Uploaded by محمد الاشول

التنمية المستدامة

advertisement
‫التنمية المستدامة‬
‫محتويات البحث ‪:‬‬
‫(‪ )1‬مقدمة عن التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ما هي التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬مفهوم التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أهداف التنميه المستدامة ‪.‬‬
‫(‪ )5‬اهمية التنميه المستدامة ‪.‬‬
‫(‪ )6‬ابعاد التنميه المستدامة ‪.‬‬
‫(‪ )7‬متطلبات التنميه المستدامه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬محمد االشول‬
‫مقدمة عن التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫ال شك أن التنمية أصبحت هدفا منشودة لكل ذي عمل في جميع مناحي الحياة اقتصاديا ‪ ،‬واجتماعيا ‪ ،‬وبيئيا ‪ ،‬وسياسيا ‪،‬‬
‫وتكنولوجيا وفي كل مجال من شأنه أن يرقي بالفرد ورفاهيته‪ ،‬وأصبحت كذلك مقصود الحكومات فوضعت لها الخطط‬
‫وجندت لها األموال والطاقات ‪ .‬بل تعدى االمر للتجديد في مفهوم التنمية وصوال إلى االعتراف بحق األجيال القادمة من‬
‫االستفادة من موارد وطاقات البلد وهو ما عرف الحقا بالتنمية المستدامة ‪.‬‬
‫ما هي التنمية المستدامة ؟‬
‫بدأ مفهوم التنمية المستدامة يظهر في األدبيات التنموية الدولية تحت تأثير االهتمامات الجديدة بالحفاظ على البيئة؛ ونتيجة‬
‫لالهتمامات التي أثارتها دراسات وتقارير نادي روما الشهيرة حول ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية القابلة للنضوب‪،‬‬
‫وعلى البيئة والتوازنات الجوهرية في األنظمة البيئية (‪.)Ecosystems‬‬
‫وقد انتشر استعمال التنمية المستدامة بسبب تكاثر األحداث المسيئة للبيئة وارتفاع درجة التلوث عالمية‪ .‬وانتشر أيضا في‬
‫األدبيات االقتصادية الخاصة بالعالم الثالث نظرا لتعثر الكثير من السياسات التنموية المعمول بها‪ ،‬التي أدت إلى تفاقم‬
‫المديونية الخارجية وتردي اإلنتاجية‪ ،‬وخاصة في القطاع الصناعي‪ ،‬وكذلك إلى توسع الفروقات االجتماعية في عدد كبير‬
‫من الدول‪ ،‬بل إلى المجاعة أو قلة التغذية في بعض األحيان لدى الفئات الفقيرة التي ساءت أحوالها في الثمانينيات بالرغم‬
‫من كل االستثمارات التي نفذت في العقدين السابقين ‪.‬‬
‫مفهوم التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫لقد عانت التنمية المستدامة من التزاحم الشديد في التعريفات والمعاني‪ ،‬وذلك راجع لتعدد استخداماتها‪ ،‬فالبعض يتعامل معها‬
‫كرؤية أخالقية والبعض األخر يراها نموذج تنمويا بديال ‪ ،‬أو ربما أسلوبا إلصالح األخطاء والتعثرات التي لها عالقة‬
‫بالبيئة‪ ،‬وهناك من يتعامل معها على أنها قضية إدارية ومجموعة من القوانين والقرارات التي تعمل على توعية وتخطيط‬
‫االستغالل للموارد بشكل أفضل ‪.‬‬
‫يعرف بعض المختصين التنمية بأنها تحسين نوعية حياة الفرد أو مجموعة من األفراد ‪ .‬وهي سلسلة من المتغيرات الكمية‬
‫والنوعية بين جماعة معينة من السكان من شأنها أن تؤدي بمرور الزمن إلى ارتفاع مستوى المعيشة وتغير أسلوب الحياة‪.‬‬
‫م ‪ /‬محمد االشول‬
‫ويعد مفهوم التنمية من أكثر المفاهيم عمومية وشمولية ويرتبط بفكرة التقدم ‪ ،‬ويتضمن التغير ‪ ،‬والتطور من حالة إلى أخرى‬
‫‪ ،‬ويشغل النمو االقتصادي عمودها الفقري ‪ ،‬فكل من التنمية والنمو يشترط أحدهما اآلخر‪ ،‬فالتنمية عملية تغير نوعي لما‬
‫هو قائم سواء أكان اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية ‪.‬‬
‫ان مفهوم التنمية المستدامة ورد ألول مرة في تقرير اللجنة العالمية للبيئة والتنمية عام ‪ ،1987‬وعرفت هذه التنمية على‬
‫أنها "تلك التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة األجيال المقبلة في تلبية حاجياتهم" ‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن القول إن التنمية المستدامة تسعى لتحسين نوعية حياة اإلنسان‪ ،‬ولكن ليس على حساب البيئة‪ ،‬وهي في معناها‬
‫العام ال تخرج عن كونها عملية استخدام الموارد الطبيعية بطريقة عقالنية‪ ،‬بحيث ال يتجاوز هذا االستخدام للموارد معدالت‬
‫تجددها الطبيعة وبالذات في حالة الموارد غير المتجددة‪ ،‬أما بالنسبة للموارد المتجددة‪ ،‬فإنه يجب الترشيد في استخدامها‪،‬‬
‫إلى جانب محاولة البحث عن بدائل لهذه الموارد‪ ،‬لتستخدم رديفة لها لمحاولة االبقاء عليها أطول فترة زمنية ممكنة‪ ،‬وفي‬
‫كال الحالتين فإنه يجب أن نستخدم الموارد بطرق وأساليب ال تفضي إلى إنتاج نفايات بكميات تعجز البيئة عن امتصاصها‬
‫وتحويلها وتمثيلها‪ ،‬على اعتبار أن مستقبل السكان وأمنهم في أي منطقة في العالم مرهون بمدى صحة البيئة التي يعيشون‬
‫فيها ‪.‬‬
‫وبالتالي يمكننا تعريف التنمية المستدامة كالتالي ‪:‬‬
‫تلبية حاجات المجتمع في الوقت الحاضر باالستخدام األمثل للموارد المتاحة دون إهدار حق األجيال القادمة من االنتفاع بهذه‬
‫الموارد‪ ،‬ويشمل ذلك الجوانب الرئيسة للتنمية وهي االقتصادية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬واالجتماعية ‪.‬‬
‫أهداف التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫للتنمية المستدامة عدة أهداف أهمها ارتقاء اإلنسان وسد احتياجاته‪ ،‬من صحة وتعليم وسكان ومعاملة وبنية تحتية وحرية‬
‫رأي‪ ،‬ونوعية حياة‪ ،‬والتسهيالت المتوخاة من الحكومة والشعب‪ ،‬مع المحافظة على حقوق وموارد األجيال القادمة في‬
‫التنمية‪ .‬وأال تعرض حياتهم للخطر‪ ،‬من خالل تدمير أو استهالك موارد وخيرات األرض ‪ .‬تهدف التنمية المستدامة الي ‪:‬‬
‫‪ .1‬تحقيق نوعية حياة أفضل للسكان ‪:‬‬
‫تحاول التنمية المستدامة من خالل عمليات التخطيط وتنفيذ السياسات التنموية لتحسين نوعية حياة السكان في المجتمع‬
‫اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وروحية‪ ،‬عن طريق التركيز على الجوانب النوعية للنمو‪ ،‬وليس الكمية وبشكل عادل ومقبول‬
‫وديموقراطي ‪.‬‬
‫‪ .2‬احترام البيئة الطبيعية ‪:‬‬
‫التنمية المستدامة تركز على العالقة بين نشاطات السكان والبيئة وتتعامل مع النظم الطبيعية ومحتواها على أنها أساس حياة‬
‫اإلنسان‪ ،‬إنها ببساطة تنمية تستوعب العالقة الحساسة بين البيئة الطبيعية والبيئة المبنية‪ ،‬وتعمل على تطوير هذه العالقة‬
‫لتصبح عالقة تكامل وانسجام ‪.‬‬
‫‪ .3‬تعزيز وعي السكان بالمشكالت البيئية القائمة ‪:‬‬
‫تهدف التنمية المستدامة إلى زيادة وعي السكان بالمشكالت البيئية الحالية وتنمية إحساسهم بالمسئولية تجاهها‪ ،‬وحثهم على‬
‫المشاركة الفاعلة إليجاد حلول مناسبة لها من خالل مشاركتهم في إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقييم برامج ومشاريع التنمية‬
‫المستدامة ‪.‬‬
‫‪ .4‬تحقيق استثمار واستخدام عقالني للموارد ‪:‬‬
‫تتعامل التنمية المستدامة مع الموارد الطبيعية على أنها موارد محدودة لذلك تحول دون استنزافها أو تدميرها وتعمل على‬
‫استخدامها وتوظيفها بشكل عقالني ‪.‬‬
‫م ‪ /‬محمد االشول‬
‫‪ .5‬ربط التكنولوجيا الحديثة بأهداف المجتمع ‪:‬‬
‫تحاول التنمية المستدامة توظيف التكنولوجيا الحديثة بما يخدم أهداف المجتمع‪ ،‬من خالل توعية السكان بأهمية التقنيات‬
‫المختلفة في المجال التنموي وكيفية استخدام المتاح والجديد منها في تحسين نوعية حياة المجتمع وتحقيق أهدافه المنشودة‬
‫دون أن ينجم عن ذلك مخاطر وآثار بيئية سالبة‪ ،‬أو على األقل أن تكون هذه المخاطر واآلثار مسيطرة عليها بمعنى وجود‬
‫حلول مناسبة لها ‪.‬‬
‫‪ .6‬إحداث تغيير مستمر ومناسب في حاجات وأولويات المجتمع ‪:‬‬
‫وبطريقة تالئم إمكانياته وتسمح بتحقيق التوازن الذي بوساطته يمكن تفعيل التنمية االقتصادية‪ ،‬والسيطرة على جميع‬
‫المشكالت البيئية ووضع الحلول المناسبة لها‪ ،‬التي تشتمل على األهداف البيئية واالجتماعية واالقتصادية والتكنولوجية ‪.‬‬
‫‪ .7‬ارتقاء اإلنسان‪ ،‬وسد احتياجاته ‪:‬‬
‫من صحة وتعليم وإسكان ومعاملة وبنية تحتية وحرية رأي‪ ،‬ونوعية حياة‪ ،‬والتسهيالت المتوخاة من الحكومة والشعب‪ ،‬مع‬
‫المحافظة على حقوق وموارد األجيال القادمة في التنمية‪ ،‬وأال تتعرض حياتهم للخطر من خالل تدمير أو استهالك موارد‬
‫وخيرات األرض ‪.‬‬
‫أهمية التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫تنبع أهمية التنمية المستدامة من كونها تنطلق من مبدأ أن البشر مركز اهتمامها ‪ ،‬حيث تستجيب الحتياجات الجيل الحالي‬
‫دون التضحية والمساس باحتياجات األجيال القادمة ‪ ،‬أو على حساب قدراتهم لتوفير سبل العيش الكريم ‪.‬‬
‫تظهر اهمية التنمية المستدامه فيما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أنها تسهم في تحديد الخيارات ووضع االستراتيجيات ورسم السياسات التنموية برؤية مستقبلية أكثر توازنا وعد ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أنها تنطلق من أهمية تحليل األوضاع االقتصادية والسياسية واالجتماعية واإلدارية برؤية شمولية وتكاملية‪ ،‬وتجنب‬
‫األنانية في التعامل مع الموارد والطاقات المتاحة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تشجع على توحيد الجهود والتعاضد بين القطاعات الحكومية والخاصة حول ما يتم االتفاق عليه‪ ،‬من أهداف وبرامج‬
‫تسهم في تلبية حاجيات جميع فئات المجتمع الحالية والقادمة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬تنشط وتوفر فرص المشاركة في تبادل الخبرات والمهارات‪ ،‬وتتسم في تفعيل التعليم والتدريب والتوعية لتحفيز اإلبداع‬
‫‪.‬‬
‫أبعاد التنميه المستدامة ‪:‬‬
‫تتمثل أبعاد التنمية المستدامه في ثالثة أبعاد رئيسية يمكن تلخيصها على النحو التالي ‪:‬‬
‫أ) البعد االقتصادي ‪:‬‬
‫تسعى التنمية المستدامة إلى تحسين مستوى الرفاهية لإلنسان من خالل زيادة نصيبه من السلع والخدمات الضرورية ‪ ،‬وفي‬
‫ظل محدودية الموارد لن يتحقق هذا المسعى إال بتوفر العناصر التالية ‪:‬‬
‫(‪ )1‬توفر عناصر اإلنتاج الضرورية للعملية اإلنتاجية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رفع مستوى الكفاءة والفاعلية لألفراد بتنفيذ السياسات والبرامج التنموية ‪.‬‬
‫(‪ )3‬زيادة معدالت النمو في مختلف مجاالت اإلنتاج ‪ ،‬لزيادة معدالت الدخل الفردي وتنشيط التغذية العكسية بين المدخالت‬
‫والمخرجات ‪.‬‬
‫م ‪ /‬محمد االشول‬
‫ب) البعد االجتماعي ‪:‬‬
‫يشمل المكونات واألنساق البشرية والعالقات الفردية والجماعية وما تقوم به من جهود تعاونية أو ما تسببه من مشاكل أو‬
‫تطرحه من احتياجات ‪.‬‬
‫أما عناصر هذا البعد فهي ‪:‬‬
‫(‪)1‬الحكم الرشيد المتمثل في نمط السياسات والقواعد ومدى الشراكة بين القطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني ‪.‬‬
‫(‪ )2‬التمكين ‪ :‬ويقصد به توعية المجتمع بضرورة اإلسهام في بناء وتعبئة طاقاته من أجل المستقبل ‪.‬‬
‫(‪ )3‬االندماج والشراكة إلقامة مجتمع موحد في أهدافه ‪ ،‬ومتضامن في مسؤولياته ‪.‬‬
‫ج) البعد البيئي ‪:‬‬
‫ويركز على حسن التعامل مع الموارد الطبيعية وتوظيفها لصالح اإلنسان ‪ ،‬دون إحداث خلل في مكونات البيئة ‪ ،‬وذلك لن‬
‫يتحقق إال باالهتمام بالعناصر التالية ‪:‬‬
‫(‪ )1‬التنوع البيولوجي المتمثل في البشر ‪ ،‬النباتات والغابات ‪ ،‬الحيوانات والطيور واألسماك ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الثروات والموارد المكتشفة والمخزونة من الطاقة المتجددة والناضبة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬التلوث البيئي الذي يخل بصحة الكائنات الحية ‪.‬‬
‫يمكن ان نضيف الي االبعاد المذكورة بعدين آخرين وهما ‪:‬‬
‫د) البعد التكنولوجي ‪:‬‬
‫يمكن تحقيق االستدامة التكنولوجية من خالل األخذ باالعتبارات التالية ‪:‬‬
‫(‪ )1‬األخذ بالتكنولوجيات المحسنة والتشريعات الزاجرة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬العمل على الحد من انبعاثات الغازات المسببة لالحتباس الحراري ‪.‬‬
‫(‪ )3‬حماية تدهور طبقة األوزون ‪.‬‬
‫هـ) البعد السياسي ‪:‬‬
‫إن غياب البعد السياسي للتنمية المستدامة ‪ ،‬والذي يبلوره مفهومالحكم الراشد ‪ ،‬أثر بالغ على كافة األبعاد األخرى االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية بصورة تعيق التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫فالبعد السياسي هو الركيزة األساسية لتحقيق التنمية المستدامة ‪ ،‬من خالل تجسيد مبادئ الحكم الراشد وإدارة الحياة السياسية‬
‫بشكل يراعي ويضمن مرتكزات الديمقراطية والشفافية في اتخاذ القرارات وتنامي الثقة والمصداقية‪ ،‬وتولي السيادة‬
‫واالستغاللية للمجتمع بأجياله المتالحقة ‪.‬‬
‫مبادئ التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫يمكن إجمال المبادئ االساسية للتنمية المستدامة التي بدورها تشكل المقومات السياسية واالجتماعية واألخالقية إلرسائها‬
‫وتأمين فعاليتها كما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬اإلنصاف ‪:‬‬
‫أي حصول كل انسان علي حصة عادلة ومتوازنة من ثروات المجتمع ‪.‬‬
‫م ‪ /‬محمد االشول‬
‫(‪ )2‬التمكين ‪:‬‬
‫بمعني اعطاء افراد المجتمع امكانية المشاركة الكاملة الفعالة في صنع القرارات واآلليات او التأثير عليها ‪ ،‬وذلك من اجل‬
‫زيادة حس اإلنتماء لدي هؤالء االفراد بالشكل الذي يمكنهم من مشاركة فاعلة في عملية التنمية ‪.‬‬
‫(‪ )3‬حسن االدارة والمساءلة ‪:‬‬
‫أي خضوع اهل الحكم واإلدارة الي مبادئ الشفافية والمحاسبة والحوار والرقابة والمسؤولية ‪ ،‬من اجل تجنب الفساد‬
‫والمحسوبيات وجميع العوامل االخري التي من شأنها ان تشكل عقبة في طريق التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬التضامن ‪:‬‬
‫بين االجيال وبين الفئات االجتماعية داخل المجتمع وبين المجتمعات األخرى للتنمية المستدامة ‪ ،‬وذلك من خالل الحفاظ‬
‫علي البيئة والموارد الطبيعية لألجيال القادمة ‪ ،‬وعدم تراكم مديونية علي كاهل االجيال الالحقة ‪ ،‬وكذلك تأمين الحصص‬
‫العادلة من النمو لكافة الفئات االجتماعية ‪.‬‬
‫مجاالت التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫هناك مجموعة من االهداف التي تسعي التنمية المستدامة الي تحقيقها في شتى المجاالت ‪ ،‬بحيث تتشابك هذه االهداف ضمن‬
‫محاور التنمية وهي المحور االقتصادي واالجتماعي والبيئي ‪.‬‬
‫ويمكن االشارة الي هذه المجاالت المستهدفة بالتنمية المستدامة علي النحور التالي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬المياه ‪:‬‬
‫من الناحية االقتصادية تهدف التنمية المستدامة الي ضمان امداد كاف ورفع كفاءة استخدام المياه في التنمية الزراعية‬
‫والصناعية والحضرية والريفية ‪.‬‬
‫وفي المجال االجتماعي العمل علي تأمين الحصول علي المياه النظيفة لإلستعمال المنزل والزراعة ‪.‬‬
‫اما في المجال البيئي فتهدف الي الحفاظ علي الموارد المائية والمياه الجوفية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الغذاء ‪:‬‬
‫تتشابه كل من الناحية االقتصادية واالجتماعية حيث تسعي نحو زيادة االنتاجية الزراعية وتحقيق األمن الغذائي ‪ ،‬اما‬
‫بخصوص البيئة فتعمل من اجل ضمان االستخدام المستدام والحفاظ علي االراضي ‪.‬‬
‫(‪ )3‬الصحة ‪:‬‬
‫من الناحية االقتصادية العمل علي الرعاية الصحية والوقائية ‪ ،‬اما من الناحية االجتماعية فتسعي التنمية المستدامة الي‬
‫ضمان رعاية صحية اولية لألغلبية الفقيرة ‪ ،‬والحماية البيئية ‪.‬‬
‫(‪ )4‬السكن والخدمات ‪:‬‬
‫علي الصعيد االقتصادي ضمان توفر المواد الكافية للبناء وموارده ‪ ،‬ونظم المواصالت ‪ ،‬وعلي الجانب االجتماعي ضمان‬
‫الحصول علي السكن المناسب بالتكلفة المناسبة ‪ ،‬اما بخصوص البيئة فالعمل علي ضمان االستخدام المستدام او المثالي‬
‫لألراضي ‪ ،‬باالضافة الي الصرف الصحي ‪.‬‬
‫م ‪ /‬محمد االشول‬
‫(‪ )5‬الطاقة ‪:‬‬
‫بخصوص الجانب االقتصادي ‪ ،‬ضمان االمداد الكافي واالستعمال الكفء للطاقة في مجال التنمية الصناعية والمواصالت‬
‫ولإلستعمال المنزلي ‪ ،‬وفي الجانب االجتماعي ضمان الحصول علي الطاقة الكافية لألغلبية الفقيرة خاصة بدائل الوقود‬
‫الخشبي ‪.‬‬
‫وتتكون مصادر الطاقة المتجددة من مصادر الطاقة التي يمكن استبدالها بسهولة بحيث تشكل مصدرا ال ينفذ للطاقة ‪ ،‬وتعد‬
‫الطاقة الشمسية من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة ‪ ،‬والتي يمكن استخدامها في توليد الكهرباء او للتدفئة او للتسخين او‬
‫حتى للتبريد ‪ ،‬وتوفر الطاقة الشمسية عامل األمان البيئي ‪ ،‬حيث ان الطاقة الشمسية هي طاقة نظيفة ال تلوث البيئة وال تترك‬
‫فضالت مما يكسبها وضعا خاصا في هذا المجال ن كما تعتبر طاقة الرياح ‪ ،‬من مصادر الطاقة التي تشهد النمو االسرع‬
‫في العالم ‪ ،‬وتحافظ علي البيئة ‪.‬‬
‫وذلك بسبب خفضها معدالت تغير المناخ الذي يتسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهو من اهم ميزات توليد الطاقة‬
‫بواسطة الرياح ‪.‬‬
‫كما انه خال من الملوثات االخري المرتبطة بالوقود االحفوري والمصانع النووية ‪ ،‬وتستخدم طاقة الرياح لتوليد الكهرباء‬
‫عن طريق تحريك مراوح هوائية ضخمة ‪ ،‬وتكون متصلة مع توربينات مولدات كهربائية ‪.‬‬
‫(‪ )6‬التعليم ‪:‬‬
‫من الناحية االقتصادية ‪ ،‬ضمان وفرة المتدربين لكل القطاعات االقتصادية االساسية ‪ ،‬ومن الناحية االجتماعية ضمان االتاحة‬
‫الكافية للتعليم للجميع من اجل حياة صحية ومنتجة ‪ ،‬اما الجانب البيئي ‪ ،‬السعي نحو ادخال البيئة في المعلومات والبرامج‬
‫التعليمية ‪.‬‬
‫(‪ )7‬الدخل ‪:‬‬
‫يركز الجانب االقتصادي في هذا الجانب علي زيادة الكفاءة االقتصادية ‪ ،‬والنمو وفرص العمل في القطاع الحكومي ‪ ،‬ومن‬
‫الناحية االجتماعية دعم المشاريع الصغيرة وخلق الوظائف لألغلبية الفقيرة في القطاع غير الحكومي ‪ ،‬وبخصوص الجانب‬
‫البيئي ضمان االستعمال المستدام للموارد الطبيعية الضرورية للنمو االقتصادي في القطاعات الرسمية وغير الرسمية ‪.‬‬
‫متطلبات التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫يمكن حصر المتطلبات العامة للتنمية المستدامة فيما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬القصد في استهالك الثروات والموارد الطبيعية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬سد االحتياجات البشرية في ترشيد االستهالك ‪.‬‬
‫(‪ )3‬العناية بالتنمية البشرية في المجتمع ‪.‬‬
‫(‪ )4‬التنمية االقتصادية الرشيدة ‪.‬‬
‫(‪ )5‬الحفاظ على البيئة ‪.‬‬
‫(‪ )6‬الشراكة في العالقات الخارجية والداخلية ‪.‬‬
‫م ‪ /‬محمد االشول‬
‫نظريات التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫لمفهوم التنمية المستدامة مدخلين ‪ ،‬يتعلق االول منهما بالتفاؤل حول االستدامة بوصفها مقيدة باالقتصاد الوطني ‪ ،‬واما‬
‫المدخل الثاني يتعلق بالتفاؤل حول االقتصاد الوطني لكونه مقيدا باالعتبارات المحيطية والبيئية ‪ ،‬واللذان ينصبان في‬
‫مفهومهما علي مالئمة القيام بخصم التكاليف المستقبلية واحالل رأس المال المصنوع محل الموارد الطبيعية المتناقصة ‪،‬‬
‫وعليه ظهرت نظريتان للتنمية المستدامة ‪.‬‬
‫النظرية االولي ‪ :‬نظرية الصيغة الضعيفة لالستدامة ‪:‬‬
‫فالعنصر الرئيسي فيها هو ما ينص علي ان رأس المال المصنوع من قبل البشر يمكن له ان يحل محل رأس المال الطبيعي‬
‫والخدمات التي قامت األنظمة البيئية بتوفيرها ‪ ،‬فالخط المستدام لالقتصاد الوطني حسب ما يراه سولو ‪ solow‬في عام‬
‫‪ 1992‬هو الذي يسمح لكل جيل مستقبلي بذات الفرصة اليت حظيت بها االجيال السابقة ‪ ،‬وفي هذه الحالة وكما يري‬
‫داسجوبتا وهيل ‪ Dasgupta and heal 1979‬فإن الموارد الناضبة ال تشكل قيدا علي السكان والنمو االقتصادي في حال‬
‫حل رأس المال المصنوع من البشر محل رأس المال الطبيعي ‪.‬‬
‫النظرية الثانية ‪ :‬نظرية الصيغة القوية لالستدامة ‪:‬‬
‫وفيه ان رأس المال البشري ال يمكن ان يكون بديال للخدمات الحيوية التي تقوم االنظمة البيئية بتوفيرها ‪ ،‬ولهذه النظرية‬
‫عدد حجج تدعمها ‪ ،‬فأول هذه الحجج هي عدم اليقين ‪ ،‬اي ال يمكن التنبؤ بمضمون االفعال الحالية بصورة انه كيف يمكن‬
‫لهذه االفعال التي تؤدي بالضرر في رأس المال الطبيعي ‪ ،‬االمر الذي ال يمكن معه تقدير مستوي االستثمار المالئم في‬
‫رأس المال الذي صنعه البشر والمطلوب من الصيغة الضعيفة لالستدامة لتعويض الضرر الذي اصاب رأس المال الطبيعي‬
‫‪ ،‬وثاني هذه الحجج هي عدم االنعكاس ‪ ،‬فتدمير شكل معين من رأس المالي الطبيعي كالتنوع االحيائي غير قابل لالنعكاس‬
‫‪ ،‬بينما رأس المال المصنوع من البشر يمكن اعادة بناؤه من جديد ‪ ،‬ولهذا فإنه ليس لدينا طريق يفي بالحاجة الي مقياس‬
‫صيغة االستدامة ‪ ،‬وثالث هذه الحجج ( الحجم ) ‪ ،‬والذي فيه يمكن ان نكون امام حاالت عدم استمرارية وتأثيرات العتبة ‪،‬‬
‫في ظل عالقة السبب بالتأثير المستمر التي افترضت في نظرية الصيغة الضعيفة لالستدامة ‪.‬‬
‫شروط التنمية المستدامة واهم التحديات التي تواجهها ‪:‬‬
‫على الرغم من انه حدث تقدم في مجال التنمية المستدامة في بعض الدول العربية‪ ،‬شمل النواحي االقتصادية واالجتماعية‬
‫والبيئية‪ ،‬لكن جهود التنمية ما زالت تواجه تحديات عديدة‪ ،‬يأتي في مقدمتها الفقر والبطالة وقضية المياه وأزمة البحث العلمي‬
‫والعولمة ‪.‬‬
‫إن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب وضع استراتيجية متكاملة ذات أهداف محددة وأولويات واضحة تراعي تحسين األوضاع‬
‫االقتصادية واالجتماعية للمواطن العربي‪ ،‬والمحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية مع األخذ في الحسبان ظروف منطقتنا‬
‫العربية وخصوصيتها وحسن تقدير التطورات العالمية والمتغيرات المستقبلية ‪.‬‬
‫ولعل أهم مرتكزات تلك االستراتيجية تعزيز بناء القدرات البشرية ووضع عدد من المؤشرات والمعايير لقياس مدى تحقق‬
‫التنمية وإجراء تقييم دوري لمتابعة برامجها وتوجيه مسارها‪ ،‬وبهذا نطمئن إلى أننا نسير في االتجاه الصحيح ‪.‬‬
‫أهم التحديات التي تواجه دول العالم اإلسالمي في مجال التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫(‪ )1‬الفقر ‪:‬‬
‫والذي يعد السبب الرئيس للعديد من المعضالت الصحية واالجتماعية واألخالقية في دول العالم اإلسالمي‪ ،‬حيث يدفع الفقر‬
‫إلى استنزاف الموارد الطبيعية المتوفرة والقليلة وإلى استعمالها استعماال عشوائيا ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن تلك الجدلية بين الفقر واستنزاف الموارد الطبيعية قد يكون سببها انتشار األمية والجهل ‪ ،‬وارتفاع‬
‫عدد السكان ‪ ،‬وتزايد معدالت البطالة ‪ ،‬وتزايد الديون الخارجية وارتفاع أعباء خدمتها ‪.‬‬
‫م ‪ /‬محمد االشول‬
‫(‪ )2‬التضخم السكاني غير الرشيد ‪:‬‬
‫وعدم وجود مواءمة بين النمو السكاني والموارد الطبيعية المتوفرة لتلبية االحتياجات المتزايدة للسكان في العديد من الدول‬
‫اإلسالمية ‪ .‬فلقد أدي النمو السكاني في تلك الدول إلى تزايد الطلب على الموارد البيئية والخدمات الصحية والتعليمية‬
‫واالجتماعية ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تدهور قاعدة الموارد الطبيعية ‪:‬‬
‫إن استمرار استنزاف الموارد الطبيعية أدى إلى نضوب قاعدة الموارد الطبيعية وانتشار كافة أشكال التلوث التي تمس الماء‬
‫والتربة والهواء وخاصة في المناطق الحضرية‪ ،‬ومن ثم إعاقة تحقيق التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬عدم كفاية مصادر التمويل ‪:‬‬
‫نقص التمويل الالزم لتحقيق التنمية البشرية والبيئية المستدامة وبناء القدرات‪ ،‬وعدم وفاء الدول المتقدمة بتقديم المساعدات‬
‫التي وعدت بها للدول النامية ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ضعف مستوى فعالية األنظمة التعليمية والبحثية ‪:‬‬
‫قصور األنظمة التعليمية والبحثية عن مسايرة التقدم العلمي والتقني في العالم ومستلزمات تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى هجرة العقول إلى الدول المتقدمة ‪.‬‬
‫(‪ )6‬الديون ‪:‬‬
‫تشكل الديون وأعباء خدمتها عبئا كبيرا على اقتصاديات الغالبية العظمى من دول العالم اإلسالمي ‪.‬‬
‫م ‪ /‬محمد االشول‬
Download