Uploaded by Master boi 209

muunis g12p1 Classical

advertisement
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:02 PM Page 1
‫الُمؤؤنسس‬
»a
ô«Ñ©àdGh , á©dÉ£ªdGh , ¢Uƒ°üædGh ÜO’CG
ô°ûY »fÉãdG ∞°üdG
∫h’CG »°SGQódG π°üØdG
¤h’CG á©Ñ£dG
‫م‬٢٠١٤ - ‫هـ‬١٤٣٥
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:02 PM Page 2‬‬
‫أأُل‪u‬ف هذأ ألكتاب من قبل دأئرة تطوير مناهج ألعلوم أإلنسسانية‬
‫قسسم تطوير مناهج أللغة ألعربية‬
‫‪¢ùfƒDŸG‬‬
‫تمت عمليات إإدخال إلبيانات وإلتدقيق إللغوي وإلتصصميم وإإلخرإج‬
‫بمركز إأنتاج ألكتاب ألمدرسسي وألوسسائل ألتعليمية‬
‫للصصف الثا‪ Ê‬عشصر‬
‫الفصصل الدراسصي األول‬
‫بالمديرية ألعامة لتطوير ألمناهج‬
‫‪™jRƒàdGh ô°ûædGh ™Ñ£dG ¥ƒ≤M ™«ªL‬‬
‫‪º«∏©àdGh á«HÎdG IQGRƒd áXƒØfi‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪١٢‬‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 3
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 5‬‬
‫المحــتوي ــات‬
‫ا‪Ÿ‬ؤضضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤع‬
‫تقديم‬‫‪-‬المقدمة‬
‫م‬
‫‪٧‬‬
‫‪٩‬‬
‫ا‪Ÿ‬ؤضضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤع‬
‫إلباب إألول إألدب وإلنصصوصس‬
‫إ‪Ù‬ور إألول‪:‬أإبو إلطيب إ‪Ÿ‬تنبي‬
‫النصضؤصس األدبية‬
‫ما أابتغي جل أان يسصمى‪:‬أابو الطيب‬‫النصضؤصس اإلثرائية‬
‫من خصصائصص شصعر ا‪Ÿ‬تنبي ‪ :‬م‪È‬وك ا‪Ÿ‬ناعي‬‫عندما جاء المتنّبي « مأ‪ Ó‬الدنيا وشصغل الناسص » محمدآايت‬‫إ‪Ù‬ور إلثا‪: Ê‬من إألدب إألندلسصي‬
‫النصضؤصس األدبية‬
‫سصلو” وبقينا نحن عشصاقا ‪ :‬ابن زيدون‬‫النصضؤصس اإلثرائية‬
‫‪-‬وصصف الطبيعة ‘ الشصعر األندلسصي‬
‫‪١٢‬‬
‫‪١٦‬‬
‫‪٢٢‬‬
‫‪٢٤‬‬
‫‪٢٨‬‬
‫‪٣٢‬‬
‫‪٣٨‬‬
‫إ‪Ù‬ور إلثالث‪:‬تطور إألشصكال إلسصردية ‘ إألدب إلعربي‬
‫أادب ا‪Ÿ‬قامات‬‫النصضؤصس األدبية‬
‫ا‪Ÿ‬قامة القريضصية‪ :‬الهمذا‪Ê‬‬‫‪-‬ا‪Ÿ‬قامة الصصحارّية‪ :‬ال‪È‬وا‪Ê‬‬
‫‪٤٧‬‬
‫‪٥٥‬‬
‫النصضؤصس اإلثرائية‬
‫مصصطلح السصرد ‘ ا‪Ÿ‬قامة‬‫‪-‬قراءة أاو‪Ÿ ¤‬قامات ال‪È‬وا‪Ê‬‬
‫‪٦٣‬‬
‫‪٦٥‬‬
‫‪٤٢‬‬
‫إ‪Ù‬ور إلسصادسس ‪:‬إ◊ن‪ Ú‬إإ‪ ¤‬إألوطان ورثاء إلبلدإن‬
‫النصضؤصس األدبية‬
‫◊صصري‬
‫ا‬
‫‪:‬‬
‫‪-‬خراب الق‪Ò‬وان ُ‬
‫‪١١٥‬‬
‫النصضؤصس اإلثرائية‬
‫الغريب‪:‬أابوحيان التوحيدي‬‫‪ُ-‬غرناطة ‪:‬نزار قبا‪Ê‬‬
‫‪١٢٠‬‬
‫‪١٢٢‬‬
‫إلباب إلثاني إلمطالعة‪:‬قضصايا حضصارية وإإنسصانية‬
‫إلدرسس إألول‪ :‬ا‪Ÿ‬رأاة وا‪Û‬تمع ‪:‬ع‪Ó‬ل الفاسصي‬
‫إ‪Ù‬ور إلرإبع ‪:‬إلعقـــل ‘ إلثــقافة إلعربية إإلسصـــــــ‪Ó‬مية‬
‫إلدرسس إلثا‪ :Ê‬إاسصماعيل وا‪Û‬تمع ‪:‬يحيى حقي‬
‫مصصادر العقل العربي ‪:‬أانيسص مقدسصي‬‫‪ ٧٢‬إلدرسس إلثالث‪ :‬صصناعة ا‪Ÿ‬سصتقبل ‪:‬صصالح الفهدي‬
‫النصضؤصس‬
‫إلدرسس إلرإبع‪ :‬ا‪Ÿ‬وسصيقى التقليدية هوية وتراث‪:‬أا ‪.‬د عصصام ا‪ÓŸ‬ح‬
‫‪٧٦‬‬
‫من سصورة فاطر‪ :‬قرآان كر‪Ë‬‬‫إلباب إلثالث تعبير‬
‫‪٨١‬‬
‫الشصك واليق‪: Ú‬ا÷احظ‬‫إلدرسس إألول ‪ :‬منهجية التعب‪Ò‬‬
‫النصضؤصس اإلثرائية‬
‫إلدرسس إلثاني ‪ :‬التـ ـ ـ ـ ـ ـلخيصص (‪)١‬‬
‫‪٨‬‬
‫‪٦‬‬
‫ا‪Ÿ‬نحى العقلي عند ا÷احظ‪:‬د‪.‬علي أابو ملحم‬
‫إلدرسس إلثالث ‪ :‬التـ ـ ـ ـ ـ ـلخيصص (‪ )٢‬ا‪Ÿ‬رأاة وا‪Û‬تمع‬
‫‪ ٨٩‬إلدرسس إلرإبع ‪ :‬التحقيق الصصحفي (الشصباب وأاوقات الفراغ)‬
‫ع‪Ó‬قة ما ب‪ Ú‬الشصريعة والعقل‪-‬ابن رشصد‬
‫‪ ٩١‬إلدرسس إلخامسس ‪ :‬فن اإللقاء‬
‫ملحق‪ :‬فصضل (عقل) ‘ ا‪Ÿ‬عجم ا‪Ÿ‬فهرسس ‪Ÿ‬عا‪ Ê‬القران الكر‪Ë‬‬
‫إ‪Ù‬ور إ‪ÿ‬امسس‪:‬إلزهد ‘ إألدب إلعربي‬
‫النصضؤصس األدبية‬
‫غرور ا‪Ÿ‬طامع ‪:‬أابو العتاهية‬‫النصضؤصس اإلثرائية‬
‫الزهد ب‪ Ú‬أابي نواسص وأابي العتاهية‬‫‪-‬الصصنعة الشصعرية عند أابي العتاهية‬
‫إلفصصل إلدرإسصي إألول‬
‫م‬
‫إلدرسس إلسصادسس ‪ :‬الزهد ‘ األدب العربي‬
‫إلدرسس إلسصابع ‪ :‬تدريب على –ليل نصص أادبي‬
‫‪١٠٠‬‬
‫‪١٠٤‬‬
‫‪١٠٧‬‬
‫‪١٢٤‬‬
‫‪١٢٦‬‬
‫‪١٢٩‬‬
‫‪١٣٢‬‬
‫‪١٣٨‬‬
‫‪١٤٣‬‬
‫‪١٤٦‬‬
‫‪١٥٠‬‬
‫‪١٥٣‬‬
‫‪١٥٩‬‬
‫‪١٦١‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 7‬‬
‫‪Ëó≤J‬‬
‫الحمد لله نحمده تمام الحمد‪ ،‬ونصضلي ونسضلم على خير خلقه سضيدنا محمد وعلى آاله وصضحبه‬
‫أاجمعين‪...‬وبعد‬
‫تحرصس وزارة التربية والتعليم على تجؤيد العملية التعليمية من خ‪Ó‬ل إارسضاء قؤاعد منظؤمة‬
‫تعليمية متكاملة تلبي احتياجات البيئة العمانية وتتناسضب مع متطلباتها الحالية‪.‬‬
‫وبعد مراجعة النظام التعليمي للسضلطنة وقياسس مسضتؤى أادائه وتحديد أاهم التحديات التي تؤاجهه‪،‬‬
‫قامت وزارة التربية والتعليم بإاعادة ترتيب أاولؤياتها‪ ،‬وتنظيم جهؤدها إلحداث التطؤير بما يتماشضى مع‬
‫تؤجهات السضلطنة ورؤويتها المسضتقبلية‪ ،‬حيث جرى تطؤير األهداف العامة للتربية‪ ،‬والخطة الدراسضية‬
‫ال˘ت˘ي أاولت اه˘ت˘م˘ام˘ا أاك˘ب˘ر ل˘ل˘م˘ؤاد ال˘ع˘ل˘م˘ي˘ة وت˘دريسس ال˘ل˘غ˘ات‪ ،‬واسض˘ت˘ح˘دثت م˘ؤاد دراسض˘ي˘ة جديدة لمؤاكبة‬
‫المسضتجدات على صضعيدي تكنؤلؤجيا المعلؤمات واحتياجات سضؤق العمل من المهارات‪ ،‬هذا فضض‪ Ó‬عن‬
‫التطؤير الذي أادخل على أاسضاليب واسضتراتيجيات تدريسس المناهج الدراسضية التي أاصضبحت تعنى بالمتعلم‬
‫باعتباره محؤر العملية التعليمية التعلمية‪.‬‬
‫إان النقلة النؤعية التي نشضهدها حاليا في العملية التعليمية أاحدثت الكثير من التغييرات الجذرية ‪،‬‬
‫فجاءت الكتب الدراسضية متسضمة بالحداثة والمرونة‪ ،‬والتؤافق في مؤضضؤعاتها مع مسضتؤيات أابنائنا‬
‫ال˘ط˘ل˘ب˘ة وال˘ط˘ال˘ب˘ات‪ ،‬وخصض˘ائصس ن˘م˘ؤه˘م ال˘ع˘ق˘ل˘ي وال˘ن˘فسض˘ي‪ ،‬وث˘ق˘اف˘ت˘ه˘م الجتماعية‪ ،‬واهتمت بالجؤانب‬
‫المهارية والفنية والرياضضة البدنية تحقيقا لمبدأا أاصضيل من مبادئ فلسضفة التربية في السضلطنة الداعي‬
‫إالى بناء الشضخصضية المتكاملة للفرد‪ ،‬وعززت دور المتعلم في عملية التعلم من خ‪Ó‬ل إاكسضابه مهارات‬
‫التعلم الذاتي والتعلم التعاوني‪ ،‬ولم يعد الكتاب المدرسضي ‪-‬بما يحؤيه من معارف ومهارات وقيم‬
‫واتجاهات‪ -‬إال دلي‪ Ó‬يسضترشضد به الطالب للؤصضؤل إالى ما تختزنه مصضادر المعلؤمات المختلفة كالمراجع‬
‫المكتبية ومصضادر التعلم اإللكترونية األخرى من معارف‪ ،‬وعلى الطالب القيام بعملية البحث والتقصضي‬
‫للؤصضؤل إالى ما هؤ أاعمق وأاشضمل‪ .‬فإاليكم أابنائي وبناتي الط‪Ó‬ب والطالبات نقدم هذا الكتاب راجين أان‬
‫يجد عين الهتمام منكم‪ ،‬ويكؤن لكم خير معين؛ لتحقيق ما نسضعى إاليه من تقدم ونماء هذا الؤطن‬
‫المعطاء تحت ظل القيادة الحكيمة لمؤلنا حضضرة صضاحب الج‪Ó‬لة السضلطان قابؤسس بن سضعيد المعظم‬
‫حفظه الله ورعاه‪.‬‬
‫والله ولي التؤفيق ‪،،‬‬
‫د‪ .‬مديحة بنت أاحمد الشضيبانية‬
‫وزيرة التربية والتعليم‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 9‬‬
‫‪áeó≤e‬‬
‫بسسم الله الرحمن الرحيم‬
‫عزيزي إلطالب ‪ /‬عزيزتي إلطالبة‪:‬‬
‫(إلمؤونسس) هو كتابك الجديد في األدب والنصصوصص والمطالعة‪ ،‬وقد انبنى على أاسصاسص المكتسصبات المعرفيّة التي‬
‫ف الحادي عشصر‪ ،‬متوّخيا النهج نفسصه وطريقة العرضص ذاتها‪ ،‬مراعيًا ما اكتسصبته من مهاراٍت‪،‬‬
‫اسصتفدتها من كتاب (إلمؤونسس) للصص ّ‬
‫هادفا إالى تعميقها بما يفي باحتياجاتك المعرفّية والنفسصيّة وأانت تسصتعّد إلنهاء المرحلة الثانوّية وتحلم بآافاق الّتعليم العالي‬
‫ك‪.‬‬
‫ك ما به تحّقق ُحلَم َ‬
‫الّرحبة‪ .‬ولئن كان (إلمؤونسس) ل يّدعي أاّنه َيْحلُُم لك‪ ،‬فإاّنه يحلم معك‪ ،‬ويمنَُح َ‬
‫عزيزي إلطالب‪ ،‬عزيزتي إلطّالبة؛‬
‫يشصتمل كتابك(إلمؤونسس) على ث‪Ó‬ثة فروع أادبيّة‪ ،‬هي ‪ :‬األدب والنصصوصص‪ ،‬والمطالعة‪ ،‬والتعبير‪ ،‬وهي مبّوبة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أإّول‪ :‬إألدب وإلنصصوصس إألدبّية‬
‫يتكّون هذا الفرع من أاحد عشصر محوًرا يقوم كّل منها على بنية ث‪Ó‬ثيّة كما يلي‪:‬‬
‫أا‪ -‬الن ّصس التمهيدي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الن ّصس األدبي‪.‬‬
‫ج‪ -‬النّصضؤصس اإلثرائّية‪.‬‬
‫أإ‪ -‬إلن ّصس إلتمهيدي‪:‬‬
‫يأاتي الن ّصص التمهيدي ليضصع الظّاهرة األدبيّة المدروسصة ضصمن إاطارها الّنظري والتاريخي العام في سصياق األدب العربي‪،‬‬
‫ثّم يقّدم خصصائصصها بطريقة تعليميّة مُي ّسصرة‪ .‬وأانت مدعّو‪-‬عزيزي ال ّ‬
‫طالب‪ -‬إالى قراءة هذا الن ّصص في البيت‪ ،‬وفهمه‪ ،‬اسصتعداًدا‬
‫إالى شصرحه وتحليله مع معلّمك مسصتعينا باألسصئلة المصصاحبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الّنصضؤصس األدبّية‪:‬‬
‫اختيرت النّصصوصص األدبّية اسصتنادا إالى أاسصُسٍص دقيقة ومدروسصة‪ ،‬من أاهّمها‪:‬‬
‫ اسضتجابتها للمقّررات النظرّية الؤاردة في درسس األدب‪.‬‬‫ أاهمّيتها في سضياق األدب العربي‪.‬‬‫ ُم‪Ó‬ءمتها لمسضتؤاك واسضتجابتها لنتظاراتك‪.‬‬‫ ثراُء القيم الجمالّية والفنيّة التي تتضضّمنها‪.‬‬‫تمثّل النّصصوصص األدبّية أا ُس‪s‬ص محور األدب والنّصصوصص‪ .‬دراسصتها وفهمها هما الغاية‪ .‬إاّل أاّن هذه الغاية المنشصودة ل تتحّقق‬
‫إاّل إاْن آامنت أاّن وراء كّل ن ّصص أادبّي جّيد ذا‪s‬تا بشصرّية تفاعلت مع محيطها‪ ،‬وعّبرت من خ‪Ó‬ل ذاك الن ّصص عّما اعتراها من أاحاسصيسص‪،‬‬
‫وعرضص عليها من أافكار‪ .‬ذاتٌ تعبُّر عّما انتشصت به من فرح وسصعادة‪ ،‬أاو عّما اكتوت به من َنَكدٍ وكآابةٍ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪9‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 10‬‬
‫ج‪ -‬إلّنصصوصس إإلثرإئّية‪:‬‬
‫ليسصت النّصصوصص اإلثرائّية جزءًا من المقّرر الّرسصمي‪ ،‬غير أاّن ذلك ل يعني أاّنها نصصوصص هامشصيّة؛ إاذ أاّن تذييل كّل‬
‫وحدة بنصصوصص إاثرائيّة يهدف إالى تمكينك من تعميق المعارف التي اكتسصبتها بعد دراسصة النصصوصص األدبيّة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إلمطالعة‬
‫أا ُدرجت نصصوصص المطالعة لهذه السصنة ضصمن مجالت كاآلتي‪:‬‬
‫ المجال األُسضري‪.‬‬‫ المجال الؤطني‪.‬‬‫ المجال الجتماعي‪.‬‬‫ المجال الثقافي الفّني‪.‬‬‫ المجال اإلنسضاني‪.‬‬‫لقد أا ُريَد لدروسص المطالعة أان تُغطّي أاكبر قدر ممكن من مجالت اهتمامِك الّذاتيّة والجتماعّية‪ ،‬والوطنّية‪،‬‬
‫ك‪ ،‬ومن َث‪s‬م إاتقان مهارات النقاشص والُمحاورة‬
‫واإلنسصانّية‪ ،‬حتّى تمّكنك من توسصيع دائرة معارفك وتبادل الّرأاي مع زم‪ِÓ‬ئ َ‬
‫والتحليل‪ .‬وتُمّثل النصصوصص الُمدرجة في قسصم المطالعة ُمنطلقا لُمناقشصة الظّاهرة المدروسصة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إلّتعبير(فنون إلُمشصافهة وإلتحرير)‬
‫تحقيًقا لرغبتك في اكتسصاب القدرة على الُمشصافهة الجّيدة والتحرير ال ّسصليم‪ ،‬رّكزنا في هذا القسصم‬
‫على مجموعة من مهارات المشصافهة والتحرير ألجل الّتمّكن منها‪ ،‬مما يجعلك مسصتخِدًما جيّدا لّلغة العربيّة‪ ،‬ويسصّهل تواصصلك‬
‫مع اآلخرين‪.‬‬
‫ومن أاهّم الّدروسص التي اشصتمل عليها قسصم التّعبير‪:‬‬
‫ منهجّية الّتعبير‪.‬‬‫ التلخيصس‪.‬‬‫ فّن اإللقاء‪.‬‬‫‪ -‬الحؤار الصضحفي‪.‬‬
‫ الّتعبير الّتحليلي‪.‬‬‫ الّتحقيق ال ّصضُحفي‪.‬‬‫ الّتحليل األدبي‪.‬‬‫‪ -‬كتابة الق ّصضة‪.‬‬
‫طالبة؛‬
‫طالب‪ ،‬عزيزتي إل ّ‬
‫عزيزي إل ّ‬
‫إاّن الكتاب المدرسصي أاّيا كانت أاهمّيته‪ -‬ل يعدو أان يكون واحًدا من رواِفَد معرفيّة عديدة‪ ،‬ندعوك إالى اإلقبال عليها‪.‬‬
‫فبالمطالعة ال‪s‬نِهَمةِ ‪-‬وحدها‪ -‬تتمّكن من اكتسصاب ثقافة واسصعة تؤوّهلك إالى الندماج في المجتمع‪ ،‬انِدَماج الُمواطن الواثق‪،‬‬
‫والُمنتج‪ ،‬والُمتفّوق‪.‬‬
‫والله ولي التوفيق ‪،،،‬‬
‫المؤولفان‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪10‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 11‬‬
‫النصص األدبي‬
‫عندما جاء إلمتنبّي « مأ‪ Ó‬إلدنيا وشصغل إلناسس» محمد آإيت إلعميم‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 12‬‬
‫المحؤر األول‬
‫ا‪Ù‬ور األول ‪:‬‬
‫أأبو ألطيب أ‪Ÿ‬تنبي‬
‫( ‪ ٤٥٣ - ٣٠٣‬هـ ‪ ٩٦٥ - ٩١٥ /‬م )‬
‫‪ -١‬حياته ‪:‬‬
‫هؤ أاحمد بن ا◊سض‪ Ú‬من أاصضل عربي جعفي ينتهي إا‪ ¤‬كه‪Ó‬ن من القحطانية ‪ .‬ولد ‘ الكؤفة ‪ ،‬واشضتهر‬
‫منذ حداثته بحدة الذكاء ؛ وقد اختلط بأاعراب السضماوة وأاخذ عنهم ملكة اللغة ؛ ثم طلب ا‪Û‬د والسضيادة‬
‫بشضعره‪ ،‬و‪Ÿ‬ا أاخفق طلبها بسضيفه فقاد ثؤرة كانت نتيجتها السضجن واإلخفاق أايضضا ‪.‬اتصضل ا‪Ÿ‬تنبي ببدر بن عمار ‘‬
‫ط‪È‬ية ثم فارقه بسضبب ا◊سضاد ‪ ،‬واتصضل بسضيف الدولة أام‪ Ò‬حلب ولزمه تسضع سضنؤات كانت أاطيب حقبة ‘‬
‫حياته‪ ،‬ثم تركه وقصضد كافؤرا ‪Ã‬صضر طامعا ‘ ولية وعده بها األم‪ Ò‬اإلخشضيدي ثم أاخلف وعده فانحرف عنه‬
‫وهجاه ‪ ،‬ثم راح يضضرب ‘ الب‪Ó‬د متقلبا ب‪ Ú‬العراق وفارسس ‪ ،‬متصض‪ Ó‬بابن العميد وعضضد الدولة ‪ .‬ثم قتل ‘‬
‫طريقه إا‪ ¤‬بغداد ‪.‬‬
‫‪ -٢‬شصخصصيته ‘ شصعره ‪:‬‬
‫كان شصعر ا‪Ÿ‬تنبي شصديد اللّصصوق بشصخصصيته ‪ ،‬فكان صصورة لنفسصه ‘ جميع أاحوالها ؛ ‘ ›ازفتها و‘‬
‫تقديسصها للقوة ‪ ‘ ،‬صص‪È‬ها وأانفتها ‪ ‘ ،‬ثورتها وتشصاؤومها ‪ .‬وقد انقسصم شصعره بالنظر إا‪ ¤‬بروز شصخصصيته إا‪ ¤‬أاربعة‬
‫أاقسصام ‪:‬‬
‫أإ‪ -‬شصعر الفتوة ويتضصّمن الفخر والتهديد ‪ ،‬ول يخلو من صصبغة إانسصانية اسصتقاها الشصاعر من انعكافه على‬
‫نفسصه و–ليل آالمها وآامالها ‪:‬‬
‫ف‪ Ó‬ع‪È‬ت بي سضاعة ل تعز‪Ê‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪12‬‬
‫ول صضحبتني مهجة تقبل الظلما‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 13‬‬
‫ب‪ -‬شصعٌر قيل عند سصيف الدولة ‪ ،‬هو شصعُر من ظفر ونال بغيته وإان ‪Á ⁄‬ت ح ّسصاده ‪ ،‬فيه فرحة غالبة وحسصرة كامنة‪.‬‬
‫يقول مادحا سصيف الدولة مبتهجا من خ‪Ó‬له بأا›اد األمة ‪:‬‬
‫إاذا الدولة اسضتكفت بـ ـه ‘ مُلّمـ ـة‬
‫تهاب سضيؤف الهند وهي حدائد‬
‫كفاها فكان السضيف والكف والقلبا‬
‫فكي ـف إاذا كانـ ـ ـت نـ ـ ـ ـ ـزارّية ُعـ ـ ـ ـرب ـا‬
‫ج‪ -‬وقسصم قيل ‘ مصصر هو عصصارة نفسص فاشصلة يحفل با‪Ÿ‬عا‪ Ê‬اإلنسصانية ‪ ،‬وفيه سصخرية مريرة مؤو‪Ÿ‬ة ‪ ،‬وقد عّلمته‬
‫هذه ا‪Ÿ‬رحلة ا◊زن الطويل العميق والتأامل ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫كما يقول ‪:‬‬
‫إاذا سضاء فعل ا‪Ÿ‬رء سضاءت ظنؤنه‬
‫ما كل م ـ ـ ـ ـ ـا يتمنى ا‪Ÿ‬رء يدركه‬
‫وصضـ ـدق ما يعتـ ـ ـ ـ ـ ـاده م ـ ـ ـ ـ ـن ت ـؤهـ ـ ّـم‬
‫‪Œ‬ري الرياح ‪Ã‬ا ل تشضتهي السضفن‬
‫د‪ -‬وقسصم قيل ‘ فارسص والعراق ‪ ،‬فيه ل‪ Ú‬والتفات إا‪ ¤‬الطبيعة ‪ ،‬يقول ذاكرا األشصجار ‪:‬‬
‫وأالقـى الشضرق م ـ ـ ـ ـ ـنها ‘ ثيابي‬
‫لها ث ـمـ ـ ـ ـ ـر ت ـشض ـ ـ‪ Ò‬اليـ ـ ـك م ـنه‬
‫وأامؤاه تصضـ ـ ـ ـل بها حصض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاها‬
‫دنـ ـان‪Ò‬ا تف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـّر مـ ـ ـ ـن البنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان‬
‫بأاشض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة وق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفن بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ Ó‬أاوان‬
‫صضليل ا◊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلْي ‘ أايدي الغؤا‪Ê‬‬
‫‪ -٣‬فنونه إلشصعرية ‪:‬‬
‫يشصغل ا‪Ÿ‬دح القسصم األك‪ È‬من ديوان ا‪Ÿ‬تنبي ‪ ،‬وقد مدح نحوا من خمسص‪ Ú‬شصخصصا أاشصهرهم سصيف‬
‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬دح ‪:‬‬
‫الدولة ا◊مدا‪ ، Ê‬وكانت معا‪ Ê‬مدحه ما عهدناه عند سصائر ا‪ّŸ‬داح‪ Ú‬من كرم وشصجاعة ورجاحة عقل وحسصن‬
‫تدب‪ Ò‬إال أانها تصصطبغ بصصبغة خاصصة ت‪Ó‬ئم نفسصية ا‪Ÿ‬تنبي القوية ‪ .‬وكان أاسصلوبه أايضصا األسصلوب القد‪ Ë‬مصصطبغا‬
‫بثورة نفسص الشصاعر ‪.‬‬
‫أاما قيمة مدح أابي الطيب فحقيقة ‪Ÿ‬ا يتجلّى ‘ شصعره من خ‪È‬ة باألخ‪Ó‬ق ‪ ،‬وتصصوير رائع ‪ ،‬وعلّو نفسص ‪،‬‬
‫وشصّدة جرسص موسصيقيّ ‪ .‬و‘ مدح ا‪Ÿ‬تنبي أايضصا –سصينات بديعية مّوفقة ‪.‬‬
‫وفضص‪ Ó‬عن ذلك فإاّن ‪Ÿ‬دح ا‪Ÿ‬تنبي قيمة تاريخية ك‪È‬ى على ما هنالك من مغالة شصعرية وحماسصة فّوارة ‪.‬‬
‫يقول مادحا ‪:‬‬
‫وقفَت وما ‘ ا‪Ÿ‬ؤت شضكّ لؤاق ٍ‬
‫ف‬
‫“ر بك األبطال كلمى هز‪Á‬ة‬
‫كأانك ‘ جفـ ـ ـن الّردى وهـ ـ ـ ـ ـؤ نائم‬
‫ووجهـ ـ ـ ـ ـك وض ـّض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاح وثغـ ـرك باسضم‬
‫ب‪ -‬العتاب ‪ :‬كان ا‪Ÿ‬تنبي يقحم العتاب أاحيانا ‘ مدحه ‪ .‬ومن أاشصهر ما قال ‘ عتاب سصيف الدولة ‪:‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪13‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 14‬‬
‫المحؤر‬
‫األول‬
‫ومن بجسضمي وحا‹ عن ـ ـده سضـ ـ ـ ـ ـقم‬
‫فيك ا‪ÿ‬صضام وأانت ا‪ÿ‬صضم وا◊كم‬
‫واحر قلبـ ـ ـ ـ ـاه ‡ن قلبه شضبـ ـ ـم‬
‫يا أاعدل الناسس إال ‘ معاملتي‬
‫وعتابه أاشصبه ‪Ã‬حاسصبة ‪ ،‬ل يتذلل فيه ول ينكسصر ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرثاء ‪ :‬كان ا‪Ÿ‬تنبي يلجأا ‘ رثائه إا‪ ¤‬ضصرب ا ِ‬
‫◊كم وبسصط فلفسصة متشصائمة ‪ ،‬لكنّه ‘ رثاء من يحب كان‬
‫يضصطرم عاطفة ‪ ،‬كقوله ‘ رثاء جدته ‪:‬‬
‫أاحنّ إا‪ ¤‬الكأاسس التي شضربت بها‬
‫أاتاها كتابي بعد يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأاسس وترحة‬
‫وأاهؤى ‪Ÿ‬ثؤاها ال‪Î‬اب وما ضضّما‬
‫فم ـ ـ ـاتت سضـ ـ ـ ـروًرا فِمّت بها غّما‬
‫د‪ -‬الؤصضف ‪ :‬يشصغل الوصصف عند ا‪Ÿ‬تنبي حّيزا رحبا من ديوانه ‪ ،‬وهو منثور ‘ القصصائد ا‪ı‬تلفة ‪ ،‬ل يسصتقّل‬
‫بواحدة منها إاّل نادرا ‪ ،‬وكان أابو الطّيب موّجه النظر إا‪ ¤‬دخائل نفسصه‪ ،‬ونفوسص الناسص‪ ،‬وإا‪ ¤‬ما يظهر من أاخ‪Ó‬قهم‬
‫يصصفها ‪ ،‬أاك‪ Ì‬من توّجهه إا‪ ¤‬مظاهر ا‪Ÿ‬رئيات ‪ ،‬وللمتنبي أاسصلوب خاصص ‘ الوصصف ‪ ،‬ف‪Î‬اه يحرصص على التأاث‪Ò‬‬
‫القوي فيتوّفر على ا‪ÿ‬طوط الناتئة ‪ ،‬مهم‪ Ó‬التفاصصيل ‪ .‬قال يصصف أاسصدا ‪:‬‬
‫يطأا ال‪Ì‬ى م‪Î‬فقا من تيهه‬
‫ويرّد عفرته إال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى يأافؤخه‬
‫فكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأانه آاسسٍ يج ّسس علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‪Ó‬‬
‫حت ـ ـ ـ ـ ـى تصض‪ Ò‬لرأاسضـ ـ ـ ـ ـه إاكل ـ ـي‪Ó‬‬
‫هـ‪ -‬الهجاء‪ :‬هجاء ا‪Ÿ‬تنبي انتقام لكرامته ‪ ،‬وثأار من زمانه ‪ ،‬واشصمئزاز من الدناءات ‪ ،‬واحتقار للؤوم ‪ ،‬واسصتصصغار‬
‫للناسص ‪ ،‬وا‪Ÿ‬تنبي ل يعرف إال الطعن ا÷ارح البليغ ‪ ،‬وقد يعمد ‘ هجائه ا‪ ¤‬السصخرية ا‪Ÿ‬ريرة ‪:‬‬
‫ما يقبضس ا‪Ÿ‬ؤت نفسضا من نفؤسضهم إالّ و‘ يـ ـ ـ ـ ـده من نتنـ ـ ـ ـ ـ ـها عـ ـ ـ ـ ـؤد‬
‫جؤعان يأاكل من زادي و‪Á‬سض ـ ـ ـ ـ ـكني لكي يقال ‪ :‬عظيم القدر مقصضؤد‬
‫أاو‪ ¤‬اللئام كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤيف‪Ã Ò‬ع ـ ـ ـذرة ‘ كل لؤؤم وبعضس العـ ـ ـ ـ ـ ـذر تفنيد‬
‫و‪ -‬الفخر‪ :‬ا‪Ÿ‬تنبي يفخر ‘ جميع أاحواله ‪ ،‬وقد كاد يحصصر فخره ‘ نفسصه ‡جدا عزمه وصص‪È‬ه وتصصلّبه ‪،‬‬
‫وخ‪È‬ته ‪ ،‬وشصاعريته ‪ .‬وفخره صصريح ‪ ،‬جريء ‪ ،‬فيه غلّو يصصدر عن النفعال الشصديد ‪ ،‬وفيه أانفة وترّفع واندفاع ؛‬
‫يقول ‘ الفخر ‪:‬‬
‫ ل بقؤمي شضرفـ ـتُ بل شضرفؤا بي‬‫ أانام ملء جفؤ‪ Ê‬عن شضـ ـ ـ ـؤاردها‬‫ وما الدهر إاّل من رواة قصضائدي‬‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪14‬‬
‫وبنفسضـ ـ ـي فخـ ـ ـرتُ ل بجـ ـ ـ ـدودي‬
‫ويسضهـ ـ ـ ـر القـ ـؤم جّراها ويختصضم‬
‫إاذا قلت شضعرا أاصضبح الدهر منشضدا‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 15‬‬
‫ز‪ -‬الغزل‪ ⁄ :‬يتوفر ا‪Ÿ‬تنبي على الغزل فقد شصغل قلبه بطلب ا‪Ÿ‬عا‹ ‪ ،‬ل يتوق إا‪› ¤‬السصة النسصاء؛ ألن نفسصه‬
‫مشصغوفة بالقوة‪ ،‬وبكل قويّ وإان جرى له أان ‪Á‬يل إا‪ ¤‬امرأاة ‪ ،‬آاثر البدوية التي “ثل الطبيعة الفطرية ‪ ،‬البعيدة عن‬
‫التصصّنع ‪ ،‬وغزله على اإلجمال ضصعيف العاطفة ‪ ،‬تقليدي ‪ ،‬يأاتي ‘ مسصتهّل بعضص القصصائد ‪.‬‬
‫تلك أاك‪ Ì‬فنون الشصعر ‘ ديوان ا‪Ÿ‬تنبي ‪ ،‬و‘ جميعها نواحٍ من شصخصصيته وعبقريته وأاسصباب شصهرته ‪ .‬إال أانّ هناك‬
‫بابا خاص‪v‬صا قد برز فيه أاك‪ Ì‬من سصواه ‪ ،‬وكان من أاركان خلود ذكره الرئيسصية ‪ ،‬وهو ا◊كمة ؛ يقول ‪:‬‬
‫نحن بنؤ ا‪Ÿ‬ؤتى فما بالنا‬
‫تبخـ ـ ـل أاي ـ ـ ـ ـ ـدينا بأارواحنا‬
‫فه ـ ـ ـ ـ ـذه األرواح من جّؤه‬
‫نعاف ما ل بّد من شضربه‬
‫على زمان هنّ من كسضبه‬
‫وهذه األجسضام من تربه‬
‫حنا إلفاخوري‬
‫تاريخ إألدب إلعربي‬
‫إ‪Ÿ‬كتبة إلبوليسصية ‪ ،‬ب‪Ò‬وت ( ب ‪ -‬ت )‬
‫إلطبعة إلثامنة ‪ :‬صس صس ‪٢٣٦ - ٥٩٤‬‬
‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬
‫‪ -١‬اذكر أاهم األحداث ‘ حياة أابي الطيب ا‪Ÿ‬تنبي‬
‫‪ -٢‬ما م‪Ó‬مح شصخصصية ا‪Ÿ‬تنبي من خ‪Ó‬ل حضصورها ‘ شصعره ؟‬
‫‪ -٣‬أايّ فنون الشصعر برع فيها ا‪Ÿ‬تنبي ؟ وأاّيها كانت األضصعف ‘ ديوانه ؟ و‪Ÿ‬اذا ؟‬
‫‪ -٤‬الفخر من فنون الشصعر ا◊اضصرة بقوة ‘ شصعر ا‪Ÿ‬تنبي ‪ ،‬حتى ل تكاد قصصيدة تخلو منه‪.‬‬
‫ماذا تقرأا ‘ ذلك؟‬
‫‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪15‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 16‬‬
‫المحؤر‬
‫األول‬
‫نصس أإدبي‬
‫‪≈ªn°ùr jo ¿GC π‬‬
‫‪q L »¨àHGC Ée‬‬
‫أإبو إلطيب إ‪Ÿ‬تنبي‬
‫“هيد ‪:‬‬
‫ورَد على أإبي إلطيّب كتاب من جّدته ألمّه تشصكو شصوقها إإليه وطول غيبته عنها ‪ ،‬فتوجّه نحو‬
‫إلعرإق‪ ،‬و‪Á ⁄‬كنه وصصول إلكوفة على حالته تلك ‪ ،‬فانحدر إإ‪ ¤‬بغدإد ‪ ،‬وكانت جّدته ألمّه قد يئسصت منه‪،‬‬
‫فكتب إإليها كتابا يسصأالها إ‪Ÿ‬سص‪ Ò‬إإليه ‪ ،‬فقبّلت كتابه ‪ ،‬وحّمت لوقتها سصرورإ به ‪ ،‬وغلب إلفرح على قلبها‬
‫فقتلها‪ ،‬فقال يرثيها ‪:‬‬
‫َأأ’ ’ أأُرِي أ َ‬
‫ح˘ ˘ ˘ ˘ ˘ْم˘ ˘ ˘ ˘ ˘ـــًدأ َو’ ذمّ ˘ ˘ ˘ ˘ــا‬
‫ح˘ ˘ ˘ ˘ ˘ـــدأ َ‬
‫ث َ‬
‫أ’ ْ‬
‫ج ˘ْه ˘ـــ‪َ ًÓ‬و’ َك ˘‪t‬ف ˘ه ˘ا ِح ˘ْل ˘َم ˘ا‬
‫َف˘ ˘مـــــــا َب˘ ˘ ْ‬
‫ط˘ ˘شُش ˘ــــه ˘ا َ‬
‫ِإأ‪ِ ¤‬م˘ ˘ْث˘ ˘ـــل مـــــــا كــانَ أل˘ ˘َف ˘تى مَ ˘ْرِج ˘ــُع أل ˘ف ˘تى‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ٍ ِ‬
‫ح˘ ˘ب˘ ˘ي˘ ˘بِ˘ ˘ــــه˘ ˘ا‬
‫َل ˘ ˘ــــك ألــــ‪s‬ل ˘ ˘ُه م ˘ ˘ ْ‬
‫ن َم ˘ ˘ْف ˘ ˘جـــوَع ˘ ˘ة ب ˘ ˘ َ‬
‫ِ‬
‫َيعـــوُد َكما أأُْبدي(‪َ )١‬وُيْكــري(‪َ )٢‬كما ْ َ‬
‫ِ‬
‫غــــيَْر ُملــــِحِقها َوصْشـــَما(‪)٤‬‬
‫َقتيــــَلة ششــــوقٍ َ‬
‫ت َع ˘َل ˘يْ ˘ـــــــــه ˘ا ِخ ˘ـــــي ˘ف ˘ًة ‘ ح ˘َي ˘ــــاِت ˘ه ˘ا‬
‫َب ˘َك ˘ْي ˘ــــ ُ‬
‫ق كــــ‪Ó‬ن ˘ا ُث ˘ْك ˘ــــــلَ(‪ )٥‬صشــــــاِح ˘بِ ˘ه ِق˘ْدَم˘ا‬
‫َوذأ َ‬
‫ل مـــــا صَش˘ن˘عـــتْ بِ˘ن˘ا‬
‫َع ˘َرْف ˘ــــ ُ‬
‫ت أل˘ل‪˘s‬يــــا‹ َق˘بْ˘ـــــ َ‬
‫َفَلّمــــا َدَهْتنِــــــي لَْم َتــــزِْد‪ Ê‬بِهـــــــا ِعْلــَما‬
‫غــ‪s‬ما‬
‫ت سُشـــــــروًرأ بي َفُمــــــت‪ِ t‬بهـــا َ‬
‫َفمـــاَت ْ‬
‫َأأُع ˘ـــــ‪t‬د أ‪s‬ل ˘ـــــذي مــــاَت ˘تْ ِب ˘ه َب ˘ْع ˘ــــَده ˘ا سُش˘ـــ‪s‬م˘ا‬
‫ج˘ف˘وُن˘َه˘ا‬
‫ج˘‪s‬ف˘ــ ْ‬
‫ت ُ‬
‫َدْم ˘ُع˘ــــه˘ا أْل˘جــــــاري َو َ‬
‫ق حُّبـــــي َقْلَبـــــها بَــــْعَدمـــا َأأْدمــى‬
‫َوفــــاَر َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ب أل ‪t‬سش˘ْق˘م˘ا‬
‫َأأشَش ˘ــــ‪t‬د م ˘ـــــ َ‬
‫ن أل ‪t‬سش ˘ْق˘ـــــم ِأ‪s‬ل˘ـــذي َأأْذَه˘ َ‬
‫وكنــــت ُقبيــــل ألـمــــو ِ‬
‫ت َأأسْشَتْعِظـــُم‬
‫َ ُْ‬
‫ُ َْ َ َ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ن أْل˘ِع˘دأ‬
‫َه ˘ب ˘ي ˘نـــــي َأأَخ ˘ــــــْذ ُ‬
‫ت أل ˘ث‪˘ s‬ـــْأاَر ف˘يـــك م˘ــ َ‬
‫ِ‬
‫ظمى*‬
‫ت ألُع ْ‬
‫َفَقــــْد صشاَرت أل ‪t‬صشْغرى أ‪s‬لتـــي كاَن ْ‬
‫ِ‬
‫س وت˘ ˘ــرح ˘ةٍ‬
‫ٍ‬
‫َأأتـــــاه˘ ˘ا ك˘ ˘تـــــاب˘ ˘ي َب˘ ˘ْع˘ ˘ـــــَد َي˘ ˘ـــــْأاس َ َ ْ َ‬
‫حــــــــرأٌم َعــــــلى َقلْبـــــــي أل ّسشــــروُر َفــِإا‪s‬نني‬
‫َ‬
‫رَقا(‪)٦‬‬
‫َ‬
‫’ أ‪Ÿ‬نــــــاي ˘ ˘ ˘ا َوإأ‪s‬ن˘ ˘ ˘ـــــم˘ ˘ ˘ا‬
‫َوَل ˘ ˘ ˘ْم ُي ˘ ˘ ˘ ْسش ˘ ˘ ˘ِل ˘ ˘ ˘ــــــــه ˘ ˘ ˘ا ِإأ ّ‬
‫أل‪s‬نوى(‪)٧‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪16‬‬
‫َأأرمى(‪)٣‬‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫َفَكـــــي َ ِ‬
‫ِ‬
‫◊‪s‬مى‬
‫ْ‬
‫ف بـــــَأاْخذ أل‪s‬ثــــــْأار فيـــك مـــنَ أ ُ‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 17‬‬
‫ِ‬
‫طــــــــــْرًفا ’ َأأرأكِ ِبـــــــــهِ َأأْعَمــــى‬
‫ن َ‬
‫َوَلكـــــ ‪s‬‬
‫ومـــــا أن˘ ˘سش˘ ˘ـــــد ِ‬
‫ت أل˘ ˘‪t‬دْن˘ ˘يــــا َع˘ ˘ـــَل ˘ي لِ ˘ضش ˘ي ˘ِق ˘ه ˘ا‬
‫‪s‬‬
‫ْ َ‬
‫َ‬
‫‪s‬‬
‫ت ˘غ ˘ــــــــرب ’ م ˘سش ˘ت ˘ع ˘ــــــــِظ ˘م˘ا غ˘ي˘ر ن˘ْف˘ـــــسِش˘هِ‬
‫ً َْ َ َ‬
‫َ َ‬
‫‪َ s‬‬
‫ُْ َْ‬
‫’ ُف ˘ ˘ ˘ـــــــؤوأَد ع ˘ ˘ ˘جــاج ˘ ˘ ˘ٍة(‪)8‬‬
‫َو’ سَش˘ ˘ ˘ ˘ـــــاِل˘ ˘ ˘ ˘ًك˘ ˘ ˘ ˘ا ِإأ ّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ل بَْلدٍة؟‬
‫ن لي َمـــــا َأأْنــــ َ‬
‫َيقــــولو َ‬
‫ت** في ُكـــ ‪u‬‬
‫ن ُي ْسشــَمى‬
‫جـــل‪َ s‬أأ ْ‬
‫َومــــــا َتْبَتـــــغي؟ ما َأأْبَتغــــي َ‬
‫ن ألْماءِ وألّنــــا ِ‬
‫ر في َيــدي‬
‫جــــــْمُع َبْي َ‬
‫َومـــــــا أْل َ‬
‫َ‬
‫ِبأاصشعـــــ ِ‬
‫ج‪s‬د (‪ )٩‬وأْلَفــْهَما‬
‫ب مــــنْ َأأ ْ‬
‫َ‬
‫جَمـــعَ أْل َ‬
‫ن َأأ ْ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫ن ُن ˘ ˘فـــــوسَش ˘ ˘َن ˘ ˘ا‬
‫ن َق ˘ ˘ْومٍ َك ˘ ˘ــــَأا ‪s‬‬
‫َوِإأّن˘ ˘ ˘ــــي َل˘ ˘ ˘م˘ ˘ ˘ــــــ ْ‬
‫ِ‬
‫ظ˘ـــــَم˘ا‬
‫ن أل˘‪s‬ل˘حْ˘ــــمَ َوألْ˘َع˘ ْ‬
‫ن َت˘ ْسش˘ــــكُ˘ َ‬
‫ف َأأ ْ‬
‫ب ˘هـــــا أأَن˘ ٌ‬
‫َكـــــــذأ َأأنــــا يـــــا ُدْنيـــا ِإأذأ شِشْئـــتِ َفـاْذَهبي‬
‫ت بـــــي سشــــاَعٌة ’ ُتــــــِع‪t‬زني‬
‫َفــــــ‪َ Ó‬عــــَبَر ْ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫و’ قــــــاِب ˘ ˘ ً ِ ِ‬
‫ح˘ ˘كْ˘ ˘ـــــَم˘ ˘ا‬
‫‪ Ó‬إأ’ ل ˘ ˘خــــــــــال ˘ ˘ق˘ ˘ــــه ُ‬
‫َ‬
‫ط ˘ْع ˘ــــــَم ˘ا‬
‫َو’ وأِج ˘ــــــــــًدأ إأ’ ِل ˘َم ˘كْ ˘ــــــــُرَم ˘ةٍ َ‬
‫َويـــــــــا َنْفــــــسُس زيــدي في َكرأئِِهها(‪ُ )١٠‬قْدَما‬
‫ِ‬
‫ظ ˘ْل ˘َم ˘ا‬
‫ل ألـــ ‪t‬‬
‫َو’ صَش˘ ˘ـــــح ˘بَ ˘تْ ˘ن ˘ي مُ ˘ْه ˘ــــــجَ ˘ٌة َت ˘ْق ˘بَ ˘ ُ‬
‫شصرح ديوإن إ‪Ÿ‬تنبي‪-‬‬‫عبد إلرحمان إل‪È‬قوقي دإر إلكتاب إلعربي‬
‫ب‪Ò‬وت ‪٢٠٠٤ ،‬م ‪ .‬صس‪٣٨٥-٣٨٠‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪1٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 18‬‬
‫المحؤر‬
‫األول‬
‫إلتعريف بالشصاعر ‪:‬‬
‫أابؤ الطيب ا‪Ÿ‬تنبي ‪٣٥٤-٣٠٣ :‬هـ‪٩٦٥-٩١٥/‬م)‬
‫هو أإحمد بن إ◊سص‪ Ú‬إ÷عفي إلكو‘ ‪ ،‬نشصأا منذ صصغره متنق‪ Ó‬ب‪ Ú‬بوإدي إلشصام‪،‬‬
‫فاكتسصب من أإهلها فصصاحة وبيانا ‪ ،‬وبدت عليه مظاهر إلنبوغ ‘ إلنظم وإلن‪ Ì‬لك‪Ì‬ة‬
‫م‪Ó‬زمته للورإق‪ ، Ú‬حياة إ‪Ÿ‬تنبي إختلط فيها إلوإقع با‪ÿ‬يال ‪ ،‬وقد تزّيد عليه إلكث‪Ò‬‬
‫من إلروإة حتى –ولت حياته إإ‪ ¤‬ضصرب من إأللغاز يصصعب تبّين إ◊قيقة من‬
‫خ‪Ó‬لها ‪.‬تنّقل ب‪ Ú‬إلب‪Ó‬طات مادحا إإ‪ ¤‬أإن كان لقاؤوه بسصيف إلدولة إ◊مدإ‪ Ê‬أإم‪Ò‬‬
‫حلب ‪ ،‬ولزمه تسصع سصنوإت ‪ ،‬وكانت أإثرى مرإحل إ‪Ÿ‬تنبي إلشصعرية ‪Ÿ‬ا وجده ‘ هذإ‬
‫إألم‪ Ò‬من قيم إلعروبة وإلبدإوة إ‪Ÿ‬فقودة ‘ عصصره ‪ .‬إتصصل ‘ مصصر بكافور إإلخشصيدي‬
‫ليمدحه لكن سصرعان ما غادره وهجاه بقصصائد مقذعة ‪ .‬مات مقتول مع إبنه وغ‪Ó‬مه وهو رإجع من ب‪Ó‬ط‬
‫عضصد إلدولة ‪.‬‬
‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي ‪:‬‬
‫‪ -١‬أاُبدِي ‪ :‬أاصصلها (أا ُْبدِئَ) وخففت الهمزة ‪ :‬بدأا وأاْبدأا ‪ :‬خلق ‪.‬‬
‫‪ُ -٢‬يكري ‪ :‬من الفعل (أاكرى) الّرجل ‪ :‬قل ماله أاو نفد زاده ‪ .‬أاكرى الزاد ‪ :‬نقصص ‪.‬‬
‫‪ -٣‬أاَْرَمى ‪ :‬زاد ‪.‬‬
‫‪ -٤‬وصضما ‪ :‬الوصصم ‪ :‬العيب والعار ‪.‬‬
‫‪ -٥‬ثكل ‪ :‬الثكل ‪ :‬فقدان ا◊بيب ‪ ،‬والغالب ‘ اسصتخدامها عند فقد الرجل وا‪Ÿ‬رأاة ولدهما ‪.‬‬
‫ف وانقطع ‪.‬‬
‫‪ -٦‬رقا ‪ :‬أاصصلها (رقأا) ‪ :‬الدمعة أاو الدم ‪ ،‬ج ّ‬
‫‪ -٧‬النّؤى‪ :‬الُبعد والهجر ‪.‬‬
‫ف عجاجتهم أاي أاغار عليهم‪.‬‬
‫‪ -٨‬عجاجة ‪ :‬الغبار أاو الدخان ‪ ،‬يقال‪ :‬ل ّ‬
‫‪ -٩‬ا÷َّد ‪ :‬ا◊ظّ ‪ ،‬و‪Œ‬مع على (ُجدود) ‪.‬‬
‫‪ -١٠‬كرائهها ‪ :‬مفردها (كريهة) ‪ :‬ا◊رب أاو الشصدة ‘ ا◊رب ‪ ،‬والكريهة ‪ :‬النازلة ‪.‬‬
‫*فقد صضارت الصضغرى التي كانت العظمى ‪ :‬أاي صضارت الّنؤى التي كان يسضتعظمها قبل مؤتها صضغ‪Ò‬ة بالنسضبة ‪Ÿ‬ؤتها ‪.‬‬
‫** ما أانت ‪ :‬أاي ما أانت صضانع ؟‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪18‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 19‬‬
‫أإول ‪ :‬أإسصئلة إإلعدإد إ‪Ÿ‬نز‹ ‪:‬‬
‫اقرأا النصس السضابق واشضرحه مسضتعينا باألسضئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قّدم الّن ّصص تقد‪Á‬ا ماّديا ومعنويا ‪.‬‬
‫‪ -٢‬كيف اسصتقبل الشّصاعر خ‪ È‬وفاة جّدته ؟ وضّصح ذلك بأامثلة من النّ ّصص ‪.‬‬
‫‪ -٣‬بعد انكسصار الشّصاعر أامام موت ا÷ّدة ‪ ،‬اسصتعاد فخره بنفسصه ‪ ،‬حّدد األبيات الّدالة على ذلك‪.‬‬
‫‪ -٤‬اشصتمل النصص على جملة من الكلمات وأاضصدادها ‪ ،‬اسصتخرجها وفق ا÷دول التا‹ ‪:‬‬
‫إللفظ‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪19‬‬
‫إلضصّد‬
‫حمًدا‬
‫ذمّا‬
‫جه‪Ó‬‬
‫‪...................‬‬
‫‪.....................‬‬
‫أارمى‬
‫سضرورا‬
‫‪..................‬‬
‫‪..................‬‬
‫العظمى‬
‫ا‪Ÿ‬اء‬
‫‪.................‬‬
‫‪....................‬‬
‫الفهم‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 20‬‬
‫المحؤر‬
‫األول‬
‫ثانيا ‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬
‫‪ -١‬سصيطرت حروف ا‪ّŸ‬د على بيتي ا◊كمة ‘ مسصتهل القصصيدة ‪:‬‬
‫أا‪ -‬وضّصح ذلك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما ع‪Ó‬قة هذا ا‪ّŸ‬د بالعواطف ا‪Ÿ‬سصيطرة على الشصاعر ◊ظة قول القصصيدة ؟‬
‫‪ -٢‬اشصتمل البيت األول والثاني على مح ّسصن معنوي ‪.‬‬
‫أا‪ -‬حّدده ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بّين دللته ‘ التعب‪ Ò‬عن موقف الشصاعر من ا◊ياة ‪.‬‬
‫‪ ‘ -٣‬األبيات (من ‪ ٣‬إا‪ )١٢ ¤‬سصيطر ا◊زن والنكسصار على عواطف الشصاعر ‪.‬‬
‫أا‪ -‬اسصتخرج من هذا القسصم ا‪Ÿ‬عجم الّدال على ذلك وفق ا÷دول التا‹ ‪:‬‬
‫إألفعال‬
‫إألسصماء‬
‫مفجؤعة‬
‫بكيت‬
‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬
‫‪....................‬‬
‫ب‪ -‬ما الذي ضصاعف حزن الشصاعر على وفاة جّدته ؟‬
‫‪Á ⁄ -٤‬ثل حدث موت ا÷ّدة نقلة ‘ عواطف الشصاعر ‪.‬‬
‫أا‪ -‬ادعم هذه الفكرة من النصص ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ع‪Ó‬م يدل ذلك ‘ ‪Œ‬ربة الشصاعر ‘ ا◊ياة ؟‬
‫‪ -٥‬عادة ما يلي قسصم التفجع ‘ بنية قصصيدة الرثاء قسصم التعزية لكن ا‪Ÿ‬تنبي جعل هذا القسصم فخرا بذاته‪:‬‬
‫أا‪ -‬ما القيم التي فخر بها الشصاعر ؟‬
‫ب‪ -‬ماذا تقرأا ‘ –ويل ا‪Ÿ‬تنبي ◊ظة النكسصار إازاء ا‪Ÿ‬وت إا‪◊ ¤‬ـظة اندفاع وقوة ‘ الفخر؟‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪20‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 21‬‬
‫‪Œ -٦‬اوزت ذات الشصاعر حدود البشصر وهو يفخر بنفسصه ‪:‬‬
‫أا‪ -‬عّين ‘ النصص ما يدل على ذلك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما م‪È‬رات هذه العظمة الفائضصة على حدود البشصر ؟‬
‫‪ -٧‬حّول الشصاعر ◊ظة الضصعف إازاء ا‪Ÿ‬وت إا‪◊ ¤‬ظة قوة وانتصصار ‘ القسصم األخ‪ Ò‬من النصص ‪:‬‬
‫أا‪ -‬هل ترى ‘ ذلك تعزية للنفسص لقاء ما شصهده من ظلم ‘ حياته ؟‬
‫ب‪ -‬هل يُع‪t‬د ذلك خروجا ‪ -‬وبالتا‹ ‪Œ‬ديدا‪ -‬عن بنية ا‪Ÿ‬رثية ‘ الشصعر العربي ؟‬
‫ثالثا ‪ :‬إألسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬
‫‪ -١‬كيف تبدو لك شصخصصية ا‪Ÿ‬تنبي من خ‪Ó‬ل هذه القصصيدة ؟‬
‫‪ -٢‬حدد بعضص مواطن التجديد ‘ قصصيدة ا‪Ÿ‬تنبي من خ‪Ó‬ل بنية ا‪Ÿ‬رثية ومن خ‪Ó‬ل معانيها ‪.‬‬
‫رإبعا ‪ :‬إلنشصاط ‪:‬‬
‫ تو‘ أاحد من يعز عليك موته ‪ ،‬وكان لهذه ا‪Ÿ‬صصيبة أاثر شصديد عليك ‪.‬‬‫اكتب فقرة‪ ،‬أاو أابياتا من الشصعر‪ ،‬إاذا كنت ‡ن له هذه ا‪Ÿ‬وهبة‪ ،‬ترثي فيها هذا الشصخصص العزيز متبعا البنية‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -١‬التأامل ‘ حقيقة ا‪Ÿ‬وت وا◊ياة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬تعداد خصصال الفقيد ‪.‬‬
‫‪ -٣‬تعزية النفسص بفقدانه ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪21‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 22‬‬
‫المحؤر‬
‫األول‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪»ÑæàŸG ô©°T ¢üFÉ°üN øe‬‬
‫‪ ⁄‬يكن ا‪Ÿ‬تنبي ‪،‬اعتصصارا وتأاليفا ‪،‬وإاثراء للعروبة ‘ مضصام‪ Ú‬الشصعر وقيمه اإلنسصانية فحسصب ‪ ،‬وإا‪‰‬ا هو‬
‫كذلك اعتصصار لها وتأاليف وإاثراء ‘ مسصتوى الشصعرية وا‪Ÿ‬زاج الفني ‪ :‬فديوانه'' يغلي'' ‪ -‬كغابة تبيت فيها الزرازير‪-‬‬
‫بأاصصوات ا‪Ÿ‬بدع‪ Ú‬من شصعراء العرب الذين سصبقوه ‪ .‬تسصمعه هو ‪ ،‬فتسصمع أاصصواتهم جميعا ‘ تضصاعيف صصوته‪ ،‬ولكنّ‬
‫الصصوت العام بقي صصوته واإلبداع النهائي ‪ ،‬يبتلع أاسصحارهم كعصصا موسصى ثم يد‹ بسصحره ويلقي ‪Ã‬عجزته ‪ ...‬فهم‬
‫فيه ‪ ،‬ولكنه بهم وبنفسصه يظل هو ‪ ،‬لذلك كانت محاولت'' ا‪Ù‬قق‪'' ‘ ''Ú‬سصرقاته''عبثا ألّنهم نظروا إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬سصأالة من‬
‫ا‪ÿ‬ارج وتعاملوا معها تعام‪ Ó‬سصطحيا فلم يفهموها ‪.‬‬
‫وإاجمال القول أاّن ا‪Ÿ‬تنبي اكتمال ‪ÿ‬صصائصص العروبة ‘ الشصعر مضصموًنا وأاداء فنيا ‪ّ“ :‬ثلها كأا”ّ ما يكون‬
‫التمثّل ثم ذهب بها إا‪ ¤‬أابعد ما أامكن أان تذهب إاليه حتى عصصره ‪ :‬أاغراضصا ومعا‪ Ê‬وأاسصاليب وصصورا وأاخيلة‬
‫وإايحاءات بفضصل ما كان له من مواهب الذاكرة وا‪ÿ‬يال واللغة والطبع والصصناعة ‪ ...‬وهو كذلك دفع لها وم‪w‬د‬
‫‪Ÿ‬سصاحة اإلبداع فيها وتوسصيع وإاغناء ‪.‬‬
‫وثمة نوع من شصعر ا‪Ÿ‬تنبي ‪ -‬قليل كم‪v‬يا كثيف دلليا ‪ -‬يتجاوز ذاته وا÷ماعة التاريخية التي عايشصها ليعبّر‬
‫عن شصواغل اإلنسصان ‘ مطلق الزمان وا‪Ÿ‬كان ‪ ،‬هذا الشصعر “ثله أابياته ومقاطعه ا◊كمية ‪ ،‬وهو من النوع الذي‬
‫سصّماه عبد القاهر ا÷رجا‪ ' Ê‬ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬العقلية ' أاي ما يفضصي إاليه نفاذ التأامّل واتسصاع الرؤويا وصصحو النفسص من حقائق‬
‫جوهرية تتصصل بعاطفة اإلنسصان أاو بسصلوكه أاو منزلته توّفق العبارة فن‪v‬يا ‘ أادائه على الوجه ا◊سصن ‪.‬‬
‫فا‪Ÿ‬تنبي شصاعر ذاتي مبثوثة ذاتيته ‘ أاشصعار الشصكوى والفخر با‪ÿ‬صصوصص ‪ ،‬ولكنها موجودة ‘ شصعره كّله حتى‬
‫ا‪Ÿ‬دحي منه والوصصفي‪ .‬وهو شصاعر غ‪Ò‬ي ‘ ا‪Œ‬اه‪ : Ú‬ا‪Œ‬اه سصياسصي واجتماعي يظهر ‘ مدائحه وأاهاجيه‬
‫ومراثيه‪ ،‬وا‪Œ‬اه إانسصا‪ Ê‬يظهر ‘ حكمته ‪ :‬أاي أانه شصاعر كليّ متكاملة جوانب شصاعريته ‪.‬‬
‫وإاّن إاحدى خصصائصص هذا الشصاعر ل توجد ‘ قطاعات شصعره منعزلة بقدر ما توجد ‘ ما أاحدثه من‬
‫تقاطع أاو تداخل ب‪ Ú‬الذات وا‪Ÿ‬وضصوع ‪ .‬أاي أان ( أانا ) ا‪Ÿ‬تنبي الشصاعر تظهر مع كل من يظهر وكل ما يظهر ‘ شصعره‬
‫مهما كان الغرضص ‪ ،‬وهذا هو السصبب فيما سصبق أان بيّناه من كون مفاخر ا‪Ÿ‬تنبي وشصكواه تتخلل جميع أاغراضص‬
‫ديوانه‪.‬‬
‫ومثلما وّفق هذا الشصاعر ب‪ Ú‬مقتضصيات ذاته ومقتضصيات غ‪Ò‬ه توفيًقا وأاخلصص إا‪ ¤‬الذاتي وا‪Ÿ‬وضصوعي إاخ‪Ó‬صصا ‪،‬‬
‫كذلك كان تأاليفا موّفقا ب‪ Ú‬مقتضصيات ا‪Ù‬افظة ومتطلبات التجديد ‘ الشصعر مبنًى ومعًنى ‪ :‬راعى ‘ شصعره قوان‪Ú‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪22‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 23‬‬
‫أابؤ الطيب‬
‫المتنبي‬
‫الثبات فاحترم السصنن القديمة ‪ ،‬ووعى قوانين الحركة والتغير فجّدد وحّول ‪ ...‬وقد تمثّل هذا عنده خاصصة في ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫ اح‪Î‬ام التقاسصيم الك‪È‬ى لبناء القصصيدة القد‪Á‬ة وهيكلها ا‪Ÿ‬توارث مع اختصصار ‪Ÿ‬رحلة من‬‫مراحلها و‪Œ‬ديد ‘ ا‪Ÿ‬طلع ‪ -‬بالتعويضص أاو بالتحوير الداخلي ‪ -‬ثم التصصّرف ‘ ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬والصصور‬
‫وال‪Î‬اكيب واألنغام ‪...‬‬
‫الوفاء ألهم األغراضص القد‪Á‬ة مع تطويرها أاسصلوبا ومعًنى و–ويل وجهتها أاو إاحداث تداخل بينها‬‫أاو توليد معانيها لتحمل اخ‪Î‬اعاته ا‪ÿ‬اصصة ‪...‬‬
‫ اسصتخدام لغة أاو معجم َوسَصطٍ يرضصي الصصفوي‪ Ú‬وا‪Ÿ‬تحذلق‪ Ú‬وا‪ّŸ‬يال‪ Ú‬إا‪ ¤‬ا÷ْزل الفخم ‪Ã‬قدار‪،‬‬‫ويرضصي هواة السصهل الواضصح السصلسص ‪Ã‬قدار ‪.‬‬
‫ ا◊فاظ على ا‪Ÿ‬سصتجاد من موسصيقى الشصعر القد‪ Ë‬وتراكيبه وصصوره ثم إاثراؤوها و–ريكها‬‫وتوسصيعها واإلبداع عليها ‪Ã‬ا يفي لشصروط الب‪Ó‬غي‪ Ú‬والنقاد ‪Ã‬قدار ويرضصي أاذواق دعاة اإلغراق‬
‫واإلبداع ‪Ã‬قدار ‪.‬‬
‫شصعر ا‪Ÿ‬تنبي ‪ -‬باختصصار ‪ -‬هو جسصر العبور اآلمن ا‪Ÿ‬توازن ‪ -‬ب‪ Ú‬أاعرق القيم الفكرية والوجدانية واللغوية‬
‫وا÷مالية وب‪ Ú‬األجيال العربية ا‪Ÿ‬تجددة ‪ :‬هذا سصر من أاسصرار خلوده وتكثيف تأاليفي ‪Ÿ‬عنى أانه ' ك‪Ó‬سصيكي ‪ -‬جديد‪.‬‬
‫وهو شصاعر جاء عصصره ' ‘ ا‪Ÿ‬وعد ' من حيث وظيفة الشصعر والشصاعر أاي َنَجَم ‘ أاو‪ ¤‬ف‪Î‬ات تصصّدع العروبة سصياسصيا‬
‫وأادبيا واحتياجها إا‪ ¤‬شصاعر مثله ‪ ،‬كما أانه أاتاه ' على غ‪ Ò‬موعد ' ‪Ã‬عنى فني ‪ ،‬أاي ظهر ‘ ف‪Î‬ة هبوط إابداعي ‪ ،‬بعد‬
‫أان ظّن أان قائمة الشصعراء الكبار قد ُختمت ‪.‬‬
‫م‪È‬وك إ‪Ÿ‬ناعي ‪ -‬أإبو إلطيب إ‪Ÿ‬تنبي ‪ :‬قلق إلشصعر ونشصيد إلدهر‬
‫دإر إليمامة للنشصر وإلتوزيع تونسس ‪ ١٩٩١‬صس ‪١٨٣-١٨١‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪23‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 24‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪z ¢SÉædG π¨°Th É«fódG ÓCe { »ÑqæàªdG AÉL ÉeóæY‬‬
‫إاّن جل الدراسصات التي أانجزت حول المتنبي كان من ورائها دافع أاسصاسصي ‪ ،‬هو البحث عن تفسصير سصر الهتمام به‬
‫قديما وحديثا ‪ ،‬وقد تراوحت إاجابة هؤولء الدارسصين في تفسصير هذه الظاهرة بحسصب اخت‪Ó‬ف زوايا النظر المنهجية‪ ،‬وإان‬
‫كادت تجمع على أان عوامل خلود المتنبي تتجلى في وفرة عقله ‪ ،‬وقدراته البيانية على أاداء المشصاعر ‪ ،‬والتقاط كل ما‬
‫يجول في ضصمائر الناسص ‪ ،‬فإاذا ما تأاملنا تعليقات النقاد المحدثين فسصنرى أانهم كادوا يتفقون على عوامل اسصتمرارية‬
‫المتنبي ‪ ،‬يقول علي الجارم « وأاظهر ما يمتاز به شصعر أابي الطيب القوة والروعة والبتكار والنزوع إالى غاية لم يصصل إاليها‬
‫الشصعراء من قبل والقدرة على إارسصال المثل والتصصرف في المعنى القديم حتى يعود غضصا جديدا ‪» .‬‬
‫إان التركيز على مفهوم القوة يعد أابرز تفسصير لعوامل خلود شصعره ‪ ،‬فأاحمد أامين في معرضص حديثه عن طبيعة‬
‫فلسصفة المتنبي يذهب إالى أان سصر خلود الشصاعر هو « اعتداده بالنفسص ب‪ Ó‬حد ‪ ،‬وطموح ليسص بعده طموح ‪ ،‬ونقمة على‬
‫الزمان ألنه لم يسصعفه ‪ ،‬ونقمة على الناسص ألنهم لم يحققوا أامله ‪ ،‬هذا كله روح فلسصفة المتنبي وكل ما قاله من حكم فهو‬
‫صصدى لهذا الوضصع وترجمة لهذه األحداث وتعبير عن شصعوره ‪» .‬‬
‫فالمتنبي قوي في التعبير عن نفسصه ‪ ،‬قوي في الحملة على الناسص والزمان تتجلى القوة في كل أاقواله في جميع‬
‫أافعاله ‪ ،‬وهذا األمير شصكيب أارسص‪Ó‬ن يذهب إالى أان المتنبي لسصان إابداع األولين ولسصان إابداع في اآلخرين ‪ « ،‬هو شصاعر‬
‫سصرمدي ل يختصص بعصصر ول بمصصر ‪ .‬فأاين كانت اإلنسصانية وأانى كانت فالمتنبي مثلها األعلى في الفصصاحة و الب‪Ó‬غة ‪...‬‬
‫وذلك ألنه ليسص هناك شصاعر مثله اتسصع في فتوحات الك‪Ó‬م وتسصاوى فيها فهم شصعره الخاصص والعام ‪ ،‬ومما ل مشصاقة فيه‬
‫هو أان أابا تمام أاجزل شصعرا و أاتقن لغة و أاعلى نفسصا ‪ ،‬وأان أابا عبادة البحتري أاطلى نظما وأارق نسصجا وأاعذب لغة ‪ ،‬فليسص‬
‫عند المتنبي قوة أابي تمام في الجزالة ول ملكة البحتري في السص‪Ó‬سصة ‪ ،‬ولكنه يعلو على الثنين علوا كبيرا في األمثال‬
‫والحكمة وجوامع الكلم ‪ ،‬فإانه ل يوجد معنى تبحث النفسص عنه لتجد له قالبا لئقا إال وجد اإلنسصان عليه بيتا من شصعر‬
‫المتنبي ‪.‬‬
‫نسصتشصف من خ‪Ó‬ل هذه اآلراء حول أاسصرار خلود شصعر المتنبي وتجاوزه للحظة التي قيل فيها ‪ ،‬أان المحدثين‬
‫أاجمعوا على أان قوة العبارة والنفاذ إالى عوالم النفسص و الدقة في التصصوير وحسصن التصصرف في المعاني القديمة‬
‫وإاخراجها في ثوب جديد هي السصر في هذا الخلود ‪.‬‬
‫أاّما طه حسصين فقد ذهب إالى أان الدافع الذي جعله يطيل صصحبة المتنبي هو ما رأاى من اهتمام المحدثين بهذا‬
‫الشصاعر‪ ،‬وحاول من خ‪Ó‬ل دارسصته أان يقدم جوابا حول هذا الهتمام ‪ ،‬وقد خلصص إالى أان قوة شصخصصية الشصاعر وقدرته‬
‫على الوصصف خاصصة وصصف األحزان واآللم هو سصر هذا الهتمام ‪ .‬إان ما ذهب إاليه طه حسصين لم يغادر الصصواب ‪ ،‬ولكن‬
‫تركيزه على هذين العاملين وإان كانا يفسصران هذه السصتمرارية والعناية الفائقة ‪ ،‬فإانهما عام‪Ó‬ن يعكسصان لنا اهتمام طه‬
‫حسصين بالمتنبي ‪ .‬فالتركيز على بروز الشصخصصية هو من أاعمدة المنهج الذي تبناه ‪ ،‬وقد لحظنا أاّنه يلتقي في هذه النقطة‬
‫مع نقاد مدرسصة 'الديوا'ن ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪24‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 25‬‬
‫ن‪Ó‬حظ أان طه حسصين رأاى أان أاسصباب الهتمام بشصعر المتنبي تعود باألسصاسص إالى بروز شصخصصيته في بعضص من‬
‫شصعره ‪ ،‬وأانه أابدى تعاطفا مع الخط الشصعري الذي تغنى فيه المتنبي بأاحزانه؛ ألنّ طه حسصين صصادف في هذا النوع من‬
‫الشصعر متنفسصا لمحنته التي كان يجتازها في اللحظة التي قرأا فيها المتنبي ‪ ،‬حيث فصصل من الجامعة ‪ ،‬ومن ثم فإان‬
‫قراءته اتسصمت بالنطباعية والتجاوب والتأاثر خاصصة وأان الناقد النطباعي ل يسصتحسصن النصص ول يسصترذله عبر تحليله‬
‫وإانما عبر التماهي معه ‪ ،‬فإان وجد في النصص ما يخالج نفسصه اسصتحسصنه ‪ ،‬وإان لم يجد اسصتهجنه ‪.‬‬
‫أاما جمال الدين بن الشصيخ فإاّنه يذهب إالى أان مقومات اسصتمرارية الشصاعر مرتبطة أاسصاسصا بالقيم التي سصتكون‬
‫بنية تفكير المتنبي ‪ ،‬وقد تجلت هذه القيم في العتداد باألنا وقيم الفتوة والقوة ‪ .‬وكلها قيم ل زالت تثبت صص‪Ó‬حيتها في‬
‫المجتمع العربي ‪ .‬غير أان ابن الشصيخ سصيسصتنتج أان الشصاعر ل يسصتمر باألفكار وإانما بالع‪Ó‬قات الجديدة التي يؤوسصسصها داخل‬
‫اللغة الشصعرية في نصصوصصه‪.‬‬
‫الناقد التونسصي حسصين الواد سصعى هو اآلخر لإ‪Ó‬جابة عن اسصتمرارية المتنبي ‪ ،‬لكنه لم يتعامل مباشصرة مع‬
‫نصصوصصه‪ ،‬وارتأاى أان يجيب عن هذا السصؤوال من خ‪Ó‬ل تمث‪Ó‬ت القراء المتتابعين ‪ ،‬ألن سصؤوال اسصتمرارية األدب ل نبحث‬
‫عنه في األدب نفسصه وإانما نبحث عنه فيما يجد فيه القراء ؛ ألن هؤولء هم الذين يجعلون األدب يسصتمر أاو ينحسصر ويختفي‪.‬‬
‫وبناء عليه ‪ ،‬فإان حسصين الواد سصيتوجه رأاسصا إالى البحث عن أافق انتظار للقراء األوائل ‪ ،‬هذا األفق المشصكل من اط‪Ó‬ع‬
‫هؤولء القراء على أانماط القول الشصعري العربي القديم ‪ ،‬ومن الموضصوعات األسصاسصية فيه الشصعر ‪ ،‬وأايضصا من إادراكهم‬
‫للفروق بين اللغة الشصعرية واللغة العادية التواصصلية ‪ ،‬وبعد تحديده لهذا األفق سصينتقل إالى أان التلقي األول للمتنبي جاء‬
‫على انتظار فقد كان هؤولء القراء ينتظرون شصاعرا فيه قوة القدماء وطرافة المحدثين ؛ واعتبر أان المتنبي قد جمع هذه‬
‫األوصصاف لذلك كان تقبله مسصتحسصنا وحتى أاولئك الذين ناصصبوا المتنبي العداء لم يكن عداؤوهم أادبيا وإانما كان عداء‬
‫ألغراضص شصخصصية أاو سصياسصيّة ‪.‬‬
‫وقد حاول حسصين الواد أان يقف على مواطن اهتمام القدماء في قراءة شصعر المتنّبي ‪ ،‬فميز بين األبيات المتوقعة‬
‫التي لم تخالف أافق انتظار هؤولء القراء ‪ ،‬إاذ جاءت م‪Ó‬ئمة للمعايير التي سصنها الشصعراء ‪ ،‬وبين األبيات المفاجئة التي‬
‫أاربكت الشصراح واختلفوا فيها بين مؤويد ومعارضص ‪ ،‬وكانت بذلك حافزا على القراءة وإاعادة القراءة بغية اكتشصاف‬
‫أاسصرارها ‪ .‬وقد توصصل إالى نتيجة مفادها أان المسصار الذي قطعته قراءات المتنبي قد تحددت من خ‪Ó‬ل التلقي األول‬
‫المتمثل في قراءة ابن جني للمتنبي ‪ ،‬واعتبر أان كل القراءات األخرى هي تطوير لما جاء به ابن جني فاعتبر كل‬
‫القراءات نصصا جامعا تنظمه ع‪Ó‬قة التكامل والتوسصيع ل التفرد والتقطع ‪.‬‬
‫إان الخصصومة التي نشصبت بين القدماء حول شصعر المتنبي لم ينج منها المحدثون ‪ ،‬فقد انقسصموا فيه انقسصاما ‪،‬‬
‫ففئة تناصصبه العداء وأاخرى تلهج بذكره ‪ .‬وأاعتقد أان هذه الخصصومة المسصتمرة دليل على أان الرجل شصاعر كبير إاذ الفكر‬
‫القوي والعميق يولد قراءات قد تكون متضصاربة أاحيانا ‪ ،‬وهذا هو حال الناسص مع الشصاعر أابي الطيب المتنبي الذي «جاء‬
‫فمأ‪ Ó‬الدنيا وشصغل الناسص » ول يزال ‪.‬‬
‫محّمد آإيت إلعميم‬
‫(إلمتنّبي في إلمناهج إلنقدّية إلحديثة)‬
‫شصبكة إلمعلومات إلدولّية‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪25‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 27‬‬
‫من األدب األندلسسي‬
‫النصص األدبي‬
‫سسلو” وبقينا نحن عشساقا‬
‫النصص اإلثرائي‬
‫وصسف الطبيعة ‘ الشسعر األندلسسي‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 28‬‬
‫المحؤر الثاني‬
‫ا‪Ù‬ورالثا‪: Ê‬‬
‫‪»°ùdóf’CG ÜO’CG øe‬‬
‫‪Ù -١‬ة تاريخية ‪:‬‬
‫تبدأا دولة العرب ‘ جنوب إاسصبانيا بدخول طارق بن زياد ومغيث الرومي وموسصى بن نصص‪ Ò‬مقاطعة‬
‫الفندلسص ‪ .‬ودامت دولتهم فيها نحوا من ثمانية قرون ‪:‬‬
‫أا‪ -‬عهد الؤلة ‪١٣٠-٩٢( :‬هـ) ‪ :‬بدأا عهد الولية بطارق بن زياد ‪ ،‬وتوسصع العرب ‘ إاسصبانيا وسصائر أاوروبا ‪،‬‬
‫فحاربهم شصارل مرتل وردهم عن فرنسصا ‪ .‬و‪Ÿ‬ا ضصعفت الدولة األموية ‘ الشصرق سصادت الفوضصى وعجز ا‪Ÿ‬سصلمون عن‬
‫ضصبط الوليات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال ـ ـدول ـ ـة األم ـ ـؤيـ ـة ‪٤٢٢-١٣٨( :‬هـ) ‪ :‬ه ـرب‬
‫عبد الرحمن الداخل إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬غرب ونزل على أاخواله من‬
‫ال‪È‬ب˘ ˘ر فسص˘ ˘اع˘ ˘دوه ع ˘ل ˘ى دخ ˘ول األن ˘دلسص وج ˘ع ˘ل ق ˘رط ˘ب ˘ة‬
‫عاصصمة لدولته ‪ ،‬ثم دانت له األندلسص كاملة ‪ .‬وقد عمّ‬
‫الزدهار ‘ عصصره وعصصر حفيده عبد الرحمن الثالث‬
‫فصصارت قرطبة حاضصرة ا‪Ÿ‬عرفة ‪ ....‬وكان آاخر خليفة‬
‫أاموي ا‪Ÿ‬عتضصد بالله هشصام بن محمد الذي خلعه جنده ‪،‬‬
‫فعّمت الفوضصى وبدأا عصصر ملوك الطوائف ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ملؤك الطؤائف (‪٥٣٦-٤٠٢‬هـ) ‪:‬أاصصاب الدولة‬
‫األموية ‘ األندلسص ما أاصصاب الدولة العباسصية ‘ الشصرق‪،‬‬
‫ف ˘ان ˘ح ˘لّ ˘ت وت ˘ف ˘ّرقت إا‪ ¤‬دوي ˘‪Ó‬ت ي ˘ح ˘ك ˘م ك ˘ل م ˘ن ˘ه ˘ا أام‪، Ò‬‬
‫فكانت ‪:‬‬
‫‪ -‬الدولة الزيرية ‘ غرناطة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪28‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 29‬‬
‫ ا◊مودية ‘ قرطبة ‪.‬‬‫ الهودية ‘ سصرقسصطة ‪.‬‬‫ العامرية ‘ بلنسصية ‪.‬‬‫ العبادية ‘ إاشصبيلية ‪.‬‬‫ بنو األفطسص ‘ بطليوسص ‪.‬‬‫ دولة ذي النون ‘ طليطلة ‪.‬‬‫وهكذا ظلت األندلسص ‘ اضصطرابات وف‪ Ï‬وحروب إا‪ ¤‬أان احتلها يوسصف‬
‫ابن تاشصف‪ Ú‬وأاسّصسص دولة ا‪Ÿ‬رابط‪. Ú‬‬
‫د‪ -‬دولة ا‪Ÿ‬رابط‪٥٤١-٤٤٠( : Ú‬هـ) ‪ :‬أاسصسصها يوسصف بن تاشصف‪Ú‬‬
‫سصلطان ا‪Ÿ‬غرب الذي توسصع إا‪ ¤‬األندلسص بعد أان اسصتنجد به ا‪Ÿ‬عتمد بن‬
‫عّباد وملوك الطوائف على الفر‚ة فأازالهم واسصتو‪ ¤‬على الب‪Ó‬د وتلّقب‬
‫بأام‪ Ò‬ا‪Ÿ‬ؤومن‪.Ú‬‬
‫هـ‪ -‬دولة المؤحدين ‪٦٦٧-٥٢٤( :‬هـ) ‪ :‬أاسصسصها محمد بن تومرت كان مولعا بالعلم والفكر ‪ ،‬تتلمذ للغزالي في‬
‫المدرسصة النظامية في بغداد ‪.‬‬
‫و‪ -‬دولة بني األحمر ‪٨٩٧-٦٢٩( :‬هـ) ‪ :‬بعد زوال دولة الموحدين بسصط محمد بن هود سصيطرته على مرسصية‬
‫وقرطبة وإاشصبيلية ‪ .‬ولما قامت الفتن والمنازعات بين أامرائها ‪ ،‬حاصصرها ملك قشصتالة واحتلها ‪ ،‬فسصلمها أاميرها‬
‫أابو عبدالله وخرج من قصصر ا◊مراء وهو يبكي فقالت له أامه عائشصة ‪:‬‬
‫ابكِ مثل النسضاء ملكا مضضاعا * * ‪– ⁄‬افظ عليه مثل الّرجال ‪.‬‬
‫‪ -٢‬إ◊الة إألدبية ‪:‬‬
‫بقي األدب األندلسصي حقبة من الزمن يقّلد األدب ‘ ا‪Ÿ‬شصرق لكنه بدأا يسصتقّل تدريجّيا بجملة من‬
‫ا‪ÿ‬صصائصص جعلته ‘ أاحيان كث‪Ò‬ة يسصتبق ما كان سصائدا ‘ ا‪Ÿ‬شصرق ‪.‬‬
‫أا‪ -‬الشضعر األندلسضي ‪:‬‬
‫نشصأا الشصعر األندلسصي ' ‘ حضصن ث‪Ó‬ثة أابعاد ‪› :‬السص ا‪Ÿ‬ؤودب‪› ، Ú‬السص الغناء ‪ ،‬والبيئة الثقافية ‪ ،‬وا‪Œ‬ه‬
‫‘ تيارين ‪ :‬طريقة العرب وطريقة ا‪Ù‬دث‪ ... Ú‬وكان الشصعر ا‪Ÿ‬شصرقي يشصهد ‪Œ‬ديد بشصار وأابي نواسص ويقف على‬
‫(‪)١‬‬
‫مف‪Î‬ق ب‪ Ú‬مذهبي أابي “ام والبح‪Î‬ي‪' .‬‬
‫‪-١‬إإحسصان عباسس ‪ :‬تاريخ إألدب‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪29‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 30‬‬
‫و‪Á‬كن أان ‚مل م‪Ó‬مح الشضعر األندلسضي ‘ ا‪ÓŸ‬حظات التالية ‪:‬‬
‫ ‪ ⁄‬يقتصصر تقليد األندلسص على األدب فحسصب بل ‪Œ‬اوزه إا‪ ¤‬أاسصماء ا‪Ÿ‬دن والشصعراء ‪ ،‬فمث‪ Ó‬غرناطة هي دمشصق‪،‬‬‫وإاشصبيلية حمصص ‪ ..‬وابن زيدون بح‪Î‬ي الغرب ‪ ،‬وابن هانئ متنبي الغرب ‪ ...‬وتلقب ملوكهم بأالقاب بني‬
‫العباسص ‪ :‬ا‪Ÿ‬نصصور ‪ ،‬ا‪Ÿ‬هدي ‪ ،‬ا‪Ÿ‬أامون ‪...‬‬
‫ سصبب التقليد األندلسصي للشصرق أان ا‪Û‬تمع ' ‪ ⁄‬يكن عربيا صصرفا ‪ ،‬بل مزيجاً من عناصصر وجنسصيات متعددة ‪..‬‬‫وافتتاح األندلسص ” –ت راية العروبة واإلسص‪Ó‬م ومركزهما الشصرق ‪ ،‬ف‪ Ó‬اسصتق‪Ó‬ل شصعوري وفني عن تراث‬
‫(‪)٢‬‬
‫الشصرق‪' .‬‬
‫ أاهم موضصوعات الشصعر األندلسصي ‪ :‬الغزل ‪ ،‬وصصف الطبيعة ‪ ،‬اللهو وا‪Û‬ون ‪ ،‬الزهد ‪ ،‬رثاء ا‪Ÿ‬مالك الزائلة ‪...‬‬‫ أاما ‡يزات األدب األندلسصي فشصابهت ‡يزات األدب ا‪Ÿ‬شصرقي و ' أاسصباب التقليد تكمن ‘ افتقار األندلسصي‪ Ú‬إا‪¤‬‬‫(‪)٣‬‬
‫حياة عقلية غنية مسصتقلة ‪ .‬فاألندلسص كانت تسصتمد نهضصتها وحياتها من بغداد‪' .‬‬
‫ رغم أان الشصعر األندلسصي بقي طوال ا◊قبة األموية يفتقر إا‪ ¤‬العمق ‪ ،‬وظل مرتبطا بالشصعر ‘ ا‪Ÿ‬شصرق ‪ ،‬إال أانه‬‫امتاز بالرقة وا÷مال ا‪Ÿ‬وسصيقي وا‪ÿ‬يال اللطيف والصصور ا‪Ÿ‬تنوعة ‪.‬‬
‫ يتب‪ Ú‬لدارسص الشصعر األندلسصي أان أاهم ‪Œ‬ديد وقع فيه ‪ ،‬قد أاصصاب ا‪Ÿ‬وشصحات ‪ ،‬فا‪Ÿ‬وشصح شصكل ‪Œ‬ديدي أاحدث ‘‬‫النغمة الشصعرية انق‪Ó‬با جذريا على ا‪Ÿ‬وسصيقى والقافية ‪ ،‬لكنه ظل مرتبطا بنفسص أاغراضص الشصعر وموضصوعاته ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ميشصال عاصصي ‪ :‬إلشصعر وإلبيئة ‘ إألندلسس ‪ -٣.‬شصوقي ضصيف ‪ :‬إلفن ومذإهبه ‘ إلشصعر إلعربّي ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪30‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 31‬‬
‫ كل ما ‘ األندلسص من طبيعة سصاحرة وعمران وحضصارة أاّثر ‘ موضصوعات الشصعر وجعل الوصصف والصصور الشصعرية‬‫مرتبطة بالبيئة األندلسصية ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الن‪ Ì‬األندلسضي ‪:‬‬
‫امتاز الن‪ Ì‬األندلسصي باإليجاز ‪ ،‬وبإايثار ا‪Ÿ‬عا‪ ، Ê‬واعتماد األسصجاع أاحيانا ‪ ،‬وقد ظهر الكتّاب‬
‫الكبار ‘ عهد الدولة العامرية ‪ ،‬يوم راح هؤولء يحذون طريقة سصهل بن هارون وا÷احظ وبديع الزمان الهمذا‪.Ê‬‬
‫وأاهم اآلثار الن‪Ì‬ية ‪ :‬العقد الفريد لبن عبد ربه ‪ ،‬ورسصالة التوابع والزوابع لبن شصهيد ‪ ،‬وطوق ا◊مامة لبن حزم‪.‬‬
‫وقد اقتفى األندلسصيون خط ا‪Ÿ‬شصرقي‪ ‘ Ú‬الشصعر والن‪ ، Ì‬و‘ أاسصاليب اإلنشصاء وصصنوف التعب‪ ، Ò‬وجاروهم ‘ نظام‬
‫الدواوين واسصتيزار الكّتاب والشصعراء ‪.‬‬
‫وأاشصهر علماء هذا العصصر نذكر ابن األّبار ‪ ،‬وابن األحمر ‪ ،‬وابن رشصد ‪ ،‬وابن زيدون ‪ ،‬وابن حزم ‪ ،‬وابن‬
‫حمديسص ‪ ،‬وابن سصهل اإلشصبيلي ‪ ،‬وابن عبد ربه وغ‪Ò‬هم ‪.‬‬
‫د‪ .‬أإحمد إلفاضصل‬
‫( تاريخ وعصصور إألدب إلعربي )‬
‫دإر إلفكر إللبنا‪ Ê‬ب‪Ò‬وت ‪٢٠٠٣‬‬
‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬
‫‪ -١‬اذكر أاهم ا‪Ÿ‬راحل السصياسصية التي مّرت بها األندلسص من الفتح‬
‫إا‪ ¤‬سصقوط غرناطة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬حدد مراحل ازدهار األندلسص واذكر أاهم أاسصباب هذا الزدهار ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما األبعاد التي نشصأا فيها الشصعر األندلسصي ؟ وهل أاثّر ذلك ‘ ظهور تيارات شصعرية مختلفة ؟ وضصح ذلك‪.‬‬
‫‪ ⁄ -٤‬ظل الشصعر األندلسصي ‘ أاغلب مراحله التاريخية مرتبطا بالشصعر ‘ ا‪Ÿ‬شصرق ؟‬
‫‪ -٥‬هل ترى أان الشصعر األندلسصي قد اكتسصب ‡يزات خاصصة به ؟ حددها إان وجدت ‪.‬‬
‫‪ -٦‬اذكر أاهم خصصائصص الن‪ Ì‬األندلسصي ‪ ،‬وبعضص أاهّم أاع‪Ó‬مه ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪31‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 32‬‬
‫نصس أإدبي‬
‫‪ÉbÉ`q °ûY øëf Éæ«≤Hh ”ƒr∏nn °S‬‬
‫إبن زيدون‬
‫“هيد ‪:‬‬
‫ومقاصضد الناسس (‘ الغزل) تختلف ‪ :‬فطريق أاهل البادية ذكر الّرحيل ‪ ،‬وتؤّقع الب‪ ، Ú‬وصضفة الطّلؤل‬
‫وا◊مؤل ‪ ،‬والتشضّؤق بحن‪ Ú‬اإلبل وذكر الرياضس التي يحلّؤن بها من خزامى ‪ ،‬وأاقحؤان ‪ ،‬وبهار ‪ ،‬وحنؤة‪،‬‬
‫وعرار وما أاشضبهها من زهر ال‪ّÈ‬ية الذي تعرفه العرب وتنبته الصضحارى وا÷بال ‪ .‬وأاهل ا◊اضضرة يأاتي‬
‫أاك‪ Ì‬تغ ّزلهم ‘ ذكر الصضدود والهجران والؤاشض‪ Ú‬والرقباء ‪ ،‬وذكر الؤرد والنسضرين والنيلؤفر ‪ ،‬وما‬
‫شضاكل ذلك من النؤارير البلدّية ‪ ،‬والّرياح‪ Ú‬البسضتانّية ‪ ،‬و‘ تشضبيه التفاح والتحّية به وما شضاكل ذلك‬
‫‡ا هم منفردون به‪.‬‬
‫إبن رشصيق (إلعمدة)‬
‫إاِنّــــــي َذَكـــــــــْرُتكِ بال‪s‬زْهــــــراء* ‪ُ ،‬مشْشــــتاَقا‬
‫ق َوَمـــــْراأى الأَْرضِض َقــْد راَقا‬
‫ق َطــــــْل ٌ‬
‫َوالأُْفــــــ ُ‬
‫ل ‘ اأَصشـــــــاِئِلهِ‬
‫َولِل‪s‬نسشيـــــــــم ِ اْعتِــــــــ‪ٌ Ó‬‬
‫ن مــــاِئهِ الِف ّضشي ‪ُ ،‬مْبَتــــسشٌم‬
‫َوالـــــــ‪s‬رْوضُض ‪َ ،‬ع ْ‬
‫‪u‬‬
‫يــــــــوم ‪َ ،‬كــــــــــاأَياِم َلــّذا ٍ‬
‫ت‬
‫ت َلنا اْن َصشــــــَرَم ْ‬
‫ْ ٌ‬
‫َ‬
‫‪s‬‬
‫نَْلــــــــهو ِبما يسشَتــــميل اْلعـــــــــي ِ‬
‫ن َزَهٍر‬
‫ُ‬
‫ْ َ‬
‫ُ َ‬
‫ن مــــ ْ‬
‫َْ‬
‫ت اأََرقِــــي‬
‫َكـــــــاأَ‪s‬ن اأَْعــــــــــُيَنُه ‪ ،‬إاِْذ عـــــاَيَن ْ‬
‫ورٌد َتــــــــاأَ‪s‬لق ‪ ‘ ،‬ضشــــــــاحي مــــــــناِبتِهِ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫ِ‬
‫ق‬
‫حُه (‪ )٣‬نَْيـــــُلوَفٌر (‪َ )٤‬عـــــــِب ٌ‬
‫سَشــــــــرى ُينــــاف ُ‬
‫ج َلنا ِذْكـــــــــــرى َتشَشــــ‪t‬وقِنا‬
‫ُكــــــــل‪َ w‬يهيــــــــ ُ‬
‫ق ‹ ‪َ ،‬فـــاْعَتــــــل‪ s‬إاِشْشـــفاَقــــــــا‬
‫َكـــــــــاأَن‪s‬ه َر ‪s‬‬
‫(‪)١‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪32‬‬
‫ن ال‪s‬لبا ِ‬
‫ت (‪ )٢‬اأَْطــــواَقا‬
‫َكمـــــــا شَشَقــــــْق َ‬
‫ت ‪َ ،‬ع ِ ّ‬
‫‪ Ú‬نــــــامَ الـــــ‪s‬دْهُر ‪ ،‬سُشّراَقا‬
‫ِبْتـــــــَنا َلها ‪ ،‬حــــــ َ‬
‫ل الن‪s‬ـــــــَدى فيهِ ‪ ،‬حَّتـــى مـــالَ اأَْعنـاقا‬
‫جــــــــا َ‬
‫َب َ‬
‫ت لِــــــَما بي َفجــالَ ال‪s‬دْمــــعُ َرْقــراَقا‬
‫كـــــ ْ‬
‫ن ‪ ،‬إاشْشـــــراَقا‬
‫َفــــاْزداَد مِْنُه ال ‪t‬ضشـــــحى ‪ ‘ ،‬الَْعْي ِ‬
‫ِ‬
‫حـــــداَقا‬
‫َوسْشــــــــناُن (‪ )٥‬نَ‪s‬بــــهَ ْمنُه ال ‪t‬صشْبـــحُ اأَ ْ‬
‫إاِليـــــ ِ‬
‫ك ‪َ ،‬لْم َيْعـــــُد َعْنها ال ‪s‬صشـــــْدُر اأَْن ضشــــاَقا‬
‫ْ‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 33‬‬
‫ِذْكــَرُكُم‬
‫ِ‬
‫جنــــاحِ الش‪s‬شـــْوقِ ‪َ ،‬خ‪s‬فــــاَقا‬
‫َفَلــــــْم َيـــــطْر ‪ِ ،‬ب َ‬
‫‪ Ú‬سَشرى‬
‫حْملي نَسشيــُم ال ‪t‬صشْب ِ‬
‫َلـــــــْو ششــــــاءَ َ‬
‫حح َ‬
‫وافـــــاُك ˘مُ بِ ˘َف ˘ــــــتً ˘ى اأَضْش ˘ـــــــن˘اهُ مــــــــا لَق˘ى˘‬
‫جمِعــــــنا ِب ُ‬
‫كـــُم‬
‫َلْو كــــــانَ َو‪s‬فى اُ‪َŸ‬نــــــــى ‘ َ ْ‬
‫ب إاِ‪¤‬‬
‫يا ِعْلـــــِق‬
‫ي (‪ )٧‬الأَْخـــطَر ‪ ،‬الأَسْشَنى ‪ ،‬ا َ‬
‫◊بي َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫حــضِض الـــِو‪u‬د ‪ ،‬مُــْذ َزَم ٍ‬
‫كـــــانَ ال‪s‬تــــجازي َبم ْ‬
‫َلـــكــــــــاَن ِمـــــــــنْ اأَْكــــرِم الأَّيـــاِم اأَْخــ‪َÓ‬قا‬
‫َمْيـــــــــَداَن اأُْنــــــــسضٍ ‪ ،‬جــــَرْيَنا فــيهِ اأَْطــ‪َÓ‬قا‬
‫حـــــَمَد مــــا ُكّنــــا ِلَعـــــــــْهدُِكُم‬
‫فـــــالآنَ ‪ ،‬اأَ ْ‬
‫ن ُعــــــــشّشاَقا‬
‫سَشَلــــــــْوُتُم ‪َ ،‬وَبقــــــــينا نَـــــــحْ ُ‬
‫ل سش˘ ˘ ‪s‬‬
‫ق (‪)٦‬‬
‫ك˘ ˘ــــــنَ ال˘ ˘ل‪˘ ˘s‬هُ َق ˘لْ ˘ب ˘ا َع ˘ــــــ ‪s‬‬
‫َ‬
‫ً‬
‫ب اأْع‪َÓ‬قا‬
‫حبـا ُ‬
‫نَْفسشـــــــــي ‪ ،‬إاِذا ما اْقَتــــــــنَى الأَ ْ‬
‫ديوإن إبن زيدون‬
‫دإر صصادر ‪ ،‬ب‪Ò‬وت ‪١٩٦٤ ،‬‬
‫صس صس ‪٤٧-٤٦‬‬
‫@ إلزهرإء ‪ :‬مدينة أإندلسصية بضصاحية قرطبة بناها عبد إلّرحمان إلناصصر سصنة ‪٩٣٦‬م وسصّماها باسصم جاريته إلّزهرإء‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪33‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 34‬‬
‫إلتعريف بالكاتب ‪:‬‬
‫ولد الشضاعر األندلسضي أابؤ الؤليد أاحمد بن عبدالله بن زيدون‬
‫بالرصضافة قرب قرطبة عام ‪٣٩٤‬هـ (‪١٠٠٣‬م) ‘ أاسضرة كر‪Á‬ة ‪ ،‬تؤ‘‬
‫والده وهؤ ‘ ا◊ادية عشضرة من عمره فكفله جّده ألّمه الذي‬
‫كان من قضضاة قرطبة ‪ .‬تلّقي ثقافة متينة ‪ ،‬وشضارك ‘ أاحداث‬
‫عصضره السضياسضّية ‪ ،‬فتؤّلى الؤزارة ‪ ،‬وسضجن ‪ ،‬وفّر من سضجنه إا‪¤‬‬
‫ب‬
‫إاشضبيلية حيث سضاعد أام‪Ò‬ها ابن عّباد على فتح قرطبة‪ .‬أاح ّ‬
‫ولّدة بنت ا‪Ÿ‬سضتكفي وأانشضد فيها أاشضعارا تنضضح حبّا وولًها ‪ ،‬وقد‬
‫ت ˘ؤّف ˘ي سض˘ن˘ة ‪٤٦٤‬ه˘ ˘ـ (‪١٠٧٠‬م) وخ ˘لّ ˘ف دي ˘ؤان شض ˘ع ˘ر ك ˘ب‪Ò‬ا يشض ˘م˘ل‬
‫مختلف األبؤاب ا‪Ÿ‬عروفة ‘ عصضره ‪.‬‬
‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي‬
‫‪ -١‬أاصضائله‪:‬‬
‫‪ -٢‬اللّبات ‪:‬‬
‫‪ -٣‬ينافح ‪:‬‬
‫‪ -٤‬نيلؤفر ‪:‬‬
‫‪ -٥‬وسضنان ‪:‬‬
‫‪ -٦‬عق ‪:‬‬
‫‪ -٧‬علق ‪:‬‬
‫جمع مفرده ( أاصصيل ) وقت ب‪ Ú‬العصصر وا‪Ÿ‬غرب ‪.‬‬
‫جمع مؤونث سصا‪ ⁄‬مفرده ( لّبة ) موضصع الق‪Ó‬دة من الصصدر‪.‬‬
‫مضصارع ( نافح ) أاي ناقشص وخاصصم ‪.‬‬
‫اسصم من أاصصل فارسصي وهو نبات مائي يعوم فوق ا‪Ÿ‬اء وله زهر جميل‪.‬‬
‫من (وسصن) ‪ :‬أاخذ ‘ النعاسص ‪.‬‬
‫ماضصي مضصارعه ( يعق ) ‪Ã‬عنى عصصى غ‪Ò‬ه واسصتخف به ‪.‬‬
‫اسصم لكل شصيء نفيسص لتعّلق القلب به ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪34‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 35‬‬
‫أإول ‪ :‬أإسصئلة إإلعدإد إ‪Ÿ‬نز‹ ‪:‬‬
‫‪ّ -١‬قدم النصص تقد‪Á‬ا ماديا ومعنو‪v‬يا ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اشصرح الكلمات التالية شصرحًا معجم‪v‬يا ‪:‬‬
‫سضلؤ” ‪َ -‬رقراق ‪ -‬أاَرٌق ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما العاطفة التي حركت شصوق الشصاعر إا‪ ¤‬حبيبته ؟‬
‫أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬
‫‪ -١‬بدت عناصصر الطبيعة ‘ األبيات الث‪Ó‬ثة األو‪ ، ¤‬منخرطة ‘ جّو احتفا‹ بهيج ‪.‬‬
‫أا) اسصتخرج كل عنصصر من عناصصر الطبيعية وضصع قرينه الصصفة التي اتصصف بها ‪ ،‬من خ‪Ó‬ل‬
‫ا÷دول التا‹‪:‬‬
‫عناصصر إلطبيعة‬
‫صصفاتها‬
‫األفق‬
‫‪.....................‬‬
‫‪.....................‬‬
‫قدرات‬
‫‪..................‬‬
‫‪....................‬‬
‫الروضس‬
‫مبتسضم‬
‫‪....................‬‬
‫فضضي‬
‫ب) حلل السصتعارة ‘ عبارة « ال‪s‬رْوضُص مبتسصم » مبّيًنا دللتها‪.‬‬
‫ت) ما ا‪Ÿ‬عنى العام الذي تشص‪Î‬ك فيه الصصفات السصابقة ؟‬
‫ث) ب‪ Ú‬الع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬عناصصر الطبيعة والعاطفة التي سصيطرت على الشصاعر ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪35‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 36‬‬
‫‪ -٢‬إاّني ذكرتك بالزهراء مشصتاقا ‪.‬‬
‫أا) أاعرب ما –ته خط ‘ ما تقدم ‪.‬‬
‫ب) ‪Ã‬اذا اق‪Î‬نت ذكرى الشصاعر ؟‬
‫‪ -٣‬دّلل من خ‪Ó‬ل األبيات الثمانية األو‪ ، ¤‬على أانّ زمن التذّكر والزمن ا‪Ÿ‬تَذ‪s‬كر يشص‪Î‬كان ‘ إاطار‬
‫طبيعي واحد ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اسصتخرج السصتعارات الواردة ‘ األبيات ( من ‪ ١‬إا‪ ) ٨ ¤‬مبّينا كيف وظفها الشصاعر ‘ إابراز تفاعل‬
‫عناصصر الطبيعة مع حالته الشصعورية ‪.‬‬
‫‪ -٥‬بدت السصعادة ◊ظات يختلسصها ا◊بيبان بعد مغافلة الدهر ‪ .‬اقرأا البيت الداّل على ا‪Ÿ‬عنى السصابق‬
‫واشصرحه‪.‬‬
‫‪ '' -٦‬ل سض‪s‬كن الله قلبا عق‪ s‬ذكركم‬
‫فلم َيِطْر بجناح الشضؤق خّفاقا‬
‫أا) اسصتخدم الشصاعر ‘ البيت السصابق أاسصلوب ‪:‬‬
‫* نداء ‪.‬‬
‫* دعاء ‪.‬‬
‫* اسصتفهام ‪ ( .‬أاشضر إا‪ ¤‬اإلجابة الصضحيحة ) ‪.‬‬
‫ب ) ما الصصيغة الصصرفّية لكلمة(خّفاق) ؟ وما ع‪Ó‬قتها با‪Ÿ‬عنى الذي قصصد إاليه الشصاعر ؟‬
‫‪ -٧‬ليسصت ‪Œ‬ربة ا◊ب ‪Œ‬ربة سصعيدة دائما ‪ ،‬بل هي ‪Œ‬ربة يكابد فيها ا‪Ù‬ب وجع الفقد وعذابات‬
‫ا◊ب وهجران ا◊بيب ‪.‬‬
‫اسضتدّل على ذلك با‪Ÿ‬عا‪ Ê‬الؤاردة ‘ القصضيدة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪36‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 37‬‬
‫إألسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬
‫‪ )١‬عدد مظاهر شصوق الشصاعر إا‪ ¤‬حبيبه ‪.‬‬
‫‪ )٢‬تأاثر الشصعراء األندلسصيون بطبيعة األندلسص الفاتنة ‪ .‬اسصتدلّ على صصحة هذا الرأاي ‪Ã‬ا ورد ‘ أابيات‬
‫القصصيدة‪.‬‬
‫‪ )٣‬هل بادلت ا◊بيبة الشصاعر ‪ ،‬العواطف نفسصها ؟‬
‫اقرأا من القصضيدة ‪ ،‬ما يدعم إاجابتك ‪.‬‬
‫إلنشصاط ‪:‬‬
‫اكتب بحثا عن أاََحدِ شصعراء األندلسص‪.‬‬
‫إ◊فظ ‪:‬‬
‫اكتب األبيات التسصعة األو‪ ¤‬واحفظها حفظًا جيًدا ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪3٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 38‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪»°ùdóf’CG ô©°ûdG ‘ á©«Ñ£dG ∞°Uh‬‬
‫تفوق األندلسصيون ‘ ميدان وصصف الطبيعة على شصعراء ا‪Ÿ‬شصرق ‪ ،‬وأاتوا بالروائع ا‪ÿ‬الدة ؛ ‪Ÿ‬ا وهبهم الله من‬
‫طبيعة سصاحرة خ‪Ó‬بة ‪ ،‬فقد كانت األندلسص من أاغنى بقاع الدنيا منظرا ً وأاوفرها جماًل ‪ ،‬ولذا شصُِغف األندلسصيون‬
‫بها‪ ،‬فأاقبلوا يسصّرحون النظر ‘ خمائلها ‪ ،‬ويسصتمتعون ‪Ã‬فاتنها ‪ ،‬فوصصفوا الرياضص والبسصات‪ ، Ú‬واألشصجار والثمار ‪،‬‬
‫واألزهار والطيور‪ ،‬ووصصفوا السصحاب والرعد ‪ ،‬وال‪È‬ق والطيف ‪ ،‬واألنهار والبحار ‪ ،‬وقد وصصفها ابن خفاجة بقوله ‪:‬‬
‫م ـ ـ ـاٌء وِظـ‪w‬ل َوأاَشْصـجـاٌر َوأاَْنـه ـ ـاُر‬
‫يا أاَْهـ ـَل أاَْن ـَدَل ـسٍص لِلِه َد‪t‬رُكـ ـ ـ ـ ـ ـُم‬
‫ت َأاْخـتاُر‬
‫ما جَـ‪s‬نـُة اْلُخـلْـِد إاِل فـي ِدياِرُكـُم‬
‫َوَلـْو َتَخ‪s‬يْرُت ‪َ ،‬هـذا ُكْنـ ُ‬
‫‪ -١‬عوإمل إزدهار شصعر إلطبيعة ‘ إلشصعر إألندلسصي ‪:‬‬
‫ازدهار ا◊ضصارة العربية ‘ األندلسص ازدهارا كب‪Ò‬ا وهذا الزدهار شصمل جميع جوانب ا◊ياة األندلسصية‪.‬‬
‫جمال الطبيعة األندلسصية التي افت‪ Ï‬بها شصعراء األندلسص وتعلقوا بها وف ‪s‬صصلوا ‘ وصصفها والتغني ‪Ã‬فاتنها‪.‬‬
‫ازدهار ›السص األنسص والبهجة حيث كانت هذه ا‪Û‬السص تُعقُد ‘ أاحضصان الطبيعة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬أإهم شصعرإء إلطبيعة إألندلسصية ‪:‬‬
‫ابن خفاجة‪ ،‬وابن زيدون‪ ،‬وابن رشصيق‪ ،‬وابن شصهيد‪ ،‬وابن الزقاق البلنسصي‪ ،‬والرصصا‘ الرفاء ‪ ،‬وابن زمرك‪.‬‬
‫و‪ ⁄‬يكن هؤولء الشصعراء وحدهم الذين فتنوا بالطبيعة‪ ،‬ولكننا ‚د أاك‪ Ì‬شصعراء األندلسص يتجهون إا‪ ¤‬الطبيعة‬
‫ويتغنون بها‪ ،‬ووصصل بهم األمر إا‪ ¤‬إاضصفاء ا◊ياة عليها‪ ،‬و‘ ذلك يقول الدكتور فوزي عيسصى مبيناً أاثر الطبيعة ‘‬
‫شصعراء األندلسص‪' :‬ف‪ Ï‬شصعراء األندلسص بطبيعة ب‪Ó‬دهم‪ ،‬فتوافروا على وصصفها‪ ،‬وأاك‪Ì‬وا من التغني ‪Ã‬ناظرها‬
‫ا÷ميلة‪ ،‬وع‪È‬وا عن كلفهم بها ‘ لوحات شصعرية بديعة‪ ،‬وتفننوا ‘ هذا ا‪Û‬ال تفننا واسصعا حتى صصار وصصفهم‬
‫للطبيعة من أاهم ا‪Ÿ‬وضصوعات التي طرقوها‪ ،‬وأاحرزوا قصصب السصبق فيها على ا‪Ÿ‬شصارقة '‪.‬‬
‫وقد مزج شصعراء األندلسص الغزل بالطبيعة‪ ،‬وخ‪ Ò‬من فعل ذلك من الشصعراء ابن زيدون وعّبر عن مشصاعره لوّلدة‬
‫بقافية بعثها إاليها وهو مختبئ في الزهراء‪:‬‬
‫َواأل ُْفُق َطْلٌق َوَمْرأاى األَْرضِص َقْد راقا‬
‫إاِّني َذَكـ ـ ـْرتُكِ ِبال‪s‬زْهـ ـ ـراءِ ُمشْصتـ ـ ـاق ـا‬
‫َكَأا‪s‬ن ـ ـما َر‪s‬ق ‹ َفاْعَتـ ـ ـل‪ s‬إاشْص ـ ـ ـف ـ ـاقا‬
‫َوِلل‪s‬نـ ـ ـسصيـ ـ ـم ِاْعـ ـ ـِت‪ٌÓ‬ل ‘ َأاصصائِ ـ ـ ـِلِه‬
‫ت‪ ،‬ع ـ ـ ـ ـِن ال‪s‬لّباِت أاطواَقا‬
‫كما شصَقق َ‬
‫والّروضُص‪ ،‬عن ماِئه الف ّضصّي‪ُ،‬مبتسصمٌ‬
‫ِبْتَنا لهـ ـ ـا‪ ،‬ح‪ َÚ‬ناَم الّدهُر‪،‬سصّراَقا‬
‫ت‬
‫َيْوٌم‪ ،‬كـ ـ ـ ـأاّيامِ َلّذاٍت َلَنا انـ ـ ـصصَرم ْ‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪38‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 39‬‬
‫نلُهو ‪ Ã‬ـ ـ ـا يسصتميلُ الع‪ َÚ‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن زهر‬
‫ت أاَرقـ ـ ـ ـى‬
‫َكـ ـ ـ ـأاّن أاْعُيَنُه‪ ،‬إاْذ عـ ـ ـ ـ ـ ـاَيَنـ ـ ـ ـ ْ‬
‫وردٌ تـ ـ ـ ـ ـأاّلَق‪ ‘ ،‬ضص ـ ـ ـ ـاحـ ـ ـي م ـ ـ ـ ـ ـنابتِهِ‬
‫سص ˘ ˘ ˘رى ي ˘ ˘ ˘ن ˘ ˘ ˘اف ˘ ˘ ˘حُ ˘ ˘ ˘هُ ن˘ ˘ ˘ي˘ ˘ ˘ل˘ ˘ ˘وف˘ ˘ ˘ٌر ع˘ ˘ ˘ب˘ ˘ ˘ق‬
‫ك ˘ ˘ ˘ل‪ w‬ي ˘ ˘ ˘ه ˘ ˘ ˘ي ˘ ˘ ˘جُ ل ˘ ˘ ˘نَ ˘ ˘ ˘ا ذك ˘ ˘ ˘َرى تشص ˘ ˘ ˘ّوقِ ˘ ˘ ˘نَ ˘ ˘ ˘ا‬
‫ل سص˘ ˘ ˘ّك˘ ˘ ˘َن ال˘ ˘ ˘ل˘ ˘ ˘هُ ق˘ ˘ ˘ل˘ ˘ ˘ب˘ ˘ ˘اً ع˘ ˘ ˘ّق ذك˘ ˘ ˘َرُك˘ ˘ ˘مُ‬
‫‪ Ú‬سصَرى‬
‫لْو شصاء حَملي َنسصيمُ ال ّصصبحِ ح َ‬
‫ل ˘ ˘ْو َك ˘ ˘انَ َوّف ˘ ˘ى اُ‪Ÿ‬ن ˘ ˘ى ‘ َج˘ ˘م˘ ˘ِع˘ ˘َن˘ ˘ا ب˘ ˘ك˘ ˘مُ‬
‫يا علقيَ األخطَر‪ ،‬األسصنى ‪،‬ا◊بيبَ إا‪¤‬‬
‫ك˘ ˘ان ال˘ ˘ت‪˘ ˘s‬ج˘ ˘ازي َ‪Ã‬حضص ال˘ ˘ُوّد‪ُ ،‬م˘ ˘ْذ زَم˘ ˘ٍن‬
‫ف˘ ˘ ˘اآلنَ‪ ،‬أاح˘ ˘ ˘م˘ ˘ ˘َد م˘ ˘ ˘ا ك˘ ˘ ˘ّن˘ ˘ ˘ا ل˘ ˘ ˘ع˘ ˘ ˘ه˘ ˘ ˘دُِك˘ ˘ ˘مُ‬
‫ج˘ ˘الَ ال˘ ˘ّن˘ ˘َدى ف˘ ˘ي˘ ˘ِه‪ ،‬ح˘ ˘ت˘ ˘ى م˘ ˘اَل أاع˘ ˘ن˘ ˘اَق˘ ˘ا‬
‫َب˘ ˘َك˘ ˘تْ لِ˘ ˘م˘ ˘ا ب˘ ˘ي ف˘ ˘ج˘ ˘اَل ال˘ ˘ّدم˘ ˘ُع َرَق˘ ˘َراَق˘ ˘ا‬
‫‪ ،Ú‬إاشصراَقا‬
‫فاْزداَد منُه ال ّضصحى ‪ ‘ ،‬الع ِ‬
‫َوسْص ˘ ˘َن ˘ ˘انُ َن ˘ ˘بّ˘ ˘َه مِ˘ ˘ْن˘ ˘ه˘ ˘ا ل ّصص˘ ˘ْب˘ ˘ُح أاْح˘ ˘َداَق˘ ˘ا‬
‫إال ˘يكِ‪ ⁄ ،‬ي ˘ع ˘ُد ع ˘ن ˘ه ˘ا ال ّصص ˘دُر أان ضص ˘اَق ˘ا‬
‫ف ˘ ˘ل ˘ ˘م ي ˘ ˘ط ˘ ˘ْر‪ ،‬ب ˘ ˘ج ˘ ˘ن ˘ ˘اِح الشّص ˘ ˘وِق‪،‬خ˘ ˘ّف˘ ˘اَق˘ ˘ا‬
‫واف ˘ ˘ ˘اُك ˘ ˘ ˘مُ ب ˘ ˘ ˘ف ˘ ˘ ˘ت˘ ˘ ˘ى أاضص˘ ˘ ˘ن˘ ˘ ˘اُه م˘ ˘ ˘ا لَق˘ ˘ ˘ى‬
‫ل˘ ˘ ˘ ˘ك˘ ˘ ˘ ˘انَ م˘ ˘ ˘ ˘نْ أاك˘ ˘ ˘ ˘رِم األّي˘ ˘ ˘ ˘اِم أاخ˘ ˘ ˘ ˘‪َÓ‬ق˘ ˘ ˘ ˘ا‬
‫َن ˘فسص ˘ي‪ ،‬إاذا م ˘ا اق ˘ت ˘َن ˘ى األح ˘ب˘اُب أاْع˘‪َÓ‬ق˘ا‬
‫م ˘ ˘ي ˘ ˘دانَ أا ُْن ˘ ˘سصٍ‪ ،‬ج ˘ ˘رْي ˘ ˘َن ˘ ˘ا ف ˘ ˘ي ˘ ˘ِه ˘ ˘أاط ˘ ˘‪َÓ‬ق˘ ˘ا‬
‫سص˘ ˘ ˘ل˘ ˘ ˘ْوتُ˘ ˘ ˘مُ‪ ،‬وب˘ ˘ ˘ق˘ ˘ ˘ي˘ ˘ ˘َن˘ ˘ ˘ا ن˘ ˘ ˘ح˘ ˘ ˘ُن عشّص˘ ˘ ˘اَق˘ ˘ ˘ا!‬
‫ إأللفاظ ‪:‬‬‫طلق‪ :‬بهي جميل ‪ ،‬رإقا ‪ :‬أاعجب‬
‫ال ˘ن ˘اظ ˘ر وسص ˘ره ‪ .‬واألل ˘ف ل ˘ل ˘روي‪.‬‬
‫اعت‪Ó‬ل‪ :‬مرضص ‪ ،‬أاصصائل ‪ :‬الوقت‬
‫ب ˘ي ˘ن ال ˘عصص ˘ر وال ˘م˘غ˘رب وج˘م˘ع˘ه˘ا‬
‫آاصص ˘ ˘ ˘ ˘ال ‪ ،‬وأاصص ˘ ˘ ˘ ˘ائ ˘ ˘ ˘ ˘ل ‪ ،‬وأاصص ˘ ˘ ˘ ˘ل‪،‬‬
‫وأاصص˘ ˘ ˘‪Ó‬ن وال˘ ˘ ˘م ˘ ˘ف ˘ ˘رد ‪ :‬أاصص ˘ ˘ي ˘ ˘ل ‪.‬‬
‫إإلشصفاق ‪ :‬من الرأافة والرحمة ‪.‬‬
‫إلروضس‪ :‬مفردها الروضصة وهي‬
‫أارضص م˘ ˘خضص˘ ˘رة ب˘ ˘أان˘ ˘واع ال˘ ˘ن˘ ˘ب˘ ˘ات‬
‫وت ˘ ˘ج ˘ ˘م ˘ ˘ع ع ˘ ˘ل ˘ ˘ى روضص وري ˘ ˘اضص ‪،‬‬
‫وروضصان ‪ ،‬وريضصان ‪.‬‬
‫مبتسصم ‪ :‬م˘ ˘ت˘ ˘ف˘ ˘ت˘ ˘ح يشص˘ ˘ب ˘ه ط ˘وق‬
‫ال ˘ث ˘وب ع ˘ن ˘د ف ˘ت ˘ح ˘ة ال ˘ع ˘ن ˘ق أاع ˘ل ˘ى‬
‫الصصدر ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪39‬‬
‫إللّبات ‪ :‬جمع مفردها ز لّبة ز‬
‫وهي موضصع الق‪Ó‬دة من الصصدر ‪.‬‬
‫أإطوإق ‪ :‬جمع مفردها ““طوق“ '“‬
‫وهي ما يحيط بالعنق من الثوب ‪.‬‬
‫يسصتميل ‪ :‬يجذب النظر إاليه ‪.‬‬
‫جال الندى فيه ‪ :‬امتأ‪ Ó‬منه فمال‬
‫عنقه ‪ .‬أإرقي ‪ :‬سصهري ‪ .‬بكت‪:‬‬
‫ان˘ ˘ه˘ ˘م˘ ˘ر م˘ ˘ن˘ ˘ه˘ ˘ا ا‪Ÿ‬اء ف˘ ˘ك˘ ˘أان˘ ˘ه دم˘ ˘ع‬
‫ي‪Î‬قرق ‪ .‬إلرقاق ‪ :‬متأ‪Ó‬لئ لمع‪.‬‬
‫تأالق ‪Ÿ :‬ع ‪ ،‬ضصاحي منابته ‪:‬‬
‫ظ ˘ ˘اه ˘ ˘ر وب˘ ˘ارز ا‪Ÿ‬ن˘ ˘بت ل˘ ˘لشص˘ ˘مسص ‪.‬‬
‫ينافحه ‪ :‬ي˘ ˘ ˘رسص˘ ˘ ˘ل ن˘ ˘ ˘ف ˘ ˘ح ˘ ˘ت ˘ ˘ه‬
‫العطرية‪.‬‬
‫نيلوفر‪ :‬ضص˘ ˘ ˘رب م˘ ˘ ˘ن ال ˘ ˘ري ˘ ˘اح‪Ú‬‬
‫ينبت ‘ ا‪Ÿ‬ياه الراكدة ويورق على‬
‫سصطحها وله زهر يتفتح ‘ النهار‬
‫وي ˘ن ˘ام ‘ ال ˘ل ˘ي ˘ل ‪ .‬ع ˘ب ˘ق ‪ :‬م ˘ن ˘تشص ˘ر‬
‫الرائحة ‪ .‬وسصنان ‪ :‬من الوسصن‬
‫وهو أاول النوم ‪ ،‬ويقصصد نعسصان ‪،‬‬
‫ونعسص ‪ ،‬نبه ‪ :‬أايقظ ‪ .‬أإحدإق‪:‬‬
‫مفردها ا◊دقة وهي سصواد الع‪Ú‬‬
‫األعظم‪ ،‬جمعه حدق ‪ ،‬وحدقات ‪،‬‬
‫وأاحداق ‪ ،‬وحداق ‪ .‬يهيج ‪ :‬يث‪،Ò‬‬
‫‪ ⁄‬يعد ‪ ⁄ :‬يجاوز ‪ .‬عٌق‪ ⁄ :‬يّ‪È‬‬
‫واسصتخف ‪ .‬خفاقا ‪ :‬متحّرك ‪.‬‬
‫سصرى‪ :‬ذهب ل ˘ ˘ ˘ ˘ي ˘ ˘ ˘ ˘‪ . Ó‬أإضصناه ‪:‬‬
‫أاتعبه ‪.‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 40‬‬
‫ إ‪Ÿ‬عا‪: Ê‬‬‫يصصّور ابن زيدون ‘ هذه األبيات مغا‪ Ê‬الزهراء الفيحاء ‪ ،‬وقد أاخذت بلّبه أارضصها ‪ ،‬وما زخرت‬
‫به من جمال ‪ ،‬وذلك النسصيم العليل الذي يهّب رقيقا وكأانه يشصاركه مشصاعره فاعتّل إاشصفاقا عليه ‪ .‬أاما‬
‫الروضص فقد بدا ماؤوه الف ّضصي لمعا كأانه ثغر ابتسصم فبدت أاسصنانه البيضص ‪ ،‬فخُّيل إا‪ ¤‬الرائي كأان أاطواقاً‬
‫انشصقت فظهر ما خلفها من نحور ا◊سصان ‪.‬‬
‫وتعود به الذكرى إا‪ ¤‬تلك األيام ا‪Ÿ‬نصصرمة حينما كانا يعيشصان ‘ صصفاء ‪ ،‬ويسصتمتعان بالزهر‬
‫الذي ي‪Î‬قرق فيه الندى وقد مالت أاعناقه ‪ ،‬كأانه دموع –َدرت ب‪ Ú‬أاوراقه ‪ ،‬وهذا الورد يلمع فازداد به‬
‫الضصحى جماًل وإاشصراقاً ‪ ،‬والنيلوفر يفاخره ‘ رائحته العبقة ‪ ،‬وقد نبه الصصبح أاعينه التي غلبها النوم ‪.‬‬
‫وهكذا يسصتمر ‘ وصصف ما حوله من روعة أاَخاذة تهيج ذكرياته ‪ ،‬حتى يصصل إا‪ ¤‬بغيته وهو مناجاتها‬
‫بقوله ‪ :‬إان نسصيم الصصبح لو حََمَلُه َلَما حمل إال جسصما أاضصناه وأاهزله ما لقى من سصجن وتعذيب وآالم فراق‪.‬‬
‫أامل محسضن سضالم العميري‬
‫جامعة أام القرى‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪40‬‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 41
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 42‬‬
‫المحؤر الثالث‬
‫ا‪Ù‬ور الثالث ‪:‬‬
‫‪äÉeÉ≤ŸG ÜOGC‬‬
‫‪ -١‬ما إ‪Ÿ‬قامة ‪:‬‬
‫ا‪Ÿ‬قامة (*) شصبه قصصة قصص‪Ò‬ة ‪ ،‬تدور حول بطل وهمي‪ ،‬يروي أاخباره راوية وهمي أايضصا ‪ ،‬وبطلها رجل أاحكم‬
‫التحّيل وقصصر همه على –صصيل الطفيف من الرزق ‪ ،‬فكانت أاخباره كلها تدور حول الُكدية وا‪ÿ‬داع ‪ ،‬والحتيال‬
‫والتمويه ‪ ،‬ل تربطها وحدة موضصوعية ول –ييها شصخصصية حقيقية ‪ .‬وهي ميدان لعرضص النكتة‪ ،‬وإاظهار ال‪È‬اعة ‘‬
‫التخلصص من مآازق ا◊ياة بـطرق ملتوية ‪ ،‬وبنوع خاصص إلظهار ا‪Ÿ‬قدرة اللغوية واألدبية ‪.‬‬
‫‪ -٢‬تاريخ فن إ‪Ÿ‬قامات ‪:‬‬
‫اختلف ا‪Ÿ‬ؤورخون واألدباء ‘ تاريخ فن ا‪Ÿ‬قامات اخت‪Ó‬فا شصديدا ‪ ،‬فذهب ا◊ريري والقلقشصندي وغ‪Ò‬هما‬
‫إا‪ ¤‬أان البديع هو واضصع هذا الفن ‪ ،‬قال ا◊ريري 'وبعد ‪ ،‬فإانه قد جرى ببعضص أاندية األدب‪ ،‬الذي ركدت ‘ هذا‬
‫العصصر ريحه ‪ .... ،‬ذكر ا‪Ÿ‬قامات التي ابتدعها بديع الزمان وع ّ‬
‫‪Ó‬مة همذان ‪ .'...‬وقال القلقشصندي ‪ ' :‬إان أاول من فتح‬
‫باب عمل ا‪Ÿ‬قامات ع‪ّÓ‬مة الدهر وإامام األدب البديع الهمذا‪ . ' Ê‬ولكن األرجح ' أان فن ا‪Ÿ‬قامات نشصأا تدريجيا من‬
‫رواية القصصصص واألخبار‪ ،‬وأان للبديع الهمذا‪ Ê‬فضصل تنظيمها‪ ،‬ووضصعها ‘ شصكلها الفني ا‪ÿ‬اص'ص‪ ،‬فكانت ا‪Ÿ‬قامات‬
‫صصدى ◊رفة الُكدية الشصائعة إاّذاك ‪ ،‬وصصورة ◊ياة ا‪َُŸ‬كّدين ‪ ،‬وكانت ‘ أاسصلوبها خاضصعة للذوق األدبي العام الذي‬
‫كان يكلف بالسصجع وا‪Ù‬سصنات البديعية ‪ ،‬و‪Á‬يل إا‪ ¤‬تضصم‪ Ú‬الن‪ Ì‬حكما وأاشصعارا وأامثال ‪.‬‬
‫‪ -٣‬قيمة إ‪Ÿ‬قامات ‪:‬‬
‫ليسص للمقامات عموما قيمة قصصصصية حقيقية وإان وضصعت ‘ القالب القصصصصي ؛ ألنها خلت من أاهم‬
‫‡يزات القصصة أاي العقدة ‪ ،‬كما خلت من الشصخصصّيات الروائية ا‪Ÿ‬متازة‪ ،‬و–ليل نفسصياتها‪ ،‬ودرسص أاخ‪Ó‬قها ‪ ،‬فهي‬
‫‪Ã‬جلمها حيل تفسصر حياة مَُتَك‪x‬د ‪ ،‬أا ُّلفت على صصورة واحدة ‪ ،‬وفيها انصصراف عن ا‪Ÿ‬وضصوع إا‪ ¤‬األسصلوب ‪ ،‬وعرضص‬
‫للموعظة أاو النكتة ا‪Ÿ‬سصتملحة واأللغاز اللغوية والنحوية ‘ لغة جزلة كث‪Ò‬ة الغريب ‪ ،‬و‘ أاسصلوب مسصجع ‪.‬‬
‫(*) ا‪Ÿ‬قامة ‪ :‬اسضم للمجلسس أاو ا÷ماعة من الناسس ‪ ،‬وسضميت األحدوثة من الك‪Ó‬م مقامة كأانها تذكر ‘ ›لسس واحد ‪Œ‬تمع فيه ا÷ماعة ‪ - .‬وقد تتبع بروكلمان معنى '' مقامة''‬
‫منذ العصضر ا÷اهلي حتى عصضر الهمذا‪ Ê‬فرأاى أان أاقدم معا‪ Ê‬ا‪Ÿ‬قامة يرجع إا‪ ¤‬أايام ا÷اهلية إاذ كانت عبارة عن ›تمع القبيلة ‪ ،‬ثم اتخذت شضك‪ Ó‬دينيا ‘ عهد األمؤي‪ Ú‬إاذ‬
‫أاصضبحت أاحاديث زهدية تروى ‘ ›السس ا‪ÿ‬لفاء ‪ ،‬ثم تطؤر معناها فصضارت تقرن بالشضعر واألدب وأاخبار الؤقائع القد‪Á‬ة ‪ .‬ولكنها ‘ القرن التاسضع تهبط من مسضتؤاها الرفيع‬
‫إا‪ ¤‬مسضتؤى الكدية والسضتجداء بلغة مختارة ‪ ،‬و‪ ⁄‬تتخذ شضكلها ا◊قيقي إال على يد بديع الزمان الهمذا‪ Ê‬ثم ا◊ريري ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪42‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 43‬‬
‫كانت ا‪Ÿ‬قامات صصورة جزئية ◊ياة العصصر الذي فشصت فيه عادة التلصصصص والكدية ‪ .‬وقد جاء مرارا على لسصان أابي‬
‫الفتح اإلسصكندري ‪ ،‬ذم للعصصر الذي أاصصبح فيه ا◊مق خ‪Ò‬ا من التعّقل ‪:‬‬
‫ا◊مـــــــــــــــــق ف ˘يــــــــــــه م ˘ل˘يـــــــــــح‬
‫كـــــمـــــــــــــــــــا تــــــــــــــــــراه غششوُم‬
‫والعقـــــــــــــــل َعــيْــــــــــــبٌ ولـــــــوُم‬
‫وا‪Ÿ‬ـــــــــــال طــيــــــــــــــف ولــــــــــكن‬
‫حــــــــــــــول اللئـــــــــــــــام يــــــــحـوُم‬
‫هـــــــــــــذا الــــزمــــــــــــــان مششـــــــوم‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪43‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 44‬‬
‫‪ -٤‬أإصصحاب إ‪Ÿ‬قامات ‪:‬‬
‫فتح بديع الزمان الهمذا‪ Ê‬باب فن ا‪Ÿ‬قامات واسصعا فو÷ه بعده كث‪Ò‬ون ‪ ،‬بل قّلما مّر أاديب من األدباء‬
‫ا‪Ÿ‬عروف‪ ، Ú‬منذ عهد ا◊ريري إا‪ ¤‬أاواخر القرن التاسصع عشصر ‪ ،‬إال طرقه ‪ .‬ولكن أاشصهر من عرف بذلك الفن‪ ،‬وبرع‬
‫فيه ‪ ،‬ث‪Ó‬ثة ‪ :‬بديع الزمان الهمذا‪ Ê‬وأابو محمد القاسصم ا◊ريري ‘ العهد العباسصي ‪ ،‬والشصيخ ناصصيف اليازجي ‘‬
‫عهد النهضصة ‪.‬‬
‫‪ -٥‬مقامات إلهمذإ‪: Ê‬‬
‫بلغنا من مقامات الهمذا‪ Ê‬إاحدى وخمسصون مقامة طبعت ‘ اآلسصتانة سصنة ‪١٢٩٨‬هـ ‪ ،‬ثم ‘ ب‪Ò‬وت‬
‫مشصروحة للشصيخ محمد عبده سصنة ‪١٨٨٩‬م ‪.‬‬
‫أإ‪ -‬موضصوعاتها ‪ :‬تتناول مقامات الهمذا‪ Ê‬ا‪Ÿ‬وضصوعات األدبية واللغوية ‪ ،‬والك‪Ó‬مية واألخبار ‪.‬‬
‫ب‪ -‬رإويتها وبطلها ‪ :‬راوية مقامات الهمذا‪ Ê‬هو عيسصى بن هشصام ‪ ،‬وهو رجل أاسصفار واحتيال على‬
‫الزمان الغشصوم ‪ .‬أاما بطلها فهو أابو الفتح اإلسصكندري وهو رجل عقل وثقافة واسصعة ‪ ،‬يقول الشصعر الرائع ‪ ،‬ويسصلك‬
‫أاوعر ا‪Ÿ‬سصالك ‘ اللغة ونقد األدب ويخرج منها خروج العا‪ ... ⁄‬وقد خ‪ È‬ا◊ياة وذاق حلوها ومرها ‪ ،‬وسصعى ‘‬
‫الحتيال على الدهر القاسصي بطرق شصتى للكدية ‪ .‬ووقف ‘ سصبيل ذلك مواقف شصتى‪ ،‬فكان خطيبا يلقي على‬
‫ا÷ماه‪ Ò‬درر أاقواله تارةً‪ ،‬ومشصعوذا يسصحر الناسص ‪Ã‬ضصحكاته ومكره وأاكاذيبه تارةً أاخرى ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪44‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 45‬‬
‫وقد حمل أابو الفتح اإلسصكندري على سصلوك هذه الطريق ‪ ،‬دهٌر قسصا عليه كما قسصا على غ‪Ò‬ه من أاهل العلم‬
‫واألدب ‪ ،‬فتصصعلك وتسصّول ‪ ،‬وانحدر إا‪ ¤‬هّوة الكدية ‪ ،‬وجعل حياته كلها سصلسصلة من األسصفار‪ ،‬وا‪Ÿ‬غامرات ‘ طلب‬
‫ا‪Ÿ‬ال ‪ ،‬فلم ي‪Î‬ك بلدا ‘ العراق وفارسص‪ ،‬وسصجسصتان‪ ،‬وخراسصان‪ ،‬وقزوين‪ ،‬وط‪È‬سصتان‪ ،‬وأارمينية‪ ،‬وب‪Ó‬د العرب‪.‬‬
‫وتقلب مع الزمان ‪ ...‬لذلك نراه ‘ ا‪Ÿ‬قامة السصاسصانية زعيما ÷ماعة بني سصاسصان ‪ ،‬ونراه ‘ ا‪Ÿ‬قامة ا‪ÿ‬مرية إاماما‬
‫يصصلي ‘ الناسص ‪ ،‬و‘ القزوينية متنكرا ‘ زي الغزاة ا‪Û‬اهدين ‪ ،‬و‘ ا‪Ÿ‬قامة القردية يرقصص قرده ويضصحك‬
‫الناسص ‪ ،‬و‘ ا‪Ÿ‬وصصلية دجّال يّدعي إاحياء ا‪Ÿ‬وتى ‪ ،‬وكل ذلك عم‪ Ó‬با‪Ÿ‬بدأا القائل ‪ ' :‬الغاية ت‪È‬ر الوسصيل'ة ‪....‬‬
‫إان بعضص مقامات بديع الزمان الهمذا‪ Ê‬تتسصع لبعضص القصصصص الطريف النابضص با◊ياة والذي ل يخلو من متعة‪.‬‬
‫فا‪Ÿ‬قامة ا‪Ÿ‬ضص‪Ò‬ية وا‪Ÿ‬قامة األسصدية مث‪ Ó‬حافلتان باألسصلوب القصصصصي الشصائق ؛ ولكن ذلك األسصلوب يثقله من ح‪Ú‬‬
‫إا‪ ¤‬آاخر التطويل والتكلف ‪ ،‬وتَط‪t‬لب الزخرفة ‪ ،‬والهتمام بالناحية التعليمية ‪.‬‬
‫حنا إلفاخوري‬
‫تاريخ إألدب إلعربي‬
‫إ‪Ÿ‬كتبة إلبوليسصية ‪ ،‬ب‪Ò‬وت ط‪( ٨‬د ‪ -‬ت)‬
‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬
‫‪ -١‬عّرف ا‪Ÿ‬قامة تعريفا موجزا يلّخصص أاهم خصصائصصها ‪.‬‬
‫‪ -٢‬كيف تطّور فّن ا‪Ÿ‬قامة ع‪ È‬التاريخ ؟‬
‫‪ -٣‬للمقامة قيمة تاريخية وفنية وتعليمية ‪ ،‬وضصح ذلك ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اذكر أاشصهر كتّاب ا‪Ÿ‬قامة ع‪ È‬التاريخ ‪ ،‬غ‪ Ò‬مكتف ‪Ã‬ن وردت أاسصماؤوهم ‪.‬‬
‫‪ -٥‬حّدد أاهّم سصمات الّراوي والبطل ‘ مقامات الهمذا‪ ، Ê‬ووضّصح ع‪Ó‬قة هذه السصمات‬
‫بالعصصر‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪45‬‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 46
46
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 47‬‬
‫نصس أإدبي‬
‫‪á«q°†jô≤dG áeÉ≤ŸG‬‬
‫بديع إلزمان إلهمذإ‪Ê‬‬
‫“هيد‬
‫‘ ا‪Ÿ‬ق ˘ام ˘ة ع ˘ن˘اصض˘ر قصضصض˘ي˘ة ث˘اب˘ت˘ة ُت˘ّم˘ث˘ل ال˘ؤج˘ه ال˘ق˘اّر م˘ن˘ه˘ا‪ ،‬و ه˘ي‬
‫العنؤان‪ ،‬و ا‪Ÿ‬زاوجة ب‪ Ú‬الشضعر و الن‪ ،Ì‬والتأانق ‘ العبارة و السضجع‪،‬‬
‫وراو وبطل وهميّان‪ ،‬وحديث مسضند يروى ‘ ›لسس‪ ،‬وحادثة هي ‘‬
‫الغالب تكدية ومغالبة للدهر ثّم الشضكؤى من الزمان و ك‪Ì‬ة ا‪Ÿ‬ؤاعظ‪.‬‬
‫( عن حّمادي صضّمؤد)‬
‫حدثنا عيسصى بن هشصام قال ‪ :‬طرحتني النّوى مطارحها حّتى إاذا وِطئتُ‬
‫ت فيها يد‬
‫أارضص جرجان (*) األقصصى‪ ،‬فاسصتظهرتُ (‪ )١‬على األّيام بضصياع أاَجلْ ُ‬
‫الِعمارِة ‪ ،‬وأاموال وقفتها على الّتجارة ‪ ،‬وحانوت جعلته مثابًة (‪ ، )٢‬ورفقة‬
‫اّتخذتها صصحابة ‪ .‬وجعلت للدار حاشِصيَتْى النهار ‪ ،‬وللحانوت ما بينهما ‪ .‬فجلسصنا‬
‫يوًما نتذاكر القريضص(‪ ،)٣‬وأاهله وتلقاءنا شصاب قد جلسص غ‪ Ò‬بعيدٍ يُنصصت وكأاّنه يفهم ‪،‬‬
‫ويسصكت وكأاّنه ل يعلم ‪ ،‬حتى إاذا مال الك‪Ó‬م بنا َمْيله ‪ ،‬وجّر ا÷داُل فينا ذيله ‪ .‬قال ‪ :‬قد أاصصبتم عذْيقه (‪،)٤‬‬
‫ووافيتم جذيله (‪ ، )٥‬ولو شصئت للفظت وأافضصت ‪ ،‬ولو قلت ألصصدرت‪ ،‬وأاوردت‪ ،‬و÷لوت ا◊ق ‘ معرضص بيان يُسصمع‬
‫ت ‪ :‬يا فاضصُل اْدُن فقد مّنيت ‪ ،‬وهات فقد أاثنيت ‪ ،‬فدنا وقال ‪ :‬سصلو‪ Ê‬أا ُِجبُكمْ ‪.‬‬
‫الصصمّ‪ ،‬وينزل العصصم (‪ ،)٦‬فقل ُ‬
‫واسصمعوا أا ُِعجْبُكمْ ‪ .‬فقلنا ما تقول ‘ امرئ القيسص (*) ؟ قال ‪ :‬هو أاّول من وقف بالديار‪ ،‬وعرصصاتها (‪ ،)٧‬واغتدى‬
‫والط‪ُ ‘ Ò‬وكَناِتَها ‪ ،‬ووصصف ا‪ÿ‬يل بصصفاتها ‪ ،‬و‪ ⁄‬يقل الشصعر كاسصبا ‪ ،‬و‪ ⁄‬يُجد القول راغبا ‪ ،‬ففضصل من تفتق‬
‫للحيلة لسصانُه‪ ،‬وانتجع للرغبة بنانُه ‪ .‬قلنا ‪ :‬فما تقول ‘ النابغة (*) ؟ قال‪ :‬يثِْلبُ (‪ ،)٨‬إاذا حنقَ ‪ ،‬و‪Á‬دح إاذا رغب‪،‬‬
‫ويعتذر إاذا رهب ‪ ،‬ول يرمي إال صصائبا ‪ .‬قلنا ‪ :‬فما تقول ‘ زه‪)*( Ò‬؟ ‪ :‬قال ‪ :‬يذيب الشصعَر والشصعُر يذيبه ‪ .‬ويدعو‬
‫القول وال ّسصحُر يجيبه ‪ .‬قلنا ‪ :‬فما تقول ‘ طرفة(*)؟ قال ‪ :‬هو ماء األشصعار وطينتها ‪ ،‬وكنز القوا‘ ومدينتها ‪،‬‬
‫مات و‪ ⁄‬تظهر أاسصرار دفائنه ‪ ،‬و‪ ⁄‬تُفَتح أاغ‪Ó‬ق خزائنه ‪ ،‬قلنا ‪ :‬فما تقول ‘ جرير (*)‪ ،‬والفرزدق(*)؟ وأايهما‬
‫أاسصبق ؟ فقال ‪ :‬جرير أارّق شصعرا ‪ ،‬وأاغزر غزرا‪ ،‬والفرزدق أام‪ Ï‬صصخرا ‪ ،‬وأاك‪ Ì‬فخرا ‪ ،‬وجرير أاوجع هجوا ‪،‬‬
‫وأاشصرف يومًا ‪ ،‬والفرزدق أاك‪َ Ì‬رْومًا (‪ ،)٩‬وأاكرم قوما ‪ .‬وجرير إاذا نسصب أاشصجى ‪ .‬وإاذا ثلب أاردى ‪ .‬وإاذا مدح أاسْصنى‬
‫‪ .‬والفرزدق إاذا افتخر أاجزى ‪ .‬وإاذا احتقر أازرى (‪ )١٠‬وإاذا وصصف أاوفى ‪ .‬قلنا فما تقول ‘ ا‪ُŸ‬حَْدث‪ Ú‬من الشصعراء‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪4٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 48‬‬
‫وا‪Ÿ‬تقدم‪ Ú‬منهم ؟ قال ‪ :‬ا‪Ÿ‬تقدمون أاشصرف لفظا ‪ .‬وأاك‪ Ì‬من ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬حّظا‪ .‬وا‪Ÿ‬تأاخرون أالطف صصنعا وأارق نسصجا‪ .‬قلنا ‪:‬‬
‫فلو أاريت من أاشصعارك ورويت من أاخبارك ؟ قال‪ :‬خذهما ‘ معرضص واحد وقال ‪ (:‬من الّرجز) ‪:‬‬
‫اأّم ˘ ˘ــــــــــــــا تــــَرْون ˘ ˘ي اأت ˘ ˘َغ ˘ ˘ــشّش ˘ ˘ى ِط ˘ ˘ـــْم˘ ˘ًرا‬
‫(‪)١١‬‬
‫عــــلى ال ˘ ˘لّ ˘ ˘يـــال ˘ ˘ي غ ˘ ˘مـــرا ً‬
‫(‪)١٣‬‬
‫ُم˘ ْضش˘ـــ َ‬
‫ط˘ب˘ن˘ا‬
‫(‪)١٢‬‬
‫وكــــــــــان هــــــــذا الحــــــــ‪t‬ر اأعـلى قـــــــدرا‬
‫ممتطيـــــــــــــــــا في ال ‪t‬ضشــــــــــــــرِ اأمـــــًرا مُ‪s‬را‬
‫ً‬
‫ح˘ـــــــــــْم˘َرا‬
‫مــــــــ‪Ó‬ق ˘ي ˘ا م ˘نـــــــــــه˘ا صشــــروف˘ا ُ‬
‫ومـــــــــــاء هــــــــــذا الـــــــوجه اأْغلى سِشـــــــْعرا‬
‫وعـــــــاد ُعــــرف العيــــــشض عنــــــــــدي نِكَرا‬
‫ن ظـــْه ˘َرا‬
‫ب الـــــــّده ˘ُر ل ˘بــــــــــط ˘ ٍ‬
‫ف ˘ان ˘قــــــــــــل َ‬
‫ق مــــــــن َوفـــــري إال ِذْك ˘ ˘ ˘ــــــــــرا‬
‫ل˘ ˘ ˘ ˘م ي˘ ˘ ˘ ˘بــــــ َ‬
‫ْ‬
‫(*)‬
‫لـــــول عــــــجوز لي ِب ُسشــــــــــــ‪s‬ر مَـــــنْ َرا‬
‫واأْف ˘ ˘ ˘ــــــــــرٌخ دوَن ج ˘ ˘ ˘بــــــــــــا ِ‬
‫ل ُب ˘ ˘ ˘صشــــَرى‬
‫ُ‬
‫ب الـّدهُر عليــهم ضشــــــــرا‬
‫قــــــــــــد جلــــــــ َ‬
‫ت يا سشــــــــادة نفسشــــــــــــي صَشبـرا‬
‫قَتـــــــــــــلْ ُ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ثــــــم إالى ال˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘يـــــــــوم ه ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘لـــــــــــمّ جــــــّرا‬
‫(*)‬
‫قال عيسصى بن هشصام ‪ :‬فأانلته ما تاَح (‪ )١٤‬وأاعرضص عنا فراح ‪ .‬فجعلت أانفيه وأاثبته ‪ .‬وأانِكُره وَكأاّني أاعرُفه‪ .‬ثم‬
‫ت‬
‫ت على إاثره ‪ .‬ثم قبضص ُ‬
‫دلتني عليه ثناياه ‪ .‬فقلت اإلسصكندري والله ‪ .‬فقد كان فارقنا خشصًفا (‪ . )١٥‬ووافنا جلفا‪ .‬ونهضص ُ‬
‫ت ‪ :‬أالسصتَ أابا الفتح ؟ أا‪ ⁄‬نربّك فينا وليًدا ولبثتَ فينا من عمرك سصن‪ . Ú‬فأاي عجوز لك ِب ُسص‪s‬ر َمْن َرا‪.‬‬
‫على خصصره ‪ .‬وقل ُ‬
‫‹ وقال ‪:‬‬
‫فضصحك إا ّ‬
‫حـــــــــكَ هــــــــــــــذا الزمـــــــــان زوُر‬
‫وي َ‬
‫ل تلتــــــــــزمْ حـــــــــــــــالًة ولـــــــــــــكن‬
‫فـــــــــــــ‪ Ó‬ي ˘ ˘ ˘ ˘غــــــــــرنك ال ˘ ˘ ˘ ˘غـــــــــــروُر‬
‫ُدْر ب ˘ال ˘ل ˘يـــــــــــال ˘ي كـــــــــــــم˘ا تــــــــدوُر‬
‫إ‪Ÿ‬قامات ‪ -‬صس صس ‪١٧-١٠‬‬
‫شصرح وتحقيق محمد محيي إلدين عبد إلحميد‬
‫دإر إلكتب إلعلمية‬
‫بيروت ‪ -‬لبنان د‪ -‬ت‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪48‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 49‬‬
‫إلتعريف بالكاتب ‪:‬‬
‫بديع إلزمان إلهمدإ‪٣٩٨-٣٥٨( : Ê‬هـ ‪١٠٠٨ - ٩٦٨ /‬م)‬
‫هو أابو الفضصل أاحمد بن ا◊سص‪ Ú‬الهمذا‪ Ê‬ا‪Ÿ‬لقب ببديع الزمان ‪ ،‬ولد بهمذان (‪٣٥٨‬هـ) وتو‘ بهراة‬
‫(‪٣٩٨‬هـ) ‪ ،‬هو أاول من ابتدع ا‪Ÿ‬قامات ‪.‬‬
‫عرف الهمذا‪ Ê‬بك‪Ì‬ة رح‪Ó‬ته ‪ ،‬فقد جاب اآلفاق واتصصل برجال السصلطة ‪Á‬دحهم ويحضصر ›السصهم‬
‫ويناظر العلماء حتى اشصتهر أامره ‘ هراة حيث تو‘ ‪.‬‬
‫أإشصهر مؤولفاته ‪:‬‬
‫‪ -١‬ديوان شصعر نشصره محمد شصكري المكي في القاهرة سصنة ‪١٩٠٣‬م ‪.‬‬
‫‪› -٢‬موعة رسصائل وهي ‪ ٢٣٣‬رسصالة ‘ مسصائل شصتى‪ ،‬اعتنى بطبعها الشصيخ إابراهيم األحدب ‘ ب‪Ò‬وت ‪.‬‬
‫‪ -٣‬المقامات ‪ :‬وهي اثنتان وخمسصون مقامة حققها وشصرحها الشصيخ محمد عبده سصنة ‪١٨٨٩‬م ‪.‬‬
‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي ‪:‬‬
‫‪ -١‬إسصتظهرت ‪ :‬اسصتظهر على الشصيء ‪ :‬اسصتعان ‪.‬‬
‫‪ -٢‬مثابـــــــــة ‪ :‬اسصم مكان من ( ث ‪ ،‬و ‪ ،‬ب) ‪ :‬وهو ا‪Ÿ‬وضصع الذي يرجع إاليه مرة بعد أاخرى ‪.‬‬
‫‪ -٣‬إلقـــريضس ‪ :‬قرضص الشصعر ‪ :‬قاله أاو نظمه ‪ ،‬والقريضص ‪ :‬الشصعر ‪.‬‬
‫‪ -٤‬عذيـــــقة ‪ :‬تصصغ‪ Ò‬لَعْذق ‪ :‬وهو النخلة ‪Ã‬ا عليها ‪ :‬ومقصصد التصصغ‪ Ò‬هو التعظيم ‪.‬‬
‫‪ -٥‬جـــــذيلة ‪ :‬تصصغ‪ِ Ò‬‬
‫÷ْذل ‪ :‬أاصصل الشصجرة وغ‪Ò‬ها بعد ذهاب الفرع ‪.‬‬
‫‪ -٦‬إلُعصصــــــم ‪ :‬مفردها ( أاعصصم) ‪ :‬الوعل ‘ ذراعه بياضص وسصائره أاسصود ‪ .‬والُع ْصصم ‪ :‬الوعول تلزم أاعا‹‬
‫ا÷بال ول تنزل إال اضصطرارا ‪.‬‬
‫‪ -٧‬عرصصاتها ‪ :‬مفردها ( َعْرصصة) ‪ :‬سصاحة الّدار ‪ ،‬والبقعة الواسصعة ب‪ Ú‬الّدور لبناء فيها ‪.‬‬
‫‪ -٨‬يثلــــــــــب ‪ :‬من ( ثلب) ف‪Ó‬نا ‪ :‬عابه وتنقصصه ‪.‬‬
‫‪َ -٩‬رْومـــــــــــًـا ‪ :‬رامه ‪َ ،‬رْوًما ومراًما ‪ :‬طلبه ‪ ،‬ال‪s‬رْوم ‪ :‬ا‪Ÿ‬طلب ‪ .‬والّرْوُم ‪ :‬سصرعة النطق با◊ركة ‘ آاخر الكلمة عند‬
‫القّراء‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪49‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 50‬‬
‫أازرى عليه ‪ :‬عابه وعتب عليه ‪.‬‬
‫‪ -١٠‬أإزرى ‪:‬‬
‫الطمر ‪ :‬هو الثوب البا‹ ‪.‬‬
‫‪ -١١‬طمرإ ‪:‬‬
‫من الفعل (اضصط‪ )Í‬الشصيء ‪ :‬حمله ‘ ضصبنه ‪ :‬والضص‪ : Í‬اإلبط وما يليه ‪.‬‬
‫‪ -١٢‬مضصطبنا ‪:‬‬
‫‪ -١٣‬غمرإ ‪ :‬إلِغمر ‪ :‬ا◊قد والغّل ‪.‬‬
‫ما قّدر أاو ما تهيأا وتي ّسصر ‪.‬‬
‫‪ -١٤‬ما تاح ‪:‬‬
‫ولد الظبية أاول ما يولد (يطلق على الذكر واألنثى) ‪.‬‬
‫‪ -١٥‬خشصفا ‪:‬‬
‫إألع‪Ó‬م وإألماكن ‪:‬‬
‫إمرؤو إلقيسس ‪ :‬ا‪Ÿ‬لقب ب'ـا‪Ÿ‬لك الضصلي'ل ‪ ،‬توّفي حوا‹ (‪٦٢‬ق‪-‬هـ) ‪ ،‬هو أاك‪ È‬شصعراء ا÷اهلية وله معلقة مشصهورة ‪.‬‬
‫إلنابغــــــــة ‪ :‬هو زياد بن معاوية الذبيا‪ Ê‬ا‪Ÿ‬عروف بالنابغة الذبيا‪ ، Ê‬تو‘ حوا‹ (‪ ١٨‬ق هـ) ‪ ،‬هو من فحول شصعراء‬
‫ا÷اهلية‪.‬‬
‫زهــــــــــــ‪ : Ò‬هو زه‪ Ò‬بن أابي سصلمى ا‪Ÿ‬ز‪ Ê‬تو‘ حوا‹ (‪١٣‬ق هـ) وهو من أاصصحاب ا‪Ÿ‬علقات ا‪Ÿ‬شصهورين ‪.‬‬
‫طرفـــــــــــة ‪ :‬هو طرفة بن العبد ‪ ،‬شصاعر جاهلي تو‘ حوا‹ (‪ ٦٠‬ق هـ) وهو ‘ ريعان الشصباب ‪ ،‬من أاصصحاب‬
‫ا‪Ÿ‬علقات‪.‬‬
‫جــــــريـــــــــر ‪ :‬هو جرير بن عطية التميمي ال‪Ò‬بوعي وا‪Ÿ‬لقب بأابي حرزة ‪ ،‬تو‘ حوا‹ (‪ ١١٠‬هـ) ‪،‬وهو من أاشصهر‬
‫شصعراء العصصر األموي ‪.‬‬
‫إلفـــــــــرزدق ‪ :‬هو هّمام بن غالب بن صصعصصعة التميمي ‪ ،‬تو‘ حوا‹ (‪ ١١٢‬هـ) اشصتهر با‪Ÿ‬دح والهجاء والفخر ‘‬
‫العصصر األموي ‪.‬‬
‫جــــــــرجان ‪ :‬إاقليم من ب‪Ó‬د فارسص فتحه يزيد بن ا‪Ÿ‬هلب حوا‹ (‪٩٩‬هـ) ‪.‬‬
‫سصـــــــّرمن رإ ‪ :‬هي سصامراء اليوم ‪ ،‬مدينة ‘ العراق بناها ا‪ÿ‬ليفة العباسصي ا‪Ÿ‬عتصصم سصنه ‪٢٢١‬هـ ‪.‬‬
‫بصصــــــــــــــرى ‪ :‬مدينة ‘ سصوريا ‪ ،‬هي أاول مدينة فتحت ‘ الشصام على يد خالد بن الوليد سصنه ‪١٤‬هـ ‪.‬‬
‫ملحوظة ‪:‬‬
‫إلبيتان إألخ‪Ò‬إن هما ألبي دلف إ‪ÿ‬زرجى وهو من إلشصعرإء إلظرفاء وكان معاصصرإ للهمذإ‪ Ê‬بحسصب ما أإورده إلثعالبي ‘ كتابه ““يتيمة‬
‫إلدهر في محاسصن أإهل إلعصصر““ (دإر إلكتب إلعلمية ‪ ،‬د ت ‪ ،‬ج‪ ٣‬صس‪. )٣٥٤‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪50‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 51‬‬
‫أإسصئلة إإلعدإد إ‪Ÿ‬نز‹ ‪:‬‬
‫إقرأإ إلنصس إلسصابق وإشصرحه مسصتعينا باألسصئلة إلتالية ‪:‬‬
‫‪ّ -١‬قدم النصص تقد‪Á‬ا ماديا ومعنويا ‪.‬‬
‫‪ -٢‬حّدد الشصخصصيات ‘ ا‪Ÿ‬قامة السصابقة ‪ ،‬واذكر الدور الذي اضصطلعت به كل شصخصصية ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما الظاهرة الطاغية على أاسصلوب ا‪Ÿ‬قامة ‪ ،‬والتي تُع‪t‬د الركن األسصاسصي ‘ بنائها ؟‬
‫‪ -٤‬ما الطريقة التي سصلكها أابو الفتح اإلسصكندري ‪ -‬بطل ا‪Ÿ‬قامة ‪ -‬للحصصول على ا‪Ÿ‬ال ؟‬
‫أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬
‫‪ ' -١‬حدثنا عيسصى بن هشصام قال ‪' :‬هذه العبارة تتكرر ‘ بداية كل مقامة ‪:‬‬
‫أا‪ -‬يدل الضصم‪ Ò‬ا‪Ÿ‬تصصل 'ن'ا ‘ حدثنا ‪:‬‬
‫ أاّن عيسصى بن هشصام هو كاتب ا‪Ÿ‬قامة ‪.‬‬‫أانّ ا‪Ÿ‬قامة تُروى ‘ ›لسص ‪.‬‬‫‪-‬أاّن ابن هشصام أاخ‪ È‬بها الهمذا‪ Ê‬وحده ‪.‬‬
‫(تخ‪ Ò‬إلصصوإب)‬
‫ب‪ -‬إاضصافة إالى أانه الراوي ‪ ،‬ما الدور الذي يضصطلع به عيسصى بن هشصام في المقامة ؟‬
‫ج‪ -‬من صصورة شصاب ' قد جلسص ينصصت ‪ ' ..‬إالى صصورة محتال يقول ' در بالليالي كما تدور ' شصهدت شصخصصية أابي‬
‫الفتح السصكندري عّدة تحولت ‪.‬‬
‫أا‪ -‬حدد التحولت التي شصهدتها شصخصصية أابي الفتح ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما الصصورة التي تسصتخلصصها عن شصخصصيته ؟‬
‫‪ -٣‬عيسصى بن هشصام هو الراوي وأاحد شصخصصيات المقامة ‪ ،‬واإلسصكندري هو البطل الرئيسصي في المقامة ‪،‬‬
‫وبين الشصخصصيتين صصفات مشصتركة وأاخرى مختلفة‪:‬‬
‫أا‪ -‬حدد صصفات كل من الشصخصصيتين ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بين وجوه التفاق والخت‪Ó‬ف بينهما ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪51‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 52‬‬
‫‪ -٤‬ضصّمن الهمذا‪ ‘ Ê‬ا‪Ÿ‬قامة جملة من ا‪Ÿ‬واقف النقدية ‘ الشصعر ‪ ،‬صصنّف هذه ا‪Ÿ‬واقف وفق ا÷دول التا‹‪:‬‬
‫ا‪Ÿ‬وقـــــــــــف‬
‫الششــــــــــاعر‬
‫القضشية النقدية‬
‫امرؤو القيسض‬
‫الأول ‘ ال˘ ˘بك˘ ˘اء ع˘ ˘لى الأط˘ ˘‪Ó‬ل ووصش ˘ف النموذج الششعري‬
‫(الفحولة)‬
‫ا‪ÿ‬يل ‪ ،‬وعدم التك ّسشب‬
‫النابغة‬
‫‪..........................‬‬
‫الأغراضض الششعرية‬
‫زه‪Ò‬‬
‫‪..........................‬‬
‫تعديل الششعر وتهذيبه‬
‫طرفة‬
‫‪...........................‬‬
‫الرواية وضشياع الششعر‬
‫جرير والفرزدق‬
‫‪..........................‬‬
‫ا‪Ÿ‬وازنة ب‪ Ú‬الششعراء‬
‫القدامي وا‪Ù‬دثون‬
‫‪..........................‬‬
‫الطبع والصشنعة‬
‫‪ -٥‬أاثار الهمذا‪ Ê‬قضصية الشصعراء ا‪Ÿ‬تقدم‪ ،Ú‬والشصعراء ا‪Ÿ‬تأاخرين؛ ليطرح قضصية الطبع والصصنعة ‪ ،‬فما‬
‫ا‪Ÿ‬وقف الذي أابداه على لسصان أابي الفتح اإلسصكندري ؟‬
‫‪ ‘ -٦‬النصص جملة من العناصصر “ثّل ›تمعة بنية ا‪Ÿ‬قامة ‪ ،‬حّددها‪ ،‬م‪È‬زا القرينة النصصية الدالة عليها‪،‬‬
‫من خ‪Ó‬ل اسصتكمال ا÷دول التا‹ ‪:‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪52‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 53‬‬
‫عناصشر البنية‬
‫م‬
‫القرائن النصشية‬
‫‪ ١‬العنوان‬
‫‪................................‬‬
‫‪......................... ٢‬‬
‫نون ا÷ماعة ‘ حدثنا‬
‫‪ ٣‬حديث مسشند‬
‫‪.............................‬‬
‫‪............................... ٤‬‬
‫عيسشى بن هششام ‪ :‬راو واأحد الششخصشيات‬
‫اأبو الفتح اإلسشكندري ‪ :‬البطل الرئيسشي‬
‫حك ˘ ˘اي ˘ ˘ة ‪ :‬ال ˘ ˘ت ˘ ˘ح ˘ ˘ي˘ ˘ل ب˘ ˘اسش˘ ˘ت˘ ˘خ˘ ˘دام الأدب‬
‫‪٥‬‬
‫(الكدية)‬
‫‪...............................‬‬
‫*‬
‫‪ ٦‬اأسشلوب السشجع‬
‫‪................................‬‬
‫‪............................. ٧‬‬
‫ثم دلتني عليه ثناياه ‪ .‬فقلت اإلسشكندري والله‬
‫‪٨‬‬
‫ثنائية الششعر والن‪Ì‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪ ٩‬ششكوى الدهر‬
‫‪ -٧‬اإلسصكندري صصاحب علم وبيان كما يبدو من خ‪Ó‬ل النصص ‪ ،‬لكنه يسصّخر أادبه للكسصب عن طريق الحْتيال‪:‬‬
‫أا‪ -‬وضّصح عناصصر ا◊يلة التي توخاها اإلسصكندري ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما الدللة الجتماعية لضصطرار األديب إا‪ ¤‬التحّيل لكسصب رزقه ؟‬
‫‪ -٨‬أاراد الهمذا‪ Ê‬من خ‪Ó‬ل هذه ا‪Ÿ‬قامة نقد ›تمع القرن الرابع ‪ ،‬وإابراز انق‪Ó‬ب القيم فيه ‪:‬‬
‫أا‪ -‬بّين‪ ،‬اعتمادا على النصص سصيطرة قيم ا‪Ÿ‬ال ‘ مقابل تراجع قيم األدب ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وضصح مظاهر النح‪Ó‬ل األخ‪Ó‬قي من خ‪Ó‬ل أادلّة نصصية ‪.‬‬
‫* الكدية ‪ :‬أاكدى وتكّدى ‪ :‬أالّح ‘ ا‪Ÿ‬سضأالة ‪ ،‬والكدية ‪ :‬حرفة ا‪Ÿ‬تسضؤل اُ‪Ÿ‬لّح والكدية ‪ :‬ضضرب من األدب يقؤم على التأانق ‘ اللغة ‪ ،‬وتؤظيف البديع والصضنعة‬
‫اللغؤية من أاجل التسضؤل والحتيال على الناسس لتأام‪ Ú‬الرزق ‪ ،‬وهؤ أادب هامشضي ‪Á‬ثل أا‪‰‬ؤذجه أابؤ الفتح اإلسضكندري ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪53‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 54‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬إألسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬
‫‪ -١‬عدد العناصصر البانية للمقامة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اسصتغل الهمذا‪ Ê‬ا‪Ÿ‬قامة لإ‪Ó‬دلء ‪Ã‬واقفه من قضصايا النقد األدبي ‘ عصصره‪ .‬بّين هذه ا‪Ÿ‬واقف ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما األبعاد الجتماعية التي تشص‪ Ò‬إاليها ا‪Ÿ‬قامة ‘ القرن الرابع ؟‬
‫رإبعًا‪ :‬إلنشصاط ‪:‬‬
‫ عد إالى ( شصرح مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامات بديع الزمان الهمذاني) لمحمد محي ـ ـ ـي الدين عبد الحميد ( دار‬‫الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ ،‬دون تاريخ) واقرأا المقامة البغدادية ‪ ،‬ثم قارن بينها وبين المقامة‬
‫القريضصية من حيث عناصصر البناء ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪54‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 55‬‬
‫نصس أإدبي‬
‫‪ájqQÉë°üdG áeÉ≤ŸG‬‬
‫أإبو إ◊ارث إل‪È‬وإ‪Ê‬‬
‫“هيد‪:‬‬
‫““ إل‪È‬وإ‪َ Ê‬نَهج َنْهَج سصابقيه من كتّاب إ‪Ÿ‬قامات ح‪ Ú‬إسصتهّل بالسصند ‪ ،‬و‘ إعتماده على رإو بعينه‪،‬‬
‫وتركيزه على شصخصصيتيْ إلرإوي وإلبطل ‪ ،‬وتغييبه للحدث وإ◊بكة نتيجة طغيان إلسصجع‬
‫وإ÷ناسس ‪ ،‬و‘ توظيفه أإسصماء لبلدإن وموإقع جغرإفية من أإجل إإلشصارة إإ‪ ¤‬إ‪ÿ‬لفية إ‪Ÿ‬كانية‬
‫إلتي وقعت فيها أإحدإث إ‪Ÿ‬قامة ““‪.‬‬
‫عن آإسصية إلبوعلي‬
‫( ›لة نزوى )‬
‫حكى ه‪Ó‬ل بن إاياسص ‪ .‬قال ‪ :‬أازمعت الرحيل ‪ ‘ ،‬ركب من بني حارث البهاليل (‪ ، )١‬وما منهم إال أاغّر‬
‫‚يب‪ ،‬نُدٌب إاذا ُعّد الكرام نسصيب ‪ .‬فما زلنا نسصتقرئ ا‪Ÿ‬نازلَ وا‪Ÿ‬عاهَد ‪ ،‬ونطوي السصباسصبَ والفدافَد (‪ ، )٢‬إا‪ ¤‬أان‬
‫دخلنا صصحار (*) ‪ ‘ ،‬رائعة النهار‪ .‬فبينما نحن ‚ول ‘ شصوارعها ونسصتقصصي مشصارعها (‪ ، )٣‬فإاذا نحن على قاصصية‬
‫ا◊ضصيضص بناٍد قد احتوله القوم بالق ّضص والقضصيضص (‪ ، )٤‬وقد برز ‘ بحبوحته (‪ ،)٥‬ذو ◊ية كثّة‪ ،‬وهيئة رثّة ‪ ،‬قد‬
‫حلب الدهر أاشصطريه (‪ ،)٦‬وبلغ من العلم أاطوريه (‪ ، )٧‬وقبالته فتى قد كسصاه ا◊سصن ثوب ا÷مال‪ ،‬واسصتعار البدر منه‬
‫الكمال ‪ ... ،‬والشصيخ مقبل إاليه ‪ ،‬عاقد جوامع طرفه عليه ‪ ،‬فسصمعته يقول ‪ :‬يا بني أاعر‪ Ê‬أاذنًا واعية ‪ ،‬ونفسصًا مطيعة‬
‫مراعية ‪ ،‬ولتكن ‡ن قبل النصصيحة فاغتنْم ‪ ،‬ل من أاخذته العزة فح ْسصبه جهنْم ‪ .‬فوا الذي جعل األرضص مهادا ‪،‬‬
‫ت (‪ )٨‬عوَده ‘‬
‫وا÷بال أاوتادا ‪ ،‬ما بثث ُ‬
‫ت لك هذه الودائع ‪ ،‬وأاعرُت لها منك ا‪Ÿ‬سصامع ‪ ،‬إال بعد ما بلوتُ الدهر‪ ،‬وعجم ُ‬
‫ت ‘ أاعطاف اليسصر ‪ ،‬و“رغت ‘ أاعطان (‪ )٩‬العسصر ‪ ،‬وركبت البحار‪ ،‬وجبت القفار ‪ ،‬وخضصت‬
‫ا‪ Òÿ‬والشصر ‪ ،‬وتقّلب ُ‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪55‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 56‬‬
‫الغمار ‪ ،‬واقتحمت األخطار ‪،‬وعاينت الحروب ‪ ،‬وعانيت الخطوب ‪ .‬فلم أاكد أارى اليوم من الدهر جديدا ‪ ،‬ول من‬
‫أاحواله مزيدا ‪ .‬يا بني اترك ما ل يعنيك لتسصلم من غائلة ما يعّنيك ‪ ،‬وِمْل عن اإلخ‪Ó‬ق(‪ )١٠‬إالى محاسصن األخ‪Ó‬ق‪،‬‬
‫وانزل الشصفيق منزله الشصقيق ‪ ،‬واكتسصب ُخّلة (‪ )١١‬الناسص بَِخّلة اإليناسص ‪ ...‬واعتصصم يا بني بالعقل من بادرة الهوى‬
‫فمن َعَقَله الهوى فقد هوى ‪ ....‬واقتِن من العلم ما يقّوم ميلك ‪ ،‬وشصّمر له‪ ،‬واجعل إاليه ميلك ‪...‬‬
‫(‪)١٢‬‬
‫ف إالّ‬
‫ت إالى الجماعة ‪ ،‬فقال ‪ :‬عزم ُ‬
‫ثم التف َ‬
‫ت على من أاخلصص لله الطاعة إال ما أاَرْعني سصمَعه ‪ ،‬ول يكّل ْ‬
‫ت الضصيْر ‪ ،‬وأاطرقوا فكأانما على رؤووسصهم الطيْر ‪ .‬فقال إان هذا الفتى ولدي ‪ ،‬وخليفتي‬
‫وسصعه ‪ .‬فقالوا له ‪ :‬أافدنا وقي َ‬
‫من بعدي ‪ ...‬وقد كنت وإاياه نغدو بأايمن الغدوات ‪ ،‬ونمسصي بأابرك الروحات بعيشص َهنِي ‪ ،‬وزّي وري (‪ ،)١٣‬فما راعني‬
‫(‪)١٥‬‬
‫إال األيام قد قلبت لنا ظهر المجَْن (‪ )١٤‬وشصّنت الغارة علينا بالمحنْ ‪ ...‬وما فتئتْ تع ّضصنا بشصدائدها ‪ ،‬وتقرمنا‬
‫بنواجذها ‪ ،‬إالى أان خفّ المتاع ‪ ،‬وانّحط الشصراع ‪ ،‬فصصرنا عند الناسص مما ابتلينا من اإلف‪Ó‬سص ‪ ...‬فلم تزل النوى‬
‫تطرح بنا كل مطرح ‪ ،‬وتسصرْحنا في كل مسصرح ‪ ،‬إالى أان حللنا واديكم ‪ ،‬وولجنا ناديكم ‪ ،‬فهل من كريم يجلو عنا‬
‫دياجير هذه الكوارث ويفّل بأاريحية كرمه شصبا (‪ )١٦‬هذه الحوادث ‪:‬‬
‫اأششكـــو إا‪ ¤‬الـــل ˘ ˘ ˘ه صشـــروف ال ˘ ˘ ˘ده ˘ ˘ ˘ر‬
‫م ˘ ˘ن ب ˘ ˘ع˘ ˘د م˘ ˘ا ك˘ ˘نـــــــت ن˘ ˘ب˘ ˘يــه ال˘ ˘قـدر‬
‫اأصش ˘ ˘ ˘ ˘بـــحت ل اأمـــلك غ‪ِ Ò‬ط ˘ ˘ ˘ ˘م˘ ˘ ˘ ˘ري‬
‫وا◊مــــــــد لـــــــل ˘ ˘ ˘ ˘ه إال˘ ˘ ˘ ˘يـــــه اأمــري‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪56‬‬
‫اأع ˘ق ˘بـــــــــن ˘ي ب ˘ال ˘عـــــــــــسش ˘ر ب ˘عــد ال˘يسش˘ر‬
‫اأرفـــــل ‘ ثــــــوب غــــــــنى وَوْف˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ر‬
‫نــــــــــــــزي ˘ل ف ˘قـــــــــر وحـــل˘ي˘ف ضُش˘ــــّر‬
‫‘ حـــــــــــــالتي اليسشــر وهـــول العسشــــر‬
‫ْ‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 57‬‬
‫فرأايت والله قلوب القوم رّقت ‪ ،‬وعيونهم بلطف ك‪Ó‬مه قد اغرورقت ‪ ،‬ففككتُ جيبي ‪ ،‬ورأافته من سَصْيبي (‪ )١٧‬ثم‬
‫ت من القوم إاليه الهبات ‪ ،‬وانثالت عليه د‪ Ë‬الصص‪Ó‬ت‪....‬‬
‫تتابع ْ‬
‫ِ‬
‫‹ الشصيخ وابتسصْم ‪ ،‬فاسصتفز‪ Ê‬تب ّسصمه ألْن أاتوسّصْم ‪،‬‬
‫فبينما نحن نعّرُج وننتهْج ‪ ،‬ونلُج ونخرْج ‪ ،‬إاذ التفت إا ّ‬
‫فإاذا هو والله شصيخنا أابو الهيثمْ ‪ ،‬فقمتُ معانقا إاياه ‪ ،‬واسصتخّفني الفرح بلقياه ‪ .... ،‬فقلت ‪ :‬لله دّرك ‪ ،‬أايّ رجل أانتَ‬
‫يا حارث ‪ ،‬ل غ‪Ò‬تك ا◊وادث ‪ ،‬فإانك لفريد عصصرك ‪ ،‬ونسصيج وحدك ‪ ....‬ثم قال ‹ ‪ :‬قم بنا إا‪ ¤‬القيلولة‪– ،‬ت‬
‫‘ء هذه الظليلة ‪ ...‬وأاخذ يغطّ غطيط البكر ليوهمني أانه نائم للمكر ‪ .‬فوليت ظهري األرضص ‪ ،‬وملََكْتني سِصنُة‬
‫ت أادراجي‪ ،‬وأانا أاسصتعيذ‬
‫ت (‪ )١٨‬عّني ونْد ‪ ،‬وتركني حائرا أاتلّدْد (‪ . )١٩‬فرجع ُ‬
‫الُغمضص ‪ .‬فما أافقتُ إال والشصيُخ قد ان َسصل َ‬
‫بالله من صصحبة اُ‪Ÿ‬داجي (‪.)٢٠‬‬
‫من مقامات أإبي إ◊ارث ‪-‬‬
‫للشصيخ محمد بن علي بن خميسس إل‪È‬وإ‪Ê‬‬
‫سصلطنة عمان‬
‫وزإرة إل‪Î‬إث إلقومي وإلثقافة (‪)١٩٨٠‬‬
‫إلتعريف بالكاتب ( ‪١٨٧٨‬م‪١٩٥٣ -‬م)‬
‫هؤ الشضيخ محمد بن علي بن خميسس البرواني من أاصضؤل عمانية ‪ ،‬ولد في جزيرة زنجبار ولم يتركها‬
‫إال ‘ رح‪Ó‬ت إا‪ ¤‬ب‪Ó‬د الشضام ومصضر ‪ ،‬واهتم بتدوين تفاصضيلها ‘ كتابه '' رحلة أابي ا◊ارث '' ( مطبعة‬
‫النجاح‪ :‬ز‚بار ‪١٣٣٣ :‬هـ ‪١٩١٥ /‬م ) ‪ ،‬ولل‪È‬وا‪ Ê‬مؤؤلفات أاخرى ضضاع معظمها ‘ ز‚بار ‪ ،‬ومن القليل الذي‬
‫وصضل إالينا '' من مقامات أابي ا◊ارث '' الذي طبع للمرة األو‪ ¤‬بالقاهرة ( دار الكتاب ‪١٩١٤ :‬م) نشضأا ال‪È‬وا‪Ê‬‬
‫‘ أاسضرة تهتمّ باألدب والعلم ‪ ،‬فسضاعده ذلك على تكؤين ثقافة أادبية وفقهية واسضعة غذتها رح‪Ó‬ته ا‪Ÿ‬تعددة إا‪¤‬‬
‫مصضر وب‪Ó‬د الشضام ‪ ،‬هذا إا‪ ¤‬جانب إاتقانه ا÷يد للغة اإل‚ليزية ‡ا زاد ‘ سضعة أافقه ا‪Ÿ‬عر‘ ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪5٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 58‬‬
‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي ‪:‬‬
‫‪ -١‬إلبهاليل ‪ :‬جمع ( البهلول ) ‪ :‬السصيد ا÷امع لكل خ‪. Ò‬‬
‫‪ -٢‬إلفدإفد ‪ :‬جمع ( فدفد ) ‪ :‬ا‪Ÿ‬كان ا‪Ÿ‬رتفع ‪.‬‬
‫‪ -٣‬مشصارعها ‪ :‬جمع ( مشصرع ) وا‪Ÿ‬شصرعة ‪ :‬مورد الشصاربة ‪.‬‬
‫‪ -٤‬إلق ّضس وإلقضصيضس ‪ :‬يقال ‪Ÿ‬ا تكسصر من ا◊جارة وصصغر ( قضصيضص ) و‪Ÿ‬ا ك‪ ( È‬قضص ) وا‪Ÿ‬عنى قد أاحاطوا به‬
‫بالكب‪ Ò‬والصصغ‪. Ò‬‬
‫‪ -٥‬بحبوحته ‪ :‬وسصطه ‪.‬‬
‫‪ -٦‬حلب إلدهر أإشصطريه ‪ :‬ا‪Ÿ‬عنى أانه اخت‪ È‬الدهر شصطريْ خ‪Ò‬ه وشصره ‪.‬‬
‫‪ -٧‬أإطوريه ‪ :‬أاي حّديه ‪ :‬يعني أاوله وآاخره‪.‬‬
‫‪ -٨‬عجمت ‪ :‬عجمت العود ‪ :‬عضصضصته ألعرف رخاوته من صص‪Ó‬بته ‪ ،‬فاسصتع‪ Ò‬للتجربة ‪.‬‬
‫‪ -٩‬أإعطان ‪ :‬جمع ( عطن ) ‪ :‬األصصل مناخ اإلبل ومربضص الغنم حول ا‪Ÿ‬اء‪.‬‬
‫‪ -١٠‬إإلخ‪Ó‬ق ‪ :‬من ( أاخلق ) الثوب إاذا بلَي وتبّذل وامتهن ‪ ،‬وا‪Ÿ‬عنى ابتعد عن العيب ‪.‬‬
‫‪ÿ‬لة بفتح ا‪ÿ‬اء ‪ :‬ا‪ÿ‬صصلة والصصفة ا◊ميدة ‪.‬‬
‫‪ُ -١١‬خلة ‪ :‬ا‪ÿ‬لة بالضصم ‪ :‬الصصداقة ‪ .‬وا َ‬
‫‪ -١٢‬أإرعني ‪ :‬أاي أانصصت ‹ وأاصصغى إا‹ ‪.‬‬
‫‪ -١٣‬ري ‪ :‬منظر حسصن ‪.‬‬
‫ب له ظهر اِ‪َŸ‬جن ‪ :‬مثل يضصرب ‪Ÿ‬ن كان لصصاحبه على مودة ثم حال عن العهد ‪.‬‬
‫‪ -١٤‬إ‪Û‬ن ‪ :‬قلَ َ‬
‫‪ -١٥‬تقرم ‪ :‬قرم الطعام ‪ :‬أاكله ‪.‬‬
‫‪ -١٦‬شصبا ‪ :‬جمع ( شصباة ) ‪ :‬وهي حّد الشصيء ‪ .‬وفلّ الشصباة ‪ :‬كسصر حّدها وأازال أاذاها ‪.‬‬
‫‪ -١٧‬سَصيْبي ‪ :‬ال َسصْيب ‪ :‬مصصدر ا‪Ÿ‬طر ا÷اري ‪ ،‬والعطاء هو ا‪Ÿ‬قصصود‪.‬‬
‫ت ‪ :‬أاي انسصلّ من غ‪ Ò‬أان أاعلمه ‪ ،‬ونّد ‪ :‬نفر وذهب شصاردا ‪.‬‬
‫‪ -١٨‬إنسصل َ‬
‫‪ -١٩‬أإتل‪s‬دد ‪ :‬أاي أالتفت ‪Á‬ينا وشصمال‪.‬‬
‫‪ -٢٠‬إ‪Ÿ‬دإجي ‪ :‬الصصاحب ا‪Ÿ‬نافق من ( داجى ‪ ،‬يداجى ) ‪ :‬أاخفى العداوة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪58‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 59‬‬
‫* صصحار ‪ ' :‬بلدة بعمان على سصاحل البحر ‪ ،‬وقيل إا‪‰‬ا سصُمّيت بصصحار بن أارم بن سصام بن نوح عليه السص‪Ó‬م ‪ ،‬وهو‬
‫أاخو رباب وطسصم وجديسص ‪ ،‬وقيل‪ :‬أانه ليسص على سصاحل بحر الهند فيما مضصى من الزمان بلد أاجلّ منها‪ ،‬وفتحها‬
‫ا‪Ÿ‬سصلمون ‘ أايام أابي بكر الصصّديق رضصي الله عنه ‘ سصنة ‪١٣‬هـ صصُلًحا ‪ ،‬وإاليها ينسصب أابو علي محمد بن زوزان‬
‫الصصحاري العما‪ Ê‬الشصاعر‪ ،‬وقد نكب‪ ،‬فخرج إا‪ ¤‬بغداد‪ ،‬فقال يتشصوق بلدته ‪:‬‬
‫األ اأّي˘ ˘ـــه˘ ˘ا الــــّركب ال˘ ˘يـــــم ˘ان ˘ون ب ˘لّ ˘ـــــغ ˘وا‬
‫إاذا مــــــا ح˘ ˘ل˘ ˘ل ˘تـــــم ‘ صشــــــح ˘ار ف ˘اِ‪ُŸ‬م ˘ـوا‬
‫إا‪ ¤‬سشــوق اأصش ˘ ˘ ˘حــــــاب ال ˘ ˘ ˘طــــع ˘ ˘ ˘ام فــإانّ ˘ ˘ ˘ه‬
‫–ّي˘ ˘ ˘ ˘ ˘ة ن˘ ˘ ˘ ˘ ˘ائ ˘ ˘ ˘ ˘ي ال ˘ ˘ ˘ ˘ّدار ل ˘ ˘ ˘ ˘ق ˘ ˘ ˘ ˘ي ˘ ˘ ˘ ˘ت ˘ ˘ ˘ ˘م رشش ˘ ˘ ˘ ˘دا‬
‫‪Ã‬سش ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ج ˘ ˘ ˘ ˘ ˘د بشش˘ ˘ ˘ ˘ ˘ار وج˘ ˘ ˘ ˘ ˘وزوا ب˘ ˘ ˘ ˘ ˘ه قصش˘ ˘ ˘ ˘ ˘دا‬
‫ي ˘ ˘ ˘ ˘ق ˘ ˘ ˘ ˘اب ˘ ˘ ˘ ˘لك˘ ˘ ˘ ˘م ب˘ ˘ ˘ ˘اب˘ ˘ ˘ ˘ان ‪ ⁄‬ي˘ ˘ ˘ ˘وث˘ ˘ ˘ ˘ق˘ ˘ ˘ ˘ا شش˘ ˘ ˘ ˘ّدا‬
‫(عن إل‪È‬وإ‪)Ê‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪59‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 60‬‬
‫أإسصئلة إإلعدإد إ‪Ÿ‬نز‹‬
‫اقرأا النصس السضابق واشضرحه مسضتعينا باألسضئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قدم النصص تقد‪Á‬ا ماديا ومعنويا ‪.‬‬
‫‪ -٢‬حدد الشصخصصيات الرئيسصة ‘ مقامة أابي ا◊ارث ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما الوسصائل التي اسصتخدمها أابو الهيثم ل‪Ó‬حتيال على ا÷ماعة ؟‬
‫‪ -٤‬اشصرح العبارة التالية ‪ .... ' :‬واعتصصم ‪ ،‬يا بني من بادرة الهوى ‪ ،‬فَمن َعَقَله الهوى فقد هوى '‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬
‫‪ -١‬على غرار ‪ ،‬مقامات الهمذا‪ ، Ê‬تنقسصم الشصخصصيات ‘ ا‪Ÿ‬قامة الصصحارية لل‪È‬وا‪ ، Ê‬إا‪ ¤‬راو يقوم بدور‬
‫شصخصصية رئيسصة ‪ ،‬وبطل تدور حوله األحداث ‪:‬‬
‫أا‪ -‬حدد راوي ا‪Ÿ‬قامة وبطلها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬هل ترى أانهما من الشصخصصيات ا◊قيقية ؟ وضصح ذلك ‪.‬‬
‫‪ -٢‬الر–ال من مكان إا‪ ¤‬آاخر يعت‪ È‬من العناصصر الثابتة ‘ ا‪Ÿ‬قامة ؛ ألنها تدفع بالسصرد إا‪ ¤‬مغامرة أاخرى‬
‫من مغامرات البطل ‪:‬‬
‫أا‪ -‬حدد اإلطارين‪ :‬ا‪Ÿ‬كا‪ Ê‬والزما‪ Ê‬لبداية ا◊كاية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما الصصفات التي أاطلقها عليهما الكاتب ؟‬
‫‪ -٣‬بدت شصخصصية بطل ا‪Ÿ‬قامة ‪ ،‬للوهلة األو‪ ، ¤‬شصخصصية يكتنفها الغموضص ‪:‬‬
‫أا‪ -‬حدد أاهم صصفاته ا÷سصدية وا‪Ÿ‬عنوية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بّين مواطن الغموضص ‘ شصخصصّيته ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪60‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 61‬‬
‫‪ -٤‬من أاهم خصصائصص ا‪Ÿ‬كّدي ( بطل ا‪Ÿ‬قامات ) هي قدرته على تصصريف الك‪Ó‬م والتأاث‪ ‘ Ò‬السصامع‪ Ú‬لنيل‬
‫مبتغاه ‪:‬‬
‫أا‪ -‬حدد من خ‪Ó‬ل ا÷دول اآلتي عناصصر أاسصلوبه والقرائن النصصية ا‪Ÿ‬تصصلة بها ‪:‬‬
‫عناصصر األسصلوب‬
‫السشجع‬
‫الشصواهد النصصيه‬
‫‪.........................‬‬
‫‪...................‬‬
‫الذي جعل الأرضض مهادا وا÷بال اأوتادا‬
‫الطباق‬
‫‪..........................‬‬
‫‪..................‬‬
‫عاينت ‪ /‬عانيت ‪ ،‬الأخ‪Ó‬ق ‪ /‬اإلخ‪Ó‬ق‬
‫ا‪Ÿ‬وازنة‬
‫‪..........................‬‬
‫النداء‬
‫‪.........................‬‬
‫‪.................‬‬
‫عجمت عوده ‪“،‬رغت ‘ اأعطان العسشر‬
‫الأمر الدال على النصشح‬
‫‪........................‬‬
‫ا‪Ÿ‬راوحة ب‪ Ú‬اإلنششاء وا‪Èÿ‬‬
‫فهل من كر‪ Ë‬يجلو عنا‬
‫ا‪Ÿ‬راوحة ب‪ Ú‬الششعر والن‪Ì‬‬
‫‪.......................‬‬
‫ب‪ -‬ما أاثر هذه األسصاليب ‘ السصامع‪ Ú‬؟‬
‫ج‪ -‬هل بلغ ا‪Ÿ‬كّدي غايته ؟ سصق الشصاهد الدال على ذلك ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪61‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 62‬‬
‫‪ -٥‬حّمل ال‪È‬وا‪ Ê‬مقامته جملة من النصصائح وآاداب السصلوك ‪،‬عّددها ‪،‬م‪È‬زا ا÷انب التعليمي ‘‬
‫ا‪Ÿ‬قامة ‪.‬‬
‫‪ -٦‬شصهدت شصخصصية أابي الهيثم ‪ -‬بطل ا‪Ÿ‬قامة ‪ -‬تطورا من شصيخ 'ذي ◊ية كثّة وهيئة رثة ' إا‪ ¤‬رجل متحيّل‬
‫‘ آاخر النصص‪ .‬بيّن ا‪Ÿ‬راحل التي مّرت بها الشصخصصية من التخفي إا‪ ¤‬النكشصاف ‪.‬‬
‫‪ -٧‬عادة ما –اك ا‪Ÿ‬كائد وا◊يل –ت جنح الظ‪Ó‬م و‘ معزل عن الناسص ‪ ،‬لكن مكيدة أابي الهيثم‬
‫وحيلته نسصجها ‘ ' رائعة النهار ' و‘ ' ناد قد احتوله القوم ' ‪.‬‬
‫أا‪ -‬ما عناصصر ا◊يلة ‘ ا‪Ÿ‬قامة الصصحارية ؟‬
‫ب‪ -‬ما الذي ‪Á‬يز حيلة ا◊ارث عن غ‪Ò‬ها من مكائد اللصصوصص وا‪Ù‬تال‪ Ú‬؟‬
‫ج‪ -‬ما األبعاد الجتماعية لتحّول األديب إا‪ ¤‬محتال بدل أان يكون قدوة ومثـال ؟‬
‫‪ -٨‬العنوان ا‪Ÿ‬ق‪Î‬ن با‪Ÿ‬كان ‪ ،‬حديث يروى ‘ ›لسص ‪ ،‬حديث مسصند إا‪ ¤‬راو ‪ ،‬ثنائية الراوي والبطل ‪ ،‬حكاية‬
‫تروي وقائع الكدية ‪ ،‬أاسصلوب مسصّجع ‪ ،‬تعّرف الراوي على البطل ‪ ،‬ثنائية الشصعر والن‪ ، Ì‬شصكوى الدهر ؛ هي‬
‫عناصصر البنية الثابتة ‘ ا‪Ÿ‬قامات ‪ ،‬فهل حافظ عليها ال‪È‬وا‪ ‘ Ê‬مقامته ؟ ادعم إاجابتك بشصواهد من‬
‫النصص‪.‬‬
‫‪ -٩‬وّظف ال‪È‬وا‪ Ê‬مقامته ألغراضص تعليمية ‪ ،‬وضصح ذلك بالنظر ‘ ا‪Ÿ‬سصتوي‪ Ú‬اللغوي والسصلوكي ‪.‬‬
‫إألسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬
‫‪ -١‬ما العناصصر التي “ثل ›تمعة بنية ا‪Ÿ‬قامة عند ال‪È‬وا‪ Ê‬؟‬
‫‪ -٢‬ما العناصصر التعليمية التي وظفها ال‪È‬وا‪ ‘ Ê‬مقامته ؟‬
‫إلنشصاط ‪:‬‬
‫أا‪ -‬احفظ الفقرة من ‪ ' :‬يا بني اترك ‪ .'......‬إا‪ ' ¤‬واجعل إاليه ميلك '‬
‫ب‪ -‬قارن ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬قامة القريضصية للهمذا‪، Ê‬وا‪Ÿ‬قامة الصصحارية لل‪È‬وا‪ Ê‬من حيث البنية واألسصلوب ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪62‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 63‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪áeÉ≤ŸG ‘ Oô°ùdG í∏£°üe‬‬
‫“هيد‪:‬‬
‫لعل أاعظم األجناسس األدبية الن‪Ì‬ية ‪ ‘ ،‬األدب العربي ‪ ،‬شضأانا ‪ ،‬وأاطؤله عمرا ‪ ،‬وأاقدره على القيام‬
‫‘ وجه الدهر على مدى قريب من عشضرة قرون ؛ إا‪‰‬ا هؤ جنسس ا‪Ÿ‬قامة ‪.‬‬
‫وقد ظل جنسس ا‪Ÿ‬قامة قائما بتقاليده األدبية وأاصضؤله الفنية ‪ ،‬من لدن بديع الزمان الهمذا‪ ، Ê‬إا‪¤‬‬
‫ا‪Ÿ‬ؤيلحي ‪ .‬وإاذا تأاملت هذا ا÷نسس األدبي الن‪Ì‬ي العربي القح ‪ ،‬أالفيته هؤ ا÷نسس األدبي الن‪Ì‬ي الؤحيد‬
‫الذي ‪Á‬ثل وجه اإلبداع الراقي ‘ العربية بحق ‪.‬‬
‫فا‪Ÿ‬قامة هي ا÷نسس األدبي ا‪Ÿ‬عادل ‪ ‘ ،‬ميزان األدب العربي ‪÷ ،‬نسس الشضعر ‪.‬‬
‫إلسصرد ‘ فن إ‪Ÿ‬قامات ‪:‬‬
‫على الرغم من أان اللغة العربية عرفت الشصكل السصردي ا‪Ÿ‬اثل ‘ ' كليلة ودمن'ة منذ مطلع القرن الثا‪Ê‬‬
‫للهجرة ؛ فإان تلك التجربة السصردية ظلت ‪ ،‬فيما يبدو ‪ ،‬محدودة التأاثير ‪....‬وكان يجب النتظار إالى نهاية القرن‬
‫الرابع الهجري الذي شصهد مي‪Ó‬د جنسص المقامات ‪ ،‬على يد بديع الزمان الهمذاني الذي سصارت مقاماته غربا‬
‫وشصرقا ‪ ،‬ولقيت رواجا واسصعا لم يلبث أان حمل أابا محمد القاسصم الحريري (‪٥١٦-٤٦٦‬هـ) على أان يدبج خمسصين‬
‫مقامة أابدى فيها براعة فائقة باللعب باأللفاظ ‪ ،‬قبل كل شصيء ‪.‬‬
‫وإاذا كانت النسصوج السصردية التي تناولتها ا‪Ÿ‬قامات ‪ ،‬بسصيطة وسصطحية ‪ ،‬وضصحلة ا‪Ÿ‬ضصام‪ Ú‬واألفكار ‪ ،‬فإان‬
‫العمل فيها باللغة كان منقطع النظ‪ ‘ Ò‬أاي أادب سصردي ‪ ، ،‬ع‪ È‬اآلداب العا‪Ÿ‬ية إاط‪Ó‬قا ‪.‬‬
‫ث ‪ ،‬وإاما بـ‬
‫وكان معظم كتاب ا‪Ÿ‬قامة يبتدئون السصرد ‘ مقاماتهم إاما بعبارة ' حّدثن'ا ‪ ،‬وإاما بعبارة ' حّد '‬
‫‪ ، È‬وإاما ب'ـحّدثن'ي (وهي أاداة سصردية‪ ،‬كانت تصصطنعها شصهرزاد‪ ‘ ،‬سصرد حكايات ' أالف ليلة وليل'ة)‪،‬‬
‫'حك'ى‪ ،‬وإاما ب'ـ أاخ '‬
‫وكان ا÷احظ قد اصصطنعها منذ القرن الثالث للهجرة‪ .‬وا◊ق أان هذه العبارات كلها مسصتقاة من تقاليد رواة‬
‫ا◊ديث النبوي ‪ ،‬ورواة اللغة الذين سصلكوا مسصلكهم ‘ تدوين األخبار ‪ ،‬وإاثبات الروايات والتشصدد ‘ تقبل‬
‫النصصوصص وتصصحيحها وغربلتها ‪ .‬وكانت هذه العبارات ‘ أاصصلها ‪ ،‬إاذن دالة على واقع من التاريخ‪ ،‬أاو على تاريخ‬
‫من الواقع ؛ فانقلبت سص‪Ò‬تها ‘ السصرد ا‪Ÿ‬قامي إا‪ ¤‬محضص خيال ‪ ،‬وصصرف إابداع‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪63‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 64‬‬
‫وعلى الرغم من شصيوع هذه األشصكال السصردية وذيوعها طوال عشصرة قرون من عمر األدب العربي ‪ ،‬فإانها ‪⁄‬‬
‫تطور األداة السصردية العربية لقصصور همم كتاب ا‪Ÿ‬قامة عن ا‪Ÿ‬سصتوى السصردي الفني الرفيع الذي كان بلغه‬
‫الهمذا‪ Ê‬أاو ا◊ريري ‪ .‬فقد كان مف‪Î‬ضصا أان ينزع أادب ا‪Ÿ‬قامات منزعا سصرديا طموحا فيطور من أادواته الداخلية‪،‬‬
‫وا‪ÿ‬ارجية والعميقة والسصطحية ؛ لكن شصيئا من ذلك ‪ ⁄‬يحدث بل تقهقرت السص‪Ò‬ة السصردية نحو ما قبل الهمذا‪،Ê‬‬
‫فظّلت ا‪Ÿ‬قامات تكراًرا ‪Ÿ‬ا قيل بأاسصوأا ‡ا قيل ‪ .‬فلعل أاجمل ما فيها ‪ :‬األدوات السصردية‪ ،‬والشصخصصيات األدبية‬
‫ا‪Ÿ‬رحة‪ ،‬الطّماعة ‪ ،‬ا÷ّماعة ‪ ،‬ا‪ّŸ‬ناعة ‪ ....‬ولكن سصطحية ا‪Ÿ‬وضصوعات ا‪Ÿ‬عا÷ة وضصحالتها من وجهة ‪ ،‬وا‪Ÿ‬بالغة ‘‬
‫التأانق ‘ اللغة جعلت منها إابداعات أادبية لغوية ؛ ألنها تعالج قضصايا اجتماعية وسصياسصية للمجتمع الذي كتبت فيه ‪،‬‬
‫وهو ما يطالب به النقاد التقليديون ‪ ،‬أان تكون عليه الكتابة األدبية بعامة ‪ ،‬والسصردية بخاصصة ‪....‬‬
‫فهل نصصّنف جنسص ا‪Ÿ‬قامات ‘ األدب ا÷ديد الذي ل يعنيه شصيء ‘ ا‪Û‬تمع ‪ ،‬ولكنه يركز على اللعب باللغة والعمل‬
‫بها ‪ ،‬أام نصصنفه ‘ غ‪ Ò‬ذلك ؟ ‪ ...‬إان هذه ا‪Ÿ‬سصأالة مفتقرة إا‪ ¤‬بلورة وتلطيف ‪.‬‬
‫د‪ .‬عبد إ‪Ÿ‬لك مرتاضس‬
‫(‘ نظرية إلروإية)‬
‫سصلسصلة عا‪ ⁄‬إ‪Ÿ‬عرفة (‪)٢٤٠‬‬
‫صس صس ‪١٧١-١٦٧ ، ٢١‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪64‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 65‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪ÊGhÈdG äÉeÉ≤Ÿ ¤hGC IAGôb‬‬
‫معنى كلمة إ‪Ÿ‬قامة ‘ إللغة ‪:‬‬
‫إ‪Ÿ‬قامة ‪ -‬بفتح ا‪Ÿ‬يم ‪ -‬لفظ تعددت اآلراء ‘ تعريفه‪ ،‬على نحو أاكسصب هذا اللفظ مدلولت كث‪Ò‬ة‪ ،‬تطورت‬
‫مع الزمن‪.‬‬
‫‪ Ú‬واُ‪Ÿ‬قام ‪ ،‬واُ‪Ÿ‬قامة ‪ -‬بضصّم ا‪Ÿ‬يم تعنيان ‪ :‬اإلقامة أاو ' ا‪Ÿ‬وضصع‬
‫ففي اللغة‪ :‬ا‪Ÿ‬قامة من ' ا‪Ÿ‬قام ‪ :‬موضصع القدم '‬
‫الذي تقيم في'ه ‪ ،‬ومن ثّم وردت لفظة ' اُ‪Ÿ‬قام'ة ‪Ã‬عنى ا‪Ÿ‬وضصع ‪ :‬أاي موضصع ا÷ّنة ‘ اآلية الكر‪Á‬ة ‪ :‬وحسصنت مسصتقرا‬
‫ومقاما »(الفرقان ‪ )٧٦‬أاي حسصنت منظرا وطابت مقي‪ Ó‬ومنز'ل ‪ .‬وتعني لفظه ' ا‪Ÿ‬قامة بالفتح ‪ :‬ا‪Û‬لسص ‪ ،‬وا÷ماعة‬
‫من الناسص ' ‪ .‬كما تعني لفظة ا‪Ÿ‬قام ‪ ' :‬ا‪Ÿ‬ن‪ È‬أاو ا‪Ÿ‬نزلة ا◊سصن'ة ‪ ،‬ولعّل هذا الرتباط ب‪ Ú‬لفظه ( اَ‪َŸ‬قام)‪ ،‬ورمز من‬
‫رموز العقيدة‪ ،‬هو ما جعل لفظة (ا‪Ÿ‬قامة) ترتبط بعد ذلك ‪Ã‬عنى ا‪Ÿ‬وعظة‪ ،‬أاو بعبارة أادق با‪Û‬لسص الذي تلقى فيه‬
‫ظ‪.‬‬
‫ا‪Ÿ‬واعظ ؛ لتتضصّمن بعد ذلك معنى ' ا‪ÿ‬طاب الواع '‬
‫أإهم مؤولفي إ‪Ÿ‬قامات وإإلشصكاليات إلتي إرتبطت بهذإ إلفن ‪:‬‬
‫أاما ا‪Ÿ‬قامة باعتبارها جنسصا أادبيا ‪ ،‬فهي فن “تد جذوره إا‪ ¤‬القرن الرابع الهجري ‪ ،‬حيث ابتدع ‘ أاول ما‬
‫ابتدع على يد ابن دريد ( أابو بكر محمد بن ا◊سصن) ا‪Ÿ‬توفى ‘ سصنة '‪٣٢١‬هـ ‪'٩٩٤ /‬م ‪.‬‬
‫إال أان ا‪Ÿ‬قامة عنده ‪ ⁄‬تأاخذ شصكلها الفني ا‪Ù‬كم ‪ ،‬إاذ وردت ‘ شصكل رسصائل أاو حديث ‪ ،‬اسصتمرت ا‪Ÿ‬قامة بعد ذلك‬
‫لتتشصّكل فنيا على يد كتّابها ‪ ،‬وتأاخذ شصهرتها مع بديع الزمان الهمذا‪ ( Ê‬أابو بكر الفضصل ا◊سص‪ Ú‬بن يحيى بن‬
‫سصعيد) ا‪Ÿ‬توفى ‘ عام (‪٣٩٨‬هـ ‪١٠٠٧ /‬م) ومع آاخرين من أامثلة ‪ :‬ابن شصرف الق‪Ò‬وا‪ ، Ê‬وابن ناقيا‪ ،‬وا◊ريري‬
‫‪......‬‬
‫ونحن ح‪ Ú‬ندرسص أاية مقامة من ا‪Ÿ‬قامات نشصعر ‪ -‬حقا ‪ -‬إازاءها ‪Ã‬شصاعر متباينة ‪ ،‬إاذ نواجه جنسصا أادبيا‬
‫عربيا خالصصا ‘ عروبته ‪ ،‬ورغم اقتناعنا بذلك ‪ ،‬فإان غياب أاسصباب نشصأاته وعدم وضصوحها يجع‪Ó‬ن ا‪Ÿ‬قامة ' زهرة‬
‫برية ل يدرى كيف تفتحت ' ‪ ،‬إاّن الشصعور بغرابة ا‪Ÿ‬قامة يرجع أايضصا إا‪ ¤‬أاننا ‚د ِللكث‪ Ò‬من األ‪‰‬اط األدبية معادل‬
‫لها ‘ الثقافات األخرى ‪ ،‬بينما األمر نفسصه ل يتحقق بالنسصبة للمقامة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪65‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 66‬‬
‫أإول ‪ :‬طرإئق إلبتدإء أإو إ◊كي ‪:‬‬
‫إان طرائق البتداء‪ ،‬أاو ا◊كي ‘ ا‪Ÿ‬قامات ا‪ÿ‬مسص لل‪È‬وا‪‚ ، Ê‬دها جميعا تسصتهل بإاحدى العبارت‪' : Ú‬‬
‫حّدث ه‪Ó‬ل بن إاياسص قال ‪ . .'.... :‬أاو ' حكى ه‪Ó‬ل بن إاياسص قال ‪ . .'.... :‬إاذن ال‪È‬وا‪ Ê‬يلجأا إا‪ ¤‬توظيف صصيغ‬
‫اإلسصناد التي كانت شصائعة ‘ الثقافة العربية الك‪Ó‬سصيكية ‪ ،‬والتي بها ' يصص‪ Ò‬ا‪Ÿ‬لفوظ نصصا أادبيا‪ ،‬ح‪ Ú‬يصصدر عن‬
‫سصند مع‪Î‬ف ب'ه ‡ا ينم على حرصص ال‪È‬وا‪ ‘ Ê‬إاثبات الصصدق ألخبار مقاماته بردها إا‪ ¤‬راو بعينه‪ ،‬هو ' ه‪Ó‬ل بن‬
‫إاياس'ص الذي يتكرر مع كل ا‪Ÿ‬قامات‪ ،‬فهو راويها‪ ،‬والشصاهد العيان على أاحداثها ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إلشصخصصيات ‪:‬‬
‫الشصخصصيتان الرئيسصتان ‪ ،‬هما‪ :‬شصخصصية البطل ‪ ،‬وشصخصصية الراوي ‪ .‬فعن بطل مقامات ال‪È‬وا‪ Ê‬هو '‬
‫ا◊ارث بن األرقم‪ ،‬ويكنى بأابي الهيث'م ‪ ،‬والذي يسصلط عليه ال‪È‬وا‪ Ê‬الضصوء‪ ،‬من حيث مظهره ا‪ÿ‬ارجي ‪ ،‬وسصلوكه‬
‫وبعده الفكري والنفسصي ‪.‬‬
‫وبالتدقيق ‘ الوصصف ا‪Ÿ‬ظهري لشصخصصية البطل‪‚ ،‬د أانه يجمع ب‪ Ú‬الشصيء ونقيضصه ‪ ،‬وهذا التضصاد هو ما‬
‫يجعل منه شصخصصية ‡يزة‪ ،‬تقع ‘ مركز الهتمام ‪ ،‬وهو ما يتسصق‪ ،‬وما تتسصم به هذه الشصخصصية‪ ،‬من قدرة على‬
‫التحول‪ ،‬والتقمصص لشصخصصيات مختلفة‪ ،‬عبر مواقف المقامة ‪.‬‬
‫أاما عن الجانب الفكري لهذه الشصخصصية‪ ،‬فهو حاد الذكاء ‪ ،‬وذكاؤوه ممزوج بالمكر‪ ،‬والذكاء كما يتضصح من‬
‫كفاءته في تقمصص شصخصصيات مختلفة ‪ ،‬وعليه يظهر الحارث موصصيا‪ ،‬أاو واعظا أاخ‪Ó‬قيّا‪ ،‬يدعو إالى صصورة اإلنسصان‬
‫ا‪Ÿ‬أامولة تارةً‪ ،‬عليما بأاحوال الزمان‪ ،‬وتقلباته تارًة أاخرى ‪ ،‬وأاخرى واعًظا يعلم الناسص أامور دينهم ودنياهم ‪ ،‬وتارة‬
‫رابعة عا‪ ⁄‬ب‪Ó‬غة ل يباريه أاحد ‪ ،‬ومرة خامسصة ينزل إا‪ ¤‬أارضص الواقع؛ ليكون إانسصانا عاديا يتبادل الشصتائم مع‬
‫زوجته الشصابة ‪ .‬األمر الذي يجعل من هذه الشصخصصية‪ ،‬بكل ما فيها من ذكاء ومكر ‪ ،‬ودراية ثقافية واسصعة ‪ ،‬وموهبة‬
‫ن‪Ì‬ية وشصعرية وقدرة فائقة على التنكر ‪ ،‬شصخصصّية ذات نسصيج خاصص ‪ ،‬وهي بعبارة الراوي « فريدة عصصرها»‪.‬‬
‫أاما عن راوي ا‪Ÿ‬قامات ه‪Ó‬ل بن إاياسص ‪ ،‬فإاننا ‚د ال‪È‬وا‪ ⁄ Ê‬يركز على هذه الشصخصصية‪ ،‬تركيزه على‬
‫شصخصصية البطل ‪ ،‬فهو يروي ما يعانيه ويعايشصه ‪ ،‬ول يخرج ‘ ذلك عن دور الرواة‪ ‘ ،‬مقامات اآلخرين ‪ .‬والراوي‬
‫باعتباره شصخصصية ‘ ا‪Ÿ‬قامة‪ ،‬يتصصف بك‪Ì‬ة ا◊ركة‪ ،‬والتنقل من أاجل اكتسصاب ا‪Ÿ‬عرفة ‪ ،‬وهو ما يحققه له البطل‪.‬‬
‫إان القليل الذي ذكره ال‪È‬وا‪ Ê‬عن الراوي من صصفة الشصباب‪ ،‬وصصفة ا◊ركة‪ ،‬وصصفة حب ا‪Ÿ‬عرفة ‪ ،‬كان كل ما توافر‬
‫‘ ا‪Ÿ‬قامات عن هذه الشصخصصية ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪66‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 67‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إ◊بكة وإلسصرد ‪:‬‬
‫ا◊دث ‘ ا‪Ÿ‬قامات بسصيط ‘ حّد ذاته ‪ ،‬لكن له دور ‘ عملية السصرد ‪ ،‬فاألحداث كانت عبارة عن ا÷سصر‬
‫الذي ربط ب‪ Ú‬الراوي وأاصصحابه وب‪ Ú‬البطل والتعرف عليه ‪ .‬وهي أايضصا ا‪Ÿ‬ناسصبة‪ ،‬أاو ا‪Ÿ‬قدمة‪ ،‬التي أافسصحت ا‪Û‬ال‬
‫لدخول البطل للقيام بدوره ‪.‬‬
‫أاما ا◊بكة فإانها إاما ضصعيفة أاو غائبة ‪ ،‬حيث طغى عليها التكلف ا‪Ÿ‬تعمد‪ ‘ ،‬توظيف ا‪Ù‬سصنات البديعية‬
‫واألسصاليب البيانية ‪.‬‬
‫رإبعا ‪ :‬إللغة إلسصردية ‪:‬‬
‫“ثلت لغة السصرد ‘ مقامات ال‪È‬وا‪› ‘ Ê‬موعة من األسصاليب الب‪Ó‬غية‪ ،‬واأللفاظ الغريبة ‪ ،‬فال‪È‬وا‪Ê‬‬
‫سصلك مسصلك سصابقيه من كتاب ا‪Ÿ‬قامة من حيث اإلسصراف ‘ اسصتخدام األسصاليب الب‪Ó‬غية‪ ،‬واللجوء إا‪ ¤‬التكّلف‬
‫فيها وتوظيف غريب اللفظ ‪ .‬وهذا اإلسصراف كان له تأاث‪Ò‬ه السصلبي على ا◊بكة‪ ،‬وتنامي ا◊دث ‘ مقامات‬
‫ال‪È‬وا‪ Ê‬من جهة ‪ ،‬إال أانه من جهة أاخرى‪ ،‬كان لهذا التوظيف الب‪Ó‬غي وظيفة ‪ ،‬إاذ ‪ ⁄‬يأات من باب الزخرفة‬
‫اللفظية ‪ ،‬بل كان من ورائه مقاصصد‪ ،‬ودللت تتعلق بالسصرد ل سصيما وأاننا نعلم أان لكل أاسصلوب ب‪Ó‬غي‪ ،‬أاو ›ازي‬
‫وظيفة‪ ،‬ودللة ح‪ Ú‬يوظف ‘ أاي نصص أادبي ‪.‬‬
‫خامسصا ‪ :‬إ◊ّيز أإو إلفضصاء ‪:‬‬
‫ح‪ Ú‬نعرضص لعنصصر ا‪Ÿ‬كان ‘ مقامات ال‪È‬وا‪‚ ،Ê‬د أاّنها تضصمّ ›موعة من األمكنة‪ّ“ ،‬ثل حيزا أاو فضصاء‬
‫للسصرد‪:‬‬
‫ أاماكن تشض‪ Ò‬إا‪ ¤‬أاسضماء مؤاقع جغرافية‪ ،‬أاو بلدان معينة ‪ ،‬وعادة ما تنسضب إاليها ا‪Ÿ‬قامة ‪ ،‬إاشضارة إا‪ ¤‬أان أاحداث‬‫ا‪Ÿ‬قامة وقعت فيها ‪ ،‬مثل ا‪Ÿ‬قامة ( السضنجارّية) ‪،‬وا‪Ÿ‬قامة (الصضحارية)‪ ،‬وا‪Ÿ‬قامة (العمانية) ‪ ،‬وا‪Ÿ‬قامة‬
‫(ا‪Ÿ‬كية)‪.‬‬
‫ أاماكن فرعية يضضمها الفضضاء العام للمقامة ‪ ،‬فمث‪ Ó‬ا‪Ÿ‬قامة الصضحارية تضضم أاماكن مثل ( ا‪Ÿ‬نازل ‪ -‬ا‪Ÿ‬عاهد ‪-‬‬‫السضباسضب ‪ -‬الفدافد ‪ -‬الديار ‪ -‬اآلثار ‪ -‬اليّم ‪ -‬العباب ‪ -‬الطؤامي ‪ -‬ا‪Ÿ‬ؤامي ‪ -‬ا‪Ÿ‬طرح ‪ -‬ا‪Ÿ‬سضرح ‪ -‬الؤادي ‪-‬‬
‫البحر ‪ -‬ا‪Ÿ‬روج ‪ -‬األرضس ‪. )....‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪6٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 68‬‬
‫سصادسصا ‪ :‬إلزمان ‪:‬‬
‫أاما عن ع‪Ó‬قة الزمان با◊دث ‘ ا‪Ÿ‬قامات ‪ ،‬فإاننا ‚د الزمن ‘ مقامات ال‪È‬وا‪ ،Ê‬زمنا تراكميا‬
‫يتسصلسصل تسصلسص‪ Ó‬منطقيا ‪ ،‬إاذ كل حادثة ‘ ا‪Ÿ‬قامة‪ ،‬تؤودي إا‪ ¤‬ما بعدها من حدث ‪ ،‬وعليه فالنظرة العامة للمقامات‬
‫ا‪ÿ‬مسص تؤودي إا‪ ¤‬م‪Ó‬حظة أان البنية الزمنية ‘ ا‪Ÿ‬قامات تتشصكل على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -١‬قيام الراوي بدور ا◊كي من خ‪Ó‬ل البداية السضته‪Ó‬لية لكل مقامة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬التمهيد للحدث ويتمثل ‘ عملية خروج الراوي ورفقائه بحثا عن شضيء ما ؛ سضمر ‪ ،‬لهؤ ‪ ،‬رحلة ‘‬
‫الصضحراء أاو مغامرة اسضتكشضافية ‪Ÿ‬كان جديد ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اقتحام البطل لتجمع الراوي ورفقائه ‪ ،‬وقيامه بدوره‪ ،‬الذي يتمثل ‘ عملية اإلقناع‪ ،‬بسضبل‬
‫التحايل وتقمصس الشضخصضيات ا‪ı‬تلفة ‪.‬‬
‫‪ -٤‬نهاية ا‪Ÿ‬قامة وعادة ما تنتهي ‪Ã‬فارقة البطل للراوي ورفقائه ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪68‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 69‬‬
‫سصابعا ‪ :‬إ‪Ÿ‬وضصوع ‪:‬‬
‫ل يفوتنا أان نعرضص ‪Ÿ‬وضصوعات ا‪Ÿ‬قامات‪ ،‬من حيث ع‪Ó‬قة هذه ا‪Ÿ‬وضصوعات بعضصها ببعضص‪ ،‬لنكشصف هل‬
‫بالفعل الذي يربط ب‪ Ú‬موضصوعات ا‪Ÿ‬قامة عادة ‪ -‬كما يذهب بعضص الدارسص‪ - Ú‬هو ا‪Ÿ‬ؤولف والراوي والبطل الواحد؟‬
‫ل شصك أان مقامات ال‪È‬وا‪ Ê‬توافر فيها وحدة ا‪Ÿ‬ؤولف والراوي والبطل ‪ ،‬لكن بالنظرة العميقة ‪Ÿ‬وضصوعات ا‪Ÿ‬قامة‬
‫وجدنا أان الذي يربط ب‪ Ú‬موضصوعاتها‪ ،‬يتعدى ذلك إا‪ ¤‬خيط رفيع‪ ،‬يوصصل ب‪ Ú‬تلك ا‪Ÿ‬وضصوعات ‪ ،‬إاذ ‚د موضصوع‬
‫إاتيان الزمان على البطل ‪ ،‬والذي يتكرر ‘ ا‪Ÿ‬قامات ا‪ÿ‬مسص‪ ،‬يؤوكد أانه جزء أاسصاسصي من ا‪Èÿ‬ة اإلنسصانية ‪ .‬ومن ثم‬
‫يحاول بطل ال‪È‬وا‪ Ê‬السصيطرة عليه‪ ،‬وإاخضصاعه إلرادته من خ‪Ó‬ل تقّمصصه لشصخصصيات مختلفة‪Œ ،‬عله يتجاوز‬
‫مواقف ضصعفه ‘ الزمان ‪.‬‬
‫إ‪Óÿ‬صصة ‪:‬‬
‫وخ‪Ó‬صصة ما توصصلنا إاليه بعد هذه القراءة األو‪Ÿ ¤‬قامات ال‪È‬وا‪ ،Ê‬نقول‪ :‬إان ما يهمنا إايضصاحه هنا‪ ،‬هو‬
‫مواطن الشصبه ب‪ Ú‬مقامات ال‪È‬وا‪ ،Ê‬والبنية الفنية العامة للمقامات ‪ ،‬وعليه فال‪È‬وا‪ Ê‬نهج نهج سصابقيه من ُكّتاب‬
‫ا‪Ÿ‬قامات‪ ،‬ح‪ Ú‬اسصتهل مقاماته بافتتاحية معينة‪– ،‬توي على صصيغة السصند ‪ ،‬وعلى راو بعينه كما أانه ‪ -‬أاي ال‪È‬وا‪-Ê‬‬
‫كان كسصابقيه من ُكّتاب ا‪Ÿ‬قامات ح‪ Ú‬ركز على شصخصصيتي الراوي‪ ،‬والبطل ‘ مقاماته ‪ ،‬فضص‪ Ó‬عن غياب ا◊دث‬
‫وا◊بكة نتيجة لطغيان األسصاليب الب‪Ó‬غية ‘ ا‪Ÿ‬قامات ل سصيما السصجع وا÷ناسص ‪ ،‬كما وظف ال‪È‬وا‪ Ê‬بالنسصبة‬
‫للمكان أاسصماء لبلدان‪ ،‬ومواقع جغرافية من أاجل اإلشصارة إا‪ ¤‬ا‪ÿ‬لفية ا‪Ÿ‬كانية‪ ،‬التي وقعت فيها أاحداث ا‪Ÿ‬قامة ‪.‬‬
‫وكان الزمان تراكميا يتسصلسصل منطقيا ‘ بنية مقاماته‪ ،‬حيث أادى كل حدث إا‪ ¤‬ا◊دث‪ ،‬الذي يليه دون اسصتباق‪ ،‬أاو‬
‫اسص‪Î‬جاع ‘ تلك البنية الزمنية ‪ .‬وأان أاحد العناصصر‪ ،‬التي ربطت ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬وضصوعات ‘ ا‪Ÿ‬قامات‪“ ،‬ثلت ‘ الراوي‬
‫والبطل وا‪Ÿ‬ؤولف‪.‬‬
‫ آإسصية إلبوعلي‪-‬‬‫›لة نزوى ‪ ،‬إلعدد (‪ )٢٤‬أإكتوبر‪٢٠٠٠‬‬
‫صس صس ‪٦٢-٤٩‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪69‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 71‬‬
‫ع‪Ó‬قة ما ب‪ Ú‬ألششريعة وألعقل ‪ -‬أبن رششد‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 72‬‬
‫المحؤر الرابع‬
‫ا‪Ù‬ور الرابع ‪:‬‬
‫‪»eÓ°S’EG »Hô©dG π≤©dG QOÉ°üe‬‬
‫“هيد‪:‬‬
‫ليسص للحركة الفكرية ‘ أامّة من األ∙ منبثق خاصص تتدفق منه تدفق الينابيع من جوانب الت‪Ó‬ل‪ .‬بل هي‬
‫كسصيول األودية “ّدها ا‪Ÿ‬ياه القليلة ا‪Ÿ‬نحدرة من هنا ومن هناك ف‪ Ó‬تلبث أان تصص‪ Ò‬عجّاجة شصديدة الشصكيمة‪.‬كذلك‬
‫حياة العرب العقلية والفكرية كث‪Ò‬ة األصصول متشصعبة الروافد ‪ ،‬وهيهات أان نحاول اآلن البحث عن كل أاصصل وكل‬
‫رافد منها فإانها متصصلة بظلمات يتيه فيها السصتقراء العلمي والقياسص ا‪Ÿ‬نطقي ‪.‬فما تاريخها الذي نبسصطه هنا إال‬
‫وصصف إاجما‹ للمجاري الك‪È‬ى التي “ثل لنا طور البلوغ ‘ حياة العرب ا‪Ÿ‬سصلم‪. Ú‬‬
‫إ‪Ÿ‬صصادر إلرئيسصة للعقل إلعربي إإلسص‪Ó‬مي ‪:‬‬
‫‪١‬ـ إ‪Ÿ‬صصدر إليونا‪: Ê‬‬
‫كان ا÷و الذي ظهرت فيه النهضصة العربية اإلسص‪Ó‬مية بظهور اإلسص‪Ó‬م مشصبعا‬
‫بالنظريات اليونانية ‪ .‬فمنذ أاغار اإلسصكندر على آاسصيا زاحفا إا‪ ¤‬الهند أاخذت العلوم‬
‫اليونانية تنتشصر ‘ الشصرق ‪...‬و‘ أاوائل القرن السصابع للمي‪Ó‬د كانت ب‪Ó‬د العرب تتمخضص‬
‫‪Ÿ‬ولود جديد ـ ‪Ã‬دنيّة دينية إاسص‪Ó‬مية مركزها ا◊جاز ‪،‬حتى إاذا ترعرعت وامتّد سصلطانها‬
‫وفتحت سصوريا ومصصر وسصواهما من بلدان البحر األبيضص ا‪Ÿ‬توسصط ‪ ،‬اسصتقرت تطلب غ‪Ò‬‬
‫الفتح ا‪Ÿ‬ادي من أاسصباب التقدم وا◊ضصارة‪ .‬فانصصرفت إا‪– ¤‬صصيل العلم والفلسصفة‬
‫أإف‪Ó‬طون‬
‫واتخذت أادّلتها ‘ ذلك مفكري اليونان وعلماءهم الذين كانت تعاليمهم قد مأ‪Ó‬ت العا‪⁄‬‬
‫ا‪Ÿ‬تمدن شصرقا وغربا ‪،‬وقد ذكر ابن القفطي ‘ كتابه (أاخبار ا◊كماء) أان خمسصة هم أاسصاط‪ Ú‬ا◊كمة‪ ،‬وهم‬
‫أابيدقليسص وفيثاغورسص وسصقراط وأاف‪Ó‬طون وأارسصطوطاليسص ‪ .‬ولشصك أان األخ‪ْÒ‬ين أاشصدهم ع‪Ó‬قة بحياة العرب‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪٧2‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 73‬‬
‫ا‪Ÿ‬سصلم‪ ‘ .....Ú‬هذا ا÷و اليونا‪ Ê‬نشصأات حياة العرب العقلية مسصتمّدة‬
‫من الشصرق روحها وعواطفها الدينية التي يعكسصها لنا الشصيخ السصجسصتا‪Ê‬‬
‫بقوله‪ ' :‬إانّ الشصريعة مأاخوذة من اللّه عز وجل بواسصطة السصف‪ Ò‬بينه وب‪Ú‬‬
‫ا‪ÿ‬لق من طريق الوحي وباب ا‪Ÿ‬ناجاة وشصهادة اآليات وظهور ا‪Ÿ‬عجزات‪.‬‬
‫و‘ أاثنائها مال سصبيل إا‪ ¤‬البحث عنه والغوصص فيه ‪،‬ولبد من التسصليم‬
‫ا‪Ÿ‬دعّو إاليه ' ومسصتمدة من الغرب اليونا‪ Ê‬نظرياتها الفلسصفية ومبادئها‬
‫ال ˘ع ˘ل ˘م ˘ي ˘ة ا‪Ÿ‬ب ˘ن ˘ي ˘ة ع ˘ل ˘ى ا‪Ÿ‬ن˘ط˘ق وال˘ن˘وام˘يسص ال˘ط˘ب˘ي˘ع˘ي˘ة ‪ .‬وق˘د دخ˘لت ه˘ذه‬
‫النظريات إا‪ ¤‬اآلداب العربية اإلسص‪Ó‬مية عن طريق النقل وال‪Î‬جمة‬
‫وكان لها ‘ حياة العرب ا‪Ÿ‬سصلم‪ Ú‬العقلية والفكرية تأاث‪ Ò‬بعيد ا‪Ÿ‬دى ‪.‬‬
‫وقد بلغت هذه ا◊ركة أاوجها ‘ القرن الرابع الهجري ‪ .‬وقد تناول‬
‫النقل‪ :‬الطب والرياضصيات والفلك وأاصصناف العلوم الفلسصفية ‪ .‬و‪ ⁄‬تقف‬
‫النهضصة عند هذا ا◊ّد بل أاخذ العلماء ا‪Ÿ‬سصلمون يدرسصون هذه ا‪Ÿ‬نقولت‬
‫ويشصرحونها ويصصنفون الكتب ‘ موضصوعاتها ‪ ،‬وتوسّصعوا ‘ تاريخ الفكر‬
‫العام ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪٧3‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 74‬‬
‫‪٢‬ـ إ‪Ÿ‬صصدر إلفارسصي ‪:‬‬
‫لشصك أان العقل العربي ربح شصيئا كث‪Ò‬ا من الفرسص‪ ،‬يدلّك على ذلك العدد الكب‪ Ò‬من رجالها الذين هم‬
‫من أاصصل فارسصي‪ .‬قال ابن خلدون ‘ كتاب ( ا‪Ÿ‬قدمة صص ‪ ٥٤٣‬ـ ‪ ': )٥٤٤‬إان َحَملة العلم ‘ ا‪Ÿ‬لّة اإلسص‪Ó‬مية أاك‪Ì‬هم‬
‫العجم‪ ...‬وكان صصاحب النحو سصيبويه والفارسصي والزجّاج من بعدهما وكلّهم‬
‫عجم ‘ أانسصابهم ‪ ،‬وكذا حََملة ا◊ديث ‪ .‬وكان علماء أاصصول الفقه كلّهم‬
‫عجم كما يُعرف ‪ ،‬وكذا حََملة علم الك‪Ó‬م ‪ ،‬وكذا أاك‪ Ì‬ا‪Ÿ‬ف ّسصرين ' و‪ ⁄‬يقم‬
‫بحفظ العلم وتدوينه إال األعاجم‪.'...‬‬
‫وقد ذكر كتاب الفهرسصت لبن الند‪ Ë‬أاسصماء الذين نقلوا من الفارسصية‬
‫إا‪ ¤‬العربية ‪،‬نخ ّصص منهم ابن ا‪Ÿ‬قفع وآال نوبخت موسصى ويوسصف ابنى خالد ـ‬
‫أابا ا◊سصن علي بن يزيد التميمي ـ حسصن بن سصهل الفلكي ـ الب‪Ó‬ذري ـ جبلة‬
‫ابن سصا‪ ⁄‬كاتب هشصام ـ إاسصحاق بن زيد ‪ -‬عمر بن فّرخان وسصواهم ‪...‬‬
‫وع‪Ó‬قة العرب بالفرسص قد‪Á‬ة منذ ا÷اهلية و‪ ⁄‬تنقطع بظهور اإلسص‪Ó‬م ‪،‬‬
‫فانتشصار العرب بالفتح ‘ األقطار الفارسصية جعل احتكاكهم بالفرسص أاشصّد‬
‫‡ا كان قب‪. Ó‬‬
‫‪٣‬ـ إ‪Ÿ‬صصدر إلهندي ‪:‬‬
‫يصصعب تعي‪ Ú‬السصبيل الذي جرى فيه الفكر الهندي إا‪ ¤‬نفوسص العرب ا‪Ÿ‬سصلم‪ ، Ú‬ولكن ‡ا ل ريب فيه أانه‬
‫كان للفلسصفة وللعلوم الهندية تأاث‪ Ò‬شصديد ‘ تكوين العقل العربي ‪ ...‬على أان احتكاك العرب بالعقلية الهندية ‪⁄‬‬
‫يبلغ كماله إال بعد اإلسص‪Ó‬م ‪ ،‬فإان امتداد العرب بالفتح قّرب العناصصر الهندية من العناصصر السصامّية العربية وجعل‬
‫بينها ع‪Ó‬قة كب‪Ò‬ة ‘ التجارة والعلم والدين ‪ .‬لقد كان الفتح اإلسص‪Ó‬مي بابا لتسصّرب مبادئ العقل الهندي إا‪¤‬‬
‫نفوسص العرب ‪ ،‬أان شصيئا من الفكر الهندي وصصل العرب عن طريق اليونان ‪.‬‬
‫و‘ الفهرسصت لبن الند‪ Ë‬ذكر للكتب الهندية ا‪Ÿ‬شصهورة والذين نقلوا منها إا‪ ¤‬العربية ‪،‬ومنها كتب الطب‬
‫وا‪ÿ‬رافات والسصحر وا‪Ÿ‬واعظ وا◊كم ‪ .‬قال محمد بن إاسصحاق '‪ :‬الذي عني بأامر الهند ‘ دولة العرب يحيى بن‬
‫خالد وجماعة ال‪È‬امكة ‪ ،‬واهتمامها بأامر الهند وإاحضصارها علماء طبها وحكمائها ' ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪٧4‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 75‬‬
‫خ‪Ó‬صصة ‪:‬‬
‫وا‪Óÿ‬صضة أان ›رى الفكر العربي له روافد ث‪Ó‬ثة ك‪È‬ى ‪ ،‬اليؤنان وهؤ أاهمها ثم الفرسس والهند ‪،‬‬
‫وأان ما اكتسضبه العقل العربي من هذه ا‪Ÿ‬صضادر أايقظ فيه حركة قؤية ظهرت ثمارها الفلسضفية والعلمية إابّان‬
‫التمّدن اإلسض‪Ó‬مي‪.‬‬
‫عن أإنيسس إ‪Ÿ‬قدسصي‬
‫أإمرإء إلشصعر إلعربي‬
‫دإر إلعلم للم‪Ó‬ي‪ ، Ú‬ب‪Ò‬وت‬
‫ط ‪ / ١٩٨٩ ، ١٧‬صس‪ ٦٠ ،‬ـ ‪٧٠‬‬
‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬
‫‪١‬ـ ما أاهم ا‪Ÿ‬صصادر التي أاسصهمت ‘ تكوين العقل العربي ؟‬
‫‪٢‬ـ ‪ ⁄‬مثّل ا‪Ÿ‬صصدر اليونا‪ Ê‬أاهم مصصدر للفكر العربي اإلسص‪Ó‬مي ؟‬
‫‪٣‬ـ ما العلوم التي نقلها العرب عن ا◊ضصارات اإلنسصانية األخرى ؟‬
‫‪٤‬ـ كيف تعامل العرب ا‪Ÿ‬سصلمون مع العلوم التي نقلوها إا‪ ¤‬لغتهم ؟‬
‫‪٥‬ـ ما مدى إاسصهام ا‪Ÿ‬صصدر الفارسصي ‘ إاثراء الفكر العربي اإلسص‪Ó‬مي ؟‬
‫‪٦‬ـ ما الوسصائل التي انتقل بها الفكر اإلنسصا‪ Ê‬إا‪ ¤‬ا◊ضصارة العربية اإلسص‪Ó‬مية؛ لينصصهر بداخلها‪ ،‬ويصصبح أاحد‬
‫روافدها ؟‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪٧5‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 76‬‬
‫نصس قرآإ‪Ê‬‬
‫‪ôWÉa IQƒ°S‬‬
‫“هيد ‪:‬‬
‫'' سضؤرة ( فاطر) مكية نزلت قبل هجرة رسضؤل الله ﷺ ‪ ....‬فهي تسض‪ ‘ Ò‬الغرضس العام الذي نزلت من أاجله اآليات‬
‫ا‪Ÿ‬كية ‪ ،‬والتي يرجع أاغلبها إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬قصضد األول من رسضالة كل رسضؤل ‪ ،‬وهؤ قضضايا العقيدة الك‪È‬ى ‪'' :‬الدعؤة إا‪¤‬‬
‫تؤحيد الله ‪ ،‬وإاقامة ال‪È‬اه‪ Ú‬على وجؤده ‪ ،‬وهدم قؤاعد الشضرك ‪ ،‬وا◊ث على تطه‪ Ò‬القلؤب من الرذائل ‪،‬‬
‫والتحلي ‪Ã‬كارم األخ‪Ó‬ق '' ‪.‬‬
‫( صضفؤة التفاسض‪) Ò‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪٧6‬‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 77
٧٧
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 78‬‬
‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي ‪:‬‬
‫÷َددُ هي الطرائق ‘ ا÷بل ‪ ،‬والتي ت‪Î‬اءى على هيئة خطوط ملّونة منفصصل‬
‫‪ -١‬جَُدٌد ‪ :‬جمع مفرده ُجّدٌة ‪ .‬ا ُ‬
‫بعضصها عن بعضص ‪.‬‬
‫‪ -٢‬غرابيب ‪ :‬جمع مفرده ِغربيب ‪ .‬يقال له وجه ِغربيب ‪Ã‬عنى أان له وجها متناهيا ‘ السصواد كالغراب ‪.‬‬
‫‪ -٣‬الدواب ‪ :‬جمع مفرده دابة وهي كل ما يركبه اإلنسصان من ا◊يوان ‪ .‬وغالبا ما تطلق على ما يركب من‬
‫ا◊يوان أاو يحمل عليه ‪.‬‬
‫‪ -٤‬األنعام ‪ :‬جمع مفرده ( َنَعٌم ) وهي ا◊يوانات األليفة من إابل وغنم وبقر ‪.‬‬
‫‪ -٥‬مقتصضد ‪ :‬القتصصاد ‪ :‬التوسصط ‘ النفقة ‪ .‬ومنهم مقتصِصد ‪ :‬اسصتوت حسصناته وسصيئاته ‪.‬‬
‫‪ -٦‬تبؤر ‪ :‬تفسصد وتكسصد ‪ ،‬أاو تهلك ‪.‬‬
‫‪ -٧‬ن َصضب ‪ :‬تعب ومشصقة ‪ ،‬من فعل ن َصصب ‪ ،‬ين َصصب ‪َ ،‬ن َصصًبا ‪.‬‬
‫ب ‪َ ،‬لَغًبا ‪.‬‬
‫ب ‪َ ،‬يْلَغ ُ‬
‫‪ -٨‬لُغؤب ‪ :‬إاعياء من التعب ‪ ،‬من فعل لِغ َ‬
‫أإول ‪ :‬أإسصئلة إإلعدإد إ‪Ÿ‬نز‹ ‪:‬‬
‫اقرأا اآليات السصابقة واشصرحها مسصتعينا باألسصئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قدم النصص القرآا‪ Ê‬السصابق من حيث ‪:‬‬
‫أا‪ -‬السصورة ا‪Ÿ‬أاخوذ منها‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدد آاياته‪.‬‬
‫ج‪ -‬األفكار العامة الواردة به ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ما األمور التي أاراد الله أان يث‪ Ò‬انتباه اإلنسصان إاليها ؟و‪Ÿ‬اذا ؟‬
‫‪ ⁄ -٣‬كان العلماء أاك‪ Ì‬الناسص خشصية لربهم ؟‬
‫‪ ....' -٤‬إان الله بعباده ‪ÿ‬ب‪ Ò‬بصص‪:' Ò‬‬
‫أا ـ ما نوع ا‪ ‘ Èÿ‬ا÷ملة السصابقة ؟‬
‫ب ـ ع‪ Ú‬مؤوكدات ا‪. Èÿ‬‬
‫ج ـ اسصتخرج من النصص السصابق ا÷مل ا‪Èÿ‬ية ا‪Ÿ‬ؤوكدة ‪Ã‬ؤوكد واحد أاو أاك‪. Ì‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪٧8‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 79‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬
‫‪١‬ـ ' أا‪ ⁄‬تر أان الله ‪'.........‬‬
‫أا‪ -‬ما نوع األسصلوب الذي اسصتهّل به الله اآليات الكر‪Á‬ة ؟‬
‫ب ـ ما الغرضص الب‪Ó‬غي لأ‪Ó‬سصلوب السصابق ؟‬
‫ج ـ إالم أاثار الله النتباه من خ‪Ó‬ل األسصلوب السصابق ؟‬
‫‪ ٢‬ـ تأامل اآليت‪ ) ٢٨، ٢٧( Ú‬ثم أاجب عما يلي ‪:‬‬
‫أا ـ ما األمور التي ركزت عليها اآليتان من أاوصصاف الكائنات على وجه األرضص ؟‬
‫ب ـ عّدد ا‪Ÿ‬وصصوفات وصِصفاتها ‘ اآليت‪ Ú‬السصابقت‪. Ú‬‬
‫ج ـ ما سصّر ال‪Î‬كيز على األلوان واألصصباغ ‘ ا‪Ÿ‬وصصوفات الواردة الذكر ‘ اآليت‪ Ú‬؟‬
‫‪٣‬ـ إاذا تأاملت نهاية اآليت‪ ‘ Ú‬بداية النصص‪ ،‬ت‪Ó‬حظ أانهما تشص‪Ò‬ان إا‪ ¤‬الغاية من لفت انتباه اإلنسصان إا‪¤‬‬
‫التنوع والخت‪Ó‬ف ‘ الكائنات ‪ .‬وضصح ت ّصصورك لهذه الغاية من خ‪Ó‬ل بيان ا‪Ÿ‬قصصود من قوله تعا‪: ¤‬‬
‫}‪.‬‬
‫{‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪٧9‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 80‬‬
‫‪٤‬ـ ' إا‪‰‬ا يخشصى الّلَه من ِعباده العلماءُ ‪:‬‬
‫أا ـ أاعرب ما –ته خط ‘ ا÷ملة السصابقة ‪.‬‬
‫ب ـ ‪ ⁄‬كان العلماء أاك‪ Ì‬العباد خشصية لربهم ؟‬
‫‪٥‬ـ يدعو الله إا‪ ¤‬التأامل ‘ الكون والكائنات ‪:‬‬
‫أا ـ ما وسصائل إادراك عظمة الكون ؟‬
‫ب ـ ‪ Õ‬توحي عظمة الكون ‪ ،‬وخلق الله للعا‪ ⁄‬؟‬
‫‪٦‬ـ ‪ ⁄‬عّد الله تعا‪ ¤‬أان العبادة هي ‪Œ‬ارة رابحة ؟‬
‫‪{ -٧‬‬
‫}‪.‬‬
‫فاطر ‪٣١ :‬‬
‫أا ـ ‪Ã‬اذا وصصف الكتاب ‘ اآلية السصابقة ؟‬
‫ب ـ ما ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬التي تفهمها من صصفة ' ا◊ق ' ؟‬
‫‪ ٨‬ـ من هم ا‪Ÿ‬صصطفون لوراثة القرآان الكر‪ Ë‬؟‬
‫‪ ٩‬ـ ماذا أاعّد الله للمؤومن‪ Ú‬من ناحية‪ ،‬وللذين كفروا من ناحية أاخرى ؟‬
‫‪ ١٠‬ـ عّدد أاسصماء الله ا◊سصنى‪ ،‬وصصفاته الواردة ‘ النصص ‪ ،‬ثم ب‪ Ú‬ما تفهمه من خ‪Ó‬لها ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إألسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬
‫‪ ١‬ـ ما الدللة التي تفهمها من تذك‪ Ò‬الله تعا‪ ¤‬اإلنسصان بعظمة الكون ؟‬
‫‪ ٢‬ـ كيف يتم تدبر آايات الكون ؟‬
‫رإبعا ‪ :‬إلنشصاط ‪:‬‬
‫›د اإلسض‪Ó‬م العقل وقيمه ‪ ،‬وبه كّرم الله اإلنسضان ومّيزه عن سضائر مخلؤقاته وجعله الدليل ‪Ÿ‬عرفة‬
‫ّ‬
‫عظمة ا‪ÿ‬الق‪ ....... .‬اكتب عن قيمة العقل ومكانة العا‪ ⁄‬ودوره ‘ اإلسض‪Ó‬م و ا‪Û‬تمع ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪80‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 81‬‬
‫نصس أإدبي‬
‫‪Ú≤«dGh ∂°ûdG‬‬
‫“هيد ‪:‬‬
‫إاّنك مع ا÷احظ إاّنما تقف بإازاء رجل واضضح النظرة العقلية ‪ ،‬فهؤ إاذا ما‬
‫تناول مؤضضؤعا بالبحث ‪ ،‬جمع اآلراء ا‪Ÿ‬تضضاربة كلها ؛ ليعرضس أامام عقله الفكرة‬
‫ونقيضضها ‪ ،‬ويدافع عن كل منهما دفاعا يكاد يؤهمك أانها هي الفكرة التي يتبناها‬
‫لنفسضه ‪ ،‬لكنك سضرعان ما ‪Œ‬د ا◊رارة نفسضها ‘ دفاعه عن نقيضضها ؛ ف‪Î‬اه يكتب‬
‫‘ ذم الشضيء ومدحه بدرجة واحدة من القؤة ‪.‬‬
‫زكي ‚يب محمود‬
‫(إ‪Ÿ‬عقول وإل‪Ó‬معقول)‬
‫زعم ابن أابي العجؤز (*) أان الدسّضاسس (‪ )١‬تلد ‪ .‬وكذلك خّبرني به محّمد بن أايؤب بن‬
‫جعفر(*) عن أابيه ‪ ،‬وخبّر‪ Ê‬به الفضضل بن إاسضحاق بن سضليمان فإان كان خ‪È‬هما عن إاسضحاق‬
‫فقد كان إاسضحاق من معادن العلم‪.‬‬
‫وقد زعمؤا بهذا اإلسضناد أان األروية (‪ )٢‬تضضع مع كل ولد وضضعته أافعى ‘ مشضيمة (‪ )٣‬واحدة ‪.‬‬
‫وقال اآلخرون ‪ :‬األروية ل تعرف بهذا ا‪Ÿ‬عنى ‪ ،‬ولكنه ليسس ‘ األرضس ‪‰‬رة إال وهي‬
‫تضضع ولدها و‘ عنقه أافعى ‘ مكان الطؤق وذكروا أانها تنهشس وتعضّس ول تقتل ‪.‬‬
‫و‪ ⁄‬أاكتب هذا لتقّربه ولكّنها رواية أاحببت أان تسصمعها ‪ .‬ول يعجبني اإل قراُر بهذا ا‪Èÿ‬‬
‫‪ ،‬وكذلك ل يعجبني إالنكار له ‪.‬‬
‫ولكن ليكْن قلبك إا‪ ¤‬إانكاره أاميل ‪.‬‬
‫وبعد هذا فاعرف مواضصع الشصك ‪ ،‬وحاَلتها ا‪Ÿ‬وجبة له لتعرف بها مواضصع اليق‪Ú‬‬
‫وا◊الت ا‪Ÿ‬وجبة له ‪ ،‬وتعلّم الشصك ‘ ا‪Ÿ‬شصكوك فيه تعلّما ‪ .‬فلو ‪ ⁄‬يكن ‘ ذلك إالّ تعّرف التوقف‬
‫ثم التثّبت ‪ ،‬لقد كان ذلك ‡ا يحتاج إاليه‪.‬‬
‫ثم اعلم أان الشصك ‘ طبقات عند جميعهم ‪ ،‬و‪ ⁄‬يجمعوا على أان اليق‪ Ú‬طبقات ‘ القوة‬
‫والضصعف ‪.‬‬
‫و‪Ÿ‬ا قال أابو ا÷هم(*) للمّكي(*) ‪ :‬أانا ل أاكاد أاشصكّ ‪.‬‬
‫قال ا‪Ÿ‬كي ‪ :‬وأانا ل أاكاد أاوقن ‪.‬‬
‫ففخر عليه ا‪Ÿ‬كي بالشصك ‘ مواضصع الشصك ‪ ،‬كما فخر عليه أابو ا÷هم باليق‪ ‘ Ú‬مواضصع اليق‪. Ú‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪81‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 82‬‬
‫ففخر عليه ا‪Ÿ‬كي بالشصك ‘ مواضصع الشصك ‪ ،‬كما فخر عليه أابو ا÷هم باليق‪ ‘ Ú‬مواضصع اليق‪. Ú‬‬
‫وقال أابو إاسصحاق ‪ :‬الشصاكّ أاقرب إاليك من ا÷احد ‪ ،‬و‪ ⁄‬يكن يق‪ Ú‬قط حتى كان قبله شصك ‪ ،‬و‪ ⁄‬ينتقل أاحد عن‬
‫اعتقاد إا‪ ¤‬اعتقاٍد غ‪Ò‬ه حتى يكون بينهما حال شصك ‪.‬‬
‫وقال أابو ا÷هم ‪ :‬ما أاطمعني ‘ أاوبة(‪ )٤‬ا‪Ÿ‬تحّ‪ Ò‬؛ ألن كل من اقتطعته ا◊‪Ò‬ة ‪ ،‬فضصا‪s‬لته اليق‪ ، Ú‬ومن وجد‬
‫ضصالته فرح ‪.‬‬
‫والعوام أاقّل شصكوكا من ا‪ÿ‬واصّص ؛ ألنهم ل يتوقفون ‘ التصصديق ‪ ،‬ول يرتابون بأانفسصهم ‪ ،‬فليسص عندهم إال‬
‫اإلقدام على التصصديق ا‪Û‬رد ‪ ،‬أاو على التكذيب ا‪Û‬رد ‪ .‬وأالغوا ا◊ال الثالثة من حال الشصك التي تشصتمل على طبقات‬
‫الشصك ‪ .‬وذلك على قدر سصوء الظن ‪ ،‬وحسصن الظن بأاسصباب ذلك ‪ ،‬وعلى مقادير األغلب ‪.‬‬
‫إلتعريف بالكاتب ‪:‬‬
‫ا÷احظ ‪ ( :‬أابؤ عثمان) من أائمة األدب العربي ‪ .‬ولد بالبصضرة سضنة ‪٧٧٥‬م وتؤ‘ بها سضنة‬
‫‪٨٦٨‬م ‪ ،‬وبها درسس وببغداد ‪ .‬واطلع على جّل علؤم عصضره ‪.‬كان ثاقب البصض‪Ò‬ة ‪ ،‬متزن العقل‬
‫‪ ،‬واألدب ‪ .‬كان ذا م‪Ó‬حظة دقيقة وروح مرحة فكهة وقلم رشضيق فصضّؤر أاحؤال أاهل عصضره‬
‫ومعارفهم وحياة أاهل زمانه وأاخ‪Ó‬قهم وعاداتهم وعلؤمهم تصضؤيرا ‪Á‬تزج فيه ا÷د‬
‫بالدعابة ‪.‬من مؤؤلفاته الكث‪Ò‬ة ‪ :‬ا◊يؤان ‪ ،‬البيان والتبي‪ ، Ú‬البخ‪Ó‬ء و›مؤعة رسضائل‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪82‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 83‬‬
‫إألع‪Ó‬م ‪:‬‬
‫* ابـ ـ ـ ـ ـن أابي الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجؤز ‪ :‬هو أاحد ا◊وائ‪ Ú‬الذين اعتمد عليهم ا÷احظ ‘ رواية أاخبار ا◊يوان ‪.‬‬
‫* محمد بن أايؤب بن جعفر ‪ :‬أابوه أاحد ا‪Ÿ‬تكلم‪ ، Ú‬وكان عاً‪Ÿ‬ا بقريشص ورجال الدعوة ‪.‬‬
‫* الفضضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل اب ـن إاسضحاق ‪ :‬أاحد علماء الك‪Ó‬م ‘ عصصر ا÷احظ ‪.‬‬
‫من رجال السصياسصة ‘ العصصر العباسصي تقلد الوزارة ‘ عهد حُكم أابي جعفر ا‪Ÿ‬نصصور‬
‫* أاب ـؤ ا÷ ـ ـ ـ ـ ـ ـهم ‪:‬‬
‫ا‪Ÿ‬لقب بالسصفاح‪.‬‬
‫أاحد الشصخصصيات التي ذكرها ا÷احظ ‘ كتاب (ا◊يوان) ‘ أاك‪ Ì‬من موضصع دون‬
‫* ا‪Ÿ‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك ـ ـ ـ ـ ـي ‪:‬‬
‫أان يع‪Î‬ف له بالعلم وا‪Ÿ‬عرفة ‪.‬‬
‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي ‪:‬‬
‫‪ -١‬الدسضاسس ‪ :‬حية حمراء محددة الطرف‪ Ú‬ف‪ Ó‬يعرف رأاسصها من ذنبها ‪ ،‬وهي من أاخبث ا◊يات‪.‬‬
‫‪ -٢‬األروية ‪Œ :‬مع على أاراو ‪ ،‬وهي ضصأان ا÷بل ‪ ،‬وتسصتعمل للذكر واألنثى ‪.‬‬
‫‪ -٣‬مشضيمة ‪ :‬غشصاء ا‪Ÿ‬ولود يخرج معه عند الولدة ‪.‬‬
‫من آاَب ‪ ،‬أاوًبا ‪ ،‬وأاوبًة ‪ :‬رجع ‪ ،‬فهو آائب وآايب ‪.‬‬
‫‪ -٤‬أاوبة ‪:‬‬
‫أإول ‪ :‬أإسصئلة إإلعدإد إ‪Ÿ‬نز‹ ‪:‬‬
‫اقرأا النصس السضابق واشضرحه مسضتعينا باألسضئلة اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قّدم الن ّصص تقد‪Á‬ا مادّيا ومعنويا من حيث ‪ :‬كاتبه ومصصدره وموضصوعه ووحداته ا‪Ÿ‬عنوّية ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ما الطريقة التي اعتمدها ا÷احظ ‘ تقد‪ Ë‬األخبار ؟‬
‫‪ -٣‬ما ا◊الت التي توجب الشصكّ ‘ رأاي ا÷احظ ؟‬
‫‪ ‘ -٤‬النصص فقرة يعرف فيها ا÷احظ ' الشصك' ‪ ،‬حددها ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪83‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 84‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬
‫‪ -١‬قّدم ا÷احظ ‘ الفقرة األو‪ ¤‬من النصص ث‪Ó‬ثة أاخبار ‪:‬‬
‫أا‪ -‬ما األفعال التي اسصتخدمها ا÷احظ ‘ نقل هذه األخبار ؟‬
‫ب‪ -‬ما دور هذه األفعال ‘ إاضصفاء جو من الريبة والشصك حول مضصمون هذه األخبار ؟‬
‫ج‪ -‬قارن هذه األفعال ‪Ã‬ا كان سصائدا ‘ تداول األخبار عند العرب قد‪Á‬ا ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اعتمد ا÷احظ ‘ نقل هذه األخبار على ›موعة من الرواة ‪:‬‬
‫أا‪ -‬عّرف بهؤولء الرواة مسصتعينا ‪Ã‬ا ورد ‘ تعريف األع‪Ó‬م ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ع‪Ó‬م يدل اعتماد ا÷احظ على رواة من بيئات علمية واجتماعية مختلفة ؟‬
‫ج‪ -‬هل اسصتخدم ا÷احظ آالية ' التعديل والتجري'ح فيما يتعلق بالرواة ؟ وضصح ذلك ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما هدف ا÷احظ من خ‪Ó‬ل نقل هذه األخبار من خ‪Ó‬ل الفقرة الثانية من النصص ؟‬
‫ك من خ‪Ó‬ل الفقرة الثانية ؟‬
‫‪ -٤‬كيف عّرف ا÷احظ 'الشص '‬
‫ك ‘ ا‪Ÿ‬شصكوك فيه تعلًّما ' ‪:‬‬
‫‪ ' -٥‬تعّلم الشص ّ‬
‫أا‪ -‬أاعرب ما –ته خط ‘ ا÷ملة السصابقة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما دللة اسصتخدام هذه الوظيفة النحّوية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬للشصك ‪ ،‬من خ‪Ó‬ل ا÷ملة السصابقة ‪ ،‬منهج وحالت ‪ ،‬وضصح ذلك ‪.‬‬
‫‪ -٦‬الشصك طبقات ‘ القوة والضصعف ‪ ،‬على خ‪Ó‬ف اليق‪ Ú‬الذي هو واحد ‪:‬‬
‫أا‪ -‬اسصتخلصص من النصص ا‪Ÿ‬واضصع التي يكون فيها الشصك ضصعيفا أاو قويا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما نتائج ضصعف الشصك أاو قوته ؟‬
‫‪ - -٧‬أانا ل أاكاد أاشصك ‪.‬‬
‫ أانا ل أاكاد أاوقن ‪.‬‬‫أا‪“ Õ -‬يز كلّ موقف عن اآلخر ؟‬
‫ب‪ -‬حدد نقطة الضصعف ‘ كليهما ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪84‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 85‬‬
‫‪ -٨‬علل ما يأاتي ‪ ' :‬الشصاك أاقرب إاليك من ا÷احد ' ‪.‬‬
‫‪ ' -٩‬من وجد ضصالته فرح ' ‪:‬‬
‫أا‪ -‬حدد أاركان أاسصلوب الشصرط ‘ ا÷ملة السصابقة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما الطريق إا‪ ¤‬بلوغ ا‪Ÿ‬تح‪ Ò‬ضصالته ؟‬
‫‪ -١٠‬من قصصد ا÷احظ بالعوام وا‪ÿ‬واصص ؟ ولَِم كانت العوام أاقلّ شصكوكا ؟‬
‫ثالثا ‪ :‬إألسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬
‫‪ -١‬ما أاسصلوب ا÷احظ ‘ التعامل مع األخبار ؟‬
‫‪ ' -٢‬الشصك طريق إا‪ ¤‬اليق‪ ' Ú‬وضصح ذلك من خ‪Ó‬ل النصص ‪.‬‬
‫رإبعا ‪ :‬إلنشصاط ‪:‬‬
‫بلغك عن أاحد أاصضدقائك خ‪ È‬سضّيىء ‘ حّقك ‪ ،‬ورّدد ذلك أاك‪ Ì‬من شضخصس ‪ ،‬لكن بطرق مختلفة ‪ ،‬فشضككت‬
‫‘ صضحّة ا‪ ، Èÿ‬ورحت تبحث عن اليق‪. Ú‬‬
‫–ّدث عن األسضباب التي دعتك إا‪ ¤‬الشضك ‪ ،‬وا‪Ÿ‬راحل التي مررت بها لبلؤغ اليق‪Ú‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪85‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 86‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪ßMÉ÷G óæY »∏≤©dG ≈ëæŸG‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫إان آاثار ا÷احظ تنطوي على قيمة فكرية ترجع إا‪ ¤‬الشصمول واألصصالة ‪ .‬لقد فكر ‘ جميع ا‪Ÿ‬سصائل التي‬
‫تصصادف اإلنسصان ‪ ،‬وأاصصدر حولها العديد من اآلراء ا‪Ÿ‬نهجية السصديدة ‪.‬‬
‫إان نظريته ‘ ا‪Ÿ‬عرفة ‡يزة‪ ،‬انفرد بها عن سصائر ا‪Ÿ‬تكلم‪ Ú‬والف‪Ó‬سصفة ‪ ،‬وقد أاسصهم ‘ أابحاثه األدبية‬
‫بوضصع أاسصسص علم البيان ‘ العربية ‪ .‬وقدم م‪Ó‬حظات طريفة فيما يتعلق بعلم نفسص ا◊يوان وتأاث‪ Ò‬البيئة والتطور‪.‬‬
‫أاما الطابع العقلي فهو واضصح القسصمات ‘ كتابات ا÷احظ لقد كان معتزليا يحّكم العقل ‘ ما يبحث ‪،‬‬
‫ويُخضصع األشصياء واألمور للنقد ‪ ،‬ويجعل الشصك طريقا إا‪ ¤‬اليق‪ ، Ú‬ول يروي غليله إا‪ ¤‬ا◊قيقة سصوى العيان وا‪Èÿ‬‬
‫الصصادق الذي يثق به العقل ‪ .‬وإاذا كان يسصلم بأاحكام الدين كما وردت ‘ القرآان والسصنة ‪ ،‬ف‪Ó‬عتقاده أان العقل‬
‫عاجز عن كنه صصفات الله وماهيته ‪ ،‬فهو يعرفه معرفة وجود ل معرفة إاحاطة ‪ ،‬ومع ذلك نلفي ا÷احظ يفسصر آايات‬
‫القرآان على ضصوء العقل ويرفضص الكث‪‡ Ò‬ا ل يقبله العقل من أاسصاط‪ Ò‬العاّمة وخرافاتهم ‪.‬‬
‫إ‪Ÿ‬نهج إلفكري ‪:‬‬
‫لكل مفكر كب‪ Ò‬وكاتب أاصصيل منهج خاصص ‘ التفك‪ Ò‬والتعب‪ Ò‬يتجلّى ‘ آاثاره بحيث نسصتطيع من خ‪Ó‬ل‬
‫قراءتها أان نعرف صصاحبها اعتمادا على ا‪ÿ‬صصائصص ا‪Ÿ‬ميزة ا‪ÓŸ‬زمة لذلك ا‪Ÿ‬نهج ‪ .‬وا÷احظ صصاحب منهج فكري‬
‫وتعب‪Ò‬ي ذي سصمات ل نخطئها ومعا‪ ⁄‬ل تخفى على ذي نظر وأاهم خصصائصص هذا ا‪Ÿ‬نهج نذكر ‪:‬‬
‫‪ -١‬إلنقدية ‪:‬‬
‫ل يكتفي ا÷احظ بعرضص أافكاره ‪ ،‬وإا‪‰‬ا ينتقد ا‪Ÿ‬ذاهب الفكرية األخرى ‪ ،‬وحملته نزعته النقدية إا‪ ¤‬نقد‬
‫أارسصطو والنظّام على الرغم من إافادته منهما وأاخذه عنهما ‪ ،‬كما دفعته إا‪ ¤‬نقد بعضص العادات والقيم السصائدة ‘‬
‫عصصره‪.‬‬
‫ونقده ل يصصدر عن تعصصب ‪ ،‬فهو موضصوعي ‘ نقده ل يتجّنى ول يّتهم أاحدا ‪Ã‬ا ليسص فيه ‪ ،‬ول يحاسصب‬
‫الغ‪ Ò‬إال على ما قاله ‪ .‬لهذا يهتمّ بشصرح آاراء الغ‪ Ò‬وتبيانها ثم يعمد إا‪ ¤‬إاظهار ما فيها من تهافت أاو خطأا ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪86‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 87‬‬
‫‪ -٢‬إ÷دلية ‪:‬‬
‫فهمَ ا÷احظ ا÷دل ‪Ã‬عنى ا‪Ÿ‬ناظرة أاو النقاشص الذي يدور ب‪ Ú‬شصخصص‪Á Ú‬ثّ‪Ó‬ن أافكاًرا متناقضصة ‪ ،‬ولهذا‬
‫بنى جدله على مبدأا التناقضص ‪ .‬واسصتخدمه وسصيلة للكشصف عن ا◊قيقة عن طريق احتكاك اآلراء التي يتولد فيها‬
‫نور اليق‪. Ú‬‬
‫انطلق ا÷احظ ‘ جدله من مبدأا يقول إان معرفة الشصيء كاملة ل تتأاّتى من النظر إاليه من زاوية واحدة أاو‬
‫جانب واحد ‪.‬‬
‫وا÷احظ يقدم شصواهد وأادلة تثبت صصحة الرأاي‪ Ú‬ا‪Ÿ‬تناقضص‪ Ú‬وهي شصواهد يسصتقيها من الشصعر والقرآان‬
‫والسصنة والسصماع ‪ ،‬أاو من الوقائع وا‪Ÿ‬عاينة ‪ .‬وهو ل يفتأا بعد ذلك يجّرح تلك األدلة ويعّدلها على ضصوء العقل وا‪Ÿ‬نطق‬
‫حتى ينتهي إا‪ ¤‬إالقاء أاضصواء كاشصفة تن‪ Ò‬حقيقة األمر ‪.‬‬
‫‪ -٣‬إلسصتقرإئية ‪:‬‬
‫السصتقراء هو النظر ‘ الوقائع ا÷زئية لسصتخراج حكم كّلي عند البحث ‘ أامر من األمور ‪ .‬وتفك‪Ò‬‬
‫ا÷احظ اسصتقرائي بشصكل إاجما‹ ‪ .‬فإاذا عرضصت له مسصأالة راح يتأاملها وي‪Ó‬حظ ما يتصصل بها وما يصصدر عنها وما‬
‫يحيط بها ‪ ،‬ويجمع ا‪ÓŸ‬حظات عن طريق التجربة والسصماع والعيان ثم يسصتنبط أاحكامه ‪ .‬هذا كان دأابه ‘ أابحاثه‬
‫الطبيعية والجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -٤‬إلشصّكية ‪:‬‬
‫الشصك لزم تفك‪ Ò‬ا÷احظ وحمله على عدم التسصليم باألخبار‪ ،‬واآلراء‪ ،‬التي يسصمعها‪ ،‬أاو يقرأاها والظواهر‬
‫التي يراها إالّ بعد الفحصص والتدقيق وا‪ÓŸ‬حظة الشصديدة ؛ ألنه يعتقد أان آاراء الناسص وأاخبارهم عرضصة للضص‪Ó‬ل‬
‫والكذب ألسصباب عديدة ‪ .‬كما أان الظواهر الطبيعية تخفي –تها حقائق‪ ،‬أاو نواميسص يجب البحث عنها وعدم‬
‫الكتفاء ‪Ã‬عطيات ا◊سص ا‪ÿ‬ارجية ‪.‬‬
‫وهكذا َغَدا الشصك عند ا÷احظ طريقا للوصصول إا‪ ¤‬حقائق األمور‪ ،‬وليسص هدفا بذاته ‪ .‬ولذا نهى عن‬
‫اإلسصراف فيه واتخاذه غاية يقصصد إاليها قصصدا‪ ،‬ألنه يصصبح خطرا يؤودي إا‪ ¤‬اله‪Ó‬ك ‪.‬‬
‫طبق ا÷احظ الشصك ‘ أابحاثه تطبيقا رائعا ‪ .‬فهو ل يقبل األخبار والروايات التي تنتهي إالّ بعد “حيصصها‬
‫وفحصصها لختبار مدى صصحتها ‪ .‬لقد وضصع أاقوال كل ا‪Ÿ‬فكرين وأاهل الدين واألدب والسصياسصة وعامة الناسص على‬
‫محك النقد بكل جرأاة وثقة بالنفسص ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪8٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 88‬‬
‫‪ -٥‬إلشصمولية ‪:‬‬
‫تعني الشصمولية النظرة ا‪Ù‬يطة للكون ‪ ،‬فقد أادرك ا÷احظ أان العا‪ ⁄‬كلّ م‪Î‬ابط يهيمن عليه الله سصبحانه‬
‫وتعا‪ ،¤‬ثم يأاتي كائن سصُّخر له كل ما ‘ الكون من جماد ونبات وحيوان وهو اإلنسصان ‪ ،‬ثم كائن ثالث هو ا◊يوان‬
‫“ثلت فيه حكمة الله ‪ ،‬ثم يأاتي ا÷ماد ‘ ا‪Ÿ‬رتبة األخ‪Ò‬ة ‪.‬‬
‫‪Ã ⁄‬ختلف‬
‫وتعني الشصمولية عند ا÷احظ الثقافة الواسصعة ‪ .‬فا÷احظ كما قيل عنه بحق دائرة معارف ‪ ،‬أا ّ‬
‫حقول ا‪Ÿ‬عرفة ‪ ،‬وقد كتب ‘ جميع ا‪Ÿ‬وضصوعات تقريبا ‪.‬‬
‫‪ -٦‬إلوإقعية ‪:‬‬
‫نعني بالواقعية اللتزام ‪Ã‬عطيات الواقع ا‪Ù‬سصوسص ‪ ،‬والرغبة عن األمور الوهّمية التي ل ع‪Ó‬قة لها‬
‫با◊قيقة والواقع ‪.‬‬
‫كان ا÷احظ ينطلق ‘ تفك‪Ò‬ه من العا‪ ⁄‬ا‪Ù‬سصوسص ‪ ،‬ول يأاخذ با‪ÿ‬رافات‪ ،‬واألسصاط‪ ،Ò‬التي تنسصجها‬
‫ا‪ّı‬ي‪Ó‬ت ا‪Û‬نحة‪ ،‬ويهاجمها وينتقد القائل‪ Ú‬بها ‪.‬‬
‫‪ -٧‬إلعق‪Ó‬نية ‪:‬‬
‫تعني العق‪Ó‬نية بالنسصبة للجاحظ أامرين ‪ :‬األول –كيم العقل ‘ جميع األمور ‪ ،‬والثا‪ Ê‬ا‪Ÿ‬وضصوعية ‪.‬‬
‫أاما –كيم العقل‪ ،‬والثقة به فأاول ما يطالعنا ‘ آاثار ا÷احظ‪ ،‬أانه مفّكر ملك ذكاء متوّقدا‪ ،‬ومنطقا سصديدا ‪ ،‬وهو‬
‫عقل نهم للمعرفة ‪.‬‬
‫أاما ا‪Ÿ‬وضصوعية ف‪Î‬جع إا‪ ¤‬ضصعف عنصصر العاطفة ‘ كتابة ا÷احظ ‪ .‬فلم يكن انفعاليا عصصبي ا‪Ÿ‬زاج ‪،‬‬
‫ولقد غلب فيه العقل على العاطفة حتى كاد ‪Á‬حو لها كل أاثر من آاثارها ‪ ،‬ولهذا كانت آاثاره ‪ ،‬ذات طابع فكري جامد‬
‫ل –ّرك فينا شصعورا ول تث‪ Ò‬إاحسصاسصا ‪.‬‬
‫د‪ .‬علي بو ملحم‬
‫إ‪Ÿ‬ناحي إلفلسصفّية عند إ÷احظ‬
‫دإر ومكتبة إله‪Ó‬ل‬
‫ب‪Ò‬وت ‪١٩٩٤‬‬
‫صس صس ‪٩٦٤ - ٥٥٤ / ١١ - ١٠‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪88‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 89‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪π≤©dGh á©jô°ûdG ÚH Ée ábÓY‬‬
‫‪ -١‬أاّما أانّ الشصرع دعا إا‪ ¤‬اعتبار ا‪Ÿ‬وجودات بالعقل وتطّلب معرفتها به ‪ ،‬فذلك بّين ‘ غ‪ Ò‬ما آاية من كتاب‬
‫﴾ وهذا ن ّصص على وجوب اسصتعمال القياسص العقلي‪،‬‬
‫الله ‪ ،‬تبارك وتعا‪ ، ¤‬مثل قوله تعا‪﴿: ¤‬‬
‫} وهذا نصص‬
‫أاو العقلي والشصرعي معا ‪ .‬ومثل قوله تعا‪{ ¤‬‬
‫ث على النظر ‘ جميع ا‪Ÿ‬وجودات ‪.‬‬
‫با◊ ّ‬
‫واعلم أاّن ‡ن خ ّصصه الله تعا‪ ¤‬بهذا العلم وشصّرفه به ‪ ،‬إابراهيم عليه السص‪Ó‬م ‪ .‬قال‪:‬‬
‫﴾ إا‪ ¤‬غ‪ Ò‬ذلك من اآليات الكث‪Ò‬ة التي ل –صصى‪.‬‬
‫﴿‬
‫‪ -٢‬وإاذا تقرر أان الشصرع قد أاوجب النظر بالعقل ‘ ا‪Ÿ‬وجودات واعتبارها ‪ ،‬وكان العتبار ليسص شصيئا أاك‪ Ì‬من‬
‫اسصتنباط ا‪Û‬هول من ا‪Ÿ‬علوم واسصتخراجه منه ‪ ،‬وهذا هو القياسص ‪ ،‬فواجب أان ‚عل نظرنا ‘ ا‪Ÿ‬وجودات بالقياسص‬
‫‪ Ú‬أان هذا النحو من النظر الذي دعا إاليه الشصرع وحثّ عليه ‪ .‬هو أا” أانواع النظر بأا”ّ أانواع القياسص ‪ -‬وهو‬
‫العقلي ‪ ،‬وتب ‪w‬‬
‫ا‪Ÿ‬سصمى ' برهانا ' ‪ -‬وإاذا كان الشصرع قد حثّ على معرفة الله تعا‪ ¤‬وسصائر موجوداته بال‪È‬هان ‪ ،‬وكان من األفضصل ‪ -‬أاو‬
‫األمر الضصروري ‪Ÿ -‬ن أاراد أان يعلم الله تبارك وتعا‪ ، ¤‬وسصائر ا‪Ÿ‬وجودات بال‪È‬هان ‪ ،‬أان يتقدم أاّول فيعلم أانواع‬
‫ال‪È‬اه‪ Ú‬وشصروطها ‪ ....‬فقد يجب على ا‪Ÿ‬ؤومن بالشصرع ا‪Ÿ‬متثل ألمره بالنظر ‘ ا‪Ÿ‬وجودات أان يتقدم قبل النظر‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪89‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 90‬‬
‫فيعلم أانواع ال‪È‬اه‪ Ú‬وشصروطها ‪ ....‬فقد يجب على ا‪Ÿ‬ؤومن بالشصرع ا‪Ÿ‬متثل ألمره بالنظر ‘ ا‪Ÿ‬وجودات أان يتقدم‬
‫قبل النظر فيعرف هذه األشصياء التي تتنزل من النظر منزلة اآلآلت من العمل ‪...‬‬
‫‪ -٣‬وإاذا تقرر أانه يجب بالشصرع النظر ‘ القياسص العقلي وأانواعه ‪ ،‬فبيّن أانه إان كان ‪ ⁄‬يتقدم أاحٌد ‡ن قبلنا‬
‫بفحصص عن القياسص العقلي وأانواعه ‪،‬أانه يجب علينا أان نبتدئ بالفحصص عنه ‪،‬وأان يسصتع‪ ‘ Ú‬ذلك ا‪Ÿ‬تأاّخر‬
‫با‪Ÿ‬تقّدم‪،‬حتى تكمل ا‪Ÿ‬عرفة به ‪،‬سصواء كان ذلك ا‪Ÿ‬تقدم مشصاركا لنا أاو غ‪ Ò‬مشصارك ‘ ا‪ّŸ‬لة‪...‬‬
‫‪ -٤‬فقد تب‪ Ú‬من هذا أان النظر ‘ كتب القدماء واجب بالشصرع ‪ ،‬إاذ كان مغزاهم ‘ كتبهم ومقصصدهم هو ا‪Ÿ‬قصصد‬
‫الذي حثّنا الشصرع عليه ‪ ،‬وإاّن َمن نهى عن النظر فيها فقد صصّد الناسص عن الباب الذي دعا الشصرع منه الناسص إا‪¤‬‬
‫معرفة الله ‪ ،‬وهو باب النظر ا‪Ÿ‬ؤودي إا‪ ¤‬معرفته حق ا‪Ÿ‬عرفة ‪ .‬وذلك غاية ا÷هل والبعد عن الله تعا‪.¤‬‬
‫‪ -٥‬وإاذا تقّرر هذا كله وكنا نعتقد ‪ -‬معشصر ا‪Ÿ‬سصلم‪ - Ú‬أان شصريعتنا هذه اإللهية حق وأانها التي نّبهتْ على هذه‬
‫السصعادة ‪ ،‬ودعت إاليها ‪ ،‬التي هي ا‪Ÿ‬عرفة بالله عز وجل و‪Ã‬خلوقاته ‪ ،‬فإان ذلك متقّرر عند كل مسصلم من الطريق‬
‫الذي اقتضصته جبّلته وطبيعته من التصصديق ‪ :‬فمنهم من يصصدق بال‪È‬هان ‪ ،‬ومنهم من يصصدق باألقاويل ا÷دلية‪،‬‬
‫ومنهم من يصصدق باألقاويل ا‪ÿ‬طابية ‪.‬‬
‫وإاذا كانت هذه الشصريعة حقا وداعية إا‪ ¤‬النظر ا‪Ÿ‬ؤودي إا‪ ¤‬معرفة ا◊ق ‪ ،‬فإاّنا ‪-‬معشصر ا‪Ÿ‬سصلم‪ -Ú‬نعلم على القطع‬
‫أانه ل يؤودي النظر ال‪È‬ها‪ ّÊ‬إا‪ ¤‬مخالفة ما ورد به الشصرع ‪ .‬فإاّن ا◊ق ل يضصاّد ا◊ّق ‪ ،‬بل يوافقه ويشصهد له ‪.‬‬
‫إبن رشصد‬
‫( فصصل إ‪Ÿ‬قال ) ‪– :‬قيق ‪:‬‬
‫أإلب‪ Ò‬نصصري نادر ‪ ،‬ب‪Ò‬وت‬
‫‪ ، ١٩٦١‬صس صس ‪٥٣ - ٢٨‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪90‬‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 91
‫ملحق‬
¢Sô¡ØŸG ºé©ŸG ‘ (π≤Y) π°üa
ËôµdG ¿GBô≤dG ÊÉ©Ÿ
91
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 92
92
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 93
93
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 95
‫إلنصس إألدبي‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 96‬‬
‫المحؤر الخامسس‬
‫ا‪Ù‬ور ا‪ÿ‬امسس‪:‬‬
‫‪»Hô©dG ô©°ûdG ‘ ógõdG‬‬
‫تعريف إلزهد‪:‬‬
‫إلزهد هؤ ترك لذائذ الدنيا الفانية طمًعا بلذائذ اآلخرة ا‪ÿ‬الدة‪.‬‬
‫قال الغزا‹‪'' :‬هؤ أان تأاتي الدنيا اإلنسضانَ راغمًة صضفًؤا عفًؤا ‪ ،‬وهؤ قادَر‬
‫التنّعم بها من غ‪ Ò‬نقصضان جاه ‪ ،‬وقبح اسضم ‪ ،‬في‪Î‬كها خؤًفا من أان يأانسس بها‪،‬‬
‫ب اللّه‬
‫فيكؤن آان ًسضا بغ‪ Ò‬الّله مح‪v‬با ‪Ÿ‬ا سضؤى الّله ‪ ،‬ويكؤن مشضرًكا ‪Ÿ‬ا ‘ ح ّ‬
‫غ‪Ò‬ه''‪.‬‬
‫أاّما الشضعر الزهدي فهؤ الذي يدعؤ إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬ؤعظة ‪ ،‬وتؤجيه الناسس‬
‫‪È‬ا أاّن هذه ا◊ياة ما هي إاّل دار ‡ّر إا‪ ¤‬دار مقّر‪،‬‬
‫نحؤ التن ّسضك والعبادة ‪ ،‬معت ً‬
‫وما زينتها وبهرجها إاّل خداع للمرء ‪ ،‬وإاغراء له كي تنسضيه خالقه ‪ ،‬و‪Œ‬عله‬
‫ب ال ُز‪s‬هاِد‪ -‬حياة هنيئة ‘‬
‫عبًدا لشضهؤاته ونزواته‪ .‬فإاذا أاراد اإلنسضان ‪-‬ح َسض َ‬
‫اآلخرة ‪ ،‬فما عليه إالّ أان ينبذ هذه الدنيا ‪ ،‬ويعّد نفسضه ◊ياة أابدّية ‪ ،‬دون أان‬
‫ينزلق ‘ مهاوي عيشس زائل ‪ ،‬وعا‪ ⁄‬حق‪ Ò‬فان‪.‬‬
‫عوإمله‪:‬‬
‫ل بّد لكّل حدث اجتماعّي من عوامل تّهِيئُه‪ .‬ومن عوامل الزهد‪:‬‬
‫‪ -١‬إلدين‪ :‬فجميع األديان السصماوّية تدعو إا‪ ¤‬حياة أاخرى ‪ ،‬وما هذه ا◊ياة الدنيا إاّل ‡ّر إا‪ ¤‬حياة خالدة ؛ ومن‬
‫◊ا ‪ ،‬فمصص‪Ò‬ه ا÷حيم‪.‬‬
‫◊ا ‪ ،‬فمصص‪Ò‬ه ا÷ّنة ‪ ،‬وإان كان طا ً‬
‫هذه ا◊ياة يتح‪s‬دَد مصص‪ Ò‬اإلنسصان‪ :‬فإان كان صصا ً‬
‫الشصروط ‪ ،‬منها‪ :‬التقوى والورع ‪ ،‬ومحّبة اآلخرين فضص ً‬
‫‪ Ó‬عن العتراف بالّله ومحّبته ‪ ،‬وكبت الشّصهوات التي تؤودي‬
‫‪Ã‬رتكبها إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬فاسصد ا‪ُÿ‬لقية‪ ،‬ومن ثّم إا‪ ¤‬النهيار الجتماعي‪.‬‬
‫من هنا يجب على ا‪Ÿ‬ؤومن أان يؤوّدي الفرائضص ‪ ،‬ويبتعد عّما نهى عنه الدين‪ .‬ومن ا‪Ÿ‬ؤومن‪ Ú‬الذين اطمأاّنت‬
‫نفوسصهم إا‪ ¤‬الدين ‪ ،‬وارتضصوا بشصرائعه ‪ ،‬قوم نذروا أانفسصهم لّله‪ .‬فكان رجال الدين والورعاء الصصا◊ون ‪ ،‬والّزهاد‪،‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪96‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 97‬‬
‫الذين تن ّسصكوا ‪ ،‬وانقطعوا للعبادة ‪ ،‬ولبسصوا ا‪ÿ‬رق ‪ ،‬واكتفوا بالضصروري من ا‪Ÿ‬أاكل وا‪Ÿ‬شصرب ‪ ،‬مطّلق‪ Ú‬الدنيا ومباهجها‪،‬‬
‫معت‪È‬ين إاّياها جيفة نتنة ‪ ،‬وكان ا‪Ÿ‬تهالكون عليها كالطفيليات أاو ا◊شصرات التي –وم حول ا÷يف‪.‬‬
‫‪ -٢‬إ◊رمان‪ :‬ومن هؤولء الزّهاد من اّتخذ هذا ا‪Ÿ‬نحى نتيجة الفقر ا‪Ÿ‬دقع وا◊رمان الشصديد ؛ إاذ نظروا إا‪ ¤‬الدنيا‬
‫ولذائذها ‪ ،‬وحاولوا التمتّع بها ‪ ،‬ولكنّهم ‪ ⁄‬يوّفقوا لسصبب من األسصباب ‪ ،‬فيئسصوا ‪ ،‬وآاثروا الزهد على الكفاح ‘‬
‫سصبيل العيشص الهنيء ‪.‬‬
‫ولكن هناك من الزّهاد من عافت نفسصه هذه اللذات ‪ ،‬إاّما لك‪Ì‬ة ما انغمسص ‘ نعيمها ‪ ،‬وانزلق ‘ حمآاتها‬
‫ا‪Ÿ‬فسصدة ‪ ،‬فأاصصيب برّدة فعل ‪ ،‬حملته على إادراك بط‪Ó‬ن عمله فاّتعظ ‪ ،‬وإاّما لِما رأاى من إاقبال الناسص على ا‪Ÿ‬فاسصد‪،‬‬
‫‪Œ‬ا عن جنوح ‘ العقل ‪ ،‬أاو نتيجة‬
‫ب أان ينقذ نفسصه من هذه ا‪Ÿ‬هالك ‪ ،‬فآاثر الزهد واعتكف‪ .‬وقد يكون هذا األمر نا ً‬
‫فأاح ّ‬
‫عقد نفسصّية ومركّبات نقصص ‪ ⁄ ،‬يسصتطع من ج‪s‬رائها مسصايرة ا‪Û‬تمع أاو معارضصته ‪ ،‬فكان الزهد ‪.‬‬
‫إلزهد ‘ إ÷اهلية‪:‬‬
‫عرف العرُب الزهَد ‘ العصصر ا÷اهلّي ‪ ،‬وذلك ح‪ Ú‬عرفوا ا‪Ÿ‬سصيحّية ؛ فكان منهم الن ّسصاك وا‪Ÿ‬تعّبدون أامثال‪:‬‬
‫ورقة بن نوفل ‪ ،‬وق ّسص بن سصاعدة ‪ ،‬وغ‪Ò‬هما ؛ وكان لبعضصهم أاديرة ورهبانيات ‪ ،‬وكان بعضصهم اآلخر يتجّول ‘ أانحاء‬
‫ا÷زيرة داعًيا إا‪ ¤‬عبادة اإلله وترك األوثان ‪ ،‬مُّذكريَن بأاّن هناك حياة أاخرى ‪ ،‬وحسصابًا وعقابًا ‪ ،‬داع‪ Ú‬الناسص إا‪¤‬‬
‫السصتعداد لليوم اآلخر باألعمال الصصا◊ة ‪ ،‬والبتعاد عن األعمال الشّصريرة والفاسصدة‪– .‬ت تأاث‪ Ò‬هذه األفكار ‪،‬‬
‫انتشصرت فكرة الزهد ‘ بعضص األشصعار ا÷اهلّية كقول لبيد‪:‬‬
‫أاَل ُك‪t‬ل شضيءٍ ما خ‪ Ó‬الّله باطل‬
‫َوك ـ ُ‪t‬ل َنِعي ـ ـ ـ ـم ٍل َمحـ ـ ـ َالََة زائ ـ ـ ـ ـلُ‬
‫أاو قول زه‪ Ò‬بن أابي سصلمى‪:‬‬
‫◊َؤاِدِث باقيًا‬
‫أال ل أاََرى َبْعَد ا َ‬
‫ك ُت‪s‬بعـًا‬
‫أاََل ـمْ َتَر أاّن الّلـ ـ ـ ـ ـ ـه أاْه ـَل َ‬
‫ول خالًدا إاّل ا ِ‬
‫÷َباَل ال‪s‬رواسض ـ َِيا‬
‫ك ُلْقماَن بـ ـ ـ ـ ـَْن عاٍد َوَعاِدَيا‬
‫وأاْهَل َ‬
‫وخ‪Ó‬صصة القول أا‪s‬ن هذه النزعة الزهدّية كانت سصطحي‪s‬ة ل تتعّدى حياة البشصر ‪ ،‬وتقّلب الدهر ‪ ،‬وضصعف اإلنسصان‬
‫أامام حوادثه ‪ ،‬والسصتعداد لليوم اآلخر ‪ ،‬وعدم الغ‪Î‬ار ‪Ã‬باهج هذه الدنيا الزائلة‪.‬‬
‫إلزهد ‘ صصدر إإلسص‪Ó‬م‪:‬‬
‫وّ‪Ÿ‬ا جاء اإلسص‪Ó‬م ‪ ،‬نشصر ب‪ Ú‬القوم أافكاًرا جديدة تقوم على التقوى والصص‪Ó‬ح ‪ ،‬والبتعاد عن ا‪Ÿ‬نكر ‪ ،‬ابتغاء‬
‫مرضصاة الّله ‪ ،‬وطمًعا بنعيمه ‪ ،‬وخوًفا من جحيمه ‪ ،‬كقوله تعا‪{ ¤‬‬
‫}‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪9٧‬‬
‫سسورة هود ‪١٦/١٥‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 98‬‬
‫و{‬
‫} ا‪Ÿ‬نافقون‪ ، ٩:‬كما أان هناك‬
‫أاحاديث نبوّية تدعو إا‪ ¤‬التزهد كقوله ﷺ‪(:‬الدنيا سصجن ا‪Ÿ‬ؤومِن وجّنة الكاف'ر ‪ ،‬و 'اللهمّ ل عيشص إال عيشص اآلخرة)‪.‬‬
‫إلزهد ‘ إلعصصر إألموي‪:‬‬
‫ّ‪Ÿ‬ا اّتسصعت الم‪È‬اطورّية اإلسص‪Ó‬ميّة ‪ ،‬وجد العرب أانفسصهم أامام ثروات‬
‫طائلة ‪ ،‬وضصروب جديدة من اللهو وال‪Î‬ف ‪ ،‬فانغمسص بعضصهم فيها ‪،‬‬
‫وأاحجم بعضصهم عنها ‪ ،‬فراحوا ينشصدون ا‪Ÿ‬ثل اإلسص‪Ó‬ميّة العليا ‘ الزهد‬
‫واإلعراضص عن الدنيا ‪ ،‬أامثال ا◊سصن البصصري الذي راح يرشصد الناسص‪،‬‬
‫ويدعوهم إا‪ ¤‬مكارم األخ‪Ó‬ق ‪ ،‬مزّهًدا إاّياهم ‪Ã‬باهج الدنيا الفانية‪.‬‬
‫وهذا التزّهد مبنّي على ا‪ÿ‬شصوع وتقوى الّله ‪ ،‬وا‪ÿ‬وف من غضصبه‪ .‬أامّا‬
‫الزهد ا‪Ÿ‬بني على أاسصاسص صصوفّي فمّثلته رابعة العدوّية التي تقول‪' :‬إالهي ‪،‬‬
‫إاذا كنتُ أاعبدك رهبة من الّنار ‪ ،‬فاحرقني بنار جهّنم ‪ ،‬وإاذا كنت‬
‫أاعبدك رغبة في الجّنة فاحرمنيها ‪ ،‬أاّما إاذا عبدتك من أاجل محّبتك ف‪Ó‬‬
‫‹‪.‬‬
‫–رمني ‪ ،‬يا إالهي ‪ ،‬من جمالك األز '‬
‫إلزهد ‘ إلعصصر إلعباسصي‪:‬‬
‫‘ العصصر العباسصي ازدادت رقعة األم‪È‬اطورّية اإلسص‪Ó‬مية اتسصاعًا ‪ ،‬و“ازجت شصعوب كث‪Ò‬ة بعضصها‬
‫ببعضص‪ ،‬فنشصأا من جّراء ذلك حركات علمّية ‪ ،‬وصصراعات فكرّية ‪ ،‬فازدادت ‘ نفوسص ا‪Ÿ‬ؤومن‪ Ú‬العاطفة الدينّية بقدر‬
‫ما ازداد عند سصواهم العبث وا‪Û‬ون ‪ ،‬فأاصصبحت ا◊ضصارة العباسصية‪' :‬مسصجًدا وحانة ‪ ،‬وقارًئا وزامًرا ‪ ،‬و›تهًدا‬
‫يرقب الفجر ‪ ،‬ومصصطبحًا ‘ ا◊دائق ‪ ،‬وسصاهًرا ‘ ته‪t‬جد ‪ ،‬وسصاهًرا ‘ طرب ‪ ،‬وتخمة من غنى ‪ ،‬ومسصكنة ‘‬
‫إام‪Ó‬ق‪ ،‬وشص‪v‬كا ‘ دين ‪ ،‬وإا‪Á‬اًنا ‘ يق‪ .Ú‬كّل هذا كان ‘ العصصر العباسصي ‪ ،‬وكّل هذا كان كثً‪'Ò‬ا‪ .‬ونتيجة لهذه‬
‫العاطفة الدينية ظهر شصعر الزهد ا‪Ÿ‬طّعم بأافكار فلسصفيّة جديدة ‪ ،‬نتيجة تفاعل الثقافات ‪ ،‬وفيه ترهيب من ا‪Ÿ‬وت ‪،‬‬
‫ودعوة إا‪ ¤‬التأامّل ‪ ،‬والنظر ‘ ما وراء الوجود‪ .‬ولعّل أابرَز من ‪Á‬ثل هذا التيار 'أابو العتاهي'ة‪.‬‬
‫فّوإز إلشصّعار‪ :‬إ‪Ÿ‬وسصوعة إلثقافية إلعامة‬
‫(إألدب إلعربي)‬
‫دإر إ÷يل ‪ ،‬ب‪Ò‬وت ‪١٩٩٩‬م‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪98‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 99‬‬
‫أإسصئلة إلنقاشس‪:‬‬
‫‪ ‘ -١‬تعريف الغزا‹ للزهد جملة من العناصصر تعطي معنى دقيقا للزهد ‪ ،‬حّددها م‪È‬زا مدى‬
‫صصلتها بجوهر اإلسص‪Ó‬م‪.‬‬
‫‪ -٢‬الشصعر الزهدي ‘ األدب العربي كان له موقف من ا◊ياة واآلخرة ‪ ،‬حّدد م‪Ó‬مح هذا ا‪Ÿ‬وقف‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما العوامل التي أاسصهمت ‘ ظهور تّيار الزهد ‘ الشصعر العربي؟‬
‫‪ -٤‬عرف العرب الزهَد ‘ العصصر ا÷اهلي‪:‬‬
‫أا‪ -‬من أايّ ا‪Ÿ‬صصادر أاتاهم؟‬
‫ب‪ -‬اذكر بعضص زّهاد ا÷اهليّة‪.‬‬
‫ج‪ -‬اذكر بعضص األبيات الشصعرية ا÷اهلية الدالة على الزهد ‪.‬‬
‫‪ -٥‬انظر ‘ اآليات واألحاديث النبوّية الواردة ‘ الن ّصص وقارنها باآليات واألحاديث اآلتية لتحّدد‬
‫موقف اإلسص‪Ó‬م من الزهد‪:‬‬
‫@ قال تعا‪{ :¤‬‬
‫} ا÷معة‪١٠ :‬‬
‫@ قال تعا‪{ :¤‬‬
‫} القصسصص‪٧٧:‬‬
‫@ قال ﷺ ‪ (:‬الّطاعم الشصاكر خ‪ Ò‬من الصصّوام الزاهد)‬
‫‹ من دنياكم النسصاء والطيب ‪ ،‬وجعلت قّرة عيني ‘ الصص‪Ó‬ة) وقال أايضصا‪:‬‬
‫@ قال ﷺ ‪ (:‬إلّنما حّبب إا ّ‬
‫(ليسص خ‪Ò‬كم من ترك الدنيا لآ‪Ó‬خرة ‪ ،‬ول اآلخرة للدنيا ‪ ،‬ولكن خ‪Ò‬كم من أاخذ من هذه وهذه)‬
‫‪ -٦‬ظهر ‘ العصصر األموي نوعان من الزهد ‪ ،‬حّددهما ‪ ،‬واذكر من مثّل ك‪ ًÓ‬منهما‪.‬‬
‫‪ -٧‬ما ال ّسصمة الغالبة على ا◊ضصارة العباسصّية ‪ ،‬وما مدى تأاث‪ Ò‬ذلك على تيّار الزهد؟‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪99‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 100‬‬
‫نصس أإدبي‬
‫™‬
‫‪e‬‬
‫‪É‬‬
‫‪£‬‬
‫‪Ÿ‬‬
‫‪G‬‬
‫‪Q‬‬
‫‪h‬‬
‫‪ô‬‬
‫‪Z‬‬
‫‘‬
‫أإبو إلعتاهية‬
‫“هيد ‪:‬‬
‫أاّي شضيء أادّل على شضاعرّية أابي العتاهية من أان يحملك إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬قابر فيقف بك هناك أامام ا÷ثث البالية‬
‫والعظام النخرة ‪ ،‬ثم يصضف لك ظ‪Ó‬م القبؤر وأاهؤال ا ِ‬
‫◊مام ‪ ،‬وينّدد ‪Ã‬طامع اإلنسضان وأاباطيل ا◊ياة ‘ شضعر‬
‫يث‪ Ò‬شضجؤنك ويزيل بهجة الدنيا من أامامك ‪ .‬وأانت مع كل ذلك تسضمع ‘ أابياته إايقاعا يحلؤ ألذنيك ‪ ،‬فتصضغي‬
‫إاليه مسضرورا ‪ ،‬وتشضعر منه بنشضؤة خفيّة “أ‪ Ó‬قلبك و–ّرك عؤاطفك ‪.‬‬
‫أأنيسس أ‪Ÿ‬قدسسي‬
‫ح ˘تّ ˘ــــى مَ ˘تــــــى َي˘ َسش˘َت˘ِف˘ــــ‪t‬ز‪ Ê‬الَ˘ ‪s‬‬
‫ط˘َم˘ـــــــُع ؟‬
‫َ‬
‫اأََليـــــسض ‹ ِبالْ َ‬
‫كــــفافِ (‪ )١‬مُ‪s‬ت َسشــــــــــعُ ؟‬
‫ْ َ‬
‫مــا اأَْف َضشــــــلَ ال ‪s‬صشـــــــــْبَر َواْلَقنـــاَعَة للّنـــــا‬
‫جـــــــــميًعا َلــــــْو اأَن‪s‬ـــــُهْم َقنِــــــــعوا !‬
‫سِض َ‬
‫ل َوال‪s‬نهــــــاَر لأَْقـــــــوا‬
‫ع الل‪ْs‬يــــــ َ‬
‫َواأَْخــــــَد َ‬
‫اأَم˘ــــا الْ˘م˘نــــــــاي˘ا َف˘َغ˘ــــــــــــي˘ر غـــــــــاِف˘ل˘ةٍ‬
‫‪s‬‬
‫ُْ‬
‫حيــــــــــاُة لَـــُه‬
‫اأَ ‪t‬‬
‫ي لَبيـــــبٍ َت ْصشـــــــــفو اْل َ‬
‫ٍم اأَراُهْم ‘ اْلِغــــي (‪َ )٢‬قـــــْد َرَتُعـــــــوا !‬
‫‪u‬‬
‫لِــــــــ ُ‬
‫ع‬
‫حـــــــي‪ x‬مِــنْ َكـــــاْأسِشها جُــَر ُ‬
‫ك ّ‬
‫ل َ‬
‫ت ِوْرٌد (‪ )٣‬لَـــــهُ َوُمْنَتــــجَُع (‪ )٤‬؟‬
‫َوالـَمـــْو ُ‬
‫يـــــــــا نَْفـــــــــــ ُسض مـــا‹ اأَراكِ اآِمـــــــَنًة‬
‫مــــــــا ُعـــــــــ‪s‬د لِلن‪s‬ـــــاسِض ‘ َتصشــــــرفِ‬
‫َ‬
‫‪t‬‬
‫ت الــــــ‪s‬زماَن اأَشَشــــــــ ُ‬
‫طَرُه‬
‫حَلْبــــــــ ُ‬
‫َلَقـــــــْد َ‬
‫مــــــــــــــا‹ بِمــــــــــا َقْد اأَتى ِبهِ َفـــــــِرٌح‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ت‬
‫ل‪s‬لـــــــــــه د‪t‬ر الــــــــــــــ‪t‬دنى! َلَقــْد َلعَبـــ ْ‬
‫ع؟‬
‫حْيـــــ ُ‬
‫ث َيـــكوُن ال‪s‬رْوعـــــــاتُ َواْلَفـــَز ُ‬
‫َ‬
‫حــــــالِتــــــِهم مِـــــــن حــــواِد ٍ‬
‫ث َتَقــــُع‬
‫ْ َ‬
‫ْ‬
‫ب والسشلَُع(‪)٥‬‬
‫َفكــــــاَن فيُهــــــــــن‪ s‬ال ّصشــــا ُ‬
‫ِ‬
‫ع؟‬
‫جـــــــزِ ُ‬
‫َول َعـــــــــلى مــــــا َوّلى بِـــــه َ‬
‫َقْبـــــلي ِبَقـــــــْوٍم ‪َ .‬فمـــــــا َتــــرى صَشَنعوا ؟‬
‫بادوا َوَو‪s‬فْتــــــــــــُهُم الأَهِــــــــ‪s‬لُة مـــــــــــا‬
‫جـــــَمُع‬
‫كـــــــاَن َلُهــــــــْم والأَّيـــــــــامُ واْل ُ‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪100‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 101‬‬
‫اأَْث ˘ـــَرْوا َف ˘ـــــــــــلَ ˘ْم ُي ˘ــدِخ ˘ُل ˘ـــــوا ُق ˘بــوَرُه ˘ْم‬
‫ِ‬
‫ن الــ‪s‬ث ˘ ˘ْرَوِة ال‪˘ ˘ s‬تــي جَ ˘ ˘ــَم ˘ ˘ُع ˘ ˘وا‬
‫شَش˘ ˘ ˘ْي ˘ ˘ًئ ˘ ˘ا م ˘ ˘ــــ َ‬
‫َوكــــــــانَ مــــــــا َق˘ ˘ـــــــ‪s‬دم ˘وا لأْن ˘ُف ˘سِش ˘ــِه ˘ْم‬
‫ِ‬
‫ن اْل˘ ˘ُق ˘بـــِوِر إاِ‪¤‬‬
‫َغ˘ ˘ـــــــًدا ُي˘ ˘نــــــــــــاَدى م˘ ˘ـــ َ‬
‫اأَْع َ‬
‫ظــــَم نَْفــــــًعا مِــنَ ال‪s‬ذي َوَدُعــوا (‪)٦‬‬
‫ِ‬
‫َهـــــولِ ِحسشـــــــــا ٍ‬
‫جَتِمُع‬
‫ب َعــــــــلَْيه َيـــ ْ‬
‫ْ‬
‫ت‬
‫َغـــــــًدا ُتــــــَو‪s‬فى ال‪t‬نفـــــــــوسُض مــا َك َسشـبَ ْ‬
‫ك ال‪s‬لـــــــــُه َكيـــــــــ ِ‬
‫ت‬
‫َتبـــــــــــاَر َ‬
‫ف َلعَبـــــ ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َوْيحـــــــ ُصشُد الــــــــّزاِرعوَن مــــا َزَرُعــوا‬
‫ع‬
‫بِالّنـــــــاسِض َهـــــــــذي الأَْهــواُء َوالِبــــَد ُ‬
‫فيـــهــا َفَقــــْد اأَصْشَبـــحوا َوُهــمْ شِشَيـــعُ (‪)٧‬‬
‫جماَعَتــــُهْم‬
‫ب الـــــ‪t‬دنى َ‬
‫شَش‪s‬تــــــــتَ ُ‬
‫حــــــــ ‪t‬‬
‫ديؤان أابؤ العتاهية‬
‫–قيق ‪ :‬فيصضل شضكري‬
‫إلتعريف بالشصاعر ‪:‬‬
‫أاب˘ ˘ؤ ال˘ ˘ع˘ ˘ت˘ ˘اه˘ ˘ي˘ ˘ة (‪٢١١-١٣٠‬هـ‪٨٢٦-٧٤٨-‬م) ه˘ ˘ ˘ ˘ ˘ؤ‬
‫إاسضماعيل بن القاسضم بن سضؤيد العيني ‪ ،‬كنيته أابؤ إاسضحاق‪.‬‬
‫نشضأا بالكؤفة ‪ ،‬ثم انتقل إا‪ ¤‬بغداد واتصضل با‪Ÿ‬هدي ‪ ،‬اشضتهر‬
‫بالغزل ‪ ،‬ثم انصضرف إا‪ ¤‬شضعر الزهد ‪ .‬سضّلم له معاصضراه‬
‫َبش ّضار وأابؤ نؤاسس بتقدمه عليهما ‪ .‬وقيل '' ‘ شضعره ا÷يد‬
‫وال˘ ˘رديء كسض˘ ˘اح˘ ˘ة ا‪Ÿ‬ل ˘ؤك ي ˘ق ˘ع ف ˘ي ˘ه ˘ا ا÷ؤه ˘ر وال ˘ذهب‬
‫وال‪Î‬اب وا‪ÿ‬زف والنّؤى'' ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪101‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 102‬‬
‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي ‪:‬‬
‫‪ -١‬الكف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاف ‪ :‬الكفاف من الرزق ما كان مقدار ا◊اجة من غ‪ Ò‬زيادة ول نقصصان‪.‬‬
‫‪ -٢‬الغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيّ ‪ :‬من الفعل (غوى) غيا وغواية ‪ :‬وهو اإلمعان ‘ الضص‪Ó‬ل ‪.‬‬
‫‪ :‬اإلشصراف على ا‪Ÿ‬اء ‪.‬‬
‫‪ -٣‬وِْرٌد‬
‫‪ -٤‬منتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجَع ‪ :‬ا‪Ÿ‬وضصع يقصصد ‪Ÿ‬ا فيه من عشصب وماء ‪.‬‬
‫‪ -٥‬الصضاب وال ّسضلع ‪ :‬نباتان مران ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ودعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤا ‪َ :‬وَدَع َيَدُع ودعا ‪ :‬تركوا وخلّفوا وراءهم ‪.‬‬
‫‪ -٧‬شِضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َع ‪ :‬جمع مفرده ( شصيعة ) ‪ :‬ا÷ماعات واألتباع ‪.‬‬
‫أإول ‪ :‬أإسصئلة إإلعدإد إ‪Ÿ‬نز‹ ‪:‬‬
‫اقرأا النصس السضابق واشضرحه مسضتعينا باألسضئلة اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قّدم النصص تقد‪Á‬ا ماديا ومعنويا من حيث قائله ومصصدره وموضصوعه ووحداته‬
‫ا‪Ÿ‬عنوية ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اسصتخرج من النصص ما يدل على أان الشصاعر زاهد ‘ الدنيا ‪ ،‬متعلق باآلخرة ‪.‬‬
‫‪ -٣‬كرر الشصاعر القرينة الزمنية ( غًدا ) ‘ البيت‪١٤ Ú‬و‪ . ١٥‬فماذا قصصد بها ؟‬
‫‪ -٤‬حدد الصصيغة الصصرفية لـ(فرٌح ) و (جزعٌ )‬
‫ثانيا ‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬
‫‪ -١‬افتتح الشصاعر قصصيدته بجملتي اسصتفهام ‪.‬‬
‫أا ‪ -‬حدّدهما ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بّين دللتهما ‪.‬‬
‫‪ ‘ -٢‬ال ˘ن ّصص م ˘ع ˘ج ˘م ˘ان ‪ ،‬أاح ˘ده ˘م ˘ا يُ ˘ع ˘بّ ˘ر ع ˘ن ا◊رصص ع ˘ل ˘ى ال ˘دن ˘ي ˘ا ف ˘ي ˘م ˘ا ي ˘ع ˘ّب ˘ر اآلخ ˘ر ع ˘ن ال ˘زه ˘د ف ˘ي ˘ه ˘ا ‪،‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪102‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 103‬‬
‫اسصتخرجهما مسصتعينًا با÷دول اآلتي ‪:‬‬
‫الزهد‬
‫ا◊رصس على الدنيا‬
‫الطمع‬
‫الكفاف‬
‫‪..............................................‬‬
‫‪..............................................‬‬
‫‪...............................................‬‬
‫‪...............................................‬‬
‫‪.................................................‬‬
‫‪.................................................‬‬
‫‪Á -٣‬ثل ( ا‪Ÿ‬وت ) عام‪ Ó‬محركا لتجربة الزهد ‪ ،‬حدد األبيات التي تدعم هذه الفكرة ‪.‬‬
‫‪ ( -٤‬حتى ‪ ،‬متى ‪ ،‬الليل ‪ ،‬النهار ‪ ،‬الزمان ‪ ،‬األهّلة ‪ ،‬األيام ‪ ،‬ا÷مع ‪ ،‬غدا ) ما قيمة هذه القرائن الزمنية‬
‫‘ تعميق ‪Œ‬ربة الزهد عند الشصاعر ؟‬
‫‪ -٥‬يسصعى الشصاعر إا‪ ¤‬إاقناع الناسص بالزهد ‘ الدنيا وتذكر اآلخرة‪.‬‬
‫أا ‪ -‬أاي األبيات تضصمنت هذا ا‪Ÿ‬عنى ؟‬
‫ب‪ -‬ما األسصاليب اللغوية والب‪Ó‬غية التي اسصتخدمها ‘ نصصحهم ؟‬
‫ج ‪ -‬ما النصصائح التي توجه بها إاليهم ؟‬
‫‪ -٦‬اسصتخدم الشصاعر أاسصلوب السصتفهام ‘ أاك‪ Ì‬من موضصع من النصص ‪ ،‬حدد هذه ا‪Ÿ‬واضصع ‪ ،‬وب‪ Ú‬الغرضص‬
‫الب‪Ó‬غي من السصتفهام ‪.‬‬
‫‪ -٧‬اسصتخرج من النصص بقية األسصاليب اإلنشصائية ( التعجب والنداء ) وب‪ Ú‬دللتها ‘ إابراز عواطف الشصاعر‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إألسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬
‫‪ -١‬ما ا◊قيقة الثابتة التي تكمن وراء ‪Œ‬ربة الزهد ؟‬
‫‪ -٢‬اذكر بعضص القيم التي “يز الزاهد عن غ‪Ò‬ه ‪.‬‬
‫رإبعا ‪ :‬إلنشصاط ‪:‬‬
‫ابحث عن ترجمة أابي العتاهية ‘ أاحد كتب ال‪Î‬اجم لتب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬راحل التي مر بها من حياة اللهؤ‬
‫إا‪ ¤‬حياة الزهد‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪103‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 104‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪á«gÉà©dG »HGCh ¢SGƒf »HGC ÚH ógõdG‬‬
‫ومن األمؤر الطبيعية أان الُغُلّؤ والتطرف ‘ جانب من جؤانب السضلؤك عند بعضس الناسس يقابلة غل‪w‬ؤ‬
‫وتطرف عند ا÷انب اآلخر منهم ‪ ،‬لقد غ‪ Ó‬القؤم ‘ تلك الف‪Î‬ة العباسضية الباكرة واشضتطؤا ‘ طلب الدنيا‬
‫وبالغؤا ‘ طلب ا‪Ÿ‬لّذات وأاسضرفؤا ‘ الركضس وراء الشضهؤات ‪ ،‬فكان من البداهة أان يظهر تيار آاخر على نقيضس‬
‫تيار اللذة وطلب ا‪Ÿ‬تعة واإلقبال على ا◊ياة ‪ ،‬إانه تيار الزهد والبتعاد عن مباهج ا◊ياة والدعؤة إا‪ ¤‬التحق‪Ò‬‬
‫من شضأانها والتفك‪ ‘ Ò‬ا‪Ÿ‬ؤت والنظرة إا‪ ¤‬ا◊سضاب والعقاب والعؤدة إا‪ ¤‬التـّقى واإل‪Á‬ان ‪.‬‬
‫ومن عجب أان الذين أاقبلؤا على الزهد وسضَعْؤا إاليه وقالؤا فيه شضعرهم هم أانفسضهم الذين أاسضرفؤا على‬
‫أانفسضم وعلى ›تمعاتهم إاثما ومعصضية وانحرافا ‪ ،‬أاو على وجه أادقّ هم بعضس أاولئك الذين انغمسضؤا ‘ طلب‬
‫اللذة حتى جرفهم تيارها وغمرهم عبابها ‪ ،‬كان منهم أابؤ نؤاسس ‪ ،‬ومسضلم بن الؤليد ‪ ،‬وصضالح بن عبدالقدوسس‪،‬‬
‫وأابؤ العتاهية ‪ ،‬كما كان هناك أايضضاً محمؤد بن الحسضن الؤراق الذي لم يكن من فريق العصضاة ‪ ،‬ولذلك فإان‬
‫شضعره في الزهد والحكمة أانقى منهم روحا وأاصضفى محتؤى وأاقرب إالى النفسس تقب‪ Ó‬وأاسضرع إالى الخاطر تلّقياً‪.‬‬
‫أاما أابؤ نؤاسس فلم يقل ما قال من شضعر ال ّزهد إال بعد أان قعدت به الصضحة عن أان يسضتمر فيما ظل‬
‫يخؤضس فيه من وحل وما يرتكبه من إاثم ورجسس طؤال حياته ‪ ،‬ومن ثم فإان مرارة الندم قد أا◊ت عليه فعدل‬
‫فيما يروي األصضبها‪ - Ê‬إا‪ ¤‬جانب النسضك ‪.‬‬
‫على أان أابا نؤاسس وهؤ ‘ غّرة عصضيانه ‪ ،‬كانت ومضضات طارئة من اإل‪Á‬ان “ ّسس قلبه سضريعًا ثم ل تلبث‬
‫أان تهرب من واقعه األليم ‪ ،‬ومع ذلك فإانها كانت تدفع بشضاعريته إا‪ ¤‬ا◊كمة البالغة ا‪Ÿ‬سضتفادة من حياة‬
‫النحراف والعصضيان ‪.‬‬
‫إان أابا نؤاسس يؤؤوب أاخ‪Ò‬اً من رحلة العصضيان الطؤيلة إا‪ ¤‬رحاب الّله فيؤؤدي فريضضة ا◊ّج‬
‫ويكّبر مع ا‪Ÿ‬كبّرين وهؤ يطؤف بالبيت العتيق قائ‪:Ó‬‬
‫ك‬
‫ك‬
‫م˘ ˘ل ˘يـ ـ َ‬
‫ك كـ ـل‪ u‬مـ ـن مـ ـَل ˘ ْ‬
‫إال˘ه˘َن˘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا م˘ا أاْعَدَل ْ‬
‫ك‬
‫ل‪s‬بيـ ـْ َ‬
‫ك ق ـ ـ ـد ل‪s‬بْيُت ل ْ‬
‫وا‪Ÿ‬لـْ َ‬
‫ل‪s‬بْي َ‬
‫ك ؛ ل شضري ـ ـك لكْ‬
‫ك إاِ‪s‬ن ا◊ْمـ ـَد لكْ‬
‫ك‬
‫ك‬
‫أاَْن˘ ˘ ـ ـَت ل ـ ـه ح ˘ي ـ ـث سضـ ـَل ˘ ْ‬
‫م ˘ا خ ˘اَب َع ˘بْ˘ٌد سضـ ـ ـأاَل ْ‬
‫ك يار‪u‬ب هلَك‬
‫ل ـ ـ ـ ـ ـ ـؤل َ‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪104‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 105‬‬
‫ويتفكر أابؤ نؤاسس ‘ مصض‪ Ò‬كل حيّ ‪ ،‬ف‪Ò‬عؤي ويسضتجيب إا‪ ¤‬نداء‬
‫عقله بعد أان كان ل يسضتجيب إال إا‪ ¤‬نداء نزواته ويذكر القيامة‬
‫ويرجؤ عفؤ الّله‪.‬‬
‫والندم على الذنب ‪ ،‬وّرث ا◊كمة ‪ ،‬واألرق من وخز الضضم‪ Ò‬وثقل‬
‫ال˘ذنب ج˘ع˘ل˘ه ي˘ت˘ف˘ك˘ر ‘ ال˘دن˘ي˘ا ون˘ه˘اي˘ت˘ه˘ا وف˘ن˘ائ˘ه˘ا وي˘كشض˘ف أان˘ها‬
‫خدعته ح‪ Ú‬ازدانت له وتقمصضت ثؤب الصضديق ‪ ،‬إان هذه ا‪Ÿ‬عا‪Ê‬‬
‫ا◊ك ˘ي ˘م ˘ة وق ˘رت ‘ ق˘لب أاب˘ي ن˘ؤاسس وع˘ق˘ل˘ه وخ˘اط˘ره فصض˘اغ˘ت˘ه˘ا‬
‫شضاعريته الفذة ‘ هذه األبيات‪:‬‬
‫ك وابـ ـُن ه ـالِكٍ‬
‫ومـ ـا النـ ـاسُس إاِل ه ـ ـاِل ٌ‬
‫َ‬
‫َفق ـ ـ ـ ُل لَِغ ـ ـِري ِ‬
‫ك ظـ ـَاِعٌن‬
‫ب ال ـ ـ‪s‬داِر إا‪s‬نـ ـ ـ َ‬
‫ب ت ـ ََكش‪s‬ضَفت‬
‫إاَِذا امَت ـ ـَحَن ال ـ ـ ـ‪t‬دنَيا لبـ ـ ـ ـي ٌ‬
‫وذو َنسض ـ ـ َ ٍ‬
‫ب ‘ الهـ ـ ـ ـ َالكـ ـ ـ ـِيَن َعـ ـ ـ ـ ـرِِيق‬
‫إا‪َ ¤‬من ـ ـزٍِل َنـ ـ ـائِي ا‪Ù‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪u‬ل سَضـ ـ ـ ـ ـِحيق‬
‫َل ˘ ˘هُ َع ˘ ˘ـ ـن ع ـ ـ ـ َُد‪u‬و ِف ˘ ˘ي ثِ˘ ˘ي ـ َاِب صضـ ـ َدِي˘ ˘ق‬
‫إان أابا العتاهية يصضف أابا نؤاسس بسضبب هذه األبيات بأانه‬
‫أاشضعر الناسس(‪. )٦‬‬
‫ويلجأا أابؤ نؤاسس إا‪ ¤‬ا‪Ù‬سضن الرحيم بكل رجائه وبتؤسضل ا‪Ÿ‬ع‪Î‬ف‬
‫بخطئه وضضراعة النادم غ‪ Ò‬اليائسس من رحمة الّله ‪ ،‬مع‪È‬اً عن‬
‫صضدق إاسض‪Ó‬مه قائ‪ Ó‬آاخر شضعر صضدر عنه(‪. )١‬‬
‫يـ ـا رّب إاِْن عُظ ـ ـ ـ ـَمْت ُذُنـ ـؤبي كث ـْرةً‬
‫ك إاِل‪ s‬مْحسض ـ ـ ِنٌ‬
‫إاِْن كـ ـ ـ ـ ـ ـان ل يـ ـرجُؤ َ‬
‫أاَدع ـ ـ ـؤك رّب كم ـ ـ ـا أاَم ـ ـْرَت تضض ـ‪t‬رعاً‬
‫ك وسضيـ ـ ـلٌة إاِْل ال ـ ـ ـ‪s‬رَجا‬
‫مـ ـ ـالِي إاِلي ـ ـ ـ َ‬
‫ك أاَعظ ـ ـُم‬
‫فلق ـ ـْد علم ـ ـ ـُت بـ ـأاَْن عفـ ْـ ـ ـؤ َ‬
‫‪ Ò‬ا‪Û‬ـ ـ ـ ـِْرُم‬
‫فِبمـ ـ ـ ـ َْن ي ـ ـلؤُذ ويسضـ ـ ـ ـ ـَْتِج ُ‬
‫فـ ـ ـإاذا رَدْدَت يـ ـ ـدِي فم ـ ـ ـن ذا يـ ـْرحُم‬
‫وجمي ـ ـ ـ ـ ـلُ ع ـْف ـ ـِؤك ث ـ ـّم أاَن ـ ـ ‪َu‬ي م ـ ُ ْسضِلُم‬
‫لقد كانت نهاية رحلته عؤدة إا‪ ¤‬اللّه وتؤبة من الذنب وندماً على‬
‫ا‪ÿ‬طيئة صضّؤرها ‘ الف‪Î‬ة األخ‪Ò‬ة من حياته شضعر زهد صضادق‬
‫اإلحسضاسس عميق البتهال‪.‬‬
‫أاّما أابؤ العتاهية فله وسضائل مختلفة وأاسضاليب ش ّضتى ‘ طرق باب‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪105‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 106‬‬
‫الزهد ‪ ،‬فهؤ يدعؤ إا‪ ¤‬ترك الدنيا و–ق‪Ò‬ها حينا ‪ ،‬ويدعؤ إا‪ ¤‬الت‪t‬قَى وصضالح األعمال حينًا آاخر ‪ ،‬ويذكر ا‪Ÿ‬ؤت‬
‫وم‪Ó‬حقته للخلق ويلح ‘ ذلك إا‪ ¤‬ا◊د الذي يصضد الناسس فيه عن ترك أاية متعة ولؤ كانت ح‪Ó‬ل ‪ ،‬ويقف على‬
‫القبؤر ويناجيها حينا ويسضائل سضاكنيها آاونة أاخرى ‪ ،‬ويقرن ب‪ Ú‬الدنيا واآلخرة أاو باألحرى ب‪ Ú‬ا◊ياة وا‪Ÿ‬ؤت‬
‫ثم النشضؤر وا◊سضاب والثؤاب والعقاب ويرجؤ الثؤاب ويخشضى العقاب ‪ ،‬و‘ مؤاقف أاخرى يظهر الندم ويبدي‬
‫الضضراعة ‪ ،‬ويطمع ‘ الغفران ‪ ،‬إانها صضؤر شضتّى تلك التي عمد إا‪ ¤‬تناولها أابؤ العتاهية ‘ ميدان الزهد والقؤل‬
‫فيه‪ .‬إان أابا العتاهية يدعؤ إا‪ ¤‬ترك الدنيا والتصض‪ È‬عنها والبتعاد عن الشضهؤات واحتمال ا‪Ÿ‬كاره ‘ أابيات يبدو‬
‫الصضدق ‘ حؤاشضيها ‪،‬قائ‪:Ó‬‬
‫َت˘ ˘ ˘صضـ ـ‪s‬ب˘ ˘ ˘ْر ع ـ ـ ـِن الـ ـ ـ‪t‬دْن˘ ˘ ˘ي˘ ˘ ˘ا َوَدْع ك ـ ـ ـ ـ ـ ُ‪s‬ل ت ـ ـ ـ ـ ـاِئ˘ ˘ ˘ٍه‬
‫َدِع ال ˘نـ ـ ـ ـ ‪s‬اسَس َوالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪t‬دْن ˘ي˘ا َف˘ب ـ ـ ـ ـ َْي˘َن مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُك˘الِ˘بٍ‬
‫ب َن ˘ ˘ْف ˘ ـ ـ ـ َسض ˘ُه ‘ أاُم ـ ـ ـ ـؤِرهِ‬
‫َومـ ـ ـ ـ َْن َل˘ ˘ـ ـ ـ ـ ـ ـْم ُي ˘حـ ـ ـاسِض ˘ ْ‬
‫َوم ـ ـ ـا ف ـ ـ ـ ـاَز أاَه ـ ـ ـ ـُل اْلف ـ ـ ـ َضْضل إاِل‪ s‬بصضـ ـ ـ ـ ـ َبْرِهِم‬
‫م ـط ـ ـ ـ ـ ـيعِ ه ـ ـ ـ ـَؤى ي ـ ـ ـ ـ ـْهؤِي بـ ـ ـ ـ ـ ـ ِهِ ‘ اْلَم ـ ـهاِمهِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َعل ـ ـ ـْيهـ ـ ـ ـا ِبأاَن ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـاٍب َوبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـن مـ ـ ـ ـشض ـ ـ ـ ـ ـ ـاف ـ ـ ـهِ‬
‫َ ْ ْ َ‬
‫َ‬
‫َي ˘˘َق ˘ ـ ـ ـ ـ ـ ـْع ‘ َع˘ظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي˘م ٍُم˘شض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـِك˘لٍ ُم˘تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـشَض˘اِب˘هِ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫عـ ـ ـ ـ ـِن الشضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـَهَؤاِت واحت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِمالِ الَْمك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاِرهِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫‪s‬‬
‫د‪-‬مصصطفى إلشصكعه‬
‫إلشصعر وإلشصعرإء ‘ إلعصصر إلعباسصي‬
‫دإر إلعلم للم‪Ó‬ي‪ ، Ú‬ب‪Ò‬وت‬
‫ظ‪٢١٦-٢١٠‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪106‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 107‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪á«gÉà©dG »HGC óæY ájô©°ûdG á©æ°üdG‬‬
‫‪ ..‬وأابو العتاهية على الّرغم من نثرّية لغته وسصهولتها وعدم تأاّنقه فيها إاّل أاّننا نجد في شصعره نزوعا إالى الصصنعة‬
‫أايضصا بشصّقيها اللّفظي والمعنوي ‪ .‬وهو مغرم باسصتخدام الجناسص أاكثر من غيره من فنون البديع ‪ ،‬كما يتّضصح في‬
‫قوله‪:‬‬
‫وذوو المنابـر والعسضاك ـر والـّدسض ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬
‫وذوو المؤاكب والكت ـ ـ ـ ـائب والنجـ ـ ـ ـ ـا‬
‫كـ ـ ـر والحضضائ ـر والمدائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن والقـرى‬
‫ئب والم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراتب والمناصضب في العـ ـلى‬
‫وقوله ‪:‬‬
‫أاراك وكل ـ ـ ـ ـ ـّما أاغلق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتَ باب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا من ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـّدنيا فت ـ ـ ـحَت عليك بابا‬
‫وقوله ‪:‬‬
‫إاي ـ ـ ـ ـ ـ ـّاك والّظلْ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمَ إاّنه ظُلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َمٌ‬
‫إاي ـ ـ ـ ـ ـّاك والّظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن‪ s‬إاّنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـِذُب‬
‫إالى غير ذلك مّما نجده في شصعره بكثرة ‪.‬‬
‫وال ّصصورة الشصعرّية عند أابي العتاهية تّتسصم بالبسصاطة والسصهولة لت‪Ó‬ئم شصعره ‪ ،‬ولكّنها في الوقت ذاته على‬
‫قدر كبير من الطرافة والبتكار والعمق أايضصا ‪.‬‬
‫إاّنها ليسصت صصورة معّقدة مرّكبة كما عند بشّصار وأاضصرابه ولكّنها صصورة بسصيطة واضصحة ‪ ،‬ومع ذلك فهي‬
‫غنّية بعناصصر التخييل التي تدع القارئ يعيشص في جّوها ويسصبح بعقله في تصصّورها ‪.‬‬
‫ومن هذه الصصور التي وجدناها ألبي العتاهية تصصويره لأ‪Ó‬مور بأاّن لها ظهورا وبطونا ‪ ،‬وأاّن للزمان تقّلبات‬
‫تعبث بها األقدار كما تعبث الّرياح بالغصصون ‪ ،‬وأانّ عقول الناسص تختلف بسصاطة وتعقيدا كاخت‪Ó‬ف وجه األرضص‬
‫ففيها سصهول كما فيها جبال ‪:‬‬
‫تبـ ـ ـ ـ ـ ـدو لنا وبطؤُن‬
‫ولأ‪Ó‬م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤر ظهؤٌر‬
‫كمـ ـ ـا تث‪s‬نى الغصضؤُن‬
‫ولل ّزمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان تث‪x‬ن‬
‫معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروفة وُحزوُن‬
‫مَِن الع ـ ـ ـ ـقؤل سضهؤل‬
‫وهو في بيت آاخر يشصّبه الحياة بسصطح األرضص ‪ ،‬فالسصعادة فيها كاألرضص المنبسصطة الرحيبة والسصهلة ‪ ،‬والشصقاء‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪10٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 108‬‬
‫كالجبال الجامدة القاسصية ‪:‬‬
‫ما يكؤن العيشس حُْلؤا ُك‪t‬له‬
‫إاّنما العيشس سُضهؤل وحُزوْن‬
‫وي ّصصور أابو العتاهية ملّذات الحياة‪ ،‬وجانبها الباسصم بالزهرة الجميلة‪ ،‬المونقة التي يُقبل الّناسص على رؤويتها‬
‫ويحاولون اقتطافها ‪:‬‬
‫أاَُج‪t‬ن بزهرة الّدنيا جنؤنا‬
‫وأاق َ‬
‫طُع طؤل عمري بالّتمّني‬
‫وكم كان الجاحظ يُعَجب بتصصوير أابي العتاهية‪ ،‬لنُضصرة الشصباب وزهوته وجماله بروائح الجنّة ‪ ،‬وذلك في قوله ‪:‬‬
‫إاّن الشضباب ُحّجة الّتصضابي‬
‫روائح الجن ـ ـ ـ ـ ـّة في الشضباب‬
‫ولعّل جمال ال ّصصورة قد أاتى من التّشصبيه بروائح الجنّة‪ ،‬وهي غامضصة المفهوم في أاذهاننا ‪ ،‬وإان كانت‬
‫ترتبط بمعان خياليّة واسصعة ‪.‬‬
‫ويبدع أابو العتاهية في تقبيحه للخطايا‪ ،‬حين يقول‪ :‬إاّن اإلنسصان الخاطئ حسصُن الح ّ‬
‫ظ ألّن الخطايا ليسصت‬
‫ت على صصاحبها حين تزكم األنوف بفسصاد رائحتها ‪:‬‬
‫لها رائحة تفوح منها وإاّل لدلّ ْ‬
‫أاحسضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنَ اللُّه بنا‬
‫أاّن الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطايا ل تفؤُح‬
‫وكثيرا ما كان يشصّبه أابو العتاهية المشصيب بالّناعي‪ ،‬حّتى يجعل الخاطئين من خشصية الموت يثوبون إالى‬
‫طريق الّرشصاد ‪ ،‬يقول في هذا المعنى ‪:‬‬
‫إاّنما الش ّضيب لبن آادم ناعٍ‬
‫قام في عارضَضْيه ثم َنعاهُ‬
‫وأابو العتاهية حين يتطّرف باسصتخدام مصصطلحات نحوّية ـ كانت قد شصاعت في عصصره ـ يبعد عن ال ّصصورة‬
‫الشصعرّية الفنّية إالى ضصرب من الّلغو كما في قوله ‪:‬‬
‫قد كان وجهي لديك معرفًة‬
‫فاليؤمَ أاضضحى حرًفا من الّنكرْه‬
‫ويطول بنا القول‪ ،‬لو أاّننا فّتشصنا عن جميع ال ّصصور‪ ،‬أاو عن مظاهر ال ّصصنعة الشصعرّية عند أابي العتاهية‪،‬‬
‫وغيره من شصعراء القرن الثاني ‪ ،‬ولكّننا اضصطررنا إالى ارتياد أاشصعارهم‪ ،‬وتقديم بعضص ال ّصصور الّدالة منها إلثبات‬
‫أاّن مبدأا ال ّصصنعة الشَصعرّية‪ ،‬كان يأاخذ به شصعراء هذا العصصر عاّمة‪ ،‬على خ‪Ó‬ف بينهم في درجة هذه ال ّصصنعة ‪ .‬ولم‬
‫يكن مسصلم ابن الوليد وحده‪ ،‬الذي لهج به بعضص األقدمين‪ ،‬وجميع المحدثين‪ ،‬هو الذي فتح الباب واسصعا لدخول‬
‫الصصنعة في الشصعر العربي ابتداء من القرن الثاني‪ ،‬بل هو ـ كما جعله الجاحظ ـ تلميذ لبشّصار ‪ ،‬وقد قيل إان صصنعة‬
‫بشّصار وأابي نواسص وأامثالهما كانت ب‪ Ó‬طريقة ‪ ،‬بل كانت نوعا من الرتياد والكشصف ل سصلوكا على منهج معّبد‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪108‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 109‬‬
‫ورأاينا أاّن من المجّددين شصعراء القرن الثاني ‪ ،‬كانوا يهتّمون بال ّصصنعة الشصعرّية اهتماما بالغا بتأاثير‬
‫تجديدهم في الثقافة والمعارف اإلنسصانيّة ‪ ،‬وبتأاثير تقّدم الفنون عاّمة في عصصرهم‪ ،‬ومحاولتهم مجاراتها عن‬
‫طريق العناية بالصصنعة في شصعرهم سصواء أاكانت لفظيّة أاو معنوّية ‪...‬‬
‫وقد توسّصع شصعراء هذا القرن في اسصتخدام الصصنعة اللفظيّة والمعنوّية على ال ّسصواء‪،‬بشصْكًل لم يشصهده الشصعر‬
‫العربي من قبل ‪ ،‬قد خرجوا على تحديد األقدمين لمعنى التشصبيه ونطاقه ‪ ،‬وبعدوا به عن دللته الحقيقيّة‬
‫وع‪Ó‬قاته القريبة إالى دللت وع‪Ó‬ئق أاخرى فيها كثير من ضصروب الخيال ال ّسصامي‪ ،‬والتوّهم الدقيق‪ ،‬الذي يرتبط‬
‫بآاثار حضصارّية في العصصر ذاته‪ ،‬أاو آاثار نفسصيّة عند الشصعراء أانفسصهم ‪.‬‬
‫لقد انطلق التشصبيه عند شصعراء القرن الثاني (بشصار ‪ ،‬أابو نواسص ‪ ،‬أابو العتاهية) من قيوده‪ ،‬التي كان يكّبله‬
‫بها عمود الشصعر إالى آافاق رحيبة ‪ ،‬حتّى بلغوا به أارقى درجات التصصوير الفنّي من حيث الّدللة على األشصياء‬
‫وتجسصيمها‪ ،‬وتوضصيح جزئّياتها ‪ ،‬ومن حيث وفرة الّظ‪Ó‬ل‪ ،‬التي تتركها ال ّصصورة في نفوسص القّراء‪ ،‬وال ّسصامعين بحيث‬
‫يهيمون معها في كّل واد‪ ،‬ويعيشصون في أاجوائها‪ ،‬ليسصتكشصفوا ما فيها من جديد تثيره أالوانها وجزئّياتها لكلّ متمّعن‬
‫فيها متأامّل لها‪.‬‬
‫محّمد مصصطفى هدإرة‬
‫إتجاهات إلشصعر إلعربي في إلقرن إلثاني هجري‬
‫ط‪ ٢‬دإر إلمعارف ‪١٩٧٠‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪109‬‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 111
‫إلنصس إألدبي‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 112‬‬
‫المحؤر السضادسس‬
‫ا‪Ù‬ور السسادسس‪:‬‬
‫‪»Hô©dG ÜO’CG »a AÉKôqdG‬‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫الّرثاء من المؤضضؤعات البارزة في األدب العربي ‪ ،‬إاذ طالما بكى شضعراؤونا من رحلؤا عن دنياهم‬
‫وسضبقؤهم إالى الّدار اآلخرة ‪ ،‬بكاء يتعّمق في القدم منذ ُوجد اإلنسضان ‪ ،‬ووجد أامامه هذا المصضير المحزن ‪:‬‬
‫مصضير المؤت والفناء الذي ل بّد أان يصضير إاليه ‪ ،‬فيصضبح أاثرا بعد عين وكأان لم يكن شضيئا مذكؤرا ‪.‬‬
‫أإنوإع إلرثاء ‪:‬‬
‫ولكل أاّمة مراثيها ‪ ،‬واألمّة العربّية من األمم التي تحتفظ بتراث ضصخم من المراثي ‪ ،‬وهي تأاخذ عندها‬
‫أالوانا ث‪Ó‬ثة ‪ ،‬هي النّدب والتأابين والعزاء ‪:‬‬
‫أا‪ -‬النّدب ‪ :‬هو بكاء األهل واألقارب حين يعصصف بهم الموت ‪ ،‬فيئّن الشصاعر ويتفجّع إاذ يشصعر بلطمة مرّوعة‬
‫تصصّوب إالى قلبه ‪ ،‬فقد أاصصابه القدر في ابنه أاو أابيه أاو أاخيه ‪ ،‬وهو يترّنح من هول اإلصصابة ‪ ،‬ترنح الذبيح ‪،‬‬
‫فيبكي بالدموع الغزار ‪ ،‬وينظم األشصعار يبث فيها لوعة قلبه وحرقته ‪.‬والشصاعر ل يندب نفسصه وأاهله فحسصب ‪،‬‬
‫بل يندب أايضصا من ينزلون منه منزلة النفسص واألهل ممن يحبهم ويؤوثرهم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التأابين ‪ :‬ليسص التأابين نواحا ول نشصيجا على هذا النحو ‪ ،‬بل هو أادنى إالى الثناء منه إالى الحزن الخالصص ‪ ،‬إاذ‬
‫يخّر نجم لمع من سصماء المجتمع ‪ ،‬فيشصيد به الشصعراء منّوهين بمنزلته السصياسصية أاو العلمية أاو األدبية ‪ ،‬وكأانهم‬
‫يريدون أان يصصوروا خسصارة الناسص فيه ‪ .‬ومن هنا كان التأابين ضصربا من التعاطف والتعاون الجتماعي‪،‬‬
‫فالشصاعر فيه ل يعّبر عن حزنه هو وإانما يعّبر عن حزن الجماعة وما فقدته في هذا الفرد المهم من أافرادها ‪،‬‬
‫ولذلك يسصجّل فضصائله ويلّح في هذا التسصجيل وكأانه يريد أان يحفرها في ذاكرة التاريخ حفرا حتى ل تنسصى على‬
‫مّر الزمن ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪112‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 113‬‬
‫ج‪ -‬العزاء ‪ :‬والعزاء مرتبة عقلية فوق مرتبة التأابين ‪ ،‬إاذ نرى الشصاعر ينفذ من حادثة الموت الفردية التي هو‬
‫بصصددها إالى التفكير في حقيقة الموت والحياة ‪ .‬وقد ينتهي به هذا التفكير إالى معان فلسصفية عميقة ‪ ،‬فإاذا بنا‬
‫نجوب معه في فلسصفة الوجود والعدم والخلود ‪ .‬ومرّد هذا كله أان الحياة ظل ل يدوم ‪ ،‬نقرأا لبن المعتز مث‪: Ó‬‬
‫األسشــت تــــــــــرى مـوت ال ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘عـ‪Ó‬‬
‫ول ˘ ˘لـــدهـــــر اأيـــــام يسشـــــئ˘ ˘ن عــوام˘ ˘ًدا‬
‫وك˘ ˘ ˘يـــف دف˘ ˘ ˘نــــا ال˘ ˘ ˘خ˘ ˘ ˘لــــق ف ˘ ˘ي قــب ˘ ˘ر‬
‫ِ‬
‫ن غـــير عــــوامد‬
‫وُي ْ‬
‫ن إان اأَ ْ‬
‫حـــــ َسش ّ‬
‫حـــسش ّ‬
‫رثاء إلمدن وإلبلدإن ‪:‬‬
‫عرف الشصعر العربي بدءًا من العصصر العباسصي ألول مرة رثاء المدن ‪ ،‬فقد بكى الشصعراء بغداد حين‬
‫أاصصابتها كوارث النهب والتحريق في حروب المأامون واألمين ‪ ،‬ونجد هذا الرثاء أايضصا حين هجم صصاحب الزنج‬
‫بجموعه على البصصرة وأانزل بها النهب والسصلب والحرق وفتك بأاهلها ْفتكاً ذريعا ‪ ،‬وفي مقدمة تلك المراثي التي‬
‫قيلت في هذه الحادثة ‪ ،‬مرثية ابن الرومي التي مطلعها ‪:‬‬
‫ذاد عن مقلتي لذيذ المنام‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪113‬‬
‫وشضغلها عنه بالدمؤع ال ّسضجام‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 114‬‬
‫وهو يسصتهلّها ببيان ضصخامة الحادثة وخطورتها ‪ ،‬فقد نزل بالبصصرة من ضصروب الذّل والهوان والخسصف‬
‫والعنف ما مأ‪ Ó‬نفسصه أالمًا وهوًل وحسصرة ولوعة ‪.‬‬
‫وقد ارتبط رثاء المدن والبلدان بحالت النهيار والتراجع التي كانت تشصهدها الدولة العربية اإلسص‪Ó‬مية منذ‬
‫العصصر العباسصي الثاني ‪ ،‬وتصصاعد الفتن الداخلية وكثرة الحروب وسصقوط المدن في المشصرق أاو المغرب ‪.‬‬
‫عن شصوقي ضصيف‬
‫إلرثاء‬
‫إلعصصر إلعباسصي إلثاني‬
‫دإر إلمعارف ‪ -‬مصصر‬
‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬
‫‪ -١‬ما دواعي الرثاء في جميع الحضصارات ؟‬
‫‪ -٢‬حدد أانواع الرثاء المعروفة في الشصعر العربي ‪ ،‬ثم وضّصح الخت‪Ó‬ف بينها‪.‬‬
‫‪ -٣‬ظهر في الشصعر العربي اتجاه جديد في الرثاء نتيجة ظروف سصياسصية‬
‫وتاريخية ‪.‬‬
‫أا‪ -‬اذكر هذا التجاه الجديد ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بّين العوامل التي أاسصهمت في ظهوره ‪.‬‬
‫‪ -٤‬يُع‪s‬د النقاد أان غرضص الرثاء ‪ ،‬هو أاكثر أاغراضص الشصعر العربي ارتباطا‬
‫بالوجدان ‪.‬‬
‫وضّصح ذلك انط‪Ó‬قا من أامثلة في الرثاء ومقارنتها بأاغراضص الشصعر‬
‫العربي األخرى ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪114‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 115‬‬
‫نصس أإدبي‬
‫*‬
‫‪¿GhÒ≤dG ÜGôN‬‬
‫علي إ◊صصري‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫‘ سصنة ‪٤٤٩‬هـ ‪ ،‬فسصد األمر ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬عّز لدين الله الفاطمي وب‪ Ú‬أاعراب بني ه‪Ó‬ل وبني سصليم ‪،‬‬
‫فنقضصوا الصصلح ا‪ÈŸ‬م سصنة ‪٤٤٤‬هـ ‪ ،‬وأاشصعلوا نار ا◊رب ‪ ،‬وحاصصروا الق‪Ò‬وان وصص‪È‬ة بجموعهم وعاثوا ‘‬
‫الضصواحي واألطراف‪ ،‬يفسصدون‪ ،‬ويخّربون‪ ،‬ويقتلون ‪ ،‬فلم يَر ا‪Ÿ‬عّز بّدا من الّرحيل ‪ ،‬وترك عاصصمة إافريقّية‬
‫نهبا للفسصاد وا‪ÿ‬راب ‪ ....‬وسصلك أابو ا◊سصن علي ا◊صصري الق‪Ò‬وا‪ Ê‬طريقه إا‪ ¤‬سصبتة) '‬
‫عن محمد إلمرزوقي وإلجي‪Ó‬ني بلحاج يحي‬
‫حبـــــــــا ِ‬
‫ت‬
‫ب َلـــــــّذا ُ‬
‫‪ُ ‘-١‬كـــل‪َ u‬يــْوٍم َمَع الأَ ْ‬
‫َفَلْيـــــسض ‘ اْلَعْيــــــشضِ َم ْسشــــــروٌر إاِذا َفــــاُتوا‬
‫‪-٢‬مــــو ُ ِ‬
‫حيــــاٌة ‘ َمـــــــــواِطنِِهْم‬
‫ت اْلكـــراِم َ‬
‫َ ْ‬
‫َفــــإاِْن ُهـــــُم اْغـــــتََربوا مـــــاتوا َومـــا مــــاُتوا‬
‫ن‬
‫‪ُ-٣‬ك‪s‬نــــا َوكـــانَ َلــــنا ‘ مـــــا َم َضشـــى َوَطـ ٌ‬
‫ت ‘ ُقــر ِ‬
‫ب ال‪u‬ديــاِر َعــسشى‬
‫‪-٤‬اأَُكــــل‪s‬ما ُقـــلْ ُ‬
‫ْ‬
‫جــُد ‘ َكـبِدي‬
‫‪-٥‬اأَْم َهـــلْ َيصشيـــ ُ‬
‫ف َوَيشْشتو اْلَو ْ‬
‫َلِك‪s‬نــــــــها اأَسْشــــــــُهُم الــــــــــ‪t‬دْنيا مُصشـــــيباتُ‬
‫ي ‪ ،‬ل َوالـــ‪s‬لهِ مـــا اْنَتــ َ‬
‫ت‬
‫‪-٦‬يا اأَْهــــلَ وِّد َ‬
‫كَث ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ن َطَمٍع‬
‫‪-٧‬يـــا اأَْهـــلَ ِوّد َ‬
‫ي ‪َ ،‬هــ ْ‬
‫ل ‘ اْلُقــْرب م ْ‬
‫ُ‬
‫‪-٨‬لَ ˘ِئ˘ــــنْ بَ˘ُع˘ــــْدُت˘مْ َوحـــا َ‬
‫ل اْل˘بَ˘ـــ ْ‬
‫ح˘ُر دونَ˘ــك˘مُ‬
‫ت؟‬
‫ت َعــــــــَل‬
‫حـــــــكْم ِاْلـــبيْ ٍ‬
‫ن َهيها ُ‬
‫اأبَـــــــ ْ‬
‫ي ِب ُ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫حـــــــضض اأَشْشتــــاتُ؟‬
‫ل ذا َ‬
‫َواأَْهــــ ُ‬
‫ك ال ‪s‬صشــــــفاء اَ‪ْ Ÿ‬‬
‫ِ‬
‫ت‬
‫ت َمــــَو‪s‬دا ُ‬
‫عْنـــــدي ُعــهوٌد َول ضشــــــــاَع ْ‬
‫َف ˘تَ˘شْش˘تَ˘ــــف˘ي ِب˘ــــــ ُ‬
‫ك˘مْ َه˘ــــذي ال ‪s‬صش˘ـــــــب˘اب˘اتُ؟‬
‫ت‬
‫ن اأَْرواِحــــــــنا ‘ ال‪s‬نـــــــــــْوِم َزورا ُ‬
‫َلــَبْيــــــ َ‬
‫ت َتِح‪s‬يَتـنا‬
‫‪-٩‬مـــــاذا َعــــلى الـــّري ِ‬
‫ح َلـــْو اأَْهــَد ْ‬
‫إاِل˘ي˘ـــــــ ُ‬
‫ك˘مُ مِ˘ثْ˘لَ˘ــــــَم˘ا ُت˘ْه˘ـــــَدى ال˘‪s‬ت˘ِح˘ّي˘ـــــاتُ؟‬
‫ْ‬
‫ت ‘ ُغــــْرَبةٍ َلـــول ُمكـــاَتَمتِي‬
‫ح ُ‬
‫‪-١٠‬اأَصْشـــبَ ْ‬
‫َب ˘ َ‬
‫ك ˘ــــــْت ˘ن˘ي الأَْرضُض ف˘يـــــــــه˘ا َوال ‪s‬سش˘مـــــاواتُ‬
‫* وردت أإبيات هذه إلقصصيدة في كتاب ““ إلذخيرة في محاسصن أإهل إلجزيرة ““ لبن بسصام (إلمجلد إلرإبع صس‪ ، ١٦٦-١٦٥‬تحقيق سصالم‬
‫مصصطفى إلبدوي ‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية ‪ ،‬بيروت ‪ )١٩٩٨‬لكن بترتيب لأ‪Ó‬بيات مختلف وقد إسصتعنا في إختيار هذه إألبيات بدرإسصة قام‬
‫بها محمد إلمرزوقي وإلجي‪Ó‬ني بلحَاج يحي ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪115‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 116‬‬
‫ِ‬
‫جًنـــى(‪)١‬‬
‫‪َ-١١‬كـــــــاأَن‪s‬ني َلْم اأَُذ ْ‬
‫ق باْلَقـــــْيَروان َ‬
‫ح ˘ ˘ـــــــب ˘ ˘اب ˘ ˘ي َول ه˘ ˘اتــــــوا‬
‫َوَل ˘ ˘مْ اأُق ˘ ˘ـــــ ْ‬
‫ل ه ˘ ˘ا لأَ ْ‬
‫ح˘ِر ُم˘ــــــْرت˘احً˘ا إالى بَ˘لَ˘ـــٍد‬
‫‪-١٢‬اأَُم ˘ــــــ‪t‬ر ب ˘الْ ˘بَ˘ـــــ ْ‬
‫ت‬
‫ت نَْفــــــسشي َوفيــــــها مِـــــنُْه حــاجَا ُ‬
‫َتمــــــو ُ‬
‫ن اأَْخبــــاِرهِ طََمًعا‬
‫‪َ-١٣‬واأَسْشــــاأَ ُ‬
‫ل ال ‪t‬سشــــُف َ‬
‫ن َعــــ ْ‬
‫ت‬
‫َواأَْن ˘ثَ ˘نـــــــي َوبِ˘َق˘ــــــــلْ˘ب˘ي مِ˘ـــــــنْ˘ُه َل˘ــــــــْوع˘ا ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ب اأَسْشَتعـينُ بها‬
‫ن رسشـــاَلة حـ ‪x‬‬
‫‪َ-١٤‬هـــــــلْ مـــــ ْ‬
‫ت‬
‫َعلــــى سَشــــــــــقاِمي ؟ َفَقـــــْد َتشْشِفي ال‪u‬رسشـال ُ‬
‫ت‬
‫َكـــــــــاأَن‪ُs‬ه َعَبــــــــــراِتي الُم ْسشَتــــــــــــــــــِه ّ‬
‫‪ُ Ó‬‬
‫ِ‬
‫خـــيرا ِ‬
‫ت‬
‫ت عادا ُ‬
‫َول َعـــــــــــــَدْتها مــــــــــنَ ال ْ ْ‬
‫حًيا(‪)٢‬‬
‫‪-١٥‬اأَل سَشـــَقى ال‪s‬لُه اأْرضَض اْلَقــــْيرَوانَ َ‬
‫ف الُمْفسِشـدين َلها‬
‫‪َ-١٦‬وَكـــــــف‪َ s‬عــــــْنها اأَُكــ ‪t‬‬
‫‪َ-١٧‬فإاِن‪s‬ـها لِـــــــَدةُ(‪)٣‬اْلجـــــــّنا ِ‬
‫ت ُتـــــــرَبُتها‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫مِسشــــــــــ َ‬
‫ت‬
‫حـــــــــــــ َصشاها جَــــــــْوَهرّيا ُ‬
‫ك‪u‬يٌة و َ‬
‫ْ‬
‫علي إ◊صصري‬
‫عن ‪ :‬إبن بسصام (إلذخ‪Ò‬ة) إ‪Û‬لد ‪٤‬‬
‫–قيق ‪ :‬سصا‪ ⁄‬مصصطفى إلبدوي ‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‬
‫ب‪Ò‬وت ‪١٩٩٧‬صس صس‪١٦٦-١٦٥‬‬
‫إلتعريف بالشصاعر ‪:‬‬
‫(‪420‬هـ‪1029/‬م ‪488 -‬هـ‪1095/‬م)‬
‫ه˘ ˘ؤ أاب˘ ˘ؤ ا◊سض˘ ˘ن ع ˘ل ˘ي ا◊صض ˘ري‬
‫ال˘ ˘ق‪Ò‬وا‪ ، Ê‬ول ˘د ب ˘ال ˘ق‪Ò‬وان سض ˘ن ˘ة ‪٤٢٠‬هـ‬
‫وبها نشضأا إا‪ ¤‬ح‪ Ú‬خرابها على أايدي بني‬
‫ه ˘‪Ó‬ل ‪ ،‬ف ˘ق ˘د غ ˘ادر إا‪( ¤‬سض ˘ب ˘ت ˘ة) ب ˘ا‪Ÿ‬غ˘رب‬
‫األقصضى ثم طّؤف باألندلسس ووصضله أاغلب‬
‫ملؤك الطؤائف ودرسس على يديه الكث‪ Ò‬من ط‪Ó‬ب العلم ‪ .‬تؤالت على حياته نكبات كث‪Ò‬ة منها خراب‬
‫الق‪Ò‬وان وغدر زوجته وفرارها ثم وفاة أاع ّز أابنائه عليه عبد الغني حؤا‹ ‪٤٧٥‬هـ ‪ ،‬فعاد الشضاعر الكفيف إا‪¤‬‬
‫طنجة با‪Ÿ‬غرب واسضتقّر بها يعّلم القرآان والقراءات إا‪ ¤‬ح‪ Ú‬وفاته بها سضنة ‪٤٨٨‬هـ ‪ .‬جمع كتابا ‘ الن‪ Ì‬والشضعر‬
‫كله ‘ رثاء ابنه سضماه ‪ '' :‬اق‪Î‬اح القريح واج‪Î‬اح ا÷ريح'' ‪ ،‬وقد ضضاع أاك‪ Ì‬شضعره و‪ ⁄‬يصضلنا إاضضافة إا‪¤‬‬
‫الكتاب السضابق سضؤى '' معش ّضرات'' ا◊صضري وهي قصضائد على عدد حروف الهجاء ‘ عشضرة أابيات ‪ ،‬مؤضضؤعها‬
‫الغزل ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪116‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 117‬‬
‫إلشصرح إ‪Ÿ‬عجمي ‪:‬‬
‫‪ -١‬جـــــــــنًى ‪:‬‬
‫‪ -٢‬حـــــــــــــيًا ‪:‬‬
‫‪ -٣‬لـــــــــــِـَدة ‪:‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫من جنى يجني ‪ .‬الثمر ‪ :‬تناوله من شصجرته ‪ ،‬وا÷نى ما يُجَنى من ثمر أاو ذهب أاو‬
‫عسصل ‪Œ .‬مع على أاجناءٍ وَأاْجٍن ‪.‬‬
‫هو ا‪Ÿ‬طر ألّنه يُحيي األرضص ‪.‬‬
‫الّلدة من ولدت تِلد لَِدًة وولًدا وولدة ‪.‬األنثى وضصعت حملها ‪ .‬واِلّلدُة ‪ :‬الّتِْرُب ‪ ،‬وهو‬
‫الذي ولِد أاو ترّبى معك ‪( .‬أاصصلها ِوْلٌد) ‪.‬‬
‫‪11٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 118‬‬
‫أإّول ‪ :‬أإسصئلة إإلعدإد إ‪Ÿ‬نز‹ ‪:‬‬
‫اقرأا النصس السضابق واشضرحه مسضتعينا باألسضئلة اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قدم النصص تقد‪Á‬ا ماديا ومعنويا ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اسصتخرج من النصص القرائن الداّلة على أان الشصاعر يعيشص غريبا‬
‫عن وطنه ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما الصصفات التي وصصف بها الشصاعر وطنه الق‪Ò‬وان ‘ الن ّصص ؟‬
‫‪ -٤‬السصتفهام والنداء والدعاء‪ ،‬من األسصاليب اإلنشصائية التي وردت‬
‫‘ النصص ‪ ،‬اسصتخرجها ‪ .‬وب‪ Ú‬أاغراضصها الب‪Ó‬غية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أإسصئلة إلشصرح وإلدللة ‪:‬‬
‫‪ -١‬يذّكر مطلع القصصيدة ‪Ã‬طالع قصصائد الّرثاء ‘ السصته‪Ó‬ل با◊كمة ‪:‬‬
‫أا‪ّ -‬حدد أاهم خصصائصص األسصلوب الذي قامت عليه ا◊كمة (ا‪ ، Èÿ‬التقد‪ Ë‬والتأاخ‪ ، Ò‬الشصرط ‪ ،‬ا‪Ù‬سصنات‪،‬‬
‫اإليقاع) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬ا‪ÿ‬الدة التي تضصّمنتها ا◊كمة من حيث ع‪Ó‬قة اإلنسصان بالوطن ؟‬
‫ج‪ -‬ما دللة ا‪Ÿ‬طلع ا ِ‬
‫◊ْكمّي ‘ قصصائد الرثاء ؟‬
‫‪ -٢‬بالرجوع إا‪ ¤‬التمهيد ‪ ،‬ما ا‪Ÿ‬صصيبة التي حلت موطن الشصاعر ‪ .‬الق‪Ò‬وان ؟‬
‫‪ ‘ -٣‬القسصم األول من النصص ( قسصم ا◊كمة) و‘ القسصم الثا‪ ( Ê‬قسصم الشصوق وا◊ن‪ ) Ú‬يقوم مفهوم‬
‫الوطن على عنصصرين م‪Î‬ابط‪: Ú‬‬
‫أا‪ -‬حّدد العنصصرين الّلذْين يتكون منهما الوطن ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اسصتخرج العبارات التي تدعم هذا ال‪Î‬ابط ‪.‬‬
‫ج‪ -‬هل ترى قيمة للوطن بدون أاهله وناسصه ؟ وضّصح ذلك ‪.‬‬
‫‪ -٤‬عسضى ‪ :‬فعل جامد يفيد الرجاء ‪.‬‬
‫هيهات ‪ :‬اسصم فعل ماضص ‪Ã‬عنى بَُعَد ‪.‬‬
‫ما ع‪Ó‬قة هذه ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬النحوية الواردة ‘ البيت الرابع بعاطفة الشصاعر‪،‬ب‪ Ú‬رغبته وأاحكام الواقع ؟‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪118‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 119‬‬
‫‪ -٥‬وّظف الشصاعر أاسصاليب متنوعة لنقل ‪Œ‬ربة الغربة والشصوق التي يحياها ‪ ،‬من بينها السصتفهام والنداء‬
‫والََقسصُم ‪:‬‬
‫أا‪ -‬اسصتخرج هذه األسصاليب من القسصم الثا‪ Ê‬من النصص (‪. )١٤-٣‬‬
‫ب‪ -‬بّين كيف أاسصهم تنّوعها ‘ التعب‪ Ò‬عن ‪Œ‬ربة الشصاعر العاطفية‪ ،‬ب‪ Ú‬األمل ‘ العودة‪ ،‬واليأاسص‬
‫الذي يفرضصه الواقع ‪.‬‬
‫‪ -٦‬اسصتخدم الشصاعر الطباق ‘ أاك‪ Ì‬من موضصع ‘ القسصم الثا‪ Ê‬من القصصيدة ؛‬
‫أا‪ -‬اسصتخرج مواضصعه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بّين مدى قدرة هذا ا‪Ù‬سصن على التعب‪ Ò‬عن حالة الشصاعر ‪.‬‬
‫‪ -٧‬يُحّدد الشصاعر ع‪Ó‬قته باألرضص ( الق‪Ò‬وان ) وناسصها ‪ ،‬فما الصصورة ا◊اصصلة عنهما ‘ نفسصه ؟ وما ا◊الة‬
‫التي كان عليها الشصاعر بعد خراب الق‪Ò‬وان وفراق أاهل وّده ؟‬
‫‪ -٨‬ب‪ Ú‬رثاء األشصخاصص ورثاء البلدان “اثل يظهُر ‘ بنية القصصيدة و‘ معانيها ‪ ،‬اسصتخرج من القسصم الثا‪Ê‬‬
‫ما يد‪t‬ل على التماثل ب‪ Ú‬رثاء األشصخاصص ورثاء البلدان ‪.‬‬
‫‪ ‘ -٩‬القسصم األخ‪ Ò‬من النصص يتحّول الشصاعر من السصتفهام‪ ،‬والنداء ا‪Ÿ‬عّ‪È‬ين عن الشصوق وا◊ن‪ Ú‬والغربة‬
‫إا‪ ¤‬أاسصلوب الدعاء ‪:‬‬
‫أا‪ -‬بَِم يدعو الشصاعر ألرضص الق‪Ò‬وان ؟‬
‫ب‪-‬من ا‪Ÿ‬قصصود با‪Ÿ‬فسصدين ‘ البيت (‪)١٦‬؟‬
‫‪ -١٠‬ما الصصفات التي أاطلقها الشصاعر على أارضص الق‪Ò‬وان ‘ البيت األخ‪ Ò‬من النصص ؟‬
‫ثالثا ‪ :‬إألسصئلة إلتقييمية ‪:‬‬
‫‪ -١‬اخ‪ Î‬من النصص بيتا أاعجبك ‪ ،‬وب‪Ÿ Ú‬اذا ؟‬
‫‪ -٢‬السصتفهام والنداء و الدعاء ‪ ،‬والشصرط ‪ ،‬أاهم األسصاليب التي سصيطرت على القصصيدة ‪ ،‬بّين مدى قدرتها‬
‫على التعب‪ Ò‬عن مشصاعر ا◊صصري بعد خراب الق‪Ò‬وان ‪.‬‬
‫رإبعا ‪ :‬إلنشصاط ‪:‬‬
‫بالرجؤع إا‪ ¤‬التمهيد والقصضيدة وترجمة الشضاعر ‪ ،‬عّبر عن ‪Œ‬ربة الغربة‪ ،‬وا◊ن‪ Ú‬التي عاشضها‬
‫ا◊صضري بعد خراب الق‪Ò‬ان بلغتك ‪ ،‬فيما ل يتجاوز اثنى عشضر سضطرا ‪.‬‬
‫إ◊فظ ‪:‬‬
‫احفظ األبيات من ‪ ١‬إا‪. ١٠ ¤‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪119‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 120‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪Öjô¨dG‬‬
‫سصأالتني ـ َرفق اللّه بك ‪ ،‬وعّطف عل‪s‬ي قلَبك ـ أان أاذكر لك الغريب وِمَحَنه ‪ ،‬وأاصصف لك الغربة وعجائبها ‪:‬‬
‫ب بـــــــحيث مــــــــا‬
‫إاّن الغريــــ َ‬
‫ويــــــــــُد الغــــريــــب قصشــــــيرٌة‬
‫وال˘ ˘نــــاسض ي˘ ˘نـــــصش ˘ر ب ˘عــــــضش ˘ُه ˘م‬
‫وقال آاخر ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ت‬
‫وما جزعا من َخشْشَية البَين اأَْخ َضشلَ ْ‬
‫ح ّ‬
‫طـــــــــت ركــــــائُبه ذلــــــــــيلُ‬
‫ولــــــسشــــانُه اأبـــــــــدا ً كــــــــــليلُ‬
‫ب˘ ˘عضشـــــــًا ‪ ،‬ون˘ ˘اصشــــرهُ قــــــــل˘ ˘ي ˘لُ‬
‫(‪)١‬‬
‫ب‬
‫ب غري ُ‬
‫ن الغري َ‬
‫دموعي ‪ ،‬ولك ّ‬
‫يا هذا ‪ :‬هذا وصصفُ غريب نأاى عن وطن بُني بالماء والطين ‪ ،‬وبَُعَد عن أا ُ‪s‬لفٍ له ‪ ،‬عهُدهم الخشصونة واللّين‪.‬‬
‫(‪)٢‬‬
‫وأاين أانت عن غريب ل سصبيل له إالى األوطان ‪ ،‬ول طاقة به على السصتيطان ؟ قد ع‪Ó‬ه الشصحوب وهو في ِكّن ‪،‬‬
‫(‪)٣‬‬
‫وغلبه الحزُن حتى صصار كأاّنه شَصّن ‪ :‬إانْ َنطََق نطق َخْزَياَن منقطعاً ‪ ،‬وإان سصكت سصكت حَْيَراَن مرتدعاً ؛ وإان قرب‬
‫‪ ، Ó‬وإان توارى توارى علي ً‬
‫قرب خاضصعاً ‪ ،‬وإان َبُعَد َبُعَد خاشصعاً ؛ وإان ظهر ظهر ذلي ً‬
‫ب واليأاسص غالب‬
‫‪ Ó‬؛ وإان طلَب طل َ‬
‫عليه ‪ ،‬وإان أامسصكَ أامسصك والب‪Ó‬ء قاصصد إاليه ‪ ،‬وإان أاصصبح أاصصبح حائل اللّون من وسصاوسص الفكر ‪ ،‬وإان أامسصى أامسصى‬
‫ب السص‪u‬ر من َهواِتك ال ّسصتر ؛ وإان قال قال هائبًا ‪ ،‬وإان سصكت سصكت خائبًا ؛ قد أاكله الخمول‪ ،‬وَم ّصصه الذبول ‪،‬‬
‫ُمْنَتَه َ‬
‫وحالفه النحول ؛ ل يتمنى إالّ على بعضص بني جنسصه‪ ،‬حتى يُفضصي إاليه بكامنات نفسصه ‪ ،‬ويتعلّل برؤوية طلعته ‪ ،‬ويتذّكر‬
‫بمشصاهدته قديمَ لوعته ‪ ،‬فينثر الدموع على صصحن خّده ‪ ،‬طالبًا للراحة من كّده ‪.‬‬
‫يا هذا ‪ :‬الغريبُ من غُربتْ شصم ُسص جمالِه ‪ ،‬واغترب عن حبيبه وُعّذاله ‪ ،‬وأاغرب في أاقواله وأافعاله ‪ ،‬وغّرب‬
‫(‪)٤‬‬
‫في إادباره وإاقباله ‪ ،‬واسصتغرب في ِطمِره وسِصْرَباله ‪.‬‬
‫ب من نطق َوصْصُفُه بالمحنة بعد المحنة ‪ ،‬ودّل عنوانه على الفتنة ُعقيب الفتنة ‪ ،‬وبانت‬
‫يا هذا ‪ :‬الغري ُ‬
‫حقيقته فيه الفينة حَ‪s‬د الفينة ‪.‬‬
‫(‪ )١‬أاخضضل ‪ :‬فعل لزم بمعنى ندي ‪.‬‬
‫(‪ )٣‬الشضّن ‪ :‬الجلد المتغضّضن ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪120‬‬
‫(‪ )٢‬كِّن ‪ :‬كل ما يسضتر اإلنسضان من بيت وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )٤‬الطمر ‪ :‬الثؤب (البالي) ‪.‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 121‬‬
‫الغريب من إان حضصر كان غائباً ‪ ،‬وإان غاب كان حاضصرا ً ‪ .‬الغريب من إان رأايتَه لم تعرْفه ‪ ،‬وإان لم َتَرُه لم تسصتعرفه ‪.‬‬
‫أاما سصمعت القائلَ حين قال ‪:‬‬
‫بَِم التعّلُل ؟ ل أاهٌل ول وطُن‬
‫ول نديمٌ ول كأاسٌس ول سَضَكُن‬
‫ف رجل لحقته الغربة ‪ ،‬فتمنى أاه ً‬
‫‪ Ó‬يأاَن ُسص بهم ‪ ،‬ووطنًا يأاوي إاليه ‪ ،‬ونديمًا َيُح‪t‬ل ُعَقَد سصّره معه ‪،‬‬
‫هذا َوصْص‬
‫ُ‬
‫(‪)٥‬‬
‫وكأاسصًا ينتشصي منها ‪ ،‬وسَصَكنًا يتوادع عندَه ‪ .‬فأاّما وصصف الغريب الذي اكتنفته األحزان من كلّ جانب ‪ ،‬واشصتملت‬
‫عليه األشصجان من كّل حاضصر وغائب ‪ ،‬وتحّكمت فيه األيام من كل جاٍء وذاهب ‪ ،‬واسصتغرقته الح َسصَرات على كلّ فائتٍ‬
‫(‪)٦‬‬
‫وآايب وشصّتته الزمانُ والمكان بين كلّ ثَِقةٍ َورائِب ‪ ،‬ـ وفي الجملة ‪ :‬أاتت عليه أاحكام المصصائب والنوائب ‪ ،‬وحطّته‬
‫ف يحفى دونه القلم ‪ ،‬ويفنى من ورائه القرطاسص ‪ ،‬ويُشَص‪t‬ل عن تحبيره اللفظ ؛ ألّنه‬
‫بأايدي العواتب عن المراتب ـ َفَوصْص ٌ‬
‫وصصف الغريب الذي ل اسصم له فُيذكر ‪ ،‬ول اسصم له فُيشْصَهر ول طّي له فينشصر ‪ ،‬ول ُعْذَر له فيعذر ‪ ،‬ول ذنب له فيغفر‪،‬‬
‫ب عنده فيُ ْسصتَر ‪.‬‬
‫ول َعْي َ‬
‫يا رحمتا للغريب ‪ :‬طال سصفره من غير قدوم ‪ ،‬وطال ب‪Ó‬ؤوه من غير ذنب ‪ ،‬واشصتّد ضصرره من غير تقصصير‪،‬‬
‫وعم عناؤوه من غير جدوى ‪.‬‬
‫ـ أإبو حّيان إلتوحيدي ـ‬
‫إإلشصارإت إإللهّية‪ ،‬تحقيق ودإد إلقاضصي‬
‫بيروت ‪١٩٧٤‬‬
‫صس صس ‪ ٨٠‬ـ ‪٨٣‬‬
‫(‪ )٥‬يتؤادع ويتؤدع ‪ :‬يجد السضكؤت والدعة ‪.‬‬
‫(‪ )٦‬الرائب ‪ :‬المتهم بالريبة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪121‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 122‬‬
‫نصس إإثرإئي‬
‫‪áWÉfôZ‬‬
‫‘ مدخل (ا◊مراء) كان لقاؤونا ‪...‬‬
‫ما اأطيب الّلقيا ب‪ Ó‬ميعاد‬
‫عينان سشوداوان ‪ ‘ ..‬حجريهما‬
‫تتوالد الأبعاد من اأبعاد ‪..‬‬
‫هل اأن ِ‬
‫ت إاسشـبانيـة ؟ سشـاءلتهــا‬
‫قالت ‪ ' :‬و‘ غرناطة مي‪Ó‬دي ' ‪.‬‬
‫جٌه ِدَمششقي ‪ ...‬راأيت خ‪Ó‬له‬
‫َو ْ‬
‫اأجفان َبْلقِي َسض ‪ ...‬وجيَد سشعاد‬
‫وراأيت منزلنا القد‪ .. Ë‬وحجرًة‬
‫كانت بها اأمي “ّد وسشادي‬
‫والياسشمينَة ُرصّشعت بنجومها‬
‫والبِركَة الذهبية اإلنششاد ‪...‬‬
‫وَدمششقَ ‪ ...‬اأين تكون ؟ قلتُ َتَرْينَها‬
‫‘ شَشعركِ ا‪Ÿ‬نسشا ِ‬
‫ب نهَر سَشواد‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫‘ وجهك العربي ‘ الّثغر الذي‬
‫ّ‬
‫ل مُختزنا ششموسض ب‪Ó‬دي‬
‫ما زا ُ‬
‫‘ طيب (جن‪s‬ات العريف) ومائها‬
‫ل ‪ ‘ ،‬الّرْيحان ‪ ‘ ،‬الكّباد‬
‫‘ الُف ‪u‬‬
‫سشارت معي ‪ ...‬والش‪s‬شعُر يلهث خلفها‬
‫ك َسشَنابل ُتِركت بغ‪ Ò‬حصشاد ‪...‬‬
‫يتاألق الِقرط الطويل بِجِيدها‬
‫َغْرناطُة ! وصشحت قرون سشبعة‬
‫ك العين‪ ... Ú‬بعد ُرقاد‬
‫‘ َتيِن َ‬
‫واأُمّيُة ‪ ...‬راَياُتها مرفوعٌة‬
‫وِجياُدها موصشولة بجياد ‪...‬‬
‫خ ‪ ...‬كيف اأعاد‪Ê‬‬
‫ب التاري َ‬
‫ما اأغر َ‬
‫ِ‬
‫ن اأحفادي‬
‫◊فيدة سشمراَء ‪ ...‬م ْ‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪122‬‬
‫مثل الششموسض بِلَيلِة ا‪Ÿ‬ي‪Ó‬د ‪...‬‬
‫ت مثل الطفل خلف دليلتي‬
‫ومششي ُ‬
‫وورائي التاريخ ‪ ...‬كوم رماد‪....‬‬
‫الزخرفات اأكاد اأسشمع نبضشها‬
‫والزركششات على السشقوف تنادي‬
‫قالت ‪ :‬هنا ا◊مراء ‪ُ ...‬زُه‪t‬و جدودنا‬
‫جْدرانه اأ›ادي‬
‫فاقراأ على ُ‬
‫ت جرحا نازفا‬
‫اأ›اَدَها !! ومسشح ُ‬
‫ومسشحتُ جرحا ثانيا بفؤوادي‬
‫ت‬
‫يا ليتَ واِرثتي ا÷ميلَة اأدرك ْ‬
‫اأن الذين عنتهم اأجدادي ‪....‬‬
‫عانقتُ فيها عندما و‪s‬دْعتها‬
‫ق بن زياد) ‪...‬‬
‫رج‪ُ Ó‬ي َسش‪s‬مى (طار َ‬
‫نزإر قبا‪Ê‬‬
‫(إلرسصم بالكلمات) ‪ -‬صس‪١٨١‬‬
‫منشصورإت نزإر قبا‪ - Ê‬ب‪Ò‬وت ‪١٩٧٣‬م‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:03 PM Page 123‬‬
‫ألدرسس أألول ‪ :‬ألمرأأة وألمجتمع ‪ :‬ع‪Ó‬ل ألفاسشي‬
‫ألدرسس ألثاني ‪ :‬إأسشماعيل وألمجتمع ‪ :‬يحيى حقي‬
‫ألدرسس ألثالث ‪ :‬صشناعة ألمسشتقبل ‪ :‬صشالح ألفهدي‬
‫ألدرسس ألرأبع ‪ :‬ألموسشيقى ألتقليدية هوية وترأث ‪ :‬أأ‪.‬د عصشام ألم‪Ó‬ح‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 124‬‬
‫المجال األول‬
‫الدرسس األول‪:‬‬
‫‪™ªàéªdGh IGCôªdG‬‬
‫ا‪Ÿ‬رأاة ِعمادُ األسصرة ‪ ،‬و‪t‬كل بناٍء ل يسصتقيم عمادُه فهو إا‪¤‬‬
‫النهيار ‪ ،‬وإان –سص‪ Ú‬حالة ا‪Ÿ‬رأاة وإاسصعادها يجب أان ينال حظا من‬
‫تفك‪Ò‬نا الجتماعي؛ ألنه شصرط أاسصاسصي إلصص‪Ó‬ح ا‪Û‬تمع ‪.‬‬
‫وقد ‪s‬مرت عصصور‪ ،‬وأازمان دون أان تصصل اإلنسصانية إا‪ ¤‬حل مشصكلة‬
‫األسصرة ؛ ألنها أابتْ أان تع‪Î‬ف للمرأاة بحقها الذي َتَهبهُ لها الفطرة‬
‫ويقّره العقل السصليم ‪ ،‬وإا‪ ¤‬اآلن ‪ -‬وعلى الرغم من كل التقدم‬
‫اإلنسصا‪ - Ê‬فإان الشصعوب ‪ ⁄‬تنضصج بعد إا‪ ¤‬وضصع ا‪Ÿ‬رأاة ‘ موضصعها‬
‫الطبيعي ‪ ،‬وإا‪‰‬ا هي ب‪ Ú‬ظا‪ ⁄‬لها مَعتٍد على حقوقها وب‪ Ú‬متملق لها‬
‫›لوب بعاطفة إاغرائها ‪ .‬وا◊ق أان ا‪Ÿ‬رأاة وحدها هي التي تسصتطيع‬
‫أان –ّرر نفسصها ِمّما كبلتها به األجيال وما صصنعته بها التقاليد ‪ ،‬ومع‬
‫أان نسصاء هذا العصصر أاظهرن اسصتعدادا فائقا للتطور وجهادا قويا من‬
‫أاجل ا◊قوق فإانهن ◊ّد اآلن ‪ ⁄‬يدافعن إاّل عن الشصكل و‪ ⁄‬يظفرن‬
‫بغ‪ Ò‬اإلطار ‪ ،‬ألن وضصع ا‪Ÿ‬رأاة حيث كانت أاورثها نوعا من الضصعف ‘ ا÷سصم ‪ ،‬ونوعا من ال‪Î‬كيب ‘ الذهنية ‪،‬‬
‫وأاصصبح ذلك يخيل إاليها وإا‪ ¤‬الرجل أانه فارق فسصيولوجي (*) ‪ ،‬مع أانه ليسص غ‪ Ò‬أاثر للوضصع الجتماعي ‪.‬‬
‫ولكي تتحّرر ا‪Ÿ‬رأاة من هذه الّذهنية ا‪Ÿ‬وروثة‪ ،‬يلزمها ›هود مسصتمر متوال ؛ ألن ما أافسصدته الدهور‬
‫واألعوام ل تصصلحه الشصهور واأليام ‪.‬‬
‫وإاذا نحن نظرنا للمرأاة العربية ‘ العصصور ا÷اهلية‪ ،‬وجدنا أانها كانت ‘ أاّحط الدرجات وأاحقرها ؛ ألنها‬
‫كانت تعت‪ È‬متاعا يباع ويشص‪Î‬ى ويورث ول يرث ‪...‬‬
‫والواقع أان حقوق ا‪Ÿ‬رأاة ا‪Ÿ‬سصلمة ا‪Ÿ‬دنية تفوق حقوق كل امرأاة ‘ مختلف القوان‪ ،Ú‬وا◊ضصارات القد‪Á‬ة‬
‫وا‪Ù‬دثة‪ ،‬لهذا يجب أان تتمتع ‪Ã‬ا يتمتع به الرجل من حقوق ‪ ،‬وأان تقوم ‪Ã‬ا يقوم به الرجل من واجبات ولكي‬
‫يسصتطيع ذلك يجب أان نفسصح لها ا‪Û‬ال ‪ ،‬وتَُع‪s‬د للقدرة على أاداء ما يطلب منها ‪ ،‬ولكن قبل ذلك يجب أان يتحرر‬
‫(*) فيسضيؤلؤجي ‪ :‬الفيسضيؤلؤجيا هي علم وظائف األعضضاء ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪124‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 125‬‬
‫÷مود العتيق الذي جعلهم يفضصلون التقاليد على الدين نفسصه ‪.‬‬
‫الرجال أانفسصهم من روح ا ُ‬
‫إاّن من حق ا‪Ÿ‬رأاة أان تتسصاوى مع الّرجل ا‪Ÿ‬سصاواة التي ل تتنافى مع طبائع األشصياء ولذلك ‪Á‬كنها أان تشصغل‬
‫مركز العمل الجتماعي والقتصصادي والسصياسصي ‘ ا÷ماعة والدولة ‪.‬‬
‫وإان ا‪Ÿ‬رأاة َلَقاِدَرٌة إاذا تركت وشصأانها أان تصصل للقيام بج‪Ó‬ئل األعمال ‪ ،‬ومتى اع‪Î‬ف للنسصاء بحقوقهن‬
‫فليسص من مانع ‘ اتباع التوجيهات ال‪Ó‬ئقة بحسصب ما تقتضصيه درجة التطور عندهن ومقاييسص النظرة الجتماعية‬
‫‘ الوسصط اإلنسصا‪. Ê‬‬
‫ع‪Ó‬ل إلفاسصي‬
‫إلنقد إلذإتي (÷نة نشصر ترإث ع‪Ó‬ل إلفاسصي )‬
‫ط ‪١٩٧٥ ، ٢‬م صس‪٢٧٦‬‬
‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬
‫‪ -١‬ما ا‪Ÿ‬نزلة التي يجب أان –تلها ا‪Ÿ‬رأاة ‘ األسصرة وا‪Û‬تمع ؟‬
‫وما مّ‪È‬رات تلك ا‪Ÿ‬نزلة ؟‬
‫‪ -٢‬ما الوضصع الذي تعانيه ا‪Ÿ‬رأاة ‘ مختلف الشصعوب اإلنسصانية ؟ ما رأايك ‘ هذا الوضصع ؟‬
‫‪ -٣‬كيف ‪Á‬كن ‪ ،‬حسصب رأايك ا‪Ÿ‬سصاواة ب‪ Ú‬ا‪Ÿ‬رأاة والرجل ‘ ا◊قوق والواجبات ؟‬
‫‪ -٤‬نسصاء هذا العصصر أاظهرن اسصتعدادا للتطور وجهادا من أاجل ا◊قوق لكنهن ‪ ⁄‬يظفرن إال بالشصكل ؛‬
‫أا‪ -‬ما العوامل التي أاسصهمت ‘ ذلك ؟‬
‫ب‪ -‬هل ترى أان هذا الرأاي ينسصحب على ا‪Ÿ‬رأاة العمانية ؟ علل رأايك ‪.‬‬
‫إلنشصاط ‪:‬‬
‫يحفل التاريخ العما‪ Ê‬بشضخصضيات نسضائية كان لها دور ‘ مسض‪Ò‬ة عمان ا◊ضضارية ؛ قّدم بحثا عن‬
‫إاحدى تلك الشضخصضيات وأاهم األعمال التي أا‚زتها ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪125‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 126‬‬
‫الدرسس الثا‪:Ê‬‬
‫‪™ªàÛGh π«Yɪ°SGE‬‬
‫أاين فاطمة ؟ أاقبلت فإاذا أامامه فتاة في شصرخ ال ّصصبا ضصفيرتاها وأاسصاورها الزجاجيّة‬
‫الرخيصصة ‪ ،‬وحركاتها وكّل ما فيها وما عليها يصصرخ بأاّنها قروّية من أاعماق الّريف ‪ .‬هل هي الفتاة‬
‫التي سصيتزّوجها ؟ علم منذ اللحظة أاّنه سصيخون وعده ‪.‬‬
‫وما لها معصصوبة العينين ؟ لم يدعها الّرمد منذ سصافر ‪ ،‬وسصاء حالها يوما بعد يوم‪.‬‬
‫اعترف لي إاسصماعيل فيما بعد بأاّنه حّتى في اللحظة التي كان يجب أان تشصغله سصعادة العودة إالى‬
‫أاحضصان والديه عن القياسص والمقارنة والنّقد ‪ ،‬لم يملك نفسصه عن التسصاؤول ‪ :‬كيف يسصتطيع أان يعيشص‬
‫بينهم ؟ وكيف سصيجد راحته في هذه الّدار ‪.‬‬
‫ـ تعالي يا فاطمة قبل أان تنامي أاقطر لك في عينيك ‪.‬‬
‫ورأاى إاسصماعيل أامّه وفي يدها زجاجة صصغيرة ‪ ،‬وترُقد فاطمة على األرضص وتضصع رأاسصها على‬
‫ركبة األّم ‪ ،‬فتسصكب من الّزجاجة في عينيها سصائ‪ Ó‬تتأاّوه منه فاطمة وتتأالم ‪.‬‬
‫سصأالها إاسصماعيل ‪ :‬ما هذا يا أاّمي ؟ـ هذا زيت قنديل أاّم هاشصم ‪ .‬تعّودت أان أاقطر لها منه كّل مسصاء ‪.‬‬
‫لقد جاءنا به صصديقك الشصيخ إاّنه يذكرك ويتشصّوق إاليك ‪ .‬هل‬
‫تذكره ؟ أام تراك نسصيته ؟‬
‫ق ˘ف ˘ز إاسص ˘م ˘اع ˘ي ˘ل م ˘ن م ˘ك ˘ان ˘ه ك ˘ال˘م˘لسص˘وع ‪ .‬أال˘يسص م˘ن‬
‫العجيب أاّنه وهو طبيب عيون ‪ ،‬يشصاهد في أاّول ليلة من‬
‫عودته‪ ،‬بأاّية وسصيلة تداوى بعضص العيون ال‪t‬رْمُد في وطنه ؟ ‪...‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪126‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 127‬‬
‫ت˘ ˘ق˘ ˘ّدم إاسص˘ ˘م˘ ˘اع˘ ˘ي˘ ˘ل‬
‫إالى فاطمة فأاوقفها ‪ ،‬وحّل‬
‫رب ˘اط ˘ه ˘ا وف˘حصص ع˘ي˘ن˘ي˘ه˘ا ‪،‬‬
‫ف˘ ˘ ˘وج˘ ˘ ˘د رم˘ ˘ ˘دا ق˘ ˘ ˘د أات˘ ˘ ˘ل˘ ˘ ˘ف‬
‫ال˘ج˘ف˘ن˘ي˘ن وأاضص˘ّر ب˘ال˘م˘ق˘ل˘ة ‪،‬‬
‫ف ˘ل ˘و ُوج ˘َد ال ˘ع ˘‪ُÓ‬ج ال ˘م ˘ه ˘ّدئ‬
‫المسصّكن لتماثلت للشصفاء ‪،‬‬
‫ولكّنها تسصوء بالزيت الحار‬
‫الكاوي ‪.‬‬
‫فصصرخ بصصوت يكاد يمّزق حلقه ‪:‬‬
‫ـ حرام عليك ‪ ،‬أانت مؤومنة تُصصلّين ‪ ،‬فكيف تقبلين أامثال هذه الخرافاِت واألوهام ؟‬
‫ـ اسصم الّله عليك يا بنّي ‪ .‬هذا الّدواء ليسص إالّ من بركة أاّم هاشصم (*) ‪.‬‬
‫ـ هذا ما سصيسصبّب لها العمى ‪ .‬سصترون كيف أاداويها فتنال على يدّي الشصفاء الذي لم تجده في دواء أامّ هاشصم‪.‬‬
‫ـ يا بنيّ كلّ الناسص يتبّركون بزيت قنديل أام هاشصم ‪ .‬جّربوه وشصفاهم الله عليه ‪ .‬طوال حياتنا ونحن نّتكل على الّله‬
‫وعلى أاّم هاشصم ‪ .‬إانّ بركتها نافذة ‪.‬‬
‫ـ أانا ل أافهم هذه الخرافات واألوهام ‪.‬‬
‫هبط على الّدار صصمت مقبضص كصصمت القبور ‪ ...‬ل عيشص مع هذه الّروح الغريبة التي جاءت من وراء البحار‪.‬‬
‫وسصمع صصوت أابيه كأانما يصصل إاليه من مكان سصحيق ‪:‬‬
‫ـ ماذا تقول ؟ هل هذا كل ما تعّلمته في ب‪Ó‬د الغرب ؟ كل ما كسصبناه منك أان تعود إالينا كافًرا ؟‬
‫انفجر إاسصماعيل بشصّدة وشصعر بصصدره يشصتعل وبرأاسصه يموج في عالم غير هذا العالم ‪ ،‬وانتزع من أامّه الزجاجة‪،‬‬
‫وبحركة سصريعة طّوح بها من النافذة ‪.‬‬
‫(*) أإّم هاشصم ‪ :‬إلسصيدة أإم هاشصم من آإل إلبيت ولها مقام معروف في إلقاهرة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪12٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 128‬‬
‫انطلق إالى الباب ‪ ،‬وفي طريقه وجد عصصا أابيه فأاخذها ثّم هرب من الّدار جريا‪ ،‬لن يتراجع عن أان يطعن‬
‫الجهل والخرافة في الصصميم ‪ .‬ولو فقد روحه ‪...‬‬
‫هذه الجموع آاثار خاوية محطّمة ‪ .‬ما هذا ال ّصصخب الحيوانّي ؟ ‪...‬‬
‫يتطلّع إالى الوجوه ف‪ Ó‬يرى إاّل آاثار اسصتغراق في النوم كأانهم جميعا صصرعى ‪...‬‬
‫التفت إاسصماعيل إالى ركن في المقام فوجد الشصيخ يناول رج‪ Ó‬زجاجة صصغيرة في حرصص وتسصتّر كأانما هي‬
‫ب وأاهوى بعصصاه على القنديل‬
‫بعضص المهّربات ‪ .‬لم يملك إاسصماعيل نفسصه ‪ ...‬فقد وعيه ‪ ،‬وزاغ بصصره ‪ ،‬ثمّ شص ّ‬
‫فحّطمه وتناثر زجاجه ‪ ،‬وهو يصصرخ ‪:‬‬
‫ـ أانا ‪ ..‬أانا ‪ ..‬أانا ‪...‬‬
‫ثم لم يسصتطع أان يتمّ جملته ‪( .‬من يدري ماذا كان سصيقول ؟) هجمت عليه الجموع ‪ ،‬وتهّدمت فوقه ‪ ،‬فخّر‬
‫على األرضص مغمى عليه ‪.‬‬
‫ضصربوه وداسصوه باألقدام ‪ ،‬جرح رأاسصه وسصال الّدم على وجهه ‪ ،‬وُمّزقت ثيابه ‪.‬‬
‫ـ يحيى حّقي ـ‬
‫(قنديل أإم هاشصم)‬
‫سصلسصلة إقرأإ رقم (‪ )١٨‬دإر إلمعارف بمصصر‬
‫صس صس ‪ ٣٩‬ـ ‪٦٤‬‬
‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬
‫‪ -١‬ما الطريقة التي كانت تمارسصها األّم لع‪Ó‬ج مرضص عيون الفتاة؟ ما رأايك في هذه الطريقة ؟‬
‫‪ -٢‬كيف تعامل إاسصماعيل بعد عودته من أاوروبا مع الوضصع في أاسصرته ؟ هل تراه محقا في ذلك ؟‬
‫‪ -٣‬هل ترى أاّن طريقة إاسصماعيل صصائبة في التعامل مع الخرافات واألوهام في أاسصرته ومجتمعه ؟ لماذا ؟‬
‫‪ -٤‬لو أاّنك كنت مكان إاسصماعيل ولحظت تفشّصي األوهام والخرافات في أاسصرتك ومجتمعك فكيف‬
‫سصتكون رّدة فعلك ؟‬
‫‪ -٥‬هل تجد في مجتمعك بعضص العادات السصّيئة التي ل توافق عليها لكونك متعّلما ؟ اذُكرها وحّدد طريقة‬
‫التعامل معها لتجاوزها ‪.‬‬
‫إلنشصاط ‪:‬‬
‫اكتب مؤضضؤعا حؤل عادة اجتماعية قائمة على األوهام والخرافات ‪ ،‬وآاثارها السضلبية على‬
‫األفراد والجماعات ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪128‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 129‬‬
‫الدرسس الثالث‪:‬‬
‫‪πÑ≤à°ùŸG áYÉæ°U‬‬
‫« أ‪Ÿ‬سستقبل هو ألذي ينبغي أأن يكون مدأر تفك‪Ò‬نا وتخطيطنا »‬
‫*‬
‫(ج‪Ó‬لة ألسسلطان قابوسس أ‪Ÿ‬عظم)‬
‫التوجيه األريب الذي يدفع اإلنسصان إا‪ ¤‬الوعي بعّدته ال‪Ó‬زمة للحراك الجتماعي هو ا÷دير بوضصعه على‬
‫سصكة ا‪Ÿ‬سصتقبل ‪ ،‬إاذ ا‪Ÿ‬سصتقبل هو نتيجة الفعل ا‪Ÿ‬تأاتية منه ‪ .‬ا‪Ÿ‬سصتقبل هو إافراز اللحظة الفائتة‪ ،‬نا‪ œ‬ا◊ركة التي‬
‫سصكنت أاو التي تسصتمر أاقراصصها ‘ الدوران !!‬
‫يبدو ا‪Ÿ‬سصتقبل أاشصبه بالشصبح الذي يجيد التخفي كلما وضصعنا قبعة التخفي على رأاسصه بأايدينا وما تلك إالّ‬
‫قبعة األمل !!‬
‫لكننا ح‪ Ú‬نكون واقعي‪ Ú‬على الوجه الصصحيح مع أانفسصنا ‪ ،‬سصنلقي تلك القبعة بعيدا ليظهر لنا ا‪Ÿ‬سصتقبل‬
‫ك ا◊صصار النفسصي والفكري‬
‫ماث‪ Ó‬بشصخصصية ا‪Ÿ‬ثا‹ الذي تع‪Î‬ي وجهه ا‪Ÿ‬سصحة الفلسصفيّة !! وهذا لن يتأاتى إالّ بف ّ‬
‫الذي قد تقع فيه ذواتنا‪.‬‬
‫ل ‪Á‬كن للمرء أان يفكر ‘ ا‪Ÿ‬سصتقبل أاو يرنو إاليه وهو محاصصر ‘ فكرة جامدة ‪ ،‬أاو طاقة معّطلة أاو رؤوية‬
‫مبتسصرة !! ل ‪Á‬كنه أان ينتظر ‪ ،‬كي ينطلق نحو فضصاءات ا‪Ÿ‬سصتقبل ‪Ÿ ،‬سصة الفضصل اإللهي كي –يل سصكونيته البليدة‬
‫}‬
‫إا‪ ¤‬التفاتات سصماوية تغيّر التاريخ دون أان يغّير من نفسصه {‬
‫(*) من خطاب ÷‪Ó‬لته ‪Ã‬ناسصبة إلعيد إلتاسصع عشصر إ‪Û‬يد ‪١٩٨٩/١١/١٨‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪129‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 130‬‬
‫‪ ...‬هذه هي شصرعة السصماء ! وكم يبدو هذا‬
‫العمل ›زيا !!‬
‫ه ˘ذا ال ˘ع ˘م ˘ل ال˘ن˘هضص˘وي ‪ :‬تشص˘غ˘ي˘ل ط˘اق˘ة‬
‫اإلنسص˘ ˘ان وم ˘واه ˘ب ˘ه لصص ˘ن ˘اع ˘ة ا‪Ÿ‬سص ˘ت ˘ق ˘ب ˘ل ‪ .‬ل‬
‫مخاطرة ه ˘ن ˘ا إا‪‰‬ا اسص ˘ت ˘ث ˘م ˘ار‪ .‬اسص ˘ت ˘ث ˘م ˘ار ‘‬
‫ع ˘ ˘ن ˘ ˘اصص ˘ ˘ر ا◊ضص˘ ˘ارة ح‪ Ú‬ع˘ ˘م˘ ˘دت ال˘ ˘ق˘ ˘ي˘ ˘ادة‬
‫الرشصيدة بحنكة وإادراك إا‪ ¤‬صصّب الزيت ‘‬
‫ال ˘ق ˘وى ال ˘بشص ˘ري ˘ة ا‪Ÿ‬ع ˘ط ˘ل ˘ة ‪ ،‬ف ˘ت ˘ح ˘ركت آالت ˘ه ˘ا‬
‫الشص ˘ج ˘ي ˘ة ع ˘ل ˘ى إاي ˘ق ˘اع ال ˘زم ˘ن ‪،‬ومضصت ث ˘اب ˘ت ˘ة‬
‫ا‪Ÿ‬صص‪ Ò‬بعزم صصادق على ال‪Î‬اب وهي تخّلف‬
‫وراءها آاثار خطاها !‬
‫وح‪ Ú‬اسصتطاعت الدولة أان تبذر الفكر‬
‫بالطموح فقد أالقت فكرة ا‪Ÿ‬سصتقبل ‘ نطاق‬
‫اإلدراك اإلنسص˘ ˘ا‪ ،Ê‬األم˘ ˘ر ال˘ ˘ذي ي ˘ب ˘دو ع ˘ادل‬
‫ومنصصفا ‪Ã‬ا فيه الكفاية ‪ ،‬إاذ ل ينتظر ا‪Ÿ‬رء‬
‫أان تقوم الدولة بصصنع أارائك ا‪Ÿ‬سصتقبل له كي‬
‫يسصتلقي عليها !!‬
‫وإا‪‰‬ا ت ˘ ˘ع ˘ ˘ل ˘ ˘م ˘ ˘ه ك ˘ ˘ي˘ ˘ف ي˘ ˘غ˘ ˘زل ال˘ ˘ق˘ ˘ط˘ ˘ن‬
‫والصصوف؛ لينسصج ما شصاء وث‪Ò‬ا أاو خشصنا !!‬
‫وليسص لها أان تظل سصاهرة‪ ،‬تهدر جزئيات الزمن؛ إلفهام من ل يحمل نفسصه على التفك‪ ،Ò‬بأان ا‪Ÿ‬سصتقبل إا‪‰‬ا‬
‫هو جزيرة ل يصصل إاليها سصوى ا‪Ÿ‬رء الطموح !‬
‫‪ ⁄‬تسصَع الدولة ‘ يوم من األيام‪ ،‬ألن يكون احتضصان ا‪Ÿ‬رء للمسصتقبل شصبحيا !! وإا‪‰‬ا مؤوسصسص على‬
‫رؤوى واقعية‪ ،‬بّناءة ‪ ⁄‬يحملها على محمل ا÷د سصوى العق‪Ó‬ء ‪ ،‬ا‪Ÿ‬نصصف‪ Ú‬ألنفسصهم ‪ ،‬أاولئك الذين ت‪È‬أاوا من‬
‫األفكار التجريدية‪ ،‬واسصتغلوا السصوانح ‪ ،‬وأابدوا ا◊زم ‘ م‪Ó‬زمتهم للوسصائل الناجعة التي مكنتهم من صصنع‬
‫ا‪Ÿ‬سصتقبل ‪....‬‬
‫‘ ح‪ Ú‬أان أاضصدادهم تعلّقوا بتصصّور واهم ‪ ،‬خادع ‪ ،‬بنوه على األمل ا‪ّı‬در ‪ ،‬وأاحاطوه با‪ÿ‬وف من فقدانه‪،‬‬
‫فلم يراوحوا أامكنتهم ‪ ،‬واكتفوا بالتّ‪È‬م ‪ ،‬وندب ا◊ ّ‬
‫ظ العاثر !!‬
‫لقد وضصع صصاحب ا÷‪Ó‬لة هذه الرؤوية الواقعية ‘ قوله ' إاننا نؤومن بأان ا‪Ÿ‬سصتقبل أامام األجيال يكمن‬
‫‘ الرتباط بهذه األرضص الطيبة ‪ ،‬والعتزاز بتقاليد اآلباء واألجداد ‘ تقديسص العمل ‪ ،‬وبذل ا÷هد والعرق‬
‫(*)‬
‫لسصتغ‪Ó‬ل ا‪Ÿ‬وارد الطبيعية ‘ ب‪Ó‬دنا '‬
‫إأن أ‪Ÿ‬سستقبل ‪ -‬على ضسوء ذلك ‪ -‬باختصسار هو ‪ :‬ألعمل‬
‫صصالح إلفهدي‬
‫سص‪Ò‬ة إإل‚از‬
‫تأام‪Ó‬ت ‘ إلنهضصة إلعمانية إ◊ديثة ‪-‬وزإرة إإلع‪Ó‬م‬
‫سصلطنة عمان ‪٢٠٠٥ /‬م‪-‬صس صس ‪٢٥ - ٥١‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪130‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 131‬‬
‫أإسصئلة إلنقاشس‬
‫‪ -١‬ا‪Ÿ‬سصتقبل زمن ل ينفصصل عن ا‪Ÿ‬اضصي ول تتحدد م‪Ó‬محه إاّل ‘ ا◊اضصر‪ .‬وضصح هذه الفكرة انط‪Ó‬قا من‬
‫النصص وبالنظر ‘ مسص‪Ò‬ة النهضصة العمانية ‪.‬‬
‫} الرعد ‪ ١١ :‬كيف ينطبق ذلك على بناء النهضصة‬
‫‪ -٢‬قال تعا‪{: ¤‬‬
‫‘ عمان ؟‬
‫‪ -٣‬ما مسصؤوولية كل من الدولة وا‪Ÿ‬واطن ‘ بناء مسصتقبل مشصرق لعمان ؟‬
‫‪ ' -٤‬إا‪‰‬ا ا‪Ÿ‬سصتقبل جزيرة ل يصصل إاليها سصوى ا‪Ÿ‬رء الطمو 'ح ‪ .‬كيف تفهم هذه العبارة ؟‬
‫‪ ‘ -٥‬قول صصاحب ا÷‪Ó‬لة ما يدل على أان األجيال تبني ا‪Ÿ‬سصتقبل بالرتباط باألرضص والعتزاز بالقيم‬
‫اإليجابية ‘ التقاليد ‪ ،‬وحب العمل وبذل ا÷هد ‪ ،‬وضّصح هذه ا‪Ÿ‬قومات ‘ ضصوء ‪Œ‬ربة النهضصة ‘ عمان ‪.‬‬
‫نشصاط ‪:‬‬
‫قم بإا‚از ملف تعرضس فيه مسض‪Ò‬ة النهضضة ‘ عمان ‪ ،‬تتخلله أاقؤال لصضاحب ا÷‪Ó‬لة‪ ،‬وصضؤر‬
‫‪Ÿ‬نجزات النهضضة‪ ،‬وإاحصضائيات ‪Ÿ‬ؤؤشضرات التطؤر فيها‪ ،‬تدعم بها ملفك ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪131‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 132‬‬
‫الدرسس الرابع‪:‬‬
‫‪çGôJh ájqƒgo ájó«∏≤àdG ≈≤«°SƒŸG‬‬
‫)*(‬
‫من ا‪ÓŸ‬حظات التي تبدو للمرء حال تفحّصصة ‪Ÿ‬وسصيقى ا◊ضصارات القد‪Á‬ة ا‪Ÿ‬ندثرة أان تغي‪Ò‬ات جوهرية‬
‫طرأات على موسصيقى هذه الب‪Ó‬د منذ الف‪Î‬ات التي ازدهرت فيها تلك ا◊ضصارات ع‪ È‬التاريخ ومع هذا فإان من‬
‫يتفحّصص موسصيقى عمان يجد نفسصه أامام ما يشصبه اللغز إاذ يتعّين عليه التوصّصل إلجابات لعّدة تسصاؤولت كم يا ترى‬
‫عمر النمط ا‪Ÿ‬وسصيقى الذي مازال ‪Á‬ارسص حتى اليوم هل يعود إا‪ ¤‬عدة حقب أام إا‪ ¤‬مئات من السصن‪Ú‬؟ ومن ا‪Ÿ‬ؤوكد‬
‫أانه ل يُسصتبعد أان يكون عمر بعضص األ‪‰‬اط ا‪Ÿ‬وسصيقية يرجع ‪Ÿ‬ئات السصن‪ .... Ú‬إان تاريخ عمان ‪Á‬تد إا‪ ¤‬بدايات األلف‬
‫الثالثة قبل مي‪Ó‬د ا‪Ÿ‬سصيح وثمة مايشص‪ Ò‬إا‪ ¤‬أان أاراضص عمانية كانت موطنا لبني البشصر ‘ العصصر ا◊جري ‪ .‬وتشص‪Ò‬‬
‫الوثائق إا‪ ¤‬أان وجود العرب ‘ عمان يعود إا‪ ¤‬القرن الثا‪ Ê‬قبل ا‪Ÿ‬ي‪Ó‬د ‪ ،‬وتأاسصسصت بها واحدة من أاول ا‪Ÿ‬مالك‬
‫العربية بقيادة مالك بن فهم من عشص‪Ò‬ة األزد عام ‪ ١٢٠‬مي‪Ó‬دية ‪ ،‬وقد عاشصت عمان ع‪ È‬تاريخها ف‪Î‬ات ازدهار‬
‫وف‪Î‬ات انحسصار وامتّد نفوذها حتى شصرق أافريقيا ‪.‬‬
‫(*) هذإ إلنصس هو مقتطفات من برنامج إإذإعي بثته ( إإذإعة جنوب غرب أإ‪Ÿ‬انيا) يوم ‪ ١١‬أإغسصطسس ‪ ١٩٩٣‬من إلسصاعة ‪ -٢٢،٠٥‬إإ‪٢٣،٣٠ ¤‬‬
‫‘ إل‪È‬نامج إلثقا‘ سس‪ ٢‬وهو من إإعدإد وتقد‪ Ë‬عصصام إ‪ÓŸ‬ح باللغة إأل‪Ÿ‬انية ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪132‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 133‬‬
‫لكن ما هو وضصعها ا◊ا‹ ؟ وكيف تتعامل مع تراثها ا◊ضصاري‬
‫القد‪ Ë‬الذي يشصمل أايضصا ا‪Ÿ‬وسصيقى ؟ ‪...‬‬
‫تشص ˘ك ˘لّ ا‪Ÿ‬وسص ˘ي ˘ق˘ى ج˘ان˘ب˘ا م˘ت˘غ˘ل˘غ˘‪ ‘ Ó‬ك˘اف˘ة دروب ا◊ي˘اة‬
‫العمانية إاذ ‪Á‬كن أان ‚دها مصصاحبة للعمل ‪ ،‬و‘ مناسصبات‬
‫األعياد وأاثناء لهو األطفال و‘ الحتفالت الدينية ‪ ،‬وهكذا ‪Á‬كن‬
‫القول أان ا‪Ÿ‬وسصيقى تصصاحب العما‪ ‘ Ê‬مختلف ›الت حياته ‪:‬‬
‫لقد ارتبط تاريخ عمان دائما بالبحر ‪ ،‬وتصصاحب ا‪Ÿ‬وسصيقى كافة األنشصطة أاّيا كان نوعها ‪ ،‬كالتجديف ورفع‬
‫الشصراع أاو إانزاله وطرح الشصباك أاو سصحبها ‪ ،‬إاضصافة إا‪ ¤‬أان اإلعداد لتلك ا‪Ÿ‬هام على الّ‪ È‬تكون مصصحوبة بالغناء‬
‫أايضصا ‪ ،‬ومن هذا الكنز ا◊ضصاري ألغنيات رجال البحر يذكر أاغنية تعرف باسصم ' ا‪Ÿ‬د‪Á‬ة ' ‪ ،‬و‡ا يشصد النتباه أان‬
‫الشصباب يشصاركون ‘ هذا العمل ا‪Ÿ‬وسصيقي على الرغم أان بعضصهم ‪ ⁄‬يعد يسصتهويه عمل البحر ‪ .‬إان ◊ن ورقصصة '‬
‫ا‪Ÿ‬د‪Á‬ة ' كان ‘ األصصل تعب‪Ò‬ا عّما يكنّه البّحارة من تقدير وإاج‪Ó‬ل للبحر ‪.‬‬
‫ولقد كانت الّرح‪Ó‬ت البحرية عادة ما تتعّرضص للمخاطر خ‪Ó‬ل أاشصهر اإلبحار ‪ ،‬و‘ اليوم الذي تعود فيه‬
‫السصفن سصا‪Ÿ‬ة كانت القرية بأاسصرها تخرج ل‪Ó‬حتفال ‪ ،‬وا‪Ÿ‬وسصيقى كانت جزءا من هذا الحتفال ‪ ،‬من خ‪Ó‬ل فن '‬
‫الشصُبانية ' وهو غناء يؤودى مع الرقصص لل‪Î‬حيب بالبحارة العائدين ‪.‬‬
‫م ˘ ˘ ˘ن ج ˘ ˘ ˘ه ˘ ˘ ˘ة أاخ˘ ˘ ˘رى م˘ ˘ ˘ا زالت‬
‫تركيبة ا‪Û‬تمع العما‪ Ê‬تتسصم بالطابع‬
‫ال˘ ˘عشص˘ ˘ائ˘ ˘ري ‪ ،‬وم˘ ˘ن م˘ ˘ف˘ ˘اخ ˘ر ال ˘ف ˘رد ‘‬
‫ال˘ ˘عشص‪Ò‬ة إات˘ ˘ق ˘ان ح ˘م ˘ل السص ˘‪Ó‬ح ‪ ،‬و‪Ÿ‬ث ˘ل‬
‫مناسصبات ا◊رب توجد فنون موسصيقية‬
‫تعرف اليوم باسصم ' فنون السصيف ' ومن‬
‫أاهم هذه الفنون ' الرزح'ة حيث يقف‬
‫ال˘ ˘رج˘ ˘ال ‘ صص˘ ˘ف‪ Ú‬وت˘ ˘ق˘ ˘رع ال˘ ˘ط˘ ˘ب˘ ˘ول ‪،‬‬
‫ويقوم اثنان من الرجال بأاداء رقصصة‬
‫السص˘ ˘ ˘ي˘ ˘ ˘ف بشص˘ ˘ ˘ك˘ ˘ ˘ل ي˘ ˘ ˘ظ˘ ˘ ˘ه˘ ˘ ˘ر ا‪Ÿ‬ه ˘ ˘ارة ‘‬
‫اسصتخدام السص‪Ó‬ح ‪ .‬و‪‰‬ط ' الرزحة ' هو‬
‫أاك‪ Ì‬األ‪‰‬اط انتشصارا ‘ الب‪Ó‬د‪.‬‬
‫كما أانه دائما ما يو‹ العما‪Ê‬‬
‫اه ˘ت ˘م˘ام˘ا ب˘ك‪È‬ي˘ائ˘ه وشص˘ج˘اع˘ت˘ه ‪ ،‬ل˘ذلك‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪133‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 134‬‬
‫كان فن ' العيّالة ' معبّرا عن هذا ا÷انب ‪ ،‬حيث نسصمع ‘ هذا الفن إا‪ ¤‬جانب الطبول والصصنوج صصيحات الرجال‬
‫التي تعت‪ È‬سصمة أاسصاسصية ‘ هذا اللون ويف‪Î‬ضص أان تث‪ Ò‬الشصجاعة وا◊ماسص ‪ .‬ومن أاقدم األ‪‰‬اط ا‪Ÿ‬وسصيقية التي ”ّ‬
‫توثيقها ‘ مركز عمان للموسصيقى التقليدية هو احتفال ' الرزفة ' البدوية حيث يف ّضصل البدو عدم اسصتخدام اآللت‬
‫ف ا‪Ÿ‬غنون أامام خيامهم بعد غروب الشصمسص صصف‪ Ú‬ويؤودي كل صصف دوره ‘ الغناء بالتناوب ‪.‬‬
‫ا‪Ÿ‬وسصيقية بل يصصط ّ‬
‫ومن الفنون العمانية القد‪Á‬ة فن ' الباكت ' وهو على وجه التحديد عرضص عرائسص ‪ ،‬حيث يقوم الراوي‬
‫بالغناء منفردا تصصاحبه اآلت إايقاعية مختلفة وتصصفيق بينما يقوم ا‪Ÿ‬تفرجون ب‪Î‬ديد ما يغنيه وأاثناء العروضص‬
‫يسصتلقي عارضص العرائسص على األرضص ويقوم بتحريك العرائسص يدويا ‪.‬‬
‫ويكشصف فن ' الليوا ' عن جذور إافريقية نتيجة التصصالت العمانية مع شصرق إافريقيا ‪ ،‬وتكون ا÷ذور‬
‫اإلفريقية أاك‪ Ì‬وضصوحا ‘ الصصيحات ا‪Ÿ‬تقطعة التي تتم بالنفخ ‘ قرن حيوا‪ Ê‬يعرف باسصم ' ال‪È‬غام ' ويلتف‬
‫الراقصصون حول عازف ' الصصرناي ' ‪ .‬وقد انتشصر هذا الفن من عمان إا‪ ¤‬بلدان ا‪ÿ‬ليج العربي ‪.‬‬
‫ويظل هذا الكنز ا‪Ÿ‬وسصيقي بعيدا عن ا◊صصر ‪ ،‬حيث فن ' الّرواح ' من مسصندم ‪ ،‬وفن ' ا‪Ÿ‬الد ' ‘ احتفالت ا‪Ÿ‬ولد‬
‫النبوي الشصريف ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪134‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 135‬‬
‫وفنون النسصاء مثل أاغا‪ Ê‬األعراسص ‪ ،‬ورقصصة ' ا÷مبورة ' ' وصصوت سصي‪Ó‬م ' ‪ .‬وغ‪Ò‬ها من الفنون التي حرصص‬
‫مركز عمان للموسصيقى التقليدية على اسصتقصصائها وحفظها على أاشصرطة سصمعية وبصصرية لتشصكل اعتزازا بال‪Î‬اث‬
‫والهوية ‪.‬‬
‫أإ ‪.‬د عصصام إ‪ÓŸ‬ح‬
‫( موسصيقى حضصارة عريقة ‪ :‬سصلطنة عمان )‬
‫( بتصصرف )‬
‫أإسصئلة إلنقاشس ‪:‬‬
‫‪ -١‬كيف تعاملت عمان مع تراثها ا◊ضصاري القد‪ Ë‬؟‬
‫‪ -٢‬كيف “ثل ا‪Ÿ‬وسصيقى التقليدية أاحد وجوه هوّية عمان الثقافّية ؟‬
‫‪ -٣‬ما ا‪Û‬الت التي ‪Á‬ارسص فيها العما‪ Ê‬ا‪Ÿ‬وسصيقى التقليدية ؟‬
‫‪ -٤‬اذكر بعضص الدللت الرمزية لأ‪‰Ó‬اط ا‪Ÿ‬وسصيقّية التالية ‪ :‬ا‪Ÿ‬د‪Á‬ة ‪ ،‬الشصّبانّية ‪ ،‬الرزحة ‪ ،‬العيّالة ‪.‬‬
‫‪ -٥‬يكشصف فّن ' الليوا ' عن جذور إافريقية نتيجة التصصالت العمانية بشصرق إافريقيا ‪ ،‬وضصح ذلك ‪ ،‬وهل تعرف‬
‫عادات أاو مظهرا اجتماعيا يكشصف عن نفسص ا÷ذور ؟‬
‫نشصاط ‪:‬‬
‫التقط بعضس الصضؤر لرقصضات تشضتهر بها منطقتك مع نبذة قصض‪Ò‬ة عن كل رقصضة تسضتقيها‬
‫من مصضادرك ا‪ÿ‬اصضة ‪ ،‬ثم تعاون مع زم‪Ó‬ئك ‘ إاقامة معرضس ت‪Ì‬ي به نشضاط مدرسضتك ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪135‬‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 137
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 138‬‬
‫التعبير‬
‫الدرسس األول‬
‫‪ô«Ñ©àdG á«é¡æe‬‬
‫تعريف إ‪Ÿ‬نهجية‬
‫أإ) لغًة‪:‬‬
‫كلمة (إ‪Ÿ‬نهجية) ُمشصتقة من الفعل َنَهَج‪ .‬ونهجَ الّرُجل الطريق‪،‬‬
‫سَصلكُه‪ .‬ونهَج األمَر َأاْوضَصحُه‪ .‬أاما النهُج فهو الطريق الواضصح‪.‬‬
‫حا‪:‬‬
‫ب) إصصط‪ً Ó‬‬
‫هي طريقة تفك‪ Ò‬منطقّي تقوم على ُخطوات ُمتتابعة ومتدّرجة‬
‫من أاجل بلوِغ نهاية محّددة‪.‬‬
‫وتعني (ا‪Ÿ‬نهجية)‘ التعب‪ Ò‬طريقة التعامل ا‪Ÿ‬نظّم وا‪Ÿ‬نطقّي مع‬
‫نصص ا‪Ÿ‬وضصوع‪ ،‬منذ القراءة األو‪ ¤‬حتى الفراغ من التحرير‪.‬‬
‫تعريف إلتعب‪Ò‬‬
‫أإ) لُغة‪:‬‬
‫(التعب‪ )Ò‬مصصدر الفعل َعّبَر‪ .‬وعّبر الّرجل عما ‘ نفسصه‪ :‬ب‪s‬يَن وأاعرَب‪ ،‬وع‪s‬بَر الّرؤويا أاْي َف ّسصَرها‪.‬‬
‫ب) إصصط‪Ó‬حًا‪:‬‬
‫يعني التعب‪ Ò‬إانشصاء خطاب شصفويّ أاو مكتوب حول موضصوع ما‪.‬‬
‫يدور إلتعب‪ Ò‬عامّة حول‪:‬‬
‫ فكرٍة‪ ،‬يحّللها أاو يناقشصها‪ ،‬أاو يُعّللها‪.‬‬‫‪ -‬أاحداٍث‪ ،‬يسصُردُها‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪138‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 139‬‬
‫ مشصهدٍ‪ ،‬يصصُفُه‪.‬‬‫عاطفةٍ‪ ،‬يفصِصُح عنها ويُب‪u‬يُنها‪.‬‬‫وسصواء تعلّق األمر بتحليل ِفكرة‪ ،‬أاو سصرد أاحداث‪ ،‬أاو وصصف مشصهد‪ ،‬أاو اإلفصصاِح عن عاطفة؛ فإاّنه يشص‪Î‬ط ‘‬
‫ب بأاسصلوب يسصتميل القارىء ويُقنُِعُه عن طريق أافكار واضصحة ومنّظمة‪ ،‬ولغة سصليمة ومعّبرة‪.‬‬
‫التعب‪ ،Ò‬أان يكت َ‬
‫أإقسصام إلتعب‪Ò‬‬
‫يتكّون التعب‪ Ò‬من ث‪Ó‬ثة أاقسصام متتابعة وم‪Î‬ابطة فيما بينها ترابطًا منِطقي‪v‬ا ومنهج‪v‬يا محكًما‪ .‬وهذه‬
‫األقسصام هي‪ :‬ا‪Ÿ‬قدمة وا÷وهر وا‪ÿ‬ا“ة‪.‬‬
‫‪ )١‬إ‪Ÿ‬قدمة‪:‬‬
‫ا‪Ÿ‬قدمة “هيد للموضصوع ومدخلٌ إاليه‪ ،‬وهي قسصم أاسصاسصيّ من أاقسصام التعب‪Ò‬؛ ألّنها تضصطِلُع بدور ‘ غاية‬
‫األهمية يتمثّل ‘ تهيئة القارىء نفسص‪v‬يا وفكر‪v‬يا ولفت انتباهه إا‪ ¤‬أاهمية موضصوع التعب‪.Ò‬‬
‫ب أان تشصتمَل على العناصصر اآلتية‪:‬‬
‫وحتى تؤودي ا‪Ÿ‬قدمة هذه الوظيفة ا‪Ÿ‬همة‪ ،‬وج َ‬
‫أا‪“ .‬هيد موجز يُسصاعد على النتقال من العاّم إا‪ ¤‬ا‪ÿ‬اصّص‪.‬‬
‫ب‪ .‬صصياغة القضصية أاو اإلشصكاليّة (ا‪Ÿ‬وضصوع)‪ ،‬التي يتمحوُر حولها التعب‪ ،Ò‬صصياغة موجزًة ودقيقًة‪.‬‬
‫ج‪ .‬تقد‪ Ë‬عناصصر ا‪Ÿ‬وضصوع وفق ترتيب منطقّي يُلتَزُم به أاثناء التحرير‪.‬‬
‫طرح)‪:‬‬
‫‪ )٢‬إ÷وهر (أإو إل ّ‬
‫وهو ‪ -‬كما يدّل السصم ‪ -‬أا ُس‪t‬ص التعب‪ Ò‬ول‪t‬بُه‪ ،‬وأاطوُل أاقسصامه‪ .‬يتكّون ا÷وهر من عّدة فقرات –توي على‬
‫–ليٍل مف ّصصل وُمقنع للعناصصر التي سصبق –ديدها ‘ ا‪Ÿ‬قدمة‪.‬‬
‫ويُراعى ‘ –ليل هذه العناصصر أان يتمّ النتقال من ُعنصصر إا‪ ¤‬آاخر بطريقة سصِلسصة وُمقنعة ل تُشصِعر‬
‫القارىء بالقطيعة والتفّكك‪ .‬ويتحّقق ذلك من خ‪Ó‬ل ''حسصن التخّلصص''‪ ،‬وهو أامر سصيأاتي بيانُُه لحًقا‪.‬‬
‫إاّن من خصصائصص التعب‪ Ò‬الناجح أان يكون كّل عنصصر من عناصصر ا÷وهر فيه ناشصًئا عّما قبله‪ُ ،‬منشصئًا ‪Ÿ‬ا‬
‫بعده ‪ .‬وتختلف بنية ا÷وهر بحسصب اخت‪Ó‬ف طبيعة ا‪Ÿ‬وضصوع‪ ،‬كما سصنُبيّن ‘ الدروسص ال ّ‬
‫‪Ó‬حقة‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪139‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 140‬‬
‫‪ )٣‬إ‪ÿ‬ا“ة‪:‬‬
‫لئن كانت ا‪ÿ‬ا“ة آاخر أاقسصام ا‪Ÿ‬وضصوع‪ ،‬فإانها ل تقلّ أاهمية عن أاّي من القسصم‪ Ú‬السصابق‪Ú‬؛ ألّنها تَلْمِلُم‬
‫” التوسّصع ‘ –ليلها‪ ،‬وترسّصُخ ‘ ذهن القارءى النطباع األخ‪ ،Ò‬الذي سصيحتف ُ‬
‫ظ به‪.‬‬
‫مختلف األفكار‪ ،‬التي ّ‬
‫وتتكّون ا‪ÿ‬ا“ة من قسصم‪:Ú‬‬
‫أا) إاعادة صضياغة أاهمّ األفكار التي ” –ليلها صضياغًة دقيقًة ومؤجزًة‪.‬‬
‫ب) فتح آافاق للقضضية (أاو اإلشضكالية) مؤضضؤع التعب‪.Ò‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪140‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 141‬‬
‫‪ÿ‬طوإت إلضصرورية إل‚از إلتعب‪Ò‬‬
‫إ ُ‬
‫‪ )١‬مرحلة إإلعدإد‪:‬‬
‫ قراءة نصص ا‪Ÿ‬وضصوع قراءات عديدة‪ ،‬ومتمّعنة‪.‬‬‫ –ديد ا‪Ÿ‬عطَى وا‪Ÿ‬طلوب‪.‬‬‫ اسصتخراج الكلمات ا‪Ÿ‬فاتيح‪.‬‬‫ –ديد عناصصر ا‪Ÿ‬وضصوع‪.‬‬‫ التخطيط للموضصوع‪.‬‬‫‪ )٢‬إلتحرير‪:‬‬
‫كتابة ا‪Ÿ‬قدمة‪.‬‬‫ كتابة ا÷وهر بالتدّرج من عنصصر إا‪ ¤‬الُعنصصر‬‫الذي يليه‪.‬‬
‫ كتابة ا‪ÿ‬ا“ة‪.‬‬‫‪ )٣‬إ‪Ÿ‬رإجعة‪:‬‬
‫التأاّكد من سص‪Ó‬مة اللغة وال‪Î‬اكيب‪.‬‬‫ التأاّكد من تسصلسصل األفكار ووضصوحها‪.‬‬‫‪ -‬مراجعة ع‪Ó‬مات الّترقيم‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪141‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 142‬‬
‫لكي تنشضئ مؤضضؤعا جيًدا ‪:‬‬
‫‪ )١‬اقرأا ا‪Ÿ‬وضصوع بانتباه جيّد ّمرت‪ Ú‬أاو ث‪Ó‬ثا ‪ ،‬وضصع خّطا –ت الكلمات ا‪Ÿ‬هّمة‪.‬‬
‫‪ )٢‬حدد ا‪Ÿ‬عطى وا‪Ÿ‬طلوب ‘ ا‪Ÿ‬وضصوع‪.‬‬
‫‪ )٣‬أاحط با‪Ÿ‬وضصوع‪ ،‬وبأافكاره الرئيسصة‪.‬‬
‫‪ )٤‬اسصتخدم مخّططا ‪Ÿ‬وضصوعك‪.‬‬
‫‪ )٥‬ابدأا ‪Ã‬قدمة موجزة ومرّكزة “ّهد ‪Ÿ‬وضصوعك‪.‬‬
‫‪ )٦‬اكتب ا‪Ÿ‬وضصوع مقطعا بعد مقطع‪ ،‬متّبعا ا‪ّı‬طط الذي وضصعته‪.‬‬
‫‪ )٧‬أاْنهِ موضصوعك بخا“ة موجزة تلّخصص أاهمّ النتائج وتفتحه على إاطاره العام‪.‬‬
‫‪ )٨‬أاعد قراءة ما كتبته‪ ،‬واسصأال نفسصك‪ :‬هل أاحطت ‪Ã‬ا طلب مني؟‬
‫‪ )٩‬احذف من عملك ما ل صصلة له با‪Ÿ‬وضصوع‪ ،‬ب‪ Ó‬ترّدد‪.‬‬
‫‪ )١٥‬صصّحح إام‪Ó‬ء الكلمات‪ ،‬ووضّصح الضصمائر‪ ،‬واحذف ا‪Ο‬ادفات والصصفات التي ل تفيد شصيئا ول تخدم الفكرة‬
‫الرئيسصة ‘ ا‪Ÿ‬وضصوع‪.‬‬
‫‪ )١١‬بعد هذا كله انقل ا‪Ÿ‬وضصوع من ا‪Ÿ‬سصّودة ‘ صصورته الصصحيحة‪.‬‬
‫عن د‪ .‬حسص‪ Ú‬على محمد‬
‫( التحرير األدبي) الرياضص ‪ ١٩٩٦‬صص ‪( ٨٣‬بتصصرف)‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪142‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 143‬‬
‫الدرسس الثا‪Ê‬‬
‫‪(1) ¢ü«î∏```````````àdG‬‬
‫إلتعريف ‪:‬‬
‫أا‪ ‘ -‬ا‪Ÿ‬عجم ‪:‬‬
‫‪ّ ÿ‬صص الشصيء ‪ :‬أاخذ ُخ‪Ó‬صصته (وا‪Óُÿ‬صصة ‪ :‬زبدة الشصيء ‪ .‬وخ‪Ó‬صصة الك‪Ó‬م ‪ :‬ما اسصُتخِلصص فيه معنى العبارة‬
‫‪َ ÿ‬صص القوَل ‪ :‬قّرَبه‬
‫›ردا عن الزوائد والفضصول ‪ .‬وا‪Óÿ‬صصة ما يُسصتخرج من ا‪Ÿ‬ادة حاوًيا ِلَخصصائِصِصها ) و ّ‬
‫‪ْ ÿ‬صص ‹ خ‪È‬ك أاي بيّْنه شصيئا بعد شصيء ‪.‬‬
‫‪َ ÿ‬صص الشصيَء ‪ :‬بّيَنُه وشصَرَحُه ‪ .‬ويقال ‪ّ :‬‬
‫واخت َصصَره ‪ .‬و ّ‬
‫ب‪ ‘ -‬الصضط‪Ó‬ح ‪:‬‬
‫تلخيصص نصص يعني أاسصاسصا تقليصص فقراته وتكثيف معانيه ‪ ،‬دون ا‪Ÿ‬سصاسص بجوهره ‪.‬‬
‫فليسص التلخيصص عملية عشصوائية يقوم ‪Ã‬قتضصاها اُ‪Ÿ‬ل‪u‬خصص ببتْر فقرات أاو جمل من النصص دون منهج ‪ ،‬بل إانها عملية‬
‫‘ غاية الدقة وتقوم على خطوات مدروسصة باتباعها نصصل إا‪ ¤‬تلخيصص دقيق وأام‪ Ú‬للنصص ‪.‬‬
‫مرإحل تلخيصس نصس ‪:‬‬
‫لكي تتمكن من تلخيصص نصص وتقليصص حجمه دون ا‪Ÿ‬سصاسص ‪Ã‬عانيه ا÷وهرية ‪ ،‬يجب اتباع خطوات أاو‬
‫مراحل ‪Á‬كن إاجمالها ‘ اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -١‬قرإءة إلنصس وفهم معانيه إلعامة ‪:‬‬
‫وإل‚از هذه ا‪Ÿ‬رحلة يجب اتباع ا‪ÿ‬طوات التالية ‪:‬‬
‫أا‪ -‬قراءة أاو‪ ¤‬جهرية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قراءة ثانية صصامته ‪.‬‬
‫ج‪– -‬ديد نوع النصص ا‪Ÿ‬قروء ‪.‬‬
‫د‪– -‬ديد الفكرة العامة للنصص ‘ جمل قليلة تقف على الفكرة األسصاسصية التي أاراد الكاتب معا÷تها ‪.‬‬
‫هـ‪– -‬ديد دقيق ◊جم النصص بإاحصصاء عدد أاسصطره وكلماته ‪ ،‬وهذا التحديد مهم لتقليصص العدد‬
‫ا◊اصصل وبلوغ ا◊جم ا‪Ÿ‬راد –قيقه بعد التلخيصص ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪143‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 144‬‬
‫‪ -٢‬فهم إ‪Ÿ‬عا‪ Ê‬إلتفصصيلية للنصس ‪:‬‬
‫قراءة النصص ›ددا قراءة فاحصصة من أاجل –ديد اآلتي ‪:‬‬
‫ شصرح الكلمات الصصعبة ‘ النصص ‪.‬‬‫ –ديد الكلمات ا‪Ÿ‬فاتيح ذات الصصلة ا‪Ÿ‬باشصرة بالفكرة العامة للنصص ‪.‬‬‫ –ديد ا÷مل ذات الصصلة ا÷وهرية بفكرةالّنصص العامة ‪.‬‬‫‪ -٣‬تفكيك إلنصس و–ليل فقرإته ‪:‬‬
‫تسص ˘ت ˘وجب ه ˘ذه ا‪Ÿ‬رح ˘ل ˘ة م ˘ن م ˘راح ˘ل ال ˘ت ˘ل ˘خ ˘يصص‬
‫القيام باآلتي ‪:‬‬
‫ تقسصيم النصص إا‪ ¤‬فقرات واق‪Î‬اح عنوان لكل‬‫فقرة‪.‬‬
‫ تفكيك كل فقرة إا‪ ¤‬جمل تعّبر عن األفكار‬‫الرئيسصية والثانوية ‪.‬‬
‫ –ويل األفكار من أاسصلوب الكاتب إا‪ ¤‬أاسصلوبك‬‫الشصخصصي ‪.‬‬
‫ اسصتخراج الروابط ب‪ Ú‬ا÷مل إلدراك الع‪Ó‬قة‬‫ب‪ Ú‬األفكار داخل الفقرة الواحدة ‪.‬‬
‫‪ -٤‬إختزإل إلنصس وتلخيصصه ‪:‬‬
‫ولتحقيق ذلك يجب اتباع ا‪ÿ‬طوات اآلتية ‪:‬‬
‫ حذف ا÷مل والعبارات التي ليسص لها صصلة‬‫جوهرية بالفكرة العامة للنصص ‪.‬‬
‫ ت˘ ˘رت˘ ˘يب م˘ ˘ا ت˘ ˘ب˘ ˘ق˘ ˘ى م˘ ˘ن ج˘ ˘م˘ ˘ل ال˘ ˘نصص وأاف˘ ˘ك ˘اره‬‫باسصتخدام الروابط ا‪Ÿ‬ناسصبة ‪.‬‬
‫ ال ˘ ˘ت ˘ ˘ع ˘ ˘ب‪ Ò‬ع ˘ ˘ن ا‪Ÿ‬ع ˘ ˘ا‪ Ê‬واألف ˘ ˘ك ˘ ˘ار ب ˘ ˘أاسص ˘ ˘ل ˘ ˘وبك‬‫الشصخصصي ‪.‬‬
‫‪ -‬الوصصول بالنصص األصصلي إا‪ ¤‬ربع حجمه ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪144‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 145‬‬
‫تطبيق ‪:‬‬
‫” ما يكون التمّثل ‪ ،‬ثم ذهب‬
‫'‬
‫إان ا‪Ÿ‬تنبي اكتَماٌل ‪ÿ‬صصائصص العروبة ‘ الشصعر مضصمونا وأاداء فنيا ‪ّ“ :‬ثلها كأا ّ‬
‫بها إا‪ ¤‬أابعد ما أامكن أان تذهب إاليه حتى عصصره ‪ :‬أاغراضصا ومعا‪ Ê‬وأاسصاليب وصصورا وأاخيلة وإايحاءات بفضصل ما كان‬
‫له من مواهب الذاكرة ا‪ّŸ‬تقدة وا‪ÿ‬يال ا‪ÿ‬صصب واللغة ا‪Ÿ‬ع‪È‬ة والطبع األصصيل والصصناعة ا‪Ÿ‬تقنة ‪ ...‬وهو كذلك دفع‬
‫لها ومّد ‪Ÿ‬سصاحة اإلبداع فيها وتوسصيع وإاغناء '‬
‫م‪È‬وك إ‪Ÿ‬ناعي ‪ :‬أإبو إلطيب إ‪Ÿ‬تنبي‬
‫دإر إليمامة ‪ ،‬تونسس ‪ ١٩٩١‬صس ‪١٨١‬‬
‫‪ -١‬اقراأ الفقرة السشابقة قراءة متمعنة ثم ضشع لها عنوانا مناسشبا ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ما ا‪Ÿ‬وضشوع الذي حاول الكاتب معا÷ته ‘ هذه الفقرة ؟ صُشْغُه باأسشلوبك الششخصشي ‘ اختصشار ششديد ‪.‬‬
‫‪ -٣‬اسشتخرج من الفقرة الكلمات وا÷مل التي لها ع‪Ó‬قة بالفكرة الأسشاسشية التالية ‪ ' :‬مكانة ا‪Ÿ‬تنبي ‘ الششعر‬
‫العربي '‪.‬‬
‫‪ -٤‬سشطر الكلمات والعبارات الزائدة التي ‪Á‬كن السشتغناء عنها دون تغي‪ Ò‬ا‪Ÿ‬عنى اأو ب‪Î‬ه ‪.‬‬
‫‪ÿ -٥‬صض الفقرة السشابقة باأسشلوبك الششخصشي متبعا ا‪ÿ‬طوات السشابقة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪145‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 146‬‬
‫الدرسس الثالث‬
‫‪(2) ¢ü«î∏```````````àdG‬‬
‫تذّكر ‪:‬‬
‫أان تلخيصس الن ّصس يقتضضي إا‚از ا‪Ÿ‬هّمات التالية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قراءة الن ّصس وفهم معانيه العاّمة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬فهم ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬التفصضيلية ‪.‬‬
‫‪ -٣‬تفكيك الن ّصس و–ليل فقراته ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اختزال الن ّصس وتلخيصضه ‪.‬‬
‫‪™ªàÛGh IGCôŸG‬‬
‫ا‪Ÿ‬رأاة عماد األسصرة ‪ ،‬وكل بناٍء ل يسصتقيم عماده فهو إا‪ ¤‬النهيار ‪ ،‬وإان –سص‪ Ú‬حالة ا‪Ÿ‬رأاة وإاسصعادها يجب‬
‫أان ينال حظا من تفك‪Ò‬نا الجتماعي؛ ألنه شصرط أاسصاسصي إلصص‪Ó‬ح ا‪Û‬تمع ‪.‬‬
‫ت أان تع‪Î‬ف للمرأاة‬
‫وقد مرت عصصور‪ ،‬وأازمان دون أان تصصل اإلنسصانية إا‪ ¤‬حل مشصكلة األسصرة ؛ ألنها أاب ْ‬
‫بحقها‪ ،‬الذي تهبه لها الفطرة ويقّره العقل السصليم ‪ ،‬وإا‪ ¤‬اآلن ‪ -‬وعلى الرغم من كل التقدم اإلنسصا‪ - Ê‬فإان‬
‫الشصعوب ‪ ⁄‬تنضصج بعد إا‪ ¤‬وضصع ا‪Ÿ‬رأاة ‘ موضصعها الطبيعي ‪ ،‬وإا‪‰‬ا هي ب‪ Ú‬ظا‪ ⁄‬لها معتد على حقوقها وب‪ Ú‬متملق‬
‫لها ›لوب بعاطفة إاغرائها ‪ .‬وا◊ق أان ا‪Ÿ‬رأاة وحدها هي التي تسصتطيع أان –رر نفسصها ‡ا كبلتها به األجيال وما‬
‫صصنعته بها التقاليد ‪ ،‬ومع أان نسصاء هذا العصصر أاظهرن اسصتعدادا فائقا للتطور وجهادا قويا من أاجل ا◊قوق فإانهن‬
‫◊د اآلن ‪ ⁄‬يدافعن إال عن الشصكل و‪ ⁄‬يظفرن بغ‪ Ò‬اإلطار ‪ ،‬ألن وضصع ا‪Ÿ‬رأاة حيث كانت أاورثها نوعا من الضصعف ‘‬
‫ا÷سصم ‪ ،‬ونوعا من ال‪Î‬كيب ‘ الذهنية ‪ ،‬وأاصصبح ذلك يخيل إاليها وإا‪ ¤‬الرجل أانه فارق فسصيولوجي (*)‪ ،‬مع أانه‬
‫ليسص غ‪ Ò‬أاثر للوضصع الجتماعي ‪.‬‬
‫(*) فيسصيولوجي ‪ :‬إلفيسصيولوجيا هي علم وظائف إألعضصاء ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪146‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 147‬‬
‫ولكي تتحرر ا‪Ÿ‬رأاة من هذه الذهنية‬
‫ا‪Ÿ‬وروثة يلزمها ›هود مسصتمر متوال ‪،‬‬
‫ألن م˘ ˘ ˘ا أافسص˘ ˘ ˘دت˘ ˘ ˘ه ال˘ ˘ ˘ده˘ ˘ ˘ور واألع˘ ˘ ˘وام ل‬
‫تصصلحه الشصهور واأليام ‪.‬‬
‫وإاذا نحن نظرنا للمرأاة العربية ‘‬
‫العصصور ا÷اهلية وجدنا أانها كانت ‘‬
‫أاحط الدرجات وأاحقرها ‪ ،‬ألنها كانت‬
‫تعت‪ È‬متاعا يباع ويشص‪Î‬ى ويورث ول يرث‬
‫‪...‬‬
‫والواقع أان حقوق ا‪Ÿ‬رأاة ا‪Ÿ‬سصلمة ا‪Ÿ‬دنية‬
‫تفوق حقوق كل امرأاة ‘ مختلف القوان‪ Ú‬وا◊ضصارت القد‪Á‬ة وا‪Ù‬دثة لهذا يجب أان تتمتع ‪Ã‬ا يتمتع به الرجل من‬
‫حقوق ‪ ،‬وأان تقوم ‪Ã‬ا يقوم به الرجل من واجبات ولكي تسصتطيع ذلك يجب أان نفسصح لها ا‪Û‬ال ‪ ،‬وتَُع‪s‬د للقدرة على‬
‫أاداء ما يطلب منها ‪ ،‬ولكن قبل ذلك يجب أان يتحرر الرجال أانفسصهم من روح ا÷مود العتيق الذي جعلهم يفضصلون‬
‫التقاليد على الدين نفسصه‪ .‬إان من حق ا‪Ÿ‬رأاة أان تتسصاوى مع الرجل ا‪Ÿ‬سصاواة التي ل تتنافى مع طبائع األشصياء ولذلك‬
‫‪Á‬كنها أان تشصغل مركز العمل الجتماعي والقتصصادي والسصياسصي ‘ ا÷ماعة والدولة ‪.‬‬
‫وإان ا‪Ÿ‬رأاة لقادرة إاذا تركت وشصأانها أان تصصل للقيام بج‪Ó‬ئل األعمال ‪ ،‬ومتى ا ُع‪Î‬ف للنسصاء بحقوقهن‬
‫فليسص من مانع ‘ اتباع التوجيهات ال‪Ó‬ئقة بحسصب ما تقتضصيه درجة التطور عندهن ومقاييسص النظرة الجتماعية‬
‫‘ الوسصط اإلنسصا‪.Ê‬‬
‫ع‪Ó‬ل إلفاسصي‬
‫إلنقد إلذإتي (÷نة نشصر ترإث ع‪Ó‬ل إلفاسصي )‬
‫ط ‪١٩٧٥ ، ٢‬صس‪٢٧٦‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪14٧‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 148‬‬
‫‪ÿ‬صص النصص السصابق ‘ ضصوء األسصئلة وا‪ÿ‬طوات اآلتية ‪:‬‬
‫أإّول ‪ :‬قرإءة إلن ّصس وفهم معانيه إلعامة ‪:‬‬
‫‪ -١‬اقرأا النصص قراءة متمعنة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ما نوع الن ّصص السصابق ‪:‬‬
‫أا‪ -‬رسصالة‬
‫ب‪ -‬مقالة‬
‫ج‪ -‬قصصة‬
‫د‪ -‬قصصيدة‬
‫(تخ‪ Ò‬الصضؤاب)‬
‫‪ -٣‬حّدد ‪ ‘ ،‬جملة واحدة ‪ ،‬الفكرة األسصاسصية التي أاراد الكاتب معا÷تها ‘ النصص السصابق ‪.‬‬
‫‪ -٤‬حّدد ‪ ،‬بدقة ‪ ،‬حجم النصص بإاحصصاء عدد أاسصطره وكلماته ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬فهم إ‪Ÿ‬عا‪ Ê‬إلتفصصيلية للنصس ‪:‬‬
‫‪ -١‬عد إا‪ ¤‬النصص واشصرح الكلمات اآلتية ‪( :‬عماد ‪ -‬الفطرة ‪ -‬متمّلق ‪ -‬العتيق ‪ -‬ج‪Ó‬ئل)‬
‫‪ -٢‬حّدد الكلمات ا‪Ÿ‬فاتيح ‘ النصص ‪ ،‬التي ل ‪Á‬كن السصتغناء عنها ‪ .‬مثال ‪( :‬ا‪Ÿ‬رأاة ‪ ،‬األسصرة ‪ ،‬ا‪Û‬تمع ‪)... ،‬‬
‫‪ -٣‬اسصتخرج من النصص السصابق ا÷مل التي لها صصلة بالفكرة األسصاسصية ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬ا‪Ÿ‬رأاة عماد األسصرة ‪.‬‬
‫ –سص‪ Ú‬حالة ا‪Ÿ‬رأاة وإاسصعادها شصرط أاسصاسصي إلصص‪Ó‬ح ا‪Û‬تمع ‪).......( .‬‬‫ثالثا ‪ :‬تفكيك إلنصس و–ليل فقرإته ‪:‬‬
‫‪ -١‬ق ّسصم النصص إا‪ ¤‬فقرات واق‪Î‬ح عنوانا لكل فقرة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اسصتخرج من كل فقرة ا÷مل التي تع‪ È‬عن األفكار الرئيسصة والثانوية ‪.‬‬
‫‪ -٣‬حّول ا÷مل السصابقة من أاسصلوب الكاتب إا‪ ¤‬أاسصلوبك الشصخصصي ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اسصتخرج الروابط ب‪ Ú‬ا÷مل داخل كل فقرة لتدرك الع‪Ó‬قة ب‪ Ú‬األفكار ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬الفقرة (‪ : )١‬من ' ا‪Ÿ‬رأا'ة إا‪ ' ¤‬ا‪Û‬تم'ع ‪:‬‬
‫ألجمل‬
‫ألعنوأن‬
‫ا‪Ÿ‬رأاة أاسضاسس‬
‫‪ -‬ا‪Ÿ‬رأاة عماد األسضرة‬
‫األسضرة وا‪Û‬تمع‬
‫‪ -‬وإان ‪ ...‬ا‪Û‬تمع‬
‫ألروأبط‬
‫‪-‬‬‫وإان‬
‫تحويل أألسسلوب‬
‫األسضرة أاسضاسضها ا‪Ÿ‬رأاة لذلك يجب أان‬
‫نفكر ‘ –سض‪ Ú‬حالة ا‪Ÿ‬رأاة إلصض‪Ó‬ح‬
‫ا‪Û‬تمع ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪148‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 149‬‬
‫رإبعا ‪ :‬إختزإل إلنصس وتلخيصصه ‪:‬‬
‫‪ -١‬احذف من النصص ا÷مل والعبارات التي ليسص لها صصلة جوهرية‬
‫بالفكرة العامة ‪:‬‬
‫مثال ‪:‬‬
‫ كل بناء ل يسصتقيم عماده فهو إا‪ ¤‬النهيار‬‫ و‪ ⁄‬يظفرن بغ‪ Ò‬اإلطار‬‫‪ -٢‬رتب ما تبقى من جمل النصص وأافكاره مسصتخدما الروابط ا‪Ÿ‬ناسصبة‪.‬‬
‫‪ -٣‬عّبر بأاسصلوبك الشصخصصي عن ا‪Ÿ‬عا‪ Ê‬واألفكار التي وردت ‘ النصص‬
‫اسصتنادا إا‪ ¤‬ا‪ÿ‬طوات السصابقة ‪.‬‬
‫‪ -٤‬عد إا‪ ¤‬التلخيصص الذي أا‚زته وابحث عن العبارات وا÷مل التي‬
‫‪Á‬كن السصتغناء عنها دون ا‪Ÿ‬سصاسص باألفكار األسصاسصية الواردة ‘ النصص‬
‫األصصلي ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬‬
‫إان ا‪Ÿ‬رأاة أاسصاسص األسصرة ‪ ،‬لذلك وجب‬
‫–سص‪ Ú‬حالتها إلصص‪Ó‬ح ا‪Û‬تمع ‪ .‬ورغم التطور‬
‫اإلنسصا‪ Ê‬فإان الشصعوب ‪ ⁄‬تع‪Î‬ف بحق ا‪Ÿ‬رأاة‬
‫الطبيعي بل أامعنت ‘ ظلمها وحرمانها من‬
‫حقوقها ‪ .‬والواقع أان ا‪Ÿ‬رأاة ‪....‬‬
‫( أاك ˘ ˘م ˘ ˘ل ت˘ ˘ل˘ ˘خ˘ ˘يصس ال˘ ˘نصس وف˘ ˘ق ا‪ÿ‬ط˘ ˘ؤات‬
‫ا‪Ÿ‬ق‪Î‬حة سضابقا)‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪149‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 150‬‬
‫الدرسس الرابع‬
‫إلتحقيق إلصصحفي‬
‫(*)‬
‫‪ÆGôØdG äÉbhGCh ÜÉÑ°ûdG‬‬
‫أإول ‪ :‬إلقسصم إلنظري ‪:‬‬
‫‪ -١‬إلتعريف ‪:‬‬
‫إلتحقيق إلصصحفي ‪ :‬يبحث ويكشصف إاشصكال ما سصياسصيا أاو اجتماعيا ‪ ،‬وهو يشصبه البحث العلمي لكنه‬
‫يختلف ‘ األسصلوب ' ‪ (.‬قاموسص الصصحافة)‬
‫فالتحقيق الصصحفي يتخذ من البحث منهاجا ‘ التفك‪ ، Ò‬ويسصلك لنفسصه طرقا صصحفية ‘ التعب‪ . Ò‬والطابع‬
‫البحثي للتحقيق الصصحفي يعني عمليات مسصتمرة ‘ التعرف على ا‪Ÿ‬شصك‪Ó‬ت والقضصايا ا‪Ÿ‬طروحة ‘ ا‪Û‬تمع ‪ ،‬و‘‬
‫تكوين الفروضص وا◊لول ا‪ı‬تلفة ‪ ،‬و‘ ا◊صصول على البيانات وتصصنيفها واسصتخ‪Ó‬صص النتائج ‪ ،‬و‘ النهاية –رير‬
‫هذه النتائج –ريرا صصحفيا ‪.‬‬
‫‪ -٢‬خطوإت إلتحقيق إلصصحفي ‪:‬‬
‫أا‪ -‬جمع البيانات عن ا‪Ÿ‬شصكلة أاو ‘ ›ال ميدان يختاره ا‪Ù‬قق الصصحفي عن طريق ا‪ÓŸ‬حظات ووسصائل أاخرى‬
‫دقيقة ‪ ،‬مع تسصجيل هذه البيانات والتأاكد من صصحتها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تصصنيف وترتيب البيانات على أاسصاسص التشصابه أاو الخت‪Ó‬ف أاو التباين ‪ ...‬ومحاولة التمييز ب‪ Ú‬الصصفات‬
‫األسصاسصية التي لها ع‪Ó‬قة مباشصرة وتخدم أاهداف التحقيق الصصحفي ‪ ،‬وب‪ Ú‬الصصفات السصطحية البعيدة عن التأاث‪Ò‬‬
‫على هذه األهداف ‪.‬‬
‫ج‪ -‬وضصع البيانات والنتائج ‘ صصورتها النهائية ‪ .‬وصصياغة نتائج التحقيق الصصحفي ‪.‬‬
‫* عن حنان إلسصيف ‪ :‬فنّ إلتحقيق إلصصحفي‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪150‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 151‬‬
‫‪ -٣‬بنية إلتحقيق إلصصحفي ‪:‬‬
‫يتكون التحقيق الصصحفي ا‪Ÿ‬تكامل من ث‪Ó‬ثة أاجزاء رئيسصية وهي ‪:‬‬
‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬قدمة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العرضس ((صضلب التحقيق)‬
‫ج‪ -‬ا‪ÿ‬ا“ة ‪.‬‬
‫أا‪ -‬ا‪Ÿ‬قدمة ‪ :‬تتضصمن مقدمة التحقيق الصصحفي صصياغة الفكرة من وراء التحقيق ا‪Ÿ‬طروح ‪ ،‬كما تسصاعد إا‪ ¤‬حد‬
‫كب‪– ‘ Ò‬ديد طريقة صصياغة بداية التحقيق الصصحفي ‪ .‬وهذه ا‪Ÿ‬قّدمات على أانواع كث‪Ò‬ة ‪ ،‬وفنون متعددة ‪ ،‬ومن‬
‫أاشصهرها ‪:‬‬
‫ ا‪Ÿ‬قدمة ا‪ı‬تصضرة ‪ :‬تقوم بتلخيصص التحقيق وإايجازه وتفيد القارئ ا‪Ÿ‬تعّجل‪ ،‬الذي يريد معرفة خ‪Ó‬صصة‬‫التحقيق ‪.‬‬
‫ ا‪Ÿ‬قدمة ا‪Ÿ‬ث‪Ò‬ة ‪“ :‬يل إا‪ ¤‬إاثارة انتباه القارئ بعرضص فكرة غ‪ Ò‬متوقعة (مث‪Ò‬ة) لتهّيىء ذهنه منذ‬‫البداية للولوج ‘ تفاصصيل ا‪Ÿ‬وضصوع ‪.‬‬
‫ ا‪Ÿ‬قدمة القصضصضية ‪ :‬وهي تبدأا بقصصة ÷ذب انتباه القارئ ‪ ،‬وهذه القصصة لها ع‪Ó‬قة كب‪Ò‬ة ووثيقة‬‫‪Ã‬وضصوع التحقيق ‪.‬‬
‫ ا‪Ÿ‬قدمة السضاخرة ‪ :‬ول تعني السصتهزاء بل تعني النقد ال‪Ó‬ذع البّناء ‪ ،‬ويناسصب هذا النوع من ا‪Ÿ‬قدمات‬‫بعضص الظواهر الجتماعية السصيئة ا‪Ÿ‬تفشصية ‘ ›تمع مع‪.. Ú‬‬
‫ مقدمة القتباسس ‪ :‬حيث يتّم فيها اقتباسص قول أاو رأاي أاو حكمة أاو غ‪Ò‬ها ‪ ،‬تكون ذات ع‪Ó‬قة ‪Ã‬وضصوع‬‫التحقيق ‪ ،‬ونقطة انط‪Ó‬قة جيدة للبدء فيه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العرضس ‪ :‬بعد أان يضصع الصصحفي مقدمة –قيقه يشصرع ‘ تشصكيل التحقيق وإاعداده ‪ ،‬و‪Á‬كن أان يُحّرر موضصوع‬
‫التحقيق بث‪Ó‬ثة أاسصاليب عامة وهي التالية ‪:‬‬
‫ –قيق العرضس ‪ :‬وفيه يعرضص ا‪Ù‬رر ‪Ã‬وضصوعية موضصوع التحقيق ‪Ã‬ا يتناسصب مع ا‪Ÿ‬قدمة التي اختارها ‪.‬‬‫ –قيق الؤصضف ‪ :‬حيث يقتصصر دور ا‪Ù‬رر على وصصف الظاهرة ‪ ،‬موضصوع التحقيق ‪ ،‬من جميع جوانبها ‪ .‬ويصصلح‬‫هذا النوع للتحقيقات التي تدور موضصوعاتها حول الرح‪Ó‬ت أاو الزيارات أاو ا‪Ÿ‬نافسصات أاو الندوات وا◊ف‪Ó‬ت‬
‫وا‪Ÿ‬هرجانات ‪.‬‬
‫ –قيق القصضة ‪ :‬هنا يقوم ا‪Ù‬رر بكتابة –قيقه على شصكل قصصة حقيقية ‪ ،‬وليسصت خيالية أاو أادبية ‪ ،‬ويصصلح هذا‬‫ال ˘ن ˘وع ل ˘ل ˘م ˘وضص ˘وع ˘ات اإلنسص ˘ان ˘ي ˘ة ال ˘ع ˘اط ˘ف ˘ي ˘ة ك ˘م ˘آاسص ˘ي الشص ˘ع ˘وب ‘ ا◊روب وال ˘ك ˘وارث وا‪Û‬اع ˘ات (م ˘أاسص ˘اة الشص ˘عب‬
‫الفلسصطيني ‪ ،‬كارثة تسصونامي ‪. ) ...‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪151‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 152‬‬
‫ج‪ -‬ا‪ÿ‬ا“ة ‪ :‬وتكون عادة على شصكل تلخيصص للنتائج واآلراء ‪ ،‬أاو للربط ب‪ Ú‬أاجزاء ا‪Ÿ‬وضصوع أاو لتسصجيل انطباعات‬
‫ا‪Ù‬رر ‪.‬‬
‫‪ -٤‬عنوإن إلتحقيق إلصصحفي ‪:‬‬
‫لعنوان التحقيق الصصحفي أاهمية كب‪Ò‬ة ‘ جذب انتباه القارئ ‪ ،‬ويحتاج عنوان التحقيق إا‪ ¤‬مهارة وذوق‬
‫وفن ‪ ،‬ويلعب دورا مهًما وبارًزا ‘ ‚اح التحقيق وزيادة فعاليته ‪ ،‬وله شصروط أاسصاسصية حتى يتم التمّكن من صصياغته‬
‫وحبكه ومنها ‪:‬‬
‫ وضصع العنوان ا‪Ÿ‬رتبط بالهدف من التحقيق ‪.‬‬‫ صصياغة العنوان بشصكل واضصح ومختصصر وجذاب ‪.‬‬‫ومن أإهم أإنوإع إلعناوين إ‪Ÿ‬سصتخدمة ‘ إلتحقيقات إلصصحفية نذكر ‪:‬‬
‫ العنؤان الدال ‪ :‬وهو عنوان ذو طابع إاخباري ‪ ،‬ويدل على مضصمون التحقيق ‪ ( :‬مثال ‪ :‬ا÷فاف يؤودي إا‪ ¤‬نقصص‬‫حاد ‘ ا‪Ÿ‬وارد ا‪Ÿ‬ائية) ‪.‬‬
‫ العنؤان النتقائي ‪ :‬يقوم على اختيار جانب مع‪ Ú‬يتميز با÷اذبية واألهمية ‪ ( :‬مثال ‪ :‬القرار الذي أانقذ‬‫ا‪Ÿ‬ؤوسصسصة من النهيار)‬
‫ العنؤان اإليضضاحي ‪ :‬وهو عنوان صصريح ‪ ،‬يغطي معظم جوانب التحقيق بشصكل عام ومختصصر وواضصح ‪ (:‬مثال ‪:‬‬‫الفتقار إا‪ ¤‬الرجل ا‪Ÿ‬ناسصب ‘ ا‪Ÿ‬كان ا‪Ÿ‬ناسصب) ‪.‬‬
‫ العنؤان الؤصضفي ‪ :‬صصورة لتجسصيد الفكرة أاو ا◊دث ‪ :‬مثال ( مصصنع يتخبط ‘ بحر من الفوضصى اإلدارية) ‪.‬‬‫ العنؤان القتباسضي ‪ :‬اقتباسص جملة أاو عبارة جاءت ‘ تصصريح ألحد ا‪Ÿ‬شص‪Î‬ك‪ ‘ Ú‬التحقيق ‪ ( :‬مثال ‪ :‬األزمة‬‫القتصصادية العا‪Ÿ‬ية هي السصبب الرئيسصي ‘ زيادة األسصعار )‬
‫ العنؤان السضتفهامي ‪ :‬يصصاغ على شصكل اسصتفهامي مث‪ ( : Ò‬مثال ‪Ÿ :‬اذا تسصتهلك أاك‪‡ Ì‬ا تنتج ؟)‬‫وليمارسص ا‪Ù‬قق هذه الوظائف بجدارة واقتدار عليه أان يتصصف بحب الط‪Ó‬ع والفضصول وا◊سص ا‪Ÿ‬رهف واح‪Î‬ام‬
‫العمل الذي يؤوديه ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إلقسصم إلتطبيقي ‪:‬‬
‫حول قضصية ' الشصباب وأاوقات الفرا'غ قم بتحقيق صصحفي تتبع فيه ا‪Ÿ‬هارات وا‪ÿ‬طوات التي عرفتها ‘‬
‫القسصم النظري ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪152‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 153‬‬
‫الدرسس ا‪ÿ‬امسس‬
‫‪AÉ≤d’EG øa‬‬
‫أإول ‪ :‬إلقسصم إلنظري ‪:‬‬
‫‪ -١‬التعريف ‪:‬‬
‫اإللقاء ' فن النطق بالك‪Ó‬م على صصورة توضصح أالفاظه ومعاني'ه وجاء ‘ ا‪Ÿ‬عجم‬
‫األدبي أان كلمة ' إالقا'ء هي ' فن متعلق بطرائق اإلبانة الك‪Ó‬مية ‪ ،‬ويعنى خاصصة باإلخراج‬
‫الصصوتي للنصصوص'ص (‪ )١‬و‪Á‬كن القول إان فن اإللقاء يجمع ب‪ Ú‬النطق ا‪Ÿ‬تنوع والتعب‪Ò‬‬
‫با◊ركة ‪ .‬والنطق ا‪Ÿ‬تنوع هو األداء ا‪Ÿ‬تعلق ‪Ã‬خارج ا◊روف وتكييف الصصوت حسصب‬
‫ا‪Ÿ‬قامات ‪ .‬أاما التعب‪ Ò‬با◊ركة فهو التعب‪ Ò‬بحركات أاعضصاء ا÷سصم وعلى األخصص‬
‫الرأاسص وا◊واسص واألطراف ‪.‬‬
‫أاما ›الت اإللقاء فهي ‪ :‬القصصيدة ‪ ،‬وا◊كاية ‪ ،‬وا‪ÿ‬طبة ‪ ،‬وا‪Ù‬اضصرة ‪ ،‬وا‪Ÿ‬رافعة ‪،‬‬
‫وا‪Ÿ‬سصرحية ‪ ،‬والفيلم ‪ ،‬والبث اإلذاعي ‪ ،‬والبث التلفزيو‪. Ê‬‬
‫‪ -١‬جبور عبد إلنور ‪ ،‬إ‪Ÿ‬عجم إألدبي ‪ ،‬دإر إلعلم للم‪Ó‬ي‪ ، Ú‬ب‪Ò‬وت ‪ ، ١٩٧٩ ،‬صس‪. ٣٤‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪153‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 154‬‬
‫‪ -٢‬مهيئات ‡ارسصة إإللقاء ‪:‬‬
‫من مهيئات ‡ارسصة اإللقاء ما هو نفسصي ‪ ،‬ومنها ما هو عضصوي ‪.‬‬
‫أأ‪ -‬أ‪Ÿ‬هيئات ألنفسسية ‪Ÿ‬مارسسة أإللقاء ‪:‬‬
‫ ا÷رأاة ‪ :‬ل ريب أان مواجهة ا‪Ÿ‬لقي للجمهور الشصاخصص بأابصصاره إاليه تتطلب منه رباطة ا÷أاشص سصواء أاكانت‬‫مواجهته للجمهور ›ابهة كما ‘ اإللقاء ا‪ÿ‬طابي أام مقابلة كما ‘ اإللقاء التمثيلي ‪.‬‬
‫ الطبع ‪ :‬والطبع يعني السصجّية التي ُجِبل عليها اإلنسصان ‪ ،‬وا‪Ÿ‬قصصود بالطبع هنا هو الطبع القادر بالفطرة على‬‫األداء اإللقائي نطقا وحركة ‪ .‬فالناسص يختلفون ‘ قدرتهم على اإلبداع القو‹ اإللقائي مثلما يتفاوتون ‘ القدرة‬
‫على اإلبداع التعب‪Ò‬ي الكتابي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أ‪Ÿ‬هيئات ألعضسوية ‪Ÿ‬مارسسة أإللقاء ‪:‬‬
‫‪ -١‬سض‪Ó‬مة أاعضضاء النطق ‪:‬‬
‫نبه ا÷احظ إا‪ ¤‬أاهمية اكتمال األسصنان ‘‬
‫اإلبانة عن ا◊روف وصصّحة النطق ‪ ،‬كما‬
‫لحظ أاهمية الّلسصان ‪ ،‬وب‪ Ú‬أان ا‪Ÿ‬لقي قد‬
‫تع‪Î‬يه عيوب النطق التي مصصدرها اللسصان‬
‫م˘ ˘ث˘ ˘ل ‪ :‬ا◊بسص˘ ˘ة ‪ ،‬وال˘ ˘ت˘ ˘م˘ ˘ت˘ ˘م ˘ة ‪ ،‬وال ˘ت ˘ع ˘ت ˘ع ˘ة ‪،‬‬
‫والتهتهة ‪ ،‬واللثغة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬تباعد مخارج ا◊روف ا‪Ÿ‬تآالفة ‪:‬‬
‫يرّد ابن سصنان ا‪ÿ‬فاجي اسصتحسصان‬
‫السص˘ ˘م˘ ˘ع إلي˘ ˘ق˘ ˘اع ب˘ ˘عضص األل˘ ˘ف ˘اظ إا‪ ¤‬ت ˘ب ˘اع ˘د‬
‫مخارج ا◊روف ا‪Ÿ‬تآالفة ‘ الكلمة ‪ .‬أاما إاذا‬
‫كانت متقاربة ا‪ı‬ارج فالقبح فيها واضصح ؛‬
‫م ˘ث ˘ال (ال ˘ه ˘ع ˘خ ˘ع) (*) وه ˘ ˘ي ت˘ ˘ت˘ ˘أال˘ ˘ف م˘ ˘ن‬
‫حروف ا◊لق ‪.‬‬
‫* ‪ -‬نوع من نبات إلصصحرإء ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪154‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 155‬‬
‫ج‪ -‬أ‪Ÿ‬هيئات ألثقافية لإ‪Ó‬لقاء ‪:‬‬
‫إان الثقافة أامر ضصروري لكل من يمارسص اإللقاء ‪ ،‬خطيبا كان أام محاضصرا أام مذيعا أام محاميا أام ممث‪. Ó‬‬
‫والثقافة ل تغني عن الموهبة ‪ ،‬كما أان الموهبة ل تجدي دون ثقافة ‪.‬‬
‫وتختلف الثقافة من مجال إالى آاخر ؛ فثقافة الحكواتي مث‪ Ó‬قوامها ما اختزنته الذاكرة من حكايات وقصصصص وسصير‬
‫‪ .‬وثقافة الخطيب الديني تقوم على الط‪Ó‬ع الواسصع على جميع جوانب الدين ‪ ...‬وهكذا في مختلف المجالت‬
‫‪ -٣‬إإلعدإد ألدإء إإللقاء ‪:‬‬
‫إان ا‪Ÿ‬هيئات النفسصية والثقافية التي تتوفر ‘ ا‪Ÿ‬رء ليسصت كافية ألداء اإللقاء ‪ ،‬ف‪ Ó‬بّد للملقي من الدربة أاي‬
‫تدريب أاعضصاء ا÷هاز الصصوتي للتمكن من جذب انتباه ا÷مهور ‪ ،‬ولنقل األفكار والصصور واألحاسصيسص الداخلية‬
‫التي تتطلب التعب‪ ‘ Ò‬سصهولة ويسصر ‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق ما يأاتي ‪:‬‬
‫أأ‪ -‬تنظيم ألتنّفسس وضسبطه ‪:‬‬
‫ترجع معظم عيوب النطق والصصوت إا‪ ¤‬سصوء التنفسص ' فالذين يتنّفسصون بطريقةخاطئة ل يتمكنون من‬
‫اسصتنشصاق كمية كافية من الهواء ‘ الرئت‪ ، Ú‬وليسصت لديهم سصيطرة كافية على إاخراج الهواء ‪ .‬فهم ينفقون من‬
‫هواء التنفسص كمية أاك‪‡ È‬ا ينبغي على ا÷زء األول من ا÷ملة ‪ ،‬ف‪ Ó‬يبقى سصوى نفسص قليل أاخرج عنوة ليسصتخدم‬
‫‘ إاكمال ا÷زء الهام من ا÷ملة ‪ .‬فإاذا حاولوا الحتفاظ بكمية كافية من الهواء فهم يشصدون على ا◊بال‬
‫(‪)٢‬‬
‫الصصوتية فيتوّتر ا◊لق وبذلك يعوق الك‪Ó‬م بدل من أان يسصاعد عليه '‬
‫ب‪ -‬تأاهيل ألصسوت ‪:‬‬
‫إان تهيئة السص‪Î‬خاء الكامل وا‪Ÿ‬رونة للحنجرة أامر أاسصاسصي للصصوت وا÷سصم على حد سصواء ‪ ' .‬إان الصصوت‬
‫يصصدر من ث‪Ó‬ث مناطق ‘ ا÷سصم هي ‪ :‬الرأاسص وا◊نجرة والصصدر ‪ .‬ول يتأاتى للمتكلم أان يكون صصوته كامل‬
‫(‪)٢‬‬
‫التعب‪ Ò‬إال إاذا اسصتعمل هذه ا‪Ÿ‬ناطق الث‪Ó‬ث '‪.‬‬
‫‪ -٢‬فاروق سصعد ‪ ،‬فن إإللقاء إلعربي ‪ ،‬دإر إلكتاب إللبنا‪ ، Ê‬ب‪Ò‬وت ‪. ١٩٧٨‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪155‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 156‬‬
‫ج‪ -‬تأاهيل ألنطق ‪:‬‬
‫يتوقف النطق السصليم على األداء الصصوتي الصصحيح ◊روف ا◊ركة وحروف العلة ا‪Ÿ‬ندغمة ‪ ،‬ومخارج‬
‫ا◊روف ‪ ،‬وعلى األخصص ما وجد منها ‘ بداية الكلمة و‘ نهايتها ‪.‬‬
‫والنطق غ‪ Ò‬السصليم يأاتي نتيجة حركة الشصفة واللسصان غ‪ Ò‬الصصحيحة أاو ا‪Ÿ‬تسصمة باإلهمال ‪ .‬كما يحدث النطق‬
‫ا‪ÿ‬طأا نتيجة التوّتر ‪.‬‬
‫د‪ -‬تاآلف ألك‪Ó‬م أأو ألصسوت ألبشسري وأ◊ركة أ÷سسمانية ‪:‬‬
‫أاي أان ل يكون الك‪Ó‬م على وت‪Ò‬ة واحدة من النغمة ‪ ،‬بل يجب أان يتموج الصصوت تبعا للمعا‪ Ê‬ا‪ı‬تلفة ‪ ،‬وأان‬
‫يظهر ذلك على قسصمات الوجه وباإلشصارات أاحيانا ‪.‬‬
‫د‪.‬دإوود غطاشصة ‪-‬د‪ -‬مصصطفى إلفار‬
‫إ‪Ÿ‬هارإت إألسصاسصية ‘ فنون إلكتابة‬
‫دإر إلفكر ‪ ،‬عمان ‪٢٠٠١‬م‬
‫ثانيا ‪ :‬إلقسصم إلتطبيقي ‪:‬‬
‫قم بإالقاء ا‪Ÿ‬قاطع التالية وفق التوصصيات السصابقة ‘ القسصم النظري ‪:‬‬
‫شصعر حكمي للمتنبي‬
‫‪Ë‬‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ِشس عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزيزاً أاْو م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُْت وأاَن ـ ـ ـ ـ ـَت ك َـ ـر ٌ‬
‫ب ِلْلَغيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـْ ـ‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـُرؤووسُس الـ ـ ـ ـ ـ‪u‬رم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاح أاَْذه ـ ـ ـ ـ ـ َ ُ‬
‫ل كم ـ ـ ـ ـ ـ ـا قـ ـ ـ ـ ـد َحي ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـَت غَْيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـَر ح ـ ـ ـ ـ ـميدٍ‬
‫َ‬
‫َف ˘ ˘اط ـ ـ ـ ـ ـ ـُْل ˘ ˘ ِ‬
‫ب ال ˘ ˘عـ ـ ـ ـ ِ ‪s‬ز ‘ َل ˘ ˘ظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى ‪ ،‬وَدع الـ ـ ـ ـ ـ ـذ‬
‫ب˘ ˘˘َق ˘ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـْؤم˘ ˘ي شض ـ ـ َُرْف ˘تُ ‪ ،‬ب ـ ـ ـ ـ ـ َل شضـ ـ ـ ـ ـ ـُرُف ˘ؤا ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬
‫وِبه ـ ـ ـ ـ ـ ِْم فـ ـ ـ ـ ـ ـ َْخُر كـ ـ ـ ـ ُ‪u‬ل َمـ ـ ـ ـ ـ ـْن َنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫طَق الضضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪156‬‬
‫َب ˘يْ ˘ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـَن َ‬
‫ط ˘عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـْن ال ˘قـ ـ ـ ـ ـ َن ˘ا وخـ ـ ـ َ ˘ْف ˘ِق ال ˘ب ـ ـ ـ ـ ـنُ˘ؤِد‬
‫ظِ ‪ ،‬وأاَشْض ˘ ˘ ـ ـ ـ ـ ـف˘ ˘ى لِ˘ ˘ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـِغ˘ ˘‪u‬ل صضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َْدِر ا◊َـ ـ ـ ـ ـق˘ ˘ؤِد‬
‫وإاذا مُ ˘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪s‬ت مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪s‬ت َغ ˘ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيْ ˘َر َف ˘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق ˘ي˘دِ‬
‫ُ‬
‫‪s‬ل ‪ ،‬ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤ ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان ‘ ج˘ ˘ ˘ ˘نـ ـ ـ ـ ـ ـان ا‪ÿ‬ـ ـ ـ ـ ـ ُل˘ ˘ ˘ ˘ؤد‬
‫وِبنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ْفسض ـ ـ ـ ـ ـ ـي فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َْرُت ل بجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُدودي‬
‫َد وع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َْؤُذ ا÷ـ ـ ـ ـ ـ ـا‪ Ê‬وغـ ـ ـ ـ ـ ـ َْؤُث ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـط ـ ـريد‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 157‬‬
‫خطبة وعظ للرسصول ﷺ‬
‫أايها الناسص ‪ ،‬كأان ا‪Ÿ‬وت على غ‪Ò‬نا قد كتب ‪ ،‬وكأان ا◊ق فيها على غ‪Ò‬نا قد وجب ‪ ،‬وكأان الذي نشصّيع من‬
‫األموات سصفر عما قليل إالينا راجعون ‪ ،‬نبّوئهم أاحداثهم ‪ ،‬ونأاكل تراثهم ‪ ،‬كأاّنا مخلدون بعدهم ‪ ،‬ونسصينا كل‬
‫واعظة ‪ ،‬وأامّنا كل جائحة ‪ ،‬طوبى ‪Ÿ‬ن شصغله عيبه عن عيوب الناسص ‪ ،‬طوبى ‪Ÿ‬ن أانفق مال اكتسصبه ‪ ،‬من غ‪Ò‬‬
‫معصصية‪ ،‬جال ْسص أاهل الفقه وا◊كمة ‪ ،‬وخالط أاهل الذل وا‪Ÿ‬سصكنة ‪ ،‬طوبى ‪Ÿ‬ن زكت وحسصنت خليقته ‪ ،‬وطابت‬
‫سصريرته ‪ ،‬وعزل عن الناسص شصّره ‪ ،‬طوبى ‪Ÿ‬ن أانفق الفضصل من ماله ‪ ،‬وأامسصك الفضصَل من قوله ‪ ،‬ووسصعته السصّنة ‪،‬‬
‫و‪ ⁄‬تسصتهوه البدعة ‪.‬‬
‫إإللـقاء إلتمثيلي إلشصعري‬
‫ت ب ˘ج ˘ان ˘ب ˘ي‬
‫ليلى‪ :‬أاح˘ ˘ّق ح˘ ˘ب˘ ˘يب ال˘ ˘ق ˘لب أان َ‬
‫أاَب ˘ْع ˘َد ت ˘راب ا‪Ÿ‬ه ˘د م ˘ن أارضص ع ˘ام ˘ر‬
‫قيسس‪ :‬ح ˘ن ˘ان ˘يك ل ˘ي ˘ل ˘ى ‪ .‬م ˘ا ‪ÿ‬ـ ـ ـ ـّل وخ ˘ّل ˘ة‬
‫ت م˘ ˘نك ‪ ،‬م˘ ˘ن˘ ˘ز‹‬
‫ف˘ ˘ك˘ ˘ل ب˘ ˘‪Ó‬د ق˘ ˘ّرب ْ‬
‫ليلى‪ :‬ف˘ ˘م˘ ˘ا‹ أارى خ˘ ˘ّديك ب˘ ˘ال˘ ˘دم˘ ˘ع ُب˘ ˘لّ˘ ˘‪Ó‬‬
‫قيسس‪ :‬فداؤوك ‪،‬ليلى‪،‬الروح من شصّر حادٍث‬
‫ليلى‪ :‬ت˘ ˘را‪ Ê‬إاذن م˘ ˘ه ˘زول ˘ة ق ˘يسص ؟ ح ˘ب ˘ذا‬
‫قيسس‪ :‬ه ˘و ال ˘ف ˘ك ˘ر ل ˘ي ˘ل ˘ى ‪ ،‬ف ˘ي ˘م ˘ن ال ˘ف ˘ك ˘ر ؟‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪15٧‬‬
‫َأاُح˘ ˘لْ˘ ˘مٌ سَص˘ ˘ـ ـ ـَرى أام نـ ـح˘ ˘ن م˘ ˘ن˘ ˘ت˘ ˘بـ ـ ـه˘ ˘اِن ؟‬
‫ب˘ ˘ ˘أارضص ث˘ ˘ ˘ق˘ ˘ ˘يـ ـ ـف ن ـ ـح˘ ˘ ˘ن م˘ ˘ ˘قـ ـ ـ‪Î‬ب ˘ ˘اِن؟‬
‫م ـ ـ ـ ـن األرضص إالّ حـ ـ ـ ـيث ي ˘ ˘ ˘جـت ˘ ˘ ˘م˘ ˘ ˘ع˘ ˘ ˘اِن‬
‫وكـل م˘ ˘ ˘ ˘ك ـ ـ ـان أانـ ـ ـت ف˘ ˘ ˘ ˘ي˘ ˘ ˘ ˘ه ‪ ،‬م ˘ ˘ ˘ك ـ ـ ـا‪Ê‬‬
‫أاِمـ ـ ـْن فـ ـ ـرحٍ عين ـ ـ ـ ـ ـ ـاك تبت ـ ـ ـ ـ ـ ـدران ؟‬
‫رم ـ ـاك ب ـ ـ ـه˘ ˘ ˘ ˘ ˘ذا السص ـ ـق˘ ˘ ˘ ˘ ˘م وال ـذوب˘ ˘ ˘ ˘ ˘ان‬
‫هـ ـ ـزا‹ وم ˘ ˘ ˘ن ك ـ ـ ـان ال˘ ˘ ˘هـ ـزال كسصـ ـا‪Ê‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 158‬‬
‫ليلى‪:‬‬
‫قيسس‪:‬‬
‫ليلى‪:‬‬
‫‘ الذي ‪ّŒ‬نى‬
‫كـ ـف ـ ـا‪ Ê‬م ـ ـا لـ ـق ـيـ ـ ـت ك ـف ـ ـ ـا‪Ê‬‬
‫أاأادركتَ أاّن السض ـه˘ ˘ ˘ ˘ ˘مَ ي˘ ˘ ˘ ˘ ˘ا ق˘ ˘ ˘ ˘ ˘يسس واح ˘ ˘ ˘ ˘د‬
‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪Ó‬ن˘ ˘ ˘ا‪ ،‬قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيسس‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذب˘ ˘ ˘ؤح‬
‫طعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان بـسضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك‪Ú‬‬
‫ل ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ُزّوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـُْت ‡ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـّن ‪⁄‬‬
‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ي˘ ˘ ˘ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ È‬عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن سضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنّ ˘ ˘ي‬
‫ه˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ؤ السض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـج˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ن وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ل ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤ الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ È‬ح ـ ـ ـ ـ ـ ـؤى مي ْـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫شض˘ ˘ ˘ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي˘ ˘ ˘ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـْي˘ ˘ ˘ن وإان ‪ ⁄‬ي ˘ ˘بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـإاّن ال˘ ˘ ˘ ˘ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرب ب ˘ ˘ ˘ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروح‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪158‬‬
‫وأاّن˘ ˘ا كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ˘يْ ˘ن ˘ا لـل ˘هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤى ه ـ ـ ـدف ˘ان‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ ˘ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل األب واألم‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ال˘ ˘ ˘ ˘ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادات وال ـ ـ ـ ـ ـؤه ˘ ˘ ˘م‬
‫يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ذوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ول طعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمي‬
‫ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن يصض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغ ˘ر عـ ـ ـن ع ˘ل ˘مـ ـ ـ ـي‬
‫نط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤي السض ـ ـ ـ ـ ـ ـجن علـ ـى ظ ـ ـ ـ ـلم‬
‫تيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـْن جـ ـ ـ ـ ـ ـارْين عل ـ ـ ـ ـى الـ ـ ـ ـ ـ ـرغم‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد العظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم م ـ ـ ـ ـ ـن العـ ـ ـظم‬
‫وليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسس القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرب با÷سض ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 159‬‬
‫الدرسس السسادسس‬
‫–∏````````````«‪Imô`````≤ra π‬‬
‫إان التؤسّضع ‘ فكرة يعني –ليل عناصضرها ودعم تلك الَعناصضر بشضؤاهد وأامثلة مناسضبة ‪ ،‬وبإامكانك‬
‫القيام بهذه العمليّة انط‪Ó‬قا من فقرة أاو ن ّصس ‪ ،‬إاذا اتبعت جملة من ا‪ÿ‬طؤات واإلجراءات‬
‫الضضرورّية التي سضتطّلع عليها لحقا‪.‬‬
‫الن ّصس‪:‬‬
‫'إاّننا إاذا ف ّسصرنا القناعة (أاو الّزهد) بأاّنها ÷ام الشصهوات الفاسصدة‪ ،‬واألطماع الثائرة‪ ،‬والتعا‹ عن‬
‫الطبيعة ا◊يوانّية ‪ ،‬كانت القناعة حكمة اجتماعّية عالية ‪ ،‬بل صصدق الّداعون إاليها‪ ،‬أاّنها باب السصعادة الدنيوّية ‪،‬‬
‫أاّما إاذا كانت كما يصصفونها الوقوف عن العمل والبعد عن أاسصباب ا‪Ÿ‬ثابرة ‪ ،‬وطلب الّراحة ‘ زوايا ا‪Ÿ‬ناسصك ‪،‬‬
‫والظهور ‪Ã‬ظهر الفقر والتصصّوف ‪ ،‬فهي ا‪ÿ‬مول الذي يزيد أاكدار اإلنسصان‪ ،‬ويبعده عن سصعادته ا‪Ÿ‬نشصودة‪'.‬‬
‫أانيسس ا‪Ÿ‬قدسضي‬
‫أامراء الشضعر العربي ‘ العصضر العباسضي‬
‫دار العلم للم‪Ó‬ي‪ - Ú‬ب‪Ò‬وت ‪١٩٨٩‬م صس‪١٦٠‬‬
‫‪ -١‬اقرأا الفقرة السضابقة ثم ضضع لها عنؤانا مناسضبا‪.‬‬
‫‪ -٢‬حّدد الفكرة األسضاسضيّة للفقرة السضابقة‪.‬‬
‫‪ -٣‬اسض ˘ت ˘خ ˘رج م ˘ن ال˘ف˘ق˘رة السض˘اب˘ق˘ة ال˘ع˘ب˘ارات ا‪Ÿ‬ه˘م˘ة ذات الصض˘ل˘ة‬
‫بالفكرة العامة‪.‬‬
‫‪ÿ‬صس الفقرة السضابقة ‘ أاّقل ما ‪Á‬كن من العبارات بأاسضلؤبك‪.‬‬
‫‪ّ -٤‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪159‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 160‬‬
‫‪ ‘ -٥‬الفقرة فكرتان أاسضاسضيّتان “ث‪Ó‬ن معني‪ Ú‬للزهد‪:‬‬
‫أا‪ -‬الزهد‪ :‬قناعة وتعاٍل على الشضهؤات فهؤ باب للسضعادة الدنيؤية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الزهد‪ :‬وقؤف عن العمل وخمؤل يكّدر حياة اإلنسضان‪ .‬تؤسضع ‘ –ليل الفكرت‪ Ú‬السضابقت‪ Ú‬وادعمهما‬
‫بشضؤاهد وأامثلة ‡ا درسضت ‘ محؤر الزهد ‘ األدب العربي‪.‬‬
‫‪Ó‬زمة للتوسّصع ‘ فكرة معّينة هي إآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تذّكر أإن إإلجرإءإت وإ‪ُÿ‬طوإت إل ّ‬
‫‪ -١‬قراءة الن ّصس ووضضع عنؤان له‪.‬‬
‫‪– -٢‬ديد الفكرة العامة للن ّصس‪.‬‬
‫‪ -٣‬اسضتخراج العبارات ا‪Ÿ‬همة ‘ الن ّصس‬
‫‪ -٤‬تلخيصس الن ّصس‪.‬‬
‫‪– -٥‬ليل أافكار الن ّصس والتؤسّضع فيها ‪.‬‬
‫‪ -٦‬دعمها بالشضؤاهد واألمثلة ا‪Ÿ‬ناسضبة‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪160‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 161‬‬
‫الدرسس السسابع‬
‫‪»HOGC ¢üf π«∏– ≈∏Y ÖjQóJ‬‬
‫‪k hGC‬‬
‫’ ‪…ô¶ædG º°ù≤dG :‬‬
‫“هيد ‪:‬‬
‫ينشصئ األدباء نصصوصصا أادبية ‪ -‬شصعرية أاو ن‪Ì‬ية ‪ -‬لغايات جمالية باألسصاسص ‪ ،‬من أاجل إامتاع القارئ ‪ ،‬من‬
‫خ‪Ó‬ل ا◊كي وما يتخلله من صصور جمالية تولدها اللغة ع‪ È‬مختلف أاسصاليبها الب‪Ó‬غية ‪.‬‬
‫وبانتهاء عملية الكتابة تبدأا عملية التلقي من جانب القارئ الباحث عن قيم جمالية وعن معنى فيما يقرأا ‪ .‬ولئن‬
‫كانت جميع النصصوصص “نح قارئها ‪ -‬من القراءة األو‪ - ¤‬بعضص معانيها وقيمها ا÷مالية ؛ فإان الكث‪ Ò‬من ا‪Ÿ‬عا‪Ê‬‬
‫والقيم ل يتسصنّى إادراكها إال بعد قراءة متأانية يعقبها تفكيك دقيق للنصص و–ليل لبنيته ولغته ‪ ،‬ورموزه ‪.‬‬
‫ويهدف هذا الدرسص إا‪“ ¤‬كينك من األدوات النظرية وا‪ÿ‬طوات العملية التي تسصاعدك على –ليل نصص‬
‫أادبي ‪ ،‬و–رير مقال انط‪Ó‬قا منه ‪.‬‬
‫مفهوم إلتحليل إألدبي ‪:‬‬
‫يقصصد بالتحليل األدبي ا‪Ÿ‬قال الذي تنشصئه حول نصص أادبي ما مسصتعينا ببعضص األسصئلة التي تسصاعدك على‬
‫النتباه إا‪ ¤‬مواطن الهتمام ‘ النصص ‪ ،‬من أاجل فهمه وإاقناع من يقرأا –ليلك بأانك قد فهمت النصص ‪ ،‬وأانك قد‬
‫سصاعدته على فهمه ‪.‬‬
‫ول تعدو األسصئلة التي تّذيل النصص أان تكون أاسصئلة توجيهيّة لسصت مطالبا باإلجابة عليها حسصب التسصلسصل‬
‫الذي وردت عليه ‪ ،‬بقدر ما أانت مطالب بالنط‪Ó‬ق منها للبحث عن معاٍن أاخرى ‪ ⁄‬تتطرق إاليها ‪ .‬ويتسصّنى لك ذلك‬
‫من خ‪Ó‬ل خطوات عملية دقيقة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪161‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 162‬‬
‫إ‪ÿ‬طوإت إلعملية ‪:‬‬
‫‪ -١‬قراءة النصص قراءة أاولية ‪.‬‬
‫‪ -٢‬قراءة األسصئلة ا‪Ÿ‬صصاحبة للنصص ‪.‬‬
‫‪ -٣‬إاعادة قراءة النصص ‘ ضصوء األسصئلة ا‪Ÿ‬صصاحبة له ‪.‬‬
‫‪– -٤‬ديد فكرة النصص العامة وتقسصيمه إا‪ ¤‬وحدات معنوية ‪.‬‬
‫‪ -٥‬اسصتخراج العبارات ا‪Ÿ‬فاتيح ( ا‪Ÿ‬همة) ‘ كل وحدة معنوية ‪.‬‬
‫‪ -٦‬اسصتخراج أاهم األسصاليب ا‪Ÿ‬سصتخدمة ‘ كل وحدة معنوية وربطها با‪Ÿ‬عنى ( الدللة )‪.‬‬
‫‪ -٧‬وضصع تخطيط دقيق للتحليل بالتدرج من ا‪Ÿ‬قدمة ا‪ ¤‬ا÷وهر ( العرضص) وا‪ÿ‬ا“ة ‪.‬‬
‫‪ -٨‬الشصروع ‘ التحرير ‘ هدي من التخطيط ا‪Ÿ‬نجز ‪.‬‬
‫‪ -٩‬مراجعة التعب‪ ( Ò‬ا‪Ÿ‬قال األدبي ) مراجعة نهائية ‪.‬‬
‫أإقسصام إلتحليل إألدبي ‪:‬‬
‫أإ) إ‪Ÿ‬قدمة ‪:‬‬
‫تتكون مقدمة التحليل األدبي من العناصصر اآلتية ‪:‬‬
‫‪– -١‬ديد نوع النصص ( ن‪Ì‬ي أاو شصعري )‪.‬‬
‫‪ -٢‬تقد‪ Ë‬كاتب النصص من خ‪Ó‬ل نبذة مختصصرة ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬الكتاب الذي أاخذ منه النصص ‪.‬‬
‫‪ -٤‬فكرة النصص العامة ‪.‬‬
‫‪ -٥‬وحدات النصص ا‪Ÿ‬عنوية ‪ ،‬وهي ‪Ã‬ثابة التخطيط الذي سصيتم اتباعه ‘ ا÷وهر ‪ .‬ويحسصن أان تقدم الوحدات‬
‫ا‪Ÿ‬عنوية من خ‪Ó‬ل أاسصئلة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪162‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 163‬‬
‫ب) جوهر إلتحليل ‪:‬‬
‫‪Á‬ثل أاهم أاقسصام التحليل ‪ ،‬إاذ هو القسصم الذي –لل فيه النصص من حيث مضصامينه وأاسصاليبه بشصكل تأاليفي‪،‬‬
‫‘ هدي من األسصئلة التوجيهية والتخطيط الذي أاعددته ‘ مرحلة سصابقة ‪.‬‬
‫يراعى ‘ ا÷وهر التدرج ا‪Ÿ‬نطقي من وحدة معنوية إا‪ ¤‬أاخرى ‪ ،‬وا◊رصص على السصتجابة إا‪ ¤‬الشصروط التالية ‪:‬‬
‫ النط‪Ó‬ق من النصص والكتفاء بدراسصة األفكار الواردة فيه من خ‪Ó‬ل األسصاليب التي اسصتخدمها الكاتب ‪.‬‬‫ ‪Œ‬نب األحكام ا‪Ÿ‬طلقة والتزام ا‪Ÿ‬وضصوعية والتجرد من األهواء الشصخصصية ‪.‬‬‫ النط‪Ó‬ق من األسصاليب األدبية ما أامكن وربطها با‪Ÿ‬عا‪. Ê‬‬‫ حسصن التخلصص من عنصصر إا‪ ¤‬آاخر ‪ ،‬و‪Œ‬نب التفكك ‪.‬‬‫ مراعاة ا‪Ÿ‬عنى األسصاسصي الذي من أاجله كتب النصص ‪.‬‬‫ ابداء رأايك الشصخصصي ‪.‬‬‫ج) خا“ة إلتحليل ‪:‬‬
‫تتمثل خا“ة التحليل ‘ حوصصلة أاهم النتائج التي توصّصلت إاليها ‘ –ليلك ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪163‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 164‬‬
‫‪:»≤«Ñ£àdG º°ù≤dG‬‬
‫‪áWÉfôZ‬‬
‫‘ مدخل (ا◊مراء) (‪ )١‬كان لقاؤونا ‪...‬‬
‫ما اأطيب اللقيا ب‪ Ó‬ميعاد‬
‫عينان سشوداوان ‪ ‘ ..‬محجريهما‬
‫تتوالد الأبعاد من اأبعاد ‪..‬‬
‫هل اأنتِ إاسشـبانيـٌة ؟ سشـاءلتهــا‬
‫قالت ‪ ' :‬و‘ غرناطة مي‪Ó‬دي ' ‪.‬‬
‫وجه دمششقي ‪ ...‬راأيت خ‪Ó‬له‬
‫اأجفان بلِقي َسض ‪ ...‬وِجيَد سُشعاد‬
‫وراأيت منزلنا القد‪ .. Ë‬وحجرة‬
‫كانت بها اأمي “د وسشادي‬
‫والياسشمينة ُرصّشعت بنجومها‬
‫وال‪È‬كة الذهبية اإلنششاد ‪...‬‬
‫ودمششق ‪ ...‬اأين تكون ؟ قلت ترينها‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪164‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 165‬‬
‫‘ ششعرك ا‪Ÿ‬نسشاب نهر سشواد‬
‫‘ وجهك العربي ‘ الثغر الذي‬
‫ما زال مختزنا ششموسض ب‪Ó‬دي‬
‫‘ طيب (جنات العريف) ومائها‬
‫(‪)٢‬‬
‫‘ الفل ‪ ‘ ،‬الريحان ‪ ‘ ،‬الكّباد‬
‫سشارت معي ‪ ...‬والششعر يلهث خلفها‬
‫كسشنابل ُتِركت بغ‪ Ò‬حصشاد ‪...‬‬
‫يتاألق القرط الطويل بجيدها‬
‫ت قرونٌ سشبعة‬
‫ح ْ‬
‫غرناطة ! وصَش َ‬
‫‘ تينك العين‪ ... Ú‬بعد رقاد‬
‫واأُميّة ‪ ...‬راياتها مرفوعة‬
‫وجيادها موصشولة بجياد ‪...‬‬
‫ب التاريخ ‪ ...‬كيف اأعاد‪Ê‬‬
‫ما اأغر َ‬
‫◊فيدة سشمراء ‪ ...‬من اأحفادي‬
‫مثل الششموسض ِبَليلةِ ا‪Ÿ‬ي‪Ó‬د ‪...‬‬
‫ومششيت مثل الطفل خلف دليلتي‬
‫وورائي التاريخ ‪ ...‬كوم رماد‪....‬‬
‫الزخرفات اأكاد اأسشمع نبضشها‬
‫والزركششات على السشقوف تنادي‬
‫قالت ‪ :‬هنا ا◊مراء ‪َ ...‬زْهُو جدودنا‬
‫فاقراأ على جدرانه اأ›ادي‬
‫ت جرحا نازفا‬
‫اأ›ادها !! ومسشح ُ‬
‫ومسشحتُ جرحا ثانيا بفؤوادي‬
‫يا ليت وارثتي ا÷ميلة اأدركتْ‬
‫اأن الذين عنتهم اأجدادي ‪....‬‬
‫عانقتُ فيها عندما ودعتها‬
‫رج‪ Ó‬يسشّمى (طارق بن زياد) (‪... )٤‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪165‬‬
‫نزإر قبا‪( Ê‬إلرسصم بالكلمات) ‪ -‬صس‪١٨١‬‬
‫منشصورإت نزإر قبا‪ - Ê‬ب‪Ò‬وت ‪١٩٧٣ -‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 166‬‬
‫‪ -١‬إ◊مرإء ‪ :‬مدينة من ُمدن األندلسص ‪ ،‬التي ترك فيها العرُب أاهّم مآاثرهم ا‪Ÿ‬عمارّية وهو قصصر ا◊مراء ‪.‬‬
‫‪ -٢‬إلكبّاد ‪ :‬نبات زهري يشصبه الطحلب يعيشص ‘ األماكن الرطبة ‪ ،‬يظهر على شصكل صصفيحات خضصراء تعلوها‬
‫أازهار مثل الفطر ‪ ،‬تبدو أاوراقه –ت الشصمسص بلون يشصبه الكبد ‪.‬‬
‫‪ -٣‬أإُمّية ‪ :‬هو أاميّة بن عبد الشصمسص ‪ :‬جّد األموي‪ Ú‬من أاعيان قريشص ‘ مكة ‪ ،‬وابن عم هاشصم بن عبد ا‪Ÿ‬طلب‬
‫وا‪Ÿ‬قصصود دولة بني أامّية ‪.‬‬
‫‪ -٤‬طارق بن زياد ‪( :‬ت‪١٠٢‬هـ‪٧٢٠/‬م) قائد عربي أاصصله من ال‪È‬بر ‪ ،‬فتح األندلسص –ت إامرة موسصى بن نصص‪Ò‬‬
‫سصنة ‪٧١١‬م ‪ ،‬انتصصر على ملك إاسصبانيا ‘ معركة وادي بكة ‪ ،‬وعاد إا‪ ¤‬دمشصق ‘ موكب حافل سصنة (‪٧١٥‬م)‪.‬‬
‫حلل النصس السضابق مسضتعينا باألسضئلة اآلتية ‪:‬‬
‫ اذكر صصفات ا‪Ÿ‬رأاة التي التقاها الشصاعر ‪ ،‬وبّين دللت تلك الصصفات عند الشصاعر ‪.‬‬‫ ما الذكريات التي أاثارتها هذه ا‪Ÿ‬رأاة ؟‬‫ ‘ القصصيدة تداخل ب‪ Ú‬زمن‪ Ú‬ومكانين ‪ .‬اسصتخرج مظاهر هذا التداخل مبينا أاهميته ‘ الكشصف عن الصصراع‬‫الذي اعتمل ‘ ذات الشصاعر ‪.‬‬
‫‪ -‬ما مظاهر ا◊ن‪ Ú‬إا‪ ¤‬ا‪Ÿ‬كان ‘ القصصيدة ؟‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪166‬‬
‫‪MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 167‬‬
‫إلتخطيط‬
‫أإ‪ -‬إ‪Ÿ‬قدمة‬
‫ ' غرناط'ة نصص شصعري ‪ ،‬مقتطف من ديوان ' الرسصم بالكلما'ت للشصاعر ا‪Ÿ‬عاصصر نزار قبا‪ Ê‬الذي منح القصصيدة‬‫العربية ا◊ديثة انتشصاًرا ‪ ⁄‬يسصبقه إاليه أاحد من الشصعراء ‪.‬‬
‫ تتحدث القصصيدة عن لقاء الشصاعر امرأاة ‘ مدينة غرناطة ‪ ،‬حركت ‘ ذاكرته قرونا من التاريخ وا◊ن‪Ú‬‬‫إا‪ ¤‬أا›اد العرب ‘ األندلسص ‪.‬‬
‫ وحدات النصص ا‪Ÿ‬عنوية ‪:‬‬‫* لقاء الصصدفة ‘ مدخل قصصر ا◊مراء ‪.‬‬
‫* صصفات ا‪Ÿ‬رأاة ودللتها ‘ ذاكرة الشصاعر ‪.‬‬
‫* أان˘ ˘دلسص ال˘ ˘ذاك˘ ˘رة (ا‪Ÿ‬اضص˘ ˘ي) وأان˘ ˘دلسص ا◊اضص˘ ˘ر‪،‬‬
‫التمزق ب‪ Ú‬زمن‪ Ú‬ومكان‪. Ú‬‬
‫* الرموز التاريخية ودورها ‘ التعب‪ Ò‬عن حن‪Ú‬‬
‫الشص ˘اع ˘ر إا‪ ¤‬م ˘اضص ˘ي األ›اد ال ˘ع ˘رب ˘ي ˘ة ال ˘غ ˘اب ˘رة ‘‬
‫األندلسص ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جوهر إلتحليل‬
‫أاك˘ ˘ ˘م˘ ˘ ˘ل –ل˘ ˘ ˘ي˘ ˘ ˘ل ال˘ ˘ ˘نصص وف˘ ˘ ˘ق ا‪ÿ‬ط˘ ˘ ˘وات‬
‫ال˘ ˘ن˘ ˘ظ˘ ˘ري˘ ˘ة ال˘ ˘ت˘ ˘ي ع˘ ˘رف˘ ˘ت˘ ˘ه˘ ˘ا ‪ ،‬و‘ ضص˘ ˘وء األسص˘ ˘ئ˘ ˘ل˘ ˘ة‬
‫ا‪Ÿ‬طروحة ‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـؤؤنـ ـ ـسس‬
‫‪16٧‬‬
MONES 12 P1:Layout 1 6/10/14 2:04 PM Page 168
/ ‫رقم أإليدأع‬
Download