مقدمة في علم نفس الشخصية المفهوم والنظريات ،واالضطرابات والمقاييس أ.د يوسف عبد الوهاب أبو حميدان استاذ علم النفس السلوكي قسم علم النفس -كلية اآلداب الجامعة األردنية محتويات الكتاب المقدمة... 9 األساس المفاهيمي للشخصية 13 تطور مفهوم الشخصية قديما وحديثا ... طرق دراسة الشخصية27... العوامل والمحددات التي تساهم في تشكيل الشخصية. 37 ..... نظريات الشخصية... نظريات األنماط والسمات.... Types and Traits Theories 49. 49 .. نظريات الشخصية.... 51 ... سيجموند فرويد.. 85 الفرويديون الجدد ......................... 103....... کارل يونغ. 107. ألفرد أدلر " علم النفس الفردي " ........ 117. کارين هورني ....... 125. هاري ستاك سوليفان ... 131. أريك فروم .... 137. هنري مورية . 143. إريك إريكسون 151.. السلوكيون والشخصية.. 159.. جون واطسون 163..۰۰۰۰۰۰ ب .ف .سكنر167....۰۰۰۰۰۰۰ .. نظرية التعلم االجتماعي. 173.... البرت باندورا........... 175 ۰۰۰۰ النظريات اإلنسانية الظاهراتية... 183.۰۰۰۰۰ کارل روجرز 185 ....... أبراهام ماسلو193 النظريات االجتماعية المعرفية. والتر ميشيل 205 .... جوليان روتر 211 201... النظريات المعرفية السلوكية ۰ . 217....... ألبرت أليس.............. 219.۰۰۰ اإلجراءات المعرفية 221.. أرون بيك.... 229. اضطرابات الشخصية واختياراتها......... 235... اضطرابات الشخصية............................................. 237.. تقييم الشخصية .. 267... أثر الثقافة والسياسة في بناء وتكوين الشخصية 289.... دور الثقافة في بناء وتشكيل الشخصية 291 301. دور الشخصية في السلوك السياسي .دور الشخصية في السلوك السياسي. 303.. 317.. المراجع العربية............. 320.. المراجع األجنبية... المقدمة أصبح موضوع دراسة الشخصية من أهم المواضيع التي شقت العاملين في كافة الميادين النفسية واالجتماعية والسياسية والشخصية تلك أن هذا المفهوم له أثر كبير في تحديد الكثير من السياسات واالستراتيجيات وأساليب التفاعل والتعامل مع اإلنسان. ولذلك فقد اجتهدت كافة الميادين وتسارع في الوصول إلى فهم أفضل الشخصية كي تحصل على أفضل النتائج على الصعيد اإلنساني .فهذا المفهوم يعتبر حجر األساس في مجال علم النفس بكافة فروعه العالجي ،واالجتماعية والنمو ،والفروق الفردية ،والكثير من ميادين علم النفس. وحاول ت كل مدرسة من مدارس علم النفس أن تدرس الشخصية بتعمق واجتهدوا جميعا بتقديم مفاهيم علها تفيد في فهم أفضل الشخصية ،بعض هذه المفاهيم ساهم في فهم الشخصية بشكل أفضل وبعضها زاد األمر صعوبة وتعقيدا. فبرزت لدينا الكثير من المدارس والنماذج في علم النفس ،حيث تناولت كل منها الشخصية من خالل مفاهيمها الخاصة فسارعت كل مدرسة إلى وضع االستراتيجيات المتعلقة بفهم الشخصية التي تشكلت من خالل دراستها المتعمقة للشخصية .بل وقدموا الكثير من التصورات والمقاييس الهامة التي تساهم في التمييز بين الشخصية السوية وغير السوية ،كما وضعتوا مقاييس في فهم الشخصية عند االنتقاء ،والتعيين ،ومعرفة ما يناسب هذه الشخصية من وظائف وميول واتجاهات ولن تنسى أن معظم العاملين في ميدان علم النفس يدركوا التسارع الحقيقي هذه األيام في الجهد المبذول في تصميم ووضع المقاييس ٩ الموضوعية المقننة ،والتي باتت تشكل أساسا مهما في عالم العالج النفسي وعالم الصناعة والتجارة .بل ذهبت الكثير من المؤسسات التجارية والتسويقية إلى استخدام األخصائيين النفسيين وأخصائي القياس النفسي الغايات تصميم مثل هذه المقاييس وتطويرها وتقنينها الستخدامها في مجال التعيين واالنتقاء والترقية أما في مجال العالج النفسي فقد كان التركيز منذ البداية مهما على مفهوم الشخصية وما له من دور في عملية العالج النفسي ،ولذلك كانت النظريات المختلفة التي قدمت الكثير من المفاهيم المتعلقة بالشخصية ،والذي أعطى بدوره الهوية الواضحة لمدارس علم النفس التي اهتمت بدراسة الشخصية .وال يمكن أن ننسى دور فرويد في مدرسة التحليل النفسي الذي قدم مفاهيما ال يمكن أن يتخطاها الدارس في علم النفس وكذلك إلى عالم األدب. لقد كان إلنتاج هذه المدارس دور مهم في التعرف على الكثير من االضطرابات النفسية والعقلية التي يعاني منها البشر ،والتي أدت إلى تطور في طرق العالج النفسي فظهر العديد من االتجاهات العالجية الحديثة التي تعتبر اآلن وسيلة فعالة في تقدم وتحسن حالة المرضى النفسيين. ولقد جعلني تدريس مساق الشخصية ألكثر من ثالثة وعشرين عاما شديد االهتمام بهذا الموضوع مما دفعني إلى وضع كتابي هذا بين يدي طلبتي ،کي يساهم في تطوير المعرفة لديهم وخصوصا في جانب كبير من جوانب علم واالقتصادية النفس الذي أصبح الشغل الشاغل لجميع التيارات الفكرية واالجتماعية واالقتصادية. ١۰ قمت بتقسيم هذا الكتاب إلى أربعة أبواب؛ حيث شمل الباب األول على ثالثة فصول تهدف إلى مناقشة مفهوم الشخصية وتطوره وطرق دراسة الشخصية وكذلك التعرف إلى المحددات المختلفة التي تساهم في تشكيل الشخصية. أما الباب الثاني فقد اشتمل على ثمانية فصول تناولت نظريات الشخصية القديمة والحديثة بدءا بنظريات األنماط والسمات قديمها وحديثها ،ونظرية التحليل النفسي القديمة والحديثة ،والنظرية السلوكية ،ونظرية التعلم االجتماعي ،والنظريات اإلنسانية واالجتماعية المعرفية ،والنظريات المعرفية الحديثة. أما الباب الثالث فقد تناول اضطرابات الشخصية واختباراتها ،واشتمل على فصلين الثاني عشر وهو عن اضطرابات الشخصية والثالث عشر تناول دراسة وتحليل أهم اختبارات الشخصية وضرورة استخدامها في المجاالت المختلفة. أما الباب الرابع واألخير ،فقد تناول أثر الثقافة والسياسة في تكوين الشخصية إذ ركزت فيه على أمرين مهمين هما ،دور الثقافة والسياسة في تكوين الشخصية وقد دفعني إلى تناول هذين الموضوعين الدور الهام الذي تلعبه الثقافة والتنشئة االجتماعية في تشكيل الشخصية وما آل إليه الخلل في ثقافات المجتمعات الحديثة إلى انتشار الكثير من اآلفات؛ ولذلك جاء الفصل الرابع عشر للحديث عن هذا الموضوع ،أما تأثير السياسة في تكوين الشخصية فبات موضوعا جديرة باالهتمام لما نشاهده اليوم من تأثير للسياسة في حياة الشعوب وردود الفعل التي تنشأ تبعا لذلك، وكيف أن شخصية ١١ السياسي تلعب دورا مهما في القرارات التي يتخذها ،والتي تؤثر في حياة الشعوب المختلفة وبروز الكثير من التيارات السياسية المتطرفة. وختاما أتمنى أن أكون قد وفقت في تغطية ما أمكن من هذا الموضوع الهام ،وأتمنى أن يستفيد منه طلبتي وجميع الساعين نحو فهم الشخصية اإلنسانية ومعرفة محدداتها الفسيولوجية واالجتماعية والثقافية والتعمق في الشعوب المختلفة وبروز الكثير من التيارات السياسية المتطرفة اضطراباتها وفهم مقاييسها التي تساعد الجميع في معرفة ما يناسب كل إنسان من عالج أو وظيفة .وأتقدم بالشكر الجزيل لك من ساهم في قراءة مسودة الكتاب زميلي األستاذ الدكتور محمد بني يونس ،كما وأشكر زميلتي الدكتورة نوال الشوابكة التي قامت بالتنقيح اللغوي لهذا العمل ،كما وأشكر طلبتي في جامعة العين وخصوصا الطالبة عليا سالمي على ما قدمته من مساعدة في التدقيق واإلخراج. أ.د يوسف عبد الوهاب أبو حميدان قسم علم النفس -كلية اآلداب الجامعة األردنية Yousef_abu@hotmail.com 12 الباب األول األساس المفاهيمي للشخصية الفصل األول تطور مفهوم الشخصية قديما وحديثا تعريف الشخصية. أسباب استخدام مصطلح الشخصية علم الشخصية وخطوطها العريضة. تعريفات الشخصية. مكونات الشخصية. التكيف. 13 الفصل األول الشخصية كثيرا ً ما يواجه العاملون في علم النفس سؤاالً من الناس المحيطين بهم فيما إذا كان بمقدورهم تحليل شخصياتهم .دلك أنهم يعتقدون أن المتخصص في علم النفس قادر على أن يحلل الشخصية بمجرد رؤية الشخص والتحدث معه ولو كان هذا األمر صحيحا ً لما أختلف العاملون في علم النفس عن المشعوذين والدجالين الذين يدّعون فهمهم للشخصية ماضيها وحاضرها ومستقبلها. ولكن علم النفس عمد الى دراسة االنسان من حيث سلوكه وذاته ومعاناته واضطراباته وشخصيته وهواياته واتجاهاته؛ أي بمعنى أشمل عمد إلى دراسة كل ما يتعلق باإلنسان ويؤثر فيه. ولقد حظيت الشخصية باهتمام العاملين بعلم النفس منذ القدم فكلمة شخصية في ترجمة للكلمة الالتينية Personaوالتي تعني القناع فقد كان متعارفا ً عليه ارتداء القناع لدى الممثلين االغريق اثناء عملهم على المسرح من أجل إخفاء شخصياتهم الحقيقية كي ال يستطيع رجال المحاكم التعرف على هوياتهم. ولقد اهتم الفالسفة القدماء بدراسة الشخصية ويشير العنزي ( )١٩٩٨الى ان هذا المفهوم قد ورد معن مختلفة هي: في كتابات الفيلسوف ششرون والتي احتوت على أربعة ٍ الصورة التي يظهر بها الفرد امام االخرين -1 الدور الذي يلعبه الفرد في الحياة -2 الصفات الشخصية التي تجعله متوافقا ً مع عمله -3 الصفات المميزة للشخص والتي نستدل عليها من خالل سلوكه. -4 ١٥ وقد أصبح الناس في عصرنا الحاضر يستخدمون مفهوم الشخصية للداللة على صفات واضحة وظاهرة في الشخصية ،فنجدهم يقولون فالنا ً ذو شخصية قوية او شخصية ضعيفة او كريمة او عدوانية ولذلك يستخدم المفهوم للداللة على الصفات التي يتمتع بها شخص ما التي يالحظها اآلخرون. ولكن علم النفس أظهر اهتماما ً كبيرا في موضوع الشخصية والذي نجده في كتابات فرويد ويونج وجماعة التحليل النفسي وجماعة علم النفس التحليلي والمدارس اإلنسانية والسلوكية والتي قدمت جميعا ً تعريفات مختلفة للشخصية .مما دفع علماء النفس الى استخدام طرق متنوعة لدراسة الشخصية ،ولقد ساهم اإلحصاء النفسي من خالل دراسات جالتون في اكتشاف الفروق الفردية واهميتها في دراسة الشخصية وخصوصا ً تلك الصفات المتعلقة بالقدرات العقلية .االمر الذي دفع العلماء أمثال بينيه وغيره لدراسة الفروق في الذكاء كعامل مهم في دراسة الشخصية .وبعد ذلك تدافع علماء النفس لدراسة الشخصية فقدم كل منهم نظريته وتعريفه للشخصية أمثال كاتل وشترن وجيلفورد و أيزك. وحديثا ً استمر الباحثون في علم النفس بتطوير نظريات ومقاييس محديثة في علم النفس فظهرت المقاييس المتنوعة وقدم علماء النفس أمثال كوستا وآخرون نظرية العوامل الخمسة الكبرى. ولكن علماء النفس نظروا الى الشخصية بشكل أعمق وأكبر فقد أشاروا بأنها جميع الصفات والخصائص النفسية والعقلية والميول واالتجاهات وطريقة تفكير الفرد وقدرته على حل المشكالت ،وان مثل هذا التنوع يجعله يختلف ويتميز عن غيره .ولذلك اختلف العلماء في تعريف الشخصية بشكل موحد يرضي جميع مدارس علم النفس. ١٦ ويشير كل من كارفر وشاير الى اننا نستخدم مصطلح الشخصية لعدة أسباب منها: -1أن الناس يستخدمون هذا المفهوم لإلشارة الى االتساق والثبات واالستمرارية. فهناك ثبات من الكثير من السمات التي تستمر لفترة زمنية طويلة وفي المواقف المتشابهة .فتجد شخصا ً ما يتصرف بنفس الطريقة او يعبر عن انفعاالته بنفس األسلوب وبنا ًء عليه نقول ان شخصيته تتصف بكذا. -2يستخدمه الناس لإلشارة الى كل ما يقوم به الفرد انما هو نابع من داخله ىان أسباب او دوافع السلوك انما هي داخلية ،أي انها من داخب االنسان. -3ويستخدم كذلك عندما نود اإلشارة الى عدد من الصفات والسمات تلخص ما يكون عليه الشخص الحقاً. علم نفس الشخصية من أهم فروع علم النفس الذي اكتسب أهميته من خالل نظرة المجتمع إلى ضرورة فهم سلوك االنسان وقدرته على التكيف وفي قدرته على التعلم واكتساب خبراته اإليجابية وأسباب تطوره اإليجابي او السلبي او مدى انحرافه عن الصواب .ونت خالل فكر علم النفس الذي يهدف الى دراسة الشخصية من اجل فهمها وتدريبها التفوق واالبداع. وتعليمها وتطويرها ومساعدتها على ّ ١٧ وقد اختلف العلماء في تعريفهم للشخصية؛ ألنها مفهوم صعب التحديد ولكن هناك بعض من الخطوط العريضة التي تدور حولها الشخصية ،مثل: -1أن الشخصية تشير الى األساليب الثابتة للسلوك والخصائص التي تميز األفراد او الجماعات او الثقافات المختلفة. -2ترتبط الشخصية وتركز على البناء الخاص بالسلوك. -3ان الشخصية نتاج للتفاعل بين البيئة الخارجية والتغيرات الداخلية التي تظهر تميزا ً في السلوك (ربيع ،٢٠١٣القذافي)١٩٩٣، لذلك فإننا عندما نقوم بدراسة الشخصية من أجل فهمها فأننا ال بد وأننا نهتم بعدد من األمور منها تاريخ حياة الفرد منذ والدته الى اللحظة التي نقوم بدراسته ،كما أننا نركز على العوامل الوراثية والتكوينية التي تؤثر في سلوكه ،وأخيرا ً المثيرات البيئية التي يقوم الفرد باالستجابة لها وتؤثر في تطور شخصيته. تعريفات الشخصية وكما أشرنا سابقا ً فقد اختلف علماء النفس في تعريف الشخصية والتركيز على تعريف موحد لها. ولذلك عند النظر الى تعريفات الشخصية نجد انها تنحصر في أربع فئات هي : ١٨ تعريفات ر ّكزت على الشكل الظاهري للفرد وخصائصه الجسدية كالقوة أو -1 الضعف أو الشدة أو النعومة أو الشجاعة أو الخجل او المرح ونالحظ هنا انها لم تركز على الخصائص الداخلية للفرد. التعريفات التي ركزت على المكونات الداخلية؛ والتي اهتمت بالمكونات العقلية -2 والدينامية والنواحي النفسية والمزاجية واالتجاهات والميول واألخالق والشهوات والغرائز مثل: تعريف شترن والذي يرى بأن الشخصية عبارة عن وحدة دينامية لها تكوينات متعددة. تعريف وايرن وكارل مايكل(عطية )٢٠٠٧والذي يرى بأن الشخصية هي ذلك التنظيمالعقلي المتكامل لإلنسان في مرحلة معينة من مراحل نموه والتي تشمل على نواحي متعددة مثل النواحي النفسية والعقلية والمزاجية واالتجاهات والميول واألخالق. تعريف ألبورت :ويشير الى التنظيم الدينامي عند الفرد والذي يحتوي على المكوناتالنفسية التي تميز سلوك الفرد عن غيره. تعريف أيزك :الذي ركز على الثبات الدائم إلى حد ما لسلوك الفرد ومزاجه وأطباعهوقدراته العقلية والجسدية والتي تحدد طرق تكيفه مع البيئة. تعريف برنس "مجموع ما لدى الفرد من استعدادات ودوافع ونزاعات وشهواتوغرائز فطرية وبيولوجية وكذلك ما لديه من نزاعات واستعدادات مكتسبة " (ربيع)٢٠١٣ التعريفات التعريفات التي ترى الشخصية مثيرا ً واستجابة : -3 فقد أشار ألبوت ( )١٩٦١الى ذلك عندما تحدث عن قدراة الفرد بالتأثير في اآلخرينفهو يتحدث عن مهارات يتمتعبها الفرد تساهم في إحداث تغيير مهم في المجتمع الذي يعيش به .ولذلك يرى بأن لكل واحد منا أكثر من شخصية تظهر في المواقف المختلفة حسب ما يراه ذلك الفرد مهمة لتحقيق أهدافه (غنيم.)١٩٧٨ ١٩ ٢٠ في حين نظر البعض الى شخصية (ألبورت) على أنها استجابة الفرد للمثيرات البيئيةتتنوع واالجتماعية المختلفة والتي تساعده على التكيف مع تلك المواقف ولذلك ّ استجابات الفرد حسب هذه المواقف وتساعده على التوافق مع التغيرات التي تطرأ على حياته االجتماعية. تعريف واطسون( : )١٩٣٠نظر الى الشخصية على أنها مجموعة من النشاطات التيتظهر عند الفرد على مدى فترة زمنية كافية ،فالشخصية هي النتاج النهائي للعادات المنظمة لدينا .أي ذلك التأثيرالذي يحدثه الفرد في اآلخرين ،حيث إن الفرد يستطيع أن يجعل من استجاباته مثيرا ً لآلخرين بحيث تحدث االستجابة التي تريدها هي بذلك تشبه معنى القناع الذي تحدث عنه يونغ .وهذا ما يوحي بأن لإلنسان أكثر شخصية تظهر حسب الظروف المختلفة. تعريف سكنر :مجموعة من األنماط السلوكية التي يمكن مالحظة تطورها وإمكانيةالتبؤ والتحكم فيها عن طريق مبادئ السلوك. أما تعريف ألبورت والذي يشير إلى ان الشخصية هي استجابة الفرد المميزة للمثيراتاالجتماعية وكيفية تكيفه مع المظاهر االجتماعية في البيئة (ربيع)٢٠١٣ التعريفات التي تركز على عمليات التوافق بين الفرد وبيئته ،فقد أشارت هورني -4 إلى أن مفهوم السواء ليس فقط بين بيئة وأخرى بل ممكن أن يكون داخل البيئة الواحدة. فكل فرد مزود بعدد من الدوافع والصفات الفطرية والسلوكيات المتنوعة بشكل يكاد يكون متسا ٍو ولكن االختالف يمكن في أسلوب الفرد في التكيف مع البيئة المحيطة. ويرى جريفث بأت الشخصية هي مجموعة من الصفات التي يتصف بها الفرد والتي تنتج عن عملية تكيف الفرد مع بيئته االجتماعية. وأخيرا نود أن ننوه إلى أن ألن يشير في بداية كتابه إلى تعريف مبدئي للشخصية حيث يقول إن االختالفات أو الفروفات الفردية واألبعاد السلوكية والسمات تشير إلى أن البشر يختلفون بأشكال مختلفة .ولذلك فإن دراسة الشخصية تتضمن هذه االختالفات المهمة في السمات ىتمثل كل سمة أحد طرفي البعد السلوكي والشخصية هنا هي مجموعة من النقاط التي تقع على موقع متصل يمثل البعد السلوكي .ولذلك فإن هذه السمة ال تبقى بحالة الثبوت بل إنها قد تتغير على هذا البعد أي أنها تأخذ قيما ً متصلة وليست منفصلة. مكونات الشخصية إن فكرتنا التي نكونها عن اآلخرين إنما تنتج عن مالحظتنا وتفاعلنا المستمر ولذلك نبني أحكامنا ونطلق صفات على الشخصية بناء على مكونات تلك الشخصية والتي تنحصر في عدد من المكونات هي : المكونات الجسمية :الحظ كيف نطلق الكثير من األحكام بناظ على الشكل -1 الظاهري لإلنسان ويصل بنا األمر الى ان نحدد مستقبله المهني بناظ على هذه الصفات مثل الطول والوزن وتناسق أعضاء الجسم والمظهر العام للفرد ،وعلى تأثير الغدد وإفرازاتها .فغالبا ً ما نقول بأن هذا االنسان يصلح ألن يكون العب كرة سلّة أو مصارع بسبب عضالته أو طوله ،أو أن يصلح ليكون فنّي من نوع ما ) ألن يديه تتصفان بالنعومة والدقة. ٢١ المكونات العقلية :وهنا نتحدث عن الوظائف النفسية المعرفية القدرات المعرفية -2 لدى الفرد ،وقدرته على االدراك والتخيل والتفكير والتذكر وحل المشكالت .ونتحدث عن الذكاء والقدرة اللغوية وكيف أنه يستطيع استغالل هذه القدرات في التكيف مع البيىة االجتماعية والطبيعية التي تحيط به. المكونات االنفعالية :هذا المكون يشتمل على االنبساط واالنطواء والشعور -3 بالخضوع او التمرد او المشاركة او االنسحاب .كيف يستطيع االنسان أن يعبر عن افعاالته بشكل صحيح وكيف يستطيع ان يفهم اآلخرين ويجاملهم ويتواصل معهم بتعبيراته انفعالية مالئمة. المكونات البيئية :والتي تشير الى المثيرات البيئية التي تلعب دورا ً كبيرا ً في -4 شخصية الفرد وتحثه على االستجابة بشكل مناسب وهنا نتكلم عن البيئة بكافة أشكالها المادية واالجتماعية. وإن هذه المكونات تظهر في المواقف المختلفة وهي التي تجعلنا نطلق احكامنا على اآلخرين كلما تكرر نفس السلوك في مواقف متعددة ومتكررة ومن هنا يكون حكمنا على الشخصية بمقدار ثبات أثر تلك المكونات والمواقف المختلفة .وإن التكيف يتطلب من الفرد أن يسلك بطريقة مميزة تساعده على البقاء واالستمرار ولذلك كلما تميزت المكونات المختلفة للشخصية كان تكيفه افضل واستطعنا ان نرى وصفا ً واضحا ً للشخصية. ولذلك نجد ان الشخصية تتصف بالثبات النسبي مما يسهل علينا اطالق االحكام والمسميات على الشخصية بناء على ذلك. إال أن بعض العلماء نظر إلى المكونات من جانب آخر فقد قال الزورس أن هناك صفات فطرية أساسية هي المكون األول للشخصية ،حيث ركز على المنعكسات الالإرادية واالستعدادات و القدرة على التعلم فهي من المكونات التي تعمل على تحديد الشكل النهائي للشخصية كما أضاف الى ذلك االتجاهات والعادات وما يكتسبه الفرد من البيئة التي يعيش فيها .فمن فمن وجهة نظره تلعب الجوانب الوراثية والجينية وكذلك تلك الجوانب التي يكتسبها من البيئة تلعب جميعا ً دورا ً في تحديد الشكل النهائي للشخصية. ٢٢ ولذلك يضيف الزوراس الى ان هناك عوامب تحدد الشخصية هي : الدوافع :حيث يشير الى ما تلعبه الدوافع من دور في توجيه السلوك ودفعه للقيام -1 بنشاط معين قد يأخذ مسارا ً شبه ثابت في حياة االنسان. عامل السيطرة :ويقصد به هنا أن سلوك الفرد مقصود وموجه وليس عشوائيا ً بل -2 هادفا ً ،وهذا يكون في حالة الشخصية السوية .وكذلك فإن الجهاز العصبي يلعب دورا ً مهما ً في تحديد االستجابة الصحيحة والمناسبة للموقف. عامل التظيم :وهي لجوء الفرد الى تنظيم دوافعه وحاجاته حسب أهميتها -3 ومالءمتها للمجتمع الذي يعيش فيه؛ لذلك فهو قادر أن يشبع حاجاته بشكل توافقي وبشكل مالئم لما يراه المجتمع. وهكذا تلعب الجوانب البيولوجية والنفسية واالجتماعية والثقافية دورا ً أساسيا ً في تكوين الشخصية ،ونالحظ هنا أنه ركز على مفهوم التكيف مع حاجات المجتمع كشرط أساسي لتكوين الشخصية. ولذلك يلعب التكيف دورا ً مهما في الشخصية فالتكيف عملية دينامية مستمرة يقوم بها الفرد من خالل الوصول الى سلوك ناجح يحدث فرقا في حياته ويساعده على االستمرار والبقاء. ولذلك يعتبر التكيف الصحيح من أهم مؤشرات الصحة النفسية .والتكيف أنواع تساهم في التأثير بالشخصية ومن هذه األنواع: التكيف الشخصي :وهو قدرة الفرد على التوفيق بين دوافعه المتصارعة بشكل -1 يستطيعرمعها الوصول الى إرضائها جميعاً .بمعنى أنها تساعد الفرد لكي يعيش حياة مستقرة خالية من المخاوف وبعيدة عن التأثيرات السلبية التي تعيق مجال تطوره وسعادته. ٢٣ التكيف االنفعالي :وهو مهم وضروري من أجل تطوير عالقة الفرد باآلخرين ، -2 والتكيف االنفعالي عبارة عن قدرة الفرد في التحكم بانفعاالته التي تساعده في فهم اآلخرين والتخلص من التوترات والصراعات النفسية واالبتعاد عن القلق والخوف واالكتئاب. التكيف االجتماعي :والذي نستطيع التعرف اليه من خالل قدرة الفرد على -3 تطويرعالقاته االجتماعية والمشاركة االجتماعية واالبتعاد عن االنسحاب واالنطواء وارتياح اآلخرين له. لذلك كان من السهل علينا أن نطلق مفهوم الشخصية السوية على كل شخصية تتمتع باآلتي: -1الشعورية :أن الفرد يحس ويدرك ما يحدث حوله. -2متكيفة :بجميع أشكال التكيف التي أشرنا اليها. -3مجدة ونشطة :تسعى لتحقيق أهدافها. -4فاعلة وعاملة :تتفاعل بانتظام وبسكل صحيح من المجتمع. -5الكفاءة :استغالل قدراتها بشكل صحيح. -6المالئمة :اختيار ما يتناسب مع الموقف. -7المرونة :يتوافق مع البيئة التي يتواجد فيها. -8االستفادة من الخبرات التي يمر بها. -9التواصل االجتماعي الصحيح. التقدير المعقول للذات. -1 0 االنفعاالت السوية التي تتناسب مع المواقف. -1 1 القدرة على التحمل. -1 2 تناسب السلوك مع العمر الزمني. -1 3 ٢٤ وهذا يقودنا الى تساؤل دائم هل الشخصية ثابتة أم متغيرة؟ ولإلجابة عن هذا السؤال نقول إنه ال يوجد ثبات دائم بل ثبات نسبي؛ ألن استمرار السلوك في الحدوث في المواقف المشابهة يصبح كالعادة يميز الشخصية عن غيرها ،ولكن ال بد من أن تحدث تغيرات في البيئة الداخلية والخارجية مما يؤثر في ثبات السلوك الذي قد يغير االنسان الى نمط شخصيته بناء على تلك العوامل او الظروف. وعليه فإن دراسة الشخصية تعتبر ركنا ً أساسيا ً في علم النفس ،ألن دراسة الشخصية تهن كافة جوانب الحياة فهي أساسية في عملية التشخيص ،وبالتالي بستطيع اخصائي علم النفس االكلينيكي من تقديم أسلوب العالج المناسب كما أن أهمية دراسة الشخصية تساعدنا في عملية االنتقاء والتعين والتوظيف واختيار الشخصية المناسبة للوظيفة المقصودة .كما ان دراسة الشخصية تساعدنا على اختيار األشخاص المناسبين للمواقف االجتماعية المناسبة. الشخصية والذات: كثير من العلملين في مجال علم النفس يستخدم مفهوم الشخصية ومفهوم الذات بشكل متبادل .وفي الحقيقة ،ان مصطلح الذات يشير الى تصور الفرد عن ذاته وبما يحمله من مدركات وأفكار وآراء وتصورات ،أي أنها رؤية الفرد لذاته ،والفرد يستطيع التوصل الى ذلك من خالل معرفته بنفسه. في حين أن الشخصية كما أشرنا بأنها رؤية اآلخرين لسلوكك. ٢٥ الفصل الثاني طرق دراسة الشخصية لقد واجه علماء النفس الكثير من الصعربات في تعريف الشخصية ،وربما يعود السبب الى االختالفات الموجودة بين البشر ،وهو ما نسميه بالفروق الفردية والصفات وانماط االستجابة ،والقيم والعادات والتقاليد من مجتمع الى آخر مما يخلق صعوبة كبيرة في فهم وتعريف الشخصية. لذلك لجأ العلماء بشكل مقصود الى دراسة الشخصية ،فتنوعت الطرق التي يتبعونها واختلفت العينات المدروسة وذلك للوصول الى شبه اتفاق فيما يتعلق بفهم الشخصية. طرق دراسة الشخصية: -1المالحظة ( : )Observationتعتبر المالحظة من الطرق الهامة التي اعتمدتها معظم الدراسات النفسية واالجتماعية بغية الوصول الى تفاصيل دقيقة حول الظاهرة نصور بها االستجابات الحقيقية للكائن الحي كما تحدث المدروسة؛ فهي الوسيلة التي ّ في البيئة الطبيعية .ويستطيع الباحث ان يقوم بالمالحظة دون وضع عوامل او متغيرات مصطنعة .أي أنه يدرس السلوك كما يحدث حقا ولكن باإلضافة الى ذلكويستطيع الباحث ان يصمم المواقف حسبما يراها مناسبة ألهداف الدراسة ،وذلك عندما يتعذر مالحظة الظاهرة كما تحدث في الموقف األصلي .فنحن نستطيع أن نوجد بيئة مناسبة داخل المختبر لدراسة سلوك المتعلق عند الطفل في المختبر عندما يصعب علينا ان نقوم بذلك في البيت. ٢٧ ويستطيع االنسان أن يالحظ نفسه ويحلل خبراته من خالل عملية االستبطان ،والتي ترتكز على قيام الفرد بمراجعة خبراته التي مر بها حيث يسترجع تلك الخبرات من الذاكرة ،ولكن المشكلة هنا في دقة ما يتذكر وفي دقة احكامه التي يصدرها حول تلك الخبرات ألن هذا التحليل يعتمد على وجهة النطر الشخصية. وفي نفس السياق نستطيع القيام بمالحظة سلوك اآلخرين وتقييمخ بنا ًء على معايير يحددها الباحث في الشخصية ،ولذلك تنوعت طرق المالحظة وهي : أ -المالحظة المباشرة :والتي تتم في البيئة األصلية التي يحدث فيها السلوك كتصرف الشخص في السوق او طالب داخل الصف ،او لدى الشخص الذي يتعرض لموقفزمفاجئ في الحياة العامة .ولقد قامت الكثير من الدراسات بهذه الطريقة ،وخصوصا ما نشاهده على شاشات التلفاز مثل الكاميرا الخفية. ب -المالحظة غير المباشرة :وهي تلك التي تعتمد مسبقا على تهيئة بيئة معينة الجراء تجربة لدراسة سلوك الفرد واستجاباته الحقيقية في تلك المواقف .وهنا قد تلعب االخالق الفردية والتحيز والمسؤولية دورا ً مه ّما ً في تحديد نوع االستجابة .وهذا ما قرأنا عنه في تجربة العالم مليجرام ج عندما طلب من المشاركين إعطاء صدمة كهربائية آلخرين لم يكونوا يعلمون بأنها وهمية .وأراد مليجرام أن يدرس مدى االمتثال والطاعة في القيام بذلك. وكانت تجربة مذهلة شككت في أخالق الفرد وامتثاله في إيذاء اآلخرين عندما يتم اخباره بأنه ال يتحمل مسؤولية ذلك .وإن مثل هذا النوع من المالحظة ساهم في تفسير شحصية االنسان وسلوكه تجاه الكثير من الظواهر الطبيعية. ٢٨ ج -المالحظة الذاتية :وهي تلك التي أشرنا اليها في بداية حديثنا والتي تعتمد على مراقبة الفرد لذاته ،وتسجيل هذه المعلومات بشكل مباشر ويطلب منه استرجاع هذه المعلومات والحوادث خالل ذلك اليوم .وفي طريقة أخرى تكون على شكل مذكرات يسجلها الفرد يوميا ً عما يمر به من أحداث فهي طريقة لقراءة مالحظات االخرين التي يدونونها في مذكراتهم وبناء على ذلك نقوم بدراسة تلك المذكرات وتقييم الشخصية. وعلى الرغم مما تقدمه المالحظات بأنواعها المختلفة من معلومات قيمة إال انها ال تعتبر طريقة كاملة ،الن عيوبها تحد من موضوعيتها ،فقد نرى فيها تحيز الباحث لفكره او لفئة دون أخرى. وقد نجد أن المفحوصين يستجيبون لكثير من المثيرات بطريقة يرضون بها الباحث مما يخلق نتائج غير حقيقية. غير أن الباحثين استطاعوا وضع أسس لجمع معلومات دقيقة من خالل وضع معايير واضحة كالتكرار مثال ،او من خالل استخدام التكنولوجيا الحديثة التي من خاللها بتنا نسجل أدق التفاصيل في عملية المالحظة مما أضاف اليها دقة أكبر. -2دراسة الحالة ( :)Case studyتعتبر دراسة الحالة من الطرق الشاملة التي تحتوي على أكثر من طريقة ،فهي تشمل المالحظة والمقابلة وجمع المعلومات من األسرة والبيىة والسجالت .إذ أنها دراسة عميقة للفرد ولفترة زمنية طويلة أو أياما ً مع الشخص لمعرفة طريقة استجابته للمواقف المختلفة وكيف يتفاعل مع اآلخرين أو دراسة تكيفه مع البيئة التي يعيش فيها. ٢٩ إن دراسة الحالة منهجية طويلة ودقيقة ومن خاللها يجمع الباحث معلومات مفيدة ووصف دقيق للفرد موضوع الدراسة والباحث هنا يسجل ما يشاهد أو يسمع دون أن يعمد إلى إعداد بيئة مسبقة الختبار استجابات الفرد فيها من الصدق درجة كافية إن لم تتأثر بذائية الباحث ،وهي شبيهة بالمالحظة إذ إن كلتاهما توفر لنا قدرا كبيرا من المعلومات عن الفرد .إن دراسة الحالة توفر لنا معلومات كثيرة وقد تكون دقيقة ولكن المشكلة هنا أنه في بعض األحيان قد ال تكون كذلك؛ ألن هذه المعلومات تستمد من فرد واحد، مما يصعب الوصول إلى حقائق أو معلومات يمكن تعميمها (أبو أسعد، 2010(. ولكن لدراسة الحالة عيوب على الرغم من فوائدها وذلك أنها تفتقر إلى العمومية وهو أمر مهم للغاية؛ فهي الوسيلة التي نستطيع قراءة صفات وخصائص معظم أفراد المجتمع .ولتحقيق هذا األمر فال بد أن تحتوي العينة التي ندرسها على أفراد كثيرين من أعمار مختلفة ومن اإلناث والذكور، وكذلك من ثقافات وديانات مختلفة بهدف الوصول إلى تعميم النتائج ،أو معرفة الصفات أو الخصائص التي يشترك بها مجتمع ما .أما العيب اآلخر فيتضمن مشكلة تحيز الباحث مع أو ضد الحالة التي يدرسها ،أو حتى مشكلة دقة المعلومات التي يقدمها الفرد عن نفسه أو أهله عنه. ٣٠ -3المقابلة :ومن ناحية إجرانية فالمقابلة هي لقاء يتم بين الباحث والشخص موضوع الدراسة و هي إجراء يتم من خالله جمع المعلومات بشكل مباشر من العميل .ويتم ترتيب المقابلة بطريقة إما مقننة أو مفتوحة .فالمقابلة المقننة تعتمد بشكل أولي على وضع أسئلة محددة يسعى الباحث في الوصول اإلجابات عنها في مناح شتى من حياة الفرد .وإذا كان هناك أشخاص كثيرون في العينة لدى الباحث ،فيجب أن تكون هذه األسئلة واحدة للجميع .وفي األغلب هي أسئلة تتم اإلجابة عنها من خالل نعم أو ال ،أو من خالل مدرج يحتوي على عدة اختيارات (عبد الخالق.)1993 ، أما فيما يتعلق بالمقابلة غير المقننة :فهي مقابلة مفتوحة يسال الباحث السؤال ويترك اإلجابة للمفحوص بشكل مفتوح ال يتقيد باختيار معين. وهذه قد تخلق صعوبة للباحث في تحليلها وقد تسبب مشكلة في عملية التعميم .ومما ال شك فيه أن المقابلة تفيدنا في الحصول على الكثير من المعلومات وخصوصا حينما يتعلق بسلوك الفرد ومالحظة انفعاالته، واستجاباته وتعطينا دالئل كثيرة عن هذا الفرد .فنستطيع أن نالحظ تفاعل الفرد مع اآلخرين. وينبغي لنا أن نعرف كأخصائيين أن المقابلة تختلف من حيث الهدف، فهناك المقابلة التشخيصية التي يعتمد عليها األخصائي اإلكلينيكي ،وهناك المقابلة العالجية :وهي التي نطلق عليها الجلسات النفسية ،وهنا يقوم المعالج بتنفيذ الخطة العالجية وتقديم العالج إلى العميل .والنوع الثالث هي المقابلة البحثية :وهي طريقة يتم من خاللها جمع البيانات وتحليلها بهدف الدراسة أو البحث( .العنزي.)1998 ، ٣١ ولكن االمقابلة شأنها شأن الطرق األخرى وسيلة غير دقيقة للغاية ألن هنام مجال واسع لفرض رأي الباحث وتحيزه ،كما ان المقابلة ال تكون بنفس األسلوب والطريقة مع جميع األفراد الذين نقابلهم. -4الدراسات االرتباطية بين المتغيراتCorrelation Between Variables :عند النظر في العالقات بين المتغيرات المختلفة فإننا نجد هناك ثالثة أنوع من العالقات: أ -األولى هي العالقة السببية بين المتغيرات :والتي تشير الى السبب والنتيجة والتي نجد هذه العالقة بين المتغيرات في العلوم الطبيعية ،وفي االنسان نجدها في العالقات بين المثيرات غير الشرطية واالستجابة غير الشرطية مثل وجود الطعام وسيالن اللعاب أو الضوء الشديد وصغر بؤبؤ العين. ب -أما النوع الثاني من العالقة بين المتغيرات فهي العالقة الوظيفية والتي تشير إلى أن أي تغير في أحد المتغيرين إنما هو وظيفة للمتغير اآلخر ،کالزيادة في العمل ،وظيفة للزيادة في الراتب. ت -والنوع الثالث من العالقات هو العالقة االرتباطية بين المتغيرات :وتشير هذه العالقة إلى وجود تناسق بين المتغيرين إيجابا أو سلبا فهناك عالقة موجبة أو طردية أو عالقة عكسية سلبية ولكن آلية هذه العالقة غير معروفة ولكنها تظهر بوجود متغيرات معينة. وموضوعنا هنا هو الدراسة االرتباطية والتي عمد الباحثون إلى دراسة العالقة بين المتغيرات الذي تشير إلى أن متغير ما يرتبط بمتغير آخر إما أيجابا أو سلبا .فقد يرتبط مثير معين أيجابا أكثر مع النوع االجتماعي (ذكر ،أو أنثى) .إن الدراسات االرتباطية ذات أهمية كبيرة ال سيما عندما ال ٣٢ نستطيع أن نحدد العالقة سبينيا أو وظيفيا .وهكذا يجد العلماء الكثير من االرتباطات بين العديد من المتغيرات مما يلقي ضوءا كبيرا في التعرف إلى المتغيرات التي تؤثر في الشخصية .فلو أراد الباحث مثال أن يدرس العالقة بين البيئة الجغرافية وخصائص الشخصية ،فإن من أفضل المناهج التي تحقق الهدف هنا هو المنهج االرتباطي ،فيمكن للباحث أن يدرس ذلك من خالل معرفة هل هناك عالقة بين المكان والخصائص الشخصية (الزغول.)2016 ، -5االختبارات النفسية :تعتبر من أهم األدوات التي يستعين بها العاملون في مجال علم النفس للوصول إلى معلومات حول األفراد المراد قياس بعض الخصائص أو القدرات لديهم بهدف عملية التشخيص في مجال علم النفس اإلكلينيكي مثل مقاييس االكتئاب والقلق .وقد نستعين بها من أجل قياس الذكاء مثل مقياس ستانفورد بينيه ومقياس وكسلر لقياس ذكاء الراشدين .وفي مجال الشخصية يعتمد العلماء والدارسين كثيرا على العديد من مقاييس الشخصية مثل مقياس ( )MMPIواختبار الروشاخ والتات ( )TATوعدد آخر من المقاييس اإلسقاطية وغيرها من المقاييس التي سنأتي على ذكرها الحقا .والمقاييس واالختبارات عبارة عن فقرات تهدف إلى الحصول على مدى توفر أو عدم توفر لقيمة معينة أو خاصية أو سمة أو مجموعة من مؤشرات االضطراب لدى الفرد .ومن المهم أن نعرف أن مقاييس الشخصية لعبت دورا مهما في دراسة الشخصية وقدمت العديد من النظريات والتطور في هذا المجال .ومن الجدير بالذكر أن هذه االختبارات قد مرت في مراحل تقنين االختبارات وتم استخالص المعايير والخصائص السايكومترية مثل الصدق والثبات .وحتى المقاييس واالختبارات األجنبية فقد تم أيضا تحديد معايير الصدق والثبات كي تكون صالحة للتطبيق على البيانات العربية. ٣٣ -6التحليل العاملي :لقد ساهم هذا المنحى االحصائي في دراسة وتحليل العديد من السمات التي ارتبطت مع بعضها البعض مما ساعدنا على وضع مصفوفات االرتباط. ثم نقوم بالتحليل العاملي لهذه المصفوفات حتى نصل في النهاية الى عدد محدد من العوامل مما يساعدنا في الوصول الى عدد من المتغيرات واستخالص الصفات المشتركة بينها. -7المنهج التجريبي :يعتبر المنهج التجريبي من أكثر مناهج البحث دقة .فمن خالل هذا المنهج نستطيع الوصول الى العالقة السببية بين المتغيرات من خالل التجربة. فالضبط التجريبي في هذا المنهج عا ٍل جداً .وبه يتمكن الباحث الى حد ما الى استبعاد الكثيرمن المتغيرات الدخيلة وضبط العوامل الخارجية التي من الممكن أن تؤثر في النتائج .فمهمة الباحث تهيئة الظروف التجريبية والتحكم فيالعوامل المختلفة ومن ثم حديد مشكلة الدراسة ومتغيراتها ووضع الفرضيات المناسبة او أسئلة الدراسة ثم اختبار العينة المناسبة للدراسة ،ومن ثم يتم التعامل مع متغيرات المستقلة لمعرفة أثرها في المتغيرات التابعة ،وقد يحتاج الباحث الى تقسيم عينة الدراسة الى مجموعات تجريبية وأخرى ضابطة. لقد قام علماء النفس عند دراسة الشخصية لمعرفة الكثيرعن أثر العالقة السببية لهذه المتغيرات، مما يعطي فرصا ً أفضل لفهم الشخصية بالشكل الصحيح .ومن المعروف أنه من الممكن إعادة التجربة عدة مرات للتأكد من النتائج ،وكذلك التنويع في العينة وذلك بهدف إمكانية التعميم. ولكن تكمن المشكلة في الدراسات التجريبية بالتكلفة المالية العالية ،وعملية الضبط التجريبي فليس مت السهل دائما التحكم بوجود األشخاص للتجربة ،إضافة الى الكثير من التجارب من الصعب إجرائها على البشر او ان تطبيقها يقابل باالعتراض من هيئات البحث العلمي .ولكن نقول إن الدراسات التجريبية ذات أهمية كبيرة في دراسة الشخصية (الزغلول.)٢٠١٦، ٣٥ + ٣٤ الفصل الثالث العوامل والمحددات التي تساهم في تشكيل الشخصية .1 .2 .3 .4 .5 المحددات البيولوجية المحددات االجتماعية المحددات الجغرافية المحددات الثقافية محددات التعليم والمعرفة العاومل النفسية 37 أوال :العوامل والمحددات البيولوجية للشخصية : إن الشخصية اإلنسانية نتاج أو حصيلة تفاعل عدد من المحددات التي تعمل معا في تكوين شخصية أي منا؛لذلك فنسبة هذه المحددات ومساهمتها في تشكيل شخصية اإلنسان قد تكون متغايرة وليست ثابتة عبر النوع البشري ،لهذا البد وأن نجد فروقا فردية واضحة بين األفراد مهما كان التشابه بينهما قريبا ؛فسعي اإلنسان نحو التكيف بهدف البقاء ساعده في نقل هذه الخصائص عبر األجيال (الوراثة) مما ساهم في تطور اإلبداع لديه والمحافظة على استمرار النوع . لذلك فقد تميز اإلنسان عن غيره من الكائنات بقدرته العالية على التعلم والتي تفوق باقي المخلوقات ،كما أن اإلنسان ورث خاصية راقية أخرىوهي قدرته على التفاعل والتواصل مع المعاصرين له ومع األجناس األخرى أكثر من باقي المخلوقات .واإلنسان قادر على اإلحساس الممتد بالزمن ،فهو يدرك الماضي ويعبر عن الحاضر ويخطط للمستقبل ويشعر بذاته وبكينونته . وبسبب التطور البيولوجي المستمر والذي يتوقف على عاملين أساسيين األول هو أن هناك اختالفات تكوينية بين الكائنات الحية داخل النوع لذلك فبعض السمات يمكن أن يتم إختيارها وتنتقل إلى األجيال الالحقة ،في حين يتم كبح بعض السمات األخرى فتندثر هذه السمات وتزول .والعامل الثاني هو أن هذه السمات التكوينية ضرورية ومناسبة لكي تساعد النوع على التكيف واإلستمرارية . أن الوراثة عامل أساسي ويعني انتقال الخصائص الفيزيقية مباشرة من اآلباء إلى األبناء عند التزاوج وحدوث الحمل .فاإلنسان إذن هو نتاج 39 لعنصري الوراثة والبيئة .إن حياة اإلنسان تبدأ عند الحمل حين يتحد واحد من حوالي ٣٦۰مليون حيوان منوي من األب مع بويضة األم لتكوين الزايجوت ويعرف حيئذ بالويضة المخصبة أو الملقحة .وفي داخل نواة الخلية توجد تكوينات خيطية تسمى الكروموسومات والتي تحمل المعلومات الوراثية.وتحتوي كل خلية من اإلنسان على ٤٦كروموسوم نصفها من الذكر والنصف اآلخر من األنثى .ويتم ترتيبها في ثالثة وعشرين زوج ويحدث التشابه في ٢٢كروموسوم أما الثالث اوالعشرين فإنه سيختلف ألنه يحمل جنس المولود. ويتألف كل كروموسوم من عدد كبير من الجزيئات الصغيرة والتي يطلق عليها الموروثات أو الجينات والجين هو الوحدة األساسية للوراثة .وتبعا لذلك فإن اإلنسان يرث العديد من الخصائص النوعية فنحن نرث خاصية اإلمساك بسهولة نظرا لوجود اإلبهام (.دافيوف . )١٩٨۰ ،ومن هنا نجد أن الوراثة تشير إلى توارث سمة محددة لدى مجموعة محددة في وقت محدد ويعد توارث سمة الطول بنسبة ٪ ٨۰ في أمريكا في حين تصل إلى ٪ ٦٥في الصين .وتختلف نسب الطول بين الذكور و اإلناث تبعا لإلختالفات الوراثية بين المجموعات العرقية( .اندينو . )٢۰١٥،لذلك فإن القابلية للتوريث إما أن تكون صفرا أو واحدا صحيحا فلو وضعنا توائم متطابقة في بيئات مختلفة فاالختالف يمكن أن يعزى للبيئة ،ولو وضعنا أطفال متباينين في بيئات متشابهة عندئذ فإن االختالف في السمات ال يعزى إلى البيئات بل إلى الوراثة وتعتبر قابلية الوراثة واحد صحيح . 40 ويمد اآلباء كل ابن لهم بنصف عدد الكروموسومات في تجمع مختلف وهذا يعني أن كل فرد في األسرة تجربة وراثية فريدة "لم تختبرمن قبل ولن تتكرر" باستثناء التوائم المتطابقة فهم متطابقون (.دافيدوف. )١٩٨۰ ، ومن هنا نستنتج أن الوراثة تلعب دورا هاما في الخصائص والسمات التي يرثها اإلنسان ،بيد أن علماء الوراثة واجهوا صعوبات في دراسة أثر الوراثة في اإلنسان ،فالتجريب على اإلنسان قضية ذات بعد أخالقي ال نستطيع تخطيها .فنحن ال نستطيع أن نعزو كافة التغيرات إلى الوراثة بشكل ٪ ١۰۰بل تلعب البيئة دورا مهما ( .)carey,2003وكالهما يلعبان دورا كبيرا في التأثير في شخصية اإلنسان .فالوراثة تلعب دورا في تحديد الجنس وخصائص البنية الجسمية كالطول والقصر وفصيلة الدم ولون البشرة والعينين وهي تنتقل عن طريق الوراثة .بيد أن هناك عدد من الخصائص أو السمات ال تنتقل عن طريق الوراثة بل عن طريق التعلم ،وتلعب البيئة والتنشئة دورا مهما في ذلك األمر .فالقيم واالتجاهات والميول واالهتمامات والمعايير االجتماعية تؤثر في استجابات اإلنسان للمثيرات البيئية المختلفة. ومع ذلك فالعوامل الوراثية ال تعمل بشكل مستقل عن العوامل البيئية بل يستمران في التفاعل فيما بينهما منذ لحظة تكون الجنين إلى الممات .ولن ننسى هنا الدور المهم الذي يلعبه كل من الجهاز العصبي والغدد في سلوك وشخصية الكائن الحي . الجهاز العصبي والغدد: مما ال شك فيه أن الجهاز العصبي يؤثر وبشكل مباشر في سلوك الفرد فهو الذي يصدر األوامر إلى أعضاء الجسم للحركة بناء على الرسائل 41 التي يستلمها من المثيرات الخارجية ويعمل على إدراكها وتفسيرها وتحضيرالردود المناسبة لها .باإلضافة إلى دور الغدد بأنواعها المختلفة والتي تفرز هرمونات متنوعة تحدد كثير من الخصائص والسمات التي تساهم في تشكيل الشخصية .فالغدة النخامية تتحكم في عملية النمو العام والجنس ،والدرقية تتحكم بالنشاط ،والكظرية تتحكم بالنشاط االنفعالي والبنكرياس في إفرازاألنسولين .باإلضافة إلى العديد من الغدد (عثمان.)٢۰۰٤، ومن المهم أن نعرف هنا أن أي تغير في مستوى إفراز الهرمونات يؤدي إلى تغير في حياة الفرد وفي طريقة تصرفه أي تؤثر في النهاية في شخصيته. وقبل أن نختم حديثنا عن الخصائص الوراثية يجب ننبه إلى أن الشذوذ في الخصائص الوراثية يؤثر في نوع الشخصية الناتجة .وقد يكون الشذوذ ناتجا عن التمثيل النسبي الخطأ في الكروموسومات داخل الخلية سواء كان زيادة أو نقصان أو اضطرابات بيوكيميائية من شأنها أن تتلف خاليا الدماغ وتضر بالجهاز العصبي ومن نتاج هذه العيوب متالزمات داون و تيرنر وغيرها . هذا باإلضافة إلى الشذوذ الجيني فالطفرات تؤدي إلى أمراض واضطرابات شديدة تسبب اإلعاقة العقلية لما يترتب عليها من خلل في نظام التمثيل الغذائي لبعض المواد في خاليا الجسم كالبروتينات والدهون والكربوهيدرات .ومن هذه الحاالت المرضية حالة البول الفينيل كوني والجالكتوسميا ومرض تاي ساك. 42 ثانيا :العوامل والمحددات البيئية االجتماعية إن عملية التنشئة االجتماعية والتربية عملية مستمرة يقوم بها الوالدان منذ لحظة والدة الطفل إلى لحظة تسلمه زمام أمور حياته ونطالقه لبناء مستقبله على الرغم من استمرار دور الوالدين في تشكيل شخصية الفرد.فالتنشئة االجتماعية عملية تعلم وتعليم وتربية ،وتعتمد على التفاعل االجتماعي ،فهي تهدف إلى تزويد الفرد بالمعايير واالتجاهات والقيملكي يقوم الفرد بدوره االجتماعي الصحيح .فهي تساعده على النمو السليم في مواهبه وقدراتهومساعدته ليكون عضوا ناشطا في الحياة االجتماعية(أبو حميدان.)٢۰١٢، وتلعب األسرة.ومؤسسات المجتمع المختلفة دورا مهما في تزويده بما يحتاج من أجل عملية التكيف السليم والتفاعل االجتماعي المقبول، ،يكون لألسرة في بداية نشأة الطفل دورا كبيرا فهي التي تعمل على تشجيع الطفل على إستخدام حواسه والعناية بها لتساعده في التعرف إلى بيئته .كما تعمل األسرة على توفير القدوة السليمة للطفل فهو يقلد نمذجا يحبه وهذا النموذج ال شك وأن يلعب دورا في تشكيل شخصيته.كما تعمل األسرة على تشجيع الطفل على التجريب والتطبيق والتفكير ومده بما يحتاج من مهارات ومن ثم تدريبه وإتاحة الفرص أمامه كي يتقن التعلم.وتقوم المدارس بتوفير المناهج المالئمة للتعلم وكذلك الجامعات .أما المؤسسات الذسنية فتلعب دورا في تزويده بالمعتقدات التي ينشأ عليها وبشكلها الصحيح. كل ذلك يتم من خالل التنشئة االجتماعية التي هي في األصل تدريب الطفل على إشباع حاجاته بطريقة يرضى عنها المجتمع( .الهاشمي. )١٩٨٩،ومن هنا نجد أن الهدف الصحيح للتنشئة االجتماعية هو العمل على تنمية 43 القيم االجتماعية والخلقي ة وتربية األطفال على الصدق والتعاون واالحترام والرحمة و األهم مو ذلك تنمية العقيدة الصحيحة. لذلك يمر اإلنسان خالل مسيرة حياته في الكثير من العمليات التي تسعى إلى صقل خبراته فيتعلم منها ما يساعده على التكيف واإلستمرار والنمو.ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا :هل كل ما نتعلمه إيجابيا؟في الحقيقة إن الكثير مما نتعلمتةه من خبراتنا قد يكون جانبا كبير منه سلبيا أو إيجابيا وهذا يعتمد على التربية والتنشئة وتنمية القيم ،فلذلك مجمل ما نتعلمه من التنشئة االجتماعية ال شك بأنه سيؤثر في تشكيل الشخصية .ولذلك فنحننكتسف العديد من اإلستاجابات التي نتعلمها ونقوم بها في األوقات المختلفة والتي بناء عليها يصنف اآلخرون شخصياتنا . لذلك فإن أخطاء الوالدين في عملية التربية وكذلك مؤسسات المجتمع المختلفة ،البد وأن تنتج أنماطا مختلفة من السلوك الغير سوي الذي يمارسه الفرد وتحدد نمط شخصيته .إن إفتقار الوادين للخبرة الكافية في التربية من شأنه أن يؤثر في األبناء كذلك الخالفات الزوجية وتركيز الوالدين على أنماط متوارثة في التربية ال تتناسب مع التغيرات العصرية وربما يلجأ الوالدان إلى تعويض الحنان المفقود الذي مرا به ،فيلجآن إلى الدالل الزائد أو ربما يلجآن إلى الشدة المتناهية .كما أن قلة المتابعة وإنشغال الوالدين في العمل وبعدهم عن األبناء ،كل هذه العوامل تؤثر في شخصية الطفل وتشكل جزءا هاما من شخصيته. وأخيرا البد وأن نشير إلى أن هناك العديد من العوامل البيئية واإلجتماعية تؤثر في تشكيل شخصية الفرد منها :الحالة االقتصادية لألسرة 44 والظروف السوية وغير السوية التي تعيشها األسرة ،ووجود أشخاص غير أسوياء داخل األسرة ،.هناك عوامل خارج المنزل تساهم أيضا في تشكيل الشخصية منها ظروف العمل وضغوطه ومستوى الرضى الوظيفي لدى الفرد.والطريقة التي يقضي بها الفرد أوقات فراغه ،ونوع األصدقاء الذين يعيش معهم الفرد واألماكن التي يتردد عليها. إن البيئة االجتماعية محدد آخر وعامل مهم يساهم بشكل كبير وفعال في تشكيل شخصية الفرد بشكل ال يمكن أن نتغاضى عنه .وخصوصا انتشار الكثير من الظواهر االجتماعية المرضية والتأثير السلبي لوسائل التواصل االجتماعي واإلنترنت وقدرة الفرد في الدخول إلى مواقع تعلم اإلنسان قضايا خطيرة وتساهم في تعليمها االنحراف مما يخلق لدينا شخصيات مرضية .ومما ال شك فيه أن الفقر والبطالة واإلزدحام من القضايا التي تؤثر بشكل واضح في نوع وشكل الشخصية. ثالثا:العوامل والمحددات الجغرافية هل تؤثر جغرافية المكان في شخصية الفرد؟للجواب عن هذا السؤال دعونا ننظر إلى األماكن الجغرافية والتضاريس المتعلقة بالمكان .سوف نرى أن أهل المناطق الساحلية يعملون بالصيد وصناعة القوارب،وفي كلتا الحالتين يجب أن يتميز الجسم بمزايا خاصة تساعده للعمل والتحمل .لننظر إلى الخصائص العائلية واإلجتماعية لسكان المناطق الساحلية فنجد أن عاداتهم وتقاليدهم تحكمها الفترات الطويلة من الغياب عن الوطن.فصقلت شخصياتهم على التحمل وعلى ضبط العواطف واإلنفعاالت،وعلى المشاركة الفاعلة في العمل الجماعي ،ومرة أخرى ينساق هذا األمر على سكان الجبال 45 والصحراء والمزارعين .جميعهم تتأثر شخصياتهم بما تمليه هذه البيئات من متطلبات مختلفة فنستطيع أن نرى أشكاال مختلفة من الشخصية تؤثر فيها البيئة التي يعيشون فيها،وتساهم في تكوين العادات والتقاليد والقيم واالتجاهات.مما نرى تفردا فيه واختالفا في السلوك حيال المثيرات البيئية المتشابهة. كما يؤثر المناخ والطقس أيضا في طبيعة تشكيل الشخصية ،فالطقس البارد يفرز أفراد يتمتعون بخصائص سلوكية وشخصية تختلف عن األشخاص الذين يعيشون في المناطق الحارة والمعتدلة.وتتأثر أمزجة هؤالء األفراد بطبيعة المناخ السائد فتظهر سمات شخصية تتمتع بها الشخصية حسب مناخ المنطقة التي يعيش فيها (القذافي.)١٩٩٣، رابعا:المحددات الثقافية والتعليم والمعرفة المحددات الثقافية والتعليم والمعرفة:تساهم األسرة بشكل كبير في توفير البيئة الثقافية المليئة بالمثيرات المتنوعة والتي تشجع الفرد على االطالع واالكتشاف والتعرف إلى ما يحدث حوله .لذلك جاء تعريف الثقافة على أنها معرفة شيء عن كل شيء .إن تنوع الخبرات يساهم في توفير الخيال العلمي والفكري و النظرة العالمة لما يحدث حول اإلنسان ،فيؤثر ذلك في نمط شخصيته وتوسيع أفقه وفي اكتسابه لمهارات التفاعل االجتماعي اإليجابي. كما أننا نجد التطور العلمي للفرد ناتج عن الحصول على الدرجات العلمية المختلفة يؤثر في تكوين شخصية الفرد فتوجهه نحو 46 التخصص تدفعه لتحسين وضعه االجتماعي كما أنها تلعب دورا هاما في ارتقاء وتقدم الفرد. أما الجانب المعرفي فيكون في الكيفية التي يتعامل بها الناس مع األحداث والخبرات التي يمرون بها .وما هو مركز الضبط الذي يسيطر على تفكيرهم ومقدار التفاؤل أو التشاؤم الذي يشعرون به .كما أن اليأس المتعلم يحد من تطور فكرهم وأساليب تعاملهم مما يؤثر بشكل كبير في التكرين الشخصي لهم. خامسا:العوامل النفسية )1الذات والهوية:يضيف ميسراندينو( )٢۰١٥أن شعورنا بمن نكون والمفهوم الذاتي والتقدير الذاتي من األمور الهامة التي يحملها اإلنسان والتي تساهم في تشكيل الشخصية.فكل واحد يعرف من هو بالذات ويدرك ذاته ويقدرها،ويستطيع التصرف حسب إيمان الناس بشخصيته وكيف يتوقعون منه التصرف وكذلك بناء عليه يستطيع أن يطور الشخصية التي يريد .فالشعور بالذات والهوية يعد جزءا أساسيا من الشخصية .إن نظرة اإلنسان إلى ذاته تلعب دورا مهما في تشكيل الشخصية. )2السمات :وهي الصفة السائدة في سلوك الفرد الذي يتخذه بالتفكير والشعور والتصرف في المواقف المختلفة التي يمر بها .فاإلنسان خالل رحلة التنمية االجتماعية التي يمر بها يكتسب العديد من السمات ويقوم بتنمية السمات التي يتمتع بها بحيث تصبح هي النمط السلوكي الذي يسلكه طيلة حياته مما يجعل له شخصية متميزة عن غيره. 47 )3األسس الذاتية للشخصية:يرى فرويد أن ما يمتلكه اإلنسان من خبرات شعورية وال شعورية تساهم بشكل كبير في تشكيل الشخصية .فقد قال إن االضطرابات النفسية لها أساس نفسي موجود لديه في الالشعور.أي أن الالشعور يلعب دورا مهما في السلوك اإلنساني مما يعمل على تشكيل شخصيته . وختاما نرى أن تشكيل الشخصيةهو محصلة لدور العديد من العوامل منها الوراثة والبيئة اإلجتماعية والجغرافية والثقافية والتعليمية واالقتصادية والعوامل النفسية لذلك فالشخصية هي المحصلة الختامية لتضافر هذه المحددات جميعا . 48 الفصل الرابع نظريات الشخصية نظريات األنماط والسمات Types and Traits Theories أ.نظريات األنماط .1نظرية هيبوقراط .2نظرية كرتشمر .3نظرية شيلدون .4نظرية فرويد .5نظرية يونغ .6نظرية نمط A,B .7نمطC .8نمطD .9نمط الشخصية الصلبة ب.نظريات السمات .1نظرية البورت .2نظرية كاتل . 3نظرية أيزنك . 4نظرية العوامل الخمسة الكبرى للشخصية 49 لم يتفق العلماء على ماهية تعريف الشخصية ولذلك اجتهد علماء النفس والفالسفة منذ القدم في وضع تفسير و أسس لفهم الشخصية .ولذلك كانت النظريات المتنوعة التي ساعدت علماء النفس في دراسة الشخصية .فالنظرية تفيدنا بشكل كبير في مالحظة العالقات التجريبية التي لم تخضع للمحالظة من قبل،ومن ثم يتم دمج وربط االكتشافات التجريبية بشكل مبسط ومفهوم.لذلك فالنظرية يجب أن تتسم بالدقة والوضوح والبساطة والشمولية والصدق التجريبي والقابلية للتطبيق. ويمكن تقسيم نظريات الشخصية إلى عدة أقسام هي: .1نظريات األنماط .2نظرية السمات .3النظريات النفس دينامية .4النظريات السلوكية .5النظريات الظاهراتية أوال:نظريات األنماط Types Theories بني تفسير الشخصية في هذه النظرية بناء على التصنيفات التي يطلقها األشخاص على بعضهم البعض ،فهي إذن طريقة لتصنيف الناس ووضعهم في فئات .فإذا كان الشخص مثال عدوانيا فإننا نطلق عليه أنه عدواني ،ألنه يتصرف بشكل عدواني أي أن سلوكه يتطابق مع هذه الفئة( .جابر)١٩٩۰، 51 ولعل أول المتكلمين في هذا الموضوع والذي أجمعت عليه معظم كتب علم النفس هو الفيلسوف اليوناني هيبوقراط فقد كان أول المحاولين الذين انطلقوا من ربط الجانب الفسيولوجي والشخصي معا .وتعتبر نظرية هيبوقراط من أوائل المحاوالت التي ربطت بين كيمياء الجسم والسلوك وهذا ما اثبتته الدراسات الحديثة من وجود هذه العالقة بين النواحي البيوكيميائية(الغدد )والسلوك الشخصي .يقول هيبوقراط إن المزاج يتوقف على مقادير نسبية ألخالط الجسم األربعة السوداء والصفراء والدم والبلغم ،وعندما تتساوى هذه األخالط بالنسب فإن الناتج هو شخص سوي وعندما يزداد أحدها ً تركيزا تظهر الشخصية بتلك الصفة.ويقابل كل منها نمط من أنماط الشخصية األربعة وهي : المزاج الدموي Sanguine Temperament :صاحب هذا المزاج أو النمط يتميز بأنه سهل اإلستثارة ،سريع اإلستجابة ويتميز بالتفاؤل والمرح والنشاط. المزاج الصفراوي Choleric Temperament :صاحبه طموح وعنيد وحاد الطبع وسريع اإلستثارة والغضب . المزاج السوداوي Melancholic Temperament :صاحبه بطيء التفكير لكنه قوي اإلنفعال يميل إلى اإلنطواء والتشاؤم واإلنقباض واالكتئاب. المزاج البلغمي أو الليمفاوي Phlegmatic Temperament :يتميز الفرد ببطئ اإلستثارة ويغلب عليه الخمول والتبلد اإلنفعالي. وهكذا كانت االنطالقة من نظرية هيبوقراط إلى النظريات الحديثة في األنماط لتستمر هذه النظريات في االجتهاد في تفسير الشخصية فظهرت 52 النظريات التكوينية وروادها العالم كرتشكر والعالم شيلدون ،ونظريات أخرى مهمة مثل نظرية يونغ وفرويد ونظريات حديثة في األنماط. .١نظرية كرتشمر: يرى كرتشمر أن هناك عالقة وثيقة بين أربعة أنماط جسمية والخصائص المزاجية للشخصية ،وهذه األنماط هي : النمط البدين ): (pyknicوهو الشخص القصير الممتلئ ،لديه عنق سميك ووجه عريض ،يتميز باالنبساط والفرح ،وهو مرح متقلب االنفعاالت وقادر على بناء الصداقات . النمط النحيل ) :(Asthenicوهو شخص طويل ونحيل ،يتميز بطول أطرافه ،دقيق السمات ،حساس جدا ويميل إلى اإلنطواء. النمط الرياضي ): (Athleticوهو الشخص القوي الذي يمتلك عضالت وبنيته متناسقة وعريض الكتفين ،يتميز بالنشاط والحيوية والعدوانية . النمط المشوه ): (dysplasticوهو الشخص الذي ال تنطبق عليه األنماط السابقة ،وذلك بسبب اضطراب إفراز الغدد لديه .ويظهر عليه بوضوح عدم اتساق جسمه ونموه الشاذ (ربيع)٢۰١٣، . وعندما أجرى كرتشمر دراسة على المرضى العقليين تبين له وجود عالقة وثيقة بين األنماط الجسمية واالضطرابات العقلية حيث ميز بين نوعين من الشخصية وهي: أ .الشخصية الدورية :وهو شخص اجتماعي ولديه القدرة على تنمية الصداقات وهو عملي وواقعي وطيب ومرح .وهو أقرب إلى النمط البدين.وفي الحاالت المتطرفة من هذه الشخصية نجد األشخاص المصابين 53 بجنون الهوس واالكتئاب .أي أنه توجد عالقة بين البدانة وحالة ذهان الهوس واالكتئاب. ب .الشخصية الفصامية :وهي شخصية خجولة تميل إلى االنطواء والعزلة ويفتقر إلى االستجابات االنفعالية المالئمة للموقف . وهو اقرب ما يكون إلى النمط النحيل .وفي الحاالت المتطرفة نجد أن الشخص مصاب بالفصام .وهذا يعني وجود عالقة بين النحافة وحاالت الفصام. .٢نظرية شيلدون : نظر شيلدون إلى البناء الجسمي كأساس لألنماط ولكنه اعتمد في هذا التصنيف لنمط الشخصية على نوعية الطبقات الثالث التي تتألف منها الخلية الجينية وهي:األندومورف والميزومورف واألكتومورف ،والتي يتولد عن هذه الطبقات كل أنسجة الجسم.وبناء عليه توصل إلى ثالثة أنماط هي: أ.النمط داخلي التركيب (الحشوي) :وتتركز سيطرة األنسجة في األحشاء الداخلية ويتسم أصحاب هذا النمط بالبدانة وضخامة راض عن ذاته ويطلق عليهم الحشويون األحشاء وهو مترهل ويحب الطعام وله شهية جيدة ،بطيء الحركة متسامح هادئ انفعاليا ٍ ب.النمط العضلي(العظمي) :وهنا تكون سيطرة األنسجة التي تشكل العظام والعضالت في الشخص ،فهو رياضي وقوي وله عضالت ظاهرة ،مغامر ومندفع وجريء شجاع ،صلب ،ال مبا ٍل ،ويميل إلى العدوان ويطلق عليهم النشطون. ج.النمط الخارجي التركيب (العقلي) :تسيطر هنا األنسجة التي تشكل الجهاز العصبي يتميز األشخاص بالنحافة وطول األطراف ويغلب عليهم 54 أناقة المظهر.ويتصف أصحاب هذه الشخصية بالدقة وااللتزام وسرعة االستجابة والخجل واالنتباه واليقظة والتأمل والتفكير والقلق والحساسية ،يميل إلى كتمان مشاعره ،وإلى الوحدة واالنعزال ويطلق عليهم المخيون .٣نظرية فرويد: يشير رياض( )٢۰۰٥إلى أن فرويد قد حدد أربعة أنماط من الشخصية وهي شبيهة بتلك التي أشار إليها هيبوقراط وهي: أ.النمط المندفع :وهو الشخص المندفع الطائش والذي يتم استثارته بسرعة وعدواني ومتسلط . ب.النمط المتخاذل :هادئ جدا ومكتئب قليل النشاط متخاذل وتابع. ج.النمط النشط المتزن:معتدل كثير الحركة ونشط ،سريع الملل لكنه فاعل ومنتج. د.النمط الهادئ المتزن :منظم ويتميز بالقبول والرزانة ويعمل بجد. .٤نظرية يونغ في األنماط: بخالف النظريات السابقة التي انطلقت من جسم اإلنسان التكويني والبنائي فإن يونغ انطلق من أسس نفسية في تفسير أنماط الشخصية.فتحدث عن نمطين هما: 55 أ.النمط االنبساطي (Extrovert) :وهو الشخص الذي يهتم باألحداث الخارجية ومنفتح على الناس ،يبني عالقات اجتماعية بسرعة مع اآلخرين وهو حيوي ونشيط ومرح ويعبر عما يمر به من انفعاالت ومشاعر. ب.النمط االنطوائي (Introvert) :يتميز الشخص هنا بالتمركز حول الذات فهو منسحب منغلق ،خجول ،حذر من التعامل مع اآلخرين .يخشى التعامل مع اآلخرين.يستغرق في التأمل ويعيش في عالم خاص به ،ويحجم عن المشاركات االجتماعية. .٥نظرية نمط الشخصية (أ و ب) : يعتقد فردمان وروزنمان ١٩٥٩أن األفراد يتوزعون بين نوعين من األنماط األول نمط الشخصية "أ" والثاني نمط الشخصية "ب" . ويملك نمط الشخصية "أ" نزعات خاصة تجعلهم يتصرفون بطرق معينة ،ويتميزون بسلوكات واضحة محددة منها : يمتازون باإلنجاز العالي في مجال العمل ،فهم يعملون بجهد فوق العادي ،فهم في سباق مستمر مع الزمن لتحقيق اإلنجازات المختلفة.وعندما يحققون إنجازاتهم فهم ال يهدأون بل يصنعون أهدافًا جديدة ويسعون إلنجازها . ال يتقبلون الفشل مهما كلف األمر. عدم األمن فيشعرون بأنهم مهددون دائما. الشعور بعدم الثقة في عمل اآلخرين خوفا من فقدان السيطرة . 56 يعملون بشكل أفضل تحت الضغط. ال يوجد مجال لالسترخاء في حياتهم. الحساسية :مفرط الحساسية وشديد الدفاع إزاء االنتقاد. األنانية :يسيطر على المحادثة ويحب نفسه فقط. الريبة :اليثق باآلخرين. المنافسة :يقلل من أهمية إنجاز اآلخرين حتى يشعر بالتفوق. التعصب :لديه تعميم أعمى نحو الجماعات. منظوره قصير المدى :يتعامل مع المشكالت من خالل نتائجها الفورية. غير صبور :يؤمن بأن السرعة في عمل األشياء هي سر النجاح. الكمالية :يعتقد بقدرته الفائقة على إتقان عمل األشياء. الدقة:يرى بأنه الدقة نفسها. النزعة نحو االنتقاد :ينتقد اآلخرين باستمرار وينظر إليهم نظرة دونية. التفسير النفسي لنمط السلوك "أ": إن أكثر التفسيرات السيكولوجية الشاملة التي تعلل سبب استجابة الناس من نوع السلوك "أ" إلى التحديات والتهديدات المدركة هو ما قدمه جالس وآخرون حيث يرى أن هذا السلوك ما هو إال استجابة التغلب التي تستعمل لمواجهة التهديد الحقيقي الكامن في فقدان السيطرة .فعندما تظهر أية أعراض تشير إلى فقدا السيطرة كما يحصل دائما في التغيرات البيئية حولنا فإن االستجابة األساسية للنوع "أ" ستزيد من الجهد لتستعيد السيطرة وهذا 57 يعني مزيدا من الجهد الذهني والجسدي وسرعة زائدة ومنافسة عالية وهكذا .فالشخص من هذا النوعيصرف طاقة كبيرة جدا في سعيه الدؤوب نحو اإلنجاز في نفس الوقت الذي يسعى فيه للحفاظ على سيطرته للبيئة التي حوله .وعندما تكون السيطرة غير ممكنة فإن الشخص من هذا النمط يميل إلنكار ذلك ويستكر في الكفاح بصعوبة أكثر و أكثر.إنه يفشل في أن يدرك (انفعاليا أو جسديا) بأنه يسير بأقصى سرعة وهكذا يستمر بالعمل حتى يخر ساقطا.وعندما تخرج األمور عن سيطرته فإنه يصاب باإلنهيار .وهو ال يعمل أي شيء حتى يتخلص من هذا الموقف .ولذلك فإن النمط المعتاد له في التغلب على المواقف يكون بالعدوانية واالستجابة المبالغ فيها التي تثير معها االستجابات اإلكتئابية والمضاعفة )(seligman& rosenhan,1995 أما التفسير النفسي الثاني: فقد وضعه شوارتز وآخرون وهي المبالغة في االستغراق في الشؤون الذاتية .وتضيف برايس بأن هذا الشخص يجري مقارنة بين الذات الواقعية والذات المثالية ويحس باالختالف الموجود،فإنه يتولد لديه صراع فيحاول الوصول إلى الذات المثالية وعندما يفشل فإنه يصاب باالكتئاب وتستمرالمحاولة ويستمر العودة إلى االكتئاب إلى أن يصاب باإلنهاك واالنهيار . *نمط الشخصية "ب" : يتميز الشخص من هذه الفئة بالصفات اآلتية : غياب كل العادات والسمات التي ذكرت أعاله. 58 غياب السباق مع الزمن . غياب العدوانية السائدة . يلعب من أجل المتعة واالسترخاء وليس من أجل التفوق. قادر على االسترخاء . مرن يقبل أن يكون قائدا أو تابعا . يحترم استقامة اآلخرين . يشجع الثقة واالنفتاحية أثناء العمل الجماعي . يفوض السلطة بقدر المستطاع . يأخذ قسطا من الراحة عند شعوره باإلعياء . ال يتذمر من االنتقاد فلديه استعداد لسماع الكثير عن ذلك. الخالصة: تشير البحوث والدراسات إلى وجود ارتباط بين نمط السلوك "أ" وازدياد النزعة نحو اإلصابة بالذبحة الصدرية. ويتصف هذا الشخص بأنه صعب القياد ومنافس وغير صبور مع ميل ألن يصبح شديد اإلهتياج وعدواني .في حين يتصف الشخص من نمط "ب" بأنه أقل عرضة لإلصابة باألمراض وقادر على التكيف السريع ومحبوب وأكثر تعامال مع الضغوط بشكل إيجابي وقدرة تحمله عالية. 59 مقارنة بين النمطين (أ) و (ب) : النمط "ب" النمط "أ" يتحرك بسرعة يتحرك على مهل يأكل بسرعة يأكل على مهل يتكلم بسرعة يتكلم على مهل يشعر بنفاد الصبر بصورة متكررة يتمتع بالصبر على الدوام عدواني ويحب المنافسة بالعمل متعاون ويحب العمل الجماعي على درجة عالية من الوعي بالوقت ال يهتم بالوقت ويتأخر أحيانا سهل الغضب أو المضايقة ال يغضب لديه حافز قوي على اإلنجاز يشعر بالرضا عن ذاته ينظر إليه على أنه قوي ومؤثر ليس محط لألنظار ال يشعر بالراحة في وقت الفراغ يستمتع بالراحة والهدوء في وقت فراغه كثيرا ما يحاول أداء مهام عديدة في وقت واحد يؤدي مهمة واحدة كل مرة .٦نمط الشخصية ): (C تتمييز هذه الشخصية بحبها الشديد للتفاصيل الدقيقة لألمور ومن الممكن لهذه الشخصية أن تقضي اوقاتا طويلة لمعرفة كيف تسير األمور ،وهذا يجعلهم مناسبين جدا لألعمال التقنية .وهم أشخاص يبتعدون عن توكيد ذواتهم فهم يعملون على قبع وكبت رغباتهم على الرغم من أن هذا ضد مصلحتهم .وقد يكون هذا بسبب تعرضهم المستمر للضغوط واالكتئاب ، 60 لذلك قابليتهم لإلصابة باالكتئاب عالية جدا مقارنة مع نمط الشخصية أ و ب .ومن أشهر الصفات التي نالحظها عليهم هي: ابتعادهم عن توكيد ذواتهم. أنهم عرضة للضغوط واالكتئاب . حبهم الشديد للتفاصيل. يأخذون الحياة على محمل الجد فهم عمال مجدون لدرجة تجعلهم يتصفون بالكمال. انطوائيين معظم األوقات. ومن الممكن تغيير نمط هذه الشخصية عندما يدرك اإلنسان من خالل خبراته والمواقف التي يمر بها فيالحظ نفسه وقد يكون هذا مبكرا في بداية حياته فيعمل على تعديل هذا النمط فيخرج من هذه الفئة(Pedersen &Denollet ,2006) . وتشير تموتشوك ودريهر ( )١٩٩٢في مقالة نشرت لهما بعنوان الصلة السلوكية بين السرطان والصحة ،حيث يقوالن بأن الناس الذين يكتمون سعادتهم وال يعبرون مطلقا عن غضبهم ويعملون من أجل إرضاء رؤسائهم هم أكثر الناس عرضة لإلصابة بالسرطان حسب ما أشار األخاصئيون في العالج النفسي ،ألنهم يضحون بسعادتهم ويكبتون غضبهم وحزنهم ويهملون أنفسهم ،وهذا يتفق مع اآلخرين بأنهم أكثر عرضة لإلصابة بالسرطان . ).(https:www.buffalolib.org 61 .٧نمط الشخصية ": "D حرف ال Dمأخوذ من الكلمة Distressوالتي تعني الكرب وهذه الشخصية تتميز بإهمال المظهر والتشاؤم ،يسيرون بخطى بطيئة في حياتهم العملية فهم يسعون للحفاظ على وظيفتهم ويشعرون بالراحة عند القيام بالعمل الروتيني مما يجعلهم مهرة في العمل الذي يقومون به.ويمكن أن نعطي مثاال الذين يعملون في العمل المكتبي والذين يرفضون التغيير وال يحبون استخدام التكنولوجيا الحديثة كالكومبيوتر لذلك فهم يرفضون التغيير.ويتميزون كذلك بحسن التنظيم لذلك ينزعجون إذا ما تم وضعهم في بيئة غير منظمة ومرتبة .لذلك هم صبورون ،ومستمعون جيدون،وعلى الرغم من أنهم ليسوا سريعي اإلنجاز إال أنهم يتصفون بالدقة .لذلك فهم غالبا ال يظهرون عواطفهم وانفعاالتهم للغير بل يبقونها ألنفسهم. وربما تتسبب أحداث بسيطة وتافهة في إفساد يومه وإحباط نشاطه.وهذه الشخصية تتسم باالنسحابية واالبتعاد عن النشاط االجتماعي وذلك خوفا من رفض اآلخرين لهم.ويشتهر هؤالء بإخفاء انفعاالتهم مما يسبب لهم االكتئاب .هذه الشخصية تتسم بالنسبية فهي قلقة وسريعة االستثارة وكئيبة .وتشير الدراسات إلى مرضى القلب من هذه الفئة ويواجهون الصعوبة في الشفاء من المرض. )(Denollet et.al ,1996 .٨نمط الشخصية الصلبة : وتشير إلى الصالبة النفسية التي يتمتع بها الفرد وقد كانت (كوباسا ،)١٩٧٩ ،أول من تحدث بهذا الموضوع ،ويطلق البعض على هذا النمط من الشخصية "الصالبة المعرفية" .وقد رأت كوباسا أن 62 المديرين المتميزين الناجحين والذي يحافظون على صحتهم ونشاطهم على الرغم من الضغوط التي يمرون بها هم من هذا النوع .وهم يتميزون بأن لديهم قدرة على االلتزام والسيطرة والتحدي في مواجهة الضغوط المختلفة .فمن خالل االلتزام باألعمال التي تتطلب االنخراط في األنشطة متعددة المحيطة به .وتظهر السيطرة من خالل ما يظهره الفرد من خالل إيمانه بقدرته على إحداث تأثير وتغير في األحداث المحيطة .أما التحدي الحقيقي فيكمن في اعتقاده بأن التغيير وليس الثبات في الحياة هو المبدأ الذي يؤمن به .ولذلك فهذه الفئة من الناس التي تتمتع بهذا النمط من الشخصية يعيشون بشكل ناجح تحت تأثير الضغوط النفسية والعملية المختلفة ويتمتعون بصحة جيدة ونادرا ما يعانون من األمراض المزمنة (Maddi,2004). ثانيا :نظريات السمات : تحدثنا منذ البداية عن طريقة التعامل مع نظريات الشخصية حيث قدم العلماء نظريات األنماط وقد بدأنا بنظريات األنماط وهنا سنتحدث عن نظريات السمات .أما فيما يتعلق بالسمات فهي صفة سائدة وثابتة في طريقة سلوك الفرد،وتكون السمة على بعد متصل ذي قطبين متباعدين كالكرم مقابل البخل .والسمات متنوعة فهناك سمات دافعية تشير إلى القوة التي توجه السلوك والسمات المزاجية التي تظهر على اإلنسان كالقلق،والتفاؤل والتشاؤم ،واالكتئاب ،وكثيرة هي المفردات التي نستعملها لإلشارة إلى السمات التي يتميز بها الناس ،فغالبا ما نقول فالن خجول ،أو عدواني أو طيب أو منسحب أو خاضع ،وهذه السمات تشير إلى سلوك ظاهر كالخضوع أو الطيبة أو العدوانية ،في حين هناك سمات مخفية كتلك التي تظهر في اعتقاد أو إيمان 63 الفرد .ولذلك يمتلك كل فرد قدر معين من هذه السمات ونستطيع التحقق من هذه السمات كميا أي إحصائيا من خالل المقاييس واختبارات تحدد مقدار السمة. ولقد تشابهت تعريفات العلماء للسمات ،فهي من وجهة نظر كاتل و جيلفورد وآيزنكولقد تشابهت تعريفات العلماء للسمات ،فهي من وجهة نظر كاتل و جيلفورد وآيزنك بأنها سلوك سائد وواضح ،أو عادة يتميز بها الفرد وهي ثابتة نسبيا .وتتصف هذه السمات باالستمرارية بالظهور خالل تصرف اإلنسان في المواقف المختلفة .فقد تكون استجابات متكررة لدى الفرد عند مروره بمواقف متشابهة .وغالبا ما نجد أن لكل منا طريقة مختلفة عن اآلخرين في هذا األمر أو ذاك .ولو تتبعنا شخص ما في سماته السائدة والمتكررة .لوجدنا أن هناك تكرارا ولو بعد حين وهذا يدل على الثبات النسبي للسمة. (العنزي . )١٩٩٨،والفرق األساسي بين األنماط والسمات هو أن الفرد يتبع نمطا معينا وليس قياسا فهي وضع الفرد في فئة معينة ،في حين أن السمات تحدد كميا . ولقد صنف العلماء السمات إلى أصناف متعددة ،فقد صنفها جيلفورد( )١٩٥٩إلى ثالثة أنواع سمات سلوكية وأخرى فسيولوجية وظاهراتية ،أما كاتل ( )١٩٦٥فقد صنفها إلى معرفية وهي التي تعتمد على الخبرات والتجارب لدى اإلنسان ،والثانية دينامية وهي التي يحركها اعتقادات واتجاهات وميول داخلية وأخرى مزاجية .كما أن بعض العلماء نظر إلى السمات من زاوية أخرى فقد صنفوها على أساس أنها : أ. سمات عامة يقابلها سمات خاصة :والسمات العامة هي تلك التي يشترك بها عامة الناس في مجتمع معين فالذكاء سمة عقلية عامة مشتركة بين 64 الناس ولكنها تختلف في النسبة من شخص إلى آخر.وقد تكون هناك سمات عامة كاستخدام المجتمع لحركة معينة أو كلمات شائعة االستعمال ،وقد يشترك الناس في سمات واضحة كالميل للسيطرة والخضوع واالنطواء أو التوافق االجتماعي.وتتصف هذه السمات بالثبات واالستمرار فهي دائمة الظهور نالحظها في تصرفات الناس . ب.السمات الرئيسية والسطحية :ويتمثل هذا في اعمال العالم كاتل الذي أشار إلى وجود سمات مصدرية(رئيسية)وأخرى سطحية أو ظاهرية .فالسمات المصدرية هي سمات كامنة موجودة عند الشخص ،وهي التي يقوم عالم النفس بدراستها واالعتماد عليها في تحليل الشخصية وتفسيرها.وقد تكون هذه السمات وراثية زو يكتسبها اإلنسان من البيئة التي يعيش بها من خالل التنشئة االجتماعية.أما السمات السطحية فهي تلك التي يمكن أن نالحظها بشكل مباشر من خالل تفاعل اإلنسان مع اآلخرين كالحركة السريعة في اآلداء أو في التعليق على المواقف ،أو في الشجار مع اآلخرين أو المرح .لذلك يرى كاتل أن السمات الرئيسية هي التي تقبع خلف السمات السطحية ج.السمات أحادية القطب مقابل ثنائية القطب :يشير العنزي ( )١٩٩٨إلى وجود سمات أحادية القطب وهي التي تمتد من صفر إلى درجات عالية كما تظهر في السمات الجسيمة والقدرات.أما السمات الثنائية فتمتد من قطب إلى قطب.كالسمات المزاجية المرح مقابل االكتئاب ،والسيطرة مقابل الخضوع ،والحدة مقابل الهدوء ،وعندما تتوازن الصفتان في الدرجة تكون صفرا . 65 د.السمة المتدرجة المتصلة :فال توجد سمة منعدمة لدى الفرد بل قد تتدرج قوة السمة حسب المواقف التي تمر بها .فال يوجد شخص انطوائي بشكل كامل بل قد يتدرج وجود هذه السمة حسب الموقف .كما هو الحال للكثير من السمات .وكما يقول جيلفورد فإن معظم السمات قابلة للتدرج.غير أنه أضاف إلى وجود سمات غير متدرجة فهي موجودة وثابتة بقدر معين ال تدرج في ظهورها أو حدوثها . - معايير تحديد السمة :يشير غنيم ( )١٩٧٥إلى عدد من المعايير هي : أ. ب. ج. د. ه. و. ز. ح. أن السمة عبارة عن عادة. هي أكثر من عادة تتنظم بشكل معين. السمة ديناميكية محركة للسلوك. يمكن تحديدها إحصائيا . السمات ليست مستلقة ولكنها مرتبطة معا . السمة حالة منفردة للشخصية. إن عدم اتساق العادات واألفعال ليس دليال على عدم وجود السمة. قد تكون السمات مشتركة أو عامة. نظريات السمات: آلبورت كاتل آيزنك 66 ألبورت (: )١٩٦٧-١٨٩٧ولد ألبورت عام ١٨٩٧في أمريكا،حيث درس في جامعة هارفرد ،ثم عمل في جامعات متعددة في ألمانيا وفي عام ١٩٢٤عاد إلى أمريكا ليعمل في جامعة هارفرد.وفي عام ١٩٢٧أصدر كتابا في الشخصية األمر الذي جعل موضوع علم نفس الشخصية من الموضوعات المهمة الجديرة بالدراسة والبحث نظرية ألبورت : المبادئ األساسية للنظرية: يرى ألبورت أن النظرية الجيدة في الشخصية هي تلك التي تستخدم وحدات قياس تبرز تركيب حقيقي وهذه الوحدة هي السمة ،ولذلك فقد عرف ألبورت السمة كما ورد في (جابر )١٩٩۰،على أنها بنية عصبية نفسية لها 67 القدرة على استخالص المثيرات المتكافئة وظيفيًا وعلى المبادأة في التوجيه المستمر ألشكال متكافئة من السلوك التوافقي والتعبيري .ولهذا فالسمة توضح وجود االتساق في السلوك اإلنساني أي أنها نوع من الثبات النسبي لتظهر ذلك الثبات على شكل سمة واضحة لديه ،ولذلك ال يوجد فردان متشابهان في القدر نفسه فيما يتعلق بسمة معينة .فاألشخاص الذين يتسمون بالخجل فإنهم في الغالب سوف يظهرون الخجل في معظم المواقف التي يمرون بها .وقد أشار ألبورت إلى أن السمات تختلف عن العادات حيث إن العادات عبارة عن سلوكيات متنوعة قد تعبر مجموعة منها عن سمة معينة عند الفرد . ولقد قسم ألبورت السمات الفردية إلى ثالث فئات وهي : السمات الرئيسية ) :(Cardinal Traitsفهي تلك السمات التي يعرف بها اإلنسان أو يشتهر بها،وهي استعداد مسبق وعام للسلوك فهي تلك التي يظهر تأثيرها بوضوح في كافة النشاطات التي يقوم بها الفرد ويصبح معروفا من خاللها .فنحن حين نذكر عمر بن الخطاب نتذكر عدله ،وحين نذكر خالد بن الوليد نتذكر الشجاعة التي امتاز بها وحاتم الطائي بالكرم. السمات المركزية ) :(Central Traitsهي مجموعة السمات التي تظهر بشكل دائم في سلوكات الفرد المختلفة كااللتزام أو األناقة أو االحترام أو األدب ،وقد تكون سمات سلبية أيضا كالكذب أو الهروب أو عدم االلتزام. السمات الثانوية ) : (Secondary Traitsوهي سمات ليست ذات أهمية بالنسبة للفرد وهي أشمل من العادات واالتجاهات عند الفرد والتي تظهر أحيانًا وتعمل على تشكيل السلوك. 68 ولقد أطلق ألبورت مفهوم الذات الممتدة أو المتميزة على السمات التي تتجمع لدى الفرد بشكل منسق والتي تعمل على مساعدة الفرد في التخطيط لمستقبله وتبني فلسفة مدى الحياة . ويشير جابر ( )١٩٩۰إلى أن نظرية ألبورت تعتبر من البدايات الحقيقية للشخصية وقد قال ألبورت أن الدوافع اإلنسانية ليست بيولوجية فحسب بل إنها اجتماعية فيها توجه نحو المستقبل ،وقد ركز ألبورت علي مفاهيم ومشكالت لم تلق اهتماما قبله .كما أنه اهتم بمفهوم األنا والذات لذلك فقد ركز على أهمية المحددات الشعورية ،وقد جعل لتاريخ دراسة الحالة منهجا علميا له داللة هامة. ولقد تعرضت نظرية ألبورت لعدد من االنتقادات بسبب منهجيتها التي اعتمدت على فقط على دراسة الحالة .وكذلك أنه قلل من أهمية الدوافع البيولوجية والالشعورية وهذا األمر ساعد على تقدم نظرية التحليل النفسي التي اعتمدت على الدوافع البيولوجية والالشعورية .ولقد ركز ألبورت على الدوافع الداخلية المسببة للسلوك وأهمل الدوافع الخارجية التي لها دور وتأثير في السلوك. ومن أهم االنتقادات التي وجهت لنظريته أنها لم ترتكز على فرضيات يمكن التحقق منها تجريبيا. 69 كاتل (: )١٩٩٨ -١٩٠٥ ولد كاتل عام ١٩۰٥في إنجلترا وقد كان يرى أن والده المهندس لم يكن ذكيا كما هو الحال بالنسبة لوالدته التي كان يربطها به عالقة مميزة .ويقول إن طفولته كانت سعيدة ولكن والديه ومدرسيه كانوا صارمين .درس علم النفس وركز أكثر ما يكون على موضوع القياس النفسي وذلك من خالل عمله مع أبرز العاملين في القياس مثل بيرت وفيشر.وفي عام ١٩٢٩حصل على شهادة الدكتوراة في علم النفس .وقد تعرف إلى ثورندايك الذي ساعده في االنتقال إلى أمريكا حيث عمل في عدد من الجامعات هناك . توفي عام . ١٩٩٨ 71 نظرية كاتل : المبادئ األساسية للنظرية: لقد آمن كاتل بضرورة وجود نظرية تتكفل بوضع قوانين تتنبأ بالسلوك في الظروف المختلفة ،لذلك فقد رأى أن دراسة الشخصية تتيح لنا التنبؤ بتصرف الشخص في موقف معين .لذلك رأى كاتل أنه من الضروري دراسة الشخصية تجريبيا أي بطرق كمية تحدد سماتها .ويرى كاتل أن السمة هي وحدة بناء الشخصية ،لذلك فقد ركزت دراساته على تحليل السمات .ولقد اعتمد كاتل على دراسات ألبورت واتفق معه على أن هناك سمات مشتركة بين األفراد وكذلك سمات متفردة ال توجد إال عند الفرد ذاته .كما أن قوة هذه السمة تختلف عند الشخص من حين آلخر. لقد توصل كاتل من خالل تحليالته العاملية إلى السمات األساسية للشخصية األولية ،فحدد ستة عشر عامال للشخصية والتي تم قياسها من خالل اختباره المعروف باسمه .وهذه العوامل هي : .1العامل ( )16االنطالق السيكلوثيميا مقابل الشيزوثيمياء والشخص المنطلق محب للجميع وصريح ومتكيف بالمقابل صاحب الدرجة المرتفعة على النهاية الثانية للقطب الشيزوثيميا بأنه شخص منعزل، حذر ،متصلب. .2العامل ) )17الذكاء العام مقابل الضعف العقلي :ويتصف الشخص الذكي بالتفكير المجرد واليقظة والخيال الواسع في المقابل صاحب الدرجة المنخفضة يتصف بالغباء والتفكير غير الجدي. 72 .3العامل ) (18قوة األنا أو اإلتزان اإلنفعالي مقابل عدم عدم اإلتزان اإلنفعالي :يتميز المتزن إنفعاليا باالستقرار والهدوء والواقعية والنضج والصبر في حين نجد غير المستقر انفعاليا يتصف بعدم االستقرار سريع االستثارة وغير صبور وهو الذي يحصل على الدرجة المنخفضة. .4العامل ) (19السيطرة مقابل الخضوع :الشخص المسيطر مستقل عدواني عنيد ،خشن وصاحب الدرجة المرتفعة شخص واثق من نفسه ال يهتم لمعارضة اآلخرين له ،في حين الشخص الخضوع معتدل لطيف ومساير ومتواضع ومطيع. .5العامل ( )20االنبساط مقابل االكتئاب :والشخص المنبسط شخص مبتهج مندفع متحمس ،مرح اجتماعية بينما يتميز المكتئب باالنعزال والتشاؤم وتقلب المزاج ،وهوجاد. .6العامل ( )21قوة األنا األعلى مقابل ضعف المعايير األخالقية :يتصف الشخص صاحب األنا األعلى بالمثابرة والرزانة وااللتزام بالقوانين واألنظمة وتحمل المسؤولية ،بالمقابل فإن ضعيف األخالق يتميزباالبتعاد عن القوانين واألنظمة والتقلب. .7العامل ( )22المغامرة واإلقدام مقابل الجبن :فالشخص المغامر جريء مقدام يميل إلى الجنس اآلخر ،صريح ،مقابل الشخص الجبان الخجول المنسحب والجود والعدوانية. .8العامل ( )23الليونة مقابل الصالبة :تبدأ باإلحساس واالتكالية واألنثوية والنزعات الهستيرية مقابل الصالبة والواقعية واالكتفاء الذاتي. 73 .9العامل ( )24االسترخاء الداخلي مقابل الشك واالرتياب :والشخص المسترخي يثق باآلخرين بعيد عن الغيرة ،والشخص المتوجس يشك في اآلخرين ويغار منهم. .10العامل ( )25الواقعي مقابل المزاجي االجتراري :الشخص الواقعي يقظ يتمسك بالعادات والتقاليد منضبط مقابل الشخص المزاجي االجتراري المنطوي وضيق األفق. .11العامل ( )26الدهاء مقابل السذاجة :يتصف الشخص هنا بالعمق والحذر وخبرة كبيرة بالناس والحياة وصاحب نظرة ثاقبة، بالمقابل الشخص الساذج سطحي و عاطفي ليس لديه خبرة ثاقبة. .12العامل ( )27االستهداف للذنب مقابل الثقة :الشخص هنا يتصف بعدم األمن والقلق واالكتئاب واالنزعاج مقابل الشخص الواثق من نفسه الهادئ المتزن. .13العامل ( )28التحرر مقابل المحافظة :الشخص المتحرر هو شخص ناقد متحرر ،ومحلل ،ومفكر ،وحر ،بالمقابل الشخص المحافظ يحترم األفكار. .14العامل ( )29االكتفاء الذاتي مقابل المسايرة :األول صاحب قرار واسع الحيلة يعتمد على نفسه ،مقابل شخص يفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرار ويساير اآلخرين ويتبعهم. .15العامل ( )30التحكم الذاتي مقابل ضعف التحكم :يتصف الشخص المتحكم بذاته بأنه يستطيع ضبط نفسه ،يلتزم بالمعايير األخالقية للجماعة طموح ومثابر ،في المقابل يتصف الشخص ضعيف التحكم بضعف قدرته على التحكم وضبط ذاته. 74 .16العامل ( )31عدم اإلحباط والسكينة مقابل التوتر العصبي :واإلحباط وسرعة اإلستثارة . وقد قدم كاتل تصنيفات ثالثة للسمات األولى على أساس التمييز بين القدرة والمزاج والدافعية وهي: .1سمات القدرة :وهي التي تحدد كفاءة الفرد في عمل ما. 2سمات المزاج :وهي التي تحدد األسلوب العام للشخصية فتعني بالدافعية واالهتمامات وكذلك عوامل مثل الطموح ،واالهتمام باكتساب المعرفة. التصنيف الثاني :فهو قائم على أساس عدد األفراد التي يمتلكون السمة وهي: .1السمات المشتركة :سمات يشترك فيها عدد من األشخاص مثل الخبرات االجتماعية والخبرات المعرفية مثل الذكاء والقدرات العقلية. .2سمات فردية :سمات يتميز بها الفرد کاالهتمامات الخاصة واالتجاهات. التصنيف الثالث :ويعتمد على مستوى السمات من العمق إلى السطح وهي نوعان : األول :سمات عميقة المصدر أو أولية .والسمات المصدرية هي المسؤولة عن كل ما يمكن مالحظته من أشكال السلوك في النواحي العقلية والمزاجية ولها ميزة الدافعية للسلوك ،وتتحكم بشكل كبير في سلوك الفرد .وتقسم السمات المصدرية إلى قسمين: سمات تكوينية ترتبط بالبناء الجسمي للشخص :فهي ليست بالضرورة فطرية التي تحكمها الوراثة مثل أن يكون الفرد ذا مزاج حاد. 75 والقسم الثاني سمات بيئية :أي تلك السمات التي تتأثر بالتنشئة االجتماعية فيكتسب الفرد السمات المتداولة في مجتمعه من خالل التنشئة االجتماعية (محمد)2011 ، الثاني :سمات سطحية :وهي عدد كبير من السمات غير محددة وتأثيره محدد في السلوك مثل حب االستطالع ،واإليثار، والفضول ،فهي مجموعة من خصائص الشخصية نظرا الرتباطها مع بعضها فهي غير مستقرة وعرضة للتبديل والتغيير ولها تأثير أقل في الشخصية. ويشير كاتل إلى أن بعض السمات تؤثر من خالل البيئة وبعض السمات تؤثر بشكل مباشر في ثقافة اإلنسان ويسميها السمات الواسعة مثل االنطوائية ،االنقباض ،التفاؤل. 76 هانز أزنيك ( : )١٩٩٧-١٩١٦ولد أيزنك في ألمانيا عام 1916وقد كان والداه ممثلين غير مشهورين ،وقد عاش في كنف جدته بعد أن انفصل والديه ،وقد ساعده ذلك ألن يعتمد على نفسه .غادر أيزنك ألمانيا إلى فرنسا عام 1933عندما استلم النازيون الحكم في ألمانيا .ثم سافر إلى بريطانيا حيث التحق بكلية في لندن لدراسة العلوم ،ومن ثم ترك التخصص ليدرس علم النفس وبعد ذلك حصل على شهادة الدكتوراة في علم النفس .قام بإجراء األبحاث المتعددة في مستشفى طوارئ مل وهو المركز الذي استمر في إجراء أبحاثه فيه. 77 نظرية أيزنك : المبادئ األساسية للنظرية : تعتبر نظرية أيزنك في الشخصية من أهم النظريات التي درست الشخصية على أسس علمية فقد انطلق من علم وظائف األعضاء والوراثة ولذلك يرى أن االختالفات في الشخصية إنما تعود إلى الموروثات ،فالوراثة بالنسبة له كل شيء لذلك فالسمات الشخصية والذكاء ال يمكن تغييرها.وفي حقيقة األمر فقد اعتمد أيزنك على التحليل العاملي شأنه شأن كاتل للوصول إلى عوامل الشخصية وكذلك فالشخصية يمكن وصفها من حيث السمات التي يمكن الوصول إليها احصائيا.(Allen ,2009) . ويضيف أيزنك أن األسس البيولوجية ذات أهمية كبرى في دراسة الشخصية.فالسلوم ال يورث ولكن هناك أجزاء من الجهاز العصبي المركزي هي التي تورث ،وهي التي تحدد السلوك عندما تتفاعل مع البيئة.وحسب أيزنك أن ما يورث هو النمط الوراثي ) (genotypeوما يتم مالحظته هو النمط المظهري ) (phenotypeوهو الناتج عن تفاعل النمط الوراثي مع البيئة. ونتيجة لدراسة أيزنك فقد حدد خمسة عوامل عريضة في وصف الشخصية (عبد الخالق ،)١٩٩٢،هي : .١االنبساط ويقابله االنطواء Extraverts Vs Introverts .٢والعصابية (عدم االتزان) ويقابله االتزان Neurotics unstable Vs stables 78 .٣الذهانيةPsychoticism . .٤الذكاءIntelligence. .٥المحافظة مقابل التقدمية والتحرر. .1االنبساطية مقابل االنطواء :وهو عامل ثنائي القطب بين االنبساط واالنطواء ،وهو مثل البعدين اللذين تحدث عنهما يونغ .وهو مثل االستعمال الدارج لهاتين الكلمتين فهم األشخاص الخجولين الهادئين مقابل األشخاص المنطلقين الثرثارين .ويرى أيزنك أن االنبساط واالنطواء هو حالة من توازن في الكف واالستثارة في الدماغ نفسه .ولهذا العامل أساس تشريحي هو التكوين الشبكي ويعتمد على توازن االستثارة والكف بوصفها وظائف للجهاز العصبي .وقد أكد على األساس الوراثي لهذا العامل ،وهم أشخاص اجتماعيون ويتميزون بالمرح والتغير ولكنهم سرعان ما يشعرون بالملل ،ولكنهم متفائلين وهم مفعمين بالحيوية مسيطرين ،ومغامرين وقادة .ولديهم الكثير من األصدقاء .وهم أشخاص ال يكونون عقالنيين معظم الوقت. .2العصابية (عدم االتزان) مقابل االتزان :أيضا عامل ثنائي القطب والعصابيون هم األفراد المزاجيون والقلقون والمتقلبون والمكتئبون وسيئوا التكيف عند نهاية حد العصابية يتسم بتقدير منخفض للذات ال عقالني و خجول ،وقد يعيش هؤالء بشكل تكيفي مقبول إلى حد ما في بيئة العمل ،والبيت ،ولكنهم عرضة لتقلبات المزاج المتغيرة .فهم يشتكون من أعراض نفسية متعددة مثل األرق ،واالضطرابات الهضمية والصداع والقلق ،وعندما يتعرضون لضغوط شديدة فهم يتحولون إلى عصابيين بالمعنى المرضي (عبد الخالق .)1992 ،في حين يكون على البعد اآلخر، 79 وهم من يقع على المستوى المنخفض في هذه السمة األشخاص المستقرين والمتكيفين ،وذوي المزاج الهادی و غير انفعاليين، يتمتعون باالسترخاء وغير قلقين وسرعان ما يعودوا لطبيعتهم بعد تجاوزهم للمواقف المقلقة .لذلك فإن االختالف في العصابية يرجع إلى االختالفات الموروثة في الجهاز العصبي المستقل لإلستثارة. .3الذهاني :وقد استخرج أيزنك هذا العامل خالل تحليله لثالث مجموعات من المفحوصين هم األسوياء والفصاميين ومرضى الهوس االكتئابي .ويصف هذا العامل مدى صرامة األفراد وهم ضد المجتمع ويكون األشخاص ذوو المستوى المرتفع في الذهان بالعدوانية واألنانية ويتمركز حول ذاته وهو غيرمتعاطف ومبدع وصارم ،وينقصه الشعور بالتعاطف وهو غير حساس وال يهتم بالخطر فهو يحب إزعاج اآلخرين .كما أن ارتفاع مستوى الذهانية ال يعني بأن الفرد ذهاني أو أنه سيصبح كذلك،ولكنه قد يظهر بعض الصفات الواضحة بين الذهانيين ،كتلك الصفات التي أشرنا إليها أعاله . .4الذكاء :وهو القدرة العامة أو العامل العام في نظرية سبيرمان. .5المحافظة مقابل التقدمية أو التحرر :وكما أشار أيزنك فهذا عامل أساس في االتجاهات. وقد عمد الكثير من الباحثين في الشخصية إلى استبعاد العاملين األخيرين والتركيز على العوامل الثالث األولى .ولكنه من المهم أن نشير إلى أن نظرية أيزنك في الشخصية ما زالت تتلقى المزيد من االهتمام وقد شجعت الكثير من الباحثين على القيام بالمزيد من البحوث شأنها شأن نظرية كاتل في السمات.وقد تم اختبار نظرية أيزنك عبر الزمن والثقافة والجندر .ومما زاد 80 من تقبلها أنها تنطبق على حالة الفرد في المواقف االجتماعية المختلفة .كما أن نظرية ايزنك تتسم بعدد محدود من المفاهيم وهذه من أهم صفات النظريات الناجحة ،وأخيرا أن هذه النظرية مزجت بين البيئة والوراثة. .4نظرية العوامل الخمسة الكبرى: The Big Five : Five-Factor Model يرى العلماء أن نظرية العوامل الخمسة الكبرى ،إنما جاءت نتيجة لبحوث كاتل وأيزنك في سمات الشخصية .هذه السمات التي تميز شخصا عن آخر وتساعدنا في فهم الشخصية والتنبؤ بما ستكون عليه .لذلك فقد اعتبر هؤالء العلماء أن السمة هي وحدة بناء الشخصية ( محمد .)2011 ،فقد توصل فيسك عام 1949إلى استخراج خمسة عوامل للشخصية من خالل التحليل العاملي لقائمة كاتل وقد تبعه عدد من العلماء مثل تيوبس وكرستال في ذلك. ونتيجة للدراسات المتكررة في نظرية السمات والتي حاولت أن تتعرف إلى العوامل التي تتكون منها الشخصية ،فقد وجدوا بأن هناك خمس سمات في الشخصية تتكرر باستمرار ضمن هذه الدراسات ،لذلك فقد كان نمذج جولدبيرغ ( )Goldbergيشتمل على خمسة عوامل فقط .وقد كان جولدبيرغ يتطلع نحو تصنيف واعتماد عالمي لسمات الشخصية ،مما دفع الكثير من العلماء لالنطالق نحو مزيد من البحث في السمات الخمس للشخصية ،وقد تحقق من صدق وثبات هذا التصنيف من خالل األبحاث التي أجريت في العديد من دول العالم (كاظم.)2001 ، 81 وحسب هذا النموذج فهناك خمس سمات رئيسة اجتمعت من أجل تكوين الشخصية وهذه السمات هي : .1العصابية :Neuroticismالميل لئن يكون الشخص غير مستقر انفعاليا ومن المحتمل أن يطور ضيقا نفسيا .وأهم سماته،هي القلق والغضب والعدائية واالكتئاب والشعور بالذنب واالندفاع والضغوط والقابلية للتأثر بالضغوط. .2االنبساطية :Extraversionوهو الشخص النشط المرح االجتماعي والمتحدث والمتفائل والمتعاطف .وأهم سماتها الدفء واالجتماعية وتوكيد الذات والنشاط والبحث عن اإلثارة. .3االنفتاحية نحو الخبرة : Openness to Experienceوهو شخص يميل إلى الخيالية والفضول وهو مبدع أيضا وغير تقليدي في معتقداته وقيمه .ومن سماتها :الخيال والجمال والمشاعر واألفكار المنفتحة والقيم. .4الطيبة أو حسن المعشر : Agreeablenessوهي السمات التي تدل على طيبة الشخص اللطيف المحب الذي يستحق الثقة ويميل إلى مساعدة اآلخرين ،ومن سماتها الثقة واالستقامة واإلذعان والتواضع. .5الضمير الحي : Conscientiousness .وهو الشخص المجد ،الصادق والطموح ،الشفوق ،ذاتي التوجيه ،وأهم سماتها :الكفاءة وااللتزام وضبط الذات والتأني والرؤية. كما أشرنا فقد كان الصدق البحوث وثباتها أن جعلت لهذا النموذج تطبيقا متنوعة في المجال التربوي والمنظمات والشركات. ويشير الباحثون إلى أن سمات العوامل الخمسة تصبح ثابتة في عمر الثالثة وتزيد في الثبات 82 في عمر الخمسين .وهذا يعني ثباتا نسبيا على الرغم مما يتعرض له الفرد من ضغوطات مختلفة في مرحلة المراهقة والجامعة واالنتقال إلى الحياة العملية لذلك نرى وجود ثباتا معتدال عبر فترات الحياة .فالناس يصبحون أكثر دفئا وثقة بالذات (عامل االنبساط) ويتسمون بالقبول والوعي والثبات االنفعالي .ويزيد االنفتاح في بداية المراحل المبكرة من الحياة ويستمر القبول واالنفتاح والوعي ويزيد في مرحلة الشيخوخة. ويشير روبرتس وآخرون( )٢٠٠٦من خالل ما توصلوا إليه من مراجعة العديد من الدراسات أن هناك دالئل على االستمرار والتغير في سمات الشخصية وقد استنتجوا اآلتي: .1وجود تغيرات بعد عمر الثالثين. .2أن مرحلة البلوغ تعد فترة رئيسية في الحياة والتي تتغير فيها الشخصية كثيرا. .3تنخفض سمة االنفتاح والحيوية االجتماعية مع تقدم العمر. .4تصبح معظم السمات أكثر إيجابية مع تقدم العمر. وختاما ال بد من أن نشير إلى أن نظرية العوامل الخمسة قد أغفلت سمات هامة مثل الذكاء والتدين والدافع الجنسي والسمات الخاصة بالثقافة (ميسراندينو )2015 ،على الرغم من أن أصحاب نظرية العوامل الخمسة قد فسروا ذلك من أن بعضا من هذه السمات موجود ضمنا في سمات أخرى من العوامل الخمسة. 83 وال بد من أن نشير إلى مساهمات كوستا وماكري اللذين أعدا مقياسا جديدا اسمه مقياس الشخصية المنقح للعصابية واالنبساطية واالنفتاحية. وقاما بتطوير قائمة جولدبيرغ فأصبحت حسب الشكل اآلتي: .1االنبساط .2الطيبة ،اإليثار في يقظة الضمير. .4العصابية. 5األصالة ،واالنفتاحية. ومن الجدير بالذكر أن كال من كاتل وأيزنك قد عارضا هذه النظرية فقد رأى كاتل أن للشخصية أبعادا كثيرة أكثر مما أشارت إليه نظرية العوامل الخمسة أما أيزنك فقد رفض فكرة وجود عوامل خمسة والبد من حصر هذه العوامل في عدد أقل من العوامل .ويشير العنزي ( .)1998إن نظرية العوامل الخمسة واجهت مشكلة في االتفاق حول تسمية موحدة للعوامل الخمسة، وعلى استخدام األعداد الرومانية أو األحرف األبجدية. مدرسة التحليل النفسي سيجموند فرويد 1939_1856 ما من مطلع على أدبيات علم النفس إال ومر وقرأ ما قدمه سيجموند فرويد في مجال علم النفس وكيف كانت أعماله وكتبه ومؤلفاته مصدرا ثريا من المعرفة ساهم في دراسة النفس البشرية وعمد إلى تحليلها وقدم الكثير إلى العاملين في الميدان النفسي ،لذلك يعتبر فرويد األب الروحي والمؤسس الفعلي العلم النفس اإلكلينيكي ولد فرويد عام 1856في إحدى المقاطعات األلمانية من أبوين يهوديين وهو االبن األكبر في أسرته التي تتألف من ثمانية أطفال .وما لبث فرويد أن التحق بكلية الطب في عمر السابعة عشر وقد كان حلمه األول أن يصبح شخصا مشهورة .عاش فرويد معظم حياته طبيبا نفسيا يمارس العالج النفسي في فيينا بالنمسا لحين هروبه منها وسفره إلى لندن حيث مات هناك. وقد أنجب فرويد ثالثة أوالد وثالث بنات ،أصغرهم أنا فرويد التي أصبحت محللة نفسية شهرة وقد توفي فرويد بعد خمسة عشر شهرا من وصوله إلى بريطانيا بسبب سرطان الفك ،حيث كان فرويد مدمنا على تدخين السيجار بشكل دائم .وقد عانى فرويد من اآاللم الشديدة حتى وفاته .ويجدر بنا القول هنا أن فرويد ليس كما يقال عنه بأنه كان مدمنا على المورفين وفي حقيقة األمر أن فرويد طلب من طبيبه أن يعطيه المورفين نظرا لما عاناه من األم شديدة ،وقد تناول المورفين لمدة يومين فارق بعدها الحياة. المبادئ األساسية للنظرية: لقد اعتقد فرويد أن الطبيعة اإلنسانية تحكمها قوى غريزية والشعورية والعقالنية ،فاإلنسان كائن أناني وجد في حالة من الفوضى واالضطرابات الداخلية والخارجية ،وحتى في سنوات الطفولة التي يجب أن تتجلى فيها البراءة ،ظهرت لدية سيطرة النزاعات العدوانية والجنسية لذلك عجز اإلنسان عن مواجهة اإلحباطات المتكررة وحاول أن يغطي هذا العجز بأساليب دفاعية فشله في التعامل مع المشكالت النفسية التي تواجهه فلجأ إلى الدين أن يكسبة القوة في التحكم بهذه الغرائز وفي تبرير سعية الدؤوب غير المفسر وراء اللذة. وفي حقيقة األمر أن فرويد اعتمد في الكثير من فكره على دراسة ذاته وتحليل شخصيته ،فقد عمد إلى تحليل أحالمه محاوال تفسيرها وربطها بأحداث حياته .وال بد من اإلشارة هنا إلى تعلق فرويد بوالدته الشديد التي كان يحبها بشكل كبير ،وكراهيته لوالده ،هذه العالقة الوالدية أثرت في آراء فرويد بشكل کبير وينبغي أن نذكر أنه خالل القرن التاسع عشر قد ساد اتجاهان في الطب لول االتجاه الجسمي والثاني االتجاه النفسي ،فقد رأي أصحاب االتجاه الجسمي أن سبب االضطرابات السلوكية هو وجود اضطرابات عضوية في المخ في حين رأي أصحاب االتجاه النفسي أن أسباب تلك االضطرابات هي أسباب نفسية وعقلية لذلك تعتبر مدرسة التحليل النفسي ثورة على االتجاه الجسمي (ربيع.)2013 ، وقد تأثر فرويد بحركة العالج بالتنويم المغناطيسي حيث تعاون مع الطبيب شاركوه في هذا الميدان ولكن ما لبث أن توقف فرويد عن االستمرار بالعالج بالتنويم على الرغم من قدرته في عالج األعراض ولكنه ال يحقق الشفاء التام .ولذلك تخلى فرويد عن العالج بالتنويم المغناطيسي ولجأ إلى أسلوب التداعي الحر ( )Free Associationوهي الطريقة التي تسمح للمريض الجلوس باسترخاء والتعبير بحرية مطلقه عما يجول بخاطره .وأخيرا فقد تعاون مع العالم بروير والذي أشرف على عالج ابنة فرويد أنا .ولكنه اختلف معه بسبب آراء فرويد في تأثير الجنس. مبدأي اللذة و الواقع : ويرى فر ويد أن اإلنسان يعيش وفق مبدأين أساسيين األول هو مبدأ اللذة وتجنب األلم .فاإلنسان يسعى للحصول على اللذة ويجتهد بشكل كبير في تجنب األلم .وهذه نزعة فطرية تساعد على توفير الراحة لإلنسان لذلك إن لم يستطيع تحقيق ذلك فإنه يلجأ إلى كبت هذه الخبرات في الالشعور. أما المبدأ الثاني فهو مبدأ الواقع الذي يتبناه األنا والذي يعمد إلى إشباع حاجات وتلبية رغبات الهو من خالل النظرة الواقعية ومدى توافقها مع نظرة المجتمع للسلوك الذي يحقق ذلك .ومن هنا تظهر قدرة األنا على التصرف بامكانية التنفيذ أو التأجيل لذلك نجد أن مبدأ اللذة فطري في حين ان مبدأ الواقع مكتسب ومتعلم فمبدأي اللذة والواقع هما اللذان يحكمان سلوك اإلنسان الدوافع اإلنسانية : پری فرويد أن هناك نوعين من الدوافع توجه سلوك اإلنسان وهي: أ .دوافع الحب والبناء :وقد أطلق عليها األيروس وهي تلك الدوافع التي تعمل على تحفيز اإلن سان على البناء والتشييد والتأخي وبناء جسور الصداقة وتوطيد العالقات. ب .دوافع الموت :وقد أطلق عليها الثناتوس وهي دوافع تشجع على العدوان والحرب والقتل والتدمير وهذه الدوافع تعمل باالتجاه المعاكس لدوافع الحياة. ويؤمن فرويد بدينامية الشخصية ،ولفهمها يجب التعرف إلى مصدر الدافعية فيها حيث يرى فرويد أن الدافعية هي الطاقة الموجودة داخل الفرد وقد سماها بطاقة اللبيدو أو الطاقة النفسية وهذه الطاقة هي التي تحرك األجهزة الثالثة والغرائز هي المصادر التي تستمد الشخصية الطاقة منها. فالغريزة حالة استثارة جسمية فطرية ت سعى للتعبير والتخلص من التوتر لذلك يرى فرويد أن النشاط الجسمي كله يتحدد من خالل الغرائز .وكما أشرنا سابقا فإن فرويد يؤمن بنوعين من الغرائز النوع األول :غرائز الحياة وهي كل ما يعمل على الحفاظ على العمليات الحياتية وبقاء النوع وتكاثره مثل غريزة الجوع والعطش والجنس ،والغرائز الجنسية أكثر أهمية وتحركها طاقة اللبيدو .والنوع الثاني :من الغرائز هي غريزة الموت ومن مظاهرها العدوان واالنتحار والقتل وهي مساوية لغرائز الحياة من حيث تحديد السلوك يقول فرويد أن الغاية من الحياة هي الموت وجميع الكائنات الحية مضطرة الى العودة الى الالحياة. وقد أضاف فرويد مبدأين أخرين مهمين األول الثبات واالتزان والذي يشير إلى ميل الكائن الحي إلى محاولته في خفض التوترات التي يتعرض إليها إلى أدنى مستوى ليصل إلى حالة االتزان أو الثبات لذلك ينزع اإلنسان لمواجهة هذه التوترات الداخلية والخارجية والعمل على تفريغ الطاقة النفسية التي تضغط عليه .أما المبدأ الثاني فهو إجبار التكرار ،حيث يجبر الكائن الحي على تكرار ماضية بشكل قهري ،وبشكل مماثل لتلك الخبرات مهما كان نوعها سار أم ضار ومن أشكاله النكوص والتحويل ويعد التثبيت أساس هذه التكرارات القهرية بناء الشخصية عند فرويد: لقد حاول فرويد النظر إلى الشخصية من خالل ثالثة مفاهيم تتفاعل مع بعضها البعض لتنظم الحياة العقلية اإلنسانية ،هذه المكونات ليست موجودة مادية لدى اإلنسان بل إنها افتراضات ألنظمة تتفاعل بشكل ديناميکي .هذه المكونات الثالث هي الهو ( )ldوهو المكون البيولوجي والثا ني هو األنا ويمثل الجانب النفسي والثالث المكون البيئي( )Egoأو الضمير أو األنا األعلى االجتماعي ()super ego الهو :The Id كما أطلق عليه فرويد مستودع الطاقة الغريزية التي نولد بها ،لذلك فهو ال شعوري .وهو فوضوي غير عقالني يتكون من كل ما هو موروث ويحتفظ بطبيعته البدائية ،فهو يضم الدوافع الفطرية الجنسية والعدوانية ،وهو ال شعوري يعمل حسب مبدأ اللذة ،فقراراته غير منطقية وال تعتمد على قواعد واقعية ،ولكونه ال شعوري أي غير واع ،فإننا نرى أعمال الهو في األحالم وزالت اللسان .لذلك يميل إلشباع حاجاته بشكل مباشر عن طريق الجسد والثانية نفسية من خالل التخيل واألحالم .فهو يعمل على مبدأ اإلشباع الفوري ،ألنه ال يتحمل التأجيل بسبب تزايد الطاقة النفسية التي تسبب حالة من التوتر الشديد لذلك يعمل على إشباع حاجاته بشكل سريع كي يتخلص من التوتر الشديد. األنا و:The Eg يتكون هذا الجزء من الشخصية من خالل اتصال الطفل مع العالم الخارجي الواقعي من خالل استخدامه لحواسه خالل األشهر األولى من حياة الطفل ،فيتعلم ما يفيده وما يسبب له الضرر ويتكون من جزء شعوري وآخر ال شعوري .ويتعرف كيف يستطيع إشباع حاجاته بالشكل المقبول الذي ال يسبب أو ينتج عنه أضرار فادحة .لذلك يعمل األنا على إشباع حاجات الهو بطريقة واقعية وبأقل الخسائر .وكلما قويت سلطة األنا على الفرد كلما كان سلوكه اجتماعيا، وتستطيع األنا تلبية إشباع حاجات الهو أو تأجيلها أو تأخيرها ،لذلك فإن األنا تتصف بثالثة أمور هي :تهذيب الهو عملية تقيم المثيرات وكيفية إدراكها تنمية المهارات الالزمة لإلشباع وفق نظم المجتمع لذلك فاألنا هي الجهاز اإلداري للشخصية والتي تسيطر على السلوك .والبد من اإلشارة هنا إلى قضية مهمة وهي أن األنا واقعية تنتهز الفرص المناسبة ولكنها ليست بالضرورة أخالقية. وتستخدم القلق واليات الدفاع األولية األنا األعلى :Super Ego تساهم التنشئة االجتماعية في تعليم الطفل منذ السنوات األولى الطفولته فتعمل التنشئة على تدريبه في إشباع حاجاته بطريقة يرضى عنها المجتمع ،فيتعلم ما يجب عليه القيام به وفق ثقافة المجتمع التي تبيح شينا وتمنع أشياء أخرى ،فيكتسب اإلنسان المعرفة الضرورية لمعرفة ما هو صواب وخطأ وحالل وحرام ويجوز أو ال يجوز .وتصبح جزءا مهما من الذخيرة المعرفية التي تضبط سلوكه فتشكل لديه ما يسمى الرقيب الداخلي الضمير) .هذا المراقب الذي يعمل بديال عن سلطة الوالدين والمجتمع .هذا الضمير الذي يحمل المثل والقيم ومعايير الثقافة التي تسمح أو ال تسمح بالسلوك وهو ما أسماه فرويد األنا األعلى. ويسعى األنا األعلى للكمال فهو غير منطقي في تطرفه شأنه شأن الهو .واألنا األعلى الشعوري وهو ذو أثر عميق في الشخصية ،وهو من يوجه وينفذ العقاب ويمنع الهو من السيطر ة ولذلك ينبغي لنا أن يتصرف بواقعية كي ال يتجاوز الحدود التي يعاقب عليها األنا األعلى ،ولكن سواء قويت األنا أو ضعفت فسوف تؤدي إلى االضطراب النفسي. الحياة العقيلة و النفسية : لقد قسم فرويد الحياة العقيلة و النفسية لثالث مستويات هي: .1الشعور :وهو تلك الخبرات التي يعيها اإلنسان ويشعر بها ،ويستطيع أن يتناول األشياء ويتعرف إلى األحداث التي يمر بها وهي جزء بسيط اذا ما قورن بما يوجد بالالشعور .2ما قبل الالشعور :وهي مكان افتراضي بری فرويد بانه يحتوي على خبرات تحتاج من الفرد أن يبذل جهدا في الوصول إليه وهي تمثل الذكريات والخبرات السابقة .3الالشعور :وكما يرى الباحثون بأن الالشعور هو من أول ابتكارات فرويد ،والالشعور منطقة افتراضية أخرى تحتوي على الدوافع والذكريات والمخاوف واألحاسيس واألفكار الممنوعة والعقد النفسية وتظهر محتويات الالشعور من خالل األحالم وسقطات اللسان نمو وتطور الشخصية عند فرويد لقد ركز فرويد على الجوانب التطورية في الشخصية وعلى أهمية السنوات الخمس األولى في حياة اإلنسان لما لها من دور حاسم ومؤثر في بقية حياته .ولذلك فإن القدر األكبر من الشخصية يكتمل عند نهاية السن الخامسة من العمر ،فالشخصية تتطور ا ستجابة لعمليات النمو الفسيولوجية من جهة ،ولما يواجهه اإلنسان من صراعات وإحباطات خالل حياته من جهة أخرى ،لذلك ال بد من أن يتم اإلشباع في كل مرحلة من مراحل النمو. .1المرحلة الفمية :Oral Stageوهي السنة األولى من حياة الطفل ومصدر اللذة هنا الفم، وللفم خمس وظائف أساسية هي البلع واإلمساك والعض واللفظ واإلطباق ،فالطفل يحصل على اللذة من خالل عملية اإلشباع التي تتم عن طريق الفم .وكذلك فإن ما يرتبط بهذه العملية كمص اإلبهام يولد لذة للطفل .إن الفشل في عملية اإلشباع في أي من المراحل المختلفة يؤدي إلى ما أسماه فرويد التثبيت ( )fixationوهنا يظهر الطفل نكوصا لمراحل أبكر من عمر اإلنسان كان يلجا الطفل في عمر عشر سنوات إلى مص إصبعه عندما يتعرض إلى مواقف مخيفة.وقد ميز فرويد بين نوعين من أنماط الشخصية التي تظهر في المرحلة الفمية: النمط األول هو ما أسماه نمط الشخصية الفمي االستقبال الذي يتمثل بوجود الطعام في الفم والهضم وهو نمط يسهل إقناعه وخداعه وعالقاته اآلخرين اعتمادية .أما النمط الثاني هو الفمي العدواني وهو أيضا مرتبط بملذات الطفولة المرتبطة بالطعام والتركيز على المضغ والعض، وهو نمط يفضل الحلويات والغليونات ،وهم عدوانيون لفظيا ،متهكمون ويحاولون السيطرة على اآلخرين .وتظهر ضعف عالقة الطفل مع األم وتطور مشاعر عدم األمان. .2المرحلة الشرجية : Anal Stageوتبدأ في السنة الثانية من عمر الطفل ويكون اإلشباع واللذة من خالل التخلص من الفضالت من خالل الشرج .فعملية اإلخراج تشعر اإلنسان بالراحة واللذة بعد االنتهاء .ففي هذه المرحلة يتم تدريب الطفل على عملية النظافة وضبط اإلخراج .وهنا يجب اإلشارة إلى ضرورة االبتعاد عن الضغط وعقاب الطفل من أجل اإلسراع في عملية النظافة .فالوالدين يمثالن السلطة وقد يتمرد الطفل على هذه السلطة .ويشير فرويد إلى أن التثبيت في هذه المرحلة يولد الشخصية الكتيبة، ويتصف الفرد فيما بعد بالبخل والعناد. .3المرحلة القضيبية :Phallic Stage وتبدأ هذه المرحلة في السنة الثالثة من حياة الطفل ،ويحدث اإلشباع عن طريق إثارة القضيب أو البظر خالل عملية االستمناء ( )Allen, 2006وفي هذه المرحلة توجه اإلناث مشاعر الحب نحو الوالد ومشاعر الكراهية نحو األم وهي ما سميت بعقدة ألكترا .وكذلك بتوجيه الذكور مشاعر الحب إلى األم والكراهية نحو األب وهي ما تسمى عقدة أوديب .وهنا يطور الطفل االضطرابات التي تظهر على شكل فقدانه الشعور بهويته ويزداد خوف األنثى نتيجة التي لفقدانها القضيب. .4مرحلة الكمون :Latency Stage سميت هذه المرحلة بالكمون لخلو هذه المرحلة من منطقة محددة للشهوة واللذة ،وتبدأ هذه المرحلة من عمر ( 6سنوات 12 .سنة) وفي هذ المرحلة يكبت األطفال انجذابهم نحو اآلباء حيث يتم دفن الرغبات في الالشعور ولكنها ستبقي .وهنا يقضي الطفل مدة أطول مع األطفال من نفس الجنس ويتعلم الكثير من الضوابط االجتماعية ويبدأ الضمير بالتشكل .ويتسامى اإلنسان في نظرته إلى الشهوة واللذة. .5المرحلة التناسلية :Genital Stage تبدأ من عمر ( 13سنة سنة) وهي مرحلة من النمو يرا ها فرويد بأنها فترة الحب والنضج وتبدأ عند البلوغ ،وتتجه هذه المحبة والعالقة نحو الجنس اآلخر ،ومن الجدير بالذكر أنه إذا اجتاز األطفال مراحل اإلشباع الفمية والشرجية والقضيبية والكمون بنجاح عندئذ سيتمكنون من مواجهة مسؤوليات البلوغ .أما إذا فشلوا في مواجهة متطلبات كل مرحلة من مراحل النمو النفسي الجنسي فسوف يواجهون الكثير من المشكالت. ميكانزمات وآليات الدفاع األولية: يحاول الفرد مواجهة التحديات المختلفة ويتكيف مع األوضاع المتغيرة ولكنه عندما يعجز عن ذلك ،فإنه يطور وسائل دفاعية تساعده مبدنيا التجاوز تلك المرحلة وهذا ما أطلق عليه فرويد ميكانزمات أو آليات الدفاع األولية .ولكن في النهاية سيصل الفرد بالنهاية إلى فشل في مواجهة وحل المشكالت مما يعرضه لالضطرابات المختلفة .وقد قسم فرويد ميكانزمات الدفاع األولية إلى ثالثة أنواع رئيسية هي: أ .الحيل الخداعية :ويندرج تحتها الكبت واإلسقاط والتبرير والتكوين العكسي والعزل. ب .الحيل الهروبية :أحالم اليقظة والنكوص. ج .الحيل االستبدالية :ويندرج تحتها التعويض الزائد والتقمص والعدوان. وسوف نوضح هذه الحيل: أ .الحيل الخداعية: الكبت :Repression يعتبر الكبت عملية ال شعورية تتم من خالل استبعاد األحداث والخبرات المؤلمة من حيز الشعور إلى الالشعور وتتم من دون قصد أو إرادة من الشخص ويشير ربيع ( )2013إلى أن الكبت عملية خداعية للذات تجعل الفرد ال يرى عيوبه ونقائصه ويستنزف قدرا كبيرا من طاقته النفسية. .2اإلسقاط :Projection ومن خالل هذه الحيلة الال شعورية يقوم الفرد وبدون وعي منه بإلصاق عيوبه ونقائصه باألخرين .وهنا ينسب الشخص فشله وعدم تحقيق أهدافه لقصور اآلخرين. .3التبرير :Rationalization وهذه الحيلة التي تشير إلى محاولة الفرد الجادة إلى تحضير التفسيرات واألسباب المقنعة وراء السلوك غير المقبول الذي يقوم به ،فيعمل على خلق األعذار المقنعة لسلوكه .فيبر سلوكه على أنه حرص أو اهتمام أو احترام لآلخرين. .4التكوين العكسي :Reaction Formation صرف المصطع الذي يقوم به الفرد الذي يخالف حقيقة شعوره واتجاهه حيال موقف معين .كأن يتصنع الشخص الشجاعة وهو خائف في حقيقة األمر ،أو يظهر االحترام والمودة لشخص يكرهه .ومن خالل هذه اآللية يتعمل الفرد عدم إظهار مشاعره الحقيقية حيال شخص ما. .5العزل : Insulation وهو اسلوب يلجأ الفرد إلية للفصل في معتقداته وأرائه وأفكاره من موقف إلى آخر ،فقد يكون اإلنسان ودودا في تعامله مع اآلخرين في حين أنه يكون شديدا وقاسيا مع أبنائه .أو يظهر التدين في حين أنه أنسان يغش ويكذب ويخدع اآلخرين. .6التسامي : Sublimationعندما يفشل الفرد في تحقيق أهداف .فإنه يظهر نوع من التسامي من خالل اللجوء إلى صفات أعلى وأجل ،فعندما يفشل اإلنسان في الحصول على عالقة معينة مع فتاة فإنه يدعيالتدين أو أن هذا األمر مخالف للعادات والقيم. ب .الحيل الهروبية: 1أحالم اليقظة :Daydream وسيلة يلجأ الفرد إليها باستغراق وتزيد عن حدود الواقع والمنطق يتحدث فيها الفرد لنفسه عن نفسه ،فالفقير يتخيل أنه غني والضعيف أنه قوي والفاشل أنه ناجح .وهي طريقة نلجأ إليها جميعنا لكنها عندما تصبح النمط السائد لدى الفرد تصبح مؤش را خط را وهي وسيلة يرضى بها الفرد عن نفسه .2النكوص :Regression وهي ألية تشير إلى عودة الفرد إلى مراحل أبكر من العمر ،فقد يلجأ الطفل مثال إلى مص إب هامه بعد أن توقف عن مثل هذا السلوك خصوصا عند تعرضه لمواقف ضاغطة ،ويتم ذلك من أجل أن يحظى الطفل باهتمام المحيطين به. .3اإلزاحة واالبدال : Displacement وهي عبارة عن توجيه المشاعر المختلفة من شخص آلخر ،كان يقوم الوالد بتوجيه مشاعر الغضب اتجاه أحد األبناء أو في حالة عدم قدرة الفرد في مواجهة مديره فيوجه غضبه نحو زوجته .4اإلنكار :Denial ينكر الشخص وجود حقيقة موجودة ويتصرف بطريقة مخالفة لها ،وهو على عدم وعي بذلك ،ولذلك نجد الكثيرين ينكرون حقيقة اإلصابة بالمرض أو وفاة أحد األشخاص. ج .الحيل االستبدالية: .1التعويض :Compensationوهي وسيلة يستخدمها الفرد للتخفيف من عقدة النقص لديه ،كأن يختلق الفرد قصصا كاذبة ،أو أن يتباهي بوضع غير موجود أصال أو أن يتفاخر بأعمال عظيمة لم يقم بها أصال .2التقمص :Identification وهو تبني الفرد لخصائص شخصية اإلنسان آخر ،فقد يتقمص الطالب شخصية المدرس ،الذي يظهر الحزم واالهتمام والتصرف بطريقته الخاصة. .3العدوان :Aggression وهو اإليذاء المتعمد للذات أو لالخرين ،ومن عالماته الغضب ويظهر بأشكال مختلفة كالشتم وإطالق األلقاب السيئة على اآلخرين ،أو استخدام الضرب .وقد يوجه العدوان نحو أشخاص ليس لهم عالقة وهذا ما نسميه العدوان المزاح (ربيع)2013 ، منهجية فرويد في العالج: 1التداعي الحر :پری فرويد بضرورة السماح للمريض بان يتحدث بعما يجول بخاطره من معاناة ومشكالت ،وهذه الطريقة تساعد المريض على التحرر من صراعاته الداخلية وسيطرة األفكار الالشعورية وتفريغ الشحنات االنفعالية لديه ،ومن ثم تساعد في عالج االضطرابات النفسية عند المريض .إذن هي وسيلة للكشف عن كوامن الالشعور ودفعها إلى حيز الشعور حتى نتمكن من التعامل معها (الخالدي )2015، .2إضعاف المقاومة: يستخدم المريض المقاومة كوسيلة دفاعية تهدف إلى راحته .لذلك ينبغي على المعالج إضعاف هذه المقاومة ولفت نظر المريض لها .وهنا ال بد من إيجاد العالقة الدافئة مع العميل وكسب الثقة من خالل االهتمام في حالة العميل. .3التحويل والطرح: وتتمثل في محاولة المريض طرح حبه أو كراهيته نحو شخص آخر وللطرح أشكال متعددة فمنه ا ما يكون طرحا إيجابيا كان يطرح الحب واإلعجاب، مثلما يفعل المريض أحيانا أو أن يكون الطرح سلبيا حينما يظهر المريض أو أي شخص المشاعر السلبية والحقد والكراهية ،وقد يكون الطرح من النوع المختلط حيث يجمع بين النقيضين الحب والكراهية. 4.التفسير: وهي من الطرق التي استخدمها التحليليون وخصوصا فرويد بهدف إعطاء المريض معلومات وافية حول أسس وأسباب المشكلة التي يمر بها ،حيث يرى فرويد أن التفسير شيء مشترك بين جميع الناس ألننا جميعا نبحث عن إجابة ،والتفسير يقدم إجابات تريحنا. .5تحليل األحالم: وهذه الطريقة تعتبر هامة بالنسبة لفرويد فقد استخدمها منذ البداية على نفسه عندما عمد إلى تفسير أحالمه الخاصة وربطها باألحداث والخبرات التي مر بها .ومما ال شك فيه أنه ما زال ينظر إلى تفسير األحالم عند التحليليين باهتمام وتعتبر ركيزة ال يمكن التخلي عنها في العالج النفسي. .7التفريغ والتنفيس االنفعالي: وهنا ينبغي على المعالج حث المريض على استرجاع الخبرات والذكريات المؤلمة والصراعات واإلحباطات التي مر بها استخدامات التحليل النفسي: لقد تطرق الكثير من الباحثين إلى أهمية العالج بواسطة التحليل النفسي ،وقد أشار البعض إلى أن التحليل النفسي مفيد في عالج الهستيريا والمخاوف المرضية والقلق والوسواس القهري واالكتئاب واالدمان، واالنحرافات الجنسية ،في حين أنه ال يفيد في عالج األمراض العقلية الحادة والسيكوباتية والضعف العقلي وأطفال تحت سن المراهقة أو المسنين. العقد النفسية المشهورة في نظرية فرويد .1عقدة أوديب :مما ال شك فيه أن فرويد وكما أشار أينشتاين بأنه قد تأثر كثيرا باألساطير اليونانية واستلهم الكثير من المسميات بل والتفسيرات أيضا .وتقول األسطورة بان المنجمين تحدثوا ألحد الملوك عن نبوئتين األول تقول بان ابنه سيقتله ،والثانية بان هذا األبن سوف يتزوج أمه زوجة الملك ،فعمد المل ك إلى رمي ابنه في الخالء ،وتربى الطفل وكر فقتل الطفل "أوديب" والده ومن ثم توجه إلى مدينة والده وتزوج أمه وخالل مرحلة نمو الطفل يعمد الوالدان إلى تعليم الطفل ما يحتاج من خبرات ،فيتعلم الطفل حب والديه ولكن يزداد تعلقة بوالدته أكثر فيما بعد ،من ثم يغار عليها من قرب والده لها ويشعر بأن والده مرکز تهديد لهذه العالقة ولذلك نجد أن الكثير من الشباب يعمدوا إلى أن يتزوجوا بفتاة تشبه والدتهم ولم يكن يعرف بأنها والدته .وقد تبنى فرويد هذه األسطورة كي يفسرتعلق الطفل بأمه وغيرته الشديدة من أبيه كثيرا .2عقدة الكترا: وهي مفهوم قدمة كارل يونغ لفرويد وهو ايضا من األساطير اليونانية القديمة ،ولكن فرويد في بداية األمر أطلق عليها " عقدة أوديب األنثوية". وتظهر هذه العقدة عندما تشعر الفتاة بأن والدتها هي عقبة أساسية أمام حبها لوالدها ،ألن الوالدة تحاول االستحواذ بالوالد كونه زوجها ،فتحاول االبنة التخلص منها .هكذا تری الفتاة بأن معظم الرجال غير مناسبين لها ألنهم يفتقرون إلى صفات أبيها المميزة. .3عقدة الذنب: يصف فرويد هذه العقدة بأنها تصرف ال شعوري ينتج عن التربية القاسية والتأنيب المس تمر الذي يتعرض له الطفل من أسرته وتضخيم األحداث وعواقبها مهما صغرت .ويؤدي ذلك إلى سيطرة غير منطقية للضمير على سلوكه ،لذلك فإنه يلوم نفسه ويؤنبه ضميره ألتفه األمور التي تحدث معه ويصبح هذا التأنيب والشعور بالذنب مالزما له مما يجعل حياته جحيما. .4عقدة النقص: وقد أشرنا سابقا إلى أن الشعور بالنقص هو استعداد ال شعوري إلخفاء عيوبه فيعمد إلى القيام بسلوكات تظهره أمام اآلخرين بأنه على عكس ذلك، فتراه يصف نفسه بأنه إنسان مميز أو صادق ،أو أنه عطوف وفي حقيقة األمر يفتقر إلى مثل هذه الخصائص عيوب التحليل النفسي: وال بد من التنويه أن العالج بالتحليل النفسي له بعض العيوب منها: .1يستغرق فترة زمنية طويلة .2مكلف جدا ماديا. .3أن المعالج يقتحم أسرار الشخصية بعمق. .4يعتمد على بعض المسميات واالفتراضات غير الواقعية التي يمكن مالحظتها أو قياسها. تقييم نظرية فرويد: مما ال شك فيه أن فرويد قد قدم نظرية أثارت ضجة في ميدان علم النفس ،وميدان األدب والفن والتمثيل .كما أن هذه النظرية أدت إلى الكثير من االحتجاج والتساؤل واإلنكار سيما أن فرويد قد اعتمد في تفسيره للشخصية على كثير من التعليالت الجنسية والعدوانية األمر الذي أنكره الكثيرون من العاملين في ميدان علم النفس. وفي حقيقة األمر هناك الكثير من المفاهيم التي قدمها فرويد ما زالت تحظى باالهتمام الكبير كما هو الحال في مفهوم الالشعور واليات الدفاع األولية ،وكذلك فيما يتعلق بمكونات الشخصية وديناميكية العالقة فيما بينها، باإلضافة إلى منهجية ا لعالج التي اعتمدها فرويد كالتداعي الحر ،وتحليل األحالم وسقطات اللسان ،والتفسير وفنيات العالج المختلفة التي قدمها إلى العاملين في مجال العالج النفسي وعلى الرغم أن الكثير من المفاهيم والمناهج العالجية كما يقول مؤرخو علم النفس بأن فرويد قام بتطبيقها على نفسه ،أو قد جمعها من مرضاه ،وأن أراء فرويد كانت متقلبة ومتغيرة ودائمة كما أنه ركز على حتمية السلوك وأن السلوك غرضي وأنه ال يحدث بالصدفة أو بشكل غير مقصود بل إنه مدفوع بدوافع الشعورية أو شعورية. مأزق فرويد .1 :ركز على الدوافع والغرائز الجنسية وأهمل القيم واألخالق والدين .2من الصعب تطبيق مفاهيم نظرية فرويد تجريبا ألنها تفتقر إلى الضبط والتجريب وأن نظريته اعتمدت بشكل كبير على المالحظة الخاصة. .3تفتقر نظرية فرويد إلى قواعد واضحة تمكننا من الوصول إلى توقعات محددة فاإلنسان بالمستقبل. .4يعتقد فرويد أن لدى اإلنسان رغبة ال شعورية في الموت وهذا ما يخالف الطبيعة البشرية. .5اعتمد في نظريته على تفسيرات مادية وبيولوجية الفصل السادس علم نفس الشخصية الفرويديون الجدد Analyticalوهم العلماء الذين أطلق عليهم الفرويديون الجدد أو جماعة علم النفس التحليلي ( Psychology). وحقيقة األمر ّ أن جماعة علم النفس التحليلي هم من أتباع فرويد باألصل ،ولكنهم اختلفوا معه فيما بعد بسبب مبالغته في التركيز على موضوع غرائز الحياة والموت ،بحيث جعل لتأثير الجنس والعدوان وزنا ً كبيرا ً في حين أهمل تأثير المجتمع والثقافة والدين واإلرادة والكثير من المعتقدات األخرى ،م ّما دفع هؤالء باإلنشقاق عن فرويد وتأسيس مسار خاص لكل واحد منهم ضمتهم جميعا ً مظلة علم النفس التحليلي .ومن هؤالء العلماء؛ كارل يونغ ،وألفرد أدلر وكارين هورني وستاك سوليفان. ولقد اهتم هؤالء بالوعي؛ ألنّه يفسر الخبرات ويتعامل مع البيئة ،وقد عارضوا فكرة ّ أن الجنس والعدوان هما الغرائز اإلنسانية فقط ،في حين ّ أن أدلر وهورني ركزوا على أهمية الطفولة في تشكيل الشخصية وشددوا أهمية الجانب اإلجتماعي وليس الجنسي .وقد أكدّ أدلر على أ ّن معظم السلوك اإلنساني ما هو إالّ عبارة عن محاولة للتغلب على مشاعر الطفولة بالنقص والسعي للحصول على الكمال .كما ّ أن هورني أشارت إلى قلق الطفولة والذي يسببه شعور الطفل بعدم السعادة يدفعه للبحث عن الحب واألمن. المتوج أ ّما يونغ وهو تلميذ فرويد وصديقه الذي كان يعتقد بأنّه سيكون خليفته وقد أسماه األمير ّ ولكنه انشق عنه عام 1914وقد كان على عكس الفرويديون الجدد فلم يهتم بالعوامل اإلجتماعية بشكل كبير واتفق مع فرويد على أهمية الالشعور وتأثيره القوي ،ولكنّه أضاف أمرا ً في غاية األهمية وهو ّ أن مخزون االشعور ليس فرديا ً بل جماعياً ،ألنّه يتشكل من الخبرات التي نتشارك بها مع اآلخرين ومحصلة خبرات المجتمع ككل. ومما ال شك فيه ّ أن هناك الكثير من العلماء الذين ال يتسع المجال هنا لتغطيتهم والذين أبلوا بال ًء كبيرا ً في المساهمة بتطوير نظرية فرويد بالتحليل النفسي ويعتبرون ضمن الفرويدين الجدد. كارل يونغ 1875-1961 Carl Jung ولد يونغ في سويسرا عام 1875من عائلة متدينة مليئة بالقساوسة؛ حيث كان والده رجل دين وكذلك جده ،لذلك كان للدين والقيمة اإلجتماعية أهمية في حياته .وقد كانت طفولته صعبة ،حيث عانى من الكثير من التجارب المؤلة التي كان يعبر عن آثارها النفسية من خالل األحالم .وكانت عالقته بوالديه صعبة جداً ،فقد كانت والدته تعاني من اإلضطرابات النفسية ويقال بأنّها كانت نزيلة إحدى مستشفيات األمراض العقلية مما جعله يقضي فترة طويلة من حياته بعيدا ً عنها .وقد التحق بجامعة بازل لدراسة الطب وقد بدأ عمله بعد التخرج في عيادة الطب النفسي في جامعة زيورخ .وفي عام 1907بدأت المراسالت بين يونغ وفرويد ،وقد كانت المقابلة األولى طويلة جدا ً استمرت لساعات طويلة .ث ّم سافرا معا ً إلى أمريكا عام 1907لحضور احتفاالت جامعة كالرك .ث ّم أصبح بعد ذلك ّأول رئيس لجمعية المحللين النفسيين الدولية .وفي عام 1911حصل خالف بين يونغ وفرويد حول مفهوم اللبيدو وتم الفراق بينهما عام 1914ث ّم يتبعها بإستقالته من جمعية المحللين النفسيين وبقي يعمل في سلك التدريس إلى أن توفي عام .1961 لقد اتفق يونغ في الكثير من المفاهيم واآلراء مع فرويد في بداية األمر حتى تعريفه للهو والشعور واالشعور حتى أنّه وجه بالنقد المشابه لما تعرض له فرويد .ولكنه لم يلبث أن بدأ بإطالق تعاريف جديدة للكثير من المفاهيم وبدأ يأتي بمفاهيم جديدة لتوضيح رأيه والذي اختلف فيه فرويد. المفاهيم األساسية لنظرية يونغ االشعور :مما ال شك فيه ّ أن مفهوم االشعور جزئيا ً ال يختلف ع ّما جاء به فرويد ،فاالشعور يحتوي على تلك الخبرات المؤلمة والصراعات واإلحباطات التي تعرض لها الفرد والتي كانت في مستوى الشعور ومن ثم تم كبتها في االشعور ،وهذا ما يسميه يونغ باالشعور الشخصي الناتج عن الخبرات الفردية .ولكن يونغ أضاف مفهوما ً هاما ً جدا ً وهو االشعور الجمعي وهو مستودع خبرات األجداد منذ نشأة البشرية وهو مشترك بين جميع البشر ،لذلك فاالشعور الجمعي يعود للجماعة وليس لخبرات الفرد الشخصية .فالبشر يرثون أفكارا ً وممارسات تتشابه بين معظم الحضارات والثقافات ولهذا فقد أكد يونغ ّ بأن الدين يأتي من االشعور الجمعي .لذلك نجد ّ أن الكثير من الناس يأخذه الحماس في الدفاع عن ديانة ما على الرغم من عدم تدينه ويعزو هذا السلوك إلى الشعور الجمعي الذي يعمل على الدفاع الدفاع عن مفاهيم األجداد. الطاقة النفسية :كما هو الحال بالنسبة لفرويد فقد استخدم يونغ مفهوما للبيدو والذي يعبر عن الطاقة النفسية ولكنّه أفاد ّ بأن اللبيدو يعني طاقة الحياة وكذلك القوة التي تمد النفس بالوقود والطاقة االزمة ،وبواسطة هذه الطاقة يستطيع الفرد القيام بعمليات مهمة كاإلدراك والتفكير واإلحساس. مكونات الشخصية لقد افترض يونغ ّ تتكون من عدد من األنظمة هي: أن الشخصية ّ .1األنا :وهي ما يشير فيها الفرد إلى شخصه وهي مركز المجال الكلي للشعور في الوقت الذي أشار فرويد إلى ّ أن األنا تقوم بخدمة الهو وإشباع الرغبات االشعورية .واألنا بالنسبة ليونغ هي العقل الشعوري ويحتوي على المدركات الشعورية واألفكار والذكريات لذلك تعتبر مركز إدراك الفرد .ويرى ّ أن األنا ال يقابل الشعور تماماً ،وهي قاسم مشترك في الالشعور الجمعي. .2االشعور الشخصي :ويحتوي على المكونات المستبعدة عن طريق الكبت أو القمع ،ويبدأ بالتشكيل منذ ميالد اإلنسان. .3االشعور الجمعي :وهي مجموع الذكريات والخبرات المتراكمة للجنس البشري والتي تنحدر من األجداد واألسالف .ولذلك ّ فإن كل منا بداخله قدر من االشعور الجمعي ،وهذا القدر يختلف من شخص آلخر .فكل مولود يأتي إلى الدنيا وبداخله استعداد لإلدراك وخوف من الظالم ،ومن الخطر والمجهول وم ّما ال شك فيه ّ أن هذه األمور تؤثر في الشخصية .ويرجع تأثير االشعور الجمعي إلى تشابه العقل بين جميع أجناس البشر. األولية والصور األنماط األولية :ولقد أطلق يونغ على مكونات االشعور الجمعي مفهوم األنماط ّ الذهنية وهي: .1القناع :وهي الشكل الظاهري للذات ،فكل واحد منّا يلبس قناعا ً مختلفا ً حسب الموقف الذي يمر بها وحسب ما يحتاج ذلك الموقف من مهارات أو خبرات حتى تتطابق مع ذلك .فالشخص يتصرف في ذلك الموقف حسب ما يراه المجتمع مناسبا ً وليس حسب قناعاته الشخصية لذلك لديه أقنعة متعددة. .2األنيما :وهو النمط األنثوي الموجود لدى الذكر ،فالرجل الذي يعيش طويالً مع األنثى يكتسب منها األنوثة. األولي الذكري لدى األنثى وكما هو الحال بالنسبة للذكر ّ فإن األنثى .3األنيموس :وهو النمط ّ نتيجة معايشتها للذكر فإنّها تكتسب منه الرجولة .وهكذا يستطيع كل منهما تقدير قوة اآلخر .فكل تطور األنيما واألنيموس. منهما يصبح أكثر تفهما ً لآلخر حسب ّ .4الظل :وكما أشار يونج فإنّه الجانب المظلم من الذات والذي يحتوي على مجمل الغرائز الجنسية والحيوانية وهذا شبيه إلى ح ٍد كبير باللهو عند فرويد .فهو يحتوي على الرغبات والشهوات الحيوانية فعندما يقوم الفرد بشيء غير أخالقي فإنّه يرجع السبب إلى شيء قد دفعه للقيام بذلك أال وهو الظل .ويوجد الظل في الالشعور الجمعي للشخص. .5الذات :وهي مركز الشخص واألكثر عنفا ً وتتكون ك ّل المظاهر االشعورية ،وتعمل الذات ّ على تحقيق التكامل كي تصل إلى المستوى الواقعي والفاعل .ولذلك ّ فإن تحقيق الشخصية يحدث من خالل التكامل بين مكونات الشخصية ،وهذا يتم في منتصف العمر .فالذات هي نقطة التوازن بين الشعور واالشعور .ويرى ّ أن تحقيق الذات الكامل ال يحدث إالّ لألنبياء فقط. ولقد حقق يونغ قوى الشخصية في ثالثة أوجه هي: أوالً :في األنا حيث إنّها كما أشرنا سابقاً ،مركز الشعور وهي المسؤولة عن النشاط اليومي لإلنسان. ثانياً :في اإلتجاه اإلنبساطي ،فالشخص المنبسط منطلق اجتماعيا ً يجب التعامل مع اآلخرين ويتفاعل معهم ويشاركهم النشاطات المختلفة والحفالت .ولكنه يميل إلى العدوانية أحياناً. ثالثاً :اإلتجاه اإلنطوائي ،وهو الشخص المنعزل الذي ال يحب المشاركة والتفاعل ويعاني من الخجل. مراحل نمو الشخصية :يرى يونج ّ أن الشخصية تمر في أربع مراحل هي: .1الطفولة :منذ الميالد وحتى سن الثالثة عشر ،هي هذه المرحلة يكون الطفل اعتمادياً ،ويكون يوفر ذلك كله وال في بداية حياته بيولوجياً ،أي يأكل ويشرب ويخرج ،ويكون الوالدان هما من ّ يكون له أنا حقيقية .فاالشعور في هذه المرحلة جمعيا ً وليس فردياً. .2مرحلة الشباب :من عمر الرابعة عشر وحتى عمر الواحد والعشرين وهي هذه المرحلة تظهر عالمات البلوغ الذي تحدث فيها أيضا ً ثورة نفسية ،ويحاول الفرد اتخاذ قراراته بنفسه ويبدأ الشاب في اتخاذ طريق خاص به ويحدد شخصيته بخصائص مختلفة ويبدأ في تأسيس األسرة واتخاذ مهنة يعمل بها. .3مرحلة منتصف العمر :ويبدأ من عمر األربعين إلى الشيخوخة ،وهي مرحلة بناء الشخصية الكلية .وبسبب عدم تحقيق اللذة والمعنى ،فلذلك يحاول التركيز على القيم الداخلية والروحية ويحاول وصل الجوانب الشعورية مع االشعورية للذات. .4مرحلة الشيخوخة :وهي مرحلة تقابل مرحلة الطفولة حيث يعود الفرد إلى المستو الالشعوري ويبدأ الفرد بالتفكير في اآلخرة وهو كما يراه يونج افصاح عن االشعور الجمعي. أنماط الشخصية :يرى يونغ ّ أن هناك نمطين أساسين للشخصية ،هما النمط اإلنبساطي والنمط اإلنطوائي ويمثالن قطبين متقابلين. .1النمط المنطوي :يتجه نحو العالم الداخلي للفرد ويتميز بالعزلة ،واإلنسحاب والتأمل العقلي وعدم الثقة والميل إلى الدفاع عن النفس. .2النمط اإلنبساطي :يتجه اإلنبساطي نحو العالم الخارجي فهو متفتح ومقبل على االخرين ويستطيع تكوين صداقات بشكل جيد مع اآلخرين. وقد رآى يونغ بوجود أربعة أنماط وظيفية تتفاعل مع النمطين األساسيين وهي طرق للتواصل مع العالم الخارجي وهم التفكير والوجدان واالحساس والحدس .وبنا ًء عليها قام بتصنيف وتقسيم األنماط النفسية إلى ثمانية أنماط للشخصية هي: .1النموذج المنبسط المفكر :يميل الفرد هنا إلى كبت وقمع االحساسات واإلبتعاد عن اإلجتماعية وجمود الفكر والرأي. .2النموذج المنبسط الشعوري :يكون الفرد ذو مزاج طيب يتمسك بالقيم اإليجابية ويكون حساسا ً للنقد من قبل اآلخرين. .3النموذج المنبسط اإلحساس :يعمل الفرد على تحقيق السعادة لنفسه ولآلخرين ،ويستطيع التكيّف بسرعة مع اآلخرين. .4النموذج المنبسط الحدسي :وهو شخص يستطيع النجاح في ميدان العمل واإلدارة فهو منتهز للفرص ومبتكر. .5النموذج المنطوي المفكر :ال يستطيع التعامل مع اآلخرين ويجد صعوبة في التكيف مع اآلخرين. .6النموذج المنطوي الشعوري :شخص يتصف بالهدوء والغموض ال يبالي بأفكار اآلخرين، قادر على السيطرة على اإلنفعاالت. .7النموذج المنطوي اإلحساس :يعتمد على ما يصله من حواسه ويركز على المتعة في الحياة، وهو يتصف بشدة الحساسية. .8النموذج المنطوي الحدسي :يهتم ويركز على قدرته الحدسية ،لذلك ّ فإن صلته بالواقع ضعيفة، وهو شخص منعزل ال يستطيع اآلخرون فهمه. تقييم نظرية يونغ: .1كثيرا ً من مفاهيم يونغ ال يمكن إخضاعها للتجريب العلمي. .2الكثير من مفاهيم يونغ غير واضحة وتحتاج إلى تفسير أكثر م ّما هي عليه ،مثال عليه مفهوم الالشعور الجمعي والظل ،وكذلك ّ فإن هذه المفاهيم تختلط مع مفاهيم أخرى. .3األثر الذي تركه يونغ في سيكولوجية الشخصية كان أقل من تأثير نظرية فرويد. .4إقحامه لدور الوراثة في مفهوم الالشعور الجمعي. .5لقد تعامل يونغ مع أشخاص من مختلف األعمار ولك يكونوا من العصابيين كما فعل فرويد. .6قد كان يونغ من اوائل األشخاص الذين استخدموا الخبرات اإلسقاطية. .7رفض يونغ فكرة عقدة أوديب التي تحدث عنها فرويد وكذلك نظرية فرويد في مراحل نمو الشخصية. .8نظر إلى مفهوم اللبيدو على شكل أوسع من مفهوم الجنس حيث رآى أنّه يشتمل على الطاقة النفسية للحياة ككل. .9رفض كما رأينا سابقا ً التشديد على خبرات الطفولة في تفسير السلوك بل يجب التركيز على المراحل األخرى. .10البد من اإلشارة هنا إلى تركيز يونغ على أهمية الدين كعنصر أساسي في الحياة النفسية. ألفرد أدلر “علم النفس الفردي ينحدر ادلر من اسرة يهودية وقد ولد في فيينا عام 1870ولم يكن عميق اإليمان في اليهودية فقد تحول الى البروتستنتية في شبابه .ولقد كان ترتيب ادلر الطفل الثاني من اسره تألفت من ستة اطفال وهذا كان له األثر كي يركز على موضوع ترتيب الطفل في االسرة واثره على الشخصية وقد كان يشعر بالغيرة من اخيه االكبر وقد عانى في صغره من داء الكساح في طفولته ومن ثم في سن الخامسة عانى من التهاب رئوي حاد كاد ان يؤدي بحياته وقد جعلته هذه االحداث أن يصمم في ان يصنع نفسه شيئا هاما فتوجه لدراسة الطب ،على الرغم من الضعف األكاديمي الذي كان يعاني منه .وبعد ان انهى دراسة طب العيون الذي يعمل به توجه للعمل بالطب النفسي ومن الجدير بالذكر أن أدلر كان مقربا من والده ويحبه كثيرا الذي دفعه لرفض نظرية فرويد التي تنص على غيرة االبن وكراهية ابيه وقد حاول فرويد تقريب أدلر منه فعينه رئيسا لجمعية فيينا للتحليل النفسي ولكن عدم ايمان أدلر باراء فرويد دفعه ألن يترك هذا المنصب ويتخلى عن االتجاه الفرويدي .وبعد الحرب العالمية الكبرى التي اشترك فيها توجه الى انشاء عيادات االرشاد النفسي في عياده فيينا وقد غادر فيينا الى امريكا في 1920ليؤسس مدرسة علم النفس الفردي وفي عام 1934عين استاذا لعلم النفس الطبي في كلية الطب في نيويورك وقد اصدر كتاب علم النفس الفردي عام .1927 المبادئ األساسية للنظرية يرى أدلر ان هناك عوامل تؤثر في نمو الشخصية منها العوامل البيولوجية وأهمها حتمية الشعور بالضعف في بداية الحياة وكذلك غريزة العدوان كما تلعب خبرات الطفولة المؤلمة والتي تعمل على تثبيت الشعور بالعجز دورا كبيرا في شخصية الفرد باإلضافه الى االحداث الحياتية كما يرى ان ترتيب الطفل في االسرة من شأنه ان يؤثر في شخصيته. وحدة الشخصية: من الجدير ذكره هنا ان ادلر عارض فكره فرويد في التركيز على النواحي الجنسية في تشكيل الشخصية كما رفض فكره تقسيم الشخصية الى نظم وقوى فرعية بل شدد على وحده تماسك الشخصية. خبرات الطفولة مقابل القوى البيولوجية: رأى ان خبرات الطفوله لها اثر كبير في شخصية الفرد ولكن من الناحية االجتماعية ولذلك فاالنسان تحركه اهتمامت متنوعة ،وميول اجتماعية متغيرة وليست القوى البيولوجية او الغرائز التي تحركه فالشخصيه اجتماعية بفطرتها وليس كما ادعى فرويد. مركز الشخصية أكد بأن الشعور وليس الالشعور هو مركز الشخصية ،وبهذا يكون مخالفا لرأي فرويد ألن االنسان حسب وجهة نظره شعوريا يعرف ما له وما عليه ويعرف اسباب سلوكه وماهي أهدافه ويخطط لسلوكه. غائية السلوك واالهداف الوهمية أكد بأن الشعور وليس الالشعور هو مركز الشخصية ،وبهذا يكون مخالفا لرأي فرويد ،ألن االنسان حسب وجهة نظره شعوريا يعرف ما له وما عليه ويعرف اسباب سلوكه وماهي .اهدافه ويخطط لسلوكه غاية السلوك واألهداف اليومية يقول بأن السلوك يسعى لتحقيق غاية معينة أي ان السلوك تحركه وتوجهه توقعات واهداف وغايات مستقبلية اكثر مما يحركه الماضي على الرغم من ان الماضي له قيمه في حياه االنسان إال ان المستقبل يحمل ما نحقق به من األهداف ومن اهمها أهداف تحقيق الحاجات االساسية .ولكن هناك كثير من االفكار الوهمية التي يحلم االنسان بتحقيقها وهي مهمة ألنها .تعمل كحافز بدفعه للعمل بجد واجتهاد كحلم اإلنسان بأن يمتلك بيتا ً وسيارة عندما يكبر ارادة القوة والكفاح لقد كان لطفولته التي عانى منها أثر كبير عليه فقد ركز على إرادة القوه والكفاح التي اعتبرها الطريق الى التفوق وتحقيق االهداف التي نسعى ألجلها ،لذلك فإن دافع التفوق هو المسؤول عن تقدم الفرد والجماعة. الشعور بالنقص من أهم ما تحدث عنه ألفرد أدلر مفهوم العجز العضوي والشعور بالنقص والذي اعتبره المحرك االساسي للسلوك بهدف التعويض عن كافه اشكال القصور العقلي والجسمي واالجتماعي ،وقال بأن الشعور بالنقص هي حالة عامه عند جميع الناس ولم يعتبرها اشارة الى االضطراب النفسي والشعور بالنقص كما اشرنا هو الذي يساعد الفرد على تنمية مهاراته ويساعدة على التكييف ويدفعه الى التفوق في كافه مناحي الحياة .وهذا الشعور بالعجز والنقص يبدأ مع الطفل منذ بدايه حياته النه ضعيف ويعتمد على اآلخرين ويدرك الطفل ذلك ألنه يرى بأن المحيطين به هم أناس اكثر منه قوة. ولكن أدلر اشار انه في حالة عجز الطفل عن تعويض الشعور بالنقص فإنه يتولد لديه عقده النقص بسبب عجزه عن مواجهة المشكالت وحلها .ويرى ان الراشدين يحاولون تعويض العجز حسب نوعه فالشخص الذي تكون بنيته ضعيفه يعوض ذلك بتنمية عضالته وبالتمارين الرياضية المختلفة ،ومثال عليه من واقعنا العربي األديب طه حسين الكفيف الذي ابدع في الكتابة والتأليف. ويقول أدلر أن هناك ثالثة أسباب تؤدي الى القصور هي: نواحي القصور البدنية الطفولة المدللة النبذ واإلهمال الشديد في الطفولة أسلوب الحياة يكون اسلوبًا للحياة وال يتشابه شخصان في اسلوب حياتهما في الحقيقة يرى أدلر ان كل انسان ّ ولذلك فمن الضروري أن يكون للفرد أسلوب حياة مميز يساعده في التغلب على النقص والعجز الذي لديه .وهذه الطريقة هي التي تساعده في مواجهة عجزه وحل مشكالته في كافه مسيرة حياته وقد أطلق عليها اسلوب حياة .هذا األسلوب يتعلمه الفرد من خالل تفاعله مع اآلخرين ومع المواقف التي يمر بها ولكنه شديد الثبات ومن العوامل التي تعيق وجود اسلوب حياة ايجابي هو الطفوله المدللة واالهمال الشديد .ولذلك حدد أدلر اربعة أنماط من اسلوب الحياة وهي: .1النمط السيادي :وهو متسلط وال يهتم باآلخرين وال يعمل لهم أي اعتبار ويهاجد اآلخرين ويعتدي عليهم ،وهو مادي وقد يصبح الفرد مدمنًا للكحول أوالمخدرات .2النمط العام :هو شخص اعتمادي يتوقع أن يحصل على كل شيء من اآلخرين وهو النمط عا األكثر شيو ً .3النمط التجنبي :يحاول الفرد اإلبتعاد وتجنب المواقف التي يمر بها خوفا من الهزيمة والخسارة النمط االجتماعي :يكون الفرد أكثر تفاعالً مع اآلخرين ويتكيف مع المواقف التي يمر بها ويستطيع إيجاد الحلول المناسبة للمشكالت التي يمر بها ومن الجدير بالذكر ان االنماط الثالث األولى ال تحظى باالهتمام والتقدير االجتماعي كما هو دورا مهما في تنمية الحاجات الحال بالنسبة للنمط الرابع ،ولذلك بألسرة وبالذات األم تلعب ً االجتماعية لدى الطفل وأهمية مراعاة اآلخرين والتفاعل معهم بشكل ايجابي. الحلم: لم يتفق مع فرويد في ماهية الحلم وتأثيره في االنسان من أنه وسيلة للتعبيرعن الرغبات المكبوتة ،وحل المشكالت التي لم يستطع حلها في الواقع لذلك يعتبره أدلر وسيلة تربط بالمستقبل وليس الماضي كما هو الحال عند فرويد. العدوان: يرى بأن العدوان هو االحساس بالكره نحو مشاعر العجز والنقص وقد يتحول العدوان في حال عدم قدرته على االشباع الى طرق اخرى كالغيره أو تحويل العدوان في حال عدم قدرته على االشباع الى طرق أخرى كالغيرة او تحويل العدوان نحو الذات لذلك يرى أن العدوان يعمل على التغلب على مشاعر العجز والنقص بالذكوره ،كما ربطه بالكفاح والبحث عن التميز ،وتحقيق الذات .وعلى الرغم من وجود العدوان اال ان االنسان لديه دافع نحو الحب والعاطفة. الذات الخالقة: في الحقيقة ان أدلر توج نظريته بفهوم جديد هو الذات الخالقة والتي رأى أنها خطوة أبعد في بناء الشخصية وأنها المحرك األساسي لكل ما هو انساني الترتيب الوالدي: إن نشأة أدلر في اسرة كبيره وإحساسه بالغيرة من اخيه االكبر جعلته يركز اكثر على مفهوم ترتيب االبناء حسب والدتهم وكيف يؤثر ذلك في شخصيتهم. الطفل األول :يحظى الطفل االول بالدالل واالهتمام من الجميع وال شك أن قدوم الطفل الثاني يعتبر مشكلة له .لذلكنجده يعاني من الغضب والغيره الشديدة والعناد ورفض الطعام وفي مرحلة الرشد يصبح أكثر تسلطا .وقد اشار ادلر الى أن معظم مرضاه المنحرفين هم من .االطفال ذوي الترتيب األول الطفل الثاني من االمور المهمة أن الطفل الثاني ال يحظى بنفس االهتمام الذي حظي به الطفل االول ويقول أدلر ان الطفل التاني يتميز بميله للمنافسه مع الطفل األول ،وهو أكثر تفاعال وميال لالختالط باآلخرين. الطفل األصغر :وهو ما نطلق عليه الطفل المدلل او آخر العنقود ،فهو مركز عناية واهتمام من الجميع ،ويجب ان يتفوق على اخوته في كل شيء ويحقق اكثر من اآلخرين في حال عدم إفساده بالدالل الشديد فإن هذا يؤدي الى نتائج عكسية. الطفل الوحيد :يحظى باالهتمام والعناية الشديدة وتلبية طلباته من قبل الجميع ولكنه يتفاجأ عندما يخرج عن نطاف االسرة ،ويعامل بشكل مختلف هنا سوف يعاني من االحباط الشديد. نقد نظرية أدلر: .1كان لها تأثير كبير في اراء بعض من علماء التحليل النفسي وعلماء النفس االنساني. .2ركز على قدرة االنسان وسعيه من اجل تحقيق أهدافه المستقبلية. .3قدم مفهوم الشعور بالنقص وما زال هذا المفهوم معموال به الى يومنا هذا. .4نبه الى أهمية الترتيب الوالدي وأثره في الشخصية. .5ركز على أهمية المستقبل وليس الماضي كما فعل فرويد. .6يؤخذ عليه تركيزه الكبير على نواحي القصوم والعجز. .7أثرت به طفولته ومعاناته وساهمت في صياغة افكاره. هاري ستاك سولفيان 1949_1892 ولد ستاك سوليفان عام 1892في مدينة نيويورك وينحدر من أسرة ريفية ،لقب بالطبيب النفسي ألمريكا .وقد كان طفال وحيدا مدلال من والدته بعكس والده الذي كان ينتقده دائما .وقد كان شخصا وحيدا استخدم الكحول لكي يواجه مشكلة القلق التي كان يعاني منها ،وقد كان يعاني من االكتناب عمل طبيبا في القوات المسلحة وفي مستشفى ميريالند مما أعطاه فرصة للعمل في األبحاث .وقد اتصفت هويته الجنسية بالغموض ،وقد أتهم بأنه مثلي ،ولم تكن له عالقات مع الجنس اآلخر .ويقال أن سوليفان قد أصيب بنوبات فصامية وتلقى عالجا لذلك. وقد مات سوليفان في ظروف غامضة عام 1949قيل إنه انتحر ،فقد عاني من وضع اقتصادي واجتماعي متدن. لقد عرف الشخصية بأنها األساليب التي من خاللها يستطيع الفرد التعامل . طور نظرية العالقات الشخصية المتبادلة وأكد خاللها على أهمية العالقات االجتماعية والتفاعالت المتبادلة مع الوالدين خالل التنشئة االجتماعية. المبادئ األساسية للنظرية: لقد عرف النظرية بأنها االساليب التي يستطيع الفرد من خاللها التعامل مع االخرين. طور نظرية العالقات الشخصية المتبادلة واكد خاللها على اهمية العالقات االجتماعية والتفاعالت المتبادلة مع الوالدين خالل التنشئة االجتماعية في نشأة السلوك المقبول أو المنحرف .وال يمكن النظر للشخصية بمعزل عن العالقات االجتماعية ولكنه لم ينكر أهمية العوامل البيولوجية. أما االتجاه العام للشخصية فتحدده ديناميكية الشخصية الخاصة بكل فرد ،فالفرد يسعى لتحقيق واشباع حاجاته إلى األمن والطمأنينة مما يساعده في تكوين شخصيته. رأى أن الشخصية ال تفصح عن نفسها إال من خالل العالقات االجتماعية مع اآلخرين ،ولذلك فإن العالقات الشخصية المتبادلة خالل سنوات النمو تشكل تهديدات األمن الفرد .وعليه فإن .الفرد يتعلم من خالل خبراته عددا من عمليات األمن التي تمكنه من مواجهة اآلخرين بنجاح القلق والتوتر: رأي سوليفان بأن التوتر يساهم بشكل كبير في تكوين الشخصية واألفراد يكافحون من أجل خفض التوتر والقلق الناشئ عن مصدرين أساسيين ،هما الحاجات البيولوجية وعدم األمن االجتماعي .كما رأی آن خفض مستوى التوتر هو غاية كل إنسان ،ويمكن مالحظة القلق من خالل أعراضه الفسيولوجية. إن القلق الكلي أو الشامل يؤدي إلى اضطراب العالقات الشخصية المتبادلة بين الفرد واألخرين. ويرى سوليفان أن هناك عمليات أمنية وهي أشبه بميکنزمات الدفاع إال أن الفرق في الطريقة وليست في النشاط الداخلي ومن األمثلة عليها التسامي ،وتساعد الفرد في السيطرة على القلق. :نمو الشخصية رأى أن نمو الشخصية تحكمه محددات نفسية واجتماعية أكثر مما تحكمه الدوافع الجنسية كما أن الوراثة والنضج يوفران األسس البيولوجية في الشخصية والعالقات المتبادلة هي تنتج الفرصة الظهور القدرات واإلدارات الفعلية التي يصل إليها عن طريق إشباع حاجاته وخفض مستوى توتره. :العالقات االجتماعية المبكرة ومراحل الطفولة تتأثر الشخصية وتتغير في السنوات الالحقة من العمر وخصوصا مرحلة المراهقة التي تعتبر من أخطر المراحل وأكثرها تأثيرا في الشخصية وتمر الشخصية بست مراحل تمتد من مرحلة الرضاعة وحتى المراهقة المتأخرة: .1الرضاعة :وتمتد من مرحلة الميالد حتى بداية تعلم اللغة وهنا يتعلم الطفل تدريجيا التمييز لحدود العالم الخارجي ،ويتم إشباع حاجاته الفسيولوجية عن طريق المحيطين به ،ويبدأ تعلم اللغة من أجل المشاركة اإلجتماعية مستقبالً. .2الطفولة :وتستمر من عمر سنتين ونصف إلى خمس سنوات ،وهي مرحلة ظهور الكالم .واللعب مع األطفال اآلخرين ويقوم بتطوير عالقته اإليجابية مع والديه .3الصبا :وتبدأ من عمر خمسة سنوات إلى السنة الحادية عشر ،يبدأ الطفل بعقد صداقات من نفس الجنس يتعرف إلى الكثير من معاني النبذ االجتماعي والشعور بالدونية ومشاعر الجماعة ،ويتعلم كيف يضبط ذاته ويتنافس مع اآلخرين ،ويكون الطفل في هذه المرحلة من حياته في المدرسة االبتدائية فيكتسب المعرفة ،ويتعلم قيم المدرسة ويبدأ التمييز بين ما يتعلمه في البيت والمدرسة. .4ما قبل المراهقة :من سن الحادي عشر ولغاية العشرين من عمره وهي ذات أهمية بالغة من جميع النواحي ،ففيها يظهر البلوغ والنمو الجسمي واالجتماعي والنفسي ،ويحاول الفرد تأكيد ذاته وتنقسم عند سوليفان إلى ثالث مراحل هي :المراهقة ومن ثم المراهقة المبكرة والمراهقة المتأخرة. السلوك المضطرب پری سوليفان أن السلوك المضطرب ال يختلف عن السلوك السوي في النوع وإنما في الدرجة وقد فسر االضطراب على أساس مفهوم القلق وهو ما ينتج عن سوء العالقات الشخصية المتبادلة ،والتي تحدث بسبب النبذ الذي يصادفه الفرد من قبل اآلخرين. تكوين التشخصيات: رأى أن العالقات المتبادلة هي مصدر تكوين التشخصات أو الصور أو المفاهيم التي يكونها الفرد عن نفسه أو عن اآلخرين ،وتتم عملية تطور الشخصية من خالل عمليتين هما الديناميات والتشخصات ،أو ما يسمى في كل مراحل التجسيدات الشخصية اما الديناميات ،فهي طاقة الفرد التي تدفعه للعالقات التبادلية وتتغير الطاقة حسب االحتياجات في كل مرحلة ،وتظهر هذه الطاقة في كل مرحلة من مراحل التطور والذات المتشكلة ثالثة أنواع: .1تشخص الذات الطيبة :ينتج من خبرات لها طابع اإلثابة مع اآلخرين .2الذات الشريرة تتشكل من مواقف مثيرة للقلق :وهي الذات التي تعاني من استجابات تعبر عن القلق في الذات السلبية النكرة :وهي المفاهيم السلبية التي يكونها الفرد عن ذاته خالل رحلة التنشئة االجتماعية له. تقييم نظرية سوليفان .1لقد قدم العديد من المفاهيم المتنوعة في علم النفس والتي ما زالت بحاجة إلى تفسير. .2ركز سوليفان على أهمية العالقات الشخصية المتبادلة والتوتر والتهديد الناجم عنها .3اهتم باألساليب التي تساعد الفرد على التكيف والتوافق وهي التي تحدد سوية الفرد من عدمه .4يرى أن الوراثة تقدم األساس البيولوجي والعالقات الشخصية المتبادلة هي التي تشكل الشخصية هنري موريه 1988_1893 ولد هنري مورية في أمريكا عام 1893وقد درس في جامعتي كامبريدج وهارفرد ،وهناك درس كتاب يونغ" األشكال النفسية" وقد قام بزيارة يونغ وجعله يتعلق بالتحليل النفسي وقد بدأ عمله في جامعة هارفرد في العيادة النفسية بجامعة هارفرد ،اهتم بدراسة الشخصيات العادية ومن ثم أصدر كتبا في الشخصية بعنوان " دراسات في الشخصية" وقد قام بتطوير اختبار اإلدراك النمطي ،وقد اشترك في الحرب العالمية الثانية و ترأس مجموعة من العلماء في مكتب الخدمات االستراتيجية ،وبعد انتهاء الحرب عاد للعمل في جامعة هارفرد استاذا لعلم النفس اإلكلينيكي. المبادئ االساسية للنظرية اهتم مورية بالالشعور فلذلك كان اهتمامه بدوافع السلوك فاهتم باالختبارات اإلسقاطية بهدف الكشف عن حاجات الفرد ،وكذلك الضغوط النفسية التي يعاني منها. استخدم مفاهيم فرويد في بناء الشخصية كان مورية من األوائل الذين استخدموا مصطلح الشخصية وقال إن الشخصية ليس لها أساس مادي فيزيقي وأن الشخصية ما هي إال نتاج عمليات المخ ،وهي أساس السلوك ألن كل شيء موجود في المخ كاإلحساسات والذكريات والشعوريات والمعتقدات واالتجاهات والمخاوف والقيم لها أساس موجود في المخ. ركز في دراسته للشخصية على األسوياء وغير األسوياء. وقد أكد مورية على ما أسماه المبدأ الشامل ويشير هذا المبدأ إلى سعي الناس إلى تخفيف . التوترات النفسية أو الفسيولوجية والتي ال بد من وجودها لدى الناس ألن هذا التوترات تعمل على استثارة الفرد للعمل وهذا ما يجعل حياته لها معنى والفرد بحاجة إلى هذه الضغوط والتي ممكن أن تكون بشرا أو مادة .ويرى مورية أن الشخصية ذات طبيعة ممتدة تبدأ من طفولته وتستمر لتتطور عبر تاريخ حياته ،وقد اهتم موريه بماضي الفرد في دراسته الشخصيته وقال أن لها أثر في حاضر الفرد أقسام الشخصية لقد قسم الشخصية إلى ثالثة أقسام وال تخلو من آثار فرويد فيها وهي: .1الهو :وهو مركز الغرائز والطاقة التي توجه السلوك وهو المكان التي تنطلق منه الغرائز المشروعة مثل الحب والتعاطف .2األنا :وهي العقل المدبر للشخصية والتي تقوم بتوجيه السلوك ،تتميز باحتوائها على ذكاء الفرد وإدراكه. .3األنا األعلى :وهو محصلة ثقافة المجتمع من عادات وتقاليد وقيم وتراث فهي القوة التي تركز على السلوك الصحيح وترفض السلوك الخاطئ .4األنا المثالية :وهي ما يرغب أن يكون عليه الفرد أو يقلده وهو ما يطمح اإلنسان الوصول إليه. الحاجات عند مورية: يقول أن الحاجات هي عبارة عن تكوين افتراضي يمثل قوة في المخ وهي التي تعمل على تنظيم عملية التفكير واإلدراك ،وقد أشار إلى أن هذه الحاجات تحدث توترا لدى الفرد فيسعى لتخفيف هذا التوتر من خالل إشباع هذه الحاجات وقد ذكر موريه عشرون حاجة هي: .1السيادة :وهي الحاجة التي تدفع الفرد للسيطرة على البيئة المحيطة به والتي تجعل اآلخرين .يتبعون له .2االهتمام :وهي اتباع شخص آخر بسبب إعجاب الفرد بنفوذه ونجاحه .3االستقالل :وتشير إلى استقاللية الفرد فهو مقاوم لإلجبار والقيود فيتصرف الفرد طبقا لفكره .ورأيه فيتحدى التقاليد واألعراف. .4العدوان :وهو إبراز قدرته في التفوق على اآلخرين وينتصر .5الدونية :يشير إلى استسالم الفرد والخضوع للقوى الخارجية فيتقبل النقد والعقاب فيستسلم .ويشعر بالنقص ولوم الذات والتقليل من شأنها .6إإلنجاز :يستطيع التغلب على المصاعب وتحقيق أهدافه والتفوق على اآلخرين. .7الجنس :يكون الفرد شهواني وله عالقات جنسية متعددة . .8اإلحساسية :وهو البحث عن اللذة الحسية واالستمتاع بها .9االستعراضية :أن يظهر الفرد من صفات وأفعال تبهر اآلخرين فيسليهم خصومه وممكن أن .يؤذي األخرين ويستبد بهم ويمتعهم ويبهرهم بما يقوم به .10اللعب :يقوم بأفعال مضحكة وفكاهية . .11االنتماء :أن يلتحق الفرد بأشخاص شبيهين به وينتمي لهم ويتعامل معهم .12لرفض :وهو رفض اآلخرين واالبتعاد عنهم .13طلب العون :يسعى للحصول على الحماية والدعم من شخص يحبه .14التربية :ويتمثل في االهتمام والرعاية بطفل يحتاج إلى االهتمام والرعاية 15التجنب :وهو أن يبتعد الفرد عن المواقف التي تسبب اإلذالل والمهانة 16الدفاعية :وهو أن يقوم الفرد بحماية ذاته من اللوم واإلهانة والنقد . .17.المضادة :وهي قمع المخاوف والمواقف المذلة وأن نحافظ على احترام الذات والفخر بها .18تجنب األذى :وهي العمل على االبتعاد عن األذى واأللم والمرض ،والهرب من المواقف المؤلمة الخطرة وأخذ االحتياطات الالزمة .النظام :وهو اهتمام الشخص باألناقة والترتيب والنظام 19. الفهم :شخص مطلع يفهم في الكثير من األمور ويستطيع اإلجابة عن معظم التساؤالت 20. ويشير مورية إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون كل هذه الحاجات موجودة عند كل إنسان تصنيف الحاجات صنف مورية الحاجات إلى: الحاجات األولية :وهي الحاجات التي تعمل على بقاء الكائن الحي مثل الماء والهواء 1. .والطعام والجنس الحاجات الثانوية :وهي الحاجات التي تعمل على إرضاء الجوانب النفسية والعقلية وهي 2. أصال تنشأ عن الحاجات األولية :الضغوط يتعرض الفرد ألنواع مختلفة من الضغوط هي: ضغوط ألفا :وهي ضغوط موضوعية ومعقولة ويتعرض لها أي فرد في البيئة الطبيعية 1. ضغوط بيتا :وهي الطريقة التي يفسر فيها الفرد الضغوط التي يتعرض لها 2. :العُقد يقول أن الفرد خالل طفولته يمر بخمسة أنواع من العقد وقد يكون األمر طبيعي إال إذا تطرفت إحدى هذه العقد عندئذ تكون مشكلة وهذه العقد هي عقدة االحتجاز :لقد مر الطفل وهو جنين في بيئة آمنة ويرغب في أن يبقى محتجزا فيها1 ، واألشخاص المصابين بهذه العقدة يظهرون سلبية واعتمادية على اآلخرين بالخوف وعدم .األمان العقدة الفمية :مركز هذه العقدة هو الفم بما يقوم به من سلوك كالمص والتقبيل واألكل 2. والشرب والحب وقد سماها أيضا بالعقدة العدوانية ،مثل الرفض والبصق والشتم والعض وعند تطرف هذه العقدة تسمى بالعقدة الفمية الرافضة العقدة الشرجية :إن تطرف هذه العقد يشير إلى تأثر اإلنسان بالقاذورات واألوساخ والطين 3. .ويصبح السلوك العدواني هو ما يمثل هذه العقدة عقدة البول :وهي عقدة مرتبطة بمدی طموح الفرد ،وحب الذات مع وجود تاريخ من التبول 4. .اإلرادي العقدة الجنسية" اإلخصاء" :وهو خوف الطفل من أن يخسر أعضاؤه التناسلية بسبب الميول 5. .الجنسية الظاهرة لديه تقييم: أكثر ما يميز أعمال مورية هو تقديمه لالختبارات اإلسقاطية كأداة مهمة في التشخيص 1. .ودراسة الشخصية .لقد اعتمد في نظريته على مفاهيم غير معروفة أو مألوفة في علم النفس 2. .إن نظرية مورية صعبة في التحقق منها تجريبيا 3 اعتمد على االختبارات اإلسقاطية وهذه تعتمد على التفسير الذاتي أكثر من التفسير العلمي 4. .المجرب و اعتماده على عينات صغيرة في دراسته للشخصية مما يصعب تعميم نتائجها .5اهتم العاملون في علم النفس في الوقت الحاضر فقط في االختبارات اإلسقاطية ولم يهتموا .بما تناول موريه من مفاهيم أخرى اريك اريكسون 1994_1902 ولد إريك إريكسون عام 1902في مدينة فرانكفورت بألمانيا ،وقد كانت رغبته في البداية أن يصبح فنانا وقد طلب منه فرويد تدريس الفن للطلبة األمريكان الذين يحضرون إلى فيينا لدراسة منهج فرويد وكان ذلك من األسباب الذي دفعته لاللتحاق بمعهد التحليل النفسي بفيينا. وقد تعلم الكثير عن التحليل النفسي من خالل أتباع فرويد وخصوصا أنا فرويد ،هاجر إلى أمريكا عام .1933لم يحصل إريكسون على درجة علمية ،وعلى الرغم من ذلك فقد أصبح أكبر محلل نفسي لألطفال في مدينة بوسطن ،قام بالعديد من الدراسات على الجنود وخصوصا اآلثار النفسية التي تتركها الحرب على الجنود ،كما قام بدراسة اللعب عند األطفال الطبيعيين وغير الطبيعيين الذين يعانون من مشكالت في الشخصية .له عدد من المؤلفات مثل "الطفولة المعروفة والمجتمع" "الشخصية :الشباب و األزمات" (ميللر )2005 ،لقد كان إريكسون من أتباع فرويد الذين اهتموا بالتركيز على التأثير السريع للمجتمع في عملية النمو وابتعد إلى حد ما عن منهجية فرويد المبادئ األساسية للنظرية البيولوجية ،وقد تزايد االهتمام بمفهوم األنا والنواحي االجتماعية في مجال علم نفس النمو بصورة كبيرة بفضل جهود أريكسون .لقد ركز إريكسون اهتمامه على التغيرات االجتماعية التي تمر بها أمريكا واهتم بالفجوة بين األجيال .وأسباب الجنوح وقد كان كاتبا مميزا ولذلك من الجدير بالذكر أن إريكسون لم يرفض أفكار فرويد بل قبلها خصوصا عندما يتحدث عن األنظمة النفسية ،والالشعور والشعور والدوافع والمراحل النفسية الجنسية لقد درس الكائن الحي وشخصيته من خالل .والتواصل الطبيعي وغير الطبيعي والتحليل النفسي مرور هذا الكائن بثماني مراحل نفسية تغطي حياته كاملة وبهذا يكون قد وسع نظرية فرويد. ولكن بسبب ما عاناه إريكسون من أزمة في الهوية بسبب رفض األلمان له ،ألنه يهودي ورفض اليهود له العتقادهم بأن أصله ألماني ،جعله يعاني من مشكلة أزمة في الهوية ولذلك ركز في نظريته على البحث عن الذات وتحقيق الهوية. وقد قسم حياة اإلنسان إلى ثماني مراحل من التطور وكل مرحلة يمر اإلنسان خاللها في صراع معين وقد سمى إريكسون هذه الصراعات باألزمات. :فترات النمو عند اريکسون ) (Trust vs Mistrustالثقة مقابل عدم الثقة 1. تبدأ هذه المرحلة منذ سن الميالد وحتى عمر سنة ،وهي مرحلة الرضاعة ،وفي هذه المرحلة يتم تنمية الثقة وذلك من خالل منح الطفل ما يحتاج من حب وانسجام وتفهم وهكذا سينمو الطفل اجتماعيا فتتولد الثقة لديه بأسرته ،أما إذا لم توفر له األسرة المحبة والعطف والتقدير فسوف تحدث عدم ثقة في الوالدين والمحيطين به .وبالمناسبة فإن هذه المرحلة تقابل المرحلة الفمية في مراحل النمو عند فرويد .إن حدوث هذا الخلل ال شك وأنه سيؤثر بشكل كبير في .نمو شخصية اإلنسان ) (Autonomy vs Shame and Doubtاالستقاللية مقابل الشك 2. وتقابل المرحلة الشرجية عند فرويد وتبدأ من عمر سنة ونصف إلى الثالث سنوات ،والمطلوب في هذه المرحلة هو تحقيق درجة من االستقاللية والتقليل من الشعور من الخجل ،فإذا سمح الوالدان للطفل باالستكشاف في بيئته دون مواجهة فإنه سيتطور لديه الشعور باالستقالل بسبب عدم إحباط األسرة له ،أما إذا حدث عكس ذلك فإن الطفل سوف يتعرض إلى نوع من اإلحباط والشك في قدراته و الكثير من الخجل سوف يؤدي إلى الحقد وتظهر لديه ما أسماها الحالة القيسرية ،أما إذا كان هناك توازن في التعامل فإن هذا سيؤدي إلى ما اسماه قوة االرادة و .العزم )) Initiative vs Guiltالمبادرة مقابل الشعور بالذنب 3. تبدأ هذه المرحلة من عمر الرابعة إلى السادسة وهي تقابل المرحلة القضيبية عند فرويد ،هنا سيتعلم الطفل المبادرة من دون الشعور بالذنب ،وتعني المبادرة قدرة الفرد على االستجابة بشكل ايجابي لتحدي المسؤوليات وتحملها ويطلق عليها إريكسون بمرحلة اللعب وتظهر متطلبات هذه المرحلة من خالل تحمل الطفل للمسؤوليات المتنوعة وتعلمه للمهارات المختلفة ووظيفة الوالدين هي تشجيع األطفال على القيام بذلك ،وتجربة أفكارهم وتنمية حب االكتشاف واالستطالع لديهم ،لذلك ينبغي تشجيع الطفل أما إذا واجه الطفل العقاب وحدث كف لهذه .المبادرات ،فإنه يتولد لديه شعور متنام بالذنب ):(Industry vs Inferiorityالمثابرة مقابل الشعور بالنقص 4. وهذه تقابل مرحلة الكمون عند فرويد وتبدأ من سن السادسة إلى الثانية عشرة وهنا يتركز دور األسرة والبيئة على تنمية العمل والمثابرة والتقديم والعطاء واالبتعاد وتجنب النقص ،لذلك يجب أن يثاب الطفل على إنجازاته وهذا يزيد من قدرته على المثابرة وعدم الشعور بالنقص .فيما لو تخلف عن المبادرة أو عجز عنها (Ego Identity vs Role Confusion):الشعور بالهوية مقابل اضطراب الهوية .5 تبدأ من مرحلة المراهقة وهي من سن البلوغ ولغاية الثامنة عشر ،والمهمة الرئيسية في هذه المرحلة هي أن يتعرف الفرد إلى هوية األنا وتجنب صراع الهوية ،إن معرفة الفرد ألناه قضية مهمة عند إريكسون خصوصا حين يحاول المراهق البحث وبشكل جدي عن كافة األدوار واألفكار والقيم التي هذه المرحلة من حياة الفرد وهنا يسعى الفرد لتكوين صورة األنا لديه ،ولذلك تتناسب معه ،ويعتبر إريكسون أن هذه المرحلة تتوسط بين الطفولة والرشد ولذلك الذين يتخطون هذه المرحلة يتولد لديهم الشعور بالثقة بالذات ومن ال يستطيع ذلك فإنه يتولد .لديه شعور بازمة الهوية (Intimacy vs Isolation) :المودة مقابل العزلة 6. وهي مرحلة الرشد المبكر (الشباب) كما أشار إريكسون وتمتد من مرحلة المراهقة (،)35-18 هنا يبدأ الفرد مرحلة االستقالل فيختار مهنة معينة ويختار شريك الحياة ويبدأ في تكوين أسرة ومستقبل مستقل عن أسرته ويبدأ التصرف كشخص مسؤول .وتعني المودة هنا القدرة على البقاء قريبا ومحبوبا من اآلخرين وهذا يتمثل في اختيار الشريك المناسب ،إن األلفة والمودة .المفرطة هي داللة واضحة على سوء التكيف وهذا يؤدي إلى العزلة واالبتعاد عن الناس (Generatively vs Stagnation):.اإلنتاجية مقابل الركود7. وهي مرحلة سن الرشد المتوسط وتمتد من سن الخامسة والعشرين إلى أواخر الخمسينات ،هنا يظهر الفرد اهتماما وسعيا للمشاركة الفاعلة في المجتمع في مناسباته االجتماعية والخيرية مما يجعله محط أنظار الجميع فيحظى باالهتمام والتقدير ويبعده ذلك عن الركود والكسل واالبتعاد .عن النشاط االجتماعي :(Ego Integrity vs Despair):تكامل األنا مقابل اليأس 8. هذه هي المرحلة األخيرة التي تحدث عنها إريكسون وتبدأ في الستين من العمر وهي تقابل سن التقاعد ويبدأ المشوار الختامي من حياة اإلنسان حيث يعود الوالدان وكان حياتهما ستبدأ من جديد فكثير من األفراد الذين يصلون إلى هذه المرحلة يستفيدون من خبراتهم ومعرفتهم في تقديمها للمجتمع واألبناء ،والبعض اآلخر يعتقد بأن دوره قد انتهى فيستكين ويبتعد عن الناس ويمر بمرحلة قاسية من اإلحباط واليأس :التقييم .قدم إضافات النظرية فرويد في التحليل النفسي ووسع نطاقها 1. أضاف إريكسون جوانب النفس اجتماعية إلى النفس جنسية والثقافية إلى البيولوجية وهوية 2. .األنا ودفاعاتها .ساعد على تطور علم نفس النمو3. لقد أكد إريكسون على عكس فرويد على أهمية النمو خالل مراحل الحياة كلها وكيف أن كل 4. .مرحلة يجب أن تمر بنجاح ،وإال خلقت معها أزمة تسبب مشاكل في شخصية الفرد و انتقده بعض العاملين في علم النفس فيما يتعلق بتسلسالت الشخصية عند اريکسون ،بأنها 5. .قد ال تكون عامة في كل الثقافات ولدي كال الجنسين و اتصف إريكسون بنظرته الواسعة وقد الءمت أفكاره المجتمع المعاصر فيما يتعلق بسلوك 6. .الطفل ومن أهم االنتقادات التي وجهت إلريكسون هي أنه عندما تحدث عن األزمات التي يمر فيها 7. اإلنسان في مراحل حياته المختلفة لم يتحدث عن كيفية حل األزمات ،فقد أوضح ما يؤثر في .االنتقال ،ولكنه لم يتحدث عن كيفية انتقال الطفل من مرحلة إلى أخرى لقد واجه إريكسون نفس المشكلة التي واجهها معظم علماء النفس التحليليين أال وهي أن 8. .فكرهم ال يمكن تطبيقه أو إخضاعه للتجريب العلمي الفصل السابع السلوكيون والشخصية مقدمة. جون واطسون. -سكنر. ١٥٩ السلوكيون والشخصية مقدمة :لقد جاءت السلوكية كثورة ورد فعل على النظريات الوظيفية واالستنباطية ،إذ رفضت السلوكية ما ال يمكن التحقق منه عمليا وتجريبياً ،فالتجريب هو أساس الوصول إلى الحقائق .وقد بدأت السلوكيةوالتقليدية بالظهور على يد العالم األمريكي واطسون الذي تأثر بأعمال العالم الروسي بافلوف إثر اكتشافه ظاهرة الفعل المنعكس الشرطي، ومن الجدير بالذكر أن واطسون في سلوكياته التقليدية أنكر العمليات العقلية كونها ال تقاس بشكل مباشر وهذا ما أسماه باألحداث الخاصة " "Private eventsوأثر على شكل البيئة والتعلم في تشكيل السلوك والشخصية .ولقد شدد واطسون على دور البيئة المحيطة حين قال :أعطني دزينة من األطفال األصحاء ألصنع لك منهم ما شئت ، الطبيب والمهندس والفنان ،مؤكدا ً بهذا على أمرين األول البيئة والثاني التعلم (أبو حميدان .)٢۰١٢ وقد جاءت السلوكية الحديثة أو ما تسمى بالراديكالية او سلوكية سكينر التي خرجت الى حد ما عن مسار واطسون المتشدد حين أقر سكنر بوجود األحداث الخاصة ولكننا ال نستطيع قياسها بشكل مباشر بل نستدل عليها من آثارها .وقد تأثر سكنر بأعمال ثورندايك الذي قدم مفهوم قانون األثر " "The Law of Effectالذي ينصف على ان السلوك الذي يؤدي الى نتائج إيجابية يبقى والسلوك الذي يؤدي الى نتائج سلبية يزول ويضمحل .أي أن سلوك االنسان محكوم بنتائجه إذا كانت إيجابية تزداد احتمالية تكراره، وإذا كانت نتائجه سلبية تقل احتمالية تكراره في المستقبل وفي المواقف المشابهة .ثم قدم لنا سكنر بعد ذلك نظرية االشراط االجرائي ،التي كان لها دور كبير في فهم السلوك اإلنساني .كما قدم لنا تأثر االنسان بمبادئ السلوك خصوصا ً أثر التعزيز والعقاب في اختيار االستجابة المناسبة للفرد. ١٦٢+١٦١ جون واطسون ()١٩٥٨ -١٨٧٨ ولد العالم جون واطسون عام ١٨٧٨في مدينة ترافيلرز ريست في كارولينا الجنوبية، وحصل على درجة الماجستير وكان عمره ٢١عاماً .كانت عائلته فقيرة وتأثر واطسون من اهمال والده له ،فثار على والدته ومعلميه ،ثم التحق بجامعة فورمان وتخصص في موضوع علم النفس المقارن ودرس الفلسفة تحت إشراف العالم جون ديوي وفي عام ١٩۰٣حصل على درجة الدكتوراه من جامعة شيكاغو وكانت في تعليم الحيوان. وفي عام ١٩۰٧أصبح استاذا ً مشاركا ً في جامعة هربكنز وعرف حينذاك بمؤسس المدرسة السلوكية في علم النفس .وقد ترأس جمعية علم النفس االمريكية عام ١٩١٥قم نشر بعد ذلك كتابا ً في علم النفس من وجهة نظر السلوكية .وقد اعتمد الطريقة التجريبية في علم النفس وأصبح اسمه المعا ً في هذا الشأن .وقد اشتهر أكثر ولمع اسمه بعد تجربة الطفل ألبرت والذي أثبت فيها أن سلوك الخوف متعلّم ،أني أننا نستطيع إشراط وتعلم االنفعاالت مشيرا ً بذلك الى تأثير البيئة والتعلم في شخصية الفرد وتوفي واطسون في عام .١٩٥٨ ١٦٣ المبادئ األساسية لنظرية واطسون. • يرى واطسون أن شخصية الفرد تتشكل من التعلم من خالل مسيرة حياته فاالنسان يولد مزودا ً بعدد من االنعكاسات ،وهي كل الحصيلة السلوكية التي يمتلكها عند مولده. ومن خالل التعلم الشرطي وارتباط العديد من المثيرات واالستجابات يتعلم الفرد التعميم والتمييز ،فالحوادث النفسية هي حوادث فسيولوجية تتأثر بالمثيرات التي تستجر استجابات فالسلوك اإلنساني هو رد فعل لمثير ما. •لذلك فالبيئة تلعب دورا ً هاما ً في التأثير في تشكيل السلوكات المتعددة ،في حين رفض واطسون أي تأثير للوراثة أو الالشعور في سلوك الفرد ،كما أنه رفض أي تأثير للغرائز والترابط واالستبطان واألفكار في سلوك الفرد .وال بد من التنويه هنا بأن واطسون ال يعترف بوجود الغرائز ،وأن ما يفترضه اآلخرون على أنه سلوك غريزي هو في حقيقة األمر سلوك متعلم. •إذن نجد أن واطسون قد نظر الى الشخصية على انها مجموعة من العادات واالنعكاسات الشرطية البسيطة ،والتي تتراكم عبر سنين حياة االنسان لتصبح أكثر تعقيدا ً فيما بعد. •ولهذا فقد ركز واطسون على أهمية الجهاز العصبي ودوره في تحفيز االستجابة المناسبة للمثيرات المختلفة. ١٦٤ •تميزت سلوكية واطسون بعالقتين رئيسيتين هما التنبؤ باالستجابة على أساس معرفة المثير وثانيا ً التنبؤ بالمثير على أساس معرفة االستجابة. •كمان تحدث واطسون عن الحتمية التي تشير الى القوانين التي تحكم الظاهرة السلوكية فالسلوك ال يأتي من فراغ وال يحدث من فراغ .لذلك فهنالك عوامل محددة تحدث الظاهرة السلوكية ،ففي العلوم الطبيعية تكون العالقة حتمية سببية أي ان الظاهرة ال تحدث إال اذا سبقتها مثيرات محددة .وينطبق هذا على بعض من السلوك اإلنساني وهو السلوك االستجابي الذي ال بد من ان تحدثه مثيرات تسبقه. •لذلك فقد شدد في تعريفه لعلم النفس على انه لك العلم الذي يدرس سلوك االنسان والحيوان ويرى ان السلوك ما هو اال عبارة عن نشاط يصدر عن الكائن الحي. •أما االنفعاالت فقد رأى واطسون أنها استجابات جسمية لمثير معين ،مثالً عندما يواجه االنسان موقفا يهدده بالخطر تحدث لديه مباشرة تغيرات فسيولوجية ،كخفقان القلب بسرعة او ارتفاع الضغط ،او جفاف الحلق ،وال بد من ان يحفز هذا الوضع الى قيام الفرد باالستجابة المناسبة ،إذن االنفعاالت متعلمة الرتباطها بالمواقف التي يمر بها الكائن الحي. •أما فيما يتعلق بالتفكير والذي ينطر اليه المعرفيون كعنصر أساسي في عملية االستجابة ،فقد نظر اليه واطسون على أنه سلوك حركي كما هو الحال في بقية الوظائف النفسية األخرى. • ومن أهم االستنتاجات التي تولصل اليها واطسون هو ان السلوك المرضي أيا ً كان نوعه انما هو سلوك متعلم يمكن اكتسابه كما يمكن التخلص منه .فالسلوك العادي والسلوك المرضي يتم اكتسابهما عن طريق التعلم وال يوجد بينهما فرق من حيث التعلم. •لقد ركز واطسون في دراسته للشخصية على أهمية المالحظة والمتابعة واختبار الفرضيات المتعلقة بذلك. ١٦٥ التقييم: - ١٦٦ من أهم النظريات لهذه النظرية التركيز على المنهجية العلمية التجريبية. بين واطسون انه من الممكن اشراط االنفعاالت وانها ليست وراثية. عمد الى تحويل أراء بافلوف عمليا ً الى المجال التربوي. من اهم االنتقادات التي وجهها المعارضون لواطسون ،هو ان نظريته ركزت على السلوم المالحظ ،وأهملت ما يحدث داخل جسم الكائن الحي كعملية التفكير واالدراك والتخيل والتذكر. معارضته للكثير من المفاهيم السائدة في عصره مثل الغريزة والالشعور. حاول واطسون أن يرجع نماذج السلوك المعقد الى سلسلة من المنعكسات الشرطية. التركيز على دور البيئة بشكل أكبر من أهمية المثيرات األخرى وقلل من أهمية الوراثة إلى حد كبير. ب.ف.سكنر B.F.Skinner ١٩۰٤-١٩٩۰ محام في أسرة يسودها االستقرقر وقد كانت أسرته ولد سكنر عام ١٩۰٤في بلسنفانيا من أب ٍ مصدر تشجيع واهتمام إلنجازاته ،وقد ولع سكنر منذ صغره باالختراعات واالبتكارات حيث قام باختراع العديد من األدوات التعليمية ،كما كان عازفا ً للموسيقى ،حصل درجة البكالويوس في األدب اإلنجليزي من جامعة هاملتون في والية نيويورك وبعد تخرجه حاول سكنرالكتابة والتأليف بعد أن حظي برسالةتشجيعية من الكتاب روبرت فروست ،لم يلبث سكنر ان توقف عن الكتابة ،حيث وجد أن ليس لديه القدرة أساسا ً على كتابة شيء يتعلق باإلنسان ما لم يستطيع فهم وتفسير سلوكه ولذلك قرر سكنر االلتحاق بالدراسات العليا في جامعة هارفرد وحصل على درجة الدكتوراه وعمل في الجامعة لمدة خمس سنوات في مختبر علم النفس ١٦٧ ثم انتقل الى جامعة مينيسوتا ليدرس مقدمة في علم النفس ،وعلم النفس التجريبي ،ولقد أصبح العديد من طالبه من مشاهير علم النفس .في عام ١٩٣٨نشر كتابه سلوك الكائنات الحية The Behavior of Organismوهو الكتاب الذي جعل منه من كبار علماء النفس ،ثم قام بنشر رواية والدن تو Walden Twoوهي رواية تتحدث عن عالم تحكمه مبادئ السلوكية ثم قدم لنا كتابه العلم والسلوك وسكولوجية التدريس ،وجداول التعزيز ،وما بعد الحرية والكرامة ،وأخيرا ً ألف كتابا ً يتحدث عن حياته .لقد كان سكنر عالما ً متميزا ً ،أثار من حوله الكثير من الجدل وخصوصا ً مع علماء النفس وخصوصا ً الذين ينتمون الى مدارس مختلفة ومتنوعة ،إال أن منهجية سكنر في التجريب العلمي والبحث سببت له الكثير من المعارضة من علماء النفس اآلخرين ،وقد قام بتصميم صندوق للتجريب سمي باسمه صندوص سكنر ،وقد أصبحت نظريته في علم النفس السلوكي محط إعجاب وتقدير علماء النفس ،ولقد كان سكنر مؤلفا ً متميزا ً حيث نشر ٢١كتابا ً و ١٨۰مقالة علمية .وتوفي سكنر عام .١٩٩۰ المبادئ األساسية للنظرية السلوكية •يقول كوبر وآخرون ( )١٩٨٧وكذلك مايكل ( )١٩٨٦بأن علم السلوك قد بدأ بشكل رسمي مع صدور كتاب سكنر سلوك العضوية عام ١٩٣٨والذي يوضح أعمال سكنر في مختبر علم النفس حين قسم سكنر السلوك الى نوعين :استجابي تستجره المثيرات غير الشرطية ،وإجرائي يتأثر بالمثيرات التي تتبعه ،ولقد أطلق سكنر على هذا العلم بالتحليل التجريبي للسلوك ،حيث حدد الخطوط العريضة للبحث في هذا العلم. ١٦٨ • انطلق سكنر من مسلمات ثالث :األولى والتي اتفق بها سكنر مع واطسون حول وجود قانون الحتمية ،أي أن هناك قانون يحكم السلوك اإلنساني سواء االستجابي منه او االجرائي ،وبالنسبة لإلجرائي فالسلوك محكوم بنتائجه .فإذا كانت نتائجه إيجابية تزداد احتمالية تكراره في المستقبل ،وفي المواقف المشابهة أما اذا كانت نتائجه سلبية فتقل احتمالية تكراره في المستقبل وفي المواقف المشابهة ،والمسلمة الثانية هي إيمان سكنر بأن السلوك اإلنساني يمكن التنبؤ به ،أما المسلمة الثالثة وهي الضبط والتحكم فإنه من الممكن تهيئة الظروف المناسبة إما الى زيادة تكرار السلوك او الى انهائه ،وقد تعدّى اهتمامه بالماضي ليركز على حاضر ومستقبل الكائن الحي. • إذن نستطيع فهم االنسان والتنبؤ بسلوكه وتحديد منهج حياته بناء على المثيرات المتعددة وطريقة استجابته لها ،ولهذا اهتم سكنر للتحليل الوظيفي للسلوك ،حيث يدرس المثيرات السابقة للسلوك والسلوك نفسه ،والنتائج التي تتبع ذلك السلوك سواء كانت نتائجه ثوابية أو عقابية. • أما فيما يحخص الشخصية فإن سكنر لم يعط باال كبيرا ً لهذا المفهوم ،ذلك أن إيمانه الكبير بتغير السلوك وإمكانيه تعديله وضبطه يجعل من الشخصية أمرا ً غير ثابت ،ولذلك فإن لكل واحد طريقته الخاصة في االستجابة للمثيرات الواحدة ،وهكذا فالتشابه بين الناس أمر غير دقيق أي ال يوجد عناصر مشتركة بينهم (.)Skinner, 1953 • األمر الوحيد المشترك بين الناس ،وهو ضرورة االستجابة للمثيرات التي يتعرض لها الكائن الحي ،ولكن الكثير من خصائص المثيرات هي التي تحدد الشكل الذي تكون عليه االستجابة وهذا يختلف عند الشخص نفسه. ١٦٩ • ولقد ساعد عمل سكنر في مختبر علم النفس في وضع قوانين التعلم والسلوك ،وجعله يركز على السلوك المالحظ القابل للقياس ورفض تلك المفاهيم واالفتراضات التي تصف السلوك اإلنساني بأوصاف تحتاج هي األخرى الى تفسير .فالمثيرات الخارجية هي التي تحدد احتمالية تكرار السلوك من عدمه ،وقد ركز سكنر بشكل كبير على أهمية التعزيز في تشكل سلوك التفاعل االجتماعي ودور السلوك اللفظي في زيادة وتحسين العالقات االجتماعية. • وكما أشرنا سابقا ً بأن سكنر رفض تلك المسميات التي تحتاج الى تفسير كمفهوم اإلرادة واإلرادة الحرة ألنها مفاهيم عير واقعية ال تخضع للمالحظة والقياس ،وكأن سكنر يقول بأننا ال نملك سوى االستجابة للمثيرات البيئة ألنها أقوى ،فالبرد الشديد يفرض علينا أن نرتدي مالبس ثقيلة مهما كان نوع اإلرادة التي نتحلى بها. •لذلك فقد رفض سكنر مفهوم العقل ،النه ال يقدم أي إضافة في تفسير السلوك ،فالمفوم نفسه بحاجة الى تفسير ،وربما يقصد الفرد بالعقل المعرفة ،لذلك فالمعرفة هي السلوك الذي يظهر عند حدوث مثير معين ،وكذلك األمر نفسه ينطبق على مفهوم الذات ،ألن كل هذه االمفاهيم استخدمت من أجل تفسير سلوك ال يمكن تفسيره بشكل مالحظ بسبب عجز الكثيرين عن ذلك ، لهذا نجد سكنر ينكر هذه المفاهيم. •إن الفرد وخالل مسيرة حياته يتعلم من عملية االشراط الكثير من السلوكات التي تساعده على التكيف ويتعلم طريقة االستجابة التي تناسب كل موقف بالنسبة له ،ولهذا نجد أن الطريق في االستجابة تتعدل وتتغير؛ أي أنها ال تتسم بالثبات فمن الصعب أن نقول إن هذا الشخص تتميز شخصيته بكذا وكذا ،ولكننا نرى كيف يتصرفون تبأ بسلوكه حسب المواقف التي اعتاد أن يتصرف بها ونتفاجأ ويتغيرها وتعديلها بسبب الخبرة التي يمر بها اإلنسان. ١٧۰ • لقد قدم سكنرمفهوم تعديل السلوك والذي أصبح مدار حديث الكثيرين من العاملين في مجال العالج النفسي ،وبات يستخدم بشكل كبير للتخلص من السلوك ىاالضطرابات النفسية ،وقد أظهرت الدراسات بأن العالج السلوكي قد القى نجاحا ً كبيرا ً في ذلك ،وخصوصا ً مع فئة األطفال والمعوقين ،وكذلك الكثير من االضطرابات النفسية التي يعاني منها الكبار كالمخاوف المرضية. التقييم: تعتبر نظرية سكنر من النظريات التي قدمت الى العلم الكثير من حيث المنهجية -1 والمعرفة التي تتعلق بفم سلوك الكائن الحي وإمكانية تعديله. تميزت نظرية سكنر بالبساطة لرفضها استخدام الكثير من المفاهيم المعقدة التي -2 ال يمكنها تفسير الظاهرة السلوكية من خاللها ،وألنها ال تعتمد على المالحظة والقياس. قدم لنا مبادئ التعليم تحديدا ً ووضع جداول التعزيز وقدم لعلم النفس التجريبي -3 الكثير من التطبيقات وخصوصا ً فيما يتعلق بصندوق سكنر. استخدمت نظرية سكنر في مجال التربية وعلم النفس الصناعي والجيش. -4 اعترضت الكثير من مدارس علم النفس على تبسيط النظرية بهذا الشكل وإنكار -5 سكنر لدور العمليات المعرفية في تحديد االستجابة للمثيرات المختلفة. القت النظرية السلوكية نجاحا ً كبيرا ً في مجال العالج النفسي. -6 ومن أهم ما يميز نظرية سكنر قابليتها للتطبيق واالختبار والبحث. -7 كما أثار سكنر علماء النفس اإلنساني عندما أنكر مسألة اإلرادة الحرة ،فاالنسان -8 له الحرية بأن يختار ما يريد ومتى يكون ذلك حسب رأيهم. .١٧٢+١٧١ الفصل الثامن نظرية التعلم االجتماعي -ألبرت باندورا. ١٧٣ ولد ألبرت باندورا عام ١٩٢٥في البرتا – كندا ،لم يكن والداه متعلمين ،ولكنها اهتما بالتعليم وقد شجعا باندورا على التعلم الذي كان يعتمد على الجهد الذاتي لنادورا الن القرية التي نشأ فيها كانت تفتقر للمقومات الالزمة للتعليم ،وقد كان باندورا مشاغبا ً في مراهقته ،درس في جامعة كولومبيا وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أيوا عام ١٩٥٢في علم النفس اإلكلينيكي عمل في االرشاد النفسي في مركز بوالية كنساس ثم التحث بجامعة ستانفورد وبقي هناك ،وأصبح أصبح أستاذا ً في علم النفس هناك عام .١٩٦٤وفي عام ١٩٧٣أصبح رئيسا ً للجمعية األمريكية لعلم النفس ،وفي عام ١٩٨۰حاز على جائزة األعمال العلمية المتميزة من الجمعية األمريكية لعلم النفس ١٧٥ حيث وصف بأنه نموذج متميز للباحث والمدرس ،فقد برزت أبحاثه التي قام بها بشكل كبير في مجاالت متعددة كالتعلم واكتساب الخوف والضبط الذاتي والعالج النفسي .كما أنه عرف بابتكار نظرية التعلم االجتماعي وفاعلية الذات وهو صاحب تجربة دمية بوبو عام .١٩٦١وقد استمر حصوله على جوائز التميز المختلفة وصل عددها الى أربع عشرة جائزة ،وفي عام ٢۰۰٣ حصل على جائزة رفيعة من الجمعية األمريكية لعلم النفس .وهو عالم نفسي متميز قدم الكثير من األعمال والمساهمات في علم النفس وخصوصا ً في علم النفس االجتماعي وعلم نفس الشخصية .وقد صنف باندورا كرابع أكثر عالم نفس يتم االستشهاد به على مر الزمان بعد سكنر ،كما وصف بأنه أعظم عالم نفس على قيد الحياة.)Allin,2003( . المبادئ األساسية للنظرية. •لقد انطلق باندورا من عدة مفاهيم أساسية هي : أن التفاعل اإليجابي والمعايير االجتماعية والظروف االجتماعية تؤثر بشكل -1 كبير في حدوث التعلم ،حيث رأى أن األنماط السلوكية واالجتماعية يتم تعلمها من خالل المحاكاة والتعلم بالمالحظة ،وقد رأى باندورا أن عمليتي التمثيل الخيالية واللفظية ضروريتان كي يتم التعلم بالمالحظة ،حيث أن االنسان كائن اجتماعي يتأثر بسلوك المحيطين به وانفعاالتهم ويتأثر بما تكون عليه نتائج سلوكهن بشكل بدلي. (.)reciprocal أن السلوك اإلنساني ومحدداته الشخصية والبيئية تشكل نظاما ً من التأثيرات -2 المتبادلة والمتفاعلة. ١٧٦ يرى باندورا أن معظم أنواع السلوك اإلنساني ليست محكومة بالتعزيز الفوري -3 الخارجي كما أكد سكنر والسلوكين على ذلك ،بل أن خبراتهم السابقة واألثر القيمي التي تتركه سلوكات اآلخرين على قناعاتهم بالقيام بالسلوك وتوقعاتهم بما سيكتسبون من وراء تقليد ذلك السلوك. ركز باندورا على موضوع ضبط الذات ،وهي صفة ينفرد بها االنسان وذلك عن -4 طريق ترتيب المتغيرات البيئية الموقفية بشكل منظم حسب قناعاته واحتياجه لذلك. •ومن خالل التعلم بالمالحظة (تقليد النموذج) فإن الفرد يتعلّم ثاللث أمور هي: سلوكات جديدة :إن ما يسمعه الفرد ويشاهده من أحداث ومواقف وأفالم وروايات -1 تلعب دور النوذج بالنسبة للفرد ،فيكتسب مهارات وسلوكيات تمكنه من أدائها مستقبالً عندما يحين الوقت. الكف والتوقف :إن معرفة ما يتعرض له النموذج من نتائج تساعد الفرد على -2 التمييز بين السلوك الذي تكون نتائجه عقابية فكيف الفرد يتوقف عن التقليد والقيام به وأما تلك التي تكون نتائجه معززة فيعمد إلى تكراره. التسهيل :إن مالحظة الفرد لسلوك النوذج يسهل تعلم وتعميم ذلك الى خبرات -3 جديدة. • لقد كان باندورا عالما ً سلوكيا ً لكنه لم يقتنع تماما ً بدور التعزيز في تعلم وتكرار السلوك ، وتأثير العوامل الخارجية كما يقول السلوكيون بل نظر إلى أهمية العوامل الداخلية والخارجية صت عليه المدرسة السلوكية من ان العوامل الخارجية في التي تحدد السلوك، معا ً رافضا ً ما ن ّ ١٧٧ بل ان العمليات المعرفية من تفكير وتخيل وإدراك وتذكر تساعد الفرد على تعلم ما يراه مناسبا ً ، وأن يختار القرار المناسب حيال ما يشاهد او يسمع ،إذن العمليات المعرفية باإلضافة الى العوامل الخارجية تلعب دورا مجتمعا ً في تعلم السلوك ومن ثم أدائه ،فاالنسان تتشكل معرفته من خالل التعلم الذي يعتمد على العوامل الداخلية وكذلك الخارجية ،كما أنه ليس من الضروري للفرد أن يمر بالتجربة حتى يتعلم من نتائجها بل من خالل مالحظة اآلخرين الذين يمرون بتجربة معينة فيتعلم من نتائج تلك الخبرات التي يمرون بها عند مشاهدته لهم .وقد ركز باندورا على أهمية التأثر بنموذج معين في حياة االنسان ،فلكل منا نموذج يحتذى به ،هذا النموذج يتميز بالجاذبية والشهرة والتألُّق والمكانة االجتماعية ،فنميل الى تقليد سلوكه وطريقة حياته ،لذلك عرفت نظريته بالنظرية المعرفية االجتماعية. • ويمر االتعلم بالتموذج بأربعة مراحل هي: مرحلة االنتباه :تتركز في انتباه الفرد للنموذج ووجود الرغبة واالهتمام لديه، -1 فيعمل على تركيز المالحظة لما يقوم به النموذج. مرحلة االحتفاظ :وهي عملية االحتفاظ واالكتساب لما تعلمه والحظه من النموذج -2 فيعمل على حفظ ما الحظه واكتسبه من خبرات ؛ حيث سيقوم الحقا ً باسترجاع هذه المعلومات او السلوكات التي قام بها النموذج ومن ثم ينتقل الى المرحلة الثالثة. ١٧٨ مرحلة األداء أو اإلنتاج :حيث يترجم ما تعلّم الى أداء فيقوم بأداء ما تعلمه سابقا ً -3 والذي قام بتخزينه. مرحلة الدافعية :تعتمد الدافعية على نتائج السلوك فإذا كانت النتائج إيجابية فإن -4 ذلك سيزيد من احتمالية زيادة السلوك ،في حين أن النتائج المؤلمة تقلل من دافعية الفرد لتكرار السلوك. •إذن التعلم بالنسبة لباندورا يتم من خالل المالحظة ،وليس فقط من تأثير التعزيز في التعليم، ولكنه لم ينكر أثر التعزيز في السلوك ،لذلك تؤكد نظرية باندورا على أهمية التفاعل الحتمي المتبادل المستمر للسلوك والمعرفة والتأثيرات البيئية في اكتساب الخبرة ،وبناء عليه فإن معظم السلوك اإلنساني متعلم من خالل المالحظة إما بشكل مقصود او من خالل الصدفة. • وال بد من اإلشارة هنا الى هناك عوامل ثالثة تؤثر في عملية تقليد النموذج هي: خصائص النموذج :حيث يجب أن يكون النموذج يمثل نفس المرحلة العمرية -1 والمركز االجتماعي والكفاءة والمكانة مما سيدفع االفراد الى االيمان به وتقليده. صفات الشخص المالحظ :وهو الشخص الذي سيقوم بتقليد النموذج ،هذا -2 الشخص يجب ان يتمتع بالرغبة واالستعداد والقدرة الجسدية على تقليد النموذج وكذلك العمر الزمني واالستعداد العقلي وإدراكه ألهمية النموذج. نتائج السلوك :تتأثر دافعية الفرد في تكرار السلوك بناء على ما ستكون عليه -3 نتائج سلوك النموذج ،ففي حين تؤدي النتائج العقابية الى كف الفرد عن تقليد النموذج، تعمل النتائج اإليجابية على سعي الفرد الجاد لتقليد النموذج. ١٧٩ •الكفاءة الذاتية :يرى باندورا أن كل فرد يدرك تماما ً ما لديه من إمكانات تساعده على تحقيق ما يصبو اليه فيطور مهاراته وقدراته .وكلما كانت الكفاءة الذاتية ذات مستوى عا ٍل فإن ذلك يؤدي إلى زيادة ثقة الفرد في قدراته على أداء السلوكات التي تساعده في ضبط البيئة وتحقيق الهدف ،وقد ر ّكز باندورا على مفهوم اإلرادة الحرة وهو األمر الذي يساعد الناس على زيادة دافعيتهم المثمرة وزيادة أدائهم الفعال ،ويرى أن اإلرادة الحرة تعمل على مساعدة الفرد في التحكم ببيئته ،بعكس ما قاله سكنر من أن من أن مفهوم اإلرادة الحرة غير صحيح ،ألننا نستجيب للبيئة دون وجود لحرية الخيار. •إذن فالشخصية هي ما يتعلمه االنسان وما يكتسبه من خالل مالحظته لما يتوقع أنه مفيد بالنسبة له ،فاالنسان في المحصلة كائن اجتماعي يحتك بمن حوله ويتعلم منهم ،فهو كائن اجتماعي يتعلم ما يريد ويقوم بأدائه عندما يحتاج لذلك ،وعملية التقليد تسهل له تعلم أشياء جديدة وتعميم أفكار جديدة ،وغالبا ما يؤدي ذلك الى تدريب الفرد على عملية الضبط االجتماعي ،فيعمل االنسان على ترتيب أولوياته وما يحتاج اليه من أفكار او أنماط سلوكية متنوعة. ١٨۰ التقييم : -1لقد اهتم باندورا بدور عملية التقليد ومالحظة النموذج في تعلم ما يتوقع أنه مفيد له. -2لم يهمل العوامل الداخليه باإلضافة الى العوامل الخارجية في تأثيرها في عملية التعلم ،بعكس السلوكيين الذين رأوا أن العمليات الداخلية ،إنما تساهم في صعوبة تفسير عملية التعلم. -3ركز على عملية التعزيز البديل؛ حيث إن رؤية النموذج المقلد يتعزز مما يؤدي الى اكتساب الخبرة وليس بالضرورة ان نمر بالتجربة ذاتها حتى نتعلم. -4أن نتائج مالحظة النموذج تساهم في عملية زيادة الدافعية لدى الفرد. -5كما أنه قدم لنا مفهوم الكفائة الذاتية التي تركز على مدى قناعة الفرد بإمكاناته وقدراته على أداء السلوكات المختلفة ،مما كان لهذه الفكرة سبيل الى الكثير من البحوث والمناقشات حول فاعلية هذا المفهوم. ١٨١ الفصل التاسع النظريات اإلنسانية الظاهراتية -1كارل روجرز -2أبراهام ماسلو .١٨٣ كارل روجرز ١٩٨٧-١٩۰٢ ولد كارل روجرز عام ١٩۰٢بوالية ألينوي من أسرة مكونة من ستة أخوة ترتيبه الرابع بينهم، وقد اتصف بأنه حساس وساخر في نفس الوقت ،وقد امتاز بقابليته للتعامل مع اآلخرين بيسر وسهولة على الرغم من حبه للوحدة .كانت أسرته متدينة ،لذلك فقد كان محبا ً لقراءة القصص الدينية ،والكتب العلمية ،تخصص في دراسته الجامعية في الزراعة والتاريخ ولم يلبث ان توقف عن هذا التخصص ،ثم حاول دراسة الدين والالهوت ،ولم يلبث أن توقف عن ذلك أيضا ً ليلتحق بجامعة كولومبيا لدراسة علم نفس الطفل. وحصل على درجة الدكتوراه علم ١٩٢٨بعدها عمل في مركز توجيه األطفال .ولقد تأثر روجرز بأدلر واستفاد من منهجه كثيراً ،كما تأثر بالعالم أتورانك الذي انشق عن فرويد من خالل قناعاته بأهمية تقبل العميل وعالقة الطفل بوالدته. ١٨٥ وبعد ذلك بدأ عمله في تطوير نظريته التي تتركز حول العميل .تولى روجرز العالج والتدريس واإلدارة في جامعة أوهايو وشيكاغو وغيرها .وقد تولى رئاسة الجمعية االمريكية لعلم النفس عام .١٩٤٧وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة المشاركة العلمية وجائزة المساهمة المحترفة المتميزة وقد كان العالم األول الذي يحصل على هاتين الجائزتين معاً .أسس مركز الدراسة الشخصية في كالفورنيا ،وقد مات عام .١٩٨٧ المبادئ األساسية للنظرية نظرية الذات. يكون • تقوم نظرية روجرز على االيمان بأهمية الفرد مهما كانت المشكالت التي يواجهها فهو ّ مصيره بنفسه وقد استند روجرز في نظريته على مفاهيم أساسية هي: أوال :االنسان إن االنسان كل منظم يتصرف في مجاله الظاهري من أجل أن يحقق ذاته. -1 إن اإلنسان خير في طبعه وال حاجة للسيطرة عليه. -2 ثانياً :الذات :وقد عرفها زهران ١٩٨۰على انها تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتقيمات الخاصة بالفرد ،يقوم ببلورته ويعتبره تعريفا ً نفسيا ً لذاته .إذن يكونه الفرد عن نفسه من تصورات وأفكار أي أنها فكرة الفرد عن نفسه .فقد يرى هي ما ّ االنسان نفسه قويا ً او ضعيفا ً او مكافحا ً او كريما ً او عصبيا ً وغيره .ولذلك قسم الذات الى ثالثة أنواع هي : ١٨٦ الذات الحقيقية :وهي الصورة الواقعية الحقيقة عن الفرد كما هي في الواقع دون -1 تغيير. الذات المدركة :وهي الصورة التي يرى فيها الفرد نفسه التي تتطور وتنمو من -2 خالل تعامل الفرد مع االخرين ،فالشخص الذي يجد نفسه كريما كما يصفه اآلخرون فإنه سيجد نفسه كريما. الذات االجتماعية :وهي الصورة التي يراه بها اآلخرين ،أي كما يتوقعون منه -3 التصرف في موقف ما .فالفرد يتصرف هنا بطريقة يتوقعها االخرون أي تلك التي تنال استحسانهم. الذات المثالية :وهي تلك التي تمثل طموحات الفرد وما يرغب في الوصول اليه. -4 والذات في حالة نمو وتغير مستمر بسبب تفاعل الفرد في مجاله الظاهري ،ولذلك وضع مبادئ مهمة لنظرية التمركز حول العميل هي: -1أن الفرد يعيش في عالم متغير من الخبرات يكونها حسب تلك الخبرات المتنوعة وتكون بمثابة المرشد له في القيام بالتصرفات التي تتناسب مع ذاته. -2هذه الخبرات هي الحقائق التي تتناسب مع ذاته المدركة. -3تنمو الذات بسبب تفاعل الفرد مع بيئته وتعامله مع المحيطين به وميله لتحقيق ذاته. -4يتم حفظ هذه الخبرات وترميزها مع ما يتناسب وذاته أو تجاهلها إذا اختلفت معه. -5إن لم تواجه الذات تهديدا من هذه الخبرات فمن الممكن ان تبقى أي ان مشاعره تؤثر فيه. -6إن تشويه الخبرات وانكارها يؤدي الى عدم التكيف. -7كلما اقتنع الفرد بضرورة بناء الذات ازداد فهمه لذاته ١٨٧ بناء الشخصية: بالنسبة لروجرز فإنه يرى أن الشخصية بناء على ما سبق ذكره تتكون من اآلتي: اإلنسان بكافة مكوناته النفسية والجسمية والعقلية. -1 المجال الظاهري وتشمل كافة الخبرات التي مرة بها الفرد وحسب هذا المجال -2 يتحدد سلوك الفرد الذات وهي جميع التصورات والمفاهيم التي يكونوها الفرد عن نفسه من خالل -3 تفاعله مع البيئة وهي أساس بناء الشخصية •نمو الشخصية: ولكي الشخصية فإنه البد له من تفاعل تبادل مع البيئة التي يوجد بها أي مجاله الظاهري في العوامل البيولوجية ليست هي األساس تلك المؤثرات البيئية وهي التي تشكل عالم الخبرة والواقع للفرد وهنا نجد أنه أقوى دافع للفرد هو ميله لتحقيق الذات الذي يجعله يستغل طاقاته وقدراته با اقصى ما يستطيع ففي بداية حياة الفرد تتركز المجاالت على إشباع حاجاته العضوية مثل اشباع الحاجات األساسية كالطعام والشراب والنوم واالبتعاد عن األلم ومن ثم تتطور في ما بعد جنبا إلى جنب مع نمو بالذات لتتركز في حاجتين أساسيتين هما الحاجة إلى تقدير اآلخرين ايجابا والثاني الحاجة إلى تقدير الذات. ١٨٨ الحاجة إلى االعتبار اإليجابي من قبل األخرين :يشترك جميع البشر -1 بصفة مشتركة وهي حاجتهم إلى القبول من اآلخرين من حيث الحب واالحترام والتقدير وخصوصا من األشخاص الذين يثون لنا شينا كالوالدين والمدرسين والمسؤولين .إن هذا االعتبار اإليجابي ليس سهل المنال بل يحتاج من الفرد القيام بتحقيق مطالب اآلخرين .وعندما يسلك الفرد السلوك اإليجابي المقبول في تحقيق طلبات األخرين فإنه يحظى باحترامهم وتقديرهم أي دافع االستحسان والقبول اإلجتماعي الحاجة إلى االعتبار الذاتي :إن النجاح والتقدم والحصول على التقدير اإليجابي -2 من قبل اآلخرين يدفع الفرد للبدء في تكوين وتنمية اعتبار إيجابي للذات بحيث ينظر الفرد لذاته بشكل إيجابي ،أسامه الرضا والتقدير االضطراب النفسي: إذا أخفق الفرد في تحقيق مطالب المجتمع بشكل إيجابي بسبب الصراع الذي يتطور بين رغباته ومطالبه و مطالب المجتمع فإن هذا يؤدي إلى االضطراب النفسي ،لذلك فاالضطراب النفسي ينشأ بسبب سوء التوافق وعدم وجود تطابق بين مفهوم الذات والخبرة مما يعيق تحقيق الذات لدى الفرد ،فقد تتطابق الخبرة مع مفهوم اآلخرين ولكنها ال تتطابق مع مفاهيم الفرد نفسه مما يجعله يعترض على مفاهيمهم ومطالبهم مما يسبب له التوتر والشعور باالغتراب وتسبب له المعاناة وتفشل حيله الدفاعية في التكيف مع تلك المواقف مما تدفعه إلى عدم االلتزام بها فيتطور لديه صراعا و إحباطا. و هكذا نرى أن روجرز انطلق من إيمانه العميق بعلم النفس اإلنساني الذي يعتمد أصال على احترام اإلنسان وقيمه وقيمته الشخصية ١٨٩ وخبراته وحريته وإبداعاته واهتماماته حيث پري روجرز أن طبيعة اإلنسان خيرة وليست سلبية فاإلنسان يتمتع باإلرادة الحرة فهو يختار ما يناسبة ،فالشخصية ال تخضع لمبدأ الحتمية ،أو بوجود جوانب معينة تحكم ملوكه ،فاإلنسان قادر على حل مشكالته حسب اعتقاده هذه الطبيعة اإليجابية تتأثر بالطفولة التي تشكل الشخصية بشكل كبير و مهم تماما كما تؤثر مراحل النمو الالحقة في تطور الشخصية ،حتى يصل اإلنسان إلى مرحلة تحقيق الذات. • ربما رفض روجرز أهمية السنوات الخمس األولى التي تحدث عنها فرويد في تشكيل الشخصية بسبب إيمانه القوي بطبيعة اإلنسان التفاؤلية وعدم ميله للصراع مع اآلخرين ،فاإلنسان ليس محكومة بغرائز ودوافع عدوانية ،فقد رفض أن تكون ميكانزمات الدفاع األولية مثل النكوص والتبرير وغيره من الحيل الدفاعية أن تكون قاعدة أساسية في سلوك اإلنسان ،لذلك فكل ما يختار اإلنسان لتحقيق ذاته من الممكن أن يكون مناسبة لآلخرين .لذلك فقد اعتقد أن الدافع األساسي لما يقوم به الناس هو رغبتهم في تحقيق ذواتهم وأن المشكالت النفسية يسببها عدم التالؤم بين الذات والذات المثالية والذات المدركة ،ويمكن تالفي ذلك من خالل تقليل المشاعر اإلنسانية بشكل غير مشروط • لقد تبنى روجرز االتجاه العضوي الذي يرى أن الكائن الحي "اإلنسان" كائن كلي ال يمكن فصله أو تجزئة جوانبه النفسية والروحية والجسمية إال بالطرق العلمية المصطنعة ،لذلك أطلق على نظريته نظرية التمركز حول العميل ١٩٠ • ولقد وضع روجرز عددا من المفاهيم األساسية مثل مفهوم التفعيل العام والنوعي .Actualizationوهذه الظاهرة موجودة لدى كافة الكائنات الحية ،والمقصود بذلك ميل الكائن الحي لتنمية طاقاته التي تساهم في المحافظة على تطوره وزيادة المعرفة لديه ،والتفعيل له عدة صفات هي: عضوي :أي أنه استعداد بيولوجي ينعكس على أداء الوظائف الكلية للكائن الحي -1 عملية نشطة :هي عملية تتطلب جهدا ومحاوالت التحقيق أهداف معينة. -2 اتجاهي :أي أنه ليس عشوائيا فاألمر يحتاج إلى التنظيم والتكاثرواالستقالل. -3 انتقائي :أي أنه ال ينطبق على كافة إمكانيات الفرد وقدراتها بل عملية تنتقي ما -4 يحتاج إليه الفرد في تكيفه التقييم ركزت نظرية كارل روجرز على ضرورة التركيز على حرية الشخص وضرورة احترام وتقدير الفرد. .2النظرة اإليجابية للفرد. .3تنتهج منهجا ديموقراطيا فيما يتعلق بحياة الفرد. .4أساليبها العالجية سهلة وممكن تطبيقها بسهولة. .5هي منهج وسيط بين التحليل النفسي والسلوكي .6تشير إلى أهمية معرفة توجهات اإلنسان وفكره وحياته قبل العمل معه . سلبياتها: يهمل عملية التشخيص بخالف بقية المدارس النفسية األخرى. -1 يهتم بما يمتلك االنسان من معرفة وخبرات ،فالفرد هو مصدر المعلومات -2 وتعتمد على رؤية الفرد للوضع كما يراه وليس كما هو فعال ،أي االعتماد على التقرير الذاتي. الكثير من المفاهيم التي قدمها بحاجة الى ترجمة وتفسير. -3 ١٩١ ١٩٢ ولد العالم أبراهام ماسلو في مدينة نيويورك بأمريكا من والدين يهوديين هاجرا من روسيا إلى أمريكا .وقد كانت أمه متدينة جدا وقاسية معه لم تتوقف عن تعنيفه ولعنه وكان والده غائبا وضعيف التأثير ،مما كان لهذا الوضع أثر كبير في حياته له سبعة أخوة ،كان والديه يتمنيان أن يتعلموا جميعا ،وقد كان ماسلو الوحيد بينهم الذي تولع بقراءة الكتب ،ضغط عليه والداه واجراه على دراسة القانون واستمر في ذلك لمدة ثالثة فصول ثم ترك كلية القانون وتوجه إلى جامعة وسكنسن ليدرس فيها علم النفس وحصل على البكالوريوس في علم النفس عام 1931ثم الدكتوراه عام .1934ويعتبر من مؤسسي معهد اپسالن في كاليفورنيا .وقد كانت نظريته في الترتيب الهرمي الحاجات اإلنسانية وخصوصا فيما يتعلق بتحقيق الذات أثرا كبير في علم النفس .كما طور ماسلو ما يعرف بالنظرية الشخصية التي أثرت في الكثير من الميادين وخصوصا ميدان التعليم .واعتبر من علماء النفس اإلنسانيين الذي يؤمنون بقدرة الفرد على تشكيل حياته دون الرجوع إلى محركات ميكانيكية ١٩٣ أخرى ،كما اقترضت بعض المدارس النفسية توفي ماسلو عام 1970بعد معاناة طويلة مع المرض. المبادئ األساسية للنظرية •لقد كانت اهتمامات ماسلو واضحة في دوافع الشخصية فقد بين ان الدوافع أو الحاجات اإلنسانية تسير وفق نظام تصاعدي من حيث األولوية والتأثير ،هذه الحاجات األساسية مشابهة للغريزة مخد الحيوان ،فاإلنسان تحرکه غرائزه بشكل بسيط وطبيعي ثم ينمو ويتطور بد ذلك .ثم يضيف أن البيئة المثالية تلعب دورا مهما في تشكيل شخصية اإلنسان من حيث االستقامة واألخالق والصدق وبذاك ينمو جسده بشكل مكتمل وبفضل هذه الصفات ،فإن اإلنسان بطور قدراته الكامنة أما إذا كانت البينة غير مناسبة فإن نمو الفرد وشخصيته تجعل من تصرفها غير مناسب ،وغير منضبط فمن الضروري أن يتم إشباع الحاجات األساسية التي تعمل على بقاء الكائن الحي ،ومن ثم تبرز ضرورة إشباع الحاجات التي تتبع في المدرج الهرمي ،وهكذا حتى يصل الفرد إلى أعلى سلم الحاجات الهرمي ،ولن يستطيع الفرد االنتقال إلى الدرجة الالحقة ما لم يقم بإشباع الدرجة التي سبقتها ،أي التسلسل في إشباع الحاجات .إذن على الفرد أن يرتقي سلم الحاجات لكي يشبع كل دافع من هذه الدوافع خالل صعوده إلى القمة التي تعمل على إيصال الفرد إلى تحقيق الذات ،ويتألف هرم الحاجات عند ماسلو من اآلتي: ١٩٤ هرم ماسلو الحاجات اإلنسانية الحاجات الفسيولوجية physiological needs :وهي تلك الحاجات التي -1 تعمل على بقاء الفرد واستمرار حياته ،كالماء والغذاء واالكسجين والتزاوج واالخراجوالنوم .وان اإلخفاق في اشباع أي من هذه الحاجات يبقيها في حالة سيطرة على شخصية االنسان حتى يقوم باشباعها وان لم يفعل فسوف تؤدي الى هالكه .وقد نادى ماسلو بأهمية اشباع هذه الحاجات بحيث تتحمل مسؤوليتها الدولة ام لم يتمكن من ذلك الفرد. ١٩٥ .٢حاجات األمنSafety Needs :وتشمل هذه الحاجة ضرورة المحافظ على حالة االستقرار والشعور باألمن والطمأنينة واالبتعاد عن التهديد والخطر والتخلص من الخوف والقلق كما تشمل وجود مصدر مؤمن من الرزق والعيش .ويعمل الفرد على بناء مسكن يأويه لتكون أسرته بامن وهدوء واستقرار ،ويرى مالو أن لدى الناس مشكلة في تجاوز هذه الحاجة وذلك لشعورهم الدائم والمستمر من عدم ثبات ذلك الوضع فالناس لديهم شعور مبالغ فيه بهذا الخصوص. .٣في حاجات الحب واالنتماء Love and belonging Needs:إن اشباع الفرد لحاجاته األساسية يدفعه للبحث عن إشباع حاجاته العاطفية فيث عن إقامة عالقات إنسانية وصداقات في بيئته االجتماعية .وربما يعمل الفرد في هذه المرحلة إلى االلتحاق بالنادي الرياضي أو الشلة أو الجمعيات .إن هذه الحاجة كما يرى ماسلو حاجة قهرية علية إشباعها وإن لم يفعل فسوف تبقى قائمة طيلة حياته. .4حاجات التقدير واالحترام : Esteem Needsعلى اإلنسان أن ينتهي من إشباع حاجاته السابقة حتى ينتقل بنجاح نحو الحاجة الرابعة وهي التي تكلل سعيه بالنجاح من خالل قناعته بأهمية نفسه وكذلك تقدير األخرين له .ويرى ماسلو أن هذه الحاجة لها جانبان ،األول يتعلق باحترام الفرد لنفسه أو اإلحساس الداخلي بالقيمة الذاتية ،والجانب اآلخر متعلق بحاجة الفرد إلى اكتساب االحترام والتقدير من اآلخرين وكذلك تطوير الوضع االجتماعي الذي يحظى بالتقدير ،وإن لم يتم إشباع هذه الحاجة فإن اإلنسان يفقد اعتداده بنفسه ويشعر بالضعف واالنهزامية ويشعر بأنه إنسان فاشل. ١٩٦ لقد أطلق ماسلو على هذه الحاجات األربع " حاجات العجز ويقول ماسلو إن لم يتمكن اإلنسان من الحصول على كفايته من هذه الحاجات، فإن هناك نداء دائم من الداخل يحثه على ضرورة اإلشباع الحاجة إلى تحقيق الذات Self-actualization :أن إشباع الحاجات السابقة ينشط الرغبة لديه نحو االنطالق لتحقيق ذاته .ويعرف ماسلو تحقيق الذات على أنه سعي الفرد لكي يكون قادرا على القيام بالعمل الذي يرغب به من تلقاء نفسه حيث إنه يملك المهارة والقدرة على ذلك .فالذي يحب الكتابة يحب يوما بأن يصبح كاتبا والذي يحب الطب يحب يوما أن يصبح طبيبا .فكل إنسان لديه قدرة معينة ممكن أن يتفوق بها خصوصا إذا وجد البيئة المناسبة لذلك وتم توجيهه بطريقة صحيحة عندها يحقق الفرد ذاته ،والشخص الذي يحقق ذاته يتصف بالنبل والتسامح والطيبة والتواضع وبعد النظر واإلبداع والجد .لذلك فهو ال يشعر بالغيرة ممن يوازونه باإلبداع والتفوق .وأضاف أن المحقق ذاته بعض الصفات السلبية مثل االنطواء واالنسحاب واقتصار عالقاته على بعض األشخاص المقربين .ويضيف ماسلو أن بعضا من الشخصيات العامة استطاعت الوصول إلى مرحلة تحقيق الذات ويعتقد أن ما نسبته %2هم من يستطيع الوصول إلى هذه المرحلة ،ويعود السبب في إعاقة الكثيرين من الوصول الى هذه المرحلة إلى سيطرة المهيمنين على المراكز العلمية والخدمية ،وهم من يعيق تقدم المبدعين والساعين إلى تحقيق ذواتهم. ١٩٧ ويمتاز األشخاص المحققي لذاتهم بالصفات اآلتية (ربيع)2013 ، .1إدراك عال للواقع :فهم يدركون العالم المحيط من حولهم بمستوى عال من الوعي وال يتاثر وعيهم هذا بالعوامل الذاتية كالخوف ،والتردد بل أنهم يسعون بكل ثقة واقتدار نحو العالم المحيط بهم. .2تقبل الذات وتقبل ذوات األخرين :فهم يتقبلون ذاتهم وكذلك األخرين دون تحريف أو تشويه، ويعترفون بجوانب القوة والضعف لديهم ولدی االخرين .3المبادأة والبساطة :فهم صريحون ومستقيمون ويتصرفون على سجيتهم دون تصنع وال يخفون عواطفهم. .4التركيز على حل المشكالت :فهم يمتازون بالتفاني ويقدسون عملهم بشكل كبير ويعملون بجد. .5الرغبة في االستقالل :يرغبون في االستقالل واالعتماد على الذات وال يحبون أن يكونوا عالة على غيرهم. .6االنغماس الدائم :ينظرون للعالم المحيط بهم بشعور مريح ويستمتعون بالطبيعة وتغيراتها وكأنه يراه ألول مرة. .7تجربة القمة :يشعرون بالزهو واالمتنان والفرح ويشعر الفرد بالقوة وكأنه أنجز شيئا مهما مميزا .8االهتمام االجتماعي :فهم شديدو التعاطف مع اآلخرين ويشعرون باالكتئاب بسبب سلوك اآلخرين السلبي ،ولكنهم يتميزون بحب الناس من حولهم وير غب في مساعدة اآلخرين. و العالقات البين شخصية :تتميز عالقاتهم بمن يحبون بالعمق والتفاني واإلخالص والخصوصية ،وغالبا ما يكون أصدقاؤهم من نفس نوعيتهم. ١٩٨ .10االبتكارية :يتمتعون بقدر كبير من االبتكارية ،فلديهم أصالة بما يقدمون من أعمال .11الشخصية الديموقراطية :هم أشخاص يتقبلون اآلخرين بصدر رحب ويتسمون بالصبر والتحمل ،يستمعون لوجهات نظر اآلخرين باهتمام واحترام .12مقاومة الثقافة السائدة :ال يخضعون للثقافة السائدة وال يسمحون لها في السيطرة على حياتهم رغم عدم تمردهم الواضح عليها. التقييم اإليجابيات: .1لقد ركز على إنسانية اإلنسان وحريته. .2أكد على أن اعتقادات اإلنسان وقيمه وحاجاته مالزمة لوجود اإلنسان. .3قال إن اإلنسان قادر على توجيه ذاته وقادر على بناء مجتمع المدينة الفاضلة .4إن التنظيم الهرمي الذي اقترحه ماسلو مفيد بصفة خاصة للناس الذين يهتمون باإلدارة الشخصية والتسويق والعمليات التنظيمية. السلبيات: .1يشير ( )Allen, 2006إلى أن معظم أوجه النقص في نظريته تعود إلى مسألة تفعيل الذات يليه مفهوم هرمية الحاجات. .2لقد أهمل ماسلو أثر ودور الثقافة في توفير البدائل. .3الكثير من مفاهيم ماسلو صعبة وال يمكن ترجمتها. ١٩٩ الفصل العاشر النظريات االجتماعية المعرفية .1والتر ميشيل -2جوليان روتر 201 النظرية االجتماعية المعرفية يعتبر العالمان والتر ميشيل وروتر من رواد هذه المدرسة التي تأثرت أصالً بأفكار عالم النفس المعرفي كيلي حيث؛ ركزا كالهما على أهمية المواقف االجتماعية التي نمر بها .وقد كان ميتشيل تلميذا لروتر .وقد شددا على أنه ال يمكن دراسة الشخصية بمعزل عن المواقف االجتماعية التي يمر بها الفرد مما جعالهما يعترضان على نظرية السمات ذلك أن السلوك ثابت في المواقف االجتماعية ولهذا السبب لم يستعمال مفهوم السمة في نظريتهما .حيث ترى هذه النظرية أن الفرد يتعلم من اآلخرين من خالل التفاعل إذ تساهم الخبرات المعرفية والعوامل الشخصية والمواقف االجتماعية في التأثير في شخصية الفرد .لذلك فالعوامل المعرفية هي األهم بالنسبة لهم فهي المحدد األساسي لما سيقوم به الفرد من سلوك. 203 والتر ميشيل W. Mischel 1930- ولد والتر ميشيل عام 1930في فيينا بالقرب من منزل فرويد .وقد غادر ميشيل المانيا بسبب النازية عام 1938الى نيويورك بأمريكا .وبسبب فقره فقد عمل بمهن مختلفة قبل ان يلتحق في جامعة نيويورك ليحصل على بكالوريوس في علم النفس .ثم عمل في جامعة كولورادو ثم انتقل الى جامعة ستانفورد .وفي عام 1991التحق باألكاديمية األمريكية لآلداب و العلوم .وقد منح أخيرا ً عضوية األكاديمية القومية للعلوم ،ومازال ميشيل يعمل على مشروع لدراسة التحكم في الذات عند األطفال المعرضين للخطر في مدينة نيويورك. 205 المبادئ األساسية للنظرية ربما كان اعتراضه على نظرية السمات من اكثر األمور أهمية حيث رفض فكرة ثباتالسمات وتأثير المحددات الداخلية في تشكيل السلوك الذي يعتبر ثابتا ً عبر المواقف االجتماعية ، واألمر اآلخر هو ايمانه بان العمليات المعرفية والوجدانية تعمل كمحددات أساسية للسلوك، وقد اعتمد ميشيل مفهوم نظام الشخصية الوجداني المعرفي Cognitive Affective Personality System وقد تناول ميشيل عددا ً من المفاهيم األساسية منها: . 1الكفاءة :تحتوي الكفاءة على القدرات المعرفية الالزمة لفهم الموقف والذي يجب على الفرد أن يتصرف بفاعلية خالل هذا الموقف واألمر اآلخر أن تؤدي هذه السلوكات الى النجاح في ذلك الموقف .فالكفاءة تعني أن نعرف ما ينبغي علينا القيام به في موقف ما وان نكون قادرين على القيام به .فكل موقف بحد ذاته يتطلب كفاءات مختلفة كي نتصرف بفاعلية. .2وصف االحداث وتمييزها :ان فهم الموقف امرا ً ضروريا ً بالنسبة لميشيل الن كل موقف بحد ذاته له خصائص ومؤشرات تؤدي الى احداث معينة ،وهنا تتشارك وصف االحداث مع الموقف ليظهرا ضمن نسق معين .ويجب ان ندرك ان أفعال االخرين ليست هي االحداث السلوكية الوحيدة في الموقف بل هي جزء منه ،هنا يستطيع الفرد من خالل الكفاءة المعرفية ان يتحقق من أساليب سلوكية معينة يؤديها والتي يكون لها دور هام في تغيير الموقف مما تجعله يؤديها بفاعلية اكبر. .3التوقعات :ان مرور الفرد بخبرات كثيرة وعلى مدى فترات تجعله يكون تاريخا ً جيدا ً من العالقات واالرتباطات بين المثيرات واالستجابات ،وهذا 206 يدفع الفرد الى توقع االحداث وذلك حسب ترابطها وعالقتها ،فيستطيع الفرد ان يميز متى وأين، وكيف سيكون شكل السلوك حسب هذه المثيرات .فحضور الطبيب الى العيادة وارتدائه المريول األبيض يجعلنا نتوقع مباشرة وبناء على الخبرات السابقة استعداده لمعاينة المرضى. لذلك فالجميع يعرفون وبناء على توقعاتهم فيما اذا كانت النتائج إيجابية او سلبية. .4قيم النواتج :ان قيامنا او تكرارنا لسلوك معين مبني أصال على الخبرات السابقة وكيف كانت نتائج ذلك السلوك .ولكن ان لم يستطع االنسان فهم مالمح واحداث الموقف ولم يقدر على تمييزه فانه لن يستطيع ان يتوقع كيف تكون النتائج ،حتى وإن امتلك قدرات جيدة .وعندما يتعلم الفرد طبيعة العالقات بين الموقف ونتائجه فانه يستطيع ان يبني استراتيجيات تؤدي الى سلوكات تسبب في حدوث نواتج قيمة. .5خطط تنظيم الذات :يحتاج أي موقف في البداية الى فهمه واستيعابه حتى يتسنى لنا وضع الخطط المناسبة للتعامل مع ذلك الموقف .ان هذا األمر أي التخطيط يتطور نتيجة للخبرات والنتائج ،فيستطيع الفرد ترتيب اموره ووضع خطط تتناسب مع المواقف المختلفة وزيادة على ذلك التعامل مع التطورات المفاجئة لذلك الموقف. .6تأجيل اإلشباع :ومن األمور التي تلعب دورا ً مهما ً في الشخصية اإلنسانية هو موضوع تأجيل االشباع ،فاألفراد لديهم تقدير مختلف للموقف وكل حسب خبراته وتوقعاته والنتائج التي مر بها في المواقف المختلفة .فبعض االفراد يرى ان ضرورة تأجيل االشباع افضل عندما تكون النتائج المتوقعة اكبر في حين يفضل االخرون سرعة االشباع وعدم تأجيل ،واالكتفاء بما يرونه من نتائج اكيدة خيرا ً من تأجيل االشباع. 207 رأيه في الشخصية: ختاما ً نجد ان ميشيل يرى ان الشخصية اإلنسانية ليست مجرد عددا ً من السمات والثابتة عبر الزمن ،بل ان الشخصية اإلنسانية هي تلك التي تمتلك الكفاءة والقدرة المعرفية للتعامل مع المواقف ،ومن ثم القيام بالسلوك المناسب .ثم ان كل موقف يمر به االنسان له مالمح مادية ومعنوية ،وهكذا يعمل الفرد على ترتيبها وتنظيمها لتساعده مستقبالً على القيام باالستجابة الصحيحة المناسبة للموقف ،ويضيف انها من اكثر المالمح أهمية هي الشخص نفسه .وقد ركز ميشيل على التوقع الذي يعتمد على الخبرات السابقة التي تساعد على التنبؤ بالنتائج المستقبلية. ومن ثم نجد أن عملية تقييم النتائج وأهميتها األمر الذي يزيد من القيام بالسلوك الصحيح .كما أن النجاح يعني وجود أساليب السلوك التي تؤدي بفاعلية مما يترتب عليها نتائج يقيمها الشخص نفسه بشكل واقعي وجيد. التقييم اإليجابيات: .1اعتراضه على نظرية السمات التي تركز على ثبات السمة التي تؤدي الى ثبات السلوك ،مما دفع العلماء إلى إعادة النظر في مفهوم السمة كمحدد أساسي للشخصية. .2اهتمامه وتركيزه على أهمية التفاعلية التي تشير إلى أن السلوك يتباين بوضوح عبر المواقف وال يبقى ثابتاً. 208 .3ركز على مفهوم تأجيل اإلشباع لما له من تطبيقات هامة حيث ربط القدرة على تأجيل اإلشباع بشكل قوي مع التحصيل األكاديمي والثبات االنفعالي والتحكم في الدوافع ،بل اهتم بضرورة تعليم وتدريب األطفال على تأجيل اإلشباع لما له أهمية في النتائج المستقبلية. .4لقد دفعت العلماء للقيام بالكثير من البحوث حول مفاهيم النظرية. السلبيات: .1لم يقم بمعالجة االنفعاالت وأثرها في السلوك بشكل كافٍ . 209 جوليان روتر J.Rotter 1916-2014 ولد روتر عام 1916لوالدين يهوديين في مدينة نيويورك بأمريكا .درس علم النفس في كلية بروكلين كتخصص فرعي حيث كان تخصصه األصلي هو الكيمياء ،األمر الذي جعله يعتمد على التفكير العلمي في دراسته لعلم النفس .وقد تأثر بماسلو في بداية حياته ومن ثم قرأ لفرويد وأدلر ،كما أنه كان من المعجبين بالعالم آش وتجاربه حول االمتثال .حصل على درجة الماجستير في علم النفس من جامعة أيوا ،ثم الدكتوراه من جامعة إنديانا .وعمل بعد ذلك كأخصائي إكلينيكي في مستشفى الوالية ،ثم عمل في الجيش وركز اهتمامه على تنمية نظريته في التعلم االجتماعي. 211 المبادئ األساسية للنظرية يتأثر الناس في سلوكهم في نتائج الموقف ،وبناء عليه فهم يطورون اتجاها ً نحو السلوك .وهكذاتظهر الفروق الفردية بين الناس .ففي دراسة له تعرض المفحوصين إلى أثر الصدفة وإلى أثر المهارة في التصرف .وتحث شروط الصدفة يخبر المفحوصين أن الحظ هو الذي سيحدد ما سيقومون به ،في حين أصحاب المهارة يجدون أن قدراتهم الشخصية هي التي ستحدد أدائهم. تطرق روتر إلى خمسة مفاهيم أساسية هي:.1التعزيز Reinforcement :وقد عرفه بأنه أي حدث له تأثير في مسار السلوك ونوعه. .2قيمة التعزيز Reinforcement Value:وهي عملية تفضيل أي المعززات يحتاجها اإلنسان عندما تكون هناك عدد من المعززات المختلفة التي تتساوى في األهمية .ويقرر اإلنسان أي أكثر هذه المعززات أهمية بنا ًء على الخبرات التي مر بها. .3الموقف النفسي Psychological Situation :تعتمد المواقف النفسية على الشخص نفسه فهو يصنفها في فئات وأوليات ،لذلك تختلف من شخص آلخر. .4التوقع Expectancy:اعتقاد الفرد بأن ثمة معززا ً معينا ً سيحدث عند قيامه بسلوك معين في موقف محدد. .5مركز الضبط Locus of Control:وهذا لب نظرية روتر ،فمركز الضبط يعني الدرجة التي يتوقع فيها الفرد أن التعزيز لسلوكهم إنما 212 يتوقف على خصائصهم الشخصية مقابل الدرجة التي يعتقدون أنها تعود إلى الصدفة أو الحظ أو القدر أو األشخاص المؤثرين .ولذلك فإن ضبط النتائج تتحكم به إما مهارات الفرد وقدراته أو الحظ والقدر ،ومركز الضبط نوعان: .1الضبط الداخليInternal Control :إن أصحاب الضبط الداخلي يؤمنون بأن اإلنجاز وتحقيق األهداف أو النجاح أو الفشل إنما يعتمد على قدرات الفرد ومهاراته ،وليست على الحظ أو القدر أو مساهمات اآلخرين ولذلك فهو يتحمل كامل المسؤولية عن أفعاله. .2الضبط الخارجي :External Control :أما أصحاب الضبط الخارجي ،فإن نجاحهم أو فشلهم إنما يعود إلى الحظ والصدفة والقدر واألشخاص المؤثرين في حياتهم أو أية عوامل بيئية أخرى .وتجدر اإلشارة هنا إلى أن مركز الضبط ال يعني سمة الشخص كما شدد روتر على نفي ذلك. وتتميز خصائص أصحاب الضبط الخارجي والداخلي باآلتي:أ .االمتثال وعدم التكيف :أصحاب الضبط الخارجي يعتقدون بأنهم ضحايا سوء الحظ وأنهم تعرضوا للظلم من اآلخرين وبرغبة منهم فهم يذعنون لآلخرين ويسايرونهم .وقد أكد روتر أن جماعة الضبط الخارجي والداخلي يعانون من سوء التوافق ولكنه عدل تفكيره الحقاً .بينما يؤمن أصحاب الضبط الداخلي بأنهم يحققون إنجازاتهم بناء على مهاراتهم وقدراتهم ،وأن فشلهم يعود إلى أسباب شخصية منهم. ب .إساءة استخدام المواد :بالمقارنة بين نوعي الضبط الداخلي والخارجي نجد أن أصحاب الضبط الداخلي أكثر إساءة في استخدام المواد كالكحول 213 مثالً ويشير فارس( )1976أن سبب ذلك يعود إلى التقديرات العالية في التوجه الداخلي. ت .صعوبات التعلم والتوقع :فاألشخاص خارجي الضبط يعانون من صعوبات التعلم والتوقع في حين أن أصحاب التوجه الداخلي يدركون ما يجب عليهم القيام به من أجل تحقيق أهدافهم. ث .الطالق والتوافق الزواجي :كالهما الداخلي والخارجي يستجيب نحو الطالق بطرق مختلفة. وقد دلت الدراسات أن النساء يصبحن ذات توجه خارجي في فترة الطالق ثم يعدن الى التوجه الداخلي مع مرور الوقت .ويظهر أصحاب الضبط الداخلي شعورا ً حزينا ً قبل الطالق مباشرة ويقل بعد االنتهاء من عملية الطالق. ج .االضطراب النفسي والجسدي :يشير ألين ( )2006إلى أن عالمة النفس النمساوية هكسيل وجدت أن مفحوصيها من أصحاب التوجه الداخلي يعانون أعراضا ً اقل من اضطراب األلكسيثميا (التبلد االنفعالي) مقارنة مع أصحاب التوجه الخارجي .وقد حصلوا على درجات أعلى على مقياس التعلق اآلمن .أما فيما يتعلق باالضطرابات الجسمية فإن أصحاب الضبط الداخلي حصلوا على درجات مرتفعة على مقياس الضبط. ح .القدرة المالية :لقد أيدت الدراسات التي أجريت على عينة في الصين أجراها ليم وطومسن من أن أصحاب التوجه الداخلي كانوا اكثر تقديرا ً لميزانياتهم وحساب المصروفات وااليرادات بينما كان أصحاب التوجه الخارجي اكثر زيادة في النفقات. خ .مجال العمل واالنضباط :لقد بدأ واضحا ً أن األشخاص أصحاب التوجه الداخلي كانوا اكثر إنتاجية وضبطا ً في مجال العمل. 214 الشخصية عند روتر وختاماً :نرى أن روتر يرى أن ما يحدد الشخصية بالنسبة له هو مركز الضبط الذي يتطورعند االنسان نتيجة للخبرة والمعرفة والمهارة ،كما تلعب التنشئة االجتماعية دورا ً مهما ً في ذلك. لكن من المهم أن نعرف أن هنا كدورا ً مهما ً لعملية التدريب والممارسة على تحمل مسؤولية أفعالنا والتي تعمل على توجيهنا نحو مجال الضبط الداخلي .وتلعب المعززات دورا ً كذلك في طريقة تصرفنا نحو األمور التي تؤدي الى نتائج إيجابية كما هو الحال للتوقع الذي يجعلنا نحدد من خالل خبراتنا نوع السلوك المالئم للموقف .وبناء على ذلك فإن الشخصية التي تتمتع بضبط داخلي ينتظرها مستقبل أكاديمي ومالي افضل من تلك التي تتمتع بضبط خارجي. التقييم: اإليجابيات: .1لقد أحدثت نظرية روتر صدى كبيرا ً في علم النفس مما جعل الكثيرون يندفعون إلجراء البحوث النفسية حول مركز الضبط وربطه بالعديد من المتغيرات. .2لقد أكد روتر أن الفرد قادر على فهم السلوك اإلنساني إذا ما وضع في اعتباره محددات عديدة منها التأثيرات الموقفية. 215 .3ركز روتر على انعكاس أثر مركز الضبط في جوانب حياة االنسان المختلفة. .4لقد أيد الكثير من العاملين في مجال علم النفس على أهمية مركز الضبط ومصداقيته. السلبيات: .1لقد اقتصر مفهوم نظرية روتر على مفهوم واحد تقريبا ً هو مركز الضبط ،ومن الصعب جدا ً أن يفسر هذا المفهوم جوانب عديدة في شخصية اإلنسان. .2لقد استعان بالكثير من المفاهيم من النظريات األخرى لدرجة أحيانا ً تجد تشابها ً مفاهيميا ً مع نظريات أخرى على الرغم من رفض روتر لذلك. 216 الفصل الحادي عشر النظريات المعرفية السلوكية .1ألبرت أليس "العالج العقالني المعرفي .2أرون بيك "" العالج المعرفي 217 ألبرت أليس Albert Alice 1931-2007 ولد ألبرت أليس عام 1931في مدينة بيتسبرج في والية بنسلفانيا وتوفي عام 2007 وهو أمريكي األصل طور نظرية العالج العقالني المعرفي السلوكي ( )REBTحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة كولومبيا .أسس معهد ألبرت أليس في نيويورك وترأسه لسنوات عديدة ويعتبر من أوائل الذين عملوا في التركيز على التحول المعرفي في علم النفس المرضي .وهو بحق يعتبر مؤسس العالج المعرفي السلوكي وقد وصفته مجلة سيكولوجي تودي قبل وفاته بأنه أعظم عالم نفس. لقد أبدى أخصائيو علم النفس السلوكي اهتماما ً كبيرا ً بالسلوك المالحظ القابل للقياس ومن هذا المنطلق رفض السلوكيون التعامل واالهتمام 219 باتجاهات علم النفس األخرى مثل اتجاه التحليل النفسي .ولذلك ظهر اتجاه وسط يجمع ما بين االتجاه السلوكي واالتجاهات األخرى أطلق عليه االتجاه المعرفي السلوكي Cognitive Private Eventsمثل Behaviorism.ويركز االتجاه المعرفي على األحداث الخاصة االعتقاد ،والتفكير ،واإلدراك والتخيل. ويرى المعرفيون أن أهم طريقة لمساعدة الفرد في التخلص من المشكالت التي تواجهه إنما تكون بالتخلص من األفكار والمعتقدات السلبية التي تسبب الشقاء للفرد واستبدالها بأخرى مفيدة له .ولقد استعان األخصائيون في هذا المجال باإلجراءات المستعملة في تعديل السلوك والتي يستعملها السلوكيون ،لذا فقد أطلق هؤالء المعرفيون على أنفسهم جماعة تعديل السلوك المعرفي. ولقد حاول السلوكيون دوما ً اللجوء إلى الدقة المتناهية في اختيارهم للسلوك المراد تعديله ومن ثم تعريف السلوك إجرائيا ً لهذا نجد معظم المفاهيم المستعملة في مجال تعديل السلوك واضحة ومحددة وقابلة للمالحظة والقياس .ولعل اعتراض السلوكيين على مفاهيم المعرفيين كتلك التي ذكرناها سابقا ً يأتي من خالل كونها ال تشير بشكل محدد ودقيق إلى السلوك ،وبالتالي ال يمكن اتباع إجراءات تعديل السلوك مع السلوكات غير المالحظة بنفس الدقة والنجاعة عندما تخضع السلوكات للمالحظة المباشرة. 220 المبادئ األساسية للنظرية الشخصية بشكل عام من وجهة نظر المعرفيين: إن اإلنسان بتأثر بشكل كبير بما لديه من معتقدات وأفكار بأنواعها المختلفة وتؤثر في نظرته لألحداث التي يمر بها .إن عملية تفسيره للمواقف المختلفة تتأثر بشكل كبير بما لديه من أفكار خاطئة غير واقعية بسبب النظرة غير الواقعية في تفسير المواقف .عن نظرته للواقع وللمستقبل مشوهة ولذلك أحكامه غير عقالنية .فبناء الشخصية إنما يتأثر بكل تلك العوامل، وكلما تميز اإلنسان بواقعيته اتجهت الشخصية نحو السواء والتكيف المالئم. اإلجراءات المعرفية يشير مارتين وبيرز ( )1983إلى أن اإلجراءات المعرفية قامت على افتراضين :األول هو أن الفرد يترجم ويتصرف مع األحداث حسب إدراكه ألهميتها .أي أن هناك عمليات معرفية وسطية ما بين المثير واالستجابة .واالفتراض الثاني هو أن العجز المعرفي يسبب اضطرابات انفعالية أي أن عدم قدرة الفرد على التعامل مع هذه المواقف بسبب أفكاره وآرائه ومعتقداته السلبية يسبب له التوتر االنفعالي .ولهذا يكون التركيز واالهتمام في العالج هو في مدى تغيير المستوى المعرفي عند الفرد .ولهذا يعمد األخصائيون إلى تغيير السلوك االنفعالي من خالل تغيير وتبديل معتقدات الفرد واتجاهاته وآرائه .لهذا يهتم األخصائي بتصورات الفرد وتخيالته عن نفسه .ويشير مارتين إلى أن أهمية وفاعلية العالج جاءت مما نشر من دراسات الحالة 221 وليس من خالل أبحاث ودراسات تتمتع بضبط تجريبي عا ٍل ومن هذه اإلجراءات: (.1العالج العقالني العاطفي) مساهمات ألبرت أليس: لعل من أبرز المعرفيين الذي أسهموا في تطوير هذا االتجاه ،العالم المعرفي ألبرت أليس. فكما قال أليس إن ردود الفعل االنفعالية السلبية التي يقوم بها الفرد إنما تصدر عن معتقداته حول تلك الحوادث أو الخبرات وليس عن تلك الخبرات بحد ذاتها فالمعتقدات غير الصحيحة أو غير المنطقية تنتج سلوكا ً غير سوي ولهذا وكما أشرنا سابقا ً يقوم العالج االنفعالي العقالني على أساس التصدي لمعتقدات المريض غير المنطقية غير المنطقية ومساعدته على استبدالها وتكوين معتقدات صحيحة ( الحجار.)1990 ، ولقد أطلق عليها نظرية ABCحيث يتم تحليل الموقف بالشكل اآلتي :إن الخبرة التي حصلت في Aوإن االعتقاد هو Bوالذي تأثر بالخبرة Aأدت إلى سلوك انفعالي أو نتيجة .Cلذلك وبناء عليه نجد أن Aال تسبب Cولكن Bهي التي أدت إلى ذلك .يعني أن المعتقد هو الذي يدفع الفرد للتصرف بالطريقة غير المنطقية. ويرى أليس أن الناس يشتركون في غايتين أساسيتين هما :المحافظة على الحياة والثانية اإلحساس بالسعادة النسبية والتحرر من األلم ( الشناوي وعبد الرحمن .) 1998 ،والعقالنية إنما تكون من خالل التفكير المنطقي الذي يؤدي إلى تحقيق هذين الهدفين. لذلك فإمن االنفعاالت غير المناسبة كالقلق أو الخوف أو الغضب هي انفعاالت قد تطورت أصالً بسبب األفكار غير العقالنية التي يحملها الفرد. 222 واألشخاص لديهم استعداد فطري وميل مكتسب ألن يكونوا عقالنيين وبنفس الوقت غير عقالنيين .فاإلنسان لديه الميل في أن يعيش بسعادة وهناء وأن يتبنى أفكارا ً ومعتقدات تحقق له ذلك ،وفي نفس الوقت لدى الناس ميل في أن يكونوا مدمرين لحياتهم ولآلخرين من حولهم ويسلكون السلوكات نفسها التي أدت إلى تدمير حياتهم وحياة اآلخرين. مثال على تحليل أليس: .Aتقدم لالمتحان وحصل على عالمة أقل من الوسط .Bاألفكار المرتبطة بالموقف A .1الشخص األول ( أفكاره عقالنية) يقول :إن العالمة المتدنية أزعجتني وال أقبلها ،ولكن ال بد أن هناك سبب أدى إلى حصولي على هذه العالمة. .2الشخص الثاني(لديه أفكار غير عقالنية) يقول كم هو مؤلم أن أحصل على مثل هذه العالمة، وأنا ال أقبل هذا الوضع ،ألن هذه العالمة ستسبب في طردي من الجامعة. :Cالنتائج المرغوبة: الشخص األول :الشعور باألسف واإلحباط لما حصل ،ويتبعها نتائج سلوكية مناسبة مثل :اتباعطرق أخرى في الدراسة واالستعانة بالمالحظات واالمتحانات السابقة أثناء الدراسة ،والرجوع إلى مدرس المادة عندما يشعر بعدم فهمه للمادة. 223 الشخص الثاني :يقول :لقد أحسست باأللم والضياع والقلق ،ويتبعها نتائج سلوكية غير مرغوبةمثالً يقول :لن أتقدم لالمتحان مرة أخرى ،أو سألجأ لطرق غير مشروعة من أجل النجاح. ويتأثر الفرد بنوع من األنانية إذا يرى أن قيامه بالعمل بشكل جيد هو بهدف الحصول على رضى اآلخرين وحتى ال يتهم بأنه فاشل ،أي أن الدافع هو ليس مبدأ شخصيا ً وإنما بهدف الحصول على رأي إيجابي من اآلخرين مرتبط بالموقف بينما في الحقيقة يبدو الفرد على خالف ذلك .وكذلك يرى الفرد أن على اآلخرين أن يكونوا جيدين معه وأن يعاملوه بلطف وإذا قاموا بعكس ذلك فهم ال يفهمون وكذلك يفترض الفرد أنه ال بد من أن تسير الحياة والظروف بشكل يخدم مصالحه دوماً. األسباب الكامنة وراء االضطرابات كما يراها ألبرت أليس: قد يتبنى الفرد كما أشرنا سابقا ً عددا ً من األفكار غير العقالنية التي تكون هي سبب شقائه وتصرفه غير المنطقي وغير العقالني حيال كثير من المواقف .ومن هذه األفكار غير العقالنية: .1يجب أن يكون الشخص الراشد محبوبا ً من الجميع وأن يرضى الجميع عن كل شيء يقوم به. .2هناك تصرفات غير الئقة يقوم بها البعض ويجب أن يعاقب مرتكبوها. .3من المؤلم أن تسير األمور بعكس ما نرغب. .4أن معاناة الفرد وآالمه إنما بسبب األحداث واألشخاص الموجودين في بيئته. 224 .5إذا حدث وأن ظهر شيء مخيف أو مزعج في حياتنا ،فإنه ينبغي أن ننشغل به بشكل كبير وأن ننزعج ونتضايق بسببه وأن ننكد على أنفسنا. .6من األفضل أن نتجنب مصاعب الحياة والمسؤوليات الشخصية التي نواجهها. .7نحن بحاجة لآلخرين األقوياء كي نلقي مسؤولياتنا عليهم. .8يجب أن يتصف اإلنسان بالحذاقة والذكاء واإلنجاز في كافة مجاالت الحياة. .9أي حادث أثر على حياتك سلبا ً فإن هذا الحادث سيستمر في ذلك االتجاه. .10يجب على الفرد أن يكون قادرا ً على التحكم في بعض األشياء . .11أن سعادة اإلنسان تتحقق من خالل عدم قيامه بما ينبغي القيام به ،أي االبتعاد عن العمل الصحيح كي ال يتصف اإلنسان بالخطأ. .12أن الواحد منا غير قادر على التحكم في انفعاالته. .13يجب أن يحزن الفرد لمشكالت واضطرابات وأحزان اآلخرين. خطوات العالج: .1إقناع العميل باألفكار المنطقية والعقالنية. .2أن يطلب من العميل مراقبة ذاته والتعرف إلى األفكار غير العقالنية التي يقوم بها. .3مواجهة األفكار غير العقالنية وتقديم تفسير منطقي لألحداث. 225 .4تدريب الفرد على الحديث الذاتي ان يحدث الفرد نفسه على استعمال العبارات العقالنية. . 5تكليف العميل القيام بواجبات منزلية تتعلق بتدوين األفكار غير العقالنية وكيفية إحالل األفكار العقالنية مكانها وكذلك ،واجبات تتعلق في تعامله مع الناس بهدف إزالة التحسس ومساعدته بالتالي على التفكير السليم والتصرف بشكل عقالني مع اآلخرين. .6ضرورة استخدام التعزيز وتقنيات اإلشراط االجرائي من اجل تدريب الفرد على تنظيم الذات ،وعلى تبديل السلوك غير المقبول بآخر مقبول .فمن خالل تعزيزه عند القيام باالستجابة الصحيحة التي ترتكز على المعتقدات الصحيحة بدالً من تلك الخاطئة فنحن عندئذ نثبت األفكار الصحيحة ونساعده كي تحل مكان تلك غير الصحيحة ،وكذلك من الممكن أن نستعمل وسائل العقاب المختلفة لتحقيق هذا الهدف أيضاً. .7من الممكن جدا ً اإلفادة من االرشاد الجمعي او جلسات العالج الجماعية بحيث يعرض االفراد المواقف والمعتقدات التي سيطرت على تصرف الفرد غير العقالني ويسهم افراد المجموعة في إعطاء التغذية الراجعة حول ذلك. التقييم: اإليجابيات .1تساعد مفاهيم أليس ونظريته الفرد في التعرف على ذاته. .2التعرف إلى تأثير األفكار الالعقالنية وأثرها في تعاسة الفرد. 226 .3تدريب الفرد على تطوير األفكار العقالنية. .4تناسب مجتمعاتنا العربية التي تركز بشكل كبير على األفكار غير العقالنية لتساعدهم في التخلص منها. السلبيات: .1يعتقد الكثيرون أن ليس من حق أي إنسان التدخل في أفكارهم ونوعها ووجوب تغييرها. .2قد تؤدي إلى اعتماد الشخص على اآلخرين لمساعدته في التخلص من أفكاره السلبية. .3يعتبر البعض أن آراء هذه النظرية تسلطية. 227 أرون بيك Aaron T.Beck 1921- ولد آرون بيك عام 1921في رود أيالند بالواليات المتحدة األمريكية من أبوين يهوديين هاجرا من أوكرانيا إلى الواليات المتحدة .تخرج من كلية الطب في جامعة بيل عام .1946قام بتأسيس العالج المعرفي في مطلع الستينات ،وقد كان باحثا ً مميزا ً في مجال علم النفس اإلكلينيكي .فقد بدأ عمله كمحلل نفسي ولكنه لم يقتنع بذلك ،ولذلك بدأ التركيز على التعبيرات اللفظية والشعورية عند مرضى االكتئاب والقلق .ولعل أفضل ما توصل إليه هو أن مرض باالكتئاب والقلق لديهم تحريف واضح للواقع من خالل إدراكه بشكل سلبي .وقد أصبح بيك الرئيس الفخري ألكاديمية العالج المعرفي وهي منظمة 229 غير ربحية ضمت حوالي 500شخص من المعالجين المعرفيين في أنحاء العالم -وكما أشرنا- فقد نشر بيك العديد من األبحاث تجاوزت الخمسمائة بحث .وألف أكثر من سبعة عشر كتاباً .وقد حصل بيك على العديد من الجوائز والدرجات الفخرية ويعتبر أكثر المعالجين تأثيرا ً على مر الزمان. المبادئ األساسية للنظرية .2العالج المعرفي :آرون بيك : من المعروف لدى العاملين في مجال العالج النفسي أن آرون بيك من الذين اشتهروا بعالج االكتئاب .فقد طور طريقة في العالج المعرفي كانت أكثر ما تكون موجهة ومتخصصة في عالج االكتئاب .وقد نشر هذا في كتابه "العالج المعرفي واالضطرابات االنفعالية" في عام 1976حيث أ شار إلى أنه استعمل هذا اإلجراء في عالج الكثير من االضطرابات السلوكية مثل حاالت الخوف والقلق والهستيريا والوسواس القهري واالضطرابات النفس جسمية .وتعتمد طريقة بيك في العالج على إعادة البناء المعرفي ،والهدف من ذلك هو إيجاد أنماط من التفكير العقالني .ويرى بيك بأن األشخاص العصابيين (الذين يعانون من اضطرابات انفعالية ) بأنهم غالبا ً ما ينخرطون في تفكير مشوه غير فاعل وهذا ما يسبب لهم المشاكل. خطوات العالج : .1يجب أن نجعل الفرد واعيا ً باألفكار المشوشة التي تسبب له المشاكل ،وهذه العملية ليست سهلة ،إذ ينبغي على الفرد أن يتعرف إلى االستجابات االنفعالية غير المقبولة التي يقوم بها، ويعرف تلك المثيرات 230 المسببة لها ،وهذا األمر يحتاج إلى مراقبة مستمرة للذات .وبعد أن يصبح الفرد قادرا ً على تحديد هذه األفكار أو االستجابات االنفعالية والمثيرات المشوشة فإن بيك يقترح اتباع أسلوب اختبار الواقع واختبار الفرضيات فيصبح الفرد قادرا ً على التعرف على األفكار المشوشة وأن يتعامل معها على أنها فرضيات وليست واقع وأنها بحاجة إلى اختبار وتمحيص. . 2يعتمد األخصائي على تعزيز التغير في األفكار السلبية ،فاألخصائي يوجه الفرد إلى استعمال فكر يخالف فكره الذي سبب له المشكالت ويرى مدى صحة ومالءمة األفكار الجديدة ،وعندئذ يقوم األخصائي بتعزيزه عندما يتبنى األفكار الجديدة التي تؤدي إلى نتائج إيجابية وهنا يكتشف الفرد بنفسه بأن األفكار السابقة التي كان يتبناها غير صحيحة. .3يعمل بيك مثل ألبرت أليس إلى إعطاء العميل عددا ً من الواجبات والمهام التي يقوم بها في البيت ،والتي تحتوي على عدد من إجراءات تعديل السلوك. ونالحظ أن كل من بيك وأليس يتشابهان في إيمانهما بأن مشكالت الفرد سببها األفكار المشوشة التي يؤمن بها ،باإلضافة إلى إيمان الفرد بالمبالغة والتضخيم .لذلك يرى بيك أن على الفرد أن يعرف اآلتي: .1اإلنسان هو المسؤول عما يقوم به من أعمال وليس الناس من حوله. .2وكذلك أن السلوك الذي يقوم به اآلن ليس له عالقة بالماضي. .3أن الفرد قادر على التخلص من حالته التي يمر بها من خالل تصحيح االستنتاجات الخاطئة. 231 .4اإلنسان قادر على حل مشكالته بنفسه دون الحاجة إلى توجيه من أحد. المفاهيم األساسية في نظرية بيك: .1األفكار التلقائية :وهو ما أطلق عليها األفكار األتوماتيكية وهي ناتجة عن التعامل مع المعلومات التي يستقبلها ومع ما لديه من أبنية معرفية سابقة. .2المخططات المعرفية :وهو ما يؤمن به الفرد من معتقدات وافتراضات وتوقعات التي يكونها الفرد نفسه وهي التي تحكم طبيعة استجابته للمواقف التي يمر بها. .3التوقعات :وهي تلك المرتبطة بمواجهة األحداث وتكون توقعات الفرد عن ذاته في كيفية مواجهة تلك المواقف وكذلك توقعاته نحو اآلخرين والمستقبل. .4االفتراضات :وهي المبادئ األخالقية والقواعد التي تعمم عبر المواقف والتي تؤثر على استنتاجات الفرد اتجاه المواقف. .5التحريفات المعرفية :وهي تلك المعلومات التي يكونها الفرد عن المواقف أو األحداث وهي تختلف تماما ً عن مكونات األحداث فعلياً. .6المثلث المعرفي :وهو ما يشير إلى وجهة النظر السلبية التي يكونها الفرد المكتئب عن ذاته وعن مستقبله ،إذا ً معتقدات الفرد عن نفسه وعن اآلخرين وعن المستقبل هي التي تحدد استجابته لألحداث. لذلك فإن أهم أسباب االضطرابات النفسية ،هو وجود أفكار سلبية لدى الفرد عن ذاته وكذلك أفكار سلبية عن العالم المحيط به ،وأخيرا ً وجود أفكار سلبية عن المستقبل ويرى بيك أن على اإلنسان أن يطور وعيه بعمليات التفكير لديه وأن يعيد بناءه المعرفي وأن يعرف ويحدد ما ينبغي تجنب القيام 232 به ،وما هي الطريقة التي يجب أن ينظر بها إلى أي موقف يمر به .وأن يحدد أهدافا ً لحياته وأن يعمل على اختبار هذه األهداف والوصول إلى نتائج يستفيد منها حقاً .وبذلك يستطيع الفرد الكشف عن الجوانب السلبية والمبالغ فيها وأن يدحض األفكار السلبية ويتخلص منها. وبناء على ذلك استطاع بيك صياغة بعض التشوهات المعرفية التي ظهرت لدى المرضى االكتائبيين الذين عالجهم وهي: كل شيء أو ال شيء :إما أن أحقق كل ما أريد أو أنا انسان فاشل .المبالغة في التعميم :إن لم أنجح في هذا االختبار فلن انجح في أي اختبار اخر.التقليل من أهمية األحداث :إن اهتمام أخي بي كان من باب المجاملة وليس لشيء آخر.االستنتاج غير الصحيح :وهو أن نبني استنتاجاتنا بشكل غير منطقي.التضخيم والتقليل :أن نقلل من شأن وأهمية أدائنا أو نبالغ في إظهار أهميتها.عبارات الوجوب :يجب على الناس أن يكونوا صادقين معي أو يجب عليهم أن يعملوا كذاوكذا. -النقد الذاتي :وهو النظرة السلبية للذات وأن الناس يالحظون هذه الصفات الناقصة. التقييم: .1تعتبر نظرية بيك بإجراءاتها المتنوعة فاعلة ومثالية في عالج ،وفهم الشخصية اإلنسانية وتغيير األفكار والمعتقدات غير العقالنية. 233 .2تساعد الفرد في فهم ما يمتلك من أبنية معرفية ،وإدراك الجوانب السلبية لديه في إدراك معتقداته ،وفي فهم نظرته للعالم من حوله وللمستقبل. السلبيات: .1يقول علماء النفس أن بيك أهمل العمليات المعرفية التي ال يكون المريض شاعرا ً ومدركا ً لها. .2تتجاهل دور العوامل الالشعورية وأهمل العواطف واالنفعاالت. .3إهمال ماضي الفرد. .4التركيز فقط على تأثير التفكير اإليجابي. الخالصة .1لقد ساهم علماء النفس المعرفيين في مجال العالج النفسي وتعديل السلوك ولقد كانت جل مساهمتهم تعتمد على إعادة البناء المعرفي ،إذ أن معظم هذه االتجاهات كانت تركز على العمليات الوسيطية التي تحدث ما بين المثير واالستجابة المقصود بذلك التفكير ،والتخيل، واإلدراك. .2أن سبب تعاسة اإلنسان وشقائه ال تأتي من سلوكه بالدرجة األولى ولكن من طريقة تفكيره "ما يؤمن به وما يعتقد بأنه صحيح" .إن تعديل البناء المعرفي هو المهم في هذا األمر مما يعمل على تصحيح سلوك الفرد تبعا ً لذلك. .3ظهرت العديد من استراتيجيات العالج المعرفية ونذكر منها)1:العالج العقالني العاطفي )2العالج المعرفي "آرون بيك )3أسلوب حل المشكالت )4أسلوب التوجيه الذاتي )5أسلوب التوقف عن التفكير. 234 الباب الثالث: اضطرابات الشخصية واختباراتها .1الفصل الثاني عشر :اضطرابات الشخصية .2الفصل الثالث عشر :االختبارات الشخصية 235 الفصل الثاني عشر اضطرابات الشخصية Personality Disorders لقد أشرنا خالل الفصول السابقة من أن لكل فرد شخصية تتسم بسمات معينة وأنماط سلوكية مختلفة ،فلكل فرد طريقته الخاصة بالتفكير والتعامل مع أمور الحياة المختلفة لذلك فكل شخص منا يعتبر فريد من نوعه .وقد تتحول هذا السمات واألنماط والصفات والطرق التي تتميز بها الشخصية مع مرور األيام إلى أشكال تخرج عن المألوف والحد المقبول على كافة المعايير واألسس فعندما يصبح الفرد متصلبا ً في تفكيره ،وال يستطيع التكيف في المحيط الذي يعيش فيه يصبح مصدر إزعاج لمن حوله وتتحول حياته إلى شكل غير مقبول وتظهر عليه زملة أعراض التوتر والضغط النفسي. إن ما أشرنا إليه هو االضطراب في الشخصية الذي يبدأ في مراحل مبكرة من حياة اإلنسان وتستمر معه طيلة حياته ومن الجدير بالذكر أن انتشار اضطراب الشخصية مرتفع، وتشير البحوث إلى %60-40من المرضى النفسيين هم ممن يعاني من اضطرابات الشخصية، وعلى الرغم من هذا االرتفاع وصعوبة االضطراب إال أن العالج النفسي ممكن وذو نتائج إيجابية . وال بد من اإلشارة إلى أن اضطرابات الشخصية تتميز بمجموعة من األنماط السلوكية الثابتة والتي يصاحبها صعوبة في التكيف ،واإلدراك 237 والدوافع وفي كيفية التعامل والتفاعل مع اآلخرين وفي طريقة السيطرة على انفعاالتهم. تعريف اضطرابات الشخصية: نستنتج مما سبق أن اضطرابات الشخصية عبارة عن خلل في جانب أو أكثر في الشخصية كالتفكير والدوافع والتعامل والتكيف وفقدان المرونة في المواقف المختلفة ،والتصلب وفشل في السيطرة على االنفعاالت .وقد عرف ديفي ( )2016اضطراب الشخصية على " أنه مجموعة من االضطرابات التي تتصف بوجود أطر مستمرة غير مرنة وغير تكيفية من التفكير والسلوك ،والتي تتطور في سن المراهقة أو الرشد المبكر ،وتؤدي إلى إفساد قدرة الفرد الوظيفية .ويضيف بأن دليل التشخيص اإلحصائي الخامس حدد اضطراب الشخصية على أنه نمط مستمر من الخبرة الداخلية والسلوك الذي ينحرف بشكل واضح عن التوقعات الخاصة بثقافة الفرد وهو غير مرن وثابت مع مرور الوقت ،ويؤدي إلى حالة من الضيق ويرتبط غالبا ً بطرق غير صحيحة في تفسير األحداث التي يمر بها الفرد .ويعرفها (ياسين )1988،بأنها مجموعة من االضطرابات التي تصيب الشخصية في واحد أو أكثر من التالي: .1اضطرابات في أنماط الشخصية )Type Disorder( :فتتحول الشخصية إلى عاجزة أو فصامية ،أو دورية أو بارانوية وأنوعها اآلتي: الشخصية العاجزة )Inadequate Personality( :وتتصف بالعجز الدائم عن الوفاءبمطالب الحياة اليومية ،يفشل في التكيف ويشعر بضعف الطاقة وليس لديه هدف واضح ومعظم أفرد هذه الفئة عاطلون عن العمل وهم من ذوي الدخل المحدود أو من هم في السجون. 238 الشخصية الفصامية )Schizoid Personality( :وتتصف هذه الشخصية باالبتعاد عنالواقع واالبتعاد عن المشاركات االجتماعية ،يعيش في أحالم اليقظة ويتمركز حول ذاته. ويبتعد عن المنافسة ويتصف بالجبن والخوف .كما أن مرحلة الطفولة لديه تتسم بالخجل والحساسية المفرطة واالنطواء واالنسحاب الكامل وتظهر أعراض المرض في مرحلة البلوغ ثم تتحول إلى حالة فصامية. الشخصية الدورية( )Cyclothymic Personalityيظهر اضطرابا ً نمطيا ً واضحا ًحيث تظهر حالة االنبساط والمودة والمرح والكرم الزائد مع اآلخرين يليها تغير واضح وحزن واكتئاب وابتعاد عن الناس ويصبح أكثر هياجا ً وغضبا ً عندما يواجه عقبات في حياته سرعان ما يتقلب ما بين المرح والحزن. الشخصية البارانوية( )Paranoid Personalityوهي شخصية شكاكة تتسم بالغيرةوالحسد وتسقط ذلك على اآلخرين ولديه صعوبة في التعامل مع اآلخرين وغالبا ً ما نجدها عند السياسيين ،وتشعر هذه الشخصية باالضطهاد وهذاءات العظمة والعلو والكبرياء والغرور. .2اضطرابات في سمات الشخصية )Form Disorder (:تصبح الشخصية عصابية أو قهرية أو وسواسية أو عدوانية أو غير متزنة انفعاليا ً وأنواعها اآلتي: الشخصية العصابية )Neurotic Personality (:وتتصف بسرعة الغضب والتوتروالتقلب المزاجي وعدم الشعور باألمن النفسي .واقعية ولكنها تتأثر بالضغوط النفسية المتنوعة ،خلل في جزء محدد بالشخصية، 239 لديه بطء في التفكير وسلوك جامد متكرر وتشتت ذهني وضعف في اإلرادة وضعف في التركيز ،يتقبل العالج بعكس الشخصية الفصامية. الشخصية غير المتزنة انفعاليا ً )Emotionally instable Personality( :تظهرانفعاالتهم غير المناسبة تحت أقل الضغوط ،يحبون الجدل والمشاكسة وينهارون بسرعة في حالة تعرضهم لحوادث ،تتصف عالقتهم باآلخرين بالتقلب والهوائية. الشخصية السلبية العدوانية )Passive- Aggressive Personality (:يتصف الفردهنا بأنه سلبي-اتكالي ،سلبي -عدواني ،وعدواني) وربما تتواجد هذه األنواع الثالث عند الفرد .طفولي في سلوكه ،ليس لديه القدرة على حسم األمور وسرعان ما يصابون بالذعر والخوف ،وهم بحاجة إلى السند العاطفي في كل المواقف .وعالقتهما اإلنسانية تتسم بأنها من طرف واحد يتسمون بالعدوانية والكراهية والتذمر واألحقاد والشائعات ويعوزهم النضج الشخصي والضبط اإلرادي. الشخصية القهرية ) Compulsive Personality( :من صفات الفرد هنا أنه يتصفبالدقة والتنظيم إلى حد مفرد وضمير قاسي وتمسك بالمعايير الخلقية واالجتماعية عبر عالقاتهم مع اآلخرين ،ويحاولون فرض معتقداتهم ومعاييرهم على اآلخرين ويشبهون إلى حد ما سلوك الفصاميين القهريين. الشخصية الهستيرية ( ) Hysterical Personalityيعانون من النوبات الهستيريةوعدم االستقرار االنفعالي ،وتوتر وتقلب مزاجي وعجز عن مواجهة مشكالت الحياة المختلفة ،ويسعون نحو عطف واهتمام اآلخرين بل واالعتماد على اآلخرين ولديهم شعور بالالمباالة. 240 الشخصية الوسواسية ) Obsessive Personality ( :يعاني أفراد هذه الشخصية منتسلط أفكار وسواسية غريبة على تفكيرهم ،كأن يعتقدوا أن هناك من يحاول قتلهم أو وضع السهم لهم .هذا النوع من األفكار التسلطية تشكل عصابا ً قهريا ً ال يستطيع اإلنسان التخلص منها. .3اضطرابات في تكيف الشخصية :وهنا يفقد الفرد قدرته على التكيف في المهنة والعمل أو األسرة والبيئة ،وتظهر أعراضها في اضطرابات التبول واإلخراج واضطرابات النوم والغذاء وقد تؤدي بالفرد إلى االنسحاب والجريمة والجنوح والعدوان واالنتحار. .4اضطرابات السلوك الالاجتماعي الشخصية المعادية للمجتمع ( Anti-social )Personalityوالتي تجعل من الفرد شخصية مدمنة على الكحول أو المخدرات أو االنحرافات الجنسية أو السلوك الالاجتماعي .ومن أنواع هذه الشخصية: الشخصية السيكوباتية :وتظهر بداياتها من مرحلة الطفولة ويستمر هذا السلوك معالفرد مدى الحياة ،ويرفض ويقاوم المريض كل أنواع العالج ،وينتشر عادة بين أكثر من فرد في األسرة وتلعب المؤثرات االجتماعية والتنشئة دورا ً كبيرا ً في تطور هذه الشخصية ،وتتسم هذه الشخصية بالعناد والمشاكسة والقلق والتجول بالشوارع ،والميل لتناول المخدرات والكحول ،واالنحرافات الجنسية وهو شخص ال يشعر بالذنب ،متبلد األحاسيس والمشاعر يتصف بالكذب والمبالغة ،وتتصف انفعاالتهم بأنها مؤذية لآلخرين. 241 تصنيف اضطرابات الشخصية ينبغي لنا هنا أن نشير إلى أهم التصنيفات العالمية المعتمدة ،وهما تصنيف دليل التشخيص اإلحصائي األمريكي وتشخيص منظمة الصحة العالمية: .1دليل التشخيص اإلحصائي األمريكي ( )DSMوسوف نشير هنا إلى بدايته وكيف تطور التصنيف: حسب تصنيف ‖ DSM-حيث وضعت تحت قسم اضطرابات الشخصيةكاآلت: غي الذهانية وقسمت واالضطرابات النفسية ر ي .1اضطرابات الشخصية .2االنحرافات الجنسية الكحول .3اإلدمان ي العقاقي والمخدرات .4إدمان ر حسب تصنيف DSM-3وصنفت إل ثالثة أنواع: .1أصحاب السلوك الشاذ أو غريب األطوار مثل الشخصية الزورية أو الفصامية. متقلب األطوار مثل الشخصية العاطف أو .2أصحاب السلوك المأساوي أو ي ي الهستيية. ر .3أصحاب السلوك القلق والخوف مثل الشخصية التجنبية والمعتمدة والوسواسية والقهرية. 242 حسب تصنيف DSM-3-Rوصنفت إل ثالث مجموعات:.1المجموعة األول :تضم الشخصية الزورية والفصامية واضطراب الشخصية من النمط الفصام. ي .2المجموعة الثانية :اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع والشخصية الحدية، الهستيية والشخصية اليجسية. والشخصية ر التجنب ،والشخصية االعتمادية والشخصية .3المجموعة الثالثة :اضطراب الشخصية ي العدوانية والوسواسية القهرية ،وقد اتصفوا بأنهم قلقون وخائفون. حسب تصنيف DSM-4وصنفت إل ثالث مجموعات: .1المجموعة األول :اضطراب الشخصية الزوري واضطراب الشخصية الفصامية. .2المجموعة الثانية :الشخصية المعادية للمجتمع ،واضطراب الشخصية الحدي، الهستيي واضطراب الشخصية اليجسية. واضطراب الشخصية ر .3المجموعة الثالثة :الشخصية التجنبية ،واضطراب الشخصية االعتمادية ،واضطراب غي محدد. الشخصية الوسواسية القهرية واضطراب شخصية ر اإلحصات الخامس DSM-5والذي صدر وسنفرد يف الصفحات اآلتية لدليل التشخيص ي ً ً مؤخرا ميجما كما جاء يف الدليل: غي منشور) (ترجمة د .أنور الحمادي ر اإلحصائ DSM-5 دليل التشخيص ي -2المجموعة Aمن اضطراب الشخصية -1اضطراب الشخصية الزوراني 243 )Paranoid personality disorder (F60.0 -Aارتياب وشك شامل في االخرين بحيث تفسر دوافعهم على أساس من سوء النية ،يبدأ هذا االرتياب منذ البلوغ الباكر ويتبدى في العديد من السياقات كما يستدل عليها بأربعة عبارات ( أو أكثر) من ()1 ()2 ()3 ()4 ()5 ()6 ()7 شبهات دون أساس كاف في أن اآلخرين يستغلونه أو يلحقون به األذى أو يخدعونه. منشغل بشكوك ال مسوغ لها حول وفاء وانتماء األصدقاء والزمالء. يتردد بالوثوق في اآلخرين بسبب الخوف غير المسوغ من أن المعلومات ستستخدم بشكل خبيث ضده. يستنبط من المالحظات أو األحداث البريئة إهانات وتهديدات. يحمل الضغائن بصورة متواصلة ( أي ال يفصح عن اإلهانات أو األذى أو االحتقار). يشعر بالتهجم من قبل االخرين على شخصه أو سمعته ،وقد ال يكون هذا التهجم ظاهرا ً لآلخرين ،وهو سريع االستجابة بالغضب أو القيام بهجوم مضاد. لديه شكوك متكررة دون مسوغ في إخالص الزوج أو الشريك الجنسي. -bال يحدث حصرا ً أثناء حدوث الفصام أو االضطراب ثنائي القطب أو االضطراب االكتئابي مع مظاهر ذهانية أو اضطراب ذهاني آخر وال يعزى للتأثيرات الفسيولوجية المباشرة لحالة طبية أخرى. 244 -2اضطراب الشخصية الفصامية )Schizoid personality disorder (F60.1 -Aنمط شامل من العزلة عن العالقات االجتماعية وتضيق مدى التعبير االنفعالي في المواقف الشخصية ،والذي يبدأ منذ البلوغ الباكر ويظهر في العديد من السياقات كما يستدل عليها بأربعة (أو أكثر) مما يأتي : ()1 ()2 ()3 ()4 ()5 ()6 ()7 ال يرغب وال يستمتع بالعالقات الوثيقة حتى مع أفراد عائلته. غالبا ً ما يختار أنشطة فردية. يبدي رغبة قليلة او معدومة في خوض تجارب جنسية مع شخص اخر. يستمتع بنشاطات قليلة أو ال يستمتع. يفتقر إلى أصدقاء مقربين أو مؤتمنين ما عدا أقارب الدرجة األولى. يظهر ال مباالة إلطراء اآلخرين أو انتقاداتهم. يبدي برودا ً عاطفيا ً أو انعزاالً أو تسطحا ً وجدانياً. -Bال يحدث حصرا ً أثناء سير الفصام أو االضطراب ثنائي القطب أو االضطراب االكتئابي مع مظاهر ذهانية ،أو اضطراب ذهاني آخر أو اضطراب طيف التوحد وال يعزى للتأثيرات الفسيولوجية المباشرة لحالة طبية أخرى. مالحظة :إذا تحققت المعايير قبل بدء الفصام أضف (قبل المرض) مثال (اضطراب الشخصية الفصامية (قبل المرضي). 245 اضطراب الشخصية الفصامي النمط )Schizotypal personality disorder (F21 -Aنمط شامل من الخلل االجتماعي والشخصي والذي يتميز بانزعاج حاد من العالقات الوثيقة وانخفاض القدرة على إقامتها ،باإلضافة إلى انحرافات معرفية أو إدراكية وغرابة في السلوك ،والذي يبدأ منذ البلوغ الباكر ويظهر في العديد من السياقات ،كما يستدل عليه بخمسة (أو أكثر) مما يأتي: ()1 ()2 ()3 ()4 ()5 أفكار اإلشارة (مع نفي أوهام اإلشارة). اعتقادات شاذة أو تفكير سحري يؤثر في السلوك ،وال يتوافق مع المعايير الثقافية ( مثل االعتقاد بالخرافات أو اإليمان باالستبصار ( قوة كشف الغيب) أو (التخاطر أو الحاسة السادسة) وعند األطفال والمراهقين تخيالت أو انشغاالت مستغربة. خبرات إدراكية غير عادية بما فيها أوهام جسدية. تفكير وكالم شاذ( مثال ،غموض ،أو إطناب) أو مجازية ،أو إسهاب أو نمطية). تفكير ارتيابي أو زوري. ()6 ()7 ()8 وجدان غير مناسب أو متحدد. سلوك أو مظهر غريب. انعدام األصدقاء المقربين أو المؤتمنين ما عدا أقارب الدرجة األولى. 246 ( )9قلق اجتماعي مفرط ال يتناقص باأللفة ويميل للترافق مع خوف زوري أكثر منه تقييم سلبي للذات. -Bال يحدث حصرا ً أثناء سير الفصام ،أو االضطراب ثنائي القطب أو االضطراب االكتئابي مع مظاهر ذهانية ،أو اضطراب ذهاني آخر ،أو اضطراب طيف التوحد وال يعزى للتأثيرات الفيزيولوجية المباشرة لحالة طبية أخرى مالحظة :إذا تحققت المعايير قبل بدء الفصام ،أضف (قبل المرض) مثال "اضطراب الشخصية الفصامي النمط (قبل المرضي)" المجموعة Bمن اضطراب الشخصية -1اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع )Antisocial personality disorder (F60.2 -Aنمط شامل من االستهانة بحقوق اآلخرين وانتهاكها منذ سن الخامس عشرة ،كما يستدل عليه بثالثة ( أو أكثر) مما يأتي: ( )1الفشل في االمتثال للمعايير االجتماعية فيما يتعلق بالسلوكات المشروعة كما يستدل على ذلك من تكرر عدم االمتثال. ( )2الخداع ،كما يستدل عليه بالكذب المتكرر أو استخدام األسماء المستعارة أو االحتيال على اآلخرين بهدف المنفعة الشخصية أو المتعة. ( )3االندفاعية أو اإلخفاق في التخطيط للمستقبل. ( )4التململ والعدوانية كما يستدل عليها بالمشاجرات المتكررة والتعديالت. 247 ( )5االستهتار المتهور بسالمة الذات واآلخرين. ( )6الالمسوؤلية الدائمة كما يستدل عليها من اإلخفاق في المحافظة على عمل دائم أو في االلتزامات المالية الشريفة. ( )7االفتقار إلى الشعور بالندم ،كما يستدل عليه بالالمباالة عند إلحاق األذى أو تبريره ،أو عندما يسيء معاملة اآلخرين أو عندما يسرق شخصا ً آخر. -Bعمر الفرد 18سنة على األقل. -Cثمة دليل على اضطراب سلوك بدأ قبل عمر 15سنة. -Dالسلوك المضاد للمجتمع ال يقع حصرا ً في سياق الفصام أو اضطراب ثنائي القطب. اضطراب الشخصية الحدية )Borderline personality disorder (F60.3 نمط شامل من عدم االستقرار في العالقات مع اآلخرين وفي صورة الذات في الوجدان واالندفاعية الواضحة ،والذي يبدأ منذ البلوغ الباكر ويظهر في العديد من السياقات ،كما يستدل عليه بخمسة ( أو أكثر) من المظاهر اآلتية: ()1 محاوالت محمومة لتجنب هجران حقيقي أو متخيل. مالحظة :ال يتضمن السلوك االنتحاري أو المشوه للذات والذي سيذكر في المعيار الخامس. 248 ()2 ()3 ()4 ()5 ()6 ()7 ()8 ()9 نمط العالقات غير المستقرة والحادة مع االخرين يتسم باالنتقال من أقصى الكمال الى اقصى الحط من القدر. اضطراب الهوية :عدم استقرار واضح وثابت في صورة الذات أو اإلحساس بالذات. االندفاعية في مجالين على األقل من المجاالت التي تحمل إمكانية إلحاق األذى بالذات ( مثل االنفاق ،الجنس ،إساءة استعمال المواد ،القيادة المتهورة ،نوبات من األكل المفرط مالحظة :ال يتضمن السلوك االنتحاري أو المشوه للذات الذي سيأتي ذكره في المعيار الخامس. سلوك انتحاري متكرر أو تلميحات أو تهديدات أو سلوك مؤ ٍذ للذات. عدم االستقرار االنفعالي الناجم عن االنفعالية الواضحة للمزاج ( مثل سوء مزاج نوبي حاد أو استثارة أو قلق ،تستمر عادة لعدة ساعات ونادرا ً ما تستمر ألكثر من بضعة أيام). أحاسيس مزمنة بالفراغ. الغضب الشديد غير المناسب أو الصعوبة في لجم الغضب مثل مظاهر متكررة للغضب ،غضب مستمر ،شجارات متكررة. تفكير زوري عابر مرتبط بالشدة أو أعراض تفريقية شديدة. 249 اضطراب الشخصية الهيستيرية )Histrionic personality disorder (F60.4 نمط ثابت من فرط االنفعالية وجذب االنتباه ،والذي يبدأ منذ البلوغ الباكر ويظهر في العديد من السياقات كما يستدل عليه بخمسة (أو أكثر ) من المظاهر اآلتية: ( )1غير مرتاح في المواقف التي ال يكون أو يكون فيها محور االهتمام . ( )2غالبا ً ما يتسم في عالقته مع اآلخرين بسلوك جنسي إغوائي بشكل غير مناسب أو بسلوك مثير. ()3يظهر بسرعة تحوالً وتعبيرا ً سطحيا ً عن العواطف. ( )4يستخدم باستمرار المظهر الجسدي للفت االنتباه. ( )5لديه أسلوب في الكالم مفرط في التعبير(ذاتي) ويفتقر إلى التفاصيل. ()6يبدي حركات تمثيلية ومسرحية وتعبيرا ً مبالغا ً فيه عن العواطف. ( )7لديه قابلية لإليحاء أي يتأثر بسهولة باآلخرين أو الظروف. ( )8يعبر عن عالقة حميمية أكثر مما هي عليه في الواقع. 250 -4اضطراب الشخصية النرجسية )Narcissistic personality disorder (F60.81 نمط ثابت من العظمة ( في الخيال أو السلوك) والحاجة إلى اإلعجاب واالفتقار إلى التعاطف، والذي يبدأ منذ البلوغ الباكر ويتبدى في العديد من السياقات كما يستدل عليه بخمسة ( أو أكثر) من المظاهر اآلتية: ( )1لديه شعور عظمة بأهمية الذات ( مثال يبالغ في اإلنجازات والمواهب ويتوقع أن يعترف به كمتفوق دون أن يحقق إنجازات مكافئة). ( )2مستغرق في خياالت عن النجاح الالمحدود أو القوة أو التألق أو الجمال أو الحب المثالي. ( )3يعتقد أنه متميز وفريد ويمكن فهمه أو يجب أن يصاحب فقط من قبل أناس مميزين أو من طبقة عليا أو من قبل مؤسسات عليا. ()4يتطلب إعجابا ً مفرطاً. ( )5لديه شعور بالصدارة ( أي توقعات غير معقولة عن معاملة تفضيلية خاصة أو االمتثال التلقائي لتوقعاته). ( )6استغاللي في عالقاته الشخصية ( أي يستغل اآلخرين لتحقيق مآربه). ( )7يفتقد التعاطف :يرفض االعتراف أو اإلحساس مع مشاعر وحاجات اآلخرين. ( )8غالبا ً ما يكون حسودا ً لآلخرين ،أو يعتقد أن اآلخرين يكنون له أو لها مشاعر الحسد. 251 ( )9يبدي سلوكات أو مواقف متعجرفة ومتعالية. المجموعة Cمن اضطرابات الشخصية -1اضطراب الشخصية التجنبية )Avoidant personality disorder (F60.6 نمط ثابت من التثبيط االجتماعي مع مشاعر بعدم الكفاية وفرط الحساسية للتقييم السلبي والذي يبدأ منذ البلوغ الباكر ،ويظهر في العديد من السياقات كما يستدل عليه بأربعة ( أو أكثر) من المظاهر اآلتية: ()1 ()2 ()3 ()4 ()5 ()6 يتجنب النشاطات المهنية ،التي تتطلب احتكاكا ً كبيرا ً مع اآلخرين بسبب الخوف من االنتقاد أو عدم االستحسان أو الرفض. يرفض االنخراط مع الناس ما لم يكن متيقنا ً أن سيكون محبوباً. يبدي تقيدا ً في العالقات الحميمية بسبب الخوف من أن يكون موضع سخرية وخزي. منشغل بكونه موضع انتقاد أو رفض في المواقف االجتماعية . متثبط إلى المواقف الجديدة مع الناس بسبب الخوف من عدم الكفاءة. ينظر إلى نفسه على أنه غير كفؤ اجتماعيا ً غير جذاب شخصيا ً أو أقل شأنا ً من اآلخرين. ()7 متردد بصورة غير عادية في تعريض نفسه للمجازفات أو االنخراط في أنشطة جديدة ،ألنها قد تظهر االرتباك والخجل. 252 -2اضطراب الشخصية االعتمادية )Dependent personality disorder (F60.7 حاجة ثابتة شاملة ألن يتعهده أحد بالرعاية مما يؤدي إلى سلوك مستكين منقاد وخوف من االنفصال ،والذي يبدأ منذ البلوغ ويظهر في العديد من السياقات كما يستدل عليه بخمسة ( أو أكثر) من المظاهر اآلتية: ( )1لدى المصاب صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية دون مقدار كبير من النصح والتطمين من اآلخرين. ()2يحتاج اآلخرين في تولي المسؤولية بالنسبة لمعظم المجاالت الرئيسية في حياته أو حياتها. ( )3يجد صعوبة في التعبير عن محالفته لآلخرين بسبب خوفه من فقد الدعم او الموافقة. مالحظة :ال تضمن الخوف الحقيقي من العقاب. ( )4يجد صعوبة في البدء بمشاريع خاصة او القيام بأعمال لوحده (بسبب انعدام الثقة بالنفس في أحكامه أو قدراته وليس فقد الدافع أو النشاط). ( )5يعمل ما في وسعه لكسب الرعاية والدعم من االخرين الى حد التطوع للقيام بأعمال غير سارة. ( )6يشعر باالنزعاج أو اليأس حين يكون وحيدا ً بسبب خوفه الشديد من عدم تمكنه من االهتمام بنفسه. ( )7ينشد سريعا ً (باستعجال) عالقة أخرى كمصدر للرعاية والدعم عندما تنتهي عالقة وثيقة. 253 ( )8منشغل بشكل غير واقعي بمخاوف من تركه يتولى رعاية نفسه أو نفسها. -3اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية )Obsessive-compulsive personality disorder (F60.5 نمط ثابت من االنشغال باالنتظام والكمال والضبط العقلي وضبط العالقات الشخصية على حساب المرونة واالنفتاح والفعالية ،والذي يبدأ منذ البلوغ الباكر ويظهر في العديد من السياقات كما يستدل عليه بأربعة ( أو أكثر( من المظاهر اآلتية: ()1 ()2 ()3 ()4 منشغل بالتفاصيل أو القوانين أو اللوائح أو الترتيب أو التنظيم أو الجداول (مخططات العمل) إلى حد يضيع معه الموضوع الرئيسي للعمل الذي يقوم به. يظهر كمالية تتداخل مع إتمام الشخص لواجباته ( مثال :عجزه عن إنهاء مشروع ألنه ال يتم تلبية معاييره الدقيقة جداً). التفاني الزائد في العمل واإلنتاجية إلى حد التخلي عن أوقات الفراغ والصداقات ( وال يفسر ذلك بالحاجة االقتصادية الواضحة). ذو ضمير حي زائد ومتشكك ومتصلب فيما يخص المسائل األخالقية والمثل والقيم ( ال يفسر ذلك بالهوية الثقافية أو الدينية). 254 ()5 ()6 ()7 ()8 يعجز عن التخلي عن أشياء بالية أو عديمة القيمة حتى وإن لم تكن تحمل قيمة عاطفية. ال يرغب في تفويض أمر المهمات أو العمل لآلخرين ما لم يخضعوا تماما ً لطريقته في تنفيذ األشياء. يتبنى نمطا ً بخيالً في اإلنفاق نحو نفسه ونحو اآلخرين فالمال ينظر إليه كشيء ينبغي تكديسه من أجل كوارث المستقبل. يبدي تصلبا ً وعناداً. -5اضطرابات الشخصية األخرى .1تغير الشخصية بسبب حالة طبية أخرى Personality change due to another medical condition )( F07.0 -Aاضطراب الشخصية الثابت والذي يمثل تغييرا ً عن النمط السابق من الشخصية المميزة للفرد. مالحظة :في األطفال ينطوي االضطراب على انحراف واضح عن التطور الطبيعي أو تغير كبير في أنماط السلوك المعتاد من الطفل يدوم لسنة واحدة على األقل. -bهناك أدلة من التاريخ ،والفحص الجسدي ،أو النتائج المخبرية أن االضطراب هو نتيجة فسيولوجية مباشرة لحالة طبية أخرى. 255 -Cال يفسر االضطراب بشكل أفضل من خالل اضطراب عقلي آخر ( بما في ذلك اضطراب عقلي آخر بسبب حالة طبية أخرى). -Dال يحدث االضطراب حصرا ً في سياق هذيان. -Eيؤدي االضطراب إلى إحباط أو ضعف سريري هام في المجالت االجتماعية أو المهنية أو غيرها من مجاالت األداء الهامة األخرى. تحديد ما إذا كان النمط غير المستقر :إذا كان السائد هو عدم االستقرار االنفعالي. نمط السلوك المتحلل :إذا كانت الميزة السائدة هي فقد التحكم باالندفاعات كما يتضح من خالل الطيش الجنسي الخ. النمط العدواني :إذا كانت الميزة السائدة هي السلوك العدواني . النمط الالمبالي :إذا كان المظهر السائد هو الالمباالة وعدم االكتراث. النمط الزوري :إذا كان المظهر السائد هو االرتياب أو التفكير الزوري. نمط آخر :إذا لم يتوافق المظهر الموجود مع أي من األنواع الفرعية أعاله. النمط المختلط :إذا غلبت على الصورة السريرية أكثر من ميزة واحدة. نمط غير محدد مالحظة للترميز :اذكر اسم الحالة الطبية األخرى ( على سبيل المثال ( )F07.0تغير في شخصيته نتيجة لصرع الفص الصدغي) .ينبغي ترميز الحالة الطبية األخرى ،ووضعها بشكل منفصل ومباشرة قبل اضطراب في 256 الشخصية بسبب حالة طبية أخرى ( على سبيل المثال )G 40.209( ،صرع الفص الصدغي، ( )F07.0تغير في الشخصية نتيجة لصرع الفص الصدغي) اضطراب شخصية محدد آخر )Other specified personality disorder (F60.89 ينطبق هذا التصنيف على الحاالت التي تسيطر فيها زملة األعراض المميزة الضطراب الشخصية ،والتي تسبب إحباطا ً سريريا ً هاما ً أو ضعفا ً في األداء في المجاالت االجتماعية والمهنية أو غيرها ولكت ال تفي بالمعايير الكاملة لتشخيص أي من االضطرابات من فئة اضطرابات الشخصية. يتم استخدام فئة اضطراب شخصية محدد آخر في الحاالت التي يختار فيها الطبيب إيصال سبب محدد أن المظاهر الحالية ال تلبي المعايير المحددة لتشخيص أي من االضطرابات من فئة اضطرابات الشخصية. يتم ذلك من خالل تسجيل اضطراب شخصية محدد آخر تليها األسباب المحددة لمظاهر شخصية مختلطة. -3اضطراب شخصية غير محدد )Unspecified personality disorder (F60.9 ينطبق هذا التصنيف على الحاالت التي تسيطر فيها زملة األعراض المميزة الضطراب الشخصية والتي تسبب إحباطا ً سريريا ً هاما ً أو ضعفا ً في 257 األداء في المجاالت االجتماعية والمهنية أو غيرها ،ولكن ال تفي بالمعايير الكاملة لتشخيص أي من االضطرابات من فئة اضطرابات الشخصية. يتم استخدام فئة اضطراب شخصية غير محدد في الحاالت التي يختار فيها الطبيب عدم وجود سبب محدد من المظاهر الحالية ال تلبي المعايير المحددة لتشخيص أي منا الضطرابات من فئة اضطرابات الشخصية وتتضمن الحاالت التي ال تتوفر فيها المعلومات الكافية لوضع تشخيص أكثر تحديداً. .2دليل التشخيص حسب منظمة الصحة العالمية ) ICD ( : .1اضطرابات نوعية في الشخصية ،ومنها: اضطرابات الشخصية الزورية. اضطرابات الشخصية الفصامية. اضطراب الشخصية الفصامية. اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع. اضطراب الشخصية غير المستقرة انفعالياً. النمط االندفاعي. النمط الحدي. اضطراب الشخصية الهستيرية. اضطراب الشخصية التجنبية. اضطراب الشخصية االتكالية اضطرابات نوعية أخرى في الشخصية. .2اضطرابات الشخصية المختلطة وسائر اضطرابات الشخصية: اضطرابات مختلطة في الشخصية. 258 تغيرات مزعجة في الشخصية. .3التغيرات الباقية في الشخصية. ق في الشخصية بعد فاجعة. تغير با ٍ ق في الشخصية بعد مرض نفسي. تغير با ٍ التغيرات النوعية الباقية األخرى في الشخصية. ق في الشخصية غير محدد. تغير با ٍ تعريف باضطرابات الشخصية :حسب ويكيبيديا الموسوعة الحرة ()2017 اضطرابات ذات طابع غريب اضطراب الشخصية االرتيابية :تتميز بنمط من الشك غير العقالني وعدم الثقة باآلخرين وتفسير دوافع اآلخرين بصورة سيئة. اضطراب الشخصية االنعزالية :نقص في االهتمامات والرغبات واالبتعاد عن العالقات االجتماعية والالمباالة وقصور في التعبير االنفعالي. اضطراب الشخصية الفصامية :نمط من االنزعاج الشديد أثناء التفاعل اجتماعيا ً وتشوهات في اإلدراك والتصورات. اضطرابات ذات طابع درامي اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع :نمط سلوكي يتصرف بشكل مؤ ٍذ للمجتمع ،ليس لديه تعاطف مع اآلخرين استغاللي ومتهور وأناني. 259 اضطراب الشخصية الحدية :نمط سائد من عدم االستقرار في العالقات ،وفي صورة الذات والهوية والسلوك ،وفي كثير من األحيان إلحاق األذى بالنفس واالندفاع. اضطراب الشخصية النرجسية :نمط سائد من العظمة والحاجة إلى اإلعجاب ،ونقص التعاطف مع االخرين. اضطراب ذات طابع متخوف اضطراب الشخصية التجنبية :لديه مشاعر زائدة من الكبت أو الركود االجتماعي وشعور بعدم الكفاية والمالئمة والحساسية المفرطة للتقييم السلبي. اضطراب الشخصية االعتمادية :شعور بالحاجة الشديدة للرعاية ،واالهتمام باآلخرين. اضطراب الشخصية الوسواسية :تتصف باالتباع الحرفي للقواعد ،والسعي نحو الكمال وهو اضطراب مختلف عن الوسواس القهري. اضطرابات شخصية أخرى: تغيرات شخصية نتيجة حالة طبية أخرى :اختالل في الشخصية نتيجة تأثير مباشر لحالة مرضية أخرى. اضطرابات شخصية أخرى :زملة أعراض مميزة ،لكنها ال تأخذ شكل كامل ألحد االضطرابات السابقة. اضطرابات شخصية غير مصنفة. 260 أسباب اضطرابات الشخصية : تختلف األسباب من شخص إلى آخر ولكن نستطيع ان نردها الى األسباب االتية: -1تأثير البيئة المحيطة للفرد. -2أساليب التنشئة االجتماعية غير السوية. -3االحداث والخبرات والتجارب المؤلمة التي مر بها الفرد . -4الصدمات النفسية الحادة في الطفولة الناجمة عن وفاة احد الوالدين او الطالق -5االنتقال من مكان إلى آخر . -6اإلهمال وإساءة المعاملة من قبل المحيطين بالفرد. -7عدم اللجوء إلى المساعدة العالجية منذ البداية ومحاولة انكار الحالة. أعراض اضطراب الشخصية: .1 .2 .3 .4 .5 .6 .7 اضطرابات وعدم توازن في الحالة النفسية والمزاجية. المعاناة من مشكالت اجتماعية والخوف من التفاعل واالقتراب من اآلخرين. مشكالت في النوم واألكل واإلخراج. ربما زيادة في الحركة والتوتر الواضح . يواجه المريض صعوبات في التأقلم في العمل أو مكان العمل ،مما قد يؤدي إلى مشكالت مع اآلخرين من زمالء العمل. ضعف التقدم التعليمي. تعاطي المخدرات أو االضطرابات النفسية المشاركة (المصاحبة). 261 .8التبلد االنفعالي أو فرط الحساسية االنفعالية. .9القلق واالكتئاب والشك والغيرة. عدم الثقة بالنفس. .10 وال بد من التنويه أن زملة االعراض هذه ال تمثل جميعا ً في اضطراب معين ،بل ربما يجتمع بعضا ً منها في اضطراب وال تظهر في اضطراب آخر ،كما تختلف شدة زملة االعراض في مرحلة مختلفة حسب نوع االضطراب. مآل اضطراب الشخصية: ويقصد بكلمة مآل حال المريض في حال تلقيه العالج أو عدمه .ويجب ان ندرك حتى لو صنف شخصين بنفس الحالة ،فإن كل منهما يعتبر حالة منفردة ومختلفة عن الخر .ومن الجدير بالذكر أن نشير أن معظم هذه االضطرابات تحصل على التحسن والعودة إلى السواء إلى حد ما إذا تلقت العالج المناسب والمالئم واستمرت عليه. عالج اضطراب الشخصية: لقد تطورت طرق العالج النفسي في علم النفس العيادي ،فقد تنوعت ما بين العالج عن طريق التحليل النفسي بأساليبه المتنوعة وكذلك من خالل أساليب العالج المعرفي ،الذي يهتم بتطوير وتغيير األفكار السلبية والمعتقدات غير المالئمة التي تمنع االنسان من التكيف ،وتدريبه على أساليب التعامل والتفكير السليم .ويتم العالج من خالل جماعات الدعم والمساندة التي يكون دورها في توفير الفرص المناسبة لمساعدة الفرد على التفكير والتصرف بطريقة صحيحة. وأخيرا ً يتم ذلك من خالل عملية تدريب المريض وإعطائه 262 عددا ً من الواجبات والفروض التي يقوم بها ،والتي تساعده على إدراك الطرق الصحيحة للتفكير ومقارنتها بطرقه التي تسبب له المشاكل .وفي بعض الحاالت قد يتم اللجوء الى العالج الدوائي. الفروق الجذرية بين الذكور واإلناث هناك أنواعا ً من االضطرابات الجنسية تكون أغلبية المرضى فيها من الذكور كالشخصية السيكوباتية وهناك أنواع أخرى من االضطرابات تكون أغلبية المرضى فيها من اإلناث كالشخصية الحدية مثالً والشخصية الهستيرية. 263 الفصل الثالث عشر اختبارات ومقاييس الشخصية ٢٦٥ الفصل الثالث عشر تقييم الشخصية اختبارات ومقاييس الشخصية يعتمد عمل اإلخصائي اإلكلينيكي في كثير من األوقات على دراسة الجوانب االنفعالية والدافعية ودراسة الشخصية والتعرف إلى أنماط الشخصية مثل السيطرة الخضوع واالنبساط -االنطواء ومعرفة السمات الخلقية مثل األمانة والتعاون والمثابرة ،كما يهتم األخصائي باتجاهات وميول واهتمامات العميل مما يدفعه إلى استخدام العديد من االختبارات بهدف مساعدته في عملية التشخيص ،وفي تحديد القدرات العقلية للفرد أو معرفة التدهور العقلي لديه وتحديد االضطراب النفسي والذهاني (مليكة .)2016 ،ولم يعد يقتصر هذا األمر على األخصائي اإلكلينيكي في االستعانة باختبارات الشخصية ،بل قد لجأت الكثير من المصانع والشركات إلى استخدام مقاييس الشخصية ،وذلك التحديد سمات وخصائص الشخصية لألفراد المتقدمين والتي تضمن نجاحهم مستقبال في المهن واألعمال التي تقدموا لها .وكذلك األمر في الجيش فإن استخدام مقاييس الشخصية يساعد في اختيار األفراد المناسبين ألعمال محددة كالطيارين والعمليات الخاصة وغيرها. ويشير مليكة ( )2016إلى أن بعضا من هذه االختبارات يعتمد على التقرير الذاتي التي يقوم المستجيب بتعبئة هذه االستبانات مثل اختبار الشخصية المتعدد األوجه ،)MMPIوقد تكون االختبارات من نوع االختبارات اإلسقاطية التي تكون فيها المثيرات أقل تحديدا ووضوحا في البناء 267 واألهداف وبذلك ال يستطيع المستجيب أن يقوم بتزييف االستجابات ،ومن األمثلة على هذا النوع االختبارات التداعي الحر واختبارات تكميل الجمل واختبارات الرسم االسقاطي واختبار تفهم الموضوع ( )TATواختبار بقع الحبر الروشاخ ،ويضيف مليكة بان هناك االختبارات يطلب فيها من المفحوص أن يقوم بأداء عمل غرضه غير واضح وتعتمد على عملية تقليد المواقف الحياة اليومية ويتم مالحظة استجابة المفحوص بمثل هذه المواقف ومن األمثلة عليها االختبارات هارتشورن وماي في جوانب سلوكية كالغش والسرقة والكذب. وقد قسم عبد الستار ( )1987االختبارات الشخصية تحت ثالث فئات هي: .1استبانات الشخصية ,2األساليب اإلسقاطية .3األساليب السلوكية بينما يشير ميسراندينو ( )2015إلى أن علماء النفس قسموا االختبارات الشخصية إلى نوعين ،األولى هي االختبارات التقرير الذاتي، والتي يطلق عليها االختبارات الموضوعية ،والنوع الثاني هي االختبارات اإلسقاطية .وفي النوع األول يستجيب المفحوصون ألسئلة تدور حول أنفسهم. .1اختبارات التقرير الذاتي :تستخدم أحيانا خيارين مثل (صح خطأ أ ،نعم - ال) أو مدرج ليكرت ( ال أوافق أبدا ،أو أوافق بشدة ،وعند الرفض ( بدرجة بسيطة جدا أو نادرا) أو التشابه ( مثل هذا األمر ال يميزني ،أو هذا األمر يميزني) أو التكرار مثل ابدا أو دائما .ومن الجدير بالذكر إلى أن 268 هناك إيجابيات وسلبيات االختبارات التقرير الذاتي فمن حيث اإليجابيات، فإنها تزودنا بقدر هائل من المعلومات حول جوانب متنوعة ألفكار وتجارب الفرد .وقد تكون هي الطريقة األفضل لقياس جوانب محددة في الشخصية بما في ذلك القيم ،والرفاهية ،واألهداف الحياتية) .أما من حيث السلبيات فقد ال يكون حكم الفرد الذاتي على الكثير من األمور صادقا بخالف ما قد يراه اآلخرون فيه ،فقد نجد أن الفرد يرغب في إظهار نفسه على شكل إيجابي وإخفاء السلبيات الموجودة لديه كي تكون نتيجتهم على االختبار جيدة وسوية .كأن يظهروا أنفسهم بأنهم يتمتعون بصحة نفسية عالية مع إظهار سويتهم وبعدهم عن جوانب القلق واالكتئاب والوسواس وخالفه من االضطرابات النفسية .بل إن البعض يبالغ في األمر بحيث يبدو بأنه إنسان يخلو من كل هذه األمور وبأنه محبوب ومقبول اجتماعيا. كما أن الكثير من المستجيبين يظهر استجابة غير مبالية كأن يجيب عن فقرات المقياس بطريقة نمطية واحدة أو يضع دوائر حول كافة االختيارات مما يجعلنا نستبعد استجابته على هذه المقاييس .هذا باإلضافة إلى أن تأثير عامل الثقافة يكون واضحة مما يعطينا استجابة مغايرة للواقع تعكس مدى تأثر الفرد بثقافته ،فالعربي قد تكون استجابته على بعض فقرات المقياس مختلفة تماما عن استجابة األمريكي وذلك بسبب تأثير عامل الثقافة. .2االختبارات القائمة على األداء :وفي هذا النوع يتم استخدام االختبارات الروشاخ (بقع الحبر) واختبار تفهم الموضوع .ويقوم بعض علماء نفس الشخصية باستخدام اختبار تفهم الموضوع لقياس الدوافع ومنها الحاجة لالنتماء .وفي هذا النوع من االختبار يقوم المفحوص بكتابة قصة حول 269 صورة تعرض عليه بحيث يقوم المستجيب بتحديد دوافع االنجاز للصورة المعروضة .وكما هو الحال فإن هذه االختبارات لها إيجابيات وسلبيات متعددة كما هو الحال في االختبارات التقدير الذاتي .وعلى سبيل المثال فإن المستجيب على اختبار رسم الشخص ( )DAPيكون وفقا لوجود أو غياب عناصر محددة ،فقد يشير حجم العين إلى البارا نويا وقد يشير الوجه إلى االكتئاب. االعتبارات المهمة في تقييم الشخصية يشير أبو أسعد ( )2010إلى أنه ينبغي على األخصائي أو من يقوم بتطبيق االختبارات النفسية أن يأخذ بعين االعتبار عدة أمور هي: .1التوجيه النظري :على األخصائي أن يدرك ويفهم الخلفية النظرية للمقياس قبل أن يقوم باستخدامه وأن يعرف ما يقيسه فعال هذا المقياس وأن تكون فقرات المقياس مطابقة لبنائه النظري. .2االعتبارات العملية :عند إعداد االختبار فإنه ينبغي على األخصائي أن يدرك المستوى الفكري والثقافي واالجتماعي للمفحوصين ،وأن يكون بناء االختبار واضحة بحيث يستطيع المتقدم أن يفهم فقرات االختبار دون عناء .3التقنين :بمعنى أن يتمتع المقياس بالخصائص السايكومترية (الصدق والثبات والمالئمة للمجتمع الذي ينتمي إليه المفحوصين ،بحيث يخضع المقياس الشروط التقنين المعروفة في علم بناء وإعداد المقاييس النفسية. 270 .4الثبات :والذي يشير إلى إمكانية الحصول على استجابات متقاربة للمفحوصين كلما تكرر المقياس ،ويجب أن يتمتع االختبار بدرجة من الثبات ال تقل عن %70ألغراض البحث العلمي 5الصدق :ويعتبر االختبار صادقا عندما يقيس ما وضع لقياسة .وللصدق أشكال مختلفة منها الصدق الظاهري التي يحددها األخصائيين في نفس المجال عندما تعرض عليهم االختبارات .وصدق البناء بمعني أن االختبار قد تم إعداده وبناءه لقياس سمة أو أمر محدد .باإلضافة إلى أنواع الصدق األخرى التي تحدد وتقوي من خصائص االختبار واعتباره صالحا لالستخدام مثل الصدق التالزمي وصدق المحتوى والصدق التنبؤي. أهداف مقاييس الشخصية: يؤكد صالح ( )1988إلى ضرورة تحقيق مقاييس الشخصية ألهداف ثالثة هي: .1فهم أفضل لسلوك الفرد :إن هذه المقاييس تصل في النهاية إلى مالحظة سلوك الفرد والحكم على مدى قدرته على القيام بواجباته ،ولذلك من الممكن التنبؤ بسلوكه بناء على فهمنا وتحليلنا ألدائه على االختبارات. .2فهم أفضل السلوك الجماعة :إن مقاييس الشخصية ال يقتصر فهمها واعتماد نتائجها على فرد محدد بل تتعداه لمعرفة تأثير الظواهر والمواقف المختلفة على سلوك الجماعة ،والتي تؤدي في النهاية إلى التأثير في سلوك الفرد. .3فهم التفاعل بين سلوك الفرد والجماعة :كما أشرنا في النقطة السابقة بأن تأثر الجماعة سينعكس في النهاية على سلوك الفرد وعلى طبيعة 271 تفاعله مع الجماعة ومن هنا نستطيع الوصول إلى فهم أوضح لسلوك الفرد والجماعة والقوانين التي تحكم هذا التفاعل. اختبارات التقرير الذاتي: .1اختبار الشخصية متعدد األوجه (:)MMPI وهو اختصار Minnesota Multiphasic Personality Inventory ويعطى االختبار الشخص أو مجموعة من األشخاص يتم اإلجابة عن فقرات االختبار بهدف الحصول على حقائق رئيسة عن شخصية وسمات ومشاعر وانفعاالت الفرد .ويعتبر هذا االختبار من أكثر االختبارات الشخصية شهرة واستخدام أفي مجال علم النفس اإلكلينيكي وقد قام هاثوي باالشتراك مع ماكنلي بإعداد هذا االختبار في جامعة مينيسوتا لغايات تقييم جوانب متعددة في شخصية الفرد. استخداماته: ويستخدم االختبار التشخيص االضطرابات النفسية كاالكتئاب ،وفصام الشخصية ،والهستيريا ،والتوهم المرضي ،واالنحراف السيكوباتي ،والذكورة واألنوثة ،والبارانويا ،والسيكاثينيا ،والهوس ،واالنطواء االجتماعي. الريماوي .)2006 ،ويشير عبد الستار ( )1987إلى أن عدد البحوث والدراسات التي أجمعت عليه استخدامه بلغت اآلالف. 272 فقراته وتطبيقه: يتكون هذا االختبار من 566فقرة تم اختصارها فيما بعد إلى 375إلى جانب سبعة بنود إضافية لمقياس ( )Kوسميت بالنسخة المختصرة .ويتألف االختبار من عشرة أبعاد إكلينيكية هي (توهم المرض ،االكتئاب ،الهستيريا، االنحراف السيكوباتي ،الذكورة واألنوثة ،والتوهم المرضي والبارانويا، والمخاوف المرضية والفصام والهوس الخفيف واالنطواء االجتماعي). ويتكون المقياس كذلك من ثالثة مقاييس صدق لقياس اتجاه المفحوص نحو االختبار وتحديد مدى صدقه أو كذبه في اإلجابات .تتراوح مدة تطبيق االختبار من 90-60دقيقة .ويمكن لألخصائي أن يتعلم تطبيقه بسهولة وسرعة ،ولكنه ال شك يحتاج إلى كفاءة تطبيقه غير صعب بالمقارنة مع تطبيق االختبارات الشخصية األخرى ،فاألفراد الذين يبلغون من العمر ستة عشر عاما ومستواهم العلمي متوسط يستطيعون فهم عبارات االختبار. وينبغي على المفحوص اإلجابة بنعم أو ال ويضع ذلك على ورقة اإلجابة. وحسب التعليمات ،من الممكن للمفحوص ترك بعض األسئلة دون إجابة .وبعد االنتهاء من اإلجابة عن فقرات االختبار تلخص إجابته على صفحة البروفايل النفسي ثم تقارن درجاته بالدرجات المشتقة من العينة المعيارية. أوال :اختبارات التقرير الذاتي :المقاييس اإلكلينيكية: حسب عبد الستار ( )1987فهي كاآلتي: .1توهم المرض ٣٣ : )Hypochondriasis( Hs:فقرة تقيس مدى االنشغال الزائد بوظائف الجسم والقلق على الصحة دون مبرر. 273 .2االكتئاب ٦٦ (Depression): :Dفقرة تقيس النظرة المتشائمة لدى الفرد ،والشعور باليأس ،والقنوط واالنشغال الدائم بالموت ،وبطء عمليات التفكير ،وانخفاض مستوى النشاط ،وهي خصائص مرضی االكتئاب والذين يعانون من حاالت الذهان الدوري. .3الهستيريا60 H )Hysteria( :فقرة تقيس أعراض الهستيريا التحولية مثل كثرة الشكاوى الجسمية كالهروب من المسؤولية والتهرب من المسؤوليات والتصرفات االنفعالية الزائفة وكثرة الكالم .4االنحراف السيكوباتي)Psychopathic Deviation( : ) Pd: (50فقرة تقيس السلوك الجانح الخارج عن القانون ،وعن العادات واألعراف والتقاليد والوقوع في مشكالت مع القانون نتيجة عجز الفرد عن االستفادة من الخبرات التي مر بها ،وعدم قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ. .5الذكورة واألنوثة)Femininity–Masculinity( : ) Mf (60فقرة لتحديد االضطراب الجنسي أي الدور الذكوري واألنثوي وهي تشير إلى مدى وقوع الفرد في االنحراف الجنسي والشذوذ والميول األنثوية عند الذكر والميول الذكرية عند األنثى. .6البارانويا Pa 40)Paranoia( :عبارات) تقيس زملة أعراض البارانويا والتي تتصف بالتشكك والحساسية الزائدة وهذايانات االضطهاد والعظمة .7السيكائينيا Pt : (48) ( Psychasthenia( :فقرة تقييم خصائص عصاب القلق والمخاوف المرضية والوسواس. 274 .8الفصام)schizophrenia( : ) Sc : (78فقرة تقيس أعراض الفصام بفئاتهم المختلفة مثل األفكار الغريبة والسلوك الشان والهدايانات والهالوس والالمباالة والقسوة. .9الهوس الخفيف)Hypomania(: ) Ma : (46فقرة تقيس االضطراب الوجداني المعروف بالهوس الخفيف بجوانبه الثالث وهي النشاط الزائد غير الموجه واالستثارة الدائمة وسيطرة األفكار المتطايرة والمفككة. .10االنطواء االجتماعي)Social Introversion( : ) Si (70فقرة تقيس الرغبة في االنطواء وتجنب االتصال والتفاعل االجتماعي باآلخرين. ثانيا :مقاييس الصدق: نظرا للمشكالت التي تواجه األخصائي مثل تزييف االستجابات من قبل المفحوص للظهور بمظهر جيد أو مظهر سلبي أو اللجوء إلى الكذب ،فقد صمم االختبار لتجنب هذه المشكالت من خالل وضع مقاييس للصدق مثل: .1مقياس عالمة (؟) والدرجة فيه هي عدد الفقرات التي ال يجيب عنها المفحوص .2مقياس الكذب)Lie scale( : ) L : (15فقرة إذا أجاب عنها المفحوص بنعم فإنها تشير إلى محاولته للظهور بمظهر اجتماعي مقبول ،ولهذا تعتبر الدرجة المرتفعة على هذا المقياس تحريف عن اإلجابة الصحيحة. .3مقياس الصدق)F Scale(: : ) F (64فقرة يندر اإلجابة عنها بالصورة التي تصحح بها وتدل الدرجة المرتفعة على انخفاض في صدق االستجابات بسبب االهمال أو عدم الفهم أو الرغبة بالظهور بمظهر غير سوي. 275 .4مقياس التصويب)K Scale(: ) K (30فقرة تقيس اتجاه المفحوص نحو المقياس فالدرجة المرتفعة هنا تدل على محاولة الظهور بمظهر سوي ،بينما تعبر الدرجة المنخفضة عن استعداد الشخص للكشف عن أعراضه وإظهار نفسه بمظهر غير سوي، التفسيرات اإلكلينيكية لالختبار: هناك ثالثة أنماط رئيسية يمكن تفسيرها وهي: .1النمط العصابي :وتعرف بالمثلث العصابي ،ويشير إلى االرتفاع في مقاييس ثالثة هي :توهم المرض واالكتئاب والهستيريا. .2النمط الذهاني :المثلث الذهاني :يدل على ارتفاع في مقاييس الفصام والبارانويا والهوس الخفيف. .3االضطرابات السلوكية :فتتمثل في ارتفاع الدرجات على مقاييس االنحراف السيكوباتي ،والفصام والهوس الخفيف مع احتمال ارتفاع الدرجة على مقياس الذكورة واألنوثة. .2اختبارات أيزنك للشخصية: ال بد من اإلشارة هنا إلى االختبارات ايزنك نظرا ألهميتها وكثرة البحوث التي اعتمدت عليها .وتوجد أليزنك ثالثة االختبارات هي: .1اختبار أيزنك للشخصية : )EPI( :ويعمل هذا االختبار على التمييز بين العصابيين وبين العاديين والذهانيين .وتتكون من صورتين متكافئتين تشتمل األولى على ( )57فقرة لقياس العصابية والثانية على ( )24فقرة 276 القياس العصابية واالنبساط كما يحتوي االختبار على و فقرات لمقياس للكذب. التفسيرات اإلكلينيكية لالختبار :يساعد االختبار في التحديد الدقيق البعدي العصابية واالنبساط .وتشير الدراسات على أن من يحصل على درجات مرتفعة في العصابية ومنخفضة في االنبساط يسمى العصابي المنطوي ،وهو شخص سهل التطبيع ويأتي تحت هذه الفئة :األشخاص الذين يعانون من عصاب القلق والمخاوف المرضية واالكتئاب والوسواس القهري وهؤالء يحتاجون لنوع مختلف من العالج. اما من يحصل على درجات مرتفعة في العصابية ومرتفعة في االنبساط يطلق عليهم العصابي المنبسط وهو نوع من الصعب تطبيعه ويأتي تحتها الهستيريا وبعض اضطرابات السلوك السيكوباتي. .2استبيان أيزنك للشخصية ( :)EPQويختلف هذا االختبار عن سابقه، بأنه قد أضاف إليه بعد الذهانية ويشتمل على بعد آخر هو البعد اإلجرامي يعمل على التنبؤ بالسوك السيكوباتي. .3اختبار أيزنك للشخصية عند األطفال :)E.JPI( :وهو اختبار متخصص في دراسة شخصية األطفال ويشير عبد الستار ( )1987أنه من الصعب الحكم على هذا المقياس نظرا لعدم توفر دراسات عربية حوله. .3مقياس كاتل للشخصية: من المقاييس المهمة في الشخصية وقد تم تعريبه وتقنينه على البيئة العربية .وقد حدد كاتل 16عامال للشخصية والتي تقيس أبعادا مختلفة كل منها ذات قطبين سالب وموجب .وقد توصل إلى وجود 16عامل أو سمة 277 مصدرية تفسر معظم السمات الظاهرية للشخصية وهي كاآلتي( :أبو أسعد ( )2010ربيع)2013 ، .1العامل األول ( )FAغير متحفظ -متحفظ ،الدرجة المرتفعة تشير إلى أن الشخص يكون وديا واجتماعيا وعندما يكون التقاديا منعزال يكون على الدرجة المنخفضة .2العامل الثاني :)F B( :ذكي -غبي ،عندما يكون الفرد متفوقا المعة تحصيلة عال يكون على الدرجة المرتفعة أما إذا كان غبية وأقل ذكاء فهو على الدرجة المنخفضة .3العامل الثالث ( )F Cهادئ -سهل اإلثارة :عندما يكون الفرد هادئا وذو ثبات عاطفي وناضج وصاحب أنا عليا قوية فهو على الدرجة المرتفعة ،وأما إذا كان سهل اإلثارة عصبية ويضطرب بسهولة فهو على الدرجة المنخفضة. .4العامل الرابع )FE( :محب للسيطرة – خضوع :عندما يكون الفرد عدوانية عنيدة حازمة ومحبة للسيطرة فهو على الدرجة المرتفعة أما إذا كان لديه خضوع ولطيف بشكل كبير وسهل االنقياد فهو على الدرجة المنخفضة. .5العامل الخامس )FF( :انبساطي -انطوائي :عندما يكون الفرد مبتهجا فهو على القطب الموجب ،وعندما يكون الفرد رزينا قليل الكالم وجدي وعاقل ومنضبط يكون على الدرجة المنخفضة. .6العامل السادس )FG( :حي الضمير -غير مبال :عندما يكون الفرد مثالية مثابرة وذو أنا أعلى قوية ورزينة قليل الكالم وجدي وعاقال منضبطا يكون على القطب الموجب ،أما إذا كان الفرد مهمال ،نفعيا يهتم 278 بمصلحته فقط وغير مثابر وضميره ضعيف فهو على الدرجة المنخفضة. .7العامل السابع )F H( :مغامر خجول :المغامر الشجاع االجتماعي يكون على القطب الموجب في حين يكون الخجول الجبان غير المغامر على القطب السالب. .8العامل الثامن )FI( :العقلية المرنة -العقلية المتصلبة :إذا كان الفرد لطيفة وحساسة يكون على القطب الموجب بينما يكون على الدرجة المنخفضة إذا كان ذا عقلية متصلبة وعنيفا. .9العامل التاسع :شكاك -غير شكاك )FL( :عندما يكون الفرد مرتابا باآلخرين ومهموما فيكون على القطب السالب أما إذا امتاز بالمرح وتقبل اآلخرين والثقة بهم فإنه على الدرجة المرتفعة. .10العامل العاشر )FM( :خيالي .عملي .عندما يكون الفرد شارد الخيال، رومانسي يكون على الدرجة المنخفضة أما إذا كان عملية وواقعية فهو على الدرجة المرتفعة. .11العامل الحادي عشر :الوضوح -الدهاء ( )FNالدرجة المنخفضة تشير إلى شخص أصيل واضح ولكنه يعاني من االرتباك في الجوانب االجتماعية اما الدرجة المرتفعة فتشير إلى شخص يتسم بالمكر والدهاء ويميل إلى تلميع نفسه وواع في المواقف االجتماعية. .12العامل الثاني عشر :االرتباك -الفهم )FO( .الدرجة المنخفضة هنا تشير إلى شخص يتصف بعدم الثقة بالنفس والشعور بعدم األمن والقلق ،في حين أن الدرجة المرتفعة تشير إلى شخص هادئ رابط الجأش وراض عن ذاته. 279 .13العامل الثالث عشر ( ) F Q1المحافظة مقابل التجديد :الدرجة المنخفضة تشير إلى شخص محافظ يتمسك باآلراء واألفكار التقليدية ،أما الدرجة المرتفعة فتشير إلى فرد متحرر تقدمي يتقبل الجديد. .14العامل الرابع عشر )F Q1(:مستقل -اتكالي :الدرجة العالية تشير إلى القلق واالضطراب وعدم االطمئنان ،ودرجته المنخفضة تشير إلى الثقة بالنفس والرضا عن الذات ورباطة الجأش والهدوء. .15العامل الخامس عشر )F Q2(:االنفالت االنضباط الدرجة المنخفضة تشير الى أن الفرد غير منضبط ينساق وراء رغباته وال يهتم بالقواعد االجتماعية ،أما الدرجة المرتفعة فتشير إلى أن الفرد يثق في نفسه وملتزم بالقواعد االجتماعية وال ينساق وراء رغباته. .16العامل السادس عشر ( )FQ4االسترخاء مقابل التوتر :الدرجة المنخفضة على هذا العامل تشير إلى فرد يتصف باالسترخاء والهدوء وعدم الشعور باإلحباط ،أما الدرجة المرتفعة فتشير إلى شخص متوتر يشعر باإلحباط. وقد قام الحقا بإعداد مقاييس للصدق مثل مقياس التحريف الدوافعي ومقياس التزييف السلبي ومقياس االعتباطية .فقراته وتطبيقه :يحتوي على 187 فقرة .وال يوجد زمن محدد لإلجابة ولكن على األغلب يحتاج إلى 45دقيقة. ثانيا :اختبارات األداء: االختبارات اإلسقاطية: تعتبر من األدوات الهامة التي يلجأ إليها األخصائيون اإلكلينيكيون القياس الشخصية ،وهي واسعة االنتشار في دراسة الشخصية السوية 280 والشخصية المنحرفة .وقد برزت أهميتها أكثر العتقاد بعض علماء النفس أن استبانات الشخصية والمقاييس الموضوعية ال تصل إلى الدوافع الالشعورية وتركز على السمات السطحية واالتجاهات الشعورية .ولكن وعلى الرغم من االنتقادات التي وجهت إليها كافتقارها إلى الموضوعية إال أنها ما زالت ذات قيمة عالية ومفيدة في مجال التشخيص (معوض .)2006 ،وتعتمد هذه المقاييس على االسقاط كآلية دفاع أولية عندما يقوم الفرد بإسقاط دوافعه ومشاعرة ورغباته واتجاهاته نحو اآلخرين للتخلص من القلق الناتج عن الصراعات الالشعورية .وفي هذه االختبارات ال يوجد إجابة صحيحة أو خاطئة ،ويعتقد مطورو هذه المقاييس أن المفحوص لن يلجأ إلى الكذب عند اإلجابة على هذه االختبارات .وقد ظهرت العديد من االختبارات مثل اختبار الروشاخ لبقع الحبر والصور وتكملة الكلمات وتكملة الجمل والرسم وغيرها الزغول والهنداوي.)2004 ، .1اختبار بقع الحبر لروشاخ :وضع هذا االختبار العالم النفسي السويسري هيرمان روشاخ ،وقد اختار بقع الخير الموضوعة على البطاقات بعد تجارب طويلة .ويقع االختبار في 10بطاقات ،خمسة منها باللونين األسود واألبيض ،والخمسة الثانية ملونة .ويطلب من المفحوص أن ينظر إلى كل صورة على حدى ،ثم يذكر ما يراه في هذه البطاقات ،أي عن ماذا تعبر أو تشير إليه هذه البطاقات .ويقوم األخصائي بتسجيل هذه اإلجابات ثم يقوم بتحليلها فيما بعد. طريقة التصحيح :يتم تصحيح هذه االختبارات بعد أن يتم تحليل استجابات المفحوص وفق أربعة عناصر هي: 281 .1المكان Location :اي حسب المساحة المستخدمة من البطاقة وهل استخدم المفحوص كامل البقعة أم جزءا منها وما هي التفاصيل التي اشار اليها 2المحددات Determinants :وهي العوامل المحددة لالستجابة وتشتمل على الشكل واللون والظالل والحركة .3المحتوى : Contentويقصد به المضمون أو طبيعة الموضوع الذي أدركه المفحوص في تفاصيل البقعة هل هو حيوان أم إنسان أم صخور أو سحب أو مالبس .4الشيوع واألصالة :Popularity responses :أي ما مدى شيوع االستجابة أو أصالتها ويعتمد تقدير هذا العنصر بالمقارنة مع اإلجابات الشائعة لدى الناس وتعتمد هنا على الجانب اإلحصائي. دالالت هذه العناصر األربعة: .1داللة المكان :حيث تشير كثرة االستجابات الكلية إلى القدرة على إدراك العالقات الكبيرة والتأليف بين العناصر وترتبط بالذكاء النظري والمنهجي. .2داللة المحددات :يرتبط الشكل الجيد بتماسك الشخصية وقوة األنا .ويتم تقدير الحركة التي تشير إلى ثراء الحياة الداخلية والقوى االبداعية، وتعني أيضا غلبة اللون على الشكل أي سيطرة االنفعاالت. .3داللة المحتوى :وتعكس هذه الداللة شخصية المفحوص ،فكلما كانت االستجابة خارجة عن المألوف بشكل واضح كلما كانت مؤشر لعدم السواء. 282 .4داللة الشيوع واألصالة :تدل كثرة االستجابات الشائعة على الخوف من االنحراف عن المالوف ،وهذا مؤشر لعدم السواء (الريماوي واخرون )٢۰۰٦ التفسير اإلكلينيكي :تزداد بين العصابيين من فئات القلق استجابات اللون السالبة كالدم والحركة البشرية .وتزداد لدى القهريين والوسواسيين االستجابات الدالة على التفاصيل الصغيرة والتحفظ .أما الفصاميين فتزداد االستجابات المختلطة والتناقض وعدم استجابات الحركة البشرية في حين تتزايد استجابات اللون والتظليل وإدراك المساحات البيضاء من الرسم. .2اختبار تفهم الموضوع )T.A.T( Thematic Apperception Test:وقد وضعه هنري موريه مع زمالء له من جامعة هارفرد. وهو من أكثر االختبارات اإلسقاطية انتشارا في المستشفيات والمراكز العالجية .ويتكون االختبار من ( )31بطاقة وواحدة منها بدون صورة. وقد طبع على هذه البطاقات عليها صور مختلفة ألشخاص في مواقف اجتماعية مختلفة .وقد صممت هذا البطاقات االستخدامها مع واإلناث وبعض منها ال يستخدم إال مع الذكور أو اإلناث .يتم عرض هذه البطاقات على المفحوص واحدة تلو األخرى ويطلب منه قصة هذه البطاقة المعروضة عليه ليصف األشخاص كما يراهم هو في المواقف التي جمعتهم والمشاعر واألفكار التي تسيطر على كل منهم ومن ثم مشاعره الشخصية هو نفسه اتجاه اشخاص هذه الصور وماذا ستكون نهايتهم التي سيصلون إليها .ومن الجدير بالذكر أن هذه الصور تثير 283 العديد من اتجاهات المفحوصين فبعض الصور تثير اتجاهات نحو الوالدين أو الجنس أو السلطة تفسير الصور :ويفسر محتوى الصور بطرق متعددة ،فمثال يفسرها بيالك حسب ثالثة جوانب هي: .1بطل القصة الذي يتقمص المفحوص شخصيته ،وهي التي تكون محور القصة ،والتي يكون معظم التركيز عليها وهنا يصف المفحوص إحساساته ومشاعره أي أنه يتقمص تلك الشخصية .2الحاجات الرئيسة للبطل :وهي التي تشير إلى الدوافع المحركة للبطل ومعرفة مشاعره وأفكاره وحاجاته كالحاجة للسيطرة والحاجة للجنس واإلنجاز وتلقي المساعدة. .3الضغوط الواقعة عليه :ويظهر ذلك من خالل أفعال البطل ضد اآلخرين والتي تظهر الدوافع العدوانية وحاالت الشك والحيرة واالرتباك إزاء سلوكات معينة ،والتي تعبر عن الصراعات أو اإلحساس بالذنب نتيجة ارتكاب األخطاء والميل الشديد إلى لوم الذات ونقدها وتعبر هنا عن قوة األنا العليا. أما طريقة موريه فتهدف إلى تحليل دقيق لكل جملة في القصة ،ويتم تقديرها من 1:5لظهور عدد من الحاجات الرئيسة والدوافع الالشعورية .مثل الحاجة لألمان واإلنجاز والحب ،كما يقدره مورية هذه الحاجات من حيث شدتها واستمرارها وأهميتها لدى المفحوص .3اختبار تداعي الكلمات :صمم هذا االختبار العالم يونغ ،وقد تكون االختبار من ( )60كلمة تتصل بمجاالت متعددة كاألسرة والنواحي الفمية 284 والشرجية والعدوانية والدالالت الجنسية المتنوعة .وتظهر كذلك أشكاال من الصراع التي تظهر في أنماط مختلفة من سوء التوافق .ويقوم الفاحص بسرد كل كلمة ويطلب من المفحوص أن يرد وبسرعة على كل كلمة بكلمة من عقله .ويسجل الفاحص االستجابة وزمن الرجع .ومن ناحية إكلينيكية فاالختبار يزودنا بالكثير من المعلومات عن العميل من خالل استجاباته التي تظهر واضحة عند ذكر كلمة محددة يستجيب لها بطريقة تدل على وجود خلل معين وصراع عند الفرد. التفسير اإلكلينيكي :فقد توصل عدد من العلماء أمثال شيفر وجيل إلى وضع دالالت إكلينيكية لتشخص الحاالت المرضية وهي: حاالت الفصام :حيث تتميز استجاباتهم بالبعد عن الكلمة المعطاة من .1 الفاحص ،وإعطاء كلمات مشابهة حسب الوزن واإليقاع للكلمة المعطاة .وعند سؤالهم مرة أخرى تتغير استجاباتهم بشكل واضح. حاالت االكتئاب :تتميز استجاباتهم بالبطء وتجميع كل أنواع .2 االستجابات القريبة خصوصا تعريفهم لهذه الكلمات. العصابيون :وتتميز استجاباتهم حسب نوع العصاب ،فالهستيريين .3 بالتوقف خصوصا عند الكلمات الجنسية ،أما حاالت الوسواس القهري فيركزون في استجاباتهم على الصور البصرية. اختبار تكملة الجمل :وهذا اختبار اسقاطي آخر يقدم للمفحوص جمال .4 ناقصة عليه أن يقوم بتكملتها من أفكاره الخاصة .وهذه التكملة إنما تعبر عن وجهة نظر المفحوص ورغباته ومشاعره وأساليب تكيفه فهي بذلك تعكس نزعاته وميوله واتجاهاته فتعطي صورة عن خصائص شخصيته (الزغول والهنداوي)2004 ، 285 ويركز هذا االختبار على دراسة أربعة مجاالت هي: .1مجال الجنس :فيركز على اتجاهات الفرد الجنسية وعدد العبارات التي لها عالقة بهذا المجال 8عبارات يعبر فيها الفرد عن اتجاهات الزواج والعالقات الجنسية. .2مجال العالقات اإلنسانية المتبادلة :وهي تمثل اتجاهات الفرد نحو أصدقائه ومعارفه وزمالئه في العمل ويقاس كل اتجاه بأربع عبارات تتيح للفرد أن يعبر عن مشاعره نحو اآلخرين. .3مجال األسرة :ويحتوي على ثالثة اتجاهات نحو األب واألم ونحو األسرة ككل وكل اتجاه يعبر عنه بأربع عبارات. .4فكرة الفرد عن نفسه :وتشمل المخاوف والشعور بالذنب واألهداف وفكرة الفرد عن نفسه نحو ما يمتلك من قدرات ويتم قياسها بأربع عبارات. وختاما هناك الكثير من االختبارات والمقاييس التي لم يتم تغطيتها هنا بل اكتفينا بأكثرها أهمية علما بأن هناك العديد من االختبارات والتي يمكن الرجوع إليها في الكتب المتخصصة باالختبارات والمقاييس. االختبارات المنشورة على مواقع التواصل االجتماعي والمجالت: هناك العديد من االختبارات والمقاييس التي توضع على مواقع التواصل االجتماعي أو في المجالت فال بد من أن نشير إلى أن هذه االختبارات إنما وضعت للفت نظر المشاهدين ،نظرا ألن الكثير يحب أن يعرف كيف يتم تصنيفه حسب هذه االختبارات .ومن الجدير بالذكر أن هذه االختبارات تفتقر تماما ً الى معايير وضع االختبارات كالصدق والثبات والبناء فهي ال تعتمد على اعراض وخصائص االضطرابات النفسية والعقلية والشخصية السوية ،إنما هي أداة مضللة ال تقدم الوجه الصحيح للشخصية .وبناء عليه فإننا ننصح بعدم االعتماد على نتائجها واالبتعاد عنها قدر اإلمكان بسبب ما قد تؤدي اليه من شعور مزيف ألنها ال تعكس حقيقة شخصية الفرد. 286 الباب الرابع أثر الثقافة والسياسة في بناء وتكوين الشخصية. .1 .2 الفصل الرابع العاشر :دور الثقافة في بناء الشخصية. الفصل الخامس عشر :دور الشخصية في السلوك السياسي. الفصل الرابع عشر دور الثقافة في بناء وتشكيل الشخصية تعتبر الثقافة من المحددات األساسية للشخصية باإلضافة إلى المحددات البيولوجية واالجتماعية ،فالشخصية في نهاية األمر هي نتاج التفاعل هذه المحددات معا .والثقافة مسؤولة عن التأثير األكبر في الشخصية. لذلك تعتبر الثقافة من الروافد المهمة للشخصية التي تحدد سماتها. فالشخصية تتطور وتنمو في إطار الثقافي للمجتمع الذي تنشأ فيه ،حيث تكتسب ما يحتويه ذلك المجتمع من مفاهيم وعادات وقيم وتقاليد وأعراف وأنماط فكرية وسلوكية والتي تعمل على تدريب الفرد ،وإعداده ومساعدته على التكيف مع مجتمعه .والثقافة تساعد على تماسك المجتمع وتطوره بكرامة ،وتشبع حاجات األفراد المختلفة وتسهل التفاعل االجتماعي وتقلل من الصراع واإلحباط وتجبر الفرد على القيام بدوره االجتماعي الصحيح ،وتقدم حلوالً مناسبة للمشكالت التي تواجه الفرد خصوصا بتلك التي تتعلق باستمرارية العالقات االجتماعية بسالسة. تعريف الثقافة: يرى علماء االجتماع أن الثقافة هي كل ما يكتسبه الفرد خالل تنشئته االجتماعية وحياته من معتقدات وعادات وقيم وأفكار وعادات وتقاليد وأعراف ونشاطات وطقوس وهذه تمثل الجانب المعنوي للثقافة في حين يمثل الجانب المادي للثقافة كل ما له عالقة بالتقدم العمراني والنهضة الصناعية والتطور والطرق وغيره من التغيرات في البيئة المادية (عقل.)1988 ، 291 خصائص الثقافة: تمتاز ثقافة أي مجتمع بعدة خصائص أساسية هي: .1أنها ذات طابع معنوي ومادي :فالفرد منذ بداية نشأته يبدأ بتعلم ما يتعلق بمجتمعه من معتقدات وعادات وتقاليد وقيم وأعراف وطقوس وال يستطيع الخروج عما اكتسب من هذا الجانب المعرفي للثقافة ،حيث إن المجتمع يعتبر الخروج عن مسار الثقافة الخاصة به بمثابة تمرد ،ويالقي اإلنسان جراء ذلك الكثير من صنوف النبذ والعزل واإلقصاء عن كل ما يتعلق بمجتمعه .لهذا فإن الشخصية تكتسب كل هذه األمور من أجل التكيف مع المجتمع والحصول على القبول واالستحسان من المجتمع المحيط به. .2مكتسبة ومتعلمة من البينة :فال بد للفرد من أن يتعلم ويكتسب متطلبات الثقافة من أجل أن يشبع الحاجات األساسية واالجتماعية بطريقة يرضى عنها المجتمع .فالطفل يبدأ حياته ككائن بيولوجي ومن خالل التنشئة االجتماعية يكتسب ثقافة مجتمعة التي تحوله وتنقله إلى كائن اجتماعي يتشرب ثقافة مجتمعة تدريجية (العمر.)2016 ، .3تراكمي :من أهم مميزات الثقافة أنها تراكمية أي أنها تبدأ من مراحل مبكرة من حياة الطفل وهي مكملة لبعضها البعض فال يوجد تناقض بين مكوناتها ،فاالتفاق بين المكونات عنصر أساسي في استمرار الثقافة ،إن التناقض في الثقافة يؤدي إلى التمرد وانهيار المجتمع. .4تنتقل الثقافة من خالل التفاعل االجتماعي والتعايش ،وحيث إن الثقافة يتم تعلمها من مؤسسات المجتمع المختلفة فإن عملية اكتسابها وتعلمها 292 يحتاج إلى أن يمر اإلنسان بمواقف اجتماعية متنوعة ينبغي على اإلنسان أن يطبق ما تعلمه من خالل التعرض المباشر أو من خالل النمذجة .5تعمل على إشباع حاجات اإلنسان وتنظيمها :إن من أهم فوائد الثقافة هي العمل على تهذيب الفرد من خالل تأثير مكوناتها فيه فالمعايير االجتماعية والعادات والتقاليد يجب أن تعمل على إشباع حاجات الفرد بشكل الئق بدون إلحاق األذى بالمجتمع ،بل على العكس يعمل على تقوية العالقات االجتماعية بسبب السلوك السوي في إشباع الحاجات. .6قابلة لالنتشار من خالل وسائل االتصال الحديثة واللغة والتعليم :لقد أدى التطور في وسائل االتصال الحديثة إلى سرعة انتشار الثقافات المختلفة، وخصوصا تلك الثقافات التي تظهر مجاالت من الوعي والنمو األخالقي والمفاهيم التي تقوی روابط العالقة اإلنسانية ،أي التفاعل عبر الثقافي .7قابلة للتغير والتطور :فالحياة في تطور مستمر وتتعرض للكثير من التغيرات إذ إن الثقافة تعمل على تغيير بعض من مكوناتها لتتناسب مع هذه التغيرات التي تعمل على المحافظة في استمرار العالقات االجتماعية بشكل إيجابي يشبع حاجات الفرد بشكل ال يتعارض مع جوهر القيم المجتمعية والثقافية األصيلة. .8تكاملية :وهذه ميزة مهمة في الثقافة ،إذ إنها تتطرق إلى كافة المجاالت التي تؤثر في حياة اإلنسان حيث إنها تغطي كافة االحتياجات التي يعيشها الفرد ،فهي كفيلة بتزويد الفرد باألسس الالزمة للتكيف والزواج وتربية األبناء والمصاهرة والتعليم والعالقات االجتماعية واكتساب المفاهيم وممارسة الطقوس المتعلقة بالثقافة المجتمعية. 293 عناصر الثقافة: من المهم جدا ً أن نعرف للثقافة عناصر أساسية مهمة تساعد على استمرارها وكذلك في تسهيل حياة أفراد المجتمع منها: عنصر العموميات :وهي كافة األمور التي يتشارك فيها جميع أفراد -1 المجتمع من عادات وتقاليد وقيم ومعتقدات ،والزي وطري التفاعل االجتماعي والتصاهر، وأساليب التفكير والتعاطف والتعاون .إن هذه العموميات تعمل على تقريب أفراد المجتمع من بعضهم البعض وتسهل عملية التفاعل االجتماعي. الخصوصيات :وهي تلك الخصائص والصفات والتصرفات التي تقتصر على فئة -2 معينة من أفراد المجتمع دون غيرهم أو لها عالقة بطبقات اجتماعية معينة. كالخصوصية لفئات او طوائف تعيش ضمن أفراد المجتمع يشاركون المجتمع في الكثير من العموميات ولكن لديهم خصوصيات تمليها عليهم ثقافاتهم الخاصة. البدائل والمتغيرات :مما ال شك فيه أن التطور الهائل التي تمر به الحضارة -3 اإلنسانية يتطلب احداث تغيرات مهمة وطرح البدائل في الممارسات الثقافية بشكل يؤدي الى استمرار وبقاء وتطور تلك المجتمعات .إن هذه البدائل التي تطرحها الثقافة ينبغي أن تركز بشكل إيجابي على استمرار تلك الثقافة وال تتعارض مع مكوناتها األخرى. كيف تؤثر العوامل االجتماعية والبيئية في دور الثقافة: إن عملية النتشئة االجتماعية تبدأ مع بداية حياة االنسان ،أي بعد مولده فنحن الذين يعلّم األطفال على طريقة االستجابة الصحيحة لكافة مثيرات الحياة 294 ونحن من نقر أن هذا السلوك صحيحا أو غير ذلك .نحن نشكل سلوك األبناء من خالل تربيتنا لهم ونحن كآباء تتأثر بالثقافة السائدة ونقوم بفرضها على األبناء .إن أسلوب التطبيق واتجاه التربية يختلف من أسرة ألخرى ولنلقي نظرة على بعض من العوامل التي تؤثر في دور الثقافة .1نوع التربية التي تمارسها مع أبناءنا :ينبغي أن تكون تربية الفرد فيها الحب والصدق والتعاون والتسامح من خالل الطريقة السوية في التربية والتي على األغلب تنتج شخصيات سوية .أما التربية التي تفتقر إلى الديموقراطية وتستخدم أسلوب القمع ،أو التساهل أو التدليل الزائد أو التمييز بين األبناء فإنها حتما ستؤدي إلى خلق جيل ناقم متمرد وذو شخصية سيكوباتية .وكلنا نعرف أن من أهم مسبات الشخصية السيكوباتية هو نوع التربية التي يتلقاها الطفل خالل تنشئته االجتماعية .2وجود النماذ اإليجابية في حياة الفرد والتي تعمل على تزويده بما ينبغي عليه القيام به :فأثر هذه النماذج في المجتمع يساهم في تطوير الثقافة وسهولة انتقالها وتعميمها والعمل بموجبها .والنموذج اإليجابي هو شخصية تمتلك بفعالية وبشكل كبير للعوامل البيئية المهمة في اكتساب الفرد المعطيات الثقافة الصحيحة .إن وجود النماذج اإليجابية يسهم في تطوير شخصية الفرد وإكسابه الكثير من الخصائص الهامة والتعلم السوي. .3دور النظام التعليمي المدرسة والجامعة) :تلعب المدرسة والجامعة دورا كبيرا كمؤسسات تسعى لنقل ثقافة المجتمع بأمانة حين تقوم بهذا العمل بصدق و إخالص .فالطالب يتأثر بأفكار مدرسية سواء في المدرسة أو الجامعة ويسعى لتقليدهم ألننا كما ذكرنا هم نماذج يحبها ويقتدي بها. 295 والخوف الشديد من أن يتأثر النظام التعليمي بمثيرات متعددة تجعل القائمين عليه والعاملين فيه من التردد في تقديم ما ينبغي عليهم تقديمه وهذا ما سيؤدي إلى التأثير السلبي في شخصية التلميذ .إن المرحلة الجامعية هي مرحلة مهمة في تطوير وصقل الشخصية وإمداد الفرد بالفكر الواعي الصحيح ،لذلك ينبغي علينا التركيز على أهمية الدور الذي األديان هو التسامح والمحبة واإلخاء بين الناس وتعليم الناس التضحية المعتقدات ،عندئذ نرى الشخصية الدينية المتطرفة تعمل على تدمير تلعبه الجامعة 4الفكر الديني :تعتبر األديان الجزء المهم في أي ثقافة ذلك أن هدف واإليثار واالعتدال والوسطية .عندما تمتثل الجهات المختصة وكذلك األسرة والمدرسة ووسائل األعالم بهذا األمر فمن المتوقع أن نساهم في تكوين شخصية سوية ،ولكن الخوف يكمن عندما يحدث خلل في هذه المعتقدات ،عندئذ نرى الشخصية الدينية المتطرفة تعمل على تدمير نفسها ومن حولها. .5المؤسسات اإلعالمية :مما ال شك فيه أن وسائل األعالم تلعب دورا هاما وخصوصا في عصرنا الحاضر مع تطور وسائل التكنولوجية االلكترونية وامتداد تأثير الفضائيات مما سهل عبور الثقافات المختلفة وسهولة من مجتمع إلى آخر ،وسوف نشير هنا إلى بعض األمور التي لعبتها وسائل التكنولوجيا االعالمية الحديثة في شخصية الفرد. أ .تشرب أفراد المجتمع الكثير من عادات وتقاليد وأساليب حياة مختلفة: من المجتمعات المختلفة مع الثقافة المحلية وكيف لعبت الكثير من المسلسالت التركية واألجنبية دورا هاما في تخلي الشباب تدريجيا عن الكثير من المفاهيم األخالقية الموجودة في ثقافتنا وأصبح كثير من 296 الشباب ينادي بالتغيير لنصبح مثل هذه المجتمعات والتخلي عن الكثير من عاداتنا وتقاليدنا .فلم تعد الكثير من األحداث الموجودة في هذه المسلسالت تثير التعجب عند المشاهد العربي ،بل أصبح يتقبلها بكل سهولة وكأنها تحصيل حاصل .وربما بعد عقد أو اثنين تصبح مثل هذه الممسارات جزءا ً من الممارسات االجتماعية السائدة المقبولة .وهذا مما ال شك فيه قد أدى تغيير جوهري في الشخصية. ب .وسائل التواصل االجتماعي المختلفة :من منا ال يستسلم وبسهولة في أي مكان وزمان للعب في هاتفه الخلوي والتواصل عبر مواقع التواصل االجتماعي سواء كان الفيس بوك أو التويتر أو الواتس اب .حتى بات الناس ال يتكلمون معا إال عبر هذه الوسائل وقد اقتصر تقديم التهنئة ومراسم العزاء وتناقل األخبار الخاصة والعامة لبعض الفئات على مواقع التواصل االجتماعي .ونستطيع القول حتى أثناء الزيارات العائلية أو في صاالت االنتظار نلجأ إلى هواتفنا لقضاء الوقت فانقطعت طرق التعارف والتواصل وتبادل اآلراء مع اآلخرين .لقد أصبحنا محكومين بهذه األجهزة الصغيرة التي بين أيدينا فلم يعد االبن أو الطالب أو الزائر يولي المتحدث انتباها كامال وذلك بسبب انشغاله بالهاتف النقال فكثرت حوادث الطرق والموت ،وتغيرت أساليب تعاملنا مع بعضنا البعض وأصبح حبنا ومشاعرنا المختلفة ننقلها عبر الهواتف بدال من التواصل الشخصي المباشر .أصبحت شخصياتنا تفقد الدفء والمحبة تدريجيا. ت .اإلنترنت والمواقع االلكترونية المتنوعة :لعبت المواقع االلكترونية المختلفة دورا إيجابية وسلبية في تشكيل الشخصية وذلك حسب نوع هذه المواقع ،فمنها من عمل على تعليم السلوك العدواني والقتل والتدمير 297 والجنس ،ومنها ما يقدم الكثير من المعلومات المفيدة وكال االتجاهين يؤثر في الشخصية وغيرها إما نحو األفضل أو نحو األسوأ ث .األنواع المختلفة من األغاني والتعري والموسيقى التدميرية :والتي أكسبت الشباب تبعا لذلك تبني افكارة تعبيرية عن هذه األنواع من الموسيقى واألغاني اغاني عبدة الشيطان واألغاني التي تحض على ج .القنوات الدينية المتطرفة التي تحض على التطرف وعلى محاربة األديان المخالفة لها ،وتشكيل الشخصيات المتطرفة والمعادية لألديان األخرى وإعداد جيل من اإلرهابيين والقتلة بدال من تشكيل سلوك التسامح ح .التركيز على القنوات الرياضية وإهمال القنوات الثقافية :مما أدى إلى والمحبة والسالم. السلوكات غير األخالقية كالتعري وغيره. تطور شخصيات ال يهمها سوى الرياضة وافتقار الجيل إلى دور وأهمية المعرفة في تشكيل الشخصية السوية. خ .الدعايات التسويقية :أصبح هم أصحاب الشركات والمصانع هو تسويق بضائعهم بشتى الطرق بغض النظر عن صحة المعلومات التي تحويها دعاياتهم ،حتى وإن كانت تضر بصحة اإلنسان فظهرت الخصائص السلبية في الشخصية وتطورت بشكل واضح. د .أنظمة الحكم :تشكل أساسا مهما في تطور شخصية المواطن فالنظام الذي يعتمد العدالة والديموقراطية أساسا له يساعد المواطن ،على االنتماء والوالء لوطنه ،وهذه من خصائص الشخصية المهمة التي تساعد اإلنسان على التكيف والتخلص من التوتر واإلحباط. 298 تأثير الثقافة في الشخصية : .١األمثال الشعبية السائدة والطقوس في الثقافة مما ال شك فيه أن الكثير من األمثلة الشعبية تساعدنا في تبرير الكثير من السلوكات غير المنطقية أو غير المقبولة ،ففي كثير من األحيان نعتقد بصحة هذه األمثال فتؤثر في التكوين الثقافي الشخصي للفرد وتجعله يؤمن بها كحقائق يجب عليه أن يتبناها .وهناك الكثير من الظواهر االجتماعية كاالمتثال التي تحدث عنه العالم آش والطاعة التي تحدث عنها العالم ملليجرام نمارسها على الرغم من قناعتنا بعدم صحتها والسبب أن األمثال الشعبية تحثنا وبشكل كبير على تبني قناعات تتفق مع الجماعة على الرغم من عدم صحة هذا األمر مما يجعلنا نفقد حرية الرأي واإلرادة الحرة فمن األمثلة الشعبية السائدة " حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس" الموت مع الجماعة رحمة" إذا أنجن ربعك عقلك ما بنفعك" إذا اثنين قالوا لك راسك مش موجود ضع يدك على راسك لتتأكد" نالحظ أن كلها أمثال تعمل على التقليل من رأي الفرد وتحد من قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة فتشكل الشخصية الخاضعة الضعيفة المسلوبة الرأي. .2توفر الثقافة للفرد الطرق المقبولة للسلوك والتفكير والتواصل وتمده بما يحتاج من عادات وتقاليد وقيم ومعتقدات وأنماط سلوكية صحيحة .إن مهمة الثقافة هي تشكيل شخصية سوية تتفاعل مع أطياف المجتمع المختلفة بنجاح وتتكيف بطريقة صحيحة ومناسبة. .3تمد الثقافة الفرد بالكثير عن تاريخه وأصوله وتجيب على الكثير من األسئلة التي تدور في خلد اإلنسان. 299 .4تساهم في تكوين الضمير والحس األخالقي والشعور اإليجابي مع تكوين الضمير من خالل تدريب الفرد على تبني القيم اإليجابية التي يشدد اآلخرين وتعمل على توطيد التعاطف مع اآلخرين .والتركيز على أهمية عليها المجتمع. .5تعمل على تشكيل الشعور باالنتماء والوالء لدى الفرد اتجاه مجتمعه الذي يعيش فيه مما يزيل العوائق االجتماعية أمامه خصوصا إذا تحققت العدالة وتساوت الفرص. .6تشجع الفرد على التعلم واالتجاه نحو التحصيل العلمي الذي يساعده في تحقيق تطلعاته وطموحاته العلمية والعملية .7وأخيرا تعمل الثقافة على تطوير االتجاهات اإليجابية نحو المجتمع الذي يعيش فيه الفرد والمجتمعات األخرى .إن تكوين االتجاه اإليجابي في المشاعر واألحاسيس والفكر والمعتقد ألمر في غاية األهمية ويعمل على تشكيل شخصية إيجابية متكيفة. الخالصة: نستطيع القول أن الثقافة تساهم و بشكل كبير في تكوين الكثير من األنماط السلوكية والمعتقدات والعادات والتقاليد واألفكار والحلول والقيم وبالتالي تؤثر في تشكيل الشخصية .فالكثير مما نقوم فيه ونعتبره جزءا مهما في شخصيتنا هو نتاج لتأثير الثقافة .فاألمثال الشعبية السائدة التي نعتمد عليها في تفسير وتبرير الكثير من سلوكاتنا إنما هي انعكاس مباشر لتأثير الثقافة في شخصيتنا. 300 الفصل الخامس عشر دور الشخصية في السلوك السياسي الفصل الخامس عشر دور الشخصية في السلوك السياسي يعتبر علم النفس السياسي من أهم العلوم التي حظيت مؤخرا بمزيد من البحث واالهتمام من قبل علماء النفس و السياسة .فهذا العلم يهتم بدراسة السياسة والسياسيين (السلوك السياسي من وجهة نظر علم النفس ونظرياته المختلفة .فهو يدرس العالقات بين األفراد وكيف تؤثر التنشئة االجتماعية بمؤسساتها المختلفة في تشكيل شخصية السياسي ،كما ويدرس دور المعتقدات والقيم والعادات والتقاليد في تأثيرها في سلوك الفرد في المواقف المختلفة ومنها السياسية .لذلك فقد كان موضوع دراسة القيادة وشخصية القائد في اتخاذه للقرارات المختلفة أهمية خاصة ،إال أن هذا العلم لم يهمل جوانب كثيرة منها دراسة الجماعات المتطرفة والسلوك العنصري والنزعات التطرفية والسياسية والحروب واإلبادة الجماعية .لهذا فقد عمد علم النفس السياسي إلى دراسة السلوك السياسي ونتائجه وأثره في اإلنسانCottam . ()et al., 2010 تكوين الشخصية السياسية: يعرف علم النفس بنه دراسة السلوك اإلنساني من أجل فهمه وتفسيره وكذلك التنبؤ به وأخيرا الضبط والتحكم في السلوك (أبو حميدان وآخرون .)2015 ،ففي مجال علم النفس السياسي نهتم بدراسة ميول الفرد، ورغبته في االنخراط باألحزاب والمشاركة في التصويت واالنتخابات والعمل الجاد والسعي الدؤوب نحو السلطة ونعمل على معرفة طبيعة شخصية الفرد 303 التي تتأثر بمعطيات كثيرة كما ذكرنا سابقا مثل المحددات البيولوجية واالجتماعية والثقافية والمواقف المتنوعة التي تفرض على اإلنسان سلوكات محددة. وبناء على ذلك نجد الشخص السياسي يكون معتقدات ومفاهيم وقيم خاصة به يتبناها ويستمر في تطبيق معطياتها عندما يصل إلى السلطة .ومن المهم أن نشير هنا إلى أن هذه الشخصية تتغير وقد تنحرف عن المسار المثالي الذي حدده الشخص لنفسه في السابق وخصوصا عندما تتعارض المواقف مصلحته الخاصة .عندئذ نجد أن السياسي يتبنى نشاطات متطرفة كاالغتياالت والقتل واإلبادة الجماعية مقابل الحفاظ على بقائه في السلطة. التحليل النفسي ومفهوم الشخصية السياسية: مما ال شك فيه أن نظرية التحليل النفسي لسيجموند فرويد اهتمت بدراسة الشخصية بشكل عام ووضعت أسس وقواعد لفهم الشخصية تختلف عن بقية النظريات .فقد تبنت هذه النظرية دور الدوافع الالشعورية وأثرها في السلوك .وقد رأى فرويد أن سلوك القائد وقدرته ومهارته في اتخاذ القرارات تعتمد على تفاعل مكونات الشخصية الثالثة وهي الهو واألنا واألنا األعلى .إن هذا التفاعل الذي تحكمه كما يقول فرويد الغرائز القوية والتي تسعى التحقيق اللذة بواسطة األنا الواقعي الذي يجد صراعا قويا مع األنا األعلى (الضمير) فالدوافع الالشعورية متعددة ومتنوعة فمنها دوافع التملك والسيطرة واالستبداد والتي تضغط على الفرد من أجل الوصول إليها وتحقيقها من خالل الواقع إال أن وجود الضمير يمنع الوصول إلى تحقيقها .عندند يلجأ الفرد إلى ميكانزمات الدوافع األولية (الحيل الدفاعية) ،والتي تعمل كحلول مؤقتة ريثما 304 يستطيع الفرد الوصول إلى هدفه مستقبال .إن ضعف الضمير أي األنا األعلى يعتبر مؤشرا على تحقيق الشخص ألهدافه غير السوية. وكثيرا ما يعاني الشخص السياسي كما هو الحال بالنسبة لآلخرين من هذه األوضاع فيعمد إلى اتخاذ قرارات تصب في مصلحته الخاصة وفقا المعتقداته وفكره .ومن الجدير بالذكر أن نظرية التحليل النفسي ركزت وبشكل كبير على خبرات الطفولة ،والكثير من العلماء قاموا بدراسة وتحليل طفولة الكثير من القادة وتوصلوا إلى أن الكثير من سلوكاتهم كانت تعبر عن خبرات طفولية مريرة أجبرتهم على أن يظهروا بهذا الشكل من الشخصيات .ويفسر العالمان ألكسندر جورج وجولييت جورج (هوتون )2015 ،أن رفض وتصلب الرئيس األمريكي ولسون إقرار معاهدة عصبة األمم إنما يمثل تعويضا عن صرامة والده وشدته في تربيته وحرمانه من العاطفة والدفء .وكذلك الحال كان بالنسبة لبوش االبن الذي عانى من قسوة معاملة والدته له مما دفعه إلى اتخاذ قرارات تنم عن العداوة والكراهية. السمات الشخصية التي تؤثر في السلوك السياسي: لقد كان لهذه النظرية أثر كبير في دراسة الشخصية ،فقد تحدث العالم البورت عن ثالثة أنواع من السمات هي السمات الرئيسية والمركزية والسمات الثانوية ،التي أشارت إلى وجود تفاوت في هذه السمات لدى البشر ثم تحدث أيزنك عن ثالث سمات هي االنبساطية واالنطوائية والعصابية ونموذج العوامل الخمسة الكبرى للعالمين کوستا وماكري والذي اشتمل على أبعاد خمسة للشخصية هي العصابية واالنبساطية واالنسجام واالنفتاح 305 والوعي والتي أشارت إلى أن القيادة الواعية والتي تتسم بالذكاء هي تلك التي تمتلك هذه الخصائص الخمسة. ويشير األسود ( )1990إلى أن علماء النفس ومن خالل الدراسات المتعددة قد حددوا عددا من السمات التي لها عالقة بنشاط الفرد السياسي ومنها: .1الفاعلية أو األهلية ،حيث أشارت هذه الدراسات إلى وجود عالقة ارتباطية بين الشعور الداخلي بالقوة لدى الفرد وبين نشاطه السياسي الذي يقوم به في حين رأت دراسات أخرى أن هذه العالقة موجودة بين نوع الفاعلية واألهلية النفسية التي يمتلكها الفرد. .2النزعة السلطوية :والتي تشير إلى ميل الفرد لممارسة نشاطات تعبر عن حب التحكم في اآلخرين والسيطرة على مجريات األمور بغض النظر عن رأي اآلخرين فيها .إال أن موضوع النزعة السلطوية في النشاط السياسي ما زالت موضع خالف بين العلماء ،والسبب أن هذه النزعة مكونة من عوامل نفسية واجتماعية تختلف من شخص آلخر. .3التغرب واالستالب :وهو شعور يتملك اإلنسان بالعجز والالجدوى والسيطرة الداخلية -الخارجية ،أي انهيار شعور الفرد بارتباطه بالجماعة .وينشأ هذا الشعور بسبب افتقار الفرد إلى المعرفة السياسية أو المعرفة الالزمة للحكم. .حب السلطة :وقد ربط العلماء هذا الشعور بالتعويض عن تقدير الذات المتدني فهو سلوك تعويضي يمارسه الشخص للتعويض عن عجزه وعدم قدرته السابقة في السيطرة على مجريات األحداث التي مر بها. 306 .5الجمود العقائدي أو الدوغماتية :إن اهتمام الفرد في مفهوم عقائدي يجعله يتجاهل ويبتعد عن المفاهيم العقائدية األخرى حتى وإن كانت ذات منفعة وجدوى له فهو يقف عند حد محدود من التفكير السياسي. وهؤالء األفراد يعانون من القلق بشكل مستمر ونجد لديهم صعوبة في استيعاب الفكر واألخرين .إن هذا الجمود العقاندي موجود لدى الكثيرين ومنهم القادة والسياسيين ،وهذه السمة عكس المرونة. ولذلك فإنه من المهم أن نعرف أن االستعدادات النفسية ليست متشابهة عند الجميع فالنزعة السلطوية وحب السيطرة أو ما يسمى شهوة السلطة كدافع اجتماعي واإلحساس بالفاعلية وتضخم األنا تؤدي إلى تباين السلوك السياسي .فأي فرد يشغل منصبة سياسية يكون تصرفه مختلفة تماما عن سابقه تبعا الستعداداته النفسية التي أشرنا إليها. هل السلوك السياسي داخلي أم خارجي: لقد حاول هوتون في كتابه علم النفس السياسي ( )2015اإلجابة عن سؤال مهم وهو هل سلوك الفرد نابعة من خصائص نفسية داخلية أم أنه ناتج عن أسباب خارجية تمثل البيئة المحيطة به أو الموقف الذي وجد فيه؟ ويری هوتون أن هناك اتجاهين لتوضيح ذلك وهما: .1االتجاه النزوعي )Dispositionidism( :والتي تشير إلى أن أفكار الفرد ومعتقداته وقيمه وتصوراته (العوامل الداخلية هي التي تكون وراء سلوكه ،فهم بذلك أحرار ومسؤولون عن تصرفاتهم. 307 .2اإلتجاه الموقفيsituationism( :أي أن طبيعة الموقف المحيطة بالفرد واألوضاع السياسية واالجتماعية (العوامل الخارجية) هي التي تكون وراء سلوك الفرد. وعلى الرغم من إيمان الكثيرين بأهمية الدور التي تلعبه العوامل الداخلية في اإلجابة على هذا السؤال ،إال أن علماء النفس االجتماعي يعلقون أهمية كبيرة على العوامل الموقفية ودورها األساسي في حدوث السلوك .وقد قام كل من العالم ملليجرام والعالم زمباردو بدعم هذا االفتراض ،الذي يرى أن المواقف التي تفرض على الفرد تدفعه إلى تغيير سلوكه بشكل قوي .فالكثير من األفراد الطيبين الجيدين يقومون بسلوكات ال تتناسب وطبيعة شخصياتهم وذلك بسبب المواقف التي أجبرتهم على القيام بذلك. وهذا ما جعل العالم ملليجرام يتساءل كيف يوافق ويطيع الشعب سلوك الحاكم وينفذ مطالب الحاكم في المشاركة في القتل واإلبادة .وكان سبب تساؤله هنا هو ما قام به هتلر من قتل وتدمير إبان الحرب العالمية الثانية حيث وضع المؤرخون الذين أرخوا للحرب العالمية الثانية فرضية مفادها أن " األلمان يختلفون عن الشعوب األخرى ألنهم يعانون من خلل أخالقي يجعلهم مستعدون إلطاعة السلطة دون تساؤل مهما كانت أوامر تلك السلطة وهذا الخلل أتاح لهتلر تنفيذ مخططاته .ولهذا أراد ملليجرام السفر إلى ألمانيا قبل تطبيق الدراسة في أمريكا لدراسة هذه الظاهر والتعرف عن قرب إلى خصائص وسمات الشخصية األلمانية التي لم تقم برفض أوامر هتلر بل أطاعته وسارت خلفه بكل جوارحها .وعوضا عن السفر تساءل ملليجرام عن إمكانية تطبيق هذه الدراسة في أمريكا .ولكنه بعد االنتهاء من تجربته عدل 308 عن رايه ألنه توصل إلى نتائج تختلف عن فرضية المؤرخين (مكلفين وغروس.)2002 ، تجربة ملليغرام: أعلن ملليجرام في الصحف عن عزمه القيام بتجربة في جامعة بيلبأمريكا ال تزيد مدته المشاركة في التجربة للفرد عن ساعة ويأخذ المشارك مبلغا من المال .فتقدم عدد من المشاركين تراوحت أعمارهم ما بين 50-20شخصا جاءوا من قطاعات مختلفة من المجتمع. ثم يؤخذ المشارك إلى المختبر ويخبروه بأن هدف التجربة هي لمعرفةأثر العقاب على التعلم .ثم يجلس أحد مساعدين العالم ملليجرام، والذي يمثل دور المتعلم الذي سيكون في الغرفة ويربط بأسالك توصل التيار الكهرباء إلى يدي المساعد (المشارك ال يعرف أن العملية تمثيل وغير حقيقية) ثم يقوم المشارك والذي سيقوم بدور المعلم بالجلوس في غرفة مقابلة بها مفاتيح متعددة لتوصيل الصدمة الكهربائية بشدة مختلفة تبدأ من 15فولت وتتصل إلى 450فولت. المهمة التعليمية التي سيتم اختبار المتعلم بها عبارة عن قائمة منزوجين من الكلمات تقتضي تذكر الكلمة المقترنة بها .يقوم المعلم بقراءة الكلمة يتبعها بعدة اختيارات أحداها صحيحة وعلى المتعلم أن يختار الكلمة الصحيحة .وإذا أخطأ المتعلم يعطى صدمة كهربائية قوتها 15فولت ويستمر المعلم بسؤاله وفي كل مرة يخطئ يزيد من قوة الصدمة 15فولت أخرى. 309 ويقوم المتعلم المساعد) بالصراخ وإظهار األلم والمعاناة جراءالصدمة التي يتلقاها التي تصل إلى 300فولت .وفي إعادة الحقة للتجربة أضافوا الصوت بحيث يتمكن المعلم من سماع الصوت وليس المشاهدة فقط كان المجرب (ملليجرام) يقول للمتطوع (المعلم) تابع عملك ،واستمرفي التجربة ،ألن الموضوع في غاية األهمية وال تخف فالصدمة ال تؤلم كثيرا. كانت التجربة تتوقف عندما تصل قوة الصدمة إلى 450فولت أوعندما يرفض المعلم االستمرار في التجربة. النتائج :تعرض المشاركون إلى آالم نفسية وبعضهم شتم الباحث الذيكان يضطر أحيانا إلى إيقاف التجربة .ولكن كانت النتائج مذهلة. • جميع المشاركين في التجربة األولى واصلوا توجيه الصدمات إلى أن بلغت مستوى 300فولت و %65منهم وصلوا إلى 450فولت • أما التجربة التي تضمنت تغذية راجعة (وجود الصوت) فقد واصل %62.5من المشاركين إلى 450فولت. تفسير نتائج ملليجرام :يقول ملليجرام " لعل أبلغ عبرة نستخلصهامن هذه الدراسات هي أن الفرد العادي الملتزم بأداء واجباته وال يحمل أي ضغينة على أحد يمكن أن يصبح عضوا تدميرية في عملية تدمير فظيعة" 310 ويقول ملليجرام " ينفذ غالبية الناس األوامر بغض النظر عنمحتواها وبغض النظرعما تمليه عليه ضمائرهم ما داموا يعتقدون أنها صادرة عن سلطة شرعية. إن إظهار المسؤول العالم ملليجرام) تحمله للمسؤولية كان يريحالمشارك ويجعله يستمر في التجربة (وهذا ما يفسر قيام البعض بعمليات التعذيب وعمليات القتل الجماعي طالما أنه يطيع أوامرعليا) وينبغي أال ننسى أن هناك %35من العينة المدروسة رفضوا إطاعةالسلطة وهذا مؤشر إلى أنه ليس الجميع يخضع للموقف ويستجيب كما يطلب منه. وقد استطاع العلماء بناء على نتائج ملليجرام تفسير الكثير من المذابح والمجازر التي حدثت في مناطق متفرقة من العالم والتي قام بها أشخاص عاديون في ظروف معينة .ولكن لن ننسى أن هناك أشخاص منعتهم إنسانيتهم ومثلهم وقيمهم من إطاعة السلطة عندما يتعلق األمر بحياة اآلخرين. ولكننا يجب أن نتساءل عن إرادة الفرد الحرة وأين حرية االختيار ،أال يستطيع اإلنسان أن يرفض وال يطيع إذا كان األمر يتعارض مع مبادئه وأهدافه .ولكننا يجب أن نعترف أن خبرات الفرد السابقة التي مر بها قد تجعله يرضخ ويطيع بسبب ما أدى سلوكه السابق من نتائج مؤلمة له 311 تأثير الجماعة في السلوك الشخصي (االمتثال) :Conformity تساهم الجماعة في تأثيرها على سلوك الفرد مما تتسبب في تغيير سلوكه وموقفه اتجاه الكثير من األمور .ويشير هوتون إلى تساؤل أرفنغ جانيس عن كيفية تغير سلوك الفرد بسبب ضغط الجماعة .األمر الذي يجعل الكثير من األذكياء يتخذون قرارات ضعيفة عندما تكون ضغوط الجماعة قوية فيمتثلون لرأي الجماعة من أجل أن يحظوا بقبول الجماعة لهم وعدم شعورهم بأنهم منبوذين من الجماعة فيما لو رفضوا أو لم يذعنوا لرأي الجماعة. ونجد من خالل مراجعات علماء النفس االجتماعي أن الموقف يلع بدورا أساسيا في تحديد أسباب السلوك فيما يرى علماء النفس أن النزعات الداخلية أقوى ،وهي السبب في حدوث السلوك. وهذا ما أطلق عليه العلماء ظاهرة االمتثال فقد عرف العالم كرتشفيلد ( )1955األمتثال بأنها الخضوع لضغط الجماعة ولكن العالم مان ()1969 أضاف أن هناك دوافع أخرى غير ضغوط الجماعة .أم زمباردو وليبي ( )1991فقد أشارا إلى أن االمتثال هو تغير في االعتقاد أو السلوك استجابة الضغط الجماعة الواقعي أو المتخيل في الوقت الذي ال تطلب الجماعة منه ذلك وال يكون هناك مبرر للتغير في السلوك المالحظ لديه" .ونالحظ هنا أن جميع التعريفات تشترك في إظهار أهمية ضغوط الجماعة .فاالمتثال ال يعني االلتزام بمنظومة معينة من االتجاهات والقيم وإنما يشير إلى الخضوع للضغوط المتخيلة أو الواقعية ألي جماعة بغض النظر عن منزلتها كجماعة أغلبية أو أقلية. 312 الدراسات التجريبية على االمتثال: .1فقد قام العالم مظفر شريف في الثالثينيات تجربة أعتمد فيه على اإلدراك البصري لتكون موضوع يدور حوله وجهات النظر في موقف جماعي فقد طلب من المفحوصين إعطاء تقديرات المسافة التي تتحرك بها نقطة من الضوء (الحركة الظاهرية) بشكل فردي ثم بشكل جماعي .وقد كانت النتائج الفردية متقاربة في حين كانت النتائج الجماعية أكثر تشابها حينما أعطى كل فرد رأيه أمام الجماعة .وقد فسر شريف االستجابات الفردية المتقاربة وغير الدقيقة على أنها امتثاال للجماعة ،فقد كان أفراد الجماعة متعاونين مع المجرب وأعطوا إجابات متشابهة وعندما يدخل المجرب عليهم ويجلسون مع الجماعة فقد كانوا يمتثلون لرأي الجماعة 2تجربة أش :قام بتصميم تجربة يحكم الفرد فيها على أطوال ثالثة أعمدة (خطوط مستقيمة) وكان يوضع المجرب عليه (المشارك الغافل) ضمن فريق الش (المشاركين الحليفين) بحيث يكون رأيه قبل األخير ،وقد كانت النتائج تشير إلى أن %32اتفقوا مع األغلبية وقد سماهم بالمشاركين الغافلين .أي أنهم قاموا بتغيير رأيهم بسبب تأثرهم بالجماعة علما بانهم يعرفون أن إجابتهم صحيحة. وعندما سألهم آش عن السبب في تغيير رأيهم افادوا باآلتي: .1أنهم أحبوا أن يجاملوا المجرب. .2أدعوا بأن لديهم مشاكل في النظر. 3أدعي البعض بأنهم لم يرتكبوا أي خطأ. .4قال البعض بأنهم خشوا من أن يسخر اآلخرون منهم. 313 وهذا يؤكد أن ضغط الجماعة هو ما يؤدي إلى االمتثال وال بد من اإلشارة إلى أن هناك عدد من العوامل تؤثر في االمتثال هي: 1حجم الجماعة :يزداد االمتثال بازدياد عدد أفراد الجماعة. .2اإلجماع :يزداد االمتثال كلما كان اإلجماع على االستجابة عال. .3صعوبة المهمة :يمتثل أفراد الجماعة كلما كانت المهمة غامضة وصعبة فيمتثل أفراد الجماعة خوفا من أن يتعرضوا للنقد أو السخرية. .4الجندر :فقد وجدت أيغلي وستيفن أن الذكور يمتثلون آلراء الجماعة بالقدر الذي تمتثل له اإلناث عنما يكون االمتثال سرية وال يظهر أمام العلن. ومن الجدير بالذكر أن االمتثال يكون أعلى في الحاالت التالية: .1عند األشخاص الذين يكون تقدير الذات لديهم منخفضا. .2عند األشخاص الذين يهتمون بالعالقات االجتماعية. .3عند األشخاص الذين لديهم حاجة عند األشخاص اآلخرين فإنهم يتجهون للقبول االجتماعي. .4عند األشخاص الذين ينجذبون أكثر إلى أعضاء الجماعة اآلخرين. نستخلص هنا من تأثير الموقف االجتماعي وتأثير الجماعة يلعب دورا هاما في تغيير سلوك الفرد وتعديل استجابته للمواقف خوفا من عوامل وأسباب متعددة. 314 شخصية السياسي: مما ال شك فيه أن الشخصية السياسية شأنها شأن الشخصية العادية تؤثر فيها أسبابا داخلية وأسبابا خارجية تحكمها المواقف .فالسياسي سواء كان إيجابيا أو سلبيا .فالصفات الخارجية من تاثيرات بيئية واجتماعية وسياسية واقتصادية ،تلعب دورا مهما في شخصيته كما هو الحال بالنسبة الخصائصه الداخلية من سمات وانفعاالت ورغبات وتفكير وإدراك وتعلم وخبرات طفولة وماسي نفسية كلها تساهم بشكل قوي في طبيعة القرارات التي يتخذها وكذلك في أسلوب حكمه وتعامله داخليا وخارجيا. واعتقد من الصعب أن نفسر سلوك القائد فقط بناء على الصفات الداخلية أو الخارجية كل على حدا بل أن كليهما يؤثران ويساهمان في تفسير سلوك الشخصية السياسية الخالصة: لقد لعب علم النفس السياسي دورا مهما في تفسير ودراسة سلوكالقادة والكثير من الظواهر األساسية واالجتماعية في العالم .كما فسر حدوث االنتفاضات والتمرد والعصيان واالنقالبات ،والتسلط واالستبداد الذي مارسته األحزاب أو القادة. فسرت نظري التحليل النفسي ،كيف تؤثر الطفولة وما يواجهه الفردمن صراعات متعددة قهرية وتسلطية في التأثير على سلوكه مستقبال مما يدفعه إلى القيام بسلوكات تعويضية نتيجة لتلك الطفولة الصعبة كما يؤثر الصراع بين الهو واألنا األعلى بسبب ما يفرضه الهو من إلحاح إلشباع الرغبات التسلطية لدى الفرد. 315 وقد ساهمت نظرية السمات من خالل تطورها بدءا بالعالم البورتووصوال إلى نظرية كوستا وماكري في العوامل الخمسة الكبرى المؤثرة في الشخصية ،في تفسير السوك السياسي لدى السياسيين. كما أن سلوك الشخص السياسي يتأثر بالعوامل الداخلية والخارجيةالموقفية معا ،ويتأثر سلوكه بتأثير الجماعة التي تحيط به كما أشار كل من ملليجرام وآش وزمباردو السلوك التسلطي إنما هو تعبير عن جمود في التفكير ونتاج لخبراتمختلفة مر بها الفرد. 316