أسباب الطالق ُهنالك العديد من األسباب والعوامل ال ُمختلفة التي تؤثّر بشك ٍل سلبي على العالقات الزوجيّة ،وقد تكون سببا ً في االنفصال الحقاً ،ومنها ما يأتي : التواصل االنسدادي وعدم فهم األزواج لبعضهم البعض تُشير العديد من الدراسات التي أقيمت على فئ ٍة كبيرة من األزواج ال ُمطلقين إلى ّ أن السبب األساسي في طالقهم هو االتصال االنسدادي بينهم ،والذي يعني عدم القدرة ب صحيح يُساعدهم على فهم ي أو التحدّث بأسلو ٍ على التواصل معا ً بشك ٍل إيجاب ّ ق مسدود ،كانعدام الحوار ورغبة بعضهم البعض جيّداً ،مما يوصلهم بالنهاية لطري ٍ أحدهم بفرض رأيه وعدم االستماع لشريكه ،مما يُسبب تراكم الخالفات والصراع الدائم بينهما ،حيث إن نسبة األزواج ال ُمطلّقين بسبب انعدام التواصل كانت ،%53 وهي نسبة عاليّة تعكس بوضوح آثار هذه ال ُمشكلة وتوجب البحث عن حلول وأساليب توعيهم وتُساعدهم على تجاوزها]١[. اختالف شخصيّة وحياة الشريكين قبل وبعد الزواج تختلف مراحل العالقات وتتدرج صعوباتها كلما تقدّم الشريكين في العمر معا ً وزادت المسؤوليّة وال ُمتطلّبات األسرية على عاتقهما ،حيث إن طبيعة الحياة في بداية الزواج أو في مرحلة الخطوبة والتي تبدو ورديّةً و ُمشرقة و ُمكللةً بالتوقّعات واألماني ال ُمزهرة قد تختلف عن الحياة العائليّة في ظل وجود األطفال واألقارب واألسرة، األمر الذي يجعل العديد من األزواج يجدون صعوبةً في الحفاظ على شخصيّتهم ووعودهم األوليّة التي تع ّهدوا بها في بداية العالقة ،عندما تسرقهم الحياة وتُلهيهم، وتَشغل تفكيرهم أولويات وأهداف تتجدد بين الحين واآلخر ،وعندما تتراكم مسؤولياتهم وواجباتهم ال ُمختلفة ،األمر الذي يجعل هذه العهود عديمة الشفافيّة، ويُشكك الطرف اآلخر في صدقها ،حتى إن البعض قد ينقضها دون أن يتذكر أنه تع ّهد بها من قبل ،مثل :اإلخالص والوفاء األبدي ،واالهتمام واألولويّة التي يُقسم بإهداءها في بداياته مع الحبيب ،ومن جه ٍة أخرى تتراكم هذه التغيّرات ُمسببةً ندبات تعرض للخداع في نفس الطرف اآلخر قد تتحول أحيانا ً لجروحٍ عميقة تُشعره بأنه ّ والغش ،أو أن زوجه قد تغيّر ،أو أنه غير صادق ومن البداية ولم يمنحه ما توقّعه منه وما وعده به ،مما قد يخلق فجوة ً تُبعده عنه ،وقد تجعله يرفض االستمرار مع شخص يراه ُمزيّفاً]٢[. ٍ سوء ال ُمعاملة بين الزوجين يُمكن أن يشتكي ُمعظم األزواج من تصرفات ُ شركائهم في مواقف ُمعيّنة ،لكنها قد تكون سببا ً لتقريبهم من بعضهم الحقا ً عند التعامل بشك ٍل صحيح وفهم الطرف اآلخر، لكن في بعض الحاالت يكون التعامل بين الزوجين من األساس غير صحيحٍ ويولّد مشاعر سلبيّة تظل عالقة لديهم وتُساهم في تفكيك العالقة وقطع التواصل واالنتهاء بإيذاء أحد أو كال الطرفين وطلبه الطالق ،ومنها ما يأتي]٣[: تصرفات أو شكل أو النقد الهجومي :ويُقصد به تع ّمد أحد الزوجين انتقاد ّ شخصيّة الطرف اآلخر بطريق ٍة ُمهينة أو مؤذية تولد لديه رد دفاعي ال إراداي عندما يشعر باستمرار التهديد و الهجوم من شريكه ،خاصةً عندما يشعر بعدم احترام واهتمام الزوج بمشاعره ،أو وإعطاءه فرصةً للتعبير واالستماع له، فينفر منه ويتجنّب التواصل معه بسبب تكراره هذه األنماط السلوكيّة المؤذية. تكرار السخرية واالزدراء :وهي من السلوكيات المؤذية التي تُشكك الشريك باحتقار في قدراته ،وتُشبه التن ّمر إلى ح ٍد ما ،عندما يُكرر أحد الزوجين التعامل ٍ بتفوقه عليه ،أو التقليل من قيمته وإظهار العداء له بأي مع شريكه وإشعاره ّ شك ٍل سواء أكان شفوي ،أو بصري ،أو غيره ،فيظهر كما لو أنه يسخر منه، في حين أن األزواج الحقيقيين يُك ّملون ويدعمون بعضهم وال يُشعرون بعضهم بالتعالي والكبر تحت أي ظرفٍ كان. انعدام الشعور بالحب والقرب من الشريك ال يقتصر التواصل بين الزوجين على الحقوق والواجبات الزوجيّة واألسرية التي تتعلق بالعمل واألبناء واألمور الماديّة والعائليّة والشخصيّة األخرى ،حيث يجب أن يكون ُهنالك مساحة خاصة لهما للجلوس معا ً وإحياء مشاعر الحب الحقيقية والعواطف الدافئة التي جمعتهما منذ البداية وساهمت في نجاح العالقة وتكللها بالزواج ،بعيدا ً عن زحمة الحياة وإزعاج األطفال والمسؤوليات األخرى ،وهو أمر يُهمله العديد من الشركاء مع تقدم مراحل العالقة ،وقد كشفت بعض الدراسات الحديثة بأن نسبة %47من األزواج ال ُمطلقين كان السبب في اختيارهم لقرار الطالق هو انعدام الشعور بالحب والعالقة الدافئة والعميقة والرومانسيّة مع الطرف اآلخر، األمر الذي يجعل الحب سببا ً إلحياء العالقة الزوجيّة وزيادة ثباتها وتماسكها، وشعورا ً ال يجب االستغناء عنه أو إهماله]٤[. تراكم الخالفات وعدم إدارتها بطريق ٍة صحيحة لتحولها لصراعا ٍ ت مؤذية تتسبب يُمكن أن يؤدي تراكم الخالفات والمشاكل الزوجيّة ّ سر البقاء معاً ،والوصول لحلو ٍل في حل الزواج وانفصال الطرفين في حال تع ّ تضمن استقرار العالقة واتزانها ،ومن هذه الخالفات ما يأتي]٥[: الشؤون الماديّة :حيث يُصبح المال ُمشكلةً تُهدد استقرار الحياة الزوجيّة عندما ال يستطيع الزوجين تغطية نفقات األسرة وتلبيّة حاجاتها االساسيّة على سبيل المثال ،أو أن يتحكم أحدهما بالنفقات وال يسمح للطرف اآلخر بتشارك المسؤوليّة ،وفي نفس الوقت يُعاني من سوء اإلدارة والتسبب بضوائق ماليّة ُمتكررة للعائلة. تقاسم المسؤوليات والمساواة بين الزوجين :يُعاني العديد من األزواج ممن يطلبون الطالق من انعدام المساواة في الحقوق والواجبات والمسؤوليّات مع الطرف اآلخر ،بحيث يكون الضغط على أحدهما أكبر ويرفض الطرف اآلخر ال ُمشاركة بالمسؤوليّة ،أو أن يتصرف تبعا ً لرغبته ولرأيه ويرفض تلقي ال ُمساعدة من الشريك ،وهو أمر يترتب عليه آثار سلبيّة عديدة ،مثل :غضب ي معه ،وكثرة الخالفات والصراعات، الزوج ،واستياءه ،وفقدان االتصال الود ّ فينتهي بطلب الطالق واالنفصال عن شريكه. انعدام التوافق واالنسجام :قد يكون هذا العامل سببا ً قويّا ً إلنهاء الزواج ،خاصةً عندما يترتب عليه تعاسة الشريكين بسبب اختالف أفكارهما ،واهتماماتهما، وتنوع األحالم واألهداف بشك ٍل كبير جدا ً فيسعى كل ونمط وطريقة التفكيرّ ، منهما وراء سعادته ومصالحه بشك ٍل أناني بعيدا ً عن اآلخر ،فيتولد شرخ كبير يهدم العالقة ويُ ّ مزقها ،كأن يرغب أحدهما بالسفر لتحقيق هدفه أو للعمل بينما يُريد اآلخر البقاء ،ويختلفان دون ترتيب ُم ّ نظم للحياة الزوجيّة أو اتفاق بينهما، ي غير مسؤول. ويتصرف أحدهما بشك ٍل أنان ّ