺑﻄﺒﻴﺐ اﻷﺳﻨﺎن اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .أﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻗﺪ ارﺗﻜﺐ أو اﻣﺮأة — اﻟﺬي ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺸﺎﻋ ُﺮ ﺳﻴﺌﺔ ﺗﺠﺎه روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن .ﻟﻜﻦ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﺎن َ َ وأﻓﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب ،وﻛﺎن ﻳﺘﻮق ﻟﻠﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى. ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﺟﺮﻳﻤﺔ ٍ راح ﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﺘﻲ َ ﻧﴩﺗُﻬﺎ ،ﻟريى إن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أيﱡ أﻓﻜﺎر َ ٍ ﺟﻴﺪة ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻹﻓﻼت ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن .ﻛﺎن ﻳﺤﺐﱡ رواﻳﺔ أﺟﺎﺛﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص ُ ٍ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻣﻌﻴﱠﻨﺔ ﺑني ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ »ﺟﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« ،اﻟﺘﻲ أُﺧﻔِ ﻴَﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺘﻲ ﺑﺪا ﱠ ﻛﺄن ﻣَ ﻦ ارﺗﻜﺒﻬﺎ رﺟ ٌﻞ ﻣﻌﺘﻮه .ﻣﺎذا ﻟﻮ اﺳﺘﻄﺎع ﻓِ ﻌﻞ اﻟﴚء ِ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ روﺑﻦ ً ﺑﻀﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ أﺳﻤﺎءٌ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ؛ أﺳﻤﺎء ﻛﺎﻻﻫﺎن؟ رﺑﻤﺎ ﻳﻘﺘﻞ ﻃﻴﻮر ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل .ﺑﻞ ﱠ ٍ رﻳﺸﺔ واﺣﺪة ﰲ ﻣﴪح ﻛ ﱢﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ. ﻇﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺮ ُك أو اﻷﻓﻀﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،إرﺳﺎل رﻳﺸﺔ واﺣﺪة ﺑﺎﻟﱪﻳﺪ إﱃ اﻟﴩﻃﺔ املﺤﻠﻴﺔ. وﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ .ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻞ روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن داﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ،ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺪﺧﻮ َل ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﻇﻬﺎر ﺑﻄﺎﻗﺔ ُﻫﻮﻳﺘﻪ ﱡ اﻟﴩﻃﻴﱠﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .ﻛﻤﺎ ﻗﺘﻞ إﻳﺜﺎن ﺑريد ،وﻫﻮ ﻃﺎﻟﺐٌ ﻣﺤﲇ ﱞ وﺟﺪه ﻣﺎرﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺗﻘﺎرﻳﺮ اﻟﴩﻃﺔ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ أﺳﻤﺎءٍ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻄﻴﻮر .ﻛﺎن ﻗﺪ أُﻟﻘﻲ ُ ٍ اﻟﺴﺎﻗﻲ واﻹﺧﻼل ﺑﺎﻷﻣﻦ .وﻗﺪ وﺟﺪ ﺣﺎﻧﺔ رﻳﺎﺿﻴﺔ ﰲ ﻟﻮﻳﻞ ﻟﺘﻬﺪﻳﺪه اﻟﻘﺒﺾ ﻋﲆ إﻳﺜﺎن ﰲ َ ﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ِ ﻧﻔﺴﻬﺎ؛ ﻛﺎن ﻗﺪ اﻋﺘُﻘﻞ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻻﻏﺘﺼﺎب ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺜﺒُﺖ إداﻧﺘﻪ ﻗﻂ. ً اﺗﻀﺢ ﱠ ً ﻣﺤﺎوﻻ ﺑﻴ َﻊ اﻷدوات ﺟﺎﻟﺴﺎ ﰲ ﻣﺮأب ﻣﻨﺰﻟﻪ، أن ﺑﺮادﺷﻮ ﻗﴣ ﻣﻌﻈ َﻢ أﻳﺎﻣﻪ ﰲ ﻛﻴﺐ 226 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﴩون املﺴﺘﻌﻤﻠﺔ .ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻗﺪ ﱠ ﺗﻮﻗﻒ ﰲ َ وﺿﺢ اﻟﻨﻬﺎر ،ﺛﻢ ﴐب ﺑﺮادﺷﻮ ﺣﺘﻰ املﻮت ﺑﻤﴬب ٍ وﻣﻄﺮﻗﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻛﺎن ﻗﺪ اﺳﺘﻌﺎرﻫﺎ. ﺑﻴﺴﺒﻮل ﻛﺎن ﻗﺪ أﺣﴬه، ﺑﻤﺠﺮد أن ﺑﺪأ ﰲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ ،ﻋ َﺮف ﻣﺎرﺗﻲ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﰲ ﻣﻘﺪوره ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .ﻛﺎن ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ اﺳﻤً ﺎ َ ﱠ ُ ﺳﺠﻼت اﻟﴩﻃﺔ، آﺧﺮ أﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ َ ﻋﻨﻒ أُﴎي ،وﻫﻮ ً وﻫﻮ رﺟ ٌﻞ ﻗﺪ ﺣُ ﱢﻘﻖ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻗﻀﻴ ِﺔ ٍ ٌ ﺷﺨﺺ اﺗﻬﻤَ ﺘﻪ إﺣﺪى اﻟﺠﺎرات أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻗﺘﺤﺎم ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻬﺎر ،وﴎﻗﺔ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ .ﺣﺪَث ﻫﺬا ﻛ ﱡﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات، ﻟﻜﻦ ﻣﺎرﺗﻲ ﻗﺮأ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﻴﺔ ،واﻛﺘﺸﻒ ﱠ أن ﻣﺎﻧﺴﻮ ﻗﺪ أُﻃﻠﻖ ﴎاﺣﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻳُﺴﺎﻓﺮ دوﻣً ﺎ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎر إﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ،وأﻧﻪ ﻗﺪﱠم ً دﻟﻴﻼ ﻋﲆ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺴﺎﻓ ًﺮا ﻋﲆ ﻣﺘﻦ اﻟﻘﻄﺎر ﰲ وﻗﺖ اﻻﻗﺘﺤﺎم .ﺟﻌﻠﻪ اﻟﻘﻄﺎر ﻳُﻔ ﱢﻜﺮ ﰲ رواﻳﺔ »ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺰدوج« ،وﻫﻮ ﻛﺘﺎبٌ آﺧﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻗﺪ ﻗﺮأه ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺼﻞ ً أﻳﻀﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ املﻜﺘﺒﺔ املﺤﻠﻴﺔ .وﻗﺪ أﺣﺐﱠ اﻟﻔﻴﻠﻢ أﻛﺜ َﺮ »ﻟﻘﺪ ﻣﻨَﺤﻨﻲ اﺳﺘﺤﺴﺎﻧًﺎ وإدرا ًﻛﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ﻟﻔﺮﻳﺪ ﻣﻜﻤﻮري« .ﻗ ﱠﺮر ﻗﺘﻞ ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ ،ﴐﺑﻪ ﺣﺘﻰ املﻮت ،وﺗ َﺮﻛﻪ ﻋﲆ اﻟﻘﻀﺒﺎن .ﺛﻢ اﺳﺘﻘ ﱠﻞ اﻟﻘﻄﺎ َر ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ،وﻛﴪ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﰲ اﻟﻮﻗﺖ املﻨﺎﺳﺐ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻟﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن ﻣﺎﻧﺴﻮ ﻗﺪ ﻗ ﱠﺮر اﻟﻘﻔﺰ ﻣﻨﻬﺎ .ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ أن ذﻟﻚ ﻟﻦ ﻳُﻔﻠﺢ ،ﻓﴪﻋﺎن ﻣﺎ ﺳﻴﻌﺮف ﻣ ﱢ ُﺤﻘﻘﻮ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﱠ أن ﻣﺎﻧﺴﻮ ﻗﺪ َ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ،وأن ﺟُ ﺜﺘﻪ ﻗﺪ ﻧُﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﴪح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻷﺻﲇ .وﻟﻜﻦ ﻣﺎ أﺛﺎر ُﻗﺘﻞ ﰲ ٍ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻷﻣﺮ ،وﻳﺒﺪأ ﰲ اﻟﺮﺑﻂ ﺑني اﻟﻜﺘﺎﺑَني ،وﻫﺬا ﺳﻴﻘﻮد إﱄ ﱠ. ﻣﺎرﺗﻲ ﻫﻮ أن ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺻﺒﺢ ﻣﺘﻮر ً ﺑﻞ ورﺑﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﻠﻮﻧﻨﻲ .ﰲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘنيُ ، ﻃﺎ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺄﻣُﻞ ﻓﻴﻪ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎرﺗﻲ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻞ إﱃ ﻛﻮﻧﻴﺘﻴﻜﺖ ،أﺻﺒﺢ اﻷﻣﺮ أﺳﻬ َﻞ؛ ﱠ ﻷن ﻣﺎﻧﺴﻮ ﻛﺎن ﻳُﺤﺐﱡ ﺗﻨﺎ ُو َل اﻟﴩاب ﰲ اﻟﺤﺎﻧﺔ اﻷﻗﺮب إﱃ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻘﻄﺎر .ﻛﺎن ﻣﺎﻧﺴﻮ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﺒﺎﴍ ًة ﺑﻌﺪ ﱡ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎر إﱃ ﺣﺎﻧﺔ »ﻛﻮرﻳﺪور ﺑﺎر آﻧﺪ ﺟﺮﻳﻞ« ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﻛ ﱢﻞ ﻳﻮم ﺛﻢ ﻳﺨﺮج ِﻣﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﺘﻌﺜ ًﺮا ﰲ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﴍة ً ٍ وﻧﺼﻒ إﱃ ﻣﺴﻜﻨﻪ اﻟﺮﻳﻔﻲ .ﻗﺘﻠﻪ ﻣﺎرﺗﻲ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ اﻧﺘﻈﺎر ﻟﻴﻼ ،ﻟﻴﻘﻮد ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻴﻞ ري ﻣﻦ ﻣﴬب ﺑﻴﺴﺒﻮل ،دﻋﻨﻲ أﺧﱪك «.وﺗﺮك ﺟﺜﱠﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎرات ﺑﻌﺼﺎ ُﴍ ﱟ ﻃﻲ »أﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜ ٍ ﻋﲆ اﻟﻘﻀﺒﺎن .ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ،اﺳﺘﻘ ﱠﻞ اﻟﻘﻄﺎر وﺣ ﱠ ﻄﻢ ﻧﺎﻓﺬ ًة ﺑني اﻟﻌﺮﺑﺎت ﻣﺴﺘﺨﺪﻣً ﺎ اﻟﻌﺼﺎ اﻟﻔﻮﻻذﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ٍ ﺑﻌﺒﺎرات ﻛﺜرية ،ﻟﻜﻨﻪ ﻗ ﱠﺮر أن اﻟﻮﻗﺖ أرﺑ ُﻊ ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ،وﻧَﻔِ ﺪ ﺻﱪُ ﻣﺎرﺗﻲ .ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ذﻟﻚ ﻗﺪ ﺣﺎن ﻟﻴﻜﻮن أوﺿﺢ .ﻟﻘﺪ ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﻮرﻳﻄﻲ. 227 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺷﺨﺺ ﺣﴬ ﻧﺪوات وﻣﺜﻞ ﻛ ﱢﻞ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ املﻨﺘﻈﻤني ﰲ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ،وﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ أيﱡ ٍ ٍ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻟﺘُﺨﱪه ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ُﻛﺘﱠﺎﺑﻨﺎ ،ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻳﻌﺮف إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن .ﻟﻘﺪ ﺣﺎﴏَﺗﻪ ﰲ ً ﻣﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ .أﺧﱪﺗﻪ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﱢ اﻟﺴﺤﺎﻗﻴﺔ اﻟﺒﺬﻳﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﺮأﻫﺎ ،واﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻲ اﻣﺘﻠ َﻜﺖ اﻟﺸﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻋﻦ ﻣﺪى ﻗﺬار ِة ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ املﺜرية ﻟﻼﺷﻤﺌﺰاز، وﻛﻴﻒ أﻧﻪ ﻟﻮﻻﻫﺎ ﻟﻜﺎن ﻣﺘﺠﺮ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﻗﺪ ﱠ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات .وأﺧﱪﺗﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻠ ِﺒﻬﺎ ،وﻛﻴﻒ أﺧﱪﻫﺎ أﻃﺒﱠﺎؤﻫﺎ ﱠ ٍ ﻣﻨﻄﻘﺔ أﻫﺪأ ،واﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم أن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﻧﺘﻘﺎ َل إﱃ وﺟﻮد أي ﳾءٍ ﻳﺠﻬﺪﻫﺎ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋ َﺮف ﻣﺎرﺗﻲ أﻧﻬﺎ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﱃ ﻣﻨﺰل أﺧﺘﻬﺎ املﺘﻮﻓﺎة ﰲ روﻛﻼﻧﺪ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣني ،زارﻫﺎ. ً ﻣﻮﻇﻔﺎ ﰲ ﻣﻜﺘﺒ ٍﺔ ﻣﺎ ﻣﺤﻠﻴﺔ — اﻗﺘﺤﻢ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﺨﺎرج — ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺗُﺮﻫﺐ ﻣﻬﺮج ذي ﻓﻢ ﻛﺒري ﺷﻨﻴﻊ وﻣﲇء ﺑﺄﺳﻨﺎن واﺧﺘﺒﺄ ﰲ ﺧِ ﺰاﻧﺔ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻬﺎ .ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪي ﻗﻨﺎ َع ٍ ﺣﺎدﱠة ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎدت إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن إﱃ املﻨﺰل ،اﻧﺘﻈﺮ ﺑﺼ ٍﱪ ﻧﺎﻓﺪ .ﻛﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺳﻤﺎﻋُ ﻬﺎ ً ﻏﺎﻓﻠﺔ ﻋﻦ وﺟﻮده .أﺧريًا ،ﺻﻌﺪت إﱃ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي، ﺗﺘﺠﻮﱠل ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﲇ، ُ اﻟﻮﻗﻮف ﻫﻨﺎك ،ﺛﻢ اﻟﺘﻘﺪﱡم وﺗﻮﺟﱠ ﻬَ ﺖ ﻣﺒﺎﴍ ًة إﱃ اﻟﺨِ ﺰاﻧﺔ ،وﻓﺘﺤَ ﺘﻬﺎ .ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻠُﻪ ﻫﻮ ﺧﻄﻮ ًة ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺤﺎل ﻟﻮﻧُﻬﺎ إﱃ اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ ،ﺛﻢ رﺑﱠﺘَﺖ ﻋﲆ ﺻﺪرﻫﺎ ،ﺛﻢ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺄﻣُﻠﻪَ . ﻗﻀﺖ ﻧﺤْ ﺒﻬﺎ ﺟ ﱠﺮاء أزﻣﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ. ُ َ ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻜﺘﺐ؟« ﻗﻠﺖ» :ملﺎذا ٍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ .ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ أن ﻣﻘﺘﻞ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻛﺎن »أردﺗُﻬﻢ أن ﻳﺄﺗﻮا إﻟﻴﻚ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﰲ ﻣﻀﻤﻮﻧًﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻔ ﱢﻜﺮ أيﱡ ﻃﺒﻴﺐ ﴍﻋﻲ ﰲ وﺟﻮ ِد ﺷﺒﻬﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ وﻓﺎﺗﻬﺎ. ُ ٌ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻣﻤﻦ أﻣﻞ أن ﻳﻜﻮن وﻟﺬا، ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻜﺘﺐ؛ ﻷﺣ ﱢﺮك املﺎء اﻟﺮاﻛﺪ وأُرﺑﻚ املﺸﻬﺪ .ﻋﲆ ِ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ذﻛﻴٍّﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻟريﺑﻂ اﻷﻣﻮ َر َ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ«. ﻳُﻄﺒﱢﻘﻮن اﻟﻘﺎﻧﻮن ﰲ ٍ ُ ٌ »ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻬﺎ«. ﻗﻠﺖ: »وأﺻﺎﺑﻚ اﻟﺬﻋﺮ ُ وﻫ ِﺮ َ ﻋﺖ إﱄ ﱠ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة .ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا ﺳﻴﺤﺪث أﺑﺪًا، ُ ﺷﻌﺮت ﺑﺴﻌﺎد ٍة ﻏﺎﻣﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺪث .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺪ ﺳﻤﺎ ُع ﺻﻮﺗﻚ وأﻧﺖ ﺗﺴﺘﺠﺪﻳﻨﻲ ﻟﻜﻨﻨﻲ ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ«. َ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ ﻣﺎ أردت«. »ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ إﻧﻬﺎءُ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﱢ .ﻟﻘﺪ ُ »ﻻ .ﻣﺎ ُ ﻛﻨﺖ أرﻏﺐُ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ إﻛﻤﺎل املﴩوع ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أردﺗﻚ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻲ ﻃﻮال اﻟﺮﺣﻠﺔ. وﻫﺬا ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻵن ،أﻧﺎ وأﻧﺖ .ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺴﻤﻊ اﻟﺒﻘﻴﺔ؟« 228 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﴩون »ﺑﻌﺪ أن أﺧﱪﺗَﻨﻲ ﱠ أن ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﱄ ﻗﺪ زارك ،ﻋ َﺮ ُ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻻﺣﻆ ﻓﺖ أن َ أﺧريًاُ . َ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣَ ﻦ أﻛﻮن .وﻟﺬا، ﺣﺎوﻟﺖ ﺑﴪﻋﺔ ﻛﻨﺖ أﻋﺮف أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ اﻗﱰﺑَﺖ اﻷﺷﻴﺎء ﻣﻨﻚ، ﻓﻘﻂ ﻟﺘﺄﺧري املﺤﺘﻮم ،ﺳ ﱠﻠﻤﺘُﻚ ﻧﻴﻚ ﺑﺮوﻳﺖ«. أﺧﱪﻧﻲ ﻣﺎرﺗﻲ ﺑﺼﺤﺔ ﺗﻘﺪﱡم ﺑﺮوﻳﺖ ﺑﺸﻜﻮى رﺳﻤﻴ ٍﺔ ﺿﺪ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﻳﻖ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺑﺮوﻳﺖ .وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ؛ ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﻗﺪ ﱠ ُ ُ ﺗﺤﻘﻖ زوﺟﺔ ﺗﺸﻴﻨﻲ، املﻨﺰل اﻟﺬي ُﻗ ِﺘ َﻠﺖ ﻓﻴﻪ ٍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ وﻓﺎة ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﻛﺎن ﺑﺮوﻳﺖ ﻣﺪﻣﻦ ﻛﺤﻮل ﻣﻦ ﺑﺮوﻳﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺒﻞ أن أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ اﻋﺘﻘﺪ ﻣﺎرﺗﻲ أﻧﻪ ﱠ ٌ املﺮﺷﺢ املﺜﺎﱄ ﻣﺘﻌﺎﻓﻴًﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﺪ ٌد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎﻻت ﰲ ﺳﺠ ﱢﻠﻪ، ﻟﻠﻘﺘﻞ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ رواﻳﺔ »ﺳﺒﻖ اﻹﴏار« .إذا ﻣﺎت ﺑﺮوﻳﺖ ﻓﺠﺄ ًة ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺴﻤﱡ ﻢ اﻟﻜﺤﻮل ،ﻓﻤَ ﻦ ﱡ َ ً ﺷﺨﺼﺎ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺎض ﻳﻤﻜﻦ ﺳﻴَﺸﺘﺒﻪ ﰲ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ؟ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻪ ٍ ﻳُﻌﺎﻗﺮ اﻟﻜﺤﻮل. ُ ﺗﻨﺎوﻟﺖ أﻧﺎ وﻣﺎرﺗﻲ املﴩوﺑﺎت ﰲ ﺣﺎﻧﺔ »ﺟﺎك ﻛﺮو« ﰲ ﻟﻴﻠﺔ اﻷرﺑﻌﺎء ﺗﻠﻚ ،ذﻫﺐ ﺑﻌﺪ أن َ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﺨﻤﻮر واﺷﱰى زﺟﺎﺟﺔ ﺳﻜﻮﺗﺶ ﻷﺧﺬﻫﺎ إﱃ ﺑﺮوﻳﺖ ﰲ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ. ﻣﺎرﺗﻲ إﱃ ٍ ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ ﻟﺘﻨﺎول ﺑﻌﺾ أﻇﻬﺮت ﻟﻪ ﺳﻼﺣﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .أﺧﱪﺗُﻪ أﻧﻨﻲ »ﺳﻤﺢ ﱄ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل .ﻟﻘﺪ ﱡ ِ اﻟﺘﻮﻗﻒ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﻗﻨﺎﻋُ ﻪ ﺑﴩب اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻳﺴﺘﻄﻊ املﴩوﺑﺎت .وﺑﻤﺠﺮد أن ﺑﺪأ ،ﻟﻢ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻟﻘﺪ ﻣﺰﺟﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ اﻟﺴﺎﺋﻞ ،ﻓﻘﻂ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ«. ً ُ َ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ دﻓﻌُ ﻚ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻔﻜري ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻣﺴﺪودًا، اﺑﺘﺴﻢ» .ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﺑﺮوﻳﺖ ﻻﺣﻈﺖ ٍّ ﰲ أن ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري ،أو ﺣﺘﻰ ﺗﻴﺲ ،أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺘﻮر ً َ ﺣﻘﺎ ﻃﺎ .ﻫﻞ ﻧﺠﺢ اﻷﻣﺮ؟ ﻫﻞ َ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﱢﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺗﺶ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :ﻧﻌﻢ ،ﻻﺣﻈﺘُﻬﺎ«. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ُ ﻛﻨﺖ أﺛﻨﻲ ﻋﲆ ﺳﱰﺗﻪ» :ﻳُﺴﻌﺪﻧﻲ ذﻟﻚ«. »ﻣﺎ ﻣﺪى ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﺑﱪاﻳﻦ وﺗﻴﺲ ﻣﻮري؟« ﻗﻠﻴﻼ َ َ وﻟﻌﺒﺖ ﻣﻌﻬﺎ ً ُ ُ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﻐﻤﱠ ﻴﻀﺔ ﺣﻮل املﻨﺰل ﻗﺒﻞ أن اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﺤﺴﺐ. »اﻟﺘﻘﻴﺖ ﺗﻴﺲ ُ أﻋﺮف ﺑﺮاﻳﻦ ﺟﻴﺪًا ،ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼل املﺘﺠﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺗﺼ َﻞ إﱃ ﻫﻨﺎ. ﱡ اﻟﺘﻮﻗ َ ُ ﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﻧﺔ اﻟﻔﻨﺪق اﻟﺘﻲ ﻳُﺤﺒﱡﻬﺎ ،وﺗﻨﺎوُل ﺑﻌﺾ اﻟﴩاب ﻣﻌﻪ .ﻟﻘﺪ اﻋﺘﺪت املﺎﺿﻴﺔ رأﻳﺘُﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻊ ِﻛ َﻠﻴﻬﻤﺎ َ ُ أﻋﺮف أن ﺗﻴﺲ ﻗﺪ ﻋﺎدت ﱠ ﻷن ﺑﺮاﻳﻦ ُﻛﴪت ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺜﻼﺛﺎء .ﻛﻨﺖ ذراﻋﻪ .واﻵن أﺻﺒﺢ ﻛ ﱡﻞ ﳾءٍ ﻣُﻌَ ﺪٍّا .ﺳﺘﻌﺜﺮ اﻟﴩﻃﺔ ﻋﲆ ِ ﺟﺜﺔ ﺑﺮاﻳﻦ ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻪ — أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ َ اﺧﺘﻔﺖ .ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﺘﻰ وﺿﻊ وﺳﺎدة ﻋﲆ وﺟﻬﻪ وإﻃﻼق ﻣﺴﺪس ﻋﻠﻴﻬﺎ — وﺳﺘﻜﻮن ﺗﻴﺲ ﻗﺪ َ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺳﻔﺮ ﻣﻦ أﺟﻠِﻬﺎ .ﺳﻴﻜﻮ ُن ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ »ﻟﻐﺰ املﻨﺰل اﻷﺣﻤﺮ« .ﺟﺜﺔ واﺣﺪة ،ﻗﺎﺗﻞ أن ﻧﺤﺰم واﺣﺪ ﻫﺎرب .ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﻣﻜﺎ ٌن ﺟﻴﺪ ﻹﺧﻔﺎء ﺟﺜﺘﻬﺎ«. ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎ ﺧ ْ ُ ﻄﺒُﻬﺎ ،أﻋﻨﻲ ﺗﻴﺲ؟« ﻣُﻠﻘﻴًﺎ ﻧﻈﺮ ًة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﲆ املﻜﺎن اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ً ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ .ﻟﻢ ﺗﺘﺤ ﱠﺮك. ً ُ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺰودﻳﺎزﻳﺒني ﰲ اﻟﻘﻬﻮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﴩﺑﻬﺎ .ﻛﻤﺎ وﺿﻌﺘُﻪ ﰲ »وﺿﻌﺖ أﻳﻀﺎ ،وأﻋﺘﻘﺪ أن ﻟﺪﻳﻬﺎ ً اﻟﺨﺎص ً ﱢ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻫﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎ ٌل ﻛﺒري أﻧﻬﺎ ﺗﻨﺎو َﻟﺖ ﻣﴩوﺑﻬﺎ ٌ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻼ أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﺳﺘﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﰲ إﻧﻬﺎء ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .ﳾءٌ ﻟﻄﻴﻒ ﻣﺜﻞ ﻛﻴﺲ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﻓﻮق اﻟﺮأس ﺳﻴَﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮض«. ِ املﻨﺘﻈﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﺑﺮاﻳﻦ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻖ أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﺎ اﻋﺘﺪﻧﺎ َﺳﻤﺎ َع اﻟﺸﺨري ً ﻟﺪرﺟﺔ أن ﻧﻈﺮ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ إﱃ َ ِ اﻵﺧﺮ .اﻟﺘﻘﻂ ﻋﻨﻴﻔﺎ اﻟﺴﻔﲇ ،وﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄة ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺷﺨريًا ﺻﺎﺧﺒًﺎ، ﱡ اﻟﺘﻨﻔﺲ أﺛﻨﺎء ﻣﺎرﺗﻲ ﺳﻼﺣﻪ ﻣﻦ ﻓﻮق ﻓﺨﺬِه ووﺟﱠ ﻪ اﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه .ﻗﺎل» :اﻧﻘﻄﺎع اﻟﻨﻮم .أﺷ ﱡﻚ ﰲ أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳُﻮﻗ ُ ﻠﻖ ﻧﻈﺮة«. ﻆ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻟﻜﻦ دﻋﻨﺎ ﻧﺬﻫﺐْ وﻧ ُ ِ ﻧﻬﺾ ً وﺳﻤ ُ واﻗﻔﺎ ِ ﻌﺖ ﺻﻮت ﻃﻘﻄﻘﺔ رﻛﺒﺘَﻴﻪ .ﻗﺎل وﻫﻮ ﻳﻮﺟﱢ ﻪ ﺳﻼﺣﻪ ﻧﺤﻮي» :أﻧﺖ ﻧﺎﻫﻀﺎ أﻧﺎ ً ً ً ُ أﻳﻀﺎ. وﻗﻔﺖ أﻳﻀﺎ«. ِﴎﻧﺎ ﻣﻌً ﺎ إﱃ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮم اﻟﻀﻴﻮف ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟ ﱠﺮدﻫﺔ ،أﻧﺎ ً أوﻻ ،وﺧﻠﻔﻲ ﻣﺎرﺗﻲ .ﻛﺎن اﻟﺒﺎبُ ُ ﻓﺎﻧﺪﻓﻌﺖ ﺧﻼﻟﻪ .ﻛﺎن اﻟﻈﻼم ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﺣﺎﻟ ًﻜﺎ ،إﻻ ﻣﻦ ﺿﻮءٍ ﺧﺎﻓﺖ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺗُﺮك ﻣﻮارﺑًﺎ، َ ُ ﻳﺄﺗﻲ ْ رؤﻳﺔ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴًﺎ ﻋﲆ ﻇﻬﺮه ﻓﻮق اﻟﻔﺮاش .ﻛﺎﻧﺖ واﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﱪ اﻟﻨﺎﻓﺬة، ﺗﻴﺲ ﻗﺪ ﺗﺮ َﻛﺖ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﻜﻦ أزرار ﺑﻨﻄﺎﻟﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ،وﻗﺪ ارﺗﺨﻰ ﺣِ ﺰاﻣﻪ ﻣﺘﺪﻟﻴًﺎ. ﻗﻠﻴﻼ ،ﻳﻌﻠﻮ وﻳﻬﺒﻂ ﺑﴪﻋﺔ ،ﺛﻢ أﻃﻠﻖ ﺷﺨريًا ﻣﺪ ﱢوﻳًﺎ َ راﻗﺒﺖ ﺻﺪْره ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺨﻔﻖ ً ُ آﺧﺮ .ﻻ ُ أﻋﺮف ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﻳُﻮﻗﻈﻪ ذﻟﻚ. 230 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﴩون ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ» :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! دﻋﻨﺎ ﻧﺨ ﱢﻠﺺ ﻫﺬا اﻟﻠﻌ َ ني ﻣﻦ ﻣُﻌﺎﻧﺎﺗﻪ«. َ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ َ ُ اﺳﺘﺪرت ،ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ ِ ﻏﺮﻓﺔ ﺿﻐﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎرﺗﻲ ﻋﲆ ِﻣﻔﺘﺎح اﻟﺤﺎﺋﻂ ،وﻏﻤﺮ ٌ ﻟﻮﺣﺔ اﻟﻨﻮم ﻓﺠﺄ ًة ﺿﻮءُ ﻣﺼﺒﺎح أرﴈ .ﻓﻮق اﻟﴪﻳﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻨﺎم ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮاﻳﻦ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻛﺘﻞ ﻣﻜﺘﻨﺰة ﻣﻦ اﻟﻠﻮﻧَني اﻷﺣﻤﺮ واﻷﺳﻮد. ﺗﺠﺮﻳﺪﻳﺔ ﻛﺒرية ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ ٍ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻻﺳﺘﺴﻼم اﻵن ،ﻳﺎ ﻣﺎرﺗﻲ«. »وﻣﺎذا أﻓﻌﻞ؟« »ﺳ ﱢﻠﻢ ﻧﻔﺴﻚ .ﻛﻼﻧﺎ ﺳﻴﻔﻌﻞ ذﻟﻚ .ﺳﻨﺬﻫﺐ ﻣﻌً ﺎ« .ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ أن ﻫﺬا أﻣ ٌﺮ ﺑﻌﻴ ُﺪ املﻨﺎل ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎرﺗﻲ ﺑﺪا ﻣﺘﻌﺒًﺎ ،وﺧﻄﺮ ﱄ أﻧﻪ ﻛﺎن ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ ﺑﺎﻟﺬات .ﻟﺮﺑﻤﺎ ،ﰲ أﻋﻤﺎق ﻧﻔﺴﻪ، أراد أن ﻳُﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ. ً ﻫ ﱠﺰ رأﺳﻪ» .ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻣﺮﻫِ ﻘﺎ ،ﺣﻴﺚ ﱠ ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺘﺤﺪﱡث إﱃ ﻛ ﱢﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﴩﻃﻴﱢني ،ﺛﻢ املﺤﺎﻣني واﻷﻃﺒﺎء اﻟﻨﻔﺴﻴﱢني .إﻧﻪ ملﻦ اﻷﺳﻬﻞ اﻻﺳﺘﻤﺮار .ﻓﻨﺤﻦ ﻋﲆ ْ وﺷﻚ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻫﻨﺎ .ﺛﻤﺎﻧﻲ ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪﻳﻚ ،ﻳﺎ ﻣﺎل«. ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ .ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ »ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ا ُمل ﱠ ﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪيﱠ ﰲ اﻟﻜﺘﺐ ،وﻟﻴﺲ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ«. واﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﱠ ُ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺑﺼﻌﻮﺑ ٍﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ .ﻟﻠﺤﻈﺔ، ﻇ ﱠﻞ ﻣﺎرﺗﻲ ﻫﺎدﺋًﺎ ﻟﺤﻈﺔ، ﺗﺨﻴ ُ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻮﺑ ٍﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻧﻈﺮ إﱃ ﱠﻠﺖ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻴﺘًﺎ ﻓﺤﺴﺐ ِ اﻷﻋﲆ ،وﻗﺎل» :ﺳﺄﻋﱰف ﺑﺄن ﻓﻜﺮة اﻧﺘﻬﺎء اﻷﻣﺮ ﺑ ُﺮﻣﱠ ﺘﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺰﻋِﺠﺔ .أﻗﻮل ﻟﻚ ﻣﺎ ﺳﺄﻓﻌﻠﻪ ﱢ ٍ ﺑﴫاﺣﺔ ﻛﻨﺖ أﻗﻮم ﺳﺄﺣﻘﻖ ﻟﻚ ﻫﺬه اﻷﻣﻨﻴﺔ — ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺑﺮاﻳﻦ — ﻷﻧﻨﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﻚ. َ اﻋﺘﻨﻴﺖ أﻧﺖ ﺑﻨﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ .ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﻫﺬا اﻟﺴﻼح ،وﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﺑﻜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﺎﻗﺔ ﻣﻨﺬ أن ﻋﻠﻴﻚ ﻓِ ﻌﻠﻪ ﻫﻮ أن ﺗﺬﻫﺐ وﺗﻀ َﻊ وﺳﺎد ًة ﻋﲆ وﺟﻬﻪ وﺗُﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺠريان ﺳﻴﺴﻤﻌﻮن ذﻟﻚ ،وإن ﻓﻌﻠﻮا ،ﻓﺴﻴﻈﻨﻮن أﻧﻬﻢ ﺳﻤﻌﻮا ﺷﻴﺌًﺎ آﺧ َﺮ .ﺻﻮﺗًﺎ ﻛﻔﺮﻗﻌﺔ ﺳﻴﺎرة ،أو ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ«. وﺑﺴ ُ ُ ﻗﻠﺖ َ ﻄﺖ ﻳﺪي» :ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ«. ُ أﻋﺮف ﻣﺎ ﺗُﻔ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻪ ،ﻳﺎ ﻣﺎل .إذا أﻋﻄﻴﺘُﻚ اﻟﺴﻼح ،ﻳﻤﻜﻨﻚ إﺑﻘﺎﺋﻲ ﺗﺤﺖ ﺗﻬﺪﻳﺪ »أﻧﺎ ُ ﱠ إﻃﻼق وﺳﻴﺘﻌني ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺴﻼح واﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﴩﻃﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻦ أ َد َع ذﻟﻚ ﻳﺤﺪُث .ﺳﺄﻻﺣﻘﻚ ُ ﱠ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ .إﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﲆ ﺳﻴﺘﻌني ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻨﺎر ﻋﲇﱠ .وﻟﺬا ،ﰲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘَني، ٍ ﺑﺮاﻳﻦ ،أو أﻧﺎ .إﻧﻨﻲ أﻣﻨﺤﻚ ﱠ ﺣﻖ اﻻﺧﺘﻴﺎر .وإذا وﻗﻊ ﺧﻴﺎرك ﻋﲇﱠ ،ﻓﻼ ﺑﺄس .ﻓﻠﺪيﱠ ﺑﺮوﺳﺘﺎﺗﺎ ﺑﺤﺠﻢ ﻛﺮة اﻟﻮﻳﻔﻞ .ﻟﻘﺪ ﻧ ُ ِﻠﺖ ﻛﻔﺎﻳﺘﻲ .أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﻀﻴﺘُﻬﺎ ﰲ اﻟﺘﻌ ﱡﺮف إﻟﻴﻚ ،وﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻫﺬه اﻟ ﱡﻠﻌﺒﺔ اﻟﺼﻐرية ،ﻛﺎﻧﺖ ﻛ ﱡﻠﻬﺎ ﻣﻤﺘﻌﺔ«. 231 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ »ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ«. ﻧﻔﺴﻚ أﻧﻪ ﻻ ﳾءَ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻳﻬ ﱡﻢ ٍّ ُ أﻋﻤﺎق ِ ﺣﻘﺎ .إذا أﻓﱰض ذﻟﻚ .ﻟﻜﻨﻚ ﻣﺜﲇ ﺗﻌﻠ ُﻢ ﰲ »ﻫﺎ. ِ ً ً ُ َ وأﻃﻠﻘﺖ رﺻﺎﺻﺔ ﻋﲆ رأس ﺑﺮاﻳﻦ ،ﻓﺴﺘُﻘﺪﱢم ﻟﻪ ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ. املﺴﺪس ﺳ ﱠﻠﻤﺘُﻚ ﻫﺬا ﻗﺪ ﻳُﻌﺠﺒﻚ ذﻟﻚ ً أﻳﻀﺎ .ﺛِﻖ ﺑﻲ«. ُ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ وأﻧﺎ أﻣ ﱡﺪ ﻳﺪي ﻧﺤﻮه» :ﺣﺴﻨًﺎ«. ً ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻦ ﺳﻌﺎدة ،ﻛﺎن ﻗﺪ ﱠ ُ ورأﻳﺖ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أراه وﱃ اﻵن. اﺑﺘﺴﻢ .وﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ رأﻳﺘُﻪ ﰲ ﻋﻴﻨَﻴﻪ َ ُ ﻃﻴﺒﺔ ﻗﻠﺐ. اﻋﺘﻘﺪت أن ﻣﺎ أراه ﻛﺎن داﺋﻤً ﺎ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻪ .ﻟﻄﺎملﺎ ُ وﺳﺤﺒﺖ اﻟﺰﻧﺎد ﻟﻠﺨﻠﻒ. وﺿﻊ اﻟﺴﻼح ﰲ ﻳﺪي .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺴﺪ ًﱠﺳﺎ دوﱠا ًرا، ٍ ٌ ﺳﺤﺐ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ إﱃ ﻣﺴﺪس دوﱠار ﻣﺰدوج اﻟﺤﺮﻛﺔ ،ﻟﺴﺖ ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ» :إﻧﱠﻪ ِ اﻟﺰﻧﺎد«. ُ ُ ُ وأﻃﻠﻘﺖ اﻟﻨﺎر اﺳﺘﺪرت ﻋﺎﺋﺪًا إﱃ ﻣﺎرﺗﻲ ﻧﻈﺮت إﱃ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري ﻣُﻤ ﱠﺪدًا ﻋﲆ اﻟﴪﻳﺮ ،ﺛﻢ ﰲ ﺻﺪره. 232 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﻼﺛﻮن اﻟﻔﺼﻞ ﻗﺒﻞ اﻷﺧري ﻣﻦ رواﻳﺔ »ﻣﻘﺘﻞ روﺟﺮ أﻛﺮوﻳﺪ« ﻳُﺪﻋﻰ »اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ« .ﻳﻜﺸﻒ َ ﴎا — ﻋﻤﱠ ﺎ ﻓﻌﻠﻪ إﱃ اﻟﻘﺮاء. اﻟﺮاوي — وﻫﻮ ﻃﺒﻴﺐ اﻟﺒﻠﺪة اﻟﺬي ارﺗﻜﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ ٍّ ﻟﻢ ِ أﻋﻂ أﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﻓﺼﻮﱄ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﻨﻮاﻧًﺎ .إﻧﻪ ﺗﻘﻠﻴ ٌﺪ ﻗﺪﻳﻢ ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ،وﻳﺒﺪو ً ﻣﺒﺘﺬﻻ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء ،ﻣﺎذا ُ ﻛﻨﺖ ﺳﺄُﺳﻤﱢ ﻲ ذﻟﻚ اﻟﻔﺼ َﻞ اﻷﺧري؟ رﺑﻤﺎ ﳾء ﻣﺜﻞ »ﺗﺸﺎرﱄ ﻳﻜﺸﻒ ُ ُ َ أﻋﻄﻴﺖ ﻫﺬه ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ،ﻟﻮ أﻧﻲ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﺗُﻪ ﺑ »ﻣﺒُﺘﺬَل«؟ ﻟﻜﻦ ﻟﻮ أﻧﻲ ﻋﻦ وﺟﻬﻪ« .ﻫﻞ اﻟﻔﺼﻮ َل اﺳﻤً ﺎ ،ﻓﻤﻦ املﺆ ﱠﻛﺪ أن ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻛﺎن ﺳﻴُﺴﻤﻰ »اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ«. ﰲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻴﻬﺎ زوﺟﺘﻲُ ، ﻛﻨﺖ أﺗﺒﻌﻬﺎ ﰲ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﻣﺘﻮﺟﱢ ﻬً ﺎ إﱃ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ ،إﱃ ﻣﻨﺰل إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ املﺮة اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ أﻛﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎك .وﺑﻌﺪ أن اﻛﺘﺸﻔﺖ أن ﻛﻠري ﻗﺪ ﻋﺎدت إﱃ ﺗﻌﺎﻃﻲ املﺨﺪﱢرات ،وأﻧﻬﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻣﺘﻮ ﱢر ٌ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﰲ »ﺑﻼك ﺑﺎرن إﻧﱰﺑﺮاﻳﺴﻴﺰ«، ﻃﺔ ﻣﻊ ٍ ُ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻣ َﺮ ُ ٍ رأﻳﺖ أﺗﻮﻳﻞ ﻣﺮ ًة ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺮات ﺑﺎملﻨﺰل اﻟﺮﻳﻔﻲ املﺮﻣﱠ ﻢ .ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ رت ﻋﺪة ُ ﻛﺴﺘﻨﺎﺋﻲ رﻛﺾ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻪ ﻫﻮ .ﻛﺎن ﻳﺮﻛﺾ ﻋﲆ اﻟﺮﺻﻴﻒ ﻏريَ ﺑﻌﻴ ٍﺪ ﻋﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ،ﻣﺮﺗﺪﻳًﺎ زيﱠ ٍ ﱠ اﻟﻠﻮن .وأﺛﻨﺎء رﻛﻀﻪ ،ﻗﺎم ﺑﺤﺮﻛﺎت ﻣﻼﻛﻤﺔ ﺻﻐرية ،ﻛﺎن ﻳﻠ ُﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن روﻛﻲ ﺑﺎﻟﺒﻮا. ُ ﻗﺮرت أﻧﺎ وﻛﻠري اﻟﺒﻘﺎءَ ﰲ املﻨﺰل. ﰲ ﻋﺸﻴﱠﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺣﻔﻼ ﺻﻐريًا ﰲ ﺑﻼك ﺑﺎرن ،وﻟﻜﻦ اﻵن ﺑﻌﺪ أن ﱠ أﺧﱪﺗﻨﻲ أن ﻫﻨﺎك ً ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ املﺨﺪرات ً دﺟﺎﺟﺔ ﻣﻌً ﺎ ﰲ )ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻫﺬا ﻣﺎ أﺧﱪﺗﻨﻲ ﺑﻪ( ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﻟﻠﺬﱠﻫﺎب .ﺷﻮَﻳﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ املﻬﺮوﺳﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻋﺪﱠت ﻫﻲ ً وأﻋﺪدت َ ُ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﻔﻮف ﺑﺮوﻛﺴﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ. ً َ املﻄﻬ ﱢﻮ ﻋﲆ اﻟﺒﺨﺎر .ﴍﺑﻨﺎ زﺟﺎﺟﺔ ﻓريﻣﻴﻨﺘﻴﻨﻮ أﺛﻨﺎء ﺗﻨﺎوﻟِﻨﺎ اﻟﻄﻌﺎم ،ﺛﻢ ﻓﺘﺤﻨﺎ زﺟﺎﺟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻬﺎ ﱢم اﻟﺘﻨﻈﻴﻒ .ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺑﺪأﻧﺎ ﻧﺴﱰﺧﻲ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ملﺸﺎﻫﺪة ﻓﻴﻠﻢ »اﻹﴍاﻗﺔ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻷﺑﺪﻳﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ اﻟﻄﺎﻫﺮ« ،أﺣﺪ اﻷﻓﻼم ا ُمل ﱠ ﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪى ﻛﻠري .ﻛﺎن ﻳُﻌﺠﺒﻨﻲ ً أﻳﻀﺎ .ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﰲ وﻗﺘﻬﺎ .واﻵن ،ﻣﺠﺮد اﻟﺘﻔﻜري ﰲ اﻷﻣﺮ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﺜﻴﺎن. ُ اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻛﺎن اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻏ َﻠﺒﻨﻲ اﻟﻨﻌﺎس؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱢ ﻣﺸﻐﻞ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ .وﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻘﻬﻮة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮض ﺧﻴﺎرات ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺸﺎﺷﺔ ِ ٌ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻛﻠري. ﻫﻨﺎك ُ »ﺳﺄﻋﻮ ُد ﻗﺮﻳﺒًﺎ .أﻋﺪُك ،وأﻧﺎ آﺳﻔﺔ .أﺣﺒﱡﻚ ،ﻛﻠري«. ﱢ ﻣﺘﻮﻗ ً ُ ﻔﺔ ﰲ ﺷﺎرﻋﻨﺎ. ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أﻳﻦ ذﻫﺒﺖ .وﰲ اﻟﺨﺎرج ،ﻟﻢ ﺗَﻌُ ﺪ ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ اﻟﺴﻮﺑﺎرو اﺳﺘﻘ َﻠ ْﻠ ُﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ اﻟﺘﺸﻴﻔﻲ إﻣﺒﺎﻻ وﺗﻮﺟﱠ ُ ﻬﺖ إﱃ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ. ُ وﺻﻠﺖ إﱃ ﻫﻨﺎك .وﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺣﻔ ٌﻞ ﺻﻐري ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ﻣُﻘﺎ ٌم ﰲ ﻣﻨﺰل أﺗﻮﻳﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ٍ ﺳﻴﺎرات ﰲ ﻣﻤ ﱢﺮ اﻟﺴﻴﺎرات وﺳﻴﺎرﺗﺎن أُﺧ َﺮﻳﺎن ﻋﲆ اﻣﺘﺪاد اﻟﺸﺎرع ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻫﻨﺎك ﺧﻤﺲ ُ ُ وﺟﺬﺑﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﺑﺈﺣﻜﺎ ٍم ﻋﲆ أوﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺘَﻲ ﻳﺎردة، ﺳﻴﺎرة ﻛﻠري. ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺮﻳﻖ .ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ﻣﻦ ﺳﺎوﺛﻮﻳﻞ ﻗﻠﻴ َﻞ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أراﴈَ ً زراﻋﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﺘﺪ ﱢرﺟﺔ اﻻﻧﺤﺪار ،ﺗُﻘﻄﻌﻬﺎ اﻟﺠﺪران اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ،وﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺎز ُل ﺑﻤﻼﻳني اﻟﺪوﻻرات ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك. ﻏﺎدرت ﻣﻨﺰﱄ ﻓﺠﺄةً ُ ُ ﺗﺮﺟﱠ ُ وﺧﺮﺟﺖ إﱃ اﻟﻠﻴﻞ اﻟﺒﺎرد اﻟﺼﺎﰲ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻠﺖ ﻣﻦ ﺳﻴﺎرﺗﻲ، ﻣﻼﺑﺲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔُ ، ِ َ ﻛﻨﺖ أرﺗﺪي ﻓﻘﻂ ﺟﺎﻛﻴﺖ ﻗﺪﻳﻤً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻨﺰ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ أرﺗﺪي ً ُ وﺑﻨﻄﺎﻻ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻨﺰ .ز ﱠر ُ ودﺳﺴﺖ ﻳﺪي ﰲ ﺟﻴﺒﻲِ ، وﴎت رت اﻟﺴﱰة ﺣﺘﻰ ﻋﻨﻘﻲ، ﻓﻮق ﺳﱰةٍ، ٌ ﻻﻓﺘﺔ ﺻﻐرية ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻣﻜﺘﻮبٌ ﻋﲆ ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ املﺆدي إﱃ ﻣﻨﺰل أﺗﻮﻳﻞ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً ُ وﻗﻔﺖ ﻫﻨﺎك ﻟﺤﻈﺔ ،أد ُرس املﻨﺰ َل ﻋﻠﻴﻬﺎ »ﺑﻼك ﺑﺎرن إﻧﱰﺑﺮاﻳﺴﻴﺰ« ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺻﻨﺪوق اﻟﱪﻳﺪ. ﻋﻦ ﺑُﻌﺪ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﻨﺰ ٌل رﻳﻔﻲ ﻣﻄﲇ ﱞ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ ،وﺗﻠﻮح ﰲ اﻷﻓﻖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺣﻈري ٌة ﺿﺨﻤﺔ .ﻟﻘﺪ رأﻳﺘُﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﺎر ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻄﻠﻴﱠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺳﻮد .ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ أﻗﺮبَ إﱃ ِ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻋﻤﻞ ﻣُﻨﻤﱠ ﻘﺔ، ﺿﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺎﺑ ٌﻊ ﻋﴫي ﻟﺘﺘﺤﻮﱠل إﱃ اﻟﻠﻮن اﻟﺮﻣﺎدي اﻟﺪاﻛﻦ ،وﻟﻜﻦ أ ُ َ ِ واﺳﺘُﺒﺪِل ﺑﺄﺑﻮا ِﺑﻬﺎ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ زﺟﺎجٌ ُ ﻋﻤﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ، ﺻﻠﺐ ،واﺳﺘُﺤﻴﻞ اﻟﺠﺰءُ اﻟﺪاﺧﲇ إﱃ ﻣﺴﺎﺣﺔ ٍ ٍ ﱠ وﺑﻬﺎ ﻣﻜﺎﺗﺐُ وﺣﺪات وﻃﺎوﻻت ﺑﻨﺞ ﺑﻮﻧﺞ. ﻣﻘﺴﻤﺔ إﱃ ﻔﺖ ﺣﻮل املﺰرﻋﺔ ،ﻣﻘﱰﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻈرية ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻷرى أﻧﻪ رﻏﻢ ﻛﻮﻧِﻬﺎ ﻣﻀﺎءةً ُ ﻃ ُ ً ﻣﻘﺎﻣﺔ ﺑﻮﺣﺪات اﻹﺿﺎءة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ املﻌ ﱠﻠﻘﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣ ٌﺪ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ .ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﻋﻠﻴﺎت اﻟﺤﻔﻞ داﺧﻞ املﻨﺰل .د ُ ِ اﻟﺨﻠﻒ ﻷﻗﱰبَ ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻠﻤﻨﺰل ،وﻟﻮﻫﻠﺔ ُرت ﺣﻮل اﻟﺤﻈري ِة ﻣﻦ ُ ﻣﺰرﻋﺔ أذﻫﻠﻨﻲ املﺸﻬﺪ .ﻛﺎن اﻟﻘﻤﺮ أﻗﺮبَ إﱃ اﻟﺒﺪر ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ُﺳﺤﺐٌ ﰲ اﻟﺴﻤﺎء .ﻛﺎﻧﺖ 234 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﻼﺛﻮن ُ ٍ وﻗﻔﺖ ،ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ أن أرى اﻟﺤﻘﻮل ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻼل اﻟﺼﻐرية ،وﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﺗﻮﻳﻞ ﺗﻘﻊ ﻋﲆ ﱟ ً ﺻﻒ ﻣﻦ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺪاﻛﻨﺔ املﻐﻤﻮرة ﺑﻀﻮء اﻟﻘﻤﺮ اﻟﻔِ ﴤُ .ر ُ ﺣﺖ وﺻﻮﻻ إﱃ املﻨﺤﺪرة ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ً ُ ﻟﺤﻈﺎت ،وأﻧﺎ أرﺗﺠﻒ ﰲ ﺳﱰﺗﻲ اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ،ﺣﺘﻰ ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ٍ ﻨﺖ ﻓﺠﺄة ﻣﻦ ﺳﻤﺎع أﺣﺪ ُﱢق إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻀﻊ َ ُ ٍ راﺋﺤﺔ دﺧﺎن اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ املﻨﺒﻌﺚ ﰲ اﻟﻬﻮاء .ﰲ اﻟﺰاوﻳﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ واﺳﺘﻄﻌﺖ أن أﺷ ﱠﻢ ﺿﺤﻜﺎت، ٌ اﺳﱰاﺣﺔ ﻣﻠﺤﻘﺔ ﺑﺎملﺰرﻋﺔ. ﻟﻠﺤﻈرية ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ رؤﻳﺔ اﻟﺴﻄﺢ اﻟﺨﻠﻔﻲ ،وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك رﺟ ٌﻞ واﻣﺮأة ﻟﻢ أﺗﻌ ﱠﺮف إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻳ ﱢ ُﺪﺧﻨﺎن اﻟﺴﺠﺎﺋ َﺮ وﻳﻀﺤﻜﺎن ﺑﺼﺨﺐ ،وﻗﺪ ﺣﻤ َﻠﺖ اﻟﺮﻳﺎحُ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴ َﻞ ﺣﺪﻳﺜﻬﻤﺎ ﻣﻌً ﺎ .ﺷﺎﻫﺪﺗُﻬﻤﺎ ﻳُﻨﻬﻴﺎن ﺳﻴﺠﺎرﺗَﻴﻬﻤﺎ ﺛﻢ ﻳﻌﻮدان إﱃ ُ أﻣﻌﻨﺖ اﻟﻨﻈﺮ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ. داﺧﻞ املﻨﺰل .ﺑﻌﺪ أن اﻗﱰﺑﺖ ﻣﻦ أﻗﺮب ﻧﺎﻓﺬة، ُ ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻟﻦ أﻧﺴﺎﻫﺎ أﺑﺪًا ﺑﺸﺄن ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ رأﻳﺘﻬﺎ ْ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺠﻤﱠ ﻌﻮن ﺣﻮل ﻏﺮﻓﺔ ﻋﱪ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ واﺣﺪ ٌة ﻣﻨﻬﺎ .ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﻌﴩﻳﻦ ٌ أرﻳﻜﺔ ﺟﻠﺪﻳﺔ ﻣﺤﺸﻮﱠة ،وﻫﻨﺎ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﻌﻴﺸﺔ ﻛﺒرية ﻣﻔﺮوﺷﺔ ﺟﻴﺪًا .وﰲ وﺳﻄﻬﺎ ﺗﻮﺟﺪ ُ ً ﻣﺮﺗﺪﻳﺔ ﺗﻨﻮرة ﻣﻀ ﱠﻠﻌﺔ ﻗﺼرية ﺧﴬاء اﻟﻠﻮن ،وﺑﻠﻮزة ﺣﺮﻳﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﻜﺮﻳﻤﻲ رؤﻳﺔ ﻛﻠري ُ ﺷﻌﺮت ﻛﺄﻧﻨﻲ ﻟﻢ أ َرﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮار أﺗﻮﻳﻞ ،ﻛﺘﻔﺎﻫﻤﺎ ﻣﺘﻼﻣﺴﺘﺎن ،وﻛﺎﻧﺖ َ ﺗﺤﻤﻞ ً ﺑﺎﻫﺘﺔ اﻹﺿﺎءة ،وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ أن ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺒﺎﻧﻴﺎ ﰲ ﻳﺪﻫﺎ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻐﺮﻓﺔ ً ﻣﺴﺤﻮق َ أﺑﻴﺾ ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻘﻬﻮة ذات اﻟﺴﻄﺢ اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ،وﻛﺎن أﺣ ُﺪ ﻛﻮﻣﺔ ﺻﻐرية ﻣﻦ أرى ٍ اﻟﻀﻴﻮف ﺟﺎﺛﻴًﺎ ﺑﺮﻛﺒﺘَﻴﻪ ﻋﲆ اﻷرﺿﻴﺔ املﻔﺮوﺷﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﺎد ﻳﺸ ﱡﺪ ﺧ ٍّ ﻄﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ َ ﺑﺼﺨ ٍﺐ ﻳﺮجﱡ املﻨﺰل ،وﺧﻠﻒ اﻷرﻳﻜﺔ ﻛﺎن اﻟﺘﻜﻨﻮ ،ذﻟﻚ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﻗﺪ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﰲ ﻣﻠﻬً ﻰ ،ﺗُﺪوﱢي ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﻮف ﻳﺮﻗﺼﻮن .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﻦ أﻧﺴﺎه أﺑﺪًا ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﺑﺪت ﻛﻠري؛ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ، وﻻ ﺣﺘﻰ ﻛﻴﻒ ﺗﺠﻠﺲ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أﺗﻮﻳﻞ ﻣﺒﺎﴍ ًة ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪى ﻳﺪﻳﻪ ﺗﻠﻤﺲ ﻓﺨﺬَﻫﺎ ُ ﺑﺮﻳﻖ وﺟﻬﻬﺎ .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺗﺄﺛري املﺨﺪرات ،وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﳾءٌ اﻟﻌﺎرﻳﺔ ،ﺑﻞ ﻣﺎ ﻟﻦ أﻧﺴﺎه ﻫﻮ ٌ آﺧﺮ ً وﻣﻴﺾ ﻣﻦ ﺑﻬﺠﺔ ﺷﻬﻮاﻧﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ .ﻇ ﱠﻠﺖ ﺗﻀﺤﻚ ،وﻓﻤﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮحٌ ﻋﲆ ِﻣﴫاﻋَ ﻴﻪ أﻳﻀﺎ، ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺪَت ﻏريَ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،وﺷﻔﺘﺎﻫﺎ ﻣﺒﺘ ﱠﻠﺘﺎن. ُ ورﻓﻌﺖ اﻟﺤﺮارة َ ُ ُ أرﺗﺠﻒ ﻃﻮال اﻟﻄﺮﻳﻖ .ﻛﻨﺖ أدرت املﺤﺮك، ِﴎ ُت ﻋﺎﺋﺪًا إﱃ ﺳﻴﺎرﺗﻲ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺑﻜﻲ ً ُ ُ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﻜﺮر ﰲ أﺻﺒﺤﺖ ﻏﺎﺿﺒًﺎ، أﻳﻀﺎ .ﺛﻢ وأﺧﺬت أﴐبُ ﻗﺒﻀﺘﻲ ﻋﲆ ٍ ﺳﻘﻒ اﻟﺴﻴﺎرةُ . ﻛﻨﺖ ﻏﺎﺿﺒًﺎ ﻣﻦ ﻛﻠري وأﺗﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻟﻜﻨﻲ أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻏﺎﺿﺒًﺎ ﻣﻦ أن ﻣﺎ ﺧ ﱠ ﻧﻔﴘ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ أي ﳾء آﺧﺮ .ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .ذﻟﻚ ﱠ ﻄ ُ ﻄﺖ ﻟﻔﻌﻠﻪ ﻛﺎن اﻟﻌﻮد َة ً ٍ وﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪة ،وأن ﺗﻌﻮد ﱄ وﺣﺪي ﺳﺎملﺔ أﻣﻞ أن ﺗﻌﻮد إﱃ ﺳﻮﻣﺮﻓﻴﻞ واﻧﺘﻈﺎر زوﺟﺘﻲ ،ﻋﲆ ِ ﻳﻮﻣً ﺎ ﻣﺎ. 235 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ُ ُ ُ رؤﻳﺔ ﺳﻴﺎرة ﻛﻠري اﻟﺴﺒﺎرو ﻋﲆ وﻫﺪأت .ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ درﺟﺔ ﺣﺮارة اﻟﺴﻴﺎرة، ارﺗﻔﻌَ ﺖ ُ أوﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ وﻗ ﱠﺮ ُ ُ ﺗﺠﺮﺑ ٍﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻟﻦ رت اﻻﻧﺘﻈﺎر. ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ِ ﱢ ﺗﻘﴤَ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻫﻨﺎك ،وأﻧﻬﺎ ﺳﺘﻌﻮد ﻗﺒﻞ اﻟﺼﺒﺎح ،وﻟﻮ أن اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﺄﺧ ًﺮا .وﻋ َﺮ ُ ﻓﺖ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻏﻔ ُﺮ ﻟﻬﺎ ،وأﻧﻨﻲ ﺳﺄﻓﻌ ُﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ أﻣﻲ داﺋﻤً ﺎ ﻣﻊ واﻟﺪي .ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻧﺘﻈﺮ ﻋﻮدﺗﻬﺎ إﱄ ﱠ. ﺟﻠﺴﺖ ﰲ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﻣﺪ ًة أﻃﻮل ،ﺣﻴﺚ ﻳُﺨﺮﺧﺮ املﺤ ﱢﺮك ،وﺗُ ﱡ ُ ﻀﺦ اﻟﺤﺮارة ْ ﻋﱪ ﻓﺘﺤﺎت ﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺎ ُ ٍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ أﻋﺮف أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﺎﻃﻰ املﺨﺪرات ،وأﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻬﻮﻳﺔ ،ﺗﺄﺟﱠ ﺞ ﻏﻀﺒﻲ ﺿﺪ ﻛﻠري .ﻛﻨﺖ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺗﻤﺎﻟُ َﻚ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ً ِ ِ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻌﻴﺸﺔ أﺗﻮﻳﻞ ،ﻛﺎﻧﺖ أﻳﻀﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪو ﺳﻌﻴﺪ ًة ﺟﺪٍّا ﰲ ﻟﻢ ﺗﺒﺪو ﻣُﻔﻌَ ﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة. ُ رأﻳﺖ ﺷﺨﺼني ﺑﺠﻮار ﺳﻴﺎرة ﻛﻠري .ﻋﲆ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﻨﺼﻒ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺿﻮء اﻟﻘﻤﺮ رأﻳﺘُﻬﻤﺎ ﻣُﻘﺒ َﻠني ﻣﻌً ﺎ وﻳﺘﺒﺎدﻻن ُ اﻟﻘﺒَﻞ ،ﺛﻢ ﻓﺘﺤَ ﺖ ﻛﻠري اﻟﺒﺎب — ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ﻨﺖ ﻣﻦ رؤﻳﺔ َ املﻌﻄﻒ اﻟﺸﺘﻮي ذي اﻟﻘ َﻠ ُ ودﻟﻔﺖ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻨﺴﻮة ﻓﻮق ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎرﻳﺘَني — أﺗﻮﻳﻞ ﻳﺮﻛﺾ ﻋﺎﺋﺪًا إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻪ .أُﺿﻴﺌﺖ أﻧﻮار املﻜﺎﺑﺢ ،ﺛﻢ اﺳﺘﺪارت إﱃ اﻟﺨﻠﻒ .ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺎﺑﻴﺤﻬﺎ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻗﺪ اﻟﺘﻘ َ ٍ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﺷﺠﺎر اﻟﺼﻨﻮﺑﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻄﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﰲ ﻇ ﱢﻞ َ ً واﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﴪﻋﺔ ﰲ اﻟﺸﺎرع ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻄﺮﻳﻖ .٢ اﻧﺘﺒﺎﻫﺎ. أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗُﻌِ ﺮ ﻟﺬﻟﻚ ٍ ﺑﴪﻋﺔ ﻋﲆ اﻟﻄﺮق اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺑﻤﺠﺮد أن أﺻﺒﺤَ ﺖ ﺗ ِﺒﻌﺘُﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮد اﻟﺴﻴﺎر َة ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﴪﻳﻊ ﻋﺎﺋﺪ ًة إﱃ ﺑﻮﺳﻄﻦ ،أﺑﻄﺄت ﴎﻋﺘﻬﺎ إﱃ ﺣﺪ اﻟﴪﻋﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ. َ ﻋﺸﻴﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﴩﻃﺔ ﱡ ﺗﺸﻦ ﺣﻤﻼﺗﻬﺎ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﻘني ﻣﺨﻤﻮرﻳﻦ. ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﳾءٌ ﻣﺎ ﺑﺸﺄن ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أزﻋﺠَ ﻨﻲ ،أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛ ﱢﻞ ﻣﺎ ﺗﻨﺎوﻟﺘﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ،وﻛﻞ ً ﺣﺮﻳﺼﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻋﲆ ﺗﺠﻨ ﱡ ِﺐ إﻳﻘﺎف اﻟﴩﻃﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺮﻳﻖ. ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ،ﻛﺎﻧﺖ ُ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ِ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎدت إﱃ اﻟﺸﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺴ ﱠﻠﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻬﺪوءٍ إﱃ اﻟﺒﺎب ،وﻻ ﺗﺮﻳﺪ إﻳﻘﺎﻇﻲ .وأﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻋﻤﱠ ﺎ ﺣﺪث ﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ، ﱠ ً وﺗﺘﻮﺳﻞ املﻐﻔﺮة .ﻟﻘﺪ أرادت اﻟﺤﻴﺎة املﺰدوﺟﺔ، ﺷﺨﺼﺎ ﻓﻈﻴﻌً ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ وﺗﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ املﻮاﺟﻬﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ .أﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻛﻮن ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﺗُ ﱢ ِ ﻔﻀﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻊ إرﻳﻚ أﻛﺜ َﺮ اﺣﱰاﻣً ﺎ ﻟﻬﺎ إذا ﺗﺮﻛﺘﻨﻲ ﻓﺤﺴﺐ ،إذا اﺳﺘﺴﻠﻤﺖ أﺗﻮﻳﻞ ،وأﻧﻬﺎ ﺗُ ﱢ ﻔﻀﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺪﻣﻨﺔ .ﻋﻨﺪﺋﺬٍ ،ﻛﻨﺎ ﻟﻨﺤﺴ َﻢ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ. ٍ ﺳﻴﺎرات أﺧﺮى ﻋﲆ ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﴪﻳﻊ املﻜﻮﱠن ﻣﻦ ﺣﺎرﺗَني ،وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺑﻀ ُﻊ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻬﺎ ،وﻟﻢ أﺷﻌﺮ ٍّ ُ ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﺳﺘُﻼﺣﻆ ذﻟﻚ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري. ُ ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗُﻼﺣﻈﻨﻲ ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺸﺎرع ﺧﺎرج ﻣﻨﺰل أﺗﻮﻳﻞ ورﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺗُﻼﺣﻈﻨﻲ اﻵن .ﻗ ُ ﺪت ﻋﲆ 236 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﻼﺛﻮن ﺳﻴﺎج ﻣﻨﺨﻔﺾ ﺟﴪ ﻋُ ﻠﻮي .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺳﻮى ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﺪ َة ﻣﺮات ،وﻛﻨﺎ ﻧﻘﱰب ﻣﻦ ٍ ٍ ﻋﲆ ﻃﻮل اﻟﺤﺎﻓﺔ .ﻓﺠﺄة ﺗﺨﻴ ُ ﱠﻠﺖ ﻛﻠري ﺗﻔﻘﺪ اﻟﺴﻴﻄﺮ َة ﻋﲆ ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ ،وﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺤﺎﻓﺔ، ُ أﴎﻋﺖ ﻣﺘﺨﻄﻴًﺎ ﻛﻠري ﰲ ﺣﺎرة ﻟﺘﻬﺒﻂ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ أدﻧﺎه .ودون اﻟﺘﻔﻜري ﻛﺜريًا ﰲ اﻷﻣﺮ، ُ ُ اﺳﺘﻄﻌﺖ رؤﻳﺘﻪ ﻫﻮ ﺟﺎﻧﺐُ وﻧﻈﺮت إﻟﻴﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ املﺮور .وﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﻨﺎ ﺟﻨﺒًﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ، ُ ﻣﻌﺮﻓﺔ ذﻟﻚ .ﻣﺎذا وﺟﻬﻬﺎ ﰲ اﻟﻈﻼم .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﺳﺘﺪارت ﻧﺤﻮي ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﱰى؟ وﺟﻬﻲ ﰲ اﻟﻈﻼم ﻛﺬﻟﻚ .ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺘﻌﺮف ﻋﲇﱠ؟ ُ ٍ ﺑﻘﻴﺖ ﰲ ﻣﺴﺎري .ﻛﺎن اﻟﺠﴪ ﻳﻘﱰبُ ﺑﴪﻋﺔ وﻛﻨﺖ أﺗﺨﻴﱠﻞ ﺗﺠﺎوزﺗُﻬﺎ ﻟﻜﻨﻨﻲ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت .ﻣﺎذا ﻟﻮ دﻓﻌﺘُﻬﺎ ،ﻣﺘﻘﺪﱢﻣً ﺎ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ ﰲ ﻣﺴﺎرﻫﺎ؟ ﻫﻞ ﺳﺘﺪَﻋُ ﻨﺎ ﻧﺼﻄﺪم ﻟﻨﺨﺮجَ ُ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ .ﻛﺎﻧﺖ زوﺟﺘﻲ ﻣﻌً ﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ،وﻧﺘﺠﺎوز اﻟﺤﺎﻓﺔ؟ ﰲ أﻋﻤﺎﻗﻲ، ُ ﺗﺘﺠﻨﱠﺐ اﻻﺻﻄﺪاﻣﺎت .ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺪﻣري ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ اﻧﺤﺮﻓﺖ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ أﻧﻨﻲ إذا إﱃ ﻣﺴﺎرﻫﺎ ،ﻓﺴﻮف ﺗﻨﺤﺮف ﻟﺘﺘﺠﻨﱠﺒﻨﻲ. ُ ُ وﻓﻌﻠﺖ ﻗﻄﻌﺖ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ُﻗﻄﺮﻳٍّﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺤ ﱠﺮك ﻋﲆ ﻃﻮل اﻟﺠﴪ، ﻓﻌﻠﺘُﻬﺎ. ُ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﻌﻠﻪ .ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺤﺎﻓﺔ. ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ُ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋُ ُ اﻧﺘﻈﺮت وﺻﻮ َل اﻟﴩﻃﺔ .أﺗَﻮا ﰲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ﻟﻴُﺨﱪوﻧﻲ أن ﺪت إﱃ املﻨﺰل، ً راﺣﺔ ﱄ .ﻓﻘﺪ ُ ٍ ِ ﻛﻨﺖ ﻗﻠِﻘﺎ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ رﺑﻤﺎ أﺻﺒﺘُﻬﺎ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ زوﺟﺘﻲ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺷﺨﺼﺎ آﺧ َﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺒ َ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻈﻴﻌﺔ .وﻛﻨﺖ ﻗﻠ ًِﻘﺎ ً ٍ ً ﻄﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﻗﺘ َﻠﺖ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ أدﻧﺎه .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ؛ وﻟﻬﺬا ﻛﻨﺖ ﻣﻤﺘﻨٍّﺎ ً أﻳﻀﺎ. َ ﺷﺨﺺ ﻗﺘﻠﺘَﻪ ﺑﻨﻔﺴﻚ .ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﺎن ﺣﺰﻧﻲ ﻣَ ﺸﻮﺑًﺎ ﺑﻘﺪ ٍْر ﺗﺤﺰن ﻋﲆ إﻧﻪ َﻷﻣ ٌﺮ ﻣﻀﺤﻚ أن ٍ ُ ﻇﻠﻠﺖ أﺗﺴﺎءل ﻟﻮ ُ ُ ﺗﺮﻛﺖ ﻛﻠري ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﻘﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ إﱃ ﻛﻨﺖ ﻛﺒري ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ. املﻨﺰل ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﻴﺤﺪث ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أُدﺧِ َﻠﻬﺎ ً ﻗﺎﺋﻠﺔ إﻧﻬﺎ ﻗﺪ وﺻ َﻠﺖ إﱃ اﻟﺤﻀﻴﺾ ،وأﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﻌﺎﰱ .أو رﺑﻤﺎ ﻣﺮﻛ ًﺰا ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ، ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺴﺘﻤ ﱡﺮ ﰲ اﻟﻌﻮدة إﱃ أﺗﻮﻳﻞ ﻟﺘﻌﺎﻃﻲ املﺨﺪرات ،وﻛﻨﺖ ﺳﺄﺗﺮﻛﻬﺎ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ .ﻣﻨﺘﻈ ًﺮا أﻣﻞ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﱠ ﺗﺘﻐري. ﻓﺤﺴﺐ ،ﻋﲆ ِ ُ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ ﻗﺮاءة ﻣﺬﻛﺮاﺗﻬﺎ .ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﴍﻳ ٌﺮ واﺿﺢ ﰲ ﻗﺼﺘﻲ أﻧﺎ وﻛﻠري ،وﻛﺎن ﻫﺬا ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﺨ ﱡﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﻗﺪ ﺟﻌ َﻠﺘﻨﻲ أﺗﺨ ﱠ اﻟﴩﻳﺮ ﻫﻮ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ .ﱠ ٍ ﻄﻰ أﺳﻮأ إن اﻟﻌﺜﻮ َر ﻋﲆ ُ ُ ُ واﻧﻐﻤﺴﺖ اﺑﺘﻌﺖ املﺘﺠﺮ اﻟﻮﻗﺖ ﻟُﻌﺒﺘَﻪ .ﻟﻢ أﺗﺠﺎوز اﻷﻣﺮ ،ﻟﻜﻨﻪ أﺻﺒﺢ أﺳﻬﻞ. أﺣﺰاﻧﻲ ،ﺛﻢ ﻟﻌِ ﺐ 237 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﱠ ُ ﺗﻮﻗ ُ املﻮت اﻟﻌﻨﻴﻒ ﻳﻠﻮح ﻔﺖ ﻋﻦ ﻗﺮاءة رواﻳﺎت اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ — ﻛﺎن ُ أﻋﺮف ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ملﺴﺎﻋﺪة زﺑﺎﺋﻨﻲ .ﻛﻨﺖ ﺑﺎﺋﻊ ﻛﺘﺐ ،وﻛﻨﺖ ﺟﻴﺪًا ﻧﺤﻮ ﻛﺒري — ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ ٍ ﰲ ذﻟﻚ .وﻫﺬا ﻛﺎن ﻛﺎﻓﻴًﺎ. 238 اﻟﻔﺼﻞ اﳊﺎدي واﻟﺜﻼﺛﻮن ﱠ ُ ُ ﺿﻐﻄﺖ إﻧﻬﺎءَ املﻜﺎملﺔ ﻋﲆ ﻫﺎﺗﻔﻲ املﺤﻤﻮل، ﺟﺮس اﻟﻬﺎﺗﻒ ،ﺛﻢ ﺗﺤﻮﱠل إﱃ اﻟﱪﻳﺪ اﻟﺼﻮﺗﻲ. رن وﻛﻨﺖ ﻋﲆ ْ وﺷﻚ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ُ رن .ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺎﻟﻔﻲ ﻫﻲ املﺘﺼﻠﺔ. »ﻣﺮﺣﺒًﺎ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي؟« »ﻫﻞ وﺻ َﻠﺘﻚِ أيﱡ أﺧﺒﺎر؟« »أﺧﺒﺎ ٌر ﺑﺸﺄن ﻣﺎذا؟« »ﻫﻨﺎك رﺟ ٌﻞ ﻣﻴﺖ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ .اﺳﻤﻪ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ،وﻫﻮ ﺗﺸﺎرﱄ .إﻧﻪ ﺗﺸﺎرﱄ اﻟﺬي ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ .ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻞ روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن ،وإﻳﺜﺎن ﺑريد ،وﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ .وﻗﺘﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ وإﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ،وﻗﺒﻞ ٍ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻗﺘﻞ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ ﰲ ﻧﻴﻮ إﺳﻴﻜﺲ ،ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ«. ﻗﺎﻟﺖ» :ﺗﻤﻬﱠ ﻞ ،أﻳﻦ ﻫﻮ اﻵن؟ ﻫﻞ ﻗﻠﺖ إﻧﱠﻪ ﻣﻴﺖ؟« َ اﺗﺼﻠﺖ ﻟﻠﺘ ﱢﻮ ﺑﺎﻟﻄﻮارئ وأﻋﻄﻴﺘﻬﻢ اﻟﻌﻨﻮان .ﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﻢ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ«. »ﻟﻘﺪ »ﻣَ ﻦ ﻗﺘﻠﻪ؟« ﱢ ُ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎر ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ أﻣﺲ .ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ َ ﺻﺒﻴﺤﺔ اﻟﻴﻮم. »أﻧﺎ ﻗﺘﻠﺘُﻪ. ﻛﺎن ﺳﻴﻘﺘﻞ ﺑﺮاﻳﻦ وﺗﻴﺲ ﻣﻮري وﻳﺠﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو ﻣﺜﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ »ﻟُﻐﺰ املﻨﺰل اﻷﺣﻤﺮ««. »ﻣَ ﻦ ﻫﻮ؟« »ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﺿﺎﺑ َ ﻂ ﴍﻃﺔ ﰲ ﺳﻤﻴﺚ ﻓﻴﻠﺪ ،ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ .ﺛﻢ ﺗﻘﺎﻋﺪ وذﻫﺐ ُ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ذﻟﻚ. ﻟﻴﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ .ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻗﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ .ﻟﻘﺪ ﻓﻌَ ﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻋﻨﻲ ،أﻧﺎ ﻫﻜﺬا ﺑﺪأ اﻷﻣﺮ ﺑ ُﺮﻣﱠ ﺘﻪ .إﻧﻪ ﺧﻄﺌﻲ ٍّ ُ ُ ً ﺑﺪأت ﻣﻌﺘﻮﻫﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺪأت ذﻟﻚ .ﻛﺎن ﻣﺎرﺗﻲ ﺣﻘﺎ .ﻟﻘﺪ اﻷﻣﺮ«. ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ آﺗﻲ إﻟﻴﻚ؟« »ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﱰﻳﱠﺚ ،ﻳﺎ ﻣﺎل .أﻳﻦ أﻧﺖ اﻵن؟ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن َ ً ﻋﻠﻤﺖ ً ُ ﻟﺤﻈﺔ وﺟﻴﺰة .ﻓ ﱠﻜ ُ ﻓ ﱠﻜ ُ أﻳﻀﺎ ﺮت ﰲ رؤﻳﺔ ﺟﻮﻳﻦ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺮت ﰲ اﻷﻣﺮ ٌ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻲ اﻷﻣﺮ ﺧﻠﻒ ﻗﻀﺒﺎن اﻟﺴﺠﻦ ،وﻗﺪ ﻗ ﱠﺮ ُ رت ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ دون أن أﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ َ ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺳﻤﺢ ﺑﺤﺪوث ذﻟﻚ ﻋﻦ ِﻃﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ. ﻗﻠﺖ» :آﺳﻒ ،ﱠ ً ُ ﻧﻨﺘﻬﻲ ﻫﻨﺎ ،ﺳﺄﺗﺨ ﱠﻠﺺ ﻣﻦ ﻃﻮﻳﻼ .ﻓﺒﻤﺠﺮد أن ﻛﻼ .وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﺘﺤﺪﱡث َ ُ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ .ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ؟« ﻫﺬا اﻟﻬﺎﺗﻒ املﺤﻤﻮل .ﻟﺪيﱠ ﺳﻤﻌﺖ َ ُ ﻧﻔ ًﺴﺎ ﺣﺎدٍّا ،ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻫﻞ ﺗﺄذﱠﻳﺖ؟« ﱠ »ﻛﻼ ،أﻧﺎ ﺑﺨري«. »ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﱠﻪ ﻫﻮ َ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ؟« ﻛﻼ ،ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﻠﻢ .ﻟﻘﺪ ﺧ ﱠ »ﻣﺎرﺗﻲ؟ ﱠ ﻄﻄﻨﺎ ﻟﻜﻞ ﳾءٍ ْ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،وﻟﻢ ﻳﻤﻨﺢ أﺣﺪُﻧﺎ اﻵﺧﺮ ُﻫﻮﻳﱠﺘﻪ ﻗﻂ .ﻟﻘﺪ اﻛﺘﺸﻒ ﻣَ ﻦ أﻛﻮن ،ﺛﻢ وﺟﺪ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ ،وﴍَ ع ﰲ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ .ﻟﻢ أﻛﺘﺸﻒ ُﻫﻮﻳﺘﻪ ُ ُ أﻣﺲ ﻓﻘﻂ .وﻟﻮ ُ ﻟﻜﻨﺖ أﺧﱪﺗُﻚ«. أﻋﺮف ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻛﻨﺖ ﺳﻮى ِ »ﻗﻠﺖ ﱠ إن ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ ﻣﺎت .ﻫﺬا ﻫﻮ اﻻﺳﻢ اﻟﺬي ﻣﻨﺤﺘَﻨﻲ إﻳﺎه ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ آﺧ َﺮ ﻣﺮة ﺗﺤﺪﱠﺛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ؟« »اﻋﺘﻘﺪت ﱠ ُ ٍ ﺟﺮﻋﺔ أن ﺑﺮوﻳﺖ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﺗﺸﺎرﱄ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﻣﺎت ﺑﺴﺒﺐ زاﺋﺪة ﻣﻦ اﻟﻜﺤﻮل وﻧﻮع ﻣﻦ املﺨﺪرات .ﻋﺎﻳﻨﻲ املﻨﺰل ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ﺑﺼﻤﺎت ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ .ﺳﺘﻜﻮن ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻫﻨﺎك«. »ﻳﺎ إﻟﻬﻲ!« ﱢ ُ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻚِ املﺤﻘﻘني ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻓﻘﻂ أﺧﱪﻳﻬﻢ أﻧﻨﻲ »اﻧﻈﺮي ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﺪﱠﺛني ﻣﻊ ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻚ ِ أﺗﻴﺖ ووﺟَ ﺪﺗِﻨﻲ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ .أرﻳﺪك ﻟﺴﺖ وأﻋﻄﻴﺘُﻚِ ﻫﺬه املﻌﻠﻮﻣﺎت. أن ﺗﺴﺘﻌﻴﺪي وﻇﻴﻔﺘﻚ«. ُ »ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ًة ﻣﻦ ﺣﺪوث ذﻟﻚ«. »أﻋﺘﻘ ُﺪ ﱠ أن ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪث .ﺳﻮف ﺗﻨﺎﻟني ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ وﺳﻴﻜﻮن ﻟﻚِ اﻟﻔﻀ ُﻞ ﰲ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺼﻠﺔ ﺑني اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ وﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ .اﻣﻨﺤﻴﻬﻢ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﺣﻮزﺗﻬﻢ .ﻟﻘﺪ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﺘﻞ إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﺑﻤﺴﺪﱠس ﻗﺎل إﻧﻪ أﺧﺬه ﻣﻦ ﻣﴪح ﺟﺮﻳﻤﺔ .أﺧﱪﻳﻬﻢ أﻧﻨﺎ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻋﲆ ٍ إﻟﻜﱰوﻧﻲ ﻳُﺴﻤﻰ »دوﻛﱪج« .ﺳﺘﻜﻮﻧني ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام«. »ﻟﺪيﱠ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ«. »ﻋﲇ ﱠ اﻟﺬﱠﻫﺎب .آﺳﻒ ،ﺟﻮﻳﻦ«. 240 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي واﻟﺜﻼﺛﻮن ً ﺳﺆاﻻ آﺧ َﺮ ،إذن؟« »ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺳﺄﻟﻚ ُ ﻗﻠﺖ» :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ«ُ . ُ أﻋﺮف ﻣﺎذا ﺳﻴﻜﻮن. ﻛﻨﺖ »ﻣﺎذا ﺣﺪث ﻟﻮاﻟﺪي؟ ﻫﻞ ﻗﺘﻞ ﻣﺎرﺗﻲ ﺳﺘﻴﻒ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن؟« ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ ﺗﺮد ُ ﺛﻮان ﻷﻧﻬﺎ أﺿﺎﻓﺖ» :أم ﻛﺎن ﻫﺬا أﻧﺖ؟ أرﻳ ُﺪ أن أﻋﺮف«. ﱠدت ﺑﻀ َﻊ ٍ ً ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻛﺒري ًة ﰲ ﺗﺬ ﱡﻛﺮ اﻟﻌﺎم اﻟﺘﺎﱄ .ﻛﺎﻧﺖ »ﺑﻌﺪ ﻛﻠري … ﺑﻌﺪ وﻓﺎة زوﺟﺘﻲ ،ﻛﻨﺖ أﺟﺪ ُ أﴎف ﰲ اﻟﴩاب«. ﻟﺪيﱠ أﺣﻼم ﻣﺮوﱢﻋﺔ ،وﻛﺎن ﻳﻤﻠﺆﻧﻲ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ،ورﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﻟﺖ» :ﺣﺴﻨًﺎ«. »وﺧﻼل ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ ﻫﺬا اﻟﺤُ ﻠﻢ املﺘﻜ ﱢﺮر ،وأﺣﻴﺎﻧًﺎ أﺗﺴﺎء ُل ﻋﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ« .ﻛﺎن اﻟﺠ ﱡﻮ ﺑﺎردًا ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ أﻗﻒ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﻟﺸﻌﻮ ُر ﺑﺎﻟﻌَ ﺮق ﻳﺘﻘﺎﻃﺮ ﻋﲆ ﻣﺆﺧﺮة ﻋﻨﻘﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﺗﺤﺪﱠث» .ﰲ ﻫﺬا اﻟﺤُ ﻠﻢ ﺻﺪﻣﺖ واﻟﺪك ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ .ﺧ َﺮ ُ ﺟﺖ ﻷرى إن ﻛﺎن ﺑﺨري ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻻ ﻳﺰال ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة .ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻗﺎه ﰲ اﺗﺠﺎه واﻟﺠﺰء اﻟﻌﻠﻮيﱡ ﻣﻦ ﺟﺴﺪه ﰲ اﻻﺗﺠﺎه اﻵﺧﺮ .أﺧﱪﺗُﻪ ﻣَ ﻦ أﻧﺎ وﺳﺒﺐ وﺟﻮدي ﻫﻨﺎك ،ﺛﻢ ﺷﺎﻫﺪﺗُﻪ ﻳﻤﻮت«. ِ ٍ أﺳﺘﻄﻊ ﻗﺮاءﺗﻪ» :ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺷﻜ ًﺮا«. ﺑﺼﻮت ﻟﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ ُ ﻗﻠﺖ» :ﻣﺎ زال ﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧﻪ ﺣُ ﻠﻢ .ﻛ ﱡﻞ ﻫﺬا ﻳﺒﺪو وﻛﺄﻧﻪ ﺣُ ﻠﻢ«. »ﻫﻞ أﻧﺖ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ أﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻲ؟ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﻘﺪوم إﻟﻴﻚ .ﺳﺂﺗﻲ ﺑﻤﻔﺮدي«. ٌ ُ آﺳﻒ ﺟﻮﻳﻦ ،أﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ .إﻧﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻗﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ» :ﻻ. اﻟﺘﺤﻤ ُﻞ إذا ﻫﻢ اﻋﺘﻘﻠﻮﻧﻲ …« ُ »ﻗﻠﺖ ﻟﻚ إﻧﻨﻲ ﺳﺂﺗﻲ ﺑﻤﻔﺮدي«. »وﻻ أرﻳ ُﺪ أن أﺟﻴﺐ ﻋﻦ أي أﺳﺌﻠﺔ أﺧﺮى .ﻻ أرﻳﺪ أن أﺳﱰﺟﻊ املﺎﴈَ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﲇ ﱠ ُ ﺣﻈﻴﺖ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات ﻓِ ﻌﻠﻪ ﰲ اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺤﻆ املﺤﺾ أﻧﻨﻲ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﰲ أﻋﻤﺎﻗﻲ ،ﻛﻨﺖ أﻋﻠ ُﻢ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺪوم .آﺳﻒ ،ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ رؤﻳﺘﻚ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .ﻫﺬا ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ«. ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻟﺪﻳﻚ اﻟﺨﻴﺎر ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن«. »ﻛﻼ .أﻧﺎ ٍّ ﱠ ﺣﻘﺎ ﻻ أﻣﻠ ُﻚ اﻟﺨﻴﺎر .ﻗﺪ ﻻ ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻚ ،ﻟﻜﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات ﻨﺖ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار؛ ﱠ اﻟﺨﻤﺲ املﺎﺿﻴﺔ … اﻧﺘﺎﺑﺘﻨﻲ أﺣﻼ ٌم رﻫﻴﺒﺔ ﻛ ﱠﻞ ﻟﻴﻠﺔ .ﻟﻘﺪ ﺗﻤ ﱠﻜ ُ ﻷن ذﻟﻚ ﻛﺎن ً ُ ﺧﺎﺋﻔﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺘﻌﺐ«. اﺳﺘﻄﻌﺖ أن أﻓﻌﻠﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أيﱡ ﻣﺘﻌﺔ ﻓﻴﻪ .ﻟﻢ أﻋُ ﺪ ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ ُ ُ ﺳﻤﻌﺖ ﺗﻨﻬﻴﺪ ًة ﻋﲆ اﻟﻄ َﺮف اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻂ. ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻨﻲ 241 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻮﻳﻦ» :ﻫﻞ ﻫﻨﺎك أيﱡ ﳾءٍ آﺧﺮ ﺗﻮ ﱡد أن ﺗﺨﱪﻧﻲ ﺑﻪ؟« ﱠ »ﻛﻼ«. »ﺣﺴﻨًﺎ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﱄ ﻫﻮ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؟« ُ ﻗﻠﺖ» :أﺟﻞ .ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺘُﻪ ﺻﺤﻴﺢ«. 242 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﻮن ﻛﻠري ﻣﺎﻟﻮري إرﻳﻚ أﺗﻮﻳﻞ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن روﺑﻦ ﻛﺎﻻﻫﺎن إﻳﺜﺎن ﺑريد ﺟﺎي ﺑﺮادﺷﻮ ﺑﻴﻞ ﻣﺎﻧﺴﻮ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻧﻴﻜﻮﻻس ﺑﺮوﻳﺖ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ﺗﻠﻚ أﺳﻤﺎءُ املﻮﺗﻰ .أﺳﻤﺎؤﻫﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ .ﻣﺎ ﻋﺪا ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ. ُ ً ﻷﻏﺮاض ﻫﺬا اﻟﴪد .رﺑﻤﺎ ﱠ أﻋﺮف ملﺎذا ﱠ ﻷن ﻟﺪﻳﻪ أﻃﻔﺎﻻ ،وﻫﻢ ﻣﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻏري ُت اﺳﻤﻪ ﻻ ِ اﻷﻃﻔﺎل ،أﺑﺮﻳﺎء ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ آﺑﺎﺋﻬﻢ .ورﺑﻤﺎ ﻷﻧﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟ ﱠﻠﻮم ملﺎ ﺣﺪث .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱄ ﱠ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ. أدرﻛﺖ اﻵن ﻟﻠﺘﻮ ﱠ ُ أن ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻷﺣﺮف اﻷوﱃ ﻣﻦ اﺳﻤﻲ. إﻧﱠﻪ َﻷﻣ ٌﺮ ﻃﺮﻳﻒ، أن ُ ٌ ُ وأﻓﱰض ً أﻳﻀﺎ ﱠ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻘ ﱠﺮاء املﺨﴬﻣني ﺳﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ زﻟﺔ ﻓﺮوﻳﺪ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ. ُ ارﺗﻜﺒﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﺮاﺋﻢ ﻻ وﺟﻮ َد ملﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ ،وأن ﻫﻨﺎك ﻓﻘﻂ ﻣﺎﻟﻜﻮم ﻛريﺷﻮ ،وأﻧﻨﻲ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ .ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺳﻴﺼﻨﻊ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﻨﻔﴘ .ﻫﺬا ﻏري ﺻﺤﻴﺢ ،أﺗﻤﻨﱠﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺤً ﺎ، ً ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﺎذﻗﺔ. اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ أﻧﻨﻲ ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ ﻛ ﱢﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث .ﻟﻘﺪ ﱠ ﻧﻔﺬ ﻣﺎرﺗﻲ ﻣﻌﻈ َﻢ اﻷﻋﻤﺎل ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺣﺐَ اﻟﻔﻜﺮة .ﻟﻘﺪ ﺑﺪأ ﻛ ﱡﻞ ﳾء ﺑﺴﺒﺒﻲ. ارﺗﻜﺒﺖ ﺧﻄﻴﺌﺔ اﻟﺴﻬﻮ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﻮل ﱠ ُ إن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﺻﺤﻴﺢ، ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻟﻘﺪ ﻓﻬﻮ ﻛﺬﻟﻚ .ﺻﺪﱢﻗﻨﻲ. أﻧﺎ ﰲ روﻛﻼﻧﺪ ،ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻣني. ُ ُ ﻳﻠﻤﺲ اﻟﺪم أﻃﻠﻘﺖ اﻟﻨﺎر ﻋﲆ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ )اﻟﺬي ﺑﺪا ﺳﻌﻴﺪًا ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ وﻫﻮ ﺑﻌﺪ أن ﱢ ذﻫﺒﺖ ً َ ُ املﺘﺪﻓﻖ ْ أوﻻ إﱃ ﺑﺮاﻳﻦ ﻣﻮري .ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺠﻒ ﺛﻢ ﻳﻘﴤَ ﻧﺤْ ﺒَﻪ(، ﻋﱪ ﺳﱰﺗﻪ ،ﻗﺒﻞ أن َ َ ﻗﺪ اﺳﺘﻴﻘ َ ُ ُ ﺟﻠﺴﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ وﻏﻤﻐﻢ ﺑﴚءٍ ﻣﺎ. اﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،رﻓ َﻊ رأﺳﻪ أﻃﻠﻘﺖ ﻆ ﻋﻨﺪﻣﺎ وأﺧﱪﺗُﻪ ﱠ َ أن ﻣﺎ ِ ﺻﻮت زﺟﺎﺟﺔ ﺷﻤﺒﺎﻧﻴﺎ .ﻓﺘﻘ ﱠﻠﺐ ﰲ ﴎﻳﺮه وﺑﺪأ ﻳَﺸﺨِ ﺮ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى. ﺳﻤﻌﻪ ﻛﺎن ﺛﻢ ﱠ ﺪت ﺗﻴﺲ .ﻟﻢ ﻳَﻌُ ﺪ ﻫﻤﻔﺮي ﻳ َ ﺗﻔﻘ ُ َﺸﻐﻞ اﻷرﻳﻜﺔ املﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ِ ﺳﻤﻊ ﺻﻮت اﻟﺮﺻﺎص ﻛﻠﺐ ﺣﺮاﺳﺔ«. واﺧﺘﻔﻰ .ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻣﺎرﺗﻲ» ،ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ِ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻴﺲ ﻻ ﺗﺰال ﱠ ُ ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﺑﺨري، ﺗﺘﻨﻔﺲ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻗﺪ ﻋﲆ ﺟﻨﺒﻬﺎ ،وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﻄﻮارئ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر .ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺗﺼﻞ ﻟﺴﺖ إذا ﺗﻘﻴﱠﺄَت .ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﻲ ُ أردت ﻓﻘﻂ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ. أﻗﺮب ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﰲ ِ ُ ﺪت إﱃ ﺷﻘﺘﻲ وﺣ َﺰ ُ ﻋُ ُ وﺿﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﻼﺑﺲ ﺗﻨﺎﺳﺐ اﻟﻄﻘﺲ اﻟﺒﺎرد ،ﻣﻊ ﻣﺖ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ. ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪيﱠ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ اﻟﻌﺴﻞ اﻟﺨﺎص ﺑﻨﺎ، ﺑﻌﺾ أدوات اﻟﺰﻳﻨﺔ ،وﺻﻮرة ﻛﻠري ُ َ أﻓﻀﻞ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﺣﻴﺎﺗﻲ .اﻟﺘﻘِ ﻄﺖ اﻟﺼﻮرة ﰲ ﺣﺎﻧﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠري أﺳﺒﻮﻋَ ني ﻣﻤﻄ َﺮﻳﻦ ﰲ ﻟﻨﺪن، ِ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻃﻔﻴﻔﺔ ،ﻏري ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪة ﻣﻦ رﻏﺒﺘﻬﺎ ٍّ ٌ ﺣﻘﺎ ﰲ اﻟﺘﻘﺎط ﺗﻠﻚ ﺟﺎﻟﺴﺔ أﻣﺎﻣﻲ ،وﺗﻌﻠﻮ وﺟﻬﻬﺎ اﻟﺼﻮرة ﻟﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪة رﻏﻢ ذﻟﻚ. ﻓ ﱠﻜ ُ ﺮت ﰲ اﻟﺬﱠﻫﺎب إﱃ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ« ﻟﻠﻤﺮة اﻷﺧرية ،ﺣﺘﻰ أودﱢع ﻧريو ،ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ُ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﴩﻃﺔ ﺳﻴﺴﺘﻐﺮق وﻗﺘًﺎ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪًا ﻣﻦ أﻧﻨﻲ أﻣﺘﻠﻜﻪ .ﻛﻨﺖ وإﺧﺒﺎرﻫﻢ ﺑﻮﺟﻮد ﺟﺜﺔ ﰲ ﻣﻨﺰل ﺑﺮاﻳﻦ وﺗﻴﺲ ﻣﻮري .ﻛﻨﺖ أرﻏﺐ ﰲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﴎﻳﻌً ﺎ، ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻴﺲ واملﺨﺪﱢرات املﻮﺟﻮدة ﰲ ﺟﺴﻤﻬﺎ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ً أﻳﻀﺎ ﻟﻢ أرﻏﺐ ﰲ أن ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺑﺮاﻳﻦ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺒﺎﻛﺮ ﻟﻴﺠﺪ ً ﺟﺜﺔ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻪ. 244 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﻼﺛﻮن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻤﺎء ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺗُﴤء ﺑﻨﻮر اﻟﺼﺒﺎح ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﻗﻮ ُد ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﰲ ﻧﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري. ﱠ ﺗﻮﻗ ُ ﻔﺖ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﴪﻳﻊ ﺑﺠﻮار ﻣﺘﺠﺮ ﺑﻘﺎﻟﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻷرﺑﻊ واﻟﻌﴩﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ، ُ ٍ زﺟﺎﺟﺎت ﺗﻜﻔﻴﻨﻲ واﻟﺠﻌﺔ املﻌﺒﱠﺄة ﰲ وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻘﻮد، اﺷﱰﻳﺖ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم املﻌ ﱠﻠﺐ ِ ُ ُ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﺮﻗﻢ اﻟﻄﻮارئ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺖ ﺻﻨﺪوق ﺳﻴﺎرﺗﻲ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ اﻻﻧﺘﻈﺎر، أﺳﺒﻮﻋً ﺎ .ﺑﻌﺪ أن وﻗﻠﺖ إن ﻫﻨﺎك ً ُ ﻫﺎﺗﻔﻲ املﺤﻤﻮل ،وﻋ ﱠﺮ ُ رﺟﻼ ﻣﻴﺘًﺎ ﰲ ٥٩ﺷﺎرع دﻳﺮﻳﻨﺞ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ. ﻓﺖ ﻧﻔﴘ، َ ُ ُ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. املﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﺠﻮﻳﻦ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎودت اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻲ ،أﺟﺮﻳﻨﺎ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﺣ ﱠ ُ ﻄ ُ وﺿﻌﺖ ﻤﺖ اﻟﻬﺎﺗﻒ املﺤﻤﻮل ﺑﻄﻮﺑ ٍﺔ وﺟﺪﺗُﻬﺎ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ اﻧﺘﻈﺎر اﻟﺴﻴﺎرات ،ﺛﻢ اﻟﻘﻄﻊ ﰲ ﺳ ﱠﻠﺔ املﻬﻤﻼت ﺧﺎرج املﺘﺠﺮ .إذا ﻗ ﱠﺮروا ﺗﺘﺒﱡﻌﻲ ،ﻓﺄﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﻢ ﺳﻴﻜﺘﺸﻔﻮن أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ً ﺷﻤﺎﻻ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﻠ ًِﻘﺎ ﺟﺪٍّا ﺑﺸﺄن ذﻟﻚ. ﻣﺴﺎﻓ ًﺮا ٍ ﺑﺪرﺟﺔ أﻗ ﱠﻞ ﺑﻜﺜري ﰲ ﺷﻤﺎل املﺪﻳﻨﺔ .وﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺻﻘﻴ ٌﻊ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻠﻮج ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ُ أﺑﻴﺾ ﻓﻮق ﻛ ﱢﻞ ﳾء ،ﺻﻘﻴ ٌﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺞ ،وﰲ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻔﺠﺮ ﺑﺪَت اﻟﺴﻤﺎءُ ﻛﺮﻗﻌﺔ ﺷﻄﺮﻧﺞ ﺤﺐ رﻗﻴﻘﺔ .ﻛﺎن اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ﻋﺪﻳ َﻢ اﻟ ﱠﻠﻮن. ﻣﺆ ﱠﻟﻔﺔ ﻣﻦ ُﺳ ٍ وﺻﻠﺖ روﻛﻼﻧﺪ ﺑﺤﻠﻮل ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎر .ﻓ ﱠﻜ ُ ُ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﺮت ﰲ اﻻﻧﺘﻈﺎر ﻣﺠ ﱠﺪدًا ﰲ ٍ ً ُ ﻋﻮﺿﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ .وﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﻨﺰ ٌل واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻳُﻄﻞ ﻗﺮرت املﺨﺎﻃﺮ َة ﺣﻠﻮل اﻟﻈﻼم ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻴﺖ أن ﻻ أﺣ َﺪ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ ﻫﺬا املﻨﺰل ﱢ ﻋﲆ ﻣﻠﻜﻴﱠﺔ إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﺗﻤﻨ ﱠ ُ ﻳﻔﻀﻠﻮن ُ ﻗﻀﺎءَ ﻓﱰة اﻟﺼﺒﺎح ﰲ اﻟﻨﻈﺮ ْ ﻻﺣﻈﺖ وﺟﻮ َد ﻋﱪ اﻟﻨﺎﻓﺬة .ﻣﻦ زﻳﺎرﺗﻲ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ملﻨﺰل إﻳﻠني، ً ﻣﺮأب ﻳﺘﱠﺴﻊ ﻟﺴﻴﺎر ٍة واﺣﺪة .ﻛﺎن ﺑﺎﺑﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ ،وﺗﺬ ﱠﻛ ُ ﻓﺎرﻏﺎ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ .ﻛﺎﻧﺖ ﺮت أﻧﻪ ﻛﺎن ﺳﻴﺎرة إﻳﻠني ،ﻟﻴﻨﻜﻮﻟﻦ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ اﻟﻄﺮاز ،اﻟﺘﻲ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻛﺒرية ﺟﺪٍّا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ املﺮأب ،ﺗﻘﺒﻊ ﻣﻐﻄﺎ ًة ﺑﺎﻟﺠﻠﻴﺪ ﰲ املﻤﺮ. ُ ُ ري ﻣﺠﺮوف وﺟﺪت املﻨﺰل ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ،ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،١ واﻧﻌﻄﻔﺖ إﱃ ﻣﻤ ﱟﺮ ﻏ ِ ﺑﴪﻋﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ أَﻋ َﻠﻖ .ﱠ ُ ُ ﺗﻮﻗ ُ وأﻃﻔﺄت املﺤﺮك ،ﺛﻢ ودﺧﻠﺖ املﺮأب، ﻔﺖ ﺑﺠﻮار اﻟﻠﻴﻨﻜﻮﻟﻦ ُ ُ ُ وﺟﺬﺑﺖ ﺑﺎب املﺮأب ﺑﺸﺪ ٍة ﻷﺳﻔﻞ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻘﺒﻀﻪ ﱠ أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة اﻟﺼﺪِئ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﱠ ﴎﻳﻌﺔ ْ ﺑﺄﻟﻮاح ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻣﺴﻘ ٍﻒ ﻣﻨﺰل ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺼﻨﺪوق، ﻋﱪ اﻟﺸﺎرع ﻗﺒﻞ أن أﻓﻌﻞ ﻫﺬا ﻧﺤ َﻮ ٍ ٍ رﻓﻴﻌﺔ ،ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ اﻟﺪﺧﺎن ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻨﺘﻪ .ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪًا ﻷن واﺟﻬﺔ املﺮأب ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه أﻣﻞ أﻻ ﻳُﻼﺣﻆ أﺣ ٌﺪ أن ﺑﺎﺑﻪ ﻗﺪ اﻧﻐﻠﻖ اﻵن. اﻟﺸﺎرع .ﻋﲆ ِ أزﻟﺖ ﻟﻮﺣً ﺎ زﺟﺎﺟﻴٍّﺎ واﺣﺪًا ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺨﻠﻔﻲ ،وﻣﺪ ُ ُ َدت ﻳﺪي إﻟﻴﻪ وﻓﺘﺤﺘُﻪ .ﺑﻤﺠﺮد أن ُ ُ وﺟﺪت ﺑﻌﺾ اﻟﻮرق املﻘﻮﱠى واﻟﴩﻳﻂ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻊ ﻃﻌﺎﻣﻲ وﺣﻘﻴﺒﺘﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، ُ وأﺣﻜﻤﺖ إﻏﻼق اﻟﺒﺎب ﻣﺠﺪدًا. اﻟﻼﺻﻖ 245 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﺎن ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺪﻓﺌﺔ ﻻ ﻳﺰال ﻳ ﱢ ﻈﻢ اﻟﺤﺮارة ﻛﺎن ﻣﻀﺒﻮ ً أن ﻣﻨ ﱢ ُﺤﻘﻖ أﺛ َﺮه ،ﻣﻊ ﱠ ﻃﺎ ﻋﲆ أول ُ ُ اﻟﺠﻌﺔ ﰲ اﻟﺜﻼﺟﺔ أﻓﺮﻏﺖ ﻋﺒﻮات ﻃﻌﺎﻣﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت .ﻛﺎن اﻟﺠﻮ ﺑﺎردًا ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣُﺤﺘﻤَ ﻞ. ووﺿﻌﺖ ِ ﺑﺠﻮار ﻣﺎ ﱠ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﺨﺰون إﻳﻠني اﻟﻐﺬاﺋﻲ اﻟﺬي ﺗﺮ َﻛﺘﻪ .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ِ ﱠ ُ ﻋﲆ ﺟُ ﺒﻦ املﺎﻋﺰ واﻟﻔﻮاﻛﻪ املﻌﻠﺒﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أرﻳﻜﺔ أﻧﻴﻘﺔ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ ،ﻋﲆ ﻃﺮاز اﻟﻘﺮون ُ ُ ﺻﻌﺪت إﱃ اﻟﻄﺎﺑﻖ ﻗﺮرت أن أﻧﺎم ﻫﻨﺎك. اﻟﻮﺳﻄﻰ ،ذات أرﺟُ ﻞ ﺧﺸﺒﻴﺔ وﻇﻬﺮ ﻣﻨﺨﻔﺾ. اﻟﻌﻠﻮي ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﴍاﺷﻒ ﻧﻈﻴﻔﺔ وﺑﻄﺎﻧﻴﺔ ،ووﺟﺪﺗُﻬﺎ ﰲ ﺧِ ﺰاﻧﺔ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ .ﻛ ﱡﻞ ُ اﺳﺘﻄﻌﺖ اﻟﺘﻔﻜري ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﻣﺎرﺗﻲ ﰲ ﻗِ ﻨﺎع املﻬﺮج ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﺰاﻧﺔ ﻹﺧﺎﻓﺔ إﻳﻠني ﻣﺎ ﱠ ﱠ ﺗﺴﺘﺤﻖ ذﻟﻚ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋُ ُ ﺪت املﻔﻀﻞ ﻟﺪيﱠ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺟﻮﻧﺴﻮن ﺣﺘﻰ املﻮت .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺸﺨﺺ ُ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺻﻌ َﺪ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى إﱃ اﻷﻋﲆ أﺑﺪًا. إﱃ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ، ُ َ أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم وﻣﺎ ُ ﻳﺨﻨﺔ اﻟﻠﺤﻢ اﻟﺒﻘﺮي زﻟﺖ ﻫﻨﺎ .إﻧﻨﻲ أﻋﻤ ُﻞ ﻋﲆ ﻫﺬه املﺨﻄﻮﻃﺔ ،وأﺗﻨﺎو ُل ﻣ ﱠﺮت ُ ٍ زﺟﺎﺟﺎت ﺳﻌﺔ ﺟﺎﻟﻮن ﻣﻦ وﺟﺪت ﻋﺪة اﻟﺠﻌﺔ ﻟﻜﻨﻨﻲ املﻌ ﱠﻠﺐ وﺣَ ﺴﺎء اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ .ﻟﻘﺪ ﻧﻔﺪَت ِ ﻛﻠﻞ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺰﺟﺎﺟﺎت. ﻧﺒﻴﺬ »ﺟﺎﻟﻮ ﺑﻮرﺟﻨﺪي« ﰲ اﻟﻘﺒﻮ وأﻧﺎ أﻋﻤﻞ ﺑﻼ ٍ ُ أﺟﻠﺲ ﻋﲆ ﻛﺮﳼ ﻣﺮﻳﺢ ﺑﺠﻮار اﻟﻨﺎﻓﺬة. ﻣﺎ أﻓﻌﻠﻪ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻫﻮ اﻟﻘﺮاءة .ﺧﻼل اﻟﻨﻬﺎر وﰲ اﻟﻠﻴﻞ ،أﻗﺮأ ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣً ﺎ ﻗﻠﻤً ﺎ ﺿﻮﺋﻴٍّﺎ ﺗﺤﺖ ﺑﻄﺎﻧﻴﺔ ﻷﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺮؤﻳﺔ .ﻋُ ُ ﺪت إﱃ ﻗﺮاءة اﻷﻟﻐﺎز ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻬﺎ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻫﻨﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﱠ ﻳﺘﺒﻖ ﱄ ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪيﱠ .أﺟ ُﺪ أﻧﻨﻲ أﻛﺜ ُﺮ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ،وأرﻳﺪ إﻋﺎد َة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ٍ اﻧﺠﺬاﺑًﺎ إﱃ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻗﺮأﺗُﻬﺎ ﻷول ﻣﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻛﻨﺖ ﻋﲆ ﻣﺸﺎرف ﺳﻦ املﺮاﻫﻘﺔ .رواﻳﺎت ُ ﻗﺮأت أﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ ،روﺑﺮت ﺑﺎرﻛﺮز ،وﺳﻠﺴﻠﺔ رواﻳﺎت »ﻓﻠﻴﺘﺶ« ﻟﺠﺮﻳﺠﻮري ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ. »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُ ُ ُ وﺑﻜﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﻐﻠﻖ اﻟﺤﺎﻧﺔ املﻘﺪﱠﺳﺔ أﺑﻮاﺑﻬﺎ« ﻟﻜﺎﺗﺒﻬﺎ ﻟﻮراﻧﺲ ﺑﻠﻮك ﰲ ﺟﻠﺴﺔ واﺣﺪة اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻷﺧرية. أﺗﻤﻨﱠﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك املﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﱢ ُ ٍ ﻣﺨﺘﺎرات ﻣﻦ وﺟﺪت اﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﻫﺬا املﻨﺰل ،ﻟﻘﺪ ﱢ ﻨﺖ ً اﻟﺸﻌﺮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻧُﴩت ﻋﺎم .١٩٦٢ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﻤ ﱠﻜ ُ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺗﺪوﻳﻦ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺎﺋﺪي ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮة» .ﻏﺴﻖ ﺷﺘﻮي« ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻟﺴري ﺟﻮن ﺳﻜﻮاﻳﺮ ،و»أﻏﻨﻴﺔ اﻟﻔﺠﺮ« ﻟﻔﻴﻠﻴﺐ ﻻرﻛﻦ ،و»ﻋﺒﻮر املﺤﻴﻂ« ﻟﺴﻴﻠﻔﻴﺎ ﺑﻼث ،وﻧﺼﻒ املﻘﺎﻃﻊ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ »ﻣﺮﺛﻴﱠﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﻛﻨﻴﺴﺔ رﻳﻔﻴﺔ« ﻟﺘﻮﻣﺎس ﺟﺮاي. ﻻ ﻳﻮﺟﺪ إﻧﱰﻧﺖ ﻫﻨﺎ وﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﻫﺎﺗﻒ. 246 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﻼﺛﻮن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﻣﺎرﺗﻲ ﻛﻴﻨﺠﺸﻴﺐ، أﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻬﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻨﻲ ،ﻋﻦ ِ ِ ُ أﻓﱰض ﻟﺪﻳﻪ إﺟﺎﺑﺎت ﻋﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ذات اﻟﺼﻠﺔ .ﻻ أﻋﺮف ﻛﻢ ﺳﺎﻋﺪَﺗﻬﻢ ﺟﻮﻳﻦ. أﻧﻬﺎ أﺧﱪﺗﻬﻢ ﺑﻜ ﱢﻞ ﳾءٍ ﻋﻦ ﻣﻜﺎملﺘﻨﺎ اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ .رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﱪﻫﻢ ﻛﻴﻒ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﰲ ﺑﻮﺳﻄﻦ ﺑﻌﺪ أن َ أوﻗﻔﻮﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ .أﺗﺴﺎءل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻜﺘﺸﻒ ﻣﻜﺎﻧﻲ .ﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﻢ ﻳﻘ َﺮع أﺣ ٌﺪ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب. ﺳﻴﻈ ﱡﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﻌﺪﻳ ُﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ .أﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﱢﻛ ٌﺪ ﻣﻦ أن ﺟﻮﻳﻦ َ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻻ ﻳﺰال ﻟﺪﻳﻬﺎ أﺳﺌﻠﺔ. ﻫﺬا أﺣ ُﺪ أﺳﺒﺎب ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ ﻟﻬﺬه املﺬﻛﺮات .أرﻳ ُﺪ أن أﺿﻊ اﻷﻣﻮر ﰲ ﻧِﺼﺎﺑﻬﺎ .أرﻳ ُﺪ أن أﻗﻮل اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ. ُ ﻛﺘﺒﺖ أﻧﻨﻲ أﺣﺮﻗﺖ ﻣﺬﻛﺮات ﻛﻠري ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ .ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ. ﻛﻨﺖ ﻗﺪ دﻟﻴﻼ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ أﺣﺒﱠﺘﻨﻲ؛ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﺨ ﱢ أردت ً ُ ُ ٍ ﻂ ﻳﺪِﻫﺎ. ﺑﺼﻔﺤﺔ واﺣﺪة ،رﺑﻤﺎ ﻷﻧﻨﻲ اﺣﺘﻔﻈﺖ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺎ دوﱠﻧﺘﻪ ﻣﻦ رﺑﻴﻊ ﻋﺎم ،٢٠٠٩وﻫﺬا ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ: إﻧﻨﻲ ﻻ أﻛﺘﺐُ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻋﻦ ﻣﺎل ﰲ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺤﺎت ،وﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺠﻌ َﻠﻨﻲ ﱢ ﻣﺘﺄﺧﺮ ًة ﻷﺟﺪه داﺋﻤً ﺎ ﻣﻨﺘﻈ ًﺮا ﻋﲆ اﻷرﻳﻜﺔ .وﰲ أﻏﻠﺐ ﺳﻌﻴﺪة .أﻋﻮد إﱃ املﻨﺰل أﻣﺲ اﻷﺣﻴﺎن أﺟﺪه ﻧﺎﺋﻤً ﺎ ،وﺛﻤﱠ ﺔ ﻛﺘﺎبٌ ﻣﻔﺘﻮح ﻓﻮق ﺻﺪره .ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻳﻘﻈﺘُﻪ ﻟﻴﻠﺔ ِ ﻛﺎن ﺳﻌﻴﺪًا ﺟﺪٍّا ﺑﺮؤﻳﺘﻲ .ﻗﺎل إﻧﻪ ﻗﺮأ ﻗﺼﻴﺪ ًة ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺣﺒﱡﻬﺎ. ﻟﻘﺪ أﻋﺠﺒَﺘﻨﻲ ٍّ ُ وﻗﻌﺖ ﰲ ﻏﺮاﻣﻬﺎ .إﻧﻬﺎ ﻗﺼﻴﺪ ٌة ﺑﻘﻠﻢ ﺑﻴﻞ ﺣﻘﺎ ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻮت وﺳﻮف أﻛﺘﺒﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻷﺳﻔﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ أﻧﺴﺎﻫﺎ أﺑﺪًا .إﻧﻬﺎ ﺗُﺪﻋﻰ »وداﻋً ﺎ«: إذا َ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺰال ﺣﻴٍّﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮأ ﻫﺬا، ِ ﻓﺄﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨَﻴﻚ ،إﻧﻨﻲ ﺗﺤﺖ ﺟَ ﻔﻨَﻴﻬﻤﺎ .أزدا ُد ﻋَ ﺘﻤﺔ. ﻛﺬﺑﺖ ﺑﺸﺄﻧﻪ ً ُ أﻳﻀﺎ؟ ﻣﺎ اﻟﺬي ً ُ ُ أﻋﺮف إن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻛﺬﺑﺔ ﺑﻘﺪ ِْر ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻬﻮ أم ﻻ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺘﻠﺖ ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻻ ُ ُ ﺟﻌﻠﺖ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻫﻨﺎك ﻋﲆ اﻷرض ﺑﻌﺪ ﰲ ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ ﺑﻨﻴﻮ ﻫﺎﻣﺒﺸري، ُ أن ﺧﻨﻘﺘُﻪ .ﻟﻜﻦ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻻ ﺑﺪ أﻧﻨﻲ أ ُ ُ اﻟﺘﻘﻄﺖ ﺻﺒﺖ ﺑﺎﻟﺬﻋﺮ ،ﺑﻌﺪ أن ﻓﺤَ ﺼﺖ ﻧﺒﻀﻪ؛ ﻷﻧﻨﻲ َ َ ُ اﻧﺘﻬﻴﺖ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺻﻒ ﻛﻴﻒ ﺑﺪا ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻟﻌﺘﻠﺔ وﴐﺑﺘُﻪ ﻋﲆ وﺟﻬﻪ ورأﺳﻪ ﻋﺪ َة ﻣﺮات .ﻟﻦ ُ ُ وﻇﻨﻨﺖ أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﻧﻬﺾ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى أﺑﺪًا ،وأﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﻇ ﱠﻞ ﺳﻠﻴ َﻢ اﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﺟﻠﺴﺖ ﻋﲆ اﻷرض 247 ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻵن .ﻛﺎن ﻣﺠﻲءُ ﻧريو ﻫﻮ ﻣﺎ أﻧﻘﺬَﻧﻲ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ .ﻟﻘﺪ أﻋﻄﺎﻧﻲ ﺳﺒﺒًﺎ ﻟﻠﻨﻬﻮض واﻟﺨﺮوج ُ ُ أﻧﻘﺬت ﻧريو ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻮ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺟﻌﻠﺖ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﻣﻦ املﻨﺰل .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻨﻲ ﻣَ ﻦ أﻧﻘﺬﻧﻲ .أﻣ ٌﺮ ﻣﺒﺘﺬَل ،أﻋﺮف .ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻜﻮن ﻫﻜﺬا أﺣﻴﺎﻧًﺎ. َ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ً ُ أﻳﻀﺎ .اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﺧﱪت ﺟﻮﻳﻦ ﻋﻦ ﺣُ ﻠﻤﻲ ﺑﻘﺘﻞ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن ،ﻛﻨﺖ أﻗﻮل ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﺮﻓﻬﺎ .أﻧﺎ ٍّ ُ ﺣﻘﺎ ﻻ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ اﻟﻜﺜري ﻣﻤﺎ ﺣﺪث ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﻛﻠري )ﺑﻌﺪ أن ﺟﻌﻠﺖ ﻛﻤﺎ ﻛﻠري ﺗﻨﺤﺮف ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن أﻗﻮل( ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﻫﺬا اﻟﺤُ ﻠﻢ ،ﺣُ ﻠﻢ اﻟﻴﻘﻈﺔ ٌ ٌ ُ ﻟﺤﻈﺎت واﺿﺤﺔ ،ﺣني أﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﻛ ﱠﻞ ﻟﺤﻈﺎت، أدﻫﺲ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ .وﻫﻨﺎك ذاك ﺣﻴﺚ ﳾءٍ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻮد اﻷﻣﻮر إﱃ ﻧِﺼﺎﺑﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺎت ﻻ ﺗﺪوم أﺑﺪًا. ﻛﺎن ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن ﻣﺬﻋﻮ ًرا .أﺗﺬ ﱠﻛﺮ وﺟﻬﻪ .ﻛﺎن ﺷﺎﺣﺒًﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻠﻴﺐ ،ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺿﺒﺎﺑﻲ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن وﺟﻪ ﺟﻮﻳﻦ .أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣُ ﻠﻤً ﺎ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف. ﻫﻨﺎك إﻏﻔﺎ ٌل َ آﺧﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن أﺳﺠﱢ َﻠﻪ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﺗﺤﺪ ُ ﱠث أﻧﺎ وﻣﺎرﺗﻲ ﰲ ﻣﻨﺰل ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻮري ،ﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﺬي ﺗﺮﻛﻪ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ »أُوﻟﺪ دﻳﻔﻴﻠﺰ«، اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺧﱪﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻜ ﱢﻞ ﳾء ،ﺳﺄﻟﺘُﻪ ﻋﻦ ِ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﺬي ﻧﴩه ﺗﺤﺖ اﺳﻢ دﻛﺘﻮر ﺷﻴﺒﺎرد. ِ ُ ً ُ ﺑﺪا ﻣﺮﺗﺒﻜﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ذﻟﻚ .ﻗﻠﺖ» :دﻛﺘﻮر ﺷﻴﺒﺎرد .إﻧﻪ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﰲ رواﻳﺔ »ﻣﻘﺘﻞ روﺟﺮ أﻛﺮوﻳﺪ««. اﻵن وأﻧﺎ أﻓ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻷﻣﺮ ،أﻋﺘﻘ ُﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ ا ُملﺤﺘﻤﻞ أن أﻛﻮن أﻧﺎ ﻣَ ﻦ ﺗﺮك ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ .وأﻳﻘﻆَ ﻟﻴﺎل ﻋﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ ﻟﻢ ذﻟﻚ ذﻛﺮى ﺑﻌﻴﺪ ًة ﰲ داﺧﲇ .ﻓﻜﻤﺎ ﻗﻠﺖ ،ﻟﻘﺪ ﻣ ﱠﺮت ٍ أﻛﻦ أﻣﻴﱢﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﺑني اﻟﺤُ ﻠﻢ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻛﻠري ،وﺟﻬﻬﺎ ﰲ اﻟﻈﻼم ،ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ وﺗﻨﻈﺮ إﱄ ﱠ ِﻣﻦ ﺳﻴﺎرﺗﻬﺎ ﻣﺒﺎﴍ ًة ﻗﺒﻞ أن أدﻓﻌﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﺠﴪ .ﻧﻮرﻣﺎن ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻣﺎ ﱠ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ،ﻋﲆ أرﺿﻴﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ اﻟﺠﻌﺔ ﰲ ﺗﻴﻜﻬﻴﻞ .ﻫﺰة اﻟﺴﻴﺎرة أﺛﻨﺎء ﺗﺤﻠﻴﻖ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻛﻠﻴﻔﺘﻮن ﰲ ﻧﺴﻴﻢ اﻟﺼﻴﻒ .ﺗﺴﺎﻋﺪ ِ ً ُ ُ رﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﻗﺴﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ﻋﻦ »ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻨﻔﴘ ﴍﺑﺖ ﻛﺜريًا ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨﻲ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﺟﺮاﺋﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ«. ً ﻫﺎﺟﺴﺎ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ .إﻧﻨﻲ أﻗﺮأ اﻵن »ﻣﻘﺘﻞ روﺟﺮ أﻛﺮوﻳﺪ« وإذا ﻛﺎن ﻫﺬا أﻧﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ذﻟﻚ ً ُ وﺟﺪت ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .ﻟﻘﺪ ﻧﺴﺨﺔ ﰲ أﺳﻔﻞ ﻛﻮﻣﺔ ﰲ رﻛﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﻃﻌﺎم إﻳﻠني ﺟﻮﻧﺴﻮن .إﻧﻬﺎ ﻃﺒﻌﺔ اﻟﺠﻴﺐ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ،وﻋﲆ ﻏﻼف اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻈﻬﺮ أﻛﺮوﻳﺪ وﻫﻮ ﻣ ً ُﻠﻘﻰ ﻋﲆ ﻛﺮﺳﻴﱢﻪ ،وﻳﱪُز ني ﻣﻦ أﻋﲆ ﻇﻬﺮه .إﻧﻪ ﻛﺘﺎبٌ ﻣﻤ ﱞﻞ ٍّ ﺳ ﱢﻜ ٌ ُ أﴍت ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ ﺣﻘﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﱃ اﻟﻔﺼ َﻠني اﻷﺧريَﻳﻦ. إﱃ اﻟﻔﺼﻞ ﻗﺒﻞ اﻷﺧري ،وﻫﻮ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﺑﻌﻨﻮان »اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ«. 248 اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﻼﺛﻮن ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻳُﺪﻋﻰ اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧري »اﻋﺘﺬار« وﻫﻮ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺪرك أن ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ َ ﻛﻨﺖ َ ﺗﻘﺮؤه َ رﺳﺎﻟﺔ اﻧﺘﺤﺎر. ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻻ ﱠ ُ ُ إن اﻟﺜﻠﺞ ِ وأﺷﻌﻠﺖ ﺧﺎﻃﺮت ﻣُﺨﺎﻃﺮ ًة ﻛﺒرية ﻳﻬﻄﻞ ﰲ اﻟﺨﺎرج ،واﻟﺮﻳﺎح ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻨﻮاﻓﺬ املﻨﺰل. اﻟﻨﺎر ﰲ املﺪﻓﺄة .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻻ أﻋﺘﻘ ُﺪ أن أيﱠ ﺷﺨﺺ ﺳﻴُﻼﺣﻆ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ دﺧﺎن املﺪﺧﻨﺔ أﺛﻨﺎء ٍ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه. ﻣﻦ اﻟﺮاﺋﻊ اﻟﺠﻠﻮس ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻨﺎر وﻣﻌﻲ ٌ ﻛﺄس ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻴﺬ .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻛﺘﺎﺑﻲ اﻷﺧري، ﱠ إﻧﻨﻲ أﻗﺮأ »ﺛﻢ ﻟﻢ َ املﻔﻀﻠﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﻓﻬﻲ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪٍّا ﻳﺒﻖ أﺣﺪ« .إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ رواﻳﺘﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ً ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ .ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ِ أﻳﻀﺎ ﻟﻠﻈﺮوف. أو ﱡد أن أﻗﻮل ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻛﻴﻒ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺻﺒﺢ ﻣﻊ ﻛﻠري ﻋﻤﱠ ﺎ ﻗﺮﻳﺐ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺻﺪﱢق أﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻬﺮاء .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻤﻮت ،ﻧُﺼﺒﺢ ﻋﺪﻣً ﺎ ،اﻟﻌﺪم ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻧُﻮ َﻟﺪ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﺬه املﺮة ﻻ ﻳﺪوم ذﻟﻚ اﻟﻌﺪم إﱃ اﻷﺑﺪ .وﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ املﻜﺎن اﻟﺬي ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻛﻠري ،ﰲ اﻟﻈﻼم ،ﰲ اﻟﻌﺪم ،إذن ﻓﻬﺬا ﻫﻮ املﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن أﻛﻮن ﻓﻴﻪ ﻛﺬﻟﻚ. ُ ﺟﺮاﻓﺎت اﻟﺜﻠﻮج ﻋﻤ َﻠﻬﺎ ،ﺳﺄﻣﻸ ﺟﻴﻮبَ وﺗﻨﺠﺰ ُﺧﻄﺘﻲ ﻫﻲ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ، ِ ﱢ اﻟﺮف ﰲ ﻏﺮﻓﺔ املﻌﻴﺸﺔ. ﻣﻌﻄﻔﻲ اﻟﺸﺘﻮي ﺑﺜﻘﺎﻻت اﻟﻮرق اﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ املﻮﺟﻮدة ﻋﲆ وﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮل اﻟﻠﻴﻞ ﺳﻮف أﺳريُ ﻣﻦ املﻨﺰل إﱃ وﺳﻂ روﻛﻼﻧﺪ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎك إﱃ رﺻﻴﻒ املﺮاﻛﺐ َ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻴﻞ ﺣﺘﻰ اﻟﺒﺤﺮ ،ﻣﺸ ﱢﻜ ًﻼ ﺣﺎﺟ ًﺰا ﻟﻸﻣﻮاج ملﻴﻨﺎء روﻛﻼﻧﺪ .ﺳﻮف اﻟﺼﻐرية ،اﻟﺬي ﻳﻤﺘ ﱡﺪ أﺳريُ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،وﺳﺄواﺻ ُﻞ اﻟﺴري ﻓﺤﺴﺐ .إﻧﻨﻲ ﻻ أﺗﻄ ﱠﻠ ُﻊ إﱃ املﺎء اﻟﺒﺎرد ،ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﱪد ﻣﺪ ًة ﻃﻮﻳﻠﺔ. ﺳﺄﻣﻮت ً ﻏﺮﻗﺎ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻨﻲ ﺳﺄ ُ ﱢ ُ ُ ﺣﻘﻖ إﺣﺪى ﺟﺮاﺋﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺿﺎ ﻷﻧﻨﻲ ﺳﻴﻜﻮن ﻫﻨﺎك اﻟﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻲ .أﻻ وﻫﻲ »ا ُمل ْﻐ ِﺮق« ملﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ. ِ املﻄﺎف ﻋﻤﱠ ﺎ إن ﻛﺎن اﻷﻣﺮ اﻧﺘﺤﺎ ًرا أم ﻻ .أو رﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﻌﺜﺮوا رﺑﻤﺎ ﺳﻴﺘﺴﺎءﻟﻮن ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﲆ ﺟﺜﺘﻲ أﺑﺪًا. ﻳﻐﻤﺮﻧﻲ ﺷﻌﻮ ٌر ﺟﻴ ٌﺪ ﺣني أﻓ ﱢﻜﺮ ﻛﻴﻒ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺗﺮك ﻟﻐ ًﺰا ﰲ أﻋﻘﺎﺑﻲ. 249