Uploaded by NawaF

الاقتصاد السعودي PDF

advertisement
‫ثانيا‪ :‬التحول التاريخي في االقتصاد السعودي‬
‫جاءت مراحل تطور االقتصاد السعودي مختلفة عن مراحل تطور أي مجتمع آخر‪ ،‬نظرا الختالف الظروف‬
‫والشخصيات التي قادت التحول في المجتمع‪ .‬فمنذ البداية ارتبطت نشأة المملكة العربية السعودية بمؤسسها الملك‬
‫عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب هللا ثراه‪ ،‬فقد أدت جهوده الجبارة في نقلها من مرحلة المجتمع القبلي إلى‬
‫مرحلة المجتمع الواحد‪ ،‬ومن ثم فإن شخصية مؤسس المملكة العربية السعودية‪-‬رحمه هللا‪ -‬كانت من أولى وأهم العوامل‬
‫التي أثرت في مراحل التطور‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تهيأت للمملكة عوامل داخلية وخارجية في مراحلها التنموية التاريخية أثرت على مراحل تطور‬
‫االقتصاد السعودي تختلف عن ظروف العديد من الدول النامية األخرى‪ .‬أول هذه العوامل يتعلق باحتياطي البترول‪ ،‬إذ‬
‫تمتعت المملكة باحتياطي بترولي ضخم؛ مما وفر لها موارد كافية لتحقيق تنمية بمعدل أسرع من غيرها من الدول‪ .‬ثانيا‪.‬‬
‫تحتل المملكة أهمية خاصة في العالم اإلسالمي‪ ،‬حيث يوجد بها مكة المكرمة موطن الكعبة الشريفة وقبلة المسلمين‪،‬‬
‫والمدينة المنورة مقر المسجد النبوي الشريف‪ .‬وهذا في حد ذاته جعل منها مركزا تجاريا بجانب كونها مركزا روحيا‬
‫يرتاده الحجاج والمعتمرون من جميع بقاع األرض‪ .‬ثالثا‪ ،‬لم تتعرض المملكة إلى أي استعمار خارجي مثلما تعرضت له‬
‫غيرها من الدول النامية‪ ،‬ومن ثم لم تنهب ثرواتها ولم تتعرض قيمها الثقافية والدينية واالجتماعية للتحريف‪ .‬ولقد ساعدها‬
‫هذا على تحقيق االستقرار االجتماعي والسياسي الالزمين لتحقيق التنمية‪ .‬رابعا‪ ،‬نظرا ألن برامج التنمية بدأت في‬
‫المملكة في مرحلة متأخرة‪ :‬فإن ذلك أعطاها ميزة االستفادة من تجارب اآلخرين‪ ،‬واستطاعت أن تحصل على آخر ما‬
‫وصلت إليه التكنلوجيا الحديثة في الدول المتقدمة بما يتضمنه ذلك من كفاءة في األداء وانخفاض في التكلفة‪ .‬خامسا‪ ،‬في‬
‫عام ‪ 1960‬م لم يكن يتجاوز عدد السكان ‪ 5,98‬مليون نسمة‪ ،‬مما قلل الضغط على مواردها بالمقارنة مع غيرها من‬
‫الدول النامية‬
‫وألنها محاطة بالعديد من الدول النامية التي تعاني من معدالت بطالة مرتفعة‪ ،‬فقد تمكنت من الحصول على حاجتها من‬
‫العمالة الماهرة وغير الماهرة بتكلفة منخفضة‪ .‬سادسة‪ ،‬ساعد االستقرار السياسي واالجتماعي اللذان تمتعت بهما المملكة‬
‫العربية السعودية منذ نشأتها على حدوث نهضة اقتصادية كبيرة في وقت قصير‪ .‬ويعد ذلك من الخصائص التي تميز‬
‫التطور التنموي في اقتصاد المملكة العبيد وعطيه‪ 1994 ،‬م)۔ إن تطور االقتصاد المرتبط بالتحول المنتظم من مرحلة‬
‫اقتصادية إلى أخرى وفقا لقواعد ثابتة كما تناولته نظريات التطور االقتصادي لم يحدث في االقتصاد السعودي‪ .‬إذ أن تلك‬
‫المراحل التي ذكرتها النظريات تحدث في فترات زمنية طويلة جدا‪ ،‬أما النهضة التي شهدها االقتصاد السعودي فتمت في‬
‫فترة زمنية قصيرة‪ .‬إذ تم توحيد المملكة في عام ‪1932‬م وبدأت النهضة الحديثة لالقتصاد السعودي منذ أوائل السبعينات‬
‫‪ 1970‬م في حين تستغرق االقتصاديات األخرى سنوات طويلة للوصول إلى النهضة كما أن تلك النظريات تشير إلى أن‬
‫النمو يحدث بطريقة تلقائية من خالل تفاعل الظروف االقتصادية والسياسية واالجتماعية وقوى السوق‪ ،‬أما التنمية في‬
‫االقتصاد السعودي فقد تمت بطريقة موجهة؛ ومن خالل‬
‫خطط رسمتها الحكومة وقامت بتنفيذها )العبيد وعطيه‪ 1994 ،‬م)‪ .‬إن الدراسة المقارنة لتاريخ أي بلد تهدف إلى تسليط‬
‫الضوء على العناصر الفاعلة التي كانت سببا في التحول‪ ،‬وكذلك التعرف على اآلثار والنتائج المنبثقة من ذلك التحول‬
‫)السديس‪2019 ،‬م(‪ .‬وعليه تأتي أهمية الدراسة المقارنة لتاريخ االقتصاد السعودي في المراحل الزمنية المتعاقبة‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف الفترات التاريخية لالقتصاد السعودي في ثالث فترات أساسية‪ :‬التأسيس والبناء والتطور والتحول‪ .‬تمتد‬
‫فترة التأسيس والبناء منذ توحيد المملكة في عام ‪ 1932‬م حتى عام ‪ 1969‬م‪ ،‬أي قبل فترة التخطيط التنموي‪ .‬وفيها‬
‫تحول المجتمع السعودي من مرحلة المجتمعالقبلي المنقسم إلى أقاليم مستقلة‪ ،‬إلى مرحلة المجتمع القومي المتحد في دولة‬
‫تحمل اسم المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫وكان من أبرز عناصر تحويل المجتمع من المرحلة القبلية إلى المرحلة القومية هو تحقيق األمن واالستقرار‪ ،‬وتوضح‬
‫الميزانية التاريخية في الجدول رقم )‪ ،(1‬أن أهم بنود الصرف في ميزانية الحكومة عام ‪ 1350‬ه‪1351 /‬ه هو بند الدفاع‬
‫واألمن العام والقضاء والنيابة واألمر بالمعروف‬
‫حيث شكل ما يقرب من ‪ %38‬من إنفاق الحكومة‪ .‬ويمكن القول إن مسار التاريخ االقتصادي السعودي بدأ بالتغير في عام‬
‫‪1939‬م يشير النعيمي ( ‪ ،) 2016‬إلى أنه في ‪ 1‬مايو ‪1939‬م‪ ،‬فتح الملك عبدالعزيز بيده المقام الذي ضخ أول شحنة‬
‫نفط سعودي إلى الناقلة الراسية في مرفأ رأس تنورة‪ .‬وقد سجل هذا الحدث أول اتصال تجاري مؤثر بين المملكة الفتية‬
‫والعالم الخارجي‬
‫وفيما يتعلق بالفترة الثانية فإنها تمتد منذ أوائل السبعينات الميالدية وحتى عام ‪ 2015‬م‪ ،‬وهي مرحلة تبني منهج التخطيط‬
‫والتنمية لتطوير االقتصاد‪ .‬وبالنسبة إلى الفترة الثالثة وهي التحول فتمثل رؤية المملكة التي تمتد من عام ‪ 2016‬م وحتى‬
‫نهاية عام ‪ 2030‬م‪ ،‬لتصحيح المساراالقتصادي‬
‫برنامج اإلصالح االقتصادي في عهد المؤسس‪:‬‬
‫يمكن القول إن برنامج اإلصالح االقتصادي في عهد المؤسس ‪ -‬رحمه هللا‪ -‬تضمن اإلصالح النقدي‪ ،‬وتوطين البادية‪،‬‬
‫والربط بين مناطق المملكة والتنقيب عن البترول‪ .‬فعلى مستوى اإلصالح النقدي وللقضاء على الفوضى النقدية التي‬
‫كانت سائدة وممثلة في وجود عديد من العمالت المتداولة داخل المجتمع الواحد‪ ،‬قام الملك عبدالعزيز بسحب كل العمالت‬
‫المحلية وحل محلها اللاير المجيدي‪ .‬وبعد فترة قام بسك عملة محلية تحمل اسم سلطان نجد‪ .‬وفي عام ‪ 1346‬ه تم إصدار‬
‫اللاير الفضي السعودي والذي كان مماثلت لللاير المجيدي‪ .‬وفي عام ‪ 1371‬ه ( ‪ 1952‬م) تم إنشاء مؤسسة النقد العربي‬
‫السعودي لتكون بمثابة البنك المركزي للمملكة‪ ،‬وقامت هذه المؤسسة بإصدار الجنيه الذهبي السعودي‪ .‬وفي عام ‪ 1380‬ه‬
‫( ‪ 1960‬م) تم إصدار أول عملة ورقية بالمملكة مغطاة بالذهب والعمالت األجنبية‪ ،‬وتم سحب العمالت المعدنية من‬
‫التداول )الشهراني والخليوي‪ .) 1990 ،‬ولقد كانت الوحدة األساسية في هذه العملة هي اللاير‪ ،‬وكان سعر الصرف آنذاك‬
‫هو ‪ 1‬دوالر أمريكي يساوي ‪ 4.5‬لاير سعودي‪ .‬هذا وقد انضمت المملكة العربية السعودية إلى صندوق النقد الدولي عام‬
‫‪ 1376‬ه ( ‪ 1957‬م) مما ساعد على ربط العملة المحلية بالعمالت الدولية‪ ،‬ومما دعم من نظام النقد السعودي ظهور‬
‫البنوك المحلية ألول مره عام ‪ 1380‬ه مثل البنك األهلي التجاري‪ ،‬وبنك الرياض ثم توالت بعد ذلك البنوك األخرى مثل‬
‫البنك العربي‪ ،‬وبنوك أجنبية مثل البنك البريطاني واألمريكي وغيرها (الشرع‪ .) 1983 ،‬ومن أهم مزايا اإلصالح‬
‫النقدي السابقة زيادة الربط بين األسواق وتشجيع حركة التبادل التجاري بين األقاليم‪ ،‬وتنمية الوعي المصرفي لدى‬
‫األفراد مما يدفعهم إلى زيادة االدخار‬
‫قام الملك عبدالعزيز بتوطين قبائل البدو وظهر ما سمي وقتئذ بنظام الهجر؛ وذلك كي يحقق نوعا من االستقرار في‬
‫المعيشة للبدو الرحل‪ .‬واختار مواقع لهذه الهجر قريبة من المياه‪ ،‬وشجع رجال القبائل على أن يستبدلوا‬
‫خيامهم المصنوعة من الوبر ببيوت طينية يتم بناؤها في هذه المواقع وعلمهم أساليب الزراعة كما وفر لهم البذور‬
‫)وزارة األعالم‪ .) 1992 ،‬وقد كان من أهم األهداف االقتصادية للتوطين هي حفز األفراد على القيام باالستثمار في‬
‫أصول ثابتة كبناء المنازل وزراعة األشجار واستصالح األراضي وحفزهم على تعلم الحرف األخرى‪ ،‬والقيام بالتجارة‬
‫وغيرها من األنشطة التي تتناسب مع الحياة المستقرة‪ .‬كما أتاح التوطين فرصة التعلم لألفراد في المدارس التي كان قد‬
‫أنشأها الملك عبدالعزيز في هذه الهجر‪ .‬أما حياة‬
‫الترحال فال تعرف إال نشاطا واحدا وهو رعي الماشية )القعيب‪ .(2001 ،‬ولربط مناطق المملكة قام الملك عبدالعزيز‬
‫بإقامة بعض الطرق التي تربط بين أقاليم المملكة‪ .‬ويأتي على رأس هذه الطرق خط السكة الحديد الذي يربط بين‬
‫العاصمة الرياض والمنطقة الشرقية‪ .‬وبالطبع فإن مثل هذا الربط يشجع حركة التجارة الداخلية بين األقاليم ويزيد فرص‬
‫التخصص‬
‫وتقسيم العمل بينها )العبيد وعطيه‪ .) 1992 ،‬ولم يكن من الممكن إحداث تنمية شاملة في المملكة بدون وجود مصدر‬
‫دخل قومي يمكن اإلنفاق منه على برامج التنمية في جميع أنحاء المملكة‪ ،‬ولقد كان هذا المصدر هو النفط في ففي عام‬
‫‪ 1933‬م‪ ،‬أي بعد إعالن توحيد المملكة بعام واحد‪ ،‬منح الملك عبدالعزيز شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا األمريكية‬
‫حق امتياز التنقيب عن البترول في المنطقة الشرقية )وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية‪ .) 2018 ،‬وتم اكتشاف‬
‫البترول في المملكة ألول مرة عام ‪1938‬م )‪1368‬ه(‪ .‬وتم تصدير أول شحنة منه عام ‪1358‬ه )‪1939‬م( ومقدارها ‪10‬‬
‫آالف برميل‪ .‬ثم توقف اإلنتاج بسبب الحرب العالمية الثانية واستأنف بعد انتهائها‪ .‬ولقد وصل متوسط اإلنتاج اليومي عام‬
‫‪ 1944‬م ( ‪ 1368‬ها إلى ‪ 500‬ألف برميل )وزارة اإلعالم‪ .) 1992 ،‬ولقد أخذت عملية التحول من المجتمع القبلي إلى‬
‫المجتمع الواحد في التزايد بمعدل السريع بعد اكتشاف النفط وبعد إرساء‬
‫الملك عبدالعزيز ‪-‬طيب هللا ثراه‪-‬قواعدها على أسس متينة‬
‫ثالثا‪ :‬خطط التنمية في المملكة‬
‫بعد فترة التأسيس‪ ،‬أدركت المملكة العربية السعودية قبل السبعينات الميالدية أن تحقيق أهداف التنمية الشاملة والوصول‬
‫إلى معدالت مرتفعة من النمو االقتصادي‪ ،‬وما يترتب على ذلك من تلبية طموحات أفراد المجتمع في الحصول على‬
‫مستويات معيشية مرتفعة يتطلب تخطيطة سليما ينظم عمل جميع مؤسسات المجتمع‪ ،‬ويأخذ في الحسبان هيكل وحجم‬
‫الموارد المحلية المتاحة‪.‬‬
‫وقد تطورت أجهزة التخطيط ومراحله في المملكة خالل الحقبة التاريخية الممتدة منذ السبعينات وحتى عام ‪ 2014‬م‪ .‬إذ‬
‫صدرت أول خطة تنمية خمسية في عام ‪ 1970‬م‪ ،‬والتي تعد أول محاولة علمية جادة في مجال التخطيط للتنمية‬
‫االقتصادية‪ .‬وتبع ذلك إصدار تسع خطط تنموية خمسية حتى عام ‪ 2014‬م‪ ،‬ولم تصدر خطة التنمية العاشرة في عام‬
‫‪ 2015‬م كما كان مقررا لها‪ .‬وتبنت الدولة رؤية المملكة ‪ 2030‬م‪ ،‬التي تم إطالقها في ‪ 25‬إبريل ‪ 2016‬م (الثميري‪،‬‬
‫‪ 2018‬م)‪.‬‬
‫يتناول هذا الجزء مراحل التخطيط في المملكة العربية السعودية مستعرضا الفترات التاريخية المختلفة للتخطيط‬
‫االقتصادي من خالل خطط التنمية الخمسية في المملكة (‪2014 -1970‬م ‪ ،‬حيث اتضح أن الهدف اإلستراتيجي المتعلق‬
‫بتنويع مصادر الدخل وتقليل االعتماد على النفط ظل محور المسيرة التنموية‪ .‬وعلى مدى عقود من الزمن لم يتحقق هذا‬
‫الهدف‪ ،‬وظل االقتصاد السعودي المحلي يتأثر بشكل كبير بتغير أسعار النفط العالمية وتقلبات األسواق الدولية‪ .‬كما‬
‫يستعرض هذا الجزء وبشكل موجز األهداف العامة لخطة التنمية العاشرة ( ‪) 2019 -2015‬م‪ ،‬واإلستراتيجية بعيدة‬
‫المدي لالقتصاد السعودي ( ‪) 2024 -2005‬م۔‬
‫تشير وثائق التنمية والتخطيط في المملكة العربية السعودية إلى أن بداية التخطيط كانت في عام ‪ 1390‬ه ‪ 1970 /‬م‪.‬‬
‫غير أن ذلك ال يعني أنه لم تكن هناك محاوالت سابقة للتخطيط‪ ،‬ففي الواقع قد يرجع تاريخ التخطيط في المملكة إلى عام‬
‫‪1367/1368‬ه حينما تم إعداد أول ميزانية رسمية للدولة (وزارة التخطيط‪ ،‬خطة التنمية الثالثة‪.) 1980 ،‬‬
‫ويمكن القول من خالل االستعراض التاريخي للتطور في الخطط التنموية في المملكة إن مراحل التخطيط تنقسم إلى‬
‫فترتين تاريخيتين هما الفترة األولى تمتد من عام ( ‪) 2014 -1970‬م‪ ،‬وكانت تلك الفترة تهتم بالتخطيط التنموي وإعداد‬
‫الخطط الخمسية منذ خطة التنمية األولى وحتى خطة التنمية التاسعة‪ ،‬ثم ما تبع ذلك من فترة توقف إذ لم تصدر وزارة‬
‫االقتصاد والتخطيط خطة التنمية العاشرة‪ ،‬والتي كان من المقرر لها أن تصدر في عام ‪2015‬م‪ .‬أما الفترة الثانية فإنها‬
‫تمتد من عام ( ‪) 2030 2016‬م وتشمل رؤية المملكة العربية السعودية وبرامجها التنفيذية المختلفة‪ .‬ويعد ‪ 2015‬م‬
‫عامة مفصلية في مراحل التخطيط حيث لم تغطيه المراحل التنموية المختلفة ضمن خطط التنمية‪ ،‬كما لم يتم التخطيط‬
‫المؤشراته المختلفة ضمن المرحلة الثانية من مراحل التخطيط التنموي في المملكة‪ .‬ولذلك يتم التعامل معه على أنه عام‬
‫أساس لمرحلة التحول الوطني‪ ،‬ويمكن الرجوع إلى المؤشرات التنموية لهذا العام باعتبار سنة ‪ 2015‬سنة مرجعية‬
‫(الثميري‪ 2016 ،‬م)‪.‬‬
‫خطط التنمية الخمسية في المملكة (‪: ) 2014 -1970‬‬
‫تم إنشاء الهيئة المركزية للتخطيط عام ‪ 1965‬م‪ ،‬وقد قامت هذه الهيئة بإعداد وتنفيذ خطة التنمية الخمسية األولى (‬
‫‪) 1974 -1970‬م‪ .‬ومن ثم تم تحويل الهيئة المركزية للتخطيط في عام ‪1975‬م إلى وزارة التخطيط التولى جميع المهام‬
‫المتعلقة بالتخطيط‪ ،‬وإعداد الخطط الخمسية للتنمية وما يتطلب ذلك من التنسيق والمتابعة مع المؤسسات والهيئات‬
‫الحكومية المختلفة‪.‬‬
‫وقد انطلقت مسيرة التنمية حينها من مجموعة من األهداف العامة واألهداف المرحلية‪ .‬ويقصد باألهداف العامة تلك‬
‫األهداف التي تتالءم مع توجهات الدولة السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬ومن جانب آخر تعني األهداف المرحلية تلك‬
‫األهداف قصيرة المدى التي تمليها التنمية والظروف السائدة والموارد المتاحة والمتوقعة أثناء فترة إعداد الخطط‬
‫االقتصادية‬
‫ومنذ بداية التخطيط في المملكة‪ ،‬تركزت األهداف العامة للتنمية في النقاط اآلتية ‪:‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪.3‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪.5‬‬
‫‪.6‬‬
‫‪.7‬‬
‫الحفاظ على القيم الدينية واألخالقية واإلسالمية‬
‫تعزيز الدفاع عن المملكة‪ ،‬واستمرار ترسيخ األمن الداخلي فيها‪.‬‬
‫تحقيق معدل مرتفع للنمو االقتصادي عن طريق تنمية الموارد االقتصادية والحصول على أقصى قدر من‬
‫إيرادات النفط خالل أطول فترة ممكنة‪ ،‬مع الحفاظ على الموارد القابلة للنضوب‬
‫تخفيف اعتماد اقتصاد المملكة على صادراتها من النفط الخام عن طريق توسيع القاعدة اإلنتاجية‬
‫تنمية القوى البشرية عن طريق التوسع في التعليم والتدريب ورفع المستوى الصحي‬
‫زيادة الرفاهية لجميع فئات المجتمع ودعم االستقرار االجتماعي في مواجهة التغيرات االجتماعية السريعة‬
‫بناء التجهيزات األساسية الالزمة لتحقيق األهداف العامة )وزارة االقتصاد والتخطيط‪ ،‬خطة التنمية الثانية‪،‬‬
‫‪.) 1975‬‬
‫لقد نفذت المملكة تسع خطط خمسية وذلك خالل الفترة ( ‪) 2014 1970‬م‪ ،‬وقد كانت الخطة العاشرة على وشك‬
‫الصدور‪ ،‬إال أن هناك العديد من التغيرات التي حالت دون إصدارها في التوقيت المعتاد لصدور الخطة‬
‫تم إعداد الخطة األولى من قبل الهيئة المركزية للتخطيط‪ ،‬وقد كان هناك عجز في ميزان المدفوعات للسنتين السابقتين‬
‫إلعدادها‪ ،‬مع زيادة بسيطة في إيرادات النفط خالل الثالث سنوات من بداية تنفيذها‪ ،‬وكان التخطيط في تلك الفترة يتركز‬
‫على إيجاد قاعدة واسعة لبناء وتجهيز البنية األساسية وتنويع مصادر الدخل‪ .‬م ما يعني أن هدف تنويع مصادر الدخل‬
‫وتقليل االعتماد على إيرادات النفط الخام كان بارزا منذ الخطة األولى للمملكة في السبعينات‬
‫وفي السنتين األخيرتين من الخطة ونتيجة إلى ارتفاع أسعار البترول فقد ارتفعت اإليرادات بشكل كبير‪ .‬وتجاوز الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي النمو المستهدف من ‪ ،% 9.8‬ونما بمعدل سنوي ‪ .% 20.9‬كما تجاوز القطاع‬
‫النفطي والقطاع غير النفطي معدالت النمو المستهدفة وفي ظل الزيادة الكبيرة في عوائد النفط في السنتين األخيرتين من‬
‫الخطة األولي‪ ،‬فقد جاءت معدالت النمو المستهدفة في خطة التنمية الثانية مرتفعة مقارنة باألرقام المتحققة‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬استهدفت الخطة معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي بمتوسط سنوي ‪ % 10‬خالل الفترة ( ‪) 1979 -1975‬م‪ ،‬إال‬
‫أن المعدل المتحقق فعليا كان أقل من ذلك وقد واجهت خطة التنمية الثانية نتيجة إلى زيادة اإلنفاق الحكومي والتوسع في‬
‫مشاريع التجهيزات األساسية مشكلة النقص الشديد في العمالة الوطنية مما استدعى الحاجة إلى العمالة األجنبية الوافدة‪.‬‬
‫ولم يتمكن القطاع الخاص في ذلك الوقت من مواكبة التسارع في اإلنفاق‬
‫الحكومي على مشاريع التنمية‪ .‬وقد تبنت خطة التنمية الخمسية الثالثة زيادة النمو في قطاعات ‪ Growth‬وأنشطة مختارة‬
‫)إستراتيجية النمو غير المتوازن ‪ ،) Unbalanced Rate‬أي اإلقالل من التركيز على النمو في كل المجاالت‬
‫والتركيز على نمو أنشطة وقطاعات معينة‪ .‬ويالحظ أن خطة التنمية الثالثة توقعت نموا الناتج المحلي اإلجمالي قدره‬
‫‪ ،% 3.2‬غير أن الواقع كان خالف ذلك‪ ،‬فقد حقق الناتج المحلي اإلجمالي معدل نمو سالب بنحو ‪ .% 10.3‬كما تراجع‬
‫نمو القطاع النفطي بشكل كبير‪ ،‬وقد حقق القطاع الزراعي في تلك الفترة معدل نمو يفوق ما كان مستهدفا له‪ ،‬وذلك نتاج‬
‫طبيعي للدعم الحكوميالكبير للقطاع الزراعي في تلك الفترة‬
‫وفي فترة إعداد خطة التنمية الرابعة ( ‪) 1989 -1985‬م‪ ،‬كانت معظم مشاريع البنية األساسية قد اكتملت‪ .‬كما شهدت‬
‫تلك الفترة انخفاضا تدريجيا في عوائد النفط‪ .‬وبرزت حينها أهمية التركيز على الهدف اإلستراتيجي المتعلق بالتنويع‬
‫االقتصادي‪ .‬إال أن هذا الهدف لم يتحقق‪ ،‬وشهد القطاع الخاص انخفاضا في معدل النمو‪ .‬حيث واجهت شركات القطاع‬
‫الخاص ومؤسساته‪ ،‬خاصة تلك التي ترتبط نشاطاتها ارتباطا وثيقا باستثمارات القطاع الحكومي‪ ،‬مشكالت كبيرة في‬
‫تكييف نشاطاتها والعمل على استمرارها‪.‬‬
‫وجاءت خطة التنمية الخامسة ( ‪) 1994 -1990‬م‪ ،‬لتركز على دعم القطاع الخاص ومساندته لزيادة استثماراته عن‬
‫طريق مجموعة من اإلجراءات التنظيمية والحوافز بما في ذلك التمويل المشترك بين القطاعين الحكومي والخاص‪ .‬وقد‬
‫واجه االقتصاد السعودي خالل السنوات األولى من الخطة تحديات مالية وتنظيمية ضخمة بسبب حرب الخليج األولى (‬
‫‪ 1411‬ها ( ‪ 1991‬م)‪ ،‬األمر الذي استدعى إجراء بعض التعديالت في أولويات اإلنفاق الحكومي؛ مما أثر بدوره على‬
‫استثمارات القطاع الخاص وقد استهدفت الخطة زيادة الناتج المحلي اإلجمالي بمعدل نمو سنوي قدره ‪ % 3.2‬أثناء فترة‬
‫الخطة‪ .‬وقد فاق معدل النمو المتحق ق والبالغ ‪ %4.4‬المعدل المستهدف‪ .‬إذ زاد معدل نمو القطاع النفطي وبلغ في‬
‫المتوسط ‪ ،5.4%‬في حين لم يكن مستهدفا له أن ينمو بأكثر من ‪ %2.2‬في تلك الفترة‪ .‬وقد تم تنفيذ خطة التنمية السادسة‬
‫)‪(19 9 9-19 95‬م في ظل بيئة شهدت تغيرات واسعة النطاق على صعيد االقتصاد العالمي وبعد أن كان النمو‬
‫االقتصادي متسارعة في ثالث سنوات متتالية ( ‪) 1997 -1994‬م‪ ،‬طرا انخفاض كبير على أسعار النفط العالمية بلغ‬
‫‪ %38‬إيان العام الرابع من الخطة وهو ما أثر في ميزانية الدولة وفي ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫لذا قامت الدولة في عام ‪ 1999‬م بتنفيذ إجراءات لترشيد اإلنفاق‪ ،‬وزيادة اإليرادات غير النفطية‪ ،‬وإصالحات هيكلية‬
‫أخرى للحد من تأثير تلك التطورات‪ .‬وتشبه تلك اإلجراءات واإلصالحات التي حدثت في التسعينات التعديالت المماثلة‬
‫التي حدثت في ميزانية المملكة في عام ‪ 2016‬م جراء تدهور أسعار النفط العالمية )الثميري‪2016.‬م(‬
‫وقد استمرت خطة التنمية السابعة ( ‪) 2004 -2000‬م على نفس النهج التنموي الذي تبنته خطط التنمية السابقة لها‪ .‬وتم‬
‫إعدادها في فترة شهدت تقلبات حادة في األسواق العالمية للنفط‪ .‬وقد استمرت الخطة السابعة في التأكيد على أهمية تنويع‬
‫مصادر الدخل القومي وتوسيع القاعدة اإلنتاجية في مجال الخدمات والصناعة والزراعة‪ .‬وتنمية الثروات المعدنية‬
‫وتشجيع اكتشافها واستثمارها‪ .‬وقد حقق االقتصاد السعودي في تلك الفترة معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي يقدر بنحو‬
‫‪ .% 3.6‬كما حقق معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي في خطة التنمية الثامنة ( ‪) 2009 2005‬م متوسطة سنوية يقدر‬
‫بنحو ‪ .% 2.2‬وهو أقل من المعدل الذي استهدفته الخطة والبالغ نحو ‪ .% 4.6‬وقد انخفض الناتج المحلي الحقيقي‬
‫اللقطاع النفطي بمعدل بلغ نحو ( ‪ )% 2.7-‬في المتوسط سنويا‪ ،‬وهو معدل يقل عن المستهدف في الخطة والبالغ ‪2.73‬‬
‫‪ .%‬كما حقق القطاع غير النفطي معدل نمو سنوي متوسط بلغ نحو ‪%7.8‬خالل خطة التنمية الثامنة‪ ،‬في حين كان‬
‫متوسط معدل النمو السنوي المستهدف للقطاع غير النفطي يقدر بنحو ‪.% 5.2‬‬
‫وقد كان مقررا أن تمثل خطة التنمية التاسعة ( ‪) 2014 -2010‬م‪ ،‬الحلقة الثانية في منظومة مسار إستراتيجي لالقتصاد‬
‫الوطني يمتد إلى خمسة عشر عاما قادمة‪ ،‬وينتهي في عام ‪ 2020‬م‪ .‬وقد تزامن إعداد الخطة مع مرور االقتصاد العالمي‬
‫بأزمة مالية واقتصادية عصفت باألسواق المالية‪ .‬لقد حقق معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي في خطة التنمية التاسعة‬
‫متوسطة سنويا يقدر بنحو ‪ ،% 5.4‬وهو أكبر من معدل النمو المستهدف للخطة والبالغ نحو ‪ .% 5.2‬ونما الناتج المحلي‬
‫الحقيقي للقطاع النفطي بمعدل أكبر بكثير من المعدل المستهدف في الخطة‪ ،‬إذ بلغ نحو ‪ 4,3%‬في المتوسط سنوية‪ ،‬في‬
‫حين كان معدل النمو المستهدف في الخطة ‪ ،% 1.2‬وقد حقق القطاع غير النفطي معدل نمو سنوي متوسط بلغ نحو‬
‫‪ % 6.2‬خالل خطة التنمية التاسعة‪ ،‬في حين كان متوسط معدل النمو السنوي المستهدف للقطاع غير النفطي يقدر بنحو‬
‫‪.% 6.3‬‬
‫ويتضح من استعراض خطط التنمية الخمسية ( ‪) 2014 -1970‬م أن الهدف اإلستراتيجي المتعلق بتنويع مصادر الدخل‬
‫وتقليل االعتماد على النفط ظل محور المسيرة التنموية‪ .‬وعلى مدى عقود من الزمن لم يتحقق هذا الهدف‪ ،‬وظل‬
‫االقتصاد السعودي المحلي يتأثر بشكل كبير بتغير أسعار النفط العالمية‪ .‬كما أن معدالت النمو المتحققة في تلك الفترات‬
‫المختلفة للخطط كانت في معظم األحوال تبتعد عن األرقام المستهدفة‬
‫األهداف العامة لخطة التنمية العاشرة ( ‪) 2019 -2015‬م‬
‫تمت الموافقة على األهداف العامة لخطة التنمية العاشرة ( ‪ ) 2019 2015‬م في عام ‪1435‬ه ولم تصدر خطة التنمية‬
‫العاشرة في عام ‪ 2015‬م نظرت إلى الحاجة في تلك الفترة إلى تعديلها‪ ،‬فقد تم إعداد الخطة في وقت كانت فيه أسعار‬
‫النفط مرتفعة‪ .‬وعندما تدهورت أسعار النفط في نهاية عام ‪ 2014‬م‪ ،‬واستمرت في االنخفاض في السنوات الالحقة أدى‬
‫ذلك إلى جعل توقعات ومستهدفات الخطة ال تعكس الواقع في الفترة المقررة لصدورها‪ .‬ونتيجة إلى التغييرات التي‬
‫شهدتها وزارة االقتصاد والتخطيط‪ ،‬والمتمثلة في تغيير المهام وفرق العمل‪ ،‬تغيرت تبعا لذلك األولويات بالنسبة إلى‬
‫وزارة االقتصاد والتخطيط والتي تعد الجهة المنوط بها إصدار الخطة‪ .‬كما أن التحول في منهج التخطيط بشكل عام في‬
‫المملكة‪ ،‬واالنتقال من مرحلة الخطط الخمسية إلى مرحلة جديدة ومختلفة في التخطيط حال دون صدور الخطة العاشرة‪،‬‬
‫وتزامن ذلك مع إطالق رؤية المملكة ‪ 2030‬م‪ ،‬وبرنامج التحول الوطني ‪2020‬م (الثميري‪.) 2016 ،‬‬
‫اإلستراتيجية بعيدة المدى لالقتصاد السعودي (‪: ) 2024 -2005‬‬
‫شكلت اإلستراتيجية بعيدة المدي لالقتصاد السعودي ( ‪(2024 2005‬م اإلطار العام لخطط التنمية الخمسية للمملكة منذ‬
‫إقرار خطة التنمية الثامنة‪ .‬وقد استندت اإلستراتيجية على العديد من الركائز والمعطيات الداخلية والخارجية التي تم في‬
‫إطارها تحديد المسار التنموي المستقبلي للمملكة‪ .‬وقد تبنت اإلستراتيجية األسلوب المرحلي في تنفيذها وتحقيق أهدافها‪،‬‬
‫إذ شكلت كل خطة خمسية مرحلة من مراحل تنفيذها‪.‬‬
‫وكان من المفترض أن تكون خطة التنمية العاشرة )‪(2019-2015‬م هي المرحلة الثالثة من مراحل تنفيذ منظومة‬
‫اإلستراتيجية بعيدة المدى واستكمال بناء المقومات الرئيسة للتنمية المستدامة‪ ،‬إال أنه لم يتم تنفيذها وتوقف العمل بها في‬
‫عام ‪ 2015‬م‪ .‬وفيما يلي اإلطار العام اإلستراتيجية ومنطلقاتها األساسية‪ ،‬ومساراتها المستهدفة والمحقق منها في خطتي‬
‫التنمية الثامنة والتاسعة‪ ،‬والعالقة اإلستراتيجية بعيدة المدى باالقتصاد القائم على المعرفة (الثميري‪.) 2018 ،‬‬
‫اإلطار العام االستراتيجية بعيدة المدى ‪:‬‬
‫أعدت االستراتيجية بعيدة المدي لالقتصاد السعودي كإطار عام يغطي أربع مراحل متصلة تساهم كل مرحلة منها في ت‬
‫تأسيس المرحلة التي تليها‪ .‬وتهدف اإلستراتيجية إلى تحقيق الرؤية التنموية الشاملة للمملكة بمجاالتها الثالثة‪ ،‬االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية‪ .‬فالتنمية االقتصادية تستهدف رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة للمواطنين عن طريق‬
‫إحداث تحوالت عميقة في هيكل االقتصاد الوطني تجعله أكثر تنوعا وتنافسية‪ ،‬وتنقله إلى مرحلة تشكل فيه المعرفة‬
‫واالبتكار عماده األساس ومن ثم يتم وضع اللبنات األولى للتحول إلى مجتمع المعرفة‪ .‬وتسهم تلك التحوالت بصورة‬
‫كبيرة في فتح آفاق ومجاالت عمل جديدة ومتنامية للمواطنين تتسم بارتفاع اإلنتاجية والدخل‬
‫وفي خط مواز‪ ،‬تشمل مجاالت تركيز التنمية االجتماعية االهتمام بالموارد البشرية وتنميتها وتوسيع خياراتها في اكتساب‬
‫المعارف والخبراته وتطوير قدرات الشباب الريادية والمعرفية‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى تعزيز شبكات األمان االجتماعي‬
‫ورعاية األسرة والطفولة‪ ،‬وتيسير الحصول على المسكن المالئم‪ ،‬مع توفير الرعاية الصحية المتكاملة وذات الجودة‬
‫العالية الجميع المواطنين‪ ،‬وبما يعزز من جهود التنمية المتوازنة في جميع مناطق المملكة‪ .‬أما التنمية البيئية‪ ،‬فإنها تهدف‬
‫إلى الحفاظ على ال بيئة واالستخدام األمثل للموارد الطبيعية والتوسع في استثمار مصادر الطاقة المتجددة‪ .‬ولتحقيق أهدافها‬
‫في مجاالت التنمية الثالثة تبنت اإلستراتيجية حزمة متكاملة من السياسات الرامية للتفاعل بفاعلية وكفاءة مع التحديات‬
‫الداخلية والخارجية من ناحية‪ ،‬ورفع كفاءة توجيه الموارد االقتصادية المتاحة وتخصيصها من ناحية أخرى (وزارة‬
‫االقتصاد والتخطيط‪ ،‬خطة التنمية التاسعة‪.) 2010 ،‬‬
‫أستند في إعداد اإلستراتيجية كما ورد في خطة التنمية إلى مجموعة من المنطلقات التي راعت االعتبارات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .1‬معدل النمو السكاني المتوقع والذي يتطلب تحقيق توسع كمي ونوعي مواز في الخدمات العامة األساسية لضمان‬
‫االرتقاء بنوعية حياة المواطنين‬
‫‪ .2‬التركيبة العمرية الشابة للسكان‪ ،‬وما تفرضه من ضرورات تكثيف جهود توفير فرص وظيفية للمواطنين الستيعاب‬
‫القوى العاملة الشابة الداخلة إلى سوق العمل‪ ،‬مع تطوير مهاراتها لزيادة إنتاجيتها‪ ،‬بما يسهم في رفع مستوى دخلها‬
‫ومستوى معيشتها‪.‬‬
‫‪ .3‬أهمية مواصلة الجهود لتحقيق التنمية المتوازنة‪ ،‬مع إنشاء محاور وممرات جديدة للتنمية تكون جاذبة لالستثمارات‬
‫المحلية واألجنبية وتعمق التنمية الشاملة في جميع أرجاء المملكة‪.‬‬
‫‪ .4‬أهمية التحول إلى مجتمع المعرفة واالقتصاد القائم على المعرفة وما يستلزمه من بناء المقومات الالزمة لتحقيقه‬
‫‪ .5‬الحرص على استدامة التنمية بمراعاة البعد البيئي في جميع السياسات والبرامج واألنشطة التنموية‬
‫‪ .6‬ضرورة تعظيم االستفادة من جميع المقومات البشرية والمادية المتاحة للمجتمع‪ ،‬وتحويل الميزات النسبية إلى ميزات‬
‫تنافسية بما يعزز جهود التحسين المتواصل لمستوى اإلنتاجية والتنافسية لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫اعتمدت فلسفة اإلستراتيجية على التطوير الهيكلي لالقتصاد الوطني التحقيق التنويع االقتصادي والتأسيس للتنمية الشاملة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬تستهدف اإلستراتيجية نمو الناتج المحلي للقطاعات غير النفطية باألسعار الثابتة بمعدل يبلغ نحو ( ‪7.7‬‬
‫‪ )%‬في المتوسط سنويا خالل مدة اإلستراتيجية‪ ،‬لترتفع نسبة إسهاماتها في الناتج المحلي اإلجمالي من نحو ( ‪)% 46.6‬‬
‫في بداية اإلستراتيجية إلى نحو ( ‪ )% 71.7‬في نهايتها‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى قطاع الخدمات‪ ،‬فتستهدف اإلستراتيجية أن يحقق القطاع معدل نمو سنوي متوسط مقداره نحو ( ‪9.2‬‬
‫‪ ،)%‬لترتفع إسهاماته في الناتج المحلي اإلجمالي بصورة تدريجية ومتواصلة‪ ،‬من نحو ( ‪ )% 15.5‬في بداية‬
‫اإلستراتيجية إلى نحو ( ‪ )% 31.5‬في نهايتها‪.‬‬
‫وقد أولت اإلستراتيجية اهتماما كبيرا بالقطاع الخاص‪ :‬إذ تستهدف اإلستراتيجية تحقيقه لمعدل نمو سنوي متوسط يبلغ‬
‫نحو )‪ (%8.4‬خالل مدتها‪ ،‬أما فيما يخص القطاع الحكومي‪ ،‬فقد اهتمت اإلستراتيجية بزيادة الدور الحكومي في تطوير‬
‫البنية األساسية والخدمات العامة‪ ،‬وتستهدف اإلستراتيجية نمو الناتج المحلي للقطاع الحكومي بمعدل سنوي متوسط يبلغ‬
‫نحو ‪%5.5‬‬
‫وعلى صعيد القطاع النفطي‪ ،‬فإن اإلستراتيجية تستهدف نمو ناتجه المحلي بمعدل سنوي متوسط قدره ( ‪،)% 2.0‬‬
‫لتنخفض نسبة إسهاماته في الناتج المحلي اإلجمالي من نحو ‪ %52.7‬في بدايتها إلى ‪ %27.5‬بنهايتها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مراحل تطور االقتصاد السعودي‪:‬‬
‫يمكن تقسيم مراحل تطور االقتصاد السعودي إلى مرحلتين أساسيتين هما‪ :‬مرحلة التخطيط التنموي والتي تمتد من (‬
‫‪- 1970‬يا ‪) 201‬م‪ ،‬والمرحلة الثانية هي مرحلة رؤية المملكة العربية السعودية )‪(2030-2016‬م‪ .‬وهناك اختالف في‬
‫منهج التخ طيط بين المرحلتين‪ ،‬إذ تم إتباع المنهج التفاعلي في التخطيط لرؤية المملكة عوضا عن المنهج التقليدي الممتد‬
‫لمرحلة طويلة منذ فترة السبعينات وحتى عام ‪ 2014‬م‪ .‬ويشكل عام ‪ 2015‬م سنة مفصلية لم تتضمنها سنوات مرحلة‬
‫التخطيط التنموي‪ ،‬كما ال تدخل ضمن سنوات رؤية المملكة العربية السعودية‪ .‬ويمكن اعتبار بياناتها كسنة أساس‬
‫الرؤية‪.‬‬
‫يوضح الشكل البياني رقم ( ‪ ) 6‬المراحل المختلفة لتطور االقتصاد السعودي حيث من الممكن تقسيم المرحلة الممتدة من‬
‫السبعينات الميالدية إلى عام ‪2014‬م إلى ثالث مراحل اقتصادية‪ :‬مرحلة االزدهار ( ‪) 1970-1981‬م‪ ،‬ومرحلة الركود‬
‫)‪(2002-1982‬م‪ .‬ومرحلة االنتعاش ( ‪) 2003-2014‬م‪ ،‬يلي ذلك عام ‪ 2015‬م الذي يعد عاما مفصليا في تاريخ‬
‫االقتصاد السعودي‪ .‬أما المرحلة الثانية فهي مرحلة رؤية المملكة العربية السعودية ( ‪) 2030 -2016‬م‪ ،‬والتي تنقسم‬
‫بدورها إلى ثالث مراحل هي مرحلة وضع األساس ( ‪) 2020 -2016‬م‪ ،‬ومرحلة تحقيق المكاسب ( ‪) 2025 2020‬م‪،‬‬
‫ومرحلة تعميق األثر )‪(2030-2025‬م‪.‬‬
‫مرحلة التخطيط التنموي ( ‪ ) 2014 -1970‬م‬
‫يمكن تقسيم المرحلة الممتدة منذ أوائل السبعينات وحتى أواخر العام ‪ 2014‬م إلى ثالث فترات وذلك عن طريق رصد‬
‫تأثير أسعار النفط خالل تلك المدة على الوضع المالي واالقتصادي للمملكة‪ :‬الفترة األولى ( ‪ 1981 1970‬م) مرحلة‬
‫االزدهار الفترة الثانية (‪2002 -1982‬م ) مرحلة الركود‪ .‬الفترة الثالثة ‪2014-2003‬م مرحلة االنتعاش‬
‫مرحلة االزدهار ‪ 1981-1970‬م‬
‫تشير البيانات الخاصة بهذه الفترة إلى تحسن الوضع المالي واالقتصادي للمملكة‪ ،‬وحقق ناتجها نموا من سنة إلى أخرى‬
‫بفضل الزيادة في إنتاج النفط وزيادة أسعاره وإيراداته‪ .‬فقد ارتفع اإلنتاج من ‪ 1,386‬مليون برميل سنويا في بداية الفترة‬
‫)‪1970‬م( إلى ‪ 3,579‬مليون برميل سنويا في نهاية الفترة ( ‪ 1981‬م)‪ ،‬ولم تخفض المملكة من إنتاجها طوال هذه‬
‫الفترة إال في أعوام ‪ 1975‬م‪ 1978 ،‬م‪ 1981 ،‬م‪ ،‬فقد انخفضت بنسبة ‪ 1.2% ،9.8 % ، %16.6‬على التوالي‪.‬‬
‫أما أسعار النفط فقد شهدت تزايدا ملحوظا ومستمر لترتفع من ‪ 1.3‬دوالر للبرميل في عام ‪ 1970‬م إلى ‪ 34.2‬دوالرا‬
‫للبرميل في عام ‪ 1981‬م‪ .‬وشهدت هذه الفترة قفزتين تاريخيتين في أسعار النفط‪ ،‬كانت األولى بعد حرب أكتوبر في عام‬
‫‪ 1973‬م وبداية انتقال قرار تسعير النفط من الشركات العالمية إلى منظمة أوبك ليقفز السعر من ‪ 2.7‬دوالر للبرميل إلى‬
‫‪ 9.8‬دوالرات للبرميل في عام ‪ 1974‬م أي بزيادة نسبتها ‪ % 262‬خالل هذه المدة‪ ،‬و نجمت القفزة الثانية عن انقطاع‬
‫اإلمدادات من إيران خالل الثورة في عام ‪ 1979‬م‪ ،‬ومن ثم انقطاعها من العراق وإيران بعد اندالع الحرب بينهما في‬
‫عام ‪ 1980‬م‪ :‬لترتفع أسعار النفط ارتفاعا ملحوظا بنسبة ‪ % 65.9‬من ‪ 17.3‬دوالرا للبرميل في عام ‪ 1979‬م إلى‬
‫‪ 28.7‬دوالرا للبرميل في عام ‪1980‬م‪ .‬وانعكس ذلك إيجابية على الميزانية العامة لكونها تعتمد بشكل رئيس على‬
‫اإليرادات النفطية التي ارتفعت من ‪ 7.122‬مليون لاير في عام ‪ 1970‬م إلى ‪ 328,594‬مليون لاير في عام ‪1981‬م‪،‬‬
‫وقد حققت ميزانية المملكة في هذه الفترة فائضا مقداره ‪ 1,647‬مليون لاير في عام ‪1970‬م والذي بلغ أعلى مستوياته‬
‫في عام ‪1980‬م بحوالي ‪ 111,345‬مليون لاير مما مكنها من بناء احتياطي مالي ضخم كونها لم تسجل عجزا إال مرتين‬
‫خالل هذه الفترة في عامي ‪ 1977‬م‪ 1978 ،‬م‪ .‬كما انخفضت اإليرادات النفطية مرتين إحداهما في عام ‪ 1975‬م بنسبة‬
‫‪ ،% 0.8‬واألخرى في عام ‪ 1977‬م بنسبة تقدر ب ‪ .% 5.9‬كما انعكس ذلك بشكل إيجابي على ميزان الحساب‬
‫الجاري ليحقق فائضا مقداره ‪ 467‬مليون لاير في عام ‪ 1970‬م وفائضا يقدر بنحو ‪ 139,1‬مليار لاير في نهاية الفترة (‬
‫‪ 1981‬م)‪ ،‬ولم يسجل عجزا سوى مرة واحدة في عام ‪ 1978‬م‪.‬‬
‫مرحلة الركود ‪20 02-1982‬‬
‫سعت المملكة مع بداية هذه الفترة إلى خفض إنتاجها النفطي الذي تراجع من ‪ 9.8‬مليون برميل يوميا في عام ‪1981‬م‬
‫إلى ‪ 6.5‬مليون برميل يومية في عام ‪ 1982‬م‪ ،‬وواصل اإلنتاج النفطي انخفاضه إلى أن وصل إلى أقل مستوى له يقدر‬
‫بنحو ‪ 3,2‬مليون برميل يوميا في عام ‪ 1985‬م كما تراجعت أيضا أسعار النفط بشكل كبير من ‪ 27.54‬دوالرا للبرميل‬
‫للنفط العربي الخفيف في عام ‪1985‬م إلى ‪ 13.73‬دوالرا للبرميل في عام ‪ 1986‬م‪ ،‬ونتج عن ذلك انخفاض اإليرادات‬
‫النفطية من نحو ‪ 88,4‬مليار لاير إلى ‪ 42.5‬مليار لاير في العامين المذكورين‪ .‬بالرغم من ارتفاع إنتاج المملكة للنفط‬
‫من ‪ 3.2‬إلى ‪ 4.8‬مليون برميل خالل هذين العامين‪ .‬ونتيجة إلى الوضع المالي للدولة قامت الحكومة في عام ‪ 1986‬م‬
‫بتخفيض سعر صرف اللاير السعودي إلى مستوى ‪ 3.75‬لاير لكل دوالر‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك أظهرت ميزانية المملكة منذ عام ‪1983‬م عجزا مستمرا حتى ميزانية عام ‪ 2002‬م على الرغم من قيام‬
‫الحكومة بخفض اإلنفاق‪ .‬كما أنه وخالل هذه الفترة لم تحقق الميزانية فائضا سوى في عام ‪ 2000‬م‪ .‬ونتيجة لهذا العجز‬
‫المستمر تصاعد حجم الدين العام إلى أن وصل إلى قمته في عام ‪ 2002‬م حيث بلغ ‪ 685,1‬مليار لاير‪ .‬وبدأت الحكومة‬
‫بإصدار أدوات دين عام طويلة األجل بمسمى "سندات التنمية" لتمويل العجز في الميزانية تعرض لصندوقي التقاعد‬
‫والتأمينات والصناديق الحكومية المتخصصة ذات السيولة ابتداة من عام ‪ 1988‬م‪ ،‬وكذلك إصدار أذونات خزانة قصيرة‬
‫األجل للصناديق المشار إليها في عام ‪ 1991‬م‪ .‬كما اتخذت الحكومة في عام ‪ 1994‬م عددا من التدابير إذ تم رفع سعر‬
‫البنزين من ‪ 33‬هللة للتر الواحد إلى ‪ 60‬هللة أي بزيادة نسبتها ‪ ،)% 81‬وسعر لتر الديزل من ‪ 12‬هللة إلى ‪ 37‬هللة‬
‫(أي بزيادة نسبتها ‪ ،)% 208.3‬ومن ثم تبعه رفع آخر ألسعار البنزين في عام ‪ 1999‬م‪ ،‬ليصبح سعر اللتر الواحد‬
‫للبنزين ‪ 90‬هللة‪ ،‬كما تم رفع رسوم بعض الخدمات األخرى‬
‫مرحلة االنتعاش ‪ 2014-20 03‬م‬
‫بدأت المملكة في عام ‪ 2003‬م بتحقيق فوائض في الميزانية واستمرت حتى ميزانية عام ‪ 2013‬م عدا تسجيلها عجزا في‬
‫عام ‪ 2009‬م نتيجة إلى األزمة المالية العالمية ‪20 20/09 08‬م‪ ،‬التي أدت إلى تراجع أسعار النفط بشكل ملحوظ فقد‬
‫انخفض سعر النفط العربي الخفيف من ‪ 95.2‬دوالرا للبرميل في عام ‪ 2008‬م إلى ‪ 61.4‬دوالرا للبرميل في عام‬
‫‪ 2009‬م‪ .‬وقامت المملكة مع شركائها في منظمة أوبك بتخفيض متوسط إنتاجها اليومي من ‪ 9.2‬مليون برميل في عام‬
‫‪2008‬م إلى ‪ 8.2‬مليون برميل في عام ‪2009‬م‪.‬‬
‫ويالحظ من تتبع أسعار النفط خالل هذه الفترة أنها شهدت زيادة مستمرة ‪-‬باستثناء عامي ‪ 2009‬م و ‪ 2014‬م‪ -‬فقد‬
‫ارتفعت من ‪ 27.7‬دوالرا للبرميل في عام ‪ 2003‬م إلى أن وصلت إلى أعلى مستوى لها بلغ ‪ 106.5‬دوالرات للبرميل‬
‫في عام ‪ 2012‬م‪ ،‬كما ارتفع إنتاج المملكة من النفط ليبلغ متوسطه اليومي في عام ‪ 2003‬م ) بداية المرحلة ( إلى ‪8.4‬‬
‫مليون برميل بزيادة نسبتها ‪ % 18.6‬عن متوسطه في عام ‪2002‬م‪ ،‬واستمر في االرتفاع ليبلغ أعلى مستوياته في عام‬
‫‪ 2012‬م‪ ،‬وانعكس ذلك على اإليرادات النفطية التي ارتفعت بشكل كبير من ‪ 231‬مليار لاير في عام ‪ 2003‬م إلى أعلى‬
‫قيمة لها خالل هذه المرحلة حيث بلغت ‪ 1,247‬مليار لاير في عام ‪ 2012‬م‪ .‬واستخدمت المملكة جزءا من فوائض‬
‫الميزانية العامة في سداد الدين العام ليصل إلى أدنى مستوى له وهو ‪.3‬مايا مليار لاير بنهاية عام ‪ 2014‬م‪ ،‬وهو ما‬
‫يعادل ‪ % 1.6‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬كما عملت الحكومة في عام ‪ 2005‬م على تخفيض سعر لتر البنزين من ‪90‬‬
‫هللة إلى ‪ 60‬هللة (أي بانخفاض نسبته ‪ ،(%33.3‬وسعر لتر الديزل من ‪ 37‬هللة إلى ‪ 25‬هللة بانخفاض نسبته ‪32.4‬‬
‫‪.%‬‬
‫وفي عام ‪ 2007‬م طرحت المملكة نوعا جديدا من البنزين في محطات الوقود وهو (ممتاز ‪ ) 91‬إلى جانب البنزين‬
‫ممتاز ‪ 95‬بحيث يكون سعر البنزين الجديد ممتاز ‪ 45 ، 91‬هللة‪ ،‬فيما بقي سعر النوع (ممتاز ‪ ) 95‬عند‬
‫سعره السابق ‪ 60‬هللة للتر‪.‬‬
‫وخالل عام ‪ 2014‬م شهدت السوق النفطية العالمية تغيرات هائلة نتيجة لتراجع نمو االقتصاد العالمي‪ ،‬وتباطؤ النمو في‬
‫الطلب على النفط باإلضافة إلى زيادة المعروض منه‪ ،‬وبناء على بيانات منظمة األوبك لعام ‪ 2014‬م‪ ،‬ارتفع متوسط‬
‫الطلب العالمي على النفط بنسبة ‪ % 1.06‬ليبلغ ‪ 91.2‬مليون برميل يوميا‪ ،‬في حين ارتفع متوسط العرض العالمي‬
‫بنسبة ‪ 2.39%‬ليبلغ ‪ 92.2 2‬مليون برميل يوميا‪ .‬وقد أدى تسجيل ميزان النفط العالمي فائضا يقدر بنحو ‪ 1.02‬مليون‬
‫برميل في اليوم إلى هبوط أسعار النفط في عام ‪ 2014‬م‪ ،‬حيث انخفض سعر خام برنت بنسبة ‪ % 8.78‬ليبلغ ‪99.08‬‬
‫دوالرا للبرميل مقارنة بنحو ‪ 108.62‬دوالر للبرميل في عام ‪ 2013‬م كما انخفض متوسط سعر النفط العربي الخفيف‬
‫إلى ‪ 97.18‬دوالرا للبرميل في عام ‪ 2014‬م بانخفاض نسبته ‪ % 8.78‬مقارنة بنحو ‪ 106.53‬دوالر للبرميل خالل‬
‫عام ‪ 2013‬م‪ .‬وقد كان النمو في إمدادات النفط مصدره الدول خارج أوبك‪ ،‬وبصفة خاصة الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫إذ شكل النفط الصخري األمريكي معظم الزيادة في اإلمدادات في تلك السنة ولقد جاءت البيانات الفعلية لميزانية المملكة‬
‫عام ‪ 2014‬م مغايرة بدرجة ملحوظة للتقديرات المتضمنة في ميزانية عام ‪ 2014‬م‪ ،‬والتي توقعت بأن تكون ميزانية‬
‫متعادلة تتساوى فيها اإليرادات مع المصروفات عند مستوى ‪ 855‬مليار لاير‪ .‬فقد أظهرت ميزانية المملكة لعام ‪ 2014‬م‬
‫عجزة للمرة األولى منذ عام ‪ 2009‬م بلغ مقداره با ‪ 5‬مليار لاير ( ‪ 14.4‬مليار دوالر أمريكي)‪ ،‬ويعادل هذا العجز ‪1.9‬‬
‫‪%‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬وعلى الرغم من أن اإليرادات الفعلية فاقت اإليرادات المقدرة في الميزانية بنسبة ‪2.3‬‬
‫‪ .2%‬إال أن المصروفات الفعلية تجاوزت المصروفات المقدرة في الميزانية بنسبة أكبر )‪ ،(%28،7‬وشكلت هذه‬
‫المصروفات نحو ‪ %39‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬مما أدى إلى حدوث عجز في الميزانية‪ .‬ولقد سجلت الميزانية للعام‬
‫المالي ( ‪ 2015‬م) أكبر عجز على اإلطالق في تاريخ المملكة‪ ،‬بلغت قيمته ‪ 389‬مليار لاير‪ ،‬ويعد األكبر منذ عام‬
‫‪) 1970-2015‬م‪ ،‬وقد كان هذا العجز أقل مستوى من توقعات المؤسسات االقتصادية العالمية نتيجة لإلجراءات التي‬
‫اتخذتها المملكة التحكم في اإلنفاق الحكومي خالل الربع األخير من ذلك العام‪ ،‬باإلضافة إلى تحسن مستوى اإليرادات‬
‫غير النفطية‪.‬‬
‫وقد جاءت معظم الزيادة في اإليرادات لعام ‪ 2015‬م من عنصرين رئيسين من عناصر اإليرادات غير النفطية‪ ،‬وهما‬
‫االستثمار واإليرادات المتنوعة والتي بلغت نسبة التغير فيهما مقارنة بالعام المالي السابق ‪ 69.3%‬و ‪ %176.3‬على‬
‫التوالي‪.‬‬
‫مرحلة رؤية المملكة العربية السعودية )‪(2030-2016‬م‬
‫يعد عام ‪ 2015‬م عامة مفصلية بالنسبة إلى خطط التنمية‪ ،‬إذ يشكل الحلقة المفرغة التي لم تدخل ضمن مراحل التخطيط‬
‫المختلفة‪ .‬فقد توقفت خطط التنمية الخمسية حتى عام ‪ 2014‬م‪ ،‬كما تم إطالق رؤية المملكة وبرامجها التنفيذية في عام‬
‫‪ 2016‬م (الثميري‪ .) 2015 ،‬ويالحظ أنه بعد عقود طويلة من تأسيس المملكة‪ ،‬وبعد تبني سلسلة متتالية من خطط‬
‫التنمية تمتد منذ السبعينات الميالدية‪ ،‬ظل الهيكل االقتصادي لالقتصاد السعودي كما هو‪ ،‬إذ أصبح من الواضح أن انفكاك‬
‫المملكة من االعتماد على النفط يشكل تحديا أساسا يجب أن توجه له كل الطاقات حتى تستطيع أن تتحول إلى اقتصاد‬
‫متنو ع يعتمد أساسا على قوى الدفع الداخلية‪ ،‬ويتكامل بشكل وثيق مع العالم الخارجي عن طريق دور جديد‪ ،‬ال يستند إلى‬
‫النفط‪ ،‬وإنما يضم إضافة إلى ذلك طاقات القطاعات األخرى ذات القوة الكامنة في االقتصاد السعودي‪ :‬لذلك أتت وثيقة‬
‫رؤية المملكة ‪ 2030‬م لتكون بمثابة تصحيح للمسار االقتصادي في المملكة‪ .‬وفي ‪ 25‬إبريل ‪ 2016‬م تم إطالق رؤية‬
‫السعودية ‪ 2030‬م‪ ،‬وتتضمن الرؤية ثالثة محاور هي‪ :‬المحور األول المجتمع الحيوي‪ ،‬والذي يعد أساسا التحقيق هذه‬
‫الرؤية وتأسيس قاعدة صلبة لالزدهار االقتصادي‪ ،‬والمحور الثاني االقتصاد المزدهر والذي يركز على توفير الفرص‬
‫للجميع‪ ،‬عبر بناء منظومة تعليمية مرتبطة بحاجات سوق العمل وتنمية الفرص للجميع‪ .‬والمحور الثالث الوطن الطموح‬
‫ويركز على القطاع العام‪ ،‬إذ يرسم مالمح الحكومة الفاعلة عبر تعزيز الكفاءة والشفافية والمساءلة وتشجيع ثقافة األداء‬
‫لتمكين الموارد والطاقة البشرية‪ ،‬وتهيئة البيئة الالزمة للمواطنين وقطاع األعمال والقطاع غير الربحي لتتحمل‬
‫مسؤولياتها وتتولى زمام المبادرة في مواجهة التحديات واقتناص الفرص‪ .‬وهذه المحاور الثالث تتكامل وتتسق مع‬
‫بعضها في سبيل تحقيق األهداف وتعظيم االستفادة من مرتكزات هذه الرؤية‬
‫ومن أجل تحقيق الرؤية فقد تم البدء في تنفيذ عدد من البرامج التحويلية والتنفيذية‪ ،‬على سبيل المثال برنامج التحول‬
‫الوطني ‪2020‬م وبرنامج تحقيق التوازن المالي ‪ 2020‬م‪.‬‬
‫" في ‪ 25‬إبريل ‪ 2016‬م تم إطالق رؤية السعودية ‪ 2030‬م‪ ،‬وتتضمن الرؤية ثالثة محاور هي‪ :‬المحور األول المجتمع‬
‫الحيوي‪ ،‬والمحور الثاني االقتصاد المزدهر‪ ،‬والمحور الثالث الوطن الطموح والذي يركز على القطاع العام‬
‫مؤسس المملكة العربية السعودية‬
‫الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود (طيب هللا ثراه)‬
‫( ذو الحجة ‪ 1292‬هـ يناير ‪ 1876‬م‪ ،‬ربيع األول ‪ 1373‬هـ نوفمبر ‪ 1953‬م)‬
‫تاريخ اكتشاف النفط في السعودية ‪ 1953-1932‬م‬
‫تعود بداية تاريخ النفط في المملكة عندما بدأ الملك عبد العزيز التفكير في الحاجة إلى تطوير دخل المملكة ليساهم ذلك‬
‫في تنمية االقتصاد‪ ،‬حيث طلب من الحكومة البريطانية استكشاف مكامن النفط‪ .‬وتوضح المحاضر الرسمية من‬
‫االجتماعات المنعقدة بين المسؤولين البريطانيين والسعوديين رفض بريطانيا ذلك‪ ،‬وأن الشركات البريطانية على حد قول‬
‫كبير المسؤولين البريطانيين النسلوت أوليفانت ليست على استعداد إلهدار المال في دولة غير معروفة جيدا في الوقت‬
‫الحاضر" ( ‪ BBC 8November‬ويمكن القول إن قصة اكتشاف البترول في المملكة بدأت حين وقع الملك عبدالعزيز‬
‫في ‪ News,(. 29 2014‬مايو من عام ‪1933‬م اتفاقية االمتياز للتنقيب عن البترول بين المملكة وشركة ستاندرد أويل‬
‫أوف كاليفورنيا (سوکال)‪ ،‬فأنشأت الشركة بدورها شركة تابعة لها باسم كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أويل كومباني‬
‫)كاسوك( إلدارة االمتياز‪ ،‬التي تعد البذرة إلحدى أضخم الشركات في العالم‪ :‬شركة أرامكو السعودية‪ .‬أعقب ذلك توافد‬
‫الجيولوجيين‪ ،‬وإعداد خارطة هيكلية القبة الدمام )موقع اكتشاف أول حقل نفطي في المملكة‪ ،‬واستعان األمريكيون بأبناء‬
‫البادية لالهتداء في الصحراء ومنهم خميس بن رمثان الذي استدعاه الملك عبدالعزيز للمساعدة في ذلك خالل أعمال‬
‫التنقيب‪ .‬لم تكن األمور يسيرة‪ ،‬تم حفر ستة آبار‪ ،‬وكانت اإلخفاقات متوالية‪ ،‬تحطمت الحفارات‪ ،‬وتعطلت المعدات التي لم‬
‫تتحمل ظروف البيئة القاسية‪ .‬وبعد خمس سنوات من الحفر غير المثمر بلغ اليأس بشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا‬
‫حد مراجعة قرارات التنقيب‪ .‬وقد أولى الملك عبدالعزيز (رحمه هللا) بحكمته وذكائه السياسي عنايته بمشروع التنقيب عن‬
‫الزيت دعما لالقتصاد الوطني‪ ،‬إذ تابع بنفسه تطور أعمال الشركة في المنطقة الشرقية‪ ،‬وكان على صلة مستمرة‬
‫بالمسؤولين‪ ،‬وقام بالزيارات الميدانية لالطالع على اإلنجازات وتذليل العقبات‪ .‬وفي األسبوع األول من مارس ‪ 1938‬م‬
‫أعلن المهندس الجيولوجي ماكس ستاينكي أن البئر رقم ‪ 7‬تنتج نفطا يتجاوز ‪ 1500‬برميل في اليوم‪ .‬وفي أكتوبر‬
‫‪1938‬م أعلنت المملكة رسميا عن اكتشاف الزيت بكميات تجارية وتم بعدها إنجاز خط أنابيب بطول ‪ 69‬كيلومتر من‬
‫حقل الزيت في الدمام إلى ميناء رأس تنورة عام ‪ 1939‬م‪ .‬وتم تصدير أول شحنة من الزيت الخام على متن ناقلة في‬
‫األول من مايو ‪ 1939‬م‪ ،‬وكان الملك عبدالعزيز (طيب هللا ثراه) هو من أدار الصمام بيده لتعبئتها‪ .‬وفي ‪ 31‬يناير من‬
‫عام ‪ 1944‬م‪ ،‬تم تغيير اسم كاسوك إلى شركة الزيت العربية األمريكية (أرامكو)‪ ،‬وفي عام ‪ 1945‬م بدأ معمل التكرير‬
‫في رأس تنورة أعماله‪ .‬وفي عام ‪ 1950‬م اكتمل خط األنابيب عبر البالد العربية التابالين الممتد بطول ‪1.212‬‬
‫كيلومتر‪ ،‬ليكون بذلك أطول خط أنابيب في العالم‪ .‬وقد ربط خط التابالين شرق المملكة العربية السعودية بالبحر األبيض‬
‫المتوسط‪ ،‬وأسهم بشكل كبير في اختصار وقت وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا‪ .‬وفي عام ‪ 1951‬م تم اكتشاف حقل‬
‫السفانية أكبر حقل زيت في المنطقة المغمورة في العالم‪ .‬وفي عام ‪ 1952‬م تم نقل مقر إدارة شركة أرامكو من نيويورك‬
‫إلى الظهران النعيمي‪ 2016 ،‬م‪ :‬جريدة الرياض‪ 2015 ،‬م‪Petroleum 2019 :‬‬
‫هيكل االقتصاد السعودي‬
‫يعد الناتج المحلي اإلجمالي مؤشرا ذا أهمية قصوى في تحديد هيكل وقياس أداء االقتصاد ألي دولة‪ ،‬كما أنه مؤشر مهم‬
‫لوضع الخطط والسياسات التنموية وتحديد رفاهية الدولة ومستوى معيشة الفرد داخلها‪ ،‬ويعطي تحليل حسابات الناتج‬
‫المحلي السعودي فهما لهيكل االقتصاد المحلي‪ .‬ويحتسب الناتج المحلي اإلجمالي بطرق حسابية مختلفة ولكنها تعطي‬
‫نفس الناتج‪ ،‬حيث إن الناتج المحلي اإلجمالي يتم إنتاجه بواسطة عناصر إنتاجية تحصل على دخل نظير عملها‪ ،‬ومن ثم‬
‫تتصرف بذلك الدخل بواسطة العمليات االستهالكية من خالل دفعهم المال لشراء الناتج من السلع والخدمات والذي يعبر‬
‫عن اإلنفاق على الناتج‪ .‬يتناول هذا الفصل بالتفصيل الناتج المحلي اإلجمالي لالقتصاد السعودي خالل الفترات التاريخية‬
‫الممتدة منذ مرحلة السبعينات الميالدية وصوال إلى مرحلة وضع األساس في رؤية المملكة ‪ .2030‬باإلضافة إلى الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي حسب القطاعات التنظيمية‪ ،‬ونمو أنشطة االقتصاد السعودي‪ ،‬والنمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي‬
‫خالل الفترة (‪(1970-2018‬م‪ .‬ونصيب الفرد من الناتج المحلى اإلجمالي‪ ،‬واإلنفاق على الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬
‫وهيكل تكلفة الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وكذلك العالقات بين إجماليات الحسابات القومية‪ ،‬وتأثير تغيير سنة األساس التي‬
‫تستخدم في تقدير الناتج المحلي اإلجمالي ويمكن القول إن أداء االقتصاد السعودي تأثر بعاملين مهمين‪ :‬األول مستوی‬
‫ونمو العوائد النفطية‪ ،‬والثاني‪ ،‬سياسات االنفاق الحكومي‪ .‬فإذا ما ارتفعت أسعار النفط فإن هناك إيرادات نفطية كبيرة‪،‬‬
‫وإنفاقة حكومية مرتفعة‪ ،‬وإنفاقا على البنية التحتية‪ ،‬وارتفاع نصيب الفرد من الدخل‪ ،‬ونموا اقتصادية كبيرة‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح عند انخفاض أسعار النفط‪ .‬نتيجة لذلك سيتم التعرف على أهم الدورات االقتصادية لالقتصاد السعودي التي‬
‫تشمل‪ :‬االزدهار‪ ،‬الركود‪ ،‬االنتعاش‪ ،‬ومرحلة وضع األساس في الرؤية‬
‫أوال‪ :‬الناتج المحلي اإلجمالي حسب القطاعات التنظيمية‬
‫يعد الناتج المحلي اإلجمالي المؤشر األساس في تحديد وقياس األداء االقتصادي للدولة ومكانتها بين الدول األخرى‪ ،‬كما‬
‫أنه مؤشر مهم لتحديد رفاهية الدولة ومستوى معيشة الفرد داخلها‪ .‬وهو أفضل وسيلة لقياس األداء االقتصادي للدول‪،‬‬
‫كونه يمثل القيمة اإلجمالية لكل ما تنتجه الدولة خالل فترة ما‪ .‬وبمعنى آخر‪ ،‬فإن إجمالي الناتج المحلي يمثل القيمة النقدية‬
‫بالعملة المحلية للدولة لجميع السلع والخدمات االقتصادية النهائية المنتجة داخل تلك الدولة خالل فترة زمنية محددة‪ .‬كما‬
‫تكمن أهمية الناتج المحلي اإلجمالي في كونه مؤشرا مهما لوضع الخطط والسياسات التنموية ومعرفة ما إذا كان‬
‫االقتصاد يشهد حال من االنكماش أو التوسع‪ .‬وجرت العادة أن يتم حساب الناتج المحلي اإلجمالي على أساس سنوي‪ ،‬كما‬
‫يمكن حسابه على أساس فصلي كما هو الحال في المملكة العربية السعودية التي تعلن عن تقديرات االقتصاد كل ثالثة‬
‫أشهر ثم تعلن عن األداء السنوي في النهاية‪ .‬ويمثل معدل النمو ل لناتج المحلي اإلجمالي ‪ Growth( )Rate‬الزيادة‬
‫المئوية في الناتج المحلي اإلجمالي من ربع سنوي )‪ 3‬أشهر( إلى آخر‪ ،‬أو من سنة إلى أخرى‪ .‬ويكشف معدل النمو عن‬
‫كيفية تسارع أو تباطؤ اقتصاد الدولة ويمكن قياس الناتج بثالث طرق رئيسة هي‪ :‬طريقة اإلنتاج‪ ،‬وطريقة الدخل‪،‬‬
‫وطريقة اإلنفاق‪ .‬وتعطي الطرق الثالث نفس النتيجة النهائية للناتج ويستعرض هذا الجزء والجزء الالحق الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي لالقتصاد السعودي بطريقة اإلنتاج باستخدام بيانات الناتج المحلي اإلجمالي حسب القطاعات التنظيمية‪ ،‬وبيانات‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي حسب األنشطة االقتصادية‬
‫ويوضح الجدول رقم ( ‪ ) 3‬أن الناتج المحلي اإلجمالي حسب القطاعات التنظيمية يقسم إلى قطاعين رئيسين هما‪ :‬القطاع‬
‫النفطي‪ ،‬والقطاع غير النفطي ويمثل القطاع النفطي جميع المنشآت االقتصادية العامة والخاصة التي يكون نشاطها‬
‫الرئيس التنقيب أو االستخراج أو التكرير في مجالي النفط والغاز‪ .‬أما القطاع غير النفطي فيشمل المنشآت االقتصادية‬
‫العامة والخاصة التي ال يكون نشاطها الرئيس في مجال النفط والغاز ويتكون القطاع غير النفطي من قطاعين هما‪:‬‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬ويشمل جميع المنشآت االقتصادية التي تمتلكها جهات ال تتبع للحكومة والقطاع الحكومي ويشمل جميع‬
‫المنشات االقتصادية التي تمتلكها الحكومة بشكل كامل‪ ،‬أو بأغلبية‪ ،‬وتخصص لها ميزانية في المخصصات الحكومية‪.‬‬
‫وتشكل رسوم االستيراد الرسوم الجمركية التي تفرضها الحكومة على مستوردي البضائع والخدمات الهيئة العامة‬
‫لإلحصاء ‪ 2008‬م)‪.‬‬
‫القطاع غير النفطي يشمل المنشآت االقتصادية العامة والخاصة التي ال يكون نشاطها الرئيس في مجال النفط والغاز‬
‫كما يوضح الجدول رقم ( ‪ ) 3‬التقدم المتحقق المستمر في متوسط الناتج المحلي اإلجمالي للقطاع غير النفطي منذ‬
‫المراحل األولى للتخطيط التنموي في المملكة‪ ،‬إذ بلغ متوسط الناتج المحلي اإلجمالي للقطاع غير النفطي في مرحلة‬
‫االزدهار ( ‪) 1981 -1970‬م ‪ 241 , 692‬مليون لاير باألسعار الثابتة‪ ،‬وقد وصل إلى حوالي ‪ 1,451‬مليار لاير في‬
‫مرحلة وضع األساس للرؤية ( ‪) 2018 -2016‬م‪ .‬وعلى الرغم من أن متوسط الناتج المحلي اإلجمالي للقطاع غير‬
‫النفطي استمر في التقدم منذ مرحلة التخطيط التنموي‪ ،‬إال أن متوسط الناتج المحلي اإلجمالي للقطاع النفطي اتصف‬
‫بالتقلب نتيجة للتقلبات في الطلب العالمي على النفط وأسعاره‪ .‬ويتضح ذلك بجالء في مرحلة الركود )‪(20 02-1982‬م‪،‬‬
‫حيث انخفض متوسط الناتج المحلي اإلجمالي للقطاع النفطي من ‪ 756,404‬مليون لاير باألسعار الثابتة في مرحلة‬
‫االزدهار ( ‪) 1981 -1970‬م‪ ،‬ليصل إلى ‪ 693,375‬مليون لاير باألسعار الثابتة في مرحلة الركود )‪02-1982‬‬
‫‪(20‬م‪ .‬وتوضح بيانات الناتج المحلي اإلجمالي أنه استمر في االرتفاع في المراحل الالحقة لذلك‪.‬‬
‫كما أظهرت دراسة متوسطات معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي أن مرحلة الركود )‪(20 02-1982‬م شهدت تباطؤا‬
‫ملحوظأ في معدالت النمو‪ ،‬إذ تراجعت أسعار النفط من ‪ 34‬دوالر للبرميل في عام ‪ 1981‬م‪ ،‬إلى ‪ 13‬دوالرا للبرميل‬
‫في عام ‪1986‬م‪ .‬ونتج عن ذلك انخفاض في اإليرادات النفطية من ‪ 329‬مليار لاير في ‪1981‬م إلى ‪ 42.5‬مليار لاير‬
‫في ‪ 1986‬م ونتيجة لذلك تباطأ اإلنفاق الحكومي‪ ،‬وانخفض اإلنفاق االستثماري وتم تجميده في الفترة بين ‪ 1992‬م و‬
‫‪ 1995‬م‪ .‬وتباطأ متوسط معدل النمو السنوي لإلنتاج النفطي ليبلغ نحو ‪ .% 0.7‬وبلغ متوسط معدل النمو السنوي للناتج‬
‫المحلي اإلجمالي الحقيقي ‪ ،% 0.47‬وانخفض متوسط معدل النمو السنوي للقطاع الخاص إلى ‪ .% 1.89‬كما تبين أن‬
‫المرحلة الثالثة من مراحل التخطيط التنموي )مرحلة االنتعاش) ( ‪) 2014 -2003‬م شهدت تحسنا في أداء االقتصاد‬
‫السعودي‪ ،‬حيث بلغ متوسط معدل النمو السنوي للناتج المحلي الحقيقي ‪ ،% 5.03‬وارتفع متوسط معدل النمو السنوي‬
‫للقطاع الخاص إلى ‪ ،% 8.41‬وزادت الفوائض المالية‪ ،‬كما ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫سنة األساس للرؤية ‪ 2015‬م‬
‫سنة األساس هي السنة المتخذة أرقامها أساسا للمقارنة‪ .‬وقد تم االعتماد على بيانات عام ‪ 2015‬م كأساس للمقارنة في‬
‫رؤية المملكة‪ 2030‬م‬
‫ففي عام ‪ 2015‬م نما الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي بنسبة ‪ .4.1% 1‬وتعود الزيادة في معدل النمو بشكل أساسي إلى‬
‫الزيادة في معدل نمو الناتج المحلي للقطاع النفطي بنسبة ‪ .% 5.27‬وتعزى هذه الزيادة الملحوظة في معدل نمو القطاع‬
‫النفطي إلى المستويات المرتفعة اإلنتاج النفط خالل عام ‪2015‬م‪ ،‬فقد زاد متوسط اإلنتاج النفطي بنسبة ا‪4.‬ا‪) %‬من‬
‫‪ 9.68‬مليون برميل ‪ /‬يوميا في عام ‪2014‬م إلى ‪ 10.1 1‬مليون برميل يوميا في عام ‪ 2015‬م)‪ .‬أي أن الزيادة في‬
‫اإلنتاج السنوي من النفط في المملكة تقدر بنحو ‪ 156,95‬مليون برميل في عام ‪ 2015‬م عن العام السابق ليصل إلى‬
‫‪ 3,69‬مليار برميل‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬تباطأ النمو في القطاع غير النفطي ليصل إلى ‪ % 3.20‬في عام ‪ 2015‬م‪ .‬وكان‬
‫االنخفاض األكبر من نصيب القطاع الخاص غير النفطي الذي سجل معدل نمو بنسبة ‪ .% 3.41‬في حين سجل معدل‬
‫نمو القطاع الحكومي انخفاضا ليصل إلى ‪ .% 2.72‬ويظهر جليا ارتباط نمو القطاع الخاص بنمو اإلنفاق الحكومي‬
‫واعتماده عليه‪ ،‬حيث يتضح من البيانات انخفاض معدل نمو اإلنفاق الرأسمالي الحكومي إلى سالب ‪ % 31‬في ذلك العام‬
‫وشهدت فترة السنوات الثالث األولى من مرحلة وضع األساس للرؤية )‪(2016-2018‬م تباطؤا في متوسط معدل النمو‬
‫ل لناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة ليصل إلى ‪ % 1.12‬في تلك الفترة‪ .‬ويعود هذا التباطؤ في معدل النمو بشكل‬
‫أساسي إلى التباطؤ في نمو كل من القطاع النفطي والقطاع غير النفطي‪ .‬ويقدر متوسط معدل النمو الناتج المحلي للقطاع‬
‫النفطي والناتج المحلي للقطاع غير النفطي ‪ % 1.21‬و ‪ % 1.23‬على التوالي بينما تحسن متوسط معدل نمو الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية‬
‫يوضح مسار النمو للناتج المحلي اإلجمالي في االقتصاد السعودي والقطاع النفطي والقطاع الخاص خالل الفترة (‬
‫‪) 2018 -1970‬م أن اتجاه النمو للناتج المحلي اإلجمالي يتبع مسار النمو في القطاع النفطي فاالرتفاع أو االنخفاض في‬
‫معدل نمو القطاع النفطي يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع أو انخفاض في معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي (الشكل البياني‬
‫رقم ‪ .(10‬من جهة أخرى‪ ،‬فإن نسبة مساهمة القطاع الخاص والقطاع النفطي في نمو الناتج اإلجمالي المساهمة في‬
‫الزيادة تختلف باختالفا المراحل االقتصادية‪ ،‬وباختالف ظروف إنتاج النفط )الشكل البياني رقم ‪ .) 11‬لقد سيطر القطاع‬
‫الخاص على النصيب األكبر في نسبة المساهمة في النمو في مرحلة االنتعاش‪ .‬ويستثنى من ذلك السنوات التي شهدت‬
‫زيادة في اإلنتاج النفطي على سبيل المثال‪ ،‬في عام ‪ 2003‬م كانت نسبة مساهمة القطاع النفطي في نمو الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي كبيرة جدا بلغت ‪ .9.7%‬وفي المقابل‪ ،‬ساهم القطاع الخاص بنسبة ‪ ،%1‬وقد زاد إنتاج المملكة من النفط الخام‬
‫في تلك السنة من ‪ 2588.98‬مليون برميل إلى ‪ 3069.7‬مليون برميل‬
‫ثانيا‪ :‬معدالت نمو أنشطة االقتصاد السعودي‬
‫تحتوي األنشطة االقتصادية على السلع والخدمات المتعلقة بنشاط إنتاجي محدد‪ .‬ويوضح الجدول رقم ( ‪ ) 7‬تعريفات‬
‫ومفاهيم لتلك األنشطة االقتصادية‪ .‬كما يظهر الجدول رقم ( ‪ ) 6‬متوسط معدل النمو في الناتج المحلي اإلجمالي حسب‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬ويالحظ أن هذه المتوسطات تتطابق مع متوسطات معدل النمو الناتج المحلي اإلجمالي حسب‬
‫القطاعات التنظيمية الواردة في الجدول رقم ( ‪.) 5‬‬
‫وبنظرة تفصيلية لنمو الناتج المحلي اإلجمالي حسب األنشطة االقتصادية يتضح ما يلي‪ :‬أوال‪ :‬سجلت معظم أنشطة‬
‫االقتصاد في مرحلة االزدهار )‪ (1981-1970‬نموا مرتفعا مقارنة بالمراحل األخرى وقد حقق نشاط التعدين والتحجير‬
‫نموا كبيرا بنحو ‪ % 10.8‬بالمتوسط خالل تلك الفترة‪ .‬ويعد نشاط التعدين والتحجير أكبر أنشطة االقتصاد السعودي‪ ،‬فقد‬
‫ساهم في تلك المرحلة بنحو ‪ %73‬من الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي جدول رقم ‪.) 8‬‬
‫ثانيا‪ :‬تراجعت معدالت النمو لجميع أنشطة االقتصاد في مرحلة الركود )‪(20 02-1982‬م‪ ،‬حيث سجل متوسط معدل‬
‫نمو الناتج المحلي اإلجمالي في تلك المرحلة نموا بنسبة ‪ %0.47‬مقارنة بنمو ‪ % 10.75‬في مرحلة االزدهار‪ .‬وقد‬
‫تراجع النمو بدرجة كبيرة في نشاط التعدين والتحجير إذ سجل بالمتوسط نموا سنويا يقدر بنحو ‪ .%0.32‬ويرجع ذلك إلى‬
‫تخفيض المملكة من إنتاجها النفطي في تلك الفترة‪ ،‬إذ تراجع من ‪ 9.8‬مليون برميل يوميا في عام ‪1981‬م إلى ‪6.5‬‬
‫مليون برميل يوميا في عام ‪ 1982‬م وواصل اإلنتاج النفطي انخفاضه إلى أن وصل إلى أقل مستوى له يقدر بنحو ‪3,2‬‬
‫مليون برميل يوميا في عام ‪ 1985‬م‪ ،‬وتراجعت أيضا أسعار النفط بشكل كبير منخفضة من ‪ 27.54‬دوالرا للبرميل‬
‫النفط العربي الخفيف في عام ‪ 1985‬م إلى ‪ 13.73‬دوالرا للبرميل في عام ‪ 1986‬م‪ ،‬ونتج عن ذلك انخفاض اإليرادات‬
‫النفطية من نحو ‪ 8 8,4‬مليار لاير إلى ‪ 2,5‬مليار لاير في العامين المذكورين‪ .‬هذا على الرغم من الزيادة في إنتاج‬
‫المملكة من ‪ 3.2‬في عام ‪ 1985‬م إلى ‪ 1.8‬مليون برميل في عام ‪ 1986‬م‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحسن متوسط معدل النمو الناتج المحلي اإلجمالي في مرحلة االنتعاش ( ‪) 2014 -2003‬م‪ ،‬إذ سجل نموا بنسبة‬
‫‪ % 5.03‬في تلك الفترة ويالحظ من تتبع أسعار النفط خالل تلك المرحلة أنها شهدت زيادة مستمرة ‪ -‬باستثناء عامي‬
‫‪ 2009‬م و ‪2014‬م فقد ارتفعت من ‪ 27.7‬دوالرا للبرميل في عام ‪ 2003‬م إلى أن وصلت إلى أعلى مستوى لها والبالغ‬
‫‪ 106.5‬دوالر للبرميل في عام ‪ 2012‬م‪ ،‬كما ارتفع إنتاج المملكة من النفط وبلغ المتوسط اليومي في بداية مرحلة‬
‫االنتعاش عام ‪ 2003‬م ‪ 8.4‬مليون برميل بزيادة نسبتها ‪ %18.6‬عن المتوسط اليومي في عام ‪ 2002‬م‪ ،‬واستمر في‬
‫االرتفاع ليبلغ أعلى مستوياته في عام ‪ 2012‬م‪ .‬وبنظرة تفصيلية على أنشطة االقتصاد في مرحلة االنتعاش ( ‪2003‬‬
‫‪) 2014‬م نالحظ االرتفاع التدريجي لمتوسط نمو نشاط الصناعة التحويلية وقطاع الخدمات في االقتصاد السعودي‪.‬‬
‫كما سجل نشاط تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق متوسط نمو بنحو ‪ %11.08‬خالل تلك الفترة‪ ،‬مقارنة بمتوسط‬
‫نمو ال يتجاوز ‪ % 2.33‬في مرحلة الركود‪ .‬وقد تناقص متوسط معدل نمو قطاع الزراعة في مرحلة االنتعاش (‬
‫‪) 2014 -2003‬م وبلغ ‪ % 2.81‬مقارنة بمرحلة االزدهار ( ‪) 1981 1970‬م‪ ،‬والتي سجل فيها متوسط نمو بلغ‬
‫‪ %6.87‬نتيجة للدعم الكبير الذي حظي به هذا القطاع في تلك المرحلة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬في عام ‪ 2015‬م الذي يعد عاما مفصليا لالقتصاد السعودي‪،‬‬
‫حدث تدهور في أسعار النفط نتيجة الستمرار الزيادة في المعروض من النفط في األسواق العالمية منذ أواخر عام‬
‫‪2014‬م‪ ،‬وقد سجلت معظم أنشطة القطاع الخاص غير النفطي تباطؤا في معدالت نموها‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬ارتفع معدل نمو‬
‫نشاط الكهرباء والغاز والماء من بين تلك األنشطة من ‪ % 4.85‬في عام ‪ 2014‬م إلى ‪ % 5.26‬في عام ‪ 2015‬م‬
‫ويعد نشاط التعدين والتحجير أكبر أنشطة االقتصاد‪ ،‬إذ يمثل ‪ % 40.02‬من الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي‪ .‬لقد حقق‬
‫هذا النشاط نموا ‪ 0.95%‬في مرتفعا بنحو عام ‪ 2015‬م مقارنة بمعدل نمو عام ‪ 4.70%‬في ‪ 2014‬م‪ .‬ويشكل الزيت‬
‫الخام والغاز الركن األساسي النشاط التعدين والتحجير‪ ،‬إذ يمثل الوزن النسبي ‪ %39.63‬من الناتج المحلي اإلجمالي في‬
‫عام ‪ 2015‬م‪ .‬ويعود النمو المرتفع في نشاط التعدين والتحجير في المقام األول إلى زيادة حجم اإلنتاج النفطي نتيجة إلى‬
‫استمرار المملكة في المحافظة على حصتها في أسواق النفط‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬تباطأ النمو في نشاط الصناعات‬
‫التحويلية في عام ‪ 2015‬م بعد النمو المتسارع في األعوام السابقة‪ .‬إذ سجل معدل نمو نشاط الصناعات التحويلية نسبة‬
‫‪ % 6.59‬في عام ‪ 2015‬م‪ ،‬مقابل نمو مرتفع بلغت نسبته ‪ % 9.54‬في عام ‪2014‬م‪ .‬كما تباطأ النمو في نشاط التشييد‬
‫والبناء في عام ‪ 2015‬م‪ ،‬حيث بلغ معدل نموه ‪ % 4.14‬مقابل ‪ 6.7%‬في عام ‪4‬ا‪201‬م‪ .‬وتباطأ النمو في نشاط تجارة‬
‫الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق بدرجة كبيرة‪ ،‬إذ سجل هذا النشاط نموا مقداره ‪2.81%‬في عام ‪2015‬م مقارنة‬
‫بنحو ‪ %5.98‬في عام ‪2014‬م وتراجع النمو في نشاط النقل والتخزين واالتصاالت‪ ،‬الذي سجل معدل نمو بنسبة ‪5.80‬‬
‫‪ %‬في عام ‪ 2015‬م مقارنة بنمو نسبته ‪ % 6.21‬في عام ‪ 2014‬م‪ .‬وقد استمر التراجع في معدل النمو في نشاط‬
‫الخدمات المالية والتأمين والعقارات وخدمات األعمال‪ ،‬حيث سجل معدل نمو بلغت نسبته ‪ % 2.32‬في عام ‪ 2015‬م‬
‫مقابل نمو بنسبة ‪ % 3.3‬في عام ‪2014‬م ويرجع ذلك االنخفاض إلى تباطؤ النمو في القطاع الخاص في تلك السنة‬
‫خامسا‪ :‬خالل السنوات األولى من مرحلة وضع األساس للرؤية ( ‪) 2016-2018‬م سجل االقتصاد السعودي تباطؤا في‬
‫معدالت النمو حيث بلغ متوسط معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي ‪ % 1.12‬خالل تلك الفترة‪ .‬ووفقا للبيانات‬
‫الصادرة من الهيئة العامة لإلحصاء انكمش االقتصاد السعودي بنسبة ‪ % 0.74‬عام ‪ 2017‬م مقارنة بنمو بنسبة‬
‫‪ 1.67%‬في عام ‪2016‬م‪ .‬وقد جاء تراجع الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ 2017‬م نتيجة اللتزام المملكة بخفض‬
‫اإلنتاج النفطي بنسبة ‪ ،% 5‬ليبلغ بالمتوسط ‪ 10‬مليون برميل يوميا متراجعا من ‪ 10,4‬مليون برميل في عام ‪ 2016‬م‪.‬‬
‫وشهد عام ‪ 2018‬م تحسنا في األداء وسجل الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي نموا بنحو ‪.%2.43‬‬
‫اتجاه النمو للناتج المحلي اإلجمالي يتبع مسار النمو في القطاع النفطي"‬
‫ثالثا‪ :‬النمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي خالل الفترة ( ‪ ) 2018 -1970‬م‬
‫يمثل معدل النمو الزيادة المئوية في الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬وقد بلغ متوسط معدل النمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي‬
‫باألسعار الثابتة خالل الثماني واألربعين سنة الماضية ( ‪) 2018 -1970‬م نحو ‪ ،% 4‬في حين سجل متوسط معدل‬
‫النمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية خالل الفترة نفسها نحو ‪.%13‬‬
‫وبدراسة متوسط النمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة حسب النشاط االقتصادي في الفترة ( ‪-1970‬‬
‫‪) 2018‬م (شكل بياني رقم ‪ ،) 12‬نجد أن نشاط الكهرباء والغاز والماء جاء في المرتبة األولى من حيث معدل النمو‪،‬‬
‫فقد سجل متوسط نمو سنوي نسبته ‪ .% 8.9‬يليه نشاط التجارة والمطاعم والفنادق بنسبة ‪ .% 8.4‬وسجل نشاط النقل‬
‫والتخزين واالتصاالت المرتبة الثالثة بمتوسط معدل نمو بنحو ‪ .% 7.3‬في حين كان معدل النمو لنشاطي الصناعة‬
‫التحويلية والتشييد والبناء ‪ % 6.0‬و ‪ % 5.7‬على التوالي خالل الفترة نفسها‪ .‬ويوضح الشكل البياني رقم ( ‪) 13‬‬
‫متوسط معدل النمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي في الفترات التاريخية االقتصاد السعودي ( ‪) 2018 -1970‬م‪ ،‬كما‬
‫يبين الشكل البياني رقم ( ‪ ) 14‬متوسط معدالت النمو تاريخيا لألنشطة االقتصادية المختارة‪ .‬وتكاد تكون الصورة‬
‫متطابقة لمستوى نمو الناتج المحلي اإلجمالي لالقتصاد مع نشاط قطاع التعدين والتحجير فيما عكس تطور معدل النمو‬
‫لألنشطة في المراحل المختلفة خصائص كل مرحلة‪.‬‬
‫ويوضح الشكل البياني رقم ( ‪ ) 29‬أن النسبة الغالبة من إيرادات الحكومة تأتي بالدرجة األولى من صادرات النفط‪.‬‬
‫وفيما يلي تفصيل لذلك‬
‫رابعا‪ :‬نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫يمثل نصيب الفرد من الناتج حاصل قسمة الناتج المحلي اإلجمالي على عدد السكان‪ .‬وقد سجل متوسط نصيب الفرد من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي في المملكة تزايدا ملحوظا خالل المراحل التاريخية الممتدة لالقتصاد السعودي ( ‪2018 -1970‬‬
‫)م‪ .‬في مرحلة االزدهار ( ‪) 1981 -1970‬م‪ ،‬بلغ نصيب الفرد من الناتج ‪ 27.992‬رياال ( ‪ 7,464‬دوالرا أمريكيا(‬
‫بمتوسط ‪ 2332‬لاير شهرية‪ .‬ويعزى ذلك االرتفاع في نصيب الفرد إلى ارتفاع متوسط معدل نمو الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي باألسعار الجارية بنحو ‪ % 37.9‬نتيجة للزيادة في إنتاج النفط وزيادة أسعاره‪ .‬فقد ارتفع إنتاج المملكة من‬
‫النفط في تلك المرحلة من ‪ 1,386‬مليون برميل سنويا في عام ‪ 1970‬م إلى ‪ 3,579‬مليون برميل سنويا في عام ‪1981‬‬
‫م‪ .‬إضافة إلى قلة عدد السكان في تلك الفترة‪ ،‬إذ لم يتجاوز العدد نحو ‪ 8.2‬مليون نسمة بالمتوسط في المرحلة األولى من‬
‫مراحل التخطيط التنموي‪ .‬وقد شهدت مرحلة الركود )‪(20 02-1982‬م تزايدا متباطئة‪ ،‬حيث سجل متوسط نصيب الفرد‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية‪ 31,16 1,166 ,‬رياال ( ‪ 8,310‬دوالرا أمريكيا( بمتوسط ‪ 2597‬رياال‬
‫شهريا كما يوضح ذلك الجدول رقم ( ‪. ) 9‬‬
‫وقد شهدت مرحلة االنتعاش ( ‪) 2014 -2003‬م قفزة كبيرة في متوسط نصيب الفرد من الناتج ليبلغ ‪ 71,456‬رياال‬
‫باألسعار الجارية ( ‪ 19,054‬دوالر أمريكية) بمتوسط ‪ 5954‬لاير شهرية‪ .‬واستمر متوسط نصيب الفرد من الناتج في‬
‫الزيادة ليبلغ في السنوات الثالث األولى من مرحلة وضع األساس للرؤية ‪ 81,278‬رياال بالمتوسط‪ ،‬أي ما يعادل‬
‫)‪ 21,674‬دوالرا أمريكيا(‪ .‬ونجد أنه على الرغم من النمو الكبير في عدد السكان في الفترة ( ‪) 1970-2018‬م‪ ،‬إال أن‬
‫متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي ظل متزايدا في الفترات التاريخية المختلفة لالقتصاد السعودي يوضح‬
‫الشكل البياني رقم ( ‪ ،) 15‬التزايد المتسارع لنصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي في مرحلة االزدهار‪ ،‬ثم وصوله‬
‫إلى القمة في عام ‪ 1980‬م وبنحو ‪ 52,000‬لاير سعودية ( ‪ ) 13,866‬دوالر أمريكية‪ ،‬وانخفاضه بعد ذلك في مرحلة‬
‫الركود إلى مستويات ‪ 20,000‬لاير سعودي في ‪ ) 5,333 ( 1987/1988‬دوالر أمريكية‪.‬‬
‫تعد المملكة العربية السعودية دولة من ضمن دول مجموعة العشرين‪ ،‬وهي بذلك واحدة من أكبر االقتصاديات في العالم‪.‬‬
‫ويوضح الشكل البياني رقم ( ‪ ) 16‬مقارنة الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وعدد السكان ومتوسط نصيب الفرد من الناتج لدول‬
‫مجموعة العشرين ‪ ) G20 of Twenty‬لعام ‪ple (of 2019‬‬
‫يعد االقتصاد السعودي أكبر اقتصاد مهيمن على اقتصاديات الدول العربية من ناحية مستوى الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬إال‬
‫أن ذلك الناتج يتضاءل بالمقارنة مع الدول الصناعية الكبرى كما هو موضح بالشكل البياني رقم ( ‪ ،) A16‬وقد بلغ‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي للمملكة ‪ 759‬مليار دوالر أمريكي في عام ‪ 2019‬م كما يوضح الشكل ( ‪ ) C16‬أنه على الرغم‬
‫من كبر حجم اإليرادات الحكومية‪ ،‬واإلنفاق الحكومي‪ ،‬وارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي خالل العقود‬
‫الزمنية الماضية‪ .‬إال أن االقتصاد السعودي إذا ما تم مقارنته على مستوى الناتج المحلي اإلجمالي مع الدول الصناعية‬
‫فإنه يبدو اقتصادا ذا حجم محدود‪ .‬وتمثل قيمة الناتج لالقتصاد السعودي حوالي ‪ % 1.26‬من االقتصاد العالميندوق النقد‬
‫الدولي‪ .) 2019 ،‬وياتي االقتصاد السعودي من حيث حجم الناتج المحلي اإلجمالي في المرتبة الثالثة قبل األخيرة‪ .‬وتمثل‬
‫االقتصاديات الكبرى مثل اقتصاد الواليات المتحدة األمريكية واقتصاد اليابان مجالة خارج المقارنة نظرا لتنوع تلك‬
‫االقتصاديات‪ ،‬وكبر حجم ما‪ .‬إال أن المقارنة مع أحد االقتصاديات الصناعية الناشئة مثل االقتصاد االندونيسي تعكس‬
‫وتوضح أهمية التصنيع وتنويع‬
‫القاعدة اإلنتاجية وأثر ذلك على الناتج المحلي اإلجمالي إن مؤشرات التنويع في االقتصاد السعودي محدودة‪ ،‬فالشركات‬
‫في العالم تتجه إلى إنتاج السلع والخدمات لتلبية حاجات االستهالك واالستثمار في السوق المحلية‪ ،‬وليست لدعم الشطة‬
‫التصدير ويمثل تنويع القاعدة اإلنتاجية‪ ،‬وتنويع هيكل الصناعات والخدمات هدفا رئيسا للتنمية االقتصادية منذ بداية‬
‫مسيرة التخطيط للتنمية بالمملكة كما أمد هدها استراتيجية في بقية المملكة ‪ 2030‬م‬
‫ثالثا‪ :‬هيكل اإليرادات الحكومية‬
‫تأتي إيرادات الدولة من مصدرين أساسين هما‪ :‬اإليرادات النفطية واإليرادات غير النفطية‪ .‬ويحتوي مصدر اإليرادات‬
‫غير النفطية على الضرائب على الدخل واألرباح والمكاسب الرأسمالية‪ ،‬والضرائب على الملكية والضرائب على السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬والضرائب على التجارة والمعامالت الدولية‪ ،‬والضرائب األخرى‪ ،‬وأخيرا المنح‪ .‬ويوضح الشكل البياني رقم‬
‫( ‪ ) 27‬الهيكل العام لإليرادات الحكومية ‪..‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه ابتداء من ميزانية العام المالي ‪ 2017‬م فإن البيانات الواردة في بيان الميزانية العامة للدولة مبوبة‬
‫وفقا لدليل إحصاءات مالية الحكومة ( ‪ ) GFSM2014‬الصادر عن صندوق النقد الدولي كتصنيف عالمي موحد‪.‬‬
‫ويتضح أن تصنيف اإليرادات غير النفطية في الميزانية العامة قد اختلف عن التصنيف في السنوات السابقة‪ .‬ويتم حاليا‬
‫تصنيف اإليرادات‬
‫‪ .1‬الضرائب‪ :‬وتشمل كما في التعريف الوارد في الدليل جميع التحويالت اإلجبارية التي تحصل عليها الحكومة العامة‬
‫بموجب النظام‪ ،‬باستثناء العامة إلى مساهمات الضمان االجتماعي )التقاعد والتأمينات االجتماعية( وبعض التحويالت‬
‫اإلجبارية مثل الجزاءات والغرامات التي يتم تصنيفها بشكل مستقل أو تحت بند اإليرادات األخرى‬
‫‪ . 2‬المساهمات االجتماعية )غير مستخدمة في ميزانية المملكة)‪ ،‬وفقا للتعريف الوارد في الدليل هي مدفوعات من‬
‫المستفيدين أو من أرباب العمل نيابة عن المستفيدين تضمن في المقابل لهؤالء الحق في الحصول على منافع اجتماعية‪،‬‬
‫وقد تكون هذه المساهمات إجبارية أو طوعية بحكم النظام‪.‬‬
‫‪ .3‬المنح‪ ،‬وظهرت ألول مره في ميزانية المملكة في عام ‪ 2019‬م وبحسب التعريف الوارد في الدليل فإن المنح‬
‫تحويالت بدون مقابل طوعية أو إلزامية تتلقاها وحدات حكومية من وحدات حكومية أخرى محلية أو خارجية‪ .‬أو من‬
‫منظمات دولية وتكون جارية أو رأسمالية‬
‫‪. 4‬إيرادات أخرى‪ :‬وفقا للتعريف الوارد في الدليل فإن اإليرادات األخرى تتألف أساسا من دخل الملكية ومبيعات السلع‬
‫والخدمات التي تنتجها الحكومة‪ ،‬وأنواع أخرى ال يمكن تصنيفها تحت البنود الرئيسية السالفة الذكر كالغرامات‬
‫والجزاءات (انتهاك األنظمة أو اللوائح اإلدارية) والمصادرات والتحويالت الطوعية بخالف المنح ومبيعات سلع‬
‫متوفرة‪ ،‬ومواد الخردة ‪ ...‬إلخ‬
‫ومن أهم إيرادات الحكومة التي تدرج تحت بند دخل الملكية الفوائد واألرباح الموزعة والريع‪ .‬أما مبيعات السلع‬
‫والخدمات فتشمل أساسا على الرسوم اإلدارية (صندوق النقد الدولي‪ .) 2015 ،‬ويوضح جدول رقم ( ‪ ،) 17‬مقارنة بين‬
‫التصنيف القديم والتصنيف الجديد لإليرادات غير النفطية كما يظهر في أعداد مختلفة من تطورات أداء المالية العامة‬
‫الصادر عن وزارة المالية‪ .‬وقد ظهر التصنيف الجديد منذ عام ‪ 2017‬م واألعوام الالحقة‪ .‬في حين تم نشر بيانات أداء‬
‫المالية العامة الصادرة من وزارة المالية وفقا للتصنيف القديم في السنوات السابقة لعام ‪2017‬م وفق مراحل تطور‬
‫االقتصاد السعودي‬
‫أوال‪ :‬مرحلة االزدهار )‪(1981-1970‬م‬
‫تراوحت نسبة اإليرادات النفطية إلى إجمالي اإليرادات الحكومية خالل هذه الفترة بين ‪ ،% 94- % 87‬في حين لم تمثل‬
‫اإليرادات غير النفطية من إيرادات الدولة سوى نسبة ضئيلة جدا تتراوح بين ‪ .% 13- % 6‬وبذلك فإن االعتماد‬
‫األساسي إليرادات الحكومة كان على النفط في مرحلة االزدهار وفي تلك الفترة التاريخية ألغت الحكومة الرسوم‬
‫الجمركية وخفضت من الرسوم التي تتقاضاها عن عديد من خدماتها‪ :‬األمر الذي أدى إلى تناقص نسبة اإليرادات غير‬
‫النفطية من اإليرادات الكلية‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة الركود )‪(2002-1982‬م‬
‫يالحظ خالل هذه المرحلة أن نسبة إيرادات النفط من اإليرادات الحكومية تناقصت مقارنة بمرحلة االزدهار إذ تراوحت‬
‫النسبة بين ‪ 83% % 56‬في تلك الفترة‪ .‬ولقد أدى هذا إلى سلوك معاكس لنسبة اإليرادات غير النفطية‪ ،‬حيث تراوحت‬
‫النسبة بين ‪-% 17‬بابا ‪ %‬من إجمالي اإليرادات‪ .‬ففي مرحلة الركود ونظرا النخفاض نسبة اإليرادات النفطية زاد‬
‫اعتماد الحكومة بنسبة أكبر على اإليرادات غير النفطية مما أدى إلى زيادتها‪ .‬وال يعني هذا بالضرورة أن حجم‬
‫اإليرادات غير النفطية كان في تزايد مستمر في تلك المرحلة‪ .‬لكن الذي حدث هو أن معدل االنخفاض في اإليرادات غير‬
‫النفطية كان أقل من معدل االنخفاض في اإليرادات النفطية‪ ،‬مما أدى الزيادة نسبة األولى وتناقص نسبة األخيرة‬
‫ثالث‪ :‬مرحلة االنتعاش )‪(2014-20 03‬م‬
‫عادت الصورة في مرحلة االنتعاش كما كانت في مرحلة االزدهار وتراوحت نسبة اإليرادات النفطية إلى إجمالي‬
‫اإليرادات الحكومية بين ‪ 93%-79%‬خالل الفترة )‪ (2014-20 03‬م‪ .‬فيما لم تمثل اإليرادات غير النفطية من‬
‫اإليرادات اإلجمالية سوى ‪.% 21 -% 7‬‬
‫رابعا‪ :‬عام ‪ 2015‬م‬
‫تدهورت أسعار النفط في عام ‪ 2015‬م وتراجعت بنسبة ‪ % 48.7‬عن العام السابق حيث بلغ متوسط سعر النفط العربي‬
‫الخفيف ‪ 49.5‬دوالرا للبرميل في ذلك العام‪ ،‬وسجلت الميزانية في ذلك العام أكبر عجز في تاريخ االقتصاد السعودي‬
‫بلغت قيمته ‪ 388‬مليار لاير ( ‪ 104‬مليار دوالر أمريكي(‪ .‬ويعادل هذا العجز ‪ % 15.5‬من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫ونتيجة لذلك انخفضت اإليرادات النفطية من ‪ 13‬مليار لاير في عام ‪ 2014‬م‪ ،‬لتصل إلى ‪ 446‬مليار لاير في ذلك العام‬
‫وبذلك شكلت اإليرادات النفطية نسبة ‪ 73%‬من إجمالي اإليرادات‪ .‬ولقد كانت اإليرادات النفطية الفعلية ألول مرة منذ‬
‫عام ‪ 1988‬م أقل من اإليرادات النفطية المقدرة في الميزانية والبالغة ‪ 581,3‬مليار لاير أي بانخفاض نسبته ‪.% 24‬‬
‫وقد نجحت المملكة في تلك السنة في زيادة اإليرادات غير نفطية لتبلغ قيمتها نحو ‪ 166‬مليار لاير بارتفاع نسبته ‪% 23‬‬
‫عن اإليرادات غير النفطية المقدرة في الميزانية وبزيادة قيمتها ‪ 39‬مليار لاير وارتفاع نسبته ‪ % 31‬عن اإليرادات غير‬
‫النفطية في العام السابق والبالغ قيمتها ‪ 126.8‬مليار لاير‪ ،‬وأصبحت بهذه الزيادة تمثل ‪ % 27‬من إجمالي اإليرادات‬
‫العامة وهي أعلى حصة تحققت منذ عام ‪ 2000‬م‪ .‬وجاءت معظم هذه الزيادة من ثالثة عناصر هي اإليرادات المتنوعة‪،‬‬
‫واالستثمار‪ ،‬واإليجار والمبيعات (الثميري‪.) 2016 ،‬‬
‫خامس‪ :‬مرحلة وضع األساس للرؤية )‪(2020-2016‬م‬
‫تم اعتماد برنامج التحول ‪ 2020‬م في عام ‪ 2016‬م‪ ،‬ويتضمن برامج التنوع االقتصادي‪ ،‬ومن ضمنها تنويع اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬وتقليل االعتماد على اإليرادات النفطية كمصدر رئيس‪ .‬وبدات المملكة بتنفيذ إصالحات بهدف إيجاد مصادر‬
‫جديدة لحرية الدولة‪ ،‬ومن هذه المصادر فری ضرائب جديدة مثل ضريبة القيمة المضافة والعربية االنتقائية‪ .‬كما تبنت‬
‫المملكة في عام ‪ 2016‬م خطة إلصالح اسعار الطاقة سواء اسعار أنواع الوقود المختلفة أو تعرفة الكهرباء‬
‫وقد تم إقرار ضريبة القيمة المضافة وبدأ تطبيقها اعتبارا من ‪ 2018 /1/1‬م‪ ،‬وتتوقع وزارة المالية أن تصبح ضريبة‬
‫القيمة المضافة أحد المصادر الرئيسة لإليرادات غير النفطية في المملكة‪ .‬وتعادل هذه الضريبة ‪ % 5‬من قيمة السلع‬
‫والخدمات الواقعة كأوعية ضريبية‪ ،‬مع بعض االستثناء لبعض الخدمات والسلع‪ ،‬والتي يتم تثناؤها من قبل الهيئة العامة‬
‫للزكاة والدخل بما يتالءم مع توجهات الدولة‪ .‬ووفقا للتطبيق الحالي‪ ،‬تشمل ضريبة القيمة المضافة أغلب السلع والخدمات‬
‫باستثناء بعض السلع والخدمات الصحية والضرورية‪ ،‬وبعض الخدمات التي تقدمها الحكومة مثل إصدار بعض الوثائق‬
‫الرسمية‪ .‬أما الضريبة االنتقائية فهي ضريبة تفرض على السلع ذات األضرار على الصحة العامة أو البيئة أو السلع‬
‫الكمالية بنسب متفاوتة‪ ،‬وهي المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والتبغ ومشتقاته‪ ،‬ويخضع للضريبة االنتقائية كل من‬
‫له عالقة بالسلع محل الضريبة بما في ذلك المنتج والمستورد والموزع‪ ،‬وبدأ تطبيق الضريبة االنتقائية وتحصيلها في‬
‫المملكة اعتبارا من ‪ 17‬رمضان ‪ 1439‬ه الموافق )‪2017 /12/6‬م( )الهيئة العامة للزكاة والدخل‪2018 ،‬م(‪.‬‬
‫واستمرارا لخطة تنويع مصادر الدخل‪ ،‬فرضت الحكومة عددا من الرسوم في عام ‪2017/2018‬م‪ ،‬ومن أبرزها الرسوم‬
‫الجمركية‪ ،‬ورسوم استخراج الوثائق الرسمية‪ ،‬وكذلك رسوم على مرافقي الوافدين من غير السعوديين‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬تم تحديد مبلغ مائتين لاير ‪ 200‬لاير على كل مرافق لوافد من أفراد العائلة مثل الزوجة واألوالد‪ .‬وتم استثناء‬
‫مرافقي موظفي الحكومة من غير السعوديين العاملين في األجهزة الحكومية‪ .‬باإلضافة إلى تنفيذ مبادرة المقابل المالي‬
‫على الوافدين والتي تهدف إلى تشجيع توطين الوظائف عن طريق سد فجوة التكلفة بين العاملين الوافدين والسعوديين في‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬ويتم تحقيق ذلك بفرض مقابل مالي شهري على منشآت القطاع الخاص عن كل عامل وافد لديها‬
‫باالستناد إلى عدد الوافدين في المنشأة‪ .‬إذ تتحمل المنشأة التي لديها عدد الوافدين يفوق عدد السعوديين مقابلة مالية‬
‫وقد تم إقرار ضريبة القيمة المضافة وبدأ تطبيقها اعتبارا من ‪ 2018 /1/1‬م‪ ،‬وتتوقع وزارة المالية أن تصبح ضريبة‬
‫القيمة المضافة أحد المصادر الرئيسة لإليرادات غير النفطية في المملكة‪ .‬وتعادل هذه الضريبة ‪ % 5‬من قيمة السلع‬
‫والخدمات الواقعة كأوعية ضريبية‪ ،‬مع بعض االستثناء لبعض الخدمات والسلع‪ ،‬والتي يتم تثناؤها من قبل الهيئة العامة‬
‫للزكاة والدخل بما يتالءم مع توجهات الدولة‪ .‬ووفقا للتطبيق الحالي‪ ،‬تشمل ضريبة القيمة المضافة أغلب السلع والخدمات‬
‫باستثناء بعض السلع والخدمات الصحية والضرورية‪ ،‬وبعض الخدمات التي تقدمها الحكومة مثل إصدار بعض الوثائق‬
‫الرسمية‪ .‬أما الضريبة االنتقائية فهي ضريبة تفرض على السلع ذات األضرار على الصحة العامة أو البيئة أو السلع‬
‫الكمالية بنسب متفاوتة‪ ،‬وهي المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والتبغ ومشتقاته‪ ،‬ويخضع للضريبة االنتقائية كل من‬
‫له عالقة بالسلع محل الضريبة بما في ذلك المنتج والمستورد والموزع‪ ،‬وبدأ تطبيق الضريبة االنتقائية وتحصيلها في‬
‫المملكة اعتبارا من ‪ 17‬رمضان ‪ 1439‬ه الموافق )‪2017 /12/6‬م( )الهيئة العامة للزكاة والدخل‪2018 ،‬م(‪.‬‬
‫واستمرارا لخطة تنويع مصادر الدخل‪ ،‬فرضت الحكومة عددا من الرسوم في عام ‪2017/2018‬م‪ ،‬ومن أبرزها الرسوم‬
‫الجمركية‪ ،‬ورسوم استخراج الوثائق الرسمية‪ ،‬وكذلك رسوم على مرافقي الوافدين من غير السعوديين‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬تم تحديد مبلغ مائتين لاير ‪ 200‬لاير على كل مرافق لوافد من أفراد العائلة مثل الزوجة واألوالد‪ .‬وتم استثناء‬
‫مرافقي موظفي الحكومة من غير السعوديين العاملين في األجهزة الحكومية‪ .‬باإلضافة إلى تنفيذ مبادرة المقابل المالي‬
‫على الوافدين والتي تهدف إلى تشجيع توطين الوظائف عن طريق سد فجوة التكلفة بين العاملين الوافدين والسعوديين في‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬ويتم تحقيق ذلك بفرض مقابل مالي شهري على منشآت القطاع الخاص عن كل عامل وافد لديها‬
‫باالستناد إلى عدد الوافدين في المنشأة‪ .‬إذ تتحمل المنشأة التي لديها عدد الوافدين يفوق عدد السعوديين مقابلة مالية‬
‫أعلى مقارنة بالمنشأة التي لديها عدد الوافدين أقل من أو يساوي عدد السعوديين‪ .‬وقد دخلت هذه المبادرة حيز التنفيذ منذ‬
‫شهر يناير العام ‪2018‬م (وزارة المالية ‪ 2018‬م)‪ .‬ونتيجة لتلك الجهود‪ ،‬تحسنت نسبة مساهمة اإليرادات غير النفطية‬
‫إلى إجمالي اإليرادات الحكومية لتبلغ بالمتوسط ‪ % 35‬خالل الفترة ( ‪) 2018 2016‬م‪ ،‬فيما شكلت اإليرادات النفطية‬
‫بالمتوسط ‪ % 65‬من اإليرادات‬
‫رابعا‪ :‬هيكل النفقات الحكومية‬
‫تنقسم النفقات المصروفات الحكومية في الميزانية العامة للدولة إلى المصروفات النفقات التشغيلية) واألصول غير المالية‬
‫)النفقات الرأسمالية(‪ .‬أما عن المصروفات النفقات التشغيلية) فهي تشير إلى النفقات الدورية وهي‪ :‬تعويضات العاملين‪،‬‬
‫والسلع والخدمات‪ ،‬ونفقات التمويل‪ ،‬واإلعانات والمنح والمنافع االجتماعية‪ ،‬والمصروفات األخرى في حين أن األصول‬
‫غير المالية )الرأسمالية( هي جميع األصول االقتصادية عدا األصول المالية‪ ،‬وهي ضمنا ال تمثل مطالبات على وحدات‬
‫اخرى‪ ،‬وهي مستودعات للقيمة شأنها في ذلك شأن األصول المالية (وزارة المالية ‪.) 2019‬‬
‫كانت النفقات في الميزانية العامة في المملكة‪ ،‬وحتي ميزانية العام المالي ‪1435/1436‬ه)‪2015‬م( تقسم إلى أربعة‬
‫أبواب‪ :‬الباب األول الرواتب والبدالت واألجور‪ ،‬والباب الثاني النفقات التشغيلية واالستهالكية والنفقات المخصصة‬
‫لإلعانات‪ ،‬والباب الثالث التشغيل والصيانة والنظافة والباب الرابع المشاريع‪.‬‬
‫وخالل عام ‪ 2017‬م‪ ،‬ونظرا ألهمية تعزيز كفاءة وفاعلية أداء المالية العامة‪ ،‬وسعيا لتوحيد األساليب المحاسبية المتبعة‬
‫في إعداد الميزانية العامة للدولة‪ ،‬قامت وزارة المالية باستكمال تطبيق تصنيف الميزانية العامة وفقا للدليل الدولي‬
‫لإلحصاءات المالية الحكومية ( ‪ .) GFSM2014‬وقد أصدر صندوق النقد الدولي هذا الدليل لتقديم إطار مفاهيمي‬
‫ومحاسبي شامل يكون مناسبة لتحليل وتقييم سياسة المالية العامة وخصوصا أداء قطاع الحكومة العامة والقطاع العام‬
‫بمفهومه الواسع في أي بلد‪.‬‬
‫ووفقا لدليل إحصاءات مالية الحكومة ( ‪ 2014‬م) تعة المصروفات "جميع البدالت والتحويالت التي تؤدي إلى‬
‫االنخفاض في صافي القيمة" وعلى هذا األساس ال تعتبر التدفقات النقدية الخارجية القتناء أصول من المصروفات‪ .‬بل‬
‫تصنف كمعامالت على أصول غير مالية أو أصول مالية‬
‫صندوق النقد الدولي‪ 2015 ،‬م)‪ .‬وكنتيجة للتغيرات االقتصادية المحلية والعالمية وسعيا إلى االستخدام األمثل للموارد‬
‫المتاحة وتقليل الهدر في الميزانية العامة وإحكام الرقابة على النفقات العامة‪ ،‬طبقت المملكة نظاما محاسبيا مي تصنيف‬
‫اإليرادات والمصروفات العامة يتماشي مع الدليل الدولي اإلحصاءات المالية الحكومية ( ‪ ،) GFSM2014‬حيث يعتمد‬
‫هذا التصنيف على المستفيد من النفقة وليست النفقة ذاتها كمعيار أساسي في تحديد‬
‫وفيما يلي استعراض لتصنيف المصروفات العامة وفقا لمنهجية إحصاءات مالية الحكومة المعدل‪ .‬إذ تنقسم المصروفات‬
‫العامة في دليل الميزانية العامة في المملكة إلى ثمانية أبواب‪ ،‬وفقا لما جاء في تصنيف الميزانية العامة للدولة‪ 1435 ،‬ه‪،‬‬
‫وهي كاآلتي‬
‫‪ -1‬الباب األول‪ :‬تعويضات العاملين‪ ،‬ويشمل جميع النفقات التي تخص تعويضات العاملين في الحكومة مثل (الرواتبا‪،‬‬
‫البدالت المكافآت والمساهمات االجتماعية التي تدفعها الحكومة مقابل حصة صاحب العمل المؤسسات التكافل‬
‫االجتماعي(‪.‬‬
‫‪-2‬الباب الثاني‪ :‬السلع والخدمات‪ ،‬وتشمل كل النفقات التي تخص مدفوعات الحكومة إلنتاج السلع والخدمات مثل النفقات‬
‫اإلدارية واالستهالكية‬
‫‪-3‬الباب الثالث‪ :‬استهالك رأس المال الثابت )وهو غير مفعل في الوقت الحاضر( ويقيس االنخفاض في القيمة الحالية‬
‫لألصول الثابتة بفعل التدهور المادي والتقادم المعتاد‪ .‬ونظرا ألن هذا البند ال ينطوي عليه أي تدفق نقدي لذلك لم يتم‬
‫العمل به‬
‫‪-4‬الباب الرابع‪ :‬نفقات التمويل‪ ،‬وهي المبالغ التي تدفعها الحكومة مقابل الفروقات المترتبة على تأجيل الدفع النقدي‬
‫‪ -5‬الباب الخامس‪ :‬اإلعانات مدفوعات جارية بدون مقابل‪ ،‬تقدمها وحدات الحكومة العامة إلى مشروعات سوقية سواء‬
‫أكانت عامة أم خاصة ‪ :‬الباب السادس‪ :‬المنح‪ ،‬وهي تحويالت جارية أو رأسمالية بدون مقابل من وحدة حكومية إلى‬
‫وحدة حكومية أخرى )محلية أو أجنبية( أو إلى منظمات دولية‬
‫الباب السابع‪ :‬المنافع االجتماعية‪ ،‬تحويالت نقدية أو عينية تقدم إلى األسر لحمايتهم ضد مخاطر اجتماعية قد يكون لها‬
‫تأثير سلبي على الباب الثامن‪ :‬مصروفات أخرى‪ ،‬يتألف هذا البند من المصروفات على الممتلكات والتحويالت األخرى‬
‫الجارية والرأسمالية التي ال يتم تصليفها مواردهم ورفاهيتهم ضمن البنود السابقة‬
‫منذ عام ‪ 2017‬م جاءت البيانات في بيان الميزانية العامة للدولة مبوبة وفقا لدليل إحصاءات مالية الحكومة (‬
‫‪ ) GFSM2014‬الصادر من صندوق النقد الدولي كتصنيف عالمي موحد"‬
‫وعلى مستوى القطاعات‪ ،‬فإنه ابتداء من ميزانية عام ‪ 2016‬م ظهر التصنيف الجديد لبنود النفقات العامة وفقا لما يلي‪:‬‬
‫التعليم‪ ،‬والموارد االقتصادية‪ ،‬والصحة والتنمية االجتماعية‪ ،‬والتجهيزات األساسية والنقل‪ ،‬والقطاع العسكري‪ ،‬والخدمات‬
‫البلدية‪ ،‬واإلدارة العامة والبنود العامة وقطاع األمن والمناطق اإلدارية‪ .‬ويوضح الجدول رقم ( ‪ ) 18‬مقارنة بين‬
‫التصنيف القديم والجديد‪.‬‬
‫ووفقا لوزارة المالية فإن من أهم اإلصالحات على جانب النفقات إنشاء مركز تحقيق كفاءة اإلنفاق‪ ،‬ودعم اإلنفاق‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتنمية القطاع الخاص‪ ،‬ورفع كفاءة إدارة المالية العامة بما في ذلك تطوير اإلطار المالي على المدى‬
‫المتوسط والتحول الرقمي في التعامالت الحكومية‪ .‬كما تم إطالق برامج عدة لتحسين جودة الخدمات المقدمة وأهمها‬
‫برنامج "حساب المواطن" الذي تهدف الحكومة من خالله إلى التحول من الدعم السلعي إلى تقديم تحويالت مالية مباشرة‬
‫موجهة للمستحقين للحد من أثر المبادرات التصحيحية‪ .‬باإلضافة إلى تطوير برامج التوظيف وتحفيز الباحثين عن عمل‬
‫(مثل‪ :‬طاقات‪ ،‬حافز‪ ،‬ساند)‪.‬‬
‫ويتضح من الشكل رقم ( ‪ ) 33‬بوجه عام تنامي اإلنفاق الحكومي خالل الفترات التاريخية لالقتصاد السعودي من عام‬
‫‪1970‬م إلى عام ‪ 2018‬م مخالل العقود الماضية‪ ،‬شهدت النفقات الحكومية بشقيها الرأسمالي والتشغيلي تسارعا ملحوظا‬
‫في النمو‪ ،‬إذ سجلت هذه النفقات نموا سنويا بلع في المتوسط ‪ %11‬منذ عام ‪ 1970‬م‪ .‬وسجلت هذه النفقات قفزة استثنائية‬
‫في مرحلة االنتعاش‪ ،‬وتضاعفت أكثر من أربع أضعاف ونصف‪ ،‬من ‪ 257‬مليار لاير في عام ‪ 2003‬م لتصل إلى‬
‫‪ 1.142‬مليار لاير في عام ‪2014‬م‪.‬‬
‫وتستعرض بإيجاز اإلنفاق الحكومي في المراحل المختلفة لتطور االقتصاد السعودي‬
‫أوال‪ :‬مرحلة االزدهار )‪(1981-1970‬م‬
‫مثلت النفقات الرأسمالية في هذه الفترة النسبة األكبر من النفقات الحكومية‪ ،‬فقد تزايدت هذه النسبة من ‪ % 37‬عام‬
‫‪ 1970‬م إلى ‪ % 60‬عام ‪ 1981‬م‪ ،‬ويعكس هذا في المقام األول الدور التنموي الكبير للحكومة خالل تلك المرحلة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن النفقات الجارية كانت في تزايد مستمر منذ عام ‪ 1970‬م‪ ،‬إال أن النسبة التي تمثلها هذه النفقات من‬
‫النفقات اإلجمالية كانت في تناقص خالل تلك المرحلة‪ ،‬حيث انخفضت من ‪ 63%‬عام ‪1970‬م إلى ‪ %40‬عام ‪1981‬م‪.‬‬
‫ويرجع هذا أساسا إلى أن نسبة الزيادة في النفقات الكلية )خاصة الرأسمالية( كانت أكبر من نسبة الزيادة في النفقات‬
‫الجارية‬
‫‪p(2002-1982) og5ll albjo lu‬‬
‫انخفضت نسبة النفقات الرأسمالية بدرجة كبيرة في مرحلة الركود حتى وصلت ‪ % 1‬عام ‪ 1994‬م‪ ،‬و ‪ 1997‬م‪ ،‬ولذا‬
‫كانت تلك النفقات أكثر العناصر ره | تاثرا باالنخفاض في إيرادات النفط أما بالنسبة إلى اللهقات الجارية مان قيمتها‬
‫المطلقة كاتا في تزايد إذ تعتبر مده اللممات صحية التكميم التعلقها باللجور والمرتبات الحكومية‪ ،‬وغيرها من قماش‬
‫التشغيل والصيانة ويالحظ أن النسية التي تمثلها من اللوات الكلية خالل مرحلة الركود زادت‬
‫بسبب االنخفاض في النفقات بوجه عام‪ .‬مع استمرار النفقات الجارية في التزايد‪ .‬وأصبحت تمثل النسبة األكبر من‬
‫النفقات الكلية في السنوات التالية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة االنتعاش )‪(2014-20 03‬م‬
‫شهدت مرحلة االنتعاش‪ .‬أو ما قد يميل بعض المحللين بتسميتها مرحلة الطفرة الثانية‪ ،‬نموا كبيرا في حجم النفقات‬
‫الحكومية‪ .‬وبلغ متوسط النمو السنوي للمصروفات العامة خالل الفترة ( ‪) 2014 -2003‬م نحو ‪ .% 14‬حيث سجل‬
‫إجمالي اإلنفاق الحكومي أعلى مستوى له في عام ‪ 2012‬م بنحو ‪ 1,247‬مليار لاير‪ .‬وعلى الرغم من أن مرحلة‬
‫االزدهار شهدت تزايدافي حجم النفقات الرأسمالية‪ ،‬إذ مثلت النسبة األكبر من النفقات الحكومية‪ ،‬إال أن مرحلة االنتعاش‬
‫شهدت في المقابل زيادة في حجم اإلنفاق التشغيلي حيث تزايدت هذه النسبة من ‪ %79‬عام ‪ 2003‬م لتصل إلى ‪ %93‬عام‬
‫‪ 2011‬م‪ .‬في حين تراوحت النسبة لإلنفاق الرأسمالي بين ‪ % 21- % 8‬في تلك المرحلة‬
‫رابعا‪ :‬عام ‪ 2015‬م‬
‫بلغت قيمة المصروفات الفعلية لعام ‪ 2015‬م نحو تريليون لاير بزيادة مقدارها ‪ 140‬مليار لاير‪ .‬ونسبة ارتفاع ‪% 16.4‬‬
‫عن المصروفات المقدرة في الميزانية والبالغ مقدارها ‪ 860‬مليار لاير‪ .‬وتعزی هذه الزيادة في المقام األول إلى صرف‬
‫رواتب إضافية ل موظفي الدولة السعوديين العسكريين والمدنيين والمستفيدين من الضمان االجتماعي والمتقاعدين بلعت‬
‫قيمتها ‪ 88‬مليار لاير وتمثل نسبة ‪ % 76.5‬من الزيادة في المصروفات العامة‪ .‬كما تم صرف مبلغ ‪ 20‬مليار لاير على‬
‫المشاريع العسكرية واألمنية وتمثل نسبة ‪ % 17 , 4‬من الزيادة‪ ،‬وباإلضافة إلى مبلغ ‪ 7‬مليارات لاير تم صرفها على‬
‫مشاريع ونفقات أخرى متفرعة وتمثل نسبة ‪ % 6.1‬من الزيادة وللمرة األولى منذ عام ‪ 2002‬م سجلت المصروفات‬
‫الفعلية انخفاضا عن المصروفات الفعلية للسنة التي سبقتها‪ ،‬حيث انخفضت المصروفات العامة الفعلية لعام ‪ 2015‬م‬
‫بمقدار ‪ 139‬مليار لاير وبلسية ‪ % 12.2‬عن المصروفات الفعلية للعام السابق‪ ،‬وذلك نتيجة لإلجراءات المتخذة لترشيد‬
‫اإلنفاق الحكومي‪.‬‬
‫وتمت المصروفات الجارية في عام ‪ 2015‬م بنسبة ‪ % 26‬عن المقدرة في الميزانية لتبلغ نحو ‪ 791‬مليار لاير‪ ،‬ومثلت‬
‫‪ %79‬من إجمالي المصروفات العامة‪( ،‬وهي أعلى قيمة سجلتها منذ عام ‪ 2006‬م)‪ ،‬وشكلت أجور ورواتب موظفي‬
‫القطاع العام أكبر مكون للمصروفات الجارية التي انخفضت بنسبة ‪%1.2‬عن مستواها في العام السابق‪.‬‬
‫وفي المقابل‪ ،‬انخفضت المصروفات الرأسمالية بنسبة ‪ % 14‬عن المصروفات المقدرة في الميزانية لتبلغ نحو ‪210.3‬‬
‫مليار لاير‪ ،‬وبانخفاض نسبته ‪ % 34‬عن العام السابق وهذه النسبة تمثل ‪ % 21‬من إجمالي المصروفات العامة والتي‬
‫تقل عن متوسط نسبتها للسنوات العشر السابقة ( ‪) 2014 -2004‬م‪ .‬ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى إيقاف الصرف في‬
‫منتصف شهر نوفمبر خالل السنة المالية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مرحلة وضع األساس ل لرؤية )‪(2020-2016‬م‬
‫خالل األعوام الثالث األولى من رؤية المملكة ‪ 2030‬م‪ ،‬شهد العام األول ‪ 2016‬م انخفاضا في المصروفات الحكومية‪،‬‬
‫حيث بلغ إجمالي المصروفات الفعلية ‪ 831‬مار لاير منخفضة وألول مرة منذ عام ‪ 1987‬م عن الميزانية المقدرة ‪840‬‬
‫مليار لاير‪ .‬ويعود السبب الرئيس في هذا االنخفاض إلى تراجع وتيرة الصرف على المشاريع بناء على اإلجراءات التي‬
‫اتخذتها الحكومة خالل ذلك العام بهدف ضبط اإلنفاق ومراجعة المشاريع القائمة والجديدة‬
‫في المقابل‪ ،‬فإن إجمالي اإلنفاق الحكومي ما لبث أن عاود االرتفاع في عام ‪ 2017‬م ليصل إلى ‪ 30‬مليار لاير متجاورة‬
‫الميزانية المقدرة بنحو ‪ .% 4.5‬وقد تأثر االنفاق الحكومي انذاك بما تم صرفه على بند تعويات العاملين وإعادة البدالت‬
‫ورمها بأثر رجعي‪ ،‬وكذلك إضافة اعتمادات المشاريع والبرامج لاللتزام بسداد مستحقات الموردين والمقاولين من القطاع‬
‫الخاص خالل ‪ 60‬يوما‪ ،‬وكذلك لريادة الصرف‬
‫على تعويضات نزع الملكية لمشروع توسعة الحرم النبوي الشريف‪ .‬وقد زاد اإلنفاق الرأسمالي بمقدار ‪ 73.6‬مليار لاير‬
‫عن العام السابق ومن ثم استمرت الزيادة في اإلنفاق الحكومي لتبلغ أكثر من تريليون لاير في عام ‪ 2018‬م‪ ،‬وهو العام‬
‫الثالث للرؤية‪ .‬وسجلت المصروفات العامة تغيرة بنسبة ‪ % 10.4‬عن الميزانية المقدرة لذلك العام‪ .‬ويأتي ذلك جراء‬
‫إعادة العالوة السنوية‪ ،‬وصرف بدل غالء المعيشة للموظفين المدنيين والعسكريين ( ‪ 1000‬لاير)‪ ،‬وللمتقاعدين‬
‫والمستفيدين من الضمان االجتماعي ( ‪ 500‬لاير)‪ ،‬وزيادة مكافأة الطالب ( ‪ ،)% 10‬حيث ارتفع جراء ذلك باب‬
‫تعويضات العاملين‪ ،‬وكذلك المنافع االجتماعية (الصرف على برنامج حساب المواطن(‪ ،‬واإلعانات‪ ،‬وخطة تحفيز‬
‫القطاع الخاص‪ .‬ويقدر اإلنفاق الحكومي في ميزانية عام ‪ 2020‬م بحوالي ‪ 1,020‬مليار لاير‬
‫تصاعد اإلنفاق الحكومي خالل الفترات التاريخية لالقتصاد السعودي من عام ‪ 1970‬م إلى عام ‪ 2020‬م‪ ،‬وتسارع‬
‫متوسط معدل النمو السنوي النفقات الحكومية بشقيها الرأسمالي والتشغيلي وبلغ ‪ ،% 11‬وسجلت هذه النفقات قفزة‬
‫استثنائية في مرحلة االنتعاش وتضاعفت أكثر من أربع أضعاف ونصفا‪ ،‬من ‪ 257‬مليار لاير في عام ‪ 2003‬م لتصل‬
‫إلى ‪ 1,142‬مليار لاير في عام ‪ 2014‬م‬
‫خامسا‪ :‬رصيد ميزانية الحكومة‬
‫يوضح الشكل البياني رقم ( ‪ ) 34‬التطور في ميزانية المملكة خالل الفترة الممتدة ( ‪) 2020 -1970‬م‪ .‬وفيما يلي‬
‫استعراض موجز لرصيد الميزانية‬
‫وفقا لمراحل تطور االقتصاد السعودي‬
‫أول‪ :‬مرحلة االزدهار )‪(1981-1970‬م‬
‫قفز االقتصاد السعودي قفزات هائلة في بداية السبعينات‪ .‬وكانت زيادة اإلنتاج النفطي في تلك المرحلة داعما أساسيا‬
‫للنموولتحقيق فوائض في الميزانية‪ .‬وكان من نتيجة ذلك أن اعتمد االقتصاد السعودي على سلعة واحدة لتمويل الميزانية‬
‫وهي النفط‪ ،‬مما حدا ببعض المحللين إلى القول إن االقتصاد السعودي "رهينة للنفط"‪.‬‬
‫لقد أنتجت الطفرة األولى تاريخيا ارتفاعا في العوائد النفطية والتي سمحت بتراكم االحتياطيات المالية‪ ،‬وكما يتضح من‬
‫الشكل رقم ( ‪ ،) 34‬فإن ميزانية الحكومة خالل مرحلة االزدهار ( ‪ ) 1981 -1970‬م ‪ .‬كانت تحقق فائضا في‬
‫الميزانية‪ ،‬ما عدا العامين )‪(1978-1977‬م‪ ،‬وكانت كل من اإليرادات والنفقات الحكومية في تزايد مطرد‪.‬‬
‫ثاني‪ :‬مرحلة الركود )‪(20 02-1982‬م‬
‫بدأت الميزانية تحقق عجزا خالل مرحلة الركود ( ‪) 2002 -1982‬م‪ ،‬ولقد‬
‫وصلت نسبة العجز إلى النفقات الحكومية الكلية إلى بابا ‪ %‬في عامي ‪ 1986‬م‪ ،‬و ‪ 1987‬م‪ .‬وفي مارس ‪ 1986‬م‪،‬‬
‫وألول مرة قامت الحكومة بتأجيل إعالن الميزانية القادمة لمدة خمسة أشهر بسبب انخفاض أسعار النفط باإلضافة إلى‬
‫ذلك فإن االتجاه العام لكل من اإليرادات الحكومية والنفقات الحكومية خالل هذه المرحلة كان متناقصة‪ .‬ويمكن القول إن‬
‫اال نخفاض في النفقات كان أقل حدة من االنخفاض في اإليرادات بوجه عام‪ .‬وقد كان عجز الميزانية في تزايد حتى عام‬
‫‪ 1987‬م‪ ،‬وبلغ ذروته إبان حرب الخليج في أوائل التسعينات الميالدية‪ ،‬وسجلت الميرالية عمل بلع ‪ 171‬مليار لاير‬
‫في‪1991‬م‬
‫وبسبب االنخفاض الكبير في العوائد النفطية‪ ،‬والنمو المتزايد في عدد السكان‪ ،‬وتوسع االقتصاد‪ ،‬بدأت المملكة في‬
‫مواجهة قيود الميزانية‪ .‬ويمكن إيجاز بعض خصائص االستراتيجية السعودية خالل تلك المراحل في اآلتي‪ :‬أوال‪ ،‬تم‬
‫استيعاب حجم العوائد النفطية عن طريق توطين اإلنتاج بمستويات ضرائب مناسبة‪ .‬وتراكم حجم كبير من هذه العوائد‬
‫كاحتياطي خارجي في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي‪ ،‬وقدر االحتياطي بحوالي ‪ 170‬مليار دوالر في ‪1980‬م‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬لم تتبن اإلستراتيجية السعودية خيار االقتصاد الريعي الذي يعتمد على مصدر وحيد كأساس للدخل‪ ،‬وبدأت في‬
‫محاوالت حثيثة لتنويع االقتصاد المحلي‪ ،‬ونتيجة لذلك بدأ القطاع غير النفطي بالمساهمة في االقتصاد ( ‪Auty , 2001‬‬
‫)‪ .‬ثالثا‪ ،‬االقتصاد السعودي تميز بأنه اقتصاد مفتوح ليس فقط على الواردات من السلع والخدمات‪ ،‬ولكن أيضا للعمالة‬
‫غير السعودية وللشركات والمقاولين العالميين للمساهمة في التنمية‪ ،‬وللتخفيف من نقص اإلمكانات والموارد البشرية في‬
‫المراحل األولى للتنمية ( ‪) Ramady , 2005‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة االنتعاش )‪(2014-20 03‬م‬
‫عادت األوضاع المالية إلى التحسن في مرحلة االنتعاش‪ ،‬وحقق االقتصاد السعودي في تلك الفترة فوائض مالية كبيره‬
‫جدا كما يتضح من الشكل البياني رقم ( ‪ .) 34‬وشهدت السنوات منذ عام ‪ 2003‬م فائضا متوالية ما عدا السنوات ‪2009‬‬
‫م‪ 2014 ،‬م) والتي شهدت انخفاضا في أسعار النفط‪ ،‬وعلى الرغم من أن االنخفاض في أسعار النفط عام ‪ 2009‬م ما‬
‫لبث أن تالشي‪ ،‬إال أن بداية مرحلة التدهور في أسعار النفط بدأت مند أواخر سنة‪2014‬م‬
‫رابعا عام ‪ 2015‬م‬
‫سجلت الميزانية للعام المالي ( ‪ 2015‬م) أكبر عجز على اإلطالق في تاريخ المملكة‪ ،‬بلغت قيمته ‪ 389‬مليار لاير‪ ،‬ويعد‬
‫األكبر ملط عام ( ‪) 2018 1970‬م كما يظهر في الشكل البيالي رقم ( ‪ ) 35‬ويرجع السبب في كبر حجم العجز في‬
‫ميزانية العام ‪ 2015‬م إلى تدهور أسعار النفط التي تراجعت بنسبة ‪ % 48.7‬عن العام السابق‪ ،‬إذ بلغ متوسط سعر‬
‫النفط العربي الخفيف ‪ 49.5‬دوالرا للبرميل في عام ‪ 2015‬م‪ .‬وقد جاء هذا العجز أقل مستوى من جميع التوقعات نتيجة‬
‫إلى اإلجراءات المتخذة للتحكم في اإلنفاق الحكومي خالل الربع األخير من ذلك العام‪ ،‬باإلضافة إلى تحسن مستوى‬
‫اإليرادات غير النفطية‪ .‬وقد جاءت معظم الزيادة في اإليرادات لعام ‪ 2015‬م من عنصرين رئيسين من عناصر‬
‫اإليرادات غير النفطية وهما االستثمار واإليرادات المتنوعة والتي بلغت نسبة التغير فيهما مقارنة بالعام المالي السابق‬
‫‪ % 69.3‬و ‪ % 176.3‬على التوالي‬
‫خامسا‪ :‬مرحلة وضع األساس للرؤية ( ‪) 2018 -2016‬م‬
‫شهدت الميزانية العامة في السنوات الثالث األولى من مرحلة وضع األساس ل لرؤية عجزا متواليا لكنه متناقص‪ .‬حيث‬
‫تهدف توجهات المالية العامة على المدي المتوسط إلى تحقيق ميزانية متوازنة بحلول العام ‪ 2023‬م‪ ،‬عن طريق تنمية‬
‫اإليرادات غير النفطية ورفع كفاءة اإلنفاق الحكومي والعمل على تحقيق االنضباط المالي وعلى الرغم من زيادة اإلنفاق‬
‫الحكومي إال أن االنخفاض الكبير في العجز الذي وصل إلى أعلى مستوياته في عام ‪ 2015‬م يعود إلى ارتفاع إجمالي‬
‫اإليرادات نتيجة لتطبيق اإلجراءات اإلصالحية لتنمية اإليرادات غير النفطية وتنويع مصادرها‪.‬‬
‫إن مقارنة الميزانية المقدرة مع الميزانية الفعلية في االقتصاد السعودي في الفترة التاريخية الممتدة ( ‪) 2018 -1970‬م‬
‫يوضح لنا مجموعة من النتائج‪ .‬فمن الشكل البياني رقم ( ‪ ،) 36‬والشكل البياني رقم ( ‪ .) 37‬وعند مقارنة الميزانية‬
‫التقديرية مع الميزانية الفعلية خالل العقود الماضية التي مرت على االقتصاد السعودي‪ ،‬نالحظ عدم تقارب في اإلنفاق‬
‫واإليراد المخطط أيضا وبشكل عام يمكن رصد التحفظ في تقدير اإليرادات مقابل اإليرادات الفعلية‪ .‬حيث يتضح أن‬
‫اإليرادات التقديرية جاءت أقل من اإليرادات الفعلية في معظم السنوات‪ ،‬ما عدا بداية مرحلة الركود في أوائل الثمانينات‬
‫واألعوام ‪ 2015 ، 1998‬م‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬يوضح الشكل البياني رقم )‪ ،(36‬عند إجراء المقارنة على مستوى النفقات أن‬
‫العكس صحيح بالنسبة للميزانية الفعلية مع الميزانية المقدرة‪ .‬حيث أن االتجاه العام هو زيادة النفقات الفعلية عن النفقات‬
‫المقدرة‪.‬‬
‫يعتقد البعض أن وزارة المالية تلجا تقليديا خالل المراحل والفترات التاريخية السابقة إلى أن تكون تفاعلية ( ‪reactive‬‬
‫) بدال من اتباع المنهج االستباقي ( ‪ ،) proactive‬وبذلك تخفض من اإلنفاق الجاري واإلنفاق الرأسمالي بعد انخفاض‬
‫أسعار النفط وترفعهم في األوقات الجيدة‬
‫‪ )Wilson, 2003(.‬إن االختالف الكبير في تقديرات الميزانية عن الميزانية الفعلية والمتحققة يظهر بوضوح على‬
‫سبيل المثال في األعوام ‪ 2003‬م و ‪ 2004‬م فمع األضراب في فنزويال ونيجيريا وتعطيل بواخر النفط‪ ،‬وحرب العراق‬
‫وانخفاض إنتاجه نتيجة لذلك‪ ،‬تحسنت أسعار النفط في عام ‪ 2003‬م‪ ،‬وقد قدرت عوائد الملط بنحو ‪ 122‬مليار لاير‬
‫سعودي في ذلك العام‪ ،‬على أساس سعر ‪ 17‬دوالر للبرميل‪ .‬في حين قدرت البنوك المحلية عوائد النفط بحوالي ‪234‬‬
‫مليار لاير ( ‪ ،) NCE , 2003‬و ‪ 223‬مليار لاير ( ‪ ) SAMBA , 2004‬العوائد الحقيقية بلغت ‪ 298‬مليار لاير‪ .‬أي‬
‫حوالي ‪ % 142‬أكبر من إجمالي اإليرادات الحكومية والمقدرة ‪ 170‬مليار لاير‪ .‬وفي عام ‪ 2004‬م كان تقدير الميزانية‬
‫أيضا أقل بسبب تخفيض التوقع ألسعار النفط مع فائض ‪ 98‬مليار‬
‫عند سعر يتراوح بين ‪ 28-25‬دوالرا للبرميل وقد أظهر بيان الميزانية لوزارة المالية عن تلك السنة ‪ 2003‬م بأن‬
‫لاير مقابل ‪ 30‬مليار لاير‬
‫سادسا‪ :‬الدين العام‬
‫الدين العام هو األموال التي تقترضها الحكومة من األفراد والمؤسسات لمواجهة أحوال طارئة ولتحقيق أهداف مختلفة‪،‬‬
‫وذلك عندما ال تكفي اإليرادات العامة لتغطية النفقات العامة التي تتطلبها هذه األحوال الطارئة‪ ،‬مثل الحرب وحال‬
‫التض خم الشديد‪ ،‬ولتمويل مشروعات التنمية ولمواجهة النفقات الجارية‪ .‬وأيضا هي الديون المترتبة على الحكومات ذات‬
‫السيادة‪ ،‬وتتخذ أغلب هذه الديون شكل سندات غير قابلة للتداول أو أذونات خزانة أو سندات قابلة للتداول ‪Ar Ar‬‬
‫‪ .1988 ( and ,Boskin(row‬وعندما تقوم الحكومات بإصدار سنداتها فإنها تتبع طريقتين‪ :‬إما طرح سندات بعملتها‬
‫المحلية‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه السندات موجهة نحو المستثمرين المحليين‪ ،‬وفي هذه الحال يسمى الدين دينا حكومية‪ ،‬أو‬
‫تقوم الحكومة بإصدار سندات موجهة للمستثمرين في الخارج بعملة غير عملتها المحلية‪ ،‬والتي غالبا ما تكون بعملة‬
‫دولية مثل الدوالر أو اليورو )أبو الفتوج ‪ ،) 2014‬ويتم تحديد نسبة الدين العام عن طريق حساب حجم الدين العام‬
‫بالنسبة المئوية من حجم الناتج المحلي اإلجمالي ( ‪.) salsman , 2017‬‬
‫وفي المملكة سجل حجم الدين العام أعلى مستوى له عام ‪ 2002‬م حيث بلغ ‪ 685.4‬مليار لاير وهو ما يعادل ‪% 96‬‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي في حين سجل العام ‪ 1999‬م أعلى نسبة للدين العام إلى الناتج المحلي اإلجمالي ‪.% 103‬‬
‫ومنذ عام ‪ 2002‬م بدأ الدين العام في االنخفاض ليصل إلى أدنى مستوى له عام ‪ 2014‬م إذ بلغ ‪ .3‬بابا مليار لاير‪ ،‬وهو‬
‫ما يعادل ‪ 1.6%‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬ثم بعد ذلك عاد ليرتفع في نهاية عام ‪ ) 2015 ( 1436/1437‬ليصل إلى‬
‫‪ 142‬مليار لاير ويعادل ‪ % 6‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وهو األعلى منذ خمس سنوات وبزيادة نسبتها ‪% 220.8‬‬
‫عن حجم الدين العام في العام السابق‪ .‬واستمر بعد ذلك في االرتفاع ليصل في عام ‪ 2018‬م إلى ‪ 560‬مليار لاير وبنسبة‬
‫‪ % 19‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬إال أن النسبة تعتبر منخفضة جدا مقارنة مع دول مجموعة العشرين‪ .‬ويقدر أن يصل‬
‫الدين العام في االقتصاد السعودي إلى ب ‪ 75‬مليار‬
‫سابعا‪ :‬آلية الميزانية السعودية‬
‫وبعد االستعراض التفصيلي للميزانية العامة خالل الفترة التاريخية الممتدة ( ‪) 2020 -1970‬م‪ ،‬قد يكون من المفيد‬
‫استنتاج نموذج يوضح آلية الميزانية العامة في العقود الماضية‪ .‬فبالنظر إلى الشكل البياني رقم ( ‪ ) 40‬يتضح أنه عند‬
‫انخفاض إيرادات النفط تلجأ الدولة إلى تخفيض اإلنفاق الحكومي‪ ،‬وزيادة الضرائب والخدمات الحكومية‪ .‬فتخفيض‬
‫اإلنفاق الحكومي يؤدي إلى انخفاض الطلب على السلع والخدمات‪ .‬والذي يؤدي بدوره إلى انخفاض النمو في القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وينتج عن ذلك انخفاض في الطلب على العمل وانخفاض في أنشطة السوق الذي يقود إلى دائرة من استمرار‬
‫انخفاض الطلب على السلع والخدمات‪ .‬في حين يؤدي ارتفاع الضرائب والخدمات الحكومية إلى زيادة تكلفة السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬األمر الذي يقود إلى انخفاض مستوى الدخول ومن ثم ينعكس على انخفاض االستهالك واالدخار على حد‬
‫سواء‬
‫في المقابل‪ ،‬عند ارتفاع إيرادات النفط تعمد الدولة إلى زيادة اإلنفاق الحكومي ويؤدي ذلك األمر إلى ارتفاع الطلب على‬
‫السلع والخدمات والعمل‪ ،‬ويعمل ذلك على زيادة الفرص االستثمارية‪ ،‬وزيادة الواردات وتقود زيادة الفرص االستثمارية‬
‫إلى ارتفاع في مستوى الدخل ومستوی المعيشة‪ ،‬وتخفيض للضرائب والخدمات الحكومية‪ .‬وكذلك زيادة في اإلعانات‪.‬‬
‫ويؤدي ارتفاع مستوى الدخل ومستوى المعيشة إلى زيادة في االستهالك واالدخار إن زيادة االستهالك تقود إلى ارتفاع‬
‫الطلب على السلع والخدمات ومن ثم زيادة في الطلب على العمل وعليه يتبين أن اإلنفاق الحكومي عن طريق هذه االلية‬
‫هو المحرك األساسي في االقتصاد السعودي خالل فترات ارتفاع وانخفاض اإليرادات النفطية‪.‬‬
‫ارتبطت نشأة المملكة العربية السعودية بمؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (طيب هللا ثراه(‪،‬‬
‫وبفضل جهوده انتقلت الدولة من مجتمع قبلي متنازع إلى كيان موحد‪.‬‬
‫لم يحدث التطور االقتصادي في االقتصاد السعودي بطريقة التحول المنتظم من مرحلة اقتصادية األخرى وفقا القواعد‬
‫ثابتة كما في نظريات التاريخ االقتصادي‪.‬‬
‫االستقرار السياسي واالجتماعي اللذان تمتعت بهما المملكة كانا من العوامل التي ساعدت على حدوث نهضة اقتصادية‬
‫كبيرة في وقت قصير"‬
‫تصنيف الفترات التاريخية لالقتصاد السعودي التأسيس والبناء التخطيط‪ ،‬والتحول‪.‬‬
‫بدأ مسار التاريخ االقتصادي السعودي بالتغير مع ضخ أول شحنة نفط سعودي في عام ‪ 1939‬م‬
‫شكل بند الدفاع ‪ %38‬من إنفاق الحكومة في ميزانية عام ‪1350/1351‬هـ‬
‫في عام ‪ 1932‬م تم توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز وفي عام ‪1939‬م بدأ مسار التاريخ السعودي‬
‫بالتغير مع ضخ أول شحنة نفط سعودي‬
‫في عام ‪ 1380‬ه‪ ،‬ظهرت البنوك المحلية ألول مره مثل البنك األهلي التجاري‪ ،‬وبنك الرياض‪ ،‬ثم توالت البنوك األخرى‬
‫مثل البنك العربي‪ ،‬وبنوك أجنبية مثل البنك البريطاني واألمريكي وغيرها‪.‬‬
‫عناصر برنامج اإلصالح االقتصادي في مرحلة التأسيس يتمثل في اإلصالح النقدي‪ ،‬توطين البدو‪ ،‬ربط مناطق المملكة‬
‫التنقيب عن البترول‪.‬‬
‫صدرت أول خطة تنمية خمسية في المملكة في عام ‪ 1970‬م‪ ،‬وتبع ذلك إصدار تسع خطط تنموية خمسية حتى عام‬
‫‪2014‬م‬
‫تم إعداد أول ميزانية رسمية للدولة في عام ‪1367/1368‬ه‬
‫تنقسم مراحل التخطيط في المملكة إلى فترتين تاريخيتين هما‪ :‬الفترة األولى تمتد من عام (‪)1970-2014‬م‪ ،‬والتي تعنى‬
‫بالتخطيط التنموي وإعداد الخطط الخمسية أما الفترة الثانية فإنها تمتد من عام ‪ ) 2030 - 2016‬م وتشتمل رؤية المملكة‬
‫العربية السعودية‬
‫تتركز أهداف التنمية من مجموعة من األهداف العامة المتالئمة مع توجهات البلد‪ ،‬وأهداف مرحلية قصيرة األجل تمليها‬
‫الظروف السائدة‪.‬‬
‫في خطة التنمية األولى (‪1970 -1970‬م) تجاوز الناتج المحلي اإلجمالي النمو المستهدف من ‪ ،9.8%‬ونما بمعدل‬
‫‪20.9%‬‬
‫توقعت خطة التنمية الثالثة (‪1984-1980‬م) نمو الناتج المحلي اإلجمالي بنسبة ‪ % 3.2‬إال أنه نما بمعدل سالب بنحو‬
‫‪.%10.3‬‬
‫االنخفاض في عوائد النفط في الثمانينات استدعى أهمية التركيز على تنويع مصادر الدخل وهو الهدف اإلستراتيجي الذي‬
‫لم يتحقق عبر خطط التنمية‬
‫اإلجراءات واإلصالحات التي حدثت في التسعينات تشبه التعديالت المماثلة التي حدثت في ميزانية المملكة في عام‬
‫‪ 2016‬م جراء تدهور أسعار النفط العالمية‪.‬‬
‫في خطة التنمية التاسعة نما الناتج المحلي الحقيقي للقطاع النفطي بمعدل ‪ % 4.3‬في المتوسط سنوية‪ ،‬وهو أكبر بكثير‬
‫من معدل النمو المستهدف في الخطة ‪1.2%‬‬
‫شكلت االستراتيجية بعيدة المدى لالقتصاد السعودي ( ‪) 2024 - 2005‬م اإلطار العام الخطط التنمية الخمسية لم ملكة‬
‫منذ إقرار خطة التنمية الثامنة‬
‫تشمل مجاالت تركيز التنمية االجتماعية االهتمام بالموارد البشرية وتنميتها وتوسيع خياراتها في اكتساب المعارف‬
‫والخبرات‪ ،‬وتطوير قدرات الشباب الريادية والمعرفية‬
‫اعتمدت فلسفة اإلستراتيجية بعيدة المدى لالقتصاد السعودي على التطوير الهيكلي لالقتصاد الوطني لتحقيق التنويع‬
‫االقتصادي والتأسيس للتنمية الشاملة‬
‫اإلستراتيجية تستهدف نمو ناتج القطاع النفطي بمعدل سنوي متوسط قدره ( ‪ ،)% 2.0‬لتنخفض نسبة إسهاماته في الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي إلى ‪ 27.5%‬بنهايتها في‪ 2024‬م‬
‫مر االقتصاد السعودي خالل تطوره بمرحلتين أساسيتين هما‪ :‬مرحلة التخطيط التنموي ( ‪) 1970-2014‬م‪ ،‬ومرحلة‬
‫رؤية المملكة ( ‪) 2030 - 2016‬م‬
‫تقسم مرحلة التخطيط التنموي إلى ثالث مراحل‪ ،‬المرحلة األولى االزدهار والمرحلة الثانية الركود‪ ،‬والمرحلة الثالثة‬
‫االنتعاش‬
‫ارتفع إنتاج المملكة من النفط خالل الفترة ‪1970-1981‬م من ‪ 1,386‬مليون برميل سنويا في بداية الفترة (‪ 1970‬م)‬
‫إلى ‪ 3,579‬مليون برميل سنويا في نهايتها (‪ 1981‬م)‪.‬‬
‫خالل الفترة ( ‪ 2002 - 1982‬م) أظهرت ميزانية المملكة منذ عام ‪ 1983‬م عجزا مستمرا حتى ميزانية عام ‪2002‬م‪.‬‬
‫حققت المملكة خالل الفترة (‪2014-2003‬م) فوائض في الميزانية واستمرت حتى ميزانية عام ‪ 2013‬م ولم تحقق‬
‫عجزة سوى في عام ‪ 2009‬م‪.‬‬
‫سجل سعر النفط أعلى سعر له في عام ‪ 2012‬م ليبلغ ‪ 106.5‬دوالر للبرميل‪.‬‬
‫إن تراجع نمو االقتصاد العالمي وتباطؤ النمو في الطلب على النفط وزيادة المعروض منه أدى إلى هبوط أسعاره في عام‬
‫‪ 2014‬م‪.‬‬
‫أظهرت ميزانية المملكة العام ‪ 2014‬م عجزا للمرة األولي منذ عام ‪ 2009‬م بلغ قدره ‪ 54‬مليار لاير‪.‬‬
‫سجلت الميزانية للعام المالي ( ‪ 2015‬م) أكبر عجز على اإلطالق في تاريخ المملكة‪ ،‬بلغت قيمته ‪ 389‬مليار لاير‪ ،‬ويعد‬
‫األكبر منذ عام ( ‪ ) 2015 1970‬م‬
‫بعد عقود طويلة من تأسيس المملكة‪ .‬وبعد سلسلة متتالية من خطط التنمية تمتد منذ السبعينات الميالدية استمر االقتصاد‬
‫السعودي في االعتماد على مورد النفط للحصول على الدخل‪ ،‬وأتت رؤية المملكة لتصحيح المسار االقتصادي‪.‬‬
‫تم تنفيذ العديد من البرامج التحويلية والتنفيذية لتحقيق الرؤية‪.‬‬
‫في ‪ 25‬إبريل ‪ 2016‬م تم إطالق رؤية السعودية ‪ 2030‬م‪ ،‬وتتضمن الرؤية ثالثة محاور هي‪ :‬المحور األول المجتمع‬
‫الحيوي‪ ،‬والمحور الثاني االقتصاد المزدهر‪ ،‬والمحور الثالث الوطن الطموح والذي يركز على القطاع العام‬
‫تأثر أداء االقتصاد السعودي بعاملين مهمين‪ :‬األول مستوى ونمو العوائد النفطية والثاني‪ ،‬سياسات االنفاق الحكومي‪.‬‬
‫يمكن قياس الناتج بثالث طرق رئيسة هي‪ :‬طريقة اإلنتاج‪ ،‬وطريقة الدخل وطريقة اإلنفاق‪ .‬وتعطي الطرق الثالث نفس‬
‫النتيجة النهائية للناتج‪.‬‬
‫تقدير الناتج المحلي بطريقة اإلنتاج هو تقدير القيم النقدية لما يتم إنتاجه‬
‫يقسم الناتج المحلي اإلجمالي حسب القطاعات التنظيمية إلى قطاعين رئيسين هما القطاع النفطي‪ ،‬والقطاع غير النفطي‬
‫القطاع غير النفطي يشمل المنشآت االقتصادية العامة والخاصة التي ال يكون نشاطها الرئيس في مجال النفط والغاز‬
‫استمر متوسط الناتج المحلي اإلجمالي للقطاع غير النفطي في التقدم منذ مرحلة التخطيط التنموي‪ ،‬في حين اتصف‬
‫متوسط الناتج المحلي اإلجمالي للقطاع النفطي بالتقلب نتيجة للتقلبات في الطلب العالمي على النفط وأسعاره‪.‬‬
‫تزايدت نسبة مساهمة القطاع الخاص غير النفطي في الناتج المحلي اإلجمالي من ‪ 14%‬في مرحلة االزدهار لتصل إلى‬
‫‪ % 39‬في مرحلة وضع األساس الرؤية‪ .‬وتستهدف الرؤية بنهاية عام ‪ 2030‬م أن تصل هذه النسبة إلى ‪.%65‬‬
‫تركز الناتج المحلي اإلجمالي بنسبة عالية متناقصة من القطاع النفطي في الفترة ( ‪) 2018 -1970‬م‬
‫بلغ متوسط معدل النمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي خالل مرحلة االزدهار (‪)1981-1970‬م نحو ‪% 10.75‬‬
‫باألسعار الثابتة‪ ،‬و ‪ % 37.9‬باألسعار الجارية‪.‬‬
‫بلغ متوسط معدل النمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي خالل مرحلة الركود نحو ‪ % 0.47‬باألسعار الثابتة‪ ،‬و ‪% 1.2‬‬
‫باألسعار الجارية‪.‬‬
‫بلغ متوسط معدل النمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي خالل مرحلة االنتعاش نحو ‪ % 5.03‬باألسعار الثابتة‪ ،‬و ‪% 13‬‬
‫باألسعار الجارية‬
‫نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي االقتصاد السعودي في عام ‪ 2015‬م يعود بشكل أساسي إلى الزيادة في معدل نمو‬
‫الناتج المحلي للقطاع النفطي‪.‬‬
‫ترجع الزيادة الملحوظة في معدل نمو القطاع النفطي إلى المستويات المرتفعة إلنتاج النفط خالل عام ‪ 2015‬م‪.‬‬
‫اتجاه النمو للناتج المحلي اإلجمالي يتبع مسار النمو في القطاع النفطي‪.‬‬
‫نسبة مساهمة القطاع الخاص والقطاع النفطي في نمو الناتج المحلي اإلجمالي تختلف باختالف المراحل االقتصادية‬
‫وباختالف ظروف إنتاج النفط‬
‫بنود النشاط االقتصادي تحتوي على السلع والخدمات المتعلقة بذلك النشاط اإلنتاجي‪.‬‬
‫بلغت مساهمة نشاط التعدين والتحجير ‪ %73‬من الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي في مرحلة االزدهار‪.‬‬
‫تراجعت معدالت النمو الجميع أنشطة االقتصاد في مرحلة الركود ( ‪) 2002 1982‬م‪.‬‬
‫سجل سعر النفط أعلى مستوى له في عام ‪ 2012‬م ليبلغ ‪ 106.5‬دوالر للبرميل‬
‫انخفض متوسط معدل نمو قطاع الزراعة في مرحلة االنتعاش‪ ،‬بعد أن بلغ أقص سی معدل النمو في مرحلة االزدهار‬
‫نتيجة للدعم الكبير لذلك القطاع في تلك المرحلة‪.‬‬
‫يعود النمو المرتفع في نشاط التعدين والتحجير في عام ‪ 2015‬م إلى زيادة حجم اإلنتاج النفطي‪.‬‬
‫سجل االقتصاد السعودي تباطؤا في معدالت النمو خالل السنوات األولى من مرحلة وضع األساس لرؤية حيث بلغ‬
‫متوسط معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي ‪ 1.12%‬في الفترة (‪)2016-2018‬م‪.‬‬
‫شهد عام ‪ 2018‬م تحسنا في األداء وسجل الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي نموا بنحو ‪2.43%‬‬
‫اتجاه النمو للناتج المحلي اإلجمالي يتبع مسار النمو في القطاع النفطي"‬
‫بلغ متوسط النمو السنوي للناتج المحلي اإلجمالي خالل الثماني واألربعين سنة الماضية نحو ‪ % 4‬باألسعار الثابتة و ‪13‬‬
‫‪ %‬باألسعار الجارية‪.‬‬
‫جاء نشاط الكهرباء والغاز والماء في المرتبة األولى من حيث مستوى النمو السنوي خالل الفترة ( ‪) 1970-2018‬م‪.‬‬
‫نصيب الفرد من الناتج هو حاصل قسمة الناتج المحلي اإلجمالي على عدد السكان‬
‫شهدت مرحلة االزدهار ( ‪) 1970-1981‬م تزايدا متسارعا لنصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫تعد المملكة العربية السعودية دولة من ضمن دول مجموعة العشرين وهي بذلك واحدة من أكبر االقتصاديات في العالم‪.‬‬
‫اإليرادات الحكومية تنقسم إلى الضرائب واإليرادات األخرى منها النفطية‪.‬‬
‫ابتداء من ميزانية العام المالي ‪ 2017‬م جاءت البيانات في بيان الميزانية العامة للدولة مبوبة وفقا لدليل إحصاءات مالية‬
‫الحكومة ( ‪ ) GFSM2014‬الصادر من صندوق النقد الدولي كتصنيف عالمي موحد‪.‬‬
‫ظهر تصنيف جديد اإليرادات غير النفطية منذ عام ‪ 2017‬م‬
‫بلغت نسبة اإليرادات النفطية إلى إجمالي اإليرادات الحكومية بين ‪ 94%-87%‬خالل الفترة ( ‪) 1970-1981‬م‪ ،‬وبين‬
‫‪ 83%-56%‬خالل الفترة‪ )2002-1982( ،‬وبين ‪ 93%-79%‬خالل الفترة (‪)2014-20 03‬م‬
‫بلغ عجز الميزانية في عام ‪ 2015‬م ‪ 388‬مليار لاير ( ‪ 104‬مليار دوالر أمريكي(‪ .‬ويعادل هذا العجز ‪ 15.5%‬من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫تتوقع وزارة المالية أن تصبح ضريبة القيمة المضافة أحد المصادر الرئيسة لإليرادات غير النفطية في المملكة‪.‬‬
‫تتكون اإليرادات الحكومية من ‪ % 35‬إيرادات غير نفطية‪ %65 ،‬إيرادات نفطية‪.‬‬
‫تنقسم النفقات الحكومية إلى النفقات التشغيلية والنفقات الرأسمالية‪.‬‬
‫يعتمد التصنيف الجديد للنفقات على المستفيد من النفقة وليست النفقة ذاتها كمعيار أساسي في تحديد البند الذي يتم‬
‫استخدامه لصرف نفقة معينة‪.‬‬
‫يحتوي الباب األول في الميزانية العامة تعويضات العاملين‪ ،‬ويشمل كافة النفقات التي تخص تعويضات العاملين في‬
‫الحكومة‬
‫المنح هي تحويالت جارية أو رأسمالية بدون مقابل من وحدة حكومية إلى وحدة حكومية أخرى محلية أو أجنبية أو إلى‬
‫منظمات دولية‬
‫منذ عام ‪ 2017‬م جاءت البيانات في بيان الميزانية العامة للدولة مبوبة وفقا لدليل إحصاءات مالية الحكومة‬
‫( ‪ ) GFSM2014‬الصادر من صندوق النقد الدولي كتصنيف عالمي مود‬
‫تهدف الحكومة من خالل برنامج حساب المواطن إلى التحول من الدعم السلعي إلى تقديم تحويالت مالية مباشرة موجهة‬
‫للمستحقين‪.‬‬
‫سجل اإلنفاق الحكومي قفزة استثنائية في مرحلة االنتعاش وتضاعف أكثر من أربع أضعاف ونصف‪.‬‬
‫شكلت النفقات الرأسمالية النسبة األكبر من النفقات الحكومية في مرحلة االزدهار ويعكس ذلك الدور التنموي الكبير‬
‫للحكومة خالل تلك المرحلة‪.‬‬
‫في مرحلة الركود انخفضت نسبة النفقات الرأسمالية بدرجة كبيرة حتى وصلت إلى ‪ % 1‬عام ‪1994‬م‪ ،‬و‪1997‬م‪.‬‬
‫سجل إجمالي اإلنفاق الحكومي أعلى مستوى له في عام ‪ 2012‬م بنحو ‪ 1247‬مليار لاير‬
‫في عام ‪ 2015‬م انخفضت النفقات عن السنة السابقة‪ ،‬وحدث ذلك ألول مرة منذ عام ‪ 2002‬م‬
‫تشكل أجور ورواتب موظفي القطاع العام أكبر مكون للمصروفات الجارية‬
‫شهد العام األول من مرحلة وضع األساس للرؤية ‪ 2016‬م انخفاضا في المصروفات الحكومية الفعلية عن المقدرة نتيجة‬
‫إلجراءات ضبط اإلنفاق ومراجعة المشاريع‪ ،‬وكان ذلك ألول مرة منذ عام ‪ 1987‬م‬
‫في مرحلة وضع األساس للرؤية تجاوز اإلنفاق الحكومي أكثر من تريليون لاير‪.‬‬
‫تصاعد اإلنفاق الحكومي خالل الفترات التاريخية لالقتصاد السعودي من عام ‪ 1970‬م إلى عام ‪ 2020‬م‪ ،‬وتسارع‬
‫متوسط معدل النمو السنوي النفقات الحكومية بشقيها الرأسمالي والتشغيلي وبلغ ‪ ،% 11‬وسجلت هذه النفقات قفزة‬
‫استثنائية في مرحلة االنتعاش وتضاعفت أكثر من أربع أضعاف ونصف‪ ،‬من ‪ 257‬مليار لاير في عام ‪ 2003‬م لتصل‬
‫إلى ‪ 1,142‬مليار لاير في عام ‪ 2014‬م‬
‫مرحلة االزدهار نتج عنها أن االقتصاد السعودي أصبح معتمدا على سلعة واحدة لتمويل الميزانية وأصبح بذلك "رهينة‬
‫للنفط"‪.‬‬
‫في مارس ‪ 1986‬م وألول مرة في تاريخها قامت الحكومة بتأجيل إعالن الميزانية القادمة المدة خمسة أشهر بسبب‬
‫انخفاض أسعار النفط‬
‫لم تتبن اإلستراتيجية السعودية خيار االقتصاد الريعي الذي يعتمد على مصدر وحيد كأساس للدخل‪ ،‬وبدأت في محاوالت‬
‫حثيثة لتنويع االقتصاد المحلي منذ المراحل األولى للتنمية‪.‬‬
‫جاء عجز الميزانية في عام ‪ 2015‬م أقل مستوى من جميع التوقعات المحلية والعالمية نتيجة إلى اإلجراءات المتخذة‬
‫للتحكم في اإلنفاق الحكومي خالل الربع األخير من ذلك العام‪ ،‬باإلضافة إلى تحسن مستوى اإليرادات غير النفطية‪.‬‬
‫في الميزانية السعودية اإليرادات التقديرية جاءت أقل من اإليرادات الفعلية في معظم السنوات وفي المقابل‪ ،‬بالنسبة‬
‫للنفقات فإن االتجاه العام هو في زيادة النفقات الفعلية عن النفقات المقدرة‪.‬‬
‫في عام ‪ 2003‬م‪ ،‬أظهر بيان الميزانية لوزارة المالية بأن العوائد الحقيقية بلغت ‪ 298‬مليار لاير‪ ،‬في حين كانت‬
‫اإليرادات الحكومية المقدرة ‪ 170‬مليار لاير‬
‫نسبة الدين العام هي حجم الدين العام بالنسبة إلى حجم الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫سجل حجم الدين العام أعلى مستوى له عام ‪ 2002‬م‪ ،‬وسجل أعلى نسبة للدين العام إلى الناتج المحلي اإلجمالي عام‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫اإلنفاق الحكومي في االقتصاد السعودي هو المحرك األساسي خالل فترات ارتفاع وانخفاض االيرادات النفطية‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬التجارة الخارجية‬
‫تتصدر المملكة دول العالم العربي من حيث حجم التجارة الخارجية الصادرات والواردات‪ ،‬كما سجل ضمن أكبر خمس‬
‫دول في العالم اإلسالمي من حيث حجم التجارة الدولية‪ ،‬وهذه الدول هي اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وماليزيا وتركيا‪،‬‬
‫وإندونيسيا ) األمانة العامة لمنظمة التعاون اإلسالمي‪ 2018 ،‬م)‪ .‬وفي عام ‪ 2019‬م‪ ،‬تم إنشاء الهيئة العامة للتجارة‬
‫الخارجية لتعزيز مكاسب المملكة التجارية واالستثمارية الدولية‪ ،‬وترسيخ مكانتها كمركز إقليمي وعالمي‪ ،‬ولتمكين النفاذ‬
‫إلى األسواق المستهدفة للصادرات غير النفطية والحد من العوائق التي تواجهها االقتصادية ‪ 2019‬م)‪ .‬يتعرض هذا‬
‫الفصل لعدد من األجزاء التي تتناول بالتحليل التجارة الخارجية في االقتصاد السعودي‪ .‬يختص الجزء األول بتطور‬
‫األهمية النسبية للتجارة الخارجية في االقتصاد السعودي خالل الحقب التاريخية المختلفة‪ ،‬ويقارن نسب الحساب الجاري‬
‫إلى الناتج المحلي اإلجمالي لدول مجموعة العشرين‪ .‬في حين يتناول الجزء الثاني هيكل الصادرات وتقسيمها إلى‬
‫الصادرات النفطية والصادرات غير النفطية‪ .‬وكذلك تقسيم الصادرات وفقا ألقسام الرئيسة‪ .‬ويستعرض الجزء الثالث‬
‫هيكل الواردات متناوال بالتفصيل واردات المملكة حسب مكوناتها الرئيسية‪ ،‬ووفقا لتصنيف طبيعة واستخدام المواد‪.‬‬
‫ويتضح أن معظم واردات المملكة تأتي عن طريق البحر ولذلك سنتعرف على أهم المنافذ الجمركية لواردات المملكة‪.‬‬
‫ويغطي الجزء الرابع التبادل التجاري للمملكة مع أهم الشركاء التجاريين‪ .‬فيما يختص الجزء الخامس بصادرات المملكة‬
‫غير النفطية إلى أهم الشركاء التجاريين‪ .‬ويناقش الجزء السادس التبادل التجاري غير النفطي مع دول مجلس التعاون‬
‫لدول الخليج العربية‪ .‬ويتناول الجزء السابع التبادل التجاري غير النفطي مع أهم الشركاء التجاريين من الدول العربية‪.‬‬
‫فيما يستعرض الجزء السابع ميزان المدفوعات‪ .‬وأخيرا يهتم الجزء الثامن واألخير بتحويالت العمالة الوافدة المقيمة في‬
‫المملكة‪.‬‬
‫تتصدر المملكة العربية السعودية دول العالم العربي من حيث حجم التجارة الخارجية‪ ،‬كما سجل ضمن أكبر خمس دول‬
‫في العالم اإلسالمي من حيث حجم التجارة الدولية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األهمية النسبية للتجارة الخارجية في االقتصاد السعودي‬
‫يوضح الجدول رقم )‪ (28‬تطور األهمية النسبية للتجارة الخارجية في االقتصاد السعودي خالل الحقب التاريخية‬
‫المختلفة‪ .‬ويتضح من الجدول أن الصادرات كانت تمثل النسبة األكبر للناتج المحلي اإلجمالي في مرحلة االزدهار‬
‫)‪(1981-1970‬م‪ ،‬إذ بلغت بالمتوسط ‪ %60‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬وتعكس تلك النسبة االعتماد الكبير لالقتصاد‬
‫السعودي على العالم الخارجي في تحقيق الدخل المحلي في تلك المرحلة‪ ،‬وأن التقلبات في الدخل ترتبط بشكل أساسي‬
‫بالتقلبات في الصادرات‪ .‬تناقصت األهمية النسبية للصادرات في مرحلة الركود ( ‪)2002 - 1982‬م‪ ،‬حيث بلغت‬
‫بالمتوسط ‪ %34‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬ويعود ذلك لسببين‪ :‬األول‪ ،‬أن انخفاض أسعار النفط في تلك المرحلة خفض‬
‫من الدور الذي تلعبه الصادرات النفطية في تحديد الناتج المحلي ل القتصاد‪ ،‬أما السبب الثاني فهو زيادة األهمية النسبية‬
‫للقطاعات غير النفطية في الناتج المحلي‪ ،‬األمر الذي قد يشير إلى زيادة درجة التنوع في االقتصاد السعودي‪ .‬عادت بعد‬
‫ذلك األهمية النسبية للصادرات في التصاعد خالل مرحلة االنتعاش )‪(2014-2003‬م‪ ،‬فبلغت بالمتوسط ‪ %51‬من الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي‪ .‬وهي بذلك تعكس األسعار المرتفعة للنفط في تلك المرحلة‬
‫زيادة األهمية النسبية للقطاعات غير النفطية في الناتج المحلي في مرحلة الركود أدت إلى تناقص األهمية النسبية‬
‫للصادرات في تلك المرحلة‪.‬‬
‫كانت نسبة الواردات من الناتج المحلي اإلجمالي منخفضة نسبيا خالل مرحلة االزدهار‪ ،‬وبلغت بالمتوسط ‪.%15‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬يالحظ أن النسبة التي تحتلها الواردات من الناتج المحلي اإلجمالي كانت منخفضة نسبيا خالل مرحلة‬
‫االزدهار ( ‪) 1981 1970‬م‪ ،‬إذ بلغت بالمتوسط ‪ .% 15‬ثم أخذت في التزايد في المراحل التاريخية الالحقة‪ ،‬ويعكس‬
‫ذلك التغير في العادات االستهالكية‪ ،‬وزيادة اعتماد االقتصاد على العالم الخارجي لتلبية الحاجات االستهالكية المتزايدة‪.‬‬
‫وتعد نسبة التجارة الخارجية إلى الناتج المحلي اإلجمالي مؤشرا لدرجة االنفتاح‪ ،‬وتعني هذه النسبة مجموع الصادرات‬
‫والواردات بالنسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬كما يمكن أن يعتبر معيارا لدرجة انكشاف االقتصاد أمام التقلبات‬
‫الخارجية‪ .‬ويتضح أن هذه النسبة مرتفعة بالنسبة إلى االقتصاد السعودي‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذه النسبة في السنوات‬
‫األخيرة تعة مرتفعة لدى الكثير من الدول نتيجة للعولمة واالنفتاح وقواعد التجارة ‪oia golf adỏ .(UK‬‬
‫‪ Department for Business, 2015) algall‬النسبة بين ‪ %87 -%23‬لدول مجموعة العشرين لعام ‪2018‬م (‬
‫‪.)Federal Statistical Office, 2017‬‬
‫مؤشر الحساب الجاري إلى الناتج المحلي اإلجمالي يعكس حجم االستيعاب الكلي‪ ،‬والموارد المتاحة وإجمالي االستثمار‬
‫واالدخار‬
‫ويستخدم مؤشر الحساب الجاري إلى الناتج المحلي اإلجمالي لمعرفة حجم االستيعاب الكلي‪ ،‬والموارد المتاحة‪ ،‬وإجمالي‬
‫االستثمار واالدخار ويتم احتسابه بالمعادلة التالية‪ :‬الحساب الجاري = الحساب التجاري الصادرات ‪ -‬الواردات) ‪+‬‬
‫صافي الدخل (تعويضات العالمين في الخارج ودخل االستثمار) ‪ +‬صافي التحويالت الجارية )المنح والمساعدات‬
‫الخارجية (‪ Adedeji et Al., 2005) (ujisall oil gas‬ويوضح الشكل البياني رقم ( ‪ ) 48‬نسبة الحساب الجاري‬
‫إلى الناتج المحلي اإلجمالي للمملكة مقارنة بدول مجموعة العشرين‪ .‬وقد سجلت النسبة ‪ % 9.2‬من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي وتعكس مستوى القدرة التنافسية لالقتصاد‪.‬‬
‫في مرحلة االزدهار تزايد مستوى الصادرات من ‪ 10,907‬مليون لاير في بداية المرحلة عام ‪ 1970‬م‪ ،‬ليصل إلى‬
‫‪ 405,481‬مليون لاير في نهاية المرحلة عام ‪1981‬م‪.‬‬
‫ويشير الجدول رقم )‪ (29‬إلى معدالت نمو الصادرات والواردات في االقتصاد السعودي خالل الفترات التاريخية‬
‫المتعاقبة‪ .‬فقد شهدت مرحلة االزدهار )‪(1981-1970‬م نموا كبيرا لكل من الصادرات والواردات‪ ،‬بلغ فيها متوسط‬
‫معدل نمو الصادرات ‪ ،% 49‬وبلغ معدل نمو الواردات ‪ .% 37‬وأظهرت المرحلة تزايدا متسارعا لمستوى الصادرات‬
‫من ‪ 10,907‬مليون لاير في عام ‪ 1970‬م‪ ،‬لتصل إلى ‪ 105,481‬مليون لاير في نهاية المرحلة عام ‪ 1981‬م‪ .‬فيما‬
‫تزايدت الواردات من ‪ 3,197‬مليون لاير في عام ‪ 1970‬م التصل إلى ‪ 119,298‬مليون لاير في عام ‪1981‬م وتباطأ‬
‫متوسط معدل النمو في مرحلة الركود ( ‪) 2002 -1982‬م حيث سجل معدل نمو الصادرات ومعدل نمو الواردات ‪2‬‬
‫‪ %‬و ‪ % 1‬على التوالي ثم عاد معدل النمو لالرتفاع في مرحلة االنتعاش ( ‪) 2014 -2003‬م‪ ،‬وبلغ متوسط معدل‬
‫النمو ‪ % 17‬للصادرات‪ ،‬و ‪ % 16‬للواردات في تلك المرحلة وقد انعكس ذلك على ضخامة الصادرات التي ارتفعت‬
‫من ‪ 349,664‬مليون لاير في عام ‪ 2003‬م‪ ،‬لتصل إلى ‪ 1,284,122‬مليون لاير في نهاية المرحلة عام ‪ 2014‬م‪ .‬فيما‬
‫تزايدت الواردات من ‪ 156,391‬مليون لاير في عام ‪ 2003‬م‪ ،‬لتصل إلى ‪ 651,876‬مليون لاير في عام ‪ 2014‬م‪.‬‬
‫وشهدت سنة األساس ‪ 2015‬م انخفاضا لنمو الصادرات بلغ ‪ ،%41‬وذلك بسبب تدهور أسعار النفط في تلك السنة‪ ،‬فيما‬
‫نمت الواردات نموا ضئيلة بلغ ‪ .% 1‬وشهدت السنوات الثالث األولى من الرؤية تحسنا في نمو الصادرات بلغ‬
‫بالمتوسط ‪ ،% 15‬فيما سجلت الواردات انخفاضا في النمو بلغ ‪.% 7‬‬
‫إعادة التصدير هو عبارة عن البضائع التي سبق استيرادها وأجريت عليها كل اإلجراءات الجمركية وأعيد تصديرها‬
‫دون إجراء تعديل واضح عليها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬هيكل الصادرات‬
‫التصدير هو بيع المنتجات من دولة ألخرى‪ ،‬وفق نظام معترف به وقوانين ونظم تدعم كال من االستيراد من جانب الدول‬
‫المستهلكة والتصدير من جانب الدولة المصدرة ( ‪ .) Mofatt , 2019‬ويقصد بالصادرات الوطنية وفق نظام التجارة‬
‫الخارجية جميع السلع التي يتم إنتاجها أو تصنيعها محليا بالكامل‪ ،‬أو التي أجريت عليها عمليات صناعية غيرت من‬
‫شكلها وقيمتها والمعدة للتصدير خارج المملكة‪ .‬أما إعادة التصدير فهو عبارة عن البضائع التي سبق استيرادها وأجريت‬
‫عليها اإلجراءات الجمركية كافة وأعيد تصديرها دون إجراء تعديل واضح عليها‪ .‬وتحدد قيمة الصادرات (فوب) (‬
‫‪ ) F.O.B‬على أساس القيمة )تسليم ظهر السفينة أو الطائرة(‪ .‬أي قيمة البضاعة مضافا إليها التكاليف األخرى حتى‬
‫تسليمها على ظهر وسيلة الشحن أو تتضمن قيمة البضائع بما فيها المصاريف جميعها حتى مكتب التصدير )الهيئة العامة‬
‫لإلحصاء ‪ 2018‬م)۔ يوضح الجدول رقم ( ‪ ) 30‬أن صادرات المملكة السلعية تنقسم إلى الصادرات النفطية والصادرات‬
‫غير النفطية‬
‫تتكون الصادرات النفطية من النفط الخام والمنتجات المكررة‪ .‬وتتكون الصادرات غير النفطية من البتروكيماويات‪،‬‬
‫ومواد البناء‪ ،‬والمنتجات الزراعية والحيوانية والغذائية والسلع األخرى‪.‬‬
‫وتتكون الصادرات النفطية من النفط الخام والمنتجات المكررة‪ .‬فيما تتكون الصادرات غير النفطية من البتروكيماويات‪،‬‬
‫ومواد البناء‪ ،‬والمنتجات الزراعية والحيوانية والغذائية‪ ،‬والسلع األخرى‪ .‬ويوضح الشكل البياني رقم ( ‪ ) 49‬أنه على‬
‫مدى العقود الماضية‪ ،‬مثلت الصادرات النفطية ‪ % 84‬من إجمالي الصادرات في المملكة بالمتوسط خالل الفترة (‬
‫‪) 2018 -2005‬م‪ ،‬في حين شكلت الصادرات غير النفطية نحو ‪ .% 16‬ويسيطر النفط الخام على ‪ % 87‬من‬
‫الصادرات النفطية‪ ،‬في حين تمثل المنتجات المكررة ما نسبته ‪ .13%‬ومن جهة أخرى‪ ،‬تتكون الصادرات غير النفطية‬
‫من البتروكيماويات بنسبة ‪ .%61‬والمنتجات الزراعية والحيوانية والغذائية بنسبة ‪ ،% 25‬ومواد البناء بنسبة ‪،% 7‬‬
‫والسلع األخرى بنسبة ‪.% 7‬‬
‫أما من حيث الصادرات حسب األقسام الرئيسية‪ ،‬فيوضح الشكل البياني رقم ( ‪ ،) 50‬أن المنتجات المعدنية تمثل النسبة‬
‫األكبر من الصادرات‪ ،‬فقد استأثرت بأعلى متوسط لقيمة الصادرات ممثلة بنسبة ‪ % 85‬من إجمالي الصادرات‪ .‬تليها‬
‫المنتجات الكيماوية بنسبة ‪ .% 5‬وتحتل منتجات البالستيك المرتبة الثالثة بنسبة ‪ % 4‬بالمتوسط خالل الفترة ( ‪-1984‬‬
‫‪ ) 2018‬م‪ .‬وتمثل باقي األقسام التي تشمل المواد الغذائية‪ ،‬والمعادن العادية ومصنوعاتها‪ ،‬واآلالت واألجهزة‬
‫الكهربائية‪ ،‬والسلع المعاد تصديرها‪ ،‬والسلع األخرى نسبة ضئيلة من إجمالي قيمة الصادرات تتراوح بين ‪0.4 -% 2‬‬
‫‪ %‬بالمتوسط خالل الفترة ( ‪ ) 2018 -1984‬م‪.‬‬
‫تمثل المنتجات المعدنية ‪ 85%‬من إجمالي الصادرات‪.‬‬
‫تمثل المواد الوسيطة ‪ 94%‬من إجمالي الصادرات‪ ،‬في حين تمثل المواد الخام ‪ %65‬من إجمالي الصادرات‪.‬‬
‫ووفقا لتصنيف الصادرات حسب استخدام المواد كما يظهر في الشكل البياني رقم ( ‪ ،) 51‬فقد استأثرت صادرات‬
‫المملكة من المواد الوسيطة بأعلى قيمة‪ ،‬إذ بلغت ‪ % 94‬من إجمالي الصادرات‪ .‬أما الصادرات من السلع االستهالكية‬
‫فقد احتلت المرتبة الثانية بنسبة ‪ % 4‬من إجمالي الصادرات‪ .‬وتأتي الصادرات من السلع الرأسمالية بنسبة ضئيلة ال‬
‫تتجاوز ‪ % 1‬من إجمالي الصادرات‪ .‬وفيما يخص صادرات المملكة حسب تصنيف طبيعة المواد فقد احتلت الصادرات‬
‫من المواد الخام المرتبة األولى بنسبة ‪ %65‬من إجمالي الصادرات‪ .‬أما الصادرات من المواد المصنعة فكانت في المرتبة‬
‫الثانية بنصيب بلغ ‪ %18‬من إجمالي الصادرات‪ .‬ويلي ذلك الصادرات من المواد نصف المصنعة التي احتلت المرتبة‬
‫الثالثة بنصيب بلغ ‪ % 17‬من إجمالي الصادرات‪.‬‬
‫تمثل قيمة الواردات في التكلفة القيمة محل اإلرسال مضافا إليها تكلفة التأمين والنقل أو الشحن والتكاليف األخرى حتى‬
‫تسليم البضاعة إلى رصيف التنزيل بميناء الدخول‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬هيكل الواردات‬
‫االستيراد هو جلب السلع والخدمات من بلد أجنبي من أجل بيعها واالستفادة منها‪ ،‬وهو عكس التصدير‪ ،‬ويعد االستيراد‬
‫والتصدير معامالت مالية خاصة بالتجارة الدولية ( ‪ .) Joshi , 2009‬ويقصد باالستيراد وفق نظام التجارة الخارجية‬
‫كل السلع والبضائع الواردة والداخلة إلى البالد لتغطية الحاجات المحلية والتي تجرى عليها جميع اإلجراءات الجمركية‬
‫المتبعة في إنهاء استيراد سلعة ما‪ ،‬وتحتسب قيمة الواردات على أساس (سيف) ( ‪ ) C.I.F‬وتتمثل قيمة الواردات دائما‬
‫في التكلفة )القيمة محل اإلرسال مضافا إليها تكلفة التأمين والنقل أو الشحن والتكاليف األخرى حتى تسليم البضاعة إلى‬
‫رصيف التنزيل بميناء الدخول( عدا الرسوم الجمركية )الهيئة العامة لإلحصاء‪ 2018 ،‬م)‪.‬‬
‫تزايدت الواردات بجميع مكوناتها بدون استثناء خالل المراحل التاريخية المختلفة‪.‬‬
‫ويالحظ من جدول رقم ( ‪ ) 31‬تزايد الواردات بجميع مكوناتها بدون استثناء‪ ،‬ولم يتبين أي نتائج إلحالل واردات في أي‬
‫مكون من تلك المكونات خالل المراحل الزمنية المتعاقبة‪ .‬وقد استحوذت اآلالت واألجهزة والمعدات الكهربائية على‬
‫النصيب األكبر من قيمة الواردات‪ ،‬وتمثل حوالي ‪ 25%‬من إجمالي واردات المملكة‪ .‬يليها معدات النقل بنسبة ‪%17.7‬‬
‫من إجمالي الواردات‪ ،‬كما يشير إلى ذلك الشكل البياني رقم ( ‪.) 52‬‬
‫تمثل واردات السلع الوسيطة ‪ % 40‬من إجمالي الواردات‪ ،‬وتمثل الواردات المصنعة ‪ %71‬من إجمالي الواردات‬
‫ويشير تصنيف بيانات واردات المملكة حسب استخدام المواد‪ .‬إلى أن واردات السلع الوسيطة تحتل المرتبة األولى بنسبة‬
‫قدرها ‪ % 40‬من إجمالي الواردات‪ .‬وجاءت في المرتبة الثانية واردات السلع االستهالكية بنسبة ‪ %39‬من إجمالي‬
‫الواردات‪ .‬وفي المرتبة الثالثة حلت الواردات من السلع الرأسمالية بنسبة بلغت ‪ .%21‬وفيما يخص بيانات واردات‬
‫المملكة حسب نوع السلع‪ ،‬فقد استأثرت الواردات من المواد المصنعة بأعلى قيمة وجاءت بالمرتبة األولى بنصيب مقداره‬
‫‪ % 71‬من إجمالي الواردات‪ .‬وجاءت الواردات من المواد نصف المصنعة بالمرتبة الثانية لتبلغ ‪ % 24‬من إجمالي‬
‫الواردات‪ .‬في حين لم تتجاوز الواردات من المواد الخام نسبة ‪ % 5‬من إجمالي الواردات‬
‫تأتي أكثر الواردات في المملكة عن طريق البحر ويعتبر ميناء جدة اإلسالمي وميناء الملك عبدالعزيز في الدمام منفذين‬
‫رئيسين للواردات السعودية‪.‬‬
‫وتشكل نفقات النقل جزءا مهما من قيمة السلع الواردة‪ .‬ويعد اختيار وسيلة النقل اختيار ذا مردود اقتصادي على‬
‫الصفقات التجارية‪ :‬ألن طبيعة هذه المواد ودرجة استخدامها وإمكانات تسويقها تلعب دورا مهما ورئيسا في النفقات‪.‬‬
‫وتأتي أكثر الواردات في المملكة عن طريق البحر وتمثل نسبة ‪ 60%‬من قيمة الواردات اإلجمالية‪ .‬ويعتبر ميناء جدة‬
‫اإلسالمي وميناء الملك عبدالعزيز في الدمام منفذين رئيسين للواردات السعودية‪ ،‬حيث تأتي نحو ‪ ،% 29‬و ‪ % 20‬من‬
‫واردات المملكة عن طريق هذين المنفذين على التوالي‪ .‬يلي ذلك مطار الملك خالد الدولي في الرياض بنحو ‪،% 12.3‬‬
‫ومطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة بنحو ‪.% 7.4‬‬
‫مصدر الواردات ووجهة الصادرات تغيرت خالل العقود الماضية‪ ،‬كانت الواليات المتحدة األمريكية تحتل المرتبة‬
‫األولى من السبعينات حتى عام ‪ 2015‬م‪ ،‬ولكنها بعد ذلك احتلت المرتبة الخامسة من حيث الصادرات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التبادل التجاري للمملكة مع أهم شركاء تجاريين‬
‫وبالنظر إلى الشركاء التجاريين للمملكة‪ ،‬نجد أن مصدر الواردات ووجهة الصادرات قد تغيرت خالل العقود الماضية‪.‬‬
‫فقد احتلت الواليات المتحدة األمريكية المرتبة األولى خالل الفترة الممتدة منذ عقد السبعينات حتى عام ‪ 2015‬م‪ .‬ولكن‬
‫شهدت األعوام الالحقة لعام ‪ 2015‬م تغيرا في تلك المرتبة لتحتل المرتبة الخامسة من حيث حجم الصادرات‪ ،‬والمرتبة‬
‫الثانية من حيث حجم الواردات‪ .‬ومن أهم الدول التي صدرت إليها المملكة في السنوات الثالث األولى من مرحلة الرؤية‬
‫( ‪) 2018 -2016‬م‪ ،‬دولة الصين التي احتلت المرتبة األولى‪ ،‬وجاءت دولة اليابان في المرتبة الثانية‪ ،‬في حين احتلت‬
‫دو لة الهند المرتبة الثالثة من حيث قيمة الصادرات‪ ،‬ويليها في المرتبة الرابعة كوريا الجنوبية ثم الواليات المتحدة‬
‫األمريكية في المرتبة الخامسة‬
‫تغيرت مصادر واردات المملكة‪ ،‬ويبين ذلك مجموعة من التغيرات في العالقات االقتصادية والعالقات السياسية وتغير‬
‫أذواق المستهلكين‪.‬‬
‫وقد تغيرت كذلك مصادر واردات المملكة‪ ،‬مما يعكس مزيجا من التغيرات في العالقات االقتصادية‪ ،‬والعالقات السياسية‪.‬‬
‫وتغير أذواق المستهلكين‪ .‬ومن أهم الدول التي تستورد منها المملكة في السنوات الثالث األولى من مرحلة الرؤية (‬
‫‪) 2018 -2016‬م‪ ،‬هي دولة الصين والتي تأتي في المرتبة األولى وبنسبة ‪ % 15.9‬من إجمالي الواردات‪ .‬وتتركز‬
‫الواردات من دولة الصين في السلع التالية‪ :‬أجهزة ومعدات كهربائية وأجزاؤها‪ ،‬وآالت وأدوات آلية وأجزاؤها‪ ،‬وأثاث‬
‫ومبان مصنعة‪ ،‬والحديد والصلب (فوالذ)‪ ،‬وألبسة غير محاكة‪ .‬فيما تأتي الواليات المتحدة األمريكية في المرتبة الثانية‬
‫وبنسبة ‪ % 13.7‬من إجمالي الواردات‪ .‬وقد احتلت المرتبة الثانية منذ عام ‪ 2014‬م‪ .‬ومن أهم الواردات األمريكية‪:‬‬
‫آالت وأدوات آلية وأجزاؤها‪ ،‬وسيارات وأجزاؤها‪ ،‬ومركبات جوية وأجزاؤها‪ ،‬أجهزة ومعدات كهربائية وأجزاؤها‪،‬‬
‫أجهزة طبية وبصرية وتصويرية‪.‬‬
‫تحسنت نسبة الصادرات غير النفطية إلى الواردات وأصبحت تغطي ‪ %45‬من واردات المملكة في عام ‪ 2018‬م‪ ،‬وهو‬
‫المستوى األعلى تاريخيا بعد أن كانت تشكل ‪ %29‬في عام ‪2015‬م‪.‬‬
‫خالل العشيرين الماضية استحدث االقتصاد السعودي ‪ 9.4‬مليون وظيفة جديدة منها ‪ 2.7‬مليون وظيفة فقط شغلها‬
‫السعوديون فيما شغل غير الس السعوديين ‪ 6.7‬مليون وظيفة‬
‫خامسا‪ :‬صادرات المملكة غير النفطية إلى أهم شركاء‬
‫تجاري ين بدراسة بيانات صادرات المملكة غير النفطية خالل العقود الماضية تالحظ انخفاض حجم الصادرات غير‬
‫النفطية بشكل عام‪ ،‬ويعكس ذلك استمرار اعتماد اقتصاد المملكة على صادرات النفط‪ .‬ويقيس مؤشر نسبة الصادرات‬
‫غير النفطية إلى الواردات‪ ،‬مقدرة تلك الصادرات على تغطية متطلبات االستيراد‪ .‬وكما يتضح في الشكل البياني رقم (‬
‫‪ ،) 57‬فهناك تحسن ملحوظ لنسبة الصادرات غير النفطية إلى الواردات في السنوات الثالث األولى من الرؤية‪ .‬حيث‬
‫أصبحت تلك الصادرات تغطي ‪ % 45‬من واردات المملكة في عام ‪ 2018‬م‪ ،‬وهو المستوى األعلى تاريخيا بعد أن‬
‫كانت تشكل ‪ % 29‬في عام ‪ 2015‬م‪ .‬وقد بلغت قيمة الصادرات غير النفطية في عام ‪2018‬م نحو ‪ 235.5‬مليار لاير‪،‬‬
‫وبنسبة مقدارها ‪ % 21.3‬من إجمالي الصادرات‪ .‬وتأتي الدول اآلسيوية كشريك أول بنسبة ‪ .%37‬تليها دول مجلس‬
‫التعاون الخليجي بنسبة ‪ ،% 20‬ثم دول الجامعة العربية بنسبة ‪ .% 12‬فالدول اإلسالمية بنسبة ‪ ،% 11‬ودول االتحاد‬
‫األوروبي ‪.% 10‬‬
‫خامسا‪ :‬الوظائف المستحدثة في االقتصاد السعودي‬
‫استحدث االقتصاد السعودي خالل العشرين سنة الماضية ( ‪) 2019 1999‬م ‪ 9.4‬مليون وظيفة جديدة‪ ،‬منها ‪ 2.7‬مليون‬
‫وظيفة فقط شغلها السعوديون‪ ،‬فيما شغل غير السعوديين نحو ‪ 6.7‬مليون وظيفة‪ .‬وقد شغل الذكور السعوديون نحو ‪1.9‬‬
‫مليون وظيفة‪ ،‬فيما شغلت اإلناث السعوديات نحو ‪ 714‬ألف وظيفة من الوظائف المستحدثة خالل العشرين سنة‬
‫الماضية‪ ،‬كما يوضح ذلك الشكل البياني رقم ( ‪ .) 77‬وعلى الرغم من انخفاض عوائد النفط وإيرادات الحكومة منذ عام‬
‫‪ 2015‬م‪ ،‬إال أن االقتصاد السعودي استمر في استحداث وظائف وبمعدالت مرتفعة‪ .‬وقد شغل معظم تلك الوظائف‬
‫العمالة غير السعودية‪ .‬ومن المتوقع أن ينتج عن التحول الديمغرافي الذي تشهده المملكة حاليا زيادة كبيرة في عدد‬
‫السعوديين في سن العمل في األعوام القادمة‪ ،‬مما يتطلب إيجاد الحلول المناسبة لضمان نمو التوظيف للمواطنين‬
‫السعوديين في المستقبل‪.‬‬
‫المتعطلون وفقا للهيئة العامة لإلحصاء هم األفراد بدون عمل خالل أسبوع قبل زيارة األسرة واتخذوا أسلوب للبحث عن‬
‫عمل‪ ،‬وجاهزون للعمل خالل أسبوعين تاليين‪.‬‬
‫معدل البطالة هو نسبة المتعطلين إلى إجمالي قوة العمل‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬البطالة‬
‫وفقا للهيئة العامة لإلحصاء يمثل المتعطلون جميع األفراد من الذكور واإلناث الذين يبلغون من العمر ‪ 15‬سنة فأكثر)‬
‫الذين كانوا خالل فترة اإلسناد الزمني للمسح الميداني‪ :‬بدون عمل خالل السبعة األيام السابقة لزيارة األسرة‪ ،‬ويبحثون‬
‫عن عمل بجدية خالل األسابيع األربعة السابقة لزيارة األسرة (أي قاموا على األقل باتخاذ أسلوب واحد للبحث عن‬
‫عمل(‪ ،‬ويشمل ذلك الذين لم يقوموا بالبحث عن عمل خالل األسابيع األربعة السابقة لزيارة األسرة بسبب انتظار‬
‫الحصول على عمل‪ ،‬أو تأسيس عمل خاص بهم خالل الفترة القادمة‪ ،‬حيث سبق لهم البحث عن عمل قبل فترة اإلسناد‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أنهم قادرون على العمل ومستعدون لاللتحاق به في حال توفره (أي متاحين للعمل خالل السبعة األيام‬
‫السابقة لزيارة األسرة أو األسبوعين التاليين )الهيئة العامة لإلحصاء‪ 2018 ،‬م)‪ .‬ومعدل البطالة هو مؤشر يقيس مشاركة‬
‫السكان في سن العمل ( ‪ 15‬سنة فأكثر( في القوة العاملة كمتعطلين‪ ،‬وهو عبارة عن نسبة المتعطلين إلى إجمالي قوة‬
‫العمل كما يأتي في المعادالت التالية‪:‬‬
‫معدل البطالة = (عدد المتعطلين ÷إجمالي قوة العمل) ‪100 x‬‬
‫معدل البطالة للسعوديين = (عدد المتعطلين السعوديين ÷ إجمالي قوة العمل للسعوديين) ‪100 x‬‬
‫معدل البطالة للذكور = (عدد المتعطلين الذكور ÷ إجمالي قوة العمل للذكور) ‪100 x‬‬
‫معدل البطالة لإلناث = (عدد المتعطلين اإلناث ÷ إجمالي قوة العمل لإلناث) ‪100 x‬‬
‫وتصدر الهيئة العامة لإلحصاء منذ عام ‪ 2017‬م‪ ،‬بيانات دورية في نشرتها لسوق العمل عن الباحثين عن العمل‪ ،‬وعن‬
‫المتعطلين عن العمل وهي تؤكد على اختالف التعريف اإلحصائي للمفهومين‪ ،‬حيث أوضحت أن تعريف الباحثين عن‬
‫العمل أنهم األفراد السعوديون (ذكورا كانوا أو إناثا) المسجلون في البوابات الحكومية للبحث عن عمل لدى وزارة‬
‫الخدمة المدنية جدارة وساعد‪ ،‬ولدی صندوق تنمية الموارد البشرية طاقات ويقومون بتسجيل بياناتهم الشخصية‬
‫ومؤهالتهم وخبراتهم العملية وسيرهم الذاتية عن طريق نظام إلكتروني لدى جهة التقديم‪ ،‬علما بأن الباحثين عن عمل في‬
‫السجالت اإلدارية ال يخضعون لمعايير وشروط البطالة المتعارف عليها دوليا والمعتمدة من قبل منظمة العمل الدولية‬
‫ومن ثم ال يقذون جميعهم متعطلين عن العمل‪ ،‬وبناء على ذلك فليس كل باحث عن عمل يعد متعطلة‪ ،‬فقد يكون يبحث‬
‫عن عمل وهو على رأيں عمل آخر‪ ،‬كما هي الحال في الباحثين المسجلين في بوابات التوظيف الحكومية‪ ،‬وهم يعملون‬
‫فعليا لحسابهم الخاص‪ ،‬وغير مسجلين كمشتغلين في السجالت الحكومية الخدمة المدنية والتأمينات االجتماعية والسجالت‬
‫التجارية‪ ،‬ورخص البلدية الهيئة العامة لإلحصاء‪ 2018 ،‬م)‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يستند التعريف القياسي للبطالة إلى ثالثة معايير رئيسة البد من توافرها في وقت واحد كما حددتها‬
‫الهيئة العامة لإلحصاء ( ‪ ،) 2018‬المعيار األول‪ ،‬انعدام العمل‪ ،‬أي أن يكون الفرد دون عمل‪ ،‬فهو ال يعمل بأجر أو‬
‫لحسابه الخاص‪ ،‬كما هو محدد في التعريف الدولي للعمالة‪ ،‬وتعبير دون عمل يعني انعدامة تامة للعمل‪ ،‬أي عدم القيام‬
‫بأي عمل أثناء فترة اإلسناد الزمني؛ لذا فإن الفرد يعد دون عمل إذا لم يكن قد عمل على اإلطالق أثناء فترة اإلسناد‬
‫الزمني‪ ،‬وال حتى لساعة واحدة‪ ،‬ولم يكن غائبا عن العمل بصفة مؤقتة على النحو المحدد في تعريف العمالة‬
‫والمعيار الثاني‪ ،‬اإلتاحة للعمل‪ ،‬أي أن يكون الفرد متاحا للعمل في الوقت الراهن‪ ،‬أي أنه متاح للعمل بأجر‪ ،‬أو للعمل‬
‫لحسابه الخاص‪ ،‬ويعني معيار اإلتاحة أن الفرد يجب أن يكون قادرا ومستعدة للعمل إذا توافرت اله الفرصة‪ ،‬مع مراعاة‬
‫وجود فترة )أسبوعين(‪ ،‬وذلك ألنه ليس من المتوقع أن يكون كل فرد ممن يبحثون عن عمل قادرا على البدء في العمل‬
‫فور الحصول عليه‪.‬‬
‫يختلف مفهوم الباحثين عن العمل عن المتعطلين عن العمل‪ ،‬وال يعة كل الباحثين عن العمل متعطلين وفقا لمنظمة العمل‬
‫الدولية‪.‬‬
‫يستند تعريف البطالة إلى ثالثة معايير انعدام العمل‪ ،‬واإلتاحة للعمل والبحث عن عمل‬
‫معدل البطالة حسب الممارسات العالمية المعتمدة دوليا‪ ،‬يتم حسابه من تقديرات المسوح األسرية‪.‬‬
‫المعيار الثالث‪ .‬البحث عن عمل‪ .‬ومعنى أن يكون الفرد باحثا عن عمل‪ ،‬أي أنه اتخذ خطوات محددة من فترة قريبة‬
‫محددة للبحث عن عمل مقابل أجر أو ربح‪ ،‬وال يعتمد على ما إذا كان العمل المطلوب يقع ضمن الحدود الوطنية أو‬
‫خارجها‪ ،‬ويشمل البحث عن عمل اتخاذ خطوة واحدة على األقل من الخطوات التالية ‪ :‬التسجيل لدى وزارة الخدمة‬
‫المدنية‪ ،‬التسجيل لدى وزارة العمل‪ ،‬التسجيل لدى صندوق تنمية الموارد البشرية التسجيل في مكاتب التوظيف الخاصة‪،‬‬
‫تقديم طلب األصحاب العمل‪ ،‬تقديم طلب بالمراسلة عبر اإلنترنت أو البريد‪ ،‬سؤال األصدقاء واألقارب عن فرص العمل‪،‬‬
‫قراءة‪ ،‬أو مشاهدة‪ ،‬أو إجابة أو نشر اإلعالنات في وسائل اإلعالم‪ ،‬تقديم طلب دعم مالي (قرض) أو أرض أو معدات ‪..‬‬
‫إلخ إلقامة مشروع خاص وقد أظهرت نتائج نشرة سوق العمل من واقع تقديرات مسح القوی العاملة ‪ 2019‬م أن معدل‬
‫البطالة للسكان السعوديين بلغ ‪ ،% 12.3‬وبلغ معدل البطالة لإلناث السعوديات ‪ .% 31‬أما معدل البطالة للذكور‬
‫السعوديين فقد بلغ ‪.% 6‬‬
‫أن األكثر في العمالة الوطنية أنها عمالة ماهرة‪ .‬كما أن أغلب العاطلين عن العمل هم من حملة الشهادات الجامعية‪.‬‬
‫أن الغالب في الوظائف التي يوفرها االقتصاد هي وظائف غير ماهرة وال تتطلب مستوى تعليميا مرتفعا‪ :‬مما يجعل‬
‫استيعاب األيد العاملة الوطنية ضعيفة‬
‫خصائص المتعطلين السعوديين‬
‫اتضح بدراسة خصائص المتعطلين السعوديين حسب الحالة التعليمية أن المتعطلين السعوديين الذين يحملون الشهادة‬
‫الجامعية )بكالوريوس( بلغت نسبتهم ‪ % 53‬من إجمالي المتعطلين السعوديين‪ ،‬يليهم الحاصلون على الشهادة الثانوية أو‬
‫ما يعادلها بنسبة ‪ ،% 31‬في حين كانت نسبة الدكتوراه األقل حيث بلغت ‪ .% 0.1‬وقد تركزت معظم اإلناث السعوديات‬
‫المتعطالت عن العمل في فئة الحاصالت على الشهادة الجامعية فما فوق‪ ،‬في حين تركز معظم السعوديين الذكور‬
‫المتعطلين عن العمل في فئة الحاصلين على الشهادة الثانوية أو ما يعادلها‪ .‬وتعكس هذه الخاصية حقيقتين عن قوة العمل‬
‫السعودية‪ .‬األولى‪ :‬أن األكثر في العمالة الوطنية أنها عمالة ماهرة‪ ،‬كما أن أغلب العاطلين عن العمل هم من حملة‬
‫الشهادات الجامعية‪ .‬الثانية‪ :‬أن الغالب في الوظائف التي يوفرها القطاع الخاص هي وظائف غير ماهرة وال تتطلب‬
‫مستوى تعليمية مرتفعة‪ ،‬مما يجعل إحالل العمالة الوافدة بعمالة وطنية واستيعاب األيدي العاملة الوطنية ضعيفة‪ ،‬األمر‬
‫الذي يشكل محدودية في حل مشكلة البطالة ويشكل السعوديون الذكور المتعطلون عن العمل ‪ ،% 36‬فيما تشكل‬
‫السعوديات اإلناث ‪ % 64‬من إجمالي المتعطلين السعوديين‪.‬‬
‫ويوضح الشكل البياني رقم ( ‪ ،) 80‬أن أعلى نسبة للمتعطلين السعوديين الحاصلين على شهادة دبلوم فأعلى كانت‬
‫للحاصلين على تخصص الدراسات اإلنسانية‪ .‬وتشمل الدراسات اإلنسانية‪ ،‬الدين واللغات األجنبية واللغة العربية وآدابها‬
‫والتاريخ والفلسفة واألخالق‪ ،‬وذلك بواقع ‪ 27%‬من إجمالي المتعطلين السعوديين الذين يحملون دبلوم فأعلى‪ .‬يليهم‬
‫المتخصصون في العلوم التربوية وإعداد المعلمين بنسبة ‪ 19.5%‬من إجمالي المتعطلين السعوديين الذين يحملون دبلوم‬
‫فأعلى ويليهم المتخصصون في األعمال التجارية واإلدارة بنسبة ‪ .% 12.5‬ثم المتخصصون في تكنلوجيا المعلومات‬
‫والحاسب بنسبة ‪ .% 6.6‬ثم المتخصصون في العلوم االجتماعية السلوكية بنسبة ‪ .% 6‬فيما شكلت تخصصات خدمات‬
‫األمن وحماية البيئة والزراعة وعمليات التصنيع واإلنتاج والعمارة والبناء والفنون والصحافة واإلعالم والخدمة‬
‫االجتماعية نسب بطالة منخفضة بأقل من ‪ .% 1‬فيما لم يسجل تخصص البيطرة وتخصص خدمات النقل نسب بطالة‬
‫أن نحو ‪ % 27‬من إجمالي المتعطلين السعوديين الحاصلين على شهادة دبلوم فأعلى هم من المتخصصين في الدراسات‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫ووفقا للممارسات العالمية المعتمدة دولية يتم احتساب معدل البطالة عن طريق تقديرات المسوح األسرية وعلى جميع‬
‫السكان سواء كانوا مواطنين أو غير مواطنين‪ .‬وإذا طبقنا ذلك بهدف المقارنة مع الدول األخرى نجد أن معدل البطالة‬
‫للسكان في المملكة السعوديين وغير السعوديين) البالغ ‪ % 5.6‬في عام ‪ 2019‬م بالمقارنة مع دول مجموعة العشرين‬
‫يعة معدلة متوسطة تقريبا بين الدول كافة‪ .‬حيث سجلت أربع عشرة دولة معدالت تتراوح بين ( ‪،)% 5.5 -% 2.1‬‬
‫فيما سجلت ثماني دول أخرى معدالت تتراوح بين )‪ .(%29.1-6%‬كما يوضح الشكل البياني رقم ( ‪ .) 81‬فقد سجلت‬
‫سويسرا أقل معدل بطالة ضمن دول مجموعة العشرين مقدارها ‪ ،% 2.1‬تليها سنغافورة بمعدل بطالة بنحو ‪.% 2.3‬‬
‫فيما تصدرت أفريقيا الجنوبية‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬وتركيا معدالت البطالة األعلى ضمن دول مجموعة العشرين بمعدالت ‪29.1‬‬
‫‪ % 13.9 ،% 13.92 ،%‬على التوالي‬
‫بلغ معدل البطالة للسكان في المملكة (السعوديين وغير السعوديين) نحو ‪ % 5.6‬في عام ‪2019‬م‪.‬‬
‫مؤشر سعر المستهلك هو المؤشر الرئيس التضخم في بلد ما‪ .‬ويقيس معدل التغير في األسعار‬
‫يبين الرقم القياسي األسعار المستهلك التغيرات في األسعار في فترة زمنية محددة ويمثل مختلف فئات السكان المعيشية‬
‫ويستخدم ألغراض التحليل والتنبؤ بالمستقبل‪.‬‬
‫في عام ‪ 2019‬م‪ .‬أدى انخفاض التضخم في قسم السكن والمياه والكهرباء وأنواع الوقود األخرى إلى انخفاض المستوى‬
‫العام للرقم القياسي ألسعار المستهلك باعتباره يشكل األهمية النسبية األكبر‬
‫سجل االقتصاد السعودي أقل معدل تضخم في أسعار المستهلكين بين دول مجموعة العشرين‬
‫ثانيا‪ :‬األرقام القياسية ألسعار المستهلك‬
‫وفقا للهيئة العامة لإلحصاء ( ‪ ) 2019‬يعرف الرقم القياسي ألسعار ‪ Price )Index‬بأنه مقدار التغير الشهري ل‬
‫ألسعار المستهلك ‪ (Consumer‬السلة محددة من السلع والخدمات‪ ،‬وهو مقياس إحصائي للتغيرات في أسعار تلك‬
‫السلة‪ .‬وتمثل سلة السلع والخدمات المجموعة الحقيقية للسلع والخدمات التي يقوم المستهلك األسري باإلنفاق عليها‬
‫ألغراض معيشية ويستعمل الرقم القياسي التجميعي المرجح لقياس التغير‪ ،‬وفي هذه الطريقة يمكن الترجيح بكميات فترة‬
‫األساس أو فترة المقارنة أو معدل أكثر من فترة‬
‫ويعتبر رقم السبير ‪ Laspeyres( )Index‬هو الرقم القياسي التجميعي ‪Soll illa ulä sally. (Weighted‬‬
‫‪ Aggregate Index) 2‬به عن طريق الترجيح بكميات فترة المة ولهذا يعرف الرقم أيضا باسم أسلوب سنة األساس‪.‬‬
‫وتشير الهيئة العامة لإلحصاء ( ‪ ) 2019‬بأن سعر فترة األساس هو السعر المسجل للسلعة أو الخدمة في فترة سابقة‪،‬‬
‫ويقارن به السعر الجاري‪ .‬ويقاس التغير الشهري لألسعار باستخدام معادلة السبير اآلتية‬
‫ويعتبر مؤشر سعر المستهلك ‪ Price(Consumer‬المؤشر الرئيس للتضخم‪ ،‬أو معدل التغير في األسعار في بلد‬
‫معين‪ .‬وتوضح تقارير مؤشر سعر المستهلك )‪ (CPI‬التغير في المؤشر‪ ،‬ويسمى مؤشر سعر المستهلك أيضا مؤشر‬
‫تكاليف المعيشة )‪alDiewert(.et., 2010‬‬
‫يعد الرقم القياسي ألسعار المستهلك ( ‪ ) CPI‬أحد أهم المؤشرات اإلحصائية التي تصدرها األجهزة اإلحصائية بشكل‬
‫منتظم‪ ،‬ويعكس هذا الرقم التغيرات في أسعار سلة سوق ثابتة من السلع والخدمات خالل فترة زمنية محددة‪ .‬ويتصف‬
‫الرقم بالشمول والتمثيل لمختلف فئات السكان المعيشية في البلد‪ .‬كما يعتمد عليه في إعداد مجموعة من التقارير‬
‫والتحليالت االقتصادية واإلحصائية الخاصة بتحركات األسعار والتنبؤات المستقبلية في مختلف الفترات الزمنية ويعتمد‬
‫الرقم القياسي ألسعار المستهلك في بياناته على مسح ميداني تقوم به الهيئة العامة لإلحصاء بشكل شهري‪ ،‬يتم فيه جمع‬
‫األسعار عن طريق زيارات ميدانية لنقاط البيع بسعر التجزئة‪ ،‬وكذلك الوحدات السكنية المحددة مسبقا في مختلف‬
‫المناطق اإلدارية في المملكة واستيفاء استمارات إلكترونية تحتوي على عدد من السلع والخدمات والوحدات السكنية‪،‬‬
‫ومن خالله يتم توفير مؤشرات تتعلق بالرقم القياسي األسعار المستهلك الهيئة العامة لإلحصاء ‪ .) 2019‬وتشمل أقسام‬
‫اإلنفاق الرئيسة المؤثرة في حركة معدل التضخم الكلي في االقتصاد السعودي اآلتي‪ :‬قسم األغذية والمشروبات‪ ،‬والذي‬
‫يمثل ‪ %18.87‬من الرقم القياسي العام‪ ،‬وقسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود األخرى والذي يمثل‬
‫‪ ،%25.38‬وكذلك قسمي النقل واالتصاالت الذين يمثالن في مجموعهما ‪ %18.44‬من الرقم القياسي العام‪ ،‬وقسم‬
‫التجهيزات والمعدات المنزلية وأعمال الصيانة الذي يمثل ‪ ،8.56%‬وقسم المالبس واألحذية الذي يمثل ‪ .%6.23‬أما‬
‫باقي األقسام الستة األخرى فتمثل بمجموعها ‪ % 22.5‬من الرقم القياسي العام‬
‫تشمل العناصر الرئيسة المؤثرة في معدل التضخم الكلي في االقتصاد السعودي قسم األغذية‪ ،‬وقسم السكن والمياه‬
‫والكهرباء وأنواع الوقود األخرى‪ ،‬إذ يمثل هذان القسمان ‪ % 44.25‬من الرقم القياسي العام"‬
‫يوضح الجدول رقم )‪ (33‬معدالت التضخم في مرحلة وضع األساس للرؤية ( ‪) 2019 -2016‬م‪ ،‬وقد شهد عام ‪2016‬‬
‫م ارتفاعا في الضغوط التضخمية بسبب تخفيض دعم الوقود والطاقة‪ .‬إذ تسببت زيادة أسعار الطاقة في ارتفاع واضح‬
‫وتضخم لقسمي (السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود األخرى( و (النقل)‪ .‬فقد ارتفعت األسعار في قسم السكن‬
‫بنسبة ‪ ،% 4.8‬وسجل التضخم في قسم النقل ارتفاعا بنسبة ‪ % 7.5‬نتيجة التأثره المباشر بارتفاع أسعار الوقود‪ .‬وشهد‬
‫عام ‪ 2017‬م انخفاضا في معدل التضخم‪ ،‬وسجلت مجموعات اإلنفاق الرئيسة تراجعا في المستوى العام لألسعار‪ .‬ولكن‬
‫الضغوط التضخمية عادت للظهور في عام ‪ 2018‬م‪ ،‬وشهد المستوى العام للرقم القياسي ألسعار المستهلك ارتفاعا بنسبة‬
‫‪ .% 2.5‬وقد كان االرتفاع مدفوعا باالرتفاع في أسعار في قسمي )النقل(‪ ،‬و األغذية والمشروبات(‪ .‬انخفضت بعد ذلك‬
‫الضغوط التضخمية في عام ‪ 2019‬م‪ ،‬وسجل قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود األخرى أعلى معدل‬
‫انخفاض بين األقسام الرئيسة‪ ،‬فقد تراجع معدل التضخم السنوي بنسبة ‪.% 7.1‬‬
‫وبمقارنة معدل التضخم في المملكة مع الدول األعضاء في مجموعة العشرين كما يوضح الشكل البياني رقم ( ‪،) 83‬‬
‫نجد أن االقتصاد السعودي سجل أقل معدل تضخم في أسعار المستهلكين بين دول مجموعة العشرين‪ .‬وتعد المملكة‬
‫العربية السعودية وسويسرا الدولتين الوحيدتين اللتين تسجالن معدل تضخم دون الصفر بين دول مجموعة العشرين‪.‬‬
‫حيث سجلت جميع الدول معدالت تضخم موجبة‪ ،‬وسجلت األرجنتين أعلى معدل التضخم ضمن دول مجموعة العشرين‬
‫وبنسبة ‪53.5%.‬‬
‫كانت أسعار الطاقة منخفض ة قبل عام ‪ 2015‬م‪ ،‬وتقدر قيمة الدعم الحكومي لمنتجات الطاقة والمياه بما يقرب من ‪300‬‬
‫مليار لاير‪.‬‬
‫تمثل المنتجات البترولية ‪ 86%‬من تكلفة الدعم منها ‪ % 39.4‬حصة الديزل و ‪ % 22.1‬حصة البنزين‪ .‬ويستأثر الغاز‬
‫الطبيعي بحمة ‪ % 14‬من مجموع التكلفة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تعديل أسعار الطاقة والمياه في المملكة‬
‫كانت أسعار الطاقة في المملكة العربية السعودية منخفضة قبل عام ‪ 2015‬م مقارنة بالدول األخرى كما يوضح الجدول‬
‫رقم ( ‪ .) 38‬وعلى الرغم من أن تكلفة انخفاض أسعار الطاقة في المملكة عن المستويات العالمية ال يتم اإلشارة إلى‬
‫تكلفتها صراحة في الميزانية العامة‪ .‬إال أن التقديرات أشارت إلى ارتفاع هذه التكلفة والتي كانت تتحملها الشركات‬
‫المنتجة مثل أرامكو‪ ،‬ومصافي تكرير النفط‪ ،‬والشركة السعودية للكهرباء والكيانات األخرى شبه الحكومية‪ ،‬التي تقدم‬
‫منتجات الطاقة بأسعار منخفضة إما للمنتجين أو للمستهلكين النهائيين )الثميري‪2016 ،‬م(۔ بلغت قيمة الدعم الحكومي‬
‫لمنتجات الطاقة والمياه في عام ‪ 2015‬م بناء على تقديرات وزارة المالية ما يقرب من ‪ 300‬مليار لاير‪ .‬بناء على سعر‬
‫تصدير منتجات الطاقة في ذلك الوقت‪ .‬ويمكن أن تزداد قيمة الدعم بشكل كبير مع مرور الوقت بسبب النمو المتسارع‬
‫لالستهالك المحلي لمنتجات الطاقة والمياه والتغيرات في أسعار تصدير منتجات الطاقة‪ .‬كما تساهم األسعار المدعومة في‬
‫تحفيز النمو المتسارع في استهالك موارد الدولة )وزارة المالية ‪ 2017‬م)‪ .‬فيما قدر صندوق النقد الدولي التكلفة الضمنية‬
‫النخفاض أسعار المنتجات البترولية والغاز الطبيعي‪ ،‬محسوبة باستخدام الفجوة السعرية بين األسعار المحلية واألسعار‬
‫األمريكية (مع استخدام السعر المرجعي كمقياس بديل لألسعار الدولية وكمية االستهالك‪ ،‬بنحو ‪ 65.9‬مليار دوالر (‬
‫‪ % 10.2‬من الناتج المحلي اإلجمالي(‪ .‬وتعد المنتجات البترولية مصدر لحوالي ‪ %86‬من هذه التكلفة التي يهيمن عليها‬
‫الديزل بحصة تبلغ ‪ % 39.4‬والبنزين بحصة تبلغ ‪ .2% 2.1‬ويستأثر الغاز الطبيعي بحصة أخرى تبلغ ‪ %14‬من‬
‫مجموع التكلفة وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن التكلفة الضمنية النخفاض تعرفة الكهرباء تقدر بنحو ‪11.4‬‬
‫مليار دوالر ( ‪ % 1.5‬من الناتج المحلي اإلجمالية )صندوق النقد الدولي‪ 2015 ،‬م)‬
‫وقد أدى انخفاض أسعار الطاقة في المملكة إلى نمو في استهالك الطاقة محلية‪ ،‬حيث أخذ االستهالك المحلي من‬
‫المنتجات المكررة والنفط الخام والغاز الطبيعي في المملكة يرتفع‪ ،‬وزاد استهالك النفط بمعدل سنوي بلغ ‪ % 4.5‬في‬
‫عام ‪ 2015‬م وفقا لبيانات وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية‪ .‬وإلى جانب اإلفراط في استهالك الطاقة يتيح‬
‫انخفاض أسعار الطاقة المحلية أيضا فرصة ألنشطة التهريب‪ ،‬إذ إن األسعار المحلية األقل بكثير من األسعار السائدة في‬
‫البلدان المجاورة تمثل حافزا كبيرآ التهريب المنتجات إلى وجهات تفرض أسعارا أعلى وقد استدعى ذلك الحاجة إلى‬
‫وضع خطة إلصالح أسعار الطاقة تقوم بإلغاء تدريجي ألسعار الطاقة المنخفضة مع أهمية وضع تدابير تخفيف لحماية‬
‫الفئات ذات الدخل المنخفض من السكان‪ ،‬ومساعدة الصناعة للتكيف مع األسعار الجديدة للطاقة‪ ،‬حيث تضمنت ميزانية‬
‫المملكة لعام ‪ 2016‬م زيادات في أسعار منتجات الطاقة المحلية‪ ،‬وارتفعت أسعار البنزين والديزل والنفط الخام والغاز‬
‫الطبيعي وزيت الوقود وتعرفة الكهرباء كما يظهر في الجدول رقم )‪ (39‬والجدول رقم ( ‪.) 40‬‬
‫انخفاض أسعار الطاقة قبل عام ‪ 2016‬م أدى إلى اإلفراط في االستهالك المحلي‪ ،‬ونمو أنشطة التهريب‪.‬‬
‫خطة إصالح أسعار الطاقة التي تضمنتها ميزانية عام ‪ 2016‬م تقوم بإلغاء تدريجي األسعار الطاقة المنخفضة‪.‬‬
‫المرحلة األولى من إصالح أسعار الطاقة حققت وفرة بنحو ‪ 29-27‬مليار لاير‪ ،‬وخفضت نمو االستهالك المحلية للطاقة‪.‬‬
‫المرحلة الثانية من إصالح أسعار الطاقة تتضمن تعديالت تدريجية في الفترة من ‪ 2017‬م إلى ‪ 2020‬م لتواكب أسعار‬
‫التصدير العالمية‬
‫وقد تم تطبيق المرحلة األولى من تعديل أسعار منتجات الطاقة للقطاع السكني والقطاع غير السكني في عام ‪ 2016‬م‪.‬‬
‫وكانت اآلثار المترتبة من المرحلة األولى من تغيير األسعار كالتالي‪ :‬أوال‪ ،‬يقدر إجمالي الوفر الذي تم تحقيقه في نهاية‬
‫عام ‪ 2016‬م ما بين ‪ 29 - 27‬مليار لاير سعودي‪ .‬ثانيا‪ ،‬أسهم تعديل األسعار في تخفيض نمو االستهالك المحلي للطاقة‬
‫من ‪% 5.3‬للنصف األول ‪ 2015‬م إلى ‪% 7.1‬للنصف األول ‪ 2016‬م‪ .‬ثالثا‪ ،‬تم رصد أثر محدود على أرباح الشركات‬
‫المدرجة وأسعار أسهمها السوقية خالل األسبوع األول من تطبيق المرحلة األولى‪ .‬رابعا الم يتم تسجيل أثر سلبي لتعديل‬
‫األسعار على االستثمار األجنبي في المملكة‪ .‬وقد تضمنت المرحلة الثانية من تعديل األسعار تعديالت تدريجية في‬
‫األسعار خالل الفترة ما بين ‪ 2017‬م إلى ‪ 2020‬م ‪.‬إذ تم ربط أسعار منتجات الطاقة المحلية بأسعار التصدير المرجعية‬
‫بنسبة محددة وتم ربط تعرفة الكهرباء والمياه بسعر تكلفة اإلنتاج عالي الكفاءة بناء على أسعار التصدير المرجعية‬
‫لمنتجات الطاقة‪ .‬وتم مراجعة األسعار المحلية حسب التحركات في أسعار التصدير المرجعية لمنتجات الطاقة ونسب‬
‫الربط المحددة )وزارة المالية‪ 2017 ،‬م)‪.‬‬
‫وبدأت وزارة المياه والكهرباء )سابقا( يوم االثنين ‪ 1‬ربيع الثاني ‪ 1437‬ه الموافق ‪ 11‬يناير ‪ 2016‬م في تطبيق التعرفة‬
‫الجديدة للمياه بهدف ترشيد االستهالك حيث أشارت إلى أن معدالت استهالك الفرد للمياه في السعودية تعد عالية مقارنة‬
‫بالدول األخرى كما يوضح الجدول رقم ( ‪) 41‬‬
‫وقد بدأت المملكة العمل بتسعيرة منتجات الطاقة الجديدة في أواخر ديسمبر ‪ 2015‬م‪ .‬وشملت التعديالت منتجات الغاز‪،‬‬
‫والجازولين الطبيعي والكيروسين‪ ،‬والديزل‪ ،‬والزيت الخام والثقيل‪ .‬كما بدأت في تطبيق التعرفة الجديدة للمياه في يناير‬
‫‪ 2016‬م‪ .‬وكان من أكبر التحديات تطبيق األسعار الجديدة للمياه نظرا لعدم اكتمال البنية التحتية للمياه والصرف الصحي‬
‫وعدم جاهزيتها‪ ،‬مما خلق مشاكل متعلقة بقياس االستهالك وفوترة المياه (وزارة المالية ‪ 2017‬م)۔ إن تعديل أسعار‬
‫الطاقة له مردود إيجابي‪ ،‬فقد توصلت بعض الدراسات إلى أن البلدان من الممكن أن تحقق منافع كبيرة من تعديل أسعار‬
‫الطاقة في األجل الطويل‪ .‬ففقدان رفاه المستهلكين نتيجة لتعديل األسعار يرجح أن يكون أكبر في األجل القصير منه في‬
‫األجل الطويل م ما يشير إلى أن اتباع تعديل متدرج األسعار الطاقة سيكون مفيدة لرفع كفاءة االستهالك‪ ،‬كما أنه من‬
‫المفيد اتخاذ تدابير لتخفيف حدة اآلثار في األجل القصير‪ .‬ومن تلك البرامج ما تبنته المملكة مثل‪ :‬وضع برامج بدالت‬
‫لألسر مثل برنامج حساب المواطن‪ ،‬ووضع آليات دعم مناسبة للقطاع الصناعي‪ ،‬وكذلك وضع برامج لرفع كفاءة الطاقة‬
‫(الثميري‪ 2016 ،‬م)۔ وتدرك المملكة األثر الكبير لتعديل أسعار منتجات الطاقة في عامي ‪ 2019‬م و ‪ 2020‬م في‬
‫تكاليف الصناعات كثيفة االستهالك الطاقة‪ ،‬ولذا عملت على وضع سياسات لدعم هذه الصناعات خالل المرحلة االنتقالية‬
‫لتصبح أكثر كفاءة وأكثر قدرة على المنافسة العالمية محاور دعم للصناعات كثيفة االستهالك الطاقة على حسب أولوية‬
‫هذه القطاعات‪ ،‬تنقسم إلى نوعين‪ :‬محاور دعم عامة‪ ،‬وهو الدعم الموجه إلى جميع قطاعات الصناعات كثيفة االستهالك‬
‫للطاقة‪.‬‬
‫ومحاور دعم خاصة وهو الدعم الموجه إلى قطاعات الصناعات كثيفة االستهالك الطاقة ذات األهمية اإلستراتيجية‬
‫وذات األثر الكبير على استدامتها بسبب اإلصالحات ويقدر إجمالي الوفر الذي يمكن أن يتحقق جراء تعديل اسعار‬
‫منتجات الطاقة والمياه ‪ 209‬مليار لاير في عام ‪2020‬م (وزارة المالية ‪ 2017‬م)۔‬
‫في يناير ‪ 2016‬م تم تطبيق التعرفة الجديدة للمياه في المملكة‬
‫بدأت وزارة المياه والكهرباء سابقا في تطبيق التعرفة الجديدة للمياه في يناير ‪ 2016‬م وبدأت المملكة العمل بتسعيرة‬
‫منتجات الطاقة أواخر ديسمبر في ‪ 2015‬م‪.‬‬
‫إن فقدان رفاه المستهلكين نتيجة تعديل األسعار يرجح أن يكون أكبر في األجل القصير منه في األجل الطويل‪.‬‬
‫يُقدّر إجمالي الوفر الذي سيتحقق من تعديل أسعار الطاقة والمياه ‪ 209‬مليار لاير في عام ‪ 2020‬م‬
‫تعرض الوضع االقتصادي عام ‪ 1995‬م إلى ضغوط تضخمية نتيجة لتلك اإلجراءات‪ .‬فقد أظهر المتوسط السنوي للرقم‬
‫القياس التكلفة العام ي المعيشة ارتفاعا بنسبة ‪ 5.3%‬عام ‪1995‬م‪ ،‬مقارنة بارتفاع نسبته ‪ 1.3%‬عام ‪19 94‬م‪.‬‬
‫عكس الرقم القياسي العام عام ‪ 1995‬م اآلثار الفورية لإلجراءات المتخذة في ميزانية الدولة في ذلك العام ولكن الض‬
‫غوط التضخمية ما لبثت أن تفاءلت في األشهر الالحقة‪.‬‬
‫في عام ‪ 1999‬م اتخذت الحكومة إجراء بزيادة ثانية في أسعار الطاقة إال أن ذلك اإلجراء لم يؤثر في التضخم إذ‬
‫انخفض معدله الكلي بنسبة ‪%2.05‬‬
‫المنتجات المرتبطة بالطاقة كالمياه والغاز والكهرباء ووقود النقل تشكل في مجملها نحو ‪ 4.6%‬فقط من مجموعة سلة‬
‫مؤشر اسعار المستهلكين‪.‬‬
‫تصاعدت مساهمة قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود األخرى في الرقم القياسي العام من ‪ % 20‬عام‬
‫‪ 2000‬م إلى ‪ %28‬عام ‪2018‬م‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬تأثير تعديل أسعار الطاقة في معدل التضخم‬
‫يشبه التعديل في أسعار الطاقة عام ‪ 2016‬م ما تم اتخاذه من إجراءات مماثلة عام ‪ 1995‬م‪ ،‬إذ تضمنت ميزانية المملكة‬
‫لعام ‪ 1995‬م إجراءات الزيادة اإليرادات غير النفطية‪ ،‬من مصادر محلية مثل زيادة رسوم الرحالت الجوية الداخلية‪،‬‬
‫والهاتف‪ ،‬وتعرفة المياه والكهرباء‪ ،‬وأسعار المنتجات النفطية المكررة‪ ،‬ورسوم التأشيرات للعمل واإلقامة‪ .‬وقد تم في‬
‫ذلك العام رفع سعر لتر البنزين من ‪ 33‬هللة إلى ‪ 60‬هللة‪ ،‬أي بنسبة ‪ ،% 81‬وسعر لتر الديزل من ‪ 12‬هلة إلى هللة‪،‬‬
‫أي بنسبة ‪ .% 208.3‬وقد تعرض الوضع االقتصادي في عام ‪ 1995‬م إلى ضغوط تضخمية نتيجة آثار تلك اإلجراءات‬
‫فقد أظهر المتوسط السنوي للرقم القياسي العام لتكلفة المعيشة ارتفاعا ليصل معدل التضخم إلى ‪ % 5.3‬في عام ‪1995‬‬
‫م‪ ،‬مقارنة بمعدل تضخم بنحو ‪ % 1.3‬في عام ‪ 1994‬م (الثميري‪ 2016 .‬م)‪.‬‬
‫وعكس االرتفاع في الرقم القياسي العام الزيادة في األقسام التالية قسم النقل والمواصالت‪ ،‬ارتفع فيه معدل التضخم من‬
‫‪ % 1.3‬عام ‪ 1994‬م إلى ‪ %15‬عام ‪ 1995‬م‪ .‬وفي قسم السكن والمياه والكهرباء وأنواع الوقود األخرى ارتفع من ‪6.4‬‬
‫‪ %‬عام ‪ 1994‬م إلى ‪ % 7‬عام ‪ 1995‬م‪ .‬وفي قسم االتصاالت ارتفع من ‪ % 1.3‬عام ‪ 1994‬م إلى ‪ % 62‬عام‬
‫‪ 1995‬م‪ .‬وقد عكس الرقم القياسي العام لتكلفة المعيشة في عام ‪ 1995‬م اآلثار الفورية اإلجراءات التي اتخذتها الدولة‬
‫في ميزانية ذلك العام‪ ،‬غير أن الضغوط التضخمية ما لبثت أن تضاءلت في األشهر الالحقة‪ ،‬إذ سجل متوسط الرقم‬
‫القياسي العام لتكلفة المعيشة نموا منخفضا بلغت نسبته ‪ % 0.22‬فقط عام ‪ 1996‬م‪ .‬ثم بلغت نسبة نموه في عامي‬
‫‪ 1997‬م و ‪ 1998‬م سالب ‪ 0.3% 3‬وسالب ‪ %0.36‬على التوالي‪ ،‬وعلى الرغم من أن الحكومة رفعت أسعار الطاقة‬
‫مرة أخرى في عام ‪ 1999‬م ليصبح سعر اللتر الواحد للبنزين ‪ 95‬هللة‪ ،‬إال أن ذلك اإلجراء لم يؤثر في التضخم حيث‬
‫انخفض معدله الكلي بنسبة ‪.% 2.05‬‬
‫ومن الواضح أن تعديل األسعار في المملكة عام ‪ 1995‬م تسبب في توليد ضغوط تضخمية لم تدم طويال‪ ،‬ولم تلبث أن‬
‫انحسرت في غضون شهور قليلة‪ .‬وعندما دخلت تعديالت أسعار الطاقة جولة جديدة عام ‪ 1999‬م لم تحدث أي زيادة‬
‫تذكر في التضخم (الثميري‪ 2016 ،‬م)‪.‬‬
‫وقد أظهر تحليل بيانات الرقم القياسي العام لتكلفة المعيشة ومعدل التضخم في الفترة ( ‪) 2019 -1980‬م كما في الشكل‬
‫البياني رقم ( ‪ ) 87‬محدودية تأثير الزيادات المتدرجة في أسعار الطاقة في التضخم‪ :‬نظرا ألن المنتجات المرتبطة‬
‫بالطاقة كالمياه والغاز والكهرباء ووقود النقل تشكل في مجملها نحو ‪ % 4.6‬فقط من مجموعة سلة مؤشر أسعار‬
‫المستهلكين‬
‫صاحب إعالن ميزانية المملكة لعام ‪ 2016‬م زيادات في أسعار منتجات الطاقة المحلية‪ ،‬وارتفعت أسعار البنزين‬
‫والديزل‪ ،‬والنفط الخام‪ ،‬والغاز الطبيعي‪ ،‬وزيت الوقود‪ ،‬وتعرفة الكهرباء والمياه‬
‫مساهمة قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود األخرى في الرقم القياسي لتكلفة المعيشة ‪:‬‬
‫يمثل قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود األخرى ‪ 25.4%‬من الرقم القياسي العام كما في الشكل )‪.(8 8‬‬
‫وينفرد اإليجار للسكن بالمساهمة األكبر حيث يمثل نحو ‪ % 19.4‬في الرقم القياسي العام في حين تمثل المجموعات‬
‫األخرى )مياه وغاز وكهرباء(‪ ،‬وصيانة وإصالح المنزل ‪ % 6‬من الرقم القياسي العام‪ .‬وفي الفترة ( ‪2018 -2000‬‬
‫)م‪ ،‬تزايدت مساهمة قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود األخرى في الرقم القياسي العام لتكلفة المعيشة‬
‫بشكل متصاعد مقارنة بالزيادة في باقي األقسام األخرى المكونة للرقم القياسي العام‪ .‬وفي حين نما مؤشر أسعار‬
‫المستهلكين لجميع األقسام األخرى خالل الثماني عشرة سنة الماضية بمعدل متوسط ‪ % 1.9‬سنويا‪ ،‬فقد نما مؤشر‬
‫األسعار في قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بمعدل متوسط ‪ % 5‬سنويا۔ وكانت مساهمة قسم السكن في‬
‫الرقم القياسي العام ‪ % 20‬عام ‪ 2000‬م‪ ،‬وارتفعت هذه المساهمة تصاعديا لتصل إلى ‪ % 28‬عام ‪ 2018‬م‬
‫أسعار الطاقة في المملكة العربية السعودية كانت منخفضة قبل عام ‪ 2015‬م مقارنة بالدول األخرى‪ ،‬وال يتم اإلشارة إلى‬
‫تكلفتها صراحة في الميزانية العامة للدولة‬
Download