خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره الر ِحيم الر ْح َمن َّ بِ ْس ِم اهلل َّ المادة :شرح ُم َع َّل َق ِة " ْامرِ ِئ ال َق ْيس" الدرس الثالث :األبيات.)31-15( : الحمد هلل رب العالمين ،والصالة والسالم على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ،وعلى آله وأصحابه أجمعين ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،ربي يسر وأعن برحمتك يا أرحم الراحمين. قال الشاعر: (فقلت لها سيري وأرخي زمامه وال تبعديني من جناك المعلل) (فقلت لها سيري) :انطلقي ،واصلي السير. (وأرخي) :أي :أطلقي. (زمامه) :الزمام :ما ُيجعل يف أنف البعير من السيور ،أي :من جلد ،واما ما يجعل يف أنفه من النحاس ،فيقال له :الربة ،على وزن كرة ،وما يجعل يف أنفه من العود يسمى :خشش ،وما يجعل يف أنفه من الشعر يسمى :خزام. إذن الزمام من سيور ،والربة من النحاس ،والخشاش من العود ،والخزام من الشعر. ِ جناك) (وال تبعديني من (ال تبعديني) :ال تقصيني. (من جناك) :الجنى بالفتح والقصر ،ما ُيلتقط من الثمر ونحوه ،استعاره لحديثها واللهو هبا. (المع َّلل) :بصيغة اسم المفعول الذي يحصل به التعلل ،أي :التسلي أو (المع ِّلل) :المط ّيب. ()1 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره (فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم ُمح ِول) (فمثلك) :أيُ :فر َّب مثلِك ،مجرور بـ" ُر َّب" محذوف ،و" ُر َّب" تختص من بين حروف الجر بأهنا تجر مذكورة ومحذوفة. وحذفها بعد "الفاء" و"بل" مسموع ،وبعد الواو كثير ،ودون هذه المذكورات قليل. قال ابن مالك -رحمه اهلل تعالى -باأللفية: ِ فجرت بعد "بل" ُ وحذفت ُر َّب َّ و"الفا" وبعد "الواو" شاع ذا العمل ِ ٍ (وبيضة ِخدر يا يرام خباؤها) ،وبعد الفاء أيضا ،مسموع، كموج البحر)، بعد الواو كثير جدا: (وليل َ ِ (فمثلك حبلى قد طرقت) ،أي :فرب مثلك ،وسمع أيضا بعد بل ،ودون هذه المذكورات ومنه هذا البيت: قليل. إذن (فمثلك حبلى) فرحِ ، (حبلى) :المرأة الحامل ،فعلها ك َف ِرح ،حبلت المرأة ،تحبلِ ، فعل بالكسر ،مضارعهاَ :يف َعل. (قد طرقت) :الطروق :اإلتيان بالليل ،والطارق :اآليت يف الليل ،إال طارقا يطرق بخير. يطرق. طرق ُ فالطارق الزائر بالليل ،فعله كن ََصرَ ، (ومرضع) :أي :امرأة من شأهنا اإلرضاع ،لها ولد يف سن اإلرضاع ،فإذا كانت كذلك فإهنا ال ُتذكر معها التاء. واأل صل أن الصفات التي ال يوصف هبا الرجال ال تؤنث؛ ألن تاء التأنيث معناها األصلي هو: الفرق بين المذكر والمؤنث ،فإذا كانت الصفة مختصة بالنساء؛ لم نحتج حينئذ إلى هاء ،ولهذا ال نقول: امرأة حائضة؛ ألن الرجال ال يقع لهم ذلك ،وال نقول :كاعبة ،وال ناهدة ،وال نحو ذلك. األصل أن الصفات التي تختص بالمؤنثات ال تؤنث بالتاء؛ إذ ال نحتاج إلى التفريق هنا بين الرجال والنساء ،فإذا قيل حامل ،وأريدَ حمل الجنين؛ لم نحتج إلى تاء؛ ألن هذا ال يوصف به الرجال ،ولكن إذا اريد لحامل أهنا ِ تحمل طعاما مثال أو نحو ذلك؛ قيل :حاملة بالتاء ،ألن هذا الوصف يوصف به الرجال. ()2 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره لكن إن ُقصد معنى الفعل أيُ :قصدت المباشرة؛ جيء بالتاء فر ًقا بين المباشرة وغيرها ،فإذا قيل: امرأة مرضعة ،فمعناه :أهنا تباشر اإلرضاع ،أي :تلقم ولدها ثديها ،هذه مرضعة بالتاء. أما المرضع :فهي التي يف سن اإلرضاع ،معناه :لها ولد يف مرحلة اإلرضاع ،فهذه يقال لها :مرضع. فإذا قيل :مرضعة ،فمعناها :تلقم ولدَ ها ثديها ،قال -تعالى{ :-يوم تروهنا تذهل ُّ كل ُمرضعة عما أرضعت} ،وهذا أبلغ ،ذهول المرأة وهي تلقم ولدها ثديها عن ولدها أبلغ من كون مجرد لها ولد رضيع. قال ابن مالك -رحمه اهلل تعالى -يف الكافية الشافية: خص وما من األلفاظ باألنثى ُي ّ وحيث معنى الفعل ينوى التا ترد نص عن تاء استغنى ّ ألن ال ّلفظ ّ طفًل ولد كـ"ذي" غدً ا مرضعة ً (فألهيتها) :شغلتها. عن صبي (ذي تمائم) :فالموصوف محذوف وحذف الموصوف وذكر الصفة كثير يف كالم العرب. والقرآن الكريم مليء منه{ :وألنا له الحديد أن اعمل سابغات} ،أي :درو ًعا سابغات .فيحذف الموصوفة وتبقى الصفة{ ،الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ،أي :عملوا األعمال الصالحات ،هذا كثير جدا ،قال ابن مالك -رحمه اهلل تعالى -يف األلفية: نعوت والن ِ ِ َّعت ُع ِقل الم وما من َ يجوز َح ْذ ُفه ويف النعت َي ِق ْل (تمائم) :التمائم جمع تميمة ،وهي المعاذة التي تعلق للصبي ،كانت العرب تعلق المعاذة للصبي. مرضع لبن الغيلة ،ولبن الغيلة :هو لبن (مح ِول) :أي :أتى عليه َحول ،ويف رواية( :مغيل) :أيَ : ُ أن ِ سمع ّ الحامل ،ويف الحديث« :أن النبي -صلى اهلل عليه وسلم -هنى عن الغيلة ،ثم أذن فيها بعد ْ أن الروم يفعلون ذلك وال يضر أوالدهم» فنهي النبي -صلى اهلل عليه وسلم -عنها ليس شرعا ،وإنما هو من األمور الدنيوية. ()3 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره وهني النبي -صلى اهلل عليه وسلم -يف األمور الدنيوية هو رأي قد يتغير :كنهيه عن تأبير النخيل، ثم أذن بعد ذلك يف تأبيره. (إذا ما بكى) :صرخ. (من خلفها) :من ورائها. (انصرفت له بشق) :أي :جانب. ٌّ حول) وشق عندنا لم ُي َّ (ويوما على ظهر الكثيب َّ تعذرت علي ّ ) (على ظهر الكثيب) :الكثيب :الرمل الكبير. علي) ،أصله إبداء العذر. (تعذرت) :أي :تصعبت ( ّ (وآلت) حلفت ،آلى ،يؤلي :حلف ،قال -تعالى{ :-للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر}، وائتلى كذلك :حلف ،قال -تعالى{ :-وال يأت ِل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى} ،آلى، وائتلى ،وآل :حلف. (حلفة) :نائبة عن المفعول المطلق عن المصدر يف االنتصاب عن المفعولية المطلقة؛ ألهنا بالمعنى كقولهم :جلس قعو ًدا ،وفرح جذال ،وآلى حلفة. (لم تحلل) :لم يقع فيها استثناء. قال: وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي (أفاطم مهًل بعض هذا التدلل وإن تك قد ساءتك مني خليقة ِ تنسل) فس ِّلي ثيابي من ثيابك (أفاطم) :الهمزة :حرف نداء ،ينادى به القريب ،كما قال ابن مالك -رحمه اهلل تعالى -يف األلفية: والهمز للدّ اين ووا لمن نُدب أو يا وغير وا لدى اللبس اجتنب ينادى به القريب ،و(فاطم) :ترخيم فاطمة ،والرتخيم :هو حذف آخر المنادى ،قال ابن مالك - رحمه اهلل تعالى -يف األلفية: ()4 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره ترخيما احذف ِ كيا سعا فيمن دعا سعادا اخ َر المنادى ً أفاطم ،يعرب النحاة أفاطم، وهذا البيت ُيروى بالضم والنصب ،وهما لغتان فصيحتان عن العرب: َ ُ عنهما بلغة من ينتظر ،ولغة من ال ينتظر ،ومعنى من ينتظر ومن ال ينتظر :أن بعض العرب يعامل المنادى المرخم معاملة ما بقي منه حرف؛ فيرتك آخره على ما كان عليه ،ويقدِّ ر أن حرف اإلعراب محذوف ،وأن هذا الحرف ينبغي أن يبقى كما كان ،فمثال: (أفاطم) هذا على لغة من ينتظر ،أي :من ُيقدِّ ر أن حرف اإلعراب محذوف ،أن الضمة التي تكون َ يف المنادى المعرف المفرد: ِ المعرف المنادى المفردا وابن ّ عهدا على الذي يف رفعه قد أن حرفها قد ُحذف ،وأن هذه الميم كانت مفتوحة قبل َحذف؛ فينبغي أن تبقى كما كانت ،فنحن ننتظر؛ ألن حرف النداء محذوف -الحرف الذي يظهر عليه أثر البناء محذوف.- (أفاطم) ينبغي أن يعامل معاملة المنادى وأما من ال ينتظر :فإنه ُيقدِّ ر أن الكلمة قد انتهت ،وأن آخر ُ (أفاطم) ،فال ننتظر شيئا محذوفا. العلم المفرد :وهو أنه يبنى على الضم ،فيقول: ُ (أفاطم مهال بعض هذا التدلل) (أفاطم ً إذن هذا معنى لغة من ينتظر ولغة من ال ينتظر ،فيقال: َ ُ مهال). ً (مهًل)ِ :رف ًقا. (بعض هذا التدلل)ُ :ك ِّفي أو اتركي بعض هذا التدلل. (التدلل) :هو إظهار البغض مع إخفاء الحب ،أن تكون المرأة تظهر البغض ،ولكنها تخفي الحب، فتكون م ِ ح َّبة ولكنها تتظاهر بالبغض ،فيقال له :تدلل. ُ (وإن كنت قد أزمعت صرمي) ِ ِ ِ وصرمي) ،الصرم: (صرميُ ، (أزمعت) :أي :أجمعت وعزمت على (صرمي) بالفتح والضمَ ، القطعَ ،ص َرمهَ :ق َطعهَ ،ي ِ صر ُمه. (فأجملي) :اصرمي َصر ًما جميال ()5 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره (وإن ُ تك قد ساءتك مني خليقة (إن تك) :األصل تكن ،والعرب تحذف النون مِن "كان" المجزومة ،إذا لم يتصل هبا ضمير ،وهذا فسلي ثيابي من ثيابك تنسل) حذف اعتباطي. سؤال :هل (أغرك مني )...مؤخر؟ نعم ،يف الرتتيب عندي مؤخر ،أنا نسختي نسخة األعلم -رحمه اهلل تعالى ،-وأسير على ترتيبها، لكن إذا ُوجدت أبيات تخالفها فسأشرحها إن شاء اهلل ،حتى نشرح ما عندي وما عندكم إن شاء اهلل. (وإن تك قد ساءتك مني خليقة) ،قلت" :تك" فعل مضارع أصله "تكون" ولكن هذه النون ُتحذف اعتباطا بغير سبب ،قال ابن مالك -رحمه اهلل تعالى -يف األلفية: ِ ومن ُم ِ ف ما ُا ْلت ُِز ْم لكان ُمن َْج ِز ْم وهو َح ْذ ٌ ت ُْح َذ ُ فن ٌ ضار ٍع َ ُون ْ وقع يف القرآن الكريم يف مواضع كثيرة ،يف ثمانية عشر موض ًعا من كتاب اهلل ،ووقع أيضا ذكر النون، رب شقيا} ،فزكريا قال{ :لم أكن} ،ومريم كل ذلك وقع{ :ولم أك بغ ّيا} ،وقال زكريا{ :ولم أكن بدعائك ِّ قالت{ :لم أك}. على كل حال هذا النحاة يقولون :هو حذف اعتباطي ،معناه :تفعله العرب هكذا ،هو جائز ومن ٍ رجاء هلل -سبحانه وتعالى -ولم يكن يف أراد أيضا البحث عن المناسبة فيمكن أن يقول :إن زكريا كان يف حال ضيق شديد ،وأن مريم حين بشرت بالولد خافت الفضيحة ،فكانت يف ضيق بسبب خوف الفضيحة، وهذا المقام -مقام الضجر -يناسبه الحذف. (قد ساءتك) :ساءه :فعل له ما يكره ،فاستاء. (خليقة) :الخليقة ،والطبيعة ،والشنشنة ،والغريزة ،مرتادفات. (فسلي) :انزعيَّ ، يس ُّل ،على القياس. سل ُ (ثيابك) :الثياب جمع ثوب ،وكنى به عن القلب ،و ُف ّسر به أيضا قول اهلل -تعالى{ :-وثيابك فطهر} ،وأنه ُف ِّسر :بالثياب الملبوسة ،ومنهم من فسره أيضا :بتطهير القلب من األمراض. ِّ ()6 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره وإطالق الثياب على القلب مشهور يف كالم العرب ،ومنه أيضا قول امرئ القيس -يف قصيدته األخرى:- ُه ُم َمنَعوا جاراتِكُم َآل غ ِ ُدران مس دون َُهم َأال إِ َّن َقومًا كُنت ُُم َأ َ إلى أن يقول: ثِياب بني ع ٍ وف َطهارى ن َِق َّي ٌة ُ َ َ و َأوج ُه ُهم ِعندَ الم ِ شاه ِد ِغ ّر ِ ان َ ُ ُ فإهنم قالوا :ثياب بني عوف ،أي :قلوهبم. كضرب ونصر ،نسل ينسل وي ِ نسل ،مشهور بالضم والكسر معا، (تنسل) :فعل مضارع من ن ََسل َ َ َ َ ُ ونسل الطائر :سقط ريشه ونبت مكانه ريش آخر. ِ غره أي :خدعه وأطمعه بالباطل ،أطمعه يف ما لن يناله. غره :خدعه ،تقالَّ : (أغرك) :أي :خدعكَّ ، َّ (أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب) :القلب :هو الفؤاد ،القلب ُيستعمل يف الكالم العربي مصدر :قلب يقلِب قل ًبا ،ويستعمل بمعنى :الفؤاد ،وهو الجسم الصنوبري الذي أودعه اهلل سبحانه وتعالى يف صدر اإلنسان على شكل الصنوبر المعروف. ويقال للعقل أيضا من حيث هو :قلب. (وأن ِ ك مهما تؤمري القلب) :أي :الفؤاد( ،يفعل). كض َرب :-دمعت ،ذرفت العين ِ تذرف :دمعت. (وما ذرفت عيناك) :ذرف َ - (إال لتضربي بسهميك) :أي :عينيك ،السهم -معروف :-آلة الرمي التي يرمى هبا واستعاره هنا ِ بسهميك :المع ّلى والرقيب ،هما سهمان يكون صاحبهما حظيا يف للعينين أو أراد سهام الميسر فقصد الميسر؛ ألن من خرج له سهم المعلى؛ أخذ سبعة من عشرة من سهام الميسر ،ومن خرج له السهم الرقيب أخذ ثالثة من عشرة من سهام الميسر ،فمن أخذ سبعة وثالثة؛ فقد استكمل العشرة. (يف أعشار قلب) :أي :أجزاء قلب ،القلب معروف :هو الفؤاد. (مقتَّل) :مذلل بالحب. ()7 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره قال: معجل) تمتعت من لهو بها غير َ (وبيضة خدر ال يرام خبائها ور َّب (بيضة) ،أي :امرأة كالبيضة يف صفاء لوهنا. ور َّب ،أيُ : (وبيضة) :هذه واو ُ (ال يرام) :ال يقصد( ،خباؤها) :بناؤها ،أي :يخاف الناس منها لوجود الحرس ،ووجود من يحميها. معجل) :أي :غير متسرع يف ذلك ،كنى بذلك عن شجاعته. (تمتعت من لهو) :لعب (بها غير َ (تجاوزت أحراسا وأهوال معشر) ،ويف نسخة (تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا) :تجاوزه :تخطاه، جازه وتجاوزه :تخطاه. جمع جم ٍع ،والحارس :هو و(األحراس) :جمع حرس ،والحرس :جمع حارس ،فاألحراس ُ الحافظ للشيء ،قال -تعالىُ { :-ملِئت َح َر ًسا شديدً ا ُ حر َسه كنصر وش ُه ًبا} ،فالحرس :جمع حارس ،وقد َ ِ ويحرس. يحرس وضرب ،أيَ :ح َر َس ُ (ومعشرا) :أي :قوما ،جماعة ،ويروى( :وأهوال معشر) ،واألهوال :جمع هول ،والهول :هو الم ُخوف ،الذي يخافه اإلنسان. الشيء َ (علي حراص) :الحراص جمع حريص ،وقد حرص كعلِم وضربِ : وحرص :جدَّ يف حرص َ ّ الطلب ،ويقال أيضا :بخل ،والفعل كعلم وضرب ،كعلم معناهِ : يحرص ،وكضرب على العكس، حرص َ معناه :حرص ِ يحرص. شرون) :يشرون بالمعجمة أي :يظهرون :لو كانوا يستطيعون إظهار قتلي لفعلوا. (ي ُّ (لو ُي ُّ سرون) أو ُ وروي بالسين ومعناها :اإلخفاء ،هي ضد يشرون ،يسرون أو يخفون :أنه لو استطاعوا أن يقتلوين خفية لفعلوا. المف َعل هنا للمصدر. (مقتلي) :معناه :قتليَ ، ()8 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره علي خراص أم علي حراص؟ سؤال :تجاوزت أحراسا وأهوال معشر ّ (تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا) ،هذه رواية ،والرواية األخرى( :تجاوزت أحراسا وأهوال معشر علي حراص لو يسرون مقتلي) ّ سؤال :قال بعض الشراح :يسرون :يظهرون. معروف أن اإلظهار بالشين المعجمة أو المشهور. قال: (إذا ما الثريا يف السماء تعرضت تعرض أثناء الوشاح المفصل) (إذا) :ظرف لما يستقبل من الزمان فيه معنى الشرط غالبا ،وهي ظرف لقوله (تجاوزت) معناه: تجاوزت (إذا) :يف هذا الوقت. (الثريا) :نجم معروف ،وقيل :أراد الجوزاء إذ هي التي تتعرض يف األفق. (يف السماء) :المراد األفق ،السماء تطلق يف كالم العرب ثالثة إطالقات: تطلق على السقف المحفوظ المقابل لألرض. وتطلق على جهة العلو من حيث هي. وتطلق على المطر.(تعرضت) :أي :أخذت عرضة ،أي :جانب وناحية السماء. (تعرض أثناء) :جمع ثني أو ثنا وهو :ما تثنى من الشيء أو هو :طاقات الشيء :أجزاؤه وتضاعيفه. (الوشاح) :الوشاح :ما يصنع من أديم ،ويرصع ،و ُيجعل عليه ترصيع يشبه القالدة ،تضعه الجارية، فهو شيء تعلقه الجارية يف عنقها من ُأ ُدم ،أي :من جلود ،ويوضع عليه ترصيع وخرز ،يشبه القالدة. (المفصل) :أي :الذي ُف ّصل خرزه باللؤلؤ. ()9 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره أي :يتجاوز إليها يف هذا الوقت يف وقت تعرض الثريا أو الجوزاء تعرضا أشبهه أنا ،أشبه نجوم الثريا أو نجوم الجوزاء يف ذلك الوقت بالخرز والرتصيع الذي يكون على وشاح الجارية. قال: (فجئت وقد ن ََضت لنوم ثيابها لدى الستر إال لبسة المتفضل) (جئت وقد نضت) :قد خلعت ،نضا الثوب :خلعه ،لنوم ،أي :ألجل النوم. سؤال :هل هي نضت ،بالتخفيف أم بالتشديد أحب إليك؟ هذا سؤال يعجبني ،ألن من له ذوق يف الشعر يكون التشديد أحب إليه ،لكن هي نضت بالتخفيف، الفعل نضت ،ومن الشعر والوزن نضت بالتشديد أحسن ،ولكن نضت موزونة أيضا ،امرؤ القيس عموما شعره موزون. و(نضت) معناه :خلعت ،نضى الثوب :خلعه. (لنوم ثيابها) :هذا البيت من شواهد النحاة ،يستشهدون به يف باب المفعول ألجله ،والشاهد فيه أنه إذا لم يتحد وقت المصدر مع فاعله فإنه حينئذ ُيجر بالحرف ،المفعول ألجله ال بد أن يكون مصدرا قلبيا متحدا مع عامله يف الوقت والفاعل ،داال على التعليل ،فإن ُف ِقد شيء من هذه الشروط فإنه يجر حينئذ. (فجئت وقد نضت لنوم) :هناك اختالف يف الوقت ،وقت خلع الثياب ليس هو وقت النوم ،فلما اختلف وقت المصدر مع وقت عامله؛ اختل شرط من شروط المفعول ألجله ،فتعين حينئذ أن يجر بالحرف ،قال ابن مالك -رحمه اهلل تعالى:- وإن شرط فقد) فاجرره بالحرف وليس يمتنع ويف رواية( :فاجرره بالًلم). (جئت وقد نضت لنوم ثيابها) :خلعت ثياهبا. ()10 مع الشروط كلزهد ذا قنع) خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره (لدى الستر إال لبسة المتفضل) :اللبسة :هيئة الالبس ،فالفعلة بالكسر مطردة يف الهيئات ،قال ابن مالك -رحمه اهلل تعالى -يف األلفية: و َف ْع َل ٌة لِ َم َّر ٍة ك ََج ْل َس ْه وفِ ْع َل ٌة لِ َه ْيئ ٍَة ك ِ َج ْل َس ْه (المتفضل) :الالبس الفضلة ،والفضلة هي :الثوب الذي ُيلبس للخفة يف العمل وللنوم ،الثوب الذي تتخذه للنوم أو تتخذه للعمل لكي تكون خفيفا بالعمل يقال له الفضلة ،والبسه متفضل. (فقالت يمين اهلل) :أي :يمين اهلل قسمي ،وهذا من المواضع التي يجب فيها حذف الخرب .كما قال ابن مالك -رحمه اهلل تعالى:- وبعد لوال غالبا حذف الخبر نص يمين ذا استقر حتم ويف ّ ٌ أنه إذا كان المبتدأ نصا يف اليمين تعين حذف الخرب ،كان حذف الخرب واجبا. (ما لك حيلة) :ليس لك حول( ،وما إن أرى) إن هنا زائدة ،أي :وما أرى عنك (الغواية) :أي: الضاللة والجهالة (تنجلي) :تنكشف. قال: (خرجت بها نمشي تجر وراءنا على أثرينا ذيل مرط مرحل) (خرجت) :الخروج معروف. (بها نمشي) ويف رواية (خرجت بها أمشي تجر) ،وهذا من شواهد النحاة. ومحل الشاهد فيه إن الحال إذا كانت لمتعدد و ُأمن اللبس ،فيمكن أن تجرى على اللفظ والنشر المرتب :بأن تكون الحال األولى لألول ،والثانية للثاين. لقيت فالحال إذا تعددت فاألصل فيها أن الحالة األولى تكون لصاحب الحال الثاين ،كأن قلتُ : زيدا مصعدا منحدرا ،معناه أحدنا مصعد والثاين منحدر ،مصعدا هذه حال من أيكما؟ ومنحدرا حال من أيكما؟ ()11 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره النحاة يجعلون الحالة األولى للثاين الذي يليها :لقيت زيدا مصعدا ،هو المصعد ،منحدرا حال مني أنا ،لكن إذا ارتفع اللبس ،ولم يوجد ما يوقع باللبس جاز أن ُيعمل بطريقة البالغيين الجميلة التي هي طريقة اللفظ والنشر المرتب ،بأن يكون :األول لألول ،والثاين للثاين. خرجت ،والهاء من هبا. (خرجت بها) :هنا صاحب حال ،التاء من ُ (أمشي تجر) :جملة أمشي :حال مني أنا ،وتجر :حال منها هي ،فهذا هو محل الشاهد هنا يف البيت. (تجر) :أي :تسحب ،الجر :السحب. (وراءنا على أثرينا) :األثر :ما يرتكه المار خلفه{ ،فقبضت قبضة من أثر الرسول} ،األثر :ما يرتكه المار خلفه. (ذيل مرط) :تسحب ذيل ،أي :طرف. (مرط) :المرط :كساء مخطط. (مرحل) :موشم بصور الرحال ،وتروى( :مرجل) أي :موشم بصور الرجال. (فلما أجزنا) :تجاوزنا وقطعنا (ساحة الحي) :الساحة :الناحية ،ساحة المكان :ناحيته (وانتحى) :عرض لنا. (بطن خبت) :الخبت :ما انخفض من االرض. (ذي حقاف) :الحقاف جمع حقف وهو :ما اعوج من الرمل. (عقنقل) :العقنقل :الرمل المتداخل المتضام ،أي لما وقع ذلك: ()12 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره قال: (هصرت بثوبي رأسها) (هصرت) :عطفت وجذبت ،فعله كضرب ،هصر ِ يهصر ،ويف الحديث« :أن النبي صلى اهلل عليه وسلم كان إذا ركع هصر ظهره -عطفه.»- (بفودي) :ناحيتي (رأسها). علي) (هضيم الكشح) :أي :ضامرة الكشح ،قال -تعالى{ :-ونخل طلعها هضيم}. (فتمايلت ّ و(الكشح) :الخاصرة. (ريا) :أي :مآلنة ،الفعل روي كرضي ،ننتبه هنا إلى أن (ريا) جاءتنا من قبل بمعنى :الرائحة الطيبة، ّ و(ريا) هنا أنثى الريان الممتلئ. و(المخلخل) :مكا ن الخلخال ،والخلخال هو :الزينة التي تضعها المرأة يف رجلها ،وهي المشار لها بقول اهلل -تعالى{ :-وال يضربن بأرجلهن ل ُيعلم ما يخفين من زينتهن} ،فالخلخال هو :زينة تضعها المرأة برجلها. تجول خًلخيل النساء وال أرى لرملة خلخاال يجولو وال ُقلبا. القلب هو :السوار الذي يكون يف اليد ،والخلخال هو :الذي يكون يف الرجل. (إذا التفتت) :نظرت (نحوي) :جهتي ،على معاين النحو يف اللغة. النحو يف اللغة القصد والمثل والجهة والمقدار والقسم والبعض ،والنحو هنا بمعنى الجهة، نحوي :جهتي. (تضوعت) :التضوع :انتشار الرائحة( ،نسيم الصبا) :النسيم :الهبوب اللطيف اللين ،هبوب الرائحة إذا كان لطيفا لينا يقال له :النسيم ،و(الصبا) :الريح الشرقية. بريا) :أي :برائحة( ،القرنفل) وهو :نبت طيب. (جاءت ّ ولعل هذا البيت هو الذي جعل األعلم يحذف البيت اآلخر؛ ألهنما متقاربان يف اللفظ. (مهفهفة) :والهيفاء :ضامرة البطن ،يقال :امرأة هيفاء ومهفهفة. ()13 خاص بمعهد اإلمام ابن مالك ،وال ُيسمح بتداوله أو نشره (بيضاء) :أي :موصوفة هبذا اللون. (غير مفاضة) :المفاضة :العظيمة البطن. (ترائبها) :جمع تريبة ،وهي :لحم الرتقوة ،قال -تعالى{ :-يخرج من بين الصلب والرتائب}، الرتائب جمع تريبة ،وهي أعلى الصدر ،لحمة الرتقوة. معربة ،أي :من لغة الروم ،ولكنها (مصقولة) :مجلوة (كالسجنجل) :المرآة ،يقال إهنا رومية ّ ُعربت. والغالب على األدوات عند العرب -ألهنا لم تكن أمة صناعية -أهنا كانت تستورد ما يأتيها من األدوات ،لم تكن تصنع هذه األواين وهذه األدوات ،وهذا لألسف الشديد ما زال أيضا واقعا للعرب اآلن، يستوردون األسماء مع المسميات. سؤال :الرتائب هو لحم الرتقوة؟ نعم ،هي جمع تريبة ،ومنهم من يقول :عظام أعلى الصدر ،ومنهم من يقول :لحم الرتقوة. (كبكر) :أي :أشبهها ببكر ،والبكر يقال معناها :أول بيضة يبيضها النعام أو أراد هبا الدرة التي لم تصقل ،كل ذلك فسر به بعض الشراح. (مقاناة) :أي :مخالطة ،قاناه :خالطه. (البياض بصفرة) :أي :تخلط بين البياض والصفرة ،وهذا اللون مستحسن عند العرب ،كما قال غيالن: لعس حو ٌة ٌ (لميا ُء يف شفتيها َّ ك َْحًل ُء فِي َب َرجٍ َص ْف َرا ُء فِي َن َعجٍ َوا ْل ُق ْر ُط فِي ُح َّرة ّ الذ ْف َرى ُم َع َّل َق ٌة ()14 ِ شنب ويف ال ِّلثات ويف أنيابِها ُ ذهب كأنَّها َّ مسها ُ فض ٌة قدْ َّ ُ يضطرب) فهو تباعدَ ُ الحبل من ُه َ