Uploaded by Fared Etman

البحث

advertisement
‫قياده قوات الدفاع الشعبي و العسكري‬
‫اداره التربيه العسكريه جامعه المنوفيه‬
‫بحث في‬
‫االثر السلبي للشائعات خالل اداره االزمه و طرق مجابهتها‬
‫اعداد‬
‫الطالب ‪ /‬فريد محمد علي محمود‬
‫الطالب ‪ /‬احمد عاطف احمد ابراهيم الكرش‬
‫الطالب ‪ /‬شهاب عبدالعزيز احمد عماره‬
‫الطالب ‪ /‬مصطفي عادل البسيوني‬
‫المسلسل ‪543 /‬‬
‫المسلسل ‪542 /‬‬
‫المسلسل ‪541 /‬‬
‫المسلسل ‪540 /‬‬
‫اشراف‬
‫عقيد أح ‪ /‬هاني محمد مصدق‬
‫مدير اداره التربيه العسكريه‬
‫جامعه المنوفيه‬
‫‪ 2023‬م‬
‫الفهرس‬
‫• مقدمة‬
‫• تصنيـــف الشائعات‬
‫• الشـــــائعات وبعض المتغيرات االجتماعية‬
‫• التصدي للشائعات‬
‫• أثار الشائعة وخاتمة الموضوع‪.‬‬
‫• المراجع‬
‫المقدمه‬
‫منذ التاريخ وفجر العالم ‪ ،‬انتشرت الشائعات التي تشهدها الدول والمؤسسات من‬
‫مصادر مختلفة وألسباب مختلفة ‪ ،‬ودائما ما تؤثر النتائج على االستقرار مع‬
‫اختالف العقليات والمستويات التعليمية ‪ ،‬وظهرت الشائعات بأشكال مختلفة ‪ ،‬مثل‬
‫التوقعات والفكاهة والقيل والقال‪. .‬يؤدي إلى العديد من األحداث ‪ ،‬مثل األزمات‬
‫األمنية ‪ ،‬والكوارث ‪ ،‬وارتفاع األسعار ‪ ،‬والمشاكل السياسية أو االقتصادية ‪،‬‬
‫والكراهية والطبقية بين الفئات المختلفة ‪ ،‬والكراهية ‪ ،‬والجهات التي تحاول‬
‫فردا أو مؤسسة أو دولة‪ .‬مؤسسات خارجية مخفية أو ظاهرة‬
‫محاربتها سواء كان ً‬
‫الشائعات دائما مشكلة‪ .‬أوال وقبل كل شيء مصدر الشائعات هو نوايا وأساليب‬
‫خبيثة يراها البعض من وجهات نظر خاطئة ‪ ،‬لذلك يؤمنون بالمشكلة ويبدأون في‬
‫نشر الشائعات ‪ ،‬ولكن عندما يتم توضيح اآلراء األساسية جزء من أعاد منشئ‬
‫اإلشاعة فهم الموضوع من وجهة النظر الصحيحة‪ .‬لكن في نظر البعض منهم‬
‫هناك كراهية للكيان ‪ ،‬لذلك حتى لو تأكدت من أن الموضوع مجرد شائعة ‪،‬‬
‫فسيستمر في الترويج له ‪ ،‬ولكن في أوقات األزمات ‪ ،‬وبسبب الموقف المحرج ‪،‬‬
‫يجب على أنواع مختلفة من الكيانات القيام بذلك بطريقة مناسبة التعامل مع‪.‬في هذا‬
‫المقال سأناقش المشاكل المختلفة التي تسببها الشائعات وأقترح الطريقة الصحيحة‬
‫للتعامل مع هذه المشاكل‪ .‬بحسب المجتمع ودرجة تماسكه أو تفككه ‪ ،‬فإن تثقيف‬
‫وتوعية أفراده ‪ ،‬ومستوى التواصل بين متخذي القرار واألفراد ‪ ،‬وقدرتهم على‬
‫إيجاد الغموض بسبب نقص المعلومات ‪ ،‬فإن معنى الشائعات المنتشرة في المجتمع‬
‫متنوع و ليس من الواضح أن أي شخص ينشر الشائعات له تأثير كبير على األفراد‬
‫في المجتمع ‪ ،‬حتى لو كانت مجرد مزحة ‪ ،‬سأقدم بعًضا من هذه التأثيرات في‬
‫األسطر القليلة القادمة‪.‬‬
‫‪- 1‬األفراد الذين يعيشون في مجتمع تنتشر فيه الشائعات سيطرت عليهم األمراض‬
‫النفسية واالجتماعية ‪ ،‬وهذه األمراض تتحكم في انتشار هذه الشائعات ‪ ،‬وخاصة‬
‫الشائعات المستهدفة ‪ ،‬ألنها تركز على ميول اإلنسان واحتياجاته ورغباته ‪ ،‬وقد‬
‫تسيطر على نفسية اإلنسان‪ .‬والتوجه النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪- 2‬األفراد الذين يعيشون في مجتمع تنتشر فيه الشائعات وتهيمن عليه األمراض‬
‫النفسية واالجتماعية ‪ ،‬وهذه األمراض تتحكم في انتشار هذه الشائعات ‪.‬‬
‫‪- 4‬هناك نو ع من الشائعات وخاصة الشائعات الموجهة من جهات خارجية والتي‬
‫تؤدي إلى تدمير منظومة القيم في المجتمع‪ .‬في مواجهة هذه الشائعات ‪ ،‬المرونة‬
‫ليست قوية ‪.‬‬
‫تعريف الشائعة ‪:‬‬
‫الشائعات في قاموس الوسيط هي أخبار غير مؤكدة ‪ ،‬وفي القواميس العربية‬
‫المعاصرة يطلق عليها اسم مصدر الشائعات ‪ ،‬وهذه أخبار كاذبة ‪ ،‬وهي غير‬
‫موثوقة وغير مؤكدة عند انتشارها بين الناس‪ .‬إشاعت ‪ ،‬إشعاع ‪ ،‬أصل اإلشاعات‪.‬‬
‫هو حداد ‪ ،‬وأصله شخص عادي‪ . .‬يقول العرب‪ :‬انتشار العقار‬
‫تصنيـــف الشائعات ‪:‬‬
‫‪- 1‬اشــاعة الخــوف ‪ :‬والغــرض منــه إثــارة القلــق والخــوف والــرعب في نفــوس أفــراد‬
‫المجتمع ‪ ،‬وأساس هذا النوع من الشائعات هو الخصائص الـتي يتمتـع بهـا جميـع النـاس ‪،‬‬
‫أي قلق الناس وخوفهم ‪ ،‬وبمجرد حدوث الخوف والقلق ‪ ،‬سيكون النـاس مسـتعدين لخـداع‬
‫الكثير من الناس‪ .‬أمور مبنية على حقائق ‪ ..‬هذه الشائعات تنتشر ‪.‬‬
‫‪- 2‬إشاعة االمل‪ :‬وهي نوع من الشائعات التي تعبر عن رغبات وأحالم المبادر ين ‪ ،‬وهم‬
‫يــأملون أن يصــبحوا حقيقــة واقعــة وينتشــروا على نطــاق واســع في األزمــات والكــوارث‬
‫والحــروب‪ .‬وســرعان مــا انتشــرت هــذه الشــائعات ألنهــا تجعــل النــاس يشــعرون بالرضــا‬
‫والسعادة وألنها تشبع بعض الرغبات والرغبات‪.‬‬
‫ومن حيث معيــــار الزمن لسرعة انتشار الشائعات‪:‬‬
‫‪- 1‬اشاعه اندفاعيه‪ :‬ينتشر كالنار في الهشيم وبالتالي يغزو المجتمــع في فــترة قصــيرة من‬
‫الزمن ‪ ،‬وهو مبني على الغضب الشديد أو الفرح‪ .‬مثل شائعات األسهم ‪.‬‬
‫‪- 2‬اشاعه حابيه‪ :‬إنـه ينمـو ببطء وينتشـر في جـو من السـر يـة ‪ ،‬بمـا في ذلـك اإلشـاعات‬
‫العدائية أو اإلشاعات حول شخصيات مهمة أو رسمية ‪.‬‬
‫ومن حيث مصـــادرها تنقسم الى‪:‬‬
‫‪- 1‬اشاعات شخصيه‪ :‬يمكن اعتبار المكان الـذي يهـدف فيـه مروجهـا إلى تحقيـق مكاسـب‬
‫شخصية أو الحصول على منصب مرموق على أنه إشاعة أمل ‪.‬‬
‫نجـــاح الشائعات ‪-:‬‬
‫‪- 1‬ان يكون موضو ع الشائعة متصال بجانب ذي حساســيه شــديده او حــادث هــام او امــر‬
‫من االمور االجتماعية او االقتصادية او العسكرية او السياسية ‪.‬‬
‫‪- 2‬وجود فراغ نفسـي اجتمـاعي يـدعو الجماعـة الى سـرعة تقبـل االقاويـل ويسـاعد على‬
‫ايجــاد ذلــك الفــراغ عــدم وجــود اخبــار موثوقــة تتعلــق بالحــادث الهــام الى جــانب ضــعف‬
‫االتصال الشخصي‪.‬‬
‫‪- 3‬وجود عنصر الخوف والقلق لدى االفراد‪.‬‬
‫‪- 4‬ان ترتكز اإلشاعة على واقعه او عنصر صادق او صحيح‬
‫الخصــــائص العامة للشائعات‪:‬‬
‫‪- 1‬ان الشائعات ذات الطابع التشاؤمي تتخذ مسالك تضفي عليها سرعة في السريان تفوق‬
‫بكثير سرعة سر يان الشائعات ذات الطابع التفاؤلي‪.‬‬
‫‪- 2‬قد تأخذ الشائعة صورا اخرى غير صورة الرواية الكالمية مباشرة كالدعاية او النكتــة‬
‫وتعتبر النكتة من اخطر اساليب نشر الشائعات‪ .....‬مثل ايضا االنترنت الجوال‬
‫الشـــــائعات وبعض المتغيرات االجتماعية ‪:‬‬
‫‪- 3‬الشائعات ووسائل االعالم‪:‬‬
‫فالصحافة تساهم في نشر الشائعات من خالل بعض االلفاظ والعبارات المتداولة من قبيل‪:‬‬
‫تردد في االوساط العلمية‪,....‬تعتقد االوساط السياسية‪ ,....‬من المنتظر‬
‫تهدف الحرب النفسية الى عدة امور منها‪:‬‬
‫*تهدف التأثير على معنو يات العدو وتفتيت ثقة العامة ونشر اجواء عدم الثقة وبث‬
‫الرعب في النفوس‪.‬‬
‫*تستخدم الشائعة للتمويه وكستار لخفاء حقيقة ما وللتقليل من شأن مصادر االبناء بهدف‬
‫اظهار الحقيقة من الجانب االخر‪.‬‬
‫‪- 4‬الشائعات والمخدرات‪:‬‬
‫تطلق بعض الشائعات من قبل اعضاء المجتمع وتكون موجهه للشباب توحي اليهم بان‬
‫المخدرات منشطه للجسم ومهدئة ومسكنة وتنفذ من المشاكل النفسية ومر يحة لألعصاب‬
‫ومهدئة لالنفعاالت وتساعد على التفكير ونسيان الهموم‪.‬‬
‫* جميع هذه الشائعات مغرضة يراد بها الهون والضعف واإلطاحة بالمجتمع ويقصدون‬
‫الشباب النهم عماد المجتمع وبهم يصلح ويتقدم المجتمع لذا فهم يردون تخريب المجتمع‬
‫التصدي للشائعات‬
‫وسائل التواصل االجتماعى أمثال »فيس بوك« و»تويتر« و»إنستجرام« وغيرها أدوات‬
‫خطرة تستعين بها الجماعات اإلرهابية ويتم استخدامها من الدوائر االستخبار ية المعادية‬
‫التى تعمل ضد مصالح الوطن‪ ،‬وفى أحيان كثيرة يلجأون إليها بصورة خفية أو من خالل‬
‫أسماء وهمية فى نشر األخبار الكاذبة والشائعات اعتمادا على نظر ية‪» :‬اكذب ثم اكذب‬
‫حتى يصدقك عدوك‪.‬‬
‫هنا يأتى دور الحكومة‪ ،‬فيجب االستعانة بالسالح المضاد للتغلب على تلك الشائعات التى‬
‫تستهدف أمن الوطن‪ ،‬لذلك البد من وضع خطة لكيفية مواجهة الشائعات‪.‬‬
‫أواًل ‪ :‬يجب نسف فكرة االعتماد على مدرسة العالقات العامة القديمة التى كانت تنصح‬
‫بعدم االلتفات للشائعات وترك األمور حتى تنتهى لوحدها بمرور الوقت‪،‬‬
‫فهذا ال يتماشى مع مجتمعنا حاليا فيجب أال نتجاهل الشائعات‪ ،‬والبد من التواصل المستمر‬
‫مع المواطنين‪ ،‬ألن الرد الحاسم والقاطع هو خير عالج لهذه األزمة‪.‬‬
‫من النزول إلى مكان الواقعة للتحقق‪ ،‬فمثاًل إذا كانت الشائعة تخص الشأن السياسى أو‬
‫االقتصادى أو الر ياضى أو الفنى‪ ،‬يجب نشر التحقيقات الميدانية المصورة أو الحوارات‬
‫وغيرها لكشف الحقائق ‪.‬‬
‫وتلخيصا لما سبق ف اإلشاعة ‪ :‬يصنعها عدو حاقد‪ ،‬ويتلقفها منافق فاسق‪ ،‬وينشرها غير‬
‫جاهل‪.‬‬
‫اإلشاعة ‪ :‬كذبة يطلقها خبيث‪ ،‬ويصدقها أخرق‪ ،‬وينقلها أحمق‪ ،‬وتسير بها الركبان‪ ..‬مع‬
‫أنها قد تدمر حياة إنسان أو تهدد مصائر أوطان ‪.‬‬
‫خطر اإلشاعات‬
‫وكم من شائعة أشعلت فتنة بين األنام‬
‫وكم من كذبة فرقت بين أحبة وقطعت كريم صحبة‬
‫وكم من ظلم وقع على أبر ياء بسبب إشاعة نقلها بعض السفهاء‪.‬‬
‫وال يكمن خطر الشائعات واإلشاعات في هذا فحسب‪ ،‬بل فيها زيادة على ذلك تشو يه‬
‫الحقائق‪ ،‬والتخذيل واإلرجاف وقت الشدائد‪ ،‬وبث الخوف في قلوب الضعفاء‪ ،‬والقلق في‬
‫عقول األقوياء‪ ،‬مع ما فيه من تفريق صف المسلمين وإثارة النزاعات فيما بينهم‪ ،‬وما قد‬
‫تسببه من خسائر لشركات ومؤسسات بل ودول ومجتمعات‬
‫الكلمة مسؤولية‬
‫وبعد كل هذا نقول‪ :‬إن على مروجي اإلشاعات وناقلي األخبار دون تثبت أن يدركوا‬
‫خطر ما يرتكبون‪ ،‬وأن يعلموا أنهم مسؤولون بين يدي هلال تعالى على ما يفعلون‪ ،‬فإن‬
‫الكلمة مسئولية‪ ..‬خصوصا في زمان االنفتاح اإلعالمي‪ ،‬وثورة التواصل االجتماعي‪،‬‬
‫وسرعة انتقال األخبار‪ ،‬وانتشار األقوال‪ ..‬مع خراب الذمم‪ ،‬وخداع الصور‪ ،‬ووقوع‬
‫الفتن‪ ،‬واضطراب األحوال‪ ،‬والتباس األمور‪ ،‬وغلبة الكذب‪ ،‬والفجر في الخصومات‪ ،‬مع‬
‫عدم وجود دين يردع‪ ،‬أو خلق يمنع‪ .‬كل هذا مما يزيد المسؤولية في نقل األخبار ويوجب‬
‫التنبه عند نشر األقوال‪.‬‬
‫لزوم التثبت‬
‫ولهذا وغيره كان التثبت في الخبار قبل تصديقها فضال عن إذاعته ونشرها منهجا قرآنيا‬
‫وهديا نبويا يستراح به من القيل والقال‪ ،‬ويوفر على األمة طاقاتها فيما ينفع ويفيد‪.‬‬
‫فالقرآن الكر يم يأمر بالتثبت والتبين قبل التصديق واتخاذ القرار‪ .‬يقول تعالى‪} :‬يأيها الذين‬
‫آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا{‪ ،‬ويقول‪} :‬يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل هلال‬
‫فتبينوا{‪ ،‬و يقول أيضا‪} :‬كذلك كنتم من قبل فمن هلال عليكم فتبينوا{‪.‬‬
‫والنبي صلى هلال عليه وسلم ينهى المسلم عن نقل كل ما يسمع وال يخليه من مسئولية‪،‬‬
‫ففي الحديث‪] :‬كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع[‪.‬‬
‫وقال مالك اإلمام‪" :‬اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم اإلنسان بكل ما سمع دون تثبت" ؛ ألنه‬
‫يسمع الصدق والكذب‪.‬‬
‫في الحديث ‪] :‬بئس مطية الرجل زعموا[‪.‬‬
‫إن للشائعات آثارا مدمرة على األفراد واألسر والمجتمعات بل وعلى األمم أحيانا‪ .‬ووقائع‬
‫التار يخ تدل على ذلك أكبر الداللة؛ فقد حمل التاريخ لنا أمثلة لشائعات كان لها آثار‬
‫خطيرة على الفرد والمجتمع‪ :‬فمن ذلك‪:‬‬
‫الشائعة التي انتشرت في مكة بأن المشركين قد أسملوا بعد أن قرأ عليهم النبي صلى هلال‬
‫عليه وسلم سورة النجم‪ ..‬وكان من عواقب انتشار تلك الشائعة أن رجع كثير من مهاجري‬
‫الحبشة ظنا منهم أن الخبر صحيح‪ ،‬فنالهم من أذى المشركين ما ال يخطر لهم على بال‪،‬‬
‫فاضطروا أن يقاسوا معاناة الهجرة للحبشة مرة ثانية ويعرضوا أنفسهم لمخاطر ال حصر‬
‫لها‪.‬‬
‫في معركة أحد إشاعة قتل رسول هلال صلى هلال عليه وسلم وما كان لها من أثر في‬
‫تثبيط همم بعض المسلمين‪ ،‬واإلحباط الشديد للبعض حتى ترك ساحة المعركة وتوقف عن‬
‫القتال؛ مما أدى في النهاية إلى وقوع الهز يمة بالمسلمين في هذه الملحمة الكبرى وذلك‬
‫اليوم المهيب‪.‬‬
‫‪ .‬الشائعات التي أطلقها المغرضون ابن سبأ وفر يقه‪ ،‬واتهامهم لسيدنا عثمان الخليفة‬
‫الراشد بالتهم الكاذبة والتأليب عليه‪ ،‬فكانت بداية لفتنة كبرى‪ ،‬وتجمع أخالط من المنافقين‬
‫ودهماء الناس وقتل الخليفة الراشد‪ ،‬بل كان من آثار ذلك حرب الجمل وصفين وقتل آالف‬
‫المسلمين‪ ..‬وكان من عواقبها ظهور فتن وفرق وفرقة إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫‪ .‬ومن أشنع اإلشاعات التي أطلقت في زمن النبوة حادثة اإلفك‪ :‬تلك الحادثة التي اختلقها‬
‫المنافقون ابن سلول وأتباعه‪ ،‬وراجت على بعض المسلمين فنقلوها دون تثبت‪ ،‬حتى‬
‫سرت في المجتمع كله‪ ،‬فهزت مجتمع المدينة شهرا كامال‪ ..‬وكانت من أشق التجارب في‬
‫حياة المسلمين‪ .‬لم يمكر بالمسلمين مكر أشد من تلك‬
‫لقد بينت سورة النور في عالج قصة اإلفك هذه اآلفة ووضعت للمسلمين أصول التعامل‬
‫مع الشائعات‪ ..‬فمن ذلك‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم‪ ،‬وأن ينزل أخاه بمنزلته قبل إصدار‬
‫األحكام‪ ..‬دخل أبو أيوب على زوجته بعد انتشار هذه الشائعة عن عائشة فسأل زوجته‪:‬‬
‫"أرأيت لو كنت مكان عائشة أكنت تفعلين ذلك؟ فقالت‪ :‬ال وهلال‪ .‬فقال‪ :‬فوهلال إن عائشة‬
‫خير منك‪ .‬وسألته‪ :‬أرأيت لو كنت مكان صفوان أكنت تفعله؟ فقال‪ :‬ال وهلال‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫فوهلال إن صفوان خير منك‪ .‬وأنزل هلال تعالى مادحا لهما ومنوها بحسن ظنهما‪} :‬لوال إذ‬
‫سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين{‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ال يقبل اتهام إال بعد ثبوته قطعا ال ظنا‪ ،‬وكل قول ال يأتي أصحابه عليه ببرهان‬
‫قاطع ودليل ساطع فتصنيفه في دائرة الكذب حتى تقوم على صدقه بينة‪ ،‬قال تعالى في‬
‫قصة اإلفك‪} :‬لوال جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند هلال هم‬
‫الكاذبون{‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اال يتحدث بما سمعه وال ينشره‪ ،‬فإن الناس لو سكتوا عن الشائعات لماتت في‬
‫مهدها‪ ،‬ولم تجد من يحييها‪ ،‬قال تعالى‪} :‬ولوال إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا‬
‫سبحانك هذا بهتانا عظيم يعظكم هلال أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين{‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أن يرد األمور إلى أولي األمر وأصحاب الرأي )األجهزة المختصة( وال يشيعه‬
‫بين الناس‪ ،‬خاصة األخبار المهمة التي لها أثر في واقع المجتمع وحياة الناس‪ ..‬قال‬
‫سبحانه في سورة النساء‪} :‬وإذا جاءهم أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى‬
‫الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولوال فضل‬
‫ومن كان نشر الشائعات ديدنه‪ ،‬واختالق اإلشاعات مسلكه فليحذر عقوبة هلال ألمثاله كما‬
‫جاءت عن رسول هلال صلى هلال عليه وسلم في حديث الرؤيا الشهير في صحيح‬
‫البخاري‪] :‬فأتينا على رجل مستلق لقفاه‪ ،‬وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد‪ ،‬وإذا هو‬
‫يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه‪ ،‬ومنخره إلى قفاه‪ ،‬وعينه إلى قفاه‪ ،‬ثم يتحول‬
‫إلى الجانب اآلخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب األول‪ ،‬فما يفر غ من ذلك الجانب حتى‬
‫يصح ذلك الجانب كما كان‪ ،‬ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة األولى‪ .‬قال‪ :‬قلت‬
‫سبحان هلال ما هذا؟ ‪ ..‬فقال له المالئكة‪" :‬إنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ‬
‫اآلفاق[‪.‬‬
‫نعوذ باهلل من سخط هلال وعذابه‪ ،‬وشديد عقابه‪ .‬ونسأله أن يحفظ بالد المسلمين من كل‬
‫شر وسوء‪.‬‬
‫المراجع ‪:‬‬
‫‪- 1‬موقع اليوم السابع‬
‫‪- 2‬بحث الدكتورة نجوى الجزار بأسم محاربة الشائعات لعام ‪ 2012‬للرئوية األعالمية‬
‫‪- 3‬المركز الديموقراطي العربي‬
Download