Uploaded by okcma1986

شرح معلقة امرئ القيس الدرس الثالث

advertisement
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫الر ِحيم‬
‫الر ْح َمن َّ‬
‫بِ ْس ِم اهلل َّ‬
‫المادة‪ :‬شرح ُم َع َّل َق ِة " ْامرِ ِئ ال َق ْيس"‬
‫الدرس الثالث‪ :‬األبيات‪.)31-15( :‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف المرسلين وخاتم النبيين‪ ،‬وعلى آله‬
‫وأصحابه أجمعين‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬ربي يسر وأعن برحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫(فقلت لها سيري وأرخي زمامه‬
‫وال تبعديني من جناك المعلل)‬
‫(فقلت لها سيري)‪ :‬انطلقي‪ ،‬واصلي السير‪.‬‬
‫(وأرخي)‪ :‬أي‪ :‬أطلقي‪.‬‬
‫(زمامه)‪ :‬الزمام‪ :‬ما ُيجعل يف أنف البعير من السيور‪ ،‬أي‪ :‬من جلد‪ ،‬واما ما يجعل يف أنفه من‬
‫النحاس‪ ،‬فيقال له‪ :‬الربة‪ ،‬على وزن كرة‪ ،‬وما يجعل يف أنفه من العود يسمى‪ :‬خشش‪ ،‬وما يجعل يف أنفه‬
‫من الشعر يسمى‪ :‬خزام‪.‬‬
‫إذن الزمام من سيور‪ ،‬والربة من النحاس‪ ،‬والخشاش من العود‪ ،‬والخزام من الشعر‪.‬‬
‫ِ‬
‫جناك)‬
‫(وال تبعديني من‬
‫(ال تبعديني)‪ :‬ال تقصيني‪.‬‬
‫(من جناك)‪ :‬الجنى بالفتح والقصر‪ ،‬ما ُيلتقط من الثمر ونحوه‪ ،‬استعاره لحديثها واللهو هبا‪.‬‬
‫(المع َّلل)‪ :‬بصيغة اسم المفعول الذي يحصل به التعلل‪ ،‬أي‪ :‬التسلي أو (المع ِّلل)‪ :‬المط ّيب‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫(فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع‬
‫فألهيتها عن ذي تمائم ُمح ِول)‬
‫(فمثلك)‪ :‬أي‪ُ :‬فر َّب مثلِك‪ ،‬مجرور بـ" ُر َّب" محذوف‪ ،‬و" ُر َّب" تختص من بين حروف الجر بأهنا‬
‫تجر مذكورة ومحذوفة‪.‬‬
‫وحذفها بعد "الفاء" و"بل" مسموع‪ ،‬وبعد الواو كثير‪ ،‬ودون هذه المذكورات قليل‪.‬‬
‫قال ابن مالك ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬باأللفية‪:‬‬
‫ِ‬
‫فجرت بعد "بل"‬
‫ُ‬
‫وحذفت ُر َّب َّ‬
‫و"الفا" وبعد "الواو" شاع ذا العمل‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫(وبيضة ِخدر يا يرام خباؤها)‪ ،‬وبعد الفاء أيضا‪ ،‬مسموع‪،‬‬
‫كموج البحر)‪،‬‬
‫بعد الواو كثير جدا‪:‬‬
‫(وليل َ‬
‫ِ‬
‫(فمثلك حبلى قد طرقت)‪ ،‬أي‪ :‬فرب مثلك‪ ،‬وسمع أيضا بعد بل‪ ،‬ودون هذه المذكورات‬
‫ومنه هذا البيت‪:‬‬
‫قليل‪.‬‬
‫إذن (فمثلك حبلى)‬
‫فرح‪ِ ،‬‬
‫(حبلى)‪ :‬المرأة الحامل‪ ،‬فعلها ك َف ِرح‪ ،‬حبلت المرأة‪ ،‬تحبل‪ِ ،‬‬
‫فعل بالكسر‪ ،‬مضارعها‪َ :‬يف َعل‪.‬‬
‫(قد طرقت)‪ :‬الطروق‪ :‬اإلتيان بالليل‪ ،‬والطارق‪ :‬اآليت يف الليل‪ ،‬إال طارقا يطرق بخير‪.‬‬
‫يطرق‪.‬‬
‫طرق ُ‬
‫فالطارق الزائر بالليل‪ ،‬فعله كن ََصر‪َ ،‬‬
‫(ومرضع)‪ :‬أي‪ :‬امرأة من شأهنا اإلرضاع‪ ،‬لها ولد يف سن اإلرضاع‪ ،‬فإذا كانت كذلك فإهنا ال ُتذكر‬
‫معها التاء‪.‬‬
‫واأل صل أن الصفات التي ال يوصف هبا الرجال ال تؤنث؛ ألن تاء التأنيث معناها األصلي هو‪:‬‬
‫الفرق بين المذكر والمؤنث‪ ،‬فإذا كانت الصفة مختصة بالنساء؛ لم نحتج حينئذ إلى هاء‪ ،‬ولهذا ال نقول‪:‬‬
‫امرأة حائضة؛ ألن الرجال ال يقع لهم ذلك‪ ،‬وال نقول‪ :‬كاعبة‪ ،‬وال ناهدة‪ ،‬وال نحو ذلك‪.‬‬
‫األصل أن الصفات التي تختص بالمؤنثات ال تؤنث بالتاء؛ إذ ال نحتاج إلى التفريق هنا بين الرجال‬
‫والنساء‪ ،‬فإذا قيل حامل‪ ،‬وأريدَ حمل الجنين؛ لم نحتج إلى تاء؛ ألن هذا ال يوصف به الرجال‪ ،‬ولكن إذا‬
‫اريد لحامل أهنا ِ‬
‫تحمل طعاما مثال أو نحو ذلك؛ قيل‪ :‬حاملة بالتاء‪ ،‬ألن هذا الوصف يوصف به الرجال‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫لكن إن ُقصد معنى الفعل أي‪ُ :‬قصدت المباشرة؛ جيء بالتاء فر ًقا بين المباشرة وغيرها‪ ،‬فإذا قيل‪:‬‬
‫امرأة مرضعة‪ ،‬فمعناه‪ :‬أهنا تباشر اإلرضاع‪ ،‬أي‪ :‬تلقم ولدها ثديها‪ ،‬هذه مرضعة بالتاء‪.‬‬
‫أما المرضع‪ :‬فهي التي يف سن اإلرضاع‪ ،‬معناه‪ :‬لها ولد يف مرحلة اإلرضاع‪ ،‬فهذه يقال لها‪ :‬مرضع‪.‬‬
‫فإذا قيل‪ :‬مرضعة‪ ،‬فمعناها‪ :‬تلقم ولدَ ها ثديها‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪{ :-‬يوم تروهنا تذهل ُّ‬
‫كل ُمرضعة عما‬
‫أرضعت}‪ ،‬وهذا أبلغ‪ ،‬ذهول المرأة وهي تلقم ولدها ثديها عن ولدها أبلغ من كون مجرد لها ولد رضيع‪.‬‬
‫قال ابن مالك ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬يف الكافية الشافية‪:‬‬
‫خص‬
‫وما من األلفاظ باألنثى ُي ّ‬
‫وحيث معنى الفعل ينوى التا ترد‬
‫نص‬
‫عن تاء استغنى ّ‬
‫ألن ال ّلفظ ّ‬
‫طفًل ولد‬
‫كـ"ذي" غدً ا مرضعة ً‬
‫(فألهيتها)‪ :‬شغلتها‪.‬‬
‫عن صبي (ذي تمائم)‪ :‬فالموصوف محذوف وحذف الموصوف وذكر الصفة كثير يف كالم‬
‫العرب‪.‬‬
‫والقرآن الكريم مليء منه‪{ :‬وألنا له الحديد أن اعمل سابغات}‪ ،‬أي‪ :‬درو ًعا سابغات‪ .‬فيحذف‬
‫الموصوفة وتبقى الصفة‪{ ،‬الذين آمنوا وعملوا الصالحات}‪ ،‬أي‪ :‬عملوا األعمال الصالحات‪ ،‬هذا كثير‬
‫جدا‪ ،‬قال ابن مالك ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬يف األلفية‪:‬‬
‫نعوت والن ِ‬
‫ِ‬
‫َّعت ُع ِقل‬
‫الم‬
‫وما من َ‬
‫يجوز َح ْذ ُفه ويف النعت َي ِق ْل‬
‫(تمائم)‪ :‬التمائم جمع تميمة‪ ،‬وهي المعاذة التي تعلق للصبي‪ ،‬كانت العرب تعلق المعاذة للصبي‪.‬‬
‫مرضع لبن الغيلة‪ ،‬ولبن الغيلة‪ :‬هو لبن‬
‫(مح ِول)‪ :‬أي‪ :‬أتى عليه َحول‪ ،‬ويف رواية‪( :‬مغيل)‪ :‬أي‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫أن ِ‬
‫سمع ّ‬
‫الحامل‪ ،‬ويف الحديث‪« :‬أن النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬هنى عن الغيلة‪ ،‬ثم أذن فيها بعد ْ‬
‫أن‬
‫الروم يفعلون ذلك وال يضر أوالدهم» فنهي النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬عنها ليس شرعا‪ ،‬وإنما هو من‬
‫األمور الدنيوية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫وهني النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يف األمور الدنيوية هو رأي قد يتغير‪ :‬كنهيه عن تأبير النخيل‪،‬‬
‫ثم أذن بعد ذلك يف تأبيره‪.‬‬
‫(إذا ما بكى)‪ :‬صرخ‪.‬‬
‫(من خلفها)‪ :‬من ورائها‪.‬‬
‫(انصرفت له بشق)‪ :‬أي‪ :‬جانب‪.‬‬
‫ٌّ‬
‫حول)‬
‫وشق عندنا لم ُي َّ‬
‫(ويوما على ظهر الكثيب َّ‬
‫تعذرت‬
‫علي‬
‫ّ‬
‫)‬
‫(على ظهر الكثيب)‪ :‬الكثيب‪ :‬الرمل الكبير‪.‬‬
‫علي)‪ ،‬أصله إبداء العذر‪.‬‬
‫(تعذرت)‪ :‬أي‪ :‬تصعبت ( ّ‬
‫(وآلت) حلفت‪ ،‬آلى‪ ،‬يؤلي‪ :‬حلف‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪{ :-‬للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر}‪،‬‬
‫وائتلى كذلك‪ :‬حلف‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪{ :-‬وال يأت ِل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى}‪ ،‬آلى‪،‬‬
‫وائتلى‪ ،‬وآل‪ :‬حلف‪.‬‬
‫(حلفة)‪ :‬نائبة عن المفعول المطلق عن المصدر يف االنتصاب عن المفعولية المطلقة؛ ألهنا‬
‫بالمعنى كقولهم‪ :‬جلس قعو ًدا‪ ،‬وفرح جذال‪ ،‬وآلى حلفة‪.‬‬
‫(لم تحلل)‪ :‬لم يقع فيها استثناء‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي‬
‫(أفاطم مهًل بعض هذا التدلل‬
‫وإن تك قد ساءتك مني خليقة‬
‫ِ‬
‫تنسل)‬
‫فس ِّلي ثيابي من ثيابك‬
‫(أفاطم)‪ :‬الهمزة‪ :‬حرف نداء‪ ،‬ينادى به القريب‪ ،‬كما قال ابن مالك ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬يف األلفية‪:‬‬
‫والهمز للدّ اين ووا لمن نُدب‬
‫أو يا وغير وا لدى اللبس اجتنب‬
‫ينادى به القريب‪ ،‬و(فاطم)‪ :‬ترخيم فاطمة‪ ،‬والرتخيم‪ :‬هو حذف آخر المنادى‪ ،‬قال ابن مالك ‪-‬‬
‫رحمه اهلل تعالى‪ -‬يف األلفية‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫ترخيما احذف ِ‬
‫كيا سعا فيمن دعا سعادا‬
‫اخ َر المنادى‬
‫ً‬
‫أفاطم‪ ،‬يعرب النحاة‬
‫أفاطم‪،‬‬
‫وهذا البيت ُيروى بالضم والنصب‪ ،‬وهما لغتان فصيحتان عن العرب‪:‬‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫عنهما بلغة من ينتظر‪ ،‬ولغة من ال ينتظر‪ ،‬ومعنى من ينتظر ومن ال ينتظر‪ :‬أن بعض العرب يعامل المنادى‬
‫المرخم معاملة ما بقي منه حرف؛ فيرتك آخره على ما كان عليه‪ ،‬ويقدِّ ر أن حرف اإلعراب محذوف‪ ،‬وأن‬
‫هذا الحرف ينبغي أن يبقى كما كان‪ ،‬فمثال‪:‬‬
‫(أفاطم) هذا على لغة من ينتظر‪ ،‬أي‪ :‬من ُيقدِّ ر أن حرف اإلعراب محذوف‪ ،‬أن الضمة التي تكون‬
‫َ‬
‫يف المنادى المعرف المفرد‪:‬‬
‫ِ‬
‫المعرف المنادى المفردا‬
‫وابن‬
‫ّ‬
‫عهدا على الذي يف رفعه قد‬
‫أن حرفها قد ُحذف‪ ،‬وأن هذه الميم كانت مفتوحة قبل َحذف؛ فينبغي أن تبقى كما كانت‪ ،‬فنحن‬
‫ننتظر؛ ألن حرف النداء محذوف ‪-‬الحرف الذي يظهر عليه أثر البناء محذوف‪.-‬‬
‫(أفاطم) ينبغي أن يعامل معاملة المنادى‬
‫وأما من ال ينتظر‪ :‬فإنه ُيقدِّ ر أن الكلمة قد انتهت‪ ،‬وأن آخر‬
‫ُ‬
‫(أفاطم)‪ ،‬فال ننتظر شيئا محذوفا‪.‬‬
‫العلم المفرد‪ :‬وهو أنه يبنى على الضم‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫ُ‬
‫(أفاطم‬
‫مهال بعض هذا التدلل)‬
‫(أفاطم ً‬
‫إذن هذا معنى لغة من ينتظر ولغة من ال ينتظر‪ ،‬فيقال‪:‬‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫مهال)‪.‬‬
‫ً‬
‫(مهًل)‪ِ :‬رف ًقا‪.‬‬
‫(بعض هذا التدلل)‪ُ :‬ك ِّفي أو اتركي بعض هذا التدلل‪.‬‬
‫(التدلل)‪ :‬هو إظهار البغض مع إخفاء الحب‪ ،‬أن تكون المرأة تظهر البغض‪ ،‬ولكنها تخفي الحب‪،‬‬
‫فتكون م ِ‬
‫ح َّبة ولكنها تتظاهر بالبغض‪ ،‬فيقال له‪ :‬تدلل‪.‬‬
‫ُ‬
‫(وإن كنت قد أزمعت صرمي)‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫وصرمي)‪ ،‬الصرم‪:‬‬
‫(صرمي‪ُ ،‬‬
‫(أزمعت)‪ :‬أي‪ :‬أجمعت وعزمت على (صرمي) بالفتح والضم‪َ ،‬‬
‫القطع‪َ ،‬ص َرمه‪َ :‬ق َطعه‪َ ،‬ي ِ‬
‫صر ُمه‪.‬‬
‫(فأجملي)‪ :‬اصرمي َصر ًما جميال‬
‫(‪)5‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫(وإن ُ‬
‫تك قد ساءتك مني خليقة‬
‫(إن تك)‪ :‬األصل تكن‪ ،‬والعرب تحذف النون مِن "كان" المجزومة‪ ،‬إذا لم يتصل هبا ضمير‪ ،‬وهذا‬
‫فسلي ثيابي من ثيابك تنسل)‬
‫حذف اعتباطي‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل (أغرك مني‪ )...‬مؤخر؟‬
‫نعم‪ ،‬يف الرتتيب عندي مؤخر‪ ،‬أنا نسختي نسخة األعلم ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ ،-‬وأسير على ترتيبها‪،‬‬
‫لكن إذا ُوجدت أبيات تخالفها فسأشرحها إن شاء اهلل‪ ،‬حتى نشرح ما عندي وما عندكم إن شاء اهلل‪.‬‬
‫(وإن تك قد ساءتك مني خليقة)‪ ،‬قلت‪" :‬تك" فعل مضارع أصله "تكون" ولكن هذه النون‬
‫ُتحذف اعتباطا بغير سبب‪ ،‬قال ابن مالك ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬يف األلفية‪:‬‬
‫ِ‬
‫ومن ُم ِ‬
‫ف ما ُا ْلت ُِز ْم‬
‫لكان ُمن َْج ِز ْم‬
‫وهو َح ْذ ٌ‬
‫ت ُْح َذ ُ‬
‫فن ٌ‬
‫ضار ٍع َ‬
‫ُون ْ‬
‫وقع يف القرآن الكريم يف مواضع كثيرة‪ ،‬يف ثمانية عشر موض ًعا من كتاب اهلل‪ ،‬ووقع أيضا ذكر النون‪،‬‬
‫رب شقيا}‪ ،‬فزكريا قال‪{ :‬لم أكن}‪ ،‬ومريم‬
‫كل ذلك وقع‪{ :‬ولم أك بغ ّيا}‪ ،‬وقال زكريا‪{ :‬ولم أكن بدعائك ِّ‬
‫قالت‪{ :‬لم أك}‪.‬‬
‫على كل حال هذا النحاة يقولون‪ :‬هو حذف اعتباطي‪ ،‬معناه‪ :‬تفعله العرب هكذا‪ ،‬هو جائز ومن‬
‫ٍ‬
‫رجاء هلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ولم يكن يف‬
‫أراد أيضا البحث عن المناسبة فيمكن أن يقول‪ :‬إن زكريا كان يف‬
‫حال ضيق شديد‪ ،‬وأن مريم حين بشرت بالولد خافت الفضيحة‪ ،‬فكانت يف ضيق بسبب خوف الفضيحة‪،‬‬
‫وهذا المقام ‪-‬مقام الضجر‪ -‬يناسبه الحذف‪.‬‬
‫(قد ساءتك)‪ :‬ساءه‪ :‬فعل له ما يكره‪ ،‬فاستاء‪.‬‬
‫(خليقة)‪ :‬الخليقة‪ ،‬والطبيعة‪ ،‬والشنشنة‪ ،‬والغريزة‪ ،‬مرتادفات‪.‬‬
‫(فسلي)‪ :‬انزعي‪َّ ،‬‬
‫يس ُّل‪ ،‬على القياس‪.‬‬
‫سل ُ‬
‫(ثيابك)‪ :‬الثياب جمع ثوب‪ ،‬وكنى به عن القلب‪ ،‬و ُف ّسر به أيضا قول اهلل ‪-‬تعالى‪{ :-‬وثيابك‬
‫فطهر}‪ ،‬وأنه ُف ِّسر‪ :‬بالثياب الملبوسة‪ ،‬ومنهم من فسره أيضا‪ :‬بتطهير القلب من األمراض‪.‬‬
‫ِّ‬
‫(‪)6‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫وإطالق الثياب على القلب مشهور يف كالم العرب‪ ،‬ومنه أيضا قول امرئ القيس ‪-‬يف قصيدته‬
‫األخرى‪:-‬‬
‫ُه ُم َمنَعوا جاراتِكُم َآل غ ِ‬
‫ُدران‬
‫مس دون َُهم‬
‫َأال إِ َّن َقومًا كُنت ُُم َأ َ‬
‫إلى أن يقول‪:‬‬
‫ثِياب بني ع ٍ‬
‫وف َطهارى ن َِق َّي ٌة‬
‫ُ َ َ‬
‫و َأوج ُه ُهم ِعندَ الم ِ‬
‫شاه ِد ِغ ّر ِ‬
‫ان‬
‫َ ُ‬
‫ُ‬
‫فإهنم قالوا‪ :‬ثياب بني عوف‪ ،‬أي‪ :‬قلوهبم‪.‬‬
‫كضرب ونصر‪ ،‬نسل ينسل وي ِ‬
‫نسل‪ ،‬مشهور بالضم والكسر معا‪،‬‬
‫(تنسل)‪ :‬فعل مضارع من ن ََسل َ‬
‫َ‬
‫َ َ ُ‬
‫ونسل الطائر‪ :‬سقط ريشه ونبت مكانه ريش آخر‪.‬‬
‫ِ‬
‫غره أي‪ :‬خدعه وأطمعه بالباطل‪ ،‬أطمعه يف ما لن يناله‪.‬‬
‫غره‪ :‬خدعه‪ ،‬تقال‪َّ :‬‬
‫(أغرك)‪ :‬أي‪ :‬خدعك‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫(أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب)‪ :‬القلب‪ :‬هو الفؤاد‪ ،‬القلب ُيستعمل يف الكالم العربي‬
‫مصدر‪ :‬قلب يقلِب قل ًبا‪ ،‬ويستعمل بمعنى‪ :‬الفؤاد‪ ،‬وهو الجسم الصنوبري الذي أودعه اهلل سبحانه وتعالى‬
‫يف صدر اإلنسان على شكل الصنوبر المعروف‪.‬‬
‫ويقال للعقل أيضا من حيث هو‪ :‬قلب‪.‬‬
‫(وأن ِ‬
‫ك مهما تؤمري القلب)‪ :‬أي‪ :‬الفؤاد‪( ،‬يفعل)‪.‬‬
‫كض َرب‪ :-‬دمعت‪ ،‬ذرفت العين ِ‬
‫تذرف‪ :‬دمعت‪.‬‬
‫(وما ذرفت عيناك)‪ :‬ذرف ‪َ -‬‬
‫(إال لتضربي بسهميك)‪ :‬أي‪ :‬عينيك‪ ،‬السهم ‪-‬معروف‪ :-‬آلة الرمي التي يرمى هبا واستعاره هنا‬
‫ِ‬
‫بسهميك‪ :‬المع ّلى والرقيب‪ ،‬هما سهمان يكون صاحبهما حظيا يف‬
‫للعينين أو أراد سهام الميسر فقصد‬
‫الميسر؛ ألن من خرج له سهم المعلى؛ أخذ سبعة من عشرة من سهام الميسر‪ ،‬ومن خرج له السهم الرقيب‬
‫أخذ ثالثة من عشرة من سهام الميسر‪ ،‬فمن أخذ سبعة وثالثة؛ فقد استكمل العشرة‪.‬‬
‫(يف أعشار قلب)‪ :‬أي‪ :‬أجزاء قلب‪ ،‬القلب معروف‪ :‬هو الفؤاد‪.‬‬
‫(مقتَّل)‪ :‬مذلل بالحب‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫قال‪:‬‬
‫معجل)‬
‫تمتعت من لهو بها غير َ‬
‫(وبيضة خدر ال يرام خبائها‬
‫ور َّب (بيضة)‪ ،‬أي‪ :‬امرأة كالبيضة يف صفاء لوهنا‪.‬‬
‫ور َّب‪ ،‬أي‪ُ :‬‬
‫(وبيضة)‪ :‬هذه واو ُ‬
‫(ال يرام)‪ :‬ال يقصد‪( ،‬خباؤها)‪ :‬بناؤها‪ ،‬أي‪ :‬يخاف الناس منها لوجود الحرس‪ ،‬ووجود من‬
‫يحميها‪.‬‬
‫معجل)‪ :‬أي‪ :‬غير متسرع يف ذلك‪ ،‬كنى بذلك عن شجاعته‪.‬‬
‫(تمتعت من لهو)‪ :‬لعب (بها غير َ‬
‫(تجاوزت أحراسا وأهوال معشر)‪ ،‬ويف نسخة (تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا)‪ :‬تجاوزه‪ :‬تخطاه‪،‬‬
‫جازه وتجاوزه‪ :‬تخطاه‪.‬‬
‫جمع جم ٍع‪ ،‬والحارس‪ :‬هو‬
‫و(األحراس)‪ :‬جمع حرس‪ ،‬والحرس‪ :‬جمع حارس‪ ،‬فاألحراس‬
‫ُ‬
‫الحافظ للشيء‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪ُ { :-‬ملِئت َح َر ًسا شديدً ا ُ‬
‫حر َسه كنصر‬
‫وش ُه ًبا}‪ ،‬فالحرس‪ :‬جمع حارس‪ ،‬وقد َ‬
‫ِ‬
‫ويحرس‪.‬‬
‫يحرس‬
‫وضرب‪ ،‬أي‪َ :‬ح َر َس ُ‬
‫(ومعشرا)‪ :‬أي‪ :‬قوما‪ ،‬جماعة‪ ،‬ويروى‪( :‬وأهوال معشر)‪ ،‬واألهوال‪ :‬جمع هول‪ ،‬والهول‪ :‬هو‬
‫الم ُخوف‪ ،‬الذي يخافه اإلنسان‪.‬‬
‫الشيء َ‬
‫(علي حراص)‪ :‬الحراص جمع حريص‪ ،‬وقد حرص كعلِم وضرب‪ِ :‬‬
‫وحرص‪ :‬جدَّ يف‬
‫حرص َ‬
‫ّ‬
‫الطلب‪ ،‬ويقال أيضا‪ :‬بخل‪ ،‬والفعل كعلم وضرب‪ ،‬كعلم معناه‪ِ :‬‬
‫يحرص‪ ،‬وكضرب على العكس‪،‬‬
‫حرص َ‬
‫معناه‪ :‬حرص ِ‬
‫يحرص‪.‬‬
‫شرون)‪ :‬يشرون بالمعجمة أي‪ :‬يظهرون‪ :‬لو كانوا يستطيعون إظهار قتلي لفعلوا‪.‬‬
‫(ي ُّ‬
‫(لو ُي ُّ‬
‫سرون) أو ُ‬
‫وروي بالسين ومعناها‪ :‬اإلخفاء‪ ،‬هي ضد يشرون‪ ،‬يسرون أو يخفون‪ :‬أنه لو استطاعوا أن يقتلوين‬
‫خفية لفعلوا‪.‬‬
‫المف َعل هنا للمصدر‪.‬‬
‫(مقتلي)‪ :‬معناه‪ :‬قتلي‪َ ،‬‬
‫(‪)8‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫علي خراص أم علي حراص؟‬
‫سؤال‪ :‬تجاوزت أحراسا وأهوال معشر ّ‬
‫(تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا)‪ ،‬هذه رواية‪ ،‬والرواية األخرى‪( :‬تجاوزت أحراسا وأهوال معشر‬
‫علي حراص لو يسرون مقتلي)‬
‫ّ‬
‫سؤال‪ :‬قال بعض الشراح‪ :‬يسرون‪ :‬يظهرون‪.‬‬
‫معروف أن اإلظهار بالشين المعجمة أو المشهور‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫(إذا ما الثريا يف السماء تعرضت تعرض أثناء الوشاح المفصل)‬
‫(إذا)‪ :‬ظرف لما يستقبل من الزمان فيه معنى الشرط غالبا‪ ،‬وهي ظرف لقوله (تجاوزت) معناه‪:‬‬
‫تجاوزت (إذا)‪ :‬يف هذا الوقت‪.‬‬
‫(الثريا)‪ :‬نجم معروف‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد الجوزاء إذ هي التي تتعرض يف األفق‪.‬‬
‫(يف السماء)‪ :‬المراد األفق‪ ،‬السماء تطلق يف كالم العرب ثالثة إطالقات‪:‬‬
‫ تطلق على السقف المحفوظ المقابل لألرض‪.‬‬‫ وتطلق على جهة العلو من حيث هي‪.‬‬‫ وتطلق على المطر‪.‬‬‫(تعرضت)‪ :‬أي‪ :‬أخذت عرضة‪ ،‬أي‪ :‬جانب وناحية السماء‪.‬‬
‫(تعرض أثناء)‪ :‬جمع ثني أو ثنا وهو‪ :‬ما تثنى من الشيء أو هو‪ :‬طاقات الشيء‪ :‬أجزاؤه وتضاعيفه‪.‬‬
‫(الوشاح)‪ :‬الوشاح‪ :‬ما يصنع من أديم‪ ،‬ويرصع‪ ،‬و ُيجعل عليه ترصيع يشبه القالدة‪ ،‬تضعه الجارية‪،‬‬
‫فهو شيء تعلقه الجارية يف عنقها من ُأ ُدم‪ ،‬أي‪ :‬من جلود‪ ،‬ويوضع عليه ترصيع وخرز‪ ،‬يشبه القالدة‪.‬‬
‫(المفصل)‪ :‬أي‪ :‬الذي ُف ّصل خرزه باللؤلؤ‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫أي‪ :‬يتجاوز إليها يف هذا الوقت يف وقت تعرض الثريا أو الجوزاء تعرضا أشبهه أنا‪ ،‬أشبه نجوم‬
‫الثريا أو نجوم الجوزاء يف ذلك الوقت بالخرز والرتصيع الذي يكون على وشاح الجارية‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫(فجئت وقد ن ََضت لنوم ثيابها لدى الستر إال لبسة المتفضل)‬
‫(جئت وقد نضت)‪ :‬قد خلعت‪ ،‬نضا الثوب‪ :‬خلعه‪ ،‬لنوم‪ ،‬أي‪ :‬ألجل النوم‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل هي نضت‪ ،‬بالتخفيف أم بالتشديد أحب إليك؟‬
‫هذا سؤال يعجبني‪ ،‬ألن من له ذوق يف الشعر يكون التشديد أحب إليه‪ ،‬لكن هي نضت بالتخفيف‪،‬‬
‫الفعل نضت‪ ،‬ومن الشعر والوزن نضت بالتشديد أحسن‪ ،‬ولكن نضت موزونة أيضا‪ ،‬امرؤ القيس عموما‬
‫شعره موزون‪.‬‬
‫و(نضت) معناه‪ :‬خلعت‪ ،‬نضى الثوب‪ :‬خلعه‪.‬‬
‫(لنوم ثيابها)‪ :‬هذا البيت من شواهد النحاة‪ ،‬يستشهدون به يف باب المفعول ألجله‪ ،‬والشاهد فيه‬
‫أنه إذا لم يتحد وقت المصدر مع فاعله فإنه حينئذ ُيجر بالحرف‪ ،‬المفعول ألجله ال بد أن يكون مصدرا‬
‫قلبيا متحدا مع عامله يف الوقت والفاعل‪ ،‬داال على التعليل‪ ،‬فإن ُف ِقد شيء من هذه الشروط فإنه يجر حينئذ‪.‬‬
‫(فجئت وقد نضت لنوم)‪ :‬هناك اختالف يف الوقت‪ ،‬وقت خلع الثياب ليس هو وقت النوم‪ ،‬فلما‬
‫اختلف وقت المصدر مع وقت عامله؛ اختل شرط من شروط المفعول ألجله‪ ،‬فتعين حينئذ أن يجر‬
‫بالحرف‪ ،‬قال ابن مالك ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪:-‬‬
‫وإن شرط فقد)‬
‫فاجرره بالحرف وليس يمتنع‬
‫ويف رواية‪( :‬فاجرره بالًلم)‪.‬‬
‫(جئت وقد نضت لنوم ثيابها)‪ :‬خلعت ثياهبا‪.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫مع الشروط كلزهد ذا قنع)‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫(لدى الستر إال لبسة المتفضل)‪ :‬اللبسة‪ :‬هيئة الالبس‪ ،‬فالفعلة بالكسر مطردة يف الهيئات‪ ،‬قال ابن‬
‫مالك ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬يف األلفية‪:‬‬
‫و َف ْع َل ٌة لِ َم َّر ٍة ك ََج ْل َس ْه‬
‫وفِ ْع َل ٌة لِ َه ْيئ ٍَة ك ِ‬
‫َج ْل َس ْه‬
‫(المتفضل)‪ :‬الالبس الفضلة‪ ،‬والفضلة هي‪ :‬الثوب الذي ُيلبس للخفة يف العمل وللنوم‪ ،‬الثوب‬
‫الذي تتخذه للنوم أو تتخذه للعمل لكي تكون خفيفا بالعمل يقال له الفضلة‪ ،‬والبسه متفضل‪.‬‬
‫(فقالت يمين اهلل)‪ :‬أي‪ :‬يمين اهلل قسمي‪ ،‬وهذا من المواضع التي يجب فيها حذف الخرب‪ .‬كما قال‬
‫ابن مالك ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪:-‬‬
‫وبعد لوال غالبا حذف الخبر‬
‫نص يمين ذا استقر‬
‫حتم ويف ّ‬
‫ٌ‬
‫أنه إذا كان المبتدأ نصا يف اليمين تعين حذف الخرب‪ ،‬كان حذف الخرب واجبا‪.‬‬
‫(ما لك حيلة)‪ :‬ليس لك حول‪( ،‬وما إن أرى) إن هنا زائدة‪ ،‬أي‪ :‬وما أرى عنك (الغواية)‪ :‬أي‪:‬‬
‫الضاللة والجهالة (تنجلي)‪ :‬تنكشف‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫(خرجت بها نمشي تجر وراءنا على أثرينا ذيل مرط مرحل)‬
‫(خرجت)‪ :‬الخروج معروف‪.‬‬
‫(بها نمشي) ويف رواية (خرجت بها أمشي تجر)‪ ،‬وهذا من شواهد النحاة‪.‬‬
‫ومحل الشاهد فيه إن الحال إذا كانت لمتعدد و ُأمن اللبس‪ ،‬فيمكن أن تجرى على اللفظ والنشر‬
‫المرتب‪ :‬بأن تكون الحال األولى لألول‪ ،‬والثانية للثاين‪.‬‬
‫لقيت‬
‫فالحال إذا تعددت فاألصل فيها أن الحالة األولى تكون لصاحب الحال الثاين‪ ،‬كأن قلت‪ُ :‬‬
‫زيدا مصعدا منحدرا‪ ،‬معناه أحدنا مصعد والثاين منحدر‪ ،‬مصعدا هذه حال من أيكما؟ ومنحدرا حال من‬
‫أيكما؟‬
‫(‪)11‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫النحاة يجعلون الحالة األولى للثاين الذي يليها‪ :‬لقيت زيدا مصعدا‪ ،‬هو المصعد‪ ،‬منحدرا حال‬
‫مني أنا‪ ،‬لكن إذا ارتفع اللبس‪ ،‬ولم يوجد ما يوقع باللبس جاز أن ُيعمل بطريقة البالغيين الجميلة التي هي‬
‫طريقة اللفظ والنشر المرتب‪ ،‬بأن يكون‪ :‬األول لألول‪ ،‬والثاين للثاين‪.‬‬
‫خرجت‪ ،‬والهاء من هبا‪.‬‬
‫(خرجت بها)‪ :‬هنا صاحب حال‪ ،‬التاء من‬
‫ُ‬
‫(أمشي تجر)‪ :‬جملة أمشي‪ :‬حال مني أنا‪ ،‬وتجر‪ :‬حال منها هي‪ ،‬فهذا هو محل الشاهد هنا يف‬
‫البيت‪.‬‬
‫(تجر)‪ :‬أي‪ :‬تسحب‪ ،‬الجر‪ :‬السحب‪.‬‬
‫(وراءنا على أثرينا)‪ :‬األثر‪ :‬ما يرتكه المار خلفه‪{ ،‬فقبضت قبضة من أثر الرسول}‪ ،‬األثر‪ :‬ما يرتكه‬
‫المار خلفه‪.‬‬
‫(ذيل مرط)‪ :‬تسحب ذيل‪ ،‬أي‪ :‬طرف‪.‬‬
‫(مرط)‪ :‬المرط‪ :‬كساء مخطط‪.‬‬
‫(مرحل)‪ :‬موشم بصور الرحال‪ ،‬وتروى‪( :‬مرجل) أي‪ :‬موشم بصور الرجال‪.‬‬
‫(فلما أجزنا)‪ :‬تجاوزنا وقطعنا‬
‫(ساحة الحي)‪ :‬الساحة‪ :‬الناحية‪ ،‬ساحة المكان‪ :‬ناحيته‬
‫(وانتحى)‪ :‬عرض لنا‪.‬‬
‫(بطن خبت)‪ :‬الخبت‪ :‬ما انخفض من االرض‪.‬‬
‫(ذي حقاف)‪ :‬الحقاف جمع حقف وهو‪ :‬ما اعوج من الرمل‪.‬‬
‫(عقنقل)‪ :‬العقنقل‪ :‬الرمل المتداخل المتضام‪ ،‬أي لما وقع ذلك‪:‬‬
‫(‪)12‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫قال‪:‬‬
‫(هصرت بثوبي رأسها)‬
‫(هصرت)‪ :‬عطفت وجذبت‪ ،‬فعله كضرب‪ ،‬هصر ِ‬
‫يهصر‪ ،‬ويف الحديث‪« :‬أن النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم كان إذا ركع هصر ظهره ‪-‬عطفه‪.»-‬‬
‫(بفودي)‪ :‬ناحيتي (رأسها)‪.‬‬
‫علي) (هضيم الكشح)‪ :‬أي‪ :‬ضامرة الكشح‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪{ :-‬ونخل طلعها هضيم}‪.‬‬
‫(فتمايلت ّ‬
‫و(الكشح)‪ :‬الخاصرة‪.‬‬
‫(ريا)‪ :‬أي‪ :‬مآلنة‪ ،‬الفعل روي كرضي‪ ،‬ننتبه هنا إلى أن (ريا) جاءتنا من قبل بمعنى‪ :‬الرائحة الطيبة‪،‬‬
‫ّ‬
‫و(ريا) هنا أنثى الريان الممتلئ‪.‬‬
‫و(المخلخل)‪ :‬مكا ن الخلخال‪ ،‬والخلخال هو‪ :‬الزينة التي تضعها المرأة يف رجلها‪ ،‬وهي المشار‬
‫لها بقول اهلل ‪-‬تعالى‪{ :-‬وال يضربن بأرجلهن ل ُيعلم ما يخفين من زينتهن}‪ ،‬فالخلخال هو‪ :‬زينة تضعها‬
‫المرأة برجلها‪.‬‬
‫تجول خًلخيل النساء وال أرى‬
‫لرملة خلخاال يجولو وال ُقلبا‪.‬‬
‫القلب هو‪ :‬السوار الذي يكون يف اليد‪ ،‬والخلخال هو‪ :‬الذي يكون يف الرجل‪.‬‬
‫(إذا التفتت)‪ :‬نظرت (نحوي)‪ :‬جهتي‪ ،‬على معاين النحو يف اللغة‪.‬‬
‫النحو يف اللغة القصد والمثل والجهة والمقدار والقسم والبعض‪ ،‬والنحو هنا بمعنى الجهة‪،‬‬
‫نحوي‪ :‬جهتي‪.‬‬
‫(تضوعت)‪ :‬التضوع‪ :‬انتشار الرائحة‪( ،‬نسيم الصبا)‪ :‬النسيم‪ :‬الهبوب اللطيف اللين‪ ،‬هبوب‬
‫الرائحة إذا كان لطيفا لينا يقال له‪ :‬النسيم‪ ،‬و(الصبا)‪ :‬الريح الشرقية‪.‬‬
‫بريا)‪ :‬أي‪ :‬برائحة‪( ،‬القرنفل) وهو‪ :‬نبت طيب‪.‬‬
‫(جاءت ّ‬
‫ولعل هذا البيت هو الذي جعل األعلم يحذف البيت اآلخر؛ ألهنما متقاربان يف اللفظ‪.‬‬
‫(مهفهفة)‪ :‬والهيفاء‪ :‬ضامرة البطن‪ ،‬يقال‪ :‬امرأة هيفاء ومهفهفة‪.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫خاص بمعهد اإلمام ابن مالك‪ ،‬وال ُيسمح بتداوله أو نشره‬
‫(بيضاء)‪ :‬أي‪ :‬موصوفة هبذا اللون‪.‬‬
‫(غير مفاضة)‪ :‬المفاضة‪ :‬العظيمة البطن‪.‬‬
‫(ترائبها)‪ :‬جمع تريبة‪ ،‬وهي‪ :‬لحم الرتقوة‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪{ :-‬يخرج من بين الصلب والرتائب}‪،‬‬
‫الرتائب جمع تريبة‪ ،‬وهي أعلى الصدر‪ ،‬لحمة الرتقوة‪.‬‬
‫معربة‪ ،‬أي‪ :‬من لغة الروم‪ ،‬ولكنها‬
‫(مصقولة)‪ :‬مجلوة (كالسجنجل)‪ :‬المرآة‪ ،‬يقال إهنا رومية ّ‬
‫ُعربت‪.‬‬
‫والغالب على األدوات عند العرب ‪ -‬ألهنا لم تكن أمة صناعية‪ -‬أهنا كانت تستورد ما يأتيها من‬
‫األدوات‪ ،‬لم تكن تصنع هذه األواين وهذه األدوات‪ ،‬وهذا لألسف الشديد ما زال أيضا واقعا للعرب اآلن‪،‬‬
‫يستوردون األسماء مع المسميات‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬الرتائب هو لحم الرتقوة؟‬
‫نعم‪ ،‬هي جمع تريبة‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬عظام أعلى الصدر‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬لحم الرتقوة‪.‬‬
‫(كبكر)‪ :‬أي‪ :‬أشبهها ببكر‪ ،‬والبكر يقال معناها‪ :‬أول بيضة يبيضها النعام أو أراد هبا الدرة التي لم‬
‫تصقل‪ ،‬كل ذلك فسر به بعض الشراح‪.‬‬
‫(مقاناة)‪ :‬أي‪ :‬مخالطة‪ ،‬قاناه‪ :‬خالطه‪.‬‬
‫(البياض بصفرة)‪ :‬أي‪ :‬تخلط بين البياض والصفرة‪ ،‬وهذا اللون مستحسن عند العرب‪ ،‬كما قال‬
‫غيالن‪:‬‬
‫لعس‬
‫حو ٌة ٌ‬
‫(لميا ُء يف شفتيها َّ‬
‫ك َْحًل ُء فِي َب َرجٍ َص ْف َرا ُء فِي َن َعجٍ‬
‫َوا ْل ُق ْر ُط فِي ُح َّرة ّ‬
‫الذ ْف َرى ُم َع َّل َق ٌة‬
‫(‪)14‬‬
‫ِ‬
‫شنب‬
‫ويف ال ِّلثات ويف أنيابِها ُ‬
‫ذهب‬
‫كأنَّها َّ‬
‫مسها ُ‬
‫فض ٌة قدْ َّ‬
‫ُ‬
‫يضطرب)‬
‫فهو‬
‫تباعدَ‬
‫ُ‬
‫الحبل من ُه َ‬
Download