التنمية المستدامة محتويات البحث : ( )1مقدمة عن التنمية المستدامة . ( )2ما هي التنمية المستدامة . ( )3مفهوم التنمية المستدامة . ( )4أهداف التنميه المستدامة . ( )5اهمية التنميه المستدامة . ( )6ابعاد التنميه المستدامة . ( )7متطلبات التنميه المستدامه . م /محمد االشول مقدمة عن التنمية المستدامة : ال شك أن التنمية أصبحت هدفا منشودة لكل ذي عمل في جميع مناحي الحياة اقتصاديا ،واجتماعيا ،وبيئيا ،وسياسيا ، وتكنولوجيا وفي كل مجال من شأنه أن يرقي بالفرد ورفاهيته ،وأصبحت كذلك مقصود الحكومات فوضعت لها الخطط وجندت لها األموال والطاقات .بل تعدى االمر للتجديد في مفهوم التنمية وصوال إلى االعتراف بحق األجيال القادمة من االستفادة من موارد وطاقات البلد وهو ما عرف الحقا بالتنمية المستدامة . ما هي التنمية المستدامة ؟ بدأ مفهوم التنمية المستدامة يظهر في األدبيات التنموية الدولية تحت تأثير االهتمامات الجديدة بالحفاظ على البيئة؛ ونتيجة لالهتمامات التي أثارتها دراسات وتقارير نادي روما الشهيرة حول ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية القابلة للنضوب، وعلى البيئة والتوازنات الجوهرية في األنظمة البيئية (.)Ecosystems وقد انتشر استعمال التنمية المستدامة بسبب تكاثر األحداث المسيئة للبيئة وارتفاع درجة التلوث عالمية .وانتشر أيضا في األدبيات االقتصادية الخاصة بالعالم الثالث نظرا لتعثر الكثير من السياسات التنموية المعمول بها ،التي أدت إلى تفاقم المديونية الخارجية وتردي اإلنتاجية ،وخاصة في القطاع الصناعي ،وكذلك إلى توسع الفروقات االجتماعية في عدد كبير من الدول ،بل إلى المجاعة أو قلة التغذية في بعض األحيان لدى الفئات الفقيرة التي ساءت أحوالها في الثمانينيات بالرغم من كل االستثمارات التي نفذت في العقدين السابقين . مفهوم التنمية المستدامة : لقد عانت التنمية المستدامة من التزاحم الشديد في التعريفات والمعاني ،وذلك راجع لتعدد استخداماتها ،فالبعض يتعامل معها كرؤية أخالقية والبعض األخر يراها نموذج تنمويا بديال ،أو ربما أسلوبا إلصالح األخطاء والتعثرات التي لها عالقة بالبيئة ،وهناك من يتعامل معها على أنها قضية إدارية ومجموعة من القوانين والقرارات التي تعمل على توعية وتخطيط االستغالل للموارد بشكل أفضل . يعرف بعض المختصين التنمية بأنها تحسين نوعية حياة الفرد أو مجموعة من األفراد .وهي سلسلة من المتغيرات الكمية والنوعية بين جماعة معينة من السكان من شأنها أن تؤدي بمرور الزمن إلى ارتفاع مستوى المعيشة وتغير أسلوب الحياة. م /محمد االشول ويعد مفهوم التنمية من أكثر المفاهيم عمومية وشمولية ويرتبط بفكرة التقدم ،ويتضمن التغير ،والتطور من حالة إلى أخرى ،ويشغل النمو االقتصادي عمودها الفقري ،فكل من التنمية والنمو يشترط أحدهما اآلخر ،فالتنمية عملية تغير نوعي لما هو قائم سواء أكان اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية . ان مفهوم التنمية المستدامة ورد ألول مرة في تقرير اللجنة العالمية للبيئة والتنمية عام ،1987وعرفت هذه التنمية على أنها "تلك التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة األجيال المقبلة في تلبية حاجياتهم" . وبالتالي يمكن القول إن التنمية المستدامة تسعى لتحسين نوعية حياة اإلنسان ،ولكن ليس على حساب البيئة ،وهي في معناها العام ال تخرج عن كونها عملية استخدام الموارد الطبيعية بطريقة عقالنية ،بحيث ال يتجاوز هذا االستخدام للموارد معدالت تجددها الطبيعة وبالذات في حالة الموارد غير المتجددة ،أما بالنسبة للموارد المتجددة ،فإنه يجب الترشيد في استخدامها، إلى جانب محاولة البحث عن بدائل لهذه الموارد ،لتستخدم رديفة لها لمحاولة االبقاء عليها أطول فترة زمنية ممكنة ،وفي كال الحالتين فإنه يجب أن نستخدم الموارد بطرق وأساليب ال تفضي إلى إنتاج نفايات بكميات تعجز البيئة عن امتصاصها وتحويلها وتمثيلها ،على اعتبار أن مستقبل السكان وأمنهم في أي منطقة في العالم مرهون بمدى صحة البيئة التي يعيشون فيها . وبالتالي يمكننا تعريف التنمية المستدامة كالتالي : تلبية حاجات المجتمع في الوقت الحاضر باالستخدام األمثل للموارد المتاحة دون إهدار حق األجيال القادمة من االنتفاع بهذه الموارد ،ويشمل ذلك الجوانب الرئيسة للتنمية وهي االقتصادية ،والبيئية ،واالجتماعية . أهداف التنمية المستدامة : للتنمية المستدامة عدة أهداف أهمها ارتقاء اإلنسان وسد احتياجاته ،من صحة وتعليم وسكان ومعاملة وبنية تحتية وحرية رأي ،ونوعية حياة ،والتسهيالت المتوخاة من الحكومة والشعب ،مع المحافظة على حقوق وموارد األجيال القادمة في التنمية .وأال تعرض حياتهم للخطر ،من خالل تدمير أو استهالك موارد وخيرات األرض .تهدف التنمية المستدامة الي : .1تحقيق نوعية حياة أفضل للسكان : تحاول التنمية المستدامة من خالل عمليات التخطيط وتنفيذ السياسات التنموية لتحسين نوعية حياة السكان في المجتمع اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وروحية ،عن طريق التركيز على الجوانب النوعية للنمو ،وليس الكمية وبشكل عادل ومقبول وديموقراطي . .2احترام البيئة الطبيعية : التنمية المستدامة تركز على العالقة بين نشاطات السكان والبيئة وتتعامل مع النظم الطبيعية ومحتواها على أنها أساس حياة اإلنسان ،إنها ببساطة تنمية تستوعب العالقة الحساسة بين البيئة الطبيعية والبيئة المبنية ،وتعمل على تطوير هذه العالقة لتصبح عالقة تكامل وانسجام . .3تعزيز وعي السكان بالمشكالت البيئية القائمة : تهدف التنمية المستدامة إلى زيادة وعي السكان بالمشكالت البيئية الحالية وتنمية إحساسهم بالمسئولية تجاهها ،وحثهم على المشاركة الفاعلة إليجاد حلول مناسبة لها من خالل مشاركتهم في إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقييم برامج ومشاريع التنمية المستدامة . .4تحقيق استثمار واستخدام عقالني للموارد : تتعامل التنمية المستدامة مع الموارد الطبيعية على أنها موارد محدودة لذلك تحول دون استنزافها أو تدميرها وتعمل على استخدامها وتوظيفها بشكل عقالني . م /محمد االشول .5ربط التكنولوجيا الحديثة بأهداف المجتمع : تحاول التنمية المستدامة توظيف التكنولوجيا الحديثة بما يخدم أهداف المجتمع ،من خالل توعية السكان بأهمية التقنيات المختلفة في المجال التنموي وكيفية استخدام المتاح والجديد منها في تحسين نوعية حياة المجتمع وتحقيق أهدافه المنشودة دون أن ينجم عن ذلك مخاطر وآثار بيئية سالبة ،أو على األقل أن تكون هذه المخاطر واآلثار مسيطرة عليها بمعنى وجود حلول مناسبة لها . .6إحداث تغيير مستمر ومناسب في حاجات وأولويات المجتمع : وبطريقة تالئم إمكانياته وتسمح بتحقيق التوازن الذي بوساطته يمكن تفعيل التنمية االقتصادية ،والسيطرة على جميع المشكالت البيئية ووضع الحلول المناسبة لها ،التي تشتمل على األهداف البيئية واالجتماعية واالقتصادية والتكنولوجية . .7ارتقاء اإلنسان ،وسد احتياجاته : من صحة وتعليم وإسكان ومعاملة وبنية تحتية وحرية رأي ،ونوعية حياة ،والتسهيالت المتوخاة من الحكومة والشعب ،مع المحافظة على حقوق وموارد األجيال القادمة في التنمية ،وأال تتعرض حياتهم للخطر من خالل تدمير أو استهالك موارد وخيرات األرض . أهمية التنمية المستدامة : تنبع أهمية التنمية المستدامة من كونها تنطلق من مبدأ أن البشر مركز اهتمامها ،حيث تستجيب الحتياجات الجيل الحالي دون التضحية والمساس باحتياجات األجيال القادمة ،أو على حساب قدراتهم لتوفير سبل العيش الكريم . تظهر اهمية التنمية المستدامه فيما يلي : ( )1أنها تسهم في تحديد الخيارات ووضع االستراتيجيات ورسم السياسات التنموية برؤية مستقبلية أكثر توازنا وعد . ( )2أنها تنطلق من أهمية تحليل األوضاع االقتصادية والسياسية واالجتماعية واإلدارية برؤية شمولية وتكاملية ،وتجنب األنانية في التعامل مع الموارد والطاقات المتاحة . ( )3تشجع على توحيد الجهود والتعاضد بين القطاعات الحكومية والخاصة حول ما يتم االتفاق عليه ،من أهداف وبرامج تسهم في تلبية حاجيات جميع فئات المجتمع الحالية والقادمة . ( )4تنشط وتوفر فرص المشاركة في تبادل الخبرات والمهارات ،وتتسم في تفعيل التعليم والتدريب والتوعية لتحفيز اإلبداع . أبعاد التنميه المستدامة : تتمثل أبعاد التنمية المستدامه في ثالثة أبعاد رئيسية يمكن تلخيصها على النحو التالي : أ) البعد االقتصادي : تسعى التنمية المستدامة إلى تحسين مستوى الرفاهية لإلنسان من خالل زيادة نصيبه من السلع والخدمات الضرورية ،وفي ظل محدودية الموارد لن يتحقق هذا المسعى إال بتوفر العناصر التالية : ( )1توفر عناصر اإلنتاج الضرورية للعملية اإلنتاجية . ( )2رفع مستوى الكفاءة والفاعلية لألفراد بتنفيذ السياسات والبرامج التنموية . ( )3زيادة معدالت النمو في مختلف مجاالت اإلنتاج ،لزيادة معدالت الدخل الفردي وتنشيط التغذية العكسية بين المدخالت والمخرجات . م /محمد االشول ب) البعد االجتماعي : يشمل المكونات واألنساق البشرية والعالقات الفردية والجماعية وما تقوم به من جهود تعاونية أو ما تسببه من مشاكل أو تطرحه من احتياجات . أما عناصر هذا البعد فهي : ()1الحكم الرشيد المتمثل في نمط السياسات والقواعد ومدى الشراكة بين القطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني . ( )2التمكين :ويقصد به توعية المجتمع بضرورة اإلسهام في بناء وتعبئة طاقاته من أجل المستقبل . ( )3االندماج والشراكة إلقامة مجتمع موحد في أهدافه ،ومتضامن في مسؤولياته . ج) البعد البيئي : ويركز على حسن التعامل مع الموارد الطبيعية وتوظيفها لصالح اإلنسان ،دون إحداث خلل في مكونات البيئة ،وذلك لن يتحقق إال باالهتمام بالعناصر التالية : ( )1التنوع البيولوجي المتمثل في البشر ،النباتات والغابات ،الحيوانات والطيور واألسماك . ( )2الثروات والموارد المكتشفة والمخزونة من الطاقة المتجددة والناضبة . ( )3التلوث البيئي الذي يخل بصحة الكائنات الحية . يمكن ان نضيف الي االبعاد المذكورة بعدين آخرين وهما : د) البعد التكنولوجي : يمكن تحقيق االستدامة التكنولوجية من خالل األخذ باالعتبارات التالية : ( )1األخذ بالتكنولوجيات المحسنة والتشريعات الزاجرة . ( )2العمل على الحد من انبعاثات الغازات المسببة لالحتباس الحراري . ( )3حماية تدهور طبقة األوزون . هـ) البعد السياسي : إن غياب البعد السياسي للتنمية المستدامة ،والذي يبلوره مفهومالحكم الراشد ،أثر بالغ على كافة األبعاد األخرى االقتصادية واالجتماعية والبيئية بصورة تعيق التنمية المستدامة . فالبعد السياسي هو الركيزة األساسية لتحقيق التنمية المستدامة ،من خالل تجسيد مبادئ الحكم الراشد وإدارة الحياة السياسية بشكل يراعي ويضمن مرتكزات الديمقراطية والشفافية في اتخاذ القرارات وتنامي الثقة والمصداقية ،وتولي السيادة واالستغاللية للمجتمع بأجياله المتالحقة . مبادئ التنمية المستدامة : يمكن إجمال المبادئ االساسية للتنمية المستدامة التي بدورها تشكل المقومات السياسية واالجتماعية واألخالقية إلرسائها وتأمين فعاليتها كما يلي : ( )1اإلنصاف : أي حصول كل انسان علي حصة عادلة ومتوازنة من ثروات المجتمع . م /محمد االشول ( )2التمكين : بمعني اعطاء افراد المجتمع امكانية المشاركة الكاملة الفعالة في صنع القرارات واآلليات او التأثير عليها ،وذلك من اجل زيادة حس اإلنتماء لدي هؤالء االفراد بالشكل الذي يمكنهم من مشاركة فاعلة في عملية التنمية . ( )3حسن االدارة والمساءلة : أي خضوع اهل الحكم واإلدارة الي مبادئ الشفافية والمحاسبة والحوار والرقابة والمسؤولية ،من اجل تجنب الفساد والمحسوبيات وجميع العوامل االخري التي من شأنها ان تشكل عقبة في طريق التنمية المستدامة . ( )4التضامن : بين االجيال وبين الفئات االجتماعية داخل المجتمع وبين المجتمعات األخرى للتنمية المستدامة ،وذلك من خالل الحفاظ علي البيئة والموارد الطبيعية لألجيال القادمة ،وعدم تراكم مديونية علي كاهل االجيال الالحقة ،وكذلك تأمين الحصص العادلة من النمو لكافة الفئات االجتماعية . مجاالت التنمية المستدامة : هناك مجموعة من االهداف التي تسعي التنمية المستدامة الي تحقيقها في شتى المجاالت ،بحيث تتشابك هذه االهداف ضمن محاور التنمية وهي المحور االقتصادي واالجتماعي والبيئي . ويمكن االشارة الي هذه المجاالت المستهدفة بالتنمية المستدامة علي النحور التالي : ( )1المياه : من الناحية االقتصادية تهدف التنمية المستدامة الي ضمان امداد كاف ورفع كفاءة استخدام المياه في التنمية الزراعية والصناعية والحضرية والريفية . وفي المجال االجتماعي العمل علي تأمين الحصول علي المياه النظيفة لإلستعمال المنزل والزراعة . اما في المجال البيئي فتهدف الي الحفاظ علي الموارد المائية والمياه الجوفية . ( )2الغذاء : تتشابه كل من الناحية االقتصادية واالجتماعية حيث تسعي نحو زيادة االنتاجية الزراعية وتحقيق األمن الغذائي ،اما بخصوص البيئة فتعمل من اجل ضمان االستخدام المستدام والحفاظ علي االراضي . ( )3الصحة : من الناحية االقتصادية العمل علي الرعاية الصحية والوقائية ،اما من الناحية االجتماعية فتسعي التنمية المستدامة الي ضمان رعاية صحية اولية لألغلبية الفقيرة ،والحماية البيئية . ( )4السكن والخدمات : علي الصعيد االقتصادي ضمان توفر المواد الكافية للبناء وموارده ،ونظم المواصالت ،وعلي الجانب االجتماعي ضمان الحصول علي السكن المناسب بالتكلفة المناسبة ،اما بخصوص البيئة فالعمل علي ضمان االستخدام المستدام او المثالي لألراضي ،باالضافة الي الصرف الصحي . م /محمد االشول ( )5الطاقة : بخصوص الجانب االقتصادي ،ضمان االمداد الكافي واالستعمال الكفء للطاقة في مجال التنمية الصناعية والمواصالت ولإلستعمال المنزلي ،وفي الجانب االجتماعي ضمان الحصول علي الطاقة الكافية لألغلبية الفقيرة خاصة بدائل الوقود الخشبي . وتتكون مصادر الطاقة المتجددة من مصادر الطاقة التي يمكن استبدالها بسهولة بحيث تشكل مصدرا ال ينفذ للطاقة ،وتعد الطاقة الشمسية من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة ،والتي يمكن استخدامها في توليد الكهرباء او للتدفئة او للتسخين او حتى للتبريد ،وتوفر الطاقة الشمسية عامل األمان البيئي ،حيث ان الطاقة الشمسية هي طاقة نظيفة ال تلوث البيئة وال تترك فضالت مما يكسبها وضعا خاصا في هذا المجال ن كما تعتبر طاقة الرياح ،من مصادر الطاقة التي تشهد النمو االسرع في العالم ،وتحافظ علي البيئة . وذلك بسبب خفضها معدالت تغير المناخ الذي يتسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهو من اهم ميزات توليد الطاقة بواسطة الرياح . كما انه خال من الملوثات االخري المرتبطة بالوقود االحفوري والمصانع النووية ،وتستخدم طاقة الرياح لتوليد الكهرباء عن طريق تحريك مراوح هوائية ضخمة ،وتكون متصلة مع توربينات مولدات كهربائية . ( )6التعليم : من الناحية االقتصادية ،ضمان وفرة المتدربين لكل القطاعات االقتصادية االساسية ،ومن الناحية االجتماعية ضمان االتاحة الكافية للتعليم للجميع من اجل حياة صحية ومنتجة ،اما الجانب البيئي ،السعي نحو ادخال البيئة في المعلومات والبرامج التعليمية . ( )7الدخل : يركز الجانب االقتصادي في هذا الجانب علي زيادة الكفاءة االقتصادية ،والنمو وفرص العمل في القطاع الحكومي ،ومن الناحية االجتماعية دعم المشاريع الصغيرة وخلق الوظائف لألغلبية الفقيرة في القطاع غير الحكومي ،وبخصوص الجانب البيئي ضمان االستعمال المستدام للموارد الطبيعية الضرورية للنمو االقتصادي في القطاعات الرسمية وغير الرسمية . متطلبات التنمية المستدامة : يمكن حصر المتطلبات العامة للتنمية المستدامة فيما يلي : ( )1القصد في استهالك الثروات والموارد الطبيعية . ( )2سد االحتياجات البشرية في ترشيد االستهالك . ( )3العناية بالتنمية البشرية في المجتمع . ( )4التنمية االقتصادية الرشيدة . ( )5الحفاظ على البيئة . ( )6الشراكة في العالقات الخارجية والداخلية . م /محمد االشول نظريات التنمية المستدامة : لمفهوم التنمية المستدامة مدخلين ،يتعلق االول منهما بالتفاؤل حول االستدامة بوصفها مقيدة باالقتصاد الوطني ،واما المدخل الثاني يتعلق بالتفاؤل حول االقتصاد الوطني لكونه مقيدا باالعتبارات المحيطية والبيئية ،واللذان ينصبان في مفهومهما علي مالئمة القيام بخصم التكاليف المستقبلية واحالل رأس المال المصنوع محل الموارد الطبيعية المتناقصة ، وعليه ظهرت نظريتان للتنمية المستدامة . النظرية االولي :نظرية الصيغة الضعيفة لالستدامة : فالعنصر الرئيسي فيها هو ما ينص علي ان رأس المال المصنوع من قبل البشر يمكن له ان يحل محل رأس المال الطبيعي والخدمات التي قامت األنظمة البيئية بتوفيرها ،فالخط المستدام لالقتصاد الوطني حسب ما يراه سولو solowفي عام 1992هو الذي يسمح لكل جيل مستقبلي بذات الفرصة اليت حظيت بها االجيال السابقة ،وفي هذه الحالة وكما يري داسجوبتا وهيل Dasgupta and heal 1979فإن الموارد الناضبة ال تشكل قيدا علي السكان والنمو االقتصادي في حال حل رأس المال المصنوع من البشر محل رأس المال الطبيعي . النظرية الثانية :نظرية الصيغة القوية لالستدامة : وفيه ان رأس المال البشري ال يمكن ان يكون بديال للخدمات الحيوية التي تقوم االنظمة البيئية بتوفيرها ،ولهذه النظرية عدد حجج تدعمها ،فأول هذه الحجج هي عدم اليقين ،اي ال يمكن التنبؤ بمضمون االفعال الحالية بصورة انه كيف يمكن لهذه االفعال التي تؤدي بالضرر في رأس المال الطبيعي ،االمر الذي ال يمكن معه تقدير مستوي االستثمار المالئم في رأس المال الذي صنعه البشر والمطلوب من الصيغة الضعيفة لالستدامة لتعويض الضرر الذي اصاب رأس المال الطبيعي ،وثاني هذه الحجج هي عدم االنعكاس ،فتدمير شكل معين من رأس المالي الطبيعي كالتنوع االحيائي غير قابل لالنعكاس ،بينما رأس المال المصنوع من البشر يمكن اعادة بناؤه من جديد ،ولهذا فإنه ليس لدينا طريق يفي بالحاجة الي مقياس صيغة االستدامة ،وثالث هذه الحجج ( الحجم ) ،والذي فيه يمكن ان نكون امام حاالت عدم استمرارية وتأثيرات العتبة ، في ظل عالقة السبب بالتأثير المستمر التي افترضت في نظرية الصيغة الضعيفة لالستدامة . شروط التنمية المستدامة واهم التحديات التي تواجهها : على الرغم من انه حدث تقدم في مجال التنمية المستدامة في بعض الدول العربية ،شمل النواحي االقتصادية واالجتماعية والبيئية ،لكن جهود التنمية ما زالت تواجه تحديات عديدة ،يأتي في مقدمتها الفقر والبطالة وقضية المياه وأزمة البحث العلمي والعولمة . إن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب وضع استراتيجية متكاملة ذات أهداف محددة وأولويات واضحة تراعي تحسين األوضاع االقتصادية واالجتماعية للمواطن العربي ،والمحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية مع األخذ في الحسبان ظروف منطقتنا العربية وخصوصيتها وحسن تقدير التطورات العالمية والمتغيرات المستقبلية . ولعل أهم مرتكزات تلك االستراتيجية تعزيز بناء القدرات البشرية ووضع عدد من المؤشرات والمعايير لقياس مدى تحقق التنمية وإجراء تقييم دوري لمتابعة برامجها وتوجيه مسارها ،وبهذا نطمئن إلى أننا نسير في االتجاه الصحيح . أهم التحديات التي تواجه دول العالم اإلسالمي في مجال التنمية المستدامة : ( )1الفقر : والذي يعد السبب الرئيس للعديد من المعضالت الصحية واالجتماعية واألخالقية في دول العالم اإلسالمي ،حيث يدفع الفقر إلى استنزاف الموارد الطبيعية المتوفرة والقليلة وإلى استعمالها استعماال عشوائيا . وتجدر اإلشارة إلى أن تلك الجدلية بين الفقر واستنزاف الموارد الطبيعية قد يكون سببها انتشار األمية والجهل ،وارتفاع عدد السكان ،وتزايد معدالت البطالة ،وتزايد الديون الخارجية وارتفاع أعباء خدمتها . م /محمد االشول ( )2التضخم السكاني غير الرشيد : وعدم وجود مواءمة بين النمو السكاني والموارد الطبيعية المتوفرة لتلبية االحتياجات المتزايدة للسكان في العديد من الدول اإلسالمية .فلقد أدي النمو السكاني في تلك الدول إلى تزايد الطلب على الموارد البيئية والخدمات الصحية والتعليمية واالجتماعية . ( )3تدهور قاعدة الموارد الطبيعية : إن استمرار استنزاف الموارد الطبيعية أدى إلى نضوب قاعدة الموارد الطبيعية وانتشار كافة أشكال التلوث التي تمس الماء والتربة والهواء وخاصة في المناطق الحضرية ،ومن ثم إعاقة تحقيق التنمية المستدامة . ( )4عدم كفاية مصادر التمويل : نقص التمويل الالزم لتحقيق التنمية البشرية والبيئية المستدامة وبناء القدرات ،وعدم وفاء الدول المتقدمة بتقديم المساعدات التي وعدت بها للدول النامية . ( )5ضعف مستوى فعالية األنظمة التعليمية والبحثية : قصور األنظمة التعليمية والبحثية عن مسايرة التقدم العلمي والتقني في العالم ومستلزمات تحقيق التنمية المستدامة ،باإلضافة إلى هجرة العقول إلى الدول المتقدمة . ( )6الديون : تشكل الديون وأعباء خدمتها عبئا كبيرا على اقتصاديات الغالبية العظمى من دول العالم اإلسالمي . م /محمد االشول