Uploaded by ندى النجيلي

كتاب-دراسات-في-القرآن-وعلومه

advertisement
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬
‫إن الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف المرسلين سيدنا‬
‫محمـد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‬
‫وبعد ‪.‬‬
‫بحمد هللا وتوفيقه لقد أنجزنا هذا العمل الطيب المتعلق بمادة (دراس ات‬
‫في القرآن وعلوم ليكون من متطلباااا الجااامعاار المقررة على المي الب‬
‫الجامعر اإلسالمير على اختالف كلياتهم ‪.‬‬
‫واهتماما ً بهذه المادة من كلير أ صول الدين وخا صر ق سم التف سير وعلوم‬
‫القرآن باعتباره القسم المشرف على تدريسها فقد لب األخوة المدرسون منا في‬
‫القسااام المذكور وضااا منهت يتناول المي مفرداا المادة يسااااعد الب الجامعر‬
‫على فهم المقرر ويكون في متناول الجمي ‪ ،‬يشرح المادة بأسلوب علمي يناسب‬
‫الطالب الجامعي ويفيد بشكل عام القاريء المحب لإل الع حـاااااااول الق ايـاااااااا‬
‫والمعارف اإلسالمير وخاصر المتعلقر بكتاب هللا الذي هو معين ال ين ب وكنز‬
‫ال يفنى من تمسااب به يهدي إلى صاارا مسااتقيم ومن انحرف عنه ضاال ضااالالً‬
‫بعيدا ً ‪.‬‬
‫ولتحقيق هذا الهدف السـااااااامي النبيل العلنا هذا البحر في أربعر فصول‬
‫كالتالي ‪-:‬‬
‫الفص ‪ :‬ا و تناااول تعريفاا ً للقرآن ونزولااه ‪ ،‬والمكي والماادني والناااساااااا‬
‫والمنسااااااو وكير لب من الق اااااااايا الهامر المفيدة ‪ ،‬المتعلقر بالقرآن الكريم‬
‫وعلومه ‪.‬‬
‫الفص ‪ :‬النا ي تحدث عن بعض الق ااايا المفيدة التي تناولتها سااورة اإلسااراء‬
‫كبيااان حق هللا تعااالى مقرونااا ً بحق الوالاادين ‪ ،‬حم بيااان حقوب وي القربى ‪،‬‬
‫واالقتصاد في اإلنفاب ‪ ،‬وبيان دعائم المجتم اإلسالمي من خالل تركيز ال وء‬
‫على ق ايا أخالقير هامر ومتعددة شرحناها بشيء من التفصيل ‪.‬‬
‫الفص ‪ :‬النال‪ :‬تحدث عن تفسااير بعض ااياا من سااورة النور اشااتمل على‬
‫آداب وأحكام تتعلق بالدخول إلى بيوا ااخرين ‪ ،‬وكض البصر وحفظ العرض‬
‫‪ ،‬وتيسااااااير ساااااابل الزواف ‪ ،‬و لب العفر والنهي عن ارتكاب الفاحشاااااار وأخيرا ً‬
‫الحض على مكاتبر الرقيق والعمل على تحريرهم ‪.‬‬
‫الفص‪ :‬الرابع تناول بالشرح والتحليل سورة الحجراا من خالل التركيز على‬
‫أمور هامر في السااااااورة منل بيان األدب م هللا ورسااااااوله ‪ ،‬و لب التنب عند‬
‫سماع األخبار ‪ ،‬ووالوب اإلصالح بين الناس والعمل على تقوير الجبهر الداخلير‬
‫للمجتم من خالل تحريم الغيبر والتجسااااان والنهي عن الساااااارير وعدم التنابز‬
‫باأللقـاب السيئر حم بيـان الميـزان الحقيقي للتفاضل بين الناس عامر ‪.‬‬
‫‪-1-‬‬
‫ونسااااأل هللا ساااابحانه وتعالى أن يتقبل منا هذا الجهد وأن يكون خالصااااا ً‬
‫لوالهـاااااااه الكريم وأن ينف به (طلبة العلم والناس أجمعين إنه نعم المولى ونعم‬
‫النصير ‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫الفصل األول‬
‫علوم القرآن‬
‫ويشتمل على المباحر التالير ‪-:‬‬
‫المبح‪ :‬ا و تعريف القرآن ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬النا ي زو القرآن ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬النال‪ :‬المكي والمد ي ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬الرابع الناسخ والمنسوخ ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬الخامس جمع القرآن وتدوين ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬السادس أسباب النزو ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬السابع القصة في القرآن ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬النامن ترجمة القرآن ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬التاسع اإلسرائيليات ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬العاشر المنهج ا من‪ :‬في تفسير القرآن ‪.‬‬
‫المبح‪ :‬الحادي عشر إعجاز القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪-3-‬‬
-4-
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف القرآن‬
‫أوالً تعريف القرآن لغة‬
‫القو ا و أن كلمر القرآن مهموزة على وزن فيعالن مشاااتق من القرء بمعنى‬
‫الجم ‪ .‬ومنه قرأ الماء في الحوض إ ا المعه ‪ ،‬والقرآن ساااااامي بذلب ألنه الم‬
‫حمراا الكتب السابقر ‪.‬‬
‫القو النا ي أن كلمر القرآن مشتقر من (قـاااااارأـ بمعنـااااااى ألقى وأ هر أي تال‬
‫والقرآن مقروء أي متلو فهو قرآن ‪.‬‬
‫القو الراجح أن لفظ القرآن يرال في اشتقاقه إلى معنى الجم والتالوة فهـاااو‬
‫مجموع في الصاااااادور أو السااااااطور ‪ ،‬حم يلقى ويعهر بالتالوة عن هر قلب ‪،‬‬
‫علَيْنَ ا َج ْم َع ق َوآق ْرآ َ ق فَ ِرأَا آَ َرأْ َ ا ق فَ اتَّبِ ْع‬
‫والاادلياال على لااب قولااه تعااالى ‪ :‬إِنَّ َ‬
‫آق ْرآ َ ق‪(‬القيامر‪18-17:‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً تعريف القرآن شرعا ً (اصطالحا ً‬
‫القرآن الكريم مصااااااادر العلوم وأصااااااال الحقائق النابتر ومرال العلماء‬
‫يرال إليه الفقهاء واألصااااااوليون لمعرفر األحكام الشاااااارعير إالماالً وتفصاااااايالً‬
‫ويرال إليه علماء اللغر إل هار إعجازه واإلفادة من أساااااالوبه ومعاني كلماته‬
‫اإلفرادياار والتركيبياار ‪ ،‬ويرال إليااه علماااء القراءاا لتحقيق هاادفهم في معرفاار‬
‫كيفير النطق بألفا ه الكريمر ‪.‬‬
‫يعرفون القرآن باصائصه فيقولون عنه ‪ :‬هو‬
‫ولذا نجـاااااد هلالء العلماء ي ا‬
‫كالم هللا المنزل على النبي ‪ ‬بوا سطر البريل ‪ ،‬المعجز بلفعه ومعناه المتعبـاااااااد‬
‫بتالوته المنقول إلينا بطريق التواتر المكتوب في المصاحف المبدوء‬
‫بسورة الفاتحر الماتوم بسورة الناس (‪1‬ـ‪.‬‬
‫ثالنا ً شرح التعريف‬
‫وقولنا كالم هللا الكالم النن في التعريف يشااامل كل كالم وإضاااافته إلى‬
‫(هللاـ يارف كالم كيره من اإلنن والجن والمالئكر ‪.‬‬
‫والمنزل يارف منه كالم هللا الذي اساااتأحر هللا به لنفساااه سااابحانه ‪‬آق ْ‪ :‬ل ْوَ‬
‫كَانَ ا ْلبَحْ قر ِمدَادا ً ِل َك ِل َما ِ‬
‫ت َر ِبي لَنَ ِف َد ا ْلبَحْ قر آَ ْب َ‪ :‬أ َ ْن ت َ ْنفَ َد َك ِل َماتق َر ِبي َولَ ْو ِجئْنَا ِب ِمنْ ِل ِ‬
‫س ْبعَةق‬
‫ض ِم ْن َ‬
‫ش َج َر أ َ ْآال ٌم َوا ْلبَحْ قر يَ قم ُّد ق ِم ْن بَ ْع ِد ِ َ‬
‫َمدَدا ً‪( ‬ـ‪َ ‬ولَ ْو أ َ َّ َما فِي ا ْ َ ْر ِ‬
‫ّللاِ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫أ َ ْب قحر َما َ ِفدَتْ َك ِل َماتق َّ‬
‫(‪1‬ـ انعر ‪ :‬إتقان البرهان – أ‪.‬د‪ .‬ف ل حسن عباس – ص ‪ ، 50‬مباحر في علوم القرآن مناع‬
‫القطان – ص ‪. 20‬‬
‫(‪2‬ـ الكهف ‪. 109 :‬‬
‫(‪3‬ـ لقمان ‪. 27 :‬‬
‫‪-5-‬‬
‫وقولنا على (محمد يارف ما أنزل على األنبياء قبله كالتوراة واإلنجيل‬
‫وكيرها ‪ .‬وقولنا (المعجز بلفعه ومعناه ‪ ،‬فاإلعجاز خاصااير وليساا قيدا ً امتاز‬
‫بها القرآن حير أعجز العرب والعجم على أن يأتوا بمنله أو بسااااااورة من منله‬
‫وقوله (المتعبد بتالوت أي تالوته عبادة وال يصاااااه كيره في الصاااااالة ويارف‬
‫من هذا األحادير القدسير عند من يرى أنها منزلر بلفعها من هللا ‪.‬‬
‫وهي ق ااااير اختلف فيها األئمر فاألكنرون على أنها كذلب منزلر بلفعها‬
‫ومعناها من هللا ‪ ،‬و هب بعض المحققين إلى أنها منزلر معانيها والقرآن الكريم‬
‫وحده هو الذي أنزل بلفعه ومعناه (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫وقولنا المنقول إلينا بطريق التواتر وهذه خاصااااااير تميز بها القرآن كله‬
‫يارف منها المنقول بغير ريق المتواتر كااحاد ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نزول القرآن‬
‫أوالً معنى زو القرآن من حي‪ :‬اللغة‬
‫يطلق اإلنزال على معنيين ‪-:‬‬
‫أحدهما الهبوط من علو يقال ‪ :‬نزل فالن من الجبل ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪ :‬‬
‫سالَتْ أ َ ْو ِد َيةٌ ‪( .....‬ـ ‪.‬‬
‫س َم ِ‬
‫اء َما ًء فَ َ‬
‫أ َ ْ َز َ ِمنَ ال َّ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫النا ي الحلو يقـاااااال ‪ ( :‬ز فالن بالمدينة حل بها ‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪:‬‬
‫اركا ً َوأ َ ْتَ َخي قْر ا ْل قم ْن ِز ِلينَ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ب أ َ ْ ِز ْلنِي قم ْن َزالً قمبَ َ‬
‫‪َ ‬وآق ْ‪َ :‬ر ِ‬
‫وكال المعنيين يشعر بالمكانير والجسمير فال مجال لتحققهما في كالم هللا‬
‫ووحيه فالتعبير إ ن هو من قبيل المجاز وال يمكن حمله على الحقيقر وقد هب‬
‫العلماء إلى أن إنزال القرآن فيها تواليهان ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يقصاااااااد من إنزال القرآن إنزال حام له وهو الروح األمين البر يل عليه‬
‫السالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يقصاااد من اإلنزال الزمر وهو اإلعالم فمعنى إنزال القرآن على النبي ‪‬‬
‫إيصاله إليه وإعالمه به ‪.‬‬
‫واختير لفظ اإلنزال أي ااااا ً لحكمر ععيمر وهي بيان شاااارف هذا القرآن‬
‫وعلو منزلته وأنه من العالم العلوي ومن هنا اختيرا لفعر اإلنزال على لفعر‬
‫ق نَزَ َل‪(‬ـ ‪.‬‬
‫ق أ َ ْنزَ ْلنَاهي َوبا ْال َح ا‬
‫اإلعالم واإليصال قال تعالى ‪َ  :‬وبا ْال َح ا‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫إتقان البرهان – أ‪.‬د‪ .‬ف ل حسن عباس – ص ‪. 50‬‬
‫سورة الرعد ‪. 17 :‬‬
‫المعجم الوسيط – د‪ .‬إبراهيم أنين – ‪. 951/2‬‬
‫سورة الرعد ‪. 29 :‬‬
‫سـورة اإلسـراء ‪ . 105 :‬والكـالم مأخو بتصرف من كتاب إتقان البرهان – ص ‪146‬‬
‫وما بعدها ‪.‬‬
‫‪-6-‬‬
‫ثانيا ُ ‪ :‬تنزالت القرآن الكريم ‪:‬‬
‫اس َوبَيِنـ َ ات‬
‫قال تعالى ‪َ  :‬‬
‫دى ِللنَّ ِ‬
‫شه قْر َر َمضَانَ الَّذِي أ ق ْ ِز َ فِي ِ ا ْلقق ْرآنق قه ً‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ـ‬
‫‪1‬‬
‫(‬
‫َ‬
‫‪ .‬وقال أي ا ً ‪ :‬إِ َّا أ ْ َز ْلنَا ق فِي لَ ْيلَ ِة ا ْلقَد ِْر‪ . ‬وقال‬
‫ان‪‬‬
‫ِمنَ ا ْلهـ ق دَى َوا ْلفق ْرآَ ِ‬
‫ار كَة‪( ‬ـ ‪ .‬ال تعارض بين هذه ااياا النالث ‪ ،‬فالليلر‬
‫‪ِ  :‬إ َّا أ َ ْ َز ْل َنا ق ِفي لَ ْي َلة قم َب َ‬
‫المباركر هي ليلر القدر من شهر رم ان ؛ وإنما يتعارض اهر هذه ااياا م‬
‫الواق العملي في حياة رسول هللا ‪ ‬حير نزل القرآن في نيف وعشرين سنر ‪.‬‬
‫والرأي الراجح هو مذهب ابن عباس وعلي جمهور العلماء‬
‫أن المراد بنزول القرآن في تلب ااياا النالث نزوله الملر واحدة إلى‬
‫بي العزة في الساااااماء الدنيا حم نزل بعد لب منجما ً مفرقا ً على الرساااااول ‪ ‬في‬
‫نيف وعشرين سنر ‪.‬‬
‫ومن ا خبار التي استند إليها أصحاب هذا المذهب‬
‫‪ ‬عن ابن عباس رضااااااي هللا عنهما قال ‪" :‬أ ز القرآن جملة واحد إلى‬
‫سماء الد يا ليلة القـ در ثم أ ز بعد ألر في ع شرين سنة" حم قرأ ‪:‬‬
‫سنَ ت َ ْف سِ يرا ً‪( ‬ـ ‪َ ‬وآق ْرآ ا ً فَ َر ْآنَا ق‬
‫ق َوأَحْ َ‬
‫‪َ ‬وال يَأْتقو َرَ بِ َمنَ‪ :‬إِال ِجئْنَاكَ بِا ْل َح ِ‬
‫علَى قمكْ‪َ :‬و َ َّز ْلنَا ق ت َ ْن ِزيالً‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫اس َ‬
‫ِلت َ ْق َرأ َ ق َ‬
‫علَى النَّ ِ‬
‫‪ ‬وعن ابن عباس رضي هللا عنهما قال "فص‪ :‬القرآن من الذكر فوضع‬
‫في بيت العز من السماء الد يا فجع‪ :‬جبري‪ :‬ينز ب على النبي ‪." ‬‬
‫‪ ‬وعن ابن عباس رضااي هللا عنهما قال "أ ز القرآن جملة واحد إلى‬
‫س ماء الد يا وكان بمواآع النجوم وكان ه ينزل على رس ول ‪‬‬
‫بعض في إثر بعض" ‪.‬‬
‫‪ ‬وعن ابن عباس رضي هللا عنهما قال "أ ز القرآن في ليلة القدر في‬
‫شهر رمضان إلى سماء الد يا جملة واحد ثم أ ز جوماً" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫والراجح أن القرآن الكريم ل تنزالن ‪-‬‬
‫ا و نزوله الملر واحدة في ليلر القدر إلى بي العزة من السماء الدنيا ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫سورة البقرة ‪. 184 :‬‬
‫سورة القدر ‪. 1 :‬‬
‫سورة الدخان ‪. 3 :‬‬
‫سورة الفرقان ‪. 33 :‬‬
‫سورة اإلسراء ‪. 106 :‬‬
‫وهذه المروياا عن ابن عباس بع اااها برواير الحاكم ورواير الطبراني وأخرى برواير‬
‫النسائي ‪.‬‬
‫‪-7-‬‬
‫النا ي نزوله من السماء الدنيا إلى األرض مفرقا ً منجما ً في نيف وعشرين سنر‬
‫(‪1‬ـ ‪.‬‬
‫الحكمة من تنجيم القرآن‬
‫الحكمة ا ولى تنبي فلاد النبي ‪ ‬و لب من خالل ااتي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬أن في تجدد الوحي ‪ ،‬وتكرار نزوله من الانب الحق إلى رسااااوله ‪ ‬يمأل قلب‬
‫الرسول الكريم سرورا ً ‪ ،‬ويشعر بالعناير اإللهير ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن في التنجيم تيسااايرا ً عليه من هللا في حفعه وفهمه ومعرفر أحكامه وحكمه‬
‫‪.‬‬
‫ف‪ -‬أن هذا التنزيل فيه نوع من اإلعجاز ‪ ،‬حير تحدى كفار قريش في كل مرة‬
‫أن يأتـوا بمنـل هذا التنزيل – وال شب أن هذه المعجزة تقوي أزر‬
‫الرسول الكريم ‪. ‬‬
‫د‪ -‬أن في هذا النزول دحض شااابهاا كفار قريش وردا ً على أسااائلتهم ‪ ،‬وتسااالير‬
‫للرسول الكريم ‪ ‬وتأييدا ً له ‪.‬‬
‫الحك مة ال نا ية ال تدرف في ترب ير هذه األ مر عل ما ً وعمالً ‪ ،‬و لب عن ريق‬
‫تيسااااير حفظ القرآن على األمر العربير ‪ ،‬وتسااااهيل فهمه عليهم ‪ ،‬والتمهيد لكمال‬
‫تاليهم عن عقائدهم البا لر ‪ ،‬وعباداتهم الفاساااااادة ‪ ،‬وعاداتها المر ولر ‪ ،‬وكذلب‬
‫التمهيد لتحليهم بالعقيدة الحقر ‪ ،‬والعبادة الصااااااحيحر ‪ ،‬واألخالب الفاضاااااالر ‪،‬‬
‫والعاداا الحسنر ‪ ،‬أي ا ً تنبي قلوب الملمنين وتسليحهم بعزيمر الصبر واليقين‬
‫‪ ،‬بسبب ما كان يقصه القرآن عليهم من حين اخر بقصص األنبياء والمرسلين ‪،‬‬
‫وما وعد هللا به عباده الصااالحين من النصاار والتأييد واألالر ‪ ،‬والتدمير والهال‬
‫للماالفين ‪.‬‬
‫الحكمة النالنة مساااايرة الحوادث ‪ :‬حير نزل من القرآن الكريم إالابر لمن كان‬
‫يسااأله ‪ ،‬سااواء كان تلب األساائلر لغرض التنبي من رسااالته كما قال – تعالى –‬
‫ح ِم ْن أ َ ْم ِر َر ِبي َو َما‬
‫الرو ق‬
‫في الواب ساااااالال أعدائه ‪َ ‬ويَ ْ‬
‫الروحِ آق ِ‪ُّ :‬‬
‫س أَلو َرَ ع َِن ُّ‬
‫ـ‬
‫أقوتِيت ق ْم ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم ِإال آَ ِليالً ‪ ( ...‬وأي ااااا ً مجاراة لألق ااااير والوقائ في حينها ‪،‬‬
‫ببيان حكم هللا فيها عند حدوث وقوعها ‪ ،‬منل ما الاء في سورة النور مابرا ً عن‬
‫ش را ً لَ قك ْم بَ ْ‪ :‬قه َو‬
‫س بقو ق َ‬
‫حدير اإلفب ‪‬إِنَّ الَّ ِذينَ َجا قءوا بِا ْ ِ ْف ِر ع ْ‬
‫قص بَةٌ ِم ْن قك ْم ال تَحْ َ‬
‫اب‬
‫ب ِمنَ ا ْ ِ ثْ ِم َوالَّذِي ت َ َولَّى ِكب َْر ق ِم ْن قه ْم لَ ق َ‬
‫ام ِرئ ِم ْن قه ْم َما ا ْكت َ َ‬
‫عذَ ٌ‬
‫س َ‬
‫َخي ٌْر لَ قك ْم ِلك ِق‪ْ :‬‬
‫ع َِظي ٌم‪( ‬ـ كذلب نزل من القرآن الكريم ما يلف أنعار المساااااالمين ‪ ،‬ويصااااااحه‬
‫(‪1‬ـ مباحر في علوم القرآن – مناع القطان – ص ‪. 104‬‬
‫(‪2‬ـ اإلتقان للسيو ي ‪/1‬ص ‪ ، 43 ، 42‬مناهل العرفان للزرقاني ‪. 53/1‬‬
‫(‪3‬ـ المرال السابق ‪.‬‬
‫‪-8-‬‬
‫أكال هم ‪ ،‬منااال لااب قولااه تعااالى ‪َ  :‬و َي ْو َم قحنَيْن ِإ ْأ أ َ ْع َج َبتْ قك ْم َكنْ َرت ق قك ْم َف َل ْم ت ق ْغ ِن‬
‫ض ِب َما َر قح َبتْ ث ق َّم‬
‫شيْئا ً َوضَاآَتْ َ‬
‫َ‬
‫ع ْن قك ْم َ‬
‫علَ ْي قك قم ا َ ْر ق‬
‫(‪1‬ـ‬
‫‪.‬‬
‫َولَّ ْيت ق ْم قم ْد ِب ِرينَ ـ‬
‫الحكمة الرابعة تف اااااايل القرآن الكريم على كيره من الكتب السااااااماوير ‪ :‬لقد‬
‫الم هللا له النزولين ‪ :‬النزول الملر واحدة ‪ ،‬والنزول مفرقا ً وبذلب شااار الكتب‬
‫السااااماوير في األولى ‪ ،‬وانفرد في الف اااال بالنانير ‪ ،‬وهذا يعود بالتف اااايل لنبينا‬
‫محمد ‪ ‬على ساااااائر إخوانه من األنبياء – عليهم الساااااالم – وإن هللا الم له من‬
‫الاصااااااائص ما لغيره ‪ ،‬وزاد عليها ‪ ،‬وكذلب تفايم لشااااااأن هذه األمر التي أنزل‬
‫عليها القرآن الكريم بأنها خير أمر أخرال للناس (‪‬ـ ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬المكي والمدني‬
‫للعلماء في معنى المكي والمدني حالحر اصطالحاا (‪‬ـ ‪:‬‬
‫االصطالح ا و باعتبار المكان‬
‫إن المكي ما نزل بم كر ولو ب عد الهجرة ‪ ،‬وال مدني ما نزل بال مدي نر ‪،‬‬
‫ويرد على هذا التعريف أنه كير ضاااابط وال حاصااار ‪ ،‬ألنه يشااامل ما نزل بغير‬
‫اص دا ً‬
‫مكر والمدينر وضااواحيها ‪ ،‬كقوله تعالى ‪ :‬لَ ْو كَانَ ع ََرض ا ً آَ ِريبا ً َو َ‬
‫س فَرا ً آَ ِ‬
‫س ْلنَا ِم ْن آَ ْب ِلرَ‬
‫التَّبَعقوك ‪( َ...‬ـ فإنها نزل بتبو ‪ ،‬وقوله تعالى ‪َ  :‬وا ْ‬
‫سأ َ ْ َم ْن أ َ ْر َ‬
‫س ِلنَا ‪( ...‬ـ نزل ببي المقدس ليلر اإلسراء ‪.‬‬
‫ِم ْن قر ق‬
‫االصطالح النا ي باعتبار المخاطب‬
‫أن المكي ما وق خطابا ً ألهل مكر ‪ ،‬والمدني ما وق خطابا ً ألهل المدينر‬
‫‪ ،‬ويحمل على هذا ما نقل عن ابن مسااااعود أنه قال ‪" :‬ما كان في القرآن (يا أيها‬
‫الذين آمنوا أنزل بالمدينر أي مدني ‪ ،‬وما كان من القرآن بلفظ (يا أيها الناس‬
‫و (ي ا بني آدم فهو مكي ‪ ،‬و لااب أن اإليمااان كااان كااالب اا ً على أهاال المااديناار ‪،‬‬
‫فاو بوا بيا أيها الذين آمنوا ‪ ،‬وكذلب خطاب الكافرين بيا أيها الناس ؛ ألن الكفر‬
‫كان كالبا ً على أهل مكر ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫االتقان للسيو ي ‪ /1‬ص ‪ ، 43 ، 42‬مناهل العرفان – للزرقاني ‪. 53/1‬‬
‫المرال السابق ‪.‬‬
‫انعـاااار هـااااذه ااراء بالتفصيل في اإلتقان للسيو ي – ف‪ 1‬ص ‪ 6‬وما بعدها ‪ ،‬البرهـااااان‬
‫للزركشـي – ف‪ 2‬ص ‪ ، 245-244‬مناهـل العرفـان للزرقانـي – ف‪ 1‬ص ‪194-193‬‬
‫‪ ،‬المدخل لدراسر القرآن ألبي شهبر – ص ‪. 222-221‬‬
‫سورة التوبر – ااير ‪. 42‬‬
‫سورة الزخرف – ااير ‪. 45‬‬
‫‪-9-‬‬
‫وهذا التقسيم لوحظ فيه الماا بون ‪ ،‬لكنه كير ضابط وال حاصر لجمي‬
‫آياا القرآن الكريم ألمرين ‪-:‬‬
‫اس‪ ‬منل ما الاء‬
‫ا مر ا و إنه يوالد آياا مدنير ي‬
‫صادارا بصاايغر ‪َ ‬يا أَيُّ َها النَّ ق‬
‫(‪1‬ـ‬
‫اس‪‬‬
‫في سورة النساء التي اتفق على أنها مدنير ‪ ،‬ولكنها تبدأ بـاااااا ‪‬يَا أَيُّ َها النَّ ق‬
‫وكذلب هنا آياا مكير صاادرا بصاايغر ‪‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا‪( ‬ـ وكذلب سااورة‬
‫اس ا ْعبقدقوا َربَّ قك قم ‪( ...‬ـ وأي اا ً ما الاء في سااورة‬
‫البقرة مدنير وفيها ‪‬يَا أَيُّ َها النَّ ق‬
‫(‪‬ـ‬
‫ار َكعقوا ‪. ...‬‬
‫الحت المكير ‪‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا ْ‬
‫ا مر النا ي يوالد سـور كنيرة في القرآن الكريم لين فيها الاطاب بـ ‪‬يَا أَيُّ َها‬
‫اس‪ ‬فعلى هذا االعتبـااار فهـااي كير مكير وال مدنير ‪،‬‬
‫الَّ ِذينَ آ َمنقوا‪ ‬و ‪‬يَا أَيُّ َها النَّ ق‬
‫(‪‬ـ‬
‫ّللاَ َوال ت ق ِط ِع ا ْل كَا ِف ِرينَ َوا ْل قم َنا ِف ِقينَ ‪...‬‬
‫ق َّ‬
‫منال قوله تعالى ‪َ  :‬يا أَيُّ َها النَّ ِب ُّي ات َّ ِ‬
‫وقوله تعالـى ‪ :‬إِأَا َجـا َءكَ ا ْل قمنَافِقـقونَ آَالقوا‬
‫َ ْ‬
‫ّللاِ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ش َه قد إِ َّرَ لَ َر ق‬
‫سو ق َّ‬
‫وعلى هذا فإن هذا التقسيم كير ضابط وال حاصر ‪.‬‬
‫االصطالح النال‪ :‬باعتبار زمن النزو‬
‫وهو ما عليه المهور العلماء أن المكي ما نزل قبل هجرة الرسااااااول ‪‬‬
‫إلى المدينر ‪ ،‬وإن كان نزوله بغير مكر ‪ ،‬والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان‬
‫نزوله بمكر ‪.‬‬
‫وهذا التق سيم كما ترى لوحظ فيه زمن النزول ‪ ،‬هو تق سيم صحيه سليم‬
‫ألنه ضابط حاصر لجمي آياا القرآن الكريم ‪.‬‬
‫الطريق إلى معرفة المكي والمد ي‬
‫اعتمد العلماء في معرفر المكي والمدني على منهجين هما ‪-:‬‬
‫المنهج ا و السماعي النقلي‬
‫العمدة في معرفر المكي والمدني النقل ال صحيه عن ال صحابر – ر ضي‬
‫هللا عنهم – الذين شااااااااهدوا أحوال الوحي والتنزيل ‪ ،‬والتابعين ااخذين عنهم ‪،‬‬
‫ولم يرد عن النبي ‪ ‬في لب قول ‪ ،‬ويليد لب ما نقله السااااايو ي عن القاضاااااي‬
‫أبي بكر في االنتصاااااااار حير قال ‪" :‬إنما ييرال في معرفر المكي والمدني إلى‬
‫حفظ الصااااااحابر والتابعين ولم يرد عن النبي ‪ ‬في لب قول ؛ ألنه لم يلمر به ‪،‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫سورة النساء – ااير ‪. 1‬‬
‫سورة الحت – ااير ‪. 1‬‬
‫سورة البقرة – ااير ‪. 21‬‬
‫سورة الحت – ااير ‪. 77‬‬
‫سورة األحزاب – ااير ‪. 1‬‬
‫سورة المنافقين – ااير ‪. 1‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫ولم يجعل هللا علم لب من فرائض األمر وإن والب في بعض أهل العلم معرفر‬
‫تاري الناس والمنسو ‪ ،‬وقد يعرف لب بغير نص عن الرسول ‪1( " ‬ـ ‪.‬‬
‫وقد اشاااتهر بمعرفر المكي والمدني من الصاااحابر – رضاااي هللا عنهم –‬
‫عبد هللا بن مسعود – رضـااااااي هللا عنـااااااه – أنه قال ‪" :‬وهللا الذي ال إله كيره ما‬
‫نزل سااااااورة من كتاب هللا إال وأنا أعلم أين نزل ‪ ،‬وال نزل آير من كتاب هللا‬
‫إال وأنا أعلم فيم أنزل ‪ ،‬ولو أعلم أحدا ً أعلم مني بكتاب هللا تبلغه اإلبل لركب‬
‫إليه" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫المنهج النا ي القياس االجتهادي‬
‫عرفنا فيما م اااى أن مرد العلم بالمكي والمدني هو الساااماع عن ريق‬
‫الصاااحابر والتابعين ‪ ،‬ولكن هنا عالماا وضاااوابط ومميزاا وضاااعها العلماء‬
‫ييعرف بها المكي والمدني هي ‪-:‬‬
‫(‪‬‬
‫أوالً ضوابط القرآن المكي هي‬
‫‪ -1‬كل ساااااورة فيها لفظ (كالـ وقد كر هذا اللفظ في القرآن حالحا ً وحالحين مرة‬
‫في خمن عشرة سورة ‪ ،‬كلها في النصف األخير من القرآن ‪ ،‬قال العماني‬
‫‪" :‬وحكمر لب إن نصف القرآن األخير نزل أكنره بمكر وأكنرها البابرة ‪،‬‬
‫فتكررا فيااه على والااه التهااديااد والتعنيف لهم واإلنكااار عليهم ‪ ،‬باالل‬
‫النصاااااف األول ‪ ،‬وما نزل منه في اليهود لم يحتت إلى إيرادها فيه ؛ لذلتهم‬
‫وضعفهم" ‪.‬‬
‫‪ -‬كل سورة في أولها حرف تهجي كير سورة البقرة وآل عمران فهما مدنيتان‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬كل سورة فيها سجدة أو مبدوءة بقسم ‪.‬‬
‫‪ -‬كل سااااورة فيها تفصاااايل لقصااااص األنبياء ولألمم الغابرة فهي مكير سااااوى‬
‫البقرة ‪ ،‬وفيها كر – تعالى – تلب القصاااص ألخذ العبرة والععر بسااانته –‬
‫تعالى – في هال أهل الكفر والطغيان وانتصار أهل اإليمان ‪.‬‬
‫‪ -‬كل سورة فيها قصر آدم وإبلين فهي مكير سوى البقرة ‪.‬‬
‫ثا يا ً مميزات القرآن المكي‬
‫‪ -1‬الدعوة إلى أصااااااول اإليمان االعتقادير من اإليمان باهلل واليوم ااخر وما‬
‫فيه من البعر والحشاار والجزاء ‪ ،‬واإليمان بالرسااالر ‪ ،‬و لب ألن أهل مكر‬
‫كانوا منغمسين في الشر والوحنير ‪ ،‬كذلب ناقشهم باألدلر العقلير والكونير‬
‫في عقائدهم ال الر ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ اإلتقان للسيو ي – ف‪ 1‬ص ‪. 16‬‬
‫(‪2‬ـ انعر ‪ :‬مناهل العرفان – الزرقاني – ف‪ 12‬ص ‪. 196‬‬
‫(‪3‬ـ اإلتقان للسيو ي – ف‪ 1‬ص ‪ 9‬بتصرف ‪ ،‬وانعر بالتفصيل مناهل العرفان للزرقاني ف‪1‬‬
‫ص ‪. 203 ، 202‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫‪ -‬محاااالاار المشااااااركين ومجااادلتهم وإقاااماار الحجاار عليهم في بطالن عبااادتهم‬
‫لألصنام ‪ ،‬وبيان أنها ال تنف وال ت ر ‪.‬‬
‫‪ -‬إنه تحدث عن عاداتهم القبيحر ؛ كالقتل وسفب الدماء ‪ ،‬ووأد البناا واستباحر‬
‫األعراض ‪ ،‬وأكل مال اليتيم ‪ ،‬للف أنعارهم إلى ما في لب من أخطار ‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوة إلى أصااول التشااريعاا العامر وااداب والعقائد النابتر التي ال تتغير‬
‫بتغير الزمان والمكان ‪ ،‬وال ساااااايما التي يتعلق منها بحفظ الدين والنفن‬
‫والمال والعقل والنسااااب ‪ ،‬وأي ااااا ً أمرهم بالصاااادب والعفاف وبر الوالدين‬
‫وصلر الرحم والعفو والعدل وكير لب ‪.‬‬
‫‪ -‬قصر أكنر آياته وسوره ‪ ،‬فقد سلب م أهل مكر سبيل اإليجاز في خطابه لهم‬
‫‪ ،‬و لب ألنهم كانوا أهل البالكر والبيان ‪ ،‬صااااااناعتهم الكالم ‪ ،‬فيناساااااابهم‬
‫اإليجاز واإلقالل دون اإلسهاب واإل ناب ‪.‬‬
‫ثالنا ً ضوابط القرآن المد ي‬
‫‪ -1‬تتميز ااياا المدنير بذكر وبيان الحدود والفرائض ‪ ،‬و لب ألنها شاااارع‬
‫بعد إقامر المجتم اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -‬كل ساااورة فيها إ ن بالجهاد وبيان ألحكام الجهاد والصاااله والمعاهداا فهي‬
‫مدنير سوى سورة الحت ‪.‬‬
‫‪ -‬كل سورة فيها كر المنافقين فهي مدنير ما عدا سورة العنكبوا مكير ااياا‬
‫اإلحدى عشرة األولى ‪ ،‬و لب ألن اهرة النفاب بدا تعهر في المدينر ‪.‬‬
‫(‪1‬‬
‫مميزان القرآن المد ي‬
‫‪ -1‬التحدث عن دقائق التشااري ‪ ،‬وتفاصاايل األحكام في العباداا والمعامالا‬
‫كأحكام الصااااااالة والصاااااايام والزكاة ‪ ...‬وكذلب البيوع والربا والساااااارقر‬
‫والكفاراا كما في سااااورة البقرة والنساااااء والمائدة والنور ‪ ،‬و لب أن حياة‬
‫المسلمين بدأا تستقر وأصبه لهم كيان ودولر وسلطان ‪.‬‬
‫‪ -‬محاالر أهل الكتاب وبيان ضاااااااللهم في عقائدهم ‪ ،‬وبيان تحريفهم لكتب هللا‬
‫وهذا ما توضحه سورة البقرة والمائدة والفته ‪.‬‬
‫‪ -‬تمتااااز آيااااا القرآن المااادني بطول المقاااا ؛ و لاااب ألنهاااا تتحااادث عن‬
‫التشريعاا وماا بر أهل الكتاب ‪.‬‬
‫(‪‬‬
‫فوائد معرفة المكي والمد ي‬
‫(‪1‬ـ اإلتقان للسااايو ي – ف‪ 1‬ص ‪ 9‬بتصااارف ‪ ،‬وانعر بالتفصااايل مناهل العرفان – ف‪ 1‬ص‬
‫‪ ، 203-202‬وانعـر المدخـل لدراسـر القـرآن الكريـم ألبـي شهبر – ص ‪. 233-228‬‬
‫(‪2‬ـ بالتفصاايل مناهل العرفان – ف‪ 1‬ص ‪ ، 195‬وانعر المدخل لدراساار القرآن الكريم ‪ ،‬ص‬
‫‪. 220‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫‪ -1‬معرفر المكي والمدني يسااااااعد على تمييز الناسااااا من المنساااااو فيما لو‬
‫وردا آيتان متعارضااااااتان وإحداهما مكير واألخرى مدنير ‪ ،‬فإننا نحكم‬
‫بنس المدنير للمكير لتأخرها عنها ‪.‬‬
‫‪ -‬أنه يعين على معرفر تاري التشااااري ‪ ،‬والوقوف على ساااانر هللا الحكيمر في‬
‫تشااااااريعه ‪ ،‬وهي التدرف في التشااااااريعاا بتقديم األصااااااول على الفروع‬
‫واإلالمـال في التفصيـل ‪ ،‬وبذلـب يترتب عليه اإليمان بسمو السياسر‬
‫اإلسالمير في تربير الشعوب واألفراد ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفر هذا العلم يزيد النقر بهذا القرآن الععيم ‪ ،‬وبوصاااااوله إلينا ساااااالما ً من‬
‫التغيير والتحريف ‪ ،‬ويدل على لب اهتمام المساالمين بهذا العلم عن ريق‬
‫تناقلهم لهم وما نزل من قبل الهجرة وبعدها في الساافر والح اار وفي الليل‬
‫والنهار ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفر هذا العلم يفيد ويساااعد على تفسااير القرآن الكريم ‪ ،‬فإن معرفر مكان‬
‫النزول وزمنه يعين على فهم وتفسير القرآن الععيم ‪.‬‬
‫‪ -‬أي ا ً يفيدنا في معرفر أحداث السيرة النبوير من خالل متابعر أحوال النبي ‪‬‬
‫وموقف المشااااااركين من دعوته في العصاااااار المكي والعصاااااار المدني ‪،‬‬
‫والوقوف على الغزواا التي كزاها الرسااااااول ‪ ‬كغزوة بدر وأحد وبني‬
‫قريعر والفته وحنين وكير لب ‪.‬‬
‫‪ -‬تذوب أسااااااليب القرآن المتنوعر في خطابه لاصاااااومه واالساااااتفادة منها في‬
‫الدعوة إلى هللا ‪ ،‬فماا بر الكفار يحتاف إلى األساااااالوب الاطابي في العهد‬
‫المكي عن ريق التركي ز على إحبااااا والود هللا والبعااار والعقيااادة ‪،‬‬
‫وماا بر أهل الكتاب والمنافقين يحتاف إلى أساااااالوب الاطابر في العهد‬
‫المادني عن رب منااقشااااااتهم في عقيادتهم المنحرفار وبياان التحريف في‬
‫كتبهم ‪.‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الناسخ والمنسوخ‬
‫أوالق معنى النسخ في اللغة‬
‫(‪1‬ـ‬
‫‪-:‬‬
‫الاء النس في لسان العرب على معان حالحر هي‬
‫‪ -1‬النق‪ :‬والكتابة ومناله قولنا ‪ ( :‬س خت الكتاب إ ا نقل ما فيه إلى كيره‬
‫س قخ َما قك ْنت ق ْم ت َ ْع َملقونَ ‪( ‬ـ أي أن نسااتنس ا‬
‫س ت َ ْن ِ‬
‫بدليل قوله تعالى ‪ِ  :‬إ َّا قكنَّا َ ْ‬
‫ما تكتب الحفعر فينب عند هللا ‪.‬‬
‫‪ -‬التبدي‪ :‬والتغير تقول العرب ‪ ( :‬س خ الش يء بالش يء بمعنى اساااتبدال‬
‫الشااايء بشااايء آخر ‪ ،‬والدليل على لب قوله تعالى ‪َ  :‬وإِأَا بَ َّد ْلنَا آيَةً َمكَانَ‬
‫آيَة ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫مس الظ َّ‪ :‬وا تس خت أزالته‬
‫‪ -‬الرفع واإلزالة تقول العرب ‪ ( :‬س خت الش ق‬
‫والمعنى أ هب العل وحل محله ‪ ،‬و ( سخت الرياح آثار الديار كيرتها‬
‫ت ِب َخيْر ِم ْن َها أ َ ْو‬
‫س َها َأ ْ ِ‬
‫س ْخ ِم ْن آ َية أ َ ْو ق ْن ِ‬
‫‪ ،‬ويليد لب قوله تعالى ‪َ  :‬ما َ ْن َ‬
‫ِمنْ ِل َها‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً النسخ في االصطالح‬
‫"هو رفع الحكم الش رعي بدلي‪ :‬ش رعي آخر متأخر عن في فس‬
‫الموضوع" (‪. ‬‬
‫وعرفه الراكب في مفرداته ‪ :‬بأنه إزالة الحكم بحكم يتعقب ‪.‬‬
‫وعرفـه ابن الحاالـب ‪ :‬بأنه رفع الحكم الشرعي بدلي‪ :‬شرعي آخر عن‬
‫‪.‬‬
‫ثالنا ً شروط النسخ‬
‫يت اااه من خالل معرفر معنى النسااا أن هنا شااارو ا ً يجب مراعاتها‬
‫عند النس هي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الناس حكما ً شرعيا ً ومتراخيا ً عن المنسو ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون المنسو حكما ً شرعيا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون بين الناس والمنسو تعارضا ً وال يمكن الجم بينهما ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫( ‪5‬ـ‬
‫لسان العـرب البـن منعور – ف‪ 5‬ص ‪ ، 4407‬المفرداا في كريب القرآن – ص ‪490‬‬
‫‪ ،‬معاني النس – تفسير السدي (دراسر وتحقيقـ ‪ :‬إعداد د‪ .‬زكريا الزميلي – ف‪ 1‬ص‬
‫‪. 94‬‬
‫سورة الجاحير – ااير ‪. 29‬‬
‫سورة النحل – ااير ‪. 101‬‬
‫سورة البقرة – ااير ‪. 106‬‬
‫انعر دراساا في أصول الفقه – د‪ .‬عبد الفتاح الشي – ص ‪ ، 123‬ص ‪ 140‬بتصرف‬
‫‪ ،‬وانعر مناهل العرفان – للزرقاني – ص ‪. 180-176‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫‪ -‬قال العلماء أن النس ال يق إال في األوامر والنواهي ‪ ،‬وال يتعلق بالعقيدة أو‬
‫بذكر صفـاا هللا واليوم ااخر وأصول العباداا والمعامالا ‪.‬‬
‫رابعا ً طريقة معرفة النسخ‬
‫يعرف الناس والمنسو بطريقين همها ‪-:‬‬
‫‪ -1‬النقل الصريه عن الرسول ‪ ‬أو عن الصحابي الذي اشتيهر بالتفسير ‪ ،‬فقد‬
‫كر السااااايو ي عن ابن الحصاااااار قال ‪" :‬إنما يرال في النسااااا على نقل‬
‫صريه عن رسـول هللا ‪ ‬أو عن صحابي يقول آير كذا نسا كذا" (‪1‬ـ ‪،‬‬
‫ويليد هذا قول الرسول ‪" : ‬كنت هيتكم من زيار القبور أال فزوروها"‬
‫(‪‬ـ وما ورد عن الصااحابي يجب أن يفيد ساابق أحد النصااين المتعارضااين‬
‫على ااخر أو التراخي عنه ‪ ،‬كأن يقول ‪ :‬نزل هذه ااير بعد تلب ااير أو‬
‫نزل هذه ااير قبل تلب ااير ‪ ،‬أو يقول هذا عام كذا ‪ ،‬وكان معروفـا ً سـبق‬
‫ااير التي تعارضها أو كان معروفا ً تأخرها عنها ‪( ...‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ينعقد إالماع من األمر في أي عصاااار من عصااااورها على تعيين المتقدم‬
‫من النصين والمتأخر ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يعتمد في معرفر الناس والمنسو على االالتهـاااااااد من كيـاااااار سند ‪ ،‬وال‬
‫يعتمد أي ا ً على قول المفسر هذا ناس أو منسو من كيـاااار دليـاااال ‪ ،‬ألن‬
‫كالمه لين بدليل (‪‬ـ ‪.‬‬
‫خامسا ً أ واع النسخ في القرآن الكريم‬
‫النس في القرآن الكريم على حالحر أنواع وهي كااتي ‪-:‬‬
‫سخ الحكم والتالو‬
‫النوع ا و‬
‫بمعنى نس ا لفظ ااير والحكم الذي تدل عليه ومناله ما ورد في صااحيه‬
‫مساالم وكيره عن عائشاار رضااي هللا عنها أنها قال ‪" :‬كان فيما أينز َل من القرآن‬
‫بامن ٍٍ معلوما ٍ‬
‫ا معلوما ٍ‬
‫عشر رضعا ٍ‬
‫ا ‪ ،‬وتيوفي رسول‬
‫يحر ْمنَ ‪ ،‬حم نيسا ْانَ‬
‫ا‬
‫ي‬
‫اي ا‬
‫(‪‬ـ‬
‫هللا ‪ ‬وهن فيما يقرأ من القرآن" ‪.‬‬
‫الحاادياار صااااااحيه وهو في حكم المرفوع إلى النبي ‪ ‬م وقوفااه على‬
‫عائشر ألن هذا الموضوع ال يقال فيه بالرأي وإنما يلزمه التوقيف إلى رسول هللا‬
‫‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫( ‪5‬ـ‬
‫اإلتقان – ف‪ 2‬ص ‪. 52‬‬
‫مسلم – ف‪ 2‬ص ‪ ، 672‬كتاب الجنائز الزء من حدير ويل ‪.‬‬
‫مناهل العرفان – للزرقاني – ف‪ 2‬ص ‪. 210‬‬
‫مناهل العرفان – للزرقاني – ف‪ 2‬ص ‪. 210‬‬
‫أخراله مسلم – ف‪ : ، 2‬الرضاع – باب ‪ – 6‬ص ‪ – 1075‬حدير رقم ‪ ، 24‬وأخراله‬
‫أبو داود – ف‪ : ، 1‬النكاح – باب هل يحرم ما دون خمن رضااااااعاا‪ -‬حدير رقم‬
‫‪ – 2062‬ص ‪. 629‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫وأما قولها أن النبي ‪ ‬توفي وهن فيما يقرأ من القرآن فيعني أن التالوة‬
‫نسا ولم يبلغ لب النس كل الناس إال بعد وفاة رسول هللا ‪ ‬حير‬
‫توفي وبعض الناس يقرأ بها أي بمعنى أنه لم يصله خبر نساها ‪.‬‬
‫النوع النا ي سخ الحكم وبقاء التالو‬
‫وهذا النوع يعنـاااااي بقـااااااء لفظ ااير في المصحف ويعتبر من ضمن ما‬
‫يتلى من القرآن أما الذي تت منـاااااه هذه ااير فقد رف العمل به لنزول نص آخر‬
‫نسااااا العمل باألول ‪ .‬ومناله قوله تعالى ‪َ :‬والَّ ِذينَ يقت َ َوفَّ ْونَ ِم ْن قك ْم َويَذَ قرونَ أ َ ْز َواجا ً‬
‫اج ِه ْم َمتَاعا ً ِإلَى ا ْل َح ْو ِ َي َْر ِإ ْخ َرا ‪1( ‬ـ ‪ .‬نسااااااا بقوله تعالى ‪:‬‬
‫َو ِص يَّةً َ ْز َو ِ‬
‫س ِهنَّ أ َ ْربَ َعةَ أ َ ْ‬
‫ش قهر‬
‫ص نَ ِبأ َ ْفق ِ‬
‫‪َ :‬وا َّل ِذينَ يقت َ َوفَّ ْونَ ِم ْن قك ْم َو َيذَ قرونَ أ َ ْز َواجا ً يَت َ َربَّ ْ‬
‫عشْرا ً‪( ‬ـ ‪ .‬فااير األولى أوضح حكم العدة عند المرأة المتوفى عنها زوالها‬
‫َو َ‬
‫مرتبط بعام كامل ‪ ،‬وهذا نس ا بااير النانير التي أوضااح أربعر أشااهر وعشاارا ً‬
‫م بقاء تالوة ااير المنسوخر ‪.‬‬
‫س و َ فَقَ ِد قموا بَ ْينَ‬
‫الر ق‬
‫ومناله قوله تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا ِإأَا َا َج ْيت ق قم َّ‬
‫ص َدآَة‪( ‬ـ نسا بااير التاليـاااار لهـااااا وهي قوله تعالى ‪ :‬أَأ َ ْ‬
‫شفَ ْقت ق ْم‬
‫َي َجْ َوا قك ْم َ‬
‫يَد ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫عليْكـ ق ْم فأآِي قموا‬
‫ّللاق َ‬
‫َي جْ َوا قك ْم َ‬
‫اب َّ‬
‫ص َدآـ ات ف ِرأ ل ْم تفعَلوا َوت َ‬
‫أ َ ْن تقق ِد قموا بَ ْينَ يَد ْ‬
‫صال َ َوآتقوا َّ‬
‫يـر بِ َما ت َ ْع َملقونَ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ال َّ‬
‫ّللاَ َو َر ق‬
‫سـولَ ق َو َّ‬
‫الزكَا َ َوأ َ ِطيعقوا َّ‬
‫ّللاق َخبِ ٌ‬
‫فااير األولى المنساااوخر ت ااامن والوب تقديم الصااادقر عند مناالاته ‪‬‬
‫واالنفراد معاه في الحاديار ‪ ،‬ونساااااا هاذا الحكم باالنص النااني الاذي الااء ف يه‬
‫التافيف عن األمر في هذا الجانب ‪.‬‬
‫النوع النال‪ :‬سخ التالو وبقاء الحكم‬
‫وهذا النوع يعني أن لفظ ااير ينس من القرآن ويبقى العمل بحكمها كما‬
‫كان سااااااابقا ً واسااااااتدلوا على لب بما روي عن عمر بن الاطاب وأبي بن كعب‬
‫أنهما قاال ‪" :‬كان فيما أنزل من القرآن الشااي والشاايار إ ا زنيا فارالموهما البته‬
‫نكاالً من هللا وهللا عزيز حكيم" ‪ .‬فقد نسااااااا هذه ااير وبقي حكم الرالم على‬
‫المحصن الزاني معموالً به (‪‬ـ ‪.‬‬
‫سادسا ً الحكمة من النسخ في القرآن‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫سورة البقرة – آير ‪. 240‬‬
‫سورة البقرة – آير ‪. 234‬‬
‫سورة المجادلر – آير ‪. 12‬‬
‫سورة المجادلر – آير ‪. 13‬‬
‫انعر دراساا في القرآن الكريم – ص ‪. 371‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫‪ -1‬مراعا مص الح الناس فحينما ينساااا الحكم الذي ال يصااااله اسااااتمرار‬
‫العمل به وييستبدل بحكم آخر صاله ييحقق مصلحر أبناء المجتم اإلسالمي فهذا‬
‫برهان قا على أن هللا ساااااابحانه وتعالى يريد الاير للناس وما ينفعهم في هذه‬
‫الحياة ‪.‬‬
‫يعلم هللا بما يتحمله الناس في‬
‫‪ -‬تطور التشريع ووصل إلى مرحلة الكما‬
‫كل مرحلر من مراحل حياتهم فكان ينزل من ااياا ما يتناسااااااب م نفوسااااااهم‬
‫وحياتهم فقد الاءا آياا بشأن الامر انته بتحريمه م بقاء ااياا المنسوخاا‬
‫في الكتاب ليعطينا صاااورة عن تدرف التشاااري في اقتالع هذه العادة االالتماعير‬
‫السيئر بمسايرة سهلر واستجابر كاملر للعالف وقناعه بالنتيجر لدى أبناء المجتم‬
‫اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -‬ابتالء المكلف واختباره باالمتنال ألمر هللا أو عدمه ‪ ،‬فالملمن يقول ساااااامعا ً‬
‫و اعر لما الاء من عند هللا سااااواء كان النساااا من الافيف إلى النقيل أو العكن‬
‫وال يجادل بل يلتزم ويعمل بالحكم األخير وبذلب يكون له األالر على الطاعر‬
‫بعكن اإلنسان الغير ملمن فقد يجادل ويق في ال الل ‪.‬‬
‫‪ -‬إرادة الاير ألبناء المجتم والتيسير عليهم ‪ :‬إ ا كان النس من الافيف إلى‬
‫النقيل فإن فيه زيادة في النواب واألالر عند هللا وإن كان من النقيل على الافيف‬
‫ففيه السهولر واليسر باألمر ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬جمع القرآن الكريم‬
‫المطلب ا و‬
‫جمع القرآن في عهد الرسو ‪‬‬
‫يطلق الم القرآن ويراد به معنيين ‪-:‬‬
‫‪ -1‬جمع القرآن بمعنى حفظ في الصدور‬
‫عني الرسااول ‪ ‬بالقرآن عناير شااديدة ‪ ،‬فقد كان القرآن ينزل على النبي‬
‫‪ ‬ويحف عه ويبل غه لل ناس و يأمر ك تاب الوحي بك تاب ته ‪ ،‬و يدلهم على موضاااااا‬
‫المكتوب من ساااورته ‪ ،‬فيقول لهم ‪" :‬ضاااعوا هذه الساااورة بجانب تلب الساااورة ‪،‬‬
‫وضااعوا هذه ااياا بإزاء تلب ااياا" ومن شاادة حرص الرسااول ‪ ‬على حفظ‬
‫القرآن كان يحر لسـاااااانه بالقـااااارآن عنـاااااد نزوله ‪ ،‬يقول تعالى ‪ :‬ال ت ق َح ِر ْك بِ ِ‬
‫علَ ْي َنا‬
‫علَ ْي َنا َج ْم َع ق َوآق ْرآ َ ق َف ِرأَا آَ َرأْ َ ا ق َفات َّ ِب ْع آق ْرآ َ ق ث ق َّم ِإنَّ َ‬
‫س ا َ رَ ِلت َ ْع َج َ‪ِ :‬ب ِ ِإنَّ َ‬
‫ِل َ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫َب َيا َ ‪ ‬وكان ‪ ‬يعارض البريل بالقرآن الكريم مرة في شهر رم ان من كل‬
‫عام ‪ ،‬فلما كان العام الذي قبض فيه ‪ ‬عارضااه به مرتين (‪‬ـ ولم ينتقل الرسااول‬
‫(‪1‬ـ سورة القيامر – آير ‪. 19-17‬‬
‫(‪2‬ـ فته الباري شرح صحيه البااري – ف‪ 1‬ص ‪. 35‬‬
‫‪- 17 -‬‬
‫‪ ‬إلى الرفيق األعلى إال والقرآن كله مكتوبا ً في العصاااااار النبوي ‪ ،‬لذلب نجد أن‬
‫الرسااااااول الكريم اتاذ يكتابا ً يكتبون ما ينزل من القرآن أوالً بأول ‪ ،‬والدليل على‬
‫لب ما روي عن أنن – رضي هللا عنه – قال ‪" :‬المـااااا القرآن على عهد النبي‬
‫‪ ‬أئمر كلهم من األنصار أيبَي ومعا ابن البـاااال ‪ ،‬وأبو زيد وزيد بن حاب ‪ ،‬قل‬
‫ألنن ‪َ :‬من أبو زيد ؟ قال ‪ :‬أحد‬
‫عمومتي وكيرهم" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أما الصحابر الكرام فقد اشتد تنافسهم على حفظ القرآن الكريم ‪ ،‬وتسابقوا‬
‫إلى مدارسااااااته وتفساااااايره والعمل به ‪ ،‬فكانوا ال يتجاوزون العشاااااار آياا حتى‬
‫يحفعوها ويعملوا بها ‪ ،‬فكانوا رهبانا ً بالليل ‪ ،‬فرساااانا ً بالنهار ‪ ،‬يلحرون قيـاااااااااام‬
‫الل يل ته جدا ً بالقرآن ‪ ،‬حتى ييساااااام لبيوتهم دوي كدوي النحل ‪ ،‬يقول ت عالى ‪:‬‬
‫س ت َ ْغ ِف قرونَ ‪( ‬ـ وقال ‪ ‬لعبد‬
‫س َح ِار قه ْم يَ ْ‬
‫‪‬كَا قوا آَ ِليالً ِمنَ اللَّ ْي ِ‪َ :‬ما يَ ْه َجعقونَ َو ِبا ْ َ ْ‬
‫هللا بن مسااااعود – رضااااي هللا عنه ‪" : -‬اقرأ علي القرآن ‪ ،‬فقال ابن مسااااعود ‪ :‬يا‬
‫ر سول هللا أقرأ عليب وعليب أنزل ؟ قال ‪ :‬إني أحب أن أ سمعه من كيري ‪ ،‬فقرأ‬
‫ش ِهيد‬
‫ْف ِإأَا ِجئْنَا ِم ْن ك ِق‪ :‬أ ق َّمة ِب َ‬
‫عليه سااورة النساااء حتى إ ا بلغ قوله تعالى ‪ :‬فَ َكي َ‬
‫ش ِهيدا ً‪( ‬ـ قال ‪ :‬حساابب اان ‪ ،‬قال ابن مسااعود ‪ :‬فالتف‬
‫َو ِجئْنَا بِرَ َ‬
‫قالء َ‬
‫علَى َهؤ ِ‬
‫فإ ا عيناه تذرفان" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬جمع القرآن بمعنى كتابت‬
‫ي‬
‫اتاذ النبي ‪ ‬يكتابا ً للوحي ‪ ،‬منهم الالفاء األربعر ‪ ،‬وزيد بن حاب وأبَي‬
‫بن كعب وكيرهم ‪ ،‬على الركم من أن أدواا الكتابر كان قليلر ‪ ،‬فكانوا يكتبون‬
‫حسبما تتوفر لديهم ‪ ،‬فمن هذه الوسائل ‪-:‬‬
‫‪ -‬العَسب الم عسيب ‪ ،‬وهو الريد النايل العري ر ‪.‬‬
‫‪ -‬اللقخاف الم لَافر بفته الالم وسكون الااء ‪ ،‬وهي حجارة رقاب ‪.‬‬
‫الرآاع الم رقعر ‪ ،‬وقد تكون من اللد أو كيره ‪.‬‬
‫‪ِ -‬‬
‫‪ -‬ا كت اف الم كتف ‪ ،‬وهو ععم عريض في كتف الحيوان ‪ ،‬فقااد كااانوا‬
‫يكتبون عليه بعد أن يجف ‪.‬‬
‫( ‪5‬ـ‬
‫‪ -5‬ا آتاب وهي الاشبر التي توض على هر البعير ومفردها قتب ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫دراساا حول القرآن – بدران أبو العينين – ص ‪. 59‬‬
‫سورة الذارياا – اايتان ‪. 18-17‬‬
‫سورة النساء – ااير ‪. 41‬‬
‫صحيه البااري – ف‪ 6‬ص ‪. 113‬‬
‫دراساا حول القرآن – بدران أبو العينين – ص ‪. 61-60‬‬
‫‪- 18 -‬‬
‫ويت ااااه مما ساااابق أن القرآن الكريم كان قد أخذ حعه من العناير حفعا ً‬
‫وكتابر ‪ ،‬ولم ينتقل الرسااااااول الكريم إلى الرفيق األعلى إال وقد حفظ القرآن في‬
‫الصدور وفي السطور ‪.‬‬
‫ثا يا ً مميزات جمع القرآن في عهد النبي ‪‬‬
‫‪ -‬كان القرآن الكريم مكتوبا ً باألحرف الساااابعر التي تنزل بها على قلب النبي ‪‬‬
‫‪ ،‬قال ‪" ‬إن هذا القرآن ز على س بعة أحرف فاآرأوا ما تيس ر من "‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬كان القرآن مرتب ااياا كير مرتب السور ‪ ،‬بمعنى أن السور لم تكن مرتبر‬
‫بع ها إحر بعض ‪.‬‬
‫‪ -‬لم يكن القرآن في عهد النبي ‪ ‬مجموعا ً في مصااااااحف واحد ‪ ،‬بل كان مفرقا ً‬
‫في الرقاع وعلى األكتاف ‪ ،‬ولكن كل سورة مجموعر في مكان مستقل ‪.‬‬
‫‪ -‬بعض ااياا التي يكتب في عهد النبي ‪ ‬حم نيسااااااا تالوتها بقي مكتوبر‬
‫حتى توفي رسول هللا ‪ ‬وهي تيقرأ من القرآن (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً العوام‪ :‬التي ساعدت الصحابة في حفظ القرآن‬
‫‪ -‬رسااااااو العقيدة في قلوبهم وحبهم هلل ولرسااااااوله ‪ ‬وحبهم لكتاب هللا العلهم‬
‫يقبلون على حفظ القرآن في الصااااااادور التي كان مفعمر باإليمان نتيجر‬
‫االعتقاد السليم ‪.‬‬
‫‪ -‬كانوا أميين ال يعرفون القراءة والكتابر إال قليل منهم مما العلهم يعولون على‬
‫الذاكرة وقوة الحفظ ‪.‬‬
‫‪ -‬األساااااالوب البليغ الذي امتاز به القرآن العلهم يتذوقون كالم هللا ويقبلون على‬
‫حفعه ‪.‬‬
‫‪ -‬قوة الحااافعاار التي امتااازوا بهااا وساااااايالن الااذهن حياار إنهم كااانوا يحفعون‬
‫التاري واألشعار ‪.‬‬
‫‪ -5‬النصااوص الواردة في القرآن والتي تحر على حفعه وترهب من نساايانه أو‬
‫هجره ‪.‬‬
‫‪ -6‬فرضير قراءته في الصالة والتهجد به في الليل وهم أهل لذلب ‪.‬‬
‫كل هذه العوامل مجتم عر دفعتهم لحفظ القرآن الكريم حتى حف عه عدد‬
‫كبير ‪ ،‬فقد قتل ساااااابعون من حفعر القرآن في بئر معونر وقتل أكنر من لب في‬
‫معركر اليمامر مما يدل على كنرة العدد الذي حفظ القرآن في عهد الصااااااحابر‬
‫رضي هللا عنهم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ فته الباري – ف‪ 6‬ص ‪. 100‬‬
‫(‪2‬ـ انعر مناهل العرفان – ف‪ 1‬ص ‪. 249 ، 248‬‬
‫(‪3‬ـ انعر المدخل لدراسر القرآن الكريم ألبي شهبر – ص ‪. 374 ، 354‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫المطلب النا ي جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي ه عن‬
‫أوالً الباع‪ :‬على الجمع في عهد أبي بكر – رضي ه عن ‪-‬‬
‫بعد أن تولى أبو بكر الاالفر وااله أحداحا ً شاااادادا ً ‪ ،‬ومشاااااكل صااااعابا ‪ً،‬‬
‫منها موقعر اليمامر التي كان ساااااانر احنتي عشاااااار للهجرة ‪ ،‬وفيها دارا رحى‬
‫الحرب بين المساالمين والمرتدين من أتباع مساايلمر الكذاب ‪ ،‬اسااتيشااهد فيها كنير‬
‫أاللهم‬
‫من قراء الصحابر وحفعتهم للقرآن ‪ ،‬حتى وصل العدد إلى السبعين ‪ ،‬من ا‬
‫‪ :‬سالم مولى أبي حذيفر ‪ ،‬وقد عز لب على عمر – رضي هللا عنه – فدخل على‬
‫أبي بكر واقترح عليه أن يجم القرآن خشااير ال ااياع بموا الحفا وقتل القراء‬
‫‪ ،‬فتردد أبو بكر – رضي هللا عنه – أول األمر ‪ ،‬وبعد مراالعـاااار عمر – رضي‬
‫هللا عنه – شااااارح هللا صااااادر أبي بكر – رضاااااي هللا عنه – فأمر بجم القرآن ‪،‬‬
‫وانتدب الماعـااااار من الصحـاااااابر وعلى رأسهم زيد بن حاب األنصاري ‪ ،‬و لب‬
‫لمكانته ولشاااهوده ال َعرضااار األخيـااااااااارة ‪ ،‬ولحفعر القرآن ‪ ،‬وألنه كان من كتاب‬
‫الوحي ‪ ،‬وكان معروفا ً بورعه وخصااااااوبر عقله (‪‬ـ ويليد هذا القول أنه عندما‬
‫كلف أبو بكر زيدا ً بجم القرآن قال ‪" :‬فوهللا لو كلفوني نقل البل من الجبال ما‬
‫كان أحقل علي مما أمرني به من الم القرآن" وقال ‪" :‬فتتبع القرآن أالمعه من‬
‫العسب واللحاف وصدور الرالال" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً دستور أبي بكر – رضي ه عن – في كتابة (جمع المصحف‬
‫انتهت زيد في المعه للقرآن ريقر دقيقر محكمر ‪ ،‬وضااااااعها له أبو بكر‬
‫وعمر – رضي هللا عنهما – تعتمد على مصدرين ‪-:‬‬
‫المص در ا و ما كتب بين يدي رسااااااول هللا ‪ ‬وبلغ من مبالغته في الحيطر‬
‫والحذر أنه لم يقبل شاااايئا ً من المكتوب حتى يشااااهد شاااااهدان عدالن أنه كتب بين‬
‫يدي رسول هللا ‪ ‬ويدل على لب ما أخراله أبو داود أن أبا بكر قال لعمر ولزيد‬
‫‪" :‬اقعدا على باب المسجد ‪ ،‬فمن الاء بشاهدين على شيء من كتاب هللا فاكتباه"‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫المص در النا ي ما كان محفو ا ً في صاااااادور الرالال ‪ :‬والدليل على لب ما‬
‫أخراله أبو داود عن ريق يحيى بن عبد الرحمن بن حا ب قال ‪" :‬قدم عمر‬
‫فقال ‪ :‬من كان تلقى من رسااول هللا ‪ ‬شاايئا ً من القرآن فليأا به ‪ ،‬وكانوا يكتبون‬
‫لب في الصحف واأللواح والعسب ‪ ،‬وكان ال يقبل من أحد شيئا ً حتى‬
‫يشهد شاهدان" (‪‬ـ والمراد بالشاهدين الحفظ والكتابر ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪. 11-10‬‬
‫اإلتقان – السيو ي – ف ‪ 1‬ص ‪. 167‬‬
‫اإلتقان – السيو ي – ف‪ 1‬ص ‪ – 166‬أخراله أبو داود في المصاحف ‪.‬‬
‫اإلتقان – ف‪ 1‬ص ‪. 167‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫عرض‬
‫وقال الساايو ي ‪ :‬المراد بالشاااهدين أنهما يشااهدان على لب مما ي‬
‫على النبي ‪ ‬عام وفاته ‪.‬‬
‫قـال علي – كـرم هللا والهه – أععم الناس في المصاحف أالرا ً أبو بكر‬
‫– رحمر هللا علـااى أبي بكـاار – هـااو أول من الم كتاب هللا (‪‬ـ ومن أدلـاار اتباع‬
‫زيد لهذا النهت أي ا ً قوله إنـااه لـاام يجد آخر سورة براءة ‪‬لَقَ ْد َجا َء قك ْم َرسـ ق و ٌ ِم ْن‬
‫س قك ْم ع َِز ٌ‬
‫قوف َر ِحي ٌم‪( ‬ـ إال م‬
‫يص َ‬
‫علَ ْي ِ َما َ‬
‫يز َ‬
‫أ َ ْ فق ِ‬
‫عنِت ُّ ْم َح ِر ٌ‬
‫علَ ْي قك ْم ِبا ْل قم ْؤ ِمنِينَ َرؤ ٌ‬
‫أبي خزي مر األنصااااااااري مكتو بر ‪ ،‬وم أن ز يدا ً كان يحفع ها و كان كنير من‬
‫الصااااحابر يحفعونها ‪ ،‬ولكنه أراد أن يجم بين الحفظ والكتابر زيادة في التوحيق‬
‫‪ ،‬فعاضااد حفعها في صاادور الصااحابر م المكتوب عند أبي خزيمر ‪ ،‬فأخذ حكم‬
‫المتواتر ‪ ،‬وقيل إن الرسااااااول ‪ ‬أوصااااااى بشااااااهادة أبي خزيمر ‪ ،‬لذا فأخذ حكم‬
‫المتواتر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً مميزات الجمع في عهد الصديق – رضي ه عن ‪-‬‬
‫أ‪ -‬امتاز هذا الجم بالدقر واتباع أصااااااول التنب العلمي ‪ ،‬حير لم يقبل إال ما‬
‫تواتر عنه على أنه قرآن ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اقتصر فيه على ما لم تينس تالوته ‪.‬‬
‫ف‪ -‬هذا الجم كان شامالً لألحرف السبعر التي نزل بها القرآن تيسيرا ً على األمر‬
‫اإلسالمير ‪.‬‬
‫د‪ -‬كان مرتب ااياا كير مرتب السااور و لب ألن كل سااورة بذاتها في صااحيفر‬
‫(‪‬ـ ‪.‬‬
‫المطلب النال‪ :‬جمع القرآن في عهد عنمان – رضي ه عن ‪-‬‬
‫أوالً السبب الذي دعا عنمان – رضي ه عن – إلى جمع القرآن الكريم‬
‫اتسااع الفتوحاا في زمن عنمان رضااي هللا عنه وتفرب المساالمون في‬
‫األمصار ‪ ،‬و ال عهد الناس بالرسول ‪ ‬والوحي ‪ ،‬وكان أهل كل إقليم يأخذون‬
‫بقراءة من اشاتيهر بينهم من الصااحابر ‪ ،‬فأهل الشااام يقرنون بقراءة أيبي بن كعب‬
‫‪ ،‬وأهال الكوفار يقرنون بقراءة عباد هللا بن مسااااااعود ‪ ،‬فكاان بينهم اختالف في‬
‫حروف األداء ووالوه القراءة ‪ ،‬وهذا ما أدى إلى فته باب الشااااااقاب والنزاع في‬
‫قراءة القرآن وكادا تكون فتنر في األرض وفساد كبير (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫أخـااااارف أبو داود في المصاحف عن ريق أبي قالبر – رضي هللا عنه‬
‫– أنه قال ‪" :‬لما كان خالفر عنمان العل المعلم يعلم قراءة الرالل ‪ ،‬والمعلم‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫انعر مباحر في علوم القرآن – ص ‪. 128‬‬
‫سورة التوبر – ااير ‪. 128‬‬
‫أخراله أبو داود في المصاحف ‪.‬‬
‫مناهل العرفان – ف‪ 1‬ص ‪. 252‬‬
‫اإلتقان – السيو ي – ف‪ 1‬ص ‪. 167‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫يعلم قراءة الرالااال ‪ ،‬فجعااال الغلماااان يلتقون فياتلفون ‪ ،‬حتى ارتف لاااب إلى‬
‫المعلمين حتى كفر بع هم بع ا ً ‪ ،‬فبلغ لب عنمان عن ريق حذيفر بن اليمان‬
‫حين بلغ ‪ ،‬فقدم على عنمان – رضااااااي هللا عنه – وكان يغازي في فته أرمينيا‬
‫وأ ربيجان م أهل العراب (‪‬ـ ‪ ،‬فاطب فقال ‪" :‬أنتم عندي تاتلفون ‪ ،‬فمن نأى‬
‫عني من األمصار أشد اختالفاً" هذا باإلضافر إلى أن األحرف السبعر الذي نزل‬
‫بها القرآن الكريـاااااااااام لم تكن معروفر ألهل تلب األمصااااار ‪ ،‬ولم يكن بين أيديهم‬
‫مصحف الامـ يرالعـون إليـه فيما شجر بينهم من هذا الاالف ‪.‬‬
‫لهذه األساااباب الم عنمان – رضاااي هللا عنه – أعالم الصاااحابر لعالف‬
‫هذه الفتنر ‪ ،‬ووضاااااا حدا ً لذلب االختالف ‪ ،‬فأالمعوا أمرهم على اسااااااتنسااااااا‬
‫المصاحف التي المعها أبو بكر – رضي هللا عنه – حم استنسا مصاحف أخرى‬
‫وإرسالها إلى األمصار (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً تنفيذ عنمان لقرار الجمع‬
‫شاارع عنمان – رضااي هللا عنه – في تنفيذ هذا القرار الحكيم ساانر أرب‬
‫وعشااارين وأوائل سااانر خمن وعشااارين من الهجرة ‪ ،‬وعهد بذلب إلى أربعر من‬
‫خيرة الصحابر وحقاة الحفا ‪ ،‬وهم ‪ :‬زيد بن حاب ‪ ،‬وعبد هللا بن الزبير ‪ ،‬وسعيد‬
‫بن العاص ‪ ،‬وعبد الرحمن بن الحارث ‪ ،‬وأرسل عنمان إلى أم الملمنين حفصر‬
‫بن عمر – رضااااااي هللا عنهما – فبعن إليه بالصااااااحف التي عندها ‪ ،‬وهي‬
‫الصااااااحف التي الم فيها القرآن في عهد أبي بكر – رضااااااي هللا عنه – وأخذ‬
‫هلالء الصااااحابر بنساااا ما في هذه الصااااحف ‪ ،‬وأمرهم بقوله ‪" :‬إ ا اختلفتم أنتم‬
‫وزيد فاكتبوه بلغر قريش ‪ ،‬فإنه نزل بلغتهم (‪‬ـ وقد قام تلب اللجنر بنس القرآن‬
‫مرتب السااور على الواله المعروف اليوم ‪ ،‬حم أمر بنس ا عدة نس ا قيل حمانير ‪،‬‬
‫وقيل كير لب ‪ ،‬حم أمر بإرسال تلب المصاحف إلى األمصار (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً مميزات جمع عنمان – رضي ه عن ‪-‬‬
‫أ‪ -‬االقتصار فيها على حرف واحد وهو حرف قريش ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االقتصااار على ما حب بالتواتر من القرآن واسااتقر عليه األمر في العرضاار‬
‫األخيرة ‪.‬‬
‫ف‪ -‬إهمال ما نسا تالوته ولم يستقر في العرضر األخيرة ‪.‬‬
‫د‪ -‬ترتيب آياته وسوره على الواله المعروف اليوم ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫أخرالـااااااه أبو داود في المصـاااااااحف ‪ ،‬وانعر القصر في فته الباري – ف‪ 9‬ص ‪ 16‬وما‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫اإلتقان – ف‪ 1‬ص ‪ ، 167‬وانعر مناهل العرفان – ف‪ 1‬ص ‪ 257 ، 256‬وما بعدها‪.‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪. 20‬‬
‫انعر المدخل لدراسر القرآن الكريم – ص ‪. 249 ، 248‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫هـااااااااا‪ -‬تجريده من النقط والشاااكل ومن كل ما لين قرآنا ً كالذي كان يكتبه بعض‬
‫الصحابر في مصاحفهم الااصر شرحا ً لمعنى أو كير لب (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫وأخيرا ً يمكن القول إن عنمان – رضااااااي هللا عنه – حافظ على القرآن‬
‫الكريم والم كلمر الحق وأكلق باب الفتنر في مهدها بذلب العمل الجل يل ‪ ،‬قال‬
‫علي بن أبي الب – كرم هللا والهه ‪" : -‬لو كن الوالي وق عنمان لفعل في‬
‫المصااااااااحف منل الذي فعل عنمان" (‪‬ـ وقد أمر عنمان – رضااااااي هللا عنه –‬
‫بإحراب الميـ ا ما كـااان من المصـاااحف التـااي كان عند الصحابر – رضي هللا‬
‫عنهم – وعن سااويد بن كفلر قال ‪" :‬ساامع علي بن أبي الب – كرم هللا والهه‬
‫– يقول ‪" :‬يااا معشاااااار الناااس اتقوا هللا وإياااكم والغلو في عنمااان وقولكم حراب‬
‫المصاحف ‪ ،‬فوهللا ما حرقها إال عن مأل من أصحاب رسول هللا ‪( "‬ـ ‪.‬‬
‫المبحث السادس ‪ :‬أسباب النزول‬
‫المطلب ا و أآسام أسباب النزو‬
‫ينقسم القرآن الكريم من حير سبب النزول وعدمه إلى قسمين ‪:‬‬
‫القس م ا و قساام نزل من هللا ابتداء كير مرتبط بساابب من األسااباب الااصاار‬
‫إنما هو لمحض هداير الالق إلى الحق ‪ ،‬وإرشااادهم على األف اال في هذه الحياة‬
‫‪ ،‬وهو كنير اهر في القرآن الكريم ‪.‬‬
‫القس م النا ي قسااام نزل مرتبطا ً بسااابب من األساااباب الااصااار وهو موضاااوع‬
‫البحر ‪ ،‬وهو كنير في القرآن الكريم ‪ ،‬منل حدير اإلفب ‪ ،‬أو إالابر عن ساالال ‪،‬‬
‫أو بيان ألمر يتعلق بحادحر معينر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫المطلب النا ي معنى سبب النزو‬
‫ساابب النزول هو ما نزل ااير أو ااياا متحدحر عنه ‪ ،‬أو مبينر لحكم ٍر‬
‫أيام وقوعه (‪5‬ـ والمعنى أنه حادحر وقع في زمن النبي ‪ ‬أو ساااااالال واله إليه‬
‫فنزل ااير أو ااياا من هللا – تعالى – ببيان ما يتصاال بتلب الحادحر أو بجواب‬
‫هذا الساااااالال و لب منل حادحر خولر بن حعلبر ‪ ،‬التي اهر منها زوالها "أوس‬
‫ّللاق آَ ْو َ الَّتِي ت ق َجا ِدلقرَ فِي َز ْو ِج َها‬
‫بن الصاااام " فنزل آياا العهار ‪ :‬آَ ْد َ‬
‫س ِم َع َّ‬
‫يرظالَّ ِذينَ يق َظا ِه قرونَ‬
‫َوت َ ْ‬
‫ّللاق يَ ْ‬
‫ّللاَ َ‬
‫او َر قك َما إِنَّ َّ‬
‫ّللاِ َو َّ‬
‫ش ت َ ِكي إِلَى َّ‬
‫س َم قع ت َ َح ق‬
‫س ِمي ٌع بَ ِص ٌ‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫( ‪4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫مناهل العرفان – الزرقاني – ف‪ 1‬ص ‪ ، 261 ، 260‬انعر المدخل لدراسااااااار القرآن‬
‫الكريم – ف‪ 1‬ص ‪. 279‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪. 21 ، 20‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 3‬ص ‪. 21 ، 20‬‬
‫اإلتقان – الساااايو ي – ف‪ 1‬ص ‪ 29‬بتصااااريف ‪ ،‬مناهل العرفان – الزرقاني – ف‪ 1‬ص‬
‫‪. 106‬‬
‫أسباب النزول – الواحدي – ص ‪. 66‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫س ائِ ِه ْم َما هقنَّ أ ق َّم َهاتِ ِه ْم ِإ ْن أ ق َّم َهات ق قه ْم إال الالئِي َولَ ْد َ قه ْم َو ِإ َّ قه ْم لَيَققولقونَ‬
‫ِم ْن قك ْم ِم ْن ِ َ‬
‫س ائِ ِه ْم ث ق َّم‬
‫ور ظ َوالَّ ِذينَ يق َظا ِه قرونَ ِم ْن ِ َ‬
‫قم ْنكَرا ً ِمنَ ا ْلقَ ْو ِ َو قزورا ً َو ِإنَّ َّ‬
‫ّللاَ لَعَفق ٌّو َفق ٌ‬
‫ع ق‬
‫ّللاق ِب َما‬
‫اس ا أَ ِل قك ْم تقو َ‬
‫ير َرآَ َبة ِم ْن آَ ْب ِ‪ :‬أ َ ْن يَت َ َم َّ‬
‫ظونَ ِب ِ َو َّ‬
‫يَعقو قدونَ ِل َما َآالقوا فَتَحْ ِر ق‬
‫سا فَ َم ْن‬
‫ت َ ْع َملقونَ َخ ِبير ظ فَ َم ْن لَ ْم يَ ِج ْد فَ ِصيـ َ ا قم َ‬
‫شه َْري ِْن قمتَتَا ِب َعي ِْن ِم ْن آَ ْب ِ‪ :‬أ َ ْن يَت َ َما َّ‬
‫ست َ ِط ْع فَ ِر ْط َعا قم ِ‬
‫ستِينَ ِم ْ‬
‫لَ ْم يَ ْ‬
‫ّللاِ‬
‫ارِ َو َرسـ ق و ِل ِ َوتِلـْ رَ قحدقو قد َّ‬
‫س ِكينـ ا ً أَ ِلـ رَ ِلت ق ْؤ ِمنـ ق وا ِب َّ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫اب أ َ ِلي ٌم‪. ‬‬
‫َو ِل ْلكَا ِف ِرينَ َ‬
‫عذَ ٌ‬
‫ومنل ما حدث بين األوس والازرف من خصااااومر ‪ ،‬بساااابب تأليب أحد‬
‫اليهـود العداوة بينهما ‪ ،‬فقد نزل بحقها قوله تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا إِ ْن‬
‫اب يَ قردُّو قك ْم بَ ْع َد إِي َما ِ قك ْم كَافِ ِرينَ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ت ق ِطيعقوا فَ ِريقا ً ِمنَ الَّ ِذينَ أقوتقوا ا ْل ِكت َ َ‬
‫ومنل ما نزل إالابر لساااااالال واله إلى النبي ‪ ‬قولـااااااااااااه تعالـااااااااااااى ‪:‬‬
‫ح ِم ْن أ َ ْم ِر َربِي َو َما أقوتِيت ق ْم ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم إِال آَ ِليالً‪‬‬
‫الرو ق‬
‫الروحِ آق ِ‪ُّ :‬‬
‫‪َ ‬ويَسـْ أَلو َرَ ع َِن ُّ‬
‫ً (‪‬ـ‬
‫علَ ْي قك ْم ِم ْن ق ِأكْرا‪‬‬
‫س أَتْلقو َ‬
‫(‪‬ـ وقوله تعالى ‪َ  :‬ويَ ْ‬
‫س أَلو َرَ ع َْن أِي ا ْلقَ ْر َي ِْن آق ْ‪َ :‬‬
‫سا َها‪5( ‬ـ ‪.‬‬
‫سا َ‬
‫وقوله تعالى ‪ :‬يَ ْ‬
‫ع ِة أَيَّانَ قم ْر َ‬
‫سأَلو َرَ ع َِن ال َّ‬
‫ومنل ما نزل إرشاااااادا ً وهداير وتعليما ً للرساااااول ‪ ‬كما في قوله تعالى ‪:‬‬
‫ّللاق‪6( ...‬ـ واألمنلر كنيرة على‬
‫( َوال تَققولَنَّ ِلش َْيء إِ ِي فَا ِع ٌ‪ :‬أَ ِلرَ َدا ً إِال أ َ ْن يَشَا َء َّ‬
‫لب ‪.‬‬
‫(‪‬‬
‫المطلب النال‪ :‬طريق معرفة سبب النزو‬
‫ال ريق لمعرفر أسباب النزول إال النقل الصحيه ‪ ،‬وال مجال للعقل فيه‬
‫إال بالتمحيص والتراليه ‪ ،‬قال الواحدي ‪" :‬ال يحل القول في أسباب نزول القرآن‬
‫بالرواير وال سماع ‪ ،‬إال ممن شاهدوا التنزيل ‪ ،‬ووقفوا على األ سباب وبحنوا عن‬
‫عللها" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وعلى هذا فإن يروي ساااااابب النزول عن صااااااحابي فهو مقبول ‪ ،‬وإن لم‬
‫يعـزز بروايـر أخرى ‪ ،‬ألن قول الصحابي فيما ال مجال للرأي فيه حكمه‬
‫المرفوع إلى النبي ‪.‬‬
‫وأما ما روي من ساااابب النزول بحدير مرساااال ‪ ،‬أي سااااقط من ساااانده‬
‫الصااحابي وانتهى إلى التابعي ‪ ،‬فحكمه أنه ال يقبل إال إ ا صااه ساانده ‪ ،‬واعت ااد‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫سورة المجادلر – ااياا ‪. 4-1‬‬
‫سورة آل عمران – ااياا ‪. 103-100‬‬
‫سورة اإلسراء – ااير ‪. 85‬‬
‫سورة الكهف – ااير ‪. 83‬‬
‫سورة البقرة – ااير ‪. 185‬‬
‫سورة الكهف – ااير ‪. 24-23‬‬
‫مناهل العرفان – الزرقاني – ف‪ 1‬ص ‪. 106‬‬
‫المدخل لدراسر القرآن – ص ‪ ، 135-134‬مناهل العرفان – ف‪ 1‬ص ‪. 114‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫بمرساال آخر ‪ ،‬وكان الراوي له من أئمر التفسااير ااخذين عن الصااحابر مباشاارة‬
‫كمجاهد وعكرمر وسعيد بن البير ‪.‬‬
‫(‪‬‬
‫المطلب الرابع فوائد معرفة سبب النزو‬
‫‪ -‬االستعانر على فهم ااير وإزالر اإلشكال عنها ‪ :‬مناله ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أنه أشاااااكل على عروة بن الزبير – رضاااااي هللا عنهما – أن يفهم فري ااااار‬
‫ّللاِ فَ َم ْن‬
‫صفَا َوا ْل َم ْر َو َ ِم ْن َ‬
‫السعي بين الصفا والمروة من قوله ‪‬إِنَّ ال َّ‬
‫شعَائِ ِر َّ‬
‫َ‬
‫علَ ْي ِ أ َ ْن يَ َّ‬
‫ع َخيْرا ً ف ِرنَّ‬
‫َح َّج ا ْلبَ يْتَ أ َ ِو ا ْعت َ َم َر فَال قج َنا َح َ‬
‫ف ِب ِه َما َو َم ْن ت َ َط َّو َ‬
‫ط َّو َ‬
‫ع ِلي ٌم‪( ‬ـ و لب ألن ااير نف ال يجناح ‪ ،‬ونفي الجناح ال يدل على‬
‫ش ا ِك ٌر َ‬
‫ّللاَ َ‬
‫َّ‬
‫الفرضااير ‪ ،‬حتى سااأل خالته الساايدة عائشاار – رضااي هللا عنها – عن لب ‪،‬‬
‫فأفهمته أن نفي ال يجناح لين نفيا ً للفرضاااااير ‪ ،‬إنما هو نفي لما وقر في أ هان‬
‫المسلمين يومئ ٍذ من التحرف والتأحم من السعي بين الصفا والمروة ؛ ألنه من‬
‫عمل الجاهلير (‪‬ـ ‪ .‬‬
‫وروي في سااابب هذا التحرف أنه كان الصااافا صااانم يقال له (أساااافـ وعلى‬
‫المروة صاانم يقال له (نائلرـ وكان المشااركون إ ا سااعوا تمسااحوا بهما ‪ ،‬فلما‬
‫هر اإلسالم ‪ ،‬و يك اسرا األصنام تحرف المسلمون أن يطوفوا بينهما لذلب ‪،‬‬
‫فنزل ااير لنفي هذا الحرف ‪ .‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ب فأ ْين َما ت ق َولوا فن َّم َوجْ ق‬
‫ب‪-‬‬
‫ومن هذا قول هللا تعالى ‪َ  :‬و ِ َّرِ ال َمش ِْر ق‬
‫ق َوال َمغ ِر ق‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ع ِلي ٌم‪ ‬فهااذا اللفظ الكريم ياادل بعاااهره على أن‬
‫اس ٌع َ‬
‫ّللاَ َو ِ‬
‫ّللاِ إِنَّ َّ‬
‫َّ‬
‫لإلنساااان أن يصااالي إلى أي الهر شااااء ‪ ،‬وال يجب عليه أن يولي والهه‬
‫شطر البي الحرام ال في سفر وال في ح ر ‪ ،‬لكن إ ا علم أن هذه ااير‬
‫نازلر في نافلر الساافر خاصاار ‪ ،‬أو فيمن صاالى باالتهاده حم هر له خطأ‬
‫لب (‪5‬ـ فال بد أن يقصرها على هذا السبب ويعلم أنه في صالة الفرض‬
‫ال بد من التواله قا َبل الكعبر المشرفر ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة الحكمة من تدر التشريع‬
‫إن الشريعر اإلسالمير قائمر على رعاير المصاله ودف ال رر ‪ ،‬خصوصا ً‬
‫إ ا الحظ اإلنسان تدرف التشري في موضوع واحد ‪ ،‬ويكفي شاهدا ً على لب‬
‫تحريم الامر ‪ ،‬وما نزل فيه ‪ ،‬أي ا ً تشري الكفاراا لمن حنر في اليمين ‪.‬‬
‫‪ -‬العبر بعموم اللفظ ال بخصوص السبب‬
‫(‪1‬ـ انعر بالتفصااايل اإلتقان – السااايو ي – ف‪ 1‬ص ‪ 29‬بتصااارف ‪ ،‬وانعر المدخل لدراساار‬
‫القرآن الكريم – أ‪.‬د‪ .‬محمد أبو شهبر – ص ‪. 137-136‬‬
‫(‪2‬ـ سورة البقرة – ااير ‪. 158‬‬
‫(‪3‬ـ مناهل العرفان – الزرقاني – ف‪ 1‬ص ‪. 109‬‬
‫(‪4‬ـ سورة المائدة – ااير ‪. 93‬‬
‫(‪5‬ـ اإلتقان – السيو ي – ف‪ 1‬ص ‪ ، 29‬وانعر البرهان – الزركشي – ف‪ 1‬ص ‪53-52‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫اهر‬
‫آياا العهار في مفتته سااورة المجادلر سااببها أن أوس بن الصااام‬
‫من زوالته خولر بن حعلبر والحكم الذي ت ااااامنته هذه ااياا خاص بهما‬
‫وحدهما على هذا الرأي ‪ ،‬أما كيرهما فيعلم بدليل آخر قياسااااا ً ‪ ،‬وبدهي أنه‬
‫ال يمكن معرفر المقصااااااود بهذا الحكم والقياس عليه إال إ ا علم الساااااابب ‪،‬‬
‫وبدون معرفر السبب تصير ااياا معطلر خالير الفائدة ‪.‬‬
‫‪- 26 -‬‬
‫المبحث السابع ‪ :‬القصة في القرآن‬
‫المطلب ا و تعريف القصة لغةً‬
‫القصـااااار مفرد المعها القصص – بكسر القاف – وأما القصص – بفته‬
‫القاف – فهي اسم للابر المقصود ‪.‬‬
‫والقصااااااص مأخو ة من الفعل قص أي اتب األحر قال تعالى ‪َ  :‬و َآا َلتْ‬
‫علَى‬
‫ارت َ دَّا َ‬
‫ق ْختِ ِ آق ِص ي ِ ‪( ‬ـ أي تتبعي أحره لتعرفي خبره وقااال تعااالى ‪  :‬فَ ْ‬
‫صصا ً‪( ‬ـ أي رالعا متتبعين آحارهما في الطريق الذي أتيا منه ‪.‬‬
‫آث َ ِار ِه َما آَ َ‬
‫س نَ‬
‫ص َ‬
‫والقاص هو الذي يقص القصااص قال تعالى ‪َ  :‬حْ نق َقق ُّ‬
‫علَ ْيرَ أَحْ َ‬
‫صص‪( ‬ـ أي نوضه لب أحسن البيان والتوضيه ‪.‬‬
‫ا ْلقَ َ‬
‫علَ يْ رَ‬
‫ص َ‬
‫ويأتي قص بمعنى اإلخبار واإلنباء (‪‬ـ قال تعالى ‪َ  :‬حْ نق َقق ُّ‬
‫َبَأ َ قه ْم ِبا ْل َحق‪5( ‬ـ ويساعد المعنى اللغوي في وض حد اصطالحي لمعنى القصر‬
‫وهو كالتالي ‪-:‬‬
‫القصص القرآ ي في االصطالح‬
‫"هو عبارة عن األخبار التي تتحدث عن أحوال األمم الماضير والنبواا‬
‫ال سابقر والحوادث الواقعر في حياة ال سلف ال صاله وقد تحدث القرآن الكريم عن‬
‫كنير من وقائ األمم الماضااااااير في األزمنر الغابرة وتتب آحار كل قوم ‪ ،‬وحكى‬
‫ص لَعَلَّ قه ْم‬
‫ص‬
‫َ‬
‫ص ا ْلقَ َ‬
‫عنهم صااااااورة نا قر لما كانوا عليه قال تعالى ‪َ  :‬فا ْآ ق‬
‫ص ِ‬
‫يَتَفَك قَّرونَ ‪6( ‬ـ ‪.‬‬
‫المطلب النا ي أ واع القصص القرآ ي‬
‫القصص القرآ ي ثالثة أ واع‬
‫النوع ا و قصاااص األنبياء ‪ :‬ويت ااامن دعوتهم إلى قومهم والمعجزاا التي‬
‫أيدهم هللا تعالى بها وموقف المعاندين منهم ‪ ،‬ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبر‬
‫الملمنين والمكذبين – أمنال قصااااااار نوح وإبراهيم وهارون وعيسااااااى ومحمد‬
‫صلواا هللا عليهم أالمعين – وكيرهم من األنبياء والمرسلين من أقوامهم ‪.‬‬
‫النوع النا ي قصااااص قرآني يتعلق بحوادث كابرة وأشااااااص لم تنب نبوتهم‬
‫كقصر الفيل وأصحاب الجنر ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫سورة القصص – ااير ‪. 11‬‬
‫سورة الكهف – ااير ‪. 64‬‬
‫سورة يوسف – ااير ‪. 3‬‬
‫انعر المعجم الوسيط – ف‪ 2‬ص ‪. 746‬‬
‫سورة الكهف – ااير ‪. 13‬‬
‫سورة األعراف – ااير ‪. 176‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫النوع النال‪ :‬قصااااااص يتعلق بالحوادث التي وقع في زمن رسااااااول هللا ‪‬‬
‫كغزوة بدر وأحد في ساااورة آل عمران واألنفال وكزوة حنين وتبو في ساااورة‬
‫التوبر ‪ ،‬وكزوة األحزاب في سااااااورة األحزاب وحادحر اإلسااااااراء والمعراف في‬
‫سورة اإلسراء ‪.‬‬
‫المطلب الرابع منهج القصة في القرآن وخصائصها‬
‫تمتاز القصااااار القرآنير بمنهت وخصاااااائص تاتلف عن القصاااااص الفني‬
‫الطليق من الوانب متعددة ‪ ،‬سنوضحها من خالل ااتي ‪-:‬‬
‫أوالً منهج القصة القرآ ية‬
‫يقوم منهت القصر في القرآن الكريم على ااتي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬التكرار‬
‫إ ا نعرنا في القرآن نجد أن القصاااااار الواحدة تكررا مراا عديدة منل‬
‫قصر موسى عليه السالم م بني إسرائيل أو قصر نوح عليه السالم م قومه ‪،‬‬
‫أو قصاار خلق آدم ‪ ،‬لكن هذا التكرار ال يعني بال اارورة التطابق في الم اامون‬
‫والتفعيالا (األحداثـ ‪ ،‬فقد يكون تقديم وتأخير أو إيجاز وإ ناب ‪ ،‬فكل قصاااااار‬
‫لها إ ارها الااص بها حسب موقعها في السورة ياتلف تماما ً عن الموق ااخر‬
‫التي كرا فيه حسااب ما يقت اايه الحال بنمط وأساالوب يجذب القاريء وييشااعره‬
‫بجديد يطرد السااااومر والملل وهذا ما امتاز به األساااالوب القرآني عن األساااااليب‬
‫األخرى (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -2‬االآتصار في حوادث القصة على الغرض الديني‬
‫القصاااار القرآنير لم تساااارد حوادث القصاااار ووقائعها سااااردا ً تاريايا ً ولم‬
‫تتطرب إلى الجزئياا فيها خوفا ً من اإل الر واالبتعاد عن مغزى وهدف القصااار‬
‫الديني ومنال لب ما ق صه علينا القرآن الكريم في سورة الكهف عن الفتير الذين‬
‫آمنوا باهلل ربا ً وفروا من الكفر ‪ ،‬فلم يذكر القرآن أسااااااماء هلالء الفتير وال البلد‬
‫التي كانوا فيها وال عددهم وال نوع العملر التي كانوا يتعاملون بها ‪ ،‬إلى كير‬
‫لب من الجزئياا التي ال ي ااار الجهل بها وال يفيد العلم بها ‪ .‬وإنما يكتفي ببيان‬
‫العبرة والغرض الديني وهو تحقيق الهداير في حياة الناس‪.‬‬
‫‪ -3‬التزام الصدق وبيان الحق في عرض أحداث القصة‬
‫القصاااااص القرآني لين من نسااااايت الايال بل هو من الواق الذي يحياه‬
‫الناس فهو من لدن حكيم عليم خبير بحياة الناس ‪ ،‬لذلب فهو قصااااااص ألحداث‬
‫تارياير موافقر للواق الذي عاشاااااااه الناس بصااااااورة بديعر من األلفا المنتقاة‬
‫واألساليب الرائعر التي تين امي ملكر ال مير عند القاريء للقرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -4‬العبر والعظات والنصائح بين ثنايا القصة‬
‫(‪1‬ـ انعر علوم القرآن – د‪ .‬عدنان زرزور – ص ‪. 382 :‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫يفصل القرآن الكريم بين أالزاء القصر بفواصل من العبر والععاا تنبه‬
‫القاريء إلى الهدف المنشااااااود من وراء هذه المباحر ومن حم تربط على قلب‬
‫اإلنسااان بربا الاشااير والمراقبر اإللهير ‪ ،‬فتنمو ملكر ال اامير وبالتالي تصااله‬
‫أعمال اإلنسان في هذه الحياة ‪.‬‬
‫ومن أالل لب لم نجد في القرآن فصااااااوالً خاصاااااار بالتشااااااري وأخرى‬
‫خاصااااار بالحدير عن علم الغيب كالجنر والنار أو ما يتعلق بعلم السااااااعر وعالم‬
‫المالئكر أو العوالم األخرى ‪.‬‬
‫ثا يا ً خصائص القصة القرآ ية‬
‫أوضااااااحنا أن للقصاااااار منهجا ً خاصااااااا ً بها ‪ ،‬فمن الطبيعي أن يكون لها‬
‫خصااائص تمتاز بها عن سااائر القصااص األخرى ‪ ،‬ولقد أوضااه ساايد قطب هذه‬
‫الاصائص في كتابه "التصوير الفني في القرآن" (‪1‬ـ نلاصها في ااتي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬العرض التصويري‬
‫األسلوب القرآني في رحه للقصر ال يطرحها بمجرد كر لإلخبار عن‬
‫أحداحها ‪ ،‬ولكنه يصااااور هذه األحداث وكأنها أشااااااص مفعمر بالحياة تنطب في‬
‫اكرة القاريء أو شااااريط حي يرتساااام على مايلر السااااام أو القاريء بريشاااار‬
‫التصوير المبدعر التي تجعل من القصر حدحا ً يق ومشهدا ً يجري ال قصر تروى‬
‫عبر التاري ‪.‬‬
‫وال أحداحا ً قد م‬
‫‪ -2‬التنوع في االستهال بالقصة‬
‫لقد اختلف االساتهالالا بين قصار وأخرى في القرآن الكريم و لب لشاد‬
‫علَي ِْه ْم َ َبأ َ ِإب َْرا ِهي َم ِإ ْأ‬
‫انتباه القاريء فقد تبدأ القصاااااار باألمر كقوله تعالى ‪َ  :‬واتْ ق‪َ :‬‬
‫علَي ِْه ْم َبَ أ َ ا ْبنَ ْي آ َد َم‬
‫آَ ا َ َبِي ِ َوآَ ْو ِم ِ َم ا ت َ ْعبق قدونَ ‪2( ‬ـ ‪ ،‬وقولااه تعااالى ‪َ :‬واتْ ق‪َ :‬‬
‫ق‪3( ‬ـ ‪ ،‬وأحيانا ً بالساااااالال كقوله تعالى ‪َ :‬ه ْ‪ :‬أَتَاكَ َح ِد ق‬
‫ي‪َ :‬‬
‫ْف إِب َْرا ِهي َم‬
‫ض ي ِ‬
‫ِبا ْل َح ِ‬
‫ا ْل قمك َْر ِمينَ ‪4( ‬ـوقولـه تعالـى ‪َ  :‬ه ْ‪ :‬أَت َاكَ َحد ق‬
‫سى‪5( ‬ـ ‪ ،‬وقولـه تعالى ‪َ  :‬ه ْ‪:‬‬
‫ِي‪ :‬قمو َ‬
‫أَت َاكَ َحد ق‬
‫ْف فَعَ َ‪َ :‬ربُّرَ بِعَاد‪7( ‬ـ ‪ ،‬وتارة‬
‫ِي‪ :‬ا ْلغَا ِ‬
‫شيَ ِة‪6( ‬ـ ‪ ،‬وقوله تعالى ‪ :‬أَلَ ْم ت َ َر َكي َ‬
‫أخرى تبدأ بالتقرير واإلتيان بصاااااايغر الماضااااااي كقوله تعالى ‪َ  :‬آا َ َآ ْد أقوتِيتَ‬
‫س ى ‪8 ( ‬ـ ‪.‬‬
‫س ْؤلَرَ يَا قمو َ‬
‫ق‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫انعر التصوير الفني في القرآن – ص ‪. 155-148‬‬
‫سورة الشعراء – ااير ‪. 70 ، 69‬‬
‫سورة المائدة – ااير ‪. 27‬‬
‫سورة الذارياا – ااير ‪. 24‬‬
‫سورة النازعاا – ااير ‪. 15‬‬
‫سورة الغاشير – ااير ‪. 1‬‬
‫سورة الفجر – ااير ‪. 6‬‬
‫سورة ه – ااير ‪. 36‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫‪ -3‬التنويع في طريقة المفاجأ‬
‫يت اااااه األسااااالوب القرآني البدي من خالل تنويعه للطريقر التي يطرح‬
‫فيها المفاالأة في القصر حير تأخذ األشكال التالير ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬يكتم ساار المفاالأة عن شاااصااياا القصاار وعن القاريء وفي مرحلر متأخرة‬
‫من القصااار يكشاااف لهم عن سااار المفاالأة كما حدث في ساااورة الكهف أحناء‬
‫عرضه لقصر موسى م الا ر عليهما السالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أحيانا ً يكشااف بعض الساار في القصاار الواحدة ‪ ،‬وخير منال على لب عر‬
‫بلقين الذي اليء به في كم ااااار عين حم إساااااالم بلقين في نهاير المطاف‬
‫ب إِ ِي‬
‫بعد أن رأا صاااااارحا ً ممردا ً من قوارير فجاء قوله تعالى ‪َ  :‬ر ِ‬
‫ب ا ْلعَالَ ِمينَ ‪1( ‬ـ ‪.‬‬
‫َظلَ ْمتق َ ْفسِي َوأ َ ْ‬
‫سلَ ْمتق َم َع ق‬
‫سلَ ْي َمانَ ِ َّرِ َر ِ‬
‫ف‪ -‬ومرة أخرى يكشااف الساار في مطل القصاار ومنذ اللحعر األولى وخير منال‬
‫على لب قصاااار أصااااحاب الجنر في سااااورة القلم ‪ِ  :‬إ َّا بَلَ ْو َا قه ْم َك َما بَلَ ْو َا‬
‫ف ِم ْن‬
‫اف َ‬
‫ص ِر قمنَّ َها قم ْ‬
‫س قموا لَيَ ْ‬
‫أَ ْ‬
‫اب ا ْل َجنَّ ِة ِإ ْأ أ َ ْآ َ‬
‫علَ ْي َها َطائِ ٌ‬
‫ص ِب ِحينَ فَ َط َ‬
‫ص َح َ‬
‫( ‪2‬ـ‬
‫يم‪. ‬‬
‫َر ِبرَ َو قه ْم َا ِئ قمون فَأ َ ْ‬
‫ص َب َحتْ كَال َّ‬
‫ص ِر ِ‬
‫‪ -4‬تنوع طريقة العرض‬
‫نشاهد في القرآن الكريم أرب رائق ماتلفر لالبتداء في عرض الق صر‬
‫وهي كااتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫أ‪ -‬أحيانا ً يذكر ملاصاااااا للقصااااار في بدايتها حم يعرض التفصااااايالا منل قصااااار‬
‫يم كَا قوا‬
‫أصاااحاب الكهف قال تعالى ‪ :‬أ َ ْم َح ِ‬
‫س بْتَ أَنَّ أ َ ْ‬
‫اب ا ْل َكه ِ‬
‫ص َح َ‬
‫الرآِ ِ‬
‫ْف َو َّ‬
‫ع َجبا ً‪3( ‬ـ حم يبدأ بتسلسل الحدير عن أحداث القصر ‪.‬‬
‫ِم ْن آيَاتِنَا َ‬
‫ب‪ -‬ومرة أخرى يذكر الهدف والمغزى من القصاار حم يبدأ بالقصاار من أولها إلى‬
‫نهايتها وخير منال على لب قصاار يوسااف عليه السااالم التي بدأها بالرنيا حم‬
‫أخذ بالتفصيل عن أحداث القصر ‪.‬‬
‫ف‪ -‬وأحيانا ً يذكر القصاااااار مباشاااااارة بدون مقدمر أو تلايص ويكون في مفاالوتها‬
‫الااصاااااار ما ييغني عن تلب المقدماا كما الاء في قصاااااار مريم ومولد ابنها‬
‫عيسااااى عليه السااااالم ‪ ،‬ومنل قصاااار سااااليمان عليه السااااالم وحدينه م النمل‬
‫والهدهد وبلقين ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة النمل – ااير ‪. 44‬‬
‫(‪2‬ـ سورة القلم – ااير ‪. 20-17‬‬
‫(‪3‬ـ سورة الكهف آير ‪. 9 :‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫د‪ -‬ومرة أخرى يجعل القصااار على شاااكل تمنيلير منل قصااار إبراهيم وحواره م‬
‫قومه عند تكسااايره لألصااانام وحواره م ولده إساااماعيل عندما أيمر بذبحه حم‬
‫تعاونهما في وض القواعد للكعبر المشرفر ‪.‬‬
‫المطلب الخامس أهداف القصة‬
‫اإل الع على القصااااااص في القرآن الكريم لااه فوائااد كنيرة ومتعااددة‬
‫نوالزها في ااتي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬بيان أسن الدعوة إلى هللا ‪ ،‬وتوضيه أصول الشرائ السماوير التي بيعر بها‬
‫كل رسااول ‪ ،‬وبيان أن دعوة األنبياء واحدة في أصااول العقائد منل اإلقرار‬
‫بوحدانير هللا وعدم اإلشرا به ‪ ،‬وأن األنبياء والرسل الميعا ً عليهم الصالة‬
‫والسااااالم الاءوا بكلمر واحدة ‪ ،‬وهي كلمر "ال إل إال ه" وق ااااير واحدة‬
‫ّللاَ َما لَ قك ْم ِم ْن ِإلَ َي قْر ق‪ ‬وهي ق ير العبودير هلل وحده‬
‫هي ‪‬يَا آَ ْو ِم ا ْعبقدقوا َّ‬
‫دون شااريب له في الملب واأللوهير والحاكمير والتشااري قال تعالى ‪َ  :‬و َما‬
‫قون‪1( ‬ـ ‪.‬‬
‫سو إِ َّال ق ِ‬
‫أ َ ْر َ‬
‫س ْلنَا ِم ْن آَ ْب ِلرَ ِم ْن َر ق‬
‫وحي إِلَ ْي ِ أ َ َّ ق ال إِلَ َ إِ َّال أ َ َا فَا ْعبقد ِ‬
‫‪ -‬تنبي قلب رسااااول هللا ‪ ‬وقلوب األمر اإلسااااالمير على دين هللا والعمل على‬
‫زيادة حقر الملمنين بنصاااااارة الحق وأهله وخذالن البا ل وأعوانه وتأتي‬
‫القصااااار القرآنير للتسااااارير عن قلب رساااااول هللا ‪ ‬وقلوب الملمنين عندما‬
‫يلقون العن والتشريد والعذاب بسبب إيمانهم فيعرض عليهم قصص األمم‬
‫السااااااابقر ليعلموا أن الملمنين من قبلهم لقوا من العذاب ألوانا ً ‪ ،‬فصاااااابروا‬
‫على عقيدتهم حتى أتاهم النصر في الدنيا والجزاء األوفى في ااخرة ‪ ،‬قال‬
‫س لَ َنا َوا َّل ِذينَ آ َمنقوا فِي ا ْل َح َيا ِ ال ُّد ْ َيا َويَ ْو َم يَققو قم‬
‫تعالى ‪ :‬إِ َّ ا لَنَ ْن ق‬
‫ص قر قر ق‬
‫ا َ ْ‬
‫ش َهادٍي ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬بيان العبرة والععر ‪ :‬لقد كر هللا سااابحانه قصاااص األمم الماضاااير وأخبارهم‬
‫ومااا حاااب بهم من العااذاب والهال نتيجاار لتكبرهم على الحق وتكااذيبهم‬
‫للرسااااال وعنادهم وتجبرهم في األرض بغير الحق وأوضاااااه الحق تبار‬
‫وتعالى قدرته في اسااتئصااال المعاندين المكذبين ليكونوا عبرة لمن ساايأتي‬
‫من بعدهم ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬وتِ ْلرَ ا ْلقق َرى أ َ ْهلَ ْكنَا قه ْم لَ َّما َظلَ قموا َو َجعَ ْلنَا ِل َم ْه ِل ِك ِه ْم‬
‫َم ْو ِعدا ً‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬تصاااديق األنبياء الساااابقين وإحياء لدعوتهم وبيان لنعمر هللا عليهم منل قصااار‬
‫سااااليمان وداود وأيوب وإبراهيم وموسااااى وعيسااااى وزكريا ويونن حير‬
‫(‪1‬ـ سورة األنبياء – ااير ‪. 25‬‬
‫(‪2‬ـ سورة كافر – ااير ‪. 21‬‬
‫(‪3‬ـ سورة الكهف – ااير ‪. 59‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫كان ترد حلقاا من قصص هلالء األنبياء تعهر نعمر هللا عليهم في كنير‬
‫من المواقف ‪.‬‬
‫‪ -5‬إحباا الوحي والرسااالر ‪ ،‬وبيان أن الدين كله من عند هللا من آدم عليه السااالم‬
‫إلى عهد محمد ‪ ‬وأن الملمنين كلهم أمر واحدة ففي ساااورة األنبياء معهر‬
‫واضاااه لوحدة الرساااالر فقد تحدح الساااورة عن قصاااص األنبياء فذكرا‬
‫رفا ً من قصااار موساااى وهارون وإبراهيم ولو وداود وساااليمان وأيوب‬
‫اح َد ً‬
‫وإسااااماعيل حم عقب على كرهم بقوله تعالى ‪ :‬إِنَّ َه ِذ ِ أ ق َّمت ق قك ْم أ ق َّمةً َو ِ‬
‫قون‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫َوأ َ َا َربُّ قك ْم فَا ْعبقد ِ‬
‫‪ -6‬إ هار صااادب النبي ‪ ‬في دعوته وأنه نبي يوحى إليه فقد أشاااار الحق تبار‬
‫وتعالى عقب كل قصاااار من عرضااااها بما ينير االنتباه إلى هذه المعلوماا‬
‫أنها ال يمكن أن تكون من محمد ‪ ‬ألنه لبر فيهم أربعين عاما ً ‪ ،‬ولم يذكر‬
‫لهم عنها شيئا ً كقصص األنبياء أو األمم السابقر وأنه ‪ ‬لم يذهب إلى أحبار‬
‫اليهود ورهبان النصااااارى ليأخذ عنهم أخبار األنبياء واألمم السااااابقر وإنما‬
‫وحي ِ إِلَ ْيرَ َو َما‬
‫ب ق ِ‬
‫هي وحي من عند هللا ‪ ،‬قال تعالى ‪  :‬أَ ِلرَ ِم ْن أ َ ْبَ ِ‬
‫اء ا ْلغَ ْي ِ‬
‫ك ْقن تَ لَ َدي ِْه ْم إِ ْأ يق ْلققونَ أ َ ْآال َم قه ْم أَيُّ قه ْم يَكْفق ق‪َ :‬م ْريَ َم َو َم ا ك ْقن تَ لَ َدي ِْه ْم إِ ْأ‬
‫يَ ْخت َ ِص قمونَ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬القصاااااص القرآني يكشاااااف عن الزيف والتحريف الذي قام به أهل الكتاب ‪،‬‬
‫ويوضااه ما كتموه من البيناا والهدى ويتحداهم بكشاافه عما كان في كتبهم‬
‫قبل التحريف والتبديل من الحقائق قال تعالى ‪  :‬قك ُّ‪ :‬ال َّ‬
‫ط َع ِام كَانَ ِحالًّ ِل َبنِي‬
‫علَى َ ْف سِ ِ ِم ْن آَ ْب ِ‪ :‬أ َ ْن تقنَ َّز َ الت َّ ْو َرا ق آق ْ‪ :‬فَأْتقوا‬
‫سرائي ق‪َ :‬‬
‫سرائي َ‪ :‬إِ َّال َما َح َّر َم إِ ْ‬
‫إِ ْ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ق‬
‫صا ِدآِينَ ‪. ‬‬
‫بِالت َّ ْو َرا ِ فاتْلو َها إِ ْن قكنت ق ْم َ‬
‫المبحث الثامن ‪ :‬ترجمة القرآن الكريم بغير لغته‬
‫المطلب ا و‬
‫معنى الترجمة في لغة واصطالحا ً‬
‫أ‪ -‬تطلق الترالمر في اللغر على ‪ :‬نقل الكالم من لغر إلى أخرى ‪ ،‬الاء في لسااااان‬
‫العرب ‪ :‬الترالمان بال ااام والفته هو الذي يترالم الكالم أي ينقله إلى لغر أخرى‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الترجمة اصطالحا ً تفسير الكالم وبيان معناه بلغر أخرى ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫سورة األنبياء – ااير ‪. 91‬‬
‫سورة آل عمران – ااير ‪. 44‬‬
‫سورة آل عمران – ااير ‪. 93‬‬
‫لسان العرب البن منعور – ف‪ 16‬ص ‪. 140‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫قال الجوهري ‪( :‬وقد ترالمه وترالم عنه إ ا فسر كالمه بلسان آخرـ‬
‫المطلب النا ي أآسام الترجمة‬
‫( ‪‬ـ‬
‫(‪‬‬
‫تنقسم الترالمر إلى قسمين ‪-:‬‬
‫أوالً الترجمة الحرفية‬
‫ثا يا ً الترجمة المعنوية والتفسيرية‬
‫المقص ود بالترجمة الحرفية نقل الكالم من لغر إلى أخرى م مراعاة الموافقر‬
‫في النعم والترتيب ‪ ،‬والمحافعر على المي معاني األصل المترالم ‪.‬‬
‫المقص ود بالترجمة المعنوية أو التفس يرية شااااارح الكالم وبيان معناه بلغر‬
‫أخرى بدون مراعاة لنعم األصاااال وترتيبه ‪ ،‬وبدون المحافعر على المي معاني‬
‫األصل المترالم ‪.‬‬
‫المطلب النال‪ :‬موآف العلماء من ترجمة القرآن الكريم‬
‫أوالً الترجمة الحرفية ال تجوز وألر‬
‫ألن القرآن الكريم أنزله هللا علـاااااااى العرب وهم أرباب اللغر والبيان فلم‬
‫يستطيعوا أن يأتوا بسورة من منله ‪ ،‬وهذا دليـل واضه على إعجازه ‪ ،‬فلو تيرالم‬
‫القرآن ترالماار حرفياار ل اااااااااع ا خواص القرآن البالكياار ولنزل عن مرتبتااه‬
‫وب البشـاااار والدليل على لب إ ا أراد المترالم‬
‫المعجزة إلى مرتبر تدخل تح‬
‫عنق ِق رَ َوال‬
‫أن يترالم قولاه تعاالى ترالمار حرفيار ‪َ  :‬وال تَجْ َع ْ‪َ :‬ي دَكَ َم ْغلقولَ ةً ِإلَى ق‬
‫س ِط ‪ ‬أتى المترالم بكالم يدل على النهي عن ربط اليد في العنق‬
‫ْس ْط َها قك َّ‪ :‬ا ْلبَ ْ‬
‫تَب ق‬
‫وعن مدها كاير المد ‪ ،‬م مراعاة الترتيب في األصاااااال ‪ ،‬ولكن هذه الترالمر ال‬
‫توضااااااه المقصااااااد والمعنى الحقيقي لهذه ااير الكريمر ‪ ،‬وعلى هذا ‪ :‬فالترالمر‬
‫الحرفير ال يمكن أن تقوم مقام األصااال في تحصااايل كل ما يقصاااد منه لما يترتب‬
‫عليها من ضياع هذا الغرض ‪.‬‬
‫ثا يا ً الترجمة التفسيرية أو المعنوية‬
‫أالازها العلماء و لب ألن المترالم إ ا أراد أن يترالم هذه ااير ترالمر‬
‫تفساااايرير ‪ ،‬فإنه يأتي بالنهي عن التبذير والتقتير في أبشاااا صااااورة منفرة فتأتي‬
‫منها بعبارة تدل على هذا النهي المراد في أساااااالوب يتر في نفن المترالم لهم‬
‫أكنر األحر في اسااااتبشاااااع التقتير والتبذير دون رعاير األصاااال في نعم وترتيب‬
‫ااير ‪.‬‬
‫المطلب الرابع شروط الترجمة‬
‫أوالً أن تكون الترالمر على شاكلر التفسير ‪ ،‬ال يعول عليها إال إ ا كان معتمدة‬
‫على علوم اللغر ‪ ،‬وعلوم القرآن ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ القاموس المحيط – ف‪ 8‬ص ‪. 211‬‬
‫(‪2‬ـ التفسير والمفسرون للذهبي – ف‪ 1‬ص ‪. 24‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫ثا يا ً معرفر المترالم ألوضاع اللغتين لغر األصل ولغر الترالمر ‪.‬‬
‫ثالنا ً معرفر أساليب وخصائص اللغتين ‪.‬‬
‫رابعا ً وفاء الترالمر بجمي معاني األصل ومقاصده ‪.‬‬
‫خامس ا ً أن يكتب القرآن أوالً ‪ ،‬حم يلتى بعده بتفسااااايره ‪ ،‬حم يتب هذا بترالمته‬
‫التفسيرير حتى ال يتوهم متوهم أن هذه الترالمر ترالمر حرفير للقرآن‬
‫س ادس ا ً أن يكون المترالم بعيدا ً عن الميل إلى عقيدة زائفر تاالف ما الاء به‬
‫القرآن ‪ ،‬وهذا شر في المفسر أي ا ً ‪.‬‬
‫مالحظة إن الكتابر لآلياا بالحروف الالتينير أو اإلنجليزير التي تبقي الكالم‬
‫القرآني كما هو ال يدخل في موضوع الترالمر وإنما هو كتابر خطير‬
‫بحروف كير عربير ‪.‬‬
‫المبحث التاسع ‪ :‬اإلسرائيليات‬
‫المطلب ا و تعريف اإلسرائيليات‬
‫هي القصااص واألخبار اليهودير والنصاارانير التي تساارب إلى المجتم‬
‫اإلسااااااالمي عن ريق من أساااااالم من أهل الكتاب حقيقر أو تعاهر بالدخول في‬
‫اإلسااالم وساامي باإلساارائيلياا لتغليب اللون اليهودي فيها حير إن أكنرها الاء‬
‫عن اليهود ولتاالطهم بالمساااالمين في المجتم المدني أكنر من النصااااارى وألن‬
‫النصارى ييعتبروا تبعا ً لليهود ‪ ،‬لذلب سمي باإلسرائيلياا ‪.‬‬
‫و قد بدأ اليهود با لدس م نذ األ يام األولى لدخول اإلسااااااالم في ال مدي نر‬
‫المنورة فااأدخلوا حقااافتهم وحقااافاااا أخرى و هر أحر هااذه النقااافاااا في العقلياار‬
‫المساالمر م بقاء الرواياا اإلساارائيلير هي العاهرة وخاصاار فيما يتعلق بتفسااير‬
‫القرآن الكريم ‪.‬‬
‫وكااانا النقااافاار اليهودياار تتمناال في التوراة وبمااا تحويااه من األساااااافاار‬
‫الموسااااوير وتساااامى بالعهد القديم وهذه يحرف وتم فيها التغيير والتبديل والقرآن‬
‫اض ِع ِ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫الكريم يشهد بذلب قال تعالى ‪  :‬يق َح ِرفقونَ ا ْل َك ِل َم ع َْن َم َو ِ‬
‫وكان لليهود بجانب التوراة سنن ون صائه و شروح لم تلخذ عن مو سى‬
‫– عليه الساااااالم – بطريق الكتابر وإنما أيخذا بطريق المشاااااافهر إال أنها يحرف‬
‫بالزيادة عليها والنقص منها ‪ ،‬منلها منل التوراة في لـااااااااب ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬فَ َو ْي ٌ‪:‬‬
‫ش ت َ قروا ِب ِ ث َ َمنا ً آَ ِليالً‬
‫ّللاِ ِليَ ْ‬
‫ِيه ْم ث ق َّم يَققولقونَ َهذَا ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬
‫ِللَّ ِذينَ يَ ْكتقبقونَ ا ْل ِكت َ َ‬
‫اب ِبأ َ ْيد ِ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫َ‬
‫ْس بقونَ ـ حم دون م الزمن‬
‫ِيه ْم َو َو يْ ٌ‪ :‬لَ قه ْم ِم َّما يَك ِ‬
‫فَ َو يْ ٌ‪ :‬لَ قه ْم ِم َّما َكت َ َبتْ أ يْ د ِ‬
‫وعرف بالتلمود ‪ ،‬وكان يوالد بجانب لب الكنير من األدب والقصاص والتاري‬
‫والتشري واألسا ير اليهودير ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة المائدة – ااير ‪. 13‬‬
‫(‪2‬ـ سورة البقرة – ااير ‪. 79‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫أما النصاااااااارى فتتمنل حقافتهم في األنااليل المعتبرة ع ندهم ورساااااااائل‬
‫الرسااااااال وتساااااامى الميعا ً بالعهد الجديد ‪ ،‬أما الكتاب المقدس فهو يعني عندهم‬
‫التوراة واإلنجيل ويسمى بالعهد القديم والعهد الجديد ‪.‬‬
‫المطلب النا ي أسباب دخو اإلسرائيليات في المجتمع اإلسالمي‬
‫‪ -‬لقد تناول القرآن الكريم العديد من قصااص األنبياء واألمم السااابقر والحوادث‬
‫التي مرا في األزمنر الغابرة بصاورة من اإليجاز م التركيز على الانب‬
‫الموععر والعبرة من لب القصص دون أن يذكر التفاصيل ودقائق القصر‬
‫‪ ،‬والنفن البشااارير تميل دائما ً إلى معرفر التفاصااايل ودقائـاااااااااق تتعلـاااااااااق‬
‫بالقصص القرآني ‪ ،‬لذلب عندما سألوا أهل‬
‫الكتاب فأالابوهم بما هو موالود في التوراة واإلنجيل ‪.‬‬
‫‪ -‬إسااااالم العديد من أهل الكتاب ودخول في الدين اإلسااااالمي ساااااهم مساااااهمر‬
‫حقيقير في إدخال الكنير من الرواياا اإلسااارائيلير إلى المجتم اإلساااالمي‬
‫وخاصاااار أنه ‪ ‬أمر بالحدير عنهم فقال ‪" ‬بلغوا عني ولو آية وحدثوا‬
‫عن بني إس رائي‪ :‬وال حر " أي حدحوا عنهم بما يتفق وحدود الشاااااريعر‬
‫اإلسالمير وضمن الشرو الواالبر في األخذ عن أهل الكتاب ‪.‬‬
‫ومرا فترة على المجتم اإلسااااااالمي دخاال فيهااا كنير من المروياااا‬
‫اإلسرائيلير دون التقيد بالقيود التي وضعها اإلسالم فتسرب ال عيف والمكذوب‬
‫والماالف لشرعنا اإلسالمي وكيره وخاصر في أواخر عهد التابعين ‪.‬‬
‫المطلب النال‪ :‬حكم اإلسرائيليات‬
‫يأخذ ما ورد عن أهل الكتاب من إساااااارائيلياا حكما ً من األحكام النالحر‬
‫ااتير ‪-:‬‬
‫‪ -‬إن كان الرواير عن أهل الكتاب مصااااااادقر لما عندنا فنصااااااادقها ونأخذها‬
‫لالستئناس ال لالستدالل ونعتبرها من النقافر اإلسالمير ‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كان الرواير اإلساااارائيلير تيكذب ما عندنا فنكذبها ون اااارب بها عرض‬
‫الحائط ألنها ماالفر لما الاء في شريعتنا اإلسالمير ‪.‬‬
‫‪ -‬أما إ ا كان الرواير اإلساااااارائيلير ال توافق وال تعارض ما عندنا فنتوقف‬
‫حينئـااااا ٍذ فال نصدقهـاااااا وال نكذبهـاااااا خوفا ً من أن نصدب بكذب وبا ل وال‬
‫نكذبها خوفا ً من أن نكذب بصاااـااااااااادب وحق عمالً بقول الرساااول ‪" : ‬ال‬
‫(‪‬ـ‬
‫تصدآـوا أهـ‪ :‬الكتـاب وال تكذبوهـم وآولـوا آمنا باهلل وما أ ز إلينا"‬
‫‪.‬‬
‫(‪1‬ـ فته الباري – ف‪ 8‬ص ‪. 120‬‬
‫‪- 35 -‬‬
‫المبحث العاشر ‪ :‬المنهج األمثل في تفسير القرآن‬
‫إن منهت القرآن الكريم ييقرر أن الفهم السااااليم هو كاير كل مساااالم ‪ ،‬وهو‬
‫النمرة العلمير المرالوة من تدبره ‪ ،‬كما أن النمرة العلمير هي االلتزام بأحكامه‬
‫وتواليهاته إيمانا ً وعمالً ودعوة ‪.‬‬
‫والذي يساااااعد على الفهم الصااااحيه للقرآن هو حساااان تفساااايره بما يبين‬
‫مقاصاااده ‪ ،‬ويوضاااه معانيه ‪ ،‬ويكشاااف اللنام عما فيه من كنوز وأسااارار ويفته‬
‫مغالقه للعقول والقلوب ‪.‬‬
‫إن المنهت األمنل في تفسااير القرآن يقوم على أصااول راسااار وخطواا‬
‫معلومر ومعالم مرسااااااومر يجب مراعاتها وااللتزام بها حتى تت ااااااه من خالل‬
‫إتباع المفسر الاطواا التالير ‪-:‬‬
‫‪ -‬تفسير القرآن بالقرآن‬
‫أول هااذه المعااالم هو تفسااااااير القرآن بااالقرآن و لااب ألن القرآن الكريم‬
‫يصدب بع ه بع ا ً ‪ ،‬ويفسر بع ه بع ا ً ‪ ،‬و لب فما أيالمل في موض في صل‬
‫صص في سياب آخر ‪.‬‬
‫في موض آخر وما الاء عاما ً في سياب يخ ا‬
‫‪ -‬تفسير القرآن بالسنة‬
‫قال شااي اإلسااالم ابن تيمير في مقدمته في أصااول التفسااير ‪" :‬إن أصااه‬
‫رب التفسير ييفسر القرآن بالقرآن ‪ ،‬فما أالمل في مكان فإنه قد يفسر في موض‬
‫آخر ‪ ،‬وما اختصر في مكان فقد بيسط في موض آخر ‪ ،‬فإن أعيا لـاااااب فعليب‬
‫بالسانر ‪ ،‬فإنها شاارحر للقرآن موضاحر له ‪ ،‬فساـااااااار الرساـاااااااول ‪َ  ‬ك ِل َمةً َط ِيبَةً‬
‫ش َج َر َطيِبَة‪ ‬إبراهيم ‪  :‬بأنها النالر ‪.‬‬
‫َك َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ٌ‬
‫َّ‬
‫س نَى َو ِزيَا َد ‪ ‬يونن ‪ 6 :‬بأنها‬
‫س نقوا ال قح ْ‬
‫وكما فسااار الزيادة ‪ِ ‬لل ِذينَ أحْ َ‬
‫النعر إلى واله هللا الكريم ‪.‬‬
‫‪ -‬اال تفاع بتفسير الصحابة والتابعين‬
‫الصااااااحابر هم تالميذ المدرساااااار النبوير ‪ ،‬تربوا في حجر الرسااااااول ‪‬‬
‫وسمعوا منه وشاهدوا التنزيل ‪ ،‬هذا م كونهم أصحاب اللغر والبيان ‪ ،‬فإ ا صه‬
‫عنهم التفسااااير أخذنا به خاصاااار إن أالمعوا عليه ‪ ،‬وإن اختلفوا فقد أتاحوا لنا أن‬
‫نتاير من بين آرائهم ما نراه أقرب إلى الساااااااداد ‪ ،‬قال ابن تيمير ‪( :‬إ ا لم تجد‬
‫التفسااااير في القرآن وال في الساااانر ‪ ،‬رالع في لب إلى أقوال الصااااحابر فإنهم‬
‫أدرى بذلب لما شاهدوه من القرائن واألحوال التي اختصوا بها و ال َما هم عليه من‬
‫الفهم التام والعلم الصااااااحيه وال ساااااايما علمانهم وكبرانهم وكاألئمر األربعر‬
‫والالفـااااء الراشدين واألئمر المهديين ‪ ،‬وعبد هللا بن مسعود الذي قال ‪ :‬والذي ال‬
‫إله كيره ما نزل آير من كتاب هللا إال وأنا أعلم أين نزل ‪ ،‬وفيم نزل ‪ ،‬وكان‬
‫‪- 36 -‬‬
‫الرالل منهم إ ا تعلم عشر آياا ‪ ،‬لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن‬
‫‪ ،‬وهذا حبر األمر عبد هللا بن عباس ‪ ،‬ترالمان القرآن ببركر دعاء رساااول هللا ‪‬‬
‫اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ‪.‬‬
‫‪ -‬ا خذ بمطلق اللغة‬
‫( ‪‬ـ‬
‫س ان ع ََر ِبي قم ِبين‪ ، ‬فيجب أن ييفساار اللفظ بحسااب‬
‫إن القرآن نزل ‪ِ ‬ب ِل َ‬
‫ما تدل عليه اللغر العربير واسااااااتعماالتها وما يوافق قواعدها ويناسااااااب بالكر‬
‫القرآن المعجز ‪ ،‬هذا م أن األلفا منها ما الاء على سااابيل المجاز ومنها ما هو‬
‫مشاااتر يدل على أكنر من معنى ‪ ،‬وينبغي أن يعلم أن األصااال حمل الكالم على‬
‫الحقيقر ‪ ،‬وال يعدل عنها إلى المجاز إال بقرينر (تد داللة معتبر على المعنى‬
‫‪ ،‬ومما يعين المفسر للقرآن على حسن الفهم أن يتتب الكلمر القرآنير في مواردها‬
‫معان‬
‫الماتلفر في القرآن حتى يتبين له حقيقر معناها منل كلمر (عين لها عدة‬
‫ٍ‬
‫حساااااااب موقعها في الجملر ‪ ،‬تأتي بمعنى عين الماء – والجاسااااااوس – والعين‬
‫المبصاارة ‪ ،‬فكل مفردة في القرآن تلدي معنى تام حسااب السااياب الذي وضااع‬
‫فيه ‪.‬‬
‫‪ -5‬مراعا السياق‬
‫ومن ال وابط الهامر في حسن فهم القرآن وصحر تفسيره مراعاة سياب‬
‫ااير في موقعها من السااااااورة وسااااااياب الجملر في موقعها من ااير ‪ ،‬فيجب أن‬
‫تيربط اايـر بالسياب الذي وردا فيـه وال تيقطـ عمـا قبلها وما بعدها ‪.‬‬
‫معان ماتلفر وإنما يتحدد المعنى‬
‫فالكلمر الواحدة قد ترد في القرآن لعدة‬
‫ٍ‬
‫المراد منها في كل موق بالسااياب ‪ ،‬والمقصااود بالسااياب ما قبل الكلمر وما بعدها‬
‫فمنالً ‪ :‬كلمر الكتاب تأتي بمعنى القرآن ‪ ،‬وتأتي بمعنى النص القرآني ‪ ،‬وتأتي‬
‫بمعنى اللوح المحفو ‪.‬‬
‫وكااذلااب معنى كلماار (آي ة تااأتي بمعنى العالماار أو ااياار المنزلاار أو‬
‫المعجزة وااير الدالر على صدب ر سول هللا ‪ ، ‬والسياب هو الذي يحدد المعنى‬
‫المراد من كلمر آير ‪.‬‬
‫‪ -6‬االهتمام بعلوم القرآن إجماالً وخاصة سبب النزو‬
‫من المعالم المهمر في فهم القرآن وتفساايره مالحعر أسااباب النزول فمن‬
‫المقرر لدى العلماء أن القرآن نزل على قساااامين ‪ :‬قساااام نزل ابتداء بدون ساااابب‬
‫خاص ‪ ،‬وإنما لتوضاااايه معنى الهداير في حياة الناس وقساااام نزل لساااابب خاص‬
‫وهذا القساااااام األخير هو الذي يبحر عن ساااااابب نزوله ‪ ،‬ألن معرفر األسااااااباب‬
‫والمالبساا المحيطر بالنص تساعد على فهم المراد منه ‪ ،‬يقول ابن دقيق العيد ‪:‬‬
‫بيان سبب النزول ريق قوي في فهم معاني القرآن ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة الشعراء – ااير ‪. 195‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫‪ -‬اعتبار القرآن أصالً يرجع إلي‬
‫إن هللا تبار وتعالى أنزل القرآن الكريم ليكون متبوعا ً ال تابعا ً وينبغي‬
‫على من يريد فهم القرآن وتف سيره أن يتحرر من اعتقاداته وأفكاره وأهوائه ‪ ،‬بل‬
‫يجب أن يكون موقفه من القرآن موقف المتلقي الذي يهتدي بهداه ‪ ،‬وينعر إليه‬
‫على أنه األصل الذي يرال إليه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫المبحث الحادي عشر ‪ :‬إعجاز القرآن الكريم‬
‫المطلب ا و تعريف اإلعجاز لغة واصطالحا ً‬
‫أ‪ -‬لغر ‪ :‬أصااله التأخر عن الشاايء ‪ ،‬وهو ضااد القدرة ‪ ،‬بمعنى ال ااعف ‪ ،‬يقال ‪:‬‬
‫أعجزه األمر إ ا حاوله فلم يساااتطعه ولم تتسااا له قدرته والهده (‪2‬ـ يقول تعالى ‪:‬‬
‫اج ِزينَ ‪3( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪َ ‬والَّ ِذينَ َ‬
‫سعَ ْوا فِي آيَاتِنَا قمعَ ِ‬
‫ب‪ -‬اإلعجاز اص طالحا ً كون القرآن الكريم أمرا ً خارقا ً للعادة لم يسااااتط أحدا ً‬
‫معارضته بركم تصدي الناس له (‪4‬ـ ‪ ،‬أو هو ضعف القدرة اإلنسانير في محاولر‬
‫المعجزة ‪ ،‬حم استمرار هذا ال عف على تراخي الزمن (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫المطلب النا ي اإلعجاز البيا ي‬
‫يعتبر اإلع جاز الب ياني من أععم والوه اإلع جاز أل نه ينتعم في القرآن‬
‫كله ‪ ،‬فال تالو منه سااااورة على قصاااارها أو على ولها ‪ ،‬بل هو في كل آير من‬
‫آياا القرآن الكريم ‪ ،‬وقد تحدث العلماء والمفساااارون عن اإلعجاز القرآني قديما ً‬
‫وحدينا ً حير أالم هلالء أن القرآن الكريم معجزة بيانير تحدى هللا بها العرب‬
‫وكيرهم فنب عجز البشر الميعا ً أمام إعجازه (‪6‬ـ ‪ ،‬وقد سجل القرآن الكريم هـذه‬
‫آن‬
‫س َوا ْل ِجنُّ َ‬
‫الحقيقـاار بقولـااه ‪ :‬آق ْ‪ :‬لَئِ ِن اجْ ت َ َمعَ ِ‬
‫تاِْ ْ ق‬
‫علَى أ َ ْن يَأْتقوا ِب ِمنْ ِ‪َ :‬هذَا ا ْلقق ْر ِ‬
‫ال يَأْت قونَ ِب ِمنْ ِل ِ َولَ ْو كَانَ بَ ْع ق‬
‫ض قه ْم ِلبَ ْعض َظ ِهيرا ً‪ ‬اإلسراء ‪. ‬‬
‫المطلب النال‪ :‬المقصود باإلعجاز البيا ي‬
‫هو بيان القرآن وفصاااااااحته وبالكته ‪ ،‬وفي أساااااالوبه المتميز عن باقي‬
‫أساااليب العرب حير الاء القرآن الكريم بأفصااه األلفا في أحساان نعوم التأليف‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫انعر هـذا الموضوع بالتفصيـل فـي كتاب ‪ :‬كيف نتعامل م القرآن الكريم – أ‪.‬د‪ .‬يوسف‬
‫القرضاوي من ص ‪. 300-250‬‬
‫لسان العرب البن منعور – ح‪. 236/7‬‬
‫سورة سبأ آير ‪. 5 :‬‬
‫فكرة اإلعجاز – نعيم الحمصي – ص ‪. 9‬‬
‫إعجاز القرآن للرافعي – ص ‪. 139‬‬
‫مباحر في إعجاز القرآن الكريم– ص‪ 165‬بتصرف‪،‬أ‪ .‬د‪ .‬مصطفى مسلم ص ‪.154‬‬
‫‪- 38 -‬‬
‫‪ ،‬مت منا ً أ صه المعاني ‪ ،‬كذلب ترتيب ألفا القرآن الكريم في آياته والمله ‪ ،‬حم‬
‫ترتيب هذه الجمل لآلياا في السورة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ويم ناال اإلعجاااز البياااني في حروف القرآن وأصااااااواتهااا ‪ ،‬والكلماااا‬
‫وم اارال ها (‪‬ـ ‪ ،‬يقول ابن عط ير ‪( :‬وك تاب هللا ت عالى لو نز ع م نه لف عر في‬
‫أدير لسان العرب على لفعر كيرها لم يوالدـ (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وكذلب يمنل اإلعجاز البياني في ريقر التعبير التي انفرد بها القرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬وأي ا ً يتمنل في والود الفاصلر القرآنير التي تعني مناسبر ختم ااير لما‬
‫سبق (‪‬ـ ‪.‬‬
‫المطلب الرابع التدر في التحدي‬
‫نزل القرآن الكريم على العرب وكانوا أصحاب وأرباب البالكر والبيـان‬
‫و لـااااب ألنهم تميزوا بسالمر السليقر وسرعر البديهر ‪ ،‬فعندما تحداهـاااام القـاااارآن‬
‫على أن يأتوا بمنله لم يسااتطيعوا ووقفوا عاالزين حائرين ال يسااتطيعون لـااااااااب‬
‫على الركم من أن القرآن الكريم نزل باللغر التي يعرفونها ويتكلمون بها ‪ ،‬لذا‬
‫نجد أن القرآن تحداهم أن يأتوا بمنل القرآن ‪ ،‬يقول تعالى ‪‬فَ ْل َيأْتقوا ِب َح ِد ي‪ِ :‬منْ ِل ِ‬
‫صا ِدآِينَ ‪ ‬الطور ‪.  :‬‬
‫إِ ْن كَا قوا َ‬
‫حم تحداهم أن يأتوا بعشر سور فقال تعالى ‪ :‬أ َ ْم يَققولقونَ ْافت َ َرا ق آق ْ‪ :‬فَأْتقوا‬
‫صا ِدآِينَ ‪‬‬
‫ّللاِ ِإ ْن قك ْنت ق ْم َ‬
‫قون َّ‬
‫ِبعَ شْ ِر قس َور ِمنْ ِل ِ قم ْفت َ َريَات َوا ْدعقوا َم ِن ا ْست َ َط ْعت ق ْم ِم ْن د ِ‬
‫هود ‪. - :‬‬
‫فلما عجزوا تحداهم أن يأتوا بسااااااورة واحدة قال تعالى ‪ :‬أ َ ْم يَققولقونَ‬
‫صا ِدآِينَ ‪‬‬
‫ّللاِ إِ ْن قك ْنت ق ْم َ‬
‫ور ِمنْ ِل ِ َوا ْدعقوا َم ِن ا ْ‬
‫ْافت َ َرا ق آق ْ‪ :‬فَأْتقوا ِب ق‬
‫ون َّ‬
‫س َ‬
‫ست َ َط ْعت ق ْم ِم ْن قد ِ‬
‫يونن ‪.  :‬‬
‫حم أخيـااااارا ً تحداهـااااام أن يأتوا بسورة تشبه القرآن فقال سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ور ِم ْن ِمنْ ِل ِ ‪ ‬البقرة ‪- :‬‬
‫س‬
‫علَى َ‬
‫‪َ ‬وإِ ْن قك ْنت ق ْم فِي َريْب ِم َّما َ َّز ْلنَا َ‬
‫ع ْب ِد َا فَأْتقوا بِ ق‬
‫َ‬
‫‪5( ‬ـ ‪.‬‬
‫المطلب الخامس اإلعجاز التشريعي‬
‫ظ التش ريع لغة مصااادر شااارع ‪ :‬بمعنى سااان ‪ ،‬وقد سااامي ما شااارع هللا لعباده‬
‫شريعر كالصالة والصوم والزكاة والحت وكير لب (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ موالز في إعجاز القرآن – المرال السابق ص ‪. 154‬‬
‫(‪2‬ـ موالز في إعجاز القرآن – أ‪ .‬د‪ .‬مصطفى مسلم ص ‪. 154‬‬
‫(‪3‬ـ فكرة اإلعجاز – نعيم الحمص – ص ‪. 95‬‬
‫(‪4‬ـ إعجاز القرآن – د‪ .‬ف ل عباس – ص ‪ 65‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪5‬ـ إعجاز القرآن – د‪ .‬ف ل عباس – ص ‪. 32-31‬‬
‫(‪6‬ـ لسان العرب – ح‪. 238/3‬‬
‫‪- 39 -‬‬
‫ظ التش ريع اص طالحا ً هو شااـااااااارعر هللا لعباده من أحكام اعتقادير أو عملير أو‬
‫يخلقير (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫ظ اإلعجاز التشريعي هو سمو التشريعاا القرآنير وشمولها وكمالها إلى الحد‬
‫الذي تعجـز عنـه كل القوانين البشرير مهما بلغ على أن تأتي بمنل‬
‫تشريعاا القرآن الكريم (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫أو هو عجز البشااار محاكاة التشاااري القرآني ‪ ،‬وإداراكهم كل ما فيه من أسااارار‬
‫تشريعير (‪3‬ـ ‪.‬‬
‫المطلب السادس‬
‫ماأ من اإلعجاز التشريعي‬
‫ظ في العبادات الوض وء والتيمم والغس ‪ :‬أمر هللا ساابحانه وتعالى المساالمين‬
‫بالوضااااوء عند القيام إلى الصااااالة ‪ ،‬والعل الوضااااوء شاااار ا ً للصااااالة ‪ ،‬فإ ا لم‬
‫يتمكنوا من اسااااااتعمال الماء فعليهم بالتيمم قال تعالى ‪َ  :‬يا أَيُّ َها ا َّل ِذينَ آ َمنقوا ِإأَا‬
‫صال ِ ‪(.............‬المائدة ‪6 :‬ـ ‪.‬‬
‫آق ْمت ق ْم إِلَى ال َّ‬
‫ّللاق ِليَجْ َع َ‪:‬‬
‫وتشااااااير ااير إلى الحكمر من هذا التشااااااري يقول تعالى ‪َ  :‬ما يق ِري قد َّ‬
‫علَ ْي قك ْم ِم ْن َح َر ‪(.....‬المائدة ‪6 :‬ـ ‪.‬‬
‫َ‬
‫إن اشااااااترا االكتساااااااال للجنب هو تطهيره وليتم نعمته عليه ‪ ،‬وحتى‬
‫يشااكره على نعمه الكنيرة ‪ ،‬والحكمر من الوضااوء والتيمم والغساال لين النعافر‬
‫فحسااااب بل العبادة (‪4‬ـ ‪ ،‬يقول ساااايد قطب ‪( :‬يبدو أن حكمر الوضااااوء أو الغساااال‬
‫ليس هي مجرد النعافر ‪ ،‬وإال فإن البديل من أحدهما أو من كليهما ال يحقق هذه‬
‫الحكمر فال بد إ ن من حكمر أخرى للوضااااوء أو الغساااال تكون متحققر كذلب في‬
‫التيمم ‪ .‬وأما حكمر االكتسال من الجنابـاار ‪َ ‬وإِ ْن قك ْنت ق ْم قجنقبا ً فَا َّ‬
‫ط َّه قروا ‪(...‬المائدة ‪:‬‬
‫‪6‬ـ ‪ .‬فهي حركر عملير عن معنى نفساي ‪ ،‬إن اإلنساان عندما يق اي شاهوته فإنه‬
‫يحقق حاالر فطرير ونفسير أصيلر في كيانه ‪ ،‬حم إن كل الزء من أع اء السمه‬
‫متلذ من ق اء الشهوة ويشار في هذه العملير الجنسـاااااااير ‪ ،‬لذا كان االكتسال‬
‫شكر هلل الذي يسر له ق اء شهوته ‪ ،‬شكر هلل‬
‫ألن كـل الزء شار في االستمتاع والتلذ عند ق اء الشهوة ‪ ،‬لذلب ختم ااير‬
‫بقوله ‪( :‬ولعلكم تشكرون (‪. 5‬‬
‫ظ في المعامالت تحريم الربا حرم هللا الربا في آياا صاريحر وأعلن الحرب‬
‫على المرابين ‪ ،‬وتوعد بمحق الربا يقول تعالى ‪َ  :‬يا أَيُّ َها ا َّل ِذينَ آ َمنقوا ات َّققوا َّ‬
‫ّللاَ‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫التشري اإلسالمي – مصادره وأدواته – د‪ .‬سفيان إسماعيل – ص ‪. 7‬‬
‫اإلعجاز التشريعي في معالجر مشكلر الفقر – ص ‪. 6‬‬
‫القرآن وإعجازه – ص ‪. 102‬‬
‫مباحر في إعجاز القرآن – أ‪ .‬د‪ .‬مصطفى السباعي – ص ‪. 155‬‬
‫العالل – سيد قطب – ف‪.22521/5‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫الربا ‪(...‬البقرة ‪279-278 :‬ـ على الركم أن الربا هو الساامر‬
‫َوأَ قروا َما َب ِق َي ِمنَ ِ‬
‫البارزة لالقتصاد العالمي المعاصر ‪ ،‬وقاعدة التعامل االقتصادي بين الدول ‪ ،‬إال‬
‫أن التشااري اإلسااالمي هو الحق والصااواب في تحريم الربا ومحاربته وتحريمه‬
‫‪ ، ....‬فااالربااا بالء وآفاار ‪ ،‬ياادمر االقتصاااااااااد ويقط الروابط ‪ ،‬ويوق العااداوة‬
‫والبغ اء بين الناس ‪ ،‬والربا يق ي على إنسانيـاار اإلنسـااان وقلبه ودينه وإيمانه‬
‫‪ ،‬والمرابون مصاااااااصااااااي الدماء واألموال (‪1‬ـ ‪ .‬يقول ساااااايد قطب ‪( :‬إن النعام‬
‫الربوي نعام معيب من الوالهر االقتصادير البحتر ‪...‬ـ (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -3‬في الحدود شااااارع هللا تبار وتعالى الحدود حتى يعيش اإلنساااااان المسااااالم‬
‫وكير المسلم أمينا ً على نفسه وماله وعرضه وعقله ‪ ،‬لذلب حرم على المسلم قتل‬
‫أخيـااااااااه المسااـاااااااالم ‪ ،‬يقـااااااااول تعالى ‪َ  :‬و َما كَانَ ِل قم ْؤ ِمن أ َ ْن يَ ْقت ق َ‪ :‬قم ْؤ ِمنا ً إِال َخ َطأ ً‬
‫‪ ....................‬ساااورة النسااااء ‪ .‬فإ ا اعتقد القاتل بأنه ساااييقتل فإنه ال يقدم على‬
‫القتل ‪ ،‬وكذلـااب عندمـااا حرم السـاارقر ‪ ،‬فإنه حفظ للناس أموالهـاام ‪ ،‬فعندما يعتقـااد‬
‫الملمن أنه إ ا سارب ساوف تقط يده ‪ ،‬فإنه ال يسارب وبذلب حفظ للناس أموالهم‬
‫‪ .‬وكذلب عندما شرع عقوبر الزنا مائر اللدة لغيـاااار المتزوف كمـااااا قال تعالـااااى ‪:‬‬
‫الزا ِيَةق َو َّ‬
‫‪َّ ‬‬
‫الزا ِي‪ ....‬سورة النور ‪، 2‬‬
‫والرالم حتى الموا للمتزوف رالالً كان أو أننى ‪.‬‬
‫( ‪3‬ـ‬
‫وكذلب عندما شاااااارع عقوبر الامر الجلد حمانين اللدة ليحفظ العقل ‪،‬‬
‫يقول الرساااول ‪" : ‬إأا ش رب إ س ان الخمر فاجلدو ثما ين جلد إأا ش رب‬
‫سكر وإأا سكر هذى وإأا هذى افترى وحد المفتري ثما ون" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫يقول األساااتا رشااايد رضاااا ‪( :‬يشاااتمل القرآن الكريم على العلوم اإللهير‬
‫وأصاااول القواعد الدينير ‪ ،‬وأحكام العباداا ‪ ،‬وقوانين الف اااائل وااداب وقواعد‬
‫التشاااااري الساااااياساااااي والمدني واالالتماعي الموافقر لكل زمان ومكان ‪ ،‬وبذلب‬
‫يف اااال على كل ما ساااابقه من الكتب السااااماوير والشاااارائ األرضااااير وااداب‬
‫الفلسفيرـ (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫المطلب السابع اإلعجاز العلمي‬
‫لقد حر اإلسااااااالم على العلم والتعلم ‪ ،‬فوياا القرآن األولى في النزول‬
‫تأمر باسااااتادام القلم وتشااااج على القراءة و لب لما للقلم والقراءة من أهمير في‬
‫(‪1‬ـ مباحر في إعجاز القرآن – أ‪.‬د‪ .‬مصطفى السباعي – ص ‪.162‬‬
‫(‪2‬ـ العالل ح‪. 2252/5‬‬
‫(‪3‬ـ اإلعجاز القرآني في تشري الحدود ‪.‬‬
‫(‪4‬ـالمو أ لإلمام مالب – ح‪ 642/2‬كتاب األشربر باب حد الامر – ص ‪. 25‬‬
‫(‪5‬ـ تفسير المنار – ح‪. 207 ، 206/1‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫سانَ ِم ْن‬
‫حياة األمم والشعوب ‪ .‬قال تعالى ‪ :‬ا ْآ َرأْ ِب ْ‬
‫اس ِم َر ِبرَ الَّذِي َخ َلقَ َخ َلقَ ا ْ ِ ْ َ‬
‫َ ( ‪‬ـ‬
‫سانَ َما لَ ْم يَ ْعل ْم‪. ‬‬
‫علَّ َم بِا ْلقَلَ ِم َ‬
‫علَق ا ْآ َرأْ َو َربُّرَ ا ْ َك َْر قم الَّذِي َ‬
‫َ‬
‫علَّ َم ا ْ ِ ْ َ‬
‫األمر اإلسالمير منو بها قيادة البشرير بأسرها في المي مناحي الحياة‬
‫‪ ،‬لذلب ينبغي أن تتصدر األمم والشعوب في مجال العلم واإليمان واألخالب حتى‬
‫تصل إلى لب المركز القيادي الذي أيعدا له ‪.‬‬
‫لذلب الاءا التواليهاا القرآنير في العديد من ااياا تشااااااج األمر كل‬
‫األمر على العلم والبحر والتحري عن المجهول في هذا الكـااااون الفسيه ‪ .‬قـااااال‬
‫س ت َ ِوي ا َّل ِذينَ يَ ْعلَ قمونَ َوا َّل ِذينَ ال يَ ْعلَ قمون ‪( ‬ـ ‪ .‬والعل الحق‬
‫تعالى ‪  :‬قآ ْ‪َ :‬ه ْ‪ :‬يَ ْ‬
‫تبار وتعالى شاااهادة العلماء م شاااهادته وشاااهادة المالئكر المالئكر في اإلقرار‬
‫ّللاق أ َ َّ ق ال ِإلَ َ ِإ َّال قه َو‬
‫بالوحدانيـر هلل فـي األلوهيـر والربوبير ‪ ،‬قال تعالى ‪  :‬ش َِه َد َّ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫س ِط ال إِلَ َ إِال قه َو ا ْلعَ ِز ق‬
‫يز ا ْل َح ِكي قم‪ ، ‬وأمر ‪‬‬
‫َوا ْل َمالئِكَةق َوأقولقو ا ْل ِع ْل ِم آَائِما ً بِا ْل ِق ْ‬
‫بطلب العلم الناف للبشاارير وشااج على تحصاايله ‪ ،‬قال ‪" : ‬طلب العلم فريض ة‬
‫على ك‪ :‬مس لم ومس لمة" ‪ ،‬والاء عن أبي الدرداء رضاااي هللا عنه قال سااامع‬
‫رساااول هللا ‪ ‬يقول "من س لر طريقا ً يبتغي في علما ً س َّه‪ :‬ه ل طريقا ً إلى‬
‫الجنة" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف اإلعجاز العلمي‬
‫هو ما يتعلق بإشاااااااارة القرآن في كنير من آياته إلى حقائق علمير حابتر‬
‫كشف عنها العلم الحدير ‪ ،‬ووافق أحدث ما انتهى إليه الكشف العلمي في هـااااذا‬
‫العصر ‪،‬م أنها كان مجهولر في عصرة النبوة وما بعده لقرون عديدة (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫وقد كـاااااار د‪ .‬عبد السـااااااالم تعريفا ً فقال ‪" :‬تلب الموافقر بين المكتشفاا‬
‫الحدينر للسنن اإللهير ‪،‬وبين ما أشـار إليه القرآن م تمام المطابقر بينهما"(‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الضوابط العلمية المنهجية لإلعجاز العلمي‬
‫‪ -‬اعتقاد أن القرآن كتاب هداير وإرشاد أوالً ولين كتاب علوم وكونياا ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اإلفرا والتفريط ع ند النعر في اا ياا الكون ير ‪ ،‬واالكت فاء بالح قائق‬
‫العلمير في االستدالل وعدم االستدالل بالنعرياا والفرضياا العلمير ‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوف على مرونر األساالوب القرآني في توضاايه الم ااامين العلمير بحير‬
‫يحتمل لب األسلوب والوها ً من التأويل ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫سورة العلق آير ‪. 5-1 :‬‬
‫سورة الزمر آير ‪. 9 :‬‬
‫سورة آل عمران آير ‪. 18 :‬‬
‫رواه الترمذي (الزء من حدير ويلـ وقال عنه ‪ :‬حدير حسن ‪.‬‬
‫انعر حقافر الداعير للقرضاوي – ص ‪. 15‬‬
‫اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم – ص ‪. 14‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫‪ -‬عدم حصاااار داللر ااير القرآنير على الحقيقر الواحدة ‪ ،‬بل إبقاء ااير مفتوحر‬
‫الداللر بحير تحتمل كل ما يتفق م معناها ‪.‬‬
‫‪ -5‬اليقين باستحالر التصادم بين الحقائق القرآنير والحقائق العلمير ‪.‬‬
‫‪ -6‬اتباع المنهت القرآني في لب المعرفر من خالل النعر في ااياا الربانير في‬
‫الكون والنفن واافاب والتعرف على سنن هللا في هذا الوالود ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعجاز العلمي يينب عالمير رسالر القرآن الكريم ‪ ،‬و لب ألن القرآن يدعو‬
‫الناس في كل عصر لدين هللا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬أمنلة على اإلشارات العلمية في القرآن‬
‫يه ْم َارا ً قكلَّ َما َ ِض َجتْ قجل ـقو قد قه ْم‬
‫ف ق ْ‬
‫أ‪ -‬قال تعالى ‪ :‬إِنَّ الَّ ِذينَ َكفَ قروا بِآيَاتِنَا َ‬
‫س ْو َ‬
‫ص ِل ِ‬
‫ّللاَ كَانَ ع َِزيزا ً َح ِكيما ً‪( ‬ـ هذه ااير‬
‫اب ِإنَّ َّ‬
‫بَ َّد ْلنـ َ ا قه ْم قجلـ ق ودا ً َي َْر َها ِليَذقوآقوا ا ْلعَـ ذَ َ‬
‫فيها من التهديد والوعيد بعذاب أليم للكافرين يوم القيامر والاء هذا العذاب في‬
‫صورة تعذيب للجلود ‪ ،‬فلما ا اختار هللا سبحانه التعبير بعذاب الجلود دون كيره‬
‫من ألوان العذاب ‪ ،‬إن في لب لحكمر حير اسااااااتطاع العلم التوصاااااال إلى والود‬
‫أوعير ناقلر لإلحساااس وهي تح الجلد مباشاارة وتصاال على خمساار عشاار نوعا ً‬
‫كل نوع له و يفتـه و بيعته ‪ ،‬لهذا فإن األلم‬
‫الذي يحصل لجسم اإلنسان يذوقه كل الجسم ‪.‬‬
‫الم َو َم ْن يق ِر ْد أ َ ْن‬
‫ب‪-‬‬
‫ّللاق أ َ ْن يَ ْه ِديَ ق يَش َْرحْ َ‬
‫إل ْ‬
‫قال تعالى ‪ :‬فَ َم ْن يق ِر ِد َّ‬
‫س ِ‬
‫صد َْر ق ِل ِ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ص د َْر ق َ‬
‫الس َماء‪ ‬بف اال الطيران‬
‫ض يِقا ً َح َرجا ً َكأ َّ َما يَ َّ‬
‫يق ِض ل ق يَجْ عَ ْ‪َ :‬‬
‫ص عَّ قد فِي َّ‬
‫والبالوناا اسااتطاع اإلنسااان التعرف على اهرة بيعير وهي نقص أوكسااجين‬
‫الهواء في بقاا الجو العليا حير إن الصاعد يشعر بصعوبر وضيق في التنفن‬
‫وااير القرآنير صااااارح بهذه العاهرة منذ زمن بعيد ‪ ،‬وهذا يدعونا إلى اإليمان‬
‫الراس بأن ما الاء به محمد إن هو إال وحي يوحى علمه شديد القوى (‪‬ـ ‪.‬‬
‫َاملَي ِْن ِل َم ْن أ َ َرا َد أ َ ْن يقتِ َّم‬
‫ف‪ -‬قال تعالى ‪َ  :‬وا ْل َوا ِلدَاتق يق ْر ِض ْعنَ أ َ ْوال َدهقنَّ َح ْولَي ِْن ك ِ‬
‫الر َ‬
‫ض اعَةَ‪5( ‬ـ ‪ .‬الرضااااااعر أوالبها هللا سااااابحانه على األم أل فالها حفا ا ً على‬
‫َّ‬
‫األ فال من الناحير الجساااااادير والنفسااااااير والعقلير فقد تحدث الطب الحدير عن‬
‫مقارنر بين اإلرضاع الطبيعي والحليب الصناعي و كر ااتي ‪-:‬‬
‫(‪1‬ـ انعـار هـاذه ال وابـاط بالتفصيـال – اإلعجاز العلمي – د‪ .‬عبد السالم اللوح – ص ‪-162‬‬
‫‪. 165‬‬
‫(‪2‬ـ سورة النساء آير ‪. 56 :‬‬
‫(‪3‬ـ سورة األنعام آير ‪. 125 :‬‬
‫(‪4‬ـ انعر روح الدين اإلسالمي – ص ‪ ، 54‬وانعر بالتفصيل أمنلر متنوعر – اإلعجاز العلمي‬
‫– د‪ .‬عبد السالم اللوح – ص ‪. 234-166‬‬
‫(‪5‬ـ سورة البقرة آير ‪. 233 :‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫‪ -‬أن مميزاا اللبن الطبيعي أنه يتناسب من يوم اخر عند األم م حاالر الطفل‬
‫على مدار العامين الذي يرض فيها الطفل ‪.‬‬
‫‪ -‬أما اإلرضاااع الصااناعي فهو حاب التركيز وال يتناسااب م نمو الطفل ‪ ،‬لذلب‬
‫أشار األ باء إلى أهمير إرضاع الطفل من أمه وخاصر في األيام األولى من‬
‫والدته ألن اللبن في هذه الفترة يحتوي على عناصاااااار ومواد لها دخل كبير‬
‫في تكوين المناعر من األمراض عند الطفل ‪.‬‬
‫‪ -‬إن حليب األم ال يحتاف إلى تعقيم وال تعلق به الجراحيم بينما الحليب الصناعي‬
‫فهو عرضر من خالل أي إساءة في استعمال األدواا ‪.‬‬
‫‪ -‬لبن األم أساااااهل في اله ااااام على الطفل من اللبن الصاااااناعي حير إن اللبن‬
‫الصناعي يحتاف ه مه من حالث إلى أرب ساعاا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫هذا باإلضاااااااا فر ل هذه األنواع من اإلع جاز يو الد أنواع أخرى من ها ‪:‬‬
‫اإلعجاااز التااارياي ‪ ،‬واإلعجاااز األخالقي ‪ ،‬واإلعجاااز النفسااااااي والروحي ‪،‬‬
‫واإلعجاز التربوي ‪ ،‬واإلعجاز بأخبار الغيب والمستقبل وكير لب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تفسير مقاطع من سورة اإلسراء‬
‫تتكون من ثالثة مقاطع‬
‫ظ أهداف السور ‪.‬‬
‫ظ المقطع ا و حق ه تعالى مقرو ا ً بحق الوالدين‬
‫ظ المقطع النا ي حق أوي القربى واالآتصاد في اإل فاق‬
‫(‪1‬ـ انعر لمحاا في إعجاز القرآن – ص ‪. 45-44‬‬
‫(‪2‬ـ إعجاز القرآن – أ‪.‬د‪ .‬ف ل عباس – ص ‪. 250‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫ظ المقطع النال‪ :‬دعائم المجتمع اإلسالمي من الداخ‪:‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫سورة اإلسراء‬
‫مكية وآياتها إحدى عشرة ومائة‬
‫أهداف السور الكريمة‬
‫(ظ‬
‫‪ -1‬سورة اإلسراء من السور المكير التي تهتم بشئون العقيدة وأصول اإليمان‬
‫شأنها كشأن سائر السور المكير ‪ ،‬التي تتحدث عن أسن العقيدة اإلسـالمير‬
‫وأصـااول الديـاان ‪ ،‬وتعالـاات فكـاارة اإليمان بوحدانير هللا – عز والل – وما‬
‫يتبعها من أمر الرسااالر والنبوة وأمر الحساااب والجزاء والبعر والنشااور ‪،‬‬
‫ولكن العنصر البارز في هذه السورة الكريمر هو " شخصية الرسو " ‪‬‬
‫وما أيده هللا به من المعجزاا الباهرة ‪ ،‬والحجت الساااااااا عر ‪ ،‬الدالر على‬
‫صدب رسالته عليه السالم ‪.‬‬
‫‪ -‬تعرض ا السااورة الكريمر لمعجزة اإلسااراء ‪ ،‬التي كان معهرا ً من معاهر‬
‫التكريم اإللهي ‪ ،‬لااتم األنبياء والمرسالين ‪ ‬وآير باهرة تدل على قدرة هللا‬
‫– عز والل – في صاااااان الاوارب ‪ ،‬فإن قط مسااااااافر ويلر تحتاف إلى‬
‫شااااهرين في أقل من ليلر واحدة ‪ ،‬أمر معجز خارب للعادة في لب الحين ‪،‬‬
‫حير لم يوالد ساااياراا وال ائراا وال مراكب ف اااائير تقط في سااااعر‬
‫هذه المسافر الايالير ‪.‬‬
‫‪ -‬تحدح الساااااورة عن بني إسااااارائيل ‪ ،‬وما كتب هللا عليهم من التشااااارد والذل‬
‫والهوان في األرض مرتين ‪ ،‬ب سبب ف سادهم و غيانهم وع صيانهم ألوامر‬
‫هللا – عز والل – وما أنزل بهـاام من أنواع العقـاااب والبـااالء ‪َ ‬وآَ َ‬
‫ض ْينَا ِإلَى‬
‫علقوا ً َك ِبيرا ً‬
‫ض َم َّرتَي ِْن َولَت َ ْعلقنَّ ق‬
‫ب لَت ق ْف ِ‬
‫بَنِي ِإ ْ‬
‫س قدنَّ فِي ا ْ َ ْر ِ‬
‫س رائي َ‪ :‬فِي ا ْل ِكتَا ِ‬
‫اس وا‬
‫َف ِرأَا َجا َء َو ْع قد أقوال قه َما َب َعنْنَا َ‬
‫علَ ْي قك ْم ِع َبادا ً لَنَا أقو ِلي َبأْس َ‬
‫ش دِيد فَ َج ق‬
‫الديَ ِار َوكَانَ َوعْدا ً َم ْفعقوالً ‪. ...‬‬
‫ِخال َ ِ‬
‫‪ -‬انتقل السااااااورة للحدير عن بعض ااياا الكونير العجيبر التي تدل على‬
‫الععمر والوحدانير ‪ ،‬وعن النعام الدقيق الذي يحكم الليل والنهار ‪ ،‬ويسااير‬
‫ار آيَتَي ِْن فَ َم َح ْو َا آ َيةَ اللَّ ْي ِ‪:‬‬
‫وفق ناموس ونعام ال يتبدل ‪َ ‬و َجعَ ْل َنا اللَّ ْي َ‪َ :‬والنَّ َه َ‬
‫ْص َر ً ِلت َ ْبتَغقوا فَ ْ‬
‫الس نِينَ‬
‫ض الً ِم ْن َر ِب قك ْم َو ِلت َ ْعلَ قموا َ‬
‫ع َد َد ِ‬
‫َو َجعَ ْلنَا آيَةَ النَّ َه ِار قمب ِ‬
‫ص ْلنَا ق ت َ ْف ِصيالً‪. ‬‬
‫اب َو قك َّ‪ :‬ش َْيء فَ َّ‬
‫َوا ْل ِح َ‬
‫س َ‬
‫‪ -5‬حم انتقل الساااااورة لتوضااااايه بعض ااداب االالتماعير واألخالب الفاضااااالر‬
‫الزكياار التي ينبغي أن يتحلى بهااا الملمن ‪ ،‬ليكون هنااا المجتم المنااالي‬
‫)*( انعر قبن من نور القرآن الكريم – محمد علي الصااااااابوني – ف‪ 6‬ص ‪ 175‬وما بعدها‬
‫وانعر في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪ 2208‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫ت أَا ا ْلقق ْربَى‬
‫الفاضل في أخالقه وآدابه ومعامالته ‪ ،‬الذي ينشده اإلسالم ‪َ ‬وآ ِ‬
‫الس ِبي ِ‪َ :‬وال ت ق َبذ ِْر ت َ ْبذِيرا ً ِإنَّ ا ْل قم َبذ ِِرينَ كَا قوا ِإ ْخ َوانَ‬
‫َحقَّ ق َوا ْل ِم ْ‬
‫س ِكينَ َوا ْبنَ َّ‬
‫ش ْي َطانق ِل َربِ ِ َكفقورا ً‪. ‬‬
‫ين َوكَانَ ال َّ‬
‫ال َّ‬
‫شيَ ِ‬
‫اط ِ‬
‫‪ -6‬تحدح الساااااورة الكريمر عن موضاااااوع (البعر والنشاااااورـ الذي كنر حوله‬
‫الجدال ‪ ،‬فأقام األدلر والبراهين على إمكانه ‪ ،‬وأنه حق ال مندوحر منه‬
‫ار ً‬
‫‪َ ‬و َآالقوا أ َ ِإأَا قك َّنا ِع َظاما ً َو قر َفاتا ً أ َ ِإ َّا لَ َم ْبعقوثقونَ َخ ْلقا ً َجدِيدا ً قآ ْ‪ :‬كقو قوا ِح َج َ‬
‫س َيققولقونَ َم ْن يق ِعي قد َا آق ِ‪ :‬الَّذِي‬
‫أ َ ْو َح ِديدا ً أ َ ْو َخ ْلقا ً ِم َّما َي ْكبق قر ِفي ق‬
‫قور قك ْم فَ َ‬
‫ص د ِ‬
‫فَ َط َر قك ْم أ َ َّو َ َم َّر ‪. ‬‬
‫‪ -‬حم انتقل الساااورة للحدير عن القرآن الععيم ‪ ،‬معجزة النبي محمد ‪ ‬الاالدة‬
‫‪ ،‬فبين عجز اإلنن والجن عن اإلتيان بمنله ‪ ،‬و كرا تعن المشااااااركين‬
‫في اقتراحاتهم التي عرضااااااوها على النبي ‪ ‬كشاااااار لإليمان به ‪ ،‬حير‬
‫لبوا م نه أن يفجر لهم األن هار ‪ ،‬ويز يل عنهم الج بال ‪ ،‬ويجعل لهم مكر‬
‫حدائق وبساتين كناء ‪ ،‬أو يصعد أمامهم إلى السماء فيأتيهم بكتاب من عند‬
‫ساااطر فيه أن محمدا ً رساااول هللا ‪َ ‬وآَالقوا لَ ْن ق ْؤ ِمنَ لَرَ َحتَّى ت َ ْف قج َر لَنَا‬
‫هللا قد ي‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ً‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ض يَنبقوعا أ ْو تكقونَ لرَ َجنة ِمن ِخي‪:‬‬
‫ِمنَ ا ْ َ ْر ِ‬
‫ار ِخاللَ َها ت َ ْف ِجيرا ً‪. ‬‬
‫َو ِعنَب فَتقفَ ِج َر ا ْ َ ْ َه َ‬
‫‪ -‬ختم ا السااااااورة الكريماار بتععيم هللا تعااالى واإليمااان بوالوده ووحاادانيتااه‬
‫وتنزيهه عن الشر والزوالر والولد ‪ ،‬وتنزيهه عن صفاا العجز والنقص‬
‫سنَى ‪. ...‬‬
‫س َما قء ا ْل قح ْ‬
‫الرحْ َمنَ أَيا ً َما ت َ ْدعقوا فَلَ ق ا ْ َ ْ‬
‫‪‬آق ِ‪ :‬ا ْدعقوا َّ‬
‫ّللاَ أ َ ِو ا ْدعقوا َّ‬
‫تفسير مقاطع من السور الكريمة‬
‫المقطع ا و‬
‫حق ه مقرو ا ً بحق الوالدين ووجوب اإلحسان إليهما‬
‫ّللاِ إِلَ ها ً آ َخ َر فَت َ ْق قع َد َم ْذ قموما ً َم ْخذقوالً َوآَ َ‬
‫ض ى‬
‫قال تعالى ‪ :‬ال تَجْ َع ْ‪َ :‬م َع َّ‬
‫س ا ا ً ِإ َّما يَ ْبلقغَنَّ ِع ْندَكَ ا ْل ِكبَ َر أ َ َح قد قه َما أ َ ْو‬
‫َر ُّبرَ أَال ت َ ْع قبدقوا ِإال ِإ َّيا ق َو ِبا ْل َوا ِل َدي ِْن ِإحْ َ‬
‫ِكال قه َما فَال ت َ قق ْ‪ :‬لَ قه َما أقف َوال ت َ ْن َه ْر قه َما َو قآ ْ‪ :‬لَ قه َما آَ ْوالً ك َِريما ً َو ْ‬
‫ض لَ قه َما َج َنا َح‬
‫اخ ِف ْ‬
‫ص ِغيرا ً َربُّ قك ْم أ َ ْعلَ قم ِب َم ا فِي‬
‫ار َح ْم قه َم ا ك ََم ا َربَّيَ ا ِي َ‬
‫ب ْ‬
‫الرحْ َم ِة َوآق ْ‪َ :‬ر ِ‬
‫ال ذُّ ِ ِمنَ َّ‬
‫ً ( ‪‬ـ‬
‫صا ِل ِحيـنَ فَ ِر ـ َّ ق كَانَ ِلألَ َّوا ِبينَ َفقورا‪. ‬‬
‫س قك ْم ِإ ْن تَكقو قـوا َ‬
‫قفقو ِ‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫فتقعد من الفعل قعد ‪ ،‬والقاعد العاالز الذي ال يكتسب ما يعيش به ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة اإلسراء – ااياا ‪. 25-22‬‬
‫‪- 47 -‬‬
‫مذموما ً من الفعل م بمعنى عاب والم ‪ ،‬ومعنى قوله ‪‬فَت َ ْق قع َد َم ْذ قموما ً ‪ ...‬أي ‪:‬‬
‫تصير الامعا ً على نفسب الذم وما يتبعه من الهال (‪‬ـ ‪.‬‬
‫مخذوالً من الفعل خذل ‪ ،‬وخذل بمعنى انقط ‪ ،‬ماذوالً مقطوعا ً ‪ ،‬وخذله حمله‬
‫على الفشل ‪ ،‬والاذالن العجز عن النصرة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫معان متعددة ‪-:‬‬
‫آضى لهذا الفعل‬
‫ٍ‬
‫ق ااااااى بمعنى حكم وفصاااااال ‪ ،‬وق ااااااى بمعنى أمر ومنه قوله تعالى ‪:‬‬
‫(وآض ى ربر ‪ ،‬وق اااى أنهى إليه األمر ومنه قوله تعالى ‪( :‬وآض ينا إلى بني‬
‫إسرائي‪( :‬ـ ‪.‬‬
‫وقال ابن كنير ‪( :‬آض ى بمعنى وصاااى ‪ ،‬وقال القر بي ‪( :‬آض ى أي‬
‫أمر وألزم وأوالب ‪ ،‬وهذه المعاني كلها متقاربر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫تعبدوا من الفعل عبد بمعنى خ ااا و ل ‪ ،‬والعبادة الا اااوع لإلله على واله‬
‫التععيم (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫إحسا ا ً اإلحسان ضد اإلساءة ‪ ،‬وفسر الرسول ‪ ‬اإلحسان بقوله ‪" :‬اإلحسـ ان‬
‫أن تعبـ د ه كأ ر ترا فرن لم تكن ترا فر يراك" (‪6‬ـ وقيل‬
‫اإلشااااااارة على المراقبر وحساااااان الطاعر ‪ ،‬واإلحسااااااان يكون لنفن‬
‫اإلنسان وكيره (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أف اسااام فعل ‪ ،‬وهي كلمر ت اااجر ‪ ،‬وال اااجر أصااالها ما يساااقط من تراب أو‬
‫رماد فينف اإلنسااان ليزيله ‪ ،‬فالصااوا الحاصاال هو (أيفـ حم توسااعوا في‬
‫الكلمر حتى أصبح تقال مكررة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫تنهرهما تزالرهما بغلعر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ب بمعنى رال ‪ ،‬واألوابون الم أواب‬
‫آب الذي أصااااااله أ َ َو َ‬
‫ا وابين من الفعل َ‬
‫وهو كنير اإلنابر والتوبر والرالوع إلى هللا بتر المعاصااااااي وفعل‬
‫الطاعاا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً المعنى اإلجمالي‬
‫(‪1‬ـ المعجم الوسيط – د‪ .‬أنين وآخرون – ف‪ 2‬ص ‪. 957‬‬
‫(‪2‬ـ المعجم الوسيط – د‪ .‬أنين وآخرون – ف‪ 1‬ص ‪. 222‬‬
‫(‪3‬ـ المعجم الوسيط – د‪ .‬أنين وآخرون – ف‪ 2‬ص ‪. 742‬‬
‫(‪4‬ـ ماتصر تفسير الصابوني – ف‪ 2‬ص ‪ ، 373‬وتفسير القر بي – ف‪ 1‬ص‪. 237‬‬
‫(‪5‬ـ المعجم الوسيط – د‪ .‬أنين وآخرون – ف‪ 2‬ص ‪. 579‬‬
‫(‪6‬ـ فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 1‬ص ‪ 114‬ح‪. 50‬‬
‫(‪7‬ـ لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 1‬ص ‪. 878‬‬
‫(‪8‬ـ المعجم الوسيط – د‪ .‬أنين وآخرون – ف‪ 2‬ص ‪. 579‬‬
‫(‪9‬ـ لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 1‬ص ‪. 126‬‬
‫(‪10‬ـ المعجم الوسيط – د‪ .‬أنين وآخرون – ف‪ 1‬ص ‪. 32‬‬
‫‪- 48 -‬‬
‫يبدأ هذا المقط بأهم ق ااااير توااله األمر ‪ ،‬أال وهي ق ااااير التوحيد فقد‬
‫أمرا به ونه عن الشاااار وصااااوره ‪ ،‬وحذرا من عاقبته ‪ ،‬حم أمرا ااياا‬
‫باإلحساااان إلى الوالدين وخاصااار إ ا بلغ األبوان سااان الشاااياوخر ‪ ،‬فإنهما يكونا‬
‫بحاالر ماساااااار للرعاير والقول الكريم اللين ‪ ،‬وقد بين ااياا لب باألساااااالوب‬
‫الحكيم ‪ ...‬وهذا تفصيل لذلب ‪:‬‬
‫ّللاِ ِإلَها ً آ َخ َر فَت َ ْق قع َد َم ْذ قموما ً َم ْخذقوالً َوآَ َ‬
‫ض ى َربُّرَ‬
‫‪ -‬قوله تعالى ‪ :‬ال تَجْ َع ْ‪َ :‬م َع َّ‬
‫أَال ت َ ْع قبدقوا‪ ...‬بدأا هذه ااياا بالتركيز على ق ااااااير التوحيد والنهي عن‬
‫الشاااااار ‪ ،‬فجاااء الاطاااب للنبي ‪ ‬ولكاال فرد من أفراد األماار ‪ ،‬و لااب ألن‬
‫االعتقاد مسااألر شاااصااير ‪ ،‬مساائول عنها كل فرد بذاته ‪ ،‬وكذلب العاقبر التي‬
‫تنتعر كل فرد يحيد عن التوحيد (‪‬ـ ‪ ،‬والمعنى ال تجعل م هللا الذي خلقب‬
‫ورزقب إلها ً آخر فتكن بذلب مذموما ً من هللا تعالى والمالئكر والناس أالمعين‬
‫وماذوالً من هللا حير عبدا كيره من الشريب ‪ ،‬ألنه ال يملب نفعا ً وال ضرا ً‬
‫وقد حكم هللا تعالى حكما ً ال نقض فيه وال رالوع ‪ ،‬وهو أن تعبدوا هللا وحده‬
‫ال شريب له ‪ ،‬إ هو القاهر فوب عباده وهو الحكيم الابير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫س ا ا ً إِ َّما يَ ْبلقغَنَّ ِع ْندَكَ ا ْل ِكبَ َر أ َ َح قد قه َما أ َ ْو‬
‫‪ -‬قولـااااااااااه تعالى ‪ :‬إِيَّا ق َوبِا ْل َوا ِل َدي ِْن إِحْ َ‬
‫ِكال قه َما فَال تَقق ْ‪ :‬لَ قه َما أقف َوال ت َ ْن َه ْر قه َما‪. ...‬‬
‫ق ااى ربب بأن تحساانوا إلى الوالدين إحسااانا ً كامالً في الرعاير والعناير‬
‫والمعاملر ‪ ،‬إحسانا ً لين بعده إحسان ‪ ،‬إ يجتم منهما كل أساب المودة والعطف‬
‫وال عجب فهما أول من يعطف على األبناء عطفا ً عزيزا ً ‪ ،‬وهم في أشاااد الحاالر‬
‫إليهم ‪ ،‬فمن المروءة أن ييرد الجمل ‪ ،‬ال أقول بأحساااااان منه ‪ ،‬فلين هنا الميل‬
‫يوازي عملهما ‪ ،‬ولهذا نرى القرآن الم بين األمر بعبادة هللا واألمر باإلحسااااان‬
‫إليهما (‪‬ـ وفي آير أخرى يقول تعالى ‪ ... :‬أ َ ِن ا ْ‬
‫شك ْقر ِلي َو ِل َوا ِل َد ْيرَ ‪( ...‬ـ ‪.‬‬
‫* وفي قوله تعالى ‪ِ  :‬إ َّما َي ْبلقغَنَّ ِع ْندَكَ ا ْل ِك َب َر أ َ َح قد قه َما أ َ ْو ِكال قه َما‪ ...‬إن ال اك َبر له‬
‫الالله ‪ ،‬وضااعف الكبر له إيحانه ‪ ،‬وكلمر (عندك تفيد معنى االلتجاء واالحتماء‬
‫في حالر الكبر وال عف ‪.‬‬
‫ْ‬
‫* ‪ ‬فَالَ تَقق ْ‪ :‬لَ قه َما أقف َوال تَن َه ْر قه َما ‪ ‬فهذه أول مرتبر من مراتب الرعاير واألدب‬
‫أال يصدر من الولد من ال جر وال يق ‪ ،‬وما ينبيء باإلهانر وسوء األدب ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫في الل القرآن – ف‪ 4‬ص ‪. 2220‬‬
‫التفسير الواضه – د‪ .‬محمد حجازي – ف‪ 15‬ص ‪. 19‬‬
‫التفسير الواضه – د‪ .‬محمد حجازي – ف‪ 15‬ص ‪. 19‬‬
‫سورة لقمان ‪ -‬ااير ‪. 14‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫* ‪َ ‬وآق ْ‪َ :‬ل قه َم ا َآ ْوالً ك َِريم ا ً‪ ‬وهي مرتباار أعلى أن يكون كالمااه لهمااا باااإلكرام‬
‫واالحترام ‪ ،‬فالقول الكريم هو كل قول يدخل الساااااارور على األبوين (‪‬ـ ولين‬
‫النهي عن الت جر والتألم خا صا ً بحال الكبر ‪ ،‬بل في كل حالر‪ ،‬خ صو صا ً التي‬
‫يتهاون فيها الولد بأبيه ل عفه وعجزه عن الكسب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقال عطاء ‪ :‬القول الكريم ‪ :‬أي القول اللين منل ‪ :‬يا أبتاه ويا أماه من‬
‫كير أن يسميهما أو يكنيهما (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* ‪َ ‬و ْ‬
‫الرحْ َم ِة‪ ‬فهي الرحمر ترب وتلطف حتى وكأنها‬
‫اخ ِف ْ‬
‫ض لَ قه َما َجنَا َح الذُّ ِ ِمنَ َّ‬
‫الذي ال يرف عينا ً ‪ ،‬وال يرفض أمرا ً ‪ ،‬وكأنما للذل الناح ياف اااه إيذانا ً بالساااالم‬
‫واالسااتسااالم (‪‬ـ فهذه اسااتعارة في الشاافقر والرحمر بهما والتذلل لهما ‪ ،‬لذا ينبغي‬
‫أن يجعل اإلنساااان نفساااه م أبويه في خير لر في أقواله وساااكتاته ونعره ‪ ،‬وال‬
‫شذَ ار العين ‪ ،‬فإن تلب هي نعرة الغاضب والاطـاب فـي هـذه اايـر‬
‫ينعر إليهما ب َ‬
‫(‪5‬ـ‬
‫للنبـي ‪ ‬والمراد أمتـه ‪ ،‬إ لـم يكـن له – عليه السالم – في لب الوق أبوان‬
‫‪.‬‬
‫ص ِغيرا ًـ فهي الذكرى الحانير ‪ ،‬كرى الطفولر‬
‫ار َح ْم قه َما َك َما َربَّيَا ِي َ‬
‫ب ْ‬
‫* ( َوآق ْ‪َ :‬ر ِ‬
‫ال ااااااعيفر يرعاها الوالدان ‪ ،‬وهما اليوم في منلهما من ال ااااااعف والحاالر إلى‬
‫الرعاير والحنان ‪ ،‬وهو التواله إلى هللا تعالى أن يرحمهما ‪ ،‬فرحمر هللا أوساااااا‬
‫ورعاير هللا أشاااااامل (‪6‬ـ وخص التربير بالذكر ليتذكر اإلنسااااااان شاااااافقر الوالدين‬
‫وتعبهما في التربير ‪ ،‬فيزيد لب إشفاقا ً وحنانا ً عليهما (‪‬ـ ‪.‬‬
‫قال القفال – رحمه هللا تعالى ‪ : -‬أنه لم يقتصاااااار في تعليم البر بالوالدين‬
‫على تعليم األقوال ‪ ،‬بل أضاااااااف إليه تعلم األفعال ‪ ،‬وهو أن يدعو لهما بالرحمر‬
‫فيقول ‪( :‬رب ارحمهما ولفظ الرحمر الام لكل الايراا في الدين والدنيا ‪ ،‬حم‬
‫يقول ‪( :‬كما ربيا ي ص غيرا ً يعني رب افعل بهما هذا النوع من اإلحساااااان كما‬
‫أحسااااانا إلي في تربيتهما إياي (‪‬ـ قال ‪" : ‬إأا مات ابن آدم ا قطع عمل إال من‬
‫ثالث صدآة جارية وعلم ينتفع ب وولد صالح يدعو ل " (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫(‪ 9‬ـ‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪ 2221‬بتصرف ‪.‬‬
‫التفسير الواضه – د‪ .‬محمد حجازي – ف‪ 15‬ص ‪. 19‬‬
‫الجام ألحكام القرآن – القر بي – ف‪ 10‬ص ‪. 223‬‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 2222‬‬
‫الجام ألحكام القرآن – القر بي – ف‪ 4‬ص ‪. 224‬‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 222‬‬
‫الجام ألحكام القرآن – القر بي – ف‪ 4‬ص ‪. 244‬‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 19‬ص ‪. 193‬‬
‫صحيه مسلم – ف‪ 3‬ص ‪ 1255‬ح‪. 14‬‬
‫‪- 50 -‬‬
‫صا ِل ِحي ـنَ َف ِر َّـ ق كَانَ ِلألَ َّوا ِبينَ َفقورا ً‪‬‬
‫س قك ْم ِإ ْن تَكقو ق ـوا َ‬
‫* ‪َ ‬ربُّ قك ْم أ َ ْع َل قم ِب َما ِفي قفقو ِ‬
‫والمعنى ‪ :‬أن هللا قد أمركم في هذه ااير بإخالص العبادة له تعالى وباإلحسااااااان‬
‫إلى الوالدين ‪ ،‬وال يافى عليه ما ت اااااامرونه في نفوسااااااكم من اإلخالص في‬
‫الطاعر وعدم اإلخالص فيهما ‪ ،‬فاعلموا أن هللا تعالى مطل على ما في نفوساااكم‬
‫بل هو أعلم بتلب األحوال منكم بها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ق كَانَ ِلألَ َّوابِينَ َفقورا ً‪ ‬الاء هذا النص ليفته باب التوبر والرحمر لمن‬
‫* ‪‬إِ ـ َّ‬
‫ياطيء أو يقصاااااار في حق هللا تعالى ويقصاااااار في حقوب الوالدين ‪ ،‬حم يرال‬
‫فيتوب ‪ ،‬فما دام القلب صالحا ً فإن باب المغفرة مفتوح ‪ ،‬واألوابون هم الذين كلما‬
‫أخطأوا عادوا إلى ربهم مستغفرين (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً العبر والعظات المستفاد من النص‬
‫كر القر بي (‪‬ـ الملر من العبر والععاا هي ‪-:‬‬
‫‪ -‬التنبي على منزلة اآلباء‬
‫أمر هللا – ساابحانه وتعالى – بعبادته وتوحيده والعل بر الوالدين مقرونا ً‬
‫بذلب ‪ ،‬كما قرن شااااكرهما بشااااكره فقال ‪َ  :‬وآَ َ‬
‫ض ى َربُّرَ أَال ت َ ْعبقدقوا إِال إِيـ َّ ا ق‬
‫ير‪( ‬ـ وفي صحيه‬
‫َو ِبا ْل َوا ِل َدي ِْن إِحْ َ‬
‫سا ا ً‪ ‬وقال ‪‬أ َ ِن اشْ ك ْقر ِلي َو ِل َوا ِل َد ْيرَ إِلَ َّي ا ْل َم ِص ق‬
‫البااري عن عبد هللا قال ‪" :‬سااااااأل النبي ‪ ‬أي العمل أحب إلى هللا عز والل ؟‬
‫قال ‪ :‬الصااااااالة لوقتها ‪ ،‬قل ‪ :‬حم أي ؟ قال ‪ :‬حم بر الوالدين ‪ ،‬قل حم أي ؟ قال ‪:‬‬
‫الجهاد في سبيل هللا ‪5( "...‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬حق البر واإلحسان بالوالدين‬
‫فمن البر بهما واإلحساااااان إليهما أال يتعرض لسااااابهما وال يعقهما ‪ ،‬فإن‬
‫لب من الكبائر ‪ ،‬قال الرسااول ‪" : ‬إن من الكبائر شااتم الرالل لوالدين ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫يا رساااول هللا ‪ ،‬وهل يشاااتم الرالل والديه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬يساااب الرالل أبا الرالل‬
‫فيسب أباه ‪ ،‬ويسب أمه فيسب أمه" (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ولإلحسان صور متعدد منهما ‪-‬‬
‫أ‪ -‬اإلحس ان إلى ا بوين بالقو عن ريق عدم رف الصااوا فوب صااوتهما ‪،‬‬
‫وأن ياا ب األبناء آباءهم بالقول اللين والكالم الطيب الذي يشعرهما بالحب‬
‫والحنان ‪ ،‬وقد تمنل لب في قوله تعالى ‪ :‬فَال ت َ قق ْ‪ :‬لَ قه َما أقف َوال ت َ ْن َه ْر قه َما‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 10‬ص ‪. 193‬‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 10‬ص ‪. 193‬‬
‫انعر تفسير القر بي – ف‪ ، 5‬ف‪ – 10‬ص ‪. 161-155‬‬
‫سورة لقمان – ااير ‪. 14‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 10‬ص ‪. 400‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 10‬ص ‪. 403‬‬
‫‪- 51 -‬‬
‫َوآق ْ‪َ :‬ل قه َما َآ ْوالً ك َِريما ً‪ ‬فيجب على األبناء اختيار األلفا التي تيدخل الساااارور‬
‫على ااباء ‪ ،‬منل قوله يا أبتاه ‪ ،‬ويا أماه ‪ ،‬وعدم التلفظ باسااااااميهما كما الاء‬
‫ت ْافعَ ْ‪َ :‬ما ت ق ْؤ َم قر ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫على لسان إسماعيل ‪ -‬عليه السالم – ‪ ‬يَا أَبَ ِ‬
‫ب‪ -‬اإلحس ان إلى ا بوين بالفع‪ :‬يجب على األبناء أن يقوموا برعاير والديهم‬
‫في المي األحوال ‪ ،‬وخاصااار في مرحلر الشاااياوخر والكبر ‪ ،‬وقد تمنل لب‬
‫في قوله تعالى ‪ :‬إِ َّما يَ ْبلقغَنَّ ِع ْندَكَ ا ْل ِكبَ َر أ َ َح قد قه َما أ َ ْو ِكال قه َما‪ ...‬فيجب علـااااااى‬
‫دك‬
‫األبناء أن يعملوا الاهدين على خدمر آبائهم ‪ ،‬و لب ألن كلمر (عنـ‬
‫تصـور معنى االلتجاء واالحتماء في حالر الكبر وال عف (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* وقد أف صح ال سنر المطهرة أن الذي ي سهر على راحر والديه ليوفر لهم سبل‬
‫العيش الكريم ‪ ،‬يافف هللا ت عالى ع نه الكرب في ا لدن يا وااخرة ‪ ،‬ف قد الاء في‬
‫الابر عن النبي ‪" : ‬بينـا حالحـر نفـر ممن كانوا قبلكم يمشون ‪ ،‬إ أصابهم مطر‬
‫فأووا إلى كار ‪ ،‬فانطبق عليهـاام ‪ ،‬فقـااال بع هم لبعض ‪ :‬يا هلالء ال ينجيكم إال‬
‫الصدب ‪ ،‬فليدع كل رالل منكـاام بما يعلـاام هللا أنـااه قد صدب ‪ ،‬فقال أحدكم ‪ :‬اللهم‬
‫إن كن تعلم أنه كان لي أبوان شااياان كبيران وكان لي كنم ‪ ،‬وكن آتيهما في‬
‫كل لي لر بلبن كنم لي ‪ ،‬فأب طأا عنه ما اا لي لر ‪ ،‬فأتيته ما و قد ر قدا ‪ ،‬وأهلي‬
‫وعيالي يتفاكرون من الجوع ‪ ،‬وكن ال أسقيهم حتى يشرب أبواي ‪ ،‬فكره أن‬
‫أوقعهما من رقدتهما ‪ ،‬وكره أن يساااتيقعا لشاااربهما ‪ ،‬فلم أزل أنتعرهما حتى‬
‫ل الفجر فقاما فشااااربا ‪ ،‬فإن كن َ تعلم أني فعل لب من خشاااايتب ففرف عنا ‪،‬‬
‫فانزاح عنهم الصارة حتى نعروا إلى السماء ‪( "...‬ـ ‪.‬‬
‫* كذلب أال يتقدم االبن على أبويه في شاايء من أكل أو شاارب أو اللوس أو كالم‬
‫‪ ،‬وأن ال يمشي أمـام األبوين إال إلما ـر األ ى عن ريقهمـا وال يتصدر عليهما‬
‫المجلن (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ف‪ -‬اإلحس ان إلى ا بوين بالما يجب على األبناء أن يبذلوا ما في وسااااااعهم‬
‫لراحر آبائهم الراحر النفسااااير والجساااادير والمادير ‪ ،‬و لب عن ريق اإلنفاب‬
‫على الوالدين ‪ ،‬وتوفير كل ساااااابل الراحر ‪ ،‬والاء في الحدير عن الرسااااااول‬
‫الكريم ‪ ‬أنه الـااااااااءه رالل وقال ‪ :‬إن أبي أخذ مالي ‪ ،‬فقال النبي ‪ ‬للرالل ‪:‬‬
‫فأتني بأبيب ‪ ،‬فلما الاء الرالل ‪ ،‬قال له النبي ‪" : ‬ما بال ابنب يشااااااكو ؟‬
‫أتريد أن تأخذ ماله ؟ " فقال ‪ :‬سااله يا رسااول هللا أنه كان ضااعيفا ً وأنا قوي ‪،‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫سورة فصل – ااير ‪. 102‬‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 2221‬‬
‫صحيه البااري – ف‪ 4‬ص ‪ 210‬الزء من حدير ويل ‪.‬‬
‫نعام األسرة في اإلسالم – د‪ .‬محمد عقلر – ف‪ 1‬ص ‪. 48‬‬
‫‪- 52 -‬‬
‫وفقيرا ً وأنا كني ‪ ،‬فكن ال أمنعه شااااايئا ً من مالي ‪ ،‬وأنا اليوم ضاااااعيف وهو‬
‫قوي ‪ ،‬وأنا فقير وهو كني ‪ ،‬ويبال على بماله وأنشد أبياتا من الشعر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫تع ُّ‪ :‬بم ا أجني علي ر وتنه ق‪:‬‬
‫ِ‬
‫ح ذوت ر مولودا ً و ف تي ا ً ي ا فع ا ً ‪‬‬
‫‪‬ولس قمر إال س اهرا ً أتملم ق‪:‬‬
‫‪‬إأا ليلة ض افتر‬
‫بالس قم لم أبتْ ‪‬‬
‫ُّ‬
‫ك أ ي أ ا المطرو ق‬
‫ق دو ر ب ال ذي ‪‬‬
‫قطرآ ت ب‬
‫تخاف الردى فس ي علير وإ ها ‪‬‬
‫فلم ا بلغ تق الس نَّ والغ اي ةَ التي ‪‬‬
‫لتعلم أن للموت وآ ت مؤج ق‪:‬‬
‫إلي ها مدى ما ك نتق ف ير أؤ ِم‪:‬‬
‫وجعل تَ جزائي لظ ة وفظ اظ ةً ‪‬‬
‫ك أ ر أ تَ المنعم المتفض ق‪:‬‬
‫دو ي فعيني تهم‬
‫المجاور يفع ق‪:‬‬
‫الجار‬
‫فعلتً كما‬
‫ف ل ي ت ر إأ ل م ت ر ً‬
‫ع ح ق أب وت ي ‪‬‬
‫ق‬
‫ق‬
‫أ‬
‫علي بم ا دون م ال رً تبخ ق‪:‬‬
‫ف أوليتني حق الجوار ولم تكن ‪‬‬
‫َّ‬
‫وعندما ساام النبي ‪ ‬هذه األبياا أخذ بتالبيب ابنه وقال ‪" :‬أ ت ومالر‬
‫بير" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫د‪ -‬حق الطاعة للوالدين يوصااااااي القرآن الكريم األبناء بطاعر ااباء ‪ ،‬و لب‬
‫ألن الوالدين يبذالن لوليدهما من أالسااامهما وأعصااابهما وأعمارهما وكل ما‬
‫يملكان من عزيز وكا ٍل في كير تأفف وال شااكوى ‪ ،‬بل في نشااا وساارور ‪،‬‬
‫فالنعرة و حد ها كفي لر بتوصاااااا ير الوالدين ‪ ،‬فأ ما الول يد فهو في حا الر إلى‬
‫الوصير المتكررة وهنا نصـاااااااوص قرآنير ترسم الصورة الحير الموصير‬
‫س نا ً َو ِإ ْن َجا َهدَاكَ‬
‫لذلب (‪‬ـ ‪ ،‬يقول تعالى ‪َ  :‬و َو َّ‬
‫س انَ ِب َوا ِل َد ْي ِ قح ْ‬
‫ص ْينَا ا ْ ِ ْ َ‬
‫ِلت ق ْ‬
‫ْس َلرَ ِب ِ ِع ْل ٌم فَال ت ق ِط ْع قه َما ِإلَ َّي َم ْر ِجعق قك ْم َفأ ق َ ِبئ ق قك ْم ِب َما قك ْنت ق ْم‬
‫ش ِركَ ِبي َما لَي َ‬
‫ـ‬
‫‪‬‬
‫(‬
‫علَى‬
‫س انَ بِ َوا ِل َد ْي ِ َح َملَتْ ق أ ق ُّم ق َو ْهنا ً َ‬
‫ت َ ْع َملقونَ ‪ ‬وقوله تعالى ‪َ  :‬و َو َّ‬
‫ص ْينَا ا ْ ِ ْ َ‬
‫ير َوإِ ْن َجا َهدَاكَ‬
‫ص الق ق فِي عَا َمي ِْن أ َ ِن ْ‬
‫َو ْهن َوفِ َ‬
‫اش ك ْقر ِلي َو ِل َوا ِل َد ْيرَ إِلَ َّي ا ْل َم ِص ق‬
‫علَى أ َ ْن ت ق ْ‬
‫اح ْب قه َما فِي ال ُّد ْ َيا‬
‫َ‬
‫ص ِ‬
‫ْس َلرَ ِب ِ ِع ْل ٌم فَال ت ق ِط ْع قه َما َو َ‬
‫ش ِركَ بِي َما لَي َ‬
‫ً ( ‪5‬ـ‬
‫َم ْع قروفا‪. ‬‬
‫إن الصاااااالر في هللا هي الصاااااالر األولى ‪ ،‬والرابطر في هللا هي العروة‬
‫الوحقى ‪ ،‬فإن كان الوالدان مشااركين فلهما اإلحسااان والرعاير ال الطاعر واالتباع‬
‫(‪1‬ـ فته الباري – شاارح صااحيه البااري – ف‪ 10‬ص ‪ 404‬بتصاارف قليل ‪ ،‬وأحكام القرآن‬
‫– ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ 187 ، 186‬الحدير الزء من حدير ويل ‪.‬‬
‫(‪2‬ـ مسند اإلمام أحمد – ف‪ 2‬ص ‪ – 204‬مجم الزوائد – ف‪ 4‬ص ‪. 154‬‬
‫(‪3‬ـ في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 5‬ص ‪. 2788‬‬
‫(‪4‬ـ سورة العنكبوا – ااير ‪. 8‬‬
‫(‪5‬ـ سورة لقمان – ااير ‪. 16‬‬
‫‪- 53 -‬‬
‫‪ ،‬فمهمااا بااذل الوالاادان من الهااد ومن الهاااد ومغااالباار ومن امتناااع ليغريااا بااأن‬
‫تشاااااار باهلل شاااااايئا ً ‪ ،‬فهو مأمور بعدم الطاعر من هللا صاااااااحب الحق األول في‬
‫الطاعر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬اإلحسان للوالدين بعد مماتهما وله صور متعددة منها ‪-:‬‬
‫‪ -‬البر بأص دآاء الوالدين من تمام بر الوالدين صااالر أصااادقائهما عن ريق‬
‫الزيارة في السراء وال راء ‪ ،‬والسلال والحدير عنهم ‪ ،‬و لب لما ورد عن‬
‫أبر البر أن يص ‪ :‬الرج‪ :‬أه‪ :‬ود أبي " (‪‬ـ ولما رواه‬
‫النبي ‪ ‬قال ‪" :‬إن َّ‬
‫النبي ‪ ‬أنه قال "رض ا الرب في رض ا الوالدين وس خط الرب في س خط‬
‫الوالدين" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬الدعاء واالس تغفار لهما عن أبي أسااايد وكان بدريا ً ‪ ،‬قال ‪ :‬كن عند النبي‬
‫‪ ‬الالساااااا ً فجاء رالل من األنصاااااار فقال ‪ :‬يا رساااااول هللا ‪ ،‬هل بقي من بر‬
‫والاادي من بعااد موتهمااا شاااااايء أبرهمااا بااه ؟ قااال ‪" :‬نعم الصااااااالة عليهماا‬
‫واالستغفار لهما ‪ ،‬وإنفا عهدهما ‪ ،‬وإكرام صديقيهما ‪ ،‬وصلر الرحم التي ال‬
‫رحم لب إال من قبلها ‪ ،‬فهذا الذي بقي عليب" (‪‬ـ وكان ‪ ‬يهدي لصااااااادائق‬
‫خديجر برا ً بها ووفا ًء لها وهي زوالته ‪ ،‬فما نب بالوالدين (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫و‪ -‬ومن اإلحسان إلى الوالدين إأ هما بالجهاد لمن لم يتعين علي‬
‫والدليل على لب عن عبد هللا بن عمر – رضاااي هللا عنهما – قال ‪ :‬الاء‬
‫"أحي والداك" قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫رالل إلى النبي ‪ ‬يساااتأ نه في الجهاد ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ٌّ‬
‫"ففيهما فجاهد" (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ز‪ -‬ومن اإلحسان تخصيص ا م بالحب والطاعة‬
‫إن الشاارع الحكيم أوصااى وحر على اعر الوالدين وخاصاار األم ‪ ،‬لما‬
‫تحمل في ساااااابيل تربير أبنائها الكنير من التعب ‪ ،‬وخاصاااااار في مراحل الحمل‬
‫والوضااا والرضااااع ‪ ،‬فكان الشااامعر التي تحترب لت ااايء على كيرها ولهذا‬
‫خصاااااها الرساااااول ‪ ‬بالبر ‪ ،‬روي عن أبي هريرة قال ‪ :‬الاء رالل إلى النبي ‪‬‬
‫فقال ‪ :‬من أحق الناس بحساان صااحبتي ؟ قال ‪ :‬أمب ‪ ،‬قال ‪ :‬حم من ؟ قال ‪ :‬أمب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حم من ؟ قال ‪ :‬أمب ‪ ،‬قال ‪ :‬حم من ؟ قال ‪ :‬أبو " فهذا الحدير يدل داللر‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 5‬ص ‪. 2722‬‬
‫صحيه مسلم – ف‪ 4‬ص ‪ 1979‬ح‪. 12‬‬
‫المستدر للحاكم – ف‪ 44‬ص ‪. 152‬‬
‫سنن أبي داود – ف‪ 21‬ص ‪ 768‬ح‪. 5142‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 10‬ص ‪. 241‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 10‬ص ‪. 403‬‬
‫‪- 54 -‬‬
‫واضحر على أن محبر األم والشفقر عليها ينبغي أن تكون حالحر أمنال محبر األب‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقال ‪" : ‬إن هللا حرم عليكم عقوب األمهاا" (‪‬ـ وقال ‪" : ‬أال أنبئكم‬
‫بأكبر الكبائر ؟ قلنا ‪ :‬بلى يا رساااااول هللا ‪ ،‬قال ‪ :‬حالحا ً ‪ ،‬اإلشااااارا باهلل ‪ ،‬وعقوب‬
‫الوالديـن ‪ ،‬وكـان متكئا ً فجلن فقال ‪ :‬وقول الزور ‪ ،‬وشهادة الزور" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫رابعا ً عقوق ا بناء‬
‫كنير من األبناء يعقون آباءهم لساااوء تربيتهم ‪ ،‬ومن صاااور هذه العقوب‬
‫ما يلي ‪-:‬‬
‫‪ -‬أي صورة من صور التقصير في التعامل م الوالدين حسب التواليهاا‬
‫السابقر ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ينعر إلى أبويه نعرة شااذر وك ااب ‪ ،‬فعن عائشاار – رضااي هللا عنها –‬
‫النظر إلي " (‪‬ـ ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪" : ‬ما بر أبا َم ْن أ َ َح َّد‬
‫َ‬
‫‪ -‬إحزان الوالدين وإبكانهما ‪ ،‬قال الرسااااااول الكريم ‪" ‬إبكاء الوالدين من‬
‫العقوق" (‪ 5‬وقال أي ا ً ‪" :‬من أحزن والدي فقد عقهما" (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعتبر الولد نفسه مساويا ً ألبيه ‪ ،‬فيعامله بالمنل والنداير لفعا ً وفعالً ‪.‬‬
‫‪ -5‬الترف عن تقبيل يدي الوالدين أو الوقوف إالالالً واحتراما ً لهما ‪.‬‬
‫‪ -6‬اسااتحوا الغرور على الولـااااااااد بحير يسااتحي من أن يعرف نفسااه بأبيه ‪ ،‬ال‬
‫سيما إ ا كان الولد ا مركز االتماعي مرموب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬هجر االبن لوالديه تكبرا ً فيسكن بعيـاااااادا ً عنهمـااااااا ‪ ،‬ويرفض زيارتهما له أو‬
‫يغفل عن كر ساااااايرتهما في أي حدير م كيره ‪ ،‬أو يدعي موتهما أو‬
‫كيابهما ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتداء على الوالدين بقبيه اللفظ وال رب أو القتل ‪.‬‬
‫‪ -‬تحميل ااباء فوب اقتهم في ماتلف نواحي الحياة ‪ ،‬وخاصر محاولر ابتزاز‬
‫المال باستمرار ‪ ،‬ركم العلم بعجزهم عن إالابر مطالب األبناء‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 1‬ص ‪. 401‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 10‬ص ‪. 405‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 10‬ص ‪. 405‬‬
‫المرال السابق – ف‪ 10‬ص ‪. 406‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 10‬ص ‪. 406‬‬
‫المرال السابق – ف‪ 10‬ص ‪. 407‬‬
‫نعام األسرة في اإلسالم – محمد عقلر – ف‪ 1‬ص ‪. 52‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫‪ -‬إه مال ر عا ير الوا لدين ع ند الكبر ركم حاالته ما لع ناي ته ومساااااااا عد ته ‪،‬‬
‫وامتناعه عن مساااااااعدتهما ماديا ً ركم أنه ميسااااااور الحال ‪ ،‬فيعيش وأفراد‬
‫أمه في بي العجزة والمسنين ‪.‬‬
‫أسرته في بذ وترف ‪ ،‬في حين ي‬
‫‪ -‬إينااار الزوالاار على األم ‪ ،‬فقااد روى عبااد هللا بن أبي أوفى قااال ‪ :‬كنااا عناد‬
‫النبـي ‪ ‬فأتاه آ ٍ‬
‫ا فقال‪ :‬شاب ح ره الموا ‪،‬فقيل له ‪ :‬قل ال إله إال هللا فلم‬
‫يسااااااتط ‪ ،‬فقال ‪": ‬أكان يصاااااالي؟" فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فنهض رسااااااول هللا ‪‬‬
‫ونه اااااانا معه ‪ ،‬فدخل على الشاااااااب فقال له ‪:‬قل ال إله إال هللا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ال‬
‫أستطي ‪ ،‬قال ‪ :‬ال َم ؟ قالوا ‪ :‬كان ُّ‬
‫يعق والدته ‪ ،‬فقال النبي ‪" : ‬أحير أمه ؟"‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪" :‬ادعوها" فدعوها فجاءا ‪ ،‬فقال لها رسااااااول هللا ‪: ‬‬
‫"هذا ابنب ؟" قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬ارضاااي عنه وإال أحـااااااااارب بالنار ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أيشااهد يا رسااول هللا أني راضااير عنه ‪ ،‬فبعدها دخل النبي ‪ ‬على‬
‫الغالم وشاااااهد أن ال إله إال هللا ‪ ،‬وكان الشااااااب يلحر زوالته على أمه (‪‬ـ ‪،‬‬
‫وعلى الزوالر أن ترعى حقوب زوالها ‪ ،‬وتقدر مشااااعره وأن تعي الحقيقر‬
‫القائلر ‪ :‬إن لزوالـااااب عـاااادد من النساء يصلحن له زوالاا ‪ ،‬ولكن لين له‬
‫إال أم واحدة ‪ ،‬ومن ال خير ألمه فيه ‪ ،‬ال خير‬
‫فيه ألهله وال لوالده أو مجتمعه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫خامسا ً حقوق ا بناء‬
‫كما أن لآلباء حقوقا ً على األبناء أي ااا ً فإن لألبناء حقوقا ً على ااباء من‬
‫هذ الحقوق ‪-‬‬
‫‪ -‬اختيار ا م الص الحة فعلى األب أن ياتار الزوالر الصااااااالحر التي تلتزم‬
‫بمنهت هللا تعالى حتى تستطي هذه الزوالر بناء وتربير وتنشئر األبناء على‬
‫هذا المنهت القويم ‪ ،‬لذلب نجد أن الرسول ‪ ‬يحر على اختيار هذه الزوالر‬
‫بقوله ‪ ..." :‬فاظفر بذات الدين تربت يداك" (‪‬ـ فالزواف لين لذاا المتعر‬
‫‪ ،‬بل لتوحيق عرى الصلر باهلل تعالى صيانر للنفن من الفسـاااااد واالنحراف‬
‫فليتق ه في النص ف‬
‫‪ ،‬يقول ‪" : ‬من تزو فقد ملر ص ف دين‬
‫ِ‬
‫اآلخر" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار ا س ماء المحببة للمولود وص نع العقيقة إ ا أنعم هللا تعالى على‬
‫اإلنسان بالمولود فعليه أن يسمعه األ ان في أ نه اليمنى ‪ ،‬وأن يقيم الصالة‬
‫في أ نه اليسرى ‪ ،‬حم عليه أن يسميه بأف ل األسماء ‪ ،‬وأن يصن له عقيقر‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫التركيب والترهيب – ف‪ 5‬ص ‪ 17‬من حدير ويل ‪.‬‬
‫نعام األسرة في اإلسالم – محمد عقلر – ف‪ 1‬ص ‪. 53‬‬
‫صحيه البااري – ف‪ 7‬ص ‪. 9‬‬
‫التركيب والترهيب – ف‪ 4‬ص ‪. 113‬‬
‫‪- 56 -‬‬
‫في اليوم الساب ‪ ،‬ألن كل إنسان مرتهن بعقيقته ‪ ،‬وعلى األب أي ـاااااااا ً أن‬
‫يحلق شـااااااعر هذا الطفل ‪ ،‬ويتصدب بمقدار وزن شعره هبا ً أو ف ر على‬
‫المساااكين والمحتاالين ‪ ،‬قـااااااااال ‪" : ‬إ كم تدعون يوم القيامة بأس مائكم‬
‫وأس ماء آبائكم فحس نوا أس ماءكم" (‪‬ـ وقال ‪" : ‬ك‪ :‬الم مرتهن‬
‫بعقيقة تذبح عن يوم سابع ويحلق رأس ويسمى" (‪‬ـ وقال ‪" : ‬من‬
‫حق الولد على الوالد أن يحس ن أدب ويحس ن اس م " (‪‬ـ وما روي عن‬
‫"ولد لي كالم فأتي به النبي ‪‬‬
‫أبي موسااااااى – رضااااااي هللا عنه – قال ‪ :‬ي‬
‫فسـماه إبراهيم ‪ ،‬وحنكه بتمرة ‪ ،‬ودعا له بالبركر ‪،‬‬
‫ودفعه إلي ‪( "...‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬النفق ة على ا بن اء ومن حق األبناااء على الوالاادين النفقاار عليهم وهااذه‬
‫مساااااائولير مباشاااااارة على الوالدين ‪ ،‬بتوفير كل ما يحتاف األبناء من كذاء‬
‫وكسااوة حتى يصاالوا إلى ساان الرشااد ‪ ،‬قال ‪" : ‬كلكم راع وكلكم مس ئو‬
‫عن رعيت " (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬حق تربية ا بناء‬
‫أ‪ -‬اهتم اإلسااااااالم اهتماما ً كبيرا ً بتربير األ فال تربير صااااااحيحر هادفر ‪ ،‬فعلى‬
‫األبوين كرس محبر هللا تعالى ورسااوله ‪ ‬في قلوب األبناء ‪ ،‬وتعويدهم على‬
‫الصاالواا لقوله ‪" : ‬مروا الص بي بالص ال إأا بلع س بع س نين وإأا بلع‬
‫عشر سنين فاضربو عليها" (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬كما وعلى ااباء تعويد أبنائهم على قراءة القرآن الكريم ‪ ،‬وهذا مصاااااااداقا ً‬
‫لقوله ‪" ‬من آرأ حرفا ً من كتاب ه فل حسنة ‪( "...‬ـ ‪.‬‬
‫ف‪ -‬وأي اااا ً على ااباء تعليم أبنائهم سااايرة الرساااول الكريم ‪ ‬وصاااحابته الكرام‬
‫ألنهم القدوة الحسنر لهذه األمر ‪.‬‬
‫د‪ -‬كذلب يجب تعويد األبناء على التحلي باألخالب الحساااااانر كالصاااااادب واألمانر‬
‫وتوقير الكبير ‪ ،‬والرحمر بالصغير ‪ ،‬واإلحسان إلى الجار ‪.‬‬
‫هـااا‪ -‬كذلب يجب أن يميـاااز اابـااااء بين الذكور واإلناث في هدف التربير ‪ ،‬ال من‬
‫حير المعلوماا والتعلم ‪ ،‬ولكن من حير إعداد كل منهما لما يحساااااانه ‪،‬‬
‫(‪1‬ـ فته البـاري – شـرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪ ، 856‬مسند اإلمام أحمد ف‪ 5‬ص ‪194‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪2‬ـ سنن ابن ماالر – ف‪ 2‬ص ‪. 1056‬‬
‫(‪3‬ـ أخراله البيهقي في شطر اإليمان – ف‪ 5‬ص ‪. 120‬‬
‫(‪4‬ـ فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪. 587‬‬
‫(‪5‬ـ فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 5‬ص ‪. 120‬‬
‫(‪6‬ـ سنن أبي داود – ف‪ 1‬ص ‪. 115‬‬
‫(‪7‬ـ سنن الترمذي – شرح عارضر األحو ي – ف‪ 11‬ص ‪. 34‬‬
‫‪- 57 -‬‬
‫وينبغي تعويد البن على أخالب االحتشاااااام والحياء وإشاااااراكها في أعمال‬
‫المنزل ‪ ،‬وي جب على األ م أن تكون ال قدوة الصاااااااال حر في القول والع مل‬
‫واألخالب واللباس ‪ ،‬وكذلب تعليم الذكور تحمل المسئولير والرالولر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫و‪ -‬أي اااا ً حن السااانر النبوير على تربير النشاااأ السااامياً‪ ،‬واهتم ببنائهم روحيا ً‬
‫(‪‬ـ‪.‬‬
‫حتى يكون قويا ً قال ‪" ‬علموا أوالدكم السباحة والرماية وركوب الخي‪":‬‬
‫‪ -5‬الع د بين ا بن اء والرحم ة بهم على ااباااء أن يعاادلوا بين أبنااائهم في‬
‫الجوانب المادير كالمأكل والمشاااااارب والملبن ونحو لب ‪ ،‬فال يحابي أحدا ً‬
‫على حسااااااب أحد ‪ ،‬وإال كان هذه التربير تعود بالشااااار على الجمي (‪‬ـ قال‬
‫الرساااول ‪" : ‬اتقوا ه واعدلوا في أوالدكم" (‪‬ـ وفي قصااار يوساااف عليه‬
‫السااااااالم م إخوته ما يدل على أنهم قد هموا بقتله حم بإلقائه في البئر ‪ ،‬وكان‬
‫هذا بساااااابب حب أبي يوسااااااف له حبا ً يفوب حبه لبقير إخوته ‪ ،‬وقد نفى إخوة‬
‫يوسااف أن هذا الحب كان له ما يبرره و لب لصااغر ساانه (‪5‬ـ وقد قص القرآن‬
‫ف َوأَخـقو ق‬
‫لب بقوله تعالى في سورة يوسف ‪ِ ‬إ ْأ آَالقوا لَيقو ق‬
‫س ق‬
‫( ‪6‬ـ‬
‫صبَةٌ إِنَّ أَبَا َا لَ ِفي ضَال قمبِين‪. ‬‬
‫ب إِلَى أَبِينَا ِمنَّا َو َحْ نق ق‬
‫ع ْ‬
‫أ َ َح ُّ‬
‫كذلب يجب الرحمر باألبناء ‪ ،‬ودليل لب أن رسول هللا ‪ ‬كان رحيما ً‬
‫باأل فـال ‪ ،‬وقـد رأى األقرع بن حابن النبي ‪ ‬وهو يقبل ولده الحسن ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬إن لي عشرة من الولـد ما قبلـ أحـدا ً منهـم قـط ‪ ،‬فقال ‪" : ‬من ال يرحم‬
‫ال يقرحم" (‪. ‬‬
‫سادسا ً لفتات بيا ية‬
‫‪( -‬فتقعد مذموما ً مخذوالً تشاااااابيه تمنيلي الفاء ‪ :‬السااااااببير و(آعد يوحي بعدم‬
‫الحر كر وف قدان ال قدرة على لب ‪ ،‬والقعود ك نا ير عن العجز وال ااااااعف‬
‫ويكون بأسوأ حال ‪ ،‬وزيادة في الوضوح ‪ ،‬فهذا اإلنسان المقعد اما ً لنفسه‬
‫‪ ،‬وعند الناس مذموما ً ‪ ،‬وهللا يذمه ‪ ،‬وهذا المذموم ماذوالً ال ناصاااااار له ‪،‬‬
‫فهو مقعد نادم على ما فر منه ‪ ،‬وهذا النص الكريم دليل واضااااااه على‬
‫المسئولير الفردير لإلنسان عما يعتقد ‪.‬‬
‫‪ -‬في قوله تعالى ‪( :‬وبالوالدين إحس ا ا ً إن هللا أمر بعبادة نفساااااااه ‪ ،‬حم أتبعه‬
‫باألمر ببر الوالدين ؛ و لب ألن الساابب الحقيقي لوالود اإلنسااان هو تاليق‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫أهداف التشري اإلسالمي – د‪ .‬محمد أبو يحيى – ص ‪. 530‬‬
‫سنن الترمذي – ف‪ 4‬ص ‪ 337‬ح‪. 1921‬‬
‫أهداف التشري اإلسالمي – أبو يحيى – ص ‪. 532‬‬
‫رواه مسلم – ف‪ 4‬ص ‪. 170‬‬
‫سورة يوسف – دراسر تحليلير – د‪ .‬أحمد نوفل – ص ‪ 293‬بتصرف قليل ‪.‬‬
‫(‪6‬ـ سورة يوسف – ااياا ‪. 10-8‬‬
‫(‪7‬ـ فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪. 150‬‬
‫‪- 58 -‬‬
‫هللا تعالى وإيجاده ‪ ،‬والساابب العاهري هو األبوان ‪ ،‬فأمر بتععيم المساابب‬
‫الحقيقي حم أتبعه بتععيم السبب العاهري ‪.‬‬
‫‪ -‬ورد قولـاااااااااااه تعالى ‪( :‬إحس ا ا ً بلفظ التنكير ‪ ،‬والتنكير يدل على التععيم ‪،‬‬
‫و(إحس ا ا ً مصااادر ملكد للفعل المحذوف وتقديره أن تحسااانوا إحساااانا ً ‪،‬‬
‫وفائدة التأكيد بالمصدر وقوع األمر حقيقر ‪.‬‬
‫‪ -‬في قوله تعالى ‪( :‬واخفض لهما جناح الذ من الرحمة اساااااتعارة مكنير فقد‬
‫شاااابه التذلل وإالنر الجانب من األبناء إلى الوالدين بطائر يافض الناحيه ‪،‬‬
‫وحذف المشبه به وهو الطائر وأبقى صفر من صفاته وهو الجناح ‪ ،‬بجام‬
‫العطف والرقر ‪ ،‬والهدف من هذه االستعارة المبالغر في التواض ‪.‬‬
‫‪- 59 -‬‬
‫المقطع النا ي‬
‫حق أوي القربى واالآتصاد في اإل فاق‬
‫الس بِي ِ‪َ :‬وال ت ق َبذ ِْر‬
‫قال تعالى ‪َ  :‬وآ ِ‬
‫ت أَا ا ْلقق ْربَى َح َّق ق َوا ْل ِم ْ‬
‫س ِكينَ َوا ْبنَ َّ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ْ‬
‫الش ْيطانق ِل َربِ ِ َكفورا ً َوإِ َّما‬
‫ين َوكَانَ َّ‬
‫ت َ ْبذِيرا ً إِنَّ ا ْل قمبَذ ِِرينَ كَا قوا إِخ َوانَ َّ‬
‫الش يَ ِ‬
‫اط ِ‬
‫ت ق ْع ِر َ‬
‫ْس ورا ً َوال تَجْ عَ ْ‪:‬‬
‫ض نَّ َ‬
‫ع ْن قه قم ا ْبتِغَا َء َرحْ َمة ِم ْن َربِرَ ت َ ْر قجو َها فَقق ْ‪ :‬لَ قه ْم آَ ْوالً َمي ق‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ق‬
‫س ورا ً إِنَّ َربَّرَ‬
‫يَدَكَ َم ْغلولة إِلى ق‬
‫ْس ط َها قك َّ‪ :‬البَ ْ‬
‫س ِط فتَقعق َد َملوما ً َمحْ ق‬
‫عنق ِقرَ َوال تَب ق‬
‫س ق‬
‫الر ْزقَ ِل َم ْن يَشَا قء َويَ ْقد قِر إِ َّ ق كَانَ ِب ِعبَا ِد ِ َخ ِبيرا ً بَ ِصيرا ً‪.-6 ‬‬
‫يَ ْب ق‬
‫ط ِ‬
‫أوالً عالآة هذ اآليات بما سبق‬
‫بعد أن بين المقط الساااااااابق حق هللا تعالى والوالدين ‪ ،‬بين هذا المقط حق‬
‫األقارب والمساكين ‪ ،‬وبذلب يوس دائرة الحقوب بين أفراد المجتم الواحد ‪.‬‬
‫ثا يا ً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫( ‪‬ـ‬
‫‪.‬‬
‫أا القربى قرابر اإلنسان‬
‫المسكين اإلنسان المحتاف ‪.‬‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ابن السبي‪ :‬المسافر الذي انقط فيه السبيل ‪.‬‬
‫تبذير بذ َر المال ‪ :‬فرقه إسرافا ً (‪‬ـ وبذر ماله أفسده وأنفقه في السرف ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫يده‬
‫التبذير أن ينفق المال في المعاصااااي ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو أن يبسااااط‬
‫في إنفاقه حتى ال يبقى منه ما يقتاته (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫مغلولة من الغل والمعنى ال تمسب يد عن اإلنفاب (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫تبسطها من بسط الشيء إ ا نشره ‪ ،‬والمعنى ‪ :‬ال تنفق كل ما عند (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ملوما ً الرالل فهو مليم إ ا أتى نبا ً ييالم عليه (‪‬ـ من هللا أو الناس أو نفسه ‪.‬‬
‫محس ورا ً من الفعل حسااااار ‪ :‬بمعنى اإلعياء والتعب ‪ ،‬تقول ‪ :‬حسااااارا الدابر‬
‫وال ناقر حساااااارا ً ‪ :‬أع ي وتع ب ‪ ،‬فإن ا لذي يعطي ما له ك له يبقى‬
‫محسورا ً ال شيء عنده (‪‬ـ ‪.‬‬
‫( ‪‬ـ‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫(‪ 9‬ـ‬
‫التفسير الواضه – ف‪ 2‬ص ‪. 17‬‬
‫نفن المرال السابق ‪.‬‬
‫التفسير الواضه – ف‪ 2‬ص ‪. 17‬‬
‫المعجم الوسيط – ف‪ 1‬ص ‪. 45‬‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 1‬ص ‪. 237‬‬
‫المرال السابق – ف‪ 2‬ص ‪. 1612‬‬
‫المفرداا في كريب القـاااااااارآن الكريم – األصاافهاني – ص ‪ ، 47‬لسااان العرب ف‪ 1‬ص‬
‫‪. 282‬‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 1‬ص ‪. 410‬‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 2‬ص ‪. 869‬‬
‫‪- 60 -‬‬
‫ضيق عليه رزقه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫يقدر قَد َر ‪َ :‬‬
‫ثا يا ً المعنى اإلجمالي‬
‫إن القرآن الكريم حرص على ب ناء المجتم اإلسااااااالمي ب نا ًء محك ما ً ؛‬
‫حتى ينشاايء أمر قوير لها مكانتها بين األمم ‪ ،‬ولذلب نجد ااياا تتوسا في إقامر‬
‫العالقاا القوير بين أفراد المجتم الواحد ‪ ،‬فقد كرا ااياا الساااااااابقر حق هللا‬
‫تعالى حم حق األبوين واإلحسااااان إليهما ‪ ،‬ويم ااااي السااااياب لبيان حق األقارب‬
‫وابن الساابيل متوسااعا ً في القراباا حتى تشاامل الروابط اإلنسااانير بمعناها الكبير‬
‫وهذا تفصيل لذلب ‪-:‬‬
‫الس ِبي ِ‪ :‬الاطاب في‬
‫‪ -‬قولـاااااااه تعالى ‪َ  :‬وآ ِ‬
‫ت أَا ا ْلقق ْربَى َحقَّ ق َوا ْل ِم ْ‬
‫س ِكينَ َوا ْبنَ َّ‬
‫لب للنبي ‪ ‬تهييجا ً وإلهابا ً لغيره من األمر ‪ ،‬أو الاطاب لكل َمن هو صاااااله‬
‫لذلب ‪ ،‬وحق وي القربى هو صاااااالر الرحم التي أمر هللا تعالى بها ‪ ،‬وهي‬
‫تجب للوالد والولد ولغيرهما من القراباا كاألخواا وبني األعمام وكيرهم‬
‫‪ ،‬إ ا كان الرالل موسااااارا ً ‪ ،‬ألن إعطاء وي القربى فيها تقوير للعالقاا بين‬
‫األسرة الواحدة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ت أَا ا ْلقق ْربَى َ‪ ...‬عن الساااااادي قال ‪ :‬قال علي ابن‬
‫وفي قوله تعالى ‪َ  :‬وآ ِ‬
‫الحسين – رضي هللا عنهما – لرالل من أهل الشام ‪ :‬أقرأاَ القرآن ؟ قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫ت أَا ا ْلقق ْربَى َحقَّ ق‪ ‬قال ‪ :‬وإنكم للقرابر التي‬
‫قال ‪ :‬إنما قرأاَ في بني إساارائيل ‪َ ‬وآ ِ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫أمر هللا – الل حنانه – أن يلتى حقه ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم وقال السااااادي – رضاااااي هللا‬
‫عنه – كان ناس من بني عبد المطلب يأتون النبي ‪ ‬يساااألونه فإ ا صاااادفوا عنده‬
‫شيئا ً أعطاهم ‪ ،‬وإ ا لم ي صادفوا عنده شيئا ً سك ولم يقل لهم نعم وال ‪ ،‬والقربى‬
‫قربى بني عبد المطلب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫سبِي ِ‪ :‬أعط المسكين المحتاف ‪ ،‬والغريب‬
‫‪ -‬قولـااااااه تعالى ‪َ  :‬وا ْل ِم ْ‬
‫س ِكينَ َوا ْبنَ ال َّ‬
‫المنقط في ساافره حقا ً أي ااا ً (‪5‬ـ وهذا الحق إما أن يكون من الزكاة أو يكون‬
‫من الصدقاا (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت ق َبذ ِْر ت َ ْبذِيرا ً‪ ‬اإلسااااااالم دين ودولر وعقيدة وعمل ‪ ،‬وفكرة‬
‫ونعام ‪ ،‬وال أدل على لب من نهيه عن اإلنفاب كير المشاااروع ‪ ،‬قال مجاهد‬
‫‪" :‬لو أنفق اإلنساااااان ماله كله في الحق لم يكن مبذرا ً ‪ ،‬ولو أنفق يمدا ً في كير‬
‫حق كان مبذراً" لذلب العل القرآن المبذرين إخوان الشاااااايا ين ألنهم ينفقون‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 4‬ص ‪. 3547‬‬
‫التفسير الواضه – د‪ .‬حجازي – ف‪ 2‬ص ‪. 20‬‬
‫صفوة التفاسير – الصابوني – ف‪ 2‬ص ‪. 158‬‬
‫أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪. 190‬‬
‫تفسير السدي – ف‪ 2‬ص ‪ – 606‬رسالر دكتوراه – إعداد د‪ .‬زكريا الزميلي ‪.‬‬
‫نفن المرال السابق ‪.‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫أموالهم في البا ل ‪ ،‬وفي الشااااار والمعصاااااير ‪ ،‬فهم رفقاء الشااااايا ين ‪َ ‬وكَانَ‬
‫الش ْي َطانق ِل َربِ ِ َكفقورا ً‪ ‬ال يلدي حق النعمر ‪ ،‬كذلب إخوانـااااااااااه المبذرون ال‬
‫َّ‬
‫يلدون حق النعمر ‪ ،‬وحقها أن ينفقوها في الطاعاا‬
‫والحقوب كير متجاوزين وال مبذرين (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ع ْن قه قم ا ْبتِغَا َء َرحْ َمة ِم ْن َر ِبرَ ت َ ْر قجو َها فَقق ْ‪ :‬لَ قه ْم‬
‫‪ -‬قولـاااااااه تعالى ‪َ  :‬وإِ َّما ت ق ْع ِر ضَنَّ َ‬
‫آَ ْوالً ‪ .....‬الاطاب للرسااول الكريم ‪ ‬وألمته أي اا ً ‪ :‬أي إ ا لم يجد اإلنسااان‬
‫ما يلدي به حق وي القربى والمساكين وابن السبيل ‪ ،‬واستحيى أن يواالههم‬
‫‪ ،‬وتواله إلى هللا تعالى يرالو أن يرزقهم ‪ ،‬فليعدهم إلى ميساااااارة ‪ ،‬وليقل لهم‬
‫(‪‬ـ‬
‫قوالً لينا ً ‪ ،‬فال ي يق بهم صدره ‪ ،‬وال يسك فيحسوا بال يق في سكوته‬
‫‪.‬‬
‫قال السااادي ‪" :‬قوالً لينا ً ‪ :‬ساااهالً ‪ ،‬سااايكون إن شااااء هللا تعالى ساااأفعل ‪،‬‬
‫سنصيب إن شاء هللا تعالى" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنما أمر باإلعراض عنهم عند خوف نفقتهم في معاصااااااي هللا‬
‫تعالى فينتعر رحمر هللا تعالى في التوبر عليها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقال الماعر من المفسرين ‪ :‬إن هذه ااير نزل في خباب وبالل وعامر‬
‫بن فهيرة وكيرهم من فقراء المسلمين ‪ ،‬وكانوا يأتون النبي ‪ ‬فيسألونه فييعرض‬
‫عنهم إ ا لم يجد ما يعطيهم ‪ ،‬فأمر أن يحساااااان لهم القول إلى أن يرزقه هللا ما‬
‫يعطيهم (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫عنق ِق رَ ‪ ...‬التوازن هو القاااعاادة‬
‫‪ -5‬قولااه تعااالى ‪َ  :‬وال تَجْ َع ْ‪ :‬يَ دَكَ َم ْغلقولَ ةً إِلَى ق‬
‫الكبرى في المنهت اإل سالمي ‪ ،‬والغلو كالتفريط يال بالتوازن ‪ ،‬والتعبير هنا‬
‫يجري على ريقر التصااوير ‪ ،‬فيرساام البال يدا ً مغلولر إلى العنق ‪ ،‬ويرساام‬
‫اإلساااراف يدا ً مبساااو ر كل البساااط ‪ ،‬ال تمساااب شااايئا ً ‪ ،‬ويرسااام نهاير البال‬
‫ونهاير اإلسااراف قعدة كقعدة الملوم المحسااور ‪ ،‬فيقف البايل بحساارة باله ‪،‬‬
‫وكذلب المسااارف ينتهي به سااارفه ملوما ً في الحالتين ‪ ،‬وخير األمور الوساااط‬
‫( ‪6‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 2222‬‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 2222‬‬
‫تفسير السدي – ف‪ 2‬ص ‪ – 616‬رسالر دكتوراه – د‪ .‬زكريا الزميلي ‪.‬‬
‫أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪. 191‬‬
‫المرال السابق ‪.‬‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 2223‬‬
‫‪- 62 -‬‬
‫عن أبي هريرة رضااااي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسااااول هللا ‪" : ‬ما من يوم‬
‫أعط منفقا ً خلفا ً ويقو‬
‫يصبح العبا قد في إال ملكان ينزالن فيقو أحدهما اللهم ِ‬
‫أعط ممسكا ً تلفاً" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫اآلخر ه ِ‬
‫ْس ق‬
‫ش ا قء َويَ ْقد قِر‪ ‬إن هللا يبساااط الرزب‬
‫الر ْزقَ ِل َم ْن يَ َ‬
‫‪ -6‬قوله تعالى ‪ :‬إِنَّ َربَّرَ يَب ق‬
‫ط ِ‬
‫ويوساعه لما يشااء بقط النعر عن عقله وأصاله ‪ ،‬ويقدر الرزب ويقتره على‬
‫من يشااااااء من خلقه ‪ ،‬وهو أعلم بهم ‪ ،‬بصاااااير بعواهرهم وأعمالهم ‪ ،‬وفائدة‬
‫التذييل بهذه ااير بعد األمر بالقصد ‪ ،‬هي أننا مأمورون بالقصد ألنه حكمر ‪،‬‬
‫وأما الغنى والفقر مرالعه إلى هللا تعالى فقط (‪‬ـ ومصاااااااداقا ً لهذا القول قوله‬
‫ض َولَ ِك ْن يقنَ ِز ق ِب َقدَر َما‬
‫تعالى ‪َ  :‬ولَ ْو بَ َ‬
‫الر ْزقَ ِل ِع َبا ِد ِ لَبَغَ ْوا فِي ا َ ْر ِ‬
‫س َط َّ‬
‫ّللاق ِ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ير‪. ‬‬
‫ير َب ِص ٌ‬
‫َيشَا قء ِإ َّ ق ِب ِع َبا ِد ِ َخ ِب ٌ‬
‫ثالنا ً لفتات بيا ية‬
‫* هذا الاطاب للرسول ‪ ‬والمراد أمته‬
‫( ‪4‬ـ‬
‫‪.‬‬
‫ما يستنبط من النص من أحكام‬
‫‪ -1‬يجب تقديـم يد المساعدة إلى القريب والمسكين والمسافر المنقط في سفره ‪.‬‬
‫‪ -2‬ينهى النص الكريم عن عادة سيئر في المجتم وهي الشه والبال ‪.‬‬
‫‪ -3‬ينهى القرآن الكريم عن التبذير ‪ ،‬و لب عن ريق إنفاب المال في كير والهه‬
‫الشرعي ‪ ،‬كإنفاقه في المعاصي وكير لب ‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب ماا بر المحتاف بالقول اللين الذي ال يجرح نفساااااااه إ ا لم يكن المال‬
‫متوفرا ً ‪.‬‬
‫‪ -5‬يحاار القرآن الكريم أفراد األماار اإلسااااااالمياار على التوازن في اإلنفاااب عن‬
‫ريق االقتصاد الذي يعني أن ينفق اإلنسان حسب ما يدخل عليه من مال‬
‫‪ -6‬إن هللا تعالى يرزب الناس حسبما تقت ي إرادته فهو الابير البصير بهم‪.‬‬
‫( ‪1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫فته الباري – شااارح صاااحيه البااري – ف‪3‬‬
‫رقم ‪. 1442‬‬
‫التفسير الواضه – ف‪ 2‬ص ‪. 21‬‬
‫سورة الشورى – ااير ‪. 27‬‬
‫أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪. 192‬‬
‫‪- 63 -‬‬
‫الزكاة – باب ‪ – 27‬ص ‪ – 304‬حدير‬
‫المقطع النال‪:‬‬
‫دعائم المجتمع اإلسالمي من الداخ‪:‬‬
‫ش َيةَ ِإ ْمالق َحْ نق‬
‫ويتمنل لب في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْقتقلقوا أ َ ْوال َد قك ْم َخ ْ‬
‫ش ةً‬
‫اح َ‬
‫الز َى ِإ َّ ق كَ انَ َف ِ‬
‫َ ْر قزآق قه ْم َو ِإ َّيا قك ْم ِإنَّ آَتْلَ قه ْم كَ انَ ِخ ْط ئا ً َك ِبيرا ً َوال ت َ ْق َربقوا ِ‬
‫ق َو َم ْن آق ِت َ‪َ :‬م ْظلقوما ً فَقَ ْد‬
‫س ا َء َ‬
‫َو َ‬
‫س الَّ ِتي َح َّر َم َّ‬
‫س ِبيالً َوال ت َ ْقتقلقوا النَّ ْف َ‬
‫ّللاق ِإال ِبا ْل َح ِ‬
‫يم‬
‫ف ِفي ا ْلقَتْ ِ‪ِ :‬إ َّ ق كَانَ َم ْن ق‬
‫س ْل َطا ا ً فَال يق ْس ِر ْ‬
‫َج َع ْلنَا ِل َو ِل ِي ِ ق‬
‫صورا ً َوال ت َ ْق َربقوا َما َ ا ْل َي ِت ِ‬
‫س ؤقوالً‬
‫س نق َحتَّى يَ ْبلق َع أ َ ق‬
‫ش َّد ق َوأ َ ْوفقوا بِا ْلعَ ْه ِد إِنَّ ا ْلعَ ْه َد كَانَ َم ْ‬
‫إِال بِالَّتِي ِه َي أَحْ َ‬
‫س نق تَأ ْ ِويالً َوال‬
‫اس ا ْل قم ْ‬
‫َوأ َ ْوفقوا ا ْل َك ْي َ‪ :‬إِأَا ِك ْلت ق ْم َو ِز قوا بِا ْل ِق ْ‬
‫يم أَ ِلرَ َخي ٌْر َوأَحْ َ‬
‫س َط ِ‬
‫س ت َ ِق ِ‬
‫ع ْن ق َم ْسؤقوالً‬
‫ص َر َوا ْلفقؤَا َد قك ُّ‪ :‬أقولَئِرَ كَانَ َ‬
‫س ْم َع َوا ْلبَ َ‬
‫ْس لَرَ بِ ِ ِع ْل ٌم إِنَّ ال َّ‬
‫ت َ ْق ق‬
‫ف َما لَي َ‬
‫ض َولَ ْن ت َ ْبلق َع ا ْل ِجبَا َ ق‬
‫طوالً قك ُّ‪ :‬أَ ِلرَ‬
‫ض َم َرحا ً إِ َّرَ لَ ْن ت َ ْخ ِرقَ ا ْ َ ْر َ‬
‫َوال ت َ ْم ِش فِي ا َ ْر ِ‬
‫س يِئ ق ق ِع ْن َد َربِرَ َمك قْروها ً أَ ِلرَ ِم َّما أ َ ْو َحى إِلَ ْيرَ َربُّرَ ِمنَ ا ْل ِح ْك َم ِة َوال تَجْ عَ ْ‪َ :‬م َع‬
‫كَانَ َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ق‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ّللاِ إِلَها ً آخ َر فتقلقى فِي َج َهن َم َملوما ً َم ْد قحورا ً‪ ‬ااياا ‪. 39-31‬‬
‫َّ‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫إمالق االفتقااار ‪ ،‬من الفعاال أملق من المااال ‪ ،‬أي فقر منااه ‪ ،‬قااد نفااذ مااالااه ‪،‬‬
‫واإلمالق كنرة إنفاب المال والتبذير حتى يورث حاالته ‪( ،‬وخشااااااير‬
‫إمالبـ خوف الفقر (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫الز ا الزنا يمد ويقصاار ‪ ،‬وأصاال الزنا ال اايق (‪2‬ـ ومنه قول الرسااول ‪" : ‬ال‬
‫يصلين أحدكم هو ز اء" أي مداف للبول (‪‬ـ فالزاني ضيق على نفسه ‪،‬‬
‫حير أخرف نطفته إخراالا ً ال ينسااااب إليه ‪ ،‬وألنه ضاااايق على نفسااااه في‬
‫الفعل إ ال يتصااااور في كل موضاااا ‪ ،‬فال بد من التماس خلوة وتحفظ ‪،‬‬
‫وضيق على نفسه في ما اكتسبه من إحم تلب الفعلر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫والز ا في االصطالح هـاااااااو و ء الرالـااااااال المرأة في قبلها من كير نكاح وال‬
‫شبهر نكاح (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫فاحشة الفيحش والفحشاء والفاحشر ‪ :‬القبيه من القول والفعل (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 5‬ص ‪. 4266‬‬
‫نفن المرال السابق – ف‪ 4‬ص ‪. 359‬‬
‫مسند الربي – ف‪ 1‬ص ‪. 60‬‬
‫مواهب الجليل – الحطاب – ف‪ 6‬ص ‪. 387‬‬
‫الهداير – المركيناتي – ف‪ 2‬ص ‪. 387‬‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 4‬ص ‪. 3356‬‬
‫‪- 64 -‬‬
‫(‪‬ـ‬
‫سر ‪ ،‬والسوء الفجور والمنكر‬
‫ساء من السـ اوأ ‪ :‬وهو فعل ما يكره ‪ ،‬نقيض َ‬
‫‪.‬‬
‫مظلوما ً من العلم وهو وضااااا الشااااايء في كير موضاااااعه ‪ ،‬وأصاااااله الجور‬
‫ومجاوزة الحد ‪ ،‬والمعلوم المقتول بغير نب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫يسرف السرف واإلسراف مجاوزة القصد ‪ ،‬وأسرف في ماله ‪ :‬عجل من كير‬
‫قصاااااااد ‪ ،‬والساااااارف الذي ينهى هللا تعالى عنه هو ما أنفق في كير‬
‫ااااعتاااه قليالً أو كنيرا ً ‪ ،‬واإلسااااااراف ‪ :‬اإلفرا ومجااااوزة الحاااد‬
‫والمقصااااااود به هنا أن يقتل كير القاتل ‪ ،‬أو يقتل الماعر بواحد ‪،‬‬
‫والسرف الاطأ (‪‬ـ ‪.‬‬
‫اليتيم هو الصاااابي الذي فقد أباه قبل البلوو ‪ ،‬والصااااغير من الحيوان أو البهائم‬
‫من مات أمه وانقط عنها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أوفوا من الفعل أوفى ‪ ،‬بمعنى أتم ولم ينقص منه شيئا ً (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫العهد عهد إليه واستعهد منه ‪ ،‬إ ا وصاه وشر عليه (‪6‬ـ وعهد فالن إلى فالن‬
‫عهدا ً ‪ ،‬ألقى إليه العهد وأوصاه بحفعه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫الكي‪ :‬هو كيل البُّر (القمهـ ونحوه ‪ ،‬وهو عام في كل كيل (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ز وا الوزن حقل شاايء بشاايء منله ‪ ،‬قال أبو منصااور ‪ :‬رأي العرب يساامون‬
‫األوزان التي يوزن بهااا التمر وكيره موازين ‪ ،‬واحاادهااا ميزان وهي‬
‫المناقيل ‪ ،‬ويقال لآللر التي يوزن بها األشياء ميزان (‪‬ـ ‪.‬‬
‫القس طاس أعدل الموازين وأقومها ‪ ،‬وقيل هو القبان ‪ ،‬والقساااطاس هو ميزان‬
‫(‪‬ـ‪.‬‬
‫العدل ‪ ،‬أي ميزان كان من موازين الدراهم وكيرها‬
‫الم ستقيم هو أقصر ريق بين نقطتين ‪ ،‬واالستقامر اعتدال الشيء واستوانه‬
‫‪ ،‬والقوام العدل (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 3‬ص ‪. 2138‬‬
‫(‪2‬ـ نفن المرال السابق – ف‪ 3‬ص ‪. 2758‬‬
‫(‪3‬ـ نفن المرال السابق – ف‪ 2‬ص ‪. 1996‬‬
‫(‪4‬ـ المعجم الوسيط – د‪ .‬إبراهيم أنين – ف‪ 2‬ص ‪. 1063 ، 1062‬‬
‫(‪5‬ـ لسان العرب – ف‪ 5‬ص ‪. 4884‬‬
‫(‪6‬ـ األساس – الزماشري – ص ‪. 441‬‬
‫(‪7‬ـ المعجم الوسيط – ف‪ 2‬ص ‪. 633‬‬
‫(‪8‬ـ لسان العرب – ف‪ 4‬ص ‪. 3986‬‬
‫(‪9‬ـ لسان العرب – ف‪ – 5‬ص ‪. 4828‬‬
‫(‪10‬ـ المرال السابق – ف‪ 4‬ص ‪. 3626‬‬
‫(‪11‬ـ المرال السابق – ف‪ 4‬ص ‪. 2326‬‬
‫‪- 65 -‬‬
‫َم َرحا ً شدة الفرح والنشا حتى يجاوز قدره ‪ ،‬وقيل المرح التباتر واالختيال ‪،‬‬
‫وقيل البطر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً عالآة هذ اآليات بما سبق‬
‫بعد أن كرا ااياا السابقر حقوب وي القربى والمساكين وابن السبيل‬
‫‪ ،‬ونه عن التبذير ‪ ،‬وحن على االقتصاااااد في المعيشاااار ‪ ،‬وقررا أن الرزاب‬
‫هو هللا وحده ‪ ،‬الاءا هذه ااياا لتبني المجتم اإلسااااااالمي وت اااااا القواعد‬
‫األساسير له ‪ ،‬وهذا تفصيل لذلب ‪.‬‬
‫ثالنا ً المعنى اإلجمالي‬
‫‪ -‬النهي عن قتاال األوالد ‪ :‬ويتمناال لااب في قولااه تعااالى ‪َ  :‬وال ت َ ْقتقلقوا أ َ ْوال َد قك ْم‬
‫َخ ْ‬
‫ش َيةَ إِ ْمالق‪ ‬ينهى هللا ت عالى عن ق تل األوالد م اا فر الفقر ‪ ،‬و قد كانوا‬
‫يفعلون لب ‪ ،‬حم بين للعرب أن خوفهم من الفقر حتى يبلغوا بساااابب لب إلى‬
‫قتل األوالد مبلغا ً ال واله له ‪ ،‬فإن هللا تعالى هو الرزاب لعباده ‪ ،‬يرزب األبناء‬
‫كما يرزب ااباء ‪ ،‬فقال ‪َ  :‬حْ نق َ ْر قزآق قه ْم َو ِإ َّيا قك ْم‪ ‬ولسااااااتم لهم برازقين حتى‬
‫تصنعوا هذا الصن (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* وقيل كان أهل الجاهلير ال يورحون البناا ‪ ،‬بل كان أحدهم ربما قتل ابنته حتى‬
‫ساااائل أي الذنب أععم‬
‫ال تكنر عيلته فنهى هللا تعالى عن لب (‪‬ـ عن النبي ‪ ‬أنه ي‬
‫؟ قال ‪" :‬أن تجعل هلل ندا ً وهو خلقب ‪ ،‬قال ‪ :‬حم أي ؟ قال ‪ :‬أن تقتل ولد خشاااااير‬
‫أن ييطعم معب" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* قو له ت عالى ‪ :‬إِنَّ آَتْلَ قه ْم كَ انَ ِخ ْط ئا ً َك ِبيرا ً‪ ‬إن ق تل األب ناء نب ععيم والرم‬
‫خطير ال يفعله إنسااااان عاقل (‪5‬ـ ‪ ،‬يقول تعالى ‪َ  :‬و َما كَانَ ِل قم ْؤ ِمن أ َ ْن يَ ْقت ق َ‪ :‬قم ْؤ ِمنا ً‬
‫إِال َخ َطأ ً ‪ ‬سورة النساء ااير ‪. ‬‬
‫ش ةً‬
‫اح َ‬
‫الز َى إِ َّ ق كَانَ َف ِ‬
‫‪ -‬تحريما الزنا ‪ :‬وتمنل في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْق َربقوا ِ‬
‫س ِبيالً‪ ‬ينهى القرآن عن مجرد مقاربر الزنا ‪ ،‬و لب ألن في الزنا قتالً‬
‫س ا َء َ‬
‫َو َ‬
‫من نواحي شااااااتى ؛ حياار إنااه قتاال ابتااداء ألنااه إراقاار لماااء الحياااة في كير‬
‫موضااااااعها ‪ ،‬يتبعه كالبا ً الركبر في التالص من آحاره بقتل الجنين قبل أن‬
‫يتالق أو بعد لب ‪ ،‬وهو قتل للجماعر التي يفشااااو فيها ‪ ،‬فت ااااي األنساااااب‬
‫وتاتلط الاادماااء ‪ ،‬وتااذهااب النقاار في العرض ‪ ،‬والولااد ‪ ،‬وتتحلاال الجماااعاار‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪5‬ـ‬
‫لسان العرب – ف‪ 5‬ص ‪. 4170‬‬
‫تفسير فته القدير – الشوكاني – ف‪ 3‬ص ‪. 222‬‬
‫ماتصر ابن كنير – الصابوني – ف‪ 2‬ص ‪. 375‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 8‬ص ‪. 163‬‬
‫قبن من نـااااااااااااور القرآن الكريم – ف‪ 6‬ص ‪ ، 119‬أحكام القرآن – ابن العربي ف‪ 3‬ص‬
‫‪. 195‬‬
‫‪- 66 -‬‬
‫وتتفكب روابطها ‪ ،‬لذلب يكره االختال في كير ضاااااارورة ويحرم الالوة ‪،‬‬
‫وينهى عن التبرف بزينر ‪ ،‬ويحض على الزواف لمن استطاع ‪ ،‬ويوقـاااااا أشد‬
‫الزا ِي ال َي ْن ِك قح ِإال َزا ِ َيةً‬
‫العقوبر على الجريمر حين تق (‪‬ـ ‪ ،‬يقول تعالى ‪َّ  :‬‬
‫أ َ ْو قم شْ ِركَةً َو َّ‬
‫علَى ا ْل قم ْؤ ِمنِينَ ‪‬‬
‫الزا ِيَةق ال يَ ْن ِك قح َها إِال َزان أ َ ْو قم شْ ِركٌ َو قح ِر َم أَ ِلرَ َ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫(‪‬ـ وما من أمر فشا فيها الزنا إال صارا إلى انحالل ودمار ‪.‬‬
‫ّللاق إِال‬
‫س الَّتِي َح َّر َم َّ‬
‫‪ -‬تحريم القتل ‪ :‬ويتمنل في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْقتقلقوا النَّ ْف َ‬
‫ق‪ ‬اإلسااالم دين الحياة ‪ ،‬وعلى لب فقتل النفن فيه كبيرة ‪ ،‬تلي الشاار باهلل‬
‫ِبا ْل َح ِ‬
‫تعالى ‪ ،‬فاهلل واهب الحياة ‪ ،‬ولين ألحد كير هللا تعالى أن يساااااالبها إال بإ نه في‬
‫الحدود التي يرساااااامها ‪ ،‬وكل نفن هي َح َرم ال تيمن ‪ ،‬وحرام إال بالحق ‪ ،‬وهذا‬
‫الحق ا لذي يبيه ق تل النفن م حدد ال كموض ف يه ‪ ،‬ولين مترو كا ً للرأي ‪ ،‬وال‬
‫متأحرا ً بالهوى (‪‬ـ ‪ ،‬يقول الرسول ‪" : ‬ال يح‪ :‬دم امرء مسلم إال برحدى ثالث‬
‫( ‪5‬ـ‬
‫النفس بالنفس والزا ي المحص ن والتارك لدين المفارق للجماعة"‬
‫وعلى هذا فقتل النفن ال يجوز إال بإحدى حالث كما بينه الرسول ‪-: ‬‬
‫‪ -‬من قتل نفسا ً متعمدا ً بدون قاصاص ‪.‬‬
‫‪ -‬الزاني المحصن (المتزوفـ فإن حده القتل ‪.‬‬
‫‪ -‬المرتد عن اإلسالم يستتاب حالحا ً ‪ ،‬فإن تاب عاد إلى اإلسالم وإال قتل ‪.‬‬
‫س ْل َطا ا ً‪ ‬ومن قيتل بغير سبب‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬و َم ْن آقتِ َ‪َ :‬م ْظلقوما ً فَقَ ْد َجعَ ْلنَا ِل َو ِل ِي ِ ق‬
‫من كير األساااباب المساااوكر لقتله شااارعا ً فإن هللا تعالى قد العل له تسااالطا ً على‬
‫معان لهذا التسلط ‪-:‬‬
‫القاتل ‪ ،‬وقد كر المفسرون حالحر‬
‫ٍ‬
‫أ‪ -‬سلطانا ً على القاتل ‪ :‬أي ييمكن ولي المقتول من القاتل فيقتص منه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن للولي الايار بين أخذ الدير والعفو ‪.‬‬
‫( ‪6‬ـ‬
‫ف‪ -‬إنه العل لولي المقتول سلطانا ً ينصره في الحق ‪.‬‬
‫وفي مقابل هذا الساالطان ينهاه اإلسااالم عن اإلسااراف في القتل اسااتغالالً‬
‫معان ‪-:‬‬
‫لهذا الحق الذي منحه إياه ‪ ،‬واإلسراف له‬
‫ٍ‬
‫أ‪ -‬تجاوز القاتل إلى سااااااواه ممن ال نب لهم ‪ ،‬كما يق النأر الجاهلي الذي يلخذ‬
‫فيه ااباء واإلخوة واألقارب بغير نب إال أنهم من أساااااارة القاتل ‪ ،‬أي من‬
‫أقاربه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلسراف في القتل كأن يقتل القاتل وييمنل بجنته بعد القتل ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 2224‬‬
‫سورة النور – ااير ‪. 4‬‬
‫قبن من نور القرآن – للصابوني – ف‪ 6‬ص ‪. 200‬‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 2224‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 12‬ص ‪. 201‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 7‬ص ‪ 130‬بتصرف ‪ ،‬أحكام القرآن – ف‪ 3‬ص ‪. 197‬‬
‫‪- 67 -‬‬
‫ف‪ -‬أن يقتل بعد أخذ الدير وعقد المصااااااالحر‪ ،‬وعلى لب فال يجوز القتل بعد أخذ‬
‫الدير والصله (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫ص ورا ً‪ ‬أي أن الولي يمعان ‪ ،‬فإن هللا تعالى قد نصااره‬
‫* قوله تعالى ‪ِ  :‬إ َّ ق كَانَ َم ْن ق‬
‫بإحباا ال اقصااااااص له بما أبرزه من الحجت وأوضاااااحه من األدلر ‪ ،‬وكذلب الولي‬
‫يمعان بأخذ الدير أو العفو (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫رابعا ً حكمة اإلسالم من إآامة الحد‬
‫أ‪ -‬إن الدين اإلسااااااالمي هو دين العدل ‪ ،‬لذلب ففي تطبيق هذا الحد القصاااااااص‬
‫العادل ‪ ،‬حير قتل النفن قصاصا ً ضمان لحياة سائر النفوس ‪ ،‬يقول تعالى ‪:‬‬
‫ب ‪3 ( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪َ ‬ولَ قك ْم ِفي ا ْل ِق َ‬
‫ص ِ‬
‫اص َح َيا ٌ َيا أقو ِلي ا َ ْل َبا ِ‬
‫ب‪ -‬إن تطبيق هذا الحد يعمل على دف الفساد الذي يهدد أمن المجتم واستقراره‬
‫‪.‬‬
‫ً‬
‫ف‪ -‬وأي ا فيه دف للفساد الروحي الذي يشي الفوضى في الجماعر ويهدد أمنها‬
‫ونعامها الذي اختاره هللا تعالى لها (‪4‬ـ ‪.‬‬
‫فالقرآن يقيم دعائم المجتم اإلسااااالمي على أساااان قوير حتى ينشااااأ هذا‬
‫المجتم القوي بعيدا ً عن أي سبيل يلدي به إلى الهال ‪.‬‬
‫يم‬
‫‪ -4‬تحريم أكل مال اليتيم ‪ :‬ويتمنل لب في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْق َربقوا َما َ ا ْليَتِ ِ‬
‫ش َّد ق‪ ‬بعد أن انتهى النص الحكيم من حرمر‬
‫س نق َحتَّى يَ ْبلق َع أ َ ق‬
‫ِإال ِبالَّتِي ِه َي أَحْ َ‬
‫العرض والنسل يتحدث في هذا النص عن حرمر مال اليتيم ‪ ،‬و لب بقولـه ال‬
‫تتصرفوا بمال اليتيم إال بالطريقر التي تفيد حفعه واستنماره ‪ ،‬حتى يبلغ سن‬
‫الرشد ‪ ،‬ويحسن التصرف في المال ‪ ،‬قال سبحانه وتعالى ‪َ  :‬وا ْبتَلقوا ا ْليَتَا َمى‬
‫س ت ق ْم ِم ْن قه ْم قر ْ‬
‫ش دا ً َفا ْدفَعقوا إِلَي ِْه ْم أ َ ْم َوالَ قه ْم َوال‬
‫َحتَّى إِأَا بَلَغقوا النِ كَا َح َف ِر ْن آ َ ْ‬
‫س َرافا ً َوبِدَارا ً أ َ ْن يَ ْكبَ قروا‪5( ‬ـ وقال تعالى ‪ :‬إِنَّ الَّ ِذينَ يَأ ْ قكلقونَ أ َ ْم َوا َ‬
‫تَأ ْ قكلقو َها إِ ْ‬
‫ظ ْلما ً ِإ َّ َما يَأ ْ قكلقونَ فِي بق ق‬
‫ا ْليَتَا َمى ق‬
‫س ِعيرا ً‪6( ‬ـ ‪.‬‬
‫سيَ ْ‬
‫صلَ ْونَ َ‬
‫طو ِ ِه ْم َارا ً َو َ‬
‫خامسا ً ‪ :‬هل يباح للولي أن يأكل من مال اليتيم ؟‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 7‬ص ‪ 130‬بتصرف ‪ ،‬أحكام القرآن – ف‪ 3‬ص ‪. 197‬‬
‫تفسير الشوكاني – ف‪ 4‬ص ‪. 223‬‬
‫سورة البقرة – ااير ‪. 79‬‬
‫تفسير العالل – ف‪ 4‬ص ‪. 2225 ، 2223‬‬
‫سورة النساء – ااير ‪. 11‬‬
‫سورة النساء – ااير ‪. 10‬‬
‫‪- 68 -‬‬
‫للوصااااااي أن يأكل من مال اليتيم إ ا كان فقيرا ً بمقدار الحاالر من كير‬
‫إساااااراف ‪ ،‬وإ ا كان كنيا ً والب عليه أن يتعفف عن مال اليتيم ‪ ،‬ويقن بما رزقه‬
‫هللا تعالى من الغنى (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫وعلى الوصاي أن ينفق على اليتيم الصاغير عن ريق إ عامه وكساوته‬
‫‪ ،‬وأي ااااااا ً عليه تر أموال اليتيم وحفعها وعدم التعرض لها بسااااااوء ‪ ،‬لذلب ال‬
‫يجوز للوصااااااي أن يتعجل في إنفاب مال اليتيم وتبذيره ‪ ،‬بل عليه أن ينمي هذا‬
‫المال فيما يعود بالنف على اليتيم ‪ ،‬حتى إ ا بلغ سااان الرشاااد والب على الوصاااي‬
‫أن يسلم إليه ماله تاما ً موفورا ً (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫سادسا ً ما المراد بأشد ؟‬
‫العقل وإصالح المال إلالماع العلماء على أنه إ ا كان كذلب لم يكن ممن‬
‫يساااتحق الحجر عليه في ماله (‪3‬ـ والرساااول ‪ ‬يحر على كفالر اليتيم "أنا وكافل‬
‫اليتيم في الجنر هكذا ‪ ،‬وأشار بالسبابر والوسطى" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬وجوب الو فاء بالع هد ويتم نل لب في قو له ت عالى ‪َ  :‬وأ َ ْوفقوا ِبا ْلعَ هْ ِد إِنَّ‬
‫س ؤقوالً‪ ‬الوفاء بالعهد ف ااايلر من الف اااائل اإلساااالمير العليا ‪،‬‬
‫ا ْلعَ ْه َد كَانَ َم ْ‬
‫و يخلف الوعد ر يلر من الر ائل ‪ ،‬وصااافر من صااافاا المنافقين ‪ ،‬والعهد أمر‬
‫عام يشاااااامل ما بين العبد وهللا تعالى وما بين العبد ونفسااااااه ‪ ،‬وما بين العبد‬
‫والناااس ‪ ،‬قااال ابن عباااس ‪" :‬م ا ظهر الغلو في آوم آط إال ألقى ه في‬
‫آلوبهم الرعب وال فش ا الز ا في آوم إال كنر فيهم الموت وال قص آوم‬
‫المكيا والميزان إال آطع عنهم الرزق وال حكم آوم بغير الحق إال فش ا‬
‫فيهم الدم وال در آوم العهد إال س لط ه عليهم العدو" وقال أي ااااااا ً ‪:‬‬
‫"إ كم معشر ا عاجم آد وليتم أمرين بهما هلر من كان آبلكم" (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -6‬وجوب الوفـ اء في الكيـ ‪ :‬والميـ زان ويتمنل لب في قوله تعالى ‪َ  :‬وأ َ ْوفقوا‬
‫س نق تَأ ْ ِويالً‪ ‬إيفاء‬
‫اس ا ْل قم ْ‬
‫ا ْل َك ْي َ‪ :‬إِأَا ِك ْلت ق ْم َو ِز قوا بِا ْل ِق ْ‬
‫يم أَ ِلرَ َخي ٌْر َوأَحْ َ‬
‫س َط ِ‬
‫س ت َ ِق ِ‬
‫الكيل واالساااااتقامر في الوزن أمانر في التعامل ‪ ،‬ونعافر في القلب ‪ ،‬يساااااتقيم‬
‫بهما التعامل في الجماعر ‪ ،‬وتتوافر بهما النقر في النفوس والطم في الكيل‬
‫والوزن كش وخ يا نر في الت عا مل تنزع به ما الن قر ‪ ،‬وت قل به ما البر كر في‬
‫محيط الجماعر (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫روائ البيان –الصابوني – ف‪ 1‬ص ‪. 442‬‬
‫نفن المرال السابق – ف‪ 1‬ص ‪ 224‬بتصرف ‪.‬‬
‫الام البيان – الطبري – ف‪ 4‬ص ‪. 253‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪. 439‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 10‬ص ‪ 136‬بتصرف قليل ‪.‬‬
‫في الل القرآن – ف‪ 4‬ص ‪. 2226‬‬
‫‪- 69 -‬‬
‫* فمن األوامر الماذكورة في اايار ‪ :‬إتماام الكيال ‪ ،‬و كر الوعياد الشااااااادياد في‬
‫س ت َ ْوفقونَ‬
‫نقصاااانه ‪ ،‬يقول تعالى ‪َ  :‬و ْي ٌ‪ِ :‬ل ْل قم َط ِف ِفينَ الَّ ِذينَ ِإأَا ا ْكتَالقوا َ‬
‫اس َي ْ‬
‫علَى النَّ ِ‬
‫َوإِأَا كَالقو قه ْم أ َ ْو َو َز قو قه ْم يق ْخس قِرونَ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫يم‪ ‬فااير المتقدمر‬
‫اس ا ْل قم ْ‬
‫* ومن األوامر المذكورة في ااير ‪َ ‬و ِز قوا ِبا ْل ِق ْ‬
‫س َط ِ‬
‫ست َ ِق ِ‬
‫في إت مام الك يل ‪ ،‬و هذه اا ير في إت مام الوزن بال عدل (‪‬ـ ونعيره قو له ت عالى ‪:‬‬
‫س ِط َوال ت ق ْخس قِروا ا ْل ِم َ‬
‫يزانَ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪َ ‬وأَآِي قموا ا ْل َو ْزنَ ِبا ْل ِق ْ‬
‫س نق تَأ ْ ِويالً‪ ‬أي إتمام الكيل وإقامر الوزن بالعدل‬
‫* وقوله تعالى ‪ :‬أَ ِلرَ َخي ٌْر َوأَحْ َ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫خير عند ربب وأبر وأحساااااان عاقبر وقيل أحساااااان عاقبر في الدنيا ‪ ،‬فهو‬
‫محبوب عند الناس ‪ ،‬وهو الذي يأخذ النواب من هللا تعالى في ااخرة (‪5‬ـ يقول‬
‫الرسول ‪" : ‬التاجر ا مين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء" (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ف َما‬
‫‪ -‬النهي عن تتب عوراا المساالمين ‪ :‬وتمنل لب في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْق ق‬
‫سؤقوالً‪ ‬أي‬
‫ص َر َوا ْلفقؤَا َد قك ُّ‪ :‬أقولَ ِئرَ كَانَ َ‬
‫س ْم َع َوا ْل َب َ‬
‫ع ْن ق َم ْ‬
‫ْس لَرَ ِب ِ ِع ْل ٌم ِإنَّ ال َّ‬
‫لَي َ‬
‫ال تتب ما ال تعلم وال يعنيب ‪ ،‬وال تقل رأي وأن لم تر ‪ ،‬وال سااامع وأن‬
‫لم تسااااام ‪ ،‬وعلم وأن لم تعلم ‪ ،‬وقال مجاهد ‪ :‬ال تذم أحدا ً بما لين لب به‬
‫علم ‪ ،‬وباالجملار فاإن هاذه اايار تنهى عن قول الزور والقاذف (‪‬ـ وقاال ابن‬
‫عباس ‪" :‬ال تشهد إال بما رأته عينا ‪ ،‬وسمعته أ نا ‪ ،‬ووعاه قلبب" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ص َر َوا ْلفقؤَا َد‪ .....‬إن التكلم في الناس بالعن‬
‫الس ْم َع َوا ْلبَ َ‬
‫* قوله تعالى ‪ :‬إِنَّ َّ‬
‫ص َر َوا ْلفقؤَا َد‪ ‬كل واحد‬
‫الس ْم َع َوا ْلبَ َ‬
‫وتتب العوراا ‪ ،‬ك ُّل هذا محرم شااارعا ً ‪ِ ‬إنَّ َّ‬
‫من لب كان صاحبه عنه مسئوالً ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬لم سمع ما ال يحل لب سماعه ؟‬
‫ولم نعرا إال ما ال يحل لب النعر إليه ؟ ولم نوي وعزم على ما ال يحل لب‬
‫العزم عليه ؟ (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* قال القر بي ‪" :‬ييساااأل كل واحد منهم عما اكتساااب ‪ ،‬فالفلاد يساااأل عما افتكر‬
‫فيه واعتقده ‪ ،‬والسااااام والبصااااار عما رأى من لب وسااااام ‪ ،‬ونعيره قوله ‪: ‬‬
‫"كلكم راع وكلكم مسئو عن رعيت ‪( "...‬ـ وهـاااااااذا نعيـااااااار قوله تعالى ‪:‬‬
‫(‪1‬ـ سورة المطفيين – ااير ‪. 3-1‬‬
‫(‪2‬ـ تفسير الفار الرازي – ف‪ 10‬ص ‪. 206‬‬
‫(‪3‬ـ سورة الرحمن – ااير ‪. 9‬‬
‫(‪4‬ـ تفسير القر بي – ف‪ 10‬ص ‪ 257‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪5‬ـ ماتصر تفسير ابن كنير – الصابوني – ف‪ 2‬ص ‪. 377‬‬
‫(‪6‬ـ سنن ابن ماالر – ف‪ 3‬ص ‪ 724‬ح ‪. 2139‬‬
‫(‪7‬ـ تفسير القر بي – ف‪ 10‬ص ‪. 257‬‬
‫(‪8‬ـ تفسير الفار الرازي – ف‪ 10‬ص ‪. 209‬‬
‫(‪9‬ـ التفسير الواضه – د‪ .‬محمد حجازي – ف‪ 3‬ص ‪. 23‬‬
‫(‪10‬ـ سبق تاريجه – ص ‪. 80‬‬
‫‪- 70 -‬‬
‫ِيه ْم َوت َ ْ‬
‫سبقونَ ‪‬‬
‫‪‬ا ْل َي ْو َم َ ْخ ِتـ قم َ‬
‫ش َه قد أ َ ْر قجلق قه ْم ِب َما كَا قوا َي ْك ِ‬
‫علَى أ َ ْف َوا ِه ِه ْم َوتقك َِل قمنَا أ َ ْيد ِ‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬النهي والتحذير من الكبر والايالء ‪ :‬ويتمنل لب في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْم ِش‬
‫ض ‪ ...‬وتياتم هذه التواليهاا اإللهير‬
‫ض َم َر حا ً إِ َّ رَ لَ ْن ت َ ْخ ِرقَ ا َ ْر َ‬
‫فِي ا َ ْر ِ‬
‫التي دع ا إلى الف ااااااااائاال وااداب ومكااارم األخالب بااالتحااذير من الكبر‬
‫والايالء ‪ ،‬فال يليق باإلنسااااااان وهو العبد ال ااااااعيف العاالز أن يتكبر وهو‬
‫معروف البداير والنهاير (‪‬ـ والتواضااااا أدب م هللا تعالى وأدب م الناس ‪،‬‬
‫أدب نفسي وأدب االتماعي ‪ ،‬والمتكبر يكرهه هللا تعالى لبطره ونسيان نعمته‬
‫‪ ،‬ويكرهه الناس النتفاشه وتعاليه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫قال الرسااااااول ‪ : ‬قال هللا عز و الل "الكبر ياء ردائي والعظ مة‬
‫إزاري فمن ازعني في واحد عذبت وال أبالي" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقال الرسااااول ‪" ‬من تواض ع هلل رفع ه فهو في فس حقير‬
‫وعند الناس كبير ومن استكبر وضع ه ‪5( ".....‬ـ ‪.‬‬
‫* فاإلنسااان مهما بلغ من القوة فلن يسااتطي أن يارب األرض ‪ ،‬وال يسااتطي أن‬
‫ي ساوي الجبال في ضاامتها ‪ ،‬أي ال ي ستطي بععمته وقدرته أن يبلغ هذا المبلغ‬
‫بكبريائه ومشيه عليها ‪ ،‬بل اإلنسان عبد ليل (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫س ِيئ ق ق ِع ْن َد َر ِبرَ َمك قْروها ً‪ ‬يرال هذا إلى الملـر ما‬
‫‪ -‬قوله تعالى ‪  :‬قك ُّ‪ :‬أَ ِلرَ كَانَ َ‬
‫تقـدم مما نهى عنه ‪ ،‬فكل تلب المنهياا مكروه ال يرضاه هللا‬
‫تعالى وال يأمر به ‪ ،‬فهو قبيه ومحرم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ّللاِ ِإلَ ها ً‬
‫‪ -‬قوله تعالى ‪ :‬أَ ِلرَ ِم َّما أ َ ْو َحى ِإلَ ْيرَ َر ُّبرَ ِمنَ ا ْل ِح ْك َم ِة َوال تَجْ َع ْ‪َ :‬م َع َّ‬
‫آ َخ َر فَت ق ْلقَى فِي َج َهنَّ َم َملقوما ً َم ْد قحورا ً‪ . ‬ألر ‪ :‬تعود على كل ما ساااااابق من‬
‫األوامر والنواهي ‪ ،‬فهي الزء من األحكام الشاااارعير التي يجب أن تراعى‬
‫في واق الناس ‪ ،‬حتى ييبنى المجتم اإلسالمي من الداخل بناء قويا ً ‪.‬‬
‫ّللاِ إِلَها ً آ َخ َر‪ ‬أي ال تشااااار م هللا كيره من وحن أو بشااااار‬
‫‪َ  -‬وال تَجْ عَ ْ‪َ :‬م َع َّ‬
‫فتلقى في الهنم ملوما ً تلوم نفساااااب ويلومب هللا والالق ‪ ،‬مطرودا ً مبعدا ً من‬
‫كل خير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫سورة ين – ااير ‪. 65‬‬
‫قبن من نور القرآن – الصابوني – ف‪ 6‬ص ‪. 204‬‬
‫في الل القرآن – ف‪ 4‬ص ‪. 2228‬‬
‫صحيه مسلم – ف‪ 4‬ص ‪ 2023‬ح‪. 136‬‬
‫فته الباري – شرح صحيه البااري – ف‪ 10‬ص ‪. 491‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 10‬ص ‪ 261‬بتصرف ‪.‬‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 10‬ص ‪ 213‬بتصرف ‪.‬‬
‫صفوة التفاسير – ف‪ 2‬ص ‪. 160‬‬
‫‪- 71 -‬‬
‫فائد هامة‬
‫إنه تعالى بدأ هذه التكاليف باألمر بالتوحيد والنهي عن الشر ‪ ،‬وختمها‬
‫باألمر بالتوحيد والنهي عن الشااااار ‪ ،‬والمقصاااااود منه التنبيه على أن كل عمل‬
‫وفكـر يجب أن يعتمـد علـى التوحيـد ‪ ،‬فبدونه تبطل األعمال وال تفيد شيئا ً (‪‬ـ ‪.‬‬
‫سادسا ً ما ترشد إلي اآليات‬
‫‪ -‬إن هللا تعالى أرحم بعباده من الوالدة بولدها ‪ ،‬لذا نجد أن القرآن الكريم ينهى‬
‫عن قتل األوالد مهما كان األسباب ‪.‬‬
‫‪ -‬يحااافظ القرآن الكريم على األعراض واألنسااااااااب ‪ ،‬لااذا فهو ينهى عن كاال‬
‫المقدماا التي تلدي إلى ارتكاب الريمر الزنا كاالختال والتبرف ‪.‬‬
‫‪ -‬القرآن يحافظ على النفن البشاااااارير ‪ ،‬لذلب ال يجوز قتلها إال بحقها ‪ ،‬كقاتل‬
‫النفن والزاني المحصن والمرتد عن دينه ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز أخذ مال اليتيم وخاصااااار من الانب الوصاااااي ‪ ،‬ويجوز أن يأكل من‬
‫مال اليتيم بما يسد الرمق ‪ ،‬ويجوز تنمير هذا المال ‪ ،‬وأي ا ً على الوصي رد‬
‫لب المال إ ا بلغ اليتيم سن الرشد وأصبه قادرا ً على التصرف في ماله ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن القرآن وض أسسا ً واضحر في بناء المجتم اإلسالمي واألخالب الحميدة‬
‫‪ ،‬فأمر بإتمام العهد واعتبر أن يخلف الوعد من صفاا المنافقين ‪.‬‬
‫‪ -6‬يحر القرآن الكريم على األمانر عن ريق إتمام الكيل والوزن بالعدل ؛ ألن‬
‫لب من أخالب المسلمين ‪.‬‬
‫‪ -‬ينهى القرآن عن تتب عوراا المساااااالمين وشااااااهااادة الزور ؛ ألن لااب من‬
‫األخالب الذميمر ‪.‬‬
‫‪ -‬يأمر الشرع الحكيم بالتواض وينهى عن مشير الكبرياء والايالء ‪.‬‬
‫سابعا ً لفتات بيا ية‬
‫اشتمل ااياا السابقر على صور بالكير متعددة منها ‪-:‬‬
‫‪ -‬تقديم ضمير الغائب على ضمير المخاطب و لـاااااب فـاااااي قوله تعالى ‪َ  :‬وال‬
‫ت َ ْقتقلقوا أ َ ْوال َد قك ْم َخ ْ‬
‫ش يَةَ إِ ْمالق َحْ نق َ ْر قزآق قه ْم َوإِيَّا قك ْم ‪ ‬حير قدم ال ااامير العائد‬
‫على األوالد ( رزآهم على م اا بر اا باء ‪ ،‬حتى يطمئن اا باء بأن رزب‬
‫األبناء مكفول عند هللا تعالى وأنتم كذلب ‪ ،‬فلم تقتلوهم ‪ ،‬وهذا على عكن ما‬
‫وق في سااااااورة األنعام ‪َ ‬وال ت َ ْقتقلقوا أ َ ْوال َد قك ْم ِم ْن ِإ ْمالق َحْ نق َ ْر قزآق قك ْم َو ِإ َّيا قه ْم‪‬‬
‫ففي هذا النص قدم رزب ااباء على رزب األبناء و لب لإلشااعار بإمالتهم في‬
‫إفاضر الرزب ‪ ،‬أو ألن الباعر على القتل في هذا النص اإلمالب الواق ‪ ،‬أما‬
‫النص ااخر فالباعر على القتل اإلمالب المتوق ‪ ،‬لذلب قيل خشااااير إمالب ‪،‬‬
‫(‪1‬ـ تفسير الفار الرازي – ف‪ 10‬ص ‪ 215‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪- 72 -‬‬
‫فكأنه قيل نرزقهم من كير أن ينتقص من رزقكم شاااااايء ‪ ،‬فيعتريكـاااااااااااام ما‬
‫تاشونـه وإياكـم أي ا ً رزقا ً إلى رزقكم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫الز َى‪ ‬أبلغ من قوله (وال‬
‫‪ -‬المبالغر في النهي ‪ :‬في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْق َربقوا ِ‬
‫تز وا فالنهي الاء عن مباشاااااارة كل دواعي الزنا كاالختال والتبرف وكير‬
‫لب ‪ ،‬و لب للمبالغر عن قربان دواعي الزنا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬توساااااايط النهي عن الزنا بين النهي عن قتل األوالد والنهي عن قتل النفن‬
‫المحرمر على اإل الب ‪ :‬باعتبار أنه قتل لألوالد كما أنه ت ااااايي لألنسااااااب‬
‫فإن من لم ينب نسبه مي حكما ً (‪‬ـ ‪.‬‬
‫س ؤقوالً‪ ‬شاااابه العهد باإلنسااااان‬
‫‪ -‬االسااااتعارة في قوله تعالى ‪ :‬إِنَّ ا ْلعَ ْه َد كَانَ َم ْ‬
‫العاقل ‪ ،‬وحذف المشاابه به وأتى بصاافر من صاافاته وهو الساالال ‪ ،‬و لب أن‬
‫اإلنسان يسـاااااأل أمام هللا ‪ -‬تبار وتعالى – عن أعماله (‪‬ـ ‪ ،‬وقال القر بي ‪:‬‬
‫"يقسأ ك‪ :‬واحد منهم عما اكتسب فالفؤاد يسأ عما افتكر في واعتقد‬
‫والس مع والبص ر عما رأى من ألر وس مع" وعبر عن السااام والبصااار‬
‫والفلاد بأولئب ألنها حواس لها إدرا ‪ ،‬والعلها في هذه ااير مساائولر ‪ ،‬فهي‬
‫حال من يعقل (‪5‬ـ وكأن العهد ييسأل تبكيتا ً لتناقصه ‪ ،‬فيقال ‪ :‬لم نقص ؟ ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإل هار في مقام اإلضمار و لب في قوله تعالى ‪َ  :‬وأ َ ْوفقوا بِا ْلعَ ْه ِد إِنَّ ا ْلعَهـْ َد‬
‫سؤقوالً‪ ‬حير أ هر لفظ العهد في قوله ‪( :‬إن العهد وكان‬
‫كَانَ َم ْ‬
‫ً‬
‫من حقـه اإلضمـار ‪ ،‬و لب لكمال العناير بشأنه ‪ ،‬وقيل دفعا لتوهم عود‬
‫ال مير إلى اإليفاء المفهوم من أوفوا (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ض َم َرحا ً ‪ ‬نه ااير عن المشاااي‬
‫‪ -6‬التهكم في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْم ِش فِي ا ْ َ ْر ِ‬
‫فارا ً وكبرا ً ‪ ،‬كأنه قيل ال تمش فيما هو عنصاااااار الغالب عليب الذي يخلق‬
‫منه وإليه تعود ‪ ،‬والذي ضاام أمنالب كنيرا ً ‪ ،‬مشااير المفاخر المتكبر ‪ ،‬وأي اا ً‬
‫للتنصااايص على أن النهي عن المشاااي مرحا ً في ساااائر البق واألماكن ‪ ،‬وال‬
‫ياتص بأرض دون أرض (‪‬ـ ‪ ،‬يقول الرساااول ‪" : ‬ال يدخ‪ :‬الجنة من كان‬
‫في آلب منقا أر من كبر" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫تفسير أبي مسعود – ف‪ 6‬ص ‪ 169‬بتصرف ‪ ،‬تفسير القر بي – ف‪ 10‬ص ‪. 253‬‬
‫تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 170‬‬
‫تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 170‬‬
‫إعراب القرآن وبيانه – ف‪ 5‬ص ‪. 437 ، 436‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 10‬ص ‪. 260‬‬
‫تفسير األلوسي – ف‪ 15‬ص ‪. 71‬‬
‫تفسير األلوسي – ف‪ 15‬ص ‪. 75‬‬
‫فته المنعم – شرح صحيه مسلم – ف‪ 2‬ص ‪. 170‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫ض‪ ‬تعليل للنهي وفيه تهكم بالماتال ‪،‬‬
‫‪ -‬في قولـاااه تعالى ‪ِ  :‬إ َّرَ َل ْن ت َ ْخ ِرقَ ا َ ْر َ‬
‫وفي إ هار (ا رض وإعادتها على اإلضمار حير لم يقل إن تارقها لزيادة‬
‫اإليقاع والتقري ‪ ،‬حم إن االختيال كبيرة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬اإليجاز والبيان في قولـاااااااااه تعالى ‪ :‬أَ ِلرَ ِم َّما أ َ ْو َحى إِلَ ْيرَ َربُّرَ ِمنَ ا ْل ِح ْك َم ِة ‪‬‬
‫لب إشاااارة إلى كل ما تقدم كره من التكاليف ‪ ،‬وساااماها حكمر وهي إالماالً‬
‫‪-:‬‬
‫‪ -‬ال تجعل م هللا إلها ً آخر ‪.‬‬
‫‪ --‬وق ى ربب ‪ :‬اشتمل على تكليفين وهما عبادة هللا والنهي عن عبادة كيره‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬وبالوالدين إحسانا ً‬
‫‪ -5‬فال تقل لهما أفٍ‬
‫‪ -‬وقل لهما قوالً كريما ً‬
‫‪ -6‬وال تنهرهما‬
‫‪ -‬وقل رب ارحمهما‬
‫‪ -‬واخفض لهما الناح الذل‬
‫‪ -‬وآا ا القربى حقه ‪ -‬والمسكين‬
‫‪ -‬وال تبذر تبذيرا ً‬
‫‪ -‬وابن السبيل‬
‫‪ -‬فقل لهما قوالً ميسورا ً‬
‫‪ -5‬وال تجعل يد مغلولر إلى عنقب‬
‫‪ -‬وال تقتلوا أوالدكم‬
‫‪ -6‬وال تبسطها كل البسط‬
‫‪ -‬وال تقتلوا النفن‬
‫‪ -‬وال تقربوا الزنا‬
‫‪ -‬فال يسرف في القتل ‪ -‬وأوفوا بالعهد‬
‫‪ -‬وزنوا القسطاس‬
‫‪ -‬وأوفوا الكيل‬
‫‪ -‬وال تقف ما لين لب به علم ‪.‬‬
‫ً ( ‪‬ـ‬
‫‪ -5‬وال تمش في األرض مرحا ‪.‬‬
‫‪ -‬تلوين الاطاب بين المفرد والجم ‪ :‬يأتي الاطاب بصيغر المفرد في كل أمر‬
‫ونهي يكلف بها كل فرد ‪ ،‬ويأتي الاطاب بصاااااايغر الجم في األمر والنهي‬
‫في األمور التي تنا بالجماعر ‪ ،‬فمنالً ‪ :‬في اإلحسان إلى الوالدين وإيتاء ي‬
‫القربى والمسااااكين وعدم التبذير والتوسااااط في اإلنفاب بين البال والساااارف‬
‫والتنب من الحق والنهي عن الايالء والتكبر ‪ ...‬كان األمر والنهي بصاااايغر‬
‫المفرد لما لها من صاااااابغر فردير ‪ ،‬وفي النهي عن قتل األوالد وعن الزنا‬
‫وعن قتاال النفن واألمر برعاااياار مااال اليتيم والوفاااء بااالعهااد وإيفاااء الكياال‬
‫والميزان كان األمر والنهي بصيغر الجم لما لها من صبغر الماعير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ تفسير األلوسي – ف‪ 15‬ص ‪. 75‬‬
‫(‪2‬ـ تفسير األلوسي – ف‪ 15‬ص ‪. 76‬‬
‫(‪3‬ـ العالل – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 2226‬‬
‫‪- 74 -‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫تفسير مقاطع من سورة النور‬
‫تتكون من أربع مقاطع‬
‫ظ المقطع ا و آداب وأحكام الدخو إلى بيوت اآلخرين ‪.‬‬
‫ظ المقطع النا ي أحكام ض البصر وحفظ ا عراض ‪.‬‬
‫* المقط النالر ‪ :‬تسير سبل الزواف و لب العفر لغير القادرين على الزواف ‪.‬‬
‫ظ المقطع الرابع الحض على مكاتبة الرآيق وبيان خطور‬
‫ا تشار الفاحشة ‪.‬‬
‫‪- 75 -‬‬
- 76 -
‫سورة النور‬
‫مدنية وآياتها أربع وستون آية‬
‫أهداف السور الكريمة‬
‫‪ -1‬سورة النور من السور المدنير التي اهتم ببناء المجتم اإلسالمي داخليا ً‬
‫بنا ًء محكما ً ‪ ،‬وهذا يبدو من خالل دراسر هذه السورة الكريمر ‪.‬‬
‫‪ -‬المحور األساااااسااااي التي تدور عليه السااااورة كلها هو محور التربير ‪ ،‬تربير‬
‫الفرد وتربير المجتم وتربير األمر ‪ ،‬و لب عن ريق تربير ال اااااامائر‬
‫واستجاشر المشاعر حتى تتصل بنور هللا وتتداخل ااداب النفسير والفردير‬
‫وآداب البي وآداب الجماعر والقيادة بوصاااااافها كلها من معين واحد هو‬
‫العقيدة في هللا ‪ ،‬متصلر بنور هللا ‪ ،‬الذي أشرق به العلماا في السماواا‬
‫واألرض والقلوب وال اااااامائر والنفوس واألرواح ‪ ،‬وتحقيقا ً لهذا الهدف‬
‫النبيل في بناء األمر ‪ ،‬اهتم السورة بق ايا متعددة متنوعر هي ‪-:‬‬
‫‪ -‬إن المجتم اإلسااااااالمي مجتم العفر والطهارة والمحافعر على األعراض‬
‫واألنسااااااااب ‪ ،‬وقد تبين لب من خالل تحريم الز نا وب يان حده ‪ ،‬فالرالم‬
‫للزاني المحصاااااان ‪ ،‬والجلد مائر اللدة للزاني كير المحصاااااان ‪ ،‬وكذلب‬
‫وضح السورة حد القذف وعلر التشديد فيه ‪ ،‬حم تحدح عن المالعنر بين‬
‫الزوالين وحدير اإلفب وكير لب ‪.‬‬
‫‪ -‬تحدح السااااااورة عن وسااااااائل الوقاير من الريمر الزنا ‪ ،‬و لب عن ريق‬
‫تجنب النفوس أساااباب اإلكراء والغواير ‪ ،‬فشاااددا على كر آداب البيوا‬
‫واالسااااااتئذان ‪ ،‬واألمر بغض البصاااااار والنهي عن إبداء الزينر للمحارم ‪،‬‬
‫والحر على إنكاح األيامى والتحذير من دف الفتياا إلى البغاء ‪ ،‬وكل‬
‫لب أسباب وقائير ل مان الطهر والتعفف ‪.‬‬
‫‪ -‬يتوسااط مجموعر هذه ااداب التي تت اامنها السااورة فيربطها بنور هللا تعالى‬
‫ويتحاادث عن بيوا هللا التي تعتبر أ هر البيوا ‪ ،‬وفي الجااانااب ااخر‬
‫يتحدث عن الذين كفروا وأعمالهم التي تشاابه السااراب ‪ ،‬أو كالعلماا التي‬
‫بع ها فوب بعض ‪ ،‬حم تبين السورة أن المي الاالئق تسبه كلها هلل تعالى‬
‫وتبين أي ااااااااا ً ااياااا الكونياار التي تعهر ععماار هللا تعااالى مناال إزالاااء‬
‫الساااحاب ‪ ،‬وتقليب الليل والنهار ‪ ،‬وفي خلق كل دابر من ماء ‪ ،‬حم اختالف‬
‫أشكالها وو ائفها وأنواعها وأخبارها ‪.‬‬
‫‪ -‬وأخيرا ً تتحـاادث السـااورة عن مجافاة المنافقين لآلداب الواالبر م رسول هللا‬
‫‪ ‬في ال طا عر والت حاكم ‪ ،‬ويصااااااور أدب الملمنين ال االص و اعتهم ‪،‬‬
‫وساابب االختالف في األرض والتمكين في الدين والنصاار على الكافرين ‪،‬‬
‫‪- 77 -‬‬
‫وأي ا ً تبين السورة آداب الجماعر المسلمر كلها كأسرة واحدة م رئيسها‬
‫ومربيها م الرسول الكريم ‪( ‬ـ ‪ .‬‬
‫(‪1‬ـ انعر ‪ :‬في الل القرآن – سيد قطب ‪ 2485/4‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪- 78 -‬‬
‫تفسير مقاطع من السور الكريمة‬
‫المقطع ا و‬
‫"آداب وأحكام الدخو إلى بيوت اآلخرين"‬
‫قااال تعااالى ‪َ  :‬ي ا أَيُّ َه ا الَّ ِذينَ آ َمنقوا ال ت َ ْد قخلقوا بقيقوت ا ً َي َْر بقيقو ِت قك ْم َحتَّى‬
‫علَى أ َ ْه ِل َها أَ ِل قك ْم َخي ٌْر لَ قك ْم لَعَلَّ قك ْم تَذَك قَّرونَ فَ ِر ْن لَ ْم ت َ ِجدقوا فِي َها‬
‫س ِل قموا َ‬
‫تَ ْ‬
‫س وا َوت ق َ‬
‫س تَأ ْ ِ ق‬
‫ار ِجعقوا قه َو أ َ ْزكَى لَ قك ْم‬
‫ار ِجعقوا َف ْ‬
‫أ َ َحدا ً فَال َت ْد قخلقو َها َحتَّى يق ْؤأَنَ لَ قك ْم َوإِ ْن آِ ي َ‪ :‬لَ قك قم ْ‬
‫س كقو َ ة فِي َها‬
‫ْس َ‬
‫ّللاق بِ َما ت َ ْع َملقونَ َ‬
‫علَ ْي قك ْم قج َنا ٌ‬
‫ح أ َ ْن َت ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر َم ْ‬
‫َو َّ‬
‫ع ِلي ٌم لَي َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّللاق يَ ْعل قم َما ت ق ْب قدونَ َو َما ت َ ْكت ق قمونَ ‪ ‬ااياا ‪. 9-7‬‬
‫َمتَا ٌ‬
‫ع ل قك ْم َو َّ‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫(‪1‬ـ‬
‫‪.‬‬
‫تستأ سوا تستأ نوا ‪ ،‬وقيل تطلبوا األنن من أهل البي‬
‫تس لموا على أهلها أي أن يقول الزائر لصااااحب البي ‪ :‬الساااالم عليكم والتي‬
‫تعني إعطاء صاحب البي األمان إ ا دخل بيته أحد من الناس ‪.‬‬
‫خير لكم أف ل عاقبر للزائر ولصاحب البي (‪‬ـ ‪.‬‬
‫تذكرون لكم أن حكم االساااتئذان ‪ ،‬والتساااليم يجب أن تكون شااااخصااار أمامكم‬
‫تعملون بها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫فرن لم ت جدوا في ها أ حدا ً فال تدخلو ها إن لم ت جدوا في ها أ حدا ً من أ هل البي‬
‫فارالعوا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫يؤأن لكم ييسمه لكم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أزكى لكم أف ل وأ هر وخير لكم من أن يأ نوا عن كراهير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وه بما تعملون عليم تذييل لهذه الوصاااااااايا بتذكيرهم بأن هللا عليم بأعمالهم‬
‫ليزالرهم (‪7‬ـ ‪.‬‬
‫جناح إحم (‪8‬ـ ‪.‬‬
‫ير مسكو ة كير معدة للسكنى (‪9‬ـ ‪.‬‬
‫متاعا ً لكم حاالر لكم (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪2‬ـ‬
‫(‪3‬ـ‬
‫(‪4‬ـ‬
‫(‪5‬ـ‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 197‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 198‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 199‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪ 199‬بتصرف ‪.‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 199‬‬
‫(‪6‬ـ التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪ 199‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪7‬ـ التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 201‬‬
‫(‪8‬ـ األساس – للزماشري ‪ -‬ص ‪. 150‬‬
‫(‪9‬ـ األساس – للزماشري – ص ‪. 160‬‬
‫(‪10‬ـ األساس – للزماشري – ص ‪. 170‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫وه يعلم م ا تب دون وم ا كنتم تكتمون‬
‫التجسن أو أ ى أهل البي (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫تحااذير لمن ياادخاال البيوا بغرض‬
‫ثا يا ً عالآة اآليات بما آبلها‬
‫لما بين هللا تعالى خطورة وقبه الريمتي الزنا والقذف ‪ ،‬أكد لب بالنهي‬
‫عن دخول بيوا الناس إال بعد االسااااااتئذان ليكونوا أبعد عن التهمر وأقرب إلى‬
‫العصاامر من الساايئر (‪‬ـ ‪ ،‬حم نجد هذه ااياا تلتقي م أهداف السااورة العامر في‬
‫ب ناء المجتم اإلسااااااالمي ال قائم على الع فر والطهر والسااااااتر والم حاف عر على‬
‫األعراض واألنساااااب فصاااايانر من في البي عن النعراا المحرمر ‪ ،‬وصاااايانر‬
‫أساااارار الناس واحترام ركبتهم في أن تكون أحوالهم في بيوتهم مطويـاااااااااار عن‬
‫عيـااااون النـاااااس وأحادينهم ييعدُّ لب من التدابير والواقيـاااار من الفتنر ومن وسائل‬
‫المحافعر على األسرة والتي تحفظ للمجتم‬
‫تماسكه ووحدته (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً أسباب النزو‬
‫روى الطبري عن عـااااااادي بن حاب أن امـااااااارأة من األنصار قال ‪ :‬يا‬
‫رسـاااااول هللا إني أكـاااااون في بيتي على حال ال أحب أن يراني عليها أحد ال والد‬
‫وال ولد وإنه ال يزال يدخـاااااااااال علي الرالل من أهلي وأنا على تلب الحال فكيف‬
‫أصاااااان ؟ فنزل ااير األولى ‪َ ‬يا أَيُّ َها ا َّل ِذينَ آ َمنقوا ال َت ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر بقيقوتِ قك ْم‬
‫َحتَّى ت َ ْستَأ ْ ِ قسوا ‪ ...‬فقـاااااااال أبو بكر ر ضي هللا عنه بعد نزول ااير ال سابقر ‪ :‬يا‬
‫ر سول هللا أفرأي الحاناا والم ساكن من رب ال شام لين فيها ساكن فأنزل هللا‬
‫سكقو َة‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ْس َ‬
‫علَ ْي قك ْم قجنَا ٌ‬
‫ح أ َ ْن ت َ ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر َم ْ‬
‫تعالى ‪ :‬لَي َ‬
‫رابعا ً المعنى اإلجمالي‬
‫‪َ ‬يا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا‪‬نداء من هللا لعباده المكلفين يشااعرهم بدفء اإليمان‬
‫حتى يتهيئوا للعمل بمقت اااااى النص القرآني ‪ ،‬وقد نعتهم بصااااافر اإليمان لما في‬
‫لب من التكريم والرفعر ل شأنهم ‪ ،‬والاطاب ب صيغر اإليمان يوصلنا با صيصر‬
‫المجتم اإليماني ويشعرنا باالنتماء إليه والوالء له ‪.‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫على أ ْه ِل َها‪‬‬
‫س ِل قموا َ‬
‫‪‬ال ت َ ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر بقيقوتِ قك ْم َحتَّى ت َ ْ‬
‫سوا َوت ق َ‬
‫ستَأ ْ ِ ق‬
‫* قوله ‪ :‬ال ت َ ْد قخلقوا بقيقوتا ً‪ ‬فيه نهي عن الدخول قبل االسااتئذان ‪ ،‬والنهي هنا يفيد‬
‫التحريم للقاعدة الفقهير "ك‪ :‬أمر للوجوب وك‪ :‬هي للتحريم" ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 203‬‬
‫انعر ‪ :‬تفسير الطبري ‪ ، 214/7‬وتفسير سورة النور للمودودي ‪ -‬ص ‪. 140‬‬
‫تفسير سورة النور – د‪ .‬إبراهيم زيد الكيالني – ص ‪. 164‬‬
‫انعر أسباب النزول – ص ‪. 184‬‬
‫‪- 80 -‬‬
‫إ ن يسااتنبط من لب أنه يحرم على المكلف أن يدخل بيتا ً كير بيته حتى‬
‫يستأ ن ‪.‬‬
‫* وقولـااااااااااااه ‪( :‬حتىـ حرف عطف يفيد الغاير ‪ ،‬بمعنى أنه إ ا تحقق ما بعدها‬
‫يتو قف العمل بما قبلها ‪ ،‬فإ ا وق االسااااااتئذان يتوقف النهي عن الدخول ‪ ،‬ويباح‬
‫للمكلف أن يدخل حينها بي كيره ‪.‬‬
‫* قوله ‪" :‬تسأ سوا" قال المفسرون فيها عدة أقوال ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬قال الزالـاف أنهـا بمعنـى تستأ نوا وهو أصل التفسير كما الاء عن ابن عباس‬
‫(‪1‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وتأتي بمعنى لب األنن وهو سكون النفن وا مئنان القلب وزوال الوحشر وهو‬
‫خالف االستيحا ألن المستأ ن كالمستوحش ألنه ال يدري حينما يطرب باب‬
‫كيره ‪ ،‬هل سيل ن له أم ال ؟ فإ ا أ ن له بالدخول استأنن وإن لم يل ن له عاد‬
‫من حير أتى ‪.‬‬
‫س ت ق ْم ِم ْن قه ْم قر ْ‬
‫ش دا ً‪‬‬
‫ف‪ -‬وقيل أنها تعني االسااتعالم ويدل عليه قوله تعالى ‪ :‬فَ ِر ْن آ َ ْ‬
‫(‪‬ـ أي علمتم ‪ ،‬والاء خطابه على لسااااان موسااااى عليه السااااالم قوله تعالى ‪:‬‬
‫‪‬إِ ِي آ َسْتق َارا ً‪( ‬ـ أي أبصرا وعلم ‪.‬‬
‫خامسا ً لفتات بيا ية‬
‫لفعر "االستئناس" فيها كناير وإرداف ‪:‬‬
‫س وا‪ ‬إن أصاااال معنى الكلمر‬
‫‪ -1‬الكناية في قولـاااااااااه تعالى ‪َ  :‬حتَّى ت َ ْ‬
‫س تَأ ْ ِ ق‬
‫االستئناس وهو ضد االستيحا كما أوضحنا ألن الذي يطرب باب الغير ال‬
‫يدري هل سااايل ن له بالدخول أم ال ؟ فهو متردد مساااتطار القلب مساااتوحش‬
‫لافـاء الحـال عليـه فإ ا أ ي ن له بالدخول زال التردد واستراح قلبه ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلرداف وهو عبارة عن استعمال لفظ يعبر عن معنى خاص يكون مساويا ً‬
‫لألول ورديفا ً له ‪ ،‬وواضااااه في النص أن االسااااتئناس يردف اإل ن فوضاااا‬
‫موض األ ن على اعتبار من فسر االستئناس باالستئذان ‪.‬‬
‫علَى أ َ ْه ِل َها‪ ‬مأخو من السالم بأن يقول السالم‬
‫س ِل قموا َ‬
‫قولـااه تعالى ‪َ  :‬وت ق َ‬
‫عليكم أو ما ينا رها ‪.‬‬
‫سادسا ً ما ترشد إلي اآلية‬
‫يلخذ من ااياا السابقر بعض األحكام التي يستفيد منها المسلم في أحناء‬
‫تعامله م الناس في المجتم اإلسالمي وهذه األحكام كااتي ‪-:‬‬
‫(‪1‬ـ انعر تفسير الطبري – ف‪ 9‬ص ‪. 296‬‬
‫(‪2‬ـ سورة النساء – آير ‪. 6‬‬
‫(‪3‬ـ سورة النمل – آير ‪. 7‬‬
‫‪- 81 -‬‬
‫علَى أ َ ْه ِل َهاـ ‪ :‬قال المهور العلماء‬
‫س ِل قموا َ‬
‫‪ -1‬قال تعالى ‪َ ( :‬حتَّى ت َ ْ‬
‫س وا َوت ق َ‬
‫س تَأ ْ ِ ق‬
‫أن السالم من القادم حكمه الندب وأما االستئذان فحكمه الوالوب وعللوا لب‬
‫بأن االستئذان من أالل حفظ البصر وخوفا ً من وقوعه على عوراا ااخرين‬
‫لذلب كان واالبا ً ‪.‬‬
‫أما السااالم فهو من أالل تحقيق المحبر والمودة والتولف بين الناس ويليد‬
‫لب ما الاء في الحدير الشريف عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول‬
‫هللا ‪" : ‬ال تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا وال تؤمنوا حتى تحابوا أوال أدلكم على‬
‫شيء إن فعلتمو تحاببتم أفشوا السالم بينكم" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬االس تئذان ثالث مرات يوضاااه اهر النص الذي معنا أن االساااتئذان مرة‬
‫واحدة فإ ا أاليب دخل وإال رال ‪ ،‬ولكن السنر النبوير المطهرة أوضح أن‬
‫االسااااااتئذان حالث مراا ال يزيد عليها إال إ ا علم أنه لم ييساااااام وصااااااورة‬
‫االسااااااتئذان أن يقول الرالل ‪ :‬السااااااالم عليكم أأدخل فإن أ ي ن له دخل وإن لم‬
‫يل ن له انصرف راالعا ً ‪ ،‬فقد روى الحسن البصري أن أبا موسى األشعري‬
‫استأ ن على عمر رضي هللا عنه حالحا ً فلم يل ن له فرال فأرسـاال إليـااه عمر‬
‫فقال ‪ :‬ما الذي أرالعب ؟ فقال ‪ :‬قـال رسـول هللا ‪" : ‬من اسـتأأن ثالثـا ً فلم‬
‫يؤأن ل فليرجع" ف قال عمر لتجيئني ببي نر أو ألوالع نب ن كاالً فأتى ل حر‬
‫فشااااهد ‪ ،‬وفي بعض الرواياا أن عمر رضااااي هللا قال ألبي موسااااى إني لم‬
‫أتهمب ولكني خشااااي أن يقول الناس على رسااااول هللا ‪ ‬فأردا أن أتنب ‪،‬‬
‫والاء عن أبي موساااى األشاااعري رضاااي هللا عنه قال ‪ :‬قال رساااول هللا ‪‬‬
‫ٌ‬
‫ثالث فرن أأن لر وإال فارجع" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫"االستئذان‬
‫وهذا الحدير صحيه يدل على تعدد اال ستئذان فاألولى ا ستعالم والنانير‬
‫للتأكيد والنالنر من أالل اإلعذار (‪‬ـ ‪ .‬قـااال ‪" ‬االستئذان ثالث مرات با ولـ ى‬
‫يستنصتون وبالنا يـة يستصلحون وبالنالنة يأأ ون أو يردون" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية االس تئذان من ااداب الشااارعير أن يجعل المساااتأ ن الباب عن يمينه‬
‫أو شماله حتى ال يق بصره على ما يكره أهل البي أن يراه منهم ويدل على‬
‫لـاااب ما رواه أبو داود عن عبـاااد هللا بن بيسر قال ‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬إ ا أتى‬
‫باب قوم لم يسااااتقبل الباب من تلقاء والهه ولكن من ركنه األيمن أو األيساااار‬
‫فيقول ‪" :‬السالم عليكم السالم عليكم" (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫األدب – ب ـاب ‪ :‬كيف االستئذان – حدير ‪ – 5177‬ص ‪766‬‬
‫(‪1‬ـ أخرال ـه أبو داود ف‪– 2‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪2‬ـ متفق عليه ‪.‬‬
‫(‪3‬ـ انعر أحكام القرآن ألبي العربي – ف‪ 3‬ص ‪. 371‬‬
‫(‪4‬ـ انعر فته الباري – ف‪ 11‬ص ‪ ، 27‬وشرح مسلم للنووي – ف‪ 14‬ص ‪. 124‬‬
‫(‪5‬ـ سنن أبي داود – ف‪ : 2‬األدب – باب ‪ ، 128‬حدير رقم ‪ ، 5186‬ص ‪. 769 ، 768‬‬
‫‪- 82 -‬‬
‫و كر القر بي لااب ألن البيوا لم يكن عليهااا يومئااذ سااااااتور أي كير‬
‫مساااااورة (‪‬ـ ‪ ،‬وروي عن ساااااعيد بن عبادة قال ‪ :‬الئ إلى النبي ‪ ‬وهو في بيته‬
‫فقم مقابل الباب فاساااتأ ن فأشاااار إلي أن أتباعد وقال ‪ :‬هل االساااتئذان إال من‬
‫أالل النعر ؟ (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وهذا األدب اإلسااااااالمي ينبغي علينا التزامه حتى ولو كان الباب مغلقا ً‬
‫فإن الطارب إ ا اساااتقبلها قد يق بصاااره عند فته الباب على ما ال يجوز اال الع‬
‫عليه ‪ ،‬والاء عن سااااااهل بن سااااااعد أنه قال ‪ :‬قال رسااااااول هللا ‪" : ‬إ ما قج ع‪:‬‬
‫االستئذان من أج‪ :‬البصر" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬االس تئذان على المحارم إ ا كان البي الذي تسااكنه فيه أهلب فال إ ن عليها‬
‫ألن األهل أي الزوالر ال حشمر بينب وبينها ‪.‬‬
‫وأما إن والد في البي األم واألخ أو الاالر أو العمر وكير لب من‬
‫المحارم فيجب حينئذ االسااااااتئذان ألن األم أو األخ قد تكون على حالر ال تحب‬
‫أن تراها فيها وقد الاء في األحر عن عطاء بن يساااااااار أن رالالً قال للنبي ‪: ‬‬
‫أسااااااتأ ن على أمي ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬إني أخدمها ‪ .‬قال أسااااااتأ ن عليها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أتحب أن تراها عريانر ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال فاستأ ن عليها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫فعاوده حالحا ً قال‬
‫ي‬
‫يعرف المساااتأ ن نفساااه ‪ ،‬ويدل على لب ما‬
‫* ومن ااداب اإلساااالمير أي اااا ً أن ي ا‬
‫روي عن الابر بن عبد هللا – رضي هللا عنه – قال ‪ :‬استأ ن على النبي ‪ ‬فقال‬
‫‪ :‬من هذا ؟ فقل ‪ :‬أنا ‪ ،‬فقال النبي ‪ : ‬أنا أنا ‪ ،‬كأنه كره لب ‪.‬‬
‫قال القر بـااااااااااااي ‪ :‬قال علماننا ‪ :‬إنما كره النبي ‪ ‬لب ألن قوله أنا ال‬
‫يحصااااااال بها تعريف ‪ ،‬وإنما الحكم في لب أن يذكر اساااااامه كما فعل عمر بن‬
‫الاطاب – ر ضي هللا عنه – وأبو مو سى األشعري ؛ ألن في كر االسم إ سقا‬
‫كلفر السلال والجواب (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫* ‪‬أَ ِل قك ْم َخي ٌْر لَ قك ْم لَعَلَّ قك ْم تَذَك قَّرونَ ‪: ‬‬
‫ألكم ا لإل شارة ‪ ،‬والالم للبيعد والكاف للاطاب والميم للجماعر وقوله خير لكم‬
‫أي أحسن وأزكى وأ هر لكم ‪.‬‬
‫* قولـااااااااااااه تعالى ‪ :‬لَعَلَّ قك ْم تَذَك قَّرونَ ‪ : ‬أي أنزل عليكم ما أنزل من هذه األحكام‬
‫واإلرشاااااااااداا من أالاال أن تتااذكروا وتتععوا وتعلموا مااا أمرتكم بااه في باااب‬
‫االستئذان‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪5‬ـ‬
‫انعر القر بي – ف‪ 3‬ص ‪. 371‬‬
‫انعر روائ البيان في تفسير آياا األحكام – مجلد ‪ 2‬ص ‪. 137‬‬
‫متفق عليه – ف‪. 192/1‬‬
‫انعر تفسير الطبري – مجلد ‪ 9‬ص ‪. 298‬‬
‫أحكـاااااااام القرآن للقر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 217‬فته الباري شارح صاحيه البااري – ‪17‬‬
‫باب إ ا قال من قال أنا – ف‪ 11‬ص ‪. 35‬‬
‫‪- 83 -‬‬
‫* قوله ‪َ  :‬ف ِر ْن َل ْم ت َ ِجدقوا ِفي َها أ َ َحدا ً َفال ت َ ْد قخلقو َها َحتَّى يق ْؤأَنَ لَ قك ْم‪: ‬‬
‫قوله "فإن" الفاء حرف عطف يفيد "التفرع" بمعنى أن هذه ااير الاءا بأحكام‬
‫شرعير تفريعا ً لما الاءا ااير السابقر ‪.‬‬
‫قال الزماشااااااري ‪" :‬إن لم تجدوا فيها أحدا ً من اا نين فال تدخلوا تلب‬
‫البيوا واصااابروا حتى تجدوا من يأ ن لكم" وقال أي اااا ً ‪" :‬يحتمل فإن لم تجدوا‬
‫فيها أحدا ً من أهلها ولكم فيها حاالر فال تدخلوها إال بإ ن هللا" (‪1‬ـ سواء كان الباب‬
‫مغلقا ً أو مفتوحا ً ألن الشاااااارع قد أكلقه بتحريم الدخول حتى يفتحه إال بإ ن من‬
‫ربه ‪ ،‬بل يجب عليهم أن يأتوا الباب ويحاولوا اإل ن على صفر‬
‫ال يطلعون على البي ال في إقبالهم وال في انقالبهم (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫ع ِلي ٌم‪: ‬‬
‫ّللاق بِ َما ت َ ْع َملقونَ َ‬
‫ار ِجعقوا قه َو أ َ ْزكَى لَ قك ْم َو َّ‬
‫ار ِجعقوا فَ ْ‬
‫* ‪َ ‬وإِ ْن آِي َ‪ :‬لَ قك قم ْ‬
‫بمعنى إن أيمرتم من الهاار أهاال البياا بااالرالوع فااارالعوا وال تلحوا‬
‫بتكرار االسااااااتئذان ‪ ،‬وال تلحوا في تسااااااهيل الحجاب ‪ ،‬وال تقفوا على األبواب‬
‫منتعرين ألن هذا مما يجلب الكراهر ويقدح في قلوب الناس ‪ ،‬خصااااااوصااااااا ً إ ا‬
‫كانوا وي مروءة ومرتاضين (متالقينـ بااداب الحسنر (‪3‬ـ ‪.‬‬
‫*‪ ‬قه َو أ َ ْزكَى لَ قك ْم‪ : ‬فالرالوع هو أ يب لكم وأ هر لما فيه من سااااالمر الصاااادور‬
‫والبعد عن الريبر ‪ ،‬وهو من ناحير أخرى أععم نفعا ً في المجتم ‪ ،‬وأنه خير لما‬
‫يحققه من أساااباب المحافعر على الصاااالا الطيبر بين الناس باحترام األصااادقاء‬
‫واألقارب ألساااارارهم الشاااااصااااير و روفهم الااصاااار ‪ ،‬وعدم محاولر اإلحراف‬
‫وتقييد زياراتهم بأدب اإل سالم وخلق القرآن ‪ ،‬لتحفظ أوا صر المودة وتزداد ‪ ،‬فال‬
‫ي اااااايق مزور بزائر ‪ ،‬ولتعطي هااذه الزياااراا حمراتهااا المباااركاار في التواد‬
‫والتعاون والتعارف والتراحم بين الناس (‪4‬ـ ‪.‬‬
‫تحر ااير على أدب رفي يتمنل في الرالوع إ ا ي لب منا أن نرال دون أن‬
‫نجد في أنفساانا ك اااضاار ‪ ،‬ودون أن نسااتشااعر م أهل البي إساااءة إلينا أو نفرة‬
‫منا ‪ ،‬فإن من حق كل رالل إ ا كان ال يريد مقابلر أحد أن يأبى مقابلته أو يعتذر‬
‫إليه إن كان مشتغالً بأمر يمنعه من الفراو لمقابلته (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫ع ِلي ٌم‪: ‬‬
‫ّللاق بِ َما ت َ ْع َملقونَ َ‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬و َّ‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫الكشاف للزماشري – ف‪ 3‬ص ‪. 228-227‬‬
‫أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 374‬تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪. 220‬‬
‫الكشاف للزماشري – ف‪ 3‬ص ‪ ، 228‬تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 168‬‬
‫الكشاف للزماشري – ف‪ 3‬ص ‪ ، 228‬تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 168‬‬
‫تفسير سورة النور للمودودي – ص ‪ 146‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪- 84 -‬‬
‫توعـد ألهل التجسن على البيوا و لب الدخول على كفلر للمعاصي ‪،‬‬
‫والنعر إلى ما ال يحل وال يجوز النعر إليه ‪ ،‬وتوعد أي ااااا ً لغيرهم ممن يق في‬
‫محعور (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫ع‬
‫ْس َ‬
‫سكقو َة ِفي َها َمتَا ٌ‬
‫علَيْكـ ق ْم قجنَا ٌ‬
‫ح أ َ ْن ت َ ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر َم ْ‬
‫* قولـااااه تعالى ‪ :‬لَي َ‬
‫لَ قك ْم‪: ‬‬
‫روي أن بعض الناس لما نزل آير االسااتئذان تعمق في األمر ‪ ،‬فكان ال‬
‫يأتي موضعا ً خربا ً وال مسكونا ً إال سلم واستأ ن ؛ فنزل ااير (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫ح‪ ‬أي لين عليكم إحم أو حرف إ ا دخلتم بيوتا ً لين‬
‫ْس َ‬
‫علَيْكـ ق ْم قجنَا ٌ‬
‫* وقولـااه ‪ :‬لَي َ‬
‫لها أهل أو أصحاب يسكنونها ألنها بيوا عامر ‪.‬‬
‫س كقو َ ة‪ ‬فالفنادب وحواني البائعين والحماماا‬
‫* وقولـااااااااااااه ‪ :‬بقيقوتا ً َي َْر َم ْ‬
‫ع لَ قك ْم‪ ‬المتاع في كالم العرب المنفعر ومنه أمت هللا بب ‪،‬‬
‫والاراباا ‪ ،‬قوله ‪َ ‬متَا ٌ‬
‫الحر‬
‫ومنه و"متعوهن" والمراد بالمتاع هنا في هذا الموضاااااا االسااااااتعالل من ا‬
‫وحفظ السل أو االستحمام أو المبي وكير لب من المناف ‪.‬‬
‫ّللاق يَ ْعلَ قم َما ت ق ْب قدونَ َو َما ت َ ْكت ق قمونَ ‪: ‬‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬و َّ‬
‫ختم هللا اايار الكريمار بهاذه الفااصاااااالار القرآنيار ليتوعاد الاذين يادخلون‬
‫الاراباا والدور الاالير من أهل الريبر والمشبوهين الذين يستغلونها في ق اء‬
‫أكراضااهم كير المشااروعر كالمواعدة واللقاء م المشاابوهاا وارتكاب الفاحشاار‬
‫وما شابه لب من ماالفاا حذر الشارع الحكيم من الوقوع فيها ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ أحكام القرآن للقر بي – ‪ 220/12‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪2‬ـ المرال السابق – ‪. 221/12‬‬
‫‪- 85 -‬‬
‫المقطع النا ي‬
‫أحكام ض البصر وحفظ العرض‬
‫ص ِار ِه ْم َويَحْ فَ ق‬
‫ظوا فق قرو َج قه ْم أَ ِلرَ‬
‫قال تعالى ‪ :‬آق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنِينَ َيغق ضُّ وا ِم ْن أ َ ْب َ‬
‫ض ْ‬
‫ْص ِار ِهنَّ‬
‫ت َي ْغ ق‬
‫ص نَعقونَ َوآق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫ير ِب َما َي ْ‬
‫ض نَ ِم ْن أَب َ‬
‫أ َ ْزكَى لَ قه ْم ِإنَّ َّ‬
‫ّللاَ َخ ِب ٌ‬
‫َويَحْ فَ ْظنَ فق قرو َج قهنَّ َوال يق ْب ِدينَ ِزينَت َ قهنَّ ِإال َما َظ َه َر ِم ْن َها َو ْل َي ْ‬
‫علَى‬
‫ض ِر ْبنَ ِب قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫اء بقعقولَ ِت ِهنَّ أ َ ْو أ َ ْب َنا ِئ ِهنَّ‬
‫قجيقو ِب ِهنَّ َوال يق ْب ِدينَ ِزينَت َ قهنَّ ِإال ِلبقعقولَ ِت ِهنَّ أ َ ْو آ َبا ِئ ِهنَّ أ َ ْو آ َب ِ‬
‫س ائِ ِهنَّ أ َ ْو‬
‫أ َ ْو أ َ ْبنَ ِ‬
‫اء بقعقولَتِ ِهنَّ أ َ ْو إِ ْخ َوا ِ ِهنَّ أ َ ْو بَنِي إِ ْخ َوا ِ ِهنَّ أ َ ْو بَنِي أ َ َخ َواتِ ِهنَّ أ َ ْو ِ َ‬
‫الط ْف ِ‪ :‬ا َّل ِذينَ لَ ْم‬
‫الر َجا ِ أ َ ِو ِ‬
‫اإل ْر َب ِة ِمنَ ِ‬
‫َما َملَ كَ تْ أ َ ْي َما ق قهنَّ أ َ ِو ال َّتابِ ِعينَ َي ِْر أقو ِلي ِ‬
‫اء َوال يَ ْ‬
‫ض ِر ْبنَ بِأ َ ْر قج ِل ِهنَّ ِليق ْعلَ َم َما يق ْخ ِفينَ ِم ْن ِزينَتِ ِهنَّ‬
‫يَ ْظ َه قروا َ‬
‫علَى ع َْو َرا ِ‬
‫س ِ‬
‫ت النِ َ‬
‫ّللاِ َج ِميعا ً أَيُّ َها ا ْل قم ْؤ ِمنقونَ لَعَلَّ قك ْم ت ق ْف ِل قحونَ ‪ ‬ااياا ‪. 31-30‬‬
‫َوتقوبقوا إِلَى َّ‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫يحفظوا فروجهم بالستر ‪ ،‬والبعد عن الزنا ‪.‬‬
‫أزكى لهم أ هر لهم ‪.‬‬
‫ال يبدين زينتهن ال يعهرن زينتهن ‪.‬‬
‫زينتهن ما تتزين به المرأة ‪.‬‬
‫بعولتهن أزواالهن ‪.‬‬
‫آباء بعولتهن آباء األزواف ‪.‬‬
‫صلبها ‪.‬‬
‫أبنائهن أبناء المرأة من ي‬
‫أبناء بعولتهن أبناء األزواف ‪.‬‬
‫إخوا هن أخوة المرأة ‪.‬‬
‫بني إخوا هن أبناء األ ‪.‬‬
‫بني أخواتهن أبناء أخ المرأة ‪.‬‬
‫سائهن المرأة التي تقوم بادمر سيدتها ‪.‬‬
‫ما ملكت أيما هن المرأة والرالل الرقيق التي تادم (أو يادمـ سيدته ‪.‬‬
‫التابعين ير أولي اإلربة من الرجا الرالال كبار السااان الذين لين لهم حاالر‬
‫إلى قربان النساء ‪ ،‬ويترددون على البيوا ألخذ الصدقاا أو للادمر ‪.‬‬
‫الطف‪ :‬الذين لم يظهروا على عورات النس اء الطفل صااغير الساان الذي لم يبلغ‬
‫التمييز (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً عالآة اآليات بما آبلها‬
‫(‪1‬ـ انعر هذه المعاني ‪ -‬التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 213‬‬
‫‪- 86 -‬‬
‫بين في ااياا الساااااااابقر أحكام االسااااااتئذان وهي أحكام وقائير أولير‬
‫للمحافعر على أعراض الناس حم يأتي في هذه ااياا لي اااااا أحكاما ً وقائير‬
‫أخرى للمحافعر على عفر هذه األعراض وشاااااارفها وحفظ األنساااااااب وحيا ر‬
‫أواصااار األسااارة من أن تنزلق في مساااالب وعرة ‪ ،‬فنجده يحرم النعر لمواضااا‬
‫ااااد باب الفتنر وقط دابر الفسااااااد‬
‫الفتنر المنيرة ويحدد للمكلفين أحكاما ً قا عر لسا ا‬
‫والمفسدين ‪.‬‬
‫ثالنا ً أسباب النزو‬
‫‪ -1‬الاء عن علي كرم هللا والهه أنه قال ‪" :‬مر رالل على عهد النبي ‪ ‬في‬
‫ريق من رقاا المدينر فنعر إلى امرأة ونعرا إليه ‪ ،‬فوسااوس لهما‬
‫الشاااااايطان أنه لم ينعر أحدهما إلى ااخر إال إعجابا ً به ‪ ،‬فبينما الرالل‬
‫يمشااااااي إلى الانب حائط ينعر إليها إ ا اسااااااتقبلته الحائط (أي صاااااادمه‬
‫الحائطـ فشق أنفه ‪ ،‬فقال ‪ :‬وهللا ال أكسل الدم حتى آتي رسـاااااااول هللا ‪‬‬
‫فأعلمه أمري ‪ ،‬فأتاه فقص عليه قصته فقال النبي ‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫( ‪‬ـ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ْ‬
‫ق‬
‫ص ِار ِه ْم‪. ‬‬
‫هذا عقوبر نبب" فأنزل هللا ‪‬آ ْ‪ِ :‬لل قم ْؤ ِمنِينَ يَغضُّوا ِم ْن أ ْب َ‬
‫‪ -2‬والاء عن الابر بن عبد هللا األنصاااااري أنه قال ‪ :‬أن أسااااماء بن مرحد كان‬
‫في نال لها في بني حارحر فجعل النساااااااء يدخلن عليها كير ملتزراا فيبدو‬
‫ما في أراللهن يعني الاالخل ويبدو صاااااادورهن وبعض شااااااعورهن فقال‬
‫ض ْ‬
‫ت يَ ْغ ق‬
‫ض نَ ِم ْن‬
‫أسااااااماء ما أقبه هذا ؟ فأنزل هللا في لب ‪َ  :‬وآق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫ص ِار ِهنَّ ‪. ‬‬
‫أ َ ْب َ‬
‫رابعا ً التفسير اإلجمالي‬
‫ْص ِار ِه ْم َويَحْ فَ ق‬
‫* قولـااااااااه تعالى ‪ :‬آق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنِينَ يَغق ُّ‬
‫ظوا فق قرو َج قه ْم أَ ِلرَ‬
‫ض وا ِم ْن أَب َ‬
‫صنَعقونَ ‪. ‬‬
‫ير بِ َما يَ ْ‬
‫أ َ ْزكَى لَ قه ْم إِنَّ َّ‬
‫ّللاَ َخبِ ٌ‬
‫هذا أمر من هللا تعالى لعباده الملمنين بأن يغ اااااوا من أبصاااااارهم عما حرم هللا‬
‫عليهم فال ينعروا إال إلى مااا أباااح لهم النعر إليااه ‪ .‬قولااه "قاال للملمنين" وهو‬
‫خطاب للملمنين في شاص النبي ‪ ‬بأن يغ وا أبصارهم وقولـه "يغ وا" من‬
‫الغض وهو النقصااااان من الطرف ‪ .‬يقال كض وأكض بصااااره إ ا أ بق الجفن‬
‫ألالل خفض البصاااااار وتنكيسااااااه إلى األرض حتى ال يق على ما ينبغي الوقوع‬
‫عليه ‪ .‬قوله "من أبص ارهم" نوع "من" تبعي ااااير أي تفيد التبعيض وفي هذا‬
‫التعبير القرآني إشاااااااارة إلى بعض الحااالا التي يبااح فيهاا النعر كاالنعر إلى‬
‫المحارم من النسـاء حير يجوز النعر إلى شعورهن وأيديهن نعرة عابرة ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ انعر الدر المننور للسيو ي – ف‪ 5‬ص ‪. 40‬‬
‫‪- 87 -‬‬
‫وخص "أبص ارهم" بالذكر من بين سااائر المدركاا ألن البصاار أقوى‬
‫المدركاا في التأحير على القلب ‪.‬‬
‫وقدم كض األبصار على حفظ الفروف ألن النعرة سهم من سهام إبلين‬
‫والنعر بريـد الوقوع في الزنا ‪ ،‬ولذا حرم النعر من باب الوقاير من‬
‫الوقوع في مقدماا الجريمر ‪ ،‬وهذا أنفى عن الوقوع في الجريمر نفسها ‪.‬‬
‫ظ المعنى اللغوي‬
‫قوله تعالى ‪" :‬ويحفظوا فروجهم" قال العلماء ‪ :‬فيها قوالن ‪-:‬‬
‫‪ -‬حفظ الفروف والمراد سترها عن النعر إليها فال تق عليها األبصار ‪.‬‬
‫‪ -‬قال آخرون المراد حفعها من الوقوع في الزنا ‪.‬‬
‫والصااااااحيه أن المراد ينطبق على القولين ألن اللفظ عام فيجب سااااااتر‬
‫الفروف عن األبصار وحفعها من الوقوع في الحرام فقد الاء في حق مريم عليها‬
‫( ‪‬ـ‬
‫وج ِه ْم َحافِ ق‬
‫ظونَ‬
‫السااالم ‪َ ‬والَّتِي أَحْ َ‬
‫ص نَتْ فَ ْر َج َها‪ ‬وقال تعالى‪َ  :‬والَّ ِذينَ قه ْم ِلفق قر ِ‬
‫ومينَ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫إِال َ‬
‫اج ِه ْم أ َ ْو َما َملَكَتْ أ َ ْي َما ق قه ْم فَ ِر َّ قه ْم َي قْر َملق ِ‬
‫علَى أ َ ْز َو ِ‬
‫* قولااه تعااالى ‪ :‬أ َ ْزكَى لَ قهم‪ : ‬بمعنى أ هر لقلوبهم وهي مااأخو ة من الزكاااة‬
‫بمعنى الطهارة والنقاء والزيادة ‪ ،‬فحينما تقول زكا الزرع إ ا حصااال منه نمو أو‬
‫بركر وزك النفقر إ ا بور فيها وقبل عند هللا ورالل زكى أي كنير الاير ‪،‬‬
‫س ِ ‪ ‬فااير تعني أن من كض بصااااره‬
‫قال تعالى ‪َ  :‬و َم ْن ت َ َزكَّى فَ ِر َّ َما يَت َ َزكَّى ِلنَ ْف ِ‬
‫وحفظ فراله فهو خير له وأف ل في الدنيا وااخرة ‪.‬‬
‫صنَعقونَ ‪ : ‬أي أن هللا تبار وتعالى يعلم بوا ن األمور‬
‫ير ِب َما يَ ْ‬
‫* وقولـاااااه ‪َ  :‬خ ِب ٌ‬
‫واألشااااياء وال يافى عليه شاااايء في األرض وال في السااااماء ‪ ،‬فيعلم ما تصاااان‬
‫باألبصااااااار والفروف ‪ ،‬وفي هذا وعيد وتهديد لمن ياالف ويبتعد عن أمر هللا أو‬
‫يحيد عنه ويعصيه في ارتكاب المحرماا ‪.‬‬
‫ض ْ‬
‫ت َي ْغ ق‬
‫ْص ِار ِهنَّ َويَحْ فَ ْظنَ فق قرو َج قهنَّ ‪ ...‬أفرد النساااء‬
‫* ‪َ ‬وآق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫ض نَ ِم ْن أَب َ‬
‫بالذكر ولم يشااملهن في خطاب الملمنين كالعادة ‪ ،‬و لب لتفردهن بأحكام مسااتقلر‬
‫تاص الرالااال ‪ ،‬ولبيااان خطورة المرأة ودورهااا في هااذا األمر ‪ ،‬فااأفرد‬
‫بهن ال‬
‫ُّ‬
‫الاطاب للنساااء من باب التأكيد عليهن ألن مقصااد المرأة من الرالل منل مقصااد‬
‫الرالل من المرأة ‪ ،‬وقوله ‪ :‬يَ ْغ ضق ْ‬
‫ص ِار ِهنَّ ‪ ‬حض على كض الب صر‬
‫ضنَ ِم ْن أ َ ْب َ‬
‫عند الرالال والنساء دليل على أن العفر مقصد شرعي يجب أن يحققه الطرفان ‪،‬‬
‫قوله ‪َ  :‬ويَحْ فَ ْظنَ فق قرو َج قهنَّ ‪ ‬أي سااااااترها عن النعر إليها أو عفتها والمحافعر‬
‫عليها من الوقوع في الزنا ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة التحريم – آير ‪. 12‬‬
‫(‪2‬ـ سورة الملمنون – آير ‪. 5‬‬
‫‪- 88 -‬‬
‫* ‪َ ‬وال يق ْبدِيـ نَ ِزينَت َ قهنَّ ِإال َما َظ َه َر ِم ْن َها َو ْل َي ْ‬
‫علَى قجيقو ِب ِهنَّ َوال‬
‫ض ِر ْبنَ ِب قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫يق ْب ِدينَ ِزينَت َ قهنَّ إِال ِلبقعقولَتِ ِهنَّ ‪. ...‬‬
‫زينتهن الزينـاااااااار هي كل ما تتزين به المرأة من النياب أو الحلي أو الكحل أو‬
‫الا اااااب وكيرها أو ما ييعبر عنه بلفظ "التجميل" والزينر المقصااااودة في ااير‬
‫تنقسم إلى قسمين ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الزينة الخفية الباطنة‬
‫وهي كالساااااوارين والقر ين والقالئد والاالخيل واإلكليل ‪ ،‬فهذه الزينر‬
‫يجب سترها عن األالانب ألنه يحرم عليهم النعر إليها ‪ ،‬أما و المحارم بالنسبر‬
‫ل هذه الز ي نر فالزوف يجوز له النعر إلي ها والتلذ بزي نر زوال ته ‪ ،‬أ ما كيره من‬
‫ااباء واألبناء واألخوة فيجوز لهم النعر ويحرم التلذ ‪ ،‬فقد روي أن الحساااااان‬
‫والحسين كانا يدخالن على خالتهم أم كلنوم وهي تمتشط فقد قال صاحب المغني‬
‫‪" :‬يجوز للرج ‪ :‬أن ينظر من أوات مح ارم إلى م ا يظهر الب ا ً ك الرآب ة‬
‫والرأس والكفين والرجلين و حو أ لر وليس ل النظر إلى ما يس تتر ال با ً‬
‫كالصدر والظهر و حوهما" (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -2‬الزينة الظاهر‬
‫وهي الزينر المشار إليها في النص السابق بقوله ‪ِ :‬إال َما َظ َه َر ِم ْن َها‪ ‬أي‬
‫التي تاادعو الحاااالاار إلى هوره وممااا ال يمكن إخفااانه وقياال المراد بااه الوالااه‬
‫والكفان أو النياب (‪2‬ـ ‪ ،‬وإ ا شااااااعرا المرأة أن والهها قد يساااااابب الفتنر لبعض‬
‫الرالال فاألف اااال أن تلبن النقاب ألن لب أ هر للقلوب ‪ ،‬فقد الاء عن عائشاااار‬
‫رضااااي هللا عنها قال ‪" :‬كان يمر بنا الرالال ونحن محرماا م رسااااول هللا ‪‬‬
‫فإ ا حا وا بنا سدل إحدانا خمارها على والهها فإ ا الاوزنا كشفنا" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫خامسا ً لفتات بيا ية‬
‫يوالد في النص بعض األمور البالكير وهي تتمنل في ااتي ‪-:‬‬
‫‪ -‬الحذف في قولـاااااااه تعالى ‪ :‬آق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنِينَ يَغق ُّ‬
‫ْص ِار ِه ْم‪ ‬ألن المراد‬
‫ض وا ِم ْن أَب َ‬
‫كض البصاار عما حرم هللا ال عن كل شاايء ألن اإلنسااان يباح له النعر إلى‬
‫ما أ حل هللا له ‪ ،‬وال يجوز النعر إلى عوراا ااخرين ف حذف لب اكت فاء‬
‫بمعرفر الماا بين وفهمهم من خالل النص ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ المغني – مجلد ‪ 6‬ص ‪. 554‬‬
‫(‪2‬ـ محاسن التأويل – مجلد ‪ 7‬ص ‪. 695‬‬
‫(‪3‬ـ رواه أبو داود – ف‪ : 1‬المناسـب – بـاب ‪ – 33‬حديـر رقـــم ‪ – 1833‬ص ‪569-568‬‬
‫‪ ،‬واإلمام أحمد – ف‪ 8‬ص ‪ ، 63‬وحسنه األلباني ‪.‬‬
‫‪- 89 -‬‬
‫‪ -‬من األسرار البالكير دخول "من" على كض األبصار دون الفروف في قوله‬
‫ْص ِار ِه ْم َويَحْ فَ ق‬
‫تعالى ‪ :‬آق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنِينَ يَغق ُّ‬
‫ظوا فق قرو َج قه ْم‪(‬ـ ألن أمر‬
‫ض وا ِم ْن أَب َ‬
‫النعر موساااااا فيه وألن المحارم من النساااااااء يجوز النعر إلى شااااااعورهن‬
‫وأراللهن وأيديهن ‪ ،‬أما الفرف فاألمر يم يق فيه فال يجوز النعر إلى العورة‬
‫المغلعر ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن هذه األساااااارار تقديم كض البصاااااار على حفظ الفروف في اايتين ألن‬
‫النعر بر يد الز نا ورا ئد الفجور ويل هب نار ال حب ا لذي يدف إلى ارت كاب‬
‫المحرم ‪.‬‬
‫‪ -‬الاء أفعل التف يل للمبالغر في قوله تعالى ‪ :‬أ َ ْزكَى لَ قه ْم‪ ‬أي أن كض البصر‬
‫وحفظ الفرف فيه الطهارة للملمن من دنن الر ائل وأف اااااال من الوقوع في‬
‫ااحام والمحرماا والمنكراا ‪.‬‬
‫سادسا ً المعنى اإلجمالي‬
‫قولـااااااااااه ‪َ  :‬و ْليَ ْ‬
‫علَى قجيقو ِب ِهنَّ ‪ ‬أي وليلقين بامرهن وهو الم‬
‫ض ِر ْبنَ ِب قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫علَى قجيقوبِ ِهنَّ ‪ ‬الم اليب‬
‫خمار والامار هو القناع أو كطاء الرأس ‪ ،‬وقوله ‪َ  :‬‬
‫وهي الفتحر التي تكون في وب القميص ويبدو منها صاااااادورهن ‪ ،‬فقد أمر هللا‬
‫النساء بإلقاء الامار على الرأس والصدر لسترها ‪ ،‬وكنى عن الصـاادر بالجيوب‬
‫ألنها ملبوساااااار عليها وعليه فالمراد العام من ااير ‪ :‬أن هللا أمرهن بسااااااـااااااااااااتر‬
‫شـعورهن وأعناقهن وصدورهن بالامار لكي ال يرى منها أي شيء ‪.‬‬
‫سابعا ً تشريع الحجاب في اإلسالم‬
‫لقد دلل القرآن الكريم على فري ااار الحجاب في ساااورتين من ساااوره ‪:‬‬
‫األولى في ساورة النور ‪ ،‬والنانير في ساورة األحزاب ‪ ،‬أما األولى فقوله تعالى ‪:‬‬
‫‪َ ‬و ْليَ ْ‬
‫علَى قجيقوبِ ِهنَّ ‪ ‬إرشااااادا ً إلى كيفير إخفاء بعض الزينر بعد‬
‫ض ِر ْبنَ بِ قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫النهي عن إبدائها ‪ ،‬والمراد من هذه ااير كما روى ابن أبي حاتم عن ابن البير ‪:‬‬
‫أمرهن بستر نحورهن وصدورهن بامرهن لئال ييرى منها شيء وكان النساء‬
‫في الجاهلير يغطين رنوساااهن بالامار ويسااادلنه كعادة الجاهلير من وراء العهر‬
‫فتبدو نحورهن وبعض صدورهن ‪ ،‬وصه أنه لما نزل هذه ااير سارع نساء‬
‫المهاالرين إلى االمتنال فيها فشااااققن مرو هن أي فاختمرن بها تصااااديقا ً وإيمانا ً‬
‫بما أنزل هللا تعالى من كتابه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫اجرَ‬
‫وأما التي في سااااورة األحزاب فقوله تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها النَّ ِب ُّي آق ْ‪ْ َ :‬ز َو ِ‬
‫علَي ِْهنَّ ِم ْن َجال ِبي ِب ِهنَّ أَ ِلرَ أ َ ْد َى أ َ ْن يق ْع َر ْفنَ فَال‬
‫اء ا ْل قم ْؤ ِمنِينَ قي ْد ِينَ َ‬
‫س ِ‬
‫َوبَ َنا ِترَ َو ِ َ‬
‫(‪1‬ـ سورة النور – أير ‪. 30‬‬
‫(‪2‬ـ روح المعاني – األلوسي – ف‪ 18‬ص ‪ 142‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪- 90 -‬‬
‫ّللاق َفقورا ً َر ِحيما ً‪1( ‬ـ تشاااااير هذه ااير إلى أن هللا سااااابحانه وتعالى‬
‫يق ْؤأَ ْينَ َوكَانَ َّ‬
‫أمر نبيه ‪ ‬أن يأمر نساااءه وبناته ونساااء الملمنين عامر إ ا خرالن لحاالتهن أن‬
‫كاس ‪ ،‬فيميزهن هذا الزي‬
‫يغطين أالساااااااامهن ورنوسااااااهن واليوبهن بجلباب ٍ‬
‫ً‬
‫ويجعلهن في مأمن من تلصااااص الفساااااب ‪ ،‬فإن معرفتهن وحشاااامتهن معا تلقيان‬
‫الاجل والتحرف (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقد توعد النبي ‪ ‬التي تارف كاساااااير عارير بقوله ‪" :‬نسااااااء كاساااااياا‬
‫عارياا مائالا مميالا رنوسااهن منل أساانمر البا ال يدخلن الجنر وال يجدن‬
‫ريحها" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ولقد بين لنا الشاااريعر اإلساااالمير حدود ما سااامح به من إبداء الزينر‬
‫يلمن‬
‫وفق ما تقت اايه الفطرة اإلنسااانير السااليمر والعقل السااليم ‪ ،‬وعلى وفق ما ا‬
‫عدم الفتنر ودف الفواحش والحفا على األخالب ‪ ،‬يقول الرساااااول الكريم ‪" ‬يا‬
‫أس م اء إأا بلغ ت المرأ المحيض ف ر ال يجوز أن يظهر منه ا إال الوج‬
‫والكفان" (‪‬ـ ‪ ،‬وفي رواير إال هذا وهذا وأشار إلى الوج والكفين ‪.‬‬
‫هذا وإن المرأة التي هتك سااااااتر الحجاب قد هتك سااااااتر العفر من‬
‫السـاادها ‪ ،‬وهتك الحاالز الذي وضعه اإلسالم بينها وبين المعاصي والمزالق ‪،‬‬
‫بل إنها أخرال تلب الجوهرة المكنونر التي عمل اإلسااااااالم الاهدا ً على أن ال‬
‫تمسهـا إال يد صاحبهـا وال تنعـر إليها بعين الشهوة والتمني إال عين زوالها ‪.‬‬
‫إن اإلسااالم الذي فرض الحجاب صااان شاارف المرأة وعفتها ‪ ،‬وأحا ها‬
‫بهالر من القدسااير الالقير ‪ ،‬وإن المرأة التي خلع حياب السااتر والعفر قد أعط‬
‫نفسااها صاافر المرأة المسااتهترة بالقيم والمعاني المنالير ‪ ،‬مما يدف النفوس الابينر‬
‫أن تطم في الوصااول إليها ‪ ،‬كما أنها ساامح ألعين أصااحاب تلب النفوس التي‬
‫خلا من كنير من معااني الرالولار والغيرة ‪ ،‬أن تتلصااااااص عليهاا ‪ ،‬وفي هاذا‬
‫(‪1‬ـ سورة األحزاب – ااير ‪. 59‬‬
‫(‪2‬ـ العالل – ساااااايد قطب – ف‪ 5‬ص ‪ ، 2880‬تفسااااااير القر بي – ف‪ 144‬ص ‪، 244-243‬‬
‫ماتصر تفسير ابن كنير – ف‪ 3‬ص ‪. 115 ، 114‬‬
‫(‪3‬ـ صحيه مسلم بشرح النووي – ‪ 37‬كتاب الزينر ‪ ،‬باب النساء الكاسياا العارياا المائالا‬
‫المميالا – ف‪ 14‬ص ‪ ، 110 ، 109‬ح‪ ، 2128‬ومعنى أساااااانماار الباا ‪ :‬أن يكبرنهااا‬
‫ويععمنها بلبن عمامر أو عصابر أو نحوها – المرال السابق ص ‪. 110‬‬
‫(‪4‬ـ المو أ – اإلمام مالب بن أنن – ف‪ 2‬ص ‪ ، 48 ، 913‬كتاب اللباس – ‪ 4‬باب ما يكره‬
‫للنساء لبسه من النياب ‪.‬‬
‫‪- 91 -‬‬
‫المعنى يقول الرساااول ‪" ‬النظر س هم مس موم من س هام الش يطان"‬
‫وقوله ‪" : ‬لتغضن أبصاركم ولتحفظن فروجكم أو ليكسفن ه وجوهكم" ‪.‬‬
‫ولوال كشااااف الحجاب والتعري وإبداء الزينر لما اسااااتطاع أمنال هلالء‬
‫الذئاب من معرفر تلب النسااااااوة ‪ ،‬وال تجرءوا على مالحقتهن أو االقتراب من‬
‫إحداهن ‪ ،‬إن الحجاب الذي أمر به اإلسااااااالم هو عنوان عفر المرأة و هارتها ‪،‬‬
‫ودليل على أنها من الملمناا اللواتي امتألا قلوبهن باإليمان ونبذن كل مدخل‬
‫للشيطان ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ثامنا ً شروط لباس المرأ في اإلسالم‬
‫لقد كر المودودي شااااارو ا ً لحجاب المرأة المسااااالمر في كتابه الحجاب‬
‫نلاصها في ااتي ‪-:‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫‪ -‬اسااااااتيعااب اللبااس لجمي البادن لقولاه تعاالى ‪َ  :‬وليَ ْ‬
‫على‬
‫ض ِر ْبنَ بِ قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫قجيقو ِب ِهنَّ ‪ ‬ولقد حذر ‪ ‬النساااء الكاسااياا العارياا فقال ‪" :‬س يكون في آخر‬
‫أمتي س ا ٌء كاس ياتٌ عارياتٌ على رؤوس هن كأس نمة البقخت العنوهن‬
‫فر هن ملعو ات" (‪‬ـ ‪ ،‬ومعنى أنهن ملعوناا أي مطروداا من رحمر هللا ‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون زينر في نفساااااااه فيجلب انتباه الناس إليها ويدعو إلى إيذائها وفتنر‬
‫الناس بها عمالً بقوله تعالى ‪َ  :‬وال تَبَ َّرجْ نَ تَبَ ُّر َ ا ْل َجا ِه ِليَّ ِة ا قولَى‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫شف عورتها ‪ ،‬وللمرأة الم سلمر بأ سماء بن أبي بكر ر ضي‬
‫‪ -‬أال يكون رقيقا ً ي ُّ‬
‫هللا عنهما األسااوة والقدوة الحساانر ‪ ،‬فقد أرساال إليها المنذر بن الزبير بكسااوة‬
‫من بالد العراب وكان رقيقر وكان أسماء قد يكف بصرها فلمستها بيدها حم‬
‫تشف ‪ ،‬قال أسماء إنها إن لم تشف فإنها‬
‫أف إنه تشف ‪ ،‬فقيل لها ‪ :‬ال‬
‫قال ‪ٍ :‬‬
‫ي‬
‫ـ‬
‫‪5‬‬
‫(‬
‫تصاااااف" ‪،‬وهذا دليل صاااااريه على أنه يحرم على المرأة أن تلبن لباساااااا ً‬
‫يصف أو يشف بل اعتبره بعض العلماء من الكبائر‬
‫‪ -‬أن يكون النوب ف ااافاضاااا ً واساااعا ً كير ضااايق ؛ ألن اللباس ال ااايف يصااف‬
‫عورة المرأة ويبدي مالمحها وينتت عن لب إفسااااااااد لبعض قلوب الرالال‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫المسااااتدر على الصااااحيحين في الحدير لإلمام أبي عبد هللا محمد بن عبد هللا المعروف‬
‫بالحاكم النيسابوري – ف‪ 4‬ص ‪ ، 314‬كتاب الرقاب ‪ ،‬وقال الحاكم حدير صحيه اإلسناد‬
‫ولم يارالاه ‪.‬‬
‫المعجم الكبير للحافظ ابن القاسم سليمان بن أحمد الطبراني – ف‪ 8‬ص ‪. 246‬‬
‫أخراله مسلم ‪.‬‬
‫سورة األحزاب – ااير ‪. 33‬‬
‫الماتار للحدير في شهر رم ان – ص ‪. 192‬‬
‫‪- 92 -‬‬
‫وتعرض المرأة للفتنر ‪ ،‬والدليل على لب أن رسااااول هللا ‪ ‬كسااااا أسااااامر بن‬
‫زيـااااد عباءة كنيفر فكساها امرأته فقال له النبي ‪" : ‬ما لب لم تلبن العباءة ؟‬
‫فقال ‪ :‬كسااااااوتها امرأتي ‪ ،‬فقال ‪ :‬يمرها فلتجعل تحتها كاللر فإني أخاف أن‬
‫تصف حجم ععامها" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬أال يكون اللباس يمبارا ً أو معطرا ً ‪ ،‬و لب لما فيه من تحريب للشااااااهوة حير‬
‫قال ‪" : ‬أيُّ ما امرأ اس تعطرت فمرت على آوم ليجدوا منها ريحا ً فهي‬
‫زا ية" (‪‬ـ ‪ .‬وقال عليه السااالم "أيما امرأ أص ابت بخورا ً فال تش هد معنا‬
‫العشاء اآلخر " (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -6‬أال يشاابه لباس المرأة لباس الرالل ‪ :‬فقد لعن رسااول هللا ‪ ‬الرالل يلبن لباس‬
‫المرأة والمرأة تلبن لباس الرالل ‪.‬‬
‫والاء في حدير آخر ‪" :‬ثالثة ال يدخلون الجنة وال ينظر ه إليهم يوم‬
‫القيامـة العاق لوالدي والمرأ المترجلة المتشبهة بالرجا والديوث" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقـاااااال بعض العلمـااااااء ‪ :‬سـاااااواء كان التشبه في المالبن أو الشعر أو‬
‫األحذير أو نحوها ‪.‬‬
‫‪ -‬أال يش ب لباس الكافرات وهذه الق ااير ينبغي على المرأة المساالمر أن تتنبه‬
‫كليها وال تنعر إلى لباس الكافراا الماالناا فتقلدهن ألنه لين بعد الكفر‬
‫نب ‪ ،‬أما المسلمر التي تعتز بإسالمها وتلمن بالجنر والنار فاألحرى بها أن‬
‫تلتزم شاارع هللا في اللباس وال تنسااى أن هذا اللباس للكافراا بقصااـااااااااره أو‬
‫ضيقـه أو شفافيته كان سببا ً لوقوع الفاحشر عند لب القوم ‪.‬‬
‫لذلب نقول ‪ :‬إن الحجاب هو شااعار المرأة المساالمر ودليل على االحترام‬
‫واالحتشااااام وعنوان لشاااااصاااايتها الح ااااارير ‪ ،‬يميزها من باقي النساااااء كير‬
‫الملتزماا بهذا اللباس ‪ ،‬وعلى هذا نطالب النساااااااء في المجتم اإلسااااااالمي أن‬
‫يلتزمن بهذا اللباس الشاااااارعي حتى يتميز المجتم اإلسااااااالمي عن المجتمعاا‬
‫األخرى ‪.‬‬
‫والالم في "يضربن" الم األمر ‪ ،‬دليل على والوب اتباع األمر الرباني‬
‫‪ ،‬والباء في قوله "بخمرهن" لتأكيد اللصااااوب للمبالغر في إحكام وضاااا الامار‬
‫على الجيب زيـااااادة على المبالغر المستفادة من فعل "يضربن" (‪5‬ـ وعدى الفعل‬
‫بعلى لت منه معنى الوض واإللقاء ‪ ،‬وقيل معنى التشديد في الوض (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫رواه أحمد والبيهقي وحسنه األلباني ‪.‬‬
‫قال عنه الترمذي حدير حسن صحيه ‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬
‫رواه اإلمام أحمد في المسند والبيهقي والحاكم ‪.‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪. 208‬‬
‫تفسير البحر المحيط – ف‪ 6‬ص ‪. 448‬‬
‫‪- 93 -‬‬
‫تاسعا ً بيان المحارم‬
‫بعولتهن مفردها بعل وهو الذكر من الزوالين ‪ ،‬فقد الاء على لساااااااان زوالر‬
‫ع قج ٌ‬
‫وز َو َهذَا بَ ْع ِلي‬
‫إبراهيم عليه السااااااالم قوله تعالى ‪َ  :‬آا َلتْ َيا َو ْيلَتَى أَأ َ ِل قد َوأ َ َ ا َ‬
‫يب‪( ‬ـ ‪ ،‬ويطلق على الرالل ألن له القوامر واالستعالء‬
‫َ‬
‫شيْخا ً ِإنَّ َهذَا لَش َْي ٌء ع َِج ٌ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ق بِ َر ِد ِهن‪ ‬ويقال لألرض المسااتعلير‬
‫على المرأة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬وبقعقولَت ق قهنَّ أ َ َح ُّ‬
‫بعل وللفحل من النحل بعل تشبيها ً بالبعل من الرالال بجام االستعالء بينهما ‪.‬‬
‫س ائهن تعني النسااااء والنساااوان والنساااوة وكلها الم للمرأة من كير لفعها ‪،‬‬
‫كالقوم من الم المرء والمراد بها في ااير المسلماا فال يحل للمرأة المسلمر أن‬
‫تكشف رأسها عند نساء أهل الذمر أو المشركاا ‪ ،‬قال بذلب اإلمام أحمد ‪ ،‬وقال‬
‫ابن عباس ‪ :‬ال يحل للمساالمر أن تراها يهودير وال نصاارانير لئال تصاافها لزوالها‬
‫فإن كان الكافرة أ َمرً لمسااااالمر الاز أن تنعر إلى سااااايدتها وأما كيرها فال و لب‬
‫النقطاع الوالير بين أهل اإلسالم وأهل الكفر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أو ما ملكت أيما هن يعني اإلماء والجواري دون العبيد ألن العبد كاألالنبي‬
‫فال يحل له النعر إلى ساااااايدته ألنه لين بمحرم وقالوا ‪ :‬أن ااير في حق اإلماء‬
‫فقط ‪ ،‬واستدلوا بما الاء عن سعيد بن المسيب أنه قال ‪" :‬ال تغرنكم هذه ااير ‪‬أ َ ْو‬
‫َما َملَكَتْ أ َ ْي َما قكقم‪ ‬إنما عني بها اإلماء ولم يعن بها العبيد وهذا هو الصاااحيه ألن‬
‫العبيد فحول وليسااوا أزواالا ً وال محارم والشااهوة متحققر فيهم فال يجوز الكشااف‬
‫عليه أو إبداء الزينر أمامهم ‪.‬‬
‫وقالوا إنما كر اإلماء في ااير حتى ال يعن بعض الناس أنه ال يجوز‬
‫للمرأة أن تباادي زينتهااا لإلماااء ألن الااذين تقاادم كرهم في النص من األحرار‬
‫وعندما كر اإلماء زال اإلشكال في الفهم ‪.‬‬
‫التابعين وهم الذين يتبعون القوم ويكونون معهم رفقاء أو ألنهم نشااااااأوا عندهم‬
‫وهو الذي ال يريد الطعام وال يريد النساء وال يغار عليه الرالل وال ترهب المرأة‬
‫خمارها عنده وهو الذي ال حاالر له بالنساء (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أن ت‬
‫ير أولي اإلربة أصحاب اإلربر ‪ ،‬واإلربر هي الحاالر والمعها مورب ‪ ،‬ويقال‬
‫أرب الرالل إلـى الشـيء إ ا احتـاف إليه وللمفسرين في لب األقوال ااتير ‪-:‬‬
‫‪ -‬قال ـوا إن التابعي ـن كي ـر أولي اإلربر من الرالال تعني الصغير ألنه ال حاالر‬
‫له في النساء لصغره ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة هود – آير ‪. 72‬‬
‫(‪2‬ـ سورة البقرة – آير ‪. 228‬‬
‫(‪3‬ـ انعر تفسير مفرداا ألفا القرآن الكريم – ص ‪ ، 850‬وانعر تفسير القر بي – مجلد ‪6‬‬
‫– ص ‪. 155‬‬
‫(‪4‬ـ الام البيان في تأويل القرآن – ف‪ 9‬ص ‪. 308‬‬
‫‪- 94 -‬‬
‫‪ -‬يقال إنه العنين الذي ال إرب له في النساء لعجزه ‪.‬‬
‫‪ -‬أنه األبله المعتوه ألنه ال إرب له في النساء لجهالته وهو الذي ال تشتهيه المرأة‬
‫وال يغار عليه إ ا رآه عند امرأته ‪.‬‬
‫‪ -‬أنه المجنون لفقد إربه في النساء ‪.‬‬
‫‪ -5‬الشااااي الهرم الكبير الفاني الذي ال يكترث بالنساااااء لهرمه وبلوكه في العمر‬
‫عتيا ً ‪.‬‬
‫والمراد بااير أن على النساء أن ال يبديـااااان زينتهـااااان لمماليكهـااااان وال‬
‫لتيباااعهن إال أن يكونوا كير أولي اإلرباار أي كير وي الحاااالاااا إلى النسااااااااء‬
‫كالمذكورين سابقا ً وهم الذين ال يدركون من األمور الجنسير شيئا ً (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ظ أو الطف‪ :‬الذين لم يظهروا على عورات النس اء الطفل هو الصااااغير الناعم‬
‫الاذي لم يبلغ الحلم ‪ ،‬وكلمار الطفال تعني الجم كماا يراد بهاا المفرد منال كلمار‬
‫"ض يف" والمراد بها في ااير الجم ألنه الاء بواو الجماعر أو الطفل "الذين‬
‫لم يظهروا" وهم األ فال الذين لم يعرفوا الشااااااهوة ولم يدركوا م عاني الجنن‬
‫لصااااااغر أعمارهم ولذلب ال حرف من إبداء الزينر أمامهم وال حرف من دخولهم‬
‫على النساء ‪.‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وإن كااان مراهق اا أو قريب اا من المراهقاار بحياار يعرف لااب وياادركااه‬
‫ويستطي التفريق بين الشوهاء والحسناء فال يجوز له الدخول على النساء حير‬
‫الاء في الصحيحين عن عقبر بن عامر رضي هللا عنه أن رسول هللا ‪ ‬قـاااااااال ‪:‬‬
‫"إياكم والدخـو على النساء" فقـال رالل من األنصار ‪ :‬أفرأي‬
‫الحمو ؟ قال ‪" :‬الحمو الموت" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬وال يَ ْ‬
‫ض ِر ْبنَ ِبأ َ ْر قج ِل ِهنَّ ِليق ْعلَ َم َما يق ْخ ِفينَ ِم ْن ِزينَتِ ِهنَّ ‪: ‬‬
‫كان المرأة في الجاهلير إ ا مشاا ت اارب براللها في األرض ليساام‬
‫قعقعـر خلاالهـا فنهيـن عن لب في اإلسالم ويحتمل أن يكون النهي ألمرين هما‬
‫‪-:‬‬
‫‪ -‬إما أن يفعلن لب فرحا ً بزينتهن ومرحا ً أو من باب االفتاار بهذه الزينر‬
‫‪ -‬وقد تفعل لب لتتعرض إلى الرالال وتشااااااد انتباههم إليها فإن كان الناني هو‬
‫المقصود فالمن فيه حتم وواالب ‪ ،‬وإن كان األول منه مندوب وكال الحالتين‬
‫ال يجوز لهاا أن تفعال لاب ‪ ،‬حم أمر هللا ساااااابحااناه وتعاالى في نهاايار اا ير‬
‫الملمنين الميعا ً في المجتم اإلسااااااالمي بأن يتوبوا إلى هللا وال ياالفوا أمره‬
‫(‪1‬ـ انعر تفسير الماوردي – النك والعيون – مجلد ‪ 4‬ص ‪. 95‬‬
‫(‪2‬ـ متفق عليه ‪.‬‬
‫‪- 95 -‬‬
‫بل يجب عليهم االلتزام بما الاء في شااااااريعر السااااااماء فإن في لب الفالح‬
‫والسداد والنجاح في الدنيا وااخرة ‪.‬‬
‫ّللاِ َج ِميعا ً أَيُّ َها ا ْل قم ْؤ ِمنقونَ لَ َعلَّ قك ْم ت ق ْف ِل قحونَ ‪:‬‬
‫* وقوله تعالى ‪َ  :‬وتقوبقوا ِإلَى َّ‬
‫هاااذا أحساااااان ماااا تاتم باااه األوامر والنواهي الموالهااار إلى الملمنين‬
‫والملمناااا ‪ ،‬يااأمرهم الميع اا ً بااالتوباار إلى هللا (‪‬ـ وبهااذا التواليااه الكريم دعوة‬
‫للمجتم المساااالم ليتميز بتوبته ومفارقته للجاهلير بأخالقها وصااااورها وألوانها ‪،‬‬
‫وب يان أن الفالح والفوز ال ي نال إال بم جا هدة النفن حتى تلتزم منهت هللا ت عالى‬
‫في الن به ت عالى فتتطهر القلوب والجوارح ‪ ،‬وتزكو النفوس‬
‫و تدر ما فر‬
‫واألعمال ‪ ،‬ويقام مجتم اإليمان والعفر والستر والطهر والفالح ‪ ،‬والفوز في‬
‫الدنيا وااخرة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وفي تكرير الاطاب أيها الملمنون تأكيد لإليجاب وإيذان بأن وصااااااف‬
‫اإليمان موالب لالمتنال حتما ً ‪ ،‬وفي هذا دليل على أن المعاصااااااي ال تيارف عن‬
‫اإليمان (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ انعر معنى التوبر – ص ‪ 75‬من بحر بيعر المجتم اإلسالمي كما تصوره سورة النور‬
‫– رسالر ماالستير كير منشورة للباحر زكريا الزميلي ‪.‬‬
‫(‪2‬ـ تفسـير التحريـر والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪ ، 214‬التفسير – الكيالني ص‬
‫‪. 186‬‬
‫(‪3‬ـ روح المعاني – األلوسي – ف‪ 18‬ص ‪. 147‬‬
‫‪- 96 -‬‬
‫المقطع النال‪:‬‬
‫سب‪ :‬الزوا والعفة لغير القادرين على الزوا‬
‫تسهي‪ :‬ق‬
‫أوالً تسير سب‪ :‬الزوا‬
‫الص ا ِل ِحينَ ِم ْن ِعبَا ِد قك ْم َوإِ َمائِ قك ْم إِ ْن‬
‫قال تعالى ‪َ  :‬وأ َ ْ ِك قحوا ا َيَا َمى ِم ْن قك ْم َو َّ‬
‫ّللاق ِم ْن فَ ْ‬
‫ع ِلي ٌم‪. ‬‬
‫س ٌع َ‬
‫ّللاق َوا ِ‬
‫ض ِل ِ َو َّ‬
‫يَكقو قوا فققَ َرا َء يق ْغنِ ِه قم َّ‬
‫‪ -‬عالآة هذ اآلية بما سبقها‬
‫كما حصاااان اإلسااااالم المجتم المساااالم بتحريم الزنا وأساااابابه ‪ ،‬وشاااارع‬
‫بالتدابير الواقير من منل ‪ :‬كض البصر ‪ ،‬وإخفاء الزينر ‪ ،‬واالستئذان عند دخول‬
‫البيوا ‪ ،‬شرع اإل سالم الزواف الحالل ‪ ،‬وركب به تح صينا ً ألفراد المجتم من‬
‫الوقوع في الفاحشر ‪ ،‬واعترافـاااا ً بواق اإلنسان وفطرته ‪ ،‬وتنعيما ً له ليتوافق م‬
‫مصلحر المجتم في بنـاء األسرة ورعاير األبناء وحفظ النسب ‪.‬‬
‫إن اإلسااااااالم ا لذي حرم الز نا فته باب الزواف الحالل ‪ ،‬ور كب به ‪،‬‬
‫(‪‬ـ‬
‫والزواف تحصين إعانـاار علـااى العفر ‪ ،‬وتحصين للمجتم وبناء للبناته وأسره‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى اإلجمالي‬
‫قوله ‪( :‬ا يامى ‪ :‬الم أيم – بفته الهمزة وتشاااااديد الياء المكساااااورة –‬
‫وهي المرأة التي ال زوف لها بكرا ً كان أم حيبا ً ‪ ،‬والشاااائ إ الب األيم على التي‬
‫كان اا زوف حم خل عنه بفراقه أو موته ‪ ،‬وأما إ القه على البكر‬
‫التي ال زوف لها فغير شائ ‪ ،‬فيحمل على أنه مجاز كنر استعماله (‪‬ـ ‪.‬‬
‫واأليام يوصف به الذكر واألننى ‪ ،‬يقال ‪ :‬رالل أيم وامرأة أيم وأيمر ‪ ،‬إ ا‬
‫لم يكن لها زوف ‪.‬‬
‫‪ -‬آول (أ كحوا ؟‬
‫قيال المااا اب هم األزواف ‪ ،‬وقيال ‪ :‬هم األوليااء من قرياب أو بعياد ‪،‬‬
‫والصحيه أن المراد بالاطاب هم األولياء ‪ ،‬ألنه قال ‪ :‬أنكحوا بالهمز ‪ ،‬ولو أراد‬
‫األزواف لقال لب بغير الهمز ‪ ،‬وكان األلف للوصااااال ‪ ،‬وعلى هذا يكون األمر‬
‫لألولياء والساااااااادة بتزويت من ال زوف له من األحرار والحرائر ‪ ،‬والمراد من‬
‫(‪1‬ـ تفسـير البحـر المحيـط ألبي حيان – ف‪ 6‬ث ‪ ، 450‬والتفسير – د‪ .‬الكيالني – ص ‪، 188‬‬
‫تفسير سورة النور – الشي الجبالي ‪.‬‬
‫(‪2‬ـ التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪. 215‬‬
‫‪- 97 -‬‬
‫النكاح المعاونر والتوسااااااط في اإلنكاح ‪ ،‬لتتحقق حكمر التشااااااري ببناء المجتم‬
‫وتحصينه من الفاحشر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫قال القر بي ‪ :‬وفي هذا دليل على أن المرأة لين لها أن تينكه نفسااااااها‬
‫بغير ولي وهو قول أكنر العلماء (‪‬ـ ‪.‬‬
‫واختلف العلماء في صاااااايغر األمر الواردة في قوله تعالى ‪( :‬وأ كحوا‬
‫على حالحر أقوال ‪ ،‬وقال الفقهاء ‪ :‬ياتلف الحكم في لب باختالف حال المرء من‬
‫خوفه العن (‪‬ـ وعدم صبره ‪ ،‬ومن قوته على الصبر وزوال خشير العن عنه ‪.‬‬
‫القو ا و يكون الزواف واالبا ً على المرء إ ا خاف الهال في الدين أو‬
‫الدنيا أو فيهما وكان يملب ملونر الزواف المادير والبدنير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫القو النا ي قال الشااااافعي ‪:‬يكون الزواف مباحا ً إ ا لم ياش الوقوع في الزنا ‪،‬‬
‫وكان لمجرد ق اء الشهوة ‪.‬‬
‫القو النال‪ :‬قال أبو حنيفر ومالب أنه مستحب ‪.‬‬
‫السنر النبوير الشريفر على الزواف بأحادير كنيرة منها قول‬
‫وقد ح‬
‫(‪5‬‬
‫فليتزو فر‬
‫الرساااول ‪" : ‬يا معش ر الش باب من اس تطاع منكم الباء‬
‫أ ض للبص ر وأحص ن للفر ومن لم يس تطع فعلي بالص وم فر ل وجاء"‬
‫( ‪6‬ـ ‪.‬‬
‫صا ِل ِحينَ ِم ْن ِعبَا ِد قك ْم َوإِ َمائِ قك ْم‪: ‬‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬وال َّ‬
‫إن تحصااااين المجتم يقت ااااي تحصااااين أفراده الميعا ً أحرارا ً وعبيدا ً ‪،‬‬
‫الص ا ِل ِحينَ ِم ْن ِع َبا ِد قك ْم َو ِإ َما ِئ قك ْم‪ ‬تواليه إلى‬
‫أكنياء وفقراء ‪ ،‬وفي قوله تعالى ‪َ  :‬و َّ‬
‫أساااااس الصااااالح في إقامر األساااارة والحياة الزوالير ‪ ،‬فالصااااالحون من األرقاء‬
‫القادرون على تحمل أعباء الحياة الزوالير ‪ ،‬المعروفون بحسااااان سااااايرتهم ‪ ،‬هم‬
‫الذين ييزوالون ؛ ألن في زواالهم تحصينا ً لهم وتوفيرا ً ألسباب الطمأنينر والاير‬
‫في المجتم ‪ ،‬أما كير الصاااااااالحين فزواالهم عبء على ساااااااادتهم وعبء على‬
‫مجتمعهم ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪5‬ـ‬
‫(‪6‬ـ‬
‫أحكااام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 391‬تفسااااااير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪، 239‬‬
‫الكشاف – الزماشري – ف‪ 3‬ص ‪. 233‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪. 239‬‬
‫العن ‪ :‬الفسااد أو الزنا – القاموس الميحط – ف‪ 1‬ص ‪ ، 159‬المعجم الوسايط – ف‪ 2‬ص‬
‫‪. 630‬‬
‫أحكااام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 391‬تفسااااااير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪، 239‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪. 217‬‬
‫البـااااااااءة ‪ :‬هي القدرة الجن سير والمادير – فته الباري شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص‬
‫‪. 108‬‬
‫فته البـاااااااري شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪ 112‬ح ‪ ، 5066‬سنن ابن ماالر – ف‪1‬‬
‫ص ‪ 592‬ح‪. 1845‬‬
‫‪- 98 -‬‬
‫وفي اشااااااترا الصااااااالح في العبيد دون األحرار ما يفيد أن األحرار‬
‫يكونون عادة من الصاااااااالحين القادرين على تحمل أعباء الحياة الزوالير ‪ ،‬وهم‬
‫وحدهم الذين يتحملون مسئولير بناء األسرة وتكاليفها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد نبه القرآن الكريم في آياا أخرى في هذه الساااااورة إلى قاعدة الصاااااالح‬
‫والتقوى في بناء األسرة لألحرار وكيرهم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ّللاق ِم ْن فَ ْ‬
‫ض ِل ‪ ‬وضح ااير الكريمر‬
‫* قولـااااه تعالى ‪ :‬إِ ْن يَكقو قوا فققَ َرا َء يق ْغنِ ِه قم َّ‬
‫أن الصاااالح هو بناء الحياة ‪ ،‬وأن الصاااالحين والطيبين من الرالال والنسااااء هم‬
‫الذين يحساانون بناء األساارة ‪ ،‬والقيام برسااالتها ‪ ،‬وتحمل تكاليفها ‪ ،‬فإن هذه ااير‬
‫ّللاق ِم ْن فَ ْ‬
‫ض ِل ‪ ‬ترشاااد أي اااا ً إلى االبتعاد عن المقياس‬
‫‪‬إِ ْن يَكقو قوا فققَ َرا َء يق ْغنِ ِه قم َّ‬
‫المادي في اختيار األزواف ‪ ،‬وتواله إلى تذليل العقباا المادير التي تحول دون‬
‫تيساااير أساااباب الزواف ‪ ،‬ففقر الرالل وضااايق اا يده ‪ ،‬وعدم قدرته على المهر‬
‫المرتف ‪ ،‬ال ينبغي أن يكون سااااببا ً في عدم تزويجه إ ا كان صااااالحا ً في نفسااااه ‪،‬‬
‫قادرا ً على تحمل نفقاا زواله (‪‬ـ ‪.‬‬
‫هـاااذا النص الكريـااام اابـااااء واألمهـااااا واألوليـااااء أمـاااام‬
‫وهكذا ي‬
‫مسااائولياتهم االالتماعير أال يعرضاااوا أبناءهم وبناتهم للفتنر ‪ ،‬وأال يعرضاااـاااااااااوا‬
‫المجتم للفسـاد بوضـ العقباا المادير أمام الزواف الحالل حين ال يزوالون إال‬
‫من كان منعمـا ً قـادرا ً علـى دف المهر الكبير ‪ ،‬ونفقاا الزواف المكلفر ‪.‬‬
‫‪ -5‬وااير الكريمر ترشااد ااباء واألولياء إلى النعرة الواسااعر الشاااملر في الحكم‬
‫على الاا ب ‪ ،‬فإن كان فقيرا ً ‪ ،‬فهو في بداير الطريق والبناء لحياته ‪ ،‬وال ندري‬
‫ما تابله األيام والليالي من خير وسااااااعر وكنى (‪‬ـ وإلى هذا المعنى أشااااااار ابن‬
‫مساااااعود ‪" :‬التمس وا الغنى في النكاح" (‪5‬ـ وفي الحدير عن رساااااول هللا ‪: ‬‬
‫"ثالث ة حق على ه عو هم الن اكح يري د العف اف والمك ات ب يري د ا داء‬
‫والمجاهد في سبي‪ :‬ه" (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪2‬ـ‬
‫(‪3‬ـ‬
‫(‪4‬ـ‬
‫تفسااااااير أبي السااااااعود – ف‪ 6‬ص ‪ ، 171‬أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪، 392‬‬
‫‪ ، 393‬تفسير سورة النور – الشي الجبالي ‪.‬‬
‫انعر ص ‪ 110‬بيعر المجتم اإلسااااااالمي كما تصااااااورها سااااااورة النور – د‪ .‬زكريا‬
‫الزميلي‪.‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 241‬أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 394‬تفسير‬
‫سورة النور – المودودي – ص ‪. 180‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 241‬أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 394‬تفسير‬
‫سورة النور – المودودي – ص ‪. 180‬‬
‫(‪5‬ـ ساانن ابن ماالر – ف‪ 2‬ص ‪ 150‬ح‪ ، 2518‬وقد صااحه األلباني هذا الحدير ‪ ،‬انعر صااحيه ساانن‬
‫ابن ماالر لأللباني – ف‪ 2‬ص ‪ 73‬ح ‪. 2041‬‬
‫(‪6‬ـ ساااانن النسااااائي – ف‪ 6‬ص ‪ 18‬ح‪ 3128‬وقد صااااحه هذا الحدير األلباني ‪ ،‬انعر صااااحيه ساااانن‬
‫النسائي – ف‪ 2‬ص ‪ 655‬ح ‪. 2930‬‬
‫‪- 99 -‬‬
‫‪ -6‬والمهر في اإلساااالم رمز لتكريم المرأة ‪ ،‬والرالل هو الذي يساااعى لها ويقدم‬
‫من أاللها ‪ ،‬فإ ا أصاابه المهر في عصاار الجهل والجهالر عبئا ً ماديا ً ‪ ،‬وكأنه حمن‬
‫للمرأة ‪ ،‬تتفاخر في المغاالة فيه ‪ ،‬حتى ي ااطر الزوف إلى تحمل ما ال يسااتطيعه‬
‫من ديون ‪ ،‬قد تكون ساااااببا ً في شاااااقاء الزوالين بعد لب ‪ ،‬فإن هداير اإلساااااالم ‪،‬‬
‫وتواليهاا النبي ‪ ‬تهتف بالملمنين أن يتحلوا بأخالب اإلسااااااالم ‪ ،‬بأن يزوالوا‬
‫صاااحب الالق (‪‬ـ والدين ‪ ،‬وفي هذا المعنى يقول الرسااول ‪" ‬إأا جاءكم من‬
‫ترض ون دين وأما ت فزوجو إال تفعلو تكن فتنة وفس اد كبير" (‪‬ـ وأن‬
‫يكتفوا بالمهر القليل وتيساااير الزواف ‪ ،‬وقد زوف الرساااول ‪ ‬الرالل الذي لم يجد‬
‫عل يه إال إزاره ‪ ،‬ولم ي قدر على خاتم من حد يد وم هذا فزو اله بتلب المرأة ‪،‬‬
‫والعل صاداقها عليه أن يعلمها ما معه من القـااااااارآن ‪ ،‬والمعهـاااااااود من كرم هللا‬
‫ولطفه أن يرزقه ما فيه كفاير له ولها (‪‬ـ ويقول ‪" : ‬إن أعظم الن كاح بركة‬
‫أيسر مؤو ة" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً لفتات بيا ية‬
‫ع ِلي ٌم‪ ‬تقرير لهذا الوعد الكريم‬
‫س ٌع َ‬
‫ّللاق َوا ِ‬
‫وفي ختم ااير بقوله تعالى ‪َ  :‬و َّ‬
‫‪ ،‬فسعر ف ل هللا تعالى تنتعر هلالء الف الء الذين اختاروا الرالل لدينه وخلقه‬
‫‪ ،‬أن يوس عليهم ويتوالهم ويرعاهم ويزيدهم من ف له ‪ ،‬مصداقا ً لوعده الكريم‬
‫ّللاَ يَجْ عـ َ ْ‪ :‬لـ َ ق َم ْخ َرجا ً َويَ ْر قز ْآ ق ِم ْن َحي ق‬
‫ب‪5( ‬ـ وقد اختير‬
‫ْ‪ :‬ال يَحْ ت َ ِ‬
‫ق َّ‬
‫س ق‬
‫‪َ ‬و َم ْن يَت َّ ِ‬
‫ً‬
‫الوصااااااف (بعليم دون (كريم منال ليبين لنا أن ما يجريه – الل شااااااأنه – على‬
‫الزوالين من كنى أو فاقر إنما هو بحسب مشيئته وواس حكمته ومقت ى علمه‬
‫‪ ،‬فهو مدبر الكائنـاااااا بعلمه ‪ ،‬ومنعمها بمشيئته ‪ ،‬ووس كل شيء علما ً ‪ ،‬فربما‬
‫كان من مقت ااااااى حكم ته أن يبق يا على فاقته ما ‪ ،‬أو أن يشاااااا تد فقره ما ‪ ،‬فال‬
‫اعتراض على حكمه ‪ ،‬وال تعرض لمشيئت ـه ‪ ،‬وال رفض وال دف ـ لما حكم ‪ :‬ال‬
‫سأَلقونَ ‪6( ‬ـ ‪.‬‬
‫سأ َ ق َ‬
‫ع َّما يَ ْفعَ ق‪َ :‬و قه ْم يق ْ‬
‫يق ْ‬
‫ثالنا ً طلب العفة لغير القادرين على الزوا‬
‫(‪1‬ـ تفسير سورة النور – الشي الجبالي – المجلد النالر – ص ‪. 534‬‬
‫(‪2‬ـ سنن ابن ماالر – ف‪ 10‬ص ‪ 632‬ح‪ ، 1956‬سـنن الترمـذي – ف‪ 2‬ص ‪ 274‬ح ‪. 1090‬‬
‫(‪3‬ـ ماتصر تفسير ابن كنير – ف‪ 2‬ص ‪. 603‬‬
‫(‪4‬ـسااانن أبي داود – ف‪ 2‬ص ‪ 584‬ح ‪ ، 2109‬سااانن الترمذي – ف‪ 5‬ص ‪ 2‬ح ‪ ، 1094‬وقد صاااححه‬
‫األلباني ‪ ،‬انعر صااحيه ساانن الترمذي – ف‪ 5‬ص ‪ ، 1094‬وقد صااححه األلباني ‪ ،‬انعر صااحيه‬
‫سنن الترمذي – ف‪ 2‬ص ‪ 317‬ح ‪. 874‬‬
‫(‪5‬ـ سورة الطالب – ااير ‪. 2‬‬
‫(‪6‬ـ البحر المحيط – ف‪ 6‬ص ‪ ، 451‬تفساااااير روح المعاني – األلوساااااي – ف‪ 18‬ص ‪، 148‬‬
‫‪ ، 149‬التفسير – الكيالني – ص ‪. 191‬‬
‫‪- 100 -‬‬
‫ّللاق ِم ْن‬
‫قولـاااااااه تعالى ‪َ  :‬و ْل َي ْست َ ْع ِف ِ‬
‫ف الَّ ِذينَ ال َي ِج قدونَ ِكَاحا ً َحتَّى يق ْغ ِن َي قه قم َّ‬
‫فَ ْ‬
‫ض ِل ِ ‪. ‬‬
‫الزواف مساااائولير وأمانر ‪ ،‬ومن تاق نفسااااه إلى النكاح ولم يملب قدراته‬
‫المادير التي تلهله للنكاح كالمهر والنفقر والمسااااااكن فعليه باالسااااااتعفاف ‪ ،‬أي‬
‫بالصبر حتى يغنيه هللا تعالى من ف له فيجد ما يتزوف به (‪‬ـ ‪.‬‬
‫والتعفف يكون عن ريق ضبط النفن ‪ ،‬وحفظ الجوارح والحواس عن‬
‫اال ستر سال في ريق ال شهواا ‪ ،‬واالستعانر على لب تكون بال صوم و كر هللا‬
‫وتالوة القرآن ‪ ،‬وبذل الجهد بالطاعاا ‪ ،‬وملء الوق بالعلم واألعمال الصااالحر‬
‫(‪‬ـ وفي هذا المعنى قال الرساااول الكريم ‪" : ‬يا معش ر الش باب من اس تطاع‬
‫منكم الباء فليتزو ومن لم يستطع فعلي بالصوم فر ل وجاء" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ّللاق ِم ْن فَ ْ‬
‫ض ِل ِ ‪ ‬وعااد لمن عف‬
‫هااذا وفي قولااه تعااالى ‪َ  :‬حتَّى يق ْغ ِن َي قه قم َّ‬
‫وصاابر بأن يوساا هللا تعالى عليه ويغنيه من ف االه ‪ ،‬وييساار له أسااباب الزواف‬
‫الحالل (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 243‬تفسير ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪. 208‬‬
‫التفسير الواضه – محمد حجازي – ف‪ 18‬ص ‪. 69‬‬
‫فته الباري شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪ 112‬وما بعدها ‪.‬‬
‫تفسير األلوسي – ف‪ 18‬ص ‪. 150‬‬
‫‪- 101 -‬‬
‫المقطع الرابع‬
‫الحض على مكاتبة الرآيق وبيان خطور ا تشار الفاحشة‬
‫أوالً الحض على مكاتبة الرآيق‬
‫اب ِم َّم ا َملَ َك تْ أَي َْم ا ق قك ْم فَ َك اتِبقو قه ْم إِ ْن‬
‫قاال تعاالى ‪َ  :‬والَّ ِذينَ يَ ْبتَغقونَ ا ْل ِكت َ َ‬
‫ّللاِ الَّذِي آتَا قك ْم‪ ‬من ااير ‪. ‬‬
‫َ‬
‫يه ْم َخيْرا ً َوآتقو قه ْم ِم ْن َما ِ َّ‬
‫ع ِل ْمت ق ْم فِ ِ‬
‫‪ -‬أسباب النزو‬
‫نزل ااير في كالم لحويطب بن عبد العزى يقال له صاااااابيه ‪ ،‬سااااااأل‬
‫مواله أن يكاتبه ‪ ،‬فأبى عليه ‪ ،‬فأنزل هللا تعالى هذه ااير ‪ ،‬فكاتبه حويطب على‬
‫(‪‬ـ‬
‫مائر دينار ووهب له منها عشااارين دينارا ً ‪ ،‬فأداها وقيتل يوم حنين في الحرب‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬عالآة هذا النص بما سبق‬
‫تلتقي هذه ااير الكريمر م سااااااابقتها في تمكين يخلق العفر في المجتم‬
‫اإلسااالمي عن ريق تيسااير أسااباب تحرير األرقاء ‪ ،‬وإعانر من تاق نفسااه إلى‬
‫الحرير ‪ ،‬و لب أن تحرير اإلنسااااان من الرب وملكه لنفسااااه أعون عليه في حفظ‬
‫هذه النفن من االب تذال ف ي ال اد مر و ما يتبع ها من عدم التق يد بأح كام السااااااتر‬
‫المطلوبر من األحرار ‪ ،‬باإلضاااااافر إلى ما يبعنه الشاااااعور بالحرير من المحافعر‬
‫على العفر والسمعر ‪.‬‬
‫إن والود الرقيق في المجتم ‪ ،‬و بيعر العروف التي يعيشااااااها يهييء‬
‫المجال للفتنر وإن سد هذه النغرة بتحريره من أهم األسباب في تحصين المجتم‬
‫من الداخل (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى اإلجمالي‬
‫قولـااااه تعالى ‪ :‬فَكَاتِبقو قه ْم‪ ‬معنى الكتابر في الشرع هو أن يكاتب الرالل‬
‫عبده على المال يلديه منجما ً عليه ‪ ،‬فإ ا أداه فهو حر ‪.‬‬
‫القو ا و إن األمر في قوله تعالى ‪ :‬فَكَا ِتبقو قه ْم‪ ‬للوالوب ‪ ،‬فإ ا ما لب عبد‬
‫أو أمر من ساااااايده أن يكاتبه فعليه أن يجيبه إلى لبه ‪ ،‬وهذا ما هب إليه عطاء‬
‫ً (‪‬ـ‬
‫وعمرو بن دينار ومحمد بن سعيد وابن الرير ‪ ،‬وبه قال اإلمام ال شافعي أوال‬
‫‪.‬‬
‫(‪1‬ـ أسباب النزول – الواحدي – ص ‪ ، 345‬لباب النقول – السيو ي – ص ‪. 159‬‬
‫(‪2‬ـ التفسير– د‪ .‬الكيالني – ص ‪ ،192‬تفسير سورة النور– الشي الجبالي– المجلد ‪ 3‬ص ‪. 145‬‬
‫(‪3‬ـ تفسير الطبري – ف‪ 18‬ص ‪. 122‬‬
‫‪- 102 -‬‬
‫القو النا ي إن األمر لالسااتحباب والندب ‪ ،‬وبه قال الشااافعي أخيرا ً وهو قول‬
‫الشعبي ومقاتل وأبي حيان والحسن البصري وسفيان النوري وأبي حنيفر ومالب‬
‫بن أنن (‪‬ـ ‪.‬‬
‫واسااااااتاادل أصااااااحاااب القول األول على قولهم بمااا روي عن عمر بن‬
‫الاطاب – رضاااااي هللا عنه – وهو أنه أمر أنن بن مالب أن يكاتب سااااايرين أبا‬
‫محمد بن ساايرين الفقيه المحدث الشااهير ‪ ،‬فأبى ‪ ،‬فرف عليه الدرة وضااربه وقال‬
‫يه ْم َخيْرا ً‪ ‬وحلف عليه بالمكاتبر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ :‬فَكَاتِبقو قه ْم إِ ْن َ‬
‫ع ِل ْمت ق ْم فِ ِ‬
‫وواله االستدالل بهذا األحر أن لب لم يكن فعالً من رأي عمر الااص ‪،‬‬
‫ويدل على أنه قد فعله على مشهد من الصحابر حير لم ينكر عليه لب أحد منهم‬
‫‪.‬‬
‫وأماااا أصااااااحااااب القول النااااني فااااسااااااتااادلوا باااأن هللا تعاااالى لم يقااال‬
‫يه ْم َخيْرا ً‪ ‬فإ ا كان علم‬
‫‪‬فَكَاتِبقو قه ْم‪‬فحساااااـااااااااااب بل قال ‪ :‬فَكَاتِبقو قه ْم إِ ْن َ‬
‫ع ِل ْمت ق ْم فِ ِ‬
‫الاير في‬
‫( ‪‬ـ‬
‫العبد إنما يتوقف على رأي السيد في الايرة ‪.‬‬
‫والااذي نراه في هااذا المقااام تراليه قول ساااااايااد قطااب – رحمااه هللا –‬
‫بالوالوب ؛ ألنه يتمشااااى م خط اإلسااااالم الرئيسااااي في الحرير ‪ ،‬وفي صاااايانر‬
‫كرامر اإلنساااااان ‪ ،‬وتاليص المجتم اإلساااااالمي من ااحار المترتبر على والود‬
‫الرب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬واختلف العلماء في قوله تعالى ‪َ  :‬خي َْرا ً‪ ‬على أقوال ‪-:‬‬
‫ا و أن يكون العبد أهالً ألداء المال الذي كاتب عليه ‪ ،‬بالكساااااااب بالحرفر‬
‫والمهنر الشريفر ‪ ،‬وبه قال مالب والشافعي ‪.‬‬
‫النا ي أن يكون معروفا ً بالدين والصااااااادب والصااااااالح واألمانر ‪ ،‬وهو قول‬
‫الشافعي الناني ‪.‬‬
‫النال‪ :‬وقيل أنه المال ‪.‬‬
‫* أمر سااااابحانه وتعالى المولى باإلحساااااان إلى المكاتبين وحر الملمنين الميعا ً‬
‫ّللاِ الَّ ذِي آت َ ا قك ْم‪ ‬هااذا أمر عااام ‪،‬‬
‫على تحرير العبيااد فقااال ‪َ  :‬وآتقو قه ْم ِم ْن َم ا ِ َّ‬
‫ً ( ‪5‬ـ‬
‫الاطاب فيه للسادة وعامر المسلمين والحكومر اإلسالمير معا ‪.‬‬
‫* فيه األمر للساااااادة بأن ي اااااعوا عن عبيدهم الزءا ً من مال المكاتبر ‪ ،‬فقد حب‬
‫بغير ريق واحد أن الصااااااحابر – رضااااااوان هللا عليهم – كانوا ي ااااااعون عن‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 13‬ص ‪. 245‬‬
‫موسوعر فقه عمر بن الاطاب – محمد روس قلعر الي – ص ‪. 240‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 45‬أحكام الفرح – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪. 397‬‬
‫العالل – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪ ، 25267‬تفسير القر بي – ف ص ‪. 245‬‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 9‬ص ‪. 129‬‬
‫‪- 103 -‬‬
‫مكاتبيهم الزءا ً كبيرا ً مما عليهم من مال الكتابر ‪ ،‬حتى إن عليا ً – رضااي هللا عنه‬
‫دوما ً الرب من مال المكاتبر ‪ ،‬وقـاااال عن قولـاااه تعالـاااى ‪َ  :‬وآتقو قه ْم‬
‫– كان ي‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ّللاِ الَّذِي آتَا قك ْم‪ ‬هو رب المكاتبر ‪.‬‬
‫ِم ْن َما ِ َّ‬
‫* وفيه األمر لعامر المساالمين بأن يساااعدوا بسااعر قلوبهم أيما مكاتب يطلب منهم‬
‫المعونر ألداء ما عليه من مال الكتابر ‪ ،‬ومن المعلوم أن للمملوكين أحد األسااااااهم‬
‫النمانير من مصارف الزكاة المذك ـورة في الق ـرآن الكريم لمال الزكاة (‪‬ـ ‪ ،‬يقول‬
‫علَ ْي َها َوا ْل قم َؤلَّفَ ِة آقلقوبق قه ْم‬
‫ام ِلينَ َ‬
‫ين َوا ْلعَ ِ‬
‫الص َدآَاتق ِل ْلفققَ َر ِ‬
‫تعالى ‪ :‬إِ َّ َما َّ‬
‫اء َوا ْل َم َ‬
‫س ا ِك ِ‬
‫الر َآاب‪( ‬ـ أي لتحرير رقاب العبيد من الرب ‪ ،‬وفب الرقبر من أععـاااااااااااام‬
‫َوفِي ِ‬
‫العبـاااااداا وأكبـاااار القرباا عند هللا تعالى ‪ ،‬يقول تعالى ‪ :‬فَال ا ْآت َ َح َم ا ْلعَقَبَةَ َو َما‬
‫أَد َْراكَ َما ا ْلعَقَبَةق فَرُّ َرآَبَة‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫وفيااه األمر للاادولاار بااإنفاااب الزء ممااا يرد على بي ا مااالهااا من المااال‬
‫للمكاتبين (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً بيان خطور ا تشار الفاحشة‬
‫ص نا ً ِلت َ ْبتَغقوا‬
‫قال تعالى ‪َ  :‬وال تقك ِْر قهوا فَت َ َياتِ قك ْم َ‬
‫اء إِ ْن أ َ َردْنَ ت َ َح ُّ‬
‫علَى ا ْلبِ َغ ِ‬
‫ور َر ِحي ٌم‪ ‬‬
‫ع ََر َ‬
‫ض ا ْل َحيَا ِ ال ُّد ْيَا َو َم ْن يقك ِْر ْه قهنَّ فَ ِرنَّ َّ‬
‫ّللاَ ِم ْن بَ ْع ِد ِإك َْرا ِه ِهنَّ َفق ٌ‬
‫‪ -‬سبب النزو‬
‫أخرف سعيد بن منصور عن شعبان عن عمرو بن دينار عن عكرمر أن‬
‫عبد هللا بن أبي كان له أمتان ‪ :‬مسااااايكر ومعا ة فكان يكرههما على الزنا فقال‬
‫إحداهما ‪ :‬إن كان خيرا ً فقد اسااااااتكنرا منه ‪ ،‬وإن كان كير لب فإنه ينبغي أن‬
‫أدعه ‪ ،‬فأنزل هللا ‪َ ‬وال تقك ِْر قهوا فَت َ َيا ِت قك ْم‪6( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬عالآة هذ اآلية بما سبقها‬
‫بعد أن أمر القرآن الكريم بتزويت الصااااااالحين من العباد واإلماء ‪ ،‬أتبعه‬
‫بأمرهم بالتف ل على األرقاء بالعتق ‪ ،‬ولو في مقابلر المال إ ا أنسوا منهم الاير‬
‫‪ ،‬حم أردف لب بالزالر عن تلب العادة القبيحر الممقوتر التي كان موالودة في‬
‫الجاهلير وتساارب بعض التساارب على الماعر ممن انتسااب إلى اإلسااالم ‪ ،‬فعبر‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪6‬ـ‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 18‬ص ‪ 129‬وما بعدها ‪.‬‬
‫تفسير سورة النور – المودودي – ص ‪. 187‬‬
‫سورة التوبر – ااير ‪. 60‬‬
‫سورة البلد – ااير ‪. 13‬‬
‫تفسير سورة النور – المودودي – ص ‪. 187‬‬
‫أساااااباب النزول – الواحدي – ص ‪ ، 246 ، 245‬لباب النقول – السااااايو ي – ص ‪159‬‬
‫‪ ، 1609‬تفسير الطبري – ف‪ 18‬ص ‪ 132‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪- 104 -‬‬
‫في النهي عنها بعبارة تبرزها في أشاااااان صااااااورة وأقبحها ‪ ،‬وأبعدها عن الذوب‬
‫الصحيه والطب السليم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫اإلكرا أكرهته ‪ :‬حملته على أمر هو له كاره ‪ ،‬أي قهرته ‪ ،‬وامرأة مستكرهر ‪:‬‬
‫كصاااب عليها فأكره على لب ‪ ،‬وكره إليه األمر تكريها ً ‪ :‬صااايره قبيحا ً كليه‬
‫وهو نقيض حببه إليه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫الفتيات الم فتاة ‪ ،‬وهي الشاااااااابر الحدينر الساااااان ‪ ،‬وتكون ما بين المراهقر‬
‫والن ااات (‪‬ـ والفتاة ‪ :‬كناير مشاااهورة عن األمر ‪ ،‬كما يطلق لفظ الفتى على العبد‬
‫أي ـاااا ً ‪ ،‬والذي يليد هذا القول ما الاء عن أبي هريرة – رضي هللا عنه – قال ‪:‬‬
‫فتاي وفتاتي و المي وال يق‪ :‬عبدي‬
‫قـااااااااال رسااـااااااااول هللا ‪" ‬ليق‪ :‬أحدكم‬
‫َ‬
‫وأمتي" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وهذا ما كرته في معنى الفتياا هو المراد منه في ااير ‪ ،‬و لب ألن‬
‫سبب النزول يشهد لذلب ‪ ،‬فهي في إماء ابن سلول ‪.‬‬
‫( ‪5‬ـ‬
‫البغاء هو الفجور ‪ ،‬والمقصود به الزنا بأيالرة ‪ ،‬وهو ماتص بالنساء ‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى اإلجمالي‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬وال تقك ِْر قهوا فَتَيَاتِ قك ْم‪ ...‬كما ساااابق في ساااابب نزول هذه ااير أن‬
‫عبد هللا بن أبي بن سلول كان له إماء يكرهن على الزنا ابتغاء األالر على زناهن‬
‫الس افاح ‪ ،‬ليكنر منهن خدمه وحشاامه القائمون‬
‫‪ ،‬وابتغاء امتال من يلدنه من هذا ا‬
‫ً‬
‫بأركان رياساااااته ‪ ،‬في ما يزعم ‪ ،‬أي اااااا وكان يقدمهن كذلب لمن ينزل عليه من‬
‫ال اااااايوف إرادة النواب منه والكرامر لهم ‪ ،‬فلما نزل آير تحريم الزنا امتنع‬
‫إحداهما ف اااربها فشاااكته للنبي ‪ ‬وقيل ألبي بكر فأبلغ شاااكواها للنبي ‪ ‬فنزل‬
‫ااير (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ص نا ً‪ ...‬راال إلى الفتياا ‪ ،‬و لب أن الفتاة إ ا‬
‫* قوله تعالى ‪ِ  :‬إ ْن أ َ َردْنَ ت َ َح ُّ‬
‫مكرها ً ‪ ،‬ويمكن أن ينهى‬
‫أرادا التح صن فحينئ ٍذ يمكن ويت صور أن يكون ال سيد ا‬
‫عن اإلكراه ‪ ،‬وإ ا كان الفتاة ال تريد التحصااان فال يتصاااور أن يقال للسااايد ‪ :‬ال‬
‫(‪1‬ـ تفسااير الطبري –ف‪ 18‬ص ‪ ، 132‬تفسااير سااورة النور – الشااي الجبالي – المجلد ‪ 3‬ص‬
‫‪. 536‬‬
‫(‪2‬ـ المعجم الوسيط – ف‪ 2‬ص ‪ 785‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪3‬ـ لسان العرب ف‪ 15‬ص ‪ ، 148‬المعجم الوسيط – ف‪ 2‬ص ‪. 672‬‬
‫(‪4‬ـ فته الباري شرح صحيه البااري – ف‪ 5‬ص ‪ 177‬ح ‪. 1251‬‬
‫(‪5‬ـ المعجم الوسيط – ف‪ 2‬ص ‪. 65‬‬
‫(‪6‬ـ تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪. 254‬‬
‫‪- 105 -‬‬
‫تكرهها ‪ ،‬ألن اإلكراه ال يتصاااااور فيها ‪ ،‬وهي مريدة الزنا ‪ ،‬فهذا أمر في ساااااادة‬
‫وفتياا حالهم هذه (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫وإلى هاذا المعنى أشاااااااار ابن العربي فقاال ‪ :‬إنماا كر هللا تعاالى إرادة‬
‫التحصان من المرأة ألن لب هو الذي يصاور اإلكراه ‪ ،‬فأما إ ا كان هي راكبر‬
‫فحصلوه (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫في الزنا لم يتصور إكراه ‪،‬‬
‫ا‬
‫وعلى هاااذا يمكن القول ‪ :‬إن اإلكراه على الزناااا حرام ‪ ،‬وإن لم ييرد‬
‫التحصن ‪ ،‬وإن قل فما فائدة كر الشر في ااير ؟ قل ‪ :‬زيادة في المبالغر‬
‫والتشني على من يكرههن ‪ ،‬يعني أنهن إن أردن العفر فالسيد أحق بإرادتها ‪،‬‬
‫فال يكرههن ‪ ،‬وهذا ما أشار إليه أبو السعود (‪3‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬لفتات بيا ية‬
‫* يلف الشي إبراهيم الجبالـااااااي أنعارنا إلى بعض المعالم في قوله تعالى ‪ِ  :‬إ ْن‬
‫صنا ً‪ ‬فقال ‪ :‬وترى في أسلوب ااير دروبا ً من أكبر وأععم التشني على‬
‫أ َ َردْنَ ت َ َح ُّ‬
‫سوء فعالهم ‪ ،‬فإ ا أردن التحصن وهن في سن الشباب ‪ ،‬حير تشتعل عوا فهن‬
‫‪ ،‬ويهيمن الطيش على الجوارح ‪ ،‬فقد أردن التحصاااااان ‪ ،‬فكيف بكم وأنتم رالال‬
‫تزعمون أن لكم مجدا ً وكرامر ‪ ،‬تكونون أنقص منهن وفي التعبير عن ركبتهن‬
‫باإلرادة التي هي الميل المصاااااامم الجازم مزيد تنويه لمساااااالكهن ‪ ،‬حم في كلمر‬
‫التحصن مغزى دقيق ‪ ،‬وهو إبرازهن بصورة من يجعلنكم خصما ً لهن يدرأن به‬
‫عن أنفسهن العوادي ‪ ،‬فهل يكون حصنهن هو الذي يجني عليهن ‪ ،‬ويسلمهن لما‬
‫يكرهنه ‪ ،‬وهو اسااااااتفزاز للناوة والحمير ال تجده في التعبير بدلها بكلمر (تعففا ً‬
‫منالً (‪4‬ـ ‪.‬‬
‫ض ا ْل َح َيا ِ ال ُّد ْ َيا‪ ‬كشااااااف القناع عن ركباتهم من‬
‫* قوله تعالى ‪ِ  :‬لت َ ْبتَغقوا ع ََر َ‬
‫الوقوع في هذه الماازي ‪ ،‬و لب أخن كاير وأحقر كرض ‪ ،‬فالسيد كان يحصل‬
‫على المال نعير إكراهه فتياته على الزنا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كان السااااايد يساااااترب الولد حم‬
‫يبيعه ‪ ،‬وقيل كان الزاني يفتدي ولده من المزني بها بمائر من اإلبل يدفعها على‬
‫السيد (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ تفسـاااير سورة النور – المودودي – ص ‪ ، 191‬تفسير سورة النور – الجبالي – مجلد ‪3‬‬
‫ص ‪. 536‬‬
‫(‪2‬ـ تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 2544‬أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪. 402‬‬
‫(‪3‬ـ تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 172‬‬
‫(‪4‬ـ تفسير سورة النور – الشي الجبالي – المجلد ‪ – 3‬ص ‪. 537‬‬
‫(‪5‬ـ التحري ـر والتنوي ـر – ابن عاش ـور – ف‪ 18‬ص ‪ ، 227‬تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪255‬‬
‫‪.‬‬
‫‪- 106 -‬‬
‫ور َر ِحي ٌم‪.‬‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬و َم ْن يقك ِْر ْه قهنَّ َف ِرنَّ َّ‬
‫ّللاَ ِم ْن َب ْع ِد ِإك َْرا ِه ِهنَّ َفق ٌ‬
‫أي ومن يكرههن من الساااااادة فإن هللا كفور رحيم لألمر المكرهر ولين‬
‫للسيد المكره ‪.‬‬
‫وعلق أمـااااار المكرهـااااااا بمغفرتـاااااه ورحمته لدعوتهن إلى التمسب بما‬
‫أروب من التحصن واالستقصام في الدفـاع عن شـرفهن وأال يقعن في ما أكرهن‬
‫عليه إال وهن مكرهاا ‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫تفسير مقاطع من سورة النور‬
‫تتكون من أربع مقاطع‬
‫ظ المقطع ا و آداب وأحكام الدخو إلى بيوت اآلخرين ‪.‬‬
‫ظ المقطع النا ي أحكام ض البصر وحفظ ا عراض ‪.‬‬
‫* المقط النالر ‪ :‬تسير سبل الزواف و لب العفر لغير القادرين على الزواف ‪.‬‬
‫ظ المقطع الرابع الحض على مكاتبة الرآيق وبيان خطور‬
‫ا تشار الفاحشة ‪.‬‬
‫‪- 107 -‬‬
- 108 -
‫سورة النور‬
‫مدنية وآياتها أربع وستون آية‬
‫أهداف السور الكريمة‬
‫‪ -1‬سورة النور من السور المدنير التي اهتم ببناء المجتم اإلسالمي داخليا ً‬
‫بنا ًء محكما ً ‪ ،‬وهذا يبدو من خالل دراسر هذه السورة الكريمر ‪.‬‬
‫‪ -‬المحور األساااااسااااي التي تدور عليه السااااورة كلها هو محور التربير ‪ ،‬تربير‬
‫الفرد وتربير المجتم وتربير األمر ‪ ،‬و لب عن ريق تربير ال اااااامائر‬
‫واستجاشر المشاعر حتى تتصل بنور هللا وتتداخل ااداب النفسير والفردير‬
‫وآداب البي وآداب الجماعر والقيادة بوصاااااافها كلها من معين واحد هو‬
‫العقيدة في هللا ‪ ،‬متصلر بنور هللا ‪ ،‬الذي أشرق به العلماا في السماواا‬
‫واألرض والقلوب وال اااااامائر والنفوس واألرواح ‪ ،‬وتحقيقا ً لهذا الهدف‬
‫النبيل في بناء األمر ‪ ،‬اهتم السورة بق ايا متعددة متنوعر هي ‪-:‬‬
‫‪ -‬إن المجتم اإلسااااااالمي مجتم العفر والطهارة والمحافعر على األعراض‬
‫واألنسااااااااب ‪ ،‬وقد تبين لب من خالل تحريم الز نا وب يان حده ‪ ،‬فالرالم‬
‫للزاني المحصاااااان ‪ ،‬والجلد مائر اللدة للزاني كير المحصاااااان ‪ ،‬وكذلب‬
‫وضح السورة حد القذف وعلر التشديد فيه ‪ ،‬حم تحدح عن المالعنر بين‬
‫الزوالين وحدير اإلفب وكير لب ‪.‬‬
‫‪ -‬تحدح السااااااورة عن وسااااااائل الوقاير من الريمر الزنا ‪ ،‬و لب عن ريق‬
‫تجنب النفوس أساااباب اإلكراء والغواير ‪ ،‬فشاااددا على كر آداب البيوا‬
‫واالسااااااتئذان ‪ ،‬واألمر بغض البصاااااار والنهي عن إبداء الزينر للمحارم ‪،‬‬
‫والحر على إنكاح األيامى والتحذير من دف الفتياا إلى البغاء ‪ ،‬وكل‬
‫لب أسباب وقائير ل مان الطهر والتعفف ‪.‬‬
‫‪ -‬يتوسااط مجموعر هذه ااداب التي تت اامنها السااورة فيربطها بنور هللا تعالى‬
‫ويتحاادث عن بيوا هللا التي تعتبر أ هر البيوا ‪ ،‬وفي الجااانااب ااخر‬
‫يتحدث عن الذين كفروا وأعمالهم التي تشاابه السااراب ‪ ،‬أو كالعلماا التي‬
‫بع ها فوب بعض ‪ ،‬حم تبين السورة أن المي الاالئق تسبه كلها هلل تعالى‬
‫وتبين أي ااااااااا ً ااياااا الكونياار التي تعهر ععماار هللا تعااالى مناال إزالاااء‬
‫الساااحاب ‪ ،‬وتقليب الليل والنهار ‪ ،‬وفي خلق كل دابر من ماء ‪ ،‬حم اختالف‬
‫أشكالها وو ائفها وأنواعها وأخبارها ‪.‬‬
‫‪ -‬وأخيرا ً تتحـاادث السـااورة عن مجافاة المنافقين لآلداب الواالبر م رسول هللا‬
‫‪ ‬في ال طا عر والت حاكم ‪ ،‬ويصااااااور أدب الملمنين ال االص و اعتهم ‪،‬‬
‫وساابب االختالف في األرض والتمكين في الدين والنصاار على الكافرين ‪،‬‬
‫‪- 109 -‬‬
‫وأي ا ً تبين السورة آداب الجماعر المسلمر كلها كأسرة واحدة م رئيسها‬
‫ومربيها م الرسول الكريم ‪( ‬ـ ‪ .‬‬
‫(‪1‬ـ انعر ‪ :‬في الل القرآن – سيد قطب ‪ 2485/4‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪- 110 -‬‬
‫تفسير مقاطع من السور الكريمة‬
‫المقطع ا و‬
‫"آداب وأحكام الدخو إلى بيوت اآلخرين"‬
‫قااال تعااالى ‪َ  :‬ي ا أَيُّ َه ا الَّ ِذينَ آ َمنقوا ال ت َ ْد قخلقوا بقيقوت ا ً َي َْر بقيقو ِت قك ْم َحتَّى‬
‫علَى أ َ ْه ِل َها أَ ِل قك ْم َخي ٌْر لَ قك ْم لَعَلَّ قك ْم تَذَك قَّرونَ فَ ِر ْن لَ ْم ت َ ِجدقوا فِي َها‬
‫س ِل قموا َ‬
‫تَ ْ‬
‫س وا َوت ق َ‬
‫س تَأ ْ ِ ق‬
‫ار ِجعقوا قه َو أ َ ْزكَى لَ قك ْم‬
‫ار ِجعقوا َف ْ‬
‫أ َ َحدا ً فَال َت ْد قخلقو َها َحتَّى يق ْؤأَنَ لَ قك ْم َوإِ ْن آِ ي َ‪ :‬لَ قك قم ْ‬
‫س كقو َ ة فِي َها‬
‫س َ‬
‫ّللاق بِ َما ت َ ْع َملقونَ َ‬
‫علَ ْي قك ْم قج َنا ٌ‬
‫ح أ َ ْن َت ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر َم ْ‬
‫َو َّ‬
‫ع ِلي ٌم لَ ْي َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّللاق يَ ْعل قم َما ت ق ْب قدونَ َو َما ت َ ْكت ق قمونَ ‪ ‬ااياا ‪. 9-7‬‬
‫َمتَا ٌ‬
‫ع ل قك ْم َو َّ‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫(‪1‬ـ‬
‫‪.‬‬
‫تستأ سوا تستأ نوا ‪ ،‬وقيل تطلبوا األنن من أهل البي‬
‫تس لموا على أهلها أي أن يقول الزائر لصااااحب البي ‪ :‬الساااالم عليكم والتي‬
‫تعني إعطاء صاحب البي األمان إ ا دخل بيته أحد من الناس ‪.‬‬
‫خير لكم أف ل عاقبر للزائر ولصاحب البي (‪‬ـ ‪.‬‬
‫تذكرون لكم أن حكم االساااتئذان ‪ ،‬والتساااليم يجب أن تكون شااااخصااار أمامكم‬
‫تعملون بها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫فرن لم ت جدوا في ها أ حدا ً فال تدخلو ها إن لم ت جدوا في ها أ حدا ً من أ هل البي‬
‫فارالعوا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫يؤأن لكم ييسمه لكم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أزكى لكم أف ل وأ هر وخير لكم من أن يأ نوا عن كراهير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وه بما تعملون عليم تذييل لهذه الوصاااااااايا بتذكيرهم بأن هللا عليم بأعمالهم‬
‫ليزالرهم (‪7‬ـ ‪.‬‬
‫جناح إحم (‪8‬ـ ‪.‬‬
‫ير مسكو ة كير معدة للسكنى (‪9‬ـ ‪.‬‬
‫متاعا ً لكم حاالر لكم (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪2‬ـ‬
‫(‪3‬ـ‬
‫(‪4‬ـ‬
‫(‪5‬ـ‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 197‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 198‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 199‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪ 199‬بتصرف ‪.‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 199‬‬
‫(‪6‬ـ التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪ 199‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪7‬ـ التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 201‬‬
‫(‪8‬ـ األساس – للزماشري ‪ -‬ص ‪. 150‬‬
‫(‪9‬ـ األساس – للزماشري – ص ‪. 160‬‬
‫(‪10‬ـ األساس – للزماشري – ص ‪. 170‬‬
‫‪- 111 -‬‬
‫وه يعلم م ا تب دون وم ا كنتم تكتمون‬
‫التجسن أو أ ى أهل البي (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫تحااذير لمن ياادخاال البيوا بغرض‬
‫ثا يا ً عالآة اآليات بما آبلها‬
‫لما بين هللا تعالى خطورة وقبه الريمتي الزنا والقذف ‪ ،‬أكد لب بالنهي‬
‫عن دخول بيوا الناس إال بعد االسااااااتئذان ليكونوا أبعد عن التهمر وأقرب إلى‬
‫العصاامر من الساايئر (‪‬ـ ‪ ،‬حم نجد هذه ااياا تلتقي م أهداف السااورة العامر في‬
‫ب ناء المجتم اإلسااااااالمي ال قائم على الع فر والطهر والسااااااتر والم حاف عر على‬
‫األعراض واألنساااااب فصاااايانر من في البي عن النعراا المحرمر ‪ ،‬وصاااايانر‬
‫أساااارار الناس واحترام ركبتهم في أن تكون أحوالهم في بيوتهم مطويـاااااااااار عن‬
‫عيـااااون النـاااااس وأحادينهم ييعدُّ لب من التدابير والواقيـاااار من الفتنر ومن وسائل‬
‫المحافعر على األسرة والتي تحفظ للمجتم‬
‫تماسكه ووحدته (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً أسباب النزو‬
‫روى الطبري عن عـااااااادي بن حاب أن امـااااااارأة من األنصار قال ‪ :‬يا‬
‫رسـاااااول هللا إني أكـاااااون في بيتي على حال ال أحب أن يراني عليها أحد ال والد‬
‫وال ولد وإنه ال يزال يدخـاااااااااال علي الرالل من أهلي وأنا على تلب الحال فكيف‬
‫أصاااااان ؟ فنزل ااير األولى ‪َ ‬يا أَيُّ َها ا َّل ِذينَ آ َمنقوا ال َت ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر بقيقوتِ قك ْم‬
‫َحتَّى ت َ ْستَأ ْ ِ قسوا ‪ ...‬فقـاااااااال أبو بكر ر ضي هللا عنه بعد نزول ااير ال سابقر ‪ :‬يا‬
‫ر سول هللا أفرأي الحاناا والم ساكن من رب ال شام لين فيها ساكن فأنزل هللا‬
‫سكقو َة‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ْس َ‬
‫علَ ْي قك ْم قجنَا ٌ‬
‫ح أ َ ْن ت َ ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر َم ْ‬
‫تعالى ‪ :‬لَي َ‬
‫رابعا ً المعنى اإلجمالي‬
‫‪َ ‬يا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا‪‬نداء من هللا لعباده المكلفين يشااعرهم بدفء اإليمان‬
‫حتى يتهيئوا للعمل بمقت اااااى النص القرآني ‪ ،‬وقد نعتهم بصااااافر اإليمان لما في‬
‫لب من التكريم والرفعر ل شأنهم ‪ ،‬والاطاب ب صيغر اإليمان يوصلنا با صيصر‬
‫المجتم اإليماني ويشعرنا باالنتماء إليه والوالء له ‪.‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫على أ ْه ِل َها‪‬‬
‫س ِل قموا َ‬
‫‪‬ال ت َ ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر بقيقوتِ قك ْم َحتَّى ت َ ْ‬
‫سوا َوت ق َ‬
‫ستَأ ْ ِ ق‬
‫* قوله ‪ :‬ال ت َ ْد قخلقوا بقيقوتا ً‪ ‬فيه نهي عن الدخول قبل االسااتئذان ‪ ،‬والنهي هنا يفيد‬
‫التحريم للقاعدة الفقهير "ك‪ :‬أمر للوجوب وك‪ :‬هي للتحريم" ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 203‬‬
‫انعر ‪ :‬تفسير الطبري ‪ ، 214/7‬وتفسير سورة النور للمودودي ‪ -‬ص ‪. 140‬‬
‫تفسير سورة النور – د‪ .‬إبراهيم زيد الكيالني – ص ‪. 164‬‬
‫انعر أسباب النزول – ص ‪. 184‬‬
‫‪- 112 -‬‬
‫إ ن يسااتنبط من لب أنه يحرم على المكلف أن يدخل بيتا ً كير بيته حتى‬
‫يستأ ن ‪.‬‬
‫* وقولـااااااااااااه ‪( :‬حتىـ حرف عطف يفيد الغاير ‪ ،‬بمعنى أنه إ ا تحقق ما بعدها‬
‫يتوقف العمل بما قبلها ‪ ،‬فإ ا وق االسااااااتئذان يتوقف النهي عن الدخول ‪ ،‬ويباح‬
‫للمكلف أن يدخل حينها بي كيره ‪.‬‬
‫* قوله ‪" :‬تسأ سوا" قال المفسرون فيها عدة أقوال ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬قال الزالـاف أنهـا بمعنـى تستأ نوا وهو أصل التفسير كما الاء عن ابن عباس‬
‫(‪1‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وتأتي بمعنى لب األنن وهو سكون النفن وا مئنان القلب وزوال الوحشر وهو‬
‫خالف االستيحا ألن المستأ ن كالمستوحش ألنه ال يدري حينما يطرب باب‬
‫كيره ‪ ،‬هل سيل ن له أم ال ؟ فإ ا أ ن له بالدخول استأنن وإن لم يل ن له عاد‬
‫من حير أتى ‪.‬‬
‫س ت ق ْم ِم ْن قه ْم قر ْ‬
‫ش دا ً‪‬‬
‫ف‪ -‬وقيل أنها تعني االسااتعالم ويدل عليه قوله تعالى ‪ :‬فَ ِر ْن آ َ ْ‬
‫(‪‬ـ أي علمتم ‪ ،‬والاء خطابه على لسااااان موسااااى عليه السااااالم قوله تعالى ‪:‬‬
‫‪‬إِ ِي آ َسْتق َارا ً‪( ‬ـ أي أبصرا وعلم ‪.‬‬
‫خامسا ً لفتات بيا ية‬
‫لفعر "االستئناس" فيها كناير وإرداف ‪:‬‬
‫س وا‪ ‬إن أصاااال معنى الكلمر‬
‫‪ -1‬الكناية في قولـاااااااااه تعالى ‪َ  :‬حتَّى ت َ ْ‬
‫س تَأ ْ ِ ق‬
‫االستئناس وهو ضد االستيحا كما أوضحنا ألن الذي يطرب باب الغير ال‬
‫يدري هل سااايل ن له بالدخول أم ال ؟ فهو متردد مساااتطار القلب مساااتوحش‬
‫لافـاء الحـال عليـه فإ ا أ ي ن له بالدخول زال التردد واستراح قلبه ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلرداف وهو عبارة عن استعمال لفظ يعبر عن معنى خاص يكون مساويا ً‬
‫لألول ورديفا ً له ‪ ،‬وواضااااه في النص أن االسااااتئناس يردف اإل ن فوضاااا‬
‫موض األ ن على اعتبار من فسر االستئناس باالستئذان ‪.‬‬
‫علَى أ َ ْه ِل َها‪ ‬مأخو من السالم بأن يقول السالم‬
‫س ِل قموا َ‬
‫قولـااه تعالى ‪َ  :‬وت ق َ‬
‫عليكم أو ما ينا رها ‪.‬‬
‫سادسا ً ما ترشد إلي اآلية‬
‫يلخذ من ااياا السابقر بعض األحكام التي يستفيد منها المسلم في أحناء‬
‫تعامله م الناس في المجتم اإلسالمي وهذه األحكام كااتي ‪-:‬‬
‫(‪1‬ـ انعر تفسير الطبري – ف‪ 9‬ص ‪. 296‬‬
‫(‪2‬ـ سورة النساء – آير ‪. 6‬‬
‫(‪3‬ـ سورة النمل – آير ‪. 7‬‬
‫‪- 113 -‬‬
‫علَى أ َ ْه ِل َهاـ ‪ :‬قال المهور العلماء‬
‫س ِل قموا َ‬
‫‪ -1‬قال تعالى ‪َ ( :‬حتَّى ت َ ْ‬
‫س وا َوت ق َ‬
‫س تَأ ْ ِ ق‬
‫أن السالم من القادم حكمه الندب وأما االستئذان فحكمه الوالوب وعللوا لب‬
‫بأن االستئذان من أالل حفظ البصر وخوفا ً من وقوعه على عوراا ااخرين‬
‫لذلب كان واالبا ً ‪.‬‬
‫أما السااالم فهو من أالل تحقيق المحبر والمودة والتولف بين الناس ويليد‬
‫لب ما الاء في الحدير الشريف عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول‬
‫هللا ‪" : ‬ال تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا وال تؤمنوا حتى تحابوا أوال أدلكم على‬
‫شيء إن فعلتمو تحاببتم أفشوا السالم بينكم" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬االس تئذان ثالث مرات يوضاااه اهر النص الذي معنا أن االساااتئذان مرة‬
‫واحدة فإ ا أاليب دخل وإال رال ‪ ،‬ولكن السنر النبوير المطهرة أوضح أن‬
‫االسااااااتئذان حالث مراا ال يزيد عليها إال إ ا علم أنه لم ييساااااام وصااااااورة‬
‫االسااااااتئذان أن يقول الرالل ‪ :‬السااااااالم عليكم أأدخل فإن أ ي ن له دخل وإن لم‬
‫يل ن له انصرف راالعا ً ‪ ،‬فقد روى الحسن البصري أن أبا موسى األشعري‬
‫استأ ن على عمر رضي هللا عنه حالحا ً فلم يل ن له فرال فأرسـاال إليـااه عمر‬
‫فقال ‪ :‬ما الذي أرالعب ؟ فقال ‪ :‬قـال رسـول هللا ‪" : ‬من اسـتأأن ثالثـا ً فلم‬
‫يؤأن ل فليرجع" ف قال عمر لتجيئني ببي نر أو ألوالع نب ن كاالً فأتى ل حر‬
‫فشااااهد ‪ ،‬وفي بعض الرواياا أن عمر رضااااي هللا قال ألبي موسااااى إني لم‬
‫أتهمب ولكني خشااااي أن يقول الناس على رسااااول هللا ‪ ‬فأردا أن أتنب ‪،‬‬
‫والاء عن أبي موساااى األشاااعري رضاااي هللا عنه قال ‪ :‬قال رساااول هللا ‪‬‬
‫ٌ‬
‫ثالث فرن أأن لر وإال فارجع" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫"االستئذان‬
‫وهذا الحدير صحيه يدل على تعدد اال ستئذان فاألولى ا ستعالم والنانير‬
‫للتأكيد والنالنر من أالل اإلعذار (‪‬ـ ‪ .‬قـااال ‪" ‬االستئذان ثالث مرات با ولـ ى‬
‫يستنصتون وبالنا يـة يستصلحون وبالنالنة يأأ ون أو يردون" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية االس تئذان من ااداب الشااارعير أن يجعل المساااتأ ن الباب عن يمينه‬
‫أو شماله حتى ال يق بصره على ما يكره أهل البي أن يراه منهم ويدل على‬
‫لـاااب ما رواه أبو داود عن عبـاااد هللا بن بيسر قال ‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬إ ا أتى‬
‫باب قوم لم يسااااتقبل الباب من تلقاء والهه ولكن من ركنه األيمن أو األيساااار‬
‫فيقول ‪" :‬السالم عليكم السالم عليكم" (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫األدب – ب ـاب ‪ :‬كيف االستئذان – حدير ‪ – 5177‬ص ‪766‬‬
‫(‪1‬ـ أخرال ـه أبو داود ف‪– 2‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪2‬ـ متفق عليه ‪.‬‬
‫(‪3‬ـ انعر أحكام القرآن ألبي العربي – ف‪ 3‬ص ‪. 371‬‬
‫(‪4‬ـ انعر فته الباري – ف‪ 11‬ص ‪ ، 27‬وشرح مسلم للنووي – ف‪ 14‬ص ‪. 124‬‬
‫(‪5‬ـ سنن أبي داود – ف‪ : 2‬األدب – باب ‪ ، 128‬حدير رقم ‪ ، 5186‬ص ‪. 769 ، 768‬‬
‫‪- 114 -‬‬
‫و كر القر بي لااب ألن البيوا لم يكن عليهااا يومئااذ سااااااتور أي كير‬
‫مساااااورة (‪‬ـ ‪ ،‬وروي عن ساااااعيد بن عبادة قال ‪ :‬الئ إلى النبي ‪ ‬وهو في بيته‬
‫فقم مقابل الباب فاساااتأ ن فأشاااار إلي أن أتباعد وقال ‪ :‬هل االساااتئذان إال من‬
‫أالل النعر ؟ (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وهذا األدب اإلسااااااالمي ينبغي علينا التزامه حتى ولو كان الباب مغلقا ً‬
‫فإن الطارب إ ا اساااتقبلها قد يق بصاااره عند فته الباب على ما ال يجوز اال الع‬
‫عليه ‪ ،‬والاء عن سااااااهل بن سااااااعد أنه قال ‪ :‬قال رسااااااول هللا ‪" : ‬إ ما قج ع‪:‬‬
‫االستئذان من أج‪ :‬البصر" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬االس تئذان على المحارم إ ا كان البي الذي تسااكنه فيه أهلب فال إ ن عليها‬
‫ألن األهل أي الزوالر ال حشمر بينب وبينها ‪.‬‬
‫وأما إن والد في البي األم واألخ أو الاالر أو العمر وكير لب من‬
‫المحارم فيجب حينئذ االسااااااتئذان ألن األم أو األخ قد تكون على حالر ال تحب‬
‫أن تراها فيها وقد الاء في األحر عن عطاء بن يساااااااار أن رالالً قال للنبي ‪: ‬‬
‫أسااااااتأ ن على أمي ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬إني أخدمها ‪ .‬قال أسااااااتأ ن عليها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أتحب أن تراها عريانر ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال فاستأ ن عليها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫فعاوده حالحا ً قال‬
‫ي‬
‫يعرف المساااتأ ن نفساااه ‪ ،‬ويدل على لب ما‬
‫* ومن ااداب اإلساااالمير أي اااا ً أن ي ا‬
‫روي عن الابر بن عبد هللا – رضي هللا عنه – قال ‪ :‬استأ ن على النبي ‪ ‬فقال‬
‫‪ :‬من هذا ؟ فقل ‪ :‬أنا ‪ ،‬فقال النبي ‪ : ‬أنا أنا ‪ ،‬كأنه كره لب ‪.‬‬
‫قال القر بـااااااااااااي ‪ :‬قال علماننا ‪ :‬إنما كره النبي ‪ ‬لب ألن قوله أنا ال‬
‫يحصااااااال بها تعريف ‪ ،‬وإنما الحكم في لب أن يذكر اساااااامه كما فعل عمر بن‬
‫الاطاب – ر ضي هللا عنه – وأبو مو سى األشعري ؛ ألن في كر االسم إ سقا‬
‫كلفر السلال والجواب (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫* ‪‬أَ ِل قك ْم َخي ٌْر لَ قك ْم لَعَلَّ قك ْم تَذَك قَّرونَ ‪: ‬‬
‫ألكم ا لإل شارة ‪ ،‬والالم للبيعد والكاف للاطاب والميم للجماعر وقوله خير لكم‬
‫أي أحسن وأزكى وأ هر لكم ‪.‬‬
‫* قولـااااااااااااه تعالى ‪ :‬لَعَلَّ قك ْم تَذَك قَّرونَ ‪ : ‬أي أنزل عليكم ما أنزل من هذه األحكام‬
‫واإلرشاااااااااداا من أالاال أن تتااذكروا وتتععوا وتعلموا مااا أمرتكم بااه في باااب‬
‫االستئذان‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪5‬ـ‬
‫انعر القر بي – ف‪ 3‬ص ‪. 371‬‬
‫انعر روائ البيان في تفسير آياا األحكام – مجلد ‪ 2‬ص ‪. 137‬‬
‫متفق عليه – ف‪. 192/1‬‬
‫انعر تفسير الطبري – مجلد ‪ 9‬ص ‪. 298‬‬
‫أحكـاااااااام القرآن للقر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 217‬فته الباري شارح صاحيه البااري – ‪17‬‬
‫باب إ ا قال من قال أنا – ف‪ 11‬ص ‪. 35‬‬
‫‪- 115 -‬‬
‫* قوله ‪َ  :‬ف ِر ْن َل ْم ت َ ِجدقوا ِفي َها أ َ َحدا ً َفال ت َ ْد قخلقو َها َحتَّى يق ْؤأَنَ لَ قك ْم‪: ‬‬
‫قوله "فإن" الفاء حرف عطف يفيد "التفرع" بمعنى أن هذه ااير الاءا بأحكام‬
‫شرعير تفريعا ً لما الاءا ااير السابقر ‪.‬‬
‫قال الزماشااااااري ‪" :‬إن لم تجدوا فيها أحدا ً من اا نين فال تدخلوا تلب‬
‫البيوا واصااابروا حتى تجدوا من يأ ن لكم" وقال أي اااا ً ‪" :‬يحتمل فإن لم تجدوا‬
‫فيها أحدا ً من أهلها ولكم فيها حاالر فال تدخلوها إال بإ ن هللا" (‪1‬ـ سواء كان الباب‬
‫مغلقا ً أو مفتوحا ً ألن الشاااااارع قد أكلقه بتحريم الدخول حتى يفتحه إال بإ ن من‬
‫ربه ‪ ،‬بل يجب عليهم أن يأتوا الباب ويحاولوا اإل ن على صفر‬
‫ال يطلعون على البي ال في إقبالهم وال في انقالبهم (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫ع ِلي ٌم‪: ‬‬
‫ّللاق بِ َما ت َ ْع َملقونَ َ‬
‫ار ِجعقوا قه َو أ َ ْزكَى لَ قك ْم َو َّ‬
‫ار ِجعقوا فَ ْ‬
‫* ‪َ ‬وإِ ْن آِي َ‪ :‬لَ قك قم ْ‬
‫بمعنى إن أيمرتم من الهاار أهاال البياا بااالرالوع فااارالعوا وال تلحوا‬
‫بتكرار االسااااااتئذان ‪ ،‬وال تلحوا في تسااااااهيل الحجاب ‪ ،‬وال تقفوا على األبواب‬
‫منتعرين ألن هذا مما يجلب الكراهر ويقدح في قلوب الناس ‪ ،‬خصااااااوصااااااا ً إ ا‬
‫كانوا وي مروءة ومرتاضين (متالقينـ بااداب الحسنر (‪3‬ـ ‪.‬‬
‫*‪ ‬قه َو أ َ ْزكَى لَ قك ْم‪ : ‬فالرالوع هو أ يب لكم وأ هر لما فيه من سااااالمر الصاااادور‬
‫والبعد عن الريبر ‪ ،‬وهو من ناحير أخرى أععم نفعا ً في المجتم ‪ ،‬وأنه خير لما‬
‫يحققه من أساااباب المحافعر على الصاااالا الطيبر بين الناس باحترام األصااادقاء‬
‫واألقارب ألساااارارهم الشاااااصااااير و روفهم الااصاااار ‪ ،‬وعدم محاولر اإلحراف‬
‫وتقييد زياراتهم بأدب اإل سالم وخلق القرآن ‪ ،‬لتحفظ أوا صر المودة وتزداد ‪ ،‬فال‬
‫ي اااااايق مزور بزائر ‪ ،‬ولتعطي هااذه الزياااراا حمراتهااا المباااركاار في التواد‬
‫والتعاون والتعارف والتراحم بين الناس (‪4‬ـ ‪.‬‬
‫تحر ااير على أدب رفي يتمنل في الرالوع إ ا ي لب منا أن نرال دون أن‬
‫نجد في أنفساانا ك اااضاار ‪ ،‬ودون أن نسااتشااعر م أهل البي إساااءة إلينا أو نفرة‬
‫منا ‪ ،‬فإن من حق كل رالل إ ا كان ال يريد مقابلر أحد أن يأبى مقابلته أو يعتذر‬
‫إليه إن كان مشتغالً بأمر يمنعه من الفراو لمقابلته (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫ع ِلي ٌم‪: ‬‬
‫ّللاق بِ َما ت َ ْع َملقونَ َ‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬و َّ‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫الكشاف للزماشري – ف‪ 3‬ص ‪. 228-227‬‬
‫أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 374‬تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪. 220‬‬
‫الكشاف للزماشري – ف‪ 3‬ص ‪ ، 228‬تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 168‬‬
‫الكشاف للزماشري – ف‪ 3‬ص ‪ ، 228‬تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 168‬‬
‫تفسير سورة النور للمودودي – ص ‪ 146‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪- 116 -‬‬
‫توعـد ألهل التجسن على البيوا و لب الدخول على كفلر للمعاصي ‪،‬‬
‫والنعر إلى ما ال يحل وال يجوز النعر إليه ‪ ،‬وتوعد أي ااااا ً لغيرهم ممن يق في‬
‫محعور (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫ع‬
‫ْس َ‬
‫سكقو َة ِفي َها َمتَا ٌ‬
‫علَيْكـ ق ْم قجنَا ٌ‬
‫ح أ َ ْن ت َ ْد قخلقوا بقيقوتا ً َي َْر َم ْ‬
‫* قولـااااه تعالى ‪ :‬لَي َ‬
‫لَ قك ْم‪: ‬‬
‫روي أن بعض الناس لما نزل آير االسااتئذان تعمق في األمر ‪ ،‬فكان ال‬
‫يأتي موضعا ً خربا ً وال مسكونا ً إال سلم واستأ ن ؛ فنزل ااير (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫ح‪ ‬أي لين عليكم إحم أو حرف إ ا دخلتم بيوتا ً لين‬
‫ْس َ‬
‫علَيْكـ ق ْم قجنَا ٌ‬
‫* وقولـااه ‪ :‬لَي َ‬
‫لها أهل أو أصحاب يسكنونها ألنها بيوا عامر ‪.‬‬
‫س كقو َ ة‪ ‬فالفنادب وحواني البائعين والحماماا‬
‫* وقولـااااااااااااه ‪ :‬بقيقوتا ً َي َْر َم ْ‬
‫ع لَ قك ْم‪ ‬المتاع في كالم العرب المنفعر ومنه أمت هللا بب ‪،‬‬
‫والاراباا ‪ ،‬قوله ‪َ ‬متَا ٌ‬
‫الحر‬
‫ومنه و"متعوهن" والمراد بالمتاع هنا في هذا الموضاااااا االسااااااتعالل من ا‬
‫وحفظ السل أو االستحمام أو المبي وكير لب من المناف ‪.‬‬
‫ّللاق يَ ْعلَ قم َما ت ق ْب قدونَ َو َما ت َ ْكت ق قمونَ ‪: ‬‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬و َّ‬
‫ختم هللا اايار الكريمار بهاذه الفااصاااااالار القرآنيار ليتوعاد الاذين يادخلون‬
‫الاراباا والدور الاالير من أهل الريبر والمشبوهين الذين يستغلونها في ق اء‬
‫أكراضااهم كير المشااروعر كالمواعدة واللقاء م المشاابوهاا وارتكاب الفاحشاار‬
‫وما شابه لب من ماالفاا حذر الشارع الحكيم من الوقوع فيها ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ أحكام القرآن للقر بي – ‪ 220/12‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪2‬ـ المرال السابق – ‪. 221/12‬‬
‫‪- 117 -‬‬
‫المقطع النا ي‬
‫أحكام ض البصر وحفظ العرض‬
‫ص ِار ِه ْم َويَحْ فَ ق‬
‫ظوا فق قرو َج قه ْم أَ ِلرَ‬
‫قال تعالى ‪ :‬آق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنِينَ َيغق ضُّ وا ِم ْن أ َ ْب َ‬
‫ض ْ‬
‫ْص ِار ِهنَّ‬
‫ت َي ْغ ق‬
‫ص نَعقونَ َوآق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫ير ِب َما َي ْ‬
‫ض نَ ِم ْن أَب َ‬
‫أ َ ْزكَى لَ قه ْم ِإنَّ َّ‬
‫ّللاَ َخ ِب ٌ‬
‫َويَحْ فَ ْظنَ فق قرو َج قهنَّ َوال يق ْب ِدينَ ِزينَت َ قهنَّ ِإال َما َظ َه َر ِم ْن َها َو ْل َي ْ‬
‫علَى‬
‫ض ِر ْبنَ ِب قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫اء بقعقولَ ِت ِهنَّ أ َ ْو أ َ ْب َنا ِئ ِهنَّ‬
‫قجيقو ِب ِهنَّ َوال يق ْب ِدينَ ِزينَت َ قهنَّ ِإال ِلبقعقولَ ِت ِهنَّ أ َ ْو آ َبا ِئ ِهنَّ أ َ ْو آ َب ِ‬
‫س ائِ ِهنَّ أ َ ْو‬
‫أ َ ْو أ َ ْبنَ ِ‬
‫اء بقعقولَتِ ِهنَّ أ َ ْو إِ ْخ َوا ِ ِهنَّ أ َ ْو بَنِي إِ ْخ َوا ِ ِهنَّ أ َ ْو بَنِي أ َ َخ َواتِ ِهنَّ أ َ ْو ِ َ‬
‫الط ْف ِ‪ :‬ا َّل ِذينَ لَ ْم‬
‫الر َجا ِ أ َ ِو ِ‬
‫اإل ْر َب ِة ِمنَ ِ‬
‫َما َملَ كَ تْ أ َ ْي َما ق قهنَّ أ َ ِو ال َّتابِ ِعينَ َي ِْر أقو ِلي ِ‬
‫اء َوال يَ ْ‬
‫ض ِر ْبنَ بِأ َ ْر قج ِل ِهنَّ ِليق ْعلَ َم َما يق ْخ ِفينَ ِم ْن ِزينَتِ ِهنَّ‬
‫يَ ْظ َه قروا َ‬
‫علَى ع َْو َرا ِ‬
‫س ِ‬
‫ت النِ َ‬
‫ّللاِ َج ِميعا ً أَيُّ َها ا ْل قم ْؤ ِمنقونَ لَعَلَّ قك ْم ت ق ْف ِل قحونَ ‪ ‬ااياا ‪. 31-30‬‬
‫َوتقوبقوا إِلَى َّ‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫يحفظوا فروجهم بالستر ‪ ،‬والبعد عن الزنا ‪.‬‬
‫أزكى لهم أ هر لهم ‪.‬‬
‫ال يبدين زينتهن ال يعهرن زينتهن ‪.‬‬
‫زينتهن ما تتزين به المرأة ‪.‬‬
‫بعولتهن أزواالهن ‪.‬‬
‫آباء بعولتهن آباء األزواف ‪.‬‬
‫صلبها ‪.‬‬
‫أبنائهن أبناء المرأة من ي‬
‫أبناء بعولتهن أبناء األزواف ‪.‬‬
‫إخوا هن أخوة المرأة ‪.‬‬
‫بني إخوا هن أبناء األ ‪.‬‬
‫بني أخواتهن أبناء أخ المرأة ‪.‬‬
‫سائهن المرأة التي تقوم بادمر سيدتها ‪.‬‬
‫ما ملكت أيما هن المرأة والرالل الرقيق التي تادم (أو يادمـ سيدته ‪.‬‬
‫التابعين ير أولي اإلربة من الرجا الرالال كبار السااان الذين لين لهم حاالر‬
‫إلى قربان النساء ‪ ،‬ويترددون على البيوا ألخذ الصدقاا أو للادمر ‪.‬‬
‫الطف‪ :‬الذين لم يظهروا على عورات النس اء الطفل صااغير السان الذي لم يبلغ‬
‫التمييز (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً عالآة اآليات بما آبلها‬
‫(‪1‬ـ انعر هذه المعاني ‪ -‬التحرير والتنوير – ف‪ 9‬ص ‪. 213‬‬
‫‪- 118 -‬‬
‫بين في ااياا الساااااااابقر أحكام االسااااااتئذان وهي أحكام وقائير أولير‬
‫للمحافعر على أعراض الناس حم يأتي في هذه ااياا لي اااااا أحكاما ً وقائير‬
‫أخرى للمحافعر على عفر هذه األعراض وشاااااارفها وحفظ األنساااااااب وحيا ر‬
‫أواصااار األسااارة من أن تنزلق في مساااالب وعرة ‪ ،‬فنجده يحرم النعر لمواضااا‬
‫ااااد باب الفتنر وقط دابر الفسااااااد‬
‫الفتنر المنيرة ويحدد للمكلفين أحكاما ً قا عر لسا ا‬
‫والمفسدين ‪.‬‬
‫ثالنا ً أسباب النزو‬
‫‪ -2‬الاء عن علي كرم هللا والهه أنه قال ‪" :‬مر رالل على عهد النبي ‪ ‬في‬
‫ريق من رقاا المدينر فنعر إلى امرأة ونعرا إليه ‪ ،‬فوسااوس لهما‬
‫الشاااااايطان أنه لم ينعر أحدهما إلى ااخر إال إعجابا ً به ‪ ،‬فبينما الرالل‬
‫يمشااااااي إلى الانب حائط ينعر إليها إ ا اسااااااتقبلته الحائط (أي صاااااادمه‬
‫الحائطـ فشق أنفه ‪ ،‬فقال ‪ :‬وهللا ال أكسل الدم حتى آتي رسـاااااااول هللا ‪‬‬
‫فأعلمه أمري ‪ ،‬فأتاه فقص عليه قصته فقال النبي ‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫( ‪‬ـ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ْ‬
‫ق‬
‫ص ِار ِه ْم‪. ‬‬
‫هذا عقوبر نبب" فأنزل هللا ‪‬آ ْ‪ِ :‬لل قم ْؤ ِمنِينَ يَغضُّوا ِم ْن أ ْب َ‬
‫‪ -2‬والاء عن الابر بن عبد هللا األنصاااااري أنه قال ‪ :‬أن أسااااماء بن مرحد كان‬
‫في نال لها في بني حارحر فجعل النساااااااء يدخلن عليها كير ملتزراا فيبدو‬
‫ما في أراللهن يعني الاالخل ويبدو صاااااادورهن وبعض شااااااعورهن فقال‬
‫ض ْ‬
‫ت يَ ْغ ق‬
‫ض نَ ِم ْن‬
‫أسااااااماء ما أقبه هذا ؟ فأنزل هللا في لب ‪َ  :‬وآق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫ص ِار ِهنَّ ‪. ‬‬
‫أ َ ْب َ‬
‫رابعا ً التفسير اإلجمالي‬
‫ْص ِار ِه ْم َويَحْ فَ ق‬
‫* قولـااااااااه تعالى ‪ :‬آق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنِينَ يَغق ُّ‬
‫ظوا فق قرو َج قه ْم أَ ِلرَ‬
‫ض وا ِم ْن أَب َ‬
‫صنَعقونَ ‪. ‬‬
‫ير بِ َما يَ ْ‬
‫أ َ ْزكَى لَ قه ْم إِنَّ َّ‬
‫ّللاَ َخبِ ٌ‬
‫هذا أمر من هللا تعالى لعباده الملمنين بأن يغ اااااوا من أبصاااااارهم عما حرم هللا‬
‫عليهم فال ينعروا إال إلى مااا أباااح لهم النعر إليااه ‪ .‬قولااه "قاال للملمنين" وهو‬
‫خطاب للملمنين في شاص النبي ‪ ‬بأن يغ وا أبصارهم وقولـه "يغ وا" من‬
‫الغض وهو النقصااااان من الطرف ‪ .‬يقال كض وأكض بصااااره إ ا أ بق الجفن‬
‫ألالل خفض البصاااااار وتنكيسااااااه إلى األرض حتى ال يق على ما ينبغي الوقوع‬
‫عليه ‪ .‬قوله "من أبص ارهم" نوع "من" تبعي ااااير أي تفيد التبعيض وفي هذا‬
‫التعبير القرآني إشاااااااارة إلى بعض الحااالا التي يبااح فيهاا النعر كاالنعر إلى‬
‫المحارم من النسـاء حير يجوز النعر إلى شعورهن وأيديهن نعرة عابرة ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ انعر الدر المننور للسيو ي – ف‪ 5‬ص ‪. 40‬‬
‫‪- 119 -‬‬
‫وخص "أبص ارهم" بالذكر من بين سااائر المدركاا ألن البصاار أقوى‬
‫المدركاا في التأحير على القلب ‪.‬‬
‫وقدم كض األبصار على حفظ الفروف ألن النعرة سهم من سهام إبلين‬
‫والنعر بريـد الوقوع في الزنا ‪ ،‬ولذا حرم النعر من باب الوقاير من‬
‫الوقوع في مقدماا الجريمر ‪ ،‬وهذا أنفى عن الوقوع في الجريمر نفسها ‪.‬‬
‫ظ المعنى اللغوي‬
‫قوله تعالى ‪" :‬ويحفظوا فروجهم" قال العلماء ‪ :‬فيها قوالن ‪-:‬‬
‫‪ -‬حفظ الفروف والمراد سترها عن النعر إليها فال تق عليها األبصار ‪.‬‬
‫‪ -‬قال آخرون المراد حفعها من الوقوع في الزنا ‪.‬‬
‫والصااااااحيه أن المراد ينطبق على القولين ألن اللفظ عام فيجب سااااااتر‬
‫الفروف عن األبصار وحفعها من الوقوع في الحرام فقد الاء في حق مريم عليها‬
‫( ‪‬ـ‬
‫وج ِه ْم َحافِ ق‬
‫ظونَ‬
‫السااالم ‪َ ‬والَّتِي أَحْ َ‬
‫ص نَتْ فَ ْر َج َها‪ ‬وقال تعالى‪َ  :‬والَّ ِذينَ قه ْم ِلفق قر ِ‬
‫ومينَ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫إِال َ‬
‫اج ِه ْم أ َ ْو َما َملَكَتْ أ َ ْي َما ق قه ْم فَ ِر َّ قه ْم َي قْر َملق ِ‬
‫علَى أ َ ْز َو ِ‬
‫* قولااه تعااالى ‪ :‬أ َ ْزكَى لَ قهم‪ : ‬بمعنى أ هر لقلوبهم وهي مااأخو ة من الزكاااة‬
‫بمعنى الطهارة والنقاء والزيادة ‪ ،‬فحينما تقول زكا الزرع إ ا حصااال منه نمو أو‬
‫بركر وزك النفقر إ ا بور فيها وقبل عند هللا ورالل زكى أي كنير الاير ‪،‬‬
‫س ِ ‪ ‬فااير تعني أن من كض بصااااره‬
‫قال تعالى ‪َ  :‬و َم ْن ت َ َزكَّى فَ ِر َّ َما يَت َ َزكَّى ِلنَ ْف ِ‬
‫وحفظ فراله فهو خير له وأف ل في الدنيا وااخرة ‪.‬‬
‫صنَعقونَ ‪ : ‬أي أن هللا تبار وتعالى يعلم بوا ن األمور‬
‫ير ِب َما يَ ْ‬
‫* وقولـاااااه ‪َ  :‬خ ِب ٌ‬
‫واألشااااياء وال يافى عليه شاااايء في األرض وال في السااااماء ‪ ،‬فيعلم ما تصاااان‬
‫باألبصااااااار والفروف ‪ ،‬وفي هذا وعيد وتهديد لمن ياالف ويبتعد عن أمر هللا أو‬
‫يحيد عنه ويعصيه في ارتكاب المحرماا ‪.‬‬
‫ض ْ‬
‫ت َي ْغ ق‬
‫ْص ِار ِهنَّ َويَحْ فَ ْظنَ فق قرو َج قهنَّ ‪ ...‬أفرد النساااء‬
‫* ‪َ ‬وآق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫ض نَ ِم ْن أَب َ‬
‫بالذكر ولم يشااملهن في خطاب الملمنين كالعادة ‪ ،‬و لب لتفردهن بأحكام مسااتقلر‬
‫تاص الرالااال ‪ ،‬ولبيااان خطورة المرأة ودورهااا في هااذا األمر ‪ ،‬فااأفرد‬
‫بهن ال‬
‫ُّ‬
‫الاطاب للنساااء من باب التأكيد عليهن ألن مقصااد المرأة من الرالل منل مقصااد‬
‫الرالل من المرأة ‪ ،‬وقوله ‪ :‬يَ ْغ ضق ْ‬
‫ص ِار ِهنَّ ‪ ‬حض على كض الب صر‬
‫ضنَ ِم ْن أ َ ْب َ‬
‫عند الرالال والنساء دليل على أن العفر مقصد شرعي يجب أن يحققه الطرفان ‪،‬‬
‫قوله ‪َ  :‬ويَحْ فَ ْظنَ فق قرو َج قهنَّ ‪ ‬أي سااااااترها عن النعر إليها أو عفتها والمحافعر‬
‫عليها من الوقوع في الزنا ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة التحريم – آير ‪. 12‬‬
‫(‪2‬ـ سورة الملمنون – آير ‪. 5‬‬
‫‪- 120 -‬‬
‫* ‪َ ‬وال يق ْبدِيـ نَ ِزينَت َ قهنَّ ِإال َما َظ َه َر ِم ْن َها َو ْل َي ْ‬
‫علَى قجيقو ِب ِهنَّ َوال‬
‫ض ِر ْبنَ ِب قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫يق ْب ِدينَ ِزينَت َ قهنَّ إِال ِلبقعقولَتِ ِهنَّ ‪. ...‬‬
‫زينتهن الزينـاااااااار هي كل ما تتزين به المرأة من النياب أو الحلي أو الكحل أو‬
‫الا اااااب وكيرها أو ما ييعبر عنه بلفظ "التجميل" والزينر المقصااااودة في ااير‬
‫تنقسم إلى قسمين ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الزينة الخفية الباطنة‬
‫وهي كالساااااوارين والقر ين والقالئد والاالخيل واإلكليل ‪ ،‬فهذه الزينر‬
‫يجب سترها عن األالانب ألنه يحرم عليهم النعر إليها ‪ ،‬أما و المحارم بالنسبر‬
‫ل هذه الزي نر فالزوف يجوز له النعر إلي ها والتلذ بزي نر زوال ته ‪ ،‬أ ما كيره من‬
‫ااباء واألبناء واألخوة فيجوز لهم النعر ويحرم التلذ ‪ ،‬فقد روي أن الحساااااان‬
‫والحسين كانا يدخالن على خالتهم أم كلنوم وهي تمتشط فقد قال صاحب المغني‬
‫‪" :‬يجوز للرج ‪ :‬أن ينظر من أوات مح ارم إلى م ا يظهر الب ا ً ك الرآب ة‬
‫والرأس والكفين والرجلين و حو أ لر وليس ل النظر إلى ما يس تتر ال با ً‬
‫كالصدر والظهر و حوهما" (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -2‬الزينة الظاهر‬
‫وهي الزينر المشار إليها في النص السابق بقوله ‪ِ :‬إال َما َظ َه َر ِم ْن َها‪ ‬أي‬
‫التي تاادعو الحاااالاار إلى هوره وممااا ال يمكن إخفااانه وقياال المراد بااه الوالااه‬
‫والكفان أو النياب (‪2‬ـ ‪ ،‬وإ ا شااااااعرا المرأة أن والهها قد يساااااابب الفتنر لبعض‬
‫الرالال فاألف اااال أن تلبن النقاب ألن لب أ هر للقلوب ‪ ،‬فقد الاء عن عائشاااار‬
‫رضااااي هللا عنها قال ‪" :‬كان يمر بنا الرالال ونحن محرماا م رسااااول هللا ‪‬‬
‫فإ ا حا وا بنا سدل إحدانا خمارها على والهها فإ ا الاوزنا كشفنا" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫خامسا ً لفتات بيا ية‬
‫يوالد في النص بعض األمور البالكير وهي تتمنل في ااتي ‪-:‬‬
‫‪ -‬الحذف في قولـاااااااه تعالى ‪ :‬آق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنِينَ يَغق ُّ‬
‫ْص ِار ِه ْم‪ ‬ألن المراد‬
‫ض وا ِم ْن أَب َ‬
‫كض البصاار عما حرم هللا ال عن كل شاايء ألن اإلنسااان يباح له النعر إلى‬
‫ما أ حل هللا له ‪ ،‬وال يجوز النعر إلى عوراا ااخرين ف حذف لب اكت فاء‬
‫بمعرفر الماا بين وفهمهم من خالل النص ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ المغني – مجلد ‪ 6‬ص ‪. 554‬‬
‫(‪2‬ـ محاسن التأويل – مجلد ‪ 7‬ص ‪. 695‬‬
‫(‪3‬ـ رواه أبو داود – ف‪ : 1‬المناسـب – بـاب ‪ – 33‬حديـر رقـــم ‪ – 1833‬ص ‪569-568‬‬
‫‪ ،‬واإلمام أحمد – ف‪ 8‬ص ‪ ، 63‬وحسنه األلباني ‪.‬‬
‫‪- 121 -‬‬
‫‪ -‬من األسرار البالكير دخول "من" على كض األبصار دون الفروف في قوله‬
‫ْص ِار ِه ْم َويَحْ فَ ق‬
‫تعالى ‪ :‬آق ْ‪ِ :‬ل ْل قم ْؤ ِمنِينَ يَغق ُّ‬
‫ظوا فق قرو َج قه ْم‪(‬ـ ألن أمر‬
‫ض وا ِم ْن أَب َ‬
‫النعر موساااااا فيه وألن المحارم من النساااااااء يجوز النعر إلى شااااااعورهن‬
‫وأراللهن وأيديهن ‪ ،‬أما الفرف فاألمر يم يق فيه فال يجوز النعر إلى العورة‬
‫المغلعر ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن هذه األساااااارار تقديم كض البصاااااار على حفظ الفروف في اايتين ألن‬
‫النعر بر يد الز نا ورا ئد الفجور ويل هب نار ال حب ا لذي يدف إلى ارت كاب‬
‫المحرم ‪.‬‬
‫‪ -‬الاء أفعل التف يل للمبالغر في قوله تعالى ‪ :‬أ َ ْزكَى لَ قه ْم‪ ‬أي أن كض البصر‬
‫وحفظ الفرف فيه الطهارة للملمن من دنن الر ائل وأف اااااال من الوقوع في‬
‫ااحام والمحرماا والمنكراا ‪.‬‬
‫سادسا ً المعنى اإلجمالي‬
‫قولـااااااااااه ‪َ  :‬و ْليَ ْ‬
‫علَى قجيقو ِب ِهنَّ ‪ ‬أي وليلقين بامرهن وهو الم‬
‫ض ِر ْبنَ ِب قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫علَى قجيقوبِ ِهنَّ ‪ ‬الم اليب‬
‫خمار والامار هو القناع أو كطاء الرأس ‪ ،‬وقوله ‪َ  :‬‬
‫وهي الفتحر التي تكون في وب القميص ويبدو منها صاااااادورهن ‪ ،‬فقد أمر هللا‬
‫النساء بإلقاء الامار على الرأس والصدر لسترها ‪ ،‬وكنى عن الصـاادر بالجيوب‬
‫ألنها ملبوساااااار عل يها وعليه فالمراد العام من ااير ‪ :‬أن هللا أمرهن بسااااااـااااااااااااتر‬
‫شـعورهن وأعناقهن وصدورهن بالامار لكي ال يرى منها أي شيء ‪.‬‬
‫سابعا ً تشريع الحجاب في اإلسالم‬
‫لقد دلل القرآن الكريم على فري ااار الحجاب في ساااورتين من ساااوره ‪:‬‬
‫األولى في ساورة النور ‪ ،‬والنانير في ساورة األحزاب ‪ ،‬أما األولى فقوله تعالى ‪:‬‬
‫‪َ ‬و ْليَ ْ‬
‫علَى قجيقوبِ ِهنَّ ‪ ‬إرشااااادا ً إلى كيفير إخفاء بعض الزينر بعد‬
‫ض ِر ْبنَ بِ قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫النهي عن إبدائها ‪ ،‬والمراد من هذه ااير كما روى ابن أبي حاتم عن ابن البير ‪:‬‬
‫أمرهن بستر نحورهن وصدورهن بامرهن لئال ييرى منها شيء وكان النساء‬
‫في الجاهلير يغطين رنوساااهن بالامار ويسااادلنه كعادة الجاهلير من وراء العهر‬
‫فتبدو نحورهن وبعض صدورهن ‪ ،‬وصه أنه لما نزل هذه ااير سارع نساء‬
‫المهاالرين إلى االمتنال فيها فشااااققن مرو هن أي فاختمرن بها تصااااديقا ً وإيمانا ً‬
‫بما أنزل هللا تعالى من كتابه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫اجرَ‬
‫وأما التي في سااااورة األحزاب فقوله تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها النَّ ِب ُّي آق ْ‪ْ َ :‬ز َو ِ‬
‫علَي ِْهنَّ ِم ْن َجال ِبي ِب ِهنَّ أَ ِلرَ أ َ ْد َى أ َ ْن يق ْع َر ْفنَ فَال‬
‫اء ا ْل قم ْؤ ِمنِينَ قي ْد ِينَ َ‬
‫س ِ‬
‫َوبَ َنا ِترَ َو ِ َ‬
‫(‪1‬ـ سورة النور – أير ‪. 30‬‬
‫(‪2‬ـ روح المعاني – األلوسي – ف‪ 18‬ص ‪ 142‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪- 122 -‬‬
‫ّللاق َفقورا ً َر ِحيما ً‪1( ‬ـ تشاااااير هذه ااير إلى أن هللا سااااابحانه وتعالى‬
‫يق ْؤأَ ْينَ َوكَانَ َّ‬
‫أمر نبيه ‪ ‬أن يأمر نساااءه وبناته ونساااء الملمنين عامر إ ا خرالن لحاالتهن أن‬
‫كاس ‪ ،‬فيميزهن هذا الزي‬
‫يغطين أالساااااااامهن ورنوسااااااهن واليوبهن بجلباب ٍ‬
‫ً‬
‫ويجعلهن في مأمن من تلصااااص الفساااااب ‪ ،‬فإن معرفتهن وحشاااامتهن معا تلقيان‬
‫الاجل والتحرف (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقد توعد النبي ‪ ‬التي تارف كاساااااير عارير بقوله ‪" :‬نسااااااء كاساااااياا‬
‫عارياا مائالا مميالا رنوسااهن منل أساانمر البا ال يدخلن الجنر وال يجدن‬
‫ريحها" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ولقد بين لنا الشاااريعر اإلساااالمير حدود ما سااامح به من إبداء الزينر‬
‫وفق ما تقت اايه الفطرة اإلنسااانير السااليمر والعقل السااليم ‪ ،‬وعلى وفق ما يل امن‬
‫عدم الفتنر ودف الفواحش والحفا على األخالب ‪ ،‬يقول الرساااااول الكريم ‪" ‬يا‬
‫أس م اء إأا بلغ ت المرأ المحيض ف ر ال يجوز أن يظهر منه ا إال الوج‬
‫والكفان" (‪‬ـ ‪ ،‬وفي رواير إال هذا وهذا وأشار إلى الوج والكفين ‪.‬‬
‫هذا وإن المرأة التي هتك سااااااتر الحجاب قد هتك سااااااتر العفر من‬
‫السـاادها ‪ ،‬وهتك الحاالز الذي وضعه اإلسالم بينها وبين المعاصي والمزالق ‪،‬‬
‫بل إنها أخرال تلب الجوهرة المكنونر التي عمل اإلسااااااالم الاهدا ً على أن ال‬
‫تمسهـا إال يد صاحبهـا وال تنعـر إليها بعين الشهوة والتمني إال عين زوالها ‪.‬‬
‫إن اإلسااالم الذي فرض الحجاب صااان شاارف المرأة وعفتها ‪ ،‬وأحا ها‬
‫بهالر من القدسااير الالقير ‪ ،‬وإن المرأة التي خلع حياب السااتر والعفر قد أعط‬
‫نفسااها صاافر المرأة المسااتهترة بالقيم والمعاني المنالير ‪ ،‬مما يدف النفوس الابينر‬
‫أن تطم في الوصااول إليها ‪ ،‬كما أنها ساامح ألعين أصااحاب تلب النفوس التي‬
‫خلا من كنير من معااني الرالولار والغيرة ‪ ،‬أن تتلصااااااص عليهاا ‪ ،‬وفي هاذا‬
‫(‪1‬ـ سورة األحزاب – ااير ‪. 59‬‬
‫(‪2‬ـ العالل – ساااااايد قطب – ف‪ 5‬ص ‪ ، 2880‬تفسااااااير القر بي – ف‪ 144‬ص ‪، 244-243‬‬
‫ماتصر تفسير ابن كنير – ف‪ 3‬ص ‪. 115 ، 114‬‬
‫(‪3‬ـ صحيه مسلم بشرح النووي – ‪ 37‬كتاب الزينر ‪ ،‬باب النساء الكاسياا العارياا المائالا‬
‫المميالا – ف‪ 14‬ص ‪ ، 110 ، 109‬ح‪ ، 2128‬ومعنى أساااااانماار الباا ‪ :‬أن يكبرنهااا‬
‫ويععمنها بلبن عمامر أو عصابر أو نحوها – المرال السابق ص ‪. 110‬‬
‫(‪4‬ـ المو أ – اإلمام مالب بن أنن – ف‪ 2‬ص ‪ ، 48 ، 913‬كتاب اللباس – ‪ 4‬باب ما يكره‬
‫للنساء لبسه من النياب ‪.‬‬
‫‪- 123 -‬‬
‫المعنى يقول الرساااول ‪" ‬النظر س هم مس موم من س هام الش يطان"‬
‫وقوله ‪" : ‬لتغضن أبصاركم ولتحفظن فروجكم أو ليكسفن ه وجوهكم" ‪.‬‬
‫ولوال كشااااف الحجاب والتعري وإبداء الزينر لما اسااااتطاع أمنال هلالء‬
‫الذئاب من معرفر تلب النسااااااوة ‪ ،‬وال تجرءوا على مالحقتهن أو االقتراب من‬
‫إحداهن ‪ ،‬إن الحجاب الذي أمر به اإلسااااااالم هو عنوان عفر المرأة و هارتها ‪،‬‬
‫ودليل على أنها من الملمناا اللواتي امتألا قلوبهن باإليمان ونبذن كل مدخل‬
‫للشيطان ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ثامنا ً شروط لباس المرأ في اإلسالم‬
‫لقد كر المودودي شااااارو ا ً لحجاب المرأة المسااااالمر في كتابه الحجاب‬
‫نلاصها في ااتي ‪-:‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫‪ -‬اسااااااتيعااب اللبااس لجمي البادن لقولاه تعاالى ‪َ  :‬وليَ ْ‬
‫على‬
‫ض ِر ْبنَ بِ قخ قم ِر ِهنَّ َ‬
‫قجيقو ِب ِهنَّ ‪ ‬ولقد حذر ‪ ‬النساااء الكاسااياا العارياا فقال ‪" :‬س يكون في آخر‬
‫أمتي س ا ٌء كاس ياتٌ عارياتٌ على رؤوس هن كأس نمة البقخت العنوهن‬
‫فر هن ملعو ات" (‪‬ـ ‪ ،‬ومعنى أنهن ملعوناا أي مطروداا من رحمر هللا ‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون زينر في نفساااااااه فيجلب انتباه الناس إليها ويدعو إلى إيذائها وفتنر‬
‫الناس بها عمالً بقوله تعالى ‪َ  :‬وال تَبَ َّرجْ نَ تَبَ ُّر َ ا ْل َجا ِه ِليَّ ِة ا قولَى‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫شف عورتها ‪ ،‬وللمرأة الم سلمر بأ سماء بن أبي بكر ر ضي‬
‫‪ -‬أال يكون رقيقا ً ي ُّ‬
‫هللا عنهما األسااوة والقدوة الحساانر ‪ ،‬فقد أرساال إليها المنذر بن الزبير بكسااوة‬
‫من بالد العراب وكان رقيقر وكان أسماء قد يكف بصرها فلمستها بيدها حم‬
‫تشف ‪ ،‬قال أسماء إنها إن لم تشف فإنها‬
‫أف إنه تشف ‪ ،‬فقيل لها ‪ :‬ال‬
‫قال ‪ٍ :‬‬
‫ي‬
‫ـ‬
‫‪5‬‬
‫(‬
‫تصاااااف" ‪،‬وهذا دليل صاااااريه على أنه يحرم على المرأة أن تلبن لباساااااا ً‬
‫يصف أو يشف بل اعتبره بعض العلماء من الكبائر‬
‫‪ -‬أن يكون النوب ف ااافاضاااا ً واساااعا ً كير ضااايق ؛ ألن اللباس ال ااايف يصااف‬
‫عورة المرأة ويبدي مالمحها وينتت عن لب إفسااااااااد لبعض قلوب الرالال‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫المسااااتدر على الصااااحيحين في الحدير لإلمام أبي عبد هللا محمد بن عبد هللا المعروف‬
‫بالحاكم النيسابوري – ف‪ 4‬ص ‪ ، 314‬كتاب الرقاب ‪ ،‬وقال الحاكم حدير صحيه اإلسناد‬
‫ولم يارالاه ‪.‬‬
‫المعجم الكبير للحافظ ابن القاسم سليمان بن أحمد الطبراني – ف‪ 8‬ص ‪. 246‬‬
‫أخراله مسلم ‪.‬‬
‫سورة األحزاب – ااير ‪. 33‬‬
‫الماتار للحدير في شهر رم ان – ص ‪. 192‬‬
‫‪- 124 -‬‬
‫وتعرض المرأة للفتنر ‪ ،‬والدليل على لب أن رسااااول هللا ‪ ‬كسااااا أسااااامر بن‬
‫زيـااااد عباءة كنيفر فكساها امرأته فقال له النبي ‪" : ‬ما لب لم تلبن العباءة ؟‬
‫فقال ‪ :‬كسااااااوتها امرأتي ‪ ،‬فقال ‪ :‬يمرها فلتجعل تحتها كاللر فإني أخاف أن‬
‫تصف حجم ععامها" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬أال يكون اللباس يمبارا ً أو معطرا ً ‪ ،‬و لب لما فيه من تحريب للشااااااهوة حير‬
‫قال ‪" : ‬أيُّ ما امرأ اس تعطرت فمرت على آوم ليجدوا منها ريحا ً فهي‬
‫زا ية" (‪‬ـ ‪ .‬وقال عليه السااالم "أيما امرأ أص ابت بخورا ً فال تش هد معنا‬
‫العشاء اآلخر " (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -6‬أال يشاابه لباس المرأة لباس الرالل ‪ :‬فقد لعن رسااول هللا ‪ ‬الرالل يلبن لباس‬
‫المرأة والمرأة تلبن لباس الرالل ‪.‬‬
‫والاء في حدير آخر ‪" :‬ثالثة ال يدخلون الجنة وال ينظر ه إليهم يوم‬
‫القيامـة العاق لوالدي والمرأ المترجلة المتشبهة بالرجا والديوث" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقـاااااال بعض العلمـااااااء ‪ :‬سـاااااواء كان التشبه في المالبن أو الشعر أو‬
‫األحذير أو نحوها ‪.‬‬
‫‪ -‬أال يش ب لباس الكافرات وهذه الق ااير ينبغي على المرأة المساالمر أن تتنبه‬
‫كليها وال تنعر إلى لباس الكافراا الماالناا فتقلدهن ألنه لين بعد الكفر‬
‫نب ‪ ،‬أما المسلمر التي تعتز بإسالمها وتلمن بالجنر والنار فاألحرى بها أن‬
‫تلتزم شاارع هللا في اللباس وال تنسااى أن هذا اللباس للكافراا بقصااـااااااااره أو‬
‫ضيقـه أو شفافيته كان سببا ً لوقوع الفاحشر عند لب القوم ‪.‬‬
‫لذلب نقول ‪ :‬إن الحجاب هو شااعار المرأة المساالمر ودليل على االحترام‬
‫واالحتشااااام وعنوان لشاااااصاااايتها الح ااااارير ‪ ،‬يميزها من باقي النساااااء كير‬
‫الملتزماا بهذا اللباس ‪ ،‬وعلى هذا نطالب النساااااااء في المجتم اإلسااااااالمي أن‬
‫يلتزمن بهذا اللباس الشاااااارعي حتى يتميز المجتم اإلسااااااالمي عن المجتمعاا‬
‫األخرى ‪.‬‬
‫والالم في "يضربن" الم األمر ‪ ،‬دليل على والوب اتباع األمر الرباني‬
‫‪ ،‬والباء في قوله "بخمرهن" لتأكيد اللصااااوب للمبالغر في إحكام وضاااا الامار‬
‫على الجيب زيـااااادة على المبالغر المستفادة من فعل "يضربن" (‪5‬ـ وعدى الفعل‬
‫بعلى لت منه معنى الوض واإللقاء ‪ ،‬وقيل معنى التشديد في الوض (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫رواه أحمد والبيهقي وحسنه األلباني ‪.‬‬
‫قال عنه الترمذي حدير حسن صحيه ‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬
‫رواه اإلمام أحمد في المسند والبيهقي والحاكم ‪.‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪. 208‬‬
‫تفسير البحر المحيط – ف‪ 6‬ص ‪. 448‬‬
‫‪- 125 -‬‬
‫تاسعا ً بيان المحارم‬
‫بعولتهن مفردها بعل وهو الذكر من الزوالين ‪ ،‬فقد الاء على لساااااااان زوالر‬
‫ع قج ٌ‬
‫وز َو َهذَا بَ ْع ِلي‬
‫إبراهيم عليه السااااااالم قوله تعالى ‪َ  :‬آا َلتْ َيا َو ْيلَتَى أَأ َ ِل قد َوأ َ َ ا َ‬
‫يب‪( ‬ـ ‪ ،‬ويطلق على الرالل ألن له القوامر واالستعالء‬
‫َ‬
‫شيْخا ً ِإنَّ َهذَا لَش َْي ٌء ع َِج ٌ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ق بِ َر ِد ِهن‪ ‬ويقال لألرض المسااتعلير‬
‫على المرأة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬وبقعقولَت ق قهنَّ أ َ َح ُّ‬
‫بعل وللفحل من النحل بعل تشبيها ً بالبعل من الرالال بجام االستعالء بينهما ‪.‬‬
‫س ائهن تعني النسااااء والنساااوان والنساااوة وكلها الم للمرأة من كير لفعها ‪،‬‬
‫كالقوم من الم المرء والمراد بها في ااير المسلماا فال يحل للمرأة المسلمر أن‬
‫تكشف رأسها عند نساء أهل الذمر أو المشركاا ‪ ،‬قال بذلب اإلمام أحمد ‪ ،‬وقال‬
‫ابن عباس ‪ :‬ال يحل للمساالمر أن تراها يهودير وال نصاارانير لئال تصاافها لزوالها‬
‫فإن كان الكافرة أ َمرً لمسااااالمر الاز أن تنعر إلى سااااايدتها وأما كيرها فال و لب‬
‫النقطاع الوالير بين أهل اإلسالم وأهل الكفر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أو ما ملكت أيما هن يعني اإلماء والجواري دون العبيد ألن العبد كاألالنبي‬
‫فال يحل له النعر إلى ساااااايدته ألنه لين بمحرم وقالوا ‪ :‬أن ااير في حق اإلماء‬
‫فقط ‪ ،‬واستدلوا بما الاء عن سعيد بن المسيب أنه قال ‪" :‬ال تغرنكم هذه ااير ‪‬أ َ ْو‬
‫َما َملَكَتْ أ َ ْي َما قكقم‪ ‬إنما عني بها اإلماء ولم يعن بها العبيد وهذا هو الصاااحيه ألن‬
‫العبيد فحول وليسااوا أزواالا ً وال محارم والشااهوة متحققر فيهم فال يجوز الكشااف‬
‫عليه أو إبداء الزينر أمامهم ‪.‬‬
‫وقالوا إنما كر اإلماء في ااير حتى ال يعن بعض الناس أنه ال يجوز‬
‫للمرأة أن تباادي زينتهااا لإلماااء ألن الااذين تقاادم كرهم في النص من األحرار‬
‫وعندما كر اإلماء زال اإلشكال في الفهم ‪.‬‬
‫التابعين وهم الذين يتبعون القوم ويكونون معهم رفقاء أو ألنهم نشااااااأوا عندهم‬
‫وهو الذي ال يريد الطعام وال يريد النساء وال يغار عليه الرالل وال ترهب المرأة‬
‫خمارها عنده وهو الذي ال حاالر له بالنساء (‪‬ـ ‪.‬‬
‫أن ت‬
‫ير أولي اإلربة أصحاب اإلربر ‪ ،‬واإلربر هي الحاالر والمعها مورب ‪ ،‬ويقال‬
‫أرب الرالل إلـى الشـيء إ ا احتـاف إليه وللمفسرين في لب األقوال ااتير ‪-:‬‬
‫‪ -‬قال ـوا إن التابعي ـن كي ـر أولي اإلربر من الرالال تعني الصغير ألنه ال حاالر‬
‫له في النساء لصغره ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة هود – آير ‪. 72‬‬
‫(‪2‬ـ سورة البقرة – آير ‪. 228‬‬
‫(‪3‬ـ انعر تفسير مفرداا ألفا القرآن الكريم – ص ‪ ، 850‬وانعر تفسير القر بي – مجلد ‪6‬‬
‫– ص ‪. 155‬‬
‫(‪4‬ـ الام البيان في تأويل القرآن – ف‪ 9‬ص ‪. 308‬‬
‫‪- 126 -‬‬
‫‪ -‬يقال إنه العنين الذي ال إرب له في النساء لعجزه ‪.‬‬
‫‪ -‬أنه األبله المعتوه ألنه ال إرب له في النساء لجهالته وهو الذي ال تشتهيه المرأة‬
‫وال يغار عليه إ ا رآه عند امرأته ‪.‬‬
‫‪ -‬أنه المجنون لفقد إربه في النساء ‪.‬‬
‫‪ -5‬الشااااي الهرم الكبير الفاني الذي ال يكترث بالنساااااء لهرمه وبلوكه في العمر‬
‫عتيا ً ‪.‬‬
‫والمراد بااير أن على النساء أن ال يبديـااااان زينتهـااااان لمماليكهـااااان وال‬
‫لتيباااعهن إال أن يكونوا كير أولي اإلرباار أي كير وي الحاااالاااا إلى النسااااااااء‬
‫كالمذكورين سابقا ً وهم الذين ال يدركون من األمور الجنسير شيئا ً (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ظ أو الطف‪ :‬الذين لم يظهروا على عورات النس اء الطفل هو الصااااغير الناعم‬
‫الاذي لم يبلغ الحلم ‪ ،‬وكلمار الطفال تعني الجم كماا يراد بهاا المفرد منال كلمار‬
‫"ض يف" والمراد بها في ااير الجم ألنه الاء بواو الجماعر أو الطفل "الذين‬
‫لم يظهروا" وهم األ فال الذين لم يعرفوا الشااااااهوة ولم يدركوا معاني الجنن‬
‫لصااااااغر أعمارهم ولذلب ال حرف من إبداء الزينر أمامهم وال حرف من دخولهم‬
‫على النساء ‪.‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وإن كااان مراهق اا أو قريب اا من المراهقاار بحياار يعرف لااب وياادركااه‬
‫ويستطي التفريق بين الشوهاء والحسناء فال يجوز له الدخول على النساء حير‬
‫الاء في الصحيحين عن عقبر بن عامر رضي هللا عنه أن رسول هللا ‪ ‬قـاااااااال ‪:‬‬
‫"إياكم والدخـو على النساء" فقـال رالل من األنصار ‪ :‬أفرأي‬
‫الحمو ؟ قال ‪" :‬الحمو الموت" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬وال يَ ْ‬
‫ض ِر ْبنَ ِبأ َ ْر قج ِل ِهنَّ ِليق ْعلَ َم َما يق ْخ ِفينَ ِم ْن ِزينَتِ ِهنَّ ‪: ‬‬
‫كان المرأة في الجاهلير إ ا مشاا ت اارب براللها في األرض ليساام‬
‫قعقعـر خلاالهـا فنهيـن عن لب في اإلسالم ويحتمل أن يكون النهي ألمرين هما‬
‫‪-:‬‬
‫‪ -‬إما أن يفعلن لب فرحا ً بزينتهن ومرحا ً أو من باب االفتاار بهذه الزينر‬
‫‪ -‬وقد تفعل لب لتتعرض إلى الرالال وتشااااااد انتباههم إليها فإن كان الناني هو‬
‫المقصود فالمن فيه حتم وواالب ‪ ،‬وإن كان األول منه مندوب وكال الحالتين‬
‫ال يجوز لهاا أن تفعال لاب ‪ ،‬حم أمر هللا ساااااابحااناه وتعاالى في نهاايار اا ير‬
‫الملمنين الميعا ً في المجتم اإلسااااااالمي بأن يتوبوا إلى هللا وال ياالفوا أمره‬
‫(‪1‬ـ انعر تفسير الماوردي – النك والعيون – مجلد ‪ 4‬ص ‪. 95‬‬
‫(‪2‬ـ متفق عليه ‪.‬‬
‫‪- 127 -‬‬
‫بل يجب عليهم االلتزام بما الاء في شااااااريعر السااااااماء فإن في لب الفالح‬
‫والسداد والنجاح في الدنيا وااخرة ‪.‬‬
‫ّللاِ َج ِميعا ً أَيُّ َها ا ْل قم ْؤ ِمنقونَ لَ َعلَّ قك ْم ت ق ْف ِل قحونَ ‪:‬‬
‫* وقوله تعالى ‪َ  :‬وتقوبقوا ِإلَى َّ‬
‫هاااذا أحساااااان ماااا تاتم باااه األوامر والنواهي الموالهااار إلى الملمنين‬
‫والملمناااا ‪ ،‬يااأمرهم الميع اا ً بااالتوباار إلى هللا (‪‬ـ وبهااذا التواليااه الكريم دعوة‬
‫للمجتم المساااالم ليتميز بتوبته ومفارقته للجاهلير بأخالقها وصااااورها وألوانها ‪،‬‬
‫وب يان أن الفالح والفوز ال ي نال إال بم جا هدة النفن حتى تلتزم منهت هللا ت عالى‬
‫في الن به ت عالى فتتطهر القلوب والجوارح ‪ ،‬وتزكو النفوس‬
‫و تدر ما فر‬
‫واألعمال ‪ ،‬ويقام مجتم اإليمان والعفر والستر والطهر والفالح ‪ ،‬والفوز في‬
‫الدنيا وااخرة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وفي تكرير الاطاب أيها الملمنون تأكيد لإليجاب وإيذان بأن وصااااااف‬
‫اإليمان موالب لالمتنال حتما ً ‪ ،‬وفي هذا دليل على أن المعاصااااااي ال تيارف عن‬
‫اإليمان (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ انعر معنى التوبر – ص ‪ 75‬من بحر بيعر المجتم اإلسالمي كما تصوره سورة النور‬
‫– رسالر ماالستير كير منشورة للباحر زكريا الزميلي ‪.‬‬
‫(‪2‬ـ تفسـير التحريـر والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪ ، 214‬التفسير – الكيالني ص‬
‫‪. 186‬‬
‫(‪3‬ـ روح المعاني – األلوسي – ف‪ 18‬ص ‪. 147‬‬
‫‪- 128 -‬‬
‫المقطع النال‪:‬‬
‫سب‪ :‬الزوا والعفة لغير القادرين على الزوا‬
‫تسهي‪ :‬ق‬
‫أوالً تسير سب‪ :‬الزوا‬
‫الص ا ِل ِحينَ ِم ْن ِعبَا ِد قك ْم َوإِ َمائِ قك ْم إِ ْن‬
‫قال تعالى ‪َ  :‬وأ َ ْ ِك قحوا ا َيَا َمى ِم ْن قك ْم َو َّ‬
‫ّللاق ِم ْن فَ ْ‬
‫ع ِلي ٌم‪. ‬‬
‫س ٌع َ‬
‫ّللاق َوا ِ‬
‫ض ِل ِ َو َّ‬
‫يَكقو قوا فققَ َرا َء يق ْغنِ ِه قم َّ‬
‫‪ -‬عالآة هذ اآلية بما سبقها‬
‫كما حصاااان اإلسااااالم المجتم المساااالم بتحريم الزنا وأساااابابه ‪ ،‬وشاااارع‬
‫بالتدابير الواقير من منل ‪ :‬كض البصر ‪ ،‬وإخفاء الزينر ‪ ،‬واالستئذان عند دخول‬
‫البيوا ‪ ،‬شرع اإل سالم الزواف الحالل ‪ ،‬وركب به تح صينا ً ألفراد المجتم من‬
‫الوقوع في الفاحشر ‪ ،‬واعترافـاااا ً بواق اإلنسان وفطرته ‪ ،‬وتنعيما ً له ليتوافق م‬
‫مصلحر المجتم في بنـاء األسرة ورعاير األبناء وحفظ النسب ‪.‬‬
‫إن اإلسااااااالم ا لذي حرم الز نا فته باب الزواف الحالل ‪ ،‬ور كب به ‪،‬‬
‫(‪‬ـ‬
‫والزواف تحصين إعانـاار علـااى العفر ‪ ،‬وتحصين للمجتم وبناء للبناته وأسره‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى اإلجمالي‬
‫قوله ‪( :‬ا يامى ‪ :‬الم أيم – بفته الهمزة وتشاااااديد الياء المكساااااورة –‬
‫وهي المرأة التي ال زوف لها بكرا ً كان أم حيبا ً ‪ ،‬والشاااائ إ الب األيم على التي‬
‫كان اا زوف حم خل عنه بفراقه أو موته ‪ ،‬وأما إ القه على البكر‬
‫التي ال زوف لها فغير شائ ‪ ،‬فيحمل على أنه مجاز كنر استعماله (‪‬ـ ‪.‬‬
‫واأليام يوصف به الذكر واألننى ‪ ،‬يقال ‪ :‬رالل أيم وامرأة أيم وأيمر ‪ ،‬إ ا‬
‫لم يكن لها زوف ‪.‬‬
‫‪ -‬آول (أ كحوا ؟‬
‫قيال المااا اب هم األزواف ‪ ،‬وقيال ‪ :‬هم األوليااء من قرياب أو بعياد ‪،‬‬
‫والصحيه أن المراد بالاطاب هم األولياء ‪ ،‬ألنه قال ‪ :‬أنكحوا بالهمز ‪ ،‬ولو أراد‬
‫األزواف لقال لب بغير الهمز ‪ ،‬وكان األلف للوصااااال ‪ ،‬وعلى هذا يكون األمر‬
‫لألولياء والساااااااادة بتزويت من ال زوف له من األحرار والحرائر ‪ ،‬والمراد من‬
‫(‪1‬ـ تفسـير البحـر المحيـط ألبي حيان – ف‪ 6‬ث ‪ ، 450‬والتفسير – د‪ .‬الكيالني – ص ‪، 188‬‬
‫تفسير سورة النور – الشي الجبالي ‪.‬‬
‫(‪2‬ـ التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪. 215‬‬
‫‪- 129 -‬‬
‫النكاح المعاونر والتوسااااااط في اإلنكاح ‪ ،‬لتتحقق حكمر التشااااااري ببناء المجتم‬
‫وتحصينه من الفاحشر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫قال القر بي ‪ :‬وفي هذا دليل على أن المرأة لين لها أن تينكه نفسااااااها‬
‫بغير ولي وهو قول أكنر العلماء (‪‬ـ ‪.‬‬
‫واختلف العلماء في صاااااايغر األمر الواردة في قوله تعالى ‪( :‬وأ كحوا‬
‫على حالحر أقوال ‪ ،‬وقال الفقهاء ‪ :‬ياتلف الحكم في لب باختالف حال المرء من‬
‫خوفه العن (‪‬ـ وعدم صبره ‪ ،‬ومن قوته على الصبر وزوال خشير العن عنه ‪.‬‬
‫القو ا و يكون الزواف واالبا ً على المرء إ ا خاف الهال في الدين أو‬
‫الدنيا أو فيهما وكان يملب ملونر الزواف المادير والبدنير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫القو النا ي قال الشااااافعي ‪:‬يكون الزواف مباحا ً إ ا لم ياش الوقوع في الزنا ‪،‬‬
‫وكان لمجرد ق اء الشهوة ‪.‬‬
‫القو النال‪ :‬قال أبو حنيفر ومالب أنه مستحب ‪.‬‬
‫السنر النبوير الشريفر على الزواف بأحادير كنيرة منها قول‬
‫وقد ح‬
‫(‪5‬‬
‫فليتزو فر‬
‫الرساااول ‪" : ‬يا معش ر الش باب من اس تطاع منكم الباء‬
‫أ ض للبص ر وأحص ن للفر ومن لم يس تطع فعلي بالص وم فر ل وجاء"‬
‫( ‪6‬ـ ‪.‬‬
‫صا ِل ِحينَ ِم ْن ِعبَا ِد قك ْم َوإِ َمائِ قك ْم‪: ‬‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬وال َّ‬
‫إن تحصااااين المجتم يقت ااااي تحصااااين أفراده الميعا ً أحرارا ً وعبيدا ً ‪،‬‬
‫الص ا ِل ِحينَ ِم ْن ِع َبا ِد قك ْم َو ِإ َما ِئ قك ْم‪ ‬تواليه إلى‬
‫أكنياء وفقراء ‪ ،‬وفي قوله تعالى ‪َ  :‬و َّ‬
‫أساااااس الصااااالح في إقامر األساااارة والحياة الزوالير ‪ ،‬فالصااااالحون من األرقاء‬
‫القادرون على تحمل أعباء الحياة الزوالير ‪ ،‬المعروفون بحسااااان سااااايرتهم ‪ ،‬هم‬
‫الذين ييزوالون ؛ ألن في زواالهم تحصينا ً لهم وتوفيرا ً ألسباب الطمأنينر والاير‬
‫في المجتم ‪ ،‬أما كير الصاااااااالحين فزواالهم عبء على ساااااااادتهم وعبء على‬
‫مجتمعهم ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪5‬ـ‬
‫(‪6‬ـ‬
‫أحكااام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 391‬تفسااااااير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪، 239‬‬
‫الكشاف – الزماشري – ف‪ 3‬ص ‪. 233‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪. 239‬‬
‫العن ‪ :‬الفسااد أو الزنا – القاموس الميحط – ف‪ 1‬ص ‪ ، 159‬المعجم الوسايط – ف‪ 2‬ص‬
‫‪. 630‬‬
‫أحكااام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 391‬تفسااااااير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪، 239‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪. 217‬‬
‫البـااااااااءة ‪ :‬هي القدرة الجن سير والمادير – فته الباري شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص‬
‫‪. 108‬‬
‫فته البـاااااااري شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪ 112‬ح ‪ ، 5066‬سنن ابن ماالر – ف‪1‬‬
‫ص ‪ 592‬ح‪. 1845‬‬
‫‪- 130 -‬‬
‫وفي اشااااااترا الصااااااالح في العبيد دون األحرار ما يفيد أن األحرار‬
‫يكونون عادة من الصاااااااالحين القادرين على تحمل أعباء الحياة الزوالير ‪ ،‬وهم‬
‫وحدهم الذين يتحملون مسئولير بناء األسرة وتكاليفها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد نبه القرآن الكريم في آياا أخرى في هذه الساااااورة إلى قاعدة الصاااااالح‬
‫والتقوى في بناء األسرة لألحرار وكيرهم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ّللاق ِم ْن فَ ْ‬
‫ض ِل ‪ ‬وضح ااير الكريمر‬
‫* قولـااااه تعالى ‪ :‬إِ ْن يَكقو قوا فققَ َرا َء يق ْغنِ ِه قم َّ‬
‫أن الصاااالح هو بناء الحياة ‪ ،‬وأن الصاااالحين والطيبين من الرالال والنسااااء هم‬
‫الذين يحساانون بناء األساارة ‪ ،‬والقيام برسااالتها ‪ ،‬وتحمل تكاليفها ‪ ،‬فإن هذه ااير‬
‫ّللاق ِم ْن فَ ْ‬
‫ض ِل ‪ ‬ترشاااد أي اااا ً إلى االبتعاد عن المقياس‬
‫‪‬إِ ْن يَكقو قوا فققَ َرا َء يق ْغنِ ِه قم َّ‬
‫المادي في اختيار األزواف ‪ ،‬وتواله إلى تذليل العقباا المادير التي تحول دون‬
‫تيساااير أساااباب الزواف ‪ ،‬ففقر الرالل وضااايق اا يده ‪ ،‬وعدم قدرته على المهر‬
‫المرتف ‪ ،‬ال ينبغي أن يكون سااااببا ً في عدم تزويجه إ ا كان صااااالحا ً في نفسااااه ‪،‬‬
‫قادرا ً على تحمل نفقاا زواله (‪‬ـ ‪.‬‬
‫هـاااذا النص الكريـااام اابـااااء واألمهـااااا واألوليـااااء أمـاااام‬
‫وهكذا ي‬
‫مسااائولياتهم االالتماعير أال يعرضاااوا أبناءهم وبناتهم للفتنر ‪ ،‬وأال يعرضاااـاااااااااوا‬
‫المجتم للفسـاد بوضـ العقباا المادير أمام الزواف الحالل حين ال يزوالون إال‬
‫من كان منعمـا ً قـادرا ً علـى دف المهر الكبير ‪ ،‬ونفقاا الزواف المكلفر ‪.‬‬
‫‪ -5‬وااير الكريمر ترشااد ااباء واألولياء إلى النعرة الواسااعر الشاااملر في الحكم‬
‫على الاا ب ‪ ،‬فإن كان فقيرا ً ‪ ،‬فهو في بداير الطريق والبناء لحياته ‪ ،‬وال ندري‬
‫ما تابله األيام والليالي من خير وسااااااعر وكنى (‪‬ـ وإلى هذا المعنى أشااااااار ابن‬
‫مساااااعود ‪" :‬التمس وا الغنى في النكاح" (‪5‬ـ وفي الحدير عن رساااااول هللا ‪: ‬‬
‫"ثالث ة حق على ه عو هم الن اكح يري د العف اف والمك ات ب يري د ا داء‬
‫والمجاهد في سبي‪ :‬ه" (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ‬
‫(‪2‬ـ‬
‫(‪3‬ـ‬
‫(‪4‬ـ‬
‫تفسااااااير أبي السااااااعود – ف‪ 6‬ص ‪ ، 171‬أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪، 392‬‬
‫‪ ، 393‬تفسير سورة النور – الشي الجبالي ‪.‬‬
‫انعر ص ‪ 110‬بيعر المجتم اإلسااااااالمي كما تصااااااورها سااااااورة النور – د‪ .‬زكريا‬
‫الزميلي‪.‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 241‬أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 394‬تفسير‬
‫سورة النور – المودودي – ص ‪. 180‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 241‬أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪ ، 394‬تفسير‬
‫سورة النور – المودودي – ص ‪. 180‬‬
‫(‪5‬ـ ساانن ابن ماالر – ف‪ 2‬ص ‪ 150‬ح‪ ، 2518‬وقد صااحه األلباني هذا الحدير ‪ ،‬انعر صااحيه ساانن‬
‫ابن ماالر لأللباني – ف‪ 2‬ص ‪ 73‬ح ‪. 2041‬‬
‫(‪6‬ـ ساااانن النسااااائي – ف‪ 6‬ص ‪ 18‬ح‪ 3128‬وقد صااااحه هذا الحدير األلباني ‪ ،‬انعر صااااحيه ساااانن‬
‫النسائي – ف‪ 2‬ص ‪ 655‬ح ‪. 2930‬‬
‫‪- 131 -‬‬
‫‪ -6‬والمهر في اإلساااالم رمز لتكريم المرأة ‪ ،‬والرالل هو الذي يساااعى لها ويقدم‬
‫من أاللها ‪ ،‬فإ ا أصاابه المهر في عصاار الجهل والجهالر عبئا ً ماديا ً ‪ ،‬وكأنه حمن‬
‫للمرأة ‪ ،‬تتفاخر في المغاالة فيه ‪ ،‬حتى ي ااطر الزوف إلى تحمل ما ال يسااتطيعه‬
‫من ديون ‪ ،‬قد تكون ساااااببا ً في شاااااقاء الزوالين بعد لب ‪ ،‬فإن هداير اإلساااااالم ‪،‬‬
‫وتواليهاا النبي ‪ ‬تهتف بالملمنين أن يتحلوا بأخالب اإلسااااااالم ‪ ،‬بأن يزوالوا‬
‫صاااحب الالق (‪‬ـ والدين ‪ ،‬وفي هذا المعنى يقول الرسااول ‪" ‬إأا جاءكم من‬
‫ترض ون دين وأما ت فزوجو إال تفعلو تكن فتنة وفس اد كبير" (‪‬ـ وأن‬
‫يكتفوا بالمهر القليل وتيساااير الزواف ‪ ،‬وقد زوف الرساااول ‪ ‬الرالل الذي لم يجد‬
‫عل يه إال إزاره ‪ ،‬ولم ي قدر على خاتم من حد يد وم هذا فزو اله بتلب المرأة ‪،‬‬
‫والعل صاداقها عليه أن يعلمها ما معه من القـااااااارآن ‪ ،‬والمعهـاااااااود من كرم هللا‬
‫ولطفه أن يرزقه ما فيه كفاير له ولها (‪‬ـ ويقول ‪" : ‬إن أعظم النكاح بركة‬
‫أيسر مؤو ة" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً لفتات بيا ية‬
‫ع ِلي ٌم‪ ‬تقرير لهذا الوعد الكريم‬
‫س ٌع َ‬
‫ّللاق َوا ِ‬
‫وفي ختم ااير بقوله تعالى ‪َ  :‬و َّ‬
‫‪ ،‬فسعر ف ل هللا تعالى تنتعر هلالء الف الء الذين اختاروا الرالل لدينه وخلقه‬
‫‪ ،‬أن يوس عليهم ويتوالهم ويرعاهم ويزيدهم من ف له ‪ ،‬مصداقا ً لوعده الكريم‬
‫ّللاَ يَجْ عـ َ ْ‪ :‬لـ َ ق َم ْخ َرجا ً َويَ ْر قز ْآ ق ِم ْن َحي ق‬
‫ب‪5( ‬ـ وقد اختير‬
‫ْ‪ :‬ال يَحْ ت َ ِ‬
‫ق َّ‬
‫س ق‬
‫‪َ ‬و َم ْن يَت َّ ِ‬
‫ً‬
‫الوصااااااف (بعليم دون (كريم منال ليبين لنا أن ما يجريه – الل شااااااأنه – على‬
‫الزوالين من كنى أو فاقر إنما هو بحسب مشيئته وواس حكمته ومقت ى علمه‬
‫‪ ،‬فهو مدبر الكائنـاااااا بعلمه ‪ ،‬ومنعمها بمشيئته ‪ ،‬ووس كل شيء علما ً ‪ ،‬فربما‬
‫كان من مقت ااااااى حكم ته أن يبق يا على فاقته ما ‪ ،‬أو أن يشاااااا تد فقره ما ‪ ،‬فال‬
‫اعتراض على حكمه ‪ ،‬وال تعرض لمشيئت ـه ‪ ،‬وال رفض وال دف ـ لما حكم ‪ :‬ال‬
‫سأَلقونَ ‪6( ‬ـ ‪.‬‬
‫سأ َ ق َ‬
‫ع َّما يَ ْفعَ ق‪َ :‬و قه ْم يق ْ‬
‫يق ْ‬
‫ثالنا ً طلب العفة لغير القادرين على الزوا‬
‫(‪1‬ـ تفسير سورة النور – الشي الجبالي – المجلد النالر – ص ‪. 534‬‬
‫(‪2‬ـ سنن ابن ماالر – ف‪ 10‬ص ‪ 632‬ح‪ ، 1956‬سـنن الترمـذي – ف‪ 2‬ص ‪ 274‬ح ‪. 1090‬‬
‫(‪3‬ـ ماتصر تفسير ابن كنير – ف‪ 2‬ص ‪. 603‬‬
‫(‪4‬ـسااانن أبي داود – ف‪ 2‬ص ‪ 584‬ح ‪ ، 2109‬سااانن الترمذي – ف‪ 5‬ص ‪ 2‬ح ‪ ، 1094‬وقد صاااححه‬
‫األلباني ‪ ،‬انعر صااحيه ساانن الترمذي – ف‪ 5‬ص ‪ ، 1094‬وقد صااححه األلباني ‪ ،‬انعر صااحيه‬
‫سنن الترمذي – ف‪ 2‬ص ‪ 317‬ح ‪. 874‬‬
‫(‪5‬ـ سورة الطالب – ااير ‪. 2‬‬
‫(‪6‬ـ البحر المحيط – ف‪ 6‬ص ‪ ، 451‬تفساااااير روح المعاني – األلوساااااي – ف‪ 18‬ص ‪، 148‬‬
‫‪ ، 149‬التفسير – الكيالني – ص ‪. 191‬‬
‫‪- 132 -‬‬
‫ّللاق ِم ْن‬
‫قولـاااااااه تعالى ‪َ  :‬و ْل َي ْست َ ْع ِف ِ‬
‫ف الَّ ِذينَ ال َي ِج قدونَ ِكَاحا ً َحتَّى يق ْغ ِن َي قه قم َّ‬
‫فَ ْ‬
‫ض ِل ِ ‪. ‬‬
‫الزواف مساااائولير وأمانر ‪ ،‬ومن تاق نفسااااه إلى النكاح ولم يملب قدراته‬
‫المادير التي تلهله للنكاح كالمهر والنفقر والمسااااااكن فعليه باالسااااااتعفاف ‪ ،‬أي‬
‫بالصبر حتى يغنيه هللا تعالى من ف له فيجد ما يتزوف به (‪‬ـ ‪.‬‬
‫والتعفف يكون عن ريق ضبط النفن ‪ ،‬وحفظ الجوارح والحواس عن‬
‫اال ستر سال في ريق ال شهواا ‪ ،‬واالستعانر على لب تكون بال صوم و كر هللا‬
‫وتالوة القرآن ‪ ،‬وبذل الجهد بالطاعاا ‪ ،‬وملء الوق بالعلم واألعمال الصااالحر‬
‫(‪‬ـ وفي هذا المعنى قال الرساااول الكريم ‪" : ‬يا معش ر الش باب من اس تطاع‬
‫منكم الباء فليتزو ومن لم يستطع فعلي بالصوم فر ل وجاء" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ّللاق ِم ْن فَ ْ‬
‫ض ِل ِ ‪ ‬وعااد لمن عف‬
‫هااذا وفي قولااه تعااالى ‪َ  :‬حتَّى يق ْغ ِن َي قه قم َّ‬
‫وصاابر بأن يوساا هللا تعالى عليه ويغنيه من ف االه ‪ ،‬وييساار له أسااباب الزواف‬
‫الحالل (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 243‬تفسير ابن عاشور – ف‪ 18‬ص ‪. 208‬‬
‫التفسير الواضه – محمد حجازي – ف‪ 18‬ص ‪. 69‬‬
‫فته الباري شرح صحيه البااري – ف‪ 9‬ص ‪ 112‬وما بعدها ‪.‬‬
‫تفسير األلوسي – ف‪ 18‬ص ‪. 150‬‬
‫‪- 133 -‬‬
‫المقطع الرابع‬
‫الحض على مكاتبة الرآيق وبيان خطور ا تشار الفاحشة‬
‫أوالً الحض على مكاتبة الرآيق‬
‫اب ِم َّم ا َملَ َك تْ أَي َْم ا ق قك ْم فَ َك اتِبقو قه ْم إِ ْن‬
‫قاال تعاالى ‪َ  :‬والَّ ِذينَ يَ ْبتَغقونَ ا ْل ِكت َ َ‬
‫ّللاِ الَّذِي آتَا قك ْم‪ ‬من ااير ‪. ‬‬
‫َ‬
‫يه ْم َخيْرا ً َوآتقو قه ْم ِم ْن َما ِ َّ‬
‫ع ِل ْمت ق ْم فِ ِ‬
‫‪ -‬أسباب النزو‬
‫نزل ااير في كالم لحويطب بن عبد العزى يقال له صاااااابيه ‪ ،‬سااااااأل‬
‫مواله أن يكاتبه ‪ ،‬فأبى عليه ‪ ،‬فأنزل هللا تعالى هذه ااير ‪ ،‬فكاتبه حويطب على‬
‫(‪‬ـ‬
‫مائر دينار ووهب له منها عشااارين دينارا ً ‪ ،‬فأداها وقيتل يوم حنين في الحرب‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬عالآة هذا النص بما سبق‬
‫تلتقي هذه ااير الكريمر م سااااااابقتها في تمكين يخلق العفر في المجتم‬
‫اإلسااالمي عن ريق تيسااير أسااباب تحرير األرقاء ‪ ،‬وإعانر من تاق نفسااه إلى‬
‫الحرير ‪ ،‬و لب أن تحرير اإلنسااااان من الرب وملكه لنفسااااه أعون عليه في حفظ‬
‫هذه النفن من االب تذال ف ي ال اد مر و ما يتبع ها من عدم التق يد بأح كام السااااااتر‬
‫المطلوبر من األحرار ‪ ،‬باإلضاااااافر إلى ما يبعنه الشاااااعور بالحرير من المحافعر‬
‫على العفر والسمعر ‪.‬‬
‫إن والود الرقيق في المجتم ‪ ،‬و بيعر العروف التي يعيشااااااها يهييء‬
‫المجال للفتنر وإن سد هذه النغرة بتحريره من أهم األسباب في تحصين المجتم‬
‫من الداخل (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى اإلجمالي‬
‫قولـااااه تعالى ‪ :‬فَكَاتِبقو قه ْم‪ ‬معنى الكتابر في الشرع هو أن يكاتب الرالل‬
‫عبده على المال يلديه منجما ً عليه ‪ ،‬فإ ا أداه فهو حر ‪.‬‬
‫القو ا و إن األمر في قوله تعالى ‪ :‬فَكَا ِتبقو قه ْم‪ ‬للوالوب ‪ ،‬فإ ا ما لب عبد‬
‫أو أمر من ساااااايده أن يكاتبه فعليه أن يجيبه إلى لبه ‪ ،‬وهذا ما هب إليه عطاء‬
‫ً (‪‬ـ‬
‫وعمرو بن دينار ومحمد بن سعيد وابن الرير ‪ ،‬وبه قال اإلمام ال شافعي أوال‬
‫‪.‬‬
‫(‪1‬ـ أسباب النزول – الواحدي – ص ‪ ، 345‬لباب النقول – السيو ي – ص ‪. 159‬‬
‫(‪2‬ـ التفسير– د‪ .‬الكيالني – ص ‪ ،192‬تفسير سورة النور– الشي الجبالي– المجلد ‪ 3‬ص ‪. 145‬‬
‫(‪3‬ـ تفسير الطبري – ف‪ 18‬ص ‪. 122‬‬
‫‪- 134 -‬‬
‫القو النا ي إن األمر لالسااتحباب والندب ‪ ،‬وبه قال الشااافعي أخيرا ً وهو قول‬
‫الشعبي ومقاتل وأبي حيان والحسن البصري وسفيان النوري وأبي حنيفر ومالب‬
‫بن أنن (‪‬ـ ‪.‬‬
‫واسااااااتاادل أصااااااحاااب القول األول على قولهم بمااا روي عن عمر بن‬
‫الاطاب – رضاااااي هللا عنه – وهو أنه أمر أنن بن مالب أن يكاتب سااااايرين أبا‬
‫محمد بن ساايرين الفقيه المحدث الشااهير ‪ ،‬فأبى ‪ ،‬فرف عليه الدرة وضااربه وقال‬
‫يه ْم َخيْرا ً‪ ‬وحلف عليه بالمكاتبر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ :‬فَكَاتِبقو قه ْم إِ ْن َ‬
‫ع ِل ْمت ق ْم فِ ِ‬
‫وواله االستدالل بهذا األحر أن لب لم يكن فعالً من رأي عمر الااص ‪،‬‬
‫ويدل على أنه قد فعله على مشهد من الصحابر حير لم ينكر عليه لب أحد منهم‬
‫‪.‬‬
‫وأماااا أصااااااحااااب القول النااااني فااااسااااااتااادلوا باااأن هللا تعاااالى لم يقااال‬
‫يه ْم َخيْرا ً‪ ‬فإ ا كان علم‬
‫‪‬فَكَاتِبقو قه ْم‪‬فحساااااـااااااااااب بل قال ‪ :‬فَكَاتِبقو قه ْم إِ ْن َ‬
‫ع ِل ْمت ق ْم فِ ِ‬
‫الاير في‬
‫( ‪‬ـ‬
‫العبد إنما يتوقف على رأي السيد في الايرة ‪.‬‬
‫والااذي نراه في هااذا المقااام تراليه قول ساااااايااد قطااب – رحمااه هللا –‬
‫بالوالوب ؛ ألنه يتمشااااى م خط اإلسااااالم الرئيسااااي في الحرير ‪ ،‬وفي صاااايانر‬
‫كرامر اإلنساااااان ‪ ،‬وتاليص المجتم اإلساااااالمي من ااحار المترتبر على والود‬
‫الرب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬واختلف العلماء في قوله تعالى ‪َ  :‬خي َْرا ً‪ ‬على أقوال ‪-:‬‬
‫ا و أن يكون العبد أهالً ألداء المال ا لذي كاتب عليه ‪ ،‬بالكساااااااب بالحرفر‬
‫والمهنر الشريفر ‪ ،‬وبه قال مالب والشافعي ‪.‬‬
‫النا ي أن يكون معروفا ً بالدين والصااااااادب والصااااااالح واألمانر ‪ ،‬وهو قول‬
‫الشافعي الناني ‪.‬‬
‫النال‪ :‬وقيل أنه المال ‪.‬‬
‫* أمر سااااابحانه وتعالى المولى باإلحساااااان إلى المكاتبين وحر الملمنين الميعا ً‬
‫ّللاِ الَّ ذِي آت َ ا قك ْم‪ ‬هااذا أمر عااام ‪،‬‬
‫على تحرير العبيااد فقااال ‪َ  :‬وآتقو قه ْم ِم ْن َم ا ِ َّ‬
‫ً ( ‪5‬ـ‬
‫الاطاب فيه للسادة وعامر المسلمين والحكومر اإلسالمير معا ‪.‬‬
‫* فيه األمر للساااااادة بأن ي اااااعوا عن عبيدهم الزءا ً من مال المكاتبر ‪ ،‬فقد حب‬
‫بغير ريق واحد أن الصااااااحابر – رضااااااوان هللا عليهم – كانوا ي ااااااعون عن‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 13‬ص ‪. 245‬‬
‫موسوعر فقه عمر بن الاطاب – محمد روس قلعر الي – ص ‪. 240‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 45‬أحكام الفرح – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪. 397‬‬
‫العالل – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪ ، 25267‬تفسير القر بي – ف ص ‪. 245‬‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 9‬ص ‪. 129‬‬
‫‪- 135 -‬‬
‫مكاتبيهم الزءا ً كبيرا ً مما عليهم من مال الكتابر ‪ ،‬حتى إن عليا ً – رضااي هللا عنه‬
‫دوما ً الرب من مال المكاتبر ‪ ،‬وقـاااال عن قولـاااه تعالـاااى ‪َ  :‬وآتقو قه ْم‬
‫– كان ي‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ّللاِ الَّذِي آتَا قك ْم‪ ‬هو رب المكاتبر ‪.‬‬
‫ِم ْن َما ِ َّ‬
‫* وفيه األمر لعامر المساالمين بأن يساااعدوا بسااعر قلوبهم أيما مكاتب يطلب منهم‬
‫المعونر ألداء ما عليه من مال الكتابر ‪ ،‬ومن المعلوم أن للمملوكين أحد األسااااااهم‬
‫النمانير من مصارف الزكاة المذك ـورة في الق ـرآن الكريم لمال الزكاة (‪‬ـ ‪ ،‬يقول‬
‫علَ ْي َها َوا ْل قم َؤلَّفَ ِة آقلقوبق قه ْم‬
‫ام ِلينَ َ‬
‫ين َوا ْلعَ ِ‬
‫الص َدآَاتق ِل ْلفققَ َر ِ‬
‫تعالى ‪ :‬إِ َّ َما َّ‬
‫اء َوا ْل َم َ‬
‫س ا ِك ِ‬
‫الر َآاب‪( ‬ـ أي لتحرير رقاب العبيد من الرب ‪ ،‬وفب الرقبر من أععـاااااااااااام‬
‫َوفِي ِ‬
‫العبـاااااداا وأكبـاااار القرباا عند هللا تعالى ‪ ،‬يقول تعالى ‪ :‬فَال ا ْآت َ َح َم ا ْلعَقَبَةَ َو َما‬
‫أَد َْراكَ َما ا ْلعَقَبَةق فَرُّ َرآَبَة‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫وفيااه األمر للاادولاار بااإنفاااب الزء ممااا يرد على بي ا مااالهااا من المااال‬
‫للمكاتبين (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً بيان خطور ا تشار الفاحشة‬
‫ص نا ً ِلت َ ْبتَغقوا‬
‫قال تعالى ‪َ  :‬وال تقك ِْر قهوا فَت َ َياتِ قك ْم َ‬
‫اء إِ ْن أ َ َردْنَ ت َ َح ُّ‬
‫علَى ا ْلبِ َغ ِ‬
‫ور َر ِحي ٌم‪ ‬‬
‫ع ََر َ‬
‫ض ا ْل َحيَا ِ ال ُّد ْيَا َو َم ْن يقك ِْر ْه قهنَّ فَ ِرنَّ َّ‬
‫ّللاَ ِم ْن بَ ْع ِد ِإك َْرا ِه ِهنَّ َفق ٌ‬
‫‪ -‬سبب النزو‬
‫أخرف سعيد بن منصور عن شعبان عن عمرو بن دينار عن عكرمر أن‬
‫عبد هللا بن أبي كان له أمتان ‪ :‬مسااااايكر ومعا ة فكان يكرههما على الزنا فقال‬
‫إحداهما ‪ :‬إن كان خيرا ً فقد اسااااااتكنرا منه ‪ ،‬وإن كان كير لب فإنه ينبغي أن‬
‫أدعه ‪ ،‬فأنزل هللا ‪َ ‬وال تقك ِْر قهوا فَت َ َيا ِت قك ْم‪6( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬عالآة هذ اآلية بما سبقها‬
‫بعد أن أمر القرآن الكريم بتزويت الصااااااالحين من العباد واإلماء ‪ ،‬أتبعه‬
‫بأمرهم بالتف ل على األرقاء بالعتق ‪ ،‬ولو في مقابلر المال إ ا أنسوا منهم الاير‬
‫‪ ،‬حم أردف لب بالزالر عن تلب العادة القبيحر الممقوتر التي كان موالودة في‬
‫الجاهلير وتساارب بعض التساارب على الماعر ممن انتسااب إلى اإلسااالم ‪ ،‬فعبر‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪6‬ـ‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 18‬ص ‪ 129‬وما بعدها ‪.‬‬
‫تفسير سورة النور – المودودي – ص ‪. 187‬‬
‫سورة التوبر – ااير ‪. 60‬‬
‫سورة البلد – ااير ‪. 13‬‬
‫تفسير سورة النور – المودودي – ص ‪. 187‬‬
‫أساااااباب النزول – الواحدي – ص ‪ ، 246 ، 245‬لباب النقول – السااااايو ي – ص ‪159‬‬
‫‪ ، 1609‬تفسير الطبري – ف‪ 18‬ص ‪ 132‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪- 136 -‬‬
‫في النهي عنها بعبارة تبرزها في أشاااااان صااااااورة وأقبحها ‪ ،‬وأبعدها عن الذوب‬
‫الصحيه والطب السليم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫اإلكرا أكرهته ‪ :‬حملته على أمر هو له كاره ‪ ،‬أي قهرته ‪ ،‬وامرأة مستكرهر ‪:‬‬
‫كصاااب عليها فأكره على لب ‪ ،‬وكره إليه األمر تكريها ً ‪ :‬صااايره قبيحا ً كليه‬
‫وهو نقيض حببه إليه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫الفتيات الم فتاة ‪ ،‬وهي الشاااااااابر الحدينر الساااااان ‪ ،‬وتكون ما بين المراهقر‬
‫والن ااات (‪‬ـ والفتاة ‪ :‬كناير مشاااهورة عن األمر ‪ ،‬كما يطلق لفظ الفتى على العبد‬
‫أي ـاااا ً ‪ ،‬والذي يليد هذا القول ما الاء عن أبي هريرة – رضي هللا عنه – قال ‪:‬‬
‫فتاي وفتاتي و المي وال يق‪ :‬عبدي‬
‫قـااااااااال رسااـااااااااول هللا ‪" ‬ليق‪ :‬أحدكم‬
‫َ‬
‫وأمتي" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وهذا ما كرته في معنى الفتياا هو المراد منه في ااير ‪ ،‬و لب ألن‬
‫سبب النزول يشهد لذلب ‪ ،‬فهي في إماء ابن سلول ‪.‬‬
‫( ‪5‬ـ‬
‫البغاء هو الفجور ‪ ،‬والمقصود به الزنا بأيالرة ‪ ،‬وهو ماتص بالنساء ‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى اإلجمالي‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬وال تقك ِْر قهوا فَتَيَاتِ قك ْم‪ ...‬كما ساااابق في ساااابب نزول هذه ااير أن‬
‫عبد هللا بن أبي بن سلول كان له إماء يكرهن على الزنا ابتغاء األالر على زناهن‬
‫الس افاح ‪ ،‬ليكنر منهن خدمه وحشاامه القائمون‬
‫‪ ،‬وابتغاء امتال من يلدنه من هذا ا‬
‫ً‬
‫بأركان رياساااااته ‪ ،‬في ما يزعم ‪ ،‬أي اااااا وكان يقدمهن كذلب لمن ينزل عليه من‬
‫ال اااااايوف إرادة النواب منه والكرامر لهم ‪ ،‬فلما نزل آير تحريم الزنا امتنع‬
‫إحداهما ف اااربها فشاااكته للنبي ‪ ‬وقيل ألبي بكر فأبلغ شاااكواها للنبي ‪ ‬فنزل‬
‫ااير (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ص نا ً‪ ...‬راال إلى الفتياا ‪ ،‬و لب أن الفتاة إ ا‬
‫* قوله تعالى ‪ِ  :‬إ ْن أ َ َردْنَ ت َ َح ُّ‬
‫مكرها ً ‪ ،‬ويمكن أن ينهى‬
‫أرادا التح صن فحينئ ٍذ يمكن ويت صور أن يكون ال سيد ا‬
‫عن اإلكراه ‪ ،‬وإ ا كان الفتاة ال تريد التحصااان فال يتصاااور أن يقال للسااايد ‪ :‬ال‬
‫(‪1‬ـ تفسااير الطبري –ف‪ 18‬ص ‪ ، 132‬تفسااير سااورة النور – الشااي الجبالي – المجلد ‪ 3‬ص‬
‫‪. 536‬‬
‫(‪2‬ـ المعجم الوسيط – ف‪ 2‬ص ‪ 785‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪3‬ـ لسان العرب ف‪ 15‬ص ‪ ، 148‬المعجم الوسيط – ف‪ 2‬ص ‪. 672‬‬
‫(‪4‬ـ فته الباري شرح صحيه البااري – ف‪ 5‬ص ‪ 177‬ح ‪. 1251‬‬
‫(‪5‬ـ المعجم الوسيط – ف‪ 2‬ص ‪. 65‬‬
‫(‪6‬ـ تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪. 254‬‬
‫‪- 137 -‬‬
‫تكرهها ‪ ،‬ألن اإلكراه ال يتصاااااور فيها ‪ ،‬وهي مريدة الزنا ‪ ،‬فهذا أمر في ساااااادة‬
‫وفتياا حالهم هذه (‪1‬ـ ‪.‬‬
‫وإلى هاذا المعنى أشاااااااار ابن العربي فقاال ‪ :‬إنماا كر هللا تعاالى إرادة‬
‫التحصان من المرأة ألن لب هو الذي يصاور اإلكراه ‪ ،‬فأما إ ا كان هي راكبر‬
‫فحصلوه (‪2‬ـ ‪.‬‬
‫في الزنا لم يتصور إكراه ‪،‬‬
‫ا‬
‫وعلى هاااذا يمكن القول ‪ :‬إن اإلكراه على الزناااا حرام ‪ ،‬وإن لم ييرد‬
‫التحصن ‪ ،‬وإن قل فما فائدة كر الشر في ااير ؟ قل ‪ :‬زيادة في المبالغر‬
‫والتشني على من يكرههن ‪ ،‬يعني أنهن إن أردن العفر فالسيد أحق بإرادتها ‪،‬‬
‫فال يكرههن ‪ ،‬وهذا ما أشار إليه أبو السعود (‪3‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬لفتات بيا ية‬
‫* يلف الشي إبراهيم الجبالـااااااي أنعارنا إلى بعض المعالم في قوله تعالى ‪ِ  :‬إ ْن‬
‫صنا ً‪ ‬فقال ‪ :‬وترى في أسلوب ااير دروبا ً من أكبر وأععم التشني على‬
‫أ َ َردْنَ ت َ َح ُّ‬
‫سوء فعالهم ‪ ،‬فإ ا أردن التحصن وهن في سن الشباب ‪ ،‬حير تشتعل عوا فهن‬
‫‪ ،‬ويهيمن الطيش على الجوارح ‪ ،‬فقد أردن التحصاااااان ‪ ،‬فكيف بكم وأنتم رالال‬
‫تزعمون أن لكم مجدا ً وكرامر ‪ ،‬تكونون أنقص منهن وفي التعبير عن ركبتهن‬
‫باإلرادة التي هي الميل المصاااااامم الجازم مزيد تنويه لمساااااالكهن ‪ ،‬حم في كلمر‬
‫التحصن مغزى دقيق ‪ ،‬وهو إبرازهن بصورة من يجعلنكم خصما ً لهن يدرأن به‬
‫عن أنفسهن العوادي ‪ ،‬فهل يكون حصنهن هو الذي يجني عليهن ‪ ،‬ويسلمهن لما‬
‫يكرهنه ‪ ،‬وهو اسااااااتفزاز للناوة والحمير ال تجده في التعبير بدلها بكلمر (تعففا ً‬
‫منالً (‪4‬ـ ‪.‬‬
‫ض ا ْل َح َيا ِ ال ُّد ْ َيا‪ ‬كشااااااف القناع عن ركباتهم من‬
‫* قوله تعالى ‪ِ  :‬لت َ ْبتَغقوا ع ََر َ‬
‫الوقوع في هذه الماازي ‪ ،‬و لب أخن كاير وأحقر كرض ‪ ،‬فالسيد كان يحصل‬
‫على المال نعير إكراهه فتياته على الزنا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كان السااااايد يساااااترب الولد حم‬
‫يبيعه ‪ ،‬وقيل كان الزاني يفتدي ولده من المزني بها بمائر من اإلبل يدفعها على‬
‫السيد (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ تفسـاااير سورة النور – المودودي – ص ‪ ، 191‬تفسير سورة النور – الجبالي – مجلد ‪3‬‬
‫ص ‪. 536‬‬
‫(‪2‬ـ تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪ ، 2544‬أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 3‬ص ‪. 402‬‬
‫(‪3‬ـ تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 172‬‬
‫(‪4‬ـ تفسير سورة النور – الشي الجبالي – المجلد ‪ – 3‬ص ‪. 537‬‬
‫(‪5‬ـ التحري ـر والتنوي ـر – ابن عاش ـور – ف‪ 18‬ص ‪ ، 227‬تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪255‬‬
‫‪.‬‬
‫‪- 138 -‬‬
‫ور َر ِحي ٌم‪.‬‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬و َم ْن يقك ِْر ْه قهنَّ َف ِرنَّ َّ‬
‫ّللاَ ِم ْن َب ْع ِد ِإك َْرا ِه ِهنَّ َفق ٌ‬
‫أي ومن يكرههن من الساااااادة فإن هللا كفور رحيم لألمر المكرهر ولين‬
‫للسيد المكره ‪.‬‬
‫وعلق أمـااااار المكرهـااااااا بمغفرتـاااااه ورحمته لدعوتهن إلى التمسب بما‬
‫أروب من التحصن واالستقصام في الدفـاع عن شـرفهن وأال يقعن في ما أكرهن‬
‫عليه إال وهن مكرهاا ‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫تفسير سورة الحجرات‬
‫وتشتم‪ :‬على سبعة مقاطع ‪-‬‬
‫المقطع ا و أهداف ومقاصد سور الحجرات‬
‫المقطع النا ي ا دب مع ه ورسول‬
‫المقطع النال‪ :‬طلب التنبت في تلقي ا خبار‬
‫المقطع الرابع وجوب إصالح أات البين‬
‫المقطع الخامس النهي عن السخرية والتنابز با لقاب‬
‫المقطع السادس تحريم الغيبة والنميمة‬
‫المقطع السابع الميزان الحقيقي للتفاض‪ :‬بين البشر‬
‫‪- 139 -‬‬
- 140 -
‫سورة الحجرات‬
‫مدنية وآياتها ثالثة عشر‬
‫أهداف ومقاصد سور الحجرات‬
‫‪ -‬توضه السورة كيف نتأدب م هللا عز والل وم رسوله ‪ ‬وأن نلتزم حدود‬
‫ما أنزل هللا على رسوله وال ناتار إال ما اختاره هللا ورسوله لنا في هذه‬
‫سولق ق‬
‫ّللاق َو َر ق‬
‫الحياة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬و َما كَانَ ِل قم ْؤ ِمن َوال قم ْؤ ِمنَة إِأَا آَضَى َّ‬
‫سولَ ق فَقَ ْد َ‬
‫ض َّ‪:‬‬
‫ّللاَ َو َر ق‬
‫أ َ ْمرا ً أ َ ْن يَكقونَ لَ قه قم ا ْل ِخيَ َر ق ِم ْن أ َ ْم ِر ِه ْم َو َم ْن يَ ْع ِ‬
‫ص َّ‬
‫ضَالالً قم ِبينا ًًٍ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬تكشف السورة عن بعض ااداب العامر في تعامل المسلمين داخل المجتم‬
‫اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -‬تعطي الحرير الشاصير للمسلم داخل البي فال يجوز ألحد أن يدخل بيوا‬
‫ااخرين إال بإ نهم وبعد موافقتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬تحر السورة على لب التنب في نقل األخبار وعدم اإلسراع في تصديق‬
‫األخبار الكا بر الصادرة عن الفاسقين ‪.‬‬
‫‪ -5‬تطلب من المسلم أن يكون وقافا ً ونصيرا ً للحق وأهله يكافه العالمين ويقف‬
‫بجانب المعلومين ويصر في واله الطغاة المتجبرين ‪.‬‬
‫‪ -6‬حذرا السورة من التنابز باأللقاب أو الهمز والغمز أو السارير بالناس‬
‫وحارب التجسن والعن السيء بالملمنين و الب بالتزام بمكارم األخالب‬
‫والف ائل االالتماعير الطيبر في المجتم ‪.‬‬
‫‪ -‬دع السورة إلى حفظ المسـلمين فـي كيبتهـم وح ـورهم من الغيبر والنميمر‬
‫والبهتان ألن هذا ال يجوز أن يكون في المجتم اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -‬نه السورة عن التفاخر بالحسب والنسب بين الناس فإنهم خلقوا من آدم وآدم‬
‫خلق من تراب فال فرب لعربي على أعجمي إال بالتقوى ‪.‬‬
‫‪ -‬قررا السورة أن ااصرة التي يتجم عليها المسلمون في مشارب األرض‬
‫ومغاربها هي آصرة العقيدة واإليمان التي تحقق قاعدة األخوة بين الملمنين‬
‫‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬إنما الملمنون إخوةـ (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -10‬حن المسلمين عامر على اإلينار في العمل الصاله لما للعمل الصاله من‬
‫األالر الععيم في الدنيا وااخرة عند هللا وهو الزء من اإليمان الصادب ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة األحزاب – ااير ‪. 36‬‬
‫(‪2‬ـ سورة الحجراا – ااير ‪. 10‬‬
‫‪- 141 -‬‬
‫‪ -11‬دع السااورة إلى الجهاد بالنفن والمال من أالل نيصاارة الحق وأهله ولكي‬
‫تكون كلمر هللا هي العليا وكلمر الذين كفروا هي السفلى إلى يوم القيامر ‪.‬‬
‫‪ -12‬واختتم السااورة بذكر األعراب الذين نوا أن اإليمان كلمر تقال باللسااان‬
‫س لَ قموا‬
‫فمنوا على رسااااول هللا ‪ ‬بإيمانها ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬ي قمنُّونَ َ‬
‫علَ ْيرَ أ َ ْن أ َ ْ‬
‫ان إِ ْن قك ْنت ق ْم‬
‫ّللاق يَ قمنُّ َ‬
‫قآ ْ‪ :‬ال ت َ قمنُّوا َ‬
‫علَ َّي إِ ْ‬
‫س ال َم قك ْم َب ِ‪َّ :‬‬
‫إل َ‬
‫يم ِ‬
‫علَ ْي قك ْم أ َ ْن َهدَا قك ْم ِل ْ ِ‬
‫صا ِدآِينَ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪1‬ـ سورة الحجراا – ااير ‪. 17‬‬
‫‪- 142 -‬‬
‫المقطع ا و‬
‫ا دب مع ه ورسول‬
‫سو ِل ِ َواتَّققوا‬
‫ّللاِ َو َر ق‬
‫قال تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا ال تققَ ِد قموا بَ ْينَ يَ َدي ِ َّ‬
‫ّللاَ َس ِمي ٌع َ‬
‫ص ْو ِ‬
‫ع ِلي ٌم يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا ال ت َ ْرفَعقوا أ َ صْ َوات َ قك ْم فَ ْوقَ َ‬
‫ّللاَ إِنَّ َّ‬
‫َّ‬
‫ت النَّبِي ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ق‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ق‬
‫َ‬
‫َوال تجْ َه قروا ل بِالق ْو ِ َك َجه ِْر بَ ْع ِض قك ْم ِلبَ ْعض أن تحْ بَط أ ْع َمال قك ْم َوأ ت ق ْم ال ت شْ عق قرونَ‬
‫إِنَّ الَّ ِذينَ يَغق ُّ‬
‫ّللاق آقلقوبَ قه ْم‬
‫ض ونَ أ َ ْ‬
‫ص َوات َ قه ْم ِع ْن َد َر ق‬
‫امتَحـ َ نَ َّ‬
‫ّللاِ أقولَئِرَ الَّ ِذينَ ْ‬
‫س و ِ َّ‬
‫ت أ َ ْكن َ قر قه ْم ال‬
‫اء ا ْل قح قج َرا ِ‬
‫ِللت َّ ْق َوى لَ قه ْم َم ْغ ِف َر ٌ َوأَجْ ٌر ع َِظي ٌم إِنَّ ا َّل ِذينَ يق َنادقو َ رَ ِم ْن َو َر ِ‬
‫ور َر ِحي ٌم‪-‬‬
‫يَ ْع ِقلقونَ َولَ ْو أ َ َّ قه ْم َ‬
‫ص بَ قروا َحتَّى ت َ ْخ قر َ إِلَي ِْه ْم لَكَانَ َخيْرا ً لَ قه ْم َو َّ‬
‫ّللاق َفق ٌ‬
‫‪.5‬‬
‫ّللاِ َو َر ق‬
‫س و ِل ِ َواتَّققوا َّ‬
‫‪ -‬قال تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا ال تققَ ِد قموا بَ ْينَ يَ َدي ِ َّ‬
‫ّللاَ‬
‫ع ِلي ٌم ‪‬‬
‫س ِمي ٌع َ‬
‫ّللاَ َ‬
‫ِإنَّ َّ‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫( ‪‬ـ‬
‫‪.‬‬
‫ال تقدموا بين يدي ه ورسول ال تتعجلوا في األمر والنهي‬
‫ال ترفعوا أصواتكم رف ‪ :‬عال ‪ ،‬أي ال تعلو أصواتكم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وال تجهروا ل بالقو الهر ‪ :‬أعلن و هر بالكالم ‪ ،‬والهر بمعنى ارتف (‪‬ـ‪.‬‬
‫أن تحبط أعمالكم حبط ‪ :‬بطل (‪‬ـ ‪ ،‬وحبط بطن الدابر ‪ :‬إ ا أكل الا اااااار من‬
‫العشب وارتف بطنها فهلك به (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫يغضون أصواتهم الغض النقصان من الطرف والصوا (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫امتحن آلوبهم امتحن الذهب بالنار ‪ :‬أي فتنته بالنار ليارف الجيد من الرديء‬
‫‪ ،‬وعلى لـب امتحـان القلوب أي تطهيرها من كل رديء وقبيه ‪،‬‬
‫( ‪‬ـ‬
‫وإ هاب الشهواا منها ‪،‬ومن حم استحقاب أصحابها المغفرة واألالرالععيم ‪.‬‬
‫الحجرات الم حجرة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً سبب زو اآلية‬
‫الاء في سبب نزولها عدة أقوال منها ااتي ‪-:‬‬
‫‪ -‬روى ابن عباس رضي هللا عنه أنه قال ‪" :‬إن النبي ‪ ‬أرسل أربعر وعشرين‬
‫رالالً من أصاااااحابه إلى بني عامر فقتلوهم ‪ ،‬إال حالحر تأخروا عنهم فسااااالموا‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫األساس – الزماشري – ص ‪. 496‬‬
‫األساس في البالكر – الزماشري – ص ‪. 242‬‬
‫المعجم الوسيط – إبراهيم أنين وآخرون – ف‪ 1‬ص ‪. 142‬‬
‫المعجم الوسيط – إبراهيم أنين وآخرون – ف‪ 1‬ص ‪. 152‬‬
‫األساس – الزماشري – ص ‪. 110‬‬
‫المفرداا – األصفهاني – ص ‪. 156‬‬
‫لسان العرب – ف‪ 1‬ص ‪. 270‬‬
‫المعجم الوسيط – إبراهيم أنين وآخرون – ف‪ 1‬ص ‪. 157‬‬
‫‪- 143 -‬‬
‫ورالعوا إلى المدينر ‪ ،‬فلقوا راللين من بني سليم فسألوهما عن نسبهما فقاال ‪:‬‬
‫من بني عامر ألنهم أعرب من بني سليم فقتلوهما فجاء نفر من بني سليم إلى‬
‫رسااااااول هللا ‪ ‬فقاالوا ‪ :‬إن بينناا وبيناب عهادا ً وقاد قيتال مناا رالالن على يد‬
‫أصاااااا حا بب ‪ ،‬ف فداه ما النبي ‪ ‬ب ما ئر من اإل بل فنز ل هذه اا ير في قتلهم‬
‫الراللين" ‪.‬‬
‫‪ -‬روي أن النبي ‪ ‬أراد أن يسااااتالف على المدينر رالالً عندما هب إلى خيبر‬
‫فأشار عليه عمر برالل آخر فنزل ااير ‪.‬‬
‫‪ -‬الـاااااااااء عن قتادة رضااي هللا عنه أن ناس اا ً كانوا يقولون لو أنزل في كذا ‪ ،‬لو‬
‫أنزل في كذا ؟ فنزل ااير ‪.‬‬
‫‪ -‬وقيل أن الحساااااان بن علي رضااااااي هللا عنهما قال ‪ :‬نزل في قوم بحوا يوم‬
‫النحر قبـل أن يصلي رسول هللا ‪ ‬صالة العيد فأمرهم أن يعيدوا الذبه(‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً المعنى اإلجمالي‬
‫سو ِل ِ ‪. ‬‬
‫ّللاِ َو َر ق‬
‫* قوله تعالى ‪ :‬ال ت ق َق ِد قموا َب ْينَ َي َدي ِ َّ‬
‫معنى التق دم يحتماال والهين ا و مااأخو من التقااديم ‪ ،‬والن ا ي من التقاادم ‪،‬‬
‫وا و هو التقديم ‪ ،‬أي التجاوز بقول أو فعل ‪.‬‬
‫والنا ي التقدم من ارتفاع األمر وعلو الشااااااأن ‪ ،‬أي ال تجعلوا ألنفسااااااكم تقدما ً‬
‫ورأيا ً عنده ‪.‬‬
‫أي ال تعجلوا باااألمر والنهي دونااه ‪ ،‬وال تتركوا أمره وتتجاااوزوه إلى‬
‫كيره ‪ ،‬وال تاالفوا نهيه كذلب ‪ ،‬وال تساااتبدوا باألمر الذي ترونه وتعرضاااوا عن‬
‫أمـره ‪ ،‬وال ترتفعوا عليه في ح رته ‪ ،‬وال تقدموا أعمال الطاعاا عن‬
‫أوقاتها التي حددها لكم ‪.‬‬
‫ّللاَ‪ ‬أي اخشااااوه ووقروه ‪ ،‬وأنتم تلتزمون عدم التقدم بين‬
‫قوله ‪َ  :‬واتَّققوا َّ‬
‫يديه أي ال تقتصااااااروا على عدم التقدم بين يديه ‪ ،‬بل الزموا لب على أن يكلل‬
‫التزامكم بتقوى هللا سبحانه ‪.‬‬
‫رابعا ً كيف تأدب المؤمنون بأدب اآلية ؟‬
‫‪ -‬لقد تأدب الصااااااحابر رضااااااوان هللا عليهم م ربهم وم رسااااااولهم ‪ ،‬فما عاد‬
‫مقتـااااااارح منهم يقترح على هللا ورسوله وما عاد واحد منهم يدلي برأيه على‬
‫كالم هللا ورسوله ‪ ،‬وما عاد أحد منهم يق ي بما يراه عقله في أمر أو حكـاااام‬
‫إال أن يرالـااااااااا قبل لب إلى قول هللا ورساااوله في لب األمر ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫(‪1‬ـ انعر تفساااااير القر بي – مجلد ‪ 8‬ف‪ 16‬ص ‪ ، 199‬وانعر تفساااااير القر بي – مجلد ‪11‬‬
‫ص ‪ ، 378‬وانعر أسباب النزول للواحدي – ص ‪. 216 ، 215‬‬
‫‪- 144 -‬‬
‫‪َ ‬و َما كَانَ ِل قم ْؤمـ ِ ن َوال قم ْؤ ِمنَة ِإأَا َآ َ‬
‫س ولق ق أ َ ْمرا ً أ َ ْن َيكقونَ لَ قه قم‬
‫ّللاق َو َر ق‬
‫ض ى َّ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫سولَ ق فَقَ ْد َ‬
‫ض َّ‪ :‬ضَالالً قمبِينا ًًٍ ‪. ‬‬
‫ّللاَ َو َر ق‬
‫ا ْل ِخيَ َر ق ِم ْن أ َ ْم ِرهـ ِ ْم َو َم ْن يَ ْع ِ‬
‫ص َّ‬
‫‪ -‬حدير معا بن البل دليل قا على التزام الصااحابر رضااوان هللا عليهم بهذا‬
‫األدب الرفيـاااا م هللا وم رسوله فحينما بعنه النبي ‪ ‬إلى اليمن قال "بم‬
‫تحكـم يا معاأ ؟" قـال ‪ :‬بكتـاب ه تعالـى ‪ ،‬قـال ‪" : ‬فرن لم تجد ؟" قال ‪:‬‬
‫بس نة رس و ه ‪ ، ‬قال ‪ :‬فرن لم تجد ؟ قال رضااي هللا عنه ‪ :‬أجتهد رأيي‬
‫ف اااارب رسااااول هللا ‪ ‬صاااادره بيده وقال ‪" :‬الحمد هلل الذي وفق رس و‬
‫رسو ه ‪ ‬لما يرضي ه ورسول " (‪‬ـ ‪.‬‬
‫فاالالتهاد الذي أوضااحه معا رضااي هللا عنه يأتي إ ا لم يوالد الحكم في‬
‫الكتاب والساانر وأقوال الساالف يجتهد حينئ ٍذ حسااب روح الشااريعر اإلسااالمير وله‬
‫نصيب كما قال ‪" ‬إأا اجتهد المجتهـد فأصاب فل أجران وإن اجتهد‬
‫وأخطأ فل أجر واحد" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬وكان ‪ ‬يسأل الصحابر في حجر الوداع عن اليوم الذي هم فيه والمكان الذي‬
‫هم فيه والشااااااهر الذي هم فيه وهم يعلمونه حق العلم فيتحرالوا من اإلالابر‬
‫خشااااااير أن يكون في إالابتهم تقدم بين يدي هللا ورسااااااوله فكانوا يقولون هللا‬
‫ورسوله أعلم خشير الوقوع في الحرف (‪‬ـ ‪.‬‬
‫خامسا ً لفتات بيا ية‬
‫ّللاِ‬
‫‪ -‬يوالد في ااير اسااااااتعارة تمنيلير في قوله تعالى ‪ :‬ال ت ق َق ِد قموا بَ ْينَ َي َدي ِ َّ‬
‫س و ِل ِ ‪ ‬حير شااابه تعجل الصاااحابر في إقدامهم على الب في الحكم على‬
‫َو َر ق‬
‫أمر من أمور الدين في ح ااااارة الرساااااول ‪ ‬بحال ملب ععيم تقدم عليه في‬
‫الساااااير بعض الناس وكان األدب يقت اااااي أن يسااااايروا خلفه ال أمامه وهذا‬
‫بطريق االستعارة التمنيلير ‪.‬‬
‫‪ -‬الح ذف حااذف مفعول "تق دموا" من ااياار لكي يفيااد التعميم حياار إنااه ال‬
‫يجوز تقدمه ‪ ‬بقول أو فعل أو في أي أمر من األمور فقد كان الصااااااحابر‬
‫رضااااااوان هللا عليهم ال يبدأون باألكل إ ا ح اااااار الطعام حتى يأكل ‪ ‬وإ ا‬
‫مشوا معه ال يتقدمونه في المشي وهكذا في سائر األمور األخرى ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ سورة األحزاب – ااير ‪. 36‬‬
‫(‪2‬ـ رواه أحمد والترمذي وابن ماالر ‪.‬‬
‫(‪3‬ـ سنن الدارقطني – ف‪ 2‬ص ‪ ، 218‬ف‪ ، 211/4‬تلايص الحبير ‪. 180/4‬‬
‫(‪4‬ـ انعر في الل القرآن – مجلد ‪ 7‬ص ‪. 523‬‬
‫‪- 145 -‬‬
‫‪ -‬النهي عن رفع الصوت في حضر الرسو ‪‬‬
‫تمنل لب في قوله تعالى ‪َ  :‬يا أَيُّ َها ا َّل ِذينَ آ َمنقوا ال ت َ ْرفَعقوا أ َ ْ‬
‫ص َوات َ قك ْم فَ ْوقَ‬
‫ت النَّ ِبي ِ َوال تَجْ هـ َ قروا لَ ق ِبا ْلقَ ْو ِ َك َجه ِْر بَ ْع ِض قك ْم ِلبَ ْعض أ َ ْن تَحْ بَ َط أ َ ْع َمالق قك ْم‬
‫ص ْو ِ‬
‫َ‬
‫ّللاِ أقولَئِرَ الَّ ِذينَ‬
‫ش عق قرونَ ِإنَّ الَّ ِذينَ يَغق ُّ‬
‫َوأ َ ْت ق ْم ال ت َ ْ‬
‫ض ونَ أ َ ْ‬
‫ص َوات َ قه ْم ِع ْن َد َر ق‬
‫س و ِ َّ‬
‫اء‬
‫ّللاق آقلقو َب قه ْم ِللت َّ ْق َوى لَ قه ْم َم ْغ ِف َر ٌ َوأَجْ ٌر ع َِظي ٌم ِإنَّ الَّ ِذينَ يقنَادقو َرَ ِم ْن َو َر ِ‬
‫امتَحـ َ نَ َّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫َّ‬
‫ق‬
‫ونَ‬
‫ْ‬
‫ص َب قروا َحتَّى ت َ ْخ قر َ ِإلَي ِْه ْم لَكَانَ َخيْرا ً لَ قه ْم‬
‫م‬
‫ه‬
‫أ‬
‫و‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ال‬
‫م‬
‫ه‬
‫ر‬
‫ن‬
‫ك‬
‫أ‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ر‬
‫ج‬
‫ح‬
‫ِ‬
‫َ ْ قْ َ‬
‫ق ْ َِْ‬
‫ا ْل ق ق َ‬
‫ور َر ِحي ٌم‪. 5-‬‬
‫َو َّ‬
‫ّللاق َفق ٌ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫أوالً سبب ـزو قولـه تعالـى ‪ :‬يَا أيُّ َها ال ِذينَ آ َمنقوا ال ت َ ْرفعقوا أص َْوات َ قك ْم ‪: ...‬‬
‫الايران أن يهلكا ‪ :‬أبو بكر وعمر –‬
‫‪ -‬روى البااري عن أبي مليكر قال ‪ :‬كاد ا‬
‫رضاااااي هللا عنهما – رفعا أصاااااواتهما عند النبي ‪ ‬حين قدم عليه ركب بني‬
‫تميم ‪ ،‬فأشااااار أحدهما باألقرع بن حابن ‪ ،‬وأشااااار ااخر برالل آخر ‪ ،‬فقال‬
‫أبو بكر لعمر ‪ :‬مااا أردا إال خالفي ‪ ،‬قااال ‪ :‬مااا أرداي خالفااب ‪ ،‬فااارتفعا‬
‫أصواتهما في لب (‪‬ـ فأنزل هللا ‪‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا ال ت َ ْرفَعقوا‪‬‬
‫ص َوات َ قك ْم‪ ‬قال حاب‬
‫‪ -‬روي عن أنن بن مالب لما نزل هذه ااير ‪‬ال ت َ ْرفَعقوا أ َ ْ‬
‫بن قين ‪ :‬أنا الذي كن أرف صاااااوتي فوب صاااااوا النبي ‪ ، ‬وأنا من أهل‬
‫النار ‪ ،‬فذكر لب لرسول هللا ‪ ‬فقال هو من أهل الجنر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً المعنى اإلجمالي لآلية‬
‫هذا هو األدب الرفي في الحدير والاطاب م النبي ‪ ‬حير تأمرهم‬
‫ااير بعدم رف أصواتهم في ح رة الرسول ‪ ‬بحير يغلعون له بالكالم كما‬
‫ياا ب بع هم بع ا ً ‪ ،‬وقد فسر العلماء هذه ااير بأقوال متقاربر منها ‪-:‬‬
‫‪ -‬كانوا يجهرون له بالكالم ‪ ،‬فنهاهم هللا تعالى أن ينادوه كما ينادي بع ااااااهم‬
‫يشرفوه ويععموه ويدعوه باسم النبوة ‪ ،‬فلين من األدب‬
‫بع ا ً ‪ ،‬وأمرهم أن ا‬
‫مناداته باساامه ‪ ‬كما ينادي بع ااهم بع اا ً ‪ ،‬بل عليهم أن يقولوا ‪ :‬يا رسااول‬
‫هللا ‪ ،‬يا نبي هللا ‪ ،‬وال يقولوا يا محمد (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬قاااال القر بي ‪ :‬لين معنى اايااار أن الملمنين كاااانوا يرفعون أصااااااواتهم‬
‫استافافـا ً بالنبـي ‪ ‬؛ ألنهـم يعرفون أن لب كفر ‪ ،‬ولكن المعنى أن ال يغفلوا‬
‫عن أنفسهم فتعلوا أصواتهـاااااام بشكل يتنافـااااااى م االحترام والتوقير الالئقان‬
‫بحق النبي ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫فته الباري شرح صحيه البااري – ف‪ 10‬ص ‪. 213 ، 212‬‬
‫أسباب النزول – الواحدي – ص ‪. 258‬‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 10‬ص ‪. 320‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 307‬‬
‫‪- 146 -‬‬
‫‪ -‬قال القاضااااااي أبو بكر بن العربي ‪ :‬حرمر النبي ميتا ً كحرمته حيا ً ‪ ،‬وكالمه‬
‫المأحور بعد موته في الرفعر منل كالمه المسااااااموع من لفعه ‪ ،‬فإ ا قريء‬
‫كالمه والب على كـاال حاضـاار أن ال يرفـ ا صوتـااه عليه ‪ ،‬وال ييعرض عنه‬
‫كما كان يلزمه لب في مجلساااه ‪ ‬عند تلفعه به ‪ ،‬وقد نبه هللا تعالـاااااااااى على‬
‫ئ ا ْلقق ْرآنق‬
‫دوام الحرمر المذكورة على مرور األزمنر بقوله تعالى ‪َ  :‬وإِأَا آق ِر َ‬
‫ست َ ِمعقوا لَ ق َوأ َ ْ ِصتقوا‪( ‬ـ وكالم النبي ‪ ‬من الوحي وله من الحرمر منل ما‬
‫فَا ْ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ان (بعض المعا ي مستنناة بينتها كتب الفقه ‪.‬‬
‫للقرآن إال مع ٍ‬
‫‪ -‬ولم يتناول أي ا ً رف الصوا الذي يتأ ى به رسول هللا ‪ ‬وهو ما كان منهم‬
‫في حرب أو مجادلر معاند أو إرهاب عدو أو ما أشاابه لب ‪ ،‬ففي الحدير أنه‬
‫قال عليه السالم للعباس بن عبد المطلب لما انهزم الناس يوم‬
‫ً ( ‪‬ـ‬
‫حنين ‪" :‬اصرخ بالناس" وكان العباس أالهر الناس صوتا ‪.‬‬
‫‪ -5‬ولقد كره بعض العلماء رف الصوا في المساالد بغير حاالر ‪ ،‬وكرهوا رف‬
‫الصاااوا بح ااارة العلماء ‪ ،‬ألن العلماء ورحر األنبياء ‪ ،‬فينبغي أن يتأدب م‬
‫الورحر وم من ورحهم ‪ ،‬واإلرث علم الدين الذي ورحه العلماء عن األنبياء‬
‫في حمله ونشره وتعليمه وتطبيقه والصبر عليه وتحمل األ ى‬
‫في سبيل نشره (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -6‬قولـاااه تعالى ‪ :‬أ َ ْن تَحْ َب َط أ َ ْع َمالق قك ْم َوأ َ ْت ق ْم ال ت َ ْ‬
‫شعق قرونَ ‪ ‬ختم هذه ااير بالنذير‬
‫من سوء العاقبر والااتمر لمن ارتكب هذه الماالفاا ببطالن عمله و هـاااااب‬
‫األالر ‪ ،‬قال ابن عطير ‪ :‬وهذا الحبط إن كان ااير معرضااااااار بمن يجهر‬
‫استافافا ً واحتقارا ً والرأة ‪ ،‬فذلب كفر ‪ ،‬والحبط معه على حقيقته (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً من وجو حبوط العم‪:‬‬
‫قوله تعالى ‪ :‬أ َ ْن تَحْ بَ َط أ َ ْع َمالق قك ْم َوأ َ ْت ق ْم ال ت َ ْ‬
‫شعق قرونَ ‪.‬‬
‫أوضااااااح الشااااااريعر اإلسااااااالمير بعض األواله التي تلدي إلى حبو‬
‫األعمال وهي كااتي ‪-:‬‬
‫‪ -‬أن تكون األعمااال دنيوياار ال يلمن صااااااااحبهااا باااهلل وال باااليوم ااخر فهااذه‬
‫األع مال وإن كان في ها كإن فاب النف قاا على المح تاالين أو المشاااااااار كر في‬
‫األعمال الايرير فإنها ال تغني في ااخرة شاااااايئا ً ألن صاااااااحبها قام بها وهو‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫سورة األعراف – ااير ‪. 204‬‬
‫أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 4‬ص ‪. 146‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 307‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 13‬ص ‪. 486‬‬
‫تفسير أبي السعود – ف‪ 8‬ص ‪. 116‬‬
‫‪- 147 -‬‬
‫مقطوع الصاااااالر عن هللا تبار وتعالى فينطبق عليه قوله تعالى ‪َ  :‬وا َّل ِذينَ‬
‫سبق ق ال َّ‬
‫ظ ْمآنق َما ًء َحتَّى ِإأَا َجا َء ق لَ ْم َي ِج ْد ق‬
‫س َراب ِب ِقي َعة يَحْ َ‬
‫َكفَ قروا أ َ ْع َمالق قه ْم َك َ‬
‫ق ( ‪‬ـ‬
‫سابَ ‪. ‬‬
‫َ‬
‫ّللاَ ِع ْن َد ق فَ َوفَّا ق ِح َ‬
‫شيْئا ً َو َو َج َد َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وقال تعالى ‪َ  :‬من ق‪ :‬الَّ ِذينَ َكفَ قروا ِب َر ِب ِه ْم أ ْع َمالق قه ْم ك ََر َماد ْ‬
‫الري قح فِي‬
‫اش تَدَّتْ ِب ِ ِ‬
‫(‪‬ـ‬
‫علَ ـى ش َـ ْيء أَ ِلرَ قه َو الضَّال ق ا ْلبَ ِعي قد‪‬‬
‫سبقوا َ‬
‫يَ ْوم عَاص ِـف ال يَق ْـد قِرونَ ِم َّما َك َ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون األعمال أخروير ولم يقصااااااد صاااااااحبها من وراءها واله هللا وإنما‬
‫قصاااد الرياء والسااامعر والمفاخرة وهذه النعرة محبطر أي اااا ً لألعمال لقوله‬
‫ق‬
‫ص َدآَاتِ قك ْم بِا ْل َم ِن َوا ْ َأَى كَالَّذِي يق ْن ِف ق‬
‫تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا ال تقب ِْطلقوا َ‬
‫َمالَ ق ِرئ َا َء النَّاس‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يالط اإلنسااان األعمال الصااالحر باألعمال الساايئر فتطغى األعمال الساايئر‬
‫على الصاااالحر فتحبطها كما تأكل النار الحطب فال تنفعهم شااايئا ً ‪ ،‬حير الاء‬
‫في الحدير الشاااريف عن الابر بن عبد هللا رضاااي هللا عنه أن النبي ‪ ‬قال ‪:‬‬
‫"أتدرون من المفلس ؟" قالوا المفلس من ال درهم ل وال متاع ‪ ،‬فقال‬
‫"إن المفلس من أمتي من جاء يوم القيامة بصال وصيام وزكا ويأتي وآد‬
‫ش تم هذا وآذف هذا وأك‪ :‬ما هذا وس فر دم هذا وض رب هذا فيقعطى هذا‬
‫من حسنات وهذا من حسنات فرن فنيت حسنات آب‪ :‬أن يقضي ما علي أخذ‬
‫من خطاياهم فطرحت عليهم ثم طرح في النار" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫رابعا ً لفتات بيا ية‬
‫تكرير قو له ت عالى ‪َ  :‬يا أَيُّ َها ا َّل ِذينَ آ َمنقوا‪ ‬وف يه فا ئدة بالك ير لطي فر ‪،‬‬
‫وهي إ هار ال شفقر على الم ستر شد ‪ ،‬وإبداء المنا صحر له على آكد واله ‪ ،‬لييقبل‬
‫على اساااااات ماع الكالم ‪ ،‬ويعيره با له ‪ ،‬ولت حد يد الم اا بين با لذاا ‪ ،‬وأنهم هم‬
‫المعنيون بالمناصااحر ‪ ،‬وفيه أي اا ً اسااتدعاء لتجديد االسااتبصااار والتيقظ والتنبه‬
‫عند كل خطاب (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫سورة النور – ااير ‪. 39‬‬
‫سورة إبراهيم – ااير ‪. 18‬‬
‫سورة البقرة – ااير ‪. 264‬‬
‫أخراله اإلمام مسلم – ف‪ : : 4‬البر والصلر – باب ‪ – 15‬حدير رقم ‪ 59‬ص ‪ 1997‬سنن‬
‫البيهقي – ‪. 374/3‬‬
‫إعراب القرآن وبيانه – محي الدين الدرويش – ف‪ 9‬ص ‪. 261‬‬
‫‪- 148 -‬‬
‫‪ -‬سرعة االمتنا‬
‫مر ه‬
‫ّللاِ‬
‫تمنل لب في قوله تعالى ‪ :‬إِنَّ الَّ ِذينَ يَغق ضُّ ونَ أ َ صْ َوات َ قه ْم ِع ْن َد َر قسو ِ َّ‬
‫ّللاق آقلقوبَ قه ْم ِللت َّ ْق َوى لَ قه ْم َم ْغ ِف َر ٌ َوأَجْ ٌر ع َِظي ٌم‪. ‬‬
‫امت َ َحنَ َّ‬
‫أقولَئِرَ الَّ ِذينَ ْ‬
‫أوالً عالآة هذ اآلية بما سبق‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنه قـااااال ‪ :‬لمـااااا نـاااازل قولـااااه تعالـااااى ‪  :‬ال‬
‫ت النَّ ِبي‪ ‬كـااااااان أبو بكر ال يكلم الرسول ‪ ‬إال كأخي‬
‫ص ْو ِ‬
‫ت َ ْرفَعقوا أَص َْوات َ قك ْم فَ ْوقَ َ‬
‫السااارار ‪ ،‬فأنزل هللا تعالى ‪ِ  :‬إنَّ الَّ ِذينَ َيغق ُّ‬
‫ض ونَ ‪ ...‬فهذه الجملر اساااتئناف بياني‬
‫ألن التحذير الذي في قوله تعالى ‪ :‬أ َ ْن تَحْ بَ َط أ َ ْع َمالق قك ْم‪ ‬ينير في النفن أن يساااااأل‬
‫سائل عن ضد حال الذي يرف صوته (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً المعنى اإلجمالي لآلية‬
‫إن التقوى هبر ععيمر ياتار هللا تعالى لها القلوب ‪ ،‬بعد امتحان واختبار‬
‫‪ ،‬وبعد تاليص وتمحيص ‪ ،‬فال ي ااااااعها في قلب إال وقد تهيأ لها ‪ ،‬وقد حب أنه‬
‫يسااتحقها ‪ ،‬إن الذين ياف ااون أصااواتهم عند رسااول هللا ‪ ‬إ ا تكلموا إالالالً له‬
‫أولئب هرهم من كل قبيه ‪ ،‬والعل في قلوبهم الاوف والتقوى من هللا تعالى ‪،‬‬
‫وقال عمر رضي هللا عنه ‪ :‬أ هب عن قلوبهم الشهواا ‪ ،‬وعلى األقوال المتقدمر‬
‫امتحن قلوبهم فأخلصها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً كيف تأدب المسلمون بأدب اآلية ؟‬
‫لقد امتنل الصاااااحابر رضاااااوان هللا عليهم هذا األمر فأ اعوا هللا بافض‬
‫أصااااااواتهم عند رسااااااول هللا ‪ ‬إالالالً له سااااااواء كان الحدير معه أو م كيره‬
‫ص َوات َ قك ْم‪‬‬
‫بح ااارته ‪ ، ‬فقد روى أبو هريرة لما نزل قوله تعالى ‪  :‬ال ت َ ْرفَعقوا أ َ ْ‬
‫قال أبو بكر رضي هللا عنه ‪ :‬وهللا ال أرف صوتي إال كأخي السرار أي كصاحب‬
‫السرارة والمساررة تكون بصوا منافض ‪.‬‬
‫وكااان عمر بن الاطاااب رضااااااي هللا عنااه عناادمااا نزل ا ‪ ‬ال ت َ ْرفَعقوا‬
‫أَصْ َوات َ قك ْم‪ ‬يغض من صوته عند رسول هللا ‪ ‬فال يسم كالمه حتى يستفهمه من‬
‫شدة خفض صوته عند رسول هللا ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ولقد وعى المساااالمون هذا األدب السااااامي الرفي م رسااااول هللا ‪ ‬في‬
‫ح رته وكيبتـااااه وتجـاااااوزوا شاص النبـااااي إلـااااى كل شي وأستا وعالم فال‬
‫يزعجونااه حتى يارف إليهم وال يقتحمون عليااه حتى ياادعوهم ويااأ ن لهم في‬
‫الدخول ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ التحرير والتنوير – ف‪ 26‬ص ‪. 22‬‬
‫(‪2‬ـ تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 308‬‬
‫(‪3‬ـ انعر الجام ألحكام القرآن – مجلد ‪ 8‬ص ‪. 203‬‬
‫‪- 149 -‬‬
‫عن ابن عبـاس رضي هللا عنه قال ‪" :‬كن آتي إلى صاحب الحدير من‬
‫العهيرة فأتوسااااد ردائي على بابه يساااافي علي الري يه من التراب حتى ينتهي من‬
‫المقيلر ويارف فيراني فأسأله عن الحدير ولو استيقعته ألوقظ لي" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وييحكى أن زاهاادا ً قااال ‪" :‬مااا دققا على عااالم باااباا ً قط حتى يارف في‬
‫وق خرواله" ‪.‬‬
‫رابعا ً لفتات بيا ية‬
‫‪ -‬افتتاح ااير بحرف (إنَّ وهو للتأكيد ‪ ،‬لبيان االهتمام بم اااااامونه من النناء‬
‫عليهم والزاء عملهم ‪ ،‬وتفيد الجملر تعليل النهيين بذكر الجزاء عن ضاااااااد‬
‫المنهي عنهما ‪ ،‬وأكد هذا االهتمام باسم اإلشارة في قوله تعالى ‪( :‬أولئر م‬
‫ما في اسم اإلشارة من التنبيه على أن المشار إليهم الديرون بالابر المذكور‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬الالم في قو له ت عالى ‪( :‬للتقوى الم الع لر ‪ ،‬والت قدير ‪ :‬امتحن قلوبهم أل الل‬
‫التقوى ‪ ،‬أي لتكون فيها التقوى ‪ ،‬فالالم لالختصاص ‪.‬‬
‫‪ -‬في قوله تعالى ‪( :‬امتحن افتعل للمبالغر ‪ ،‬ويجوز أن يجعل فعل (امتحن‬
‫مجازا ً مرسالً عن العلم ‪ ،‬أي علم هللا تعالى إنهم متقون ‪.‬‬
‫‪ -‬النهي عن منادا الرسو ‪ ‬وآت آيلولت‬
‫ت‬
‫اء ا ْل قح قج َرا ِ‬
‫تمناال لااب في قولااه تعااالى ‪ :‬إِنَّ الَّ ِذينَ يقنَ ادقو َ رَ ِم ْن َو َر ِ‬
‫ور‬
‫أ َ ْكن َ قر قه ْم ال يَ ْع ِقلقونَ َولَ ْو أ َ َّ قه ْم َ‬
‫صبَ قروا َحتَّى ت َ ْخ قر َ إِلَي ِْه ْم لَكَانَ َخيْرا ً لَ قه ْم َو َّ‬
‫ّللاق َفق ٌ‬
‫َر ِحي ٌم‪. 5-‬‬
‫أوالً سبب النزو‬
‫* الاء وفد من بني تميم إلى النبي ‪ ، ‬فوقفوا على باب حجراا النبي ‪ ‬ونادوا‬
‫‪ :‬يا محمد أخرف إلينا فإن مدحنا زين وإن منا شااااين ‪ ،‬فساااامعهم النبي ‪ ‬فارف‬
‫ور َر ِحي ٌم‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫عليهم ‪ ،‬فنزل قوله تعالى ‪ِ :‬إنَّ الَّ ِذينَ يقنَادقو َرَ ‪َ ...‬فق ٌ‬
‫* وروي أن وفد بني تميم الاء وق القيلولر ‪ ،‬والعلوا ينادونه يا محمد ويا أحمد‬
‫أن اخرف إلينا ‪ ،‬فاسااااااتيقظ ‪ ‬من قيلولته ‪ ،‬وخرف إليهم على كره ‪ ،‬فنزل قوله ‪:‬‬
‫‪‬إِنَّ الَّ ِذينَ يقنَادقو َرَ ‪( ...‬ـ ‪.‬‬
‫يسئل رسول هللا ‪ ‬عنهم فقال "هم قجفا بني تميم لوال أ هم من أشد‬
‫الناس آتاالً لألعور الدجا لدعوت ه عليهم أن يهلكهم" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫التفسير والمفسرون – ف‪ 1‬ص ‪. 68‬‬
‫أسباب النزول – الواحدي – ص ‪. 260 ، 259‬‬
‫نفن المرال السابق ‪.‬‬
‫تفسير الكشاف – ف‪ 4‬ص ‪. 358‬‬
‫‪- 150 -‬‬
‫ثا يا ً المعنى اإلجمالي‬
‫لقد م القرآن الكريم هذا التصـارف من بني تميم ‪ ،‬ألنه يل ي رسول هللا‬
‫‪ ‬ويتنافى م توقيره واحترامه ‪ ،‬وتععيمه وإالالله ‪ ،‬والمحافعر على هيبته ‪‬‬
‫فإن المناداة على الرساااول ‪ ‬من خارف حجراته وهو فيها بصاااوا عا ٍل ‪ ،‬و كر‬
‫ا سمه دون و صفه بالر سالر أو النبوة ‪ ،‬يدل على سوء خلق والفاء ب ‪ ،‬و سوء‬
‫أدب ‪ ،‬فاستحقوا هذا الذم (‪‬ـ بقوله تعالى ‪ :‬أ َ ْكن َ قر قه ْم ال يَ ْع ِقلقونَ ‪. ‬‬
‫* إن هلالء الذين نادوا رسااااااول هللا ‪ ‬وهو في بيته وبين نساااااااائه في‬
‫كرفهن ‪ ،‬إن هم ال يتصاااااارفون تصاااااارف العقالء في اختيار الوق المناساااااااب‬
‫واألسااالوب المناساااب في ماا بته ‪ ، ‬وكان األولى واألالدر واألف ااال لهم أال‬
‫يتصاارفوا هذا التصاارف المذموم ‪ ،‬وأال يتساارعوا فيه فيل وا رسااول هللا ‪ ‬حتى‬
‫يوقعوه من نومه في قيلولته التي يأخذ فيها قسااااااطا ً من الراحر تسااااااااعده على‬
‫النشاااااااا ‪ ،‬بل كان عليهم أن ينتعروا خرواله ‪ ‬من بيته بعد ق ااااااااء حوائجه‬
‫وحوائت أهل بيته ‪ ،‬وتهييء نفسه لمقابلتهم واالستماع إليهم ومحادحته‬
‫في حاالتهم ‪ ،‬فإن هذا األسلوب يساعد في ق اء الحاالر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* وقـااد وعـااى المسلمون هذا األدب الرفي وتجاوزوا به شاص رسول‬
‫هللا ‪ ‬إلى كااال عاااالم ال يزعجوناااه حتى يارف إليهم وال يقتحمون علياااه حتى‬
‫يدعوهم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* قال األلوسااي رحمه هللا ‪ :‬ورأي في بعض الكتب أن الحبر بن عباس‬
‫رضااي هللا عنهما كان يذهب إلى أيبي بن كعب في بيته ألخذ القرآن الععيم منه ‪،‬‬
‫فيقف عند الباب ‪ ،‬وال يدب الباب عليه حتى يارف ‪ ،‬فاسااااتععم لب أبي رضااااي‬
‫هللا عنـاااااااااه فقال له يوما ً ‪ :‬هال دقق الباب يا ابن عباس ؟ فقال ‪ :‬العالم في قومه‬
‫كالنبي في أمته ‪ ،‬وقد قال هللا تعالى – في حق نبيه – عليه السااااااالم ‪َ  :‬ولَ ْو أ َ َّ قه ْم‬
‫صبَ قروا َحتَّى ت َ ْخ قر َ إِلَي ِْه ْم‪. ‬‬
‫َ‬
‫ً‬
‫ولقد رأي هذه القصاار صااغيرا فعمل بموالبها م مشاااياي والحمد هلل‬
‫تعالى على لب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وممااا يق فيااه الناااس من ماااالفاااا ‪ :‬رب البيوا في األوقاااا كير‬
‫المناساااابر ‪ ،‬وبأساااالوب كير مناسااااب ‪ ،‬كقرع الجرس أكنر من حالث مراا ‪ ،‬أو‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫تفسير سورة الحجراا – د‪ .‬محمد أبو فارس – ص ‪. 41‬‬
‫تفسير سورة الحجراا – أبي فارس – ص ‪. 42‬‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 6‬ص ‪. 3340‬‬
‫روح المعاني – األلوسي – ف‪ 26‬ص ‪. 144‬‬
‫‪- 151 -‬‬
‫قرعه لمدة ويلر في الوف الليل فيوقظ النائم ويزعت النساء واأل فال ويصيبهم‬
‫بالذعر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ص بَ قروا ‪ .....‬لَ كَ انَ َخيْرا ً لَ قه ْمـ لو انتعروا خروالب‬
‫* قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْو أ َ َّ قه ْم َ‬
‫لكان أصااااااله لهم في دينهم ودنياهم ‪ ،‬وكان النبي ‪ ‬ال يحتجب عن الناس إال في‬
‫أوقاا يشتغل فيها بمهماا نفسه ‪ ،‬فكان إزعااله في تلب الحالر من سوء األدب ‪،‬‬
‫وقيل كانوا الاءوا شفعاء في أسارى بني عنبر ‪ ،‬فأعتق رسول هللا ‪‬‬
‫( ‪‬ـ‬
‫نصفهم ‪ ،‬وفادى على النصف ‪ ،‬ولو صبروا ألعتق الميعهم بغير فداء ‪.‬‬
‫ثالنا ً لفتات بيا ية‬
‫‪ -‬النداء في قوله تعالى ‪ :‬يقنَادقو َرٍَ ‪ ‬حير التعبير بصيغر الم ارع الستعهار‬
‫حال ندائهم (‪‬ـ وفائدة هذا النداء لتنبه المنادى وإل هار حاالر المنادي‬
‫وفي ‪‬يقنَادقو َرٍَ ‪ ‬إسااااااناد الفعل إلى ضاااااامير الجماعر مجاز عقلي ألن الذي‬
‫نادى شاااااااص واحد ‪ ،‬والتعبير بالجم على اعتبار موافقر الجمي على لب‬
‫( ‪5‬ـ ‪.‬‬
‫اء ا ْل قح قج َرات‪ ‬كناير عن موضاااااا خلوته ‪‬‬
‫‪ -‬الكناير في قوله تعالى ‪ِ  :‬م ْن َو َر ِ‬
‫ومقيله م بعض نساااااااائه ‪ ،‬وقد ازدادا الكناير بإيقاع الحجراا معرفر باأللف‬
‫والالم دون اإلضافر إليه (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف (الحجرااـ بأل التي هي للعهد (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬التعبير بقوله تعالى ‪( :‬حتى في قوله تعالى ‪َ  :‬حتَّى ت َ ْخ قر َ إِلَي ِْه ْم‪ ‬دون (إِلَى‬
‫ألالل اإليجاز بحذف حرف (أنـ حير يلزم حذفه بعد ( َحتَّى باالفه بعد (ِلَى‬
‫فال يجوز حذفه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪‬ـ‬
‫المقطع النا ي طلب التنبت في تلقي ا خبار‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫تفسير سورة الحجراا – أبي فارس – ص ‪. 43‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 311 ، 310‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 227‬‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 14‬ص ‪. 116‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 225‬‬
‫تفسير أبي السعود – ف‪ 8‬ص ‪. 227‬‬
‫إعراب القرآن وبيانه – ف‪ 9‬ص ‪. 261‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 227‬‬
‫‪- 152 -‬‬
‫ق ِبنَ َب أ فَت َ َبيَّنقوا أ َ ْن‬
‫اس ٌ‬
‫قاال تعاالى ‪َ  :‬ي ا أَيُّ َه ا الَّ ِذينَ آ َمنقوا ِإ ْن َج ا َء قك ْم فَ ِ‬
‫ص ِب قحوا َ‬
‫ت ق ِص يبقوا آَ ْوما ً ِب َج َهالَة فَت ق ْ‬
‫سو َ‬
‫علَى َما فَ َع ْلت ق ْم َاد ِِمينَ َوا ْعلَ قموا أَنَّ ِفي قك ْم َر ق‬
‫ب ِإلَ ْي قك قم ا ْ ِ ي َمانَ َو َزيَّ َن ق فِي‬
‫ّللاَ َح َّب َ‬
‫ّللاِ لَ ْو يق ِطيعق قك ْم ِفي َك ِنير ِمنَ ا ْ َ ْم ِر لَ َع ِنت ُّ ْم َولَ ِكنَّ َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫ً‬
‫ْ‬
‫ق‬
‫نَ‬
‫ونَ‬
‫انَ‬
‫رَ‬
‫ق‬
‫ق‬
‫ق‬
‫الر ِ‬
‫ّللاِ‬
‫آقلقوبِك ْم َوك ََّر َ إِل ْيك قم الكف َر َوالف ق‬
‫اش قد فضال ِم َّ‬
‫سوقَ َوال ِعصْ يَ أولئِ ه قم َّ‬
‫ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ّللاق َ‬
‫َو ِ ْع َمةً َو َّ‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫الفاس ق هو الاارف عن اإلسااااالم وحدود ما أنزل هللا ‪ ،‬والفسااااق بهذا المعنى‬
‫مأخو من قول العرب فسااااااق الر بر إ ا خرال من قشاااااارتها وسااااااموا الفأرة‬
‫فويسقر لما فيها من ال يابر ‪ ،‬والفسق ‪ ،‬وقيل لاروالها من بيتها مرة بعد أخرى ‪،‬‬
‫ونقاال هااذا المعنى إلى الفاااسااااااق لاروالااه عن الاير والحق (‪‬ـ ‪ ،‬فقااد الاااء عن‬
‫اس قجدقوا ِآل َد َم‬
‫الشاايطان عندما خرف عن أمر ربه قوله تعالى ‪َ  :‬وإِ ْأ آق ْلنَا ِل ْل َمالئِ َك ِة ْ‬
‫س قَ ع َْن أ َ ْم ِر َر ِب ِ ‪( ‬ـ أي خرف عن اعر‬
‫يس كَانَ ِمنَ ا ْل ِج ِن فَفَ َ‬
‫فَ َ‬
‫س َجدقوا إِ َّال إِ ْب ِل َ‬
‫ربه ‪ ،‬ويطلق الفسااااااق على من كان ملمنا ً حم أخل بجمي األحكام الشاااااارعير أو‬
‫بع ها ‪.‬‬
‫النبأ مفرد المعها أنباء ويطلق النبأ في اللغر على الابر العاري عن الكذب كأن‬
‫تقول أنبأته بكذا إ ا أخبرته بابر صااااادب وخصااااصااااه بعض أهل اللغر باألخبار‬
‫الهامـر الـدا ً ولها فائدة ععيمر ويحصل به علم أو كلبر ن والابر إ ا لم يت من‬
‫لب ال يسمى بنبأ على قولهم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ع ْن ق قم ْع ِرضقونَ ‪5( ‬ـ ‪ ،‬وقااال تعااالى‬
‫قال تعالى ‪ :‬آق ْ‪ :‬قه َو َ َبأ ٌ ع َِظي ٌم أ َ ْت ق ْم َ‬
‫س بَأ بِنَبَأ يَ ِقين‪‬‬
‫‪َ :‬‬
‫يم‪6( ‬ـ وقال تعالى ‪َ  :‬و ِجئْت قرَ ِم ْن َ‬
‫ع َّم يَت َ َ‬
‫س ا َءلقونَ ع َِن النَّبَ ِأ ا ْلعَ ِظ ِ‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫فتبينوا يعني لاب التنبيا و لاب البياان والتعرف على المراد من النباأ الاذي‬
‫يذاع بين الناس ‪ ،‬فيجب التحقق والتنب من األخبار قبل بناء األحكام عليها فقد‬
‫تكون كا بر فنبني أحكاما ً للناس على كير أساااااان أو موازين صااااااحيحر فنق في‬
‫العلم ‪ ،‬و هذا ال يجوز ‪ ،‬لذلب و الب التن ب والتحقق من صاااااا حر األخ بار ق بل‬
‫صدور األحكام في حق ااخرين (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫سورة الحجراا – ااير ‪. 8-6‬‬
‫األساس للزماشري – ص ‪. 462‬‬
‫سورة الكهف – ااير ‪. 50‬‬
‫األساس للزماشري – ص ‪. 626‬‬
‫سورة ص – ااير ‪. 67‬‬
‫سورة النبأ – ااير ‪. 102‬‬
‫سورة النمل – ااير ‪. 22‬‬
‫األساس للزماشري – ص ‪. 58‬‬
‫‪- 153 -‬‬
‫بجهالة بمعنى أنكم تجهلون حالهم فتصااااايبهم األحكام الاا ئر بسااااابب الهالتكم‬
‫ألمرهم وعدم معرفتكم لحقيقر ما هم عليه من أمر أو حال (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ادمين الندم هو الغم والحساااارة التي تلحق باإلنسااااان نتيجر لوقوعه في شاااايء‬
‫وهو يتمنى عدم وقوعه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫لعنتم أي لوقعتم في العن والشاادة وهو المشااقر والفساااد والهال ‪ ،‬نتيجر الحكم‬
‫على الناس بجهالر ‪.‬‬
‫الراشدون الم راشد وهو المهتدي إلى محاسن األمور واألفعال والرشد يعني‬
‫االسااتقامر على ريق الحق وأ لق هذا اللفظ على الالفاء الراشاادين األربعر بعد‬
‫وفاة النبي ‪ ‬وعلى كل خليفر أو حاكم مساااالم اسااااتقام على ريق اإليمان وعمل‬
‫بكتاب هللا وبسنر المصطفى ‪ ‬فأصبه من الراشدين ‪.‬‬
‫ثا يا ً سبب زو هذ اآلية‬
‫‪ -‬قال الواحدي ‪ :‬نزل في الوليـااااااد بن عقبر بن أبي معيط ‪ ،‬بعنه رسول هللا ‪‬‬
‫إلى بني المصطلق ليجم الصدقاا ‪ ،‬وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلير ‪ ،‬فلما‬
‫سم القوم تلقوه تععيما ً هلل تعالى ولرسوله ‪ ، ‬فحدحه الشيطان أنهم يريدون قتله‬
‫فهابهم ‪ ،‬فرال من الطريـااق إلى رسول هللا ‪ ‬وقال ‪ :‬إن بني المصطلق قد منعوا‬
‫صدقاتهم ‪ ،‬وأرادوا قتلـااااي ‪ ،‬فغ ب رسول هللا ‪ ، ‬وهم أن يغزوهم ‪ ،‬فبلغ القوم‬
‫رالوعه ‪ ،‬فأتوا رساااااول هللا ‪ ‬وقالوا ‪ :‬سااااامعنا برساااااولب فارالنا نتلقاه ونكرمه‬
‫ونلدي إليه ما قبلنا من حق هللا تعالى فبدا له في الرالوع ‪ ،‬فاشاااينا أن يكون إنما‬
‫رده من الطريق كتاب الاءه منب بغ اااب ك ااابته علينا ‪ ،‬وإنا نعو من ك اااب‬
‫هللا وك ب رسوله (‪‬ـ فأنزل هللا ‪‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا ِإ ْن َجا َء قك ْم ‪ .....‬ااير ‪.‬‬
‫‪ -‬قال ق تادة ‪ :‬نز ل في الول يد بن عق بر ‪ ،‬بع نه نبي هللا ‪ ‬مصاااااااد قا ً إلى بني‬
‫الم صطلق ‪ ،‬فلما أب صروه أقبلوا نحوه فهابهم ‪ ،‬فرال إلى ر سول هللا ‪ ، ‬فأخبره‬
‫أنهم قد ارتدوا عن اإلسااااالم ‪ ،‬فبعر نبي هللا ‪ ‬خالد بن الوليد وأمر أن يتنب وال‬
‫يعجل ‪ ،‬فانطلق حتى أتاهم ليالً ‪ ،‬فبعر بعيونه ‪ ،‬فلما الاءوا أخبروا خالدا ً أنهم‬
‫مسااتمسااكون باإلسااالم ‪ ،‬وساامعوا أ انهم وصااالتهم ‪ ،‬فلما أصاابحوا ‪ ،‬أتاهم خالد‬
‫فرأى الذي يعجبه ‪ ،‬فرال إلى نبي هللا ‪ ‬فأخبره الابر ‪ ،‬فأنزل هللا ما تساامعون ‪،‬‬
‫فكان نبي هللا يقول ‪ :‬التبين من هللا والعجلر من الشيطان(‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً عالآة اآلية بما سبق‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫األساس للزماشري – ص ‪. 107‬‬
‫األساس للزماشري – ص ‪. 626‬‬
‫أسباب النزول – الواحدي – ص ‪. 261‬‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 12‬ص ‪. 124‬‬
‫‪- 154 -‬‬
‫كان النداء األول لتقريـاااااار الهـاااااار القيادة ‪ ،‬وكان النداء الناني لتقرير ما‬
‫ينبغي من أدب القيادة وتوقيرها ‪ ،‬وكان هـاااااااذا و لـاااااااب هـاااااااو األسـااااااااس لكافر‬
‫التواليهاا والتشريعاا في السورة ‪ ،‬فال بد من وضوح المصدر الذي يتلقى عنه‬
‫الملمنون ‪ ،‬ومن تقرير مكان القيادة وتوقيرها ‪ ،‬لتصاااااابه للتواليهاا بعد لب‬
‫قيمت ها وأهميت ها ومن حم اعت ها ‪ ،‬ومن حم الاء هذا ال نداء ال نا لر يعلمهم كيف‬
‫يتلقون األنباء وكيف يتصرفون فيها ‪ ،‬ويقرر ضرورة التنب من مصدرها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫رابعا ً المعنى اإلجمالي لآلية‬
‫ياا ب القرآن الكريم الرساااول ‪ ‬واألمر فيما بعد ب ااارورة التنب من‬
‫خبر ال فاسااااااق ال كا ب ‪ ،‬ليتعرفوا على الحق من ال با ل ‪ ،‬وليقفوا على ح قائق‬
‫األمور قبل الوقوع في األخطار ‪ ،‬فكم فرب الكذب بين األصدقاء وكم سفب من‬
‫الدماء وكم كان التساااااارع في الحكم مدعاة لشاااااان الحروب والغاراا ‪ ،‬وإحارة‬
‫الفتن ‪ ،‬فتبينـااوا كراهـاار أن تصيبـااوا قوما ً باطأ فتصبحوا نادمين على ما فعلتم ‪،‬‬
‫فلو أن الرسول ‪ ‬عمل بقول الوليد بن عقبر لغزا بني المصطلق ‪ ،‬وسفب الدماء‬
‫‪ ،‬وأخذ األموال بغير حق ‪ ،‬فاهلل يرشاااااااد عباده إلى هذا األدب ‪ ،‬ويحذرهم من‬
‫العمل بالابر قبل الكشف عنه والتنب منه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫واعلموا أيها الصاااااحابر أن فيكم رساااااول هللا األمين المبلغ عن الوحي ‪،‬‬
‫المعصوم من الاطأ ‪ ،‬فإن اعته واالبر والاير في لب ‪ ،‬والرسول معنا في كل‬
‫عصاار إن لم يكن بجسااده الشااريف فهو حاضاار بأحادينه وتعاليمه ‪ ،‬وخير الهدي‬
‫هدي محمد ‪ ‬فيجب الرالوع إلى ما أرشاااااااد إليه ‪ ،‬ولو انعكن األمر وأ اعكم‬
‫الرسااااول في منل هذا األمر ألصااااابكم العن ‪ ،‬ونالتكم المشااااقر ‪ ،‬ولربما انعكن‬
‫الحال وتبدل إلى ما تكرهون ‪ ،‬فالرسول ‪ ‬يتبـاااااا ما يوحى إليه ‪ ،‬والملمنون ال‬
‫يرضااااون ماالفته ‪ ‬ألن هللا تعالى حبب إليهم اإليمان و اعر رسااااوله ‪ ‬وزين‬
‫لب في قلوبهم ‪ ،‬وكره إليهم الكفر والفسااااااوب والعصاااااا يان ‪ ،‬هلالء الملمنون‬
‫الموصااااااوفون بذلب هم الراشاااااادون في الدنيا وااخرة ‪ ،‬وقد فعل هللا معهم لب‬
‫تف الً منه ورحمر ونعمر عليهم وهللا عليم بالقه ‪ ،‬حكيم في فعله (‪‬ـ ‪.‬‬
‫خامسا ً لفتات بيا ية‬
‫ق نكرة لتفيد العموم أي إن الاءكم أي إنساااااان يتصاااااف‬
‫اس ٌ‬
‫‪ -‬الاءا كلمر ( َف ِ‬
‫بالفسق فال تقبلوا خبره حتى تمحصوه وتعلموا الصواب من الاطأ قبل الب‬
‫في الحكم ‪ ،‬والنكرة هنا الاءا في سياب الشر فهي كالنكرة في سياب النفي‬
‫تفيد العموم ‪ ،‬فالعبرة بعموم اللفظ ال باصوص السبب ‪ ،‬وفي هذا التنكير رد‬
‫(‪1‬ـ في الل القرآن – ف‪ 6‬ص ‪. 3340‬‬
‫(‪2‬ـ التفسير الواضه – ف‪ 3‬ص ‪. 58‬‬
‫(‪3‬ـ التفسير الواضه – ف‪ 3‬ص ‪. 59‬‬
‫‪- 155 -‬‬
‫على من زعم أنها نزل في الوليد بن عقبر وهو من كبار الصااااااحابر ألن‬
‫إ الب الفسوب عليه بعيد ألن الفسوب هو الاروف من الشيء واالنسال منه‬
‫والوليـاااد كمـاااا يذكـااارون ن فأخطأ والماطيء ال يسمى فاسقا ً وبذلب يكون‬
‫العموم هو المراد من النص ‪.‬‬
‫‪ -‬عبر في ااير بحرف "إن" الذي يفيد التشاكيب ولم يقل إ ا ألنها تفيد التحقيق‬
‫ليبرهن على أن وقوع منل هذا الحدث في المجتم اإلسااااااالمي على ساااااابيل‬
‫الندرة وأن األصل في الملمن الصـدب وأن ما وقـ من الوليد بن عقبـر كان‬
‫نتيجـر العن الاا يء وهو نادر وقليل في المجتم اإلسالمي ‪.‬‬
‫ّللاِ‪ ‬فقد قدم خبر إن على‬
‫‪ -‬التقديم في قوله تعالى ‪َ  :‬وا ْعلَ قموا أَنَّ فِي قك ْم َر ق‬
‫س و َ َّ‬
‫اسمها ليفيد معنى الحصر المستتب لزيادة التوبي لهم على تفريطهم في حق‬
‫الرساااول ‪ ‬ومحاولتهم اساااتمالر رأيه ‪ ‬إلى آرائهم وهو أنهم زينوا بين يدي‬
‫الرسول اإليقاع ببني المصطلق ‪.‬‬
‫‪ -‬التعبير بالم اااااارع دون الماضاااااي في قوله (لَ ْو يق ِطيعق قك ْم ولم يقل (أطاعكم‬
‫لب إلفادة اال ستمرار والديمومر في اعته ‪ ‬ارائهم التي يعتقدون صحتها‬
‫وصوابها ‪.‬‬
‫(اإلي َمان و (ا ْل قك ْف َر ‪.‬‬
‫‪ -5‬الطباب و لب في قوله تعالى ( َحبَّ َ‬
‫ب و (ك ََّر َ وبين ِ‬
‫ق ِبنَ َبأ فَت َ َبيَّنقوا‪ ‬بقوله‬
‫اس ٌ‬
‫‪ -6‬قال الفار الرازي أتب قوله تعالى ‪ِ  :‬إ ْن َجا َء قك ْم َف ِ‬
‫ّللاِ‪ ‬ليوضااااه لهم أن الذي يغمض عليكم‬
‫تعالى ‪َ  :‬وا ْعلَ قموا أَنَّ فِي قك ْم َر ق‬
‫س و َ َّ‬
‫فهمه وبيانه يسااااااهل عند رالوعكم إلى النبي ‪ ‬فإنه بين هرانيكم مرشاااااااد‬
‫وموضااااااه لكم وال يوالد عنده حيف ألنه ال يعتمد على آرائكم وإنما يعتمد‬
‫ق ع َِن ا ْل َه َوى ِإ ْن قه َو‬
‫على الوحي (‪‬ـ ‪ ،‬وهذا مصاااداقا ً لقوله تعالى ‪َ  :‬و َما يَ ْن ِط ق‬
‫إِال َوحْ ٌي يقو َحى‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫اش قدونَ ‪ ‬الاء‬
‫الر ِ‬
‫‪ -‬االلتفاا من الاطاب إلى الغيبر ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬أقولَ ِئرَ قه قم َّ‬
‫ب إِلَ ْي قك قم اإلي َمانَ َو َزيَّنَ ق فِي آقلقو ِب قك ْم‪. ‬‬
‫بعد قوله ‪َ ‬حبَّ َ‬
‫المقطع النال‪ :‬وجوب إصالح أات البين‬
‫(‪1‬ـ انعر التفسير الكبير – اإلمام الرازي – ف‪ 28‬ص ‪. 123 ، 122‬‬
‫(‪2‬ـ سورة النجم – ااير ‪. 4-3‬‬
‫‪- 156 -‬‬
‫ص ِل قحوا‬
‫ان ِمنَ ا ْل قم ْؤ ِم ِنينَ ا ْآتَتَلقوا فَأ َ ْ‬
‫تمنل لب في قوله تعالى ‪َ  :‬و ِإ ْن َطا ِئ َفت َ ِ‬
‫َب ْينَ قه َما فَ ِر ْن َبغَتْ ِإحْ دَا قه َما َ‬
‫ّللاِ‬
‫علَى ا ْ ق ْخ َرى فَقَا ِتلقوا الَّ ِتي ت َ ْب ِغي َحتَّى ت َ ِفي َء ِإلَى أ َ ْم ِر َّ‬
‫س ق‬
‫ب ا ْل قم ْقس ِِطينَ ِإ َّ َما‬
‫ص ِلحـ ق وا َب ْينَ قهمـ َ ا ِبا ْلعـ َ ْد ِ َوأ َ ْآ ِ‬
‫فَ ِر ْن فَا َءتْ فَأ َ ْ‬
‫ّللاَ يق ِح ُّ‬
‫طوا ِإنَّ َّ‬
‫ّللاَ لَعَلَّ قك ْم ت ق ْر َح قمونَ ‪ ‬الحجراا ‪-‬‬
‫ا ْل قم ْؤ ِمنقونَ إِ ْخ َو ٌ فَأ َ ْ‬
‫ص ِل قحوا بَ ْينَ أ َ َخ َو ْي قك ْم َواتَّققوا َّ‬
‫‪. ‬‬
‫أوالً أسباب زو اآليات‬
‫‪ -‬قيل أنها نزل في حق امرأة من األنصااااااار يقال لها أم زيد كان تح رالل‬
‫من كير األنصاااار فتااصااام م زوالها ‪ ،‬أرادا أن تزور قومها فحبساااها‬
‫عليه ال يدخل عليها أحد من أهلها فأرساااااال إلى قومها‬
‫زوالها والعلها في ي‬
‫فأنزلوها لينصاااارفوا بها ‪ ،‬فاسااااتعان الرالل بأهله فجاء بنو عمه ليحولوا بين‬
‫المرأة وأهلها فتدافعوا وتجادلوا وت ااااااااربوا بالنعال واقتتلوا فنزل ااير‬
‫الكريمر فبعر النبي ‪ ‬وأصله بينهم وفاءوا إلى أمر هللا ‪.‬‬
‫‪ -‬الاء عن أنن بن مالـب أنـه قـال ‪ :‬قلـ يا نبـي هللا لـو أتيـ عبد هللا بن أبي‬
‫؟ فانطلق إليه النبي ‪ ‬فركب حمارا ً وانطلق المسلمون يمشون فلما أتاه النبي‬
‫‪ ‬قال ‪ :‬إليب عني فو هللا لقد آ اني نتن حمار فقال رالل من األنصاااااااار‬
‫وهللا لحمار رسول هللا ‪ ‬أ يب ريحا ً منب ‪ ،‬وك ب لعبد هللا رالل من قومه‬
‫وك اااااب لألنصااااااري آخرون من قومه فكان بينهم حرب باأليدي والجريد‬
‫والنعال فنزل هذه ااير فيهم ‪.‬‬
‫‪ -‬روي أن األوس والازرف كان بينهم على عهد رسااااول هللا ‪ ‬قتال بالسااااعف‬
‫والنعال فنزل هذه ااير فيهم ‪.‬‬
‫‪ -‬روي أنها نزل في راللين من األنصاااار كان بينهما مدارة (أي خالف في‬
‫حق بينهما فقال أحدهما لآلخر ‪ :‬اخذنه عنوة ‪ ،‬لكنرة عشاااايرته ‪ ،‬وإن ااخر‬
‫دعاااه ليحاااكمااه لرسااااااول هللا ‪ ‬فااأبى أن يتبعااه ‪ ،‬فلم يزل األمر بينهم حتى‬
‫تواقعوا (أي اآتتلوا وتناول بع ااهم بع اا ً باأليدي والنعال والجريد فنزل‬
‫هذه ااير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً مناسبة هذا النص بما سبق‬
‫ي ا هذا النص الجليل قاعدة تشااريعير عملير لصاايانر المجتم الملمن‬
‫من الاصاااااااام والتفكب تح النزواا واالندفاعاا ‪ ،‬تأتي تعقيبا ً على تبين خبر‬
‫الفاسق وعدم العجلـااااااار واالندفاع وراء الحمير والحماسر قبل التنب واالستيناب‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ انعر أسباب النزول للواحدي – ص ‪. 140‬‬
‫(‪2‬ـ في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 6‬ص ‪. 3343‬‬
‫‪- 157 -‬‬
‫فإن من األخ بار ال كا بر أخ بار النمي مر بين الق با ئل وخطر ها آ كد م ما‬
‫يجري بين األفراد ‪ ،‬والتبين فيها أعسر ‪ ،‬وقد ال يحصل التبين إال بعد أن تستعر‬
‫نار الفتنر وال تجدي الندامر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫الطائفة تشاامل الرالل الواحد واالحنين والجم ومفردها ائف وهو الذي يدور‬
‫علَ ْي ِ أ َ ْن يَ َّ‬
‫ف ِب ِه َما‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫حول البيوا حفا ا ً عليها ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬فَال قجنَا َح َ‬
‫ط َّو َ‬
‫وإ ا أ لق الطائفر على الناس تعني الجماعر منهم ‪ ،‬وإ ا أ لق على‬
‫الشاااااايء فتعني القطعر منه ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬فَلَ ْوال َفَ َر ِم ْن ك ِق‪ِ :‬ف ْر َآة ِم ْن قه ْم َطا ِئ َفةٌ‬
‫ِليَتَفَقَّ قهوا فِي الدِين‪( ‬ـ وقوله تعالى ‪َ  :‬و ْليَ ْ‬
‫عذَابَ قه َما َطائِفَةٌ ِمنَ ا ْل قم ْؤ ِمنِينَ ‪‬‬
‫ش َه ْد َ‬
‫(‪‬ـ أي واحد فما فوب يعتبر ائفر وقد يكنى بالجم عن الواحد ‪.‬‬
‫تبغي البغي هو تجاوز الحد واالسااااتطالر على ااخرين ورفض الصااااله ويقال‬
‫بغ السااااااماء إ ا تجاوزا في المطر أكنر من الالزم وبغ المرأة إ ا فجرا‬
‫وتجاوزا ما لين لها ‪ ،‬ويأتي البغي بمعنى العلم والايانر والفساااد ويقال بريء‬
‫الرحه على بغي إ ا الف واندمل على فسااااااااد ‪ ،‬وفئر باكير يعني أنها لم‬
‫كيرها بغير حق واعتدا بغير حق على ااخرين ‪.‬‬
‫ف اءت أي رالعا إلى الحاال المحمودة واعترفا باالحق وتالا عماا كاا ن‬
‫واقعر فيـه وهي مأخو ة من الفيء والفيأة وتعني الرالوع إلى الحق وإلى أمر هللا‬
‫تبار وتعالى (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫العد ضااااااد العلم والجور والبغي ‪ ،‬وهو إقرار بالحق وتحقيق المساااااااواة بين‬
‫والعدل متقاربان ولكن‬
‫الناس بحير أن يأخذ كل حقه الذي يسااااااتحقه ‪ ،‬وال َعدل ا‬
‫العدل فيدر‬
‫األول يسااااااتعمل فيما يدر بالبصاااااايرة كاألحكام أما الناني وهو ا‬
‫بالحاسااااااير كالموزوناا والمعدوداا والمكيالا وبالعدل قام السااااااماواا‬
‫واألرض (‪6‬ـ ‪ .‬فلو كان ركن زائدا ً أو ناقصااااا ً عن مقت ااااى الحكمر اإللهير في‬
‫هذا الكون لما كان العالم منتعما ً ‪.‬‬
‫( ‪‬ـ‬
‫ان‪ ‬فالعدل هو المساااواة في‬
‫اإلحْ َ‬
‫قال تعالى ‪ِ  :‬إنَّ َّ‬
‫س ِ‬
‫ّللاَ يَأ ْ قم قر ِبا ْل َع ْد ِ َو ِ‬
‫المكافأة إن خيرا ً فاير وإن شااااارا ً فشااااار ‪ ،‬واإلحساااااان أن يقابل الاير بأكنر منه‬
‫والشـر بأقل منه ويقال رالل عدل وعادل ورالال عدل يقال في الواحد‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫تفسير التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 238‬‬
‫سورة البقرة – ااير ‪. 158‬‬
‫سورة التوبر – ااير ‪. 122‬‬
‫سورة النور – ااير ‪. 2‬‬
‫تفسير مفرداا ألفا القرآن – ص ‪. 677‬‬
‫األساس للزماشري – ص ‪. 411‬‬
‫سورة النحل – ااير ‪. 90‬‬
‫‪- 158 -‬‬
‫والجم على حد سواء ‪.‬‬
‫أآسطوا أص‪ :‬الكلمة ‪" :‬ق س ط" وهي على الهتين ‪-:‬‬
‫س ق‬
‫س ِطينَ ‪‬‬
‫ب ا ْل قم ْق ِ‬
‫أ‪ -‬القسااط يعني العدل ومنه قولـاااااااه تعالى ‪َ  :‬وأ َ ْآ ِ‬
‫ّللاَ يق ِح ُّ‬
‫طوا ِإنَّ َّ‬
‫فهي تعني في ااير اعدلوا إن هللا يحب العادلين وبهذا المعنى يكون أصااااااال‬
‫الكلمر مأخو ا ً من الفعل الرباعي أقسط واسم الفاعل منه مقسط (‪‬ـ ‪.‬‬
‫اس ق‬
‫طونَ‬
‫ب‪ -‬والقسط يأتي بمعنى الجور والميل عن الحق ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬وأ َ َّما ا ْلقَ ِ‬
‫فَ كَ ا قوا ِل َج َهنَّ َم َح َط با ً‪( ‬ـ ‪ ،‬أي ال جائرون ال عالمون وعلى هذا فهي مأخو ة‬
‫من الفعل النالحي قسط واسم الفاعل منه قاسط أي بمعنى الم والائر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫يحب فعل م ارع ‪ ،‬الماضي حب وهو يعني اإلينار ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪ِ  :‬إ ِي‬
‫ب ا ْل َخي ِْر‪( ‬ـ ‪ ،‬يعني آحرا الاير ‪ ،‬وقوله تعالى ‪ :‬يق ِحبُّونَ َم ْن َها َج َر‬
‫أَحْ بَبْ تق قح َّ‬
‫إِلَي ِْه ْم‪5( ‬ـ ‪ ،‬أي يلحرون من هاالر إليهم وأح يا نا ً يأتي ال حب بمعنى المودة ‪‬إِنَّ‬
‫ب ا ْل قمت َ َط ِه ِرينَ ‪6( ‬ـ ‪.‬‬
‫ب الت َّ َّوا ِبينَ َويق ِح ُّ‬
‫ّللاَ يق ِح ُّ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫َّ‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ونَ‬
‫على‬
‫وأحيانا يأتي الحب بمعنى القلر ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬ويقط ِع قم الط َعا َم َ‬
‫سيرا ً‪(‬ـ‪ ،‬أي يطعمون الطعام على قلته وندرته ‪.‬‬
‫س ِكينا ً َويَتِيما ً َوأ َ ِ‬
‫قحبِ ِ ِم ْ‬
‫َ‬
‫وقد يأتي بمعنى اإلرادة ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬فِ ي ِ ِر َجا ٌ يق ِحبُّونَ أ ْن يَت َ َط َّه قروا‪‬‬
‫(‪‬ـ ‪ ،‬أي يريدون الطهارة المعنوير والبدنير ‪.‬‬
‫رابعا ً المعنى اإلجمالي‬
‫إن اائفتاان من أهال اإليماان اقتتلوا فاأصاااااالحوا أيهاا الملمنون بينه ما‬
‫بالدعاء إلى تحكيم كتاب هللا تعالى والرضاااااااا بما فيه لهما وعليهما ‪ ،‬و لب هو‬
‫اإلصااالح بينهما بالعدل ‪ ،‬فإن أب إحدى هاتين الطائفتين اإلالابر إلى حكم كتاب‬
‫هللا تعااالى لهااا وعليهااا وتعاادا ‪ ،‬وأالااابا األخرى منهمااا ‪ ،‬فقاااتلوا التي تعتاادي‬
‫وتأبى اإلالابر إلى حكم هللا تعالى حتى ترال إلى حكم هللا الذي حكم في كتابه‬
‫وبين خلقه ‪ ،‬فإن رالع الباكير بعد قتالكم إياهم إلى الرضاااااا بحكم هللا تعالى في‬
‫كتابه فأصااالحوا بينها وبين الطائفر األخرى التي قاتلتها بالعدل ‪ ،‬أي باإلنصااااف‬
‫بينهما ‪ ،‬و لب حكم هللا تعالى في كتابه الكريم الذي العله عدالً بين خلقه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫(‪ 9‬ـ‬
‫األساس للزماشري – ص ‪. 506‬‬
‫سورة الجن – ااير ‪. 15‬‬
‫األساس للزماشري – ص ‪. 507‬‬
‫سورة ص – ااير ‪. 32‬‬
‫سورة الحشر – ااير ‪. 9‬‬
‫سورة البقرة – ااير ‪. 222‬‬
‫سورة اإلنسان – ااير ‪. 88‬‬
‫سورة التوبر – ااير ‪. 108‬‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 13‬ص ‪. 127‬‬
‫‪- 159 -‬‬
‫خامسا ً ما يرشد إلي النص‬
‫‪ -‬يجب اإلصااااااالح بين الملمنين إن وق بينهم قتال ‪ :‬وقد كرا ااير مراحل‬
‫العالف وهي ‪-:‬‬
‫المرحلة ا ولى مرحلة اإلص الح بفض الق تا وإي قا ف و لب عن ريق‬
‫الكلمر الطيبر والموععر الحساااااانر ‪ ،‬وتذكير الطائفتين باهلل تعالى وتاويفهم من‬
‫عذابه ‪ ،‬وتركيبهم في اإلصالح بتركيبهم في حوابه ‪ ،‬وتحذيرهم مما يترتب على‬
‫القتال من مفا سد ععيمر في الدين والدنيا وااخرة ‪ ،‬وتذكيرهم بحرمر دم الم سلم‬
‫‪ ،‬وعرضه وماله ‪ ،‬وأنه أععم من حرمر الكعبر ‪ ،‬واألصل أن يستجيب المسـاااالم‬
‫ص ْل قح َخي ٌْر‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫لنداء الحق ودعوة اإلصالح (‪‬ـ استجابر لقولـه تعالـى ‪َ  :‬وال ُّ‬
‫المرحلة النا ية آتا الطائفة البا ية فإن أصاااااارا إحدى الطائفتين على‬
‫االستمرار في القتال واستجاب الفئر األخرى لنداء اإليمان والعقل ‪ ،‬فوالب على‬
‫المساااااالمين بق يادة إ مامهم أن ي تدخلوا فورا ً إلي قاف الق تال بالقوة ‪ ،‬و لب بق تال‬
‫الطائفر الباكير حتى ترضى بالحق (‪‬ـ ‪.‬‬
‫المرحل ة الن الن ة اإلص الح ب الع د بع د الرجوع إلى الحق ووآف القت ا‬
‫واألصل أن يتوقف القتال على أساس تحكيم كتاب هللا تعالى وسنر رسوله ‪ ‬في‬
‫تقرير الحقوب للمتنازعين ‪ ،‬وفض النزاع كذلب (‪‬ـ ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬ف ِر ْن ت َ َن َ‬
‫از ْعت ق ْم‬
‫اآلخ ِر أَ ِلرَ َخي ٌْر‬
‫فِي َ‬
‫ارِ َوا ْليَ ْو ِم ِ‬
‫الر ق‬
‫س و ِ ِإ ْن قك ْنت ق ْم ت ق ْؤ ِمنقونَ ِب َّ‬
‫ش ْيء فَ قردُّو ق ِإلَى َّ‬
‫ّللاِ َو َّ‬
‫ً ( ‪5‬ـ‬
‫سنق تَأ ْ ِويال‪. ‬‬
‫َوأَحْ َ‬
‫إن توخي العدل في اإلصااااااالح يقط دابر الفتنر ويهدي النفوس النائرة‬
‫ولقد شااااج اإلسااااالم على اإلصااااالح ‪ ،‬قال ‪" : ‬أال أخبركم بأفض ‪ :‬من درجة‬
‫الصيام والصدآة ؟ آالوا بلى يا رسو ه آا إصالح أات البين وفساد‬
‫أات البين الحالقة" (‪6‬ـ أي تحلق الدين وتساااتأصااال شاااأفته ‪ ،‬كما يحلق الموساااى‬
‫الشعر ‪ ،‬أي يستأصله ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قتـل أسـير الفئر الباكير وال يتب منهزمهم ‪ :‬ألن المقصود دفعهم ال قتلهم‬
‫‪ ،‬والدليل على لب أن الصحابر – رضي هللا عنهم – لم يتبعوا‬
‫مدبرا ً وال أالهزوا على الريه وال قتلوا أسيرا ً (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫في الل سورة األخالب – د‪ .‬محمد أبو فارس – ص ‪. 68‬‬
‫سورة النساء – ااير ‪. 128‬‬
‫فته القدير – الشوكاني – ف‪ 5‬ص ‪ ، 63‬وانعر تفسر القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 317‬‬
‫في الل سورة األخالب – أبو فارس – ص ‪. 71‬‬
‫سورة النساء – ااير ‪. 59‬‬
‫سنن أبي داود – ف‪ 2‬ص ‪. 578‬‬
‫أحكام القرآن – ابن العربي – ف‪ 4‬ص ‪. 154‬‬
‫‪- 160 -‬‬
‫‪ -‬إ ا خرال ا إلى اإلمااام العاادل خااارالاار باااكياار وال حجاار لهااا قاااتلهااا اإلمااام‬
‫بالمساااااالمين كافر ‪ ،‬أو بمن فيه الكفاير ‪ ،‬ويدعوهم قبل لب إلى الطاعر‬
‫والاادخول في الجماااعاار ‪ ،‬فااإن أبوا الرالوع والصااااااله قوتلوا ‪ ،‬وال يقتاال‬
‫أسيرهم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬في قوله تعالى ‪ :‬إِ َّ َما ا ْل قم ْؤ ِمنقونَ إِ ْخ َو ٌ‪ ‬في هذه ااير والتي قبلها دليل على‬
‫أن البغي ال يزيل اساااااام اإليمان ‪ ،‬ألن هللا تعالى سااااااماهم إخوة م كونهم‬
‫باكين (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬في قوله تعالى ‪ :‬إِ َّ َما ا ْل قم ْؤ ِمنقونَ إِ ْخ َو ٌ‪ ‬قررا ااير أن رابطر العقيدة هي‬
‫أقوى الروابط ‪ ،‬لذلب فأخوة اإليمان توالب اإلصااااااالح بين اإلخوة ‪ ،‬ألنه‬
‫تربطهم عقيدة واحدة ‪ ،‬فإ ا ما ضااااااعف هذه األخوة ‪ ،‬فعلى أفراد المجتم‬
‫وخاصااااار المالصاااااين منهم أن يهبوا لتقوير هذه الرابطر عن ريق إزالر‬
‫أسباب االختالف والفرقر بين األخوة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ّللاَ لَ َعلَّ قك ْم ت ق ْر َح قمونَ ‪ ‬هذه الجم لر خات مر اا ير التي‬
‫‪ -6‬في قو له ت عالى ‪َ  :‬واتَّققوا َّ‬
‫أمرا باإلصاااالح بين الملمنين ‪ ،‬فهي ترشاااد الذين ينبرون لإلصاااالح أن‬
‫يتقوا هللا تعالى في سعيهم ‪ ،‬وياشوه في أقوالهم وأفعالهم ‪ ،‬فال يحابوا أحدا ً‬
‫على أحد ‪ ،‬وال يعلموا أحدا ً ‪ ،‬إن أهل اإلصالح إ ا وضعوا تقوى هللا تعالى‬
‫نصب أعينهم وفقهم هللا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ويوجد أحادي‪ :‬كنير توجب اإلصالح بين المؤمنين ‪ ،‬نذكر منها ‪-:‬‬
‫قال الرسـااااول ‪" : ‬المؤمن للمؤمـ ن كالبنيـ ان يشد بعض بعضاً" (‪5‬ـ ‪ ،‬وقال‬
‫الرسااول ‪" : ‬المس لم أخو المس لم ال يظلم وال يس لم من كان في حاجة‬
‫أخي كان ه في حاجت ومن فر عن مس لم كربة من كرب الد يا فر ه‬
‫(‪6‬ـ‬
‫عن كربـة من كـرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ً ستر ه يوم القيامة"‬
‫‪.‬‬
‫سادسا ً لفتات بيا ية‬
‫ان‪ِ َ( ، ...‬إ ْن حرف شر ‪ ،‬يالص الماضي‬
‫‪ -‬في قولـاااااااه تعالى ‪َ  :‬و ِإ ْن َطائِفَت َ ِ‬
‫ـ‬
‫‪‬‬
‫(‬
‫لالساااتقبال ‪ ،‬فيكون في قوة الم اااارع وقال الرازي ‪ِ َ( :‬إ ْن إشاااارة إلى‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 320‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 323‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 2‬ص ‪. 245‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 2‬ص ‪. 245‬‬
‫ماتصر صحيه مسلم – المنذري – ف‪ 2‬ص ‪ ، 234‬ح ‪. 1630‬‬
‫ماتصر صحيه مسلم – المنذري – ف‪ 2‬ص ‪ ، 233‬ح ‪. 1775‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 239‬‬
‫‪- 161 -‬‬
‫ناادرة وقوع القتااال بين وائف المساااااالمين ‪ ،‬فااإن قياال ‪ :‬نحن نرى أكنر‬
‫االقت تال بين وائفهم ؟ نقول ‪َ( :‬إِ ْن إشاااااااارة إلى أ نه ال ينبغي أال يق إال‬
‫نادرا ً ‪ ،‬وكاير ما في الباب أن األمر على خالف ما ينبغي ‪ ،‬وكذلب ‪ِ ‬إ ْن‬
‫اس ق ‪ ...‬إشااارة إلى مجيء الفاسااق بالنبأ ينبغي أن يق قليالً ‪ ،‬م‬
‫َجا َء قك ْم فَ ِ‬
‫أن مجيء الفاساااق بالنبأ كنير ‪ ،‬وقول الفاساااق صاااار عند أولي األمر أشاااد‬
‫قبوالً من قول الصادب الصاله (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬قـاااااااااال تعالى ‪َ ( :‬طائِفَتَان ولم يقل ‪( :‬فرآتان تحقيقا ً للمعنى ‪ ،‬فالطائفر (من‬
‫ثالثـة إلى عشر أشخاص وهو للتقليل ‪ ،‬وألن الطائفر دون الفرقر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(منَ ا ْل قم ْؤ ِم ِنينَ ولم يقل (منكم م أن الاطاب للملمنين لسبق‬
‫‪ -‬قولـه تعالى ‪ِ :‬‬
‫ق بِنَ َبأ‪ ‬تنبيها ً على قبه‬
‫اس ٌ‬
‫قوله تعالى ‪َ  :‬يا أَيُّ َها ا َّل ِذينَ آ َمنقوا إِ ْن َجا َء قك ْم َف ِ‬
‫لب النزاع بين الملمنين ‪ ،‬وتبعيدا ً لهم عنها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ان ِمنَ ا ْل قم ْؤ ِمنِينَ ا ْآتَتَلقوا‪ ‬ولم يقاال ‪( :‬وإن اآتت ‪:‬‬
‫‪ -‬قااال تعااالى ‪َ  :‬وإِ ْن َط ائِفَت َ ِ‬
‫طائفتـان من المؤمنيـن م أن اتصال كلمر (إن بالفعل أولى ‪ ،‬و لب‬
‫ليكون االبتداء بما يمن من القتال (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقال تعالى ‪( :‬اآتتلوا ولم يقل (اآتتلتا ‪ ،‬وقال (فأص لحوا بينهما ولم‬
‫يقل (بينهم ‪ :‬لب ألن عند االقتتال تكون الفتنر قائمر ‪ ،‬وكل أحد برأسااااااه يكون‬
‫فاعالً فعالً ‪ ،‬فقال (اآتتلوا وعند العود إلى الصاااااله تتفق كلمر كل ائفر وإال لم‬
‫يتحقق الصله ‪ ،‬فقال (بينهما لكون الطائفتين حينئ ٍذ كنفسين (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬في قولـاااااااااااااه تعااالى ‪ :‬فَقَ ا ِتلقوا الَّ ِتي ت َ ْب ِغي‪ ‬األمر للوالوب ؛ ألن هااذا حكم‬
‫الاصمين والق اء بالحق واالب (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ّللا‪ ...‬إشااااارة إلى أن القتال لين الزاء للباكي‬
‫‪ -‬في قوله ‪َ ‬حتَّى ت َ ِفي َء إِلَى أ َ ْم ِر َّ‬
‫‪ ،‬بل القتال إلى حد الفيئر فإن فاءا الفئر الباكير حرم قتالهم(‪‬ـ ‪.‬‬
‫ص ِل قحوا بَ ْينَ أ َ َخ َو ْي قك ْم‪‬‬
‫‪ -‬التخص يص خص االحنين بالذكـااااااار بقوله تعالى ‪ :‬فَأ َ ْ‬
‫دون الجم ألن أقل من يق بينهم الشااااقاب احنان ‪ ،‬فإ ا التيزم المصااااالحر‬
‫بين األقل كان بين األكنر ألزم ‪ ،‬ألن الفساد في شقاب الجم أكنر منه في‬
‫شقاب االحنين (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 14‬ص ‪. 127‬‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 14‬ص ‪. 127‬‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 14‬ص ‪ 127‬بتصرف ‪.‬‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 14‬ص ‪. 127‬‬
‫المرال السابق – ف‪ 14‬ص ‪. 128‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 12‬ص ‪. 241‬‬
‫تفسير الفار الرازي – ف‪ 14‬ص ‪. 128‬‬
‫الكشاف – الزماشري – ف‪ 4‬ص ‪. 366‬‬
‫‪- 162 -‬‬
‫ص ِل قحوا َب ْينَ قه َما‪ ‬و‬
‫‪ -5‬وض العاهر موض الم مر ‪ :‬و لب في قوله تعالى ‪ :‬فَأ َ ْ‬
‫ص ِل قحوا بَ ْينَ أ َ َخ َو ْي قك ْم‪ ‬م افا ً‬
‫ص ِل قحوا بَ ْينَ قه َما‪ ‬وقوله تعالى ‪ :‬فَأ َ ْ‬
‫‪‬فَ ِر ْن فَا َءتْ فَأ َ ْ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫إلى المأمورين باإلصالح للمبالغر في التقرير والتح يض ‪.‬‬
‫‪ -6‬قرن اإلصااااالح الناني بالعدل دون األول ‪ ،‬ألن المراد باالقتتال في أول ااير‬
‫أن يقتتال باكيتين معا ً ‪ ،‬أو راكبتي شاااااابهر ‪ ،‬وأيتهما كان ‪ ،‬فالذي يجب‬
‫على المساااالمين أن يأخذوا به في شااااأنهما ‪ :‬إصااااالح اا البين وتسااااكين‬
‫الجماعر بإرادة الحق والمواعظ الشااافير ‪ ،‬ونفي الشاابهر ‪ ،‬إال إ ا أصاارتا ‪،‬‬
‫فحينئ ٍذ تجب المقاتلر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬في قولـااه تعالى ‪ِ  :‬إ َّ َما ا ْل قم ْؤ ِمنقونَ ِإ ْخ َو ٌ‪ ‬اليء بصيغر القصر المفيدة لحصر‬
‫مااا لهم في حااال األخوة ‪ ،‬مبااالغاار في تقرير هااذا الحكم بين المساااااالمين ‪،‬‬
‫فأشارا هذه الجملر إلى والوب اإلصالح بين الطائفتين ‪ ،‬و لب ألن عقيدة‬
‫اإليمان تربط بينهم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ّللاَ لَعَلَّ قك ْم ت ق ْر َح قمونَ ‪ ‬الماا ب بتلب المي الملمنين‬
‫‪ -‬في قول ـه تعالى ‪َ  :‬واتَّققوا َّ‬
‫‪ ،‬فيشاااااامل الطائفتين الباكير والمبغي عليها ‪ ،‬ويشاااااامل كيرهما مما أمروا‬
‫باااإلصااااااالح ‪ ،‬وقولااه ‪‬لَعَلَّ قك ْم ت ق ْر َح قمونَ ‪ ‬تيرالى لكم الرحماار من هللا تعااالى‬
‫فتجري أحوالكم على اسااتقامر وصااالح ‪ ،‬وإنما اختيرا الرحمر ألن األمر‬
‫بالتقوى واق إحر تقرير حقيقر األخوة بين الملمنين ‪ ،‬وشاااأن تعامل اإلخوة‬
‫الرحمر ‪ ،‬فيكون الجزاء عليها من النسها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬إن أهل اإلصااااالح إ ا وضااااعوا تقوى هللا تعالى نصااااب أعينهم وفقهم هللا فيه‬
‫والعل لهم قبوالً في نفوس المسلمين ‪ ،‬حتى المتنازعين المتااصمين ‪ ،‬كما‬
‫أن تقوى هللا تعالى أساس الرحمر (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫المقطع الرابع النهي عن السخرية والتنابز با لقاب‬
‫َس ى أ َ ْن‬
‫قولـاااااااااه تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا ال يَ ْ‬
‫س َخ ْر آَ ْو ٌم ِم ْن آَ ْوم ع َ‬
‫َس ى أ َ ْن يَكقنَّ َخيْرا ً ِم ْن قهنَّ َوال ت َ ْل ِم قزوا‬
‫س اء ع َ‬
‫س ا ٌء ِم ْن ِ َ‬
‫يَكقو قوا َخيْرا ً ِم ْن قه ْم َوال ِ َ‬
‫ان َو َم ْن لَ ْم يَت ق ْب‬
‫س و ق‬
‫س ْ‬
‫أ َ ْ فق َ‬
‫االس قم ا ْلفق ق‬
‫س قك ْم َوال تَنَابَ قزوا ِبا َ ْلقَا ِ‬
‫ب ِبئْ َ‬
‫اإلي َم ِ‬
‫ق بَ ْع َد ِ‬
‫فَأقولَ ِئرَ قه قم ال َّ‬
‫ظا ِل قمونَ ‪ ‬ااير ‪. ‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫إعراب القرآن – الدرويش – ف‪ 9‬ص ‪. 270‬‬
‫الكشاف – الزماشري – ف‪ 4‬ص ‪. 365‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 245‬‬
‫التحرير والتنوير – ابن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 245‬‬
‫في الل سورة األخالب – أبي فارس – ص ‪. 80‬‬
‫‪- 163 -‬‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫( ‪‬ـ‬
‫يسخر يستهزيء ‪ ،‬يقال ‪ :‬سارا منه واستسارته أي ‪ :‬هزئ منه ‪.‬‬
‫آوم القوم ‪ :‬الماعر من الرالال والنسااااااء معا ً ‪ ،‬وقيل هو للرالال خاصااااار دون‬
‫النساااااااء ‪ ،‬وقيل القوم النفر ‪ ،‬وسااااااموا الرالال بذلب ألنهم قوامون على النساااااااء‬
‫باألمور التي لين للنساء أن يقمن بها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫تلمزوا تطعنـااااااااااوا أهل دينكم ‪ ،‬واللمز هو الطعن وال اااارب باللسااااان والعين‬
‫وكيره (‪‬ـ وقال ابن منعور ‪ :‬اللمز العيب في الواله ‪ ،‬وأصاااااله اإلشاااااارة بالعين‬
‫والرأس والشفر من كالم خفي (‪‬ـ ‪.‬‬
‫تنابزوا من النبز ‪ :‬لقب السااااااوء ‪ ،‬والتنابز باأللقاب ‪ :‬التداعي بها ‪ ،‬وهو يكنر‬
‫فيما كان ما ً ‪ ،‬أو في كل لقب يكرهه اإلنسااااااان ‪ ،‬ألنه يجب أن ياا ب الملمن‬
‫بأحب األسماء إليه (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫االس م بمعنى الذكر من قولهم ‪ :‬ار اساااااا مه في ال ناس بالكرم أو بالللم ‪،‬‬
‫وحقيقتـه ‪ :‬ما سـما من كـره وارتف بين الناس ‪ ،‬كأنه قيل ‪ :‬بئن الذكر‬
‫المرتف للملمنين بسبب ارتكاب هذه الجرائم أن ييذكروا بالفسق (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫يت ب من التوب ‪ ،‬تر الااذنااب على أالماال الوالوه ‪ ،‬وهو أبلغ في االعتااذار ‪،‬‬
‫والتوبار ‪ :‬تر الاذناب لقبحاه ‪ ،‬والنادم على ماا فر مناه ‪ ،‬والعزيمار على تر‬
‫المعاودة ‪ ،‬وتدار ما أمكنه أن يتدار من األعمال ‪ ،‬فمتى االتمع هذه األرب‬
‫فقد كمل شرو التوبر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫الظالمون من لم ‪ :‬والعلم وضااا الشااايء في كير موضاااعه ‪ ،‬وأصااال العلم‬
‫الجور ومجاوزة الحد (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً سبب النزو‬
‫(‪‬‬
‫سى أ َ ْن يَكقنَّ َخيْرا ً ِم ْن قهنَّ ‪ ‬قال المفسرون ‪:‬‬
‫ساء َ‬
‫ع َ‬
‫سا ٌء ِم ْن ِ َ‬
‫أ‪ -‬قوله تعالى ‪َ  :‬وال ِ َ‬
‫نزل في امرأتين من أزواف النبي ‪ ‬سارتا من أم سلمر ‪ ،‬و لب أنها ربط‬
‫رفيها خلفها‬
‫خ صرتها ب سبيبر ‪ ،‬وهو حوب أبيض ‪ ،‬ومنلها ال اسب ‪ ،‬و سدل‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫(‪ 9‬ـ‬
‫لسان العرب – ف‪ 2‬ص ‪. 1962‬‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 4‬ص ‪. 3786‬‬
‫تفسير النسفي – ف‪ 2‬ص ‪. 171‬‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 5‬ص ‪. 4072‬‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 5‬ص ‪. 2324‬‬
‫تفسير النسفى – ف‪ 5‬ص ‪. 171‬‬
‫المفرداا – األصفهاني – ص ‪. 76‬‬
‫لسان العرب – ابن منعور – ف‪ 3‬ص ‪. 2756‬‬
‫أسباب النزول – الواحدي – ص ‪. 264 ، 263‬‬
‫‪- 164 -‬‬
‫‪ ،‬فكان تجرها ‪ ،‬فقال عائشاااار لحفصاااار ‪ -‬رضااااي هللا عنهما ‪ -‬انعري ‪ :‬ما‬
‫تجر خلفها كأنه لسان كلب ‪ ،‬فهذه ساريتهما ‪.‬‬
‫صر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقال أنن وابن زيد ‪ :‬نزل في نساء النبي ‪ ‬تعيرن أم سلمر بال اق َ‬
‫ف‪ -‬وقيل نزل في عائشاار – رضااي هللا عنها – أشااارا بيدها إلى أم ساالمر ‪ ،‬يا‬
‫نبي هللا إنهـااااااااااا لقصاااايرة ‪ ،‬فقال ‪" : ‬لقد تفوهت بكلمة لو مز بها البحر‬
‫لمز " ‪.‬‬
‫د‪ -‬قال عكرمر وابن عباس ‪ :‬إن صاااافير بن حيي بن أخطب أت رسااااول هللا ‪‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رساااااول هللا إن النسااااااء يعيرنني ويقلن لي يا يهودير بن يهوديين‬
‫فقال ‪ : ‬هال قل إن أبي هارون ‪ ،‬وإن عمي موسااااى ‪ ،‬وإن زوالي محمد ‪،‬‬
‫فأنزل هللا تعالى هذه ااير ‪.‬‬
‫ثالنا ً المعنى اإلجمالي لآلية‬
‫إن المجتم الفاضاااااال الذي يقيمه اإلسااااااالم بهدي القرآن له أدب رفي ‪،‬‬
‫ولكل فرد فيه كرامته التي ال تمن ‪ ،‬وهي من كرامر المجموع ‪ ،‬ولمز أي فرد‬
‫هو لمز لذاا النفن ‪ ،‬ألن الجماعر كلها واحدة ‪ ،‬وكرامتها واحدة ‪ ،‬والقرآن في‬
‫هذه اايـاااااار يهتف للملمنين بهذا النداء الحبيب ‪َ ‬يا أ َيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا‪ ‬وينهاهم أن‬
‫يسااااااار قوم من قوم ‪ ،‬أي رالال من رالال ‪ ،‬فلعلهم خير منهم عند هللا ‪ ،‬أو أن‬
‫يساااار نساااـااااااااااء من نسااااء فلعلهن خير منهن في ميزان هللا تعالى (‪‬ـ ومن حق‬
‫الملمن على أخيه الملمن أال يناديه بلقب يكرهه وييزري به ‪ ،‬ومن أدبه أي ا ً أال‬
‫يل ي أخاه بمنل هذا ‪ ،‬وقد كير الرسااااااول ‪ ‬أسااااااماء وألقابا ً كان في الجاهلير‬
‫ألصااااحابها ‪ ،‬أحن فيها بحسااااه المرهف ‪ ،‬وقلبه الكريم بما يزري أصااااحابها أو‬
‫يصااااافهم بوصاااااف ميم ‪ ،‬وااير بعد اإليحاء بالقيم الحقيقير في ميزان هللا تعالى‬
‫وبعد أن استجاش شعور األخوة ‪ ،‬بل شعور االندماف في نفن واحدة ‪ ،‬تستنير‬
‫معنى اإليمان ‪ ،‬وتحذر الملمنين من فقدان هذا الوصااااااف الكريم ‪ ،‬والفسااااااوب‬
‫واالنحراف في السااارير واللمز والتنابز فهو شاايء يشاابه االرتداد عن اإليمان ‪،‬‬
‫وتهدد باعتبار هذا لما ً ‪ ،‬وبذلب ت‬
‫قواعد األدب النفسي لذلب المجتم الفاضل الكريم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫رابعا ً ما يرشد إلي النص‬
‫أ‪ -‬نه هذه ااير الكريمر عن االستهزاء بااخرين بقصد احتقارهم والتقليل من‬
‫شأنهم وال حب منهم ‪ ،‬ولالستهزاء صور متعددة منها ‪-:‬‬
‫* قال مجاهد ‪ :‬هو سارير الغني من الفقير ‪ ،‬أو سارير الرالل لمرض أصابه ‪،‬‬
‫أو لعاهر في السااامه ‪ ،‬أو لصااافر خلقير في بدنه ‪ ،‬كالقصااار ونحوه ‪ ،‬أو لعيب في‬
‫(‪1‬ـ في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 3345 ، 3344‬‬
‫(‪2‬ـ في الل القرآن الكريم – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 3345 ، 3344‬‬
‫‪- 165 -‬‬
‫لسااانه ‪ ،‬أو َلو َقر في أ نيه ‪ ،‬أو لعمش في عينيه ‪ ،‬وقد يسااار من اإلنسااان بساابب‬
‫نساااااابه ‪ ،‬أو قريته وبلده ‪ ...‬وصاااااايغر النهي في هذه ااير تفيد التحريم (‪‬ـ ‪ .‬وقد‬
‫الاءا نصاااوص من السااانر المطهرة تلكد هذه الحرمر ‪ ،‬يقول الرساااول ‪" : ‬ال‬
‫تحاس دوا وال تبا ض وا وال تدابروا ‪ ...‬المس لم أخو المس لم ال يظلم وال يخذل‬
‫وال يحقر التقوى هاهنا ويش ير إلى ص در ثالث مرات بحس ب امريء‬
‫من الش ر أن يحقر أخا المس لم ك‪ :‬المس لم على المس لم حرام دم ومال‬
‫وعرض " (‪‬ـ ‪.‬‬
‫فالحدير دليل وا ضه على حرمر احتقار المسلم ألخيه المسلم ‪ ،‬وحرمر‬
‫عرض المساااالم على أخيه المساااالم ‪ ،‬وهو مه واإلساااااءة إليه ‪ ،‬والحرام كما هو‬
‫معلوم ما لب الشارع الحكيم عنه لبا ً الازما ً ‪.‬‬
‫* وروي عن الرسول ‪ ‬في حجر الوداع قال ‪" :‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم‬
‫حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أال ه‪ :‬بلغت ‪"...‬‬
‫( ‪‬ـ ‪ .‬‬
‫* ومن صاااور الساااارير ما يكون بالكالم وقد يكون بالرأس وقد يكون باإلشاااارة‬
‫كأن يعرف الساااااااخر منل األعرف لي ااااااحب الناس منه ‪ ،‬أو يعيد كالم المتحدث‬
‫مسااتافا ً أو قاصاادا ً إضااحا الح ااور عليه لتهويل شااأنه ‪ ،‬والسااارير باإلشااارة‬
‫كأن يشير المستهزيء بيده إلى قصر رالل أو امرأة استصغارا ً لشأنه ‪ ،‬واحتقارا ً‬
‫له ‪ ،‬وحرم اإلسالم السارير من ااخرين سواء كان الساخر رالالً‬
‫أو امرأة ‪ ،‬وسواء كان المستهزأ به رالالً أو امرأة (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬نه ااير عن لمز ااخرين عن ريق إعابر الملمنين ‪ :‬ألن الاطاب لهم ‪،‬‬
‫فالنهي يفيد التحريم ‪ ،‬ومن صااور اللمز ‪ :‬اإلشااارة والحركر والعين واللسااان‬
‫واليد والرالل ‪ ،‬ويقصااااد منه تحقير شااااأن الملموز ‪ ،‬وعلى هذا فهو نوع من‬
‫الساااارير ألن العلر واحدة في األمرين وهي االساااتصاااغار واالحتقار ‪ ،‬ومما‬
‫يجدر كره أن األلقاب المحرمر هي التي يسيء بها الملمن إلى أخيه الملمن‬
‫‪ ،‬وأما األلقاب الحسانر فهي من السانر ‪ ،‬فقد لقب الرساول ‪ ‬عمر بالفاروب ‪،‬‬
‫وأبي بكر بالصديق (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫ف‪ -‬م ااير الكريمر الذين ينادون إخوانهم الملمنين باأللقاب السااايئر ‪ ،‬واعتبر‬
‫هذا التصااااارف القولي منهم فساااااوقا ً ‪ ،‬أي خروالا ً عن اعر هللا تعالى وحكمه ‪،‬‬
‫ومتناق ا ً م اإليمان الذي شرح هللا تعالى صدورهم له ‪ ،‬ونور قلوبهم به ‪ ،‬قال‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪ ، 326‬في الل سورة األخالب – ص ‪. 82‬‬
‫التاف الجام لألصول في أحادير الرسول – ف‪ 5‬ص ‪. 38‬‬
‫مسند اإلمام أحمد – ف‪ 2‬ص ‪. 440‬‬
‫مسند اإلمام أحمد – ف‪ 2‬ص ‪. 440‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 329‬‬
‫‪- 166 -‬‬
‫ان‪ ‬ومن األلقاب السيئر أن ييسمى الرالل‬
‫سو ق‬
‫س ْ‬
‫االس قم ا ْلفق ق‬
‫تعالى ‪ِ  :‬بئْ َ‬
‫اإلي َم ِ‬
‫ق َب ْع َد ِ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫كافرا ً أو زانيا ً بعد إسالمه وتوبته ‪.‬‬
‫د‪ -‬وإ ا كان السااااااارير من ااخرين وإعابر الملمنين والتنابز باأللقاب آفاا‬
‫مهلكاااا ‪ ،‬فيجااب على من ارتكبهااا أن يبااادر فورا ً إلى التوباار ‪ ،‬والتوباار‬
‫النصوح ‪ :‬هي التوبر الاالصر المقبولر عن هللا تعالى وتكون بالكف واإلقالع‬
‫عن المعاصي ‪ ،‬وهي هنا في ااير السارير واللمز والتنابز باأللقاب ‪ ،‬والندم‬
‫على ما حدث واالستغفار من لب ‪ ،‬والعزم على أال يعود إليها ‪ ،‬وال يق فيها‬
‫ص وحا ً‪( ‬ـ وقال‬
‫ّللاِ ت َ ْوبَةً َ ق‬
‫(‪‬ـ ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا تقوبقوا إِلَى َّ‬
‫اب ِم ْن بَ ْع ِد ق‬
‫علَ ْي ِ ‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫وب َ‬
‫ظ ْل ِم ِ َوأ َ ْ‬
‫صلَ َح فَ ِرنَّ َّ‬
‫تعالى ‪( :‬فَ َم ْن ت َ َ‬
‫ّللاَ يَت ق ق‬
‫خامسا ً البال ة في النص‬
‫أ‪ -‬افتتح هذه ااير بإعادة النداء بقوله تعالى ‪َ  :‬يا أَيُّ َها ا َّل ِذينَ آ َمنقوا‪ ‬لالهتمام‬
‫بالغرض فيكون مستقالً كير تاب لما سبق (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التنكير في قوله تعالى ‪ :‬آَ ْو ٌم ِم ْن آَ ْوم‪ ‬إلفادة الشياع ‪ ،‬لئال يتوهم أن المنهي‬
‫قوم معنيون ساروا من قوم معنيين (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫س َخ ْر إلى (آَ ْو ٌم دون أن يقول ال يسار‬
‫ف‪ -‬أسـااااااند القرآن الكريـاااااام الفعـاااااال ( َي ْ‬
‫ض قك ْم بَ ْعضا ً‪ ‬للنهي عما كان شـائعا ً‬
‫بع كم من بعض كما قال ‪َ  :‬وال يَ ْغت َ ْب بَ ْع ق‬
‫عند العرب من سارير القبائل بع ها من بعض ‪ ،‬فواله النهي إلى األقوام ‪،‬‬
‫ولهذا أي ا ً لم يقل رالل من رالل ‪ ،‬وال امرأة من امرأة(‪‬ـ ‪.‬‬
‫َس ى أ َ ْن يَكقو قوا َخيْرا ً ِم ْن قه ْم‪ ‬تعليل للنهي أو لموالبه أي‬
‫د‪ -‬في قوله تعالى ‪ :‬ع َ‬
‫عساااااى أن يكون المسااااااور منه خيرا ً عند هللا تعالى من السااااااخرين ‪ ،‬فرب‬
‫أشعر أكبر لو أقسـاام على هللا تعالى ألبره (‪‬ـ وقال ابن عاشور ‪ :‬هذه الجملر‬
‫تفيد المبالغر في النهي عن السارير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫س اء‪ ‬خص النسااء بالذكر ألن الساارير‬
‫س ا ٌء ِم ْن ِ َ‬
‫هـااااااا‪ -‬في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ِ َ‬
‫منهن أكنر (‪‬ـ وهذا من باب عطف الااص على العام اهتماما ً بذلب الااص‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 329‬‬
‫المرال السابق – ف‪ 16‬ص ‪. 330‬‬
‫سورة التحريم – ااير ‪. 8‬‬
‫سورة المائدة – ااير ‪. 39‬‬
‫التحرير والتنوير – البن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 246‬‬
‫تفسير األلوسي – ف‪ 26‬ص ‪. 152‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 12‬ص ‪. 247‬‬
‫(‪8‬ـ تفسير األلوسي – ف‪ 26‬ص ‪. 152‬‬
‫(‪9‬ـ التحرير والتنوير – ف‪ 12‬ص ‪. 247‬‬
‫(‪10‬ـ تفسير القر بي – ف‪ 12‬ص ‪. 326‬‬
‫‪- 167 -‬‬
‫‪ ،‬ألن السااااارير في الغالب تشااااي عند النساااااء أكنر من الرالال ونبه القرآن‬
‫الكريم إلى هذا على ساابيل الزالر والتشااديد على النساااء اللواتي يسااارن من‬
‫أخواتهن الملمناا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫س قك ْم‪ ‬بصاااايغر الفعل الم ااااارع الواق من‬
‫و‪ -‬في قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْل ِم قزوا أ َ ْفق َ‬
‫ً ( ‪‬ـ‬
‫الانب واحد ‪ ،‬أي ال يلمز بع كم بع ا وقال القر بي ‪ :‬ال يلعن بع كم‬
‫س قك ْم‪ ‬تنبيه على أن العاقل ال يعيب نفسه فال ينبغي أن‬
‫بع ا ً ‪ ،‬وفي قوله ‪‬أ َ ْفق َ‬
‫يعيب كيره ‪ ،‬ألنه كنفساااااه (‪‬ـ وفي هذا المعنى قال ‪" : ‬المؤمنون كجس د‬
‫واحد إأا اشتكى من عضو تداعى ل سائر الجسد بالسهر والحمى" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫فيهت ر ه س ترا ً عن مس اويك ا‬
‫ال تك شفن م ساويء الناس ما ستروا ‪‬‬
‫(‪5‬‬
‫‪‬وال تع ب أح دا ً منهم بم ا فيك ا‬
‫‪‬واأكر مح اس ن م ا فيهم إأا أكروا ‪‬‬
‫‪‬‬
‫قال ‪" : ‬من عيَّر مؤمنا ً بذ ب تاب‪ ‬من كان حقا ً على ه أن يبتلي‬
‫ويفضح في الد يا واآلخر " (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ ‬بصيغـاااار الفعل الواق من الانبين ‪،‬‬
‫ز‪ -‬في قولـااااه تعالى ‪َ  :‬وال تَنَابَ قزوا بِا َ ْلقَا ِ‬
‫أي ال ييعيار الرالل بعد إساااالمه بكفره ‪ ،‬أو أن ينادي بعض المسااالمين بع اااا ً‬
‫بأساااااماء أو ألقاب سااااايئر مكروهر ينفر منها كل من نودي بها ‪ ،‬وهذا المعنى‬
‫يشعر بالرد المتبادل بين المتنابزين (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ان‪ ‬اساااااتقباح الجم بين‬
‫س‬
‫س و ق‬
‫ْ‬
‫االس قم ا ْلفق ق‬
‫ح‪ -‬في قوله تعالى ‪ِ  :‬بئْ َ‬
‫اإلي َم ِ‬
‫ق بَ ْع َد ِ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫اإليمان وبين الفسق الذي يأباه اإليمان ويحعره وقال البي اوي ‪ :‬والمراد‬
‫به تهجين نسبر الكفر والفسوب على الملمنين ‪ ،‬والداللر على أن التنابز فسق‬
‫‪ ،‬والجم بينه وبين اإليمان مستقبه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫س م هنا من الرشااااقر بمكان ؛ ألن‬
‫* قال ابن عاشاااور ‪ :‬وإينار لفظ (اال ْ‬
‫السياب تحذير من كر الناس باإلساءة الذميمر ‪ ،‬إ األلقاب أسماء ‪ ،‬فكان اختيار‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫في الل سورة األخالب – ص ‪. 84‬‬
‫التحرير والتنوير – ف‪ 14‬ص ‪. 248‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 14‬ص ‪. 329‬‬
‫صحيه البااري – كتاب األدب ‪ ، 37‬صحيه مسلم – كتاب البر ‪. 66‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 14‬ص ‪. 329‬‬
‫(‪6‬ـ سنن الدارمي – كتاب الرقاب ‪. 48‬‬
‫(‪7‬ـ تفسير الفار الرازي – ف‪ 28‬ص ‪. 133‬‬
‫(‪8‬ـ تفسير األلوسي – ف‪ 26‬ص ‪. 155‬‬
‫(‪9‬ـ تفسير البي اوي – ف‪ 2‬ص ‪. 614‬‬
‫‪- 168 -‬‬
‫(االسم للفسوب مشاكله معنوير ‪ ،‬أي بئن الذكر أن يذكر أحد بالفسوب بعد‬
‫لفظ‬
‫ْ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫اإليمان ‪.‬‬
‫ان‪ ‬فيه معنى البعدير تساوي بعد اإلتصاف‬
‫اإلي َم ِ‬
‫وفي قولـااااااه تعالى ‪َ  :‬ب ْع َد ِ‬
‫باإليمان ‪ ،‬أي أن اإليمان ال يناسبه الفسوب ‪ ،‬ألن المعاصي من شأن أهل الشر‬
‫الذين ال يزعهم عن الفسوب وازع (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ في قوله تعالى ‪َ  :‬و َم ْن لَ ْم يَت ق ْب َفأقولَ ِئرَ قه قم ال َّظا ِل قمونَ ‪ ‬أي من لم يتب عن هذه‬‫األلقاب الذي يتأ ى منها السامعون ‪‬فَأقولَئِرَ قه قم ال َّ‬
‫ظا ِل قمونَ ‪ ‬أسلوب قصر ‪،‬‬
‫أي ‪ :‬هلالء المون ألنفسااهم بارتكاب هذه المعاصااي ‪ ،‬وتوساايط اسااـاااااااام‬
‫(‪‬ـ‬
‫اإلشارة (هم ألالل قَ صر العلم عليهم ‪ ،‬ألالل ما كروا من األوصاف‬
‫‪.‬‬
‫المقطع الخامس تحريم الغيبة والتجسس‬
‫وتمنل لب في قوله تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنقوا اجْ تَنِبقوا َكنِيرا ً ِمنَ ال َّ‬
‫ظ ِن‬
‫ض ال َّ‬
‫س وا َوال يَ ْغت َ ْب بَ ْع ق‬
‫ب أ َ َح قد قك ْم أ َ ْن يَأ ْ قك َ‪:‬‬
‫ِإنَّ بَ ْع َ‬
‫ظ ِن ِإثْ ٌم َوال ت َ َج َّ‬
‫س ق‬
‫ض قك ْم بَ ْعض ا ً أَيق ِح ُّ‬
‫اب َر ِحي ٌم‪ ‬ااير ‪‬‬
‫ّللاَ ت َ َّو ٌ‬
‫ّللاَ ِإنَّ َّ‬
‫لَحْ َم أ َ ِخي ِ َميْتا ً فَك َِر ْهت ق قمو ق َواتَّققوا َّ‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫( ‪‬ـ‬
‫اجتنبوا أي ابتعدوا ‪ ،‬و لب أبلغ من قولهم اتركوه‬
‫الظن العن ينقسم إلى قسمين ‪-:‬‬
‫الظن المحرم هو ن السااااااوء بأهل الاير والصااااااالح واألمانر والتقوى ومن‬
‫عرف عنهم الستر ‪ ،‬كاتهامهم وتاوينهم ورميهم بالسوء والفحشاء ‪.‬‬
‫ي‬
‫الظن ير المحرم هو ن السااااوء بأهل الكفر والغش وال ااااالل والفجور مما‬
‫عرفوا بذلب واشااااااتهروا به ‪ ،‬فجاهروا بالابائر التي ارتكبوها كدخول الحاناا‬
‫والاروف منها ‪ ،‬وشاارب الامر ‪ ،‬وسااائر دروب الريب والشاابهاا التي أيمر كل‬
‫مسلم أن يتجنبها (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫إثم اإلحم الذنب ‪ ،‬وقيل هو أن يعمل ما ال يحل له (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫وال تجسسوا وقريء (وال تحسسوا بالحاء ‪ ،‬واختلف هل هما بمعنى واحد أو‬
‫بمعنيين ؟ قال األخفش ‪ :‬لين تبعد أحدهما عن األخرى ‪ ،‬ألن التجساااااان البحر‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫‪.‬‬
‫التحرير والتنوير – البن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 250‬‬
‫التحرير والتنوير – البن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 250‬‬
‫تفسير األلوسي – ف‪ 26‬ص ‪. 157‬‬
‫لسان العرب – البن منعور – ف‪ 1‬ص ‪. 692‬‬
‫لسان العرب – البن منعور – ف‪ 3‬ص ‪ ، 2763‬تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪332‬‬
‫لسان العرب – البن منعور – ف‪ 1‬ص ‪. 28‬‬
‫‪- 169 -‬‬
‫عما يكتم عنب ‪ ،‬والتحساااااان (بالحاء لب األخبار والبحر عنها ‪ ،‬ومنه قيل ‪:‬‬
‫رالل الاسااااااوس ‪ ،‬إ ا كان يبحر عن األمرو (وبالحاء هو ما أدركه اإلنسااااااان‬
‫ببعض حواسااه ‪ ،‬وقول حان في الفرب ‪ :‬إنه (بالحاء لنفسااه ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬يابَنِ َّي‬
‫ف َوأ َ ِخي ِ ‪( ‬وبالجيم أن يكون رسوالً لغيره ‪ ،‬يقال ‪:‬‬
‫ا ْأ َهبقوا فَت َ َح َّ‬
‫سوا ِم ْن يقو ق‬
‫س ق‬
‫س َ‬
‫( ‪‬ـ‬
‫السس األخبار وتحسستها أي تفحص عنها ومنه الجاسوس ‪.‬‬
‫( ‪‬ـ‬
‫يغتب من الغيبر ‪ ،‬الذكر بالعيب في هر الغيب وهي من االكتياب ‪.‬‬
‫ثا يا ً سبب النزو‬
‫قال القر بي ‪ :‬قيل ‪ :‬إنها نزل في راللين من أصاااااحاب النبي ‪ ‬اكتابا‬
‫رفيقهما ‪ ،‬و لب أن النبي ‪ ‬كان إ ا سااااااافر ضاااااام الرالل المحتاف على الراللين‬
‫الموسرين فيادمهما ‪ ،‬ف م سلمان إلى راللين ‪ ،‬فتقدم سلمان إلى المنزل فغلبته‬
‫عيناه فنام ولم يهييء لهما شااايئا ً ‪ ،‬فجاءا فلم يجدا عاما ً وإداما ً ‪ ،‬فقاال له ‪ :‬انطلق‬
‫فا لب لنا من النبي ‪ ‬عاما ً وإداما ً ‪ ،‬فذهب فقال له النبي ‪ : ‬ا هب إلى أساااامر‬
‫بن زيد فقل له ‪ :‬إن كان عند ف اااااال من عام فليعطب ‪ ،‬وكان أسااااااامر خازن‬
‫النبي ‪ ‬فذهب إليه ‪ ،‬فقال أسااااااامر ‪ :‬ما عندي شاااااايء ‪ ،‬فرال إليهما فأخبرهما ‪،‬‬
‫فقاال ‪ :‬قد كان عنده ولكنه بال ‪ ،‬حم بعنا سااالمان إلى ائفر من الصاااحابر فلم يجد‬
‫عندهم شااايئا ً ‪ ،‬فقاال ‪ :‬لو بعننا سااالمان إلى بئر ساااميحر (بئر قديمر بالمدينرـ لغار‬
‫مانها ‪ ،‬حم انطلقا يتجسسان هل عند أسامر شيء فرآهما النبي ‪ ‬فقال ‪" :‬ما لي‬
‫أرى خض ر اللحم في أفواهكما" فقاال ‪ :‬يا نبي هللا ‪ ،‬وهللا ما أكلنا في يومنا هذا‬
‫لحما ً وال كيره ‪ ،‬فقال ‪" :‬ولكنكما ظللتما تأكالن لحم س لمان وأس امة" فنزل‬
‫ااير ‪.‬‬
‫وقال النعلبي ‪ :‬أي ال تعنوا بأهل الاير سوءا ً إن كنتم تعلمون من اهر‬
‫أمرهم الاير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً عالآة هذ اآلية بما سبق‬
‫بعد أن بين ااياا الساااااابقر القيم اإليمانير الحقيقير في ميزان هللا تعالى‬
‫والتي يجب أن تسود بين أفراد المجتم اإلسالمي ‪ ،‬عن ريق استجاشر شعور‬
‫األخوة اإليمانير ‪ ،‬وتحذير الملمنين من فقدان هذا الوصاااف الكريم ‪ ،‬ت ااا هذه‬
‫ااير الكريمر سااياالا ً آخر في المجتم الفاضاال الكريم حول حرماا األشااااص‬
‫وكرامتهم وحرياتهم ‪ ،‬بينما هي تعلم الناس كيف ينقون مشاااااعرهم وضاااامائرهم‬
‫بأسلوب ملحر وعجيب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪ ، 332‬المعجم الوسيط – ف‪ 1‬ص ‪. 172‬‬
‫تفسير النسفي – ف‪ 2‬ص ‪. 171‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 331 ، 330‬‬
‫في الل القرآن – ف‪ 6‬ص ‪. 3345‬‬
‫‪- 170 -‬‬
‫رابعا ً المعنى اإلجمالي لآلية‬
‫قولااه تعااالى ‪ :‬يَ ا أَيُّ َه ا الَّ ِذينَ آ َمنقوا اجْ تَنِبقوا َكنِيرا ً ِمنَ ال َّ‬
‫ض‬
‫ظ ِن إِنَّ بَ ْع َ‬
‫ال َّ‬
‫ظ ِن ِإثْ ٌم‪ ‬في هاذا النص أمر بااالتنااب كنير من العن ‪ ،‬بحيار ال يتر النااس‬
‫ألنفسااااااهم مجاالً للتأحر بكل ما يدور فيها من هواالن حول ااخرين من نون‬
‫ض ال َّ‬
‫ظ ِن إِثْ ٌم‪ ‬وما دام‬
‫وشبهاا وشكو ‪ ،‬وهذا األمر معلل بقوله تعالى ‪ :‬إِنَّ بَ ْع َ‬
‫النبي منصاااااااب على أكنر العن ‪ ،‬والقاعدة أن بعض العن إحم ‪ ،‬فإن إيحاء هذا‬
‫التعبير لل اامير هو االتناب العن الساايء أصاالً ‪ ،‬ألنه ال يدري أي نونه تكون‬
‫إحما ً ‪ ،‬بهذا يطهر القرآن الكريم ال ااااامير من داخله ‪ ،‬لئال يتلوث بالعن السااااايء‬
‫فيق باإلحم ‪ ،‬ويدعه نقيا ً بريئا ً من الهواالن وال شكو ‪ ،‬ي ُّ‬
‫يكن إلخوانه المودة التي‬
‫ال يادشاااها ن الساااوء ‪ ،‬والبراءة التي ال تلوحها الريب والشاااكو ‪ ،‬والطمأنينر‬
‫التي ال يعكرها القلق والتوق ‪ ،‬وما أروع الحياة في مجتم خا ٍل من العنون ‪،‬‬
‫فهذا النص الكريم يقيم مبدأ التعامل الشااااريف سااااياالا ً حول حقوب الناس ‪ ،‬الذين‬
‫يعيشااااااون في مجتمعه النعيف ‪ ،‬فال يلخذون بعنه ‪ ،‬وال يحاكمون بريبر ‪ ،‬وال‬
‫يصابه العن أسااساا ً لمحاكمتهم ‪ ،‬بل ال يصاه أن يكون أسااساا ً للتحقيق معهم وال‬
‫للتحقيق حولهم (‪‬ـ والرساااول ‪ ‬يقول "إياكم والظن فرن الظن أكذب الحدي‪":‬‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫* و كر القر بي ‪ :‬قال علماننـااا ‪ :‬العن هنـااا التهمـاار ‪ ،‬ومحل التحذيـاار‬
‫والنهـي إنما هي تهمـر ال سبب لها يوالبها ‪ ،‬كمن يتهم بالفاحشر أو بشرب الامر‬
‫ولم يعهر عليه ما يقت ااااااي لب ‪ ،‬ودليل كون العن هنا بمعنى التهمر ‪ ،‬قوله‬
‫س وا‪ ‬و لب أنه قد يق له خا ر التهمر ابتـااااااااااداء ويريد أن‬
‫تعالى ‪َ  :‬وال ت َ َج َّ‬
‫س ق‬
‫( ‪‬ـ‬
‫وفي هذا المعنى قـاااال الرسـاااول ‪" : ‬إن ه‬
‫يتجسن خبر لب ويبحر عنه‬
‫( ‪‬ـ‬
‫حرم من المسلم دم وعرض وأن يقظن ب ظن السوء" ‪.‬‬
‫س وا‪ ‬إن للناس حرياتهم وحرمانهم من‬
‫وفي قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ َج َّ‬
‫س ق‬
‫كرامتهم التي ال يجوز أن تنتهب بأي صورة من الصور ‪ ،‬وال أن تمن بحال من‬
‫األحوال ‪ ،‬ففي المجتم اإلسااااـااااااااااالمي الرفي يعيش الناس آمنين على بيوتهم ‪،‬‬
‫آمنين على أساارارهم ‪ ،‬آمنين على عوراتهم ‪ ،‬وال يوالد مبرر مهما يكن النتها‬
‫حرماا األنفن والبيوا واألسااارار والعوراا ‪ ،‬فالناس على واهرهم ‪ ،‬ولين‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 330‬‬
‫ماتصر صحيه مسلم – ف‪ 2‬ص ‪ ، 237‬ح ‪. 1803‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪331‬‬
‫ماتصر صحيه مسلم – ف‪ 2‬ص ‪ ، 237‬ح ‪. 1803‬‬
‫‪- 171 -‬‬
‫ألحد أن يتعقب بوا نهم ‪ ،‬ولين ألحد أن يأخذهم إال بما هر منهم من ماالفاا‬
‫والرائم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫قال القر بـااااااي ‪ :‬خـااااااذوا ما هر وال تتبعوا عوراا المسلمين ‪ ،‬أي ال‬
‫يبحر أحدكم عن عيب أخيه حتى يطل عليه بعد أن ستره هللا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وفي هذا المعنى روى أبو داود عن معاوير قال ‪ :‬سااامع رساااول هللا ‪‬‬
‫يقول "إ ر إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقال النبي ‪" : ‬إن ا مير إأا ابتغى الريبة في الناس أفس دهم" (‪‬ـ ‪،‬‬
‫وقال ‪" : ‬يا معش ر من آمن بلس ا ولم يدخ‪ :‬اإليمان آلب ال تغتابوا‬
‫المس لمين وال تتبعوا عوراتهم فرن من اتبع عوراتهم يتبع ه عور ت‬
‫ومن يتبع ه عورت يفضح في بيت " (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬وال َي ْغتَ ْب َب ْع ق‬
‫ض قك ْم َب ْعض ا ً‪ ‬نهى عز والل عن الغيبر‬
‫( ‪6‬ـ‬
‫وهي ‪ :‬أن تذكر الرالل ب ما ف يه ‪ ،‬فإن كر ته ب ما لين ف يه فهو البه تان وقد‬
‫روي عن النبي ‪" : ‬أتدرون ما الغيبة ؟" قالـااااوا ‪ :‬هللا ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪: ‬‬
‫"أكرك أخاك بما يكر " قيل ‪ :‬أفرأي إن كـااان فـااي أخـااي ما أقول ؟ قال ‪" :‬إن‬
‫كان في ما تقو فقد ا تبت وإن لم يكن في فقد بهت " (‪‬ـ ‪.‬‬
‫*قال الحسن ‪ :‬الغيبر حالحـااار أوالـاااه كلهـاااا في كتاب هللا تعالى ‪ :‬الغيبـااار‬
‫واإلف ـب والبهت ـان ‪ ،‬فأما الغيب ـر فه ـو أن تقول في أخيب ما هو فيه ‪ ،‬وأما اإلف ـب‬
‫فأن تقول فيـه ما بلغب عنه ‪ ،‬وأما البهتان فأن تقول فيه ما لين فيه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ب أ َ َح قد قك ْم أ َ ْن َيأ ْ كق َ‪ :‬لَحْ َم أ َ ِخ ي ِ َم ْي تا ً‪ ‬منل هللا الغيبر‬
‫* قوله تعالى ‪ :‬أَيق ِح ُّ‬
‫بأكل الميتر ‪ ،‬ألن المي ال يعلم بأكل لحمه ‪ ،‬كما أن الحي ال يعلم بغيبته ممن‬
‫اكتابه ‪ ،‬وقال ابن عباس – رضي هللا عنهما ‪ : -‬إنما ضرب هللا هذا المنل للغيبر‬
‫ألن أكل لحم المي حرام مستقذر ‪ ،‬وكذا الغيبر حرام في الدين وقبيه في النفوس‬
‫‪ ،‬وقال قتادة ك ما يمتن أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ً كذلب يجب أن يمتن من‬
‫كيبته حيا ً (‪‬ـ ‪.‬‬
‫* وفي قوله تعالى ‪( :‬فكرهتموهـ والهان ‪-:‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫(‪ 9‬ـ‬
‫في الل القرآن – ف‪ 6‬ص ‪. 3346‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 333‬‬
‫سنن أبي داود – ف‪ 2‬ص ‪. 570‬‬
‫سنن أبي داود – ف‪ 2‬ص ‪. 570‬‬
‫سنن أبي داود – ف‪ 2‬ص ‪. 568‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪ ، 334‬تفسير أبي السعود – ف‪ 8‬ص ‪. 122‬‬
‫صحيه مسلم بشرح النووي – ف‪ 16‬ص ‪. 122‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 335‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 335‬‬
‫‪- 172 -‬‬
‫أحدهما فكرهتم أكل المي فكذلب فاكرهوا الغيبر ‪.‬‬
‫النا ي فكرهتم أن يغتابكم الناس فاكرهوا كيبر الناس ‪.‬‬
‫اب َر ِحي ٌم‪ ‬فاتقوا هللا أيها الناس ‪،‬‬
‫ّللاَ ت َ َّو ٌ‬
‫ّللاَ ِإنَّ َّ‬
‫* قوله تعالى ‪َ  :‬واتَّقـ ق وا َّ‬
‫فاافوا عقوبته بانتهائكم عما نهاكم عنه من ن أحدكم بأخيه الملمن ن الساااوء‬
‫‪ ،‬وتتب عوراته ‪ ،‬والتجسن عما ستره من أمره ‪ ،‬واكتيابه بما يكرهه ‪ ،‬تريدون‬
‫اب َر ِحي ٌم‪‬‬
‫ّللاَ ت َ َّو ٌ‬
‫به شينه وعيبه وكير لب من األمور التي نهاكم عنها ربكم ‪‬إِنَّ َّ‬
‫إن هللا راال لعبده إلى ما يحبه إ ا رال العبد لربه إلى ما يحبه منه ‪ ،‬رحيم به‬
‫بأن ال يعاقبه على نب أ نبه بعد توبته منه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫( ‪‬ـ‬
‫خامسا ً ما يرشد إلي النص‬
‫اشتمل هذا النص الكريم على الملر من ااداب واألخالب اإلسالمير التي‬
‫لو يروعي في المجتم اإلسالمي ألصبح األمر قوير منها ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬أمرا ااير الكريمر باالتناب كنير من العن حتى ال يق الملمن في القليل من‬
‫ض ال َّ‬
‫ظ ِن إِثْ ٌم ‪ ‬وإنما حرم قليل العن‬
‫المحرم ‪ ،‬الذي ي ستوالب العقوبر ‪‬إِنَّ بَ ْع َ‬
‫ألنه مبني على الكذب والنفاب واإلساااءة إلى الملمنين ‪ ،‬وقد أمرا الشااريعر‬
‫بحسن العن بالمسلمين ‪ ،‬قال الرسول ‪" : ‬حسن الظن من حسن العباد "‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫روى عبد هللا بن عمر – رضاااي هللا عنهما – قال ‪ :‬رأي رساااول هللا ‪‬‬
‫يطوف بالكعبر ويقول ‪" :‬ما أطيبر وأطيب ريحر وما أعظمر وأعظم حرمتر‬
‫والذي فس محمد بيد لحرمة المؤمن أعظم عند ه حرمة منر مال ودم‬
‫وعرض وأن ظن ب إال خيراً" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بعد أن حرم ااير سااوء العن والعن الساايء باألمر باالتنابه والتباعد عنه‬
‫‪ ،‬وهجره وتركه ‪ ،‬نه نفن ااير عن الريمر نكراء ؛ وهي التجسن والنهي‬
‫هنا يفيد التحريم ‪ ،‬فاإلسااااااالم حرم التجساااااان بين الملمنين ؛ ألنه يريد أن‬
‫يحافظ على األخوة والمودة التي أنشاااااأها ورعاها ‪ ،‬فالتجسااااان إ ا فشاااااا في‬
‫األمر فإنه يبذر بذور الفتنر على كل صااعيد ‪ ،‬ويزرع الشااب في نفوس الناس‬
‫‪ ،‬ومن حم تفقد النقر بين الناس ‪ ،‬ويدب التنازع والتااصاااااام والتشااااااااحن ‪،‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 16‬ص ‪. 340‬‬
‫الام البيان – للطبري – ف‪ 3‬ص ‪. 138‬‬
‫سنن أبي داود – ف‪ 2‬ص ‪. 549‬‬
‫سنن ابن ماالر – ف‪ 2‬ص ‪ ، 1279‬ح ‪. 3932‬‬
‫‪- 173 -‬‬
‫وت اااعف رابطر األخوة والمودة ‪ ،‬وتصااابه لقمر ساااائغر ألعدائها في الداخل‬
‫والاارف ‪ ،‬ولقد نهى اإلسالم عن كل لب ‪ ،‬قال ‪: ‬‬
‫ً ( ‪‬ـ‬
‫"ال تبا ضوا وال تحاسدوا وال تدابروا وكو وا عباد ه إخوا ا" ‪.‬‬
‫ف‪ -‬نه ااير الكريمر عن الغيبر وحرمتها ‪ ،‬قال الرسااااااول ‪" ‬إن من أكبر‬
‫الكبائر استطالة المرء في عرض رج‪ :‬مسلم بغير حق" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وعن أبي بكرة – رضااي هللا عنه – قال ‪ :‬بينما أنا أماشااي رسااول هللا ‪‬‬
‫وهو آخذ بيدي ‪ ،‬ورالل عن يسااااري ‪ ،‬فإ ا نحن بقبرين أمامنا ‪ ،‬فقال رساااول هللا‬
‫‪" : ‬إ هما ليعذبان وما يعذبان في كبير وبكى إلى أن آا وما يعذبان إال‬
‫في الغيبة والبو " (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وعن أنن بن مالب – رضاااي هللا عنه – قال ‪ :‬قال رساااول هللا ‪" : ‬لما‬
‫عقر بي مررت بقوم لهم أظافر من حاس يخمش ون وجوههم وص دروهم‬
‫فقلت ومن هؤالء يا جبري‪ :‬؟ آا هؤالء الذين يأكلون لحم الناس ويقعون‬
‫في أعراضهم" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫عن أبي هريرة – رضاااااي هللا عنه – أن ماعزا ً الاء إلى رساااااول هللا ‪‬‬
‫فقال ‪" :‬يا رسااااااول هللا إني زني ‪ ،‬فأعرض عنه حتى قالها أربعا ً ‪ ،‬فلما كان‬
‫الاامسااااار قال ‪ : ‬زني ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬وتدري ما الزنا ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬أتي ي‬
‫منها حراما ً ما يأتي الرالل من امرأته حالالً ‪ ،‬قال ‪ : ‬ما تريد إلى هذا القول ؟‬
‫قال ‪ :‬أريد أن تطهرني ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال رسول هللا ‪ : ‬أدْخل َ لب منب في لب منها‬
‫كما يغيب الميل في المكحلر والرشااااا في البئر ؟ قال ‪ :‬نعم يا رسااااول هللا ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فرالم ‪ ،‬فساام النبي ‪ ‬راللين يقول أحدهما لصاااحبه ‪ :‬ألم تر إلى‬
‫فأمر برالمه ‪ ،‬ي‬
‫هذا الذي ستر هللا عليه فلم تر نف سه حتى رالم الكلب ؟ حم سار النبي ‪ ‬حتى مر‬
‫بجيفر حمار ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين فالن وفالن ؟ انزال فكال من اليفر هذا الحمار ‪ ،‬قاال ‪:‬‬
‫كفر هللا لب يا رسااااااول هللا ‪ ،‬وهل يلكل هذا ؟ قال ‪ : ‬فما نلتما من أخيكما آنفا ً‬
‫أشد أكالً منه ‪ ،‬والذي نفسي بيده إنه اان لفي أنهار الجنر ينغمن فيها" (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫د‪ -‬قال القر بي ‪ :‬إن الغيبر من الكبائر وأن من اكتاب أحدا ً عليه أن يتوب إلى‬
‫هللا عز والل (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ا عذار المرخصة في الغيبة أالاز العلماء الغيبر في مواض منها ‪-:‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫ماتصر صحيه مسلم – المنذري – ف‪ 2‬ص ‪ ، 237‬ف ‪. 180‬‬
‫سنن أبي داود – ف‪ 2‬ص ‪. 567‬‬
‫سنن أبي داود – ف‪ 2‬ص ‪. 568‬‬
‫صحيـااه الباـاااري – كتـاااب التفسـااير – سـااورة ‪ ، 108‬صحيـااه مسـاالم – كتاب اإليمان‬
‫‪. 259‬‬
‫تفسير ابن كنير – ف‪ 6‬ص ‪. 385-384‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 337‬‬
‫‪- 174 -‬‬
‫ا و التظلم منل قول المعلوم للقاضااااااي ‪ :‬يسااااااتعين به على أخذ حقه ممن‬
‫لمه ‪ ،‬فالن لمني أو كصاااابني أو خانني أو ضااااربني أو قذفني أو أساااااء إلي‬
‫بغيبر ‪ ،‬وعلماء األمر على لب مجمعون ‪ ،‬قال النبي ‪" ‬لصاحب الحق مقا "‬
‫وقال "مط‪ :‬الغني ظلم" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫النا ي االس تفتاء كقول هند للرساااااول ‪" : ‬إن أبا سااااافيان رالل شاااااحيه ال‬
‫يعطيني ما يكفيني أنا وولدي فوخذ من كير علمه ؟ فقال النبي ‪ : ‬نعم فاذي ‪،‬‬
‫فذكرته بالشااااااه والعلم لها ولولدها ‪ ،‬ولم يرها مغتابر ‪ ،‬ألنه لم يغير عليها ‪ ،‬بل‬
‫أالابها – عليه الصالة والسالم – بالفتيا لها (‪‬ـ ‪.‬‬
‫النال‪ :‬االس تعا ة على تغيير المنكر كأن يقول الرالل لإلمام أو صاااااااحب‬
‫الشااأن أو لمن يسااتطي تغيير المنكر ‪ :‬فالن يفعل المنكر ‪ ،‬ويشاارب الامر ‪ ،‬وما‬
‫شابه لب ‪ ،‬فازالره ‪.‬‬
‫الرابع تحذير المس لمين من الش ر و ص يحتهم وخاصاار في األمور التي تهم‬
‫الناس كاالسااااااتشااااااارة في الزواف ‪ ،‬وإيداع األمانر ‪ ،‬فله أن يذكر ما يعرفه على‬
‫قصاااد النصااايحر للمساااتشاااير ال على قصاااد الوقيعر ‪ ،‬فإن علم أنه يتر التزويت‬
‫بمجرد قوله ال تصااله لب ‪ ،‬فهو الواالب وفيه الكفاير ‪ ،‬وإن علم أنه ال ينزالر إال‬
‫بالتصريه بعيبه فله أن يصرح به ‪ ،‬قال الرسول ‪" ‬أترعون عن أكر الفاجر‬
‫اهتكو حتى يعرف الناس اأكرو بما في حتى يحذر الناس" (‪‬ـ وكانوا‬
‫يقولون ‪ :‬حال حر ال كي بر لهم ‪ :‬اإل مام ال جائر ‪ ،‬والمب تدع ‪ ،‬والم جاهر بفساااااا قه ‪،‬‬
‫وكذلب يجوز الرح المجروحين من الرواة بعد التحقق ‪ ،‬وما قاله علماء الجرح‬
‫والتعديل عنهم (‪‬ـ ‪.‬‬
‫الخامس المجاهر بالفس ق كالمانر وصاااحب الماخور ‪ ،‬والمجاهر بشاارب‬
‫الامر ‪ ،‬وكان ممن يتعاهر به ‪ ،‬بحير ال يساااااتنكف من أن يذكر له وال يكره أن‬
‫يذكر به ‪ ،‬فإ ا كرا فيه ما يتعاهر به ‪ ،‬فال إحم عليب ‪ ،‬قال رسول هللا ‪" : ‬من‬
‫ألقى جلباب الحياء عن وجه فال يبة ل " (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫الس ادس أن يكون اإل س ان معروف ا ً بلق ب يعرب عن عيب كاااألعرف‬
‫واألعمش ‪ ،‬فال إحم على من يذكره به ‪ ،‬فقد فعل العلماء لب ل اااارورة التعريف‬
‫‪ ،‬و لب ألن هذا األمر قد صاااار بحير ال يكرهه صااااحبه لو علمه بعد أن صاااار‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 339‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 339‬‬
‫المقاصد الحسنر للسااوي – ح ‪ ، 1921‬كشف الافاء – ف‪ 1‬ص ‪. 114‬‬
‫في الل سورة األخالب – أبي فارس – ص ‪. 120‬‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 16‬ص ‪. 339‬‬
‫‪- 175 -‬‬
‫مشااهورا ً به ‪ ،‬أما إن كر لب على ساابيل االنتقاص من شاااصااه فال يجوز كر‬
‫لب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫سادسا ً بواع‪ :‬الغيبة‬
‫(‪‬‬
‫لو تأملنا بواعر الغيبر عند المغتابين لوالدناها تدل على أمراض عندهم‬
‫ومن هذه البواعر ‪-:‬‬
‫‪ -‬إش فاء الغيظ عند المغتاب إن الرالل إ ا ك اااب من آخر دفعته نفساااه إلى‬
‫االنتقام منه ‪ ،‬و لب بذكر مساوئه ‪.‬‬
‫‪ -‬موافقة ا آران ومجاملة الرفقاء ومس اعدتهم على الكالم فقد يغ ااب هذا‬
‫ال رالل لغ اااااابهم ويغتاب من يغتابونه فيق في الغيبر ‪ ،‬أو قد يرى أقرانه‬
‫يقعون في كيبر شاااااص فال ينكر عليهم ‪ ،‬ويشاااااركهم في الغيبر حفا ا ً على‬
‫أمراء السوء ‪.‬‬
‫‪ -‬إراد التص نع والمباها والعجب بالنفس فقد يصاااااايب الغرور المغتاب‬
‫ويتصور أنه عالم وأعلم من كيره ‪ ،‬فيدفعه لب أن يصف كيره بالجهل ‪.‬‬
‫‪ -‬الحس د فقد يسااااام أناساااااا ً يكنرون من النناء على رالل بالعلم أو الكرم أو‬
‫حسن الالق فيغتا من حنائهم عليه ‪ ،‬ويحرص على أن يزيل ما في أ هانهـم‬
‫عرف عنه ‪.‬‬
‫من تزكيـر له ‪ ،‬فيدفعه الحسد إلى الكالم لينب نقيض ما ي‬
‫‪ -5‬إشغا وآت الفراغ بالهز والضحر فيذكر عيوب كيره بما ي حب الناس‬
‫على سبيل المحاكاة ‪.‬‬
‫سابعا ً لفتات بيا ية‬
‫‪ -‬التنكير في قولـاااااااه تعالى ‪َ  :‬كنِيرا ً ِمنَ ال َّ‬
‫ظ ِن‪ ‬والسر فيه إفادة معنى البع ير‬
‫لإل ن بأن ما في العنون ما يجب أن ييجتنب من كير تبيين لذلب وال تعيين ‪،‬‬
‫لئال يجتريء أحد على ن إال بعد تأمل وبعد نعر وتمحيص واسااااااتشااااااعار‬
‫للتقوى والحذر من أن يكون العن ائش السااااااهم بعيدا ً عن اإلصااااااابر ‪ ،‬وما‬
‫أكنر الذين تسااول لهم نونهم ما لين واقعا ً ‪ ،‬وال يسااتند إلى شاايء من اليقين‬
‫( ‪‬ـ ‪.‬‬
‫ب أ َ َح قد قك ْم أ َ ْن يَأ ْ قك َ‪ :‬لَحْ َم أ َ ِخي ِ‬
‫‪ -‬االستعـارة التمنيليـر في قوله تعالى ‪ :‬أَيق ِح ُّ‬
‫َميْتا ً فَك َِر ْهت ق قمو ‪ ‬فقد شبه من يغتاب كيره بمن يأكل لحم أخيه ميتا ً ‪ ،‬وفيها من‬
‫المبالغاا ما يلي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬االستفهام الذي معناه التقرير ‪ ،‬كأنه أمر مفروو منه مبتوا فيه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العل ما هو الغاير من الكراهر موصوالً بالمحبر ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ المرال السابق – ف‪ 16‬ص ‪. 340‬‬
‫(‪2‬ـ انعر البواعر مفصلر في كتاب إحياء علوم الدين – الغزالي – ف‪ 3‬ص ‪. 146‬‬
‫(‪3‬ـ إعراب القرآن وبيانه – محي الدين الدرويش – ف‪ 9‬ص ‪. 275-274‬‬
‫‪- 176 -‬‬
‫ف‪ -‬إسناد الفعل إلى كل أحد لإلشعار بأن أحدا ً ال يحب لب لنفسه وال لغيره‪.‬‬
‫د‪ -‬إنه لم يقتصر على تمنيل االكتياب بأكل لحم اإلنسان وهو أكره اللحوم وأبعنها‬
‫على التقزز ‪ ،‬بل العله أخا ً له ‪.‬‬
‫ً ( ‪‬ـ‬
‫هـ‪ -‬إنه لم يقتصر على أكل لحم األ حتى العله ميتا ‪.‬‬
‫‪ -‬قولـااااااااه تعالى ‪ :‬فَك َِر ْهت ق قمو ‪ ‬معناه فقد كرهتموه ‪ ،‬واسااتقر لب ‪ ،‬وفيه معنى‬
‫الشر ‪ ،‬أي إن صه هذا فكرهتموه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬الترتيب (عالآة الغيبة بالتجس س وس وء الظن إن مما يلف النعر أن ااير‬
‫الكريمر التي نعيش في اللها نه عن سااااااوء العن والتجساااااان والغيبر ‪،‬‬
‫ف بدأا بتحريم سااااااوء العن ‪ ،‬وانت ه بتحريم الغي بر ‪ ،‬وتوساااااا ط بتحريم‬
‫التجسن ‪ ،‬فهل هنا عالقر بين األمور النالحر ؟‬
‫إن المتأمل ألحوال الناس الذين يقعون في هذه اافاا المهلكاا ‪ ،‬يجد‬
‫أن ترابطا ً بين العن والتجسااان والغيبر ‪ ،‬بل إن كل أمر يسااالم إلى الذي يليه في‬
‫الغالب ‪ ،‬فإ ا ن أحد بااخر نا ً ساااايئا ً ‪ ،‬أخذ يبحر عنه ويريد أن يتحقق منه ‪،‬‬
‫وهذا هو التجساااااان الذي نه عنه ااير ‪ ،‬وهو البحر عن عيوب الناس ‪ ،‬فإ ا‬
‫تحقق نه السيء بعد بحنه السيء بوالود العيب الذي كان يبحر عنـااااه ‪ ،‬أخـااااذ‬
‫يذكره للناس وهذه هي الغيبر ‪ ،‬فسوء العن يلدي إلى التجسن‬
‫الذي يلدي إلى الغيبر (‪‬ـ ‪.‬‬
‫المقطع السادس الميزان الحقيقي للتفاض‪ :‬بين البشر‬
‫اس إِ َّ ا َخلَ ْق َنا قك ْم ِم ْن أَكَر َوأ ق ْنَى‬
‫يتمنل لب في قوله تعالى ‪َ  :‬يا أَيُّ َها ال َّن ق‬
‫ير‪‬‬
‫ّللاَ َ‬
‫َو َجعَ ْلنَا قك ْم ق‬
‫ّللاِ أَتْقَا قك ْم إِنَّ َّ‬
‫ارفقوا إِنَّ أَك َْر َم قك ْم ِع ْن َد َّ‬
‫ع ِلي ٌم َخبِ ٌ‬
‫ش عقوبا ً َوآَبَائِ َ‪ِ :‬لتَعَ َ‬
‫ااير ‪. ‬‬
‫أوالً التحلي‪ :‬اللغوي‬
‫الناس قيل ‪ :‬أصااله أيناس ‪ ،‬وقيل أصااله من ناس ينوس إ ا اضااطرب ‪ ،‬ونيس ا‬
‫اإلبل إ ا ساااقتها ‪ ،‬والمقصاااود بالناس من والد فيه معنى اإلنساااانير ‪ ،‬ولم يقصاااد‬
‫اإلنساااان عينا ً واحدا ً ‪ ،‬بل قصاااد المعنى ‪ ،‬أي من والد فيه معنى اإلنساااانير ‪ ،‬أي‬
‫إنسان كان (‪‬ـ ‪.‬‬
‫شعوبا ً يعني قبائل ‪ ،‬والشعب أكبر من القبيلر ‪ ،‬حم الفصيلر حم العمارة حم البطن‬
‫حم الفاذ ‪ ،‬وهـذه الطبقاا على ترتيب خلق اإلنسان ‪ ،‬فالشعب أععمها (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ إعراب القرآن وبيانه – محي الدين الدرويش – ف‪ 9‬ص ‪. 275 ، 274‬‬
‫(‪2‬ـ الكشاف – الزماشري – ف‪ 4‬ص ‪. 373‬‬
‫(‪3‬ـ في الل سورة األخالب – ألبي فارس ‪. 124‬‬
‫(‪4‬ـ المفرداا – األصفهاني – ص ‪. 509‬‬
‫(‪5‬ـ لسان العرب – البن منعور – ف‪ 3‬ص ‪. 2270‬‬
‫‪- 177 -‬‬
‫آبائ‪ :‬وهي الجماعر المجتمعر التي يقبل بع ها على بعض (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثا يا ً عالآة هذ اآلية بما سبق‬
‫بعد هذه النداءاا المتكررة للذين آمنوا وأخذهم على لب األفق السااااامي‬
‫الوضااااايء من ااداب النفساااااير واالالتماعير ‪ ،‬وإقامر تلب الساااااياالاا القوير من‬
‫ال ماناا حول كرامتهم وحرمتهم وحرماتهم ‪ ،‬وضمان هذا كله بتلب الحساسير‬
‫التي ينير ها في أرواحهم بالتطل إلى هللا ت عالى وتقواه ‪ ،‬ب عد هذه ال مدارف إلى‬
‫لب األفق السااااامق ‪ ،‬يهتف باإلنسااااانير الميعها على اختالف أالناسااااها وألوانها‬
‫ليردها إلى أصااااااال واحد ‪ ،‬وإلى ميزان واحد ‪ ،‬هو الذي تقوم به تلب الجماعر‬
‫الماتارة الصاعدة إلى لب األفق المشرب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ثالنا ً سبب النزو‬
‫( ‪‬ـ‬
‫الاء في سبب النزول عدة رواياا منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قال ابن عباس – رضااااااي هللا عنهما – نزل في حاب بن قين ‪ ،‬وقوله في‬
‫الرالل الذي لم يفته له ابن فالنر ‪ ،‬فقال ‪ ‬من الذاكر فالنر ؟ فقام حاب فقال‬
‫‪ :‬أنا يا رسـااااااول هللا ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنعر في والوه القوم ‪ ،‬فنعر فقال ‪ :‬ما رأي يا‬
‫حاب ؟ فقال ‪ :‬رأي أبيض وأحمر وأساااااود ‪ ،‬قال ‪ :‬فإنب ال تف ااااالهم إال في‬
‫الدين والتقوى ‪ ،‬فأنزل هللا تعالى هذه ااير ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قال مقاتل ‪ :‬لما كان يوم فته مكر أمر رسول هللا ‪ ‬بالالً حتى أ ن على هر‬
‫الكعبر ‪ ،‬فقال عتاب بن أيساايد بن أبي العيص ‪ :‬الحمد هلل الذي قبض أبي حتى‬
‫لم ير هذا اليوم ‪ ،‬وقال الحارث بن هشااااااام ‪ :‬أما والد محمد كير هذا الغراب‬
‫األسااااود مل نا ً ؟ وقال سااااهيل بن عمرو ‪ :‬إن يرد هللا شاااايئا ً يغيره ‪ ،‬وقال أبو‬
‫سفيان ‪ :‬إني ال أقول شيئا ً أخاف أن يابر به رب السماء ‪ ،‬فأتى البريل عليه‬
‫الساااالم النبي ‪ ‬وأخبره بما قالوا ‪ ،‬فدعاهم وساااألهم عما قالوا فأقروا ‪ ،‬فأنزل‬
‫هللا تعالى هذه ااير ‪ ،‬وزالرهم عن التفاخر باألنسااااااااب والتكاحر باألموال‬
‫واالزدراء بالفقراء ‪.‬‬
‫رابعا ً المعنى اإلجمالي لآلية‬
‫اس إِ َّا َخلَ ْقنَا قك ْم ِم ْن أَكَر َوأ ق ْنَى‪ ‬من آدم وحواء‬
‫قولـاااه تعالى ‪:‬يَا أَيُّ َها النَّ ق‬
‫( ‪‬ـ‬
‫– عليهما السالم – فالكل سواء في لب فال واله للتفاخر بالنسب ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫المفرداا – األصفهاني – ص ‪. 292‬‬
‫في الل القرآن – سيد قطب – ف‪ 4‬ص ‪. 3348‬‬
‫أسباب النزول – الواحدي – ص ‪. 265 ، 264‬‬
‫روح المعاني – األلوسي – ف‪ 26‬ص ‪. 161‬‬
‫‪- 178 -‬‬
‫كر من الرالال‬
‫وقال الطبري ‪ :‬يا أيها الناس إنا أنشااااااأنا خلقكم من ماء َ ٍ‬
‫وماء أننى من النساء (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقال أبو السااااااعود ‪ :‬هذا الوصااااااف الكريم تأكيد للنهي السااااااابق بتقرير‬
‫األخوة المانعر من االكتياب (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ارفقوا‪ ‬تذكر هذه ااير الغاير‬
‫قولـاااه تعالى ‪َ  :‬و َج َع ْلنَا قك ْم ق‬
‫شعقوبا ً َوآَ َبا ِئ َ‪ِ :‬لت َ َع َ‬
‫من والود الشاااعوب والقبائل وهي ليعرف بع اااكم بع اااا ً ‪ ،‬فتصااالوا األرحام ‪،‬‬
‫وتبينوا األنساب والتوارث ‪ ،‬ال لتصارعوا وتتقاتلوا وإنما لتتعارفوا وتتولفوا (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ّللاِ أَتْقَ ا قك ْم‪ ‬قرر هااذا النص الكريم أن‬
‫قولااه تعااالى ‪ :‬إِنَّ أَك َْر َم قك ْم ِع ْن َد َّ‬
‫أكرم الالق عند هللا تعالى أتقاهم ‪ ،‬فهذا النص تعليل للنهي عن التفاخر باألنساب‬
‫‪ ،‬كأنه قيل إن األكرم عنده تعالى هو األتقى ‪ ،‬فإن فاخرتم ففاخروا بالتقوى (‪‬ـ ‪.‬‬
‫قـال الطبـري ‪ :‬إن أكرمكـم أيهـا الناس عنـد ربكـم أشدكم اتقاء له بأداء‬
‫فرائ ه واالتناب معاصيه ‪ ،‬ال ألععمكم بيتـا ً وال ألكنركـم عشيرة (‪5‬ـ ‪.‬‬
‫وأكدا الساااااانر النبوير هذا المقياس ‪ ،‬وأدب الرسااااااول ‪ ‬على أن يغير‬
‫مقايين الناس التي كان سائدة في مجتمعاتهم الجاهلير ‪ ،‬ويتفاضلون بها كالمال‬
‫والجاه والسااالطان ‪ ،‬فصااااحب المال أف ااال ‪ ،‬وصااااحب الجاه أفهم ‪ ،‬وصااااحب‬
‫الساااالطان أعرف ‪ ،‬وكان الغني يأنف أن يلتقي الفقير ‪ ،‬ويترف عن الجلوس معه‬
‫(‪6‬ـ و كر القرآن الكريم حادحر تدل على لب وهو قوله تعالى ‪َ  :‬وال ت َ ْط قر ِد الَّذِيـ نَ‬
‫يَدْعـقونَ َربَّهـ ق ْم بِا ْلغـَدَا ِ َوا ْلعَشِي ِ يق ِري قدونَ َوجْ َه ق‪ ‬سورة األنعام ااير ‪. 5‬‬
‫والاء في صحيه البااري عن سهل – رضي هللا عنه – قال ‪ :‬مر رالل‬
‫ي إن خطب أن يينكه ‪،‬‬
‫على رسااااول هللا ‪ ‬فقال ‪ :‬ما تقولون في هذا ؟ قالوا ‪ :‬حر ٌّ‬
‫وإن شف أن يشف ‪ ،‬وإن قال ‪ :‬أن ييسم ‪ ،‬فمر رالل من فقراء المسلمين فقال ‪‬‬
‫‪ :‬ما تقولون في هذا ؟ قالوا ‪ :‬حري إن خطب أال ينكه ‪ ،‬وإ ا شف أال يشف ‪ ،‬وإن‬
‫قال أال يسم ‪ ،‬فقال ‪" : ‬هذا خير من م‪:‬ء ا رض من‪ :‬هذا" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫وقال رسااااول هللا ‪" : ‬ال فض ‪ :‬لعربي على أعجمي وال عجمي على‬
‫عربي وال سود على أحمر وال حمر على أ سود إال بالتقوى إن أكرمكم‬
‫عند ه أتقاكم" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫(‪ 8‬ـ‬
‫تفسير القر بي – ف‪ 13‬ص ‪. 138‬‬
‫تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 123‬‬
‫تفسير روح المعاني – ف‪ 26‬ص ‪. 162‬‬
‫تفسير أبي السعود – ف‪ 6‬ص ‪. 123‬‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 13‬ص ‪. 140‬‬
‫في الل سورة الحجراا – ألبي فارس – ص ‪. 131‬‬
‫صحيه البااري – ف‪ 1‬ص ‪. 9‬‬
‫سنن البيهقي – ف‪ 2‬ص ‪. 220‬‬
‫‪- 179 -‬‬
‫وقال ‪" : ‬كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب ولينتهين آوم يفخرون‬
‫بآبائهم أو ليكو ن أهون على ه من الجعالن" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ير‪ ‬إن هللا أي ها ال ناس و علم بأت قاكم‬
‫ّللاَ َ‬
‫* قو له ت عالى ‪ :‬إِنَّ َّ‬
‫ع ِلي ٌم َخبِ ٌ‬
‫عند هللا ‪ ،‬وأكرمكم عنده ‪ ،‬و خبرة بكم ولمصااالحكم ‪ ،‬وكير لب من أموركم ال‬
‫تافى عليه خافير (‪‬ـ ‪.‬‬
‫خامسا ً ما ترشد إلي اآلية الكريمة‬
‫أ‪ -‬قررا ااير أن الناس الميعا ً على اختالف ألوانهم وأالناسهم وبلدانهم ولغاتهـم‬
‫ولهجاتهم قد خلقوا من آدم وحواء – عليهما الساااااالم – يقول تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها‬
‫اح َد َو َخلَقَ ِم ْن َه ا َز ْو َج َه ا َوبَ َّ‬
‫‪:‬‬
‫اس اتَّققوا َربَّ قك قم الَّ ذِي َخلَقَ قك ْم ِم ْن َ ْفس َو ِ‬
‫النَّ ق‬
‫ّللاَ‪( ‬ـ وقال الرسااااااول ‪" : ‬كلكم آلدم‬
‫ِم ْن قه َما ِر َجاالً َكنِيرا ً َو ِ َ‬
‫س ا ًء َواتَّققوا َّ‬
‫وآدم من تراب" (‪‬ـ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬دل هذه ااير على وحدة األصااال اإلنسااااني لجمي البشااار ‪ ،‬و لب يدل على‬
‫أنهم خلقوا متساااااااااوين في الحقوب والواالباااا العاااماار من حياار التكاااليف‬
‫ومتسااااااااوين أمام العدل اإللهي ‪ ،‬فال تفرقر بين حاكم ومحكوم وكني وفقير‬
‫فالكل أمام الشرع سواسير كأسنان المشط ‪.‬‬
‫ف‪ -‬بين ااير الغرض من والود الشااااعوب والقبائل وهو التعارف والمصاااااهرة‬
‫والتكاحر ‪ ،‬ولين القتال والتصارع والغيبر وكير لب ‪.‬‬
‫د‪ -‬وضااااااع ااير الكريمر الميزان الحقيقي للتفاضاااااال بين الناس ‪ ،‬وهو ميزان‬
‫التقـاااااوى ولين كيره من الموازين األرضير كالجاه والسلطان والغنى وكير‬
‫لب ‪.‬‬
‫سادسا ً البال ة في النص‬
‫اس‪ ‬خطاب للملمن والكافر‬
‫أ‪ -‬في قوله تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َها النَّ ق‬
‫ب‪ -‬في قوله تعالى ‪ِ  :‬م ْن أَكَر َوأ ق ْنَى‪ ‬من لالبتداء (‪6‬ـ ‪.‬‬
‫ارفقوا‪ ‬هذه الجملر علر لما ساااااابق ‪ ،‬وحكمته من هذا‬
‫ف‪ -‬في قوله تعالى ‪ِ  :‬لت َ َع َ‬
‫ً ( ‪‬ـ‬
‫الجعل أن يتعارف الناس أي يعرف بع هم بع ا ‪.‬‬
‫(‪ 1‬ـ‬
‫(‪ 2‬ـ‬
‫(‪ 3‬ـ‬
‫(‪ 4‬ـ‬
‫(‪ 5‬ـ‬
‫(‪ 6‬ـ‬
‫(‪ 7‬ـ‬
‫( ‪5‬ـ‬
‫مسند البزار – ف‪ 4‬ص ‪. 140‬‬
‫تفسير الطبري – ف‪ 3‬ص ‪. 141‬‬
‫سورة النساء – ااير ‪. 1‬‬
‫الجام الصغير – ف ص ‪. 158‬‬
‫التحرير والتنوير – البن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 258‬‬
‫التحرير والتنوير – البن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 258‬‬
‫التحرير والتنوير – البن عاشور – ف‪ 12‬ص ‪. 259‬‬
‫‪- 180 -‬‬
‫‪.‬‬
‫ّللاَ َ‬
‫ّللاِ‬
‫ير‪ ‬تعلياال لم اااااامون ‪ِ ‬إنَّ أَك َْر َم قك ْم ِع ْن َد َّ‬
‫د‪ -‬يقول تعااالى ‪ِ  :‬إنَّ َّ‬
‫ع ِلي ٌم َخ ِب ٌ‬
‫أَتْقَا قك ْم‪( ‬ـ ‪.‬‬
‫ير‪ ‬تذييل وهو كناير عن األمر بتزكير نواياه‬
‫ّللاَ َ‬
‫هـاااااااا‪ -‬قوله تعالى ‪:‬إِنَّ َّ‬
‫ع ِلي ٌم َخ ِب ٌ‬
‫في معامالتهم وما يريدون من التقوى بأن هللا يعلم ما في نفوسااهم ويحاساابهم‬
‫عليه (‪‬ـ ‪.‬‬
‫(‪1‬ـ المرال السابق – ف‪ 12‬ص ‪. 261‬‬
‫(‪2‬ـ المرال السابق – ف‪ 12‬ص ‪. 263‬‬
‫‪- 181 -‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوالً كتب التفسير‬
‫‪ -1‬األلوسااي ‪ :‬أبو الف اال – توفي ساانر ‪1270‬هـاااااااا ‪ -‬روح المعاني في تفسااير‬
‫القرآن والسب المناني – دار إحياء التراث العربي – بيروا – ‪. 4‬‬
‫‪ -2‬البي ااااوي ‪ :‬ناصااار الدين – توفي سااانر ‪516‬هـاااااااا ‪ -‬أنوار التنزيل وأسااارار‬
‫التأويل – دار المعرفر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن الجوزي ‪ :‬أبو الفرف – زاد المسير في علم التفسير – األولى ‪.‬‬
‫‪ -4‬أبو حيان – محمد بن يوسف الغرنا ي – توفي سنر ‪754‬هـااااا ‪ -‬تفسير البحر‬
‫المحيط – ‪ – 2‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ -5‬حجازي ‪ :‬د‪ .‬محمد محمود – التفسير الواضه – ‪1388 – 4‬هـ‪1979-‬م ‪.‬‬
‫‪ -6‬ابن العربي ‪ :‬أبو بكر محمد بن عبد هللا ‪ ،‬توفي سنر ‪543‬هـاااااا ‪ -‬أحكام القرآن‬
‫– دار الكتب العلمير ‪.‬‬
‫‪ -7‬الجصااااص ‪ :‬أبو بكر علي الرازي الحنفي – توفي سااانر ‪370‬هـااااااااا ‪ -‬أحكام‬
‫القرآن – دار إحياء التراث العربي ‪.‬‬
‫‪ -8‬الدرويش ‪ :‬محيي الدين – إعراب القرآن وبيانه – باعر دار الفكر ‪1989‬م‬
‫‪.‬‬
‫‪ -9‬الزماشري ‪ :‬أبو القاسم الار هللا محمود – توفي سنر ‪528‬هـاااااا ‪ -‬الكشاف –‬
‫الكتاب العربي ‪.‬‬
‫‪ -10‬أبو السعود ‪ :‬محمد بن محمد – توفي سنر ‪591‬هـ ‪ -‬إرشاد العقل السليم إلى‬
‫مزايا القرآن الكريم – دار إحياء التراث العربي ‪.‬‬
‫‪ -11‬قطب ‪ :‬ساااايد – في الل القرآن – دار الشااااروب – ‪1406 – 12‬هـااااااااا‪-‬‬
‫‪1986‬م ‪.‬‬
‫‪ -12‬الشااوكاني ‪ :‬محمد بن علي – توفي ساانر ‪1250‬هـاااااااا ‪ -‬فته القدير بين فني‬
‫الرواير والدراير – دار المعرفر – بيروا ‪.‬‬
‫‪ -13‬الصاااااااابوني ‪ :‬محمد علي – روائ البيان تفسااااااير آياا األحكام – ‪– 2‬‬
‫‪1397‬هـ‪1977-‬م ‪.‬‬
‫‪ -14‬الطبري ‪ :‬أبو العفر محمد بن الرير – توفي ساانر ‪310‬هـاااااااا ‪ -‬الام البيان‬
‫عن تأويل آي القرآن – دار الفكر – ‪1408‬هـ‪1988-‬م ‪.‬‬
‫‪ -15‬ابن عاشااااااور ‪ :‬محمد الطاهر – توفي ساااااانر ‪1984‬م – تفسااااااير التحرير‬
‫والتنوير ‪.‬‬
‫‪ -16‬الفار الرازي ‪ :‬محمد فار الدين – تفسااااير الفار الرازي – دار الفكر ‪3‬‬
‫– ‪1405‬هـ‪1985-‬م ‪.‬‬
‫‪- 182 -‬‬
‫‪ -17‬القر بي ‪ :‬أبو عبد هللا محمد – توفي سنر ‪671‬هـااااا ‪ -‬الجام ألحكام القرآن‬
‫– دار إحياء التراث العربي – بيروا – ‪1405‬هـ‪1985-‬م ‪.‬‬
‫‪ -18‬النساااافي ‪ :‬أبو البركاا عبد هللا – توفي ساااانر ‪701‬هـاااااااااا ‪ -‬مدار التنزيل‬
‫وحقائق التأويل – دار الفكر ‪.‬‬
‫ثا يا ً كتب الحدي‪ :‬وشروحها‬
‫‪ -19‬البااري ‪ :‬أبو عبد هللا – صحيه البااري – دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫‪ -20‬البيهقي ‪ :‬أحمد بن الحسين – توفي سنر ‪458‬هـااااااا ‪ -‬السنن الكبرى – بعر‬
‫حيد أباد – الهند ‪1355‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -21‬أحمد بن حنبل ‪ :‬مسند اإلمام وبهامشه كنزل العمال – بعر دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -22‬الترمذي ‪ :‬محمد بن عيسى – توفي سنر ‪279‬هـ ‪ -‬الجام الصحيه – بعر‬
‫دار الكتب – بيروا – ‪1408‬هـ‪1987-‬م ‪.‬‬
‫‪ -23‬ابن حجـاار العسقـااالني ‪ :‬أحمـااد بن علي – توفي سنر ‪852‬هـ ا ‪ -‬فته الباري‬
‫شرح صحيه البااري – بعر دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ -24‬الدارقطني ‪ :‬علي بن عمر – توفي ساااانر ‪385‬هـااااااااا ‪ -‬ساااانن الدار قطني –‬
‫القاهرة – ‪1386‬هـ‪1966-‬م ‪.‬‬
‫‪ -25‬أبو داود ‪ :‬سليمان بن األشعر السجستاني – توفي سنر ‪275‬هـااا ‪ -‬سنن أبي‬
‫داود – ‪1389 – 1‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -26‬عبد الباقي ‪ :‬محمد فلاد – المعجم المفهـاااااااارس أللفا القرآن الكريم – دار‬
‫إحياء التراث العربي ‪.‬‬
‫‪ -27‬الطبراني ‪ :‬الحافظ أبو القاسم سليمان – ‪1400 – 1‬هـ‪1980-‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -28‬النووي ‪ :‬يحيى بن شاارف – توفي ساانر ‪676‬هـاااااااا ‪ -‬صااحيه مساالم بشاارح‬
‫النووي – مكتبر مناهل العرفان ‪.‬‬
‫‪ -29‬ونساااانب والماعر من المسااااتشاااارقين – المعجم المفهرس أللفا الحدير –‬
‫مطبعر ليدن ‪1969‬م ‪.‬‬
‫ثالنا ً كتب علوم القرآن‬
‫‪ -30‬ابن الجوزي ‪ :‬المال الدين – نواس القرآن – ‪1405 – 1‬هـ‪1980-‬م ‪.‬‬
‫‪ -31‬أبو شهبر ‪ :‬المدخل لدراسر القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ -32‬أبو العبنين ‪ :‬بدران – دراساا حول القرآن – دار الفكر العربي ‪.‬‬
‫‪ -33‬الزرقاني ‪ :‬محمد عبد الععيم – مناهل العرفان في علوم القرآن – باعر‬
‫الحلبي ‪.‬‬
‫‪ -34‬الزركشـاااي ‪ :‬البرهـاااان في علـاااوم القرآن – دار الفكر – ‪1400 – 1‬هـااا‪-‬‬
‫‪1988‬م ‪.‬‬
‫‪ -35‬الواحدي ‪ :‬أبو الحسن – أسباب النزول – دار إحياء التراث العربي ‪.‬‬
‫‪ -36‬السيو ي ‪ :‬اإلتقان في علوم القرآن – ‪ – 4‬بيروا ‪1398‬هـ ‪.‬‬
‫‪- 183 -‬‬
‫‪ -37‬القطان ‪ :‬مناع – مباحر في علوم القرآن – ملساااااسااااار الرساااااالر – ‪– 9‬‬
‫‪1400‬هـ‪1980-‬م – دار الفكر العربي ‪.‬‬
‫رابعا ً كتب الفق‬
‫‪ -38‬البهوتي ‪ :‬منصـااااااور بن يوسـااااااف – كشاف القناع عن متن اإلقناع – دار‬
‫الفكر – ‪1402 – 2‬هـ‪1982-‬م ‪.‬‬
‫‪ -39‬ابن عابدين ‪ :‬محمد أمين – حاشـااير رد المحتار على الدر الماتار – ‪– 2‬‬
‫دار الفكر – ‪1386‬هـ‪1966-‬م ‪.‬‬
‫‪ -40‬الرملي ‪ :‬شاامن الدين – توفي ساانر ‪1004‬هـاااااااا ‪ -‬نهاير المحتاف إلى شاارح‬
‫المنهاف – دار الفكر – ‪1404‬هـ‪1984-‬م ‪.‬‬
‫‪ -41‬الحطاب ‪ :‬أبو عبد هللا – توفي سنر ‪504‬هـااا ‪ -‬مواهب الجليل – ‪1404‬هـااا‪-‬‬
‫‪1984‬م ‪.‬‬
‫‪ -42‬السرخسي ‪ :‬شمن الديـن – المبسـو – توفـي سنر ‪483‬هـ ‪ -‬دار المعرفر‬
‫‪.‬‬
‫خامسا ً كتب اللغة‬
‫‪ -43‬األصفهاني ‪ :‬أبو القاسم الحسين بن محمد – توفي سنر ‪502‬هـااا ‪ -‬المفرداا‬
‫في كريب القرآن – دار المعرفر ‪.‬‬
‫‪ -44‬الزماشري ‪ :‬الار هللا – أساس البالكر – دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ -45‬أنين ‪ :‬إبراهيم وآخرون – المعجم الوساايط – ‪ – 2‬مجم اللغر العربير –‬
‫بيروا ‪.‬‬
‫‪ -46‬الفيروزآبادي ‪ :‬مجدي الدين – توفي ساااااانر ‪817‬هـاااااااااااا ‪ -‬القاموس المحيط‬
‫‪1407‬هـ‪1987-‬م ‪.‬‬
‫‪ -47‬ابن منعور ‪ :‬محمد بن مكرم – توفي سنر ‪711‬هـااااااا ‪ -‬ل سان العرب – دار‬
‫األنصار ‪.‬‬
‫سادسا ً مراجع لها عالآة بالموضوع‬
‫‪ -48‬عباس ‪ :‬ف ااال – القصاااص القرآني – دار الفرقان – ‪1407 – 1‬هـااااااااا‪-‬‬
‫‪1987‬م ‪.‬‬
‫‪ -49‬القصـاص ‪ :‬عبد المنعـم – دراسـاا فـي القصـص القرآنـي – ‪1413‬هـ‪-‬‬
‫‪1929‬م ‪.‬‬
‫‪ -50‬الاطيب ‪ :‬عبد الكريـاااااااام – القصاااص القرآني في مفهومه ومنطوقه – دار‬
‫الفكر العربي ‪.‬‬
‫‪ -51‬قطب ‪ :‬سيد – التصويـاار الفنـااي في القرآن – دار الشروب – ‪1398‬هـ ا‪-‬‬
‫‪1978‬م ‪.‬‬
‫‪ -52‬الغزالي ‪ :‬أبو حامد محمد – توفي سنر ‪505‬هـ ‪ -‬دار المعرفر ‪.‬‬
‫‪ -53‬أبو فارس ‪ :‬محمد – في الل سورة األخالب – ‪ – 1‬دار الفرقان ‪.‬‬
‫‪- 184 -‬‬
‫‪ -54‬الشين ‪ :‬عبد الفتاح – دراساا في أصول الفقه – دار السعادة – مصر‬
‫سابعا ً الرسائ‪ :‬الجامعية‬
‫‪ -1‬الزميلي ‪ :‬زكريا – بيعر المجتم كما تصاااااورها ساااااورة النور – رساااااالر‬
‫ماالستير كير منشورة – سنر ‪1991‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬الزميلي ‪ :‬د‪ .‬زكريا – تفسير السدي (دراسر وتحقيقـ – رسالر دكتوراه كير‬
‫منشورة – سنر ‪1996‬م ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلعجاز القرآني في ت شري الحدود – ر سالر ماال ستير كير من شورة للطالبر‬
‫‪ /‬كائناا عدوان – تح إشراف الدكتور ‪ /‬زكريا الزميلي ‪2002‬م ‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلعجاز التشريعي في معالجر مشكلر الفقر – رسالر ماالستير كير منشـااورة‬
‫للطالب ‪ /‬محمـاااود عنبـااار – تحـااا إشـاااراف الدكتور ‪ /‬عبد السالم اللوح‬
‫‪2000‬م ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلعجاز العلمـي فـي القـرآن الكريـم – رسالر ماالستير منشورة – الدكتور‪/‬‬
‫عبد السالم اللوح ‪1999‬م ‪.‬‬
‫‪ -6‬الكيالني ‪ :‬د‪ .‬إبراهيم زيد – التفسير ‪.‬‬
‫‪ -7‬ابن حجر ‪ :‬اإلصابر في تمييز الصحابر – ‪ – 1‬دار صادر ‪.‬‬
‫‪ -8‬ابن سعد ‪ :‬الطبقاا الكبرى – دار صادر ‪.‬‬
‫‪ -9‬ابن األحير ‪ :‬أسد الغابر في معرفر الصحابر – دار إحياء التراث العربي‬
‫الفهرست‬
‫المقدمة ‪..........................................................‬‬
‫الفص‪ :‬ا و‬
‫علوم القرآن‬
‫أوالً تعريف القرآن ‪.............................................‬‬
‫ثا يا ً نزول القرآن ‪..............................................‬‬
‫ثالنا ً المكي والمدني ‪............................................‬‬
‫رابعا ً الناس والمنسو ‪.........................................‬‬
‫خامسا ً الم القرآن وتدوينه ‪....................................‬‬
‫سادسا ً أسباب النزول ‪..........................................‬‬
‫سابعا ً القصر في القرآن ‪........................................‬‬
‫ثامنا ً ترالمر القرآن ‪.............................................‬‬
‫‪- 185 -‬‬
‫‪‬‬
‫‪5‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪‬‬
‫تاسعا ً اإلسرائيلياا ‪.............................................‬‬
‫عاشرا ً المنهت األمنل في تفسير القرآن ‪..........................‬‬
‫الحادي عشر إعجاز القرآن الكريم ‪...........................‬‬
‫الفص‪ :‬النا ي‬
‫سور اإلسراء‬
‫‪6‬‬
‫‪‬‬
‫‪5‬‬
‫أهداف السور ‪...................................................‬‬
‫المقطع ا و حق هللا تعالى مقرونا ً بحق الوالدين ‪...............‬‬
‫المقطع النا ي حق وي القربى واالقتصاد في اإلنفاب ‪...........‬‬
‫المقطع النال‪ :‬دعائم المجتم اإلسالمي من الداخل ‪..............‬‬
‫‪65‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪‬‬
‫الفص‪ :‬النال‪:‬‬
‫سور النور‬
‫أهداف السور ‪...................................................‬‬
‫المقطع ا و آداب وأحكام الدخول في البيوا ‪..................‬‬
‫المقطع النا ي أحكام كض البصر وحفظ العرض ‪................‬‬
‫المقطع النال‪ :‬تيسير سبل الزواف ‪...............................‬‬
‫المقطع الرابع الحض على مكاتبـر الرقيـق ‪ ،‬وبيــان خطورة‬
‫انتشار الفاحشر ‪.................................‬‬
‫الفص‪ :‬الرابع‬
‫تفسير سور الحجرات‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫أهداف ومقاصد سورة الحجراا ‪..................................‬‬
‫المقطع ا و األدب م هللا ورسوله ‪.....…....................‬‬
‫المقطع النا ي لب التنب في تلقي األخبار ‪.....................‬‬
‫المقطع النال‪ :‬والوب إصالح اا البين ‪........................‬‬
‫المقطع الرابع النهي عن السارير والتنابز باأللقاب ‪.............‬‬
‫المقطع الخامس تحريم الغيبر والنميمر ‪..........................‬‬
‫المقطع السادس الميزان الحقيقي للتفاضل بين البشر ‪............‬‬
‫فهرس المراجع ‪................................................‬‬
‫فهرست الموضوعات ‪..........................................‬‬
‫‪55‬‬
‫‪5‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪- 186 -‬‬
- 187 -
Download