Uploaded by okcma1986

الحلقة (03) - الولاء والبراء ودعوى الطائفية

advertisement
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫الػفرس‬
‫الوالء والزاء‬
‫‪1......................................................................................................................‬‬
‫ الوالء والزاء وقؾب ادصطؾحات ‪2....................................................................................‬‬‫‪-‬‬
‫الوالء والزاء وسـة االختالف‬
‫‪-‬‬
‫مراتب الوالء والزاء‬
‫‪-‬‬
‫الوالء والزاء لؾؽافر ذي الـسب‬
‫‪-‬‬
‫الوالء والزاء لؾؿممن صاحب الؽبرة‬
‫‪-‬‬
‫الوالء والزاء بني الػطرة والعؼقدة‬
‫‪8 ..................................................................................‬‬
‫‪-‬‬
‫الوالء والزاء واحلرب عذ اإلسالم‬
‫‪10 ...............................................................................‬‬
‫) رابط الحلقت‬
‫‪3........................................................................................‬‬
‫‪5....................................................................................................‬‬
‫‪6 .....................................................................................‬‬
‫‪7..............................................................................‬‬
‫‪http://www.youtube.com/watch?v=Z-YsxWHpjSY‬‬
‫‪1‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫الوالء والزاء وقؾب ادصطؾحات‬
‫مصطؾحات افقٓء وافزاء وافطائػقة تعتزضؿـ ادصطؾحات افؼظقة افتل ضرأ ظؾقفا يشء مـ افتبديؾ وافتعتقؿ‬
‫ؾروج هلا ـثر ًا ذم وشائؾ اإلظالم وادؼآت ‪ ,‬وربام جيدها اإلكسان ذم دواويـ افـاس وجمافسفؿ يتحدثقن هبا وٓ‬
‫ّ‬
‫يدرـقن معـاها كتقجة فؾتعتقؿ واإلهبام اإلظالمل ادساق هلا واهلدف هق تغققب ادصطؾحات افؼظقة ؾقفا ‪.‬‬
‫وأظظؿ ؾتـة ظذ اإلضالق ذم هذا افزمـ هل ؾتـة ادصطؾحات وؿؾبفا ‪ ,‬ؾادصطؾحات تػتؽ ذم إمة أـثر مـ ؾتؽ‬
‫إشؾحة هبا ‪ ,‬ؾقبدفقن مصطؾحات بلخرى حتك ٓ حيتاج إػ تغقر اجلزئقات افغافبة ـتسؿقة افؽػر باإليامن وافؼ‬
‫باخلر‪.‬‬
‫وؿؾب ادصطؾحات يتقفد ظـفا ـؾ افؼور وتضؾ بف إمؿ ; فذا مما حيؾ ـثر مـ اإلصؽآت حتؾقؾ إفػاظ‬
‫وادعاين إػ معاكقفا احلؼقؼقة وإظادهتا إػ ما وضعت ظؾقف ‪,‬وافـبل ﷺ وشائر أكبقاء اهلل ٓ حيارهبؿ أظدائفؿ بدظقى‬
‫أهنؿ يدظقن إػ اخلر وإكام يدّ ظقن أهنؿ يدظقن إػ افؼ ‪ ,‬إذ ًا هؿ يؼؾبقن تؾؽ ادصطؾحات ويغقبقن معاكقفا ‪ ,‬وؿد‬
‫بغ اهلل ذم شقرة افبؼرة ذم شقاق إخباره فؾؿالئؽة ظؾقفؿ افسالم أكف شقجعؾ ذم إرض خؾقػة ‪.‬‬
‫ؿال تعاػ ﴿إِِّن ج ِ‬
‫اع ٌل ِِف األَ ْر ِ‬
‫ض َخؾِق َػ ًة َقا ُلوا َأ َ َْت َع ُل فِ َقفا َم ْن ُي ْػ ِسدُ فِ َقفا َو َي ْس ِػ ُ‬
‫اء َوك َْح ُن ك َُس يب ُح بِ َح ْؿ ِد َك‬
‫ي َ‬
‫ك الدي َم َ‬
‫َو ُك َؼدي ُس َل َ‬
‫ك﴾ ]البؼرة ‪ّ [30:‬بغ اهلل أن ادالئؽة مل يؽـ فدهيؿ ظؾؿ شابؼ مـ ادشاهدة وفؽـف أخزهؿ بذفؽ وهذا‬
‫اإلخبار ؿابؾتف ادالئؽة بقء مـ آشتػفام إذ ربام يطرأ ظذ إرض يشء مـ افػتـة ‪,‬واهلل بغ بعد هذا افسقاق أكف‬
‫ظ ّؾؿ آدم إشامء ـؾفا ثؿ ظرضفؿ ظذ ادالئؽة ﴿ َو َع َّؾ َم آ َد َم األَ ْسَمء ُك َّؾ َفا ُث َّم َع َر َض ُف ْم َع َذ ادَْالئِؽ َِة َف َؼ َال َأ ْكبِئ ِ‬
‫ُوِّن‬
‫َ َ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ني ﴾ ] البؼرة ‪ [ 31 :‬وحقـام خؾؼ اهلل آدم خؾؼف خؾؼ ًا تام ًا ثؿ ظؾؿف أشامء إظقان‬
‫بِ َل ْس ََمء َه ُمالء إِ ْن ُك ْـت ُْم َصادق َ‬
‫وافدواب مـ افبؼر وافغـؿ وأشامء اخلر وافؼ وؽر ذفؽ وأراد أن يبغ فؾؿالئؽة أكف ظ ّؾؿ آدم وادالئؽة ٓيعؾؿقن‬
‫مـ ذفؽ يشء وإكام ظؾؿ آدم ـان مـ ظؾؿ اهلل ؾجاءت وشاوس افشقطان إػ اإلكسان فقؼؾب ادصطؾحات بتغقر‬
‫فػظ اخلر إػ افؼ وتغقر افؼ إػ صقر أخرى حتك يؼع ذم ذفؽ افتؾبقس ٕكف ٓ يؿؽـ أن يؼال أن هذا خر‬
‫ؾاترـقه وهذا رش ؾعؾقؽؿ بف ‪ ,‬وفؽـ مـ دواظل وضبط افتؾبقس ؿؾب ادصطؾحات أوًٓ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫وأصؾ ضالل إمؿ يؽقن بتغقر ادصطؾحات وؿؾب احلؼائؼ ظـ مقاضعفا ; وهلذا أؿقام إكبقاء ذم رصاظاهتؿ ٓ‬
‫يقاجفقهنؿ باحلجة وحتؾقؾ إؾعال إػ يشء مـ إؿقسةوافـظر إػ ادآٓت وإكام يستعؿؾقن مصطؾحات مضادة‬
‫قل الر َش ِ‬
‫ِ‬
‫اد﴾ ] هود‪ [40:‬يعـك أن ما‬
‫فذفؽ;فذا ـان ؿقل ؾرظقن دا دظاه مقشك إػ ظبادة اهلل َ‬
‫﴿و َما َأ ْهديؽ ُْم إِالَّ َسبِ َ َّ‬
‫أدظقـؿ إفقف هق افرصاد ؾجاء بادعـك ادضاد ‪ ,‬ـذفؽ ذم ؿقفف ﴿ َأكَا َر ُّبؽ ُُم األَ ْع َذ ﴾ ] الـازعات ‪ [24 :‬مل يـاطر‬
‫مقشك وإكام اهتؿف بافسحر جمرد ًا ‪ ,‬أراد أن يبغ أن افؼضقة ؿضقة حتؾقؾقة يصعب مقاجفتف ٕن افربقبقة فديف مـتػقة ‪,‬‬
‫إذ ًا بحث ذفؽ إمر مـ جفة افتػصقؾ دفقؾ ظذ بطالكف ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ان َلس ِ‬
‫ان ُي ِريدَ ِ‬
‫اح َر ِ‬
‫ان َأن ُ ْ‬
‫ِها‬
‫ُي ِر َجاكُم يم ْن َأ ْرضؽُم بِس ْح ِر َ‬
‫ـذفؽ ذم ؿقم ؾرظقن ممـ أيدوه حقـام ؿافقادقشك ﴿ إِ ْن َه َذ ِ َ‬
‫َو َي ْذ َه َبا بِ َط ِري َؼتِؽ ُُم ادُْ ْث َذ﴾ ] صه ‪ [63:‬وادثافقة هـا هل افـؿقذج إطفر افصافح ذم أمقر اخلر وهبذه افطريؼة يظـقن‬
‫أهنؿ ظذ ادثافقة مـ ؽر حتؾقؾ ٍهلا أو برهان ‪.‬‬
‫وؾرظقن ـان يدظق ايل افتؾؼغ أكف افرب وأكف صاحب افرصاد مـ ؽر متحقص وٓ يلذن ٕحد بتحؾقؾ أـاذيبف ‪.‬‬
‫وشبب افضالل ذم إمة هق مصادرة ادصطؾح اخلري افذى ظؾؿف اهلل آدم وافتعؿقة وافتؾبقس ظؾقف ‪.‬‬
‫ومع وشائؾ اإلظالم ادعارصة طفر افتؾبقس وؿؾب احلؼائؼ واإلتقان بؿصطؾحات جديدة ‪ ,‬ؿؾب اخلر إػ رش ‪,‬‬
‫حماوفة إضاظة ادصطؾحات افؼظقة ـافـػاق و افطاظة وافػسؼ وؽر ذفؽ حتك ادصطؾحات افؼظقة ذم أمقر‬
‫ادال ـافصدؿة و اإلكػاق وافزـاة ‪ ,‬و تغؾقب مصطؾحات أخرى وإن وجدت ذم افؾغة ـاإلظاكة وادساظدات وؽر‬
‫ذفؽ إلضعاف اجلاكب افؼظل افتعبدي ‪ ,‬حتك يبعد اإلكسان ظـ ادصطؾح افذي يغرس ؾقف اإليامن ‪.‬‬
‫الوالء والزاء وسـة االختالف‬
‫﴿ ُه َو ا َّل ِذي‬
‫اهلل تعاػ خؾؼ افبؼ ظذ أجـاس وهذه إجـاس ؾطرهؿ ظذ آختالف وهلذا يؼقل اهلل ظز وجؾ‬
‫ون َب ِص ٌر ﴾ ] التغابن ‪ [2 :‬تػصقؾ افـاس إػ مممـ وـاؾر هق‬
‫َخ َؾ َؼؽ ُْم َف ِؿـْؽ ُْم كَافِ ٌر َو ِمـْؽ ُْم ُم ْم ِم ٌن َواَّللَُّ بِ ََم َت ْع َؿ ُؾ َ‬
‫ـتػصقؾ افـاس ذم ذواهتؿ إػ أجـاس مـ جفة وجقب متققزها ٓ مـ جفة اإلؿرار وافتحقل هبا ;وذفؽ أن اهلل ؾطر‬
‫افـاس ظذ تقحقده ثؿ يطرأ ظؾقف بعد ذفؽ افؽػر ‪ ,‬وهلذا دمد افصبل افصغر ذم أول كشلتف ٓ يؿؽـ أن يؽذب‬
‫وإكام حيقبؽ صادؿ ًا ثؿ بعد ذفؽ يؽذب ٕكف يرى أن مـ حقفف يغرون ادعؾقمات ؾقبدأ بافتؾؼل مـفؿ ‪ ,‬إذ ًا ؾطرتف‬
‫صحقحة ثؿ تغر ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫ون ُ ْ ِ ِ‬
‫ك ََلع َل الـَّاس ُأم ًة و ِ‬
‫ني *‬
‫احدَ ًة َو َال َيزَا ُل َ‬
‫ُمتَؾػ َ‬
‫َ َّ َ‬
‫اء َر ُّب َ َ‬
‫وآختالف مـ فقازم افبؼ وهلذا يؼقل اهلل تعاػ َ‬
‫﴿و َل ْو َش َ‬
‫ك َولِ َذلِ َ‬
‫إِ َّال َم ْن َر ِح َم َر ُّب َ‬
‫ك َخ َؾ َؼ ُف ْم ﴾ ] هود ‪ , [ 119-118 :‬و هذا آختالف افذى أوجده اهلل ذم افـاس شقاء‬
‫اختالف ذم افديـ أو ذم اخلؾؼة أو ذم افؾغة وافؾسان أو ذم افػؼر وافغـك ٓبد مـ وجقده وفؽـ ضبطف اهلل بضقابط‬
‫رشظقة حتك ٓ تتغؾب ذم افـاس افؼبؾقات وٓ اإلؿؾقؿقات وٓ افؾغات وٓ إكساب وإحساب ؾلراد اهلل تعاػ‬
‫أن يؾغل افطائػقة بؽؾ أكقاظفا ويبؼل ؾؼط جاكبفا اإليامين ‪.‬‬
‫وافػؽر افغريب بؿصطؾحاتف ادتعددة حياول تـحقة اجلاكب افديـل مـ افطائػقة بقـام يؼرها ظذ آختالف ذم إصؾ‬
‫وافؾغات ‪.‬‬
‫وافؾقزافقة افغريبة ؿائؿة ظذ افػردية وحجب اإلكسان ظـ ـؾ ممثر يمثر ظؾقف ‪ ,‬ؾتحرر افػرد مـ افتلثر بافؾغة أو‬
‫افديـ أو افقضـ ‪ ,‬وتتقجف إػ اإلكسان بذاتف مـ ؽر ممثر حقفف ‪.‬‬
‫اهلل تعاػ أوجد آختالف افػطري و جعؾ مـ هذا آختالف ما هق ممـقع وما هق شائغ ذم حال افـاس ‪ ,‬فذا‬
‫افذيـ حياوفقن إفغاء ما يتعؾؼ بافتاميز بغ افبؼ وما يتعؾؼ بافطائػقات هؿ يامرشقن ضائػقات أخرى ‪ ,‬وهلذا كجد‬
‫ذم احلضارة ادادية ادقجقدة أن أوجدوا إدوية فعالج إمراض وفؽـفؿ أوجدوا إشؾحة افػتاـة افتل تػتؽ‬
‫باإلكسان ؾفق تطقر ذم جاكب وؾساد ذم جاكب آخر‪.‬‬
‫ؾلـثر إزمـة افتك ُيدظك ؾقفا إػ افتعايش وافقئام وافررة وظدم افعدوان هقذم كػس افقؿت أـثرها ؿت ً‬
‫ال وظدواكا‬
‫أمر طاهر جع وإن أؽس ـثر مـ افـاس باداديات واخساع إدوية وظالج ادرىض ‪ ,‬وؿد‬
‫وؾتؽ ًا باإلكسان‪ ,‬وهذا ٌ‬
‫ان‬
‫السا َع ُة َحتَّى ُي ْؼ َب َض ا ْل ِع ْؾ ُم ‪َ ،‬و َت ْؽ ُث َر الز ََّال ِز ُل ‪َ ،‬و َي َت َؼ َار َب الز ََّم ُ‬
‫جاء ظـ افـبل ﷺ ـام ذم حديث أيب هريرة " َال َت ُؼو ُم َّ‬
‫‪َ ،‬و َت ْظ َف َر ا ْل ِػت َُن ‪َ ،‬و َي ْؽ ُث َر َْاْل ْر ُج " وادراد بف افؼتؾ ‪.‬‬
‫وٓبد مـ وجقد ضائػقة اإلكسان مـ جفة كزظتف إػ افعدوان ظذ ؽره وفؽـ هلا ممثرات وافؼيعة جاءت بنفغاء‬
‫مجقع هذه ادمثرات ؾجعؾ اهلل أـرم افـاس ظـده أتؼاهؿ ؾافتاميز يؽقن باإليامن باهلل ٕن اهلل هق افذى خؾؼ اإلكسان‬
‫ؾقجب ظذ اإلكسان أن يؽقن مـصاع فف ؾالجيقز افعـكية ظذ افؼبؾقة أو افؾغة أو افعرق أو إحساب وإكساب‬
‫وافـاس ذم ذفؽ شقاء ‪ ,‬فجعؾ اهلل افـاس شقاشقة ذم جاكب وجعؾفؿ فقسقا بسقاشقة ذم جاكب آخر ٕن إمر‬
‫يتعؾؼ باخلافؼ ٓ يتعؾؼ بادخؾقق جمر ًدا ‪.‬‬
‫) صحيح البخاري ‪ :‬كتاب االستسقاء ( ‪)1036‬‬
‫‪4‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫مراتب الوالء والزاء‬
‫افقٓء وافزاء مها ثؿرتا احلب وافبغض ؾال يؿؽـ فإلكسان أن يقايل أحد إٓ وؿد أحبف ‪ ,‬وٓ يؿؽـ أن يعادي‬
‫أحد إٓ وؿد أبغضف ‪ ,‬ؾاحلب وافبغض كقاتا افقٓء وافزاء ‪ ,‬وأتؿ ما يتعؾؼ بافقٓء وافزاء هق ما يتقجف إػ‬
‫افذات ‪ ,‬ؾؿقآة افذات هل افقٓء احلؼقؼل ثؿ يليت ما يتعؾؼ بافقٓء ٕهؾ اإليامن وافزاء مـ أهؾ افؽػر وهل‬
‫ظذ مراتب ؾؽامؾ اإليامن افذى فقس بلهؾ ـبائر وٓ يك ظذ افصغائر ٓ تؽقن مقآتف ـؿـ يؼع ذم يشء مـ‬
‫ادخافػات افؼظقة ‪ ,‬ـذفؽ افزاء مـ افؽاؾر ادحارب فقس ـافزاء مـ افؽاؾر افغر حمارب ‪.‬‬
‫واحلب وافؽره مـ إظامل افؼؾبقة افتل ٓبد فإلكسان أن يبذهلا ؾنذا مل يبذهلا ديـق ًا بذهلا فؾامل بذهلا فؾجاه بذهلا‬
‫فؾؿتعة بذهلا فؾقن بذهلا فؾجامل بذهلا فؾعرق بذهلا فؾحسب وافؼقة وافضعػ ‪.‬‬
‫إذ ًا ؾافؼؾب ٓبد أن يعؿؾ ـلضراف اإلكسان ٓبد أن تتحرك ؾنن مل تتحرك ذم خر حترـت ذم ٍ‬
‫رش مضاد‪.‬‬
‫ضبط اهلل تعاػ ذفؽ افتقجف افؼؾبل ؾبدًٓ مـ أن يتقجف افـاس ٕجؾ ادال أو ؽره جعؾف تقج ٌف واحد حتك ٓ‬
‫ِ‬
‫ين َآمـُوا ال‬
‫يطغك أحد ظذ أحد وٓ يتعدى أحد ظذ أحد ؾجعؾ اهلل إمر إفقف وهلذا يؼقل تعاػ ﴿ َيا َأ ُّ َُّيا ا َّلذ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اء ﴾ ] ادؿتحـة ‪ [1:‬ؾجعؾ اهلل وٓية افؽػار حمظقرة شقاء ـاكقا ـػار بجؿقع مؾؾفؿ‬
‫َتتَّخ ُذوا َعدُ يوي َو َعدُ َّوك ُْم َأ ْول َق َ‬
‫مـ افؽتاب أو ؽرهؿ ـام جعؾ حمبتفؿ هلا اشتثـاءات ـاإلحسان أو اهلدية وافصؾة ‪,‬وافبغض ٓيؾزم مـف أن يؾحؼ‬
‫بلذى إٓ بام ضبطف اهلل تعاػ ‪.‬‬
‫وـثر مـ افـاس يرجع ادقدة فذات اإلكسان فشؽؾف أو فؼقفف أو فػعؾف فطقفف أوفعرضف مـ ؽر أن حيؽؿفا بؼيعة‬
‫اهلل‪ ,‬وإصؾ أن افقٓء ٕهؾ افتقحقد وـؾام رأى اإلكسان أـثر تؼرب ًا هلل أحبف هلل ٓ فذات اإلكسان ‪ ,‬وهلذا ـان‬
‫ي ُع َرى ْ ِ‬
‫اإل َيَم ِن َأ ْو َثق ‪َ ،‬ق َال ‪ :‬اَّللَُّ َو َر ُسو ُل ُه َأ ْع َؾم‪،‬‬
‫ذفؽ أوثؼ ظرى اإليامن ـام جاء ظـ افـبل ﷺ ذم حديث افزاء " َأ ُّ‬
‫َق َال ‪ :‬ادُ َوالَ ُة ِِف اَّللِ َو ادُ َعدَ ا ُة ِِف اَّللِ َو ُ‬
‫ب ِِف اَّللِ و ال ُبغ ُْض ِِف اَّلل " واإلكسان افذى يريد وٓية اهلل احلؼقؼقة ٓبد‬
‫احل ُّ‬
‫أن جيعؾ ذفؽ هق ادحؽ ٕكف إذا أؽؾؼ هذا افباب ؿد يػتح ظذ ؽره ‪ ,‬وؿد جاء هذا مـ حديث ظبد اهلل بـ ظباس‬
‫ظـد أيب صقبة وابـ أيب حاتؿ "من أحب ِف اَّلل‪ ،‬وأبغض ِف اَّلل‪ ،‬وواىل ِف اَّلل‪ ،‬وعادى ِف اَّلل‪ ،‬فنكَم ُ‬
‫تـال والي ُة اَّلل‬
‫بذلك " ‪.‬‬
‫) رواه أمحد بلفظ آخر من طريق الرباء ‪ ،‬وابن أيب شيبة يف اإلميان ‪ ،‬واحلاكم يف املستدرك بلفظ آخر من طريق ابن مسعود‪ ،‬والطرباين يف املعجم الكبري ‪ ،‬والبغوي يف شرح السنة‬
‫) أخرجه ابن أيب شيبة وابن أيب حامت ‪ -‬اإلبانة الكربى البن بطة(‪ ) 851‬واملعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 11‬ص ‪ )13355()46‬و املعجم األوسط للطرباين (‪)11137‬‬
‫‪5‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫الوالء والزاء والؽافر ذي الـسب‬
‫حمبة رشقل اهلل ﷺ تعتز ؾرع مـ حمبة اهلل تعاػ ‪ ,‬وهلذا يؼقل اهلل تعاػ ﴿ ُق ْل إِ ْن ُكـْتُم ُ ِ‬
‫ون اَّللََّ َفا َّتبِ ُع ِ‬
‫ُيبِ ْبؽ ُُم‬
‫ُت ُّب َ‬
‫وِّن ُ ْ‬
‫ْ‬
‫ب إِ َل ْق ِه ِم ْن َو َل ِد ِه َو َوالِ ِد ِه َوالـ ِ‬
‫َّاس‬
‫اَّللَُّ ﴾ ] آل عؿران ‪, [31 :‬ويؼقل افـبل ﷺ " َال ُي ْم ِم ُن َأ َحدُ ك ُْم َحتَّى َأك َ‬
‫ُون َأ َح َّ‬
‫ِ‬
‫ني" ‪ ,‬إذ ًا ٓبد مـ حمبة رشقل اهلل ﷺ ٕن اهلل حيبف ‪ ,‬وٓبد مـ ـره مـ يؽرهف اهلل ٕن اهلل تعاػ يؽرهف ‪.‬‬
‫َأ ْ َ ع َ‬
‫إذ ًا إمر مـػؽ ظـ ذات اإلكسان وإكام هل وٓية هلل ‪ ,‬و مـ أؽؾؼ هذا افباب ٓبد أن يػتح ظؾقف باب ًا مـ أمقر‬
‫افقٓيات إخرى ‪ ,‬ؾنذا مل حيب هلل أحب فؾػـ أحب فؾطرب أحب فؾامل أحب فؾجاه و أصبحت تؾؽ إبقاب‬
‫فديف مؼوظة ‪.‬‬
‫ـاؾر ذو كسب ـافقافد افؽاؾر أو افزوجة افؽتابقة هيقدية‬
‫وإؾعال هل حمؽ احلب وافبغض هلل ‪ ,‬وإذا ـان ثؿة ٌ‬
‫ـاكت أو ككاكقة ؾقستشؽؾ ظذ ـثر مـ افـاس هذه ادسافة ‪:‬ـقػقة حب ذي افـسب فؾصؾة وبغضف هلل تعاػ !‬
‫واحلب وادقدة ظذ كقظغ ‪ :‬افـقع إول احلب افػطري ادقجقد ذم ذات اإلكسان وٓ يـزظف اهلل تعاػ مـف وفؽـ‬
‫يؿـعف مـ أن يبذل يشء مؽتسب زائد ظـ ذفؽ ‪ ,‬وهلذا يؼقل تعاػ ﴿ َخ ْ ٌر يمن ُّم ْ ِ‬
‫ْش ٍك َو َل ْو َأ ْع َج َبؽ ُْم ﴾ ] البؼرة‬
‫‪ّ , [221:‬بغ اهلل أن اإلكسان ؿد يعجب بادؼك وما هناه ظـ هذا اإلظجاب ـافعبد ادؼك احلاذق صاحب‬
‫افعؾؿ وإماكة ذم حغ ؿد دمد مسؾؿ ذم كػس مقؿعف فديف يشء مـ افتؼصر !‬
‫ِ‬
‫ب َع َؾ ْقؽ ُُم‬
‫يؼع اهلل تؼيع ًا يؽرهف اإلكسان ‪ ,‬يؼقل اهلل تعاػ ﴿كُت َ‬
‫ؾادقدة افػطرية ٓ يماخذ اهلل ظؾقفا ‪ ,‬وهلذا ربام ّ‬
‫ا ْل ِؼت َُال َو ُه َو ك ُْر ٌه َلؽ ُْم ﴾ ]البؼرة ‪ [216 :‬هذه افؽراهة هل ـراهة مقجقدة ذم ذات اإلكسان ؾطرية حلبف فؾحقاة‬
‫وإهؾ وإوضان ‪ ,‬فؽـ ادـفل أن يتؾػظ اإلكسان بؽرهف هلذا افتؼيع أو يػعؾ يشء مـ إصقاء افتك ختافػ مراد‬
‫اهلل ذم ذاتف ‪ ,‬وأيض ًا ذم ؿقل افـبل ﷺ " إِسبا ُغ ا ْلو ُض ِ‬
‫وء َع َذ ادَْؽ ِ‬
‫َار ِه " وذم افزد يؽره اإلكسان ذفؽ ؾفذا مـ‬
‫ُ‬
‫ْ َ‬
‫إمقر افػطرية ‪ ,‬ـذفؽ افزوجة جعؾ اهلل ؾقفا مقؾ مقدة هذه ادقدة جيب أن تؽقن مـ ؽر رضا ظام يؼع مـفا ذم‬
‫خمافػة أمر اهلل إذا ـاكت ـتابقة ‪ ,‬ـذفؽ إم افقفقدية أو افـكاكقة تطاع ذم ؽر معصقة اهلل ؾنذا أرادت أن يؿسح‬
‫هلا صؾقب ًا أو يلتقفا بخؿر أو أن يسك ديـف أو كحق ذفؽ ؾقؿتـع ظـ ذفؽ وـذفؽ إب شقاء ‪.‬‬
‫) صحيح البخاري كتاب اإليواى ( ‪ , )15 ( )58 / 1‬وهسلن كتاب اإليواى ( ‪ , )44 ( )67 / 1‬والنسائي كتاب اإليواى ( ‪. )5028 ( )488 / 8‬‬
‫) صحيح البخاري كتاب الىضىء ( ‪ , )136‬و هسلن كتاب الطهارة ( ‪.)251‬‬
‫‪6‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫وؿد جاء ذم تػسر ؿقل اهلل تعاػ ﴿وَّلل لئن رجعـا إىل ادديـة لقخرجن األعز مـفا األذل ﴾]ادـافؼون‪ [ 8:‬ظـد ابـ‬
‫جرير افطزي "أن عبد اَّلل بن عبد اَّلل بن أيب أتى رسول اَّلل صذ اَّلل عؾقه وسؾم فؼال ‪ :‬يا رسول اَّلل إكه بؾغـي‬
‫أكك تريد قتل عبد اَّلل بن أيب فقَم بؾغك عـه ‪ ،‬فنن كـت فاعال فؿرِّن به فلكا أمحل إلقك رأسه ‪ ،‬فواَّلل لؼد عؾؿت‬
‫اخلزرج ما كان فقفا رجل أبر بوالده مـي ‪ ،‬وإِّن أخشى أن تلمر به غري فقؼتؾه ‪ ،‬فال تدعـي كػيس أن أكظر إىل قاتل‬
‫عبد اَّلل بن أيب يؿم ِف الـاس فلقتؾه ‪ ،‬فلقتل مممـا بؽافر ‪ ،‬فلدخل الـار ; فؼال رسول اَّلل صذ اَّلل عؾقه وسؾم ‪" :‬‬
‫بل كرفق به وكحسن صحبته ما بؼي معـا "‬
‫ؾاجلاكب افػطري مقجقد وفؽـ افعدافة مع اهلل مطؾقبة ‪ ,‬ؾؿث ً‬
‫ال اإلكسان افذي يؽقن بقـف وبغ أبقف مقدة ؾطرية‬
‫وؿرب وإحسان ‪ ,‬وهـاك ظبد أو خادم حيسـ إفقف وييسء إػ أبقف ‪ ,‬إذا باع إفقف أ و حدثف ـان صادؿ ًا ‪ ,‬وفؽـف مع‬
‫أبقف طامل وشارق بؾ ربام يعتدي ظؾقف بافرضب ‪ ,‬هؾ حيبف اإلكسان ٕجؾ وؾائف معف أو يؽرهف فظؾؿف ٕبقف برؽؿ‬
‫إحساكف معف ! كجد أكف إذا ضعػ اإلكسان مـ جفة وٓئف ٕبقف ؿال ٓ يعـقـل أيب ! ؾنكف يتقجف دا فديف ‪.‬‬
‫ـذفؽ ؾقام يتعؾؼ ذم حؼ اهلل تعاػ يـبغل أن يـظر اإلكسان إػ افؽاؾر وفق أحسـ معف مـ خالل مؼامف مـ اهلل تعاػ‬
‫وـػره بف ‪.‬‬
‫وافقؾاء مع افـاس واجب مـ جفة إمقال واحلؼقق وتلفقػ افؼؾقب ‪ ,‬أما ما يتعؾؼ بتؼديؿفؿ ظذ أهؾ اإليامن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اء ﴾ ]الـساء‪ [144:‬يعـك‬
‫ين َآمـُوا َال َتتَّخ ُذوا ا ْلؽَاف ِر َ‬
‫ؾفذه مـ ادحظقرات ـام ؿال اهلل تعاػ ﴿ َي َاأ ُّ َُّيا ا َّلذ َ‬
‫ين َأ ْول َق َ‬
‫أهنؿ يتؼقون ؾقام بقـفؿ ظذ أهؾ اإلشالم وهذا فألشػ مشاهد ذم بؾداكـا ذم ـؾ أزمة شقاء ـاكت ؿتافقة أو شقاشقة‬
‫أو اؿتصادية ؾقتؽاتػقن ظذ اإلشالم وفق ـاكت هـاك ثؿة دظاوي بـبذ ما يسؿك افطائػقة !‬
‫الوالء والزاء لؾؿممن صاحب الؽبرة‬
‫افقٓء وافزاء يتجزأن ذم جاكب ادممـ ـام يتجزأن ذم بعض صقر افؽاؾر ٓ ذم ـؾفا ‪ ,‬هلذا افـبل ﷺ ـام جاء ظـف‬
‫َان ي َؾ َّؼ ِ‬
‫مح ًارا‬
‫ذم افصحقح ذم صارب اخلؿر " َأ َّن َر ُج ًال َع َذ َع ْف ِد الـَّبِ يي َص َّذ اَّللَُّ َع َؾ ْق ِه َو َس َّؾ َم ك َ‬
‫ب َ‬
‫َان ْاس ُؿ ُه َع ْبدَ اَّللَِّ َوك َ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫َان ي ْض ِ‬
‫ِ‬
‫الْش ِ‬
‫ك َر ُس َ‬
‫ح ُ‬
‫اب َف ُل ِ َِت بِ ِه َي ْو ًما‬
‫ول اَّللَِّ َص َّذ اَّللَُّ َع َؾ ْق ِه َو َس َّؾ َم َوك َ‬
‫َوك َ ُ‬
‫َان الـَّبِ ُّي َص َّذ اَّللَُّ َع َؾ ْقه َو َس َّؾ َم َقدْ َج َؾدَ ُه ِف َّ َ‬
‫) تفسير ابي جرير الطبري الجزء ‪ 23‬صفحت ‪407‬‬
‫‪7‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫َف َل َم َر بِ ِه َف ُجؾِدَ َف َؼ َال َر ُج ٌل ِم ْن ا ْل َؼ ْو ِم ال َّؾ ُف َّم ا ْل َعـْ ُه َما َأ ْك َث َر َما ُي ْمتَى بِ ِه َف َؼ َال الـَّبِ ُّي َص َّذ اَّللَُّ َع َؾ ْق ِه َو َس َّؾ َم َال َت ْؾ َعـُو ُه َف َواَّللَِّ‬
‫ِ‬
‫ب اَّللََّ َو َر ُسو َل ُه " يعـك صارب مخر حيب اهلل ورشقفف ٕكف مممـ مـ أهؾ افصالة وافصقام ‪.‬‬
‫َما َعؾِ ْؿ ُ‬
‫ت إِ َّك ُه ُُي ُّ‬
‫ؾربام يؼع اإلكسان ذم يشء مـ افؽبرة وهق مممـ ؾقـبغل أٓ يػاصؾ مػاصؾة تامة وفقس هذا مراد اهلل مـ افزاء‬
‫ـام وؿع مـ بعض إؾراد ذم افصدر إول ;وفذفؽ ٓبد مـ ضبط افقٓء وافزاء ٓ ظذ أهقاء اإلكسان وٓ‬
‫فـزوات افـػس وظقاضػفا وإكام حلؽؿ اهلل ؾقفا ‪.‬‬
‫الوالء والزاء بني الػطرة والعؼقدة‬
‫اإلكسان بػطرتف حيب افقؾاء وافصدق وإماكة ‪ ,‬واإلحسان إفقف ‪ ,‬وهلذا يؼقل ؽر واحد مـ افسؾػ " اإلكسان‬
‫جمبقل ظذ حمبة مـ أحسـ إفقف " هذا افقجقد افػطري ذم ذات اإلكسان ضبطف اهلل حتك ٓ يصؾ فدائرة افعبقدية‬
‫دـ حيب ؾلوجب فإلكسان حؼ ًا ٓ يتجاوز أمر اهلل ؾقف وجعؾ ادممـقن إخقة ‪.‬‬
‫مػصؾة ـام ذم ؿقفف تعاػ ﴿ ال‬
‫واإلخقة ذم افؼرآن ظذ كقظغ إخقة كسب وإخقة إيامن ‪ ,‬وهذه اإلخقة ؿد ب ّقـفا اهلل ّ‬
‫ُون بِاَّللَِّ وا ْلقو ِم ِ‬
‫َِ‬
‫َاء ُه ْم َأ ْو إِ ْخ َو َاَن ُ ْم َأ ْو‬
‫اآلخ ِر ُي َوا ُّد َ‬
‫َتدُ َق ْو ًما ُي ْم ِمـ َ‬
‫َ َْ‬
‫اء ُه ْم َأ ْو َأ ْبـ َ‬
‫ون َم ْن َحا َّد اَّللََّ َو َر ُسو َل ُه َو َل ْو كَاكُوا آ َب َ‬
‫ُون‬
‫َع ِش َر َ َُت ْم ﴾ ] ادجادلة ‪ [22 :‬وهذه إخقة افـسب فؽـ إذا حرضت إخقة اإليامن ـام ذم ؿقفف تعاػ ﴿إِك َََّم ادُْ ْم ِمـ َ‬
‫إِ ْخ َو ٌة ﴾ ] احلجرات ‪ [10 :‬ؾتضعػ إخقة افـسب وتؼقى ظذ ؽرها ‪ ,‬هلذا إذا تؼاتؾ إخقة مممـ وـاؾر ؾقجب‬
‫ظذ اإلكسان أن يـظر إػ افظامل وادظؾقم مـفام ؾقـتك فؾؿظؾقم وفق ـان بعقد ًا ظـف وأن حيبس افظامل وفق ـان ذفؽ‬
‫اخالهؿ ‪.‬‬
‫وظذ حسب ؿقة وضعػ اإليامن ذم ؿؾب اإلكسان يتجزأ افقٓء وهذا مقجقدحتك ذم واؿع افـاس ؾتجد مـ افـاس‬
‫مـ يؿقؾ دقدة أحد وافـاس حقفف ٌ‬
‫ـؾ مـ أهؾ اإليامن ؾقؿقؾ إػ هذا ويؼرب هذا أـثر ويؿقؾ إػ هذا دوكف ‪.‬‬
‫إذ ًا ؾافـاس يممـقن ؾطر ًة أن هذا إمر يتجزأ ذم ؿؾقهبؿ وـام يتجزأ مـ جفة مشاظرهؿ جيب ظؾقفؿ أن يتجزأ مـ‬
‫جفة مؼام افطاظة وادعصقة ‪ ,‬مؼام اإليامن وافؽػر ‪ ,‬ؾنذا حرض افؽػر ؾنكف ٓ ُيؼدم ـاؾر ظذ مممـ بلي حال مـ‬
‫إحقال إٓ ذم أبقاب ادظامل ‪.‬‬
‫) البخاري كتاب الحذود ( ‪)6398‬‬
‫‪8‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫وٓبد فؾـاس أن خيتؾػقا وأن يقجد فدهيؿ ما يتعؾؼ بافطائػقة فقء مـ ا فؼبقؾة أو احلسب وافعرق وافـسب ‪ ,‬وفق‬
‫هرب افـاس مـ افطائػقة شقتقجفقن فطائػقة أخرى ‪.‬‬
‫فافطائػقة ٓبد أن تقجد ذم افبؼ وؿد أؽؾؼ اهلل مـاؾذها ـؾفا وؾتح مـػذ ًا واحدا وهق ما يتعؾؼ بافقٓء دـ حيب‬
‫احلؽ ُْم إِ َّال َّللَِّ َي ُؼ ُّص َْ‬
‫اهلل وافزاء دـ يؼك مع اهلل ؽره ‪ ,‬ضبطف اهلل أمره وجعؾف إفقف ‪ ,‬يؼقل تعاػ ﴿ إِ ِن ُْ‬
‫احل َّق َو ُه َو‬
‫ِ ِ‬
‫ني ﴾ ] األكعام ‪. [57:‬‬
‫َخ ْ ُر ا ْل َػاصؾ َ‬
‫جعؾ اهلل احلؽؿ إفقف وهق افذى يػصؾ احلؼ ويػصؾ بغ افـاس مـ جفة أحقاهلؿ ‪ ,‬وجعؾ أمر ؾطري ذم ذات‬
‫اإلكسان يؿقؾ إفقف ؾطر ًة ‪ ,‬ؾربام مـ أول وهؾة يرى صخص ؾقحبف أو يؿقؾ خلادمف ادؼك ‪ ,‬وؿد ّبغ اهلل أن إظجاب‬
‫اإلكسان بادؼك يـبغل أٓ يغ ّقب جاكب أظظؿ وهقطؾؿ هذا ادؼك فـػسف باإلرشاك مع اهلل ؽره ـحال اإلكسان‬
‫افذى حيب مـ ظدل معف وفق ـان طاد ًا ٕبقف !‬
‫وجاكب افتػريط ذم افقٓء وافزاء أـز مـ جاكب افتجاوز وإن وجد فؽـف ٓ يساوي جاكب افتػريط ‪.‬‬
‫وإمة ؿد اكغؿست بتغققب افقٓء وافزاء ؾـجد ذم وشائؾ اإلظالم آشتحقاء مـ وصػ أخريـ بافؽػر‬
‫ووصػفؿ بافؽػر ٓ يعـك أكـا شـؼقم بؼتاهلؿ أو طؾؿفؿ وبخسفؿ حؼفؿ ؾافـبل ﷺ ـان مـصػا مع مـ حقفف مـ‬
‫ِ‬
‫ين ََل ْ ُي َؼاتِ ُؾوك ُْم ِِف الدي ِ‬
‫افقفقد وـان حيسـ إفقفؿ تلفقػ ًا فؼؾقهبؿ ‪ ,‬وهلذا يؼقل اهلل تعاػ ﴿ ال َيـ َْفاك ُُم اَّللَُّ َع ِن ا َّلذ َ‬
‫ين َو ََل ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ ِ َ‬
‫ُِْ‬
‫ني ﴾ ] ادؿتحـة ‪.[8:‬‬
‫ب ادُْ ْؼسط َ‬
‫وه ْم َو ُت ْؼس ُطوا إِ َل ْق ِف ْم إِ َّن اَّللََّ ُُي ُّ‬
‫َز ُ‬
‫ُير ُجوك ُْم م ْن د َيارك ُْم أ ْن ت َ ُّ‬
‫وبغ مؼام افذيـ مل خيافػقا‬
‫وؿد حذر اهلل تعاػ مـ طؾؿ افؽاؾر بسؾب مافف بغر حؼ ممـ يؽقن مـ أهؾ اإلحسان ‪ّ ,‬‬
‫ادسؾؿغ ذم ديـفؿ ومل يؼاتؾقهؿ ومل خيرجقهؿ مـ ديارهؿ أن حيسـ إفقفؿ بافز واهلدية فتلفقػ ؿؾقهبؿ ـام ـان‬
‫افـبل ﷺ هيدي فبعض أهؾ افؽتاب تلفقػ ًا فؾؼؾقب ‪.‬‬
‫وتؼديؿ افؽاؾر ظذ ادممـ دجرد افتعامالت ادادية وافعؾؿقة أمارة ظذ ضعػ افصؾة بغ افعبد وربف ‪ ,‬ؾربام يعجب‬
‫اإلكسان بنحسان أحد أو ظدفف أو ظؾؿف فؽـ جيب ظؾقف أن يتعامؾ معف بافعدل واإلكصاف ٕكف طامل ٌ ذم حؼ كػسف ‪,‬‬
‫خؾؼف اهلل تعاػ ورزؿف وأظاكف ذم دكقاه وبعد ذفؽ جيحد اهلل بتؽذيبف واإلظراض ظـف ! هلذا ُيؽره مـ هذا اجلاكب‬
‫وحيسـ إفقف وٓ ُيؽره ذم اجلقاكب إخرى ‪.‬‬
‫ُ‬
‫وإخطاء افتك تؼع مـ افـاس تؽقن ظؾقفا ادعاداة بؼدر اخلطل وافؼ ـام تؽقن ادقآة بؼدر ما فدهيؿ مـ خر ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫الوالء والزاء واحلرب عذ اإلسالم‬
‫ٓصؽ أن ادشاهد وادتابع ٕحداث افعامل ذم افزمـ ادعارصيؾؿس افتعدي افساؾر ادتؽرر مـ بعض افدول افغربقة‬
‫ظذ بالد اإلشالم ممـ اشتؿسؽقا بديـ اهلل تعاػ ‪ ,‬ومل يعتدوا ظذ أحد ممـ حقهلؿ ؾض ً‬
‫ال ظـ إمؿ افبعقدة ظـفؿ ‪.‬‬
‫وذم هذا افزمـ افذى ُيدظك ؾقف إػ ـرامة اإلكسان وحؼف ذم افعقش وحؼف ذم إؿامة ديـف ورشظتف يتؿ آظتداء ظؾقف‬
‫ٍ‬
‫ظؼؾ أو ديـ ‪.‬‬
‫بلدكك صبفة أو بلدكك مزر ٓ يستؿسؽ ظذ يشء مـ ُمسؽة‬
‫وفعؾ مـ افقاجبات وادتحتامت أن تتحؼؼ ادقآة مـ ؾقام بغ افدول اإلشالمقة بافـكة وادساكدة واحلث ظذ‬
‫أن ُيرؾع هذا افظؾؿ ظـ بالد اإلشالم ‪.‬‬
‫وإمة ادظؾقمة ؿد تقظد اهلل افظامل هلا بافعؼاب ووظد ادظؾقم بافـكة ؾؽقػ هبا إذا ـاكت أمة اإلشالم !‬
‫ومـ تلمؾ ذم أحداث افعك أدرك حؼقؼة هذا افبالء افذى وؿع ذم هذا افزمـ افذى ُيباد ؾقف ـثر مـ مسؾؿل‬
‫افدول اإلشالمقة بغر ما صبفة ‪,‬‬
‫ومل تتدخؾ أي دوفة ظسؽري ًا حلػظ افدماءٓشقام أهنا دماء ادسؾؿغ بليدي‬
‫ادسؾؿغ !‬
‫ؾثؿة كظرة إػ دماء ادسؾؿغ وحؼقؿفؿ ؿد اكجؾت ظـفا إشتار وـشػت حؼقؼة افدظاوي افػارؽة افتل تـادي‬
‫باحلريات‪.‬‬
‫وما أحقج إمة اإلشالمقة إػ افقٓ وافزاء افققم ‪ ,‬ؾقـبغل ظذ دول اإلشالم أن يتؼقا اهلل تعاػ ذم ظدم ختاذهلؿ‬
‫ِ‬
‫ْنوك ُْم ِِف الدي ِ‬
‫ين َف َع َؾ ْقؽ ُُم‬
‫صعقب ًا وحؽقمات إلخقاهنؿ ‪ ,‬ؾقجب ظؾقفؿ افـكة ‪ ,‬يؼقل اهلل تعاػ ﴿ َوإِن ْاس َتـ َ ُ‬
‫َّن ﴾ ]ألكػال‪[ 72 :‬خاص ًة إذا أضؾؼت آشتغاثات وضؾب افـكة وادساظدة ‪ ,‬وافـبل ﷺ يؼقل" َح ُّق ادُْ ْسؾِ ِم‬
‫الـ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫قل َما ُه َّن َيا َر ُس َ‬
‫‪،‬وإِ َذا َد َع َ‬
‫ت ِق َ‬
‫اك َف َل ِج ْب ُه ‪َ ،‬وإِ َذا ْاس َتـ َْص َح َ‬
‫ك َفاك َْص ْح‬
‫َع َذ ادُْ ْسؾِ ِم ِس ٌّ‬
‫ول اَّللَِّ؟ َق َال ‪ :‬إِ َذا َلؼق َت ُه َف َس يؾ ْم َع َؾ ْقه َ‬
‫ات َفا َّتبِ ْع ُه " ؾقجب ظذ ادممـ أن يـك أخاه صعقب ًا‬
‫‪،‬وإِ َذا َع َط َس َف َح ِؿدَ اَّللََّ َف َش يؿ ْت ُه ‪َ ،‬وإِ َذا َم ِر َض َف ُعدْ ُه ‪َ ،‬وإِ َذا َم َ‬
‫َل ُه َ‬
‫وحؽام ‪.‬‬
‫) صحيح هسلن ‪ :‬كتاب السالم ( ‪)2162‬‬
‫‪10‬‬
‫رشعة ومـفاج – احلؾؼة الثالثة‬
‫الوالء والزاء‬
‫وافقٓء وافزاء ٓ يؽقن ؾؼط بافـكة ذم افـػر وافؼتال وافسالح وافعتاد وفؽـ يتعدى إػ ـؾ شبؾ افـك‬
‫وافتليقد مـ ـتابة ومؼآت وؽرذفؽ ‪.‬‬
‫ؾقـبغل ظذ ـؾ مـ أويت ؿؾؿ أو فسان أو رأى أن يبغ مؽائد أهؾ افضالل افذيـ يدظقن إػ يشء مـ احلقاد‬
‫وحرية اإلكسان ‪ ,‬ؾؼد تعدوا إػ دظقى حرية احلققان ومع ذفؽ يرون آظتداء ظذ كساء وأضػال وصققخ وأمقال‬
‫وأظراض باإلبادة وآؽتصاب وٓ يتحرك هلؿ شاــ بؾ يشارـقن ؾقفا ويدظؿقهنا ‪.‬‬
‫وٓ تؼؾ أمهقة افزاء ظـ افقٓء إذ أهنام متالزمان ؾقحذر ظذ افدول اإلشالمقة‬
‫أن تعغ ظذ إخقاهنؿ بقء مـ‬
‫افؼقل وافبفتان ؾذاك مـ أظظؿ افظؾؿ‪,‬وجيب ظذ افدول اإلشالمقة افزاء مـ أهؾ افؽػر وافباضؾ وافعدوان ظذ‬
‫ِ‬
‫ين َآمـُوا ال‬
‫بالد اإلشالم ‪ ,‬وؿد حذر اهلل مـ إظاكة أهؾ افباضؾ ظذ أهؾ اإلشالم وهلذا يؼقل اهلل تعاػ ﴿ َيا َأ ُّ َُّيا ا َّلذ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اء َب ْع ٍ‬
‫ين َآمـُوا َال‬
‫ض ﴾ ] ادائدة ‪ [51 :‬ويؼقل تعاػ ﴿ َيا َأ ُّ َُّيا ا َّلذ َ‬
‫اء َب ْع ُض ُف ْم َأ ْول َق ُ‬
‫َتتَّخ ُذوا ا ْل َق ُفو َد َوالـ ََّص َارى َأ ْول َق َ‬
‫َّخ ُذوا ا ْلؽَافِ ِرين َأولِقاء ِمن د ِ ِ ِ‬
‫َتت ِ‬
‫ون َأن َ َْت َع ُؾوا َّللَِّ َع َؾ ْقؽ ُْم ُس ْؾ َطاكًا ُّمبِقـًا ﴾ ]الـساء ‪ " [144‬ويؼقل‬
‫ني َأت ُِريدُ َ‬
‫ون ا ُْد ْممـ َ‬
‫ُ‬
‫َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ون إِ َل ْق ِف ْم بِادَْ َو َّد ِة ﴾ ] ادؿتحـة ‪ [1 :‬ؾحذر اهلل مـ‬
‫اء ُت ْؾ ُؼ َ‬
‫تعاػ ﴿ َيا َأ ُّ َُّيا ا َّلذ َ‬
‫ين َآمـُوا ال َتتَّخ ُذوا َعدُ يوي َو َعدُ َّوك ُْم َأ ْول َق َ‬
‫وٓيتفؿ وإظاكتفؿ بقء مـ ادال وافرأي وفق يسر ‪ ,‬ؾفذا مـ أظظؿ اجلرم وافظؾؿ ‪.‬‬
‫وؿد حذر ؽر واحد مـ افسؾػ ‪ ,‬ـام ذم حديث حذيػة ابـ افقامن " ِ‬
‫فقتؼ أحدـؿ أن يؽقن هيقدي ًا أو ككاكق ًا وهق‬
‫ٓ يشعر‪ ,‬وتال ه ذه أية " َو َمـ َيت ََق ّهل ُ ْؿ ّمـ ُؽ ْؿ َؾنِ ّك ُف ِمـ ُْف ْؿ " وافتقيل ذم ذفؽ أطفره وأجاله افعقن بافسالح أو‬
‫اددد‪ ,‬ـذفؽ يـبغل فؾؿممـ أن حيذر مـ إظاكتف ظذ ادظؾقم ؾنن إظاكة افظامل ظذ ادظؾقم طؾؿ ظظقؿ يستقجب‬
‫ظؼقبة ‪ ,‬ؾقجب ظذ اإلكسان أن حيذر مـ ظؼقبة اهلل أن تلتقف مـ حقث ٓ يشعر ‪.‬‬
‫وفعؾ مـ صقر افقٓء أيض ًا افدظاء وافؼـقت ف ٓ صؽ أن إمة إذا طؾؿت وـان افظؾؿ طاهر وجب ظؾقفؿ‬
‫افؼـقت وافدظاء برؾع افظؾؿ ‪ ,‬وجيب ظذ مـ حقهلؿ وإخقاهنؿ ذم أؿطار افعامل اإلشالمل شقاء ـان ذفؽ ذم صالة‬
‫أو ذم ؽر صالة ‪ ,‬ـام جيب تصعقد أمرهؿ ظـد مـ جيفؾ حاهلؿ وبقان أهنؿ مغؾقبقن مؼفقرون فقس فدهيؿ يشء‬
‫مـ ادظامل يطؾبقهنا إٓ رؾع آظتداء ظؾقفؿ افساؾر افذي ما ـان إٓ فتؿسؽفؿ بديـ اهلل تعاػ ‪ ,‬ـام جيب تػـقد‬
‫آؾساءات افباضؾة ـقصػفؿ باإلرهاب وؽر ذفؽ‪ ,‬ؾفل ذم احلؼقؼة ظداوة ديـقة ؾقجب إطفارها وتعريتفا وتعرية‬
‫افدظاوى افتك يطؾؼقهنا وادصطؾحات افتل يريدون هبا إضاظة احلؼ وتؾبقسف بافباضؾ ‪.‬‬
‫) السنت ألبي بكر بي الخالل ( ‪)1613‬‬
‫‪11‬‬
Download