Uploaded by Dujana Asheh

دليل تحقيقات المصادر المفتوحة

advertisement
‫الفهرس‬
‫املقدمة‬
‫ّ‬
‫فيل ريس‬
‫‪6‬‬
‫الفصل األول‬
‫ما هي تحقيقات املصادر املفتوحة؟‬
‫‪10‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التخطيط والتنفيذ‬
‫‪14‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫األخالقيات والسالمة‬
‫‪20‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫تت ّبع السفن والطائرات‬
‫‪24‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫تحديد نوع األسلحة‬
‫‪30‬‬
‫الفصل السادس‬
‫معرفة مالكي الشركات‬
‫‪36‬‬
‫الفصل السابع‬
‫تحليل الصور املأخوذة‬
‫باألقمار الصناعية‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫أدوات وشبكات‬
‫‪49‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪6‬‬
‫املقدمة‬
‫فيل ريس‬
‫كثي ٌر منا شــاهد ذاك املشــهد الشــهير من‬
‫فيلــم ‪ ،All the President’s Men‬الروايــة‬
‫الهوليودية لفضيحة «ووترجيت»‪ ،‬الذي يقف‬
‫العالم‬
‫فيه العميل «ديب ْث ُروت» ‪ -‬الذي عرف‬
‫ُ‬
‫الحقا أ ّنه كان املدير املساعد السابق ملكتب‬
‫التحقيقات الفيدرالي ‪ FBI‬مارك فيلت ‪ -‬يف‬
‫ّ‬
‫مصاف السيارات يف العاصمة واشنطن؛‬
‫أحد‬
‫صحفي واشــنطن‬
‫ليضع طــرف الخيط بيد‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫بوست بوب وودورد قائال‪« :‬تت ّبع مصدر املال»‪،‬‬
‫وغير ذلك من التفاصيل املفتاحية‪.‬‬
‫أدت‬
‫كان نجــاح وودورد بإيجــاد األدلة التي ّ‬
‫يف النهايــة إلى عــزل الرئيــس األمريكي‬
‫ً‬
‫ً‬
‫محورية يف‬
‫لحظــة‬
‫«ريتشــارد نيكســون»‬
‫تاريخ مــا ُيعــرف بالصحافة االســتقصائية‬
‫(‪ ،)Investigative Journalism‬بل أصبح ‪-‬‬
‫باســتحقاق ‪ -‬جزءًا من النســيج الفولكلوري‬
‫لهــذه املهنــة‪ ،‬طبعــا كانــت الصحافــة‬
‫ً‬
‫حرفــة‬
‫االســتقصائية يف الســبعينات‬
‫ً‬
‫عما نعرفه اليوم؛ فوقتها كان ىلع‬
‫مختلفة ّ‬
‫ينمي مصادره‪.‬‬
‫أن‬
‫الصحفي‬
‫ّ‬
‫يصف الصحفــي والكاتب اإلنجليــزي الراحل‬
‫«نيك تومالين» املهارات الالزمة ملن يريد أن‬
‫يكون صحفيًا استقصائيًا ناجحًا بقـوله‪ :‬مكر‬
‫كمكر الثعلب‪ ،‬وسمت ُيوحي بالثقة‪ ،‬وشيء‬
‫بسيط من مهارات الكتابة والقراءة‪ .‬وقد ُقتل‬
‫وهو ّ‬
‫يغطي حــرب أكتوبــر ‪ 1973‬بين العرب‬
‫عام من فضيحة ووترجيت‪.‬‬
‫بعد‬
‫أي‬
‫وإسرائيل؛‬
‫ٍ‬
‫االستقصائي عاد ًة هي‬
‫الصحفي‬
‫مهمة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫كانت ّ‬
‫أشخاص ال يسهل‬
‫تحصيل وثائق ســرية من‬
‫ٍ‬
‫قــرارات محفوفة‬
‫إقناعهــم باإلقــدام ىلع‬
‫ٍ‬
‫باملخاطــر كهــذه؛ أي كان ىلع الصحفــي‬
‫يقــوي عالقته بمصــادره مع الوقت‪،‬‬
‫أن‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫لقــاءات كثيرة‬
‫وكان يتخ ّلــل ذلك‬
‫يف املطاعــم واملقاهــي‪ ،‬أو‬
‫أوقات‬
‫ربما يف الحانات يف‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫متأخر ٍة من الليل‪ .‬كان ىلع‬
‫الصحفــي أن ُيقنــع من‬
‫يســ ّرب املعلومات بأنه‬
‫يفعــل الصــواب‪ ،‬وذلك‬
‫بكســب ثقتهم وضمان‬
‫عــدم كشــف هويتهم‪.‬‬
‫وكان بنــاء العالقــة مع‬
‫ً‬
‫ألي‬
‫املصــدر مهار ًة‬
‫هامــة ّ‬
‫اســتقصائي؛ فاملعلومــات‬
‫البشــرية هــي األســاس األول‬
‫واألهــم للصحافــة االســتقصائية‬
‫والسبيل الوحيد للحصول ىلع املعلومات‬
‫التي ال يملكها أحد إال املصدر‪.‬‬
‫كانت ترســانة هــؤالء الصحفييــن ال تتجاوز‬
‫ُ‬
‫بدأت‬
‫ومسجل أشرطة‪ ،‬فعندما‬
‫دفترًا صغيرًا‬
‫ّ‬
‫يف مجــال الصحافة لم يكــن هناك هواتف‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫واضحة‬
‫منهجية‬
‫محمولة‪ ،‬ولم يكن هنــاك‬
‫ومعتمــدة للصحافــة االســتقصائية‪ ،‬وكان‬
‫ّ‬
‫يتوقــف ىلع عالقاتــك وقدرتك‬
‫نجاحــك‬
‫ىلع االســتفادة من هذه العالقات‪ .‬ثم أتت‬
‫بعد ذلك الحواســيب وتغ ّير معها كل شيء‪،‬‬
‫لقد قلبت التكنولوجيا مهنة الصحافة سوا ًء‬
‫من ناحية ممارســتها أو مــن ناحية االطالع‬
‫ىلع املواد الصحفية‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫ّ‬
‫يشــكل البحــث باســتخدام الحاســوب‬
‫‪Computer‬‬
‫‪Assisted‬‬
‫(‪Research‬‬
‫”‪ )”CAR‬أحــد الجــذور األولــى لتحقيقــات‬
‫املصــادر املفتوحــة (‪Open-Source‬‬
‫‪)Investigation “OSINT‬؛ فقــد كانــت‬
‫الحواسيب تستخدم يف البداية للبحث يف‬
‫قواعد البيانات وتحليلها أم ً‬
‫ال يف اكتشــاف‬
‫األنمــاط واملالمــح العامــة واالســتثناءات‬
‫معلومات‬
‫التي قد تكون مفيــد ًة يف إنتاج‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫بــأن هذه‬
‫إيجابيــة‪ ،‬ومــن املعلــوم‬
‫املنهجية بــرزت مع صدور قانون‬
‫حرية املعلومات األمريكي يف‬
‫الستينات‪ ،‬وهو ما فتح الباب‬
‫أمــام العامة لالطالع ىلع‬
‫سير أعمال الحكومة‪.‬‬
‫يصــف فيليــب مايــر‬
‫ أحــد رواد البحــث‬‫باســتخدام الحاســوب ‪-‬‬
‫هــذه املنهجيــة بأنهــا‬
‫«الصحافة الدقيقة»‪ ،‬وهو‬
‫يف ذلــك يعنــي أن هــذه‬
‫املنهجية مستوحا ٌة من العلوم‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬حيث يقــوم الصحفي‬
‫باســتخدام األدلة إلثبات فرضياته‪ ،‬ومن هنا‬
‫ٌ‬
‫منهجية رســمت معالم صور ٍة مم ّيز ٍة‬
‫تولّدت‬
‫من السرد الصحفي الذي تتم ّيز به الصحافة‬
‫االستقصائية عن الصحافة التقليدية‪.‬‬
‫ٌ‬
‫مجال يقوم ىلع‬
‫فالصحافة التقليدية هي‬
‫املراقبة وردة الفعــل‪ ،‬ومن ذلك أنها تصف‬
‫حدث ما يف‬
‫العالم كمــا تراه بعد حــدوث‬
‫ٍ‬
‫العادة‪ ،‬أما الصحافة االســتقصائية فتسعى‬
‫اعتقاد ما عن العالم يحسبه‬
‫إلى إثبات خطأ‬
‫ٍ‬
‫العامــة صوابــا‪ .‬وال يختلــف االســتقصائي‬
‫مــدع عام؛ فرحلة‬
‫هنا عن ضابط شــرطة أو‬
‫ٍ‬
‫خيط‬
‫االســتقصائي تبدأ بعثوره ىلع طرف‬
‫ٍ‬
‫‪7‬‬
‫ٌ‬
‫فالن‬
‫دليــل أولي يدعم فرضية مــا مثل‪:‬‬
‫أو‬
‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫فالن فاسد‪ ،‬وبعد ذلك يكون ىلع‬
‫يكذب أو‬
‫الصحفي االســتقصائي أن يثبت صحة هذه‬
‫الفرضية‪ ،‬أو يسقطها إن لم يستطع ذلك‪.‬‬
‫ح ّلــت املنهجيــة االســتقصائية ‪ -‬أو كمــا‬
‫ُتعــرف بالســردية القائمــة ىلع االفتراض‬
‫َّ‬
‫محــل‬
‫(‪- )hypothesis-based narrative‬‬
‫ما يمكن أن نســم ّيه السرد القصصي القائم‬
‫ّ‬
‫التنقل املكاني‪ ،‬وأصبح‬
‫ىلع الشــخصية أو‬
‫جمع األدلة هــو الجوهر الــذي تنطلق منه‬
‫القصة وتتمحور حوله‪.‬‬
‫عقود مــن اليوم‪ّ :‬‬
‫إن‬
‫قال فيليــب ماير قبل‬
‫ٍ‬
‫جهودنا كانــت ّ‬
‫تتركز ىلع صيد املعلومات‬
‫شــح معلومات‪،‬‬
‫وجمعهــا عندما كان هناك‬
‫ّ‬
‫وأما مع وفــرة املعلومات اآلن فقد أصبحت‬
‫معالجتها هي األهم‪.‬‬
‫تبلورت تحقيقات املصــادر املفتوحة يف‬
‫العقد األخير‪ ،‬وأصبحــت ِعلمًا صحفيًا قائمًا‬
‫ّ‬
‫يتوفر بين أيدينا اليوم مصادر‬
‫بحد ذاتــه؛ إذ‬
‫ّ‬
‫ِع ّدة تزخر باملعلومــات تتجاوز مجرد كونها‬
‫قواعد بيانات؛ من الشبكات االجتماعية إلى‬
‫األجهزة املتصلة باإلنترنــت وغيرها‪ ،‬وكلها‬
‫يمكن التنقيب فيها بحثًا عن املعلومة‪.‬‬
‫تتم‬
‫تقول التقديرات إن حجم البيانات التي ّ‬
‫صناعتها ورصدها واستهالكها عامليًا سيبلغ‬
‫‪ 200‬مليــار غيغابايت يف عــام ‪( 2025‬بعد‬
‫أن كانت ‪ 70‬مليارا يف ‪)2020‬؛ فمســتخدمو‬
‫الفيسبوك ينشرون ما يقارب ‪ 500‬ألف تعليق‬
‫جديد كل دقيقة‪ ،‬ويرفعــون ‪ 150‬ألف صورة‪،‬‬
‫كذلك ُيرفع مــا يعادل أكثر من أربعة ماليين‬
‫ســاعة مــن املحتــوى ىلع اليوتيــوب كل‬
‫يوم‪ ،‬وال يمكن أن ننســى تويتــر الذي يغرد‬
‫مستخدموه يوميًا ‪ 700‬مليون تغريد ٍة‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫ســتعتمد الصحافة االســتقصائية مع مرور‬
‫الوقــت أكثــر وأكثــر ىلع اســتغالل هذه‬
‫املصــادر؛ فنحــن ال نقوم اليوم باكتشــاف‬
‫مخفيــة عنــا ىلع أرض الواقع‪ ،‬ما‬
‫حقائق‬
‫ٍ‬
‫نراه أمامنا ليس ســريًا‪ ،‬وإنما نحن من نقوم‬
‫بتجميع املعلومات وترتيبها بحيث تكشف‬
‫نتعمق يف‬
‫لنا حقائق جديدة‪ ،‬ونحن الذين‬
‫ّ‬
‫املصادر املوجودة بين أيدينا ىلع شــبكة‬
‫اإلنترنت لنعرف القصة التــي ُتخفيها هذه‬
‫الصورة ‪ -‬أو إن جاز التعبير القصة وراء القصة‬
‫ّ‬
‫نستشــفها مــن البيانات‬
‫ التــي يمكن أن‬‫الوصفية (امليتاداتــا)‪ ،‬أو ما تحكيه لنا ً‬
‫مثاًل‬
‫بيانات ســفينة شحن أو ســجل طيران عن‬
‫واقعة ما‪.‬‬
‫املهتمين باملحتوى‬
‫أمــا عن ُص ّناع األفــام‬
‫ّ‬
‫االستقصائي ّ‬
‫ات‬
‫فإن هؤالء سيواجهون تحد ّي ٍ‬
‫جديــدة؛ ســيكون عليهــم فيهــا االعتماد‬
‫أكثر ىلع املشــاهد املص ّنعة باســتخدام‬
‫الحواسيب بدالً من مقاطع الفيديو‪ ،‬وستبرز‬
‫الحاجــة إلى تطبيــق املعاييــر االحترافية‬
‫ىلع مصــادر مختلفة مثــل املقاطع ذات‬
‫األبعاد العمودية (التي نلتقطها بهواتفنا)‪،‬‬
‫واملحتوى الذي ينتجــه غير املحترفين من‬
‫العامــة‪ ،‬واملحتــوى منخفض الجــودة‪ ،‬كما‬
‫مصممي الرسومات وعلماء‬
‫ســيتوجب ىلع‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫البيانات وص ّناع األفــام أن يعملوا معًا يف‬
‫ســياقات يندر حدوثها اليوم‪ ،‬فقد صار لزامًا‬
‫ٍ‬
‫ىلع وســط اإلنتاج التلفزيونــي أن يتك ّيف‬
‫طريقة جديدة للسرد القصصي‪.‬‬
‫مع‬
‫ٍ‬
‫لن يشــغل الصحفيون االســتقصائيون يف‬
‫بيانات‬
‫املســتقبل أنفسهم بالحصول ىلع‬
‫ٍ‬
‫ســرية بقــدر ما ســيكون همهــم هو فهم‬
‫البيانات املوجودة بين أيديهم واستخدامها‬
‫لرواية القصة الصحفية؛ وذلك يف ّ‬
‫ظل وفرة‬
‫املعلومــات املوجــودة يف الفضــاء العام‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫ويف هــذا الســياق يمكــن االســتفادة من‬
‫رقميــة ّ‬
‫معقدة مثــل برامج التنقيب‬
‫أدوات‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫عن البيانات‪ ،‬ونظــم املعلومات الجغرافية‪،‬‬
‫وقواعــد البيانــات الديمغرافيــة وغيرهــا؛‬
‫لتحديــد األنماط واالســتثناءات والتضاربات‬
‫يف البيانات املوجودة‪ ،‬وسيصبح تع ّلم اآللة‬
‫جــز ًءا ال يتج ّزأ من التكنولوجيا الجديدة التي‬
‫ُتستخدم للتعامل مع املعلومات املوجودة‬
‫نموذج‬
‫يف املصادر املفتوحة؛ فتدريب أي‬
‫ٍ‬
‫نجز هذه‬
‫ٍّ‬
‫برمجي ىلع تحليل املعلومات س ُي ِ‬
‫املهمة بصور ٍة أســرع بكثير من اإلنسان‪ ،‬أي‬
‫أنك ســتقوم بتدريب الحاسوب ىلع تعقب‬
‫املعلومات ً‬
‫بداًل منك‪.‬‬
‫للصحفي‬
‫يعني ذلك أيضًا أنه لم يعد يكفي‬
‫ّ‬
‫االســتقصائي أن يعــرف كيف يكتــب أو أن‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مســجل األشــرطة أو الكاميرا فقط‪،‬‬
‫يشغل‬
‫ّ‬
‫بــل عليه أن يتع ّلــم األدوات املتوفرة ىلع‬
‫صحيح أن‬
‫شــبكة اإلنترنت ويفهمها أيضــا‪.‬‬
‫ٌ‬
‫علماء الكمبيوتر واملبرمجين سيكتبون هذه‬
‫البرامــج‪ ،‬لكن ىلع الصحفييــن أن يفهموا‬
‫علم تحقيقات املصادر املفتوحة‪.‬‬
‫ثم ال بــد أن نــدرك أن تحقيقــات املصادر‬
‫املفتوحــة ليســت بدي ً‬
‫ال عــن املعلومات‬
‫مكم ٌل لها؛ فال بد ىلع‬
‫البشــرية وإنما هي ّ‬
‫الصحفي االستقصائي أن يستخدم املصادر‬
‫البشــرية باإلضافــة إلى البيانــات‪ ،‬أي أنه ال‬
‫يــزال ىلع الصحفي االســتقصائي الناجح‬
‫أن يكون «ماكرا كالثعلب‪ ،‬وأن يمتلك ســمتًا‬
‫بسيط من‬
‫ُيوحي بالثقة‪ ،‬وأن يتم ّتع بشي ٍء‬
‫ٍ‬
‫مهارات الكتابة والقــراءة»‪ ،‬ولكن عليه أيضًا‬
‫أن يتع ّلم كيــف يصطاد املعلومات الثمينة‬
‫من محيط املحتوى الهائل ىلع اإلنترنت‪.‬‬
‫بد مــن وضع هذا الكت ّيب‬
‫ولهــذا ك ّله كان ال ّ‬
‫بيــن أيديكم؛ ليكون دلي ً‬
‫ال ق ّيمًا ال غنى عنه‬
‫ُيعين قارئه ىلع إتقان ما سبق‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪9‬‬
‫‪10‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫ما هي التحقيقات‬
‫املفتوحة املصدر؟‬
‫ســتخدم تحقيقــات املصــادر املفتوحة‬
‫َت‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫طرق جمع املعلومات والتقنيات املختلفة‬
‫كالصــور املأخــوذة باألقمــار الصناعيــة‬
‫ومنشورات الشبكات االجتماعية واملحتوى‬
‫الرقمي لكشــف املخفي‪ ،‬هذا وقد أصبحت‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة يف السنوات‬
‫األخيرة أحد أثمن األدوات الصحف ّية لقدرتها‬
‫الكــم الهائل مــن البيانات‬
‫ىلع اســتغالل‬
‫ّ‬
‫املتوافــرة ىلع شــبكة اإلنترنــت لكشــف‬
‫قصص لم ُت َ‬
‫حك‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وجمع البيانات واملعلومــات وتحليلها عبر‬
‫شــبكة اإلنترنت قد يعني أشياء كثيرة‪ ،‬تبدأ‬
‫تحليل لعنوان «آي بي» (‪ )IP‬وتصل إلى‬
‫من‬
‫ٍ‬
‫البحث يف السجالت الحكومية العامة‪.‬‬
‫إذن ما هي تحقيقات املصادر املفتوحة؟‬
‫املصطلح ىلع الطرق والتقنيات‬
‫ُيطلق هذا‬
‫ُ‬
‫املســتخدمة لجمــع املعلومــات بهــدف‬
‫االســتفادة مــن البيانــات املتوافــرة ىلع‬
‫املصادر املفتوحة‪.‬‬
‫يعــ ّرف مــارك لوينثهــال ‪ -‬أســتاذ أمــن‬
‫املعلومات يف جامعــة كوملبيا األمريكية‬
‫«أي‬
‫‬‫تحقيقــات املصادر املفتوحــة بأنها ّ‬
‫ِ‬
‫معلومــة يمكن الحصول عليهــا من جميع‬
‫ٍ‬
‫الوســائط اإلعالميــة‪ ،‬والتقاريــر الحكومية‪،‬‬
‫والبحوث والتقارير العلمية‪ ،‬وخدمات تقديم‬
‫املعلومات الربحية‪ ،‬واإلنترنت وغير ذلك من‬
‫امللفات األخرى‪».‬‬
‫ّ‬
‫إن عمليــة تع ّلم اســتخدام أدوات املصادر‬
‫ٌ‬
‫متطور ٌة باســتمرار‪،‬‬
‫عملية‬
‫هــي‬
‫املفتوحة‬
‫ّ‬
‫وهــذا الكتيب ّ‬
‫يوفــر لك العناصــر واألدوات‬
‫األساســية للصحفييــن املهتميــن بالقيام‬
‫يقدم‬
‫بتحقيقات املصادر املفتوحــة‪ ،‬كما ّ‬
‫ً‬
‫شــاماًل لهذه املهنة‪ ،‬من خالل‬
‫إطارًا عمليًا‬
‫واف آللياتــه باإلضافة إلى مناقشــة‬
‫شــرح ٍ‬
‫املقاربات األخالقية أيضًا ودراســات الحالة؛‬
‫لجعل تحليل أساســيات البحث عبر شــبكة‬
‫اإلنترنــت وتقنيــات البحــث يف ســياق‬
‫الصحافة االستقصائية أكثر وضوحا‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫يقدم هذا الكتيب للصحفيين املهارات‬
‫كما ّ‬
‫الالزمة للحصول ىلع املعلومات والتحقق‬
‫منها‪ ،‬مع ما يشمل ذلك من جوانب وتفاصيل‬
‫ّ‬
‫للتوثق‬
‫عديدة كاســتخدام مح ّركات البحث‬
‫معلومة ما‪ ،‬أو تحليل الفيديوهات والصور‬
‫من‬
‫ٍ‬
‫املأخــوذة باألقمار الصناعية لجمع األدلة‪ ،‬أو‬
‫دراســة البيانات املأخوذة من قاعدة بيانات‬
‫عبر شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫نجد اليوم الكثير من التقارير االســتقصائية‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫مختلفة‬
‫املختلفــة التــي اهتمت بقضايــا‬
‫كالنزاعات والبيئة‪ ،‬ومنها ما اكتســب شهر ًة‬
‫كبيــرة كتقريــر ‪ 1 Anatomy of a Killing‬؛‬
‫املتقدمة للتعامل‬
‫فأصبح استخدام الطرق‬
‫ّ‬
‫مع املصــادر املفتوحة مهارة ال غنى عنها‬
‫للصحفي‪ ،‬وينطبق ذلــك ىلع التحقيقات‬
‫االســتقصائية الطويلــة وحتــى ىلع‬
‫األخبار العاجلة‪ ،‬وتشــمل مهــارات التعامل‬
‫مــع البيانــات املفتوحة البحــث واالختيار‬
‫واألرشــفة وتحليل املعلومات من مصادرها‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫اســتراتيجية‬
‫أولها‪ :‬هــو أنه ال بد من وجود‬
‫ٍ‬
‫واضح للحصول ىلع معلومات‬
‫عملي‬
‫ٍّ‬
‫وإطارٍ‬
‫ٍ‬
‫املصــادر املفتوحة؛ وهذا يعني أن ترســم‬
‫املسار االستقصائي الذي ستسير فيه وكيف‬
‫قصة تجذب الناس‪.‬‬
‫ستترجم ما وجدته إلى‬
‫ٍ‬
‫تحدد األدوات والطرق‬
‫ثانيًا‪ :‬يجب عليــك أن ّ‬
‫التي ستستخدمها لجمع معلومات املصادر‬
‫املفتوحــة ومعالجتهــا دون أن يضــ ّر ذلك‬
‫بســامة األشــخاص املعنييــن بالقصة أو‬
‫التقرير الذي تعمل عليه‪.‬‬
‫ثالثــا‪ :‬يجب عليك أن ّ‬
‫تفكر باالســتراتيجيات‬
‫ّ‬
‫للتوثق مما وجدته‪ ،‬وهنا قد تجد‬
‫املناسبة‬
‫ً‬
‫يف التعاون مع اآلخرين فائدة عظيمة‪.‬‬
‫تنس أن املعلومات هي أم ٌر يخضع‬
‫وأخيرًا ال َ‬
‫لرقابة شــديد ٍة يف العديد من بالد العالم؛‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ولهــذا يجب عليك أال تهمل أهمية أرشــفة‬
‫معلوماتك والحفاظ عليها‪ ،‬إذ إن ذلك عنصر‬
‫هام مــن عناصر آل ّيات املحاســبة التي قد‬
‫ٌّ‬
‫تستند إلى ما وجدته من معلومات‪.‬‬
‫فعال ال بــد للصحفي‬
‫وللقيــام باســتقصا ٍء ّ‬
‫ً‬
‫أســئلة ثالثة‪ :‬ماذا يجب أن‬
‫أن يسأل نفسه‬
‫نعرف؟ وملاذا؟ وما هو املصدر الذي قد نجد‬
‫لديه املعلومات التي يجب معرفتها؟‬
‫ثمــة أدلّــة تعليميــة كثيــرة تناولت طرق‬
‫التعامل مع املصــادر املفتوحة والصحافة‬
‫االستقصائية‪ ،‬وتختلف هذه الكتب ربما يف‬
‫املقاربة والعملية التي يجب ىلع الصحفي‬
‫االســتقصائي أن يتبعها يف عمله‪ ،‬إال أنها‬
‫عدد من األمور األساسية‪.‬‬
‫ُتجمع ىلع‬
‫ٍ‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=XbnLkc6r3yc‬‬
‫‪1‬‬
‫‪12‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫املزايا‬
‫املخاطر‬
‫واسع من املعلومات التي يمكن‬
‫• بح ٌر‬
‫ٌ‬
‫جمعها‪.‬‬
‫• تعريض هويتك للخطر‪.‬‬
‫• ال عوائق أولية تمنعك من البحث‪ ،‬فهي‬
‫معدومة أو شبه معدومة‪.‬‬
‫• سهولة إيجاد املعلومات العامة‪.‬‬
‫جهات معادية‬
‫لهجمات من‬
‫• التع ّرض‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ىلع شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫معلومات خاطئة‪.‬‬
‫• جمع‬
‫ٍ‬
‫مفاهيم مغلوطة عن تحقيقات‬
‫املصادر املفتوحة‪.‬‬
‫نصائح للصحفي الذي يعمل يف‬
‫تحقيقات مفتوحة املصدر‪.‬‬
‫• تحقيقات املصادر املفتوحة تعتمد ىلع‬
‫استخدام غوغل ال أكثر‪.‬‬
‫تنس حماية‬
‫‪ -1‬ســامتك أهم ما تملك‪ :‬ال َ‬
‫هويتك خالل عملية البحث‪.‬‬
‫• ال يمكن لغير خبراء األمن السيبراني القيام‬
‫بتحقيقات املصادر املفتوحة‪.‬‬
‫‪ُ -2‬كــن يقظــا‪ :‬يجــب أن تتم ّتــع بملكة‬
‫مالحظــة متم ّيزة كي ال تفوتــك التفاصيل‬
‫ٍ‬
‫الصغيــرة؛ فصحفــي املصــادر املفتوحــة‬
‫أي معلومــة مهمــا بدت‬
‫الناجــح ال يهمــل ّ‬
‫ضئيلة ألنها قد تســاعد يف توضيح الصورة‬
‫النهائية‪.‬‬
‫• تحقيقات املصادر املفتوحة متاحة فقط‬
‫للخبراء بالتكنولوجيا أو املاهرين بها‪.‬‬
‫• تحقيقــات املصــادر املفتوحــة هــي‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫انتهاك‬
‫شــكل من أشــكال املراقبة وفيهــا‬
‫لخصوصية اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -3‬الصبر ثم الصبر ثم الصبر‪ :‬عملية جمع‬
‫ً‬
‫عملية ال‬
‫املعلومات والبحث فيها قد تبدو‬
‫تنتهي‪ ،‬ولكن صحفي املصــادر املفتوحة‬
‫الناجح يصبر حتى يبلغ مراده‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الصندوق ‪ :1#‬التحد ّيات التي قد‬
‫تواجهها يف تحقيقات املصادر‬
‫املفتوحة‬
‫دراسة حالة‪:‬‬
‫‪Forced out - Measuring the‬‬
‫‪scale of the conflict in South‬‬
‫‪Sudan‬‬
‫قام فريق وحــدة صحافة البيانــات (‪)AJLabs‬‬
‫التابع لقنــاة الجزيرة اإلنجليزيــة يف عام ‪2019‬‬
‫بنشر تحقيق مفتوح املصادر بالشراكة مع مركز‬
‫بوليتزر‪ ،‬وتنــاول التقرير قضية التهجير وحقوق‬
‫محاولة لفهم‬
‫األراضي يف جنوب السودان يف‬
‫ٍ‬
‫تعقيداتها وحجمها الفعلي‪.‬‬
‫قام الصحفيان «كارولين ثومبسون» و«كريستن‬
‫فان سكي» بالعمل مع خبراء يف حقوق األراضي‬
‫وعلماء إحصاء ملســح ما يزيد عــن ‪ 35‬ألف رقم‬
‫هاتف عشــوائي يف جنوب السودان يف سبيل‬
‫ٍ‬
‫دقيقة للتهجيــر يف أصغر بلدان‬
‫تقديــم صور ٍة‬
‫ٍ‬
‫حرب أهلية‪.‬‬
‫العالم بعد انزالقها إلى ٍ‬
‫وقــد بلغ عــدد الالجئين من جنوب الســودان‬
‫‪ 2.5‬مليون حتى عــام ‪ 2019‬توّزعوا يف مختلف‬
‫البلدان املجاورة‪.‬‬
‫ال ُيســمح للصحفيين بدخول جنوب السودان أو‬
‫تغطيــة الوقائع هناك؛ ولذلك اســتخدمت قناة‬
‫الجزيــرة اإلنجليزيــة الهواتــف املحمولة لجمع‬
‫املعلومات مــن أماكن ليس للصحفي التقليدي‬
‫‪13‬‬
‫القــدرة ىلع الوصــول إليهــا‪ ،‬ثم قــام الفريق‬
‫ً‬
‫أســئلة عن‬
‫بأخذ ما جمعه من بيانات شــملت‬
‫الواقــع الديمغرايف والتهجيــر والدمار وخطط‬
‫ّ‬
‫أدوات‬
‫والتوثق منها باســتخدام‬
‫الناس للعودة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫أخــرى كالصور املأخــوذة من األقمــار الصناعية‬
‫واملقابــات امليدانية وتقاريــر األمم املتحدة‬
‫والســجالت العامــة وصــور الدمــار وشــهادات‬
‫الالجئين والنازحين‪.‬‬
‫املحصلــة يف النهايــة تقريــرًا طوي ً‬
‫ال‬
‫وكانــت‬
‫ّ‬
‫وفيديوهــات وتصاميم‬
‫تفاعليًا شــمل خرائــط‬
‫ٍ‬
‫توضيحيــة (‪ ،)Infographics‬وصورًا تباينية (أي‬
‫صور قبل وبعد)‪.‬‬
‫حصل الفريق العامل ىلع هذا التقرير يف عام‬
‫‪ 2020‬ىلع املركز الثالث يف جائزة «فيليب ماير»‬
‫تقدمهــا منظمة الصحفييــن واملح ّررين‬
‫التــي ّ‬
‫االســتقصائيين (& ‪Investigative Reporters‬‬
‫‪ ،)”Editors “IRE‬وقد نال الفريق الجائزة تكريمًا‬
‫ملجموعة مثابر ٍة‬
‫له ىلع «تقديمه مثــاالً رائعًا‬
‫ٍ‬
‫من الصحفيين الذين اســتخدموا مناهج العلوم‬
‫االجتماعيــة للوصــول إلى أصل أزمــة الالجئين‬
‫ىلع الرغــم مــن حريــة الصحافــة املحدودة‬
‫ّ‬
‫والتدخــل الحكومــي املحتمل‪ ،‬وحالــة الرعب‬
‫السائدة بين جموع الناس»‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫التخطيط والتنفيذ‬
‫صحفــي أن يتبع الخطوات األربع‬
‫يمكن ألي‬
‫ٍّ‬
‫التالية للشروع يف تحقيق مفتوح املصادر‪:‬‬
‫الخطوة األولى‪ :‬التخطيط‬
‫ّ‬
‫تتأكــد قبــل أن تغــوص يف‬
‫عليــك أن‬
‫تفاصيــل أي قصــة‪ ،‬إن كان التحقيــق يف‬
‫هذه القصة ممكنًا أم ضروريًا‪ ،‬وهنا عليك أن‬
‫تســتحضر ذهنية املحقق (‪investigative‬‬
‫‪ ،)mindset‬ومــن املهم من أجــل ذلك أن‬
‫بسلسلة من األسئلة‪ ،‬ومتى استحضرت‬
‫تبدأ‬
‫ٍ‬
‫هــذه األســئلة يمكنــك وقتهــا أن تصوغ‬
‫ً‬
‫ً‬
‫واضحــة وأن تختــار األدوات‬
‫اســتراتيجية‬
‫املناســبة إليجاد املعلومــات املفتاحية‪،‬‬
‫وبحديثنا عن املعلومات وجمع املعلومات‬
‫ّ‬
‫الصحفي طريقين‪ :‬إما أن يتواصل‬
‫فإن أمام‬
‫ّ‬
‫مــع الهدف خالل عملية االســتقصاء أو أن‬
‫ُيبقي نفســه بعيدًا عنه تحصينًا لنفســه‬
‫من أن يكشفه أحد‪.‬‬
‫كمــا قلنا‪ ،‬فلتكــن البداية مــن اإلجابة عن‬
‫األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬مــا هــي الحاجــة التــي تدعو إلــى هذا‬
‫التحقيق؟‬
‫‪ .2‬ما هي األســئلة املفتاحيــة التي نحتاج‬
‫اإلجابة عنها؟‬
‫‪ .3‬ما هــي األدوات واملنصــات التي ُتعيننا‬
‫ىلع جمع املعلومات املطلوبة‪.‬‬
‫طرق البحث‬
‫• اســتخدم البيانــات املوجــودة ىلع‬
‫الشــبكات االجتماعية لالســتدالل ىلع‬
‫مصادر ّ‬
‫توثق ما وجدتــه‪ّ ،‬‬
‫وركز دائمًا ىلع‬
‫املصــدر األصلي للمعلومات‪ ،‬وزمان نشــر‬
‫هذه املعلومات ومكانه‪.‬‬
‫عكســي عــن الصور‬
‫بحث‬
‫• قــم بعملية‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫باستخدام ‪ TinEye‬أو ‪Google Images‬؛‬
‫فالبحث العكسي عن املعلومات ّ‬
‫يمكنك‬
‫مــن رفع صــورة‪ ،‬ثم رؤيــة التاريخ األصلي‬
‫الستخدام هذه الصورة أو تاريخ رفعها إلى‬
‫شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫منصات أخرى كـــ ‪WeVerify‬‬
‫• اســتخدم‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫للتحقــق مــن مصداقيــة الفيديوهــات‬
‫والصور التي تجدها ىلع شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪15‬‬
‫الخطوة الثانية‪:‬‬
‫ترتيب املعلومات وحمايتها‬
‫إذا وصلــت إلــى هذه الخطوة فســنفترض بأنك قد وضعت خطتك‪ ،‬وتســتطيع اآلن أن تبدأ‬
‫بتحديد املصادر التي ستســتخدمها لجمع املعلومات وأرشــفتها كــي تبقى يف مأمن‪ .‬ال‬
‫تغفل يف أي لحظة عن االعتبارات األخالقية واألمنية والقانونية‪ ،‬وخصوصًا يف حال تعاملك‬
‫عدد من قوانين خصوصية البيانات كتنظيمات حماية البيانات‬
‫مع‬
‫بيانات شــخصية؛ فهناك ٌ‬
‫ٍ‬
‫العامــة (‪ ،)”General Data Protection Regulation “GDPR‬وقانــون كاليفورنيا لحماية‬
‫خصوصيــة املســتهلك (‪ ،)California Consumer Privacy Act‬وغيرهــا الكثير‪ُّ ،‬‬
‫وكل هذه‬
‫النصوص القانونية ُوضعت لغاية تنظيم جمع البيانات الشخصية واستخدامها وتخزينها‪.‬‬
‫قــدر دائمًا املخاطر املتر ّتبة ىلع تخزين البيانات وقم بتشــفير ما تخ ّزنه من وثائق وأدلة‪،‬‬
‫ّ‬
‫تنس أن تتخذ ما يلزم من التدابير لحماية هويتك‪.‬‬
‫وطبعًا ال َ‬
‫األرشفة‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫ً‬
‫والتوثق‬
‫عملية معيارية ألرشفة األدلة املجموعة من املصادر املفتوحة‬
‫جهات ِع ّدة‬
‫صاغت‬
‫منهــا‪ ،‬ومن هذه الجهات (‪ ،)Bellingcat‬وشــبكة «غلوبال ليغال أكشــين» ‪Global Legal‬‬
‫‪ ،Action Network‬ومبادرة األرشيف السوري (‪ )Syrian Archive‬وغيرها‪.‬‬
‫لذلك يمكنك اســتخدام هذه األرشــيفات التي تحوي ما ُجمع من أدلة تثبت قضايا مختلفة‬
‫كإساءة استخدام السلطة وانتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫مصدر الصورة «األرشيف السوري»‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪16‬‬
‫الخطوة الثالثة‪َّ :‬‬
‫توثق من معلوماتك‬
‫أحكام أو‬
‫ال بــد من تحليــل املعلومات التي جمعتهــا ومعالجتها قبل أن تبني عليهــا أي‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫والتوثق مما وجدته من مصادر مختلفة‪،‬‬
‫اســتنتاجات‪ ،‬ويندرج تحت هذا التواصل مع الناس‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫عملية روتينية مك ّررة تتألّف من ثالث مراحل‪:‬‬
‫والتوثق‬
‫ّ‬
‫التوثق من املصدر‪ :‬من أين جلبت هذه املعلومات؟‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫قيمة حقيقية؟‬
‫تقد ُم هذه املعلومات‬
‫التوثق من املضمون‪ :‬هل ِّ‬
‫ّ‬
‫التوثق من القيمة‪ :‬هل ُتفيدك هذه املعلومات يف التحقيق الذي تقوم به؟‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪17‬‬
‫تحديد املوقع الجغرايف‬
‫الصندوق ‪2#‬‬
‫استعد وال ترتبك‪ :‬التزييف العميق‬
‫َّ‬
‫ُيقصــد بتحديــد املوقــع الجغــرايف‬
‫ّ‬
‫املركــب (‪Deepfake‬‬
‫واملحتــوى‬
‫(‪ )Geolocation‬تحديــد املــكان الذي وقع‬
‫حدث ما جغراف ّيًا‪ ،‬ويكون ذلك باستخدام ‪)and Synthetic Media‬‬
‫ٌ‬
‫فيه‬
‫أدوات مثــل ‪ Google Maps‬أو ‪Google‬‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫تفاصيل موجــود ٍة يف‬
‫‪ Earth‬للتأكــد مــن‬
‫املقاطع التي تقــوم بتحليلها‪ ،‬ويكون ذلك‬
‫بأخذ صورٍ من املقاطع ومقاطعتها مع صورٍ‬
‫ّ‬
‫للتيقن من ّ‬
‫أن‬
‫مأخوذ ٍة مــن أقمارٍ صناعيــة‬
‫ــجل فع ً‬
‫ال‬
‫س‬
‫قد‬
‫الفيديو الذي تقوم بتحليله‬
‫ُ ّ‬
‫يف هــذا املكان‪ ،‬ويمكن يف بعض الحاالت‬
‫ــجل فيه الفيديو‬
‫أيضًا تقدير الوقت الذي ُس ّ‬
‫من خالل تحليل ضوء الشمس والظالل‪ ،‬ومن‬
‫األدوات التــي ُتعين ىلع ذلــك ‪SunCalc‬؛‬
‫إذ تقــوم هذه األداة بتحليــل موقع الظالل‬
‫والشمس بنا ًء ىلع الوقت والزمان واملكان‪.‬‬
‫الخطوة الرابعة‪ :‬نشر النتائج‬
‫ال يبقى أخيرًا ىلع الصحفي سوى نشر نتائج‬
‫بحثه مع تبيان العملية التي م ّر بها التحقيق‬
‫بهدف التأكيد ىلع الشــفافية وبناء الثقة‬
‫تنس أن تنشر نتائجك ىلع‬
‫مع الجمهور‪ ،‬وال َ‬
‫مختلف املنصات الرقمية بهدف الوصول إلى‬
‫ممكنة من الناس‪.‬‬
‫شريحة‬
‫أكبر‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫جاكوب كاستيلنوس‪،‬‬
‫من ّ‬
‫منظمة ‪WITNESS‬‬
‫حتى هذه اللحظة ال يستخدم الناس تقنية‬
‫«الديبفيك» (وتعني حرفيًا التزييف العميق)‬
‫ّ‬
‫نحو واســع خارج‬
‫واملحتــوى‬
‫املركب ىلع ٍ‬
‫تلفيق ونشــر الفضائح دون رضــا أصحابها‪،‬‬
‫ولكن ُي ّ‬
‫توقع انتشــار هــذه التقنية ووصول‬
‫يتم إنتاجه باســتخدام‬
‫درجــة الجودة فيما ّ‬
‫هذه التقنيــات إلى مطابقة الصور الواقعية‬
‫(‪ )Photorealistic‬يف ّ‬
‫تطورها السريع‬
‫ظل‬
‫ّ‬
‫جدًا‪ ،‬وهو ما يجعل تمييز الخط الفاصل بين‬
‫ما هو حقيقي وما هو زائف أكثر صعوبة‪.‬‬
‫ّ‬
‫املركب‬
‫تحــدي رصــد املحتــوى‬
‫يتنامــى‬
‫ّ‬
‫الــذي يواجهــه العاملــون يف الصحافــة‬
‫االســتقصائية الرقمية ويف مجال التحقق‬
‫وكشــف التزييــف؛ إذ أصبــح االعتماد ىلع‬
‫عول عليه‪ ،‬ومع‬
‫العين املج ّردة فقط أمرًا ال ُي ّ‬
‫أن هناك بعض النصائح املفيدة التي يمكن‬
‫العمــل بها ‪ -‬كالبحث عــن األخطاء التقنية‬
‫(‪ - )Glitches‬إال أن هذه األخطاء ســتختفي‬
‫تطور التقنية (يمكنك‬
‫يف املســتقبل مع‬
‫ّ‬
‫محاولــة كشــف التزييف العميق بنفســك‬
‫باستخدام اختبار ‪.)MIT Media Lab Test‬‬
‫يضــاف إلــى ما ســبق أن اســتخدام أدوات‬
‫التحقــق يخلو مــن أي ضمانات؛ فــإذا كنت‬
‫ال تعــرف التقنيــة املســتخدمة لتصميــم‬
‫ّ‬
‫املركــب فســتكون النتيجة غير‬
‫املحتــوى‬
‫ّ‬
‫مؤكــدة‪ ،‬وكذلك األمــر لو اســتخدمت هذه‬
‫األدوات لفحــص مــواد منخفضــة الجــودة‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫ٌ‬
‫حالــة حدثت‬
‫أو مضغوطــة؛ فعلى ســبيل املثــال تب ّين‬
‫ّ‬
‫مؤخرًا لفيديو تحوم الشــكوك حول صحته من ميانمار أن‬
‫يؤدي إلى‬
‫االعتماد ىلع الكواشــف املوجودة للعامة قد ّ‬
‫أحكام مغلوطة إذا كان الشــخص الذي يستخدم الكاشف‬
‫ٍ‬
‫ال يعــرف كيــف يتعامل مــع النتائج‪ ،‬كمــا أن املحاوالت‬
‫األخيرة لصناعة أدوات لكشف التزييف العميق قد فشلت‬
‫حلــول ذات فاعل ّي ٍة عاليــة عند تجربتها مع‬
‫يف تقديم‬
‫ٍ‬
‫التقنيــات املعروفــة‪ ،‬فض ً‬
‫ال عــن أنها غيــر متوافقة مع‬
‫التقنيات الجديدة‪.‬‬
‫أدوات ذات‬
‫وحتى لــو افترضنا أن هناك من نجــح بتطوير‬
‫ٍ‬
‫كفاء ٍة عاليــة‪ ،‬فليس هناك ما يضمن أن ُتتاح هذه األدوات‬
‫للجميــع وخصوصًا خــارج املنصات والشــركات اإلعالمية‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ومنظمات املجتمع‬
‫املنظمات اإلعالمية‬
‫الســائدة‪ ،‬كما أن‬
‫يتيســر لها الوصول‬
‫املدنــي يف «الجنــوب العاملي» لن‬
‫ّ‬
‫أدوات كهذه‪ .‬ىلع ّ‬
‫كل حال مــن املهم العمل ىلع‬
‫إلــى‬
‫ٍ‬
‫تيسر وصول الجميع إلى أدوات التحقق‪ ،‬ولهذا قامت‬
‫آليات ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫منظمة ‪ WITNESS‬بزيادة درجة املســاواة يف الوصول‬
‫ّ‬
‫التحقــق‪ ،‬واالســتثمار يف مهــارات وقــدرات‬
‫إلــى أدوات‬
‫املجتمع املدني العاملي وغرف األخبار املحلية‪ ،‬وتطوير‬
‫«آليات تصعيد» تساعد ىلع توفير خدمة التحليل السريع‬
‫للمحتــوى الذي ُيعتقد أنه تزييــف عميق يف موضوع ذي‬
‫حساسية عالية‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫متناميــة تنادي بضرورة‬
‫حركة‬
‫وهنــاك يف الوقت الحالي‬
‫يتم نشــره أو صناعته (أي إن‬
‫اإلقــرار بطبيعة أي‬
‫ً‬
‫محتــوى ّ‬
‫ّ‬
‫كطريقة لحل مشــكلة املعلومات‬
‫كان حقيقيًا أو مفبركًا)‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫يتم تصنيعه‬
‫الزائفة الناجمة عن املحتوى‬
‫املركب أو الذي ّ‬
‫باستخدام روبوتات الذكاء االصطناعي؛ فهناك مث ً‬
‫ال قانون‬
‫االتحــاد األوروبي حول ممارســة التضليــل اإلعالمي (‪EU‬‬
‫‪ ،)Code of Practice on Disinformation‬والقانــون‬
‫املشترك املتع ّلق بالذكاء االصطناعي الذي يحاول تقديم‬
‫ّ‬
‫املركــب (‪Synthetic Media‬‬
‫مد ّونــة ســلوك للمحتــوى‬
‫‪ .Code of Conduct‬ويمكــن أن يكون هذا «اإلقرار» ىلع‬
‫تقنيات غير مباشرة‬
‫شكل تصنيف املحتوى‪ ،‬أو اســتخدام‬
‫ٍ‬
‫عالمات رقمية يمكن لآلالت أن تقرأها‪ ،‬أو بيانات‬
‫مثل وضع‬
‫ٍ‬
‫معلومات عن حقيقة املحتوى وأصله‪.‬‬
‫وصفية تتضمن‬
‫ٍ‬
‫‪18‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪19‬‬
‫تســهل عملية تحديد‬
‫طريقة من هذه الطرق أن‬
‫ويمكــن ألي‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫املركب (‪ ،)synthetic‬ولكن استخدام هذه الطرق دون‬
‫املحتوى‬
‫ً‬
‫يؤدي تصنيف‬
‫الحصافــة الكافية قد يزيد الطين بلة؛ فمثال قد ّ‬
‫هذه املواد إلى قمع بعض أشــكال التعبير الحر‪ ،‬وتحديدًا يف‬
‫الفــن أو الهــزل أو املحــاكاة (انظر مث ً‬
‫ال تقريــر !‪Just Joking‬‬
‫ّ‬
‫ملنظمة ‪ WITNESS‬الذي يتناول هذه املســاحات الرمادية)‪،‬‬
‫وحتــى الجهود املبنية ىلع نوايا حســنة والتي تهدف إلى‬
‫ّ‬
‫للتيقن من صحة املحتوى كمبادرة‬
‫تحديــد التفاصيل التقنية‬
‫أصالة املحتوى (‪ ،)Content Authenticity Initiative‬وتحالف‬
‫أصل وأصالة املحتوى (‪Coalition for Content Provenance‬‬
‫ٌ‬
‫عالقة‬
‫تؤدي إلى مخاطر لها‬
‫‪ )”and Authenticity “C2PA‬قد ّ‬
‫بيانات إضافية‬
‫بإلحاق‬
‫يرغبون‬
‫باملراقبة وإقصاء الناس الذين ال‬
‫ٍ‬
‫بصورهــم وفيديوهاتهم‪ ،‬أو قد يمتنعون عن تصنيف صورهم‬
‫هــم خوفًا من تص ّرف الحكومات والشــركات بهذه املعلومات‬
‫بطريقــة ال ُترضيهــم (انظر تقييم ّ‬
‫منظمــة ‪ Witness‬ملضار‬
‫ٍ‬
‫وإساءات االستخدام يف تحالف ‪.)C2PA‬‬
‫وبغض النظر عن الطريقة املســتخدمة من أدوات الكشــف‬
‫إلــى زيادة الثقافــة اإلعالمية أو آليات اإلقــرار بنوع املحتوى‬
‫كالتصنيــف والعالمات الرقمية والتفاصيل التقنية‪ ،‬فكل هذه‬
‫الطــرق ال تنفي قلق ّ‬
‫منظمة ‪ WITNESS‬من أن العمل ىلع‬
‫هــذه «الحلول» ال ُينصت إلى أصــوات واحتياجات الناس يف‬
‫املهمشــة يف الشــمال العاملي‬
‫الجنوب العاملي‪ ،‬والفئات‬
‫ّ‬
‫أيضــا الذين تع ّرضوا لألذى بســبب التالعب باملحتوى وعنف‬
‫الدولــة والعنف القائــم ىلع الجندر واملعلومــات الزائفة أو‬
‫التضليل اإلعالمي‪.‬‬
‫التحدي الذي يواجهه العاملون يف‬
‫يف الوقت ذاته يتعاظم‬
‫ّ‬
‫الصحافة االســتقصائية الرقمية ويف مجال التحقق وكشف‬
‫تطور هــذه التقنيات‪ ،‬ومعهــم أيضًا الصحفيون‬
‫التزييــف مع ّ‬
‫واملدافعــون عن حقوق اإلنســان والشــركات التكنولوجية‬
‫ّ‬
‫فهم أفضل‬
‫التوصل إلى‬
‫املركب‪ ،‬فال بد من‬
‫وصانعو املحتوى‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫لكيفية الكشــف عــن املحتــوى املركب والتزييــف العميق‬
‫وميســر ٍة لغالبية من هم بحاجــة إليها‪ ،‬مع‬
‫الة‬
‫ّ‬
‫بطريقــة ّ‬
‫فع ٍ‬
‫ٍ‬
‫مراعاة العواقب واملشــكالت غير املقصــودة‪ ،‬والطرق التي‬
‫يمكن من خاللها إساءة استخدام هذه األدوات‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الفصل الثالث‬
‫األخالقيات والسالمة‬
‫يشتمل مجال تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫ىلع مســائل أخالقيــة مهمــة‪ ،‬واعتبارات‬
‫فصحيح أن‬
‫قانونيــة ال بد مــن األخذ بهــا‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ً‬
‫متاحة للجميع‪ ،‬ولكن‬
‫املعلومات قد تكــون‬
‫ً‬
‫مرتبطــة‬
‫البيانــات الشــخصية قــد تكــون‬
‫بتنظيمات خصوصية البيانات بصور مختلفة‪،‬‬
‫لــذا ال تهمل املســائل املب ّينــة أدناه وأنت‬
‫تستخدم طرق تحقيقات املصادر املفتوحة‪:‬‬
‫املصــدر والقصد ّيــة‪ّ :‬‬
‫تأكــد أن جميــع‬
‫عمليــات بحثك ذات صلــة بالتحقيق وأنك‬
‫تجمــع فقــط املعلومــات التي لهــا ٌ‬
‫صلة‬
‫بعملك‪.‬‬
‫حساسة‪ّ :‬‬
‫تأكد أنك تجمع‬
‫البيانات ّ‬
‫مادة ّ‬
‫ً‬
‫متاحة بصور ٍة حر ٍة‬
‫وبيانات‬
‫عامــة‬
‫معلومات‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫ىلع شبكة اإلنترنت‪ .‬تأكد أن البيانات التي‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ومحميــة كــي ال تقع يف‬
‫آمنــة‬
‫تجمعهــا‬
‫انتهاك قواعد خصوصية البيانات‪.‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫خاصة افتراضية‬
‫شــبكة‬
‫اســتخدم‬
‫تنس حماية هويتك؛ فاستخدام‬
‫(‪ :)VPN‬ال َ‬
‫خاصة يساعدك ىلع إخفاء موقعك‬
‫شبكة‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫وتحصين استخدامك لشبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫املقصود من الصدمــة الثانوية هو اإلجهاد‬
‫واألعــراض املرتبطة بالصدمــات‪ ،‬والتي قد‬
‫تنجــم عن التعــ ّرض لتفاصيــل صادمة عن‬
‫شخص آخر‪.‬‬
‫تجربة تع ّرض لها‬
‫ٌ‬
‫ال ُيســتغرب أن يكون املحتوى الذي تتناوله‬
‫محتــوى صادمًا‪،‬‬
‫التحقيقات االســتقصائية‬
‫ً‬
‫ولذلــك ‪ -‬وبنــا ًء ىلع معرفتــك بنفســك‬
‫ومعرفتــك بما ّ‬
‫يؤثر فيك – حــاول تج ّنب ما‬
‫يؤذيك‪ ،‬ومن العوامل املهمة التي تقيك من‬
‫فهم ارتباطك الشــخصي‬
‫الصدمات الثانوية‬
‫ُ‬
‫باملادة التي تستقصيها‪.‬‬
‫يف عــام ‪ ،2020‬أجــرت كليــة القانون يف‬
‫جامعة «بيركلــي» يف الواليــات املتحدة‬
‫ً‬
‫حددت ســت ممارسات‬
‫األمريكية‬
‫دراســة ‪ّ 2‬‬
‫ُتعيــن ىلع تلطيف آثار الصدمــات الثانوية‬
‫والحد من‬
‫وهي‪ :‬معالجة املحتــوى الصادم‪،‬‬
‫ّ‬
‫التعــ ّرض للمحتــوى الصادم‪ ،‬وكذلك رســم‬
‫الحدود بين الحياة الشــخصية واالستقصاء‪،‬‬
‫واستشعار شــي ٍء من اإليجابية باالستقصاء‪،‬‬
‫والتع ّلم من مســتقصين أكثــر خبرة‪ ،‬وأخيرا‬
‫عدد من الطرق املختلفة‪.‬‬
‫توظيف‬
‫ٍ‬
‫قد يشاهد املستقصون الكثير من املشاهد‬
‫الصادمة‪ .‬كيف تســتطيع تقليص احتمالية‬
‫لصدمة ثانوية؟‬
‫تع ّرضك‬
‫ٍ‬
‫‪2‬‬
‫”‪“Safer Viewing: A Study of Secondary Trauma Mitigation Techniques in Open Source Investigations‬‬
‫‪https://www.hhrjournal.org/2020/05/safer-viewing-a-study-of-secondary-trauma-mitigation-tech‬‬‫‪niques-in-open-source-investigations/‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الصندوق ‪3#‬‬
‫األرشفة من أجل املحاسبة‬
‫كارولين طومسون من األرشيف السوداني‬
‫يعمــل األرشــيف الســوداني (‪Sudanese‬‬
‫‪ - )Archive‬وهو منظمة مستقلة احتضنتها‬
‫‪ Gisa‬و ‪ - Mnemonic‬منــذ عام ‪ 2018‬ىلع‬
‫ّ‬
‫والتوثق‬
‫جمــع البيانات الرقمية وأرشــفتها‬
‫منهــا بهــدف املســاهمة يف التحقيقات‬
‫والقضايا القانونية وآليات املحاسبة‪.‬‬
‫عــدد مــن األركان‬
‫ويقــوم املشــروع ىلع‬
‫ٍ‬
‫املختلفة‪ ،‬أولها فريق مراقبة مهمته جمع‬
‫املواد من خالل البحث يف شبكة اإلنترنت‬
‫انتهاكات لحقوق‬
‫أدلة ىلع وقوع‬
‫ٍ‬
‫يوميًا عن ٍ‬
‫اإلنســان‪ ،‬وقد تكون هذه األدلة ىلع شكل‬
‫صورهــا ناشــطون يف‬
‫صــورٍ وفيديوهــات ّ‬
‫عمليات التوثيق يف امليدان يف السودان‬
‫ونشروها ىلع تويتر وفيســبوك وتيكتوك‬
‫وغيرها من املنصات‪ ،‬و ُيضاف إلى ذلك أيضًا‬
‫املواد التي يجمعها الشــركاء واملتعاونون‬
‫الذين يقومون بمشاركتها مباشر ًة مع فريق‬
‫األرشيف السوداني‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وقد ُتظهر هذه الصور والفيديوهات جوانب‬
‫مختلفــة مــن القصــة؛ فقد تكــون توثيقًا‬
‫النتهاك لحقوق اإلنســان لحظة حدوثه‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬
‫قبله أو بعده‪ ،‬أو أحيانًا شهاد ًة ألحد الضحايا‪،‬‬
‫بيانات عامة أو‬
‫وقد تكون هذه األدلــة أيضًا‬
‫ٍ‬
‫ســجالت طبية أو غير ذلــك من املعلومات‬
‫ٍ‬
‫التي ُتعيننا ىلع فهــم ما جرى ىلع أرض‬
‫الواقع‪.‬‬
‫بدأنــا أوالً بجمع روابط يف جداول ملتابعة‬
‫العنف الذي حصــل يف املظاهرات‪ ،‬ولكننا‬
‫أدركنا ســريعًا أن هذه الروابــط قد تنتهي‬
‫صالحيتهــا إذا قــام الشــخص الــذي رفــع‬
‫املحتــوى بإزالتهــا خوفًا ىلع ســامته‪ ،‬أو‬
‫نفســها أن تحذف‬
‫ربما قــد ُتقــ ّرر املنصة‬
‫ُ‬
‫املحتوى بســبب طبيعته الحساسة‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن هــذه الصور والفيديوهات املهمة‬
‫التــي تثبت ما جرى فع ً‬
‫ال ســوف تضيع‪ ،‬لذا‬
‫حاولنا بعد ذلك أن نقوم بتحميل املحتوى‬
‫ىلع حواسيبنا‪ ،‬ولكننا أدركنا سريعًا الحاجة‬
‫مركزية لجمع املحتوى‬
‫مســاحة‬
‫إلى وجود‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫وحمايته‪ ،‬ولهذا الســبب عقدنا شــراكة مع‬
‫‪ Mnemonic‬التي ُتدير األرشــيفين السوري‬
‫واليمنــي‪ ،‬وباســتخدام عمليــة األرشــفة‬
‫تم توثيقه‬
‫استطعنا أن نحافظ ىلع كل ما ّ‬
‫وبطريقة ّ‬
‫مة تب ّين أهم التفاصيل‬
‫رقميًا‬
‫منظ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫كالتصنيــف والزمــان كــي نتأكــد أن ما تم‬
‫توثيقه يمكن أن يكــون مفيدًا يف القضايا‬
‫القانونية يومًا ما‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪22‬‬
‫أهم ما‬
‫يقوم فريق التحقيق‪ ،‬بعد انتهاء عملية أرشــفة املــواد‪ ،‬بترتيب املحتوى وتحديد ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫تم تصويره‬
‫التوثق منه‪ ،‬وتشــمل عملية‬
‫يجب‬
‫التوثق تحديد مصــدر الفيديو واملوقع الذي ّ‬
‫فيه‪ ،‬وتاريخ وقوع الحادثة ووقتها‪ ،‬وغير ذلك من التفاصيل املهمة لسياق الحادثة‪.‬‬
‫ّ‬
‫كاف من الفيديوهات من الحادثة نفســها‪ ،‬يبدأ فريقنا برســم صور ٍة‬
‫التوثق من‬
‫وبعد‬
‫عدد ٍ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫للتأكد‬
‫حقيقية ملا جرى يف ذاك اليوم مســتخدمين يف ذلك وســومات معيار ّية للبيانات‬
‫من أن جميع الباحثين يســتخدمون ذات األدوات ويصلون إلى نفس االســتنتاجات‪ ،‬ونقوم‬
‫هام من املحاسبة‪.‬‬
‫بمشاركة هذه الطرق مع ُق ّرائنا‪ ،‬إذ إن شفافية العملية هي جز ٌء ٌّ‬
‫كان آخر العمليات االستقصائية التي قمنا بها هي تجميعة بيانات (‪ )Dataset‬ضخمة تحت‬
‫اســم ملفات االنقالب (‪ )The Coup Files‬كان الهدف منها هو توثيق حوادث العنف التي‬
‫وقعــت خالل املظاهرات التي خرجــت تنديدًا بانقالب عام ‪2021‬؛ يقــوم فريقنا يف هذه‬
‫فات تساعد ىلع تحديد املسؤول عن العنف يف‬
‫التجميعة بوسم كل ما يتم توثيقه بمع ّر ٍ‬
‫تم رصدها واألزياء واملركبات وغير ذلك‬
‫التي‬
‫األسلحة‬
‫كل حادثة‪ ،‬ويشــمل ذلك وسومًا مثل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫املؤشــرات التي تم ّيز املرتكبين‪ ،‬كما نقوم أيضًا بتوثيق تفاصيل من املظاهرات يمكن‬
‫من‬
‫ّ‬
‫طرق غير قانونية للسيطرة‬
‫أو‬
‫املفرطة‪،‬‬
‫القوة‬
‫استخدام‬
‫ىلع‬
‫ــرات‬
‫مؤش‬
‫وجود‬
‫تثبت‬
‫أن‬
‫لها‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪23‬‬
‫مسيل للدموع مباشر ًة ىلع‬
‫ىلع الحشود‪ .‬وقد يكون ذلك‬
‫ٍ‬
‫فيديوهات ُتظهر رمي قنابل غازٍ‬
‫ٍ‬
‫طالب وأطفال‪.‬‬
‫احتجاج يشارك فيه‬
‫يف‬
‫حي‬
‫لرصاص‬
‫غفير من الناس‪ ،‬أو صورًا‬
‫جمع‬
‫ٌ‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫نقــوم بنشــر تقارير عن الوقائع ّ‬
‫تركــز ىلع أيام االحتجاجات ونص ّنف معــا حوادث العنف أو‬
‫ّ‬
‫الحاالت التي كانت القوات األمنية موجودة فيها متى ما استطعنا التأكد منها باالعتماد ىلع‬
‫ما ّ‬
‫ونحدد أماكن الحوادث‬
‫وثقناه باســتخدام املصادر املفتوحة‪ .‬ونقوم أيضًا بنشــر البيانات‪،‬‬
‫ّ‬
‫ىلع الخريطة كي نســاعد مناصري حقوق اإلنسان ىلع إيجاد املعلومات التي يحتاجونها‪،‬‬
‫تم توثيقه بنا ًء ىلع أنواع الحوادث أو مرتكبي االنتهاكات املحتملين‪.‬‬
‫ويشمل ذلك تصنيف ما ّ‬
‫ٌ‬
‫مســاهمات يف قضايا‬
‫كان لعملنــا بالفعل‬
‫قانونيــة يف الســودان‪ ،‬كما اســتفاد منه‬
‫أيضًا محامون دوليون وفرق عقوبات‪ ،‬كذلك‬
‫استشــهد العديــد من الصحفييــن بعملنا‪،‬‬
‫وعمــل بعضهم معنــا لنشــر تحقيقاتهم‬
‫االســتقصائية الخاصة‪ .‬طبعًا تبقى عمليات‬
‫هامًا من أهداف‬
‫املحاســبة القانونية جانبًا ّ‬
‫عملنــا‪ ،‬ولكننا أيضًا نحــرص ىلع أن يبقى‬
‫أثرنا حاضرًا ومستمرًا كي يعرف مرتكبو هذه‬
‫الجرائم أن هناك مــن يراقبهم‪ ،‬وكي يعرف‬
‫أولئــك الذين خرجوا دفاعًا عن حقوقهم أن‬
‫هناك من ُينصت لهم‪.‬‬
‫مة‬
‫‪24‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الفصل الرابع‬
‫تتبع حركة السفن‬
‫ُّ‬
‫والطائرات‬
‫تحظى مهارة تت ّبع حركة الســفن والطائرات‬
‫بأهمية متزايد ٍة يف مجال تحقيقات املصادر‬
‫ٍ‬
‫املفتوحــة‪ .‬يتنــاول هــذا الفصــل كيفيــة‬
‫اســتخدام هــذه التقنيات للبحــث يف نقل‬
‫البضائع التي ُفرضــت عليها عقوبات‪ ،‬وتت ّبع‬
‫رحالت املسؤولين الحكوميين‪ ،‬وتت ّبع أنشطة‬
‫صيد السمك غير القانونية أو العمل القسري‪.‬‬
‫تتبع السفن‬
‫ُّ‬
‫تملك معظم الســفن نظام تحديد تلقائي‬
‫(‪Automatic Identification System‬‬
‫“ ‪ُ )”AIS‬يرســل إشــارة لتحديــد موقــع‬
‫الســفينة بشــكل مســتمر‪ ،‬ويمكن للباحث‬
‫اســتخدام البيانات الصادرة من الـ‪ AIS‬لخلق‬
‫وقت ما وكم‬
‫تصورٍ عن مكان‬
‫ّ‬
‫سفينة ما يف ٍ‬
‫ٍ‬
‫كات‬
‫بقيــت يف هذا املكان‪ ،‬ورصــد أي تح ّر ٍ‬
‫غير طبيعية لهذه السفينة‪.‬‬
‫بتتبع السفن؟‬
‫كيف نبدأ‬
‫ُّ‬
‫يقدم خدمــة تحديد أماكن‬
‫‪ .1‬اختــر موقعًا ّ‬
‫السفن‪ .‬ومن هذه املواقع‬
‫‪Marine-Traffic‬‬
‫‪VesselFinder‬‬
‫‪FleetMon‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪25‬‬
‫‪ .2‬ابحث عن اسم السفينة‪.‬‬
‫تســتطيع البحث عن الســفينة باستخدام‬
‫ّ‬
‫وللتأكد مــن أنك تتت ّبع الســفينة‬
‫اســمها‪،‬‬
‫الصحيحــة‪ ،‬عليــك أن تقارن رقم الســفينة‬
‫املمنــوح لها من ّ‬
‫منظمــة املالحة الدولية‬
‫(‪International Maritime Organization‬‬
‫‪ ،)“IMO‬ورقــم هويــة خدمــة املالحــة‬
‫ّ‬
‫املتنقلــة (‪Maritime Mobile Service‬‬
‫‪.)Identity “MMSI‬‬
‫يتكــون رقــم الـ‪ IMO‬مــن األحــرف الثالثة‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫سفينة‬
‫برقم من سبع خانات‪ ،‬ولكل‬
‫متبوعة‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫رقمها الخاص الذي ال يمكن أن تشــترك فيه‬
‫مع سفينة أخرى‪.‬‬
‫خانات‪.‬‬
‫يتكون رقم الـ‪ MMSI‬من تسع‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫‪ .3‬استخدم الخريطة للبحث عن املوقع الدقيق للسفينة‪.‬‬
‫إذا لم يكن لديك اســم الســفينة التي تحاول تت ّبعها‪ ،‬فتستطيع استخدام الخريطة للبحث‬
‫عن الســفينة‪ ،‬وبعد ذلك تســتطيع أن تختار إحدى السفن املوجودة يف مينا ٍء ما أو ىلع‬
‫ّ‬
‫سفر بحري‪.‬‬
‫خط‬
‫ٍ‬
‫‪ .4‬تواصل مع الناس ىلع األرض أو ىلع السفينة‪.‬‬
‫من املفيد جدًا أن تحاول الوصول إلى أحد طاقم عمل السفينة أو غير ذلك من الناس الذين‬
‫يعملون ىلع األرض‪ ،‬تستطيع أن تجد أشخاصًا كهؤالء عبر لينكدإن أو غير ذلك من منصات‬
‫التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫”‬
‫”‬
‫‪26‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫ٌ‬
‫لتتبع السفن‪.‬‬
‫أدوات أخرى‬
‫ُّ‬
‫تتبع الطائرات‬
‫ُّ‬
‫‪ :Inmarsat Ships Directory‬للحصــول‬
‫ىلع معلومــات التواصل عن الشــبكة عبر‬
‫البحث عن اسمها أو رقمها أو إشارة التواصل‬
‫معها (‪.)Call Sign‬‬
‫يســاعد تحليــل مســارات رحالت طائــر ٍة ما‬
‫الصحفي االستقصائي ىلع تت ّبع نقل البضائع‬
‫غير الشــرعية‪ ،‬ودراســة حركة الشــخصيات‬
‫البارزة‪ ،‬وكشف وجود طائرات مراقبة‪.‬‬
‫‪ :Maritime Database‬قوائــم وتفاصيــل‬
‫األعمال التجارية يف مجال السفن واملوانئ‬
‫حول العالم‪.‬‬
‫قبــل البــدء بتحليل تحــ ّركات الطائرات من‬
‫املفيد فهم املصطلحات الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪Global Fishing Watch Interactive‬‬
‫‪ :Map‬منصــة مفتوحة ملشــاهدة وتحليل‬
‫األنشطة البشرية يف البحر‪.‬‬
‫ّ‬
‫تذكر!‬
‫لتتبع السفن‪،‬‬
‫يمكن استخدام‬
‫طريقة أخرى ُّ‬
‫ٍ‬
‫وهــي اســتخدام نظــام مراقبــة الســفن‬
‫(‪)Vessel Monitoring System VMS‬‬
‫نظــام يســتخدم األقمــار الصناعية‬
‫وهــو‬
‫ٌ‬
‫لتزويد السلطات املختصة باألسماك بموقع‬
‫الســفينة‪ ،‬ويســتخدم الـــ ‪ VMS‬ملراقبــة‬
‫املوقع والزمن ومســار الســفينة وسرعتها‪،‬‬
‫ّ‬
‫والتحكم‬
‫هام من برامــج املراقبة‬
‫وهو جز ٌء ٌّ‬
‫ىلع املستوى املحلي والدولي‪.‬‬
‫حــدود ٍّ‬
‫ْ‬
‫لكل من الـــ ‪ AMS‬والـ‬
‫ولكــن هناك‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ســفينة مــا أن ُتطفئ‬
‫‪VMS‬؛ فــإذا قــ ّررت‬
‫نظام التحديد فال يمكن للســلطات الدولية‬
‫واإلقليميــة واملحلية‪ ،‬أو نظم إدارة الســير‬
‫تحدد أو تتت ّبع‬
‫البحرية‪ ،‬أو السفن األخرى أن ّ‬
‫هذه السفينة‪.‬‬
‫البث التلقائي للمراقبة التابعة‬
‫(‪Automatic Dependent‬‬
‫‪:)Surveillance Broadcast ADS-B‬‬
‫ّ‬
‫تبــث موقــع الطائرة‬
‫هــو التقنيــة التــي‬
‫باســتخدام املالحة عبر األقمــار الصناعية‬
‫أو غيــر ذلك مــن التقنيات‪ ،‬وهو ما يســمح‬
‫للصحفيين االستقصائيين الذين يستخدمون‬
‫املصادر املفتوحة بتت ّبع حركات الطائرات‪.‬‬
‫إشارة التواصل (‪ :)Call Sign‬األحرف‬
‫واألرقام الخاصة بكل طائرة‪.‬‬
‫الرمز الست عشري (‪:)Hex Code‬‬
‫مكون من ‪ bit-24‬تمنحه ّ‬
‫منظمة‬
‫عنوان مم ّيز ّ‬
‫الطيران املدنــي الدولــي (‪International‬‬
‫‪)”Civil Aviation Organization “ICAO‬‬
‫لــكل طائــرة كجز ٍء من شــهادة تســجيلها‬
‫(‪ ،)Certificate of Registration‬و ُيستخدم‬
‫لتحديد نوع الطائرة ّ‬
‫وبثها من خالل مرسلها‬
‫الذي يكون من طراز ‪ ،Mode-S‬ويسمح هذا‬
‫الرمز بتت ّبــع رحالت الطائرة بصــورة ح ّية أو‬
‫رحالتها السابقة‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪27‬‬
‫(‪Registration‬‬
‫رقــم التســجيل‬
‫‪ :)Number‬الرقــم الــذي يظهر ىلع ذيل‬
‫ّ‬
‫ويمكنك من معرفة تاريخ الطائرة‬
‫كل طائرة‪،‬‬
‫بالنظــر إلى صــورٍ لها من خالل اســتخدام‬
‫موقعين مشــهورين لصور الطائرات يعمالن‬
‫بتقن ّيــة البحــث باســتخدام الصــورة؛ هما‬
‫‪ planespotters.net‬و‪jetphotos.com‬‬
‫الرقم التسلسلي (‪:)Serial Number‬‬
‫خاصًا بها‬
‫ُتعطــى كل طائرة رقمًا تسلســليًا ّ‬
‫من قبل مص ّنعها‪ ،‬ويســاعد هذا الرقم ىلع‬
‫تت ّبــع الطائــرة زمن ّيا‪ ،‬ويطلعــك ىلع تاريخ‬
‫تغ ّير املّلُاّلك والتسجيل والبلدان‪.‬‬
‫رمز املطار من ّ‬
‫منظمة (‪ICAO (ICAO‬‬
‫مكون من أربعة أحرف‬
‫‪ :Airport Code‬رمز ّ‬
‫ُيستخدم لتحديد املطارات حول العالم‪.‬‬
‫جزيــرة «مــان» (‪ ،)The Isle of Man‬تملك‬
‫نظام تســجيل شــائع للطائرات وعــادة ما‬
‫ُيســتخدم ألغــراض التهــرب الضريبي من‬
‫االتحاد األوروبي‪ ،‬وبحســب تقرير من إعداد‬
‫التحالف الدولي للصحفيين االســتقصائيين‬
‫‪International‬‬
‫‪Consortium‬‬
‫(‪of‬‬
‫“ ‪ ،)Investigative Journalists “ICIJ‬فإن‬
‫رمز مطار جزيرة «مان» هو ‪.EGNS‬‬
‫ملكية الطائرة (‪:)Aircraft Ownership‬‬
‫يمكن نظريًا معرفة مالك الطائرة‪ ،‬ولكن هذا‬
‫صعب ىلع أرض الواقع ألن معظم البلدان ال‬
‫ٌ‬
‫تسمح للعامة باالطالع ىلع هذه السجالت‪.‬‬
‫يمكنــك بــدء البحــث مــن موقعــي‬
‫‪،CH‬‬
‫و‪Aviation‬‬
‫‪AeroTransport‬‬
‫ويمكنك أيضًا تجربة ‪ Airframes‬و‪RZJets‬‬
‫و‪.spotters‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫مواقع تت ّبع الطائرات‬
‫يمكــن تت ّبع الطائــرة ما دام جهاز اإلرســال‬
‫ُم ّ‬
‫شغال‪ ،‬ويمكنك استخدام الخدمات التالية‬
‫لفعل ذلك‪:‬‬
‫‪ADS-B Exchange‬‬
‫أكبــر مصــدر يف العالــم لبيانــات رحــات‬
‫الطيــران كافة‪ ،‬بما يف ذلك املعلومات عن‬
‫الطائــرات األمريكية التي تطلــب أن تبقى‬
‫مجهولة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫مهتمًا‬
‫األقمار الصناعية والطائرات؛ فإن كنت‬
‫ّ‬
‫بتقويــة تغطية الـــ‪ ،ADS-B‬يمكنك طلب‬
‫ستقبل من موقع ‪.flightradar24‬‬
‫ُم‬
‫ِ‬
‫سترســل لك خدمة الطيران السويدية ُع َّد َة‬
‫نظام الـ ‪ ADS-B‬التي تشــمل املســتقبل‬
‫ِ‬
‫والهوائي واألســاك مجانًا‪ ،‬وســتحتاج إلى‬
‫‪ 20-10‬دقيقــة لتركيبها‪ ،‬وبمجــرد االنتهاء‬
‫ســتقوي تغطية الـــ ‪ ADS-B‬يف‬
‫من ذلك‬
‫ّ‬
‫منطقتك‪.‬‬
‫ويمكنــك االطــاع ىلع آخر دليل نشــرته‬
‫ّ‬
‫منظمــة الشــبكة العامليــة للصحافــة‬
‫‪FlightAware‬‬
‫االســتقصائية (‪Global Investigative‬‬
‫يســمح للمســتخدمين الضيــوف بتت ّبــع‬
‫“‪ )Journalism Network “GIJN‬حول تت ّبع‬
‫الطائــرات مع بعــض الخيارات التــي منها‬
‫الطائرات حول العالم‪.‬‬
‫تعيين بعض الطائرات لتلقي اإلشعارات عن‬
‫تحركاتها‪.‬‬
‫‪Flightrader24‬‬
‫خدمة تجارية لتت ّبع رحالت الطيران تســمح‬
‫بتت ّبع الطائرات مجانًا‪.‬‬
‫‪RadarBox24‬‬
‫متت ّبع لرحالت الطيران يحتوي ىلع خرائط‬
‫حية وميزة البحث‪.‬‬
‫‪Freedar‬‬
‫يتضمــن الطائرات‬
‫طيــران‬
‫رحــات‬
‫متت ّبــع‬
‫ّ‬
‫العسكرية‪ ،‬ويسمح أيضًا بمراقبة املراسالت‬
‫الصوتية من أبراج الطيران‪.‬‬
‫‪OpenSky Network‬‬
‫رابطــة غير ربحية مقرها سويســرا تســمح‬
‫بالوصول إلى بيانات تت ّبع رحالت الطيران‪.‬‬
‫يمكــن ألي أحــد أن يســتخدم مســتقبل‬
‫‪ ADS-B‬ىلع األرض لتحديــد مصــدر ّ‬
‫بــث‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫رحالت إيكاروس‬
‫ّ‬
‫املنظمة غيــر الربحية ‪- C4ADS‬‬
‫أصــدرت‬
‫نظام ‪،Icarus Flights‬‬
‫ومقرها واشــنطن ‪-‬‬
‫َ‬
‫(تعنــي حرفيــا‪ :‬رحــات إيــكاروس)‪ ،‬وهو‬
‫نظام جديد مم ّيز يســاعد الصحفيين ىلع‬
‫مراقبة األنشــطة غير الشرعية يف منطقة‬
‫جغرافية مع ّينة خالل فترة زمنية مع ّينة‪.‬‬
‫تشــمل «رحالت إيكاروس» بيانات اإلرســال‬
‫وســجالت ملكية الطائرات وأدوات تحليل ّية‬
‫ّ‬
‫وتوفر للمستقصين خدمة البحث بنا ًء‬
‫أخرى‪،‬‬
‫ىلع املوقع الذي يريدون دراســة أو توثيق‬
‫حركة الطائرات فيه‪.‬‬
‫‪Icarus.flights‬‬
‫‪29‬‬
‫‪30‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الفصل الخامس‬
‫تحديد نوع األسلحة‬
‫منــذ بدايــة النــزاع يف اليمن عــام ‪2015‬‬
‫أصبحت مهمــة توثيــق االنتهــاكات التي‬
‫أصعب ىلع ّ‬
‫منظمات‬
‫يرتكبها أطراف النزاع‬
‫َ‬
‫حقــوق اإلنســان الدوليــة وهيئــات األمم‬
‫املتحدة والصحفيين‪.‬‬
‫فأصبح ىلع الصحفيين االســتقصائيين أن‬
‫يبذلــوا جهــدًا مضنيًا لتحديــد تفاصيل أي‬
‫ّ‬
‫والتوثق منها‪،‬‬
‫محتملة غير قانونية‬
‫هجمات‬
‫ٍ‬
‫ويكون ذلك عاد ًة باستخدام طرق وتقنيات‬
‫جمع املعلومات‪ ،‬وإحداها هي تحليل الصور‬
‫ّ‬
‫للتأكد من نوع األســلحة التي‬
‫والفيديوهات‬
‫يتم استخدامها‪.‬‬
‫يمكن للصحفي االستقصائي أن يدرس نوع‬
‫الحفرة التي تخ ّلفهــا الهجمات الصاروخية‪،‬‬
‫مع مشــاهدة مقاطع للغارة الجوية لتحديد‬
‫تم اســتخدامه‪ ،‬ويمكن‬
‫نوع الصــاروخ الذي ّ‬
‫أيضًا تحليل بيانات املتاجرة باألسلحة لتت ّبع‬
‫ملكية الذخائر‪.‬‬
‫يقدم‬
‫ومن شــأن هذا النوع مــن التوثيق أن ّ‬
‫ً‬
‫ً‬
‫مهمــة ُيمكــن اســتخدامها الحقــا‬
‫أدلــة‬
‫ويمه َد لتوثيق‬
‫ملحاســبة مرتكبي الجرائم‪،‬‬
‫ّ‬
‫التوصل لها وأرشــفتها؛‬
‫تــم‬
‫النتائــج التــي ّ‬
‫ّ‬
‫لتحقيق العدالة عبر اإلجراءات القانونية‪.‬‬
‫يمكن اتباع الخطوات التالية لتحديد‬
‫نوع األسلحة‪:‬‬
‫حدد فئة السالح‬
‫‪ِّ .1‬‬
‫رئيســية‬
‫فئات‬
‫بصفــة عامــة ُيوجد ثــاث‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫لألســلحة‪ :‬األســلحة الصغيــرة واألســلحة‬
‫الخفيفة واألسلحة الثقيلة‪.‬‬
‫• األســلحة الصغيرة (‪ :)Small Arms‬هي‬
‫ّ‬
‫والرشاشات الخفيفة‬
‫املسدسات والبواريد‬
‫ّ‬
‫وغيــر ذلك من األســلحة التــي يمكن أن‬
‫شخص واحد‪.‬‬
‫يحملها ويستخدمها‬
‫ٌ‬
‫• األســلحة الخفيفة (‪:)Light Weapons‬‬
‫منها ّ‬
‫الرشاشــات األكبر‪ ،‬وقواذف الصواريخ‬
‫(‪ ،)RPGs‬وأنظمة الدفاع الجوي املحمولة‬
‫(‪ ،)MANAPADS‬وقذائف الهاون وغيرها‬
‫صغير‬
‫فريق‬
‫من األسلحة التي تحتاج إلى‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫الستخدامها‪.‬‬
‫• األسلحة الثقيلة (‪:)Heavy Weapons‬‬
‫تشــمل الد ّبابات واملروحيات واملقاتالت‬
‫والغواصات والسفن الحربية‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪31‬‬
‫حدد الجهة التي قامت بتصنيع السالح والعالمات الداّلة ىلع البلد‪.‬‬
‫‪ِّ .2‬‬
‫ٌ‬
‫وبلد املنشأ‪ ،‬ويف‬
‫ُيوجد ىلع األسلحة عاد ًة‬
‫عالمات ُتشير إلى الجهة التي ص ّنعت السالح ِ‬
‫حاالت أقل ســتجد إشارات إلى املصنع املنتج واملخزن‪ ،‬يمكن إيجاد هذه املعلومات ىلع‬
‫ٍ‬
‫تبين الصور ُة أدناه‪.‬‬
‫السالح نفسه كما ُّ‬
‫ْ‬
‫اعرف الطراز والعيار‪.‬‬
‫‪.3‬‬
‫ُيشير طراز السالح إلى تصميمه وصناعته‪ ،‬أما العيار ف ُيقصد به محيط الرصاصة التي ُتقاس عاد ًة‬
‫املسدسات اليدوية‪.‬‬
‫باملليمتر أو اإلنشات‪ ،‬وعيار ‪ 9‬مم هو أحد أكثر العيارات املستخدمة يف‬
‫ّ‬
‫‪ .4‬الرقم التسلسلي‬
‫املســجلة وتفاصيلها؛ كالجهة املص ّنعة‬
‫تســاعد األرقام التسلســلية ىلع تت ّبع األســلحة‬
‫ّ‬
‫واملصدر والترخيص وانتقال السالح داخل البلد‪.‬‬
‫واملستورد‬
‫ّ‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫بإمكانك البحث عن منشــأ الســاح‬
‫عدد من قواعد البيانات‪:‬‬
‫باستخدام‬
‫ٍ‬
‫‪Weapons Identification Database‬‬
‫تضــم هــذه القاعــدة عــددًا من األســلحة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫معلومات عن‬
‫الصغيــرة والخفيفة‪ ،‬وتوفــر‬
‫ٍ‬
‫املنتج والنوع والعيار وأيضًا صورًا تســاعدك‬
‫ىلع مطابقة السالح‪.‬‬
‫‪Arms Embargoes Database‬‬
‫تجمع هذه القاعدة قــرارات حظر توريد كل‬
‫األســلحة التــي اعتمدها االتحــاد األوروبي‬
‫ٌ‬
‫ومجموعة من الدول‪.‬‬
‫واألمم املتحدة‬
‫‪Arms Transfers Database‬‬
‫َ‬
‫تتت ّبع هــذه القاعــدة املز ّودين ومشــتِري‬
‫األســلحة‪ ،‬وتسمح ملســتخدمها باملقارنة‬
‫بيــن الدول مع إمكان ّيــة تحديد فتر ٍة زمنية‬
‫واختيار نظام السالح‪.‬‬
‫‪Military Expenditure Database‬‬
‫بيانــات عــن اإلنفاق‬
‫تضــم هــذه القاعدة‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫العســكري لـ‪ 171‬دولة منذ عــام ‪ ،1988‬وأيضًا‬
‫عن دول الناتو منذ عام ‪ 1949‬أو منذ انضمام‬
‫الدولة إلى حلف الناتو‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الصندوق ‪4#‬‬
‫مفصل حول الهجمات‬
‫استقصاء‬
‫ّ‬
‫الروسية ىلع مسرح ماريوبول‬
‫يف أوكرانيا‬
‫توم جيمس‪ ،‬صويف داير‪ ،‬ستيال كوبر‪ :‬من‬
‫«مختبر أدلة األزمات» (‪Crisis Evidence‬‬
‫‪ )Lab‬التابع ملنظمة العفو الدولية‪.‬‬
‫يف مختبر أدلة األزمات (‪Crisis Evidence‬‬
‫‪ )Lab‬نقــوم باســتخدام نمــاذج رقميــة‬
‫للتوصل إلــى نتائج جديدة‬
‫ثالثية األبعــاد‬
‫ّ‬
‫(البيــان الدالئلــي‪ )Evidentiary/‬وتوضيح‬
‫توصلنــا إليهــا (البيــان اإلثباتــي‪/‬‬
‫نتائــج ّ‬
‫‪.)Demonstrative‬‬
‫‪33‬‬
‫ويمكن مقارنــة ذلك بالنمــاذج املعمارية؛‬
‫رســومات‬
‫فهناك من النماذج ما يكون مجرد‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫التحقــق من جدوى‬
‫ســريعة‪ ،‬الهدف منها‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫غنية‬
‫فكــر ٍة ما‪ ،‬وأحيانا يكون الهدف عروضًا‬
‫بالتفاصيــل يســتغرق إنتاجها أشــهرًا‪ ،‬كما‬
‫مكتبية‬
‫ُيوجد من النماذج ما يكــون لغرفة‬
‫ٍ‬
‫برمتها تمأل‬
‫نماذج‬
‫صغيرة‪ ،‬وهنــاك‬
‫ُ‬
‫ملــدن ّ‬
‫ٍ‬
‫عرض كاملة‪.‬‬
‫غرفة‬
‫ٍ‬
‫ال يختلــف األمر يف النمــاذج الرقمية التي‬
‫يمكن أن تتكون من ّ‬
‫كل هذه األشياء‪ ،‬بصور ٍة‬
‫منفصلــة أو يف الوقت نفســه؛ فيمكن أن‬
‫ٍ‬
‫طبقــات‬
‫يحتــوي النمــوذج الرقمــي ىلع‬
‫ٍ‬
‫(‪ )Layers‬من البيانات التي يمكن تفعيلها‬
‫أو تعطيلها أو مقاطعتها مع بعضها‪ ،‬ويمكن‬
‫نهائي تقريبًا‪ ،‬وهذا‬
‫حد ال‬
‫تكبير حجمها إلى ٍّ‬
‫ّ‬
‫يسمح بعرض عناصر ثنائية األبعاد وثالثية‬
‫األبعاد معًا بمقاييس مختلفة‪.‬‬
‫أصبحــت النمــاذج الرقميــة جــزءًا جوهريًا‬
‫من عمــل املختبــر ويف مراحــل مختلفة‬
‫مــن االســتقصاء؛ فقــد نســتخدم هــذه‬
‫كحاويــات لتنظيم األدلــة كالصور‬
‫النمــاذج‬
‫ٍ‬
‫والفيديوهات والصور املأخــوذة من األقمار‬
‫الصناعية والشهادات ضمن زمانها ومكانها‪.‬‬
‫ونستطيع من خالل هذه العملية أن ندرس‬
‫بطــرق جديدة‪ ،‬وأن نكشــف‬
‫مــواد البحث‬
‫ٍ‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫تفاصيل قد ال تكون ظاهر ًة إذا قمنا بتحليل‬
‫ً‬
‫منفصلــة كال ىلع حــدة‪ ،‬وأخيــرًا‬
‫املــواد‬
‫كأدوات للعرض؛ لنشر ما‬
‫نســتخدم النماذج‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫معقــدة يف مواد‬
‫اســتنتاجات‬
‫يكون غالبًا‬
‫ٍ‬
‫مواد بصرية تفاعلية‪.‬‬
‫مطبوعة أو فيديو أو‬
‫َّ‬
‫لتقرير‬
‫صممنــاه‬
‫كان النمــوذج األخيــر الذي ّ‬
‫ٍ‬
‫ــق ُنشــر بتاريــخ ‪ 16‬آذار‪/‬مــارس ‪2022‬‬
‫ُم ّ‬
‫عم ٍ‬
‫تنــاول الهجــوم الــذي اســتهدف مســرح‬
‫الدراما اإلقليمــي األكاديمي يف ماريوبول‪/‬‬
‫أوكرانيا‪ ،‬خــال ذلك قابلــت ّ‬
‫منظمة العفو‬
‫أكثــر من ‪ 50‬ناج ًيا وشــاهد عيــان وجمعت‬
‫ً‬
‫ص‬
‫كمية كبير ًة من األدلــة الرقمية‪ ،‬وقد َخ ُل َ‬
‫التحقيــق االســتقصائي إلــى أن القــوات‬
‫تعمدت ىلع األرجح‬
‫الروسية العسكرية قد ّ‬
‫بغارات جوية ىلع الرغم‬
‫استهداف املسرح‬
‫ٍ‬
‫من معرفتها بوجــود مئات املدنيين الذين‬
‫احتموا يف املســرح بتاريــخ ‪ 16‬آذار‪/‬مارس‪،‬‬
‫وهو ما يجعل من الهجوم جريمة حرب‪.‬‬
‫أما النتيجة الثانية الرئيســية هي أن الضرر‬
‫الــذي ّ‬
‫حل باملســرح ‪ -‬ىلع فجاعته ‪ -‬كان‬
‫محدودًا نسبيًا‪ ،‬وكانت حصيلة القتلى ىلع‬
‫األرجــح أقل مــن اإلحصاءات التي نشــرتها‬
‫السلطات املحلية ووسائل اإلعالم الدولية‪،‬‬
‫وبحسب وصف الشهود ّ‬
‫فإن القتلى واألضرار‬
‫الكبيــرة وقعــت يف مناطــق مع ّينة‪ ،‬فيما‬
‫ً‬
‫محمية من االنفجارات‪.‬‬
‫بقيت مناطق أخرى‬
‫قمنا ببناء نموذج ثالثي األبعاد يف ســبيل‬
‫تقديم صور ٍة أوضــح عن أثر الهجوم‪ ،‬ثم قمنا‬
‫بمباينة النموذج مع موقع الشهود وإفاداتهم‬
‫عن املناطق التي ّ‬
‫حل بها الضرر األكبر‪ ،‬وأيضًا‬
‫رياضي‬
‫ونمــوذج‬
‫مع الصــور والفيديوهــات‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ملوجات االنفجار‪ ،‬وبذلك اســتطعنا أن ُنظهر‬
‫طبقات مختلفة يف للمكان‪ ،‬وأن ندرس الضرر‬
‫بوضوح أكبر بفضل تصميم‬
‫من زوايا مختلفة‬
‫ٍ‬
‫ــم ثالثي األبعاد بدالً‬
‫نموذج‬
‫من‬
‫نموذج‬
‫ّ‬
‫محج ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫مسطح للطوابق ثنائي األبعاد‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫بدأنــا بإعــادة بناء أبعــاد ثالثية للمســرح‬
‫باســتخدام صــور لــه قبــل الهجــوم‪ ،‬وقد‬
‫ّ‬
‫«نحل» لغز الكاميرا وأن نحصل‬
‫استطعنا أن‬
‫جيــد ملوقع الكاميــرا والبعد‬
‫تقديــر‬
‫ىلع‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫البؤري من خالل إخبار البرنامج املســتخدم‬
‫للتصميم ثالثي األبعاد عن املالمح الرئيسية‬
‫التــي ُيعرف بهــا منظــور الصــورة؛ وبذلك‬
‫اســتطعنا أن نســتند ىلع الصورة لتصميم‬
‫ــبها الصحيحة‪،‬‬
‫التفاصيــل الخارجيــة ب ِن َ‬
‫س ِ‬
‫ويمكن بعد ذلك تصحيح املقياس النهائي‬
‫باستخدام صور األقمار الصناعية أو من خالل‬
‫االســتناد ىلع عناصر ُيعــرف حجمها يف‬
‫الصور‪ ،‬مثل السيارات أو العناصر املدنية يف‬
‫الشــوارع العامة؛ مثل املقاعــد وتجهيزات‬
‫املساحات العامة كالحدائق وغيرها‪.‬‬
‫لــم يكــن لدينــا يف البداية ســوى خطط‬
‫مرسومة للتصميم الداخلي للمسرح رسمها‬
‫وقدرها شــاهد عيان‪ ،‬حصلنا بعد ذلك ىلع‬
‫ّ‬
‫التصاميم الكاملة التي أُنشــئت باســتخدام‬
‫تــم تصميمهــا وقــت‬
‫الحاســوب‪ ،‬والتــي ّ‬
‫تجديد املســرح‪ ،‬ولم َ‬
‫يبق بعد ذلك ســوى‬
‫دراســة الخطط ووضع الجدران يف مكانها‬
‫الصحيــح ىلع كل طابق‪ ،‬ثم قمنا بعد ذلك‬
‫بوضع الرســومات فــوق بعضهــا بأبعادها‬
‫أدلة من الصور الداخلية‬
‫الثالثة وباســتخدام ٍ‬
‫والخارجية‪ ،‬باإلضافة إلى تفاصيل الســالم‬
‫لتقدير طول كل طابق‪.‬‬
‫اســتخدمنا برامــج ثالثية األبعــاد لتحديد‬
‫املوقع الجغــرايف للمبنى بدقة من خالل‬
‫الصور املأخــوذة باألقمار الصناعية‪ ،‬ثم قمنا‬
‫باســتيراد تفاصيــل الخرائــط لتوليــد صور‬
‫لألبنيــة املحيطــة والطــرق واملســاحات‬
‫املفتوحة يف منطقة ماريوبول‪.‬‬
‫وكان من املهم رســم ســياق املدينة كي‬
‫نســتطيع تحديــد درجة العــزل الجغرايف‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫النســبي للمسرح بالنســبة لألبنية األخرى‪،‬‬
‫ّ‬
‫تعم ٍد‬
‫وذلك ملساعدتنا ىلع الحكم بوجود ّ‬
‫يف استهداف املسرح‪.‬‬
‫مــن الشــائع التعامل مــع النمــاذج ثالثية‬
‫األبعــاد لألبنية ىلع أنها «أشــياء» تطوف‬
‫مســافة بعيدة‪،‬‬
‫يف الفضــاء و ُتعــرض من‬
‫ٍ‬
‫ولكن من خالل تحديد األبنية يف ســياقها‬
‫الحضري نستطيع تحديد مقياسها وعالقتها‬
‫تصور‬
‫باملدينــة والحيــاة فيها‪ ،‬كما يمكــن ّ‬
‫الجزء الكبير منها املوجود تحت األرض‪.‬‬
‫قررنا ّأاّل ُنضيف أّيًا من األضرار التي ح ّلت باألبنية‬
‫إلـى النماذج؛ فباإلضافة إلـى أن هذا قد يكون‬
‫مفيدًا لبعض الغايات البيانية أو االستقصائية‪،‬‬
‫وجدنا يف هذه الحالة أنه من األفضل لنا بكثير‬
‫أن نسـتخدم النمـوذج دون إضافـة األضـرار ثم‬
‫نداخلـه مع صورٍ لألضرار‪ ،‬وهـو ما أعطى صور ًة‬
‫أفضـل‪ ،‬وبهذه الطريقة أصبح النموذج تصويرًا‬
‫للمبنـى قبـل الهجـوم‪ ،‬كمـا أ ّنـه يف الوقـت‬
‫تم تسجيلها بعد الهجوم‪.‬‬
‫نفسه يحوي َّ‬
‫مواد ّ‬
‫ً‬
‫ً‬
‫مشــابهة ملــا وصفناه‬
‫طريقة‬
‫اســتخدمنا‬
‫أعــاه لتحديد الصــور يف النمــوذج؛ أي أننا‬
‫اســتخدمنا خطوط املنظور لحســاب موقع‬
‫الكاميرا والبعد البؤري‪ ،‬وكنا أحيانًا نقرأ البعد‬
‫البؤري من التفاصيل التقنية للصورة إن كانت‬
‫متاحة‪ ،‬ثم نقوم بتقدير املوقع بأنفسنا‪.‬‬
‫ّ‬
‫التنقــل بين الصــور والفيديوهات‬
‫لقــد كان‬
‫فع ً‬
‫ً‬
‫الة جــدًا لتحديد‬
‫يف النمــوذج‬
‫طريقــة ّ‬
‫األبعاد املكانية والجغرافية يف االستقصاء؛‬
‫فاالنتقال من صــور ٍة إلى صورة يف النموذج‬
‫الــذي اســتخدمنا فيــه البنــاء األصلي قبل‬
‫تصور تسلسل‬
‫الهجوم يساعد املشاهد ىلع ّ‬
‫األحداث كما جرت يف مكانها وزمانها‪.‬‬
‫ّ‬
‫فضلنــا عرض النموذج النهائي ىلع شــكل‬
‫تعليق صوتي من‬
‫فيديو يشــرح ما حدث مع‬
‫ٍ‬
‫‪35‬‬
‫ناشــط حقوقــي أوكرانــي تولّى مهمة‬
‫أداء‬
‫ٍ‬
‫مبســطة‪ ،‬بدالً من بناء‬
‫األحداث‬
‫ســرد‬
‫بلغة ّ‬
‫ٍ‬
‫منصة تفاعلية؛ إذ أردنا أن يستهدف العرض‬
‫ٍ‬
‫الجمهور العام‪ ،‬وقد ســمح لنــا ذلك أن ندمج‬
‫بين النموذج ثالثي األبعاد وما ّ‬
‫وثقناه من مواد‬
‫إعالمية تظهر األضرار يف املسرح‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلــى عناصر أخرى منها فيديوهات من مصادر‬
‫خاصة ومصــادر مفتوحة‪ ،‬وكذلــك أيضًا صور‬
‫ٍّ‬
‫زمني متح ّرك‬
‫وخط‬
‫مأخوذة من أقمارٍ صناعية‬
‫ٍّ‬
‫يســرد األحداث‪ ،‬كما أضفنــا للفيديو مقاطع‬
‫قصيرة وصورًا من التقرير‪ ،‬وشــاركنا الفيديو‬
‫مع جميع أعضاء ّ‬
‫منظمة العفو حول العالم‬
‫وىلع شبكات التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫رقمي ثالثي األبعاد يمنحك‬
‫إن بنا َء نمــوذج‬
‫ٍّ‬
‫ً‬
‫مرونة كبيــر ًة يف إنتاج الرســومات واألجزاء‬
‫ويتم تحديثها بالتوازي‬
‫تتطور‬
‫املتح ّركة التي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مع النص املصاحب لها‪ ،‬ويمكن أيضًا تصدير‬
‫األجزاء بجود ٍة منخفضة خالل عملية اإلنتاج‬
‫ملطابقتها مع التوقيت وفقرات الســيناريو‬
‫والعمل ىلع صقلها وتحسينها‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫إنتاج الفيديو النهائي بأىلع جودة‪ ،‬وعندما‬
‫وصلنــا يف النموذج إلى جــزء «االنفجارات»‬
‫ُ‬
‫القذائف‬
‫اســتطعنا أن ُنظهر كيــف اخترقت‬
‫لتدمر املسرح‬
‫السقف ذا املقاومة البسيطة‬
‫ّ‬
‫الرئيسي قبل أن تنفجر ىلع الخشبة‪.‬‬
‫اســتطاع النمــوذج ثالثي األبعــاد يف هذا‬
‫االســتقصاء أن يزاوج بين الشــهادات وغير‬
‫إجمالي يطابق‬
‫عرض‬
‫ذلك من األدلة لتقديم‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫مناطق الضرر وتقديرات‬
‫ وبصورة مقنعة ‪-‬‬‫نهائي كان أدا ًة‬
‫منتج‬
‫يف‬
‫الخسائر البشرية‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫ً‬
‫املفصل‪ ،‬ثم‬
‫تدعم التقرير‬
‫سردية‬
‫توضيحية ّ‬
‫ّ‬
‫ُّ‬
‫ســت‬
‫ُترجــم هذا النموذج إلى فيديو مدته‬
‫ويسر‬
‫دقائق استطاع تحسين تجربة القارئ‪ّ ،‬‬
‫فهــم نتائــج التحقيق االســتقصائي ىلع‬
‫شريحة أوسع من الجمهور‪.‬‬
‫ٍ‬
‫‪36‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الفصل السادس‬
‫معرفة مالكي الشركات‬
‫إذا كنت تريد أن تستقصي معلومات أضخم‬
‫شركات العالم وتكشف مالك الشركات خارج‬
‫الحدود يف املالذات الضريبية "األوفشــور"‬
‫(‪ )Offshore Companies‬والصناديــق‬
‫االئتمانيــة‪ ،‬فســتكون بدايتك مــن قواعد‬
‫البيانات املجانية املتاحة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫طرق أخرى للبحث يف الشركات‬
‫طبعًا هناك‬
‫كالســجالت الرســمية وســجالت املحاكم‪،‬‬
‫وهناك قواعد البيانات املدفوعة واملواقع‬
‫الرسمية الخاصة بالشركات التي تريد البحث‬
‫عنها‪.‬‬
‫تســتطيع أن تبــدأ مــن قاعــدة بيانــات‬
‫‪ OpenCorporates‬ســوا ًء أكنت تبحث عن‬
‫قضايا غسيل أموال عاملية أم قضايا الرشوة؛‬
‫إذ تســاعدك هذه القاعدة ىلع معرفة من‬
‫ّ‬
‫وتوفر‬
‫يقــف وراء من‪ ،‬ومن يتعامل مــع من‪،‬‬
‫قاعدة البيانات هذه تاريخ تأســيس الشركة‬
‫املســجلة‪ ،‬وأســماء مديريهــا‬
‫وعناوينهــا‬
‫ّ‬
‫واملســؤولين فيها‪ ،‬تستطيع أيضًا أن تبحث‬
‫عن العالقات بين الشــركات وأن ترى ما هي‬
‫الشركات التي ُيديرها ذات املدير التنفيذي‪،‬‬
‫كمــا يمكنك أيضًا تحديــد نطاق بحثك يف‬
‫محــددة‪ ،‬ويمكــن أيضــا للصحفيين‬
‫بلــدان‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫الذيــن يحاولــون «تت ّبــع مصدر املــال» أن‬
‫يســتخدموا ‪Investigative Dashboard‬‬
‫التي صنعها مشــروع التبليــغ عن الجريمة‬
‫ّ‬
‫املنظمــة والفســاد (‪Organized Crime‬‬
‫‪and Corruption Reporting Project‬‬
‫‪ ،)OCCRP‬يســمح املوقــع بالوصول إلى‬
‫مئــات قواعــد البيانــات التــي تجــد فيها‬
‫تفاصيل عن ســجالت الشــركات وســجالت‬
‫املحاكــم املتاحة ىلع شــبكة اإلنترنت أو‬
‫غير ذلك من جميع بلدان العالم تقريبًا‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫وإذا كنــت تحــاول فضح الجريمة والفســاد‬
‫حول العالــم‪ ،‬فبإمكانك اللجــوء إلى قاعدة‬
‫بيانــات ‪Offshore Leaks Database‬‬
‫طورهــا التحالف الدولــي للصحفيين‬
‫التــي ّ‬
‫االســتقصائيين؛ إذ تساعدك قاعدة البيانات‬
‫معلومــات ووثائــق عن‬
‫هــذه ىلع إيجــاد‬
‫ٍ‬
‫األشــخاص املعنيين وعالقاتهــم التجارية‪،‬‬
‫َ‬
‫وثائق مس ّربة عما يقارب ‪ 785‬ألف‬
‫تضم‬
‫كما‬
‫ّ‬
‫شركة «أوفشور» وصندوق ائتماني‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫وإذا كنــت مهتمــا بتغطيــة النفــط والغاز‬
‫واملعــادن وتريــد اكتشــاف الروابــط بين‬
‫الشــركات التي تملك منصات النفط وكيف‬
‫يتم دمجها كشركات يف املالذات الضريبية‬
‫ّ‬
‫البحرية‪ ،‬فعليك ببوابة ‪Double Offshore‬‬
‫طورتهــا ّ‬
‫منظمــة ‪Code for Africa‬‬
‫التــي ّ‬
‫التي قامــت أيضًا بتطوير مشــروع ‪Miners‬‬
‫‪ of Mozambique‬الكتشــاف األفــراد الذين‬
‫ُيديــرون صناعــة التعديــن يف موزمبيــق‬
‫وعالقاتهم‪.‬‬
‫املزيد‬
‫تضم أكثر‬
‫• ‪ :ResourceContracts‬بوابــة‬
‫ّ‬
‫من ألف عقد يف مجال التعدين والنفط‪.‬‬
‫• ‪ :Resourceprojects.org‬مســتودع‬
‫معلومات عن مشاريع استخراج املواد‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الصندوق ‪5#‬‬
‫ّ‬
‫معقدة من‬
‫كيف نجحت شبكة‬
‫الشركات الوهمية يف االلتفاف‬
‫ىلع العقوبات املفروضة ىلع‬
‫الفوسفات السوري‬
‫بشــار ديــب‪ ،‬صحفــي اســتقصائي‬
‫يف مؤسســة «اليتهــاوس ريبورتــس»‬
‫(‪)Lighthouse Reports‬‬
‫مــن الصعــب دائمــا أن نرســل الصحفيين‬
‫لتغطيــة األحداث يف أماكــن مثل مناطق‬
‫الحرب يف الشــرق األوســط‪ ،‬أو أوكرانيا‪ ،‬أو‬
‫أفريقيا‪ ،‬أو ىلع الحدود بين اليونان وتركيا‪.‬‬
‫مشــترك بيــن‬
‫يف تحقيــق اســتقصائي‬
‫ٍ‬
‫مؤسســة «اليتهاوس ريبورتس» واملنظمة‬
‫الدوليــة ملكافحــة الجريمــة املنظمــة‬
‫واإلبــاغ عــن الفســاد (‪ )OCCRP‬ورابطــة‬
‫الصحافة االســتقصائية واملحاسبة السورية‬
‫(‪Syrian Investigative Reporting for‬‬
‫‪« Accountability Journalism‬ســراج»)‪ ،‬كنا‬
‫نبحث عن صادرات الفوســفات الســوري يف‬
‫سبيل معرفة أين يذهب؛ فرحلة الصادرات تبدأ‬
‫ّ‬
‫املطل ىلع البحر األبيض‬
‫من ميناء طرطوس‬
‫ّ‬
‫تتحكم به روسيا‪ ،‬وطبعًا لم‬
‫املتوسط‪ ،‬والذي‬
‫ّ‬
‫يكــن امليناء مفتوحًا للصحفيين‪ ،‬ولم يكونوا‬
‫والتحدث مع الناس‪،‬‬
‫يستطيعون التجوال فيه‬
‫ّ‬
‫ولهــذا كان ال بد من اســتقصا ٍء باســتخدام‬
‫املصادر املفتوحة إلتمام هذه املهمة‪.‬‬
‫التحــدي الرئيســي ‪ -‬نظريًا ىلع األقل ‪-‬‬
‫كان‬
‫ّ‬
‫تحمل الفوسفات يف‬
‫التي‬
‫السفن‬
‫إيجاد‬
‫هو‬
‫ّ‬
‫امليناء؛ ألن ذلك كان يســاعدنا ىلع معرفة‬
‫وجهة هذا الفوسفات من خالل تت ّبع السفن‬
‫باستخدام خدمات الـ‪ .AIS‬ولكن الحظ زمالئي‬
‫خالل بحثنــا أن صفحة الفيســبوك الخاصة‬
‫ً‬
‫قائمة‬
‫بميناء طرطوس كانت تنشــر يوميــا‬
‫‪38‬‬
‫وضمت القائمة‬
‫بالسفن النشطة يف امليناء‪،‬‬
‫ّ‬
‫املحملة يف كل ســفينة‬
‫أيضًا نوع البضاعة‬
‫ّ‬
‫والرصيف الذي تصطف عنده كل سفينة‪.‬‬
‫لم يدم هذا طويــ ً‬
‫ا؛ إذ قامت الصفحة بحذف‬
‫معظم القوائم التي نشرتها ّ‬
‫مؤخرًا‪ ،‬ثم ّ‬
‫توقفت‬
‫عن نشــر أي قوائم جديدة بعد حزيران‪/‬يونيو‬
‫‪ ،2020‬ولكــن باســتخدام تقنيــات ‪Google‬‬
‫املتقدمة‬
‫‪،Dorking‬وهيإحدىتقنياتالبحث‬
‫ّ‬
‫معلومات يصعب ربما‬
‫التي تساعد ىلع إيجاد‬
‫ٍ‬
‫صفحات أخرى‬
‫الوصول إليها‪ ،‬استطعنا أن نجد‬
‫ٍ‬
‫قامت بنسخ هذه القوائم ولصقها‪ ،‬ومن هناك‬
‫قمنا برســم ٍّ‬
‫خط زمني للســفن النشطة يف‬
‫ميناء طرطوس‪ ،‬ســمح لنا ذلك بتت ّبع السفن‬
‫التي تحمل الفوســفات إلى البلدان األوروبية‪،‬‬
‫ّ‬
‫التوثق باســتخدام‬
‫وكان ال بــد من املزيد من‬
‫الطرق التقليدية يف بعــض الحاالت‪ ،‬فقمنا‬
‫الخاصة بهذه‬
‫بذلك مــن خالل فواتير اإلنــزال‬
‫ّ‬
‫السفن ّ‬
‫للتأكد أن تحليلنا كان يسير يف االتجاه‬
‫الصحيــح‪ .‬ويف بعــض الحاالت األخــرى قمنا‬
‫بالحصول ىلع ســجالت خاصــة ّ‬
‫أكدت لنا أن‬
‫هذه السفن كانت بالفعل تنقل الفوسفات‪.‬‬
‫ولكــن مع كل ذلــك كنا ال نــزال بحاجة إلى‬
‫التحدي‬
‫معرفة وجهة هذه الشحنات‪ ،‬وكان‬
‫ّ‬
‫هنــا هو معرفة الســفن التــي كانت تنقل‬
‫الفوسفات بعد حزيران‪/‬يونيو ‪.2020‬‬
‫بنا ًء ىلع دراستنا لهذه القوائم وأيضًا قراءة‬
‫قديمة عن بنية امليناء‪ ،‬الحظنا أن‬
‫مقــاالت‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫الســفن الحاملة للفوســفات كانت تصطف‬
‫يف املراســي ‪19-18‬؛ إذ ُبني هــذا الرصيف‬
‫تحديــدًا لتحميــل الفوســفات‪ ،‬مــع وجود‬
‫خاص ٍة لنقل الفوســفات بين السفن‬
‫رافعة ّ‬
‫ٍ‬
‫واملســتودعات‪ ،‬فاســتخدمنا صورًا مأخوذةً‬
‫باألقمار الصناعية لتأكيــد هذه املعلومات‪،‬‬
‫التي ســمحت لنا بدورهــا بالبحث يف صورٍ‬
‫التقطها عمــال املوانئ أو الصــور التي تم‬
‫زيارات رسمية وتحديد السفن‬
‫التقاطها يف‬
‫ٍ‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫التي كانت تصطف عند هذا الرصيف‪.‬‬
‫نظرنا أيضًا يف مواد بصرية نشرها عمال يف‬
‫امليناء‪ ،‬فوجدنا ّ‬
‫بثًا مباشرًا ىلع الفيسبوك‬
‫تم تســجيله من داخل قســم الفوســفات‪،‬‬
‫ّ‬
‫ويظهــر فيــه ســائق شــاحنة وهــو يف ّرغ‬
‫الفوسفات من شــاحنته‪ .‬وكان هناك شعار‬
‫أمنية ىلع الشــاحنة يعــود أصلها‬
‫شــركة‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫إلى إحدى امليليشــيات‪ ،‬كمــا وجدنا تقارير‬
‫تقول إن هذه الشــركة كانت هي املسؤولة‬
‫عن حماية قوافل الفوسفات التي تصل من‬
‫املناجم إلــى امليناء‪ ،‬ولكن مــع ذلك قمنا‬
‫ّ‬
‫للتوثق من صحة هذه‬
‫بإضافة أدلة بصريــة‬
‫التقارير؛ أذكر هنا مثالين ىلع ذلك‪:‬‬
‫ٌ‬
‫سلســلة مــن الصور ُنشــرت بعد‬
‫األول‪ :‬هو‬
‫زيارة وزير الطاقة الســوري للميناء يف شهر‬
‫حددنا ســفينتين‬
‫أيار‪/‬مايــو ‪ ،2021‬وهنــاك ّ‬
‫من رصيف الفوســفات‪ ،‬والثانــي‪ :‬هو صورة‬
‫«ســيلفي» أخذها أحد عمال امليناء تظهر‬
‫ٌ‬
‫ســفينة تصطف يف نفس الرصيف‪،‬‬
‫خلفه‬
‫قمنا بتت ّبع هاتين الســفينتين واكتشــفنا‬
‫أنهما أبحرتا إلى رومانيا وأوكرانيا‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪40‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫الفصل السابع‬
‫تحليل الصور املأخوذة‬
‫باألقمار الصناعية‬
‫أحيانًا تشــعر أن القصة أصبحــت بين يديك‪،‬‬
‫ولكنــك تحتــاج إلى مــلء بعــض التفاصيل‬
‫واإلجابة ىلع بعض األسئلة حول زمان وقوع‬
‫حدث ما ومكانه‪ ،‬وهنا قد يكمن املفتاح يف‬
‫ٍ‬
‫تحليل الصور املأخوذة باألقمار الصناعية‪.‬‬
‫ولكن من أين تبدأ؟‬
‫يســاعد تحليــل الصــور املأخــوذة باألقمار‬
‫الصناعيــة ىلع إعطــاءك ســياقًا جغرافيًا‪،‬‬
‫ّ‬
‫التيقن من أن‬
‫تصور لألحداث‪ ،‬أو حتى‬
‫وإعادة ّ‬
‫حدثًا ما قد وقع أصال‪ً.‬‬
‫أصبح اســتخدام األقمار الصناعية أدا ًة ال غنى‬
‫عنها للصحفيين االســتقصائيين يف سياق‬
‫التطورات‬
‫تغطية النزاعات أو الدمار البيئي أو‬
‫ّ‬
‫يف البنيــة التحتيــة العســكرية والكوارث‬
‫الطبيعة‪ .‬بل أصبحت الصور املأخوذة باألقمار‬
‫الصناعية أساســا مركزيًا من أساســات السرد‬
‫القصصي‪ ،‬ونافذ ًة يمكن استخدامها للوصول‬
‫إلى أماكن بعيدة أو ممنوعة؛ فيمكن للصحفي‬
‫االســتقصائي أن يســتخدم الصور املأخوذة‬
‫باألقمار الصناعية لكشف ما تحاول الحكومات‬
‫املؤسسات إبقاءه بعيدًا عن األعين‪.‬‬
‫أو‬
‫ّ‬
‫مصــادر الصور املأخــوذة باألقمار‬
‫الصناعية‬
‫عدد من الشركات‬
‫ظهر يف السنوات األخيرة‬
‫ٌ‬
‫التي ّ‬
‫توفر صــورًا مأخوذ ًة باألقمــار الصناعية‬
‫عالية من مختلف أنحاء العالم‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫بجود ٍة‬
‫ٍ‬
‫خدمات مجانية‬
‫‪● Google Earth‬‬
‫‪● NASA’s Worldview‬‬
‫‪● The European Space Agency‬‬
‫‪● World Imagery Wayback Tool‬‬
‫‪● Zoom Earth‬‬
‫خدمات مدفوعة‬
‫‪● Maxar Technologies‬‬
‫‪● Planet Labs‬‬
‫‪● Sentinel Hub‬‬
‫‪● SI Imaging Services‬‬
‫‪● Spaceknow‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫ولكن ال يكفــي فقط أن تملك حســابًا مث ً‬
‫ال‬
‫ىلع أحد هذه املواقع؛ إذ إن التحليل املفيد‬
‫للصــور املأخوذة باألقمار الصناعية يســتلزم‬
‫منك أن ّ‬
‫تتأكد من امتالكك صورًا حديثة ذات‬
‫جود ٍة جيد ٍة تل ّبي احتياجاتك‪.‬‬
‫ٌ‬
‫شــركات مثــل ‪ Maxar Technologies‬و‬
‫محدثــة‬
‫‪ Planet Labs‬تنشــر عــاد ًة صــورًا‬
‫ّ‬
‫خدمات مثل‬
‫عالية جــدًا ىلع‬
‫وذات جــود ٍة‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫األسوشــيتد بريس (‪ )AP‬ووكالة فرانس برس‬
‫تقدم هذه الشركات عاد ًة‬
‫(‪ ،)AFP‬ورويترز‪ .‬كما ّ‬
‫أرشيفات صور لألحداث املهمة التي ّ‬
‫غطاها‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫بعد أن يستقر اختيارك ىلع املصدر املناسب‬
‫للصور تأتي الخطوة التالية؛ وهي فهم الصور‬
‫التــي بين يديــك؛ فتحليل الصــور املأخوذة‬
‫ويقدم لك ً‬
‫أدلة‬
‫باألقمار الصناعية يدعم بحثك‬
‫ّ‬
‫مساندة‪.‬‬
‫إذا أردت أن تســتفيد مــن الصــور املأخوذة‬
‫باألقمار الصناعية‪ ،‬فعليك ات ّباع اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬حدد املدى الجغــرايف الذي تحتاجه وأن‬
‫تعرف املساحة التي تريد تحليلها‪.‬‬
‫‪ -2‬ابحــث عن األنماط واألشــكال والتفاصيل‬
‫الجغرافيــة‪ ،‬ومن ذلــك‪ :‬املعالــم الطبيعية‬
‫بأيد بشرية‪.‬‬
‫املم ّيزة أو املعالم املشيدة ٍ‬
‫حــدد اتجــاه الشــمال؛ ألن ذلــك‬
‫‪ -3‬دائمــا‬
‫ّ‬
‫سيساعدك ىلع معرفة اتجاه حركة العناصر‬
‫تهمك‪ ،‬واتجاه الظالل أيضا‪.‬‬
‫التي ّ‬
‫‪41‬‬
‫‪ -4‬ح ّلل اتجاه الظالل وألوان التضاريس؛ حيث‬
‫يساعد ذلك ىلع معرفة التاريخ والوقت الذي‬
‫تم فيه التقاط صور ٍة ما‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -5‬حاول دائمًا اســتحضار مــا تعرفه عن هذا‬
‫املــكان لترى إن كان هناك شــي ٌء مختلف أو‬
‫مم ّيز يف البيئة التي تح ّللها‪.‬‬
‫كن حذرًا‬
‫أصبحــت خدمات الصــور املأخــوذة باألقمار‬
‫نطاق واســع‪،‬‬
‫الصناعيــة متوافر ًة اليوم ىلع‬
‫ٍ‬
‫ولهذا تزايد عدد الذين ُيسيئون استخدام هذه‬
‫ً‬
‫خدمة ألجندتهم‪.‬‬
‫املصادر‬
‫إليك بعــض ما يمكنك القيام بــه إذا راودتك‬
‫الشكوك حول صحة الصور التي بين يديك‪:‬‬
‫• ّ‬
‫تأكد أن الصورة تطابق املصدر األصلي الذي‬
‫أُ ِخ َذت منه‪.‬‬
‫• قارن الصــورة املأخوذة باألقمــار الصناعية‬
‫بمصادر أخرى‪.‬‬
‫• حــاول أن ّ‬
‫تتأكد مــن وقت التقــاط الصورة‬
‫أدوات مثل ‪ suncalc.org‬أو ح ّلل‬
‫باســتخدام‬
‫ٍ‬
‫موقع الشمس والظالل‪.‬‬
‫مختص بتحديد املواقع‪.‬‬
‫بخبير‬
‫• استعن‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫أحد أكثر اســتخدامات صور األقمار الصناعية‬
‫شــيوعًا هــي املقارنــات التباين ّيــة («قبل‬
‫مكان مع ّين‪.‬‬
‫وبعد») يف‬
‫ٍ‬
‫صور «قبل» و«بعد»‪.‬‬
‫ضخم يف مدينة بيروت بتاريخ‬
‫حدث انفجاٌر‬
‫ٌ‬
‫أدى االنفجار‬
‫‪ 4‬آب‪/‬أغســطس ‪ ،2020‬وقــد ّ‬
‫الــذي م ّزق أوصــال العاصمــة اللبنانية إلى‬
‫مقتل ‪ 218‬إنســا ًنا وإصابــة ‪ 7000‬إضافة إلى‬
‫تشريد زهاء ‪ 300‬ألف آخرين‪.‬‬
‫كان هذا االنفجار أحد أضخم االنفجارات غير‬
‫النووية التي شــهدها التاريخ‪ ،‬وقد تســ ّبب‬
‫بأضرارٍ ألكثر من ‪ 77‬ألف شقة وخسائر ُق ّدرت‬
‫بـ‪ 3.4‬إلى ‪ 4.6‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪43‬‬
‫ُتظهــر صور األقمار الصناعية املأخوذة بتاريخ ‪ 5‬آب‪/‬أغســطس فداحة الضرر الذي وقع يف‬
‫املنطقة املحيطة‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫اآلثار البيئية‬
‫متزايد‬
‫بشكل‬
‫أصبح الصحفيون يستخدمون‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫صور األقمــار الصناعية لتقييــم آثار الكوارث‬
‫أو القيــام بعمليات املراقبــة البيئية‪ ،‬فقد‬
‫قدمــت ‪ Digital Earth Africa‬أدا ًة جديدة‬
‫ّ‬
‫اســمها ‪،Free Satellite Data on Africa‬‬
‫ّ‬
‫توفــر بيانات األقمــار الصناعية حول مصادر‬
‫املياه‪ ،‬ومخاطر الفيضانــات والزراعة واألمن‬
‫املد الحضري وغير ذلك‪.‬‬
‫الغذائي ومشــاريع ّ‬
‫يذكر يف هذا الســياق ّ‬
‫أن مشروع ‪Smoke‬‬
‫تحليل لصور‬
‫إلى‬
‫اســتند‬
‫‪Screen Project‬‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫األقمــار الصناعيــة إلثبات مســؤولية ماّلك‬
‫األراضــي يف األمــازون عن حــدوث حاالت‬
‫تصحر‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪44‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪45‬‬
‫دراسة حالة‬
‫مراكز احتجاز شينجيانغ‬
‫قــام طالب قانــون صيني يف كندا اســمه‬
‫شــون زانــغ (‪ )Shawn Zhang‬عــام ‪2018‬‬
‫أدلة ىلع‬
‫بالبحث يف ‪ Google Earth‬عن ٍ‬
‫معتقالت يف شــينجيانغ‪ ،‬وهو أحد‬
‫وجود‬
‫ٍ‬
‫األقاليم املستقلة يف الصين‪.‬‬
‫ّ‬
‫املنظمــات بما فعله‬
‫اقتــدت العديد مــن‬
‫زانغ‪ ،‬ومنها املعهد األســترالي للسياســات‬
‫اإلســتراتيجية (‪Australian Strategic‬‬
‫‪ )Policy Institute “ASPI‬فاســتخدم صورًا‬
‫مأخوذ ًة باألقمار الصناعية وإفادات شــهود‬
‫وتقاريــر إعالمية ووثائق معمارية رســمية؛‬
‫لتصنيــف مراكز االحتجــاز إلــى أربعة وفقًا‬
‫لصرامتهــا ووجــود تشــديدات أمنية فيها‬
‫كجدران عالية وبروج مراقبة وأسوارٍ داخلية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حــدد أكثر مــن ‪380‬‬
‫وقــال املعهــد إنــه‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫َ‬
‫محتمــا» يف اإلقليــم؛‬
‫«معتقــل احتجــاز‬
‫حيث يقبع ‪ -‬وفقًا لألمم املتحدة ‪-‬أكثر من‬
‫مليون معتقــل من أقلية اإليغــور وغيرهم‬
‫تتحدث اللغة‬
‫من األقليات املســلمة التــي‬
‫ّ‬
‫التركية يف مراكز االحتجاز هذه‪.‬‬
‫”‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪46‬‬
‫مبيعات األسلحة يف ليبيا‬
‫قام الصحفي االســتقصائي محمود الواقي‬
‫وفريقه بتســليط الضوء ىلع عمليات بيع‬
‫ّ‬
‫واملركبات املدّرعة التي ُتص ّنع يف‬
‫األسلحة‬
‫اإلمارات العربية املتحدة وتركيا إلى أطراف‬
‫ّ‬
‫يشــكل انتهاكًا لحظر‬
‫النزاع الليبي‪ ،‬وهو ما‬
‫بيع األســلحة املفروض من األمم املتحدة‬
‫يف ليبيا‪ ،‬واستخدم محمود يف استقصائه‬
‫وبيانات من املصادر املفتوحة‪.‬‬
‫أدوات تت ّب ٍع‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫أهمية هذا التحقيق االستقصائي والدروس‬
‫املستفادة منه‪.‬‬
‫بنــا ًء ىلع هذا التقرير يمكــن أن ندعي أن‬
‫اإلمارات العربية املتحدة وتركيا قد انتهكتا‬
‫حظــر بيــع األســلحة املفروض مــن األمم‬
‫املتحــدة‪ ،‬وقد ســاعدت الصــور املأخوذة‬
‫باألقمــار الصناعية يف دعم هذه االدعاءات‬
‫يف ّ‬
‫ظل اســتحالة زيارة هــذه املواقع يف‬
‫ليبيا‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪47‬‬
‫هجمات ىلع املستشفيات‬
‫والفرق الطبية يف السودان‬
‫سترك (‪)Benjamin Strick‬‬
‫نشــر بينجامين ِ‬
‫ً‬
‫تحقيقــا اســتقصائ ًيا اســتخدم فيه طرق‬
‫تحقيقــات املصــادر املفتوحــة لتحديــد‬
‫املوقع الجغرايف والوقــت الزمني وتحليل‬
‫فيديوهات من هجمتيــن ّ‬
‫نفذتهما القوات‬
‫ٍ‬
‫األمنيــة ىلع مركز الطوارئ يف الســودان‬
‫يف كانــون األول‪/‬ديســمبر ‪ 2021‬وكانــون‬
‫تــم إلقاء القنابل‬
‫الثاني‪/‬ينايــر ‪2022‬؛ حيث ّ‬
‫املســيلة للدمــوع ىلع الفــرق الطبيــة‬
‫واملرضى يف املستشــفى‪ ،‬وقد ّ‬
‫أكد كاتب‬
‫التقرير بينجامين أن الغاية من تقريره كانت‬
‫تحفيز النقاش والبحث والتطوير يف مجتمع‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة وحقل حقوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬ونقاش مــا يجري يف الســودان‪،‬‬
‫فض ً‬
‫ال عن توثيق الجرائم وتحديد مرتكبيها‪.‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫مجزرة يف تيغراي‬
‫ً‬
‫تحقيقــا‬
‫نشــر برنامــج ‪BBC Africa Eye‬‬
‫أدلــة ىلع وقوع‬
‫اســتقصائ ًيا كشــف عــن‬
‫ٍ‬
‫مجزر ٍة يف شــمال أثيوبيــا ارتكبتها القوات‬
‫املس ّلحة األثيوبية‪ ،‬وكشف التحقيق بدقة‬
‫عن موقع حدوث املجزرة التي راح ضحيتها‬
‫‪ 15‬شخصًا ىلع األقل‪ ،‬فقام فريق االستقصاء‬
‫بإعادة تشــكيل مكان املجزرة والفترة التي‬
‫جــرت فيهــا‪ ،‬حتى إنــه نجح يف كشــف‬
‫هوية مرتكبيها‪ ،‬وكل هذا بمســاعدة أدوات‬
‫املصادر املفتوحــة وتقنياتها دون مغادرة‬
‫مدينة لندن‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫تحقيقات املصادر املفتوحة‬
‫‪49‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫أدوات وشبكات‬
‫أدوات‬
‫الشبكات‬
‫• ‪Bellingcat’s Online Investigative‬‬
‫‪ُ - Toolkit‬ع ّدة االستقصاء من بيلينغكات‬
‫● ‪Global Investigative Journalism‬‬
‫‪)Network (GIJN‬‬
‫• ‪First Steps to Getting Started in‬‬
‫‪ – Open Source Research‬الخطــوات‬
‫األولــى ملن يريد دخول مجــال البحث يف‬
‫املصادر املفتوحة‪.‬‬
‫● ‪Organised Crime and Corruption‬‬
‫‪)Reporting Project (OCCRP‬‬
‫يقــدم موقــع ‪ OSINTcurio.us‬حلقات‬
‫•‬
‫ّ‬
‫بودكاســت أســبوعية‪ ،‬وفيديوهات نصائح‬
‫يف ‪ 10‬دقائــق حــول جوانــب مختلفة من‬
‫تأســس‬
‫تحقيقــات املصــادر املفتوحــة‪ّ .‬‬
‫منتــدى للمهتميــن بهذا‬
‫املوقــع ليكــون‬
‫ً‬
‫املجال ىلع يد ‪ 10‬خبراء مساهمين‪.‬‬
‫تقــدم ‪Open Source Intelligence‬‬
‫•‬
‫ّ‬
‫ومحد ً‬
‫مفص ً‬
‫ً‬
‫ثــة‬
‫لــة‬
‫قائمــة‬
‫‪Framework‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫باستمرار ألدوات االستقصاء الرقمي‪.‬‬
‫• ‪Exposing the Invisible Kit by‬‬
‫‪Tactical Teck‬‬
‫‪Source‬‬
‫‪Intelligence‬‬
‫•‬
‫‪Techniques by Michael Bazzell‬‬
‫‪Open‬‬
‫• ‪Online research tools by Global‬‬
‫‪Investigative Journalism Network‬‬
‫● ‪ - The OSINT Framework‬اإلطــار‬
‫العملي لتحقيقات املصادر املفتوحة‪.‬‬
‫● ‪Arab Reporters for Investigative‬‬
‫‪)Journalism (ARIJ‬‬
‫● ‪International Consortium of‬‬
‫‪)Investigative Journalists (ICIJ‬‬
‫● ‪ C4ADS‬هــي ّ‬
‫منظ ٌ‬
‫مة غير ربحية ُتعنى‬
‫بقضايــا النزاعــات والقضايــا األمنيــة حول‬
‫َ‬
‫القائم ىلع‬
‫التحليل‬
‫العالم‪ ،‬وتنتهج الشركة‬
‫َ‬
‫البيانــات والتغطية الصحفية القائمة ىلع‬
‫األدلة‪.‬‬
‫دليل‬
‫تحقيقات‬
‫املصادر املفتوحة‬
‫إعداد‬
‫سارة كريتا‬
‫تحرير‬
‫محمد خمايسة‬
‫نينا مونتاغو سميث‬
‫تصميم‬
‫أحمد ف ّتاح‬
‫تدقيق لغوي‬
‫أحمد تحسين‬
‫ترجمة‬
‫محمد زيدان‬
‫شكرا جزيال‬
‫محمد حداد‬
‫فيل ريس‬
Download