Uploaded by Yasmine Hussein

هل تغرق المدينة؟ - الإسكندرية في مواجهة التغير المناخي(1)

advertisement
1
‫هل تغرق املدينة؟‬
‫اإلسكندرية يف مواجهة التغير املناخي‬
‫صادر عن اإلنسان واملدينة لألبحاث اإلنسانية واالجتماعية ‪2022‬‬
‫الحقوق محفوظة بموجب رخصة املشاع اإلبداعي‪ :‬نسب املصنف غير تجاري‬
‫‪-‬منع االشتقاق ‪ /‬اإلصدارة ‪٤,٠‬‬
‫‪www.hcsr-eg.org‬‬
‫‪2‬‬
‫أصبحت التغيرات المناخية وتأثيرها على مستوى سطح البحر مرئية ومحسوسة عالميًا‪ ،‬ولم تعد هذه التغيرات احتمالا بعيدًا‪ ..‬بل‬
‫واقع ًا حاليًا وأحد التحديات ذات الأولو ية القصوى‪.‬‬
‫وقد صار خطر ارتفاع مستوى سطح البحر على السواحل الشمالية لمصر‪ ،‬خاصة ً دلتا النيل والإسكندر ية‪ ،‬مصدر قلق كبير للسكان‬
‫والجهات المعنية تزامنًا مع التحذيرات الواردة بناء ً على دراسات دولية ومحلية والتي أثارت حالة من اليقظة لخطورة تغير مستوى‬
‫سطح البحر‪ .‬شهدت قمة المناخ (مؤتمر الأطراف ‪ )COP 26‬التي استضافتها مدينة جلاسكو الإسكتلندية في ‪ 2021‬تصر يحًا لافتًا‬
‫لرئيس الوزراء البر يطاني آنذاك؛ بوريس جونسون‪ ،‬ح َ ّذر خلاله من اختفاء ثلاث مدن بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض من‬
‫بينها مدينة الإسكندر ية في مصر‪ .‬وأوضح جونسون أنه في حالة ارتفاع درجات حرارة الأرض أربع درجات «وداعًا لمدن بأكملها‪:‬‬
‫ميامي‪ ،‬الإسكندر ية‪ ،‬شنغهاي‪ ،‬ستختفي كلها تحت أمواج البحر»‪.‬‬
‫محمد غانم؛ المتحدث باسم وزارة الري في مصر‪ ،‬عقّب على تصر يحات جونسون في مداخلة هاتفية على قناة صدى البلد حينها‪:‬‬
‫«بالفعل في تيارات مناخية يكون لها تأثير واضح على ارتفاع منسوب مياه سطح البحر‪ ،‬وحتى الآن في دراسات مختلفة ومتنوعة‬
‫بتحدد بشكل تقريبي الز يادة ستكون قد ايه‪ .‬و�لكن نحن نتكلم عن حدود متر وهذا يختلف من دراسة إلى أخرى»‪.1‬‬
‫أثارت تلك التصر يحات تفاعلا ً واسع ًا على النطاقين المحلي والدولي‪ ،‬وسلطت الضوء على مدينة الإسكندر ية في مواجهة تحدي‬
‫التغيرات المناخية‪ .‬وقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن أكثر المدن عرضة للتهديد هي تلك المبنية في المناطق الساحلية المنخفضة‪،‬‬
‫حيث يتمثل هذا التهديد في غمر هذه المناطق‪ ،‬وتآكل السواحل‪ ،‬وتسرب المياه المالحة إلى طبقات المياه الجوفية‪ ،‬وفقدان الأراضي‬
‫الرطبة الساحلية وتأثيرها على التنوع البيولوجي‪ .‬و يؤدي إلى أضرار في الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والبيولوجية‪.‬‬
‫يختلف مدى التأثير من موقع جغرافي إلى آخر اعتماد ًا على شكل الساحل والنشاط الإنساني الواقع عليه وطبيعة الموقع وخصائصه‪.‬‬
‫لذا اختلف المجتمع الأكاديمي حول غمر الدلتا ومدينة الإسكندر ية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الافتراضات المتعلقة بتلك المنطقة تظل خاضعة‬
‫للمراجعة لاستنادها في الأغلب إلى المعلومات المتاحة المحدودة بسبب قلة الدراسات التي خضعت لها تلك المنطقة تحديد ًا‪ ،‬وغياب‬
‫سينار يوهات التنبؤ بالتغيرات المناخية المحلية‪ ،‬بالإضافة إلى تناول ساحل البحر المتوسط بأكمله كوحدة واحدة تخضع لتأثير ز يادة‬
‫منسوب مياه البحر‪.‬‬
‫تستند هذه الورقة إلى المصادر القديمة والحديثة والتعرف على خصائص المنطقة ومقوماتها الطبيعية لمحاولة الإجابة على الأسئلة التي‬
‫تطرح نفسها بقوة مؤخر ًا‪ :‬هل من المحتمل أن تتعرض مدينة الإسكندر ية للغرق بسبب التغير المناخي كما حدث وغرقت أجزاء منها‬
‫خلال العصور التار يخية؟ ما هي طرق التكيف مع واقع التغير المناخي الذي تعيشه المدينة؟ ماهي المشروعات المرتبطة بحماية المدينة‬
‫التي يشاهدها المواطن السكندري وفي أغلب الأوقات لا يدرك الغرض منها؟‬
‫‪ -1‬مصر ترد بعد التفاعل على تصريح جونسون عن «اختفاء الإسكندر ية» إذا ارتفعت الحرارة ‪ 4‬درجات‪ ،‬تاريخ الدخول ‪03/10/2022‬‬
‫‪https://rb.gy/z5bxnd‬‬
‫‪3‬‬
‫في الجزء الأول نستعرض موقع المدينة في الساحل المصري والخصائص الطبيعية للإسكندر ية وتاريخ غمر وغرق بعض أجزاء‬
‫المدينة في الماضي‪ ،‬لتوضيح السياق العام والظروف التي يترتب عليها مدى التأثر بالتغير المناخي‪ .‬ويبدأ الجزء الثاني بعرض أسباب‬
‫ارتفاع مستوى سطح البحر وسينار يوهات التغيرات المناخية‪ ،‬والتغيرات الواقعة والمتوقعة لمستوى سطح البحر وفق ًا لهذه المفاهيم‪،‬‬
‫ثم تهديدات الفيضانات المستقبلية وتأثير التغيرات المناخية على هطول الأمطار ودرجة الحرارة في مدينة الإسكندر ية‪ ،‬وظاهرة‬
‫الهبوط الأرضي الذي تتعرض له‪ ،‬ثم استعراض تأثير النشاط الإنساني على الشواطئ‪ .‬و يأتي الجزء الثالث لعرض تدابير التكيف‬
‫ووسائل الحماية المتبعة والمشروعات التي تعمل عليها الدولة في المدينة‪ .‬وتختتم الورقة البحثية بتوصيات للحفاظ على المدينة والتأقلم‬
‫والتكيف مع التغيرات المناخية التي تعيشها‪.‬‬
‫‪ .1‬موقع الإسكندر ية وتار يخها وخصائصها‬
‫• الموقع‬
‫تقع مدينة الإسكندر ية شمال غرب مصر‪ ،‬وتمتد من خليج أبي قير شرقًا حتى برج العرب غرب ًا‪ ،‬وتقع بين خطي طول ‪ْ 30‬‬
‫و‪ ْ 29 َ 25‬شرقًا‪ ،‬وبين دائرتي عرض ‪ ْ 31 َ 15‬و‪ ْ 30 َ 10‬شمالاً‪ .‬وهي تمتد كشر يط ساحلي بطول ‪ 90‬كم غرب دلتا النيل‬
‫يحده شاطئ البحر المتوسط شمالا ً و بحيرة مريوط جنوب ًا وخليج أبي قير وإدكو شرقًا‪ .‬وتمتد حدودها الغربية حتى الكيلو ‪ 61‬على‬
‫الطر يق الساحلي الدولي؛ وحدودها الجنوبية حتى الكيلو ‪ 71‬على طر يق القاهرة الإسكندر ية الصحراوي‪ .‬وقد أه َّلها هذا الموقع‬
‫الجغرافي الفريد لتكون نقطة التقاء الحضارات القديمة وأحد أهم مواني البحر المتوسط على طول تار يخها‪ .‬و�لكن هل يكتب هذا‬
‫الموقع المتميز للمدينة آخر سطر في حياتها كما نعرف؟ لنصل لإجابة هذا السؤال علينا أول ًا التعرف على بعض الأساسيات والمفاهيم‬
‫الرئيسية التي توضح طبيعة هذا الموقع وخصائصه وعلاقة الإسكندر ية في الماضي والحاضر بالبحر المتوسط‪ ،‬حتى نستطيع فهم السياق‬
‫العام الذي يُؤث ِّر على مدى الضرر الذي يقع بسبب التغيرات المناخية استناد ًا على أسس علمية‪.‬‬
‫الأساسيات والمفاهيم الرئيسية‬
‫‪ -‬ساحل البحر المتوسط في مصر‬
‫يمتد الخط الساحلي المصري نحو ‪ 1500‬كيلومتر‪ ،‬منها حوالي ‪ 1000‬كم ساحل رئيسي (أي متأثر ًا بالأمواج) من السلوم غرب ًا إلى‬
‫رفح شرقًا‪ ،‬بينما يتكون الجزء المتبقي من شواطئ البحيرات الساحلية‪.‬‬
‫من حيث الجغرافيا الطبيعية‪ ،‬ينقسم ساحل البحر المتوسط المصري إلى أربع قطاعات مختلفة في الطبيعة الجغرافية لكل منطقة‪:‬‬
‫‪ -‬الساحل الشمالي الغربي‬
‫يمتد من السلوم إلى العلمين لمسافة ‪ 550‬كم‪ ،‬ويتميز بأعلى ارتفاع فوق متوسط مستوى سطح البحر على طول الساحل‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬ساحل الإسكندر ية‬
‫يمتد من أبي قير شرقًا إلى ال َحم ّام غرب ًا لمسافة حوالي ‪ 70‬كم‪ .‬تتمثل الواجهة البحر ية للإسكندر ية بشر يط ساحلي ضيق‪ .‬وهي تقع‬
‫على «حاجز» مرتفع من الحجر الجيري (بين ‪ 2.5‬و‪11‬م ومتوسط ‪4‬م فوق متوسط مستوى سطح البحر)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك بعض‬
‫المناطق المنخفضة بما في ذلك الشواطئ و بحيرة مريوط والمنخفض الجنوبي الشرقي المجاور ومنطقة الطرح‪.‬‬
‫‪ -‬ساحل دلتا النيل‬
‫يمتد من الإسكندر ية غرب ًا إلى بورسعيد شرقًا لمسافة ‪ 240‬كم‪ ،‬ويتميز بأكبر كثافة سكانية في مصر‪ .‬تدعم شواطئ الدلتا الواسعة‬
‫كِل البحيرات الطبيعية ومزارع‬
‫جزئيًا ا�لكثبان الرملية والأراضي المزروعة والمراكز الحضر ية والأراضي الرطبة الساحلية التي تُش ّ‬
‫الأسماك المستصلحة‪ .‬ثلاث بحيرات ساحلية معتدلة الملوحة؛ هي إدكو والبرلس والمنزلة‪ ،‬مفصولة عن البحر بواسطة حواجز رملية‪.‬‬
‫وأصبحت هذه الحواجز المنخفضة والضيقة عرضة للتآكل والهبوط‪.‬‬
‫‪-‬ساحل شمال سيناء‬
‫يمتد من بورسعيد غرب ًا إلى رفح شرقًا لمسافة ‪ 180‬كم‪ .‬يتألف من منطقة الأنشطة الصناعية والتجار ية المصر ية الرئيسية‪ ،‬بما في‬
‫ذلك قناة السويس‪ .‬في هذا القطاع‪ ،‬يتميز الساحل الممتد من سهل التينة إلى العريش بوجود كثبان رملية ساحلية‪ ،‬بعرض ‪10‬‬
‫إلى‪ 15‬كم‪ ،‬والتي ترتفع إلى حوالي ‪25‬م فوق متوسط مستوى سطح البحر‪ .‬المناطق المنخفضة هي الشواطئ و بحيرة البردو يل‬
‫وسهل التينة‪ .‬إلى الغرب‪ ،‬تم تطوير شواطئ تراكمية ملحوظة بمعدل متوسط ‪ 10‬م‪ /‬سنة‪ ،‬على طول سهل تينة الساحلي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫شكل‪ .1‬حوض البحر المتوسط مع الأقسام الجغرافية للساحل المصري ومواقع مقاييس المد والجزر‪ .‬المصدر‪ :‬دراسة لطارق الجزيري ‪2020‬‬
‫‪2-El-Geziry, T., 2020.‬‬
‫‪5‬‬
‫• خصائص المدينة‬
‫تتعدد الخصائص الطبوغرافية والجيومورفولوجية والجيولوجية لمدينة الإسكندر ية‪ .‬نستعرض بعض هذه الخصائص باختصار حتى‬
‫تتضح الصورة أكثر عن وضع المدينة‪.‬‬
‫طبق ًا لتقرير التوصيف البيئي لمحافظة الإسكندر ية الصادر عن وزارة شئون البيئة ومحافظة الإسكندر ية بالتعاون مع الوكالة‬
‫الدنماركية للتعاون الدولي في ‪ ،2007‬تتميز الإسكندر ية بقلة ارتفاع السطح وتتابع السلاسل الصخر ية المتواز ية التي تمتد بمحاذاة‬
‫الساحل وتنحصر بينها أودية طو يلة في نفس الاتجاه‪ .‬ويرجع تكوين خط الساحل الحالي للدلتا لفعل الترسبات الدلتاو ية عند مدخل‬
‫النيل (فرع رشيد)‪ ،‬كما تك َو ّن بفعل تأثير البحر المتوسط‪ .‬والرمال الم ُكوِنة ل�لكثبان هي رمال ناعمة إلى متوسطة تختلط بها نسبة‬
‫من معادن الطمي‪ .‬وتعاني تلك ا�لكثبان الرملية الممتدة على طول الشر يط الساحلي من اختراقات عرضية تحدثها مياه البحر نتيجة‬
‫للمد والجزر تنفذ من خلال القنوات كمتنفس لها إلى المساحات المنخفضة نسبيًا خلفها‪ .‬المدينة ذاتها قائمة على شر يط من اليابس‬
‫يحده شمالا ً البحر المتوسط وجنوب ًا بحيرة مريوط‪ ،‬كما أن شر يط الأرض هذا عبارة عن سلسلة متتالية من التلال وا�لكثبان الرملية‬
‫والأودية‪ .‬كما يشغل منخفض بحيرة مريوط وادي مريوط حتى يصل إلى سهول مريوط عند العامرية وكنج مريوط حيث ترتفع‬
‫تلك المنطقة نحو ‪ 35‬متر ًا فوق سطح البحر‪ .3‬وتمتد بحيرة مريوط إلى الجنوب من المدينة‪ ،‬وتعد من البحيرات المالحة الضحلة في‬
‫شمال مصر‪ ،‬ويبلغ منسوب مستوى الماء فيها نحو ثلاثة أمتار تحت مستوى البحر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫شكل ‪ .2‬علاقة المدينة بالخصائص الطبوغرافية والجيومورفولوجية والجيولوجية‪ .‬المصدر‪Flaux 2011 :‬‬
‫الرموز الواردة بالخر يطة‪ 1- :‬سلسلة ساحلية‪ 2- ،‬كثبان رملية ساحلية‪ 3- ،‬سهل دلتاوى‪ 4- ،‬فرشات رملية‪ 5- ،‬أراضي‬
‫مستصلحة‪ 6- ،‬امتداد بحيرة مريوط‪ 7- ،‬بحيرة مريوط‪ 8- ،‬أجزاء م ُستغلة من البحيرة‪ 9- ،‬مالحة المكس‪ 10- ،‬سبخة‪ 11- ،‬قناة‬
‫مائية‪ 12- ،‬أراضي زراعية قديمة‪ 13- ،‬أراضي تخوم الدلتا‪ 14- ،‬مناطق حضار ية عمرانية وصناعية‪ 15- ،‬مواقع عينات الرواسب‬
‫السطحية لدراسة ‪ Flaux 2011، 16-‬مواقع عينات الرواسب السطحية لدراسة ‪.Bernasconi & Stanley 1993‬‬
‫‪ -3‬وزارة البيئة ‪ ،‬جهاز شئون البيئة‪ ،‬تقرير التوصيف البيئي للمحافظات ‪https://rb.gy/ng2uhc‬‬
‫‪-4‬وزارة البيئة ‪ ،‬جهاز شئون البيئة‪ ،‬البحيرات‪https://rb.gy/sfbp7v ،‬‬
‫تقرير المنظور البيئي لإستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الإسكندر ية)‬
‫‪6‬‬
‫• تاريخ غرق أجزاء من المدينة‪:‬‬
‫منذ تأسيسها على يد الإسكندر المقدوني عام ‪ 331‬ق‪.‬م‪ ،.‬كانت الإسكندر ية نقطة التقاء الثقافتين اليونانية والمصر ية القديمة‪،‬‬
‫ومحطًا للمهاجرين من مختلف الأصول والمهن‪ .‬وحازت المدينة على أهميةكبيرة خلال العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية‪ ،‬وكانت‬
‫مدينة متوسطية بامتياز في الثقافة والتخطيط العمراني والشكل المعماري‪ .‬و�لكن بجانب هذا الجانب المشرق من تاريخ المدينة‪ ،‬إلا‬
‫أنها عرفت سيرة تغص بالزلازل والغمر والغرق والهبوط الأرضي‪.‬‬
‫ذكر ك ٌ‬
‫ل من المؤرخ الروماني أميانوس مارسيلينوس جون؛ أسقف نيكيو من القرن السابع‪ ،5‬والمؤرخ جورجيوس موناتشوس في‬
‫القرن التاسع‪ ،‬أنه بعد زلزال قوي للغاية في ‪ 21‬يوليو ‪365‬م مركزه جزيرة كريت‪ ،‬انحسر البحر وغمرت المياه سواحل مصر‪ ،‬مما‬
‫أسفر عن مقتل عشرات الآلاف‪ .‬وفق ًا لجيدوبونى وآخرون ور ياض وآخرون‪ ،‬فإن التسونامي قد دمر أجزاء ً كثيرة من شمال‬
‫مصر‪ .‬يصف المؤرخون الحدث في الإسكندر ية بأن البحر تراجع إلى الوراء بعيدًا لدرجة أن قاع البحر العميق أصبح مرئيًا ممدود ًا‪،‬‬
‫ويمكن رؤ ية أنواع كثيرة من الكائنات البحر ية في الوحل‪ .‬السفن تقف على القاع كما لو كانت على اليابسة‪ ،‬والناس يتجولون بحر ية‬
‫في المياه القليلة المتبقية يجمعون الأسماك والقواقع‪ .‬و�لكن فجأة دوى صوت رهيب للمياه الهادرة‪ ،‬وارتفعت المياه عاليًا ثم تدفقت‬
‫في كميات هائلة لتكتسح وتقتل عدة آلاف من الناس‪ .‬وألقت الأمواج بعض السفن على أسطح المنازل‪.6‬‬
‫وقد أكد المؤرخ والجغرافي اليوناني سترابون أن الميناء السكندري يتعرض لمشاكل بسبب الر ياح العنيفة‪ .‬أما المقريزي في تار يخه‬
‫فقد أكد أن الإسكندر ية تعرضت لزلزالين مدمرين عامي ‪ 956‬و‪1303‬م‪ .‬أدى الزلزال الذي وقع في ‪ 8‬أغسطس ‪ 1303‬إلى‬
‫حدوث تسونامي كبير مرة أخرى‪ ،‬رأى العلماء أنه يشتمل على عناصر مشتركة مع زلزال ‪ 21‬يوليو ‪ ،365‬والذي كان مركزه أيضًا في‬
‫جزيرة كريت‪ .‬كما ورد في مصادر عربية أن المياه المتدفقة دمرت أسوار المدينة و‪ 17‬برج ًا‪ ،‬وتدمير ما تبقى من منارة الإسكندر ية‬
‫القديمة‪ ،‬كما خل ّفت عدد كبير من القتلى‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫بدأت أولى محاولات تحديد الآثار الغارقة في الإسكندر ية من خلال الحملة الفرنسية؛ حيث كان جراتيان لوبير أول من ن َب ّه لوجود‬
‫آثار غارقة في الميناء الشرقي وحاول تحديد مكان جزيرة الماس الغارقة شمال قلعة قايتباي‪ .‬وفي عام ‪ ،1910‬اكتشف مهندس الموانئ‬
‫الفرنسي جونديه منشآت تحت الماء تشبه أرصفة الموانئ غرب جزيرة فاروس‪ .‬اكتشف طيار من السلاح البر يطاني موقع في خليج‬
‫أبو قير عام ‪ ،1933‬وم َو ّل الأمير عمر طوسون عملية البحث والانتشال‪ .‬وفى عام ‪ ،1960‬حاول الغطاس المصري الشهير كامل‬
‫أبو السعادات إجراء مسح لقاع الميناء الشرقي لتحديد الآثار الغارقة ورسم خر يطة للآثار الغارقة به‪ .‬اهتمت منظمة الأمم المتحدة‬
‫للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالمنطقة‪ ،‬فأرسلت الأثري البر يطاني هونور فروست عام ‪1968‬لإجراء بحوث واكتشافات‪.‬‬
‫‪5- Lacus Curtius, Ammianus Marcellinus https://rb.gy/uuxqxj‬‬
‫‪6- Stiros, Stathis. (2020); Guidoboni, E., Comastri, A. and Traina, G. (1994); and Riad, S. et al, 2003.‬‬
‫‪7-Guidoboni, E. and Comastri, A.,1997.‬‬
‫‪7‬‬
‫ومع بداية التسعينيات‪ ،‬توالت بعثات التنقيب الأجنبية‪َ .‬أسّ س جان إيف إمبرور مركز الدراسات السكندر ية عام ‪1994‬‬
‫تحت إشراف المعهد الفرنسي للآثار الشرقية‪ ،‬وأمكن انتشال عدد كبير من الآثار الغارقة‪ .‬وكانت أول محاولة علمية لتحديد جزء‬
‫الساحل المغمور من الإسكندر ية هي بعثة فرانك جوديو الأثر ية‪ ،‬وعملت البعثات الإيطالية والفرنسية واليونانية على طول شواطئ‬
‫الإسكندر ية وكانت من نتائجها اكتشاف لمواقع الآثار الغارقة في الميناء الشرقي‪ .‬أكدت أعمال المسح والحفائر وجود موانئ عديدة‬
‫وجزر غارقة داخل الميناء الشرقي والمدن القديمة الغارقة ثونيس‪-‬هيراكيلون‪ ،‬وكانوبس‪ ،‬ومينوثيس في خليج أبي قير‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫شكل ‪ .3‬تُظه ِر الخر يطة الأجزاء المغمورة بالمياه من إسكندر ية القديمة باللون الأصفر‪ .‬المصدر‪Goddio 2002 :‬‬
‫وفق ًا للدكتور مجدي غراب‪ ،‬تُؤكّ ِد العديد من الظاهرات المورفولوجية الغارقة حدوث حركة هبوط أرضي إضافة إلى تأثير النحت‬
‫البحري بالأمواج في المنطقة وارتفاع مستوى سطح البحر أهمها ما يلي‪:‬‬
‫• انغمار أكثر من ‪% 90‬من مساحة رأس لوخياس تحت مستوى سطح البحر الحالي‬
‫•كان اتساع مدخل الميناء الشرقي لا يتعدى ‪ 600‬متر ًا‪ ،‬و�لكن بلغ اتساعه حاليًا أكثر من ‪ 1700‬متر ًا بسبب تعرضه لحركة هبوط‬
‫أرضي إضافة إلى تأثير النحر البحري‬
‫• بروز حاجز بحري مغمور خارج الميناء الشرقي‪ ،‬وهو المسئول عن حماية الميناء من هجمات الأمواج أثناء العواصف‪ ،‬وكان عمقه‬
‫لا يتعدى متر ًا واحدًا منذ ‪ 2300‬سنة‪ ،‬إلا أنه أصبح الآن على عمق ثلاثة أمتار‪.‬‬
‫‪ -8‬متحف الآثار‪ ،‬مكتبة الإسكندر ية الآثار الغارقة ‪ -‬المقتنيات ‪ -‬متحف الاّثار‬
‫‪ -9‬مجدي تراب‪2015 ،‬‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫شكل ‪ .4‬ظواهر جيومورفولوجية غارقة خارج الميناء الشرقي‪ .‬المصدر‪ :‬مجدي تراب ‪2015‬‬
‫•أهم الظواهر البحر ية بمدينة الإسكندر ية‪:‬‬
‫يتوقف شكل الساحل على تفاعل عدد من العوامل والظواهر الطبيعية مثل الأمواج وحركة المد والجزر والتيارات البحر ية‪ .‬وهي‬
‫جميع ًا تقوم بوظائف النحت والنقل والإرساب في المنطقة الساحلية‪ ،‬بجانب طبيعة الساحل وارتفاع هامش اليابس الذي يتعرض‬
‫لفعل تلك العمليات البحر ية‪ .‬يُضاف إلى ذلك خصائص تكوينه الصخري ودرجة مقاومة صخوره للتعر ية‪ ،‬ومدى التجانس أو‬
‫التفاوت في تركيبها‪ ،‬وأيضًا التغيرات التي انتابت وتنتاب المستوى النسبي لليابسة والماء‪ ،‬والتي تُعرف أحيان ًا بالتغيرات الموجبة‬
‫والسالبة بحسب نتائجها في رفع أو خفض مستوى البحر بالنسبة للساحل‪ .‬ويمكن التنبؤ بالتغيرات المستقبلية لشكل الساحل‬
‫عن طر يق مقارنة التغيرات السابقة وتتبع ما قد يحدث في المستقبل واستخدام الطرق المناسبة للتعامل معه وأخذ كافة المعايير‬
‫الاحتراز ية‪ .‬ولفهم تلك التغيرات‪ ،‬يمكن رصد الظواهر البحر ية الطبيعية بمدينة الإسكندر ية بإ يجاز‪.‬‬
‫‪ o‬التيارات البحر ية‪:‬‬
‫تتدفق المياه إلى البحر المتوسط من المحيط الأطلنطي‪ ،‬لتعوِ ّض عن كميات المياه المُتبخِرة بفعل حرارة الشمس‪ .‬وبالفعل التيار المائي‬
‫الأساسي يدخل عبر مضيق جبل طارق ويتحرك شرقًا على امتداد سواحل أفر يقيا وصولا ً إلى السواحل الشرقية للبحر المتوسط‬
‫تيارات أخرى‪ ،‬ذات سرعة غير متجانسة تصل سرعتها داخل البحر‬
‫ٍ‬
‫ويستأنف طر يقه باتجاه الشمال‪ .‬تتفرع عن هذا التيار الرئيسي‬
‫إلى ‪ 2‬كم في الساعة‪ .‬أما في المضائق فإن المياه تجري بسرعة أكبر تصل إلى ‪ 9‬كم في الساعة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫كِل‬
‫هناك عدة عوامل أخرى تُؤث ّ ِر في التيارات البحر ية مثل شكل خط الساحل واتجاهه‪ ،‬وتضاريس القاع‪ ،‬وحركة الر ياح‪ ،‬مما يُش ّ‬
‫بعض مواقع تيارات سحب قو ية وخطيرة في بعض الأحيان على امتداد الساحل السكندري‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫شكل ‪ .5‬موقع تيارات السحب الخطرة على امتداد ساحل الاسكندر ية‬
‫‪ o‬الر ياح الساحلية‪:‬‬
‫المصدر‪ :‬المنظور البيئي لإستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الإسكندر ية)‬
‫تتأثر الإسكندر ية بعدة ر ياح أهمها‪:‬‬
‫ الر ياح الشمالية الشرقية (جر يجال أو جر يجالي) خلال فصلي الخر يف والشتاء‪ ،‬وهي تهب من وسط وغرب البحر المتوسط وغالبًا‬‫ما تكون باردة محملة بالأمطار وتستمر من يوم إلى خمسة أيام‪.‬‬
‫‪ -‬الر ياح الشمالية (ميلتمي) التي تهب خلال فصل الصيف من بحر إ يجة وهي تكون م ُلط ِفة لدرجة الحرارة‪.‬‬
‫ ر ياح الخماسين التي تهب من الجنوب أو الجنوب الشرقي في الفترة بين مارس إلى مايو‪ ،‬وهي ر ياح شديدة الحرارة وجافة ومحملة‬‫بالغبار‪.‬‬
‫‪o‬النوات‬
‫تتأثر الإسكندر ية بعدة نوات؛ وهي عبارة عن ر ياح قد تتجاوز سرعتها ‪ ٥٠‬كم‪ /‬ساعة وأغلبها ممطرة إلى شديدة المطر‪ ،‬وتختلف في‬
‫مواعيد قدومها وخصائصها وصفاتها واتجاهات الر ياح المصاحبة لها ومدتها‪ .‬فيما يلي كشف بالنوات والر ياح الموسمية التي تهب على‬
‫المدينة طبق ًا للهيئة العامة لميناء الإسكندر ية‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -10‬المنظور البيئي لإستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الإسكندر ية)‬
‫‪-11‬كشف بالنوات والر ياح الموسمية التي تهب على ميناء الإسكندر ية‪ ،‬الهيئة العامة لميناء الإسكندر ية ‪https://rb.gy/pwo4tn‬‬
‫‪10‬‬
‫تاريخ النوة‬
‫‪ 2‬يناير‬
‫اسمها‬
‫رأس السنة‬
‫‪4‬‬
‫‪ 12‬يناير‬
‫الفيضة ا�لكبيرة‬
‫‪6‬‬
‫‪ 28‬يناير‬
‫ا�لكرم‬
‫‪7‬‬
‫‪ 19‬يناير‬
‫الغطاس‬
‫‪3‬‬
‫‪ 18‬فبراير‬
‫الشمس الصغيرة‬
‫‪3‬‬
‫‪ 9‬مارس‬
‫الحسوم‬
‫‪7‬‬
‫‪ 2‬مارس‬
‫السلوم‬
‫‪2‬‬
‫‪ 18‬مارس‬
‫الشمس ا�لكبيرة‬
‫‪ 23‬إبر يل‬
‫الخماسين إلى شم النسيم‬
‫‪2‬‬
‫‪ 30‬سبتمبر‬
‫ر ياح الصليب‬
‫‪3‬‬
‫‪ 16‬نوفمبر‬
‫المكنسة‬
‫‪4‬‬
‫‪ 24‬مارس‬
‫‪ 18‬يونيو‬
‫‪ 20‬أكتوبر‬
‫‪ 22‬نوفمبر‬
‫‪ 4‬ديسمبر‬
‫‪ 19‬ديسمبر‬
‫‪ 28‬ديسمبر‬
‫‪ o‬المد والجزر‪:‬‬
‫العوة وبرد العجوزة‬
‫ر ياح النقطة‬
‫ر ياح الصليب‬
‫المدة بالأيام‬
‫‪2‬‬
‫‪6‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫اتجاه الر ياح‬
‫نوعها‬
‫جنوبية غربية‬
‫شديدة الأمطار‬
‫غربية‬
‫غربية‬
‫غربية‬
‫شمالية غربية‬
‫ممطرة‬
‫ممطرة‬
‫غزيرة الأمطار‬
‫ممطرة‬
‫جنوبية غربية‬
‫ممطرة‬
‫شرقية‬
‫غالبًا ممطرة‬
‫غالبًا ممطرة‬
‫جنوبية غربية‬
‫غالبًا ممطرة‬
‫شرقية‬
‫ساخنة‬
‫شرقية‬
‫ساخنة‬
‫شرقية‬
‫غربية‬
‫غربية‬
‫شمالية غربية‬
‫ساخنة‬
‫غير ممطرة‬
‫شديدة الأمطار‬
‫باقي المكنسة‬
‫‪4‬‬
‫جنوبية غربية‬
‫ممطرة‬
‫الفيضة الصغير‬
‫‪5‬‬
‫شمالية غربية‬
‫تصحبها أمطار‬
‫قاسم‬
‫عيد الميلاد‬
‫‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫جنوبية غربية‬
‫غربية‬
‫مصحوبة بعواصف‬
‫شديدة الأمطار‬
‫ينتج عن حركة المد والجزر تحرك أفقي للكتل المائية على سطح الأرض اقتراب ًا وابتعاد ًا عن خط الشاطئ‪ ،‬و يصل متوسط مقدار‬
‫المد والجزر بموانئ الإسكندر ية إلى ‪ 0.46‬متر فوق المنسوب الثابت للخر يطة وفق ًا للهيئة العامة لميناء الإسكندر ية‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الخصائص الرئيسية للبحر المتوسط بشكل عام‪:‬‬
‫يتمتع البحر المتوسط بدرجة حرارة عالية وملوحة عالية ونظام ذو مدى للمد والجزر لا يتعدى عرضه عادة ً ‪ 50‬سم‪ .‬و يوجد فقر‬
‫في المواد المغذية والكتلة الحيو ية للعوالق المائية‪ ،‬وتقل التغذية كلما اتجهنا إلى الشرق‪ .‬وهو غنى في التنوع البيولوجي و يعد النقل عن‬
‫طر يق قناة السويس هو الأكبر ولذلك نجد الكمية الأكبر من الأنواع الغريبة موجودة في الحوض الشرقي‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -12‬نبذة عن هيئة ميناء الإسكندر ية‪ ،‬الهيئة العامة لميناء الإسكندر ية ‪https://rb.gy/xtcggm‬‬
‫‪ -13‬تقرير وكالة البيئة الأوروبية رقم ‪ 4‬لعام ‪ ،2006‬القضايا البيئية ذات الأولو ية في منطقة البحر المتوسط‬
‫‪11‬‬
‫‪ .2‬تأثير التغيرات المناخية على المدينة‪:‬‬
‫تشير البيانات الواردة في تقرير أصدره البنك الدولي في ‪ 2022‬إلى أنه بين عامي ‪ 1984‬و‪ ،2016‬تآكلت السواحل الشمالية‬
‫المصر ية بمتوسط ‪ 0.1‬متر كل عام‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫يتمثل خطر غرق الإسكندر ية‪ ،‬كما يُقال‪ ،‬في ارتفاع مستوى سطح البحر‪ .‬و�لكن قبل الجزم بصحة أو ضلالية تلك المعلومة علينا‬
‫أن نعرف أول ًا أسباب هذا الارتفاع‪ ،‬وما هي سينار يوهات حدوثه‪ ،‬ومتى يمكن أن نرى تأثير هذا الارتفاع‪ ،‬حتى يمكننا معرفة‬
‫مدى صحة احتمالية غرق الإسكندر ية‪.‬‬
‫• أسباب ارتفاع مستوى سطح البحر‬
‫يرجع ارتفاع مستوى سطح البحر إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب ز يادة نسبة الغازات الدفينة الناتجة عن عوامل غير‬
‫طبيعية كالنشاط الإنساني من حرق الوقود الأحفوري وتمهيد الأراضي الزراعية والنشاط الصناعي منذ بداية الثورة الصناعية‪.‬‬
‫وتعمل الغازات الدفينة على منع عودة أشعة الشمس المنعكسة إلى الفضاء‪ ،‬مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض‪ .‬وبسبب‬
‫هذه الز يادة يحدث التمدد الحراري للمياه وهو السبب الرئيسي لارتفاع مستوى سطح البحر؛ حيث تشغل المياه الدافئة حجم ًا أكبر‬
‫من المياه الباردة‪ .‬كما يسبب ذوبان جليد اليابسة والأنهار والرفوف الجليدية ز يادة في منسوب المياه‪ .‬مع العلم أن ذوبان الجليد‬
‫الطافي المتواجد في القطبين لا يرفع مستو يات سطح البحر‪ ،‬لأن الجليد المعني هو جليد بحري‪ ،‬وهو يطفو بالفعل في المحيط المتجمد‬
‫الشمالي؛ حيث أن حجم الماء السائل يعادل حجم الماء المتجمد فلا يزيد منسوب البحر بسبب ذوبان القطبين كما يظن ا�لكثيرون‪.‬‬
‫و�لكن ذوبان القطبين يؤثر بالسلب على التنوع البيولوجي عن طر يق تدمير بيئة الكائنات القطبية من مسكن وارتفاع درجة الحرارة‬
‫مما ينتج عنه اختلال في التنوع البيولوجي وظهور أمراض جديدة واختفاء كائنات حية يؤثر على حياة الإنسان في كل مكان‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فإن ذوبان الجليد على اليابسة‪ ،‬على الأنهار الجليدية في جرينلاند وأنتاركتيكا بالإضافة إلى سلاسل الجبال في كل مكان‪،‬‬
‫يرفع مستو يات سطح البحر‪.‬‬
‫• التغيرات السابقة لمستوى سطح البحر المتوسط على سواحل الإسكندر ية‬
‫يتغير متوسط مستوى ارتفاع سطح البحر على ساحل الإسكندر ية باختلاف سنوات الدراسة؛ فبلغ ‪ 2‬سم من عام ‪ 1944‬إلى عام‬
‫‪ 15 ،1989‬و بحساب من عام ‪ 1944‬إلى ‪ 2001‬فيبلغ متوسط ارتفاع سطح البحر ‪ 1.6‬سم‪ 16 ،‬و بحساب من ‪ 1974‬إلى ‪2006‬‬
‫بلغ متوسط الإرتفاع ‪ 3‬سم‪.17‬‬
‫‪14- Heger, Martin Philipp, et al, 2022.‬‬
‫‪15- Frihy, O., 1992.‬‬
‫‪16- Frihy, O., 2003.‬‬
‫‪17- Said, M.A., Moursy, Z.A., Radwan, A.A., 2012.‬‬
‫‪12‬‬
‫شكل ‪ .6‬التغير في المتوسطات السنو ية لمنسوب سطح البحر المتوسط بالإسكندر ية (‪)2006-1958‬‬
‫المصدر‪ :‬المنظور البيئي لإستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الإسكندر ية)‬
‫• سينار يوهات التغيرات المناخية‬
‫وفق ًا للملخص الفني للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ‪ IPCC‬في ‪" :2007‬تُوف ِّر السينار يوهات الخاصة المختلفة لتغير المناخ‬
‫ل من التغير المادي والآثار السلبية على النظم البيولوجية‬
‫أساسًا لتقييم المخاطر التي تتجاوز الحدود الطبيعية والتي يمكن تحديدها في ك ٍ‬
‫والبشر ية"‪ .18‬هناك العديد من فرق النمذجة المناخية حول العالم‪ .‬إذا استخدموا جميع ًا مقاييس مختلفة ووضعوا افتراضات مختلفة‬
‫حول خطوط الأساس ونقاط البداية‪ ،‬فسيكون من الصعب جدًا مقارنة دراسة بأخرى‪ .‬وبالمثل‪ ،‬لا يمكن التحقق من صحة‬
‫أي من هذه النماذج مقابل نماذج أخرى مختلفة ومستقلة‪ ،‬وسيصبح الاتصال بين مجموعات النمذجة المناخية أعقد ويستغرق وقتًا‬
‫ٍ‬
‫أطول‪ .‬مشكلة أخرى هي ارتفاع تكلفة عمل النماذج؛ فأجهزة الكمبيوتر القو ية المطلوبة قليلة والطلب عليها كبير‪ .‬كما أنه من غير‬
‫العملي أن تعيد برمجة النماذج في كل مرة من نقطة الصفر‪ .‬لذلك أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التعديل النهائي‬
‫للسينار يوهات المستخدمة في ‪ 2007‬والتي توفر إطار ًا يمكن من خلالها تبسيط العمل وحل المشكلات السابقة‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫• سينار يوهات ارتفاع مستوى سطح البحر وتهديدات الفيضانات المستقبلية‬
‫يمكن دراسة المخاطر المستقبلية للفيضانات من خلال مقارنة خرائط بيانات الارتفاع الرقمية والتغيرات المتوقعة في مستوى سطح‬
‫البحر‪ .‬تشير التحليلات المكانية لبيانات الارتفاع الرقمي في منطقة الدراسة (الشكل ‪ 7‬أ) إلى أن المنطقة الأكثر حساسية لارتفاع‬
‫مستوى سطح البحر هي المنطقة الساحلية لدلتا النيل‪ ،‬وعلى وجه الخصوص الجانب الشمالي الغربي (الشكل ‪ 7‬ب)‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬
‫حتى ‪ 10‬سم ز يادة في مستوى سطح البحر ستلحق أضرار ًا كبيرة بالجانب الشمالي من الدلتا‪ ،‬والذي يشمل البحيرات ا�لكبيرة‬
‫والأراضي الزراعية الخصبة وأربع مدن مكتظة بالسكان‪ ،‬هي‪ :‬الإسكندر ية ورشيد والبرلس وبورسعيد‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪18- IPCC Technical Summary, 2007.‬‬
‫‪19- Wayne, 2013.‬‬
‫‪20- Shaltout, M., et al, 2015.‬‬
‫‪13‬‬
‫شكل ‪ .7‬بيانات الارتفاع الرقمية لساحل البحر المتوسط المصري (أ)‪ ،‬مع تكبير منطقة دلتا النيل (ب)‪.‬‬
‫المصدر‪Shaltout, M., et al, 2015 :‬‬
‫بافتراض استمرار الاتجاهات السابقة للتغير في منسوب سطح البحر على نفس الوتيرة التي تم ذكرها في المنظور البيئي لإستراتيجية‬
‫التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الإسكندر ية) لسنة ‪ ،2010‬فإن الز يادة المتوقعة يمكن أن تتراوح بين ‪3-2‬مم‪ /‬سنة‬
‫في المتوسط‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن السينار يوهات المحتملة نتيجة حدوث ارتفاع في منسوب البحر يعادل ‪ 0.5‬متر قد تتحقق في زمن يتراوح‬
‫بين ‪ 167‬و‪ 250‬عام ًا‪ .‬بينما قد يستغرق تحقق السينار يوهات المتوقعة نتيجة ارتفاع منسوب بمقدار ‪ 1.0‬متر زمنًا يتراوح بين ‪333‬‬
‫و‪ 500‬عام ًا‪ ،‬وهذا باشتراط عدم حدوث أي تغيرات إ يجابية أو سلبية في المعدلات الحالية‪ 21.‬وفيما يلي خر يطة الأراضي المُعر ّضة‬
‫للغرق وفق ًا للتقرير‪ .‬و يعرض التقرير أيضًا سينار يو على المدى الطو يل يهدد بغرق معظم المدينة واحتمالية غرق الظهير الصحراوي‬
‫أيضًا‪ .‬و�لكن حتى في ظل المدى البعيد لا يأخذ هذا التقرير بعين الاعتبار الالتزام بقواعد الإدارة الساحلية‪ ،‬والتدخل الإنساني‬
‫على سواحل الإسكندر ية‪ ،‬ومشروعات الحماية وتضافر مجهودات العديد من الجهات الدولية والقومية من أجل العمل البيئي‪.‬‬
‫شكل ‪ .8‬عامل الأراضي المعرضة للغرق المصدر‪ :‬المنظور البيئي لإستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الإسكندر ية) ‪.2010‬‬
‫‪ -21‬المنظور البيئي لإستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الاسكندر ية)‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫وفي نفس العام ‪ ،2010‬صدر أطلس مخاطر التغيرات المناخية على السواحل المصر ية للدكتور خالد عبد القادر جودة‪ ،‬و يعرض‬
‫فيما يلي خر يطة الأجزاء المعرضة للغرق في حال ارتفاع مستوى سطح البحر متر ًا واحدًا‪:‬‬
‫شكل ‪ .9‬المواقع المُع ّرضة للغرق وفق ًا لسينار يو ارتفاع مستوى البحر متر واحد‪ .‬المصدر‪ :‬أطلس مخاطر التغيرات المناخية على السواحل المصر ية‬
‫يذهب الباحثون إلى أن التطور الحقيقي في مجال التنبؤات المناخية أتى من المقارنة المنهجية لمخرجات عدة مجموعات من النماذج‪،‬‬
‫مع تنفيذ كل محاكاة حوسبية ضمن نطاق من الظروف المناخية الممكنة‪ .‬في دراسة صدرت عام ‪ 2015‬لشلتوت وآخرون‪ ،‬تم‬
‫تطبيق مقارنة التضاريس الديناميكية (‪ )DT‬للفترة من ‪ 1993‬إلى ‪ 2013‬من بيانات قياس الارتفاع بالأقمار الصناعية في ضوء‬
‫ملاحظات مقياس المد والجزر مع بيانات ديناميكيات السوائل الجيوفيز يائية (‪ .)GFDL‬وتشير وسائل القياس السنو ية المستمرة‬
‫ل من الز يادة خلال الفترة‬
‫لحسابات التغير في مستوى سطح البحر باستخدام محاكاة ‪ GFDL-2ENM‬إلى وجود مستوى عا ٍ‬
‫الحالية‪ .‬وبناء ً عليه‪ ،‬من المتوقع أن يكون متوسط الز يادة خلال الفترة من ‪ 2071‬إلى ‪ 2100‬كالآتي‪: 22‬‬
‫وفق ًا لسينار يو‬
‫متوسط الز يادة سم‬
‫‪RCP85‬‬
‫‪9.5‬‬
‫‪RCP26‬‬
‫‪RCP60‬‬
‫‪RCP45‬‬
‫‪8.0‬‬
‫‪8.8‬‬
‫‪16.7‬‬
‫‪22- Shaltout, M., et al, 2015.‬‬
‫‪15‬‬
‫شكل‪ 10 .‬متوسط مستو يات سطح البحر السنوي للمدة ‪ 2085 - 2015‬لمختلف المواسم وسينار يوهات الانبعاثات بناء ً على دراسة للفترة ‪2006-‬‬
‫‪ 2035‬لمحاكاة ‪ .GFDL-2ENM‬المصدر‪ :‬شلتوت ‪2015‬‬
‫نجد في المحاكاة للفترة ‪ 2085 – 2015‬إن الز يادة تكون أكثر في فصل الشتاء وتقل في فصل الصيف‪ ،‬وأبرزها في الشتاء سينار يو‬
‫‪ RCP85‬وأقلها وضوح ًا في الصيف سينار يو ‪ .RCP60‬بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬كما يذكر كوب وآخرون في دراسة نُش ِّرت في ‪2014‬‬
‫أن هناك عوامل مختلفة تُؤث ّ ِر في ز يادة منسوب البحر المحلي‪ 23،‬فإن النتائج الحالية تشير إلى أن ارتفاع منسوب سطح البحر أقل على‬
‫طول ساحل البحر المتوسط المصري من متوسط ارتفاع منسوب سطح البحر العالمي المحسوب باستخدام نفس السينار يوهات‬
‫المستقبلية‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫أعلن علماء في جامعة كولورادو عام ‪ 2018‬أن ارتفاع مستوى سطح البحر لا يزيد بوتيرة ثابتة بل يتسارع وفق ًا لتحليل بيانات‬
‫الأقمار الصناعية لقياس معدل ارتفاع مستوى سطح البحر على مدار ‪ 25‬سنة‪ 25،‬إذ تبيَ ّن أن معدل الز يادة قدره ‪ 0.08‬مم سنو ًي ّا‪،‬‬
‫مما يعني أن سطح البحر قد يرتفع بمقدار ‪ 10‬مم في السنة أو أكثر بحلول عام ‪ .2100‬وفي حال إذا ما استمر التغير بنفس الوتيرة‪،‬‬
‫فإن ارتفاع مستوى سطح البحر قد يصل إجمالا ً إلى أكثر من ‪ 60‬سم بحلول عام ‪ 2100‬مقارنة ً بالتوقعات التي تفترض ارتفاعه‬
‫بمعدلات ثابتة‪ ،‬وتقدر إجمال ًا بـ‪ 30‬سم‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪23- Kopp et al, 2014.‬‬
‫‪24- Shaltout, M., et al, 2015.‬‬
‫‪25- Research team detects an acceleration in the 25 year satellite sea level record https://rb.gy/11dy87‬‬
‫‪ -26‬محمود العيسوي‪ ،‬مستوى سطح البحر يرتفع بوتيرة أسرع مما يُعتقد‪ ،‬للعلم ‪https://rb.gy/an7p1c‬‬
‫‪16‬‬
‫طرحت دراسة منشورة في مارس ‪ 2021‬سينار يوهات أقل تفاؤلا ً لاحتمال فقدان الأراضي وأعداد السكان المتضررين بسبب‬
‫ارتفاع منسوب البحر طبقا لقياسات ارتفاع الأرض باستخدام الأقمار الصناعية كما يلي‪:‬‬
‫‪27‬‬
‫سينار يوهات ارتفاع‬
‫مساحة الأرض المغمورة كم ‪2‬‬
‫نسبة الأرض المغمورة ‪%‬‬
‫ارتفاع ‪0.5‬‬
‫‪1800‬‬
‫‪7.5‬‬
‫ارتفاع ‪1.5‬‬
‫‪5700‬‬
‫‪23.9‬‬
‫منسوب البحر م‬
‫ارتفاع ‪1.0‬‬
‫‪4500‬‬
‫عدد السكان المتضررين‬
‫بالمليون‬
‫‪4‬‬
‫‪6‬‬
‫‪18.9‬‬
‫‪8‬‬
‫يشير أحدث تقرير للبنك الدولي الصادر في ‪ 2022‬أن نحو ‪ 30%‬من الإسكندر ية سيتم غمره بالمياه حال ارتفاع مستوى سطح‬
‫البحر بمقدار ‪ 30‬سم فقط‪ ،‬وهو سينار يو المُعدل الثابت كما ذكرنا‪ ،‬مما يؤدي لنزوح نحو ‪ 545‬ألف شخص وفقدان ‪ 70.5‬ألف‬
‫وظيفة‪ .‬و يقول البنك الدولي إن الفيضانات الساحلية في الإسكندر ية وحدها يمكن أن تؤدي إلى خسائر سنو ية تصل إلى ‪504-‬‬
‫‪ 581‬مليون دولار بحلول عام ‪.28 2050‬‬
‫من منظو ٍر عام‪ ،‬تتأثر التقديرات الحالية لمستوى سطح البحر المتوقع بمجموعة واسعة من أوجه عدم اليقين‪ ،‬بعضها يتعلق بالنمذجة‬
‫وبعضها يتعلق بالإدارة‪ .‬وهذه النتائج تتطلب إجراءات مختلفة تتعلق بالإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية‪ .‬وكل هذه النقاط يجب‬
‫كِل اهتمام ًا أكبر لدى ا�لكوادر والمسؤولين لضمان اتخاذ أفضل القرارات للحد من وقوع أي كوارث مناخية‪.‬‬
‫أن تُش ّ‬
‫• تأثير التغيرات المناخية على هطول الأمطار ودرجة الحرارة‬
‫أعلنت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في ‪ 2014‬أن معظم البلدان ستتعرض لمتوسط درجات حرارة متزايدة‪،‬‬
‫كِن أن تُؤث ّ ِر التغيرات المناخية في متوسط هطول الأمطار على الموائل والتنوع البيولوجي والزراعة‬
‫ومعدلات هطول أمطار متغيرة‪ .‬يمُ ّ‬
‫وإمدادات المياه وتدفق الأنهار‪ .‬تقترح محاكاة نماذج المناخ العالمي أن متوسط كميات الأمطار السنو ية قد يزداد‪ ،‬و�لكن الوقت‬
‫المُستغر َق لإحداث هطول الأمطار الغزيرة قد ينخفض في هذه الأثناء‪ . 29‬قد يُؤدِّي هذا التحول في أنماط هطول الأمطار إلى ز يادة‬
‫الفيضانات خلال موسم الأمطار‪ ،‬لا سيما في المناطق الساحلية المنخفضة‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫وفق ًا لدراسة الجزيري‪ ،‬فقد كان متوسط كمية الأمطار السنو ية ‪ 202.76‬ملم في الفترة قيد المراجعة بين ‪ 1980‬و‪ ،2019‬بينما‬
‫كان المعدل الطبيعي المرجعي حوالي ‪ 183.83‬ملم‪ ،‬مما يعني ز يادة بنسبة ‪ .10.3٪‬بلغ متوسط الاختلاف الإجمالي بين هذه الفترة‬
‫والمعدل الطبيعي ‪ +19.38‬ملم‪ ،‬مما يشير إلى ز يادة متوسط هطول الأمطار السنوي في الإسكندر ية‪.‬‬
‫‪27- Mohammed Mahmoud Ali Ahmed, 2021.‬‬
‫‪28- Heger, Martin Philipp et al, 2022.‬‬
‫‪29- Lionello P., Dalan F., Elvini E., 2002.‬‬
‫‪30- Sánchez-Arcilla A. et al, 2011.‬‬
‫‪17‬‬
‫كما بلغ متوسط درجة حرارة الهواء السنو ية في فترة الدراسة ‪ 20.8‬درجة مئو ية‪ ،‬وقد كان المتوسط المرجعي لدرجة الحرارة ‪20.5‬‬
‫وضح متوسط ز يادة بمقدار ‪ 0.3‬درجة مئو ية و يكشف عن اتجاه إ يجابي يظهر أن متوسط درجة حرارة الهواء‬
‫درجة مئو ية‪ ،‬مما ي ُ ِ ّ‬
‫السنو ية في الإسكندر ية آخذ في الارتفاع‪ ،‬وهي علامة على تغير المناخ الذي يمكن أن تشهده المدينة‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫ل ملحوظ‪ ،‬من تغير مواعيد النوات‪ ،‬فقد‬
‫وقد شهدت الإسكندر ية ما يسمى بالظواهر الجو ية المتطرفة في الفترة الأخيرة بشك ٍ‬
‫تأتي متقدمة أو متأخرة عن موعدها لعدة أيام‪ ،‬واختلاف الظواهر الجو ية المصاحبة من حيث كثافة كمية الأمطار وشدة الر ياح‬
‫وانخفاض درجات الحرارة‪ .‬شهد شتاء ‪ 2021‬برودة وانخفاض في درجات الحرارة أثناء تلك العواصف لم تشهده المدينة منذ‬
‫سنوات طو يلة‪ .‬كما شهدت المدينة هطول للثلوج‪ ،‬وأفادت هيئة الأرصاد إن سبب هذه الظاهرة هو وجود منخفض جوي متعمق‬
‫ٍ‬
‫في طبقات الجو العليا آ َث ّر على شمال البلاد بصفة عامة مع المنخفض الجوي المتمركز شرق البحر المتوسط‪ ،‬والذي أنشأ حالة من عدم‬
‫الاستقرار وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة‪ ،‬وتكون الثلوج على بعض محافظات الجمهور ية‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫شكل ‪ .11‬الثلوج في شوارع الإسكندر ية‪ .‬تصوير محمد خليل المصدر‪CNN Arabic 2021 :‬‬
‫‪31- El-Geziry, T.M., 2021.‬‬
‫‪ -32‬الأرصاد توضح حقيقة وصول ثلوج الإسكندر ية إلى القاهرة‪ ،‬بوابة أخبار اليوم‪https://bit.ly/3z9s2k2 ،02/10/2022 ،‬‬
‫‪18‬‬
‫يمكن ملاحظة تغير المناخ على الإسكندر ية خلال الأربعين عام ًا الماضية في الرسوم البيانية التالية‪ .‬مصدر البيانات المستخدم هو‬
‫‪ ،ERA5‬الجيل الخامس من تحليل الغلاف الجوي ‪ ECMWF‬للمناخ العالمي‪ ،‬و يُغطي النطاق الزمني من ‪ 1979‬إلى ‪ ،2021‬بدقة‬
‫مكانية تبلغ ‪30‬كم ‪.33‬‬
‫شكل ‪ .12‬التغير السنوي في درجة حرارة الإسكندر ية‪ .‬المصدر‪meteoblue :‬‬
‫يُظهر الرسم البياني العلوي تقدير ًا لمتوسط درجة الحرارة السنو ية في الإسكندر ية‪ .‬الخط الأزرق المتقطع هو الاتجاه الخطي لتغير‬
‫المناخ‪ .‬بينما يُظهر الرسم البياني السفلي ما يسمى بخطوط الاحتباس الحراري‪ .‬يُمث ِّل كل شر يط ملون متوسط درجة الحرارة لمدة‬
‫عام‪ :‬الأزرق بالنسبة للبرودة والأحمر للسنوات الأكثر دفئًا‪.‬‬
‫شكل ‪ .13‬التغير السنوي في هطول الأمطار بالإسكندر ية‪ .‬المصدر‪meteoblue :‬‬
‫يُظهر الرسم البياني العلوي تقدير ًا لمتوسط إجمالي هطول الأمطار في الإسكندر ية‪ .‬الخط الأزرق المتقطع هو الاتجاه الخطي لتغير‬
‫المناخ‪ .‬في الجزء السفلي‪ ،‬يُظهر الرسم البياني ما يسمى بخطوط هطول الأمطار‪ .‬يُمث ِّل كل شر يط ملون إجمالي هطول الأمطار لمدة‬
‫عام‪ :‬الأخضر للأعوام الأكثر رطوبة والبني للأكثر جفافًا‪.‬‬
‫‪ -33‬تغير مناخ الإسكندر ية ‪https://rb.gy/59wvvv‬‬
‫‪19‬‬
‫شكل‪ .14‬الانحرافات الشهر ية في درجة الحرارة وهطول الأمطار بالإسكندر ية‪ .‬المصدر‪meteoblue :‬‬
‫يوضح الرسم البياني العلوي الانحراف في درجة الحرارة لكل شهر منذ عام ‪ 1979‬حتى الآن‪ .‬كانت الأشهر الحمراء أكثر دفئًا وكانت‬
‫الأشهر الزرقاء أكثر برودة من المعتاد‪ .‬يوضح الرسم البياني السفلي شذوذ هطول الأمطار لكل شهر منذ عام ‪ 1979‬حتى الآن‪.‬‬
‫كانت الأشهر الخضراء أكثر رطوبة وكانت الأشهر البنية أكثر جفافًا من المعتاد‪.‬‬
‫كمثال توضيحي‪ ،‬يُبيِّن الشكل التالي شذوذ في درجة الحرارة وهطول الأمطار حسب شهر سبتمبر‪:‬‬
‫شكل ‪ .15‬شذوذ في درجة الحرارة وهطول الأمطار حسب شهر سبتمبر بالإسكندر ية‪ .‬المصدر‪meteoblue :‬‬
‫‪20‬‬
‫نستطيع أن نلاحظ مما سبق تعرض الإسكندر ية في العشر سنوات الأخيرة لكميات هائلة من تساقط الأمطار في وجود شبكات‬
‫الصرف الصحي التقليدية غير المُجهزة لاستيعاب تلك الكميات المفاجئة وا�لكبيرة من الأمطار‪ ،‬مما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة‬
‫والأضرار في ممتلكات للعديد من المواطنين‪.‬‬
‫شكل ‪ .16‬صور أرشيفية من مواقع التواصل الاجتماعي لغرق الشوارع في الإسكندر ية عقب هطول الأمطار‪.‬‬
‫• تأثير النشاط الإنساني على الشواطئ‬
‫تؤدي العواصف وارتفاع مستوى سطح البحر والتيارات البحر ية إلى تآكل الساحل بشكل طبيعي وببطء مع مرور الوقت‪� .‬لكن‬
‫ط ِل عملية نقل الرواسب الطبيعية التي تساعد‬
‫التنمية الصناعية والسياحية والتوسع العمراني بدون الأخذ في الاعتبار الخطر البيئي تُع ّ‬
‫في تشكيل الساحل وتجعله أكثر عرضة للتآكل‪ .‬كما كان لإنشاء السد العالي بأسوان تأثير ًا كبير ًا على ديناميكية الساحل‪ .‬وتعد‬
‫تنمية الخط الساحلي بسبب التحول إلى النمط الحضري بدون أخذ البيئة في الاعتبار أحد أهم أسباب المشكلة‪ ،‬إذ أن ردم الشواطئ‬
‫والبناء عليها له تأثير مباشر على البيئة البحر ية‪ ،‬كالقضاء على النباتات والحيوانات البحر ية نتيجة دفنها بواسطة آليات الردم‪ ،‬وإتلاف‬
‫أماكن حضانة ونمو وتكاثر الأحياء البحر ية بالتجر يف‪ ،‬وتلويث مياه البحر جراء النفايات التي تلقى على الساحل‪ .‬أما التأثير غير‬
‫المباشر فيظهر في ز يادة عكارة المياه‪ ،‬التي تقلل من ضوء الشمس وتُضع ِف قدرة النباتات والطحالب على القيام بعملية التمثيل‬
‫الضوئي‪ ،‬بالإضافة إلى الأحداث المناخية المتطرفة وارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن تغير المناخ بفعل الإنسان الذي يمثل‬
‫تهديد ًا للمدن الساحلية المنخفضة‪.‬‬
‫تفاقمت مشكلات تآكل الشاطئ في الإسكندر ية لدرجة وصول مياه البحر في بعض المناطق إلى مقدمة الحائط الساند المحُدِد‬
‫لطر يق ا�لكورنيش لتتخطى الأمواج سور ا�لكورنيش في بعض المناطق المنخفضة‪ .‬جرت عدة محاولات للسيطرة على الوضع بإتباع‬
‫بعض طرق الحماية التي نتطرق إليها في الجزء التالي‪ .‬وقد حققت مشروعات الحماية هذه الغرض منها و�لكن ظهرت مجدد ًا مشاكل‬
‫النحر بعد مشروع توسيع ا�لكورنيش ‪1998-2002‬؛ حيث أ َث ّرت على الشواطئ الرملية التي كانت تحمي اليابسة خلفها وتخفف‬
‫من طاقة الأمواج‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ -34‬المنظور البيئي لإستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الإسكندر ية)‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫شكل ‪ .17‬قطاعات توضيحية لميول خط قطاع الشاطئ قبل مشروع توسيع ا�لكورنيش وبعده‬
‫المصدر‪ :‬المنظور البيئي لإستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الإسكندر ية)‬
‫و�لكن تستمر الكافيتر يات والشواطئ في إقامة منشآت بطول كورنيش الإسكندر ية‪ .35‬كانت أبرز الأزمات ما حدث في واقعة‬
‫البناء على شاطئ الشاطبي‪ ،‬والتي لم تكن هي الأولى من نوعها‪ . 36‬عند قدوم فصلي الربيع أو الصيف‪ ،‬وإقامة المزيد من الكافيتر يات‬
‫والكازينوهات‪ ،‬تتوالى الأزمات نتيجة للتعديات على شواطئ المحافظة والتي ليست فقط تضر بالبيئة وتُسر ِع من معدلات النحر‬
‫وإيذاء البيئة البحر ية‪ ،‬و�لكن أيضًا تحجب حق الرؤ ية‪.37‬‬
‫شكل ‪ .18‬صور أرشيفية من مواقع التواصل الاجتماعي لتطور بناء كازينو الشاطبي منذ خمسينات القرن الماضي‬
‫حتى الآن كمثال على البناء على الشاطئ‬
‫‪ -35‬مركز الإنسان والمدينة للأبحاث الإنسانية والإجتماعية‪ ،‬حملة "إسكندر ية لا ترى البحر"‪ ،‬وقد ق ُ ّدِرت نسبة الكافيهات على ا�لكورنيش بـ‪ 10.4%‬من‬
‫طول كورنيش الإسكندر ية في ‪https://bit.ly/3NGcdao 2019‬‬
‫‪ -36‬جدير بالذكر رفع عدد من المواطنين دعوى بفسخ التعاقد المبرم بين محافظ الإسكندر ية والمستأجر باستغلال كازينو ومطعم وكافيتر يا الشاطبي‪ ،‬والذي‬
‫كان مدته من ‪ 16/9/2016‬حتى ‪ 15/9/2026‬لاتهام المتعاقدين بمخالفة شروط التعاقد؛ من خلال تجر يف رمال الشاطئ ووضع خرسانة على تلك المساحة‪،‬‬
‫وردم المياه داخل البحر أسفل كازينو الشاطبي‪ ،‬والتعدي على الممشى الر ياضي لكازينو الشاطبي من الجهة الغربية وردمه بالكامل بطول ‪ 200‬متر لعمل‬
‫جراج انتظار للسيارات‪ ،‬وإقامة طبقة خرسانية بمياه البحر‪ ،‬مما سيؤدي إلى تصر يف مياه الصرف في البحر دون معالجة‪ ،‬وهو الأمر الذي يمثل جريمة بيئية‬
‫طبقا للقانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪ . / https://bit.ly/3CNMl7x .1984‬وقد تم رفض الدعوى‪.‬‬
‫‪ -37‬ظهرت عدة حملات ومن ضمنها حملة "الإسكندر ية لا ترى البحر" للتنديد بتلك الممارسات وإقامة دعوى قضائية في ‪ ،01/10/2018‬تم رفضها من‬
‫محكمة القضاء الإداري بالاسكندر ية في ‪ 29/08/2020‬وقام المدّعون بالطعن على هذا الحكم أمام المحكمة الإدار ية العليا بالقاهرة في سبتمبر ‪ 2020‬ولم يتم‬
‫تجديد جلسة لنظرها حتى صدور البحث‪https://bit.ly/3UsFDep .‬‬
‫‪22‬‬
‫كما أثار مؤخر ًا إنشاء كوبري السادات المعروف في الإسكندر ية بكوبري البور يفاج بالقرب من شاطئ البور يفاج في منطقة‬
‫العصافرة استياء السكندر يين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ يرون أنه تعدى على الشواطئ‪ .‬بينما أكدت محافظة الإسكندر ية‬
‫أنه سيتم الحفاظ على الشاطئ وعودته إلى طبيعته بمجرد إنهاء أعمال التشييد‪ ،‬بدون أي نشر لدراسة الآثار البيئية المصاحبة للمشروع‪.‬‬
‫وفي تصر يحات صحفية مع بداية المشروع‪ ،‬قالت المهندسة إيمان الحريري؛ مدير عام مشروعات منطقة الإسكندر ية والبحيرة‬
‫بجهاز تعمير الساحل الشمالي‪ ،‬إن الهدف من المشروع تخفيف الاختناق المروري بنطاق شارع ‪ 45‬وإقامة ممشى سياحي للترويح‬
‫على المواطنين‪ .‬من جانبه‪ ،‬أكّد اللواء جمال رشاد؛ رئيس الإدارة المركز ية للسياحة والمصايف‪ ،‬إنه لن يتم المساس بأي جزء من‬
‫الشاطئ ومساحته لن تنقص منها متر ًا واحدًا‪ ،‬موضحًا في تصر يحات وقت بداية المشروع أن الطر يق المقام على الشاطئ الآن هو‬
‫طر يق "مؤقت" لحين انتهاء المشروع الأساسي‪ .‬الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد علق بدوره على هذا الأمر‪ ،‬على هامش تفقده‬
‫أعمال تطوير كورنيش المقطم‪ ،‬وطالب المواطنين بالانتظار حتى انتهاء المشروع‪ ،‬ثم الحكم عليه‪ ،‬قائلاً‪" :‬انتظروا لما الموضوع يخلص‬
‫ويتشرح�لكوا‪ .‬وأنا ببقى مستغرب جدًا أن المسئولين على الطر يق مش قادرين يقولوا إن الطر يق لسة مخلصش‪ ،‬وأنه لسة فيه شغل‪،‬‬
‫وبالتالي الحكم مش مظبوط "‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫شكل ‪ .19‬الموقع العام لمشروع كوبري السادات‪ .‬المصدر‪ :‬وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية‬
‫‪39‬‬
‫مشكلة نحر السواحل في الإسكندر ية نتيجة حركة الأمواج ليست بجديدة‪ .‬وتكمن الطرق السليمة لحماية الشواطئ في عدة أساليب‬
‫متعارف عليها عالميًا ومستخدمة بالفعل في الإسكندر ية من بناء حواجز ومصدات لحماية الشواطئ من الأمواج البحر ية ووضع‬
‫خرسانات أسمنتية وحواجز صخر ية‪� .‬لكن لابد من تقليل البناء العمراني قرب الشواطئ‪ ،‬والأهم من كل هذا إجبار المؤسسات‬
‫الخاصة والعامة على احترام البيئة عن طر يق تطبيق القوانين‪ .‬كما يزيد النشاط الصناعي من آثار الاحتباس الحراري الذي بدوره‬
‫يلعب دور ًا مهم ًا في التغيرات المناخية‪ ،‬فز يادة درجة حرارة الأرض تُؤث ّ ِر على توز يع المساحات المائية‪ .‬فنجد أن بعض الأماكن التي‬
‫تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة مع عدم وجود اتصال مباشر أو غير مباشر مع مصدر للماء‪ -‬كالبحيرات المغلقة‪ -‬عرضة للجفاف‬
‫بسبب ز يادة نسبة التبخر نتيجة التغيرات المناخية‪ .‬فأصبح توز يع مياه الأمطار وشدتها مختلف عن السنوات الماضية‪ ،‬مما يسبب‬
‫إهدار ا�لكثير من المياه وعدم القدرة على تخزينها أو الاستفادة منها في الزراعة‪.‬‬
‫‪-38‬كوبري البور يفاج وإلغاء مصيف الغلابة‪ :‬كيف ردت الدولة على حملات تشو يه إنجازات الطرق؟‪https://www.elbalad.news/5358422‬‬
‫‪ -39‬إعداد الدراسات التخطيطية والتصميمية ومستندات طــرح العطاء لمشروع إنشاء نفق للسيارات والمشاة عند تقاطع شارع ‪ ٤٥‬مع طر يق ا�لكورنيش‬
‫بالإسكندر ية ‪https://rb.gy/o1ocur‬‬
‫‪23‬‬
‫وبطبيعة الحال‪ ،‬تتعرض المناطق الساحلية كمدينة الإسكندر ية لخطر الفيضان والغرق بسبب ز يادة نسبة الأمطار في السنوات‬
‫الماضية مع ضعف البنية التحتية للمحافظة‪ .‬فتتعرض المدينة كلها إلى شلل في حال توالت عليها الأمطار وز يادة منسوب سطح‬
‫البحر‪.‬‬
‫• ظاهرة الهبوط الأرضي وسببها‬
‫أحد نتائج التغير المناخي واختلاف شدة هطول الأمطار في ظروف هشاشة البنية التحتية مع الطبيعة الجيولوجية للمدينة والأحمال‬
‫الثقيلة عليها هي ظاهرة الهبوط الأرضي‪ .‬تشهد الإسكندر ية حوادث هبوط أرضي متكررة‪ ،‬خاصة ً منطقة وسط المدينة‪ ،‬وطر يق‬
‫ا�لكورنيش‪ ،‬وأحياء العامرية والمنتزة‪ ،‬وقرى أبيس‪ .‬تتراوح نسبة تلك الحوادث سنوي ًا بين حادثة واحدة على الأقل وقد تصل‬
‫إلى خمس حوادث‪ ،‬وفي أحيان كثيرة يقع ضحايا‪ .‬وقد نسج الوعي الشعبي الجمعي للمدينة أساطير حول تلك الحوادث تدور حول‬
‫المدينة القديمة التي تبتلع المارة‪.‬‬
‫الهبوط الأرضي عبارة عن خلخلة في القشرة السطحية ينتج عنه هبوط سطح الأرض في موقع ما نتيجة تغيير خصائص التربة‬
‫التحتية أسفله‪ .‬وهو ينتج عن الترطيب نتيجة وجود رشح أو كسر في أحد مواسير شبكة مياه الشرب أو الصرف الصحي أو تسرب‬
‫ناتج عن مياه الأمطار أو نتيجة للأحمال الترددية على سطح الأرض مثل أحمال السيارات والمقطورات‪ .‬كما لاحظنا غمر المدينة‬
‫بالكامل بالمياه وخاصة ً عندما تصادف النوات والأمطار الشديدة وقت المد‪ ،‬وذلك يرجع إلى ضعف شبكة المجاري والصرف‬
‫وقدم المواسير المستخدمة‪ ،‬مما يؤدي إلى حدوث كسر أو انفجار بها نتيجة الضغط العالي عليها‪ ،‬فيزيد من احتمالية حدوث الهبوط‬
‫الأرضي‪ .‬ومن أسباب الهبوط الأرضي بمناطق وسط البلد أيضًا الصهاريج الأثر ية وهي أماكن تخزين المياه؛ حيث أن الصهاريج‬
‫الأثر ية المعروفة في الإسكندر ية ‪ 28‬من ‪ 700‬صهريج مفقود‪.‬‬
‫شكل ‪ .20‬هبوط أرضي بشارع ‪ 45‬بمنطقة ميامي‪ ،‬أول في أكتوبر ‪ .2020‬المصدر‪ :‬جريدة الوطن‬
‫‪40‬‬
‫‪ -40‬فيديو‪ ..‬هبوط أرضى يوقف حركة المرور بشارع ‪ 45‬بالإسكندر ية ‪https://www.elwatannews.com/news/details/5002973‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ .3‬تدابير التكيف مع التغيرات المناخية‪:‬‬
‫• تعر يف وسائل الحماية المتبعة للشواطئ بالإسكندر ية‬
‫هناك أربعة أنواع من الحماية الساحلية الهندسية لحماية السواحل تُستخد َم في شواطئ الإسكندر ية‪:‬‬
‫‪ .1‬رباعيات الأرجل‬
‫رباعيات الأرجل هي نوع من الهياكل في الهندسة الساحلية تُستخد َم لمنع التآكل الناجم عن الطقس والانجراف الطو يل على‬
‫الشاطئ‪ ،‬وذلك في المقام الأول لفرض الهياكل الساحلية مثل جدران البحر وحواجز الأمواج‪ .‬وهي مصنوعة من الخرسانة‪،‬‬
‫وتستخدِم شكل رباعي السطوح لتبديد قوة الموجات الواردة عن طر يق السماح للمياه بالتدفق حولها بدلا ً من ضدها‪ ،‬ولتقليل‬
‫الإزاحة عن طر يق التشابك‪.‬‬
‫‪ .2‬الكتل المكعبة الخرسانية‬
‫شكل ‪ .21‬الهياكل رباعية الأرجل على شواطئ الإسكندر ية‪ .‬صورة أرشيفية‬
‫هي الأكثر شيوعًا واستخدام ًا على طول سواحل الإسكندر ية فيمكن رؤيتها من منطقة بحري حتى منطقة كليوباترا‪ .‬تم تركيب‬
‫بلوكات خرسانية مكعبة بعرض ‪ 20‬إلى ‪ 30‬متر ًا بارتفاع يصل إلى ‪ 5‬متر‪.‬‬
‫شكل ‪ .22‬المكعبات الخرسانية في منطقة سبورتنج‪ .‬المصدر‪ :‬مركز الإنسان والمدينة للأبحاث الإنسانية والاجتماعية‬
‫‪25‬‬
‫‪ .3‬الأرصفة البحر ية والأربية‬
‫الرصيف البحري هو هيكل مبني بشكل عمودي على الشاطئ يحمي مداخل الملاحة و يوجد دائمًا في أزواج‪ .‬يبحبس الرمل في أعلى‬
‫التيار ويسبب التآكل في اتجاه أسفل التيار‪ .‬عادة ً ما تكون الأرصفة أصغر من حواجز الأمواج وتكون الأربية أصغر من الأرصفة‪.‬‬
‫شكل ‪ .23‬مثال للأرصفة البحر ية والأربية في الإسكندر ية‪ .‬المصدر‪ :‬موقع الإدارة المركز ية للسياحة والمصايف‬
‫‪41‬‬
‫قبل ‪ 1995‬كان شاطئ جليم شاطئ مفتوح بلا حواجز‪ .‬وللحفاظ على الشاطئ من التآكل تم إنشاء الأرصفة والأربية البحر ية‪.‬‬
‫‪ .4‬التغذية الصناعية‬
‫شكل ‪ .24‬شاطئ جليم في القرن الماضي قبل أعمال الحماية وبعدها‪ ،‬صور أرشيفية‬
‫التغذية الاصطناعية هي أمثلة على المشروعات التي يتم فيها تغذية النظام الساحلي بالرواسب (الرمل) من المصدر (منطقة الاقتراض)‬
‫على مسافة معينة من منطقة المشروع‪ .‬يمكن استخدام التغذية الاصطناعية في حالات مختلفة؛ على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ 1-‬توسيع الشاطئ‬
‫‪ 2-‬إنشاء شواطئ جديدة كليًا‬
‫‪3‬تعزيز سلامة البر الرئيسي أو لتعزيز سلامة الممتلكات المبنية إلى ح ٍد ما بالقرب من حافة ا�لكثبان الرملية‬‫‪4-‬تعو يض الفاقد بسبب التآكل الإنشائي‬
‫وتستمر أعمال التغذية الصناعية في شواطئ خمس مناطق على الأقل داخل المدينة‪ ،‬وهي‪ :‬المندرة والعصافرة وسيدي بشر وستانلي‬
‫والشاطبي‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -41‬حواجز الأمواج على كورنيش الاسكندر ية‪https://bit.ly/3Db7Noy،19/10/2022 ،‬‬
‫‪26‬‬
‫‪42- El Raey, Mohamed et al, 1999.‬‬
‫شكل‪ .25‬أحد شواطئ المندرة‪ .‬المصدر‪ :‬الإدارة المركز ية للسياحة والمصايف‬
‫• المشروعات‬
‫ق َ ّدمت مصر في التقرير الأول المحُ َ ّدث كل سنتين في ‪ 2018‬تدابير التكيف المستقبلية في قطاع حماية المناطق الساحلية‪ ،‬والاحتياجات‬
‫المالية والفنية اللازمة لبناء القـدرات لكل برنامج مع ميزانية تقدير ية إجمالية لتدابير التكيف المقررة ‪ 9.328‬مليون دولار أمريكي‬
‫كما يرد في الجدول التالي‪:‬‬
‫‪43‬‬
‫‪-43‬وزارة البيئة‪ ،‬جهاز شئون البيئة‪ ،‬تقارير تغير المناخ ‪https://rb.gy/rhnvin‬‬
‫‪27‬‬
‫وافق صندوق المناخ الأخضر في الربع الأخير من ‪ 2017‬على منحة لمشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ في مناطق الساحل‬
‫الشمالي ودلتا النيل في مصر‪Enhancing climate change adaptation in the North coast and Nile Delta Regions‬‬
‫‪ ،in Egypt‬ليبدأ من يناير ‪ 2018‬وينتهي في ديسمبر ‪ 2023‬بقيمة إجمالية ‪ 31.385‬مليون دولار أمريكي‪ . 44‬وينقسم المشروع‬
‫إلى عدة مراحل و يقع جزء كبير منها في مدينة الإسكندر ية‪ .‬وكان قد أشار الدكتور صابر عثمان؛ خبير تغير المناخ ومدير إدارة‬
‫التغيرات المناخية السابق بوزارة البيئة في ‪ 26‬أكتوبر ‪ 2021‬لموقع القاهرة ‪ 24‬أن مشروعات الحماية المقامة بمنحة من صندوق المناخ‬
‫الأخضر لمواجهة آثار التغيرات المناخية السلبية في بعض المناطق وبتكلفة مالية بلغت نحو ‪ 32‬مليار دولار تتم بالتعاون مع وزارات‬
‫الري والهيئات التابعة لها ووزارة البيئة والمحافظات المعنية‪ ،‬وتستهدف وجود حلول طبق ًا لطبيعة كل منطقة‪ 45.‬ووفق ًا لتقرير برنامج‬
‫الأمم المتحدة الإنمائي‪ ،‬يهدف المشروع إلى تطوير ‪ 69‬كيلومتر من سدود ا�لكثبان الرملية على طول دلتا النيل للحماية من ارتفاع‬
‫مستو يات البحر‪ ،‬وكذلك وضع خطة جديدة وأشمل للإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية‪ .‬وتتحمل وزارة الري والموارد المائية نحو‬
‫‪ 70%‬من تكلفته الاجمالية البالغة ‪ 105‬ملايين دولار‪ ،‬بينما تأتي البقية من صندوق المناخ الأخضر‪ ،‬و يعد برنامج الأمم المتحدة‬
‫الإنمائي أيضًا شر يك رئيسي‪ .‬من المتوقع أن يفيد المشروع مباشرة ً نحو ‪ 800‬ألف من سكان دلتا النيل‪ ،‬وهو مشروع تجريبي مهم‬
‫لخطط الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية في جميع أنحاء المنطقة‪ ،‬كما يقول التقرير‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫وفي ظل استضافة مصر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار ية بشأن تغير المناخ (‪)COP 27‬في شرم الشيخ في نوفمبر‬
‫‪ ،2022‬تحظى مشروعات حماية شواطئ الاسكندر ية بأهمية بالغة‪ .‬فقد صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهور ية في يونيو‬
‫‪ 2022‬بأن السيد الرئيس اطّ لع على مشروعات تطوير وحماية الشواطئ بمدينة الإسكندر ية والساحل الشمالي‪ ،‬وقد وجه الرئيس‬
‫باستكمال تنفيذ مختلف المشروعات الخاصة بحماية الشواطئ بمدن الساحل الشمالي‪ ،‬خاصة ً الإسكندر ية‪ . 47‬وفي إطار المشروع المُمول‬
‫من صندوق المناخ الأخضر‪ ،‬يتم إنشاء مركز أرصاد تابع لمعهد بحوث الشواطئ بوزارة الموارد المائية والري للقياسات الشاطئية‬
‫ومقره في منطقة أبوقير شرق الإسكندر ية‪ ،‬ومهمته جمع البيانات الشاطئية ومن خلال أجهزة قياس الأمواج في البحر وأجهزة‬
‫قياس المد والجزر وارتفاع منسوب سطح البحر وأجهزة متنقلة خاصة بالتيارات البحر ية وتوز يعها‪ ،‬وكذلك نوعية المياه البحر ية‪،‬‬
‫بحيث يكون المعهد متفاعل طول الوقت مع المحطات المتصلة به إ�لكترونيًا ‪ .48‬كما ذكر بيان لهيئة حماية الشواطئ التابعة لوزارة الموارد‬
‫المائية والري إقامة محطات إنذار مبكر على أعماق مختلفة داخل البحر المتوسط للحصول على بيانات متعلقة بموجات العواصف‬
‫والأمواج والظواهر الطبيعية المفاجئ‪.‬‬
‫‪44- https://bit.ly/3DbRaJq‬‬
‫‪45- https://www.cairo24.com/1404141‬‬
‫‪46- https://bit.ly/3MNkOru‬‬
‫‪ -47‬الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع مشروعات تطوير وحماية الشواطئ بمدينة الإسكندر ية والساحل الشمالي‪ ،‬موقع رئاسة الجمهور ية‬
‫تاريخ الدخول ‪https://cutt.ly/vBNS9cV 15.10.2022‬‬
‫‪ " -48‬بحوث الشواطئ" يوضح المناطق الأكثر عرضة للغرق في مصر بسب التغيرات المناخية‪ ،‬المصري اليوم‪،‬‬
‫‪https://www.almasryalyoum.com/news/details/1252693‬‬
‫‪28‬‬
‫ويمكن تصنيف المشروعات الجاري تنفيذها في الاسكندر ية بالإضافة إلى المشروعات الوطنية تحت ثلاثة عناوين رئيسية‪:‬‬
‫مشروعات حماية للمناطق الأثر ية والتراثية‪ ،‬ومشروعات حماية الشواطئ‪ ،‬ومشروعات صرف صحي لحماية المدينة‪.‬‬
‫‪-‬مشروع حماية قلعة قايتباي‪:‬‬
‫تتولى الهيئة العامة لحماية الشواطئ تنفيذ عملية حماية قلعة قايتباى بالإسكندر ية من الأمواج العالية والنحر المستمر في الصخرة‬
‫الرئيسية المُقام عليها القلعة‪ ،‬بالإضافة إلى إنشاء حائط أمواج بطول ‪ 520‬متر ًا باستخدام أوزان مختلفة تتراوح بين ‪ 3‬و‪20‬طن‪،‬‬
‫وبلوكات مكعبة معدلة زنة ‪ 3‬طن‪ ،‬وإنشاء مرسى بحري بطول ‪ 100‬متر‪ ،‬ومشاية خرسانية بطول متر وسمك ‪ 60‬سم من الخرسانة‬
‫المسلحة مقامة على مجموعة من الخواز يق بعمق ‪20‬م ومسافات بينية ‪5‬م‪ ،‬ولسان حجري بطول ‪ 30‬متر ًا وتغذيه بالرمال غرب القلعة‬
‫حتى منسوب ‪ +2000‬متر‪ .‬وتُق َ ّدر قيمة المشروع بنحو ‪ 235,010‬مليون جنيه‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫شكل ‪ .26‬مشروع حماية قلعة قايتباي‪ .‬المصدر‪ :‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‬
‫‪ -49‬حماية وتطوير المنطقة أمام قلعة قايتباي‪ ،‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‪https://bit.ly/3EYedZi،‬‬
‫‪29‬‬
‫ حماية وتدعيم الحائط البحري الأثري للأحواض السمكية بالمنتزة‪:‬‬‫بالإضافة إلى حماية الحائط البحري وكوبري المنتزة حتى الفنار من الأمواج العالية وعمليات النحر المستمرة والتي تسببت في حدوث‬
‫تصدعات وانهيارات جزئية للحائط البحري وأساسات ا�لكوبري الأثري؛ وجاري إنشاء حائط بحري بطول ‪ 280‬متر من الأحجار‬
‫المتدرجة والكتل الخرسانية زنة ‪ 8 ،5‬طن وبلوكات خرسانية زنة ‪ 9‬طن‪ ،‬وتدعيم أساسات ا�لكوبري‪ ،‬وإنشاء هامة من الخرسانة‬
‫العادية أعلى البلوكات‪ ،‬وتدعيم الحائط البحري الأثري من الداخل بطول ‪ 215‬متر‪ ،‬وتدعيم منطقة دوران الفنار بكتل رباعية‬
‫الأرجل زنة ‪ 8‬طن‪ ،‬وتنفيذ بلاطات خرسانية أعلي الحائط الخرساني بتكلفة إجمالية ‪ 74,513‬مليون جنيه‪.‬‬
‫شكل ‪ .27‬عملية حماية وتدعيم الحائط البحري الأثري للأحواض السمكية بالمنتزة‬
‫المصدر‪ :‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‬
‫‪ -50‬عملية حماية وتدعيم الحائط البحري الأثري للأحواض السمكية بالمنتزة‪/https://www.mwri.gov.eg/spa/17775-2 ،‬‬
‫‪30‬‬
‫‪50‬‬
‫ سور ا�لكورنيش الأثري‬‫أعلنت الإدارة المركز ية للسياحة والمصايف في ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2021‬أنه جاري تنفيذ مشروع محافظة الإسكندر ية بالتنسيق مع الهيئة‬
‫المصر ية لحماية الشواطئ لحماية سور ا�لكورنيش الأثري وطر يق ا�لكورنيش من خلال إنشاء حائط بحري بطول ‪ 583‬متر ًا باستخدام‬
‫كتل خرسانية زنة ‪ 5‬طن وأحجار بتدرجات مختلفة بمنطقة المنشية‪ ،‬بهدف حماية سور ا�لكورنيش القديم من قوة الأمواج في هذه‬
‫المنطقة‪ 51،‬علاوة على أعمال ترميم وصيانة البلاطات الخرسانية المجاورة لسور ا�لكورنيش لمسافة ‪ 350‬متر‪ 52،‬بالإضافة لعمل جسات‬
‫استكشافية لقاع البحر لمنسوب ‪ .4.5‬وقد تكلف هذا المشروع ‪ 103,679‬مليون جنيه طبق ًا للهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫شكل ‪ .27‬حماية بحر ية لسور ا�لكورنيش بالإسكندر ية‪ .‬المصدر‪ :‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‬
‫ثانيًا‪ :‬مشروعات حماية الشواطئ‪:‬‬
‫تهدف أعمال الحماية البحر ية إلى حماية سواحل الإسكندر ية وكذلك حماية طر يق ا�لكورنيش من النحر‪ ،‬والعمل على خلق شواطئ‬
‫جديدة كانت قد اختفت مع أعمال توسعة طر يق ا�لكورنيش في عام ‪ 2004‬مثل شواطئ الإبراهيمية وكليوباترا وغيرها‪ .‬تتضمن‬
‫الأعمال الحالية أعمال تغذية بالرمال لكافة الشواطئ التي يتم أمامها إنشاء حواجز للأمواج‪ ،‬مثلما حدث بعد إنشاء حواجز للأمواج‬
‫في الشواطئ من المنتزه حتى ميامي بطول ‪ 3‬كم‪.‬‬
‫من ‪ 2014‬إلى ‪ ،2018‬اكتمل مشروع حماية الشواطئ وطر يق ا�لكورنيش بالمنطقة من بئر مسعود في ميامي وحتى المحروسة في‬
‫سيدي بشر بطول ‪ 2‬كم؛ حيث تم إنشاء حاجزين من الحواجز الغاطسة أمام المنطقة من نادى السيارات ببئر مسعود وحتى المحروسة‬
‫بطول حوالي ‪ 1600‬متر‪ ،‬وقطاع لحماية الحواجز الغاطسة من الأحجار المتدرجة وطبقة الحماية الرئيسية من الكتل رباعية الأرجل‪.‬‬
‫وتمت التغذية بالرمال بمنطقة الشاطئ خلف حواجز الأمواج الغاطسة بعرض حوالي ‪ 30.0‬متر بقيمة إجمالية ‪ 188,890‬مليون‬
‫جنيه‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ -51‬حواجز الأمواج على كورنيش الاسكندر ية‪ ،‬الإدارة المركز ية للسياحة والمصايف‪https://bit.ly/3MPIkUE ،‬‬
‫‪ -52‬حماية شواطئ الإسكندر ية من "النحر" والتغيرات المناخية‪ ،‬الأهرام المسائي‪https://gate.ahram.org.eg/Massai/News/3077139.aspx ،‬‬
‫‪ -53‬عملية تدعيم وتطوير وحماية كورنيش الإسكندر ية اتجاه المنشية ومحطة الرمل‪ ،‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‪https://bit.ly/3Sj5UKE ،‬‬
‫‪ -54‬حماية ساحل مدينة الإسكندر ية (مرحلة أولى) من بئر مسعود حتى المحروسة‪ ،‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‪https://bit.ly/3MY8JzT ،‬‬
‫‪31‬‬
‫عندما بدأ السكندر يون في التساؤل عن تقلص المساحات الشاطئية غرب منطقة بير مسعود‪ ،‬أصدرت الإدارة المركز ية للسياحة‬
‫والمصايف بيان في ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2021‬لتأكيد أن هذا التقلص نتيجة طبيعية ومؤقتة بسبب إنشاء حواجز الأمواج بمنطقة سيدي‬
‫بشر؛ حيث تندفع التيارات البحر ية وتشتد الأمواج خاصة ً في فصل الشتاء بالمنطقة المحصورة بين آخر نقطة وصل إليها حاجز‬
‫الأمواج ومنطقة بير مسعود‪ ،‬وأكدوا على اختفاء تلك الظواهر بانتهاء إنشاء تلك الحواجز‪ 55.‬وبالفعل بعد تغذية الشواطئ عادت‬
‫للعمل في صيف ‪.2022‬‬
‫المرحلة الثانية تبدأ من منطقة المحروسة حتى منطقة سان ستيفانو‪ ،‬من خلال إنشاء لسان بحري على شكل حرف ‪ L‬أمام فندق‬
‫المحروسة بطول حوالي ‪ 600‬متر‪ ،‬وإنشاء رصيف بحري بطول ‪ 155‬متر ًا‪ ،‬نظرًا لتعرض المنطقة للأمواج العالية‪ .‬ثم تبدأ المرحلة‬
‫الثالثة من منطقة سيدي جابر حتى حاجز السلسلة بالميناء الشرقي‪.‬‬
‫كما تشرف وزارة الموارد المائية والري على تنفيذ عدد ‪ 14‬عملية تم تمو يلها من صندوق تحيا مصر لمواجهة أخطار السيول بمحافظتي‬
‫البحيرة والإسكندر ية بتكلفة إجمالية حوالي مليار جنيه منها مبلغ ‪ 210‬مليون جنيه تمُ َو ّل من خطة مصلحة الميكانيكا وا�لكهرباء‪.‬‬
‫ومن تلك العمليات إنشاء مرسى للصيادين بالمكس م ُك َو ّن من حواجز أمواج بطول ‪300‬م ورصيف بحري بطول ‪250‬م وعرض‬
‫‪ 7‬م عند نهاية مجرى طرد المكس داخل البحر المتوسط ضمن إطار مشروعات الخطة العاجلة بغرب الدلتا لمواجهة أخطار السيول‪.‬‬
‫شكل ‪ .28‬مشروعات حماية الشاطئ‪ .‬المصدر‪ :‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‬
‫‪ -55‬حواجز الأمواج على كورنيش الإسكندر ية‪ ،‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‪https://bit.ly/3gDJneE ،‬‬
‫‪ -56‬مشروعات الخطة العاجلة بغرب الدلتا لمواجهة أخطار السيول‪ ،‬وزارة الموارد المائية والري‪/https://www.mwri.gov.eg/west-delta-pro ،‬‬
‫‪32‬‬
‫‪56‬‬
‫ثالثًا‪ :‬مشروعات الصرف الصحي‪:‬‬
‫تشمل مشروعات الخطة العاجلة لرفع كفاءة منظومة الصرف الصحي على عدة مشروعات‪ ،‬هي‪:‬‬
‫إنشاء محطات الرفع وخطوط الطرد وإحلال وتجديد خطوط الطرد المتها�لكة مثل خط طرد محطة رفع ‪ 6‬المنتزه‪ ،‬وإنشاء غرفة‬
‫تهدئة بشارع مصطفي كامل‪ ،‬بخلاف توريد طلمبات لـ‪ 91‬محطة‪.‬‬
‫طبق ًا للهيئة العامة للاستعلامات‪ ،‬تم الانتهاء من تصميم عدد ‪ 7‬مشروعات كمرحلة أولى من تنفيذ الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه‬
‫الأمطار في الاسكندر ية‪ ،‬والبدء في تنفيذ عدد ‪ 3‬مشروعات منها من خلال بروتوكول بين شركة الصرف الصحي بالإسكندر ية‬
‫وإدارة المياه بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة‪ ،‬وذلك بمناطق الشاطبي وكليوباترا ولوران‪ ،‬بتكلفة تقدير ية تصل إلى ‪ 160‬مليون‬
‫جنيه‪ .‬الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بالمحافظة تتضمن العمل على الفصل الجزئي لشبكات الأمطار والصرف الصحي في‬
‫بعض المناطق والصرف على أقرب سطح مائي مباشرة‪ ،‬وتعتبر أقل التكلفة من الفصل الكامل للشبكات الذي يحتاج إلى ميزانيات‬
‫ضخمة‪ ،‬كما أن تنفيذ الفصل الجزئي للشبكات تستغرق وقتًا أقل‪.‬‬
‫تشير التقديرات الأولية إلى استيعاب حوالي ‪ 30‬إلى ‪ % 40‬من كمية الأمطار على المدينة‪ ،‬مما يساهم في تخفيف العبء عن شبكات‬
‫الصرف الصحي‪ ،‬كما أنه من المتوقع المساهمة مباشرة ً في حل مشكلات حوالي ‪ 45‬موقع ًا لتجميع مياه الأمطار داخل المدينة‬
‫من إجمالي ‪ 106‬مواقع طبق ًا للبيان الوارد من إدارة مرور الإسكندر ية‪ 57.‬وعرضت جريدة اليوم السابع تفاصيل مشروع صرف‬
‫مياه الأمطار لأقرب مسطح مائي وتشتيت حركة الأمطار واعتماد آلية الحصر والتجميع لسرعة تصر يف مياه الأمطار‪ ،‬ومراجعة‬
‫وصيانة الطلمبات بكافة الأنفاق للحفاظ على السيولة المرور ية بالمحافظة‪ ،‬وتطهير الشنايش قبل وبعد كل نوه لتفادى انسداد شبكة‬
‫الصرف الصحي‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫شكل ‪ .29‬تفاصيل مشروع فصل شبكة مياه الأمطار عن الصرف الصحي بالإسكندر ية‪ .‬المصدر‪ :‬اليوم السابع‬
‫‪ -57‬رئيس الوزراء يتابع تنفيذ الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بالإسكندر ية‪ ،‬الهيئة العامة للاستعلامات‪https://bit.ly/3snoyXd ،‬‬
‫‪ -58‬تفاصيل مشروع فصل شبكة مياه الأمطار عن الصرف الصحى بالإسكندر ية‪ ،‬اليوم السابع ‪https://bit.ly/3ESUKJI‬‬
‫‪33‬‬
‫وإلى جانب مشروعات الحماية المذكورة‪ ،‬جدير بالذكر استمرار الحكومة في مشروعات تنمية كبرى في الظهير الصحراوي للمدينة ضمن‬
‫خطط التنمية بدون أي ذكر للربط مع مشكلة التغير المناخي وارتفاع مستوى البحر واحتمالية غرق على الأقل بعض الأجزاء من‬
‫المدينة في المستقبل‪ ،‬واحتمالية فرض إجلاء لسكان بعض المناطق‪ .‬وتشير دراسة منشورة عام ‪ 2021‬عن التخطيط الإقليمي‬
‫في مواجهة المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي لأقاليم الساحل الشمالي في مصر‬
‫‪59‬‬
‫إلى أن استخدام الحواجز والحماية الخطية في أغلبها‬
‫معيبة؛ حيث أنها قصيرة المدي وتكلفتها مرتفعة‪ .‬وتخلص إلى أن الإجلاء المخطط هو الحل الأفضل لمنطقة الدراسة بما يتناسب‬
‫مع تداعيات التغيرات المناخية المُتوقعة؛ حيث أنه في حالة ارتفاع منسوب سطح البحر ‪ 1‬متر بالسواحل الشمالية لمصر سيؤدي‬
‫إلى غرق الأراضي الساحلية حتى عمق ‪ 7‬كيلومترات‪ ،‬وتوقع تهجير ما يقارب من ‪ 6‬ملايين السكان من الدلتا‪ ،‬بحلول عام ‪.2100‬‬
‫لذا كان من الضروري إعداد استراتيجية تنمو ية تهدف إلى إ يجاد بديل تنموي للتجمعات العمرانية في الظهير الصحراوي المستجد‪.‬‬
‫و يقارن الباحث محمد محمود علي بين سبل الحماية المتبعة عالميًا كما يلي‪:‬‬
‫‪59- Mohammed Mahmoud Ali Ahmed, 2021.‬‬
‫‪34‬‬
‫التوصيات‬
‫إذا تم ّكن سكان الإسكندر ية من الحصول على معلومات علمية رسمية دقيقة عن الوضع والأخطار والأسباب ومشروعات الحماية‬
‫والتكيف وطرق التخفيف من الآثار‪ ،‬سيرفع ذلك الوعي العام وسيعمل على بناء إحساس بالمسؤولية لدى المواطنين والأطراف‬
‫المعنية لتغيير السياسات وكلاهما عنصر رئيسي في الحلول الناجحة‪ .‬إذ يحتاج السكان المتضررين إلى معلومات عن أسباب التآكل‬
‫والنحر واحتماليات الغمر حتى يتسنى لهم قبول التغييرات على مستوى السياسات‪ ،‬كما يجب إجراء مناقشات مجتمعية مفتوحة‬
‫وشفافة بشأن الآثار على مختلف أصحاب المصلحة والمعنيين‪ ،‬مثل العمالة غير المنتظمة وسكان المناطق الواقعة تحت التهديد والصيادين‬
‫والمستثمرين والنساء‪.‬‬
‫توصيات للحد من خطر ارتفاع مستوى سطح البحر‪:‬‬
‫وفق ًا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لعام ‪:1990‬‬
‫– حلول إنشائية‬
‫ إعادة النظر في معايير التصميم للبنية التحتية الحضر ية والإقليمية في المنطقة الساحلية؛ بما في ذلك أنظمة ا�لكهرباء والأنابيب‬‫والاتصالات والمرافق الأخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان القدرة على التكيف وفعالية هياكل الدفاع الساحلية للحماية من ارتفاع مستوى سطح البحر من خلال التصميم المرن‬
‫والصيانة طو يلة المدى‪ .‬وتشمل هذه الهياكل السدود‪ ،‬والمستنقعات‪ ،‬والأخدود‪ ،‬لا سيما عندما تحمي المناطق المتطورة بكثافة‪.‬‬
‫محسّنة لتصر يف الفيضانات‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير تقنيات ُ‬
‫‪ -‬تطوير حماية تقنية منخفضة التكلفة بما في ذلك الشعاب المرجانية الاصطناعية‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ شبكة عالمية موحدة لرصد مستوى سطح البحر لتوثيق التغيرات في مستوى سطح البحر وتعزيز القدرة التنبؤ ية‪.‬‬
‫ ز يادة استخدام المنشآت الهندسية الخفيفة بدل ًا من المباني التي تُسبب ضغط على الشاطئ وتشوه منظره‪.‬‬‫–حلول غير إنشائية‬
‫‪ −‬توعية الجمهور والمسؤولين الحكوميين بالتأثير المحتمل لتغير المناخ‪ ،‬بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫‪ −‬تطوير وتنفيذ تخطيط المناطق الساحلية وتقنيات الإدارة‪ ،‬بما في ذلك الخطوط الخلفية‪.‬‬
‫‪ −‬تطوير القوانين المتعلقة بالاحتلال الساحلي‪ ،‬بما في ذلك تصاريح الأنشطة لحماية الممتلكات الفردية واللوائح للتأكد من أن هذه‬
‫الأنشطة لا تؤثر على سكان المنطقة بشكل سلبي على سبيل المثال عدم حجب رؤ ية البحر‪.‬‬
‫‪ −‬تحسين تقنيات إدارة الرواسب على السواحل‪.‬‬
‫‪ −‬تطوير سياسات وبرامج التأهب للطوارئ وا�لكوارث‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫توصيات بتدابير التأقلم مع ظواهر الطقس العنيفة والهبوط الأرضي‬
‫‪ -‬أهمية الالتزام بقوانين البناء حتى لا تتسبب الإنشاءات المخالفة إلى ز يادة الضغط على التربة والبنية التحتية‬
‫‪ -‬إنشاء مصارف للسيول والأمطار لتصب هذه المياه في خزانات لتتيح للمحافظة الفرصة للاستفادة منها‬
‫من الأهمية بمكان تكاتف مختلف الجهات كهيئة الأرصاد والمحافظة ووزارة البيئة لوضع خطة مستقبلية لمجابهة مخاطر التغيرات‬
‫المناخية باستخدام أسس علمية صحيحة كما يحدث عالميًا في المدن المشابهة للإسكندر ية‪ ،‬كما عليها وضع خطط أيضًا للتعايش مع‬
‫التغيرات المناخية بالإضافة إلى خطط التنمية التي تشمل الساحل كله والذي يزداد خطورته في وقت النوات الجو ية الشديدة‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫المصادر‬
‫• الأرصاد توضح حقيقة وصول ثلوج الإسكندر ية إلى القاهرة‪ ،‬بوابة أخبار اليوم‪https://bit.ly/3z9s2k2 ،‬‬
‫• الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع مشروعات تطوير وحماية الشواطئ بمدينة الإسكندر ية والساحل الشمالي‪ ،‬موقع رئاسة الجمهور ية‬
‫تاريخ الدخول ‪https://cutt.ly/vBNS9cV 15.10.2022‬‬
‫• المنظور البيئي لاستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية‪ ،‬تاريخ الدخول ‪https://bit.ly/3CMimgt 14/5/2022‬‬
‫• "التخطيط الإقليمي مدخل لمواجهة المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي لأقاليم الساحل الشمالي في مصر"‬
‫‪Mohammed Mahmoud Ali Ahmed, Architecture and Planning Journal (APJ): Vol. 27: Iss. 2, Article 6.‬‬
‫‪2021. Available at: https://digitalcommons.bau.edu.lb/apj/vol27/iss2/6‬‬
‫• "بحوث الشواطئ" يوضح المناطق الأكثر عرضة للغرق في مصر بسب التغيرات المناخية‪ ،‬المصري اليوم‪،‬‬
‫‪https://www.almasryalyoum.com/news/details/1252693‬‬
‫• بعد تصر يحات وزير الري‪ ..‬مدير إدارة التغيرات المناخية السابق يكشف إجراءات حماية الدلتا من الغرق‪ ،‬القاهرة ‪،24‬‬
‫‪https://www.cairo24.com/1404141‬‬
‫• تغير المناخ الإسكندر ية ‪https://rb.gy/59wvvv‬‬
‫• تفاصيل مشروع فصل شبكة مياه الأمطار عن الصرف الصحي بالإسكندر ية‪ ،‬اليوم السابع‪https://bit.ly/3ESUKJI ،‬‬
‫• تقارير التغيرات المناخية‪ ،‬وزارة البيئة ‪ -‬جهاز شئون البيئة > موضوعات بيئية > الهواء > التغيرات المناخية > تقارير تغير المناخ‬
‫(‪)eeaa.gov.eg‬‬
‫• تقرير التوصيف البيئي لمحافظة الإسكندر ية الصادر عن وزارة شئون البيئة ومحافظة الإسكندر ية بالتعاون مع الوكالة الدنماركية‬
‫للتعاون الدولي برنامج الدعم القطاعي للبيئة‪ 2007 ،‬وزارة البيئة ‪ -‬جهاز شئون البيئة > المركز الاعلامى > التقارير > التوصيف‬
‫البيئي للمحافظات (‪)eeaa.gov.eg‬‬
‫• تقرير بحيرة مريوط ‪ 2019-2020‬الصادر عن جهاز شئون البيئة والمعهد القومي لعلوم البحار والمصائد ضمن برنامج للرصد الدوري‬
‫للبحيرات الشمالية وزارة البيئة ‪ -‬جهاز شئون البيئة > موضوعات بيئية > المياه > البحيرات (‪)eeaa.gov.eg‬‬
‫• المنظور البيئي لإستراتيجية التنمية العمرانية على مستوى الجمهور ية (إقليم الإسكندر ية) لسنة ‪ ،2010‬عن وزارة الاسكان والمرافق‬
‫والتنمية العمرانية الهيئة العامة للتخطيط العمراني الادارة العامة للدراسات البيئية والطبيعية‪.‬‬
‫• تقرير وكالة البيئة الأوروبية رقم ‪ 4‬لعام ‪ ،2006‬القضايا البيئية ذات الأولو ية في منطقة البحر المتوسط‬
‫‪https://www.eea.europa.eu/ar/publications-ar/eea_report_2006_4‬‬
‫• الأرصاد تكشف سبب تساقط الثلوج على الإسكندر ية (فيديو)‪https://www.elfagr.org/4351920 .‬‬
‫• حماية وتطوير المنطقة أمام قلعة قايتباي‪ ،‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‪https://bit.ly/3EYedZi ،‬‬
‫• حماية شواطئ الإسكندر ية من "النحر" والتغيرات المناخية‪ ،‬الأهرام المسائي‪،‬‬
‫‪https://gate.ahram.org.eg/Massai/News/3077139.aspx‬‬
‫‪37‬‬
‫• حماية ساحل مدينة الإسكندر ية (مرحلة أولى) من بئر مسعود حتى المحروسة‪ ،‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‪،‬‬
‫‪https://bit.ly/3MY8JzT‬‬
‫• حواجز الأمواج على كورنيش الاسكندر ية‪ ،‬الإدارة المركز ية للسياحة والمصايف‪https://bit.ly/3MPIkUE ،‬‬
‫• حين ابتلعت الأمواج ساحل "عروس المتوسط"‪ ..‬قصة البحث عن الآثار الغارقة في الإسكندر ية (صور)‬
‫‪https://gate.ahram.org.eg/News/2922395.aspx‬‬
‫• رئيس الوزراء يتابع تنفيذ الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بالإسكندر ية‪ ،‬الهيئة العامة للاستعلامات‪،‬‬
‫‪https://bit.ly/3snoyXd‬‬
‫• عملية حماية وتدعيم الحائط البحري الأثري للأحواض السمكية بالمنتزة‪ ،‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‪،‬‬
‫‪/https://www.mwri.gov.eg/spa/17775-2‬‬
‫• عملية تدعيم وتطوير وحماية كورنيش الإسكندر ية اتجاه المنشية ومحطة الرمل‪ ،‬الهيئة المصر ية العامة لحماية الشواطئ‪،‬‬
‫‪https://bit.ly/3Sj5UKE‬‬
‫• كشف بالنوات و الر ياح الموسمية التي تهب على ميناء الإسكندر ية | الهيئة العامة لميناء الإسكندر ية (‪)apa.gov.eg‬‬
‫• كوبري البور يفاج وإلغاء مصيف الغلابة‪ :‬كيف ردت الدولة على حملات تشو يه إنجازات الطرق؟‪ ،‬صدى البلد‪،‬‬
‫‪https://www.elbalad.news/5358422‬‬
‫• متحف الآثار‪ ،‬مكتبة الإسكندر ية الآثار الغارقة ‪ -‬المقتنيات ‪ -‬متحف الاّثار (‪)bibalex.org‬‬
‫مجدي تراب‪" ،‬خر يطة جيومورفولوجية قديمة لساحل منطقة الاسكندر ية باستخدام دلائل الآثار الغارقة"‪ ،‬المجلة المصر ية للتغير‬
‫البيئي‪ ،‬المجلد السابع (‪ ،)2‬أكتوبر ‪ ،2015‬ص ‪77-96‬‬
‫• محمود العيسوي‪ ،‬مستوى سطح البحر يرتفع بوتيرة أسرع مما يُعتقد‪،2018 ،‬‬
‫مستوى سطح البحر يرتفع بوتيرة أسرع مما يُعتقد ‪ -‬للع ِلم (‪)scientificamerican.com‬‬
‫• مشروعات الخطة العاجلة بغرب الدلتا لمواجهة أخطار السيول‪ ،‬وزارة الموارد المائية والري‪،‬‬
‫‪/https://www.mwri.gov.eg/west-delta-pro‬‬
‫• نبذة عن هيئة ميناء الإسكندر ية | الهيئة العامة لميناء الإسكندر ية (‪)apa.gov.eg‬‬
‫• هبوط أرضى يوقف حركة المرور بشارع ‪ 45‬بالإسكندر ية‬
‫‪https://www.elwatannews.com/news/details/5002973‬‬
‫• هبوط أرضي ومياه مجاري‪ ..‬الإسكندر ية في خطر‪https://bit.ly/3TjJ72R‬‬
‫•الموقع الإ�لكتروني لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية‬
‫‪http://www.taameer.gov.eg/Project/ProjectDetails?ProjectId=6066‬‬
‫• الموقع الإ�لكتروني لمحافظة الاسكندر ية‪http://www.alexandria.gov.eg/MainPage/Alexlocal_2017.aspx ،‬‬
‫• مصر ترد بعد التفاعل على تصريح جونسون عن "اختفاء الإسكندر ية" إذا ارتفعت الحرارة ‪ 4‬درجات‪،‬‬
‫‪https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2021/11/03/alexandria-egypt-global-warming‬‬
‫‪38‬‬
https://bit.ly/3ESUKJI ،‫• تفاصيل مشروع فصل شبكة مياه الأمطار عن الصرف الصحي بالإسكندر ية‬
‫ فهل نفعل ما يكفي للتخفيف من‬.‫• تآكل السواحل قد يكلف مصر مليارات الدولارات و يقضي على نصف شواطئنا هذا القرن‬
https://bit.ly/3TxKxGZ ‫حدته؟‬
‫ تاريخ الدخول‬،‫ فخفقت لها القلوب وعدسات المصو ّرين‬..‫• ارتدت الاسكندر ية لون الثلج الأبيض‬
https://arabic.cnn.com/travel/article/2021/12/23/snow-alexandria-streets-egypt 18/10/2022
meteoblue - ‫ تغير المناخ الإسكندر ية‬09/10/2022 ‫• تاريخ الدخول‬
https://bit.ly/3Dcdq4O ‫ كيف ردت الدولة على حملات تشو يه انجازات الطرق؟‬:‫• كوبري البور يفاج وإلغاء مصيف الغلابة‬
/https://www.hcsr-eg.org ‫• الموقع الإ�لكتروني للإنسان والمدينة للأبحاث الإنسانية والاجتماعية‬
• Ammianus Marcellinus XXVI 10, 15–19, Loeb, LacusCurtius • Ammianus Marcellinus — Book
XXVI (uchicago.edu)
• André Bernand and Franck Goddio, L'Égypte engloutie : Alexandrie, Sciences et Vie. Paris : Tania ;
London : Arcperiplus, 2002.
• Badawy, A., Gaber, H., and Ibrahim, H. (2014). Earthquake risk assessment of Alexandria, Egypt.
Journal of Seismology, 19(1), 159-170. doi: 10.1007/s10950-014-9456-x
• Chalari, A., G. Papatheodorou, M. Geraga, D. Christodoulou G. Ferentinos (2009). A marine
geophysical survey illustrates Alexandria’s Hellenistic past. Zeitschrift fur Geomorphologie, vol. 53, no.1,
pp. 191-212
• El-Geziry, T.M. (2020). On the Vulnerability of the Egyptian Mediterranean Coast to the Sea Level
Rise. Athens Journal of Sciences, 7(4), 195-206. doi: 10.30958/ajs.7-4-1
• --. Analysis of long-term rainfall and air temperature patterns in Alexandria (Egypt).
Arab J Geosci 14, 1199 (2021). https://doi.org/10.1007/s12517-021-07589-z
• El Raey, Mohamed; Dewidar, Khalid and El-Hattab, Mamdouh. (1999). Adaptation to the Impacts
of Sea Level Rise in Egypt. Mitigation and Adaptation Strategies for Global Change. 4. 343-361.
10.1023/A:1009684210570.
• Enhancing climate change adaptation in the north coast and Nile delta regions in Egypt,
https://bit.ly/3U9FqgA
• Enhancing Climate Change Adaptation in the North Coast of Egypt, UNPD, https://bit.ly/3MNkOru
• Flaux, C. (2012). Paléoenvironnements littoraux Holocène du lac Maryut, nord-ouest du delta du Nil,
Egypte, Thèse du Docteur, Université de Provence (Aix - Marseille I).
39
• Frihy, O.E., (1992), Sea-level rise and shoreline retreat of the Nile delta promontories, Egypt.
Natural Hazards, 5: 65–81.
• Frihy, O. E., Dewidar, K. M. El Raey, M., (1996), Evaluation of coastal problems at Alexandria,
Egypt, Ocean and Coastal Management, 30, n° 2-3, p 281-295.
• Frihy, O.., (2003), “The Nile delta-Alexandria coast: vulnerability to Sea-level rise, consequences and
adaptation”, Mitigation and Adaptation Strategies for Global Change, 8: 115–138
• Guidoboni, E., Comastri, A. “The large earthquake of 8 August 1303 in Crete: seismic scenario and
tsunami in the Mediterranean area”. Journal of Seismology 1, 55–72 (1997).
• Guidoboni, E., Comastri, A., Traina, G. (1994). Catalogue of Ancient Earthquakes in the Mediterranean
up to the 10th Century. Istituto Nazionale di Geofisica, Roma.
• Heger, Martin Philipp, Lukas Vashold, Anabella Palacios, Mala Alahmadi, Marjory-Anne Bromhead,
and Marcelo Acerbi (2022). Blue Skies, Blue Seas: Air Pollution, Marine Plastics, and Coastal Erosion in
the Middle East and North Africa. Middle East and North Africa Development Report. Washington, DC:
World Bank. doi:10.1596/978-1-4648-1812-7.
• Intergovernmental Panel on Climate Change. Coastal Zone Management Subgroup, Dronkers, J. J.,
Misdorp, R., and Spradley, J. R. (1990). Strategies for adaptation to sea level rise. Geneva, Switzerland:
Ministry of Transport and Public Works, Rijkswaterstaat, Tidal Waters Division.
• Institut Européen d’Archéologie Sous-Marine. (2022). Retrieved 14 May 2022, from
https://ieasm.institute/egypt.php
• IPCC, 2014. Climate Change 2014: Impacts, adaptation, and vulnerability. Contribution of Working
Group II to the Fifth Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate Change 2014
• Jondet, M.G., (1921) Atlas Historique de la Ville et des Ports d’Alexandrie, Imprimerie de l’Institut
Français d’Archéologie Orientale, Cairo, 54 map plates.
• Jondet, M.G., (1916) ‘Les Ports Submergé s de l'ancienne Île de Pharos. Cairo’. Mémoires de l'Institut
d'Egypte, IX: 101.
• Kopp, R.E., Horton, R.M., Little, C.M., Mitrovica, J.X., Oppenheimer, M., Rasmussen, D.J., Strauss,
B.H., Tebaldi, C., 2014. Probabilistic 21st and 22nd century sea-level projections at a global network
of tide-gauge sites. Earth's Future 2, 383—406
• Lionello P, Dalan F, Elvini E (2002) Cyclones in the Mediterranean region: the present and the
doubled CO2 climate scenarios. Clim Res 22:147–159
40
• Research team detects an acceleration in the 25-year satellite sea level record (phys.org)
• Riad, S., A. Tealeb, S. Hadidy, N. Basta, A. Mohamed, M.A. Aziz, and H.A. Khalil (2003), Ancient
earthquakes from some Arabic sources and catalogue of Middle East historical earthquakes, UNESCO.
• Said, M.A., Moursy, Z.A., Radwan, A.A., 2012. Climate change and sea level oscillations off Alexandria,
Egypt, in Proceedings of the International Conference on Marine and Coastal Ecosystem, Tirana, Albania,
25—28 April 2012
• Shaltout, M., et al., Sea-level change and projected future flooding along the Egyptian Mediterranean
coast. Oceanologia (2015), http://dx.doi.org/10.1016/j.oceano.2015.06.004
• Sánchez-Arcilla A, Mösso C, Sierra JP, Mestres M, Harzallah A, Senouci M, El Raey M (2011)
Climatic drivers of potential hazards in Mediterranean coasts. Reg Environ Chang 11:617–636.
• Stiros, Stathis. (2020). The AD 365 Ammianus tsunami in Alexandria, Egypt, and the Crete ca. 365
fault and tsunami. Arabian Journal of Geosciences.
• The Beginner's Guide to Representative Concentration Pathways. Wayne, G.p 08-2013
https://www.skepticalscience.com/docs/RCP_Guide.pdf
•Thiersch, H., 1909. Der Pharos, Antike Islam und Occident. Ein Beitrag zu Architekturgeschichte. B. G.
Teubner, Leipzig and Berlin, 220 pp.
• Tsimplis, M.N., Marcos, M., Somot, S., 2008. 21st century Mediterranean Sea Level Rise: steric and
atmospheric pressure contributions from a regional model. Glob. Planet. Change 63, 105—111.
• “Towards New Scenarios for Analysis of Emissions, Climate Change, Impacts, and Response
Strategies”, IPCC Technical Summary, 2007, https://bit.ly/3Dkq8OS
41
42
Download