اآﺘﺸﻒ ذاﺗﻚ أﺗﺬآﺮ – و أﻧﺎ ﻃﻔﻞ – أن أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﻃﺮح ﻋﻠﻲ اﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﻟﻲ :هﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻌﺮف ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ؟ و آﻨﺖ وﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻹﻋﺪادﻳﺔ ،ﻣﺘﻔﻮﻗًﺎ ﻓﻲ دراﺳﺘﻲ ،و ﻳﻌﺘﺒﺮﻧﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻲ ذآﻴﺎ .ﻟﺬا اﻋﺘﺒﺮﺗﻪ ﺗﺤﺪﻳﺎ آﺒﻴﺮًا ﺧﺼﻮﺻًﺎ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﻠﺢ ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ وﻗﺘﻬﺎ رﻏﻢ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮة .و ﻗﺪ آﺎن ﺳﺆاﻟﻪ هﺬا ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺻﺪﻣﺔ ﻟﻲ و أﻧﺎ أآﺘﺸﻒ ﻋﺠﺰي ﻋﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ و أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أآﻦ أﺳﺘﺤﻖ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺪح و أﻧﻨﻲ – و هﺬا اﻷهﻢ – ﻏﻴﺮ ﻗﺎدر ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻧﻔﺴﻲ ..ﻓﻘﺪ ﺑﺪا أن ﺳﺆال ﺻﺪﻳﻖ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ذﻟﻚ آﺎن أﻋﻤﻖ . و ﻣﺮت اﻟﺴﻨﻮن ،و ﻏﺎﺑﺖ ﺻﻮرة ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻦ ذهﻨﻲ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺳﺆاﻟﻪ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ذهﻨﻲ داﺋﻤًﺎ و أﻓﺮز ﻣﻌﻪ أﺳﺌﻠﺔ أﺧﺮى ﻣﻊ آﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻀﺞ آﻨﺖ أﺻﻠﻬﺎ : ﻣﻦ أﻧﺎ؟ﻣﺎ هﻮ هﺪﻓﻲ؟ﻣﺎ هﻲ أهﺪاﻓﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة؟و ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ داﺋﻢ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺔ ﻟﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﺜﺮت ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺔ ﺷﺎب أﺛﻨﺎء ﺑﺤﺜﻲ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ،ﺑﺪا ﻟﻲ أﻧﻪ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ آﻞ أﺳﺌﻠﺘﻲ أو ﺟﻠﻬﺎ ..ﻳﻘﻮل هﺬا اﻟﺸﺎب : "دﺧﻠﺖ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ووﺟﺪت ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺪور وأﻧﺎ ﻻ أدرك دوراﻧﻪ ﻟﺠﻬﻠﻲ وﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻄﺮﺗﻲ … اﻟﺨﺠﻞ ﻳﻠﻔﻨﻲ واﻟﺮﻋﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺎدم ﻳﻀﺮب ﻃﻮﻗًﺎ ﺣﻮﻟﻲ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﺣﻮﻟﻲ ﻳﻔﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻲ ..ﻟﻦ أﻗﻮل ﺑﺄﻧﻨﻲ آﻨﺖ آﺎﻟﻠﻘﻤﺔ اﻟﺴﺎﺋﻐﺔ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻲ وﻟﻜﻦ آﻨﺖ أﻧﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻘﻤﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ… ﺟﻬﻠﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي أﻋﻴﺸﻪ آﺎن داﺋﻤًﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺘﻲ… ﻼ ﺿﻐﻄﻲ ﻳﺮﺗﻔﻊ آﻠﻤﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻷزﻣﺔ ﻣﺎ …ﺛﻘﺘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﺘﻼﺷﻲ ﺑﻌﺪ آﻞ اﻧﻬﻴﺎر ﻋﺼﺒﻲ… آﻨﺖ أﻋﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻲ ﺣﺎﻣ ً ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎ ،وﻟﻜﻦ آﺎن اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺆﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ أداء هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﻧﻪ ﺗﻔﻮق ﻋﻠﻲ ،وأﺣﻜﻢ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻒ وﺑﺪأ اﻻﺳﺘﺴﻼم آﺮد ﻓﻌﻞ ﻣﻨﻄﻘﻲ … ﻓﻲ ذاك اﻟﻮﻗﺖ آﺎن ﻳﺘﺮدد ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﺻﻮت ﻗﻮي ﻳﺨﺮج ﻣﻦ أﻋﻤﺎق ﻏﺎﺋﺼﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ،وهﻲ ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ :ﻟﻤﺎذا اﻻﺳﺘﺴﻼم؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ :وﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﻣﻨﻲ أن أﻓﻌﻞ ﺗﺠﺎﻩ هﺬا اﻟﻮاﻗﻊ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ اآﺘﺸﻔﻨﻲ !! وﻗﻔﺖ ﻣﺪهﻮﺷﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻲ وﺗﺮددت ﻓﻲ أﺻﺪاﺋﻲ ﻟﻠﺤﻈﺎت ﻋﺪﻳﺪة ،اآﺘﺸﻒ ذاﺗﻲ؟! ﻣﺎ هﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ؟؟ ﺑﻌﺪهﺎ ﺑﺄﻳﺎم ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺪء ،آﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎت اﻟﻔﺮد ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺸﺆهﺎ ردات اﻟﻔﻌﻞ ،وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺮدات ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﺗﺠﺎهﻬﺎ وﻣﺴﻴﻄﺮة ﻓﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺪود ﺗﻤﻨﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﻄﺔ ،وﻗﻤﺖ ﺑﺈﺻﻼح اﻟﺨﻠﻞ واﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺮدات وﻟﻜﻦ ﻳﻨﻘﺼﻨﻲ اﻟﺘﻮازن اﻟﺬي ﺳﻴﻜﻮن هﻮ اﻟﻤﻴﺰان ﻟﻮزن اﻷﻣﻮر وﺗﺠﻨﺐ اﻹﻓﺮاط واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ .هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ وهﻲ )اﻟﺘﻮازن( ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺛﻨﺎء ﻗﺮاءﺗﻲ ﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﻄﻔﻞ ..آﺎن هﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎج اﻟﺘﻮازن ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ؛ ﻓﻠﻘﺪ آﺎن ﻳﻌﺮض اﻟﻤﻮﻗﻒ وﻳﻌﻄﻲ اﻟﺤﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﺎرة ﻓﻲ أﻗﺼﻰ اﻟﻴﻤﻴﻦ وﺗﺎرة ﻓﻲ أﻗﺼﻰ اﻟﻴﺴﺎر وإذ ﺑﺎﻟﺤﻞ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ واﻟﻤﺘﻮازن ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺘﺼﻒ .ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺗﻌﻠﻤﺖ هﺬا اﻟﻤﺒﺪأ وأدرآﺘﻪ وﺑﺪأت ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻓﻲ آﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﻮاﺟﻬﻨﻲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أًﺻﺒﺢ ﺧﻠﻘًﺎ؛ ﻷن اﻟﺨﻠﻖ هﻮ ﻋﺎدة اﻟﻔﻌﻞ … آﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ هﻨﺎك اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب اﻟﻤﺎﺿﻲ وآﺎن ﻟﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻌﺎرك ﺷﺘﻰ ﻟﻤﺤﻮهﺎ ،ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ ﻣﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎن ،وﻟﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﻨﺴﻴﺎن واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ هﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ وﻟﻴﺲ اﻟﻤﺎض، ﻓﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ذﻟﻚ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻴﺔ اﻟﻔﺮد؛ ﻷن اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺟﺪ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺨﺬ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻨﻪ اﻟﻌﺒﺮ واﻟﻤﻮاﻋﻆ ﻻ أن ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻴﻨﺤﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺤﻰ ﺁﺧﺮ … هﺬﻩ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺜﻼث ﻗﺎدﺗﻨﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ وإدراك أﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻜﻞ ﺻﺪق وواﻗﻌﻴﺔ، أي أن اﻟﻤﺰﻳﺞ اﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ )ﻃﺮد ردات اﻟﻔﻌﻞ ،اﻟﺘﻮازن ،ﻣﺤﻮ اﻟﻌﻘﺪ( أآﺴﺒﻨﻲ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ )(١ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ .ﻓﺼﺎرت اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺟﻠﻴﺔ أﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮي ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻲ اﻟﺬي ﻗﻤﺖ ﺑﻪ … وهﻜﺬا ﻣﻊ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺪاﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ وآﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻮى واﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﷲ واﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺻﺮت أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻠﻮم ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ إن أﺧﻄﺄت دون اﻟﺘﺤﺮج ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻮﻃﺪت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻤﺎ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب أﻣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ اﻟﺮﺣﺐ واﻟﺒﺪء ﻓﻲ اآﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ... ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ ﻣﺘﻮﺗﺮًا وﻣﻜﺘﺌﺒًﺎ وآﺘﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرﻗﺔ ،وﺑﺪأت ﺑﺘﻔﻨﻴﺪ آﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ،وﻣﻊ اﻟﻤﺼﺎرﺣﺔ واﻟﺤﻮار اﻟﺪاﺧﻠﻲ أﻣﻜﻨﻨﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺒﻄﺎت؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺻﻐﺎﺋﺮ ،هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺪأت أﻟﻤﺲ ﺗﺄﺛﻴﺮهﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻲ ﻣﻊ رﻓﺎﻗﻲ ،ﻓﻠﻢ أﻋﺪ أهﺘﻢ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﺑﻴﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻮاﺣﺪ )ﻟﻨﻘ ْﻞ :اﻷﻧﺪاد( ﻣﻤﺎ اﻧﻌﻜﺲ إﻳﺠﺎﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ … وهﻜﺬا ﺳﺒﺮت أﻏﻮار ﻧﻔﺴﻲ وﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺗﻮﻃﺪت ﻋﻼﻗﺘﻲ ﻣﻊ رﺑﻲ وﻓﺘﺤﺖ ﻟﻲ ﺁﻓﺎﻗًﺎ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻻﺗﺼﺎل ﻣﻊ ﺑﻨﻲ اﻟﺒﺸﺮ . أآﻴﺪ أﻧﻚ – و أﻧﺖ ﺗﻘﺮأ – أوﻣﺄت ﺑﺮأﺳﻚ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ :ﻧﻌﻢ ،ﻟﻘﺪ ﺧﻄﺮ آﻞ هﺬا ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻳﻮﻣًﺎ . و ﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘًﺎ أن ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﻤﺮء ،و هﻮ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻧﻔﺴﻪ .و ﻗﺪ ﻳﺠﻴﺒﻚ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﻜﺎﺑﺮة: إن هﺬا ﻣﺠﺮد ﺳﻔﺴﻄﺔ ﻓﺎرﻏﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻬﺎ أن ﺗﺒﺪو ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎرف ﺑﺒﻮاﻃﻦ اﻷﻣﻮر ﻻ أﻗﻞ و ﻻ أآﺜﺮ ..ﻓﺄﻧﺎ هﻮ ﻓﻼن اﻟﻔﻼﻧﻲ ،أﺷﺘﻐ ُﻞ ﺑﺎﻟﻤﺤﻞ آﺬا ،و واﻟﺪاي هﻤﺎ ﻓﻼن و ﻓﻼﻧﺔ … إﻟﺦ . ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ رد آﻬﺬا ..ﻧﺮﻳﺪ هﻨﺎ إﺟﺎﺑﺔ أآﺜﺮ ﻋﻤﻘًﺎ ،هﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ – آﺬﻟﻚ – أﻧﻨﺎ ﺳﻨﻐﻮص ﻓﻲ ﺑﺤﻮر اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ أو اﻟﻬﺮﻃﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻬﺎ؛ ﻷن وﺿﻮح اﻟﺮؤﻳﺎ هﻲ اﻷهﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻘﺪﻣﻪ ،ﺑﻞ آﻠﻤﺎ آﺎن اﻟﺠﻮاب واﺿﺤًﺎ آﻠﻤﺎ أﻓﺮز ذاﺗًﺎ واﻋﻴﺔ و ﻣﺪرآﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ . و ﻟﻌﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﺸﺎب ﺗﻠﺨﺺ آﺜﻴﺮًا ﻣﻤﺎ ﻳﺪور ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎ أو دار ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻳﻮﻣًﺎ . ﻟﺬا ..أﻧﺼﺤﻚ إن آﻨﺖ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اآﺘﺸﺎف اﻟﺬات أن ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ اﻵن ﻓﻲ اﺗﺒﺎع اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ ﺳﻠﻜﻬﺎ هﺬا اﻟﺸﺎب ،و اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ هﻲ : ﻗﺮاءة آﺘﺐ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﺒﺴﻄﺔ .آﺎﻟﻌﺎدة ،آﺘﺎﺑﺔ آﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺎل و ﻣﺤﺎوﻟﺔ إﻳﺠﺎد إﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ .اﻋﺘﺒﺎر آﻞ ﻳﻮم هﻮ ﻳﻮم ﻣﻴﻼد ﺟﺪﻳﺪ ،ﺗﺘﺠﺪد ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺮص و اﻵﻣﺎل .ﺣﺎول أن ﺗﻜﺮر ﻗﺮاءة ﻗﺼﺔ اﻟﺸﺎب أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة و رآﺰ ﻣﻊ آﻞ آﻠﻤﺔ ﺗﻘﺮؤهﺎ؛ ﻓﺎﻟﻘﺼﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ إﺟﺎﺑﺎت آﺜﻴﺮة !و ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺴﻚ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ و أﻧﺖ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ .ﺧﺬ اﻷﻣﻮر ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ و ﺗﻔﺎؤل ..ﻟﻜﻦ ﺑﺈﺻﺮار أﻳﻀﺎ ،و ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻚ : ﻟﻘﺪ ﺑﺪأت ﺑﺎآﺘﺸﺎﻓﻚ!. )(٢