Uploaded by Deabs2010

! تحذير العباد من خطر الإلحاد

advertisement
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪-0-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪)2(.........................................................................................‬‬
‫‪ .1‬تعريف اإلحلاد وأقسامه ‪)3(.....................................................................‬‬
‫‪ .2‬نشأة اإلحلاد قدميًا وحديثًا ‪)7(................................................................‬‬
‫‪ .3‬ملاذا هنتم بقضية اإلحلاد؟ ‪)10(.................................................................‬‬
‫‪ .4‬خطر اإلحلاد وانتشارة يف بالد املسلمني ‪)12(..................................................‬‬
‫‪ .5‬أسباب انتشار اإلحلاد ‪)14(......................................................................‬‬
‫‪ .6‬احذر االعرتاض فإنه طريق اإلحلاد! ‪)19(..........................................................‬‬
‫‪ .7‬كيف نواجه املد اإلحلادي؟ ‪)22(................................................................‬‬
‫‪ .8‬كيف أحاور امللحدين؟ ‪)24( ....................................................................‬‬
‫‪ .9‬نداء وموعظة إىل ملحد‪ ....‬ستموت‪)32( ........................................................‬‬
‫‪ .10‬بعض شبهات امللحدين والرد عليها‪)36(........................................................‬‬
‫خامتة‪)48(........................................................................................‬‬
‫‪-1-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫مقدمة‬
‫بسم هللا واحلمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫نشرا للشبهات بصورة مل يسبق هلا مثيل‪ ،‬ومل حتدث يف اتريخ البشرية من قبل‪ ،‬ال سيما‬
‫فإن هذا العصر يشهد ً‬
‫عرب وسائل االتصاالت احلديثة‪ ،‬والقنوات الفضائية املغرضة‪ ،‬اليت جعلت ثوابت الشريعة قابلة لألخذ والرد‪،‬‬
‫ونشرت العهر والرذيلة‪ ،‬عن طريق إاثرة الشهوات‪ ،‬مما يُض عف الوازع الديين لدى املرء‪ ،‬ويكون أكثر عرضة‬
‫لقبول ما خيالف تعاليم اإلسالم من معتقدات أو أفكار‪.‬‬
‫بث الشبهات حول القرآن الكرمي واألحاديث‬
‫ومن بينها تلك اليت تبث أفكار التشكيك واإلحلاد‪ ،‬عن طريق ّ‬
‫النبوية الشريفة‪ ،‬ومسائل القضاء والقدر‪ ،‬واحلكمة والتعليل يف أفعال هللا عز وجل‪ ،‬والطعن يف بعض أحكام‬
‫قلوًب خاوية‪ ،‬أو ضعيفة اإلميان فتمكنت منها‪[ .‬د‪ .‬خالد بن سعود احللييب]‬
‫الشريعة‪ ،‬فوافق كلُّ ذلك ً‬
‫فتعالوا بنا نتعرف على معناه ونشأته وأسبابه وكيف نواجهه وبعض شبهات امللحدين والرد عليها‬
‫‪- 2-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .1‬تعريف اإلحلاد وأقسامه‬
‫ش ُق يف جانب القرب‪.‬‬
‫اإلحلاد لغة ‪ :‬هو امليل عن القصد‪ ،‬والعدول عن الشيء‪ ،‬ومصدره حلد‪ ،‬واللحد هو ال ّ‬
‫فاإلحلاد لغة يراد به كل من مال عن القصد واحل ّق‪.‬‬
‫ي أحد أظهر بدعةً وإن كان مؤمنًا ًبهلل وبنبيه‪ .‬وإطالقها على الكفار‬
‫وأطلقت العرب صفة اإلحلاد على أ ّ‬
‫والزاندقة أشهر وإن كانوا على أداين أو مذاهب أخرى‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو مذهب فكري ينفي وجود خالق الكون‪ ،‬واشتقت التسمية من اللغة اإلغريقية (أثيوس‬
‫اإلحلاد‬
‫ً‬
‫) ‪ ) atheos‬وتعين بدون إله‪.‬‬
‫أقسام اإلحلاد‪-:‬‬
‫القسم األول ‪ :‬إنكار وجود هللا ‪-‬جل وعال‪-‬‬
‫رب خيلق ويدبر ومييت وحييي‪ ،‬وليس له إله يعبد ويقصد؛ كما كان أهل اجلاهلية يقولون‪:‬‬
‫واعتقاد أنه ليس للعامل ٌّ‬
‫إمنا يهلكنا الليل والنهار‪ ،‬والدهر هو الذي يهلكنا‪ ،‬وُمييتنا وحييينا‪ ،‬وكان إذا أصاهبم شدة أو بالء أو نكبة‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬اي خيبة الدهر‪ ،‬فيجعلون تلك األفعال عائد ًة إىل الدهر ويسبونه؛ كما قال تعاىل فيهم ‪َ ﴿:‬وقَالُوا َما ه َي‬
‫ك م ْن عل ٍْم إ ْن ُه ْم إ اال يَظُنُّو َن ﴾ اجلاثية‪24 :‬‬
‫وت َوََنْيَا َوَما يُ ْهل ُكنَا إ اال ال اد ْه ُر َوَما َهلُ ْم ب َذل َ‬
‫إ اال َحيَاتُنَا الدُّنْ يَا َمنُ ُ‬
‫القسم الثاين ‪ :‬اإلحلاد يف أمساء هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬وصفاته‬
‫وهو‪ :‬امليل هبا عن احلق الثابت فيها يف الكتاب والسنة الصحيحة‪ ،‬وما كان عليه منهاج النبوة يف إثبات الالئق‬
‫َمسَاءُ ا ْحلُ ْس ََن فَا ْدعُوهُ هبَا‬
‫به ‪-‬جل وعال‪ ،-‬ونفي ما ال يليق به‪ ،‬والدليل على هذا القسم‪ :‬قوله تعاىل ‪َ ﴿ :‬و الِل ْاأل ْ‬
‫َمسَائه َسيُ ْج َزْو َن َما َكانُوا يَ ْع َملُون ﴾ األعراف‪180 :‬‬
‫ين يُلْح ُدو َن يف أ ْ‬
‫َوذَ ُروا الاذ َ‬
‫‪- 3-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫وهو أنواع‪:‬‬
‫يسم به نفسه‬
‫النوع األول ‪:‬أن يسمي هللا مبا مل ّ‬
‫كما مساه النصارى‪ً :‬أًب‪ ،‬وعيسى‪ :‬االبن!‬
‫النوع الثاين ‪ :‬أن ينكر شيئًا من أمسائه‬
‫سواء أنكر كل األمساء‪ ،‬أو بعضها اليت تثبت هلل؛ كما أنكر كفار قريش اسم (هللا)‪ ،‬واسم (الرمحن)‪ ،‬واسم‬
‫اد ُه ْم‬
‫ج ُد ل َما ََت ُْم ُرَان َوَز َ‬
‫يل َهلُ ُم ْ‬
‫اس ُج ُدوا لل ار ْمحَن قَالُوا َوَما ال ار ْمحَ ُن أَنَ ْس ُ‬
‫(الرحيم)؛ كما قال تعاىل يف حقهم ‪َ ﴿:‬وإ َذا ق َ‬
‫ورا ﴾ الفرقان‪60 :‬‬
‫نُ ُف ً‬
‫النوع الثالث ‪ :‬أن ينكر ما دلت عليه من الصفات‬
‫فهو يثبت االسم‪ ،‬لكن ينكر الصفة اليت يتض امنها هذا االسم؛ كأن يقول‪ :‬إن هللا مسيع بال مسع‪ ،‬وعليم بال‬
‫علم‪ ،‬وخالق بال خلق‪ ،‬وقادر بال قدرة‪ ،‬وهذا معروف عن املعتزلة‪.‬‬
‫النوع الرابع ‪:‬أن يثبت األمساء هلل‪ ،‬ولكن ليس كما يليق بالله وعظمته‪ ،‬وإمنا يقع يف تشبيهها ًبملخلوق‪.‬‬
‫أمساء منها للمعبودات؛ كما‬
‫النوع اخلامس ‪:‬أن ينقلها إىل املعبودات؛ كأن يسمي شيئًا‬
‫ً‬
‫معبودا ًبإلله‪ ،‬أو أيخذ ً‬
‫ُمسي (مسيلمة الكذاب) ب (الرمحن)‪ ،‬وكفعل املشركني يف معبوداهتم الباطلة؛ كالالت من اإلله‪ ،‬والعزى من العزيز‪،‬‬
‫ومناة من املنان؛ كما قال تعاىل فيهم ‪ ﴿:‬أَفَ َرأَيْ تُ ُم ا‬
‫ت َوالْعُ ازى * َوَمنَا َة الثاالثَةَ ْاألُ ْخ َرى * أَلَ ُك ُم ال اذ َك ُر َولَهُ ْاألُنْ ثَى‬
‫الال َ‬
‫الِل هبا من س ْلطَ ٍ‬
‫ان إ ْن يَتابعُو َن إ اال‬
‫ْك إ ًذا ق ْس َمةٌ ض َيزى * إ ْن ه َي إ اال أ ْ‬
‫* تل َ‬
‫اء َمسايْ تُ ُم َ‬
‫آًب ُؤُك ْم َما أَنْ َز َل اُ َ ْ ُ‬
‫َمسَ ٌ‬
‫وها أَنْ تُ ْم َو َ‬
‫ا‬
‫اء ُه ْم م ْن َرّهب ُم ا ْهلَُدى ﴾ النجم‪.23 - 19 :‬‬
‫س َولَ َق ْد َج َ‬
‫الظ ان َوَما َهتَْوى ْاألَنْ ُف ُ‬
‫القسم الثالث ‪ :‬اإلحلاد يف آايت هللا ‪-‬عز وجل‪ ،-‬وآايت هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬هي الدالة على عظمته ووحدانيته‪،‬‬
‫وهي تنقسم إىل قسمني‪:‬‬
‫األول‪ :‬اآلايت الكونية القدرية‪.‬‬
‫واآلخر‪ :‬اآلايت الشرعية الدينية‪.‬‬
‫فأما القسم األول‪ ،‬فهو ما يتعلق ًبخللق والتكوين‬
‫ضو َن ﴾األنبياء‪ ،32 :‬وقوله جل وعال ‪:‬‬
‫كما يف قوله تعاىل ‪َ ﴿:‬و َج َعلْنَا ال ا‬
‫آايهتَا ُم ْعر ُ‬
‫اء َس ْق ًفا ََمْ ُفوظًا َو ُه ْم َع ْن َ‬
‫س َم َ‬
‫آايته أَ ْن َخلَ َق ُك ْم م ْن تُ َر ٍ‬
‫آايته أَ ْن َخلَ َق لَ ُك ْم‬
‫اب ُثُا إذَا أَنْ تُ ْم بَ َش ٌر تَ نْ تَش ُرو َن ﴾ الروم‪ ،20 :‬وقوله ‪َ ﴿:‬وم ْن َ‬
‫﴿ َوم ْن َ‬
‫ك َآلاي ٍ‬
‫ت ل َق ْوٍم يَتَ َف اك ُرو َن ﴾الروم‪،21 :‬‬
‫م ْن أَنْ ُفس ُك ْم أَ ْزَو ً‬
‫اجا لتَ ْس ُكنُوا إلَيْ َها َو َج َع َل بَيْ نَ ُك ْم َم َو ادةً َوَر ْمحَةً إ ان يف ذَل َ َ‬
‫ك َآلاي ٍ‬
‫ني ﴾‬
‫س َم َاوات َو ْاأل َْرض َوا ْخت َال ُ‬
‫ْق ال ا‬
‫آايته َخل ُ‬
‫ت لل َْعالم َ‬
‫ف أَلْسنَت ُك ْم َوأَل َْوان ُك ْم إ ان يف ذَل َ َ‬
‫وقوله ‪َ ﴿:‬وم ْن َ‬
‫ض بَ ْع َد َم ْوهتَا‬
‫ْرب َق َخ ْوفًا َوطَ َم ًعا َويُنَ ّز ُل م َن ال ا‬
‫اء فَ يُ ْحيي به ْاأل َْر َ‬
‫آايته يُري ُك ُم ال َ ْ‬
‫الروم‪ ،22 :‬وقوله ‪َ ﴿:‬وم ْن َ‬
‫س َماء َم ً‬
‫‪- 4-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫ٍ ٍ‬
‫ار َوال ا‬
‫س َوالْ َق َم ُر َال‬
‫إ ان يف ذَل َ‬
‫آايته اللاْيلُ َوالن َ‬
‫اه ُ‬
‫ك َآل َايت ل َق ْوم يَ ْعقلُو َن ﴾ الروم‪ ، 24 :‬وقوله ‪َ ﴿:‬وم ْن َ‬
‫ش ْم ُ‬
‫ج ُدوا لل ا‬
‫ج ُدوا الِل الاذي َخلَ َق ُه ان إ ْن ُكنْ تُ ْم إ اايهُ تَ ْعبُ ُدو َن ﴾ فصلت‪. 37 :‬‬
‫ش ْمس َوَال للْ َق َمر َو ْ‬
‫اس ُ‬
‫تَ ْس ُ‬
‫استقالال أو مشاركةً أو إعانةً؛ كأن يقول‪ :‬إمنا خلقها الويل الفالين‪،‬‬
‫ واإلحلاد فيها أن ينسب خلقها إىل غري هللا‬‫ً‬
‫أو النيب الفالين‪ ،‬أو شارك هللا يف خلقها النيب الفالين‪ ،‬أو الويل الفالين‪ ،‬أو أعان هللا فيه‪ ،‬وكل ذلك نفاه هللا عز‬
‫ين َز َع ْمتُ ْم م ْن ُدون ا‬
‫س َم َاوات‬
‫الِل َال ميَْل ُكو َن مثْ َق َ‬
‫ال َذ ارةٍ يف ال ا‬
‫وجل عن نفسه؛ حيث قال تعاىل ‪ ﴿:‬قُل ا ْدعُوا الاذ َ‬
‫َوَال يف ْاأل َْرض َوَما َهلُ ْم فيه َما م ْن ش ْر ٍك َوَما لَهُ منْ ُه ْم م ْن ظَه ٍري ﴾ سبأ‪22 :‬‬
‫ضا أن ينسب هلا األلوهية والتصرف يف الكون‪ ،‬كما مر معنا ساب ًقا يف اعتقاد أهل اجلاهلية‬
‫ ومن اإلحلاد فيها أي ً‬‫ار َوال ا‬
‫س َوالْ َق َم ُر َال‬
‫آايته اللاْيلُ َوالن َ‬
‫اه ُ‬
‫األوىل يف الدهر‪ ،‬وكما هو اعتقاد الكفار ساب ًقا؛ كما قال تعاىل ‪َ ﴿:‬وم ْن َ‬
‫ش ْم ُ‬
‫ج ُدوا لل ا‬
‫ج ُدوا الِل الاذي َخلَ َق ُه ان إ ْن ُك ْن تُ ْم إ اايهُ تَ ْعبُ ُدو َن ﴾ فصلت‪.37 :‬‬
‫ش ْمس َوَال للْ َق َمر َو ْ‬
‫اس ُ‬
‫تَ ْس ُ‬
‫وأما القسم الثاين من اآلايت‪ ،‬فهو ما جاءت به الرسل من الوحي كالقرآن العظيم‪ ،‬وهو آية كما قال تعاىل ‪﴿:‬‬
‫ت ا‬
‫ني ﴾ [البقرة‪ ،]252 :‬وقال تعاىل ‪َ ﴿:‬وقَالُوا ل َْوَال أُنْز َل‬
‫ك ًب ْحلَ ّق َوإنا َ‬
‫وها َعلَ ْي َ‬
‫آاي ُ‬
‫تل َ‬
‫ك لَم َن ال ُْم ْر َسل َ‬
‫الِل نَتْ لُ َ‬
‫ْك َ‬
‫ت ع ْن َد ا‬
‫اب يُتْ لَى َعلَ ْيه ْم‬
‫آاي ٌ‬
‫ني * أ ََوَملْ يَكْفه ْم أَ اان أَنْ َزلْنَا َعلَ ْي َ‬
‫ت م ْن َربّه قُ ْل إ امنَا ْاآل َاي ُ‬
‫الِل َوإ امنَا أ ََان نَذ ٌير ُمب ٌ‬
‫ك الْكتَ َ‬
‫َعلَ ْيه َ‬
‫﴾ العنكبوت‪ ،51 ،50 :‬فجعله ٍ‬
‫آايت‪.‬‬
‫واإلحلاد فيها له ثالث صور‪:‬‬
‫الصورة األوىل ‪:‬التكذيب هبذه اآلايت‬
‫اء ُك ْم بَيّنَةٌ م ْن َربّ ُك ْم َو ُه ًدى‬
‫كما قال تعاىل ‪ ﴿:‬أ َْو تَ ُقولُوا ل َْو أَ اان أُنْز َل َعلَيْ نَا الْكتَ ُ‬
‫اب لَ ُكناا أَ ْه َدى منْ ُه ْم فَ َق ْد َج َ‬
‫ب ِب َايت ا‬
‫وء ال َْع َذاب مبَا َكانُوا‬
‫ص َد َ‬
‫ين يَ ْ‬
‫الِل َو َ‬
‫َوَر ْمحَةٌ فَ َم ْن أَظْلَ ُم مما ْن َك اذ َ‬
‫صدفُو َن َع ْن َ‬
‫ف َعنْ َها َسنَ ْجزي الاذ َ‬
‫آايتنَا ُس َ‬
‫صدفُو َن ﴾ األنعام‪ .157 :‬والصدف هو‪ :‬اإلعراض‪.‬‬
‫يَ ْ‬
‫ومن األمثلة على هذه الصورة من اإلحلاد يف قدمي الزمان وحديثه‪ :‬مثاالن اثنان‪:‬‬
‫األول ‪:‬التكذيب ًبليوم اآلخر‪ ،‬وعدم اإلميان به وما فيه من البعث والقيامة‬
‫الثاين ‪:‬التكذيب بنبوة النيب َممد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬وعدم اإلميان أبنه رسول من عند هللا ‪-‬جل وعال‪-‬‬
‫الصورة الثانية ‪:‬التحريف والتغيري والتبديل‬
‫‪- 5-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫إما بتغيري اللفظ‪ ،‬أو صرف املعَن عن مراده الصحيح الذي أراد هللا به ورسوله ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬وهذا‬
‫ومن اتابع سننهم من الف َرق الضالة‪.‬‬
‫فعل اليهود َ‬
‫حالال‪ ،‬واحلق فيها‬
‫فمن حتريف اليهود يف آايت هللا جل وعال‪ :‬أهنم جيعلون احلالل فيها حر ًاما‪ ،‬واحلرام فيها ً‬
‫ًبطال‪ ،‬والباطل فيها ًّ‬
‫حقا؛ حىت إهنم اخرتعوا كتا ًًب من عند أنفسهم‪.‬‬
‫ً‬
‫الصورة الثالثة ‪:‬املخالفة الشديدة فيما يتعلق حبرمات هللا وشعائره املقدسة من األمكنة واألزمنة؛ كارتكاب‬
‫صدُّو َن َع ْن َسبيل ا‬
‫الِل َوال َْم ْسجد ا ْحلََرام الاذي‬
‫ين َك َف ُروا َويَ ُ‬
‫احملرمات يف البلد احلرام؛ كما قال تعاىل ‪ ﴿:‬إ ان الاذ َ‬
‫ف فيه والْباد ومن ير ْد فيه ِب ْحل ٍ‬
‫اد بظُل ٍْم نُذقْهُ م ْن َع َذ ٍ‬
‫اب أَل ٍيم ﴾ احلج‪.25 :‬‬
‫َ‬
‫َج َعلْنَاهُ للنااس َس َو ًاء ال َْعاك ُ َ َ َ َ ْ ُ‬
‫املصدر‪:‬‬
‫(اإلحلاد‪ :‬تعريفه وأشكاله ونشأته‪ ،‬د‪ .‬خالد بن َممد الشهري‪ /‬موقع األلوكة)‬
‫(اإلحلاد‪ :‬تعريفه وأقسامه وصوره وكيف نواجه موجة اإلحلاد املعاصر‪ /‬النمريى بن َممد الصبار‪ /‬موقع األلوكة‬
‫ًبختصار)‬
‫‪- 6-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .2‬نشأة اإلحلاد قدميًا وحديثًا‬
‫اتريخ اإلحلاد القدمي‬
‫اإلحلاد من حيث هو إنكار لوجود اإلله وكل ما يتعلّق بذلك من خلق وإجياد رساالت وحساب وجزاء ال يعرف‬
‫له وجود اترخييًا‪.‬‬
‫وإن وجدت بعض اإلشارات التارخيية فهي حلاالت معدودة واندرة ويعجز التاريخ املكتوب واملروي عن تزويدان‬
‫أبول ملحد‪.‬‬
‫وسجلت عنهم آراء أو كتاًبت إحلادية كانوا يف اليوانن وهم‪:‬‬
‫وأول املالحدة الذين عُرفوا ُ‬
‫دايغوراس من ميلوس ‪ 465-415‬ميالدية‪.‬‬
‫كريستياس ‪ 460-403‬ميالدية‪.‬‬
‫ديوجني الكليب ‪ 412‬ميالدية‪.‬‬
‫ثيودور امللحد ‪ 320‬ميالدية‪.‬‬
‫هؤالء هم من نُقلت عنهم عبارات أو تواليف تنفي صراحة وجود اخلالق‪.‬‬
‫وغري هؤالء ممن يذكرهم امللحدون املعاصرون ويتكثرون هبم فإهنم ال تنطبق عليهم صفات املالحدة‪ ،‬وأكثرهم‬
‫يقرون بوجود خالق للكون‪.‬‬
‫ميكن أن تطلق عليهم وصف الدينني لكنهم ّ‬
‫اتريخ اإلحلاد احلديث‬
‫حىت مخسمائة عام مضت كان املصدر األساسي للمعرفة يف أوروًب هو الكتاب املق ّدس بعهديه القدمي واجلديد‪،‬‬
‫تبَن رجال الكنيسة الكاثولوكية آراء أرسطو وبطليموس العلمية حول الكون وكوكب األرض والفيزايء‬
‫كما ّ‬
‫والكيمياء والتاريخ الطبيعي وأحلقوها مبفاهيمهم املقدسة‪ ،‬حىت غدا أرسطو مق ّد ًسا عندهم وكأنه من رجال‬
‫الكنيسة األوائل‪.‬‬
‫‪- 7-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫وبعد ظهور آراء كوبرنيكوس حبساًبته الرايضية لدوران األفالك وَتكيد جاليليو ذلك بتليسكوبه‪ ،‬وما تبع ذلك‬
‫عند اكتشاف امليكرو سكوب الذي مت من خالله رؤية اجلراثيم اليت تسبب األمراض وما نتج عن ذلك من‬
‫إنعدام أمهية القسيسني يف عالجها بصلواهتم‪ ،‬حيث يغين عن ذلك الدواء مما قلل من أمهيتهم وأضعف‬
‫الكنيسة‪.‬‬
‫وظهرت بعد ذلك نتائج عملية مهمة ملكتشفات نيوتن الذي وضع قوانني احلركة الثالثة وقانون اجلاذبية وما تال‬
‫ذلك من إضافات البالس هلا‪.‬‬
‫نتج عن كل ذلك اهندام جلميع القواعد العلمية اليت آمنت هبا الكنيسة وأجربت الناس على اإلميان هبا‬
‫وتصديقها وأضفت عليها صفة القداسة طوال قرون‪.‬‬
‫وتسببت تلك االكتشافات يف صراع بني العلم ورجاله من جهة وبني الكنيسة ورجاهلا من جهة أخرى‪ .‬وكان‬
‫للثورة العلمية يف أوروًب أثر مدمر للكنيسة إذ أعقبتها مباشرة نزعة شكية إحلادية كربى‪ ،‬مازالت تتضرم حىت‬
‫اليوم‪.‬‬
‫وكانت ردود أفعال رجال الكنيسة واستبدادهم وسلوكهم االضطهادي ضد خمالفيهم سببًا يف حدوث ردة فعل‬
‫ضا‬
‫نفسية شديدة لدى العلماء مما انعكس على سلوكهم وعلى سلوك عامة الناس أي ً‬
‫وألقت هذه األزمة بظالهلا على املفكرين والعلماء حىت قادت الناس يف أوروًب يف القرن السابع عشر إىل ما‬
‫عرف حبركة التنوير وزاد الشقاق حىت غرق األوروبيون يف القرن الثامن عشر إىل مستنقع الشك الكامل يف كل‬
‫موروثهم االعتقادي والعلمي الذي كانت تشرف عليه الكنيسة وجترب الناس على االمتثال الكامل له‪.‬‬
‫وتواىل هذا الصراع على أش ّده حىت اَنسر دور الكنيسة وتراجعت إىل الزوااي البعيدة وخاصة بعد الثورة‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫ُث بدخول القرن العشرين كان األوروبيون مستعدين ألمثال مقولة "الدين أفيون الشعوب "اليت كان هلا وللعقيدة‬
‫املاركسية أثر كبري يف رسم مسار التاريخ األورويب احلديث‪.‬‬
‫وجاء سؤال نيتشه ‪ :‬هل مات اإلله؟ ليحتل مركز الصدارة يف الفكر األورويب‪ ،‬وليتحول من جمرد رأي لفيلسوف‬
‫حىت يصبح عنواانً يتكرر يف الصحف اليومية بشكل مستمر‪ .‬وكان ذلك متوافقا مع النفسية املتشككة والرافضة‬
‫لكل ما ورثته عن الكنسية حىت أصبحت وكأهنا ستقبل أبية فكرة جملرد معارضتها ألفكار ومعتقدات الكنيسة‬
‫اليت ذاق األوروبيون منها ومن استبدادها األمرين طوال القرون املاضية‪.‬‬
‫•الفرق بني اإلحلاد الغريب واإلحلاد العريب‪:‬‬
‫‪- 8-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫يفرق بعض الباحثني بني اإلحلاد يف منطه الغريب وبني منطه العريب‪ ،‬حيث أن املالحدة يف النمط الغريب هم من‬
‫ّ‬
‫املنكرين لوجود اخلالق سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫منكرا‬
‫كثريا ممن أُهتم ًبإلحلاد ليس ً‬
‫بينما املالحدة يف السياق العريب واإلسالمي بشكل عام يسجل التاريخ أن ً‬
‫لوجود اخلالق سبحانه وتعاىل‪ ،‬لكن أكثرهم لديه تبطات عقدية كربى‪ ،‬مثل إنكار النبوة أو القول ًبالحتاد‪ ،‬يقول‬
‫عرب عنه نيتشه حني قال " لقد‬
‫عبد الرمحن بدوي‪( :‬إذا كان اإلحلاد الغريب بنزعته الديناميكية هو ذلك الذي ّ‬
‫مات هللا " وإذا كان اإلحلاد اليوانين هو الذي يقول‪ " :‬إن اآلهلة املقيمني يف املكان املقدس قد ماتت" فإن‬
‫اإلحلاد العريب هو الذي يقول‪" :‬لقد ماتت فكرة النبوة واألنبياء‪".‬‬
‫ومن هنا فإن فكرة إنكار وجود اخلالق سبحانه وتعاىل يف منط اإلحلاد العريب املعاصر هي فكرة طارئة عليه‬
‫وليست قدمية كما هي يف منط اإلحلاد الغريب‪.‬‬
‫املصدر‪:‬‬
‫اإلحلاد‪ :‬تعريفه وأشكاله ونشأته‪ /‬د‪ .‬خالد بن َممد الشهري ‪ /‬موقع األلوكة)‬
‫‪- 9-‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .3‬ملاذا هنتم بقضية اإلحلاد؟‬
‫دعى إليه‪،‬‬
‫شهريا‪ ،‬ودينًا يُ َ‬
‫جلل وخطري؛ فلقد أصبح اإلحلاد ‪ -‬يف ثوبه الفكري اجلديد ‪ً -‬‬
‫منهجا حبثيًّا ً‬
‫إن األمر ٌ‬
‫ويظهر أتباعُه يف احملافل بال ٍ‬
‫وجل أو خجل‪ ،‬ويُشاركون يف حوار األداين‪ ،‬ومناظرات ونقاشات‪ ،‬وله مؤلافات حبثية‬
‫وترسي‬
‫ب اإلحلاد إليهم‪،‬‬
‫كثرية تاطب كلا األعمار‪ ،‬حىت األطفال الصغار ُج ّهزت هلم كتب مبسطة وجاذبة لتحبّ َ‬
‫َ‬
‫قواعد شره وإفكه يف قلوهبم الربيئة!‬
‫لذلك نسعى ملعرفة أسباب اإلحلاد لألمور اآلتية‪:-‬‬
‫(‪ )1‬تفيدان معرفة أسباب اإلحلاد يف توصيف احلالة اإلحلادية وتشخيصها بدقة وموضوعية‪ ،‬وًبلتايل إجراء‬
‫العالج الصحيح‪ .‬وإذا فشلنا أو عجزان عن حتديد التشخيص بشكل سليم‪ ،‬لن َندد العالج بشكل سليم‪.‬‬
‫(‪ )2‬معرفة التنوع الكبري يف أسباب اإلحلاد جيعلنا أكثر موضوعية يف تناول الظاهرة ويقينا من اختزاهلا بشكل‬
‫سطحي يف سبب واحد فقط مثل املؤامرات اخلارجية أو حب الشهرة أو املوضة أو حب الشهوات‪.‬‬
‫حيكي املهندس عبد هللا العجريي عن موقف وقع له مع أحد طلبة العلم عندما تطرق احلديث عن الشباب‬
‫امللحد‪ ،‬فقال إن كل هؤالء امللحدين طالب شهرة ! فهذا االختزال اجملحف ألسباب احلالة اإلحلادية يبعدان‬
‫ريا عن املوضوعية وعن تفهم أحوال امللحدين‪ ،‬وًبلتايل خيلق حواجز عاليةً حتول بيننا وبني دعوهتم إىل احلق‪.‬‬
‫كث ً‬
‫(‪ )3‬كذلك معرفة نقاط ضعفنا املعرفية واجملتمعية اليت يتسلل منها اإلحلاد إىل شبابنا تفيدان يف السعي إلصالح‬
‫هذه العيوب ورتقها؛ فيهتم اآلًبء ًبحلوار مع أبنائهم الصغار واإلجابة على أسئلتهم قبل أن يكربوا ويصبحوا‬
‫خناجر مسمومة يف قلب دينهم وأمتهم‪ ،‬وهتتم املؤسسات الدعوية بتحصني اجملتمع ضد األفكار واألطروحات‬
‫اإلحلادية ونشر األجوبة على تساؤالت الشباب يف صيغ عصرية كتابية ومرئية حبيث تكون يف متناول العوام‪،‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫وهتتم مراكز األحباث بتفكيك العالقات بني النصوص الشرعية ومعطيات العلم التجرييب و حتليلها ًبلشكل الذي‬
‫يدرأ الشبهة ويرفع التعارض املوهوم بني النقل والعلم‪ ،‬وهكذا‪..‬‬
‫املصادر‪:‬‬
‫(اإلحلاد اجلديد خيرتق حصون اإلسالم‪ ،‬هشام َممد سعيد قرًبن ‪/‬موقع األلوكة)‬
‫(اإلحلاد يف العامل العريب‪ ،‬د‪ .‬هشام عزمي‪ /‬موقع األلوكة)‬
‫‪- 11 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .4‬خطر اإلحلاد وانتشاره يف بالد املسلمني‬
‫انتشرت العديد من الظواهر يف اجملتمعات العربية واإلسالمية ومنها اجملتمع املصري‪ ،‬بعد أن ظلت لقر ٍون من‬
‫خصوصا بني أوساط الشباب‪ ،‬فقد‬
‫مسموحا احلديث عنها‪ ،‬وال حىت التحذير من انتشارها‬
‫احملظورات‪ ،‬ومل يكن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫مؤخرا احلديث عن اإلحلاد يف معظم الربامج االذاعية والتلفزيونية وكان النصيب األكرب منها للفضائيات‬
‫تالحظ ً‬
‫اليت تسعى لكسب أكرب عدد من املشاهدين واملعجبني هلا‪ ،‬بل تعدى األمر استضافة بعض من مناذج امللحدين‬
‫يف برامج ‪-‬التوك شو‪ -‬لتلك الفضائيات وإاتحة الفرصة هلم للتحدث بكل جرأة وحرية‪ ،‬وكذلك انتشار املواقع‬
‫فضال عن وسائل ومواقع التواصل‬
‫اإللكرتونية اليت تروج للفكر اإلحلادي وتزايد عدد الشباب الزائرين هلا‪ً ،‬‬
‫االجتماعي ومقاالت الصحف واجملالت واإلصدارات املكتوبة‪ ،‬وإن ا‬
‫دل ذلك على شيء فإمنا يدل على انتشار‬
‫تلك الظاهرة وتفشيها بدرجة خطرية يف اجملتمعات العربية‪ ،‬وحتوهلا من قضية فردية إىل تشكيل ميليشيات إحلادية‬
‫فكرية منظمة على إثر أحداث ‪ 11‬سبتمرب يف أمريكا‪.‬‬
‫األمر الذي دفع اجملمع الفقهي يف رابطة العامل اإلسالمي‪ ،‬يف ختام اجتماعاته مبكة املكرمة يف منتصف ديسمرب‬
‫‪ ،2012‬للتحذير من بوادر إحلاد يف بعض اجملتمعات العربية واإلسالمية وزايدة ظاهرة التشكيك يف الدين‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وأشار اجملمع إىل وجوب املسارعة للوقوف يف وجه هذه الظاهرة املشينة‪ ،‬وضرورة تنبيه املسلمني إىل‬
‫فداحة أمرها‪ ،‬داعيًا احلكومات العربية واإلسالمية إىل القيام مبسؤولياهتا ًبلتصدي لبوادر اإلحلاد ومنع قنواته‬
‫وطرائقه ورموزه من التمكن من وسائل التوجيه واملخاطبة لألجيال‪.‬‬
‫وإن مما ينبغي أن يُعلم أن األصل يف أهل األرض من بين آدم كان التوحيد واإلميان‪ُ ،‬ث طرأ عليهم الكفر‬
‫والشرك‪ ،‬فليس ألحد عند هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬عهد إن هو ف ار َط ومل حيافظ على ما أسداه إليه من نعم‪ ،‬وال أدل‬
‫على ذلك من قوله تعاىل‪﴿ :‬وإذ ابْ تَ لَى إبْ راهيم ربُّهُ ب َكلم ٍ‬
‫ال َومن ذُ ّريايت‬
‫ك للنااس إ َم ًاما قَ َ‬
‫ات فَأََمتاُه ان قَ َ‬
‫ال إ ّين َجاعلُ َ‬
‫َ‬
‫َ ََ‬
‫َ‬
‫ني﴾ [البقرة‪ .]124:‬فعلامه ربه ‪-‬جل وعال‪ -‬أنه ليس لذريته عهد إن هم فرطوا‬
‫ال الَ يَنَ ُ‬
‫قَ َ‬
‫ال َع ْهدي الظاالم َ‬
‫ع به نَ َسبُهُ» [رواه اإلمام‬
‫«وَم ْن بَطاأَ به َع َملُهُ َملْ يُ ْسر ْ‬
‫وبدلوا وظلموا‪ .‬وهذا النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬يقول‪َ :‬‬
‫مسلم ‪.]2699‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫إن أول خطوة ينبغي القيام هبا لعالج أي مشكلة من املشكالت‪ :‬هي االعرتاف بوجودها‪ ،‬وعدم إنكارها‪ ،‬فإن‬
‫س الرؤوس يف الرمال لن يدرأ عن املرء ما يدمهه من أخطار؛ لذا‬
‫وجودها‪ ،‬وإ ان د ا‬
‫إنكار وجود الشمس ال ينفي َ‬
‫فال بد من النزول ألرض الواقع‪ ،‬وعدم التعلق ًبألماين واألوهام واألحالم‪.‬‬
‫واخلطوة الثانية هي التعرف على أسباب هذه البوادر اخلطرية‬
‫املصادر‪:‬‬
‫اإلحلاد خطر كامن يُهدد الشباب (احلقيقة واألسباب والعالج)‪ /‬دكتور ضياء دويدار‬
‫خطر اإلحلاد‪ /‬الشيخ‪ :‬خالد بن سعود احللييب‬
‫‪- 13 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .5‬أسباب انتشار اإلحلاد‬
‫أوال‪ :‬األسباب الشخصية‪:‬‬
‫ً‬
‫(‪ )1‬الثقة الزائدة ًبلنفس والغرور املعريف‪:‬‬
‫بعض الشباب عنده ثقة زائدة ِبميانه وصحة اعتقاده‪ ،‬ويف كث ٍري من األحيان يكون هذا اإلميان جمرد إميان قليب‬
‫مؤسسا علميًا بشكل صحيح‪ ،‬فهو إميان ًبلقلب دون معرفة أو علم سليم ًبلدين وأدلته وأسباب‬
‫عاطفي ليس‬
‫ً‬
‫اليقني به‪ .‬وعندما يتعرض هذا الصنف من املؤمنني لتحدايت واستشكاالت وتساؤالت اإلحلاد ال جيد لديه من‬
‫العلم أو املعرفة ما يدفع به هذه التساؤالت والشكوك‪ ،‬وهو يف نفس الوقت ال يعرتف بهله بدينه وأبن األجوبة‬
‫على هذه التساؤالت موجودة لكنه جيهلها‪ ،‬فتكون النتيجة هي وقوعه يف اإلحلاد‪.‬‬
‫(‪ )2‬اجلفاف الروحي‪:‬‬
‫عدم الشعور بلذة العبادة والقرب من هللا واألنس بذكره ومناجاته تبارك وتعاىل يؤدي إىل جفاف شديد يف‬
‫يسريا على املرء‪ ،‬خبالف من عاين وخرب هذه املشاعر‪.‬‬
‫املشاعر الروحانية‪ ،‬وهذا اجلفاف جيعل قرار اإلحلاد ً‬
‫(‪ )3‬السطحية الفكرية‪:‬‬
‫بعض الشباب عندما يشرع يف قراءة بعض الكتب أو املقاالت أو الفيديوهات اليت تروج لإلحلاد قد ينبهر مبا‬
‫نظرا الفتقاده احلاسة النقدية أو لعدم قدرته على التمحيص والنقد لكل ما يُعرض أمامه من أطروحات‪،‬‬
‫تعرضه ً‬
‫علما ورسو ًخا يف القراءة واملعرفة‬
‫ًبًب للوقوع يف اإلحلاد‪ ،‬بينما لو تريث الشاب حىت يزداد ً‬
‫فيكون هذا األمر ً‬
‫متاما‪.‬‬
‫لكان قراره خمتل ًفا ً‬
‫(‪ )4‬االندفاع والعجلة‪:‬‬
‫يب من الذي قبله لكنه يتعلق ًبجلانب النفسي ال الفكري‪.‬‬
‫وهذا السبب قر ٌ‬
‫(‪ )5‬سطوة الشهوات وَماولة اهلروب من وخز الضمري‪:‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫وهذا من أبرز أسباب اإلحلاد بني املراهقني حيث يتعارض االستمتاع ًبلشهوة مع الشعور ًبلذنب ووخز الضمري‪،‬‬
‫ويكون على املرء أن خيتار بني طاعة هللا واالخنراط يف الشهوات‪ ،‬فيكون قراره هو التخلص من هللا والدين‬
‫وتكاليفه‪ .‬وهذا هو ما يدندن حوله كثري من منظري اإلحلاد يف كالمهم عن أن الشخص عندما يتخذ قرار‬
‫اإلحلاد يشعر حبالة من االرتياح واخلالص من التكاليف الدينية‪ ،‬لكن ًبلطبع هذا الشعور املبدئي ًبلراحة‬
‫والتخفف من التكاليف الدينية يليه بعد فرتة ‪ -‬طالت أو قصرت ‪ -‬الشعور ًبلقلق النفسي وفقدان السعادة‬
‫وعدم القدرة على التلذذ ًبملتع الدنيوية حىت مرحلة اليأس والقنوط من مصاعب احلياة الدنيا والرغبة يف‬
‫االنتحار‪.‬‬
‫(‪ )6‬االضطراًبت النفسية‪:‬‬
‫ٍ‬
‫وعدد من االضطراًبت النفسية مثل اضطراب الشخصية احلدية ‪ BPD‬الشخصية‬
‫هناك عالقة بني اإلحلاد‬
‫اليت ال تعرف إال لغة ال مع و ال ضد‪ ،‬وكذلك اضطراب الشخصية شبه الفصامية ‪Semi Schizotypal‬‬
‫‪ ،Personality Disorder‬الشخصية غريبة األطوار‪ ،‬تكون يف كل حاالهتا كذلك ورمبا تعتنق اإلحلاد‬
‫كجزء من االضطراب‪ .‬وهناك أيضا دوائر تتقاطع مع االضطراًبت النفسية ‪-‬و هي ليست كذلك‪ -‬مثل‬
‫أصحاب الشذوذ اجلنسي ‪ ) (Homosexuality - Bisexuality - etc..‬يتم استهدافهم يف‬
‫أخريا توجد دائرة مرض‬
‫الدعاية لإلحلاد بزعم أن اإلحلاد هو املذهب الوحيد الذي مينحهم حريتهم اجلنسية‪ .‬و ً‬
‫إحلادا ولكنه مرض حيتاج‬
‫قطعا ليست ً‬
‫الوسواس القهري ‪ OCD‬واليت تتقاطع مع اإلحلاد وتبدو كذلك ولكنها ً‬
‫إىل العالج الدوائي واجللسات حسب حالة املريض‪.‬‬
‫اثنيًا‪ :‬األسباب االجتماعية‪:‬‬
‫وهي اليت تنبع من اجملتمع احمليط ًبمللحد يف األسرة واملدرسة واجلامعة والعمل واألصحاب‪ ..‬اخل‪..‬‬
‫(‪ )1‬اجلمود الديين وضعف املناعة اجملتمعية‪:‬‬
‫واملقصود هبذا هو اخنفاض مستوى التدين يف اجملتمع بشكل ال يوفر ألفراده املناعة أو احلصانة ضد األفكار‬
‫املخالفة مبا فيها اإلحلاد وأطروحاته‪ .‬وهذا االخنفاض يف التدين قد يكون على صورتني ‪ :‬اخنفاض مستوى العلم‬
‫ًبلدين والتفقه فيه بني الناس؛ واخنفاض مستوى االلتزام ًبلطاعات ومراقبة هللا يف األفعال والسلوكيات بني عوام‬
‫الناس‪ .‬يف مثل هذا اجملتمع اهلش دينيًا يسهل على أفكار اإلحلاد أن تتسرب بيسر إىل عقول وقلوب الشباب‬
‫الذين مل ينشئوا على علم ًبلدين أو استحضار مراقبة هللا يف سلوكياهتم‪.‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫وال يعين هذا الكالم أن أبناء األسر املتدينة سيكونون َمصنني ضد خطر اإلحلاد واالَنراف‪ ،‬بل الواقع أنه إذا‬
‫متحجرا دينيًا وغري قاد ٍر على مواجهة األفكار املنحرفة ويسود فيه اجلهل ًبلدين‬
‫كان اجملتمع اخلارجي يف عمومه‬
‫ً‬
‫وعدم االلتزام به عمليًا وسلوكيًا‪ ،‬فليس هناك حصانة حقيقية فعلية ألبناء األسر املتدينة‪ ،‬بل هم عرضة للوقوع‬
‫يف اإلحلاد وسائر االَنرافات كغريهم‪.‬‬
‫واملقصود ًبجلمود أو التحجر الديين هو عدم تطور أدوات وصياغات اخلطاب الشرعي لتواكب األطروحات‬
‫الثقافية والعلمية اجلديدة والتحدايت اليت يفرضها العصر واألوضاع االجتماعية املستحدثة لكثري من الفئات‬
‫اجملتمعية‪ ،‬وال يُقصد هبذا التطور تبديل الدين أو تغيريه ليناسب األفكار الدخيلة عليه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬كبت األسئلة‪:‬‬
‫نوعا عجيبًا من القهر على أبنائها فتمنعهم من طرح األسئلة أو االستشكال‪،‬‬
‫بعض األسر أو اجملتمعات متارس ً‬
‫وهتددهم أبن جمرد طرحها يعين الكفر واملروق من الدين‪ ،‬أو قد يقابلون أسئلة الشاب أو استشكاالته ًبلسخرية‬
‫والتهكم واالستهزاء مما يدفعه لكتماهنا صيانةً ملروءته وكرامته من االمتهان‪.‬‬
‫هذه املمارسة لكبت أسئلة الشباب تدفعهم للتفكري يف أن اإلسالم نفسه ال ميلك أجوبة على التساؤالت وأنه‬
‫وحيرمها حىت ال يقع الدين يف اإلحراج‪ ،‬وًبلتايل تتضخم قوة هذه االستشكاالت والشبهات يف ذهن‬
‫يكبتها ّ‬
‫الشاب إىل درجة تفوق حجمها احلقيقي ويظن أن اإلسالم دين ضعيف ال ميلك أجوبة وال حلوالً ألسئلته حىت‬
‫تصبح يف هناية املطاف السبب يف إحلاده وتركه لإلسالم ًبلكلية‪.‬‬
‫(‪ )3‬اضطهاد املرأة‪:‬‬
‫خصوصا أن دعاة اإلحلاد يستهدفون املرأة بدعاايهتم اإلحلادية‬
‫هذا من أبرز وأكرب أسباب اإلحلاد بني الفتيات‬
‫ً‬
‫بزعم التحرر من سلطة اآلًبء وقهر الذكور وغريها من الشعارات‪ ،‬فإذا انضمت إىل هذه الدعاية ما تالقيه املرأة‬
‫قواي للوقوع يف فخ اإلحلاد‪.‬‬
‫من اضطهاد وظلم وقهر يف جمتمعها أو أسرهتا كان هذا داعيًا ً‬
‫أان شخصيًا تعرفت إىل قصة فتاة مصرية من أسرة ثرية ج ًدا كان أخوها األكرب ضابط شرطة‪ ،‬وكان هذا األخ‬
‫ألواان كثرية من الضرب والعنف إذا خالفته وكأمنا هي أحد اجملرمني الذين يتعامل معهم يف‬
‫الضابط ميارس عليه ً‬
‫قسم الشرطة! ويف نفس الوقت كانت هذه الفتاة تتواصل عن طريق مواقع التواصل االجتماعي مع عدد كبري‬
‫من شباب امللحدي ن الذين أداروا رأسها مبعسول الكالم عن التحرر من السلطة األبوية الذكرية ًبإلضافة إىل‬
‫عبارات الغزل والغرام‪ ،‬وأهنم على استعداد لتهريبها إىل أحد دول مشال أوروًب كالجئة ملحدة هاربة ألهنم يريدون‬
‫‪- 16 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫تطبيق عليها حد الردة يف بلدها‪ ،‬وال خيفى على القارئ الكرمي كيف ميكن أن تصبح فتاةً مثل هذه فريسةً سهلةً‬
‫ألي أحد يف بلد غريبة‪.‬‬
‫وأسوأ من هذا األمر أن يتم تربير هذا االضطهاد والقهر للمرأة دينيًا حبيث تكتشف املرأة أن اإلسالم هو سبب‬
‫اضطهادها وظلمها‪ ،‬فيكون هذا داعيًا إىل تركها له‪.‬‬
‫حيكي األستاذ منري أديب قصة طبيبة مصرية ملحدة كان أول ما دفعها لإلحلاد هو أن زوجها السلفي ضرهبا‬
‫على وجهها‪ ،‬فلما شكت لوالدها أخربها أن هللا أعطى لزوجها هذا احلق وتال اآلايت القرآنية يف ذلك‪ ،‬تقول‬
‫الطبيبة‪( :‬كنت يف غاية العجب من تفسري كالم والدي إن صح‪ ،‬أن تكون وصية اخلالق ضرب وإهانة املرأة‪،‬‬
‫خاصة وأن اإلسالم حيرم ضرب احليوان ذاته؛ فهل املرأة هنا أقل من احليوان؟) [منري أديب‪ ،‬اإلحلاد بني أفكار‬
‫أصحابه وهجرة أتباعه‪ ،‬دار مقام للنشر والتوزيع ص‪]96‬‬
‫(‪ )4‬تلف األمة‪:‬‬
‫خصوصا إذا مت الربط بني هذا التخلف والدين؛‬
‫حضاراي‬
‫وهذا قد يعد من أسباب اإلحلاد يف اجملتمعات املتخلفة‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ف عندما يقارن الشباب املنبهر ًبلغرب بني تقدم الغربيني الكفار وحتضرهم وترقيهم يف مدارج العلوم واحلكمة‪،‬‬
‫دافعا له لفقدان الثقة يف قدرة‬
‫وبني تلف بين قومه من املسلمني وَتخرهم واَنطاطهم قد تكون هذه املقارنة ً‬
‫اإلسالم على حتقيق التقدم والنهضة‪ ،‬وًبلتايل الكفر به ًبلكلية‪.‬‬
‫ويف بعض األحيان تكون األمة ‪ -‬أي أمة ‪ -‬يف َمنة اقتصادية أو اجتماعية ويتم طرح حلول هلذه احملنة ويتطلع‬
‫أفراد الشعب هلذه احللول على أهنا األمل يف إهناء األزمة واخلروج من عنق الزجاجة‪ُ ،‬ث يقوم رجال الدين برفض‬
‫هذه احللول ألهنا خمالفة للدين أو متضمنة للكفر أو غريه من األسباب‪ ،‬فيكون هذا األمر من أسباب تفشي‬
‫اإلحلاد يف هذه األمة كما حدث يف أوروًب يف عصور النهضة والتنوير‬
‫(‪ )5‬متزق األمة وتفرقها‪:‬‬
‫ضا من أسباب الفتنة اليت تؤدي ًبلشباب إىل اإلحلاد ما بني سنة وشيعة وإًبضية ومعتزلة‪ُ ،‬ث بني‬
‫وهذا أي ً‬
‫السلفيني واألشاعرة والصوفية‪ ،‬وهكذا‪ ..‬وهذه من أسباب الفتنة بني الشباب غري القادر على متييز احلق من‬
‫األًبطيل يف هذه األشالء‪ ،‬فيقع يف حرية كيف يرضى هللا احلكيم الرحيم أن يكون الدين سببًا يف كل هذا التنافر‬
‫والتناحر بني أبنائه مما يؤدي به يف هناية املطاف إىل الكفر ًبهلل واإلحلاد‪.‬‬
‫اثلثًا‪ :‬األسباب املعرفية‪:‬‬
‫‪- 17 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫وهي املتعلقة ًبلعلم واملعرفة والشبهات‪ ،‬وأفضل من تكلم عنها د‪ .‬الطيب بوعزة الفيلسوف األكادميي املغريب يف‬
‫مداخلة بربانمج حوارات مناء مع الدكتور عبد هللا القرشي وعبد هللا العجريي وعبد هللا الشهري بتاريخ ‪10‬‬
‫رجب ‪ 1434‬هجرية حيث ذكر أسباب اإلحلاد النفسية واملعرفية‪ ،‬وعند ذكر األسباب املعرفية أوجزها يف‬
‫اآليت‪:‬‬
‫(‪ )1‬ضعف وفقر املكتبة العربية اإلسالمية يف نقد اإلحلاد اجلديد‪ ،‬فيجد الشباب املتشكك واملتسائل نفسه يف‬
‫العراء‪ ،‬ويف املقابل هناك وفرة يف املواد اإلحلادية كتابية ومرئية بشكل جيعل املعادلة متيل بشدة لصاحل اإلحلاد‪.‬‬
‫(‪ )2‬اعتماد العلماء على صياغات كالمية قدمية ًبئدة ال يفهمها العوام بينما الشبهات معروضة بصياغات‬
‫يسرية قريبة للفهم‪.‬‬
‫(‪ )3‬رفض بعض العلماء التصنيف يف الرد على الشبهات‪ ،‬فعندما يبحث الشباب عن ردود على الشبهات اليت‬
‫حتاصره ال جيد‪ ،‬وًبلتايل يظن أنه ال توجد ردود وال إجاًبت‪ ،‬فيفقد ثقته يف قدرة اإلسالم على مواجهة‬
‫اإلشكاالت والتساؤالت مما يؤدي يف هناية املطاف إىل الوقوع يف اإلحلاد‪.‬‬
‫ضا شبهات كثرية أمههما‪:‬‬
‫وهذه األسباب املعرفية للسقوط يف اإلحلاد تضم أي ً‬
‫‪ -‬وجود الشر يف العامل‪.‬‬
‫‪ -‬القتل واحلروب ًبسم الدين‪.‬‬
‫‪ -‬شبهات حول القضاء والقدر‪.‬‬
‫‪ -‬شبهات حول احلكمة اإلهلية يف اخللق‪.‬‬
‫املصدر‪:‬‬
‫(اإلحلاد يف العامل العريب‪ /‬د‪ .‬هشام عزمي‪ /‬موقع األلوكة)‬
‫‪- 18 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .6‬احذر االعرتاض فإنه طريق اإلحلاد!‬
‫قليل من املالحدة الذين أنكروا هللا تعاىل نشئوا على اإلحلاد؛ ألن اإلميان ًبخلالق سبحانه مغروس يف الفطر‪ ،‬بل‬
‫إن أكثر املالحدة قدميًا وحديثًا يقرون أبنه ال ميكن أن يوجد الكون وما فيه بال موجد له‪.‬‬
‫لكن أكثرهم يف القدمي واحلديث وصلوا لإلحلاد عرب طريق تعليل أفعال هللا تعاىل‪ ،‬ومل تستسلم قلوهبم لشرعه‪ ،‬ومل‬
‫تؤمن وتسلم بقدره‪ ،‬بل اشتغلوا مباذا؟ وكيف؟ وملاذا؟!‬
‫ًبالعرتاض على أفعال الرب سبحانه وعلى أوامره‪ ،‬ورميها مباذا؟ وكيف؟ وملاذا؟ زاغت عقول األذكياء‪ ،‬وفسدت‬
‫قلوب األتقياء‪ ،‬فانتكست بعد استقامتها‪ ،‬وارتكست يف الشك بعد يقينها‪ ،‬وارمتست يف اجلحود بعد تصديقها‪،‬‬
‫وانغمست يف النفاق بعد إمياهنا‪.‬‬
‫يغرت الواحد من هؤالء املفتونني بذكائه وحدة عقله‪ ،‬ويعتقد أن التسليم أبفعال هللا تعاىل دون معارضة خمالفا‬
‫للعقل‪ ،‬وأن إمياان هذا طريقه ليس إال إميان العوام والعجائز واملقلدة‪ ،‬وأن يف العقل قدرة على كشف الغيب‪،‬‬
‫وتعليل الفعل‪ ،‬واالطالع على سر القدر‪ ،‬حىت قالوا‪ :‬ال سلطان على العقل إال العقل ‪ .‬فما يفرح الشيطان‬
‫وابال‬
‫بشيء فرحه بفريسة من هؤالء يقتنصها لينقلها من اإلميان إىل الشك ُث اجلحود‪ .‬يلقي الشيطان على قلبه ً‬
‫وسيال من التساؤالت‪ :‬ملاذا خيلق هللا تعاىل الكفار ُث يعذهبم؟ وملاذا يبقيهم على الكفر وهو قادر‬
‫من الشبهات‪ً ،‬‬
‫على أن حيوهلم لإلميان؟ وإذا كان هللا تعاىل ال ينتفع بعذاب أحد من الناس فلم يعذهبم؟ وأي حكمة يف خلق‬
‫السموم واألشياء املضرة؟ وأي حكمة يف خلق إبليس والشياطني؟ وأي حكمة يف إيالم احليواانت واألطفال‬
‫قتال وأس ًرا وعقوبة؟!‬
‫واجملانني؟ وأي حكمة يف تسليط أعدائه على أوليائه يسوموهنم سوء العذاب ً‬
‫وهكذا يعرتض على حك م هللا تعاىل وينفي حكمته‪ ،‬إىل أن يصل إىل إنكار قدره وقدرته‪ُ ،‬ث إنكار وجوده‪ .‬إهنا‬
‫خطوات يتبعها الشيطان مع من حياولون ولوج هذه األبواب املوصدة‪.‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫معذًب‪ ،‬وعب ًدا صاحلًا مضطه ًدا‪،‬‬
‫فاجرا ظاملًا مرتفًا‪ ،‬ويرى يف مقابله مؤمنًا ً‬
‫كافرا ً‬
‫منعما‪ ،‬أو ً‬
‫يرى الواحد منهم ً‬
‫فيقذف الشيطان يف قلبه‪ :‬ملاذا يعذب هللا تعاىل أولياءه وينعم أعداءه؟‬
‫وكان اجلهم بن صفوان خيرج إىل املبتلني من اجلذمى وغريهم فيقول‪ :‬أرحم الرامحني يفعل هذا؟ يريد أن ينفي رمحة‬
‫هللا تعاىل‪ ،‬يقول‪ :‬لو كان فيه رمحة ما فعل هذا‪ ،‬وهذا من جهله‪ ،‬مل يعرف ما يف االبتالء من احلكمة والرمحة‬
‫واملصلحة ‪.‬‬
‫وحيهم‪ ..‬مل خيلقوا شيئًا ويعرتضون على اخلالق العليم‪ ،‬احلكيم يف أفعاله‪ ،‬القدير على عباده‪ .‬ينفون رمحة أرحم‬
‫الرامحني وهم يعيشون يف كنفها‪ ،‬ومتتد رمحته سبحانه إليهم يف كل يوم وكل ساعة وكل حلظة يف أبداهنم وأرزاقهم‬
‫وأهلهم وأوالدهم‪ ،‬ويف كل شئوهنم‪ ،‬من عافاهم ومن أعطاهم غري هللا تعاىل ﴿ قُت َل ْاإلنْ َسا ُن َما أَ ْك َف َرهُ ﴾ [عبس‪:‬‬
‫‪]17‬‬
‫وكثري ممن اعرتضوا على شيء من شريعة هللا تعاىل‪ ،‬وقذفوا الناس مبتشاهبها؛ عُوقبوا على ذلك ًبالعرتاض على‬
‫أفعال هللا تعاىل‪ ،‬والتشكيك يف قدرته أو يف حكمته‪ ،‬وكثري ممن اعرتضوا على شيء من الشريعة يف بداايت أمرهم‬
‫مل يظنوا أن اعرتاضهم سيئول هبم إىل الشك واالرتياب‪ ،‬أو يوصلهم إىل الزندقة واإلحلاد‪ ،‬ولكن من َتمل قول‬
‫يم ﴾ [النور‪ ]63:‬علم‬
‫ين ُخيَال ُفو َن َع ْن أ َْمره أَ ْن تُصيبَ ُه ْم فتْ نَةٌ أ َْو يُصيبَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫اب أَل ٌ‬
‫هللا تعاىل‪ ﴿ :‬فَلْيَ ْح َذر الاذ َ‬
‫خطورة األمر‪ ،‬ومل أيمن على نفسه الزيغ‪ ،‬وأمسك لسانه وقلمه عن االعرتاض على شيء من أوامر هللا تعاىل‪.‬‬
‫وكم من شخص اعرتض على حكم شرعي رآه صغريا انتهى به املطاف إىل الزندقة! وكم من مؤمنة اعرتضت على‬
‫احلجاب فانتهت إىل اإلحلاد!‬
‫وسر ذلك ‪:‬أن من اجرتأ على َم ارم فأًبحه‪ ،‬أو واجب فأسقطه‪ ،‬أو اعرتض على شيء من الدين فقد كسر هيبة‬
‫الشريعة يف قلبه‪ ،‬وهان صاحب الشريعة سبحانه يف نفسه‪ ،‬فانتقل يف اعرتاضه من اجلزئي إىل الكلي‪ ،‬وصار مع‬
‫اعرتاضه على الشريعة يعرتض على أفعال هللا تعاىل وقضائه يف عباده‪.‬‬
‫إن االعرتاض على حكم هللا تعاىل‪ ،‬وطلب العلة ألفعاله كثري يف الناس‪ ،‬حىت سرت فيهم ألفاظ وأمثال يقولوهنا‪،‬‬
‫فيها قلة أدب مع هللا تعاىل‪ ،‬وسوء ظن به سبحانه‪ ،‬وال سيما إذا رأوا الرزق يصب على من يظنونه ال يستحقه‪،‬‬
‫أو رأوا حرمان من يظنون أهنم مستحقون‪ ،‬وكم من قائل‪ :‬ملاذا يسلط هللا تعاىل الطغاة على الشعوب فيسوموهنم‬
‫سوء العذاب‪ ،‬وهو قادر على أخذهم؟ وكم من قائل هذه األايم‪ :‬ما ذنب أطفال سوراي يذحبون وال ينتصر هللا‬
‫‪- 20 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫تعاىل هلم؟ وما ذنب نسائها الصاحلات تغتصب وهتان وال ينتقم هللا تعاىل من اجملرمني؟ بل سرت عند بعض الناس‬
‫موات طبيعيًا‪ ،‬وملاذا مل يعذبه هللا يف الدنيا ونرى عذابه؟!‬
‫مقولة‪ :‬ملاذا ميوت اجملرم الظامل الذي عذب ماليني البشر ً‬
‫كثريا من الناس إذا أصابه نوع من البالء يقول‪ :‬اي رب ما كان ذنيب حىت فعلت هذا يب؟!‬
‫وتشاهد ً‬
‫وهذا البالء العظيم‪ ،‬والداء الوبيل بتقحم اإلنسان ما ال علم له به‪ ،‬والسعي إلدراك علل أفعال الرب سبحانه‪،‬‬
‫واالعرتاض على قدره؛ يتسرب اليوم إىل شباب املسلمني وفتياهتم عن طريق الرواايت العربية واألجنبية‪ ،‬وكتاًبت‬
‫املفكرين الغربيني وزاندقة العرب‪ .‬تلك الكتب واملقاالت والرواايت اليت يسوق هلا وألصحاهبا اإلعالم املنحرف‪،‬‬
‫وهي مليئة هبذه األسئلة واالعرتاضات‪ ،‬فال يقرؤها أحد منهم إال كرع من الشبهات ما يغطي قلبه‪ ،‬وعب من‬
‫يسريا ُث يظهر مترده على هللا تعاىل وطعنه يف شريعته‪ .‬ولو ُكشفت لكم‬
‫الضالل ما يعمي بصريته‪ ،‬فال يلبث إال ً‬
‫قلوب من فلتت ألسنتهم ببعض الطعن يف شريعة هللا تعاىل من اإلعالميني واملفكرين لرأيتم الشك واجلحود‬
‫ميلؤها‪ ،‬والتوتر والقلق ميزقها‪ ،‬والصدأ والظلمة تغطيها‪ ،‬فتحجبها عن أنوار اإلميان‪ ،‬وشفاء القرآن‪..‬فامحدوا هللا‬
‫الذي عافاكم‪ ،‬وحصنوا ًبلقرآن قلوبكم‪ ،‬وروضوها على التسليم واالنقياد هلل تعاىل‪ ،‬وال تتقحموا ما حجب‬
‫عنكم؛ ففي من ضل قبلكم عربة لكم‪.‬‬
‫املصدر‪:‬‬
‫(االعرتاض طريق اإلحلاد‪ /‬د ‪.‬إبراهيم بن َممد احلقيل‪ /‬موقع األلوكة)‬
‫‪- 21 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .7‬كيف نواجه املد اإلحلادي؟‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫حثيثة من أبناء اجملتمع املسلم‪ ،‬على كافاة‬
‫جهود‬
‫إن مواجهة التيار اإلحلادي يف جمتمعنا املسلم حتتاج إىل‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫وحكومات‪ ،‬وتوضيح ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫ومجاعات‬
‫ادا‬
‫األصعدة؛ أفر ً‬
‫‪ .1‬دور اآلًبء‪:‬‬
‫فأين دور اآلًبء يف تربية األبناء؟ كيف يتجاهلون هذه الفتنة ويرتكون أبناءهم فريسةً هلذا التياار اجلارف؛ ولذا فإ ان‬
‫ئيس من أسباب انتشار اإلحلاد‪ ،‬وأذكر أ ان أحد الشباب امللحد (رجع إىل اإلسالم‬
‫غياب دور األسرة سبب ر ٌ‬
‫بعد ذلك) قال يل‪ :‬إناه حتدث مع والده خبصوص أموٍر َخطرية أملح من خالهلا إىل أنه أحل َد‪ ،‬فما كان من والده اإال‬
‫مسكني هذا الوالد! ولع ال من عقوق اآلًبء لألبناء تركهم هلذه الفتنة القاحلة!‬
‫أن نصحه ًبلقراءة‪،‬‬
‫ٌ‬
‫‪ .2‬دور الدعاة‬
‫دور كبريٌ؛ فهم املُوقّعون عن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫على املستوى الفردي ‪):‬يقع على عاتق الدعاة إىل هللا ٌ‬
‫وسلم‪ ،-‬املبلّغون أمر الدين‪.‬‬
‫وكم من دعاة كانوا سببًا يف إحلاد كث ٍري من الشباب‪ ،‬بسبب ع َدم مراعاهتم ملرحلة الشباب وبسبب سوء أفعاهلم!‬
‫يهتموا ًبلشباب املسلم؛ فطبيعة هذه املرحلة َتتلف عن غريها؛ فالداعية احلق هو الذي‬
‫ولذا على الدُّعاة أن ُّ‬
‫ط على رقبته‪.‬‬
‫يُشعر‬
‫سيف مسلا ٌ‬
‫ا‬
‫الشاب أناه صدي ٌق له‪ ،‬ال ٌ‬
‫‪ .3‬دور املؤسسات اإلسالمية‬
‫واملؤسسات اإلسالمياة تستطيع القيام بدوٍر ف اع ٍ‬
‫ال يف مواجهة اإلحلاد؛ لتوفّر اإلمكاانت الالزمة من العلماء‬
‫والدعاة‪ ،‬ومن املؤسسات اليت ميكن أن تضطلع بدور كبري يف هذا اجملال‪" :‬األزهر الشريف ‪ -‬املؤسسات‬
‫اإلسالمية يف أَناء العامل‪".‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫فما املانع من تَشكيل ٍ‬
‫هيئة عليا ملواجهة اإلحلاد‪ ،‬مه امتُها األوىل الرد على شبهات امللحدين‪ ،‬واإلجابة على‬
‫شامال لكافاة نواحيه‪.‬‬
‫تتكون هذه اهليئة من علماء يف كافاة التخ ُّ‬
‫مثمرا‪ً ،‬‬
‫أسئلتهم‪ ،‬وأن ا‬
‫صصات؛ حىت خيرج العمل ً‬
‫‪ .4‬ينبغي أن تكون املناهج الدراسية ًبعثة على اإلميان واليقني‬
‫ال جمرد معلومات تدرس ُث تنسى‪ ،‬ويبقى الدور األهم للمعلم املؤمن برسالته والذي يستكمل النقص – إن‬
‫وجد‪ -‬يف املنهج‪.‬‬
‫‪ .5‬حتصني الشباب‬
‫مما ميكن أن يعرض هلم يف املستقبل من أفكار قد تثري شكوًكا عند البعض‪ ،‬وكيفية مواجهتها‪.‬‬
‫‪ .6‬تعريف الناشئة مبا يعود عليهم من نفع‬
‫عندما يؤمنون ِبله ميلك الكون ويرعى عباده املؤمنني ويكافئهم على أعماهلم حبياة طيبة ‪،‬ومدى التناسق بني‬
‫املؤمن والكون فكالمها يسبح حبمد ربه‪.‬‬
‫املصدر‪:‬‬
‫فتنة العصر‪ :‬اإلحلاد احلديث‪ ،‬عبدهللا توبة أمحد حسن‪ ،‬موقع األلوكة‬
‫كيف نقي شبابنا من اإلحلاد‪ /‬إسالم أون الين‬
‫‪- 23 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .8‬كيف أحاور امللحدين؟‬
‫هذه جمموعة من النصائح الذهبية‪ ،‬استخلصتها من مطالعايت يف اإلحلاد‪ ،‬وحوارايت مع املالحدة‪ ،‬أقدمها لك أخي‬
‫املؤمن عسى أن تنتفع هبا‪:‬‬
‫‪ .1‬تذكر أ ّن غايتك من احلوار واملناظرة هي هداية امللحد وتبيني ضالله أبدلة العقل الصريح والعلم الصحيح‪،‬‬
‫أي أن تكشف له عن جتليات احلقائق يف الدين‪ ،‬يف احلياة‪ ،‬يف الكون‪ ،‬يف املصري بعد املوت‪.‬‬
‫هذه الغاية النبيلة ُحتتم عليك توخي احلذر من الشرك اخلفي‪ ،‬أعين‪ :‬الغرور‪ ،‬العُجب‪ ،‬الرايء‪ ،‬السمعة‪ ،‬وغري هذا‬
‫من املوبقات الباطنة اليت تدمر عالقة اإلنسان ًبهلل تعاىل‪ .‬أي حتتم عليك اإلخالص هلل تعاىل يف هذه الغاية‬
‫النبيلة واهلدف العظيم‪ .‬ذلك أل ّن اإلخالص هلل تعاىل مينحك قوة من هللا تعاىل وبصرية واضحة ‪ .‬قال هللا تعاىل‪:‬‬
‫ت أَ ْن أَ ْعبُ َد ا‬
‫ين ﴾ الزمر‪11:‬‬
‫﴿ قُ ْل إ ّين أُم ْر ُ‬
‫الِلَ ُخمْل ً‬
‫صا لاهُ ال ّد َ‬
‫عن أيب هريرة ‪-‬رضي هللا عنه‪ ،-‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ( :-‬قال هللا تبارك وتعاىل‪ :‬أان أغَن‬
‫الشركاء عن الشرك‪ ،‬من عمل عمال أشرك فيه معي غريي تركته وشركه )‪ .‬رواه مسلم‪ ،‬ويف رواية ابن ماجه‪( :‬‬
‫فأان منه بريء وهو للذي أشرك )‪ .‬وهلذا ما زال العلماء حيذرون من املناظرات إال للضرورة القصوى وملن هو‬
‫أهل هلا‪ ،‬وذلك ألهنّا مزلة األقدام يف مهاوي البُعد عن هللا‪ ،‬بسبب صعوبة اإلخالص وتطهري النفس من أهوائها‬
‫يف مثل هذه املواقف‪.‬‬
‫إ ّن حب الظهور أبنّك واسع االطالع‪ ،‬قوي احلجة‪ُ ،‬مفحم الربهان‪ ،‬هوى متغلغل يف أعماق النفس‪ ،‬وال يستطيع‬
‫التخلص منه إال الواحد بعد الواحد‪ .‬وليت شعري ما قيمة جمهوداتك إذا ذهبت سدى ومل يكن له قيمة عند هللا‬
‫تعاىل؟! وتذكر أنّك عندما تسمح لألان ًبلتضخم فيك وللشهوات اخلفية ًبلسيطرة عليك‪ ،‬فذلك يعين أنّك‬
‫ترضى أن يكلك هللا تعاىل إىل نفسك‪ ،‬ويعين أنّك ترضى أن تكون للشيطان وليًّا‪ .‬إذن قبل أي مناظرة وحوار‬
‫حىت لو بذل صاحبه‬
‫صحح نيّتك هلل تعاىل وطهر قلبك من كل األخالق املرذولة‪ ،‬فعدم اإلخالص ال يثمر مثرة ّ‬
‫من اجلهد ما عساه أن يبذل‪.‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .2‬كن ذا أدب مجيل وأسلوب راق‪ ،‬واخرت كلماتك بعناية‪ .‬فحسن األدب ومجال األداء يف عرض األفكار له‬
‫شعوراي‪.‬‬
‫َتثري قوي على النفس‪ ،‬ولو ال‬
‫ًّ‬
‫وهلذا أمر هللا سيدان موسى ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أن ينهج هذا النهج مع أعىت طاغية عرفه اتريخ البشريّة‪،‬‬
‫وال لَهُ قَ ْوًال لايّنًا لا َعلاهُ يَتَ َذ اك ُر أ َْو َخيْ َش ٰى ﴾ طه‪ 44:‬أي أن " تكون بكالم رقيق لني سهل رفيق‬
‫فقال ‪ ﴿:‬فَ ُق َ‬
‫ليكون أوقع يف النفوس وأبلغ وأجنع " تفسري ابن كثري‪.‬‬
‫لكن هذا القول ليس يعين الليونة املائعة واالستخذاء والتنازل عن احلق بدعوى تبليغ الدعوة‪ ،‬فإ ّن بعض‬
‫النماذج ال يليق معها إال الشدة يف القول والغلظة يف الفضيحة والبيان الكاشف يف التناقض والتهافت ‪.‬‬
‫كما أ ّن هذا ليس يعين التخلي عن قواعد الدين ومصطلحات وتسمية األشياء مبسمياهتا احلقيقيّة كما وردت يف‬
‫القرآن والسنة‪ ،‬بدعوى َتليف امللحد وتقريبه‪ .‬فاحلق أحق أن يتبع‪ ،‬واالنضباط مببادئ الشريعة ومصطلحاهتا‬
‫أهم شيء ًبلنسبة لك كإنسان مسلم‪ ،‬أل ّن غرضك هو هداية امللحد ولكن يف إطار الدين الرًبين‪ .‬وتذكر أ ّن‬
‫التخلي عن مبادئ الدين وإلغاء مصطلحاته أثناء احلوار‪ ،‬سيوقعك يف متاهات أو حرج شديد‪ .‬وهلذا قال هللا‬
‫ين‬
‫تعاىل لنبيه الكرمي صلى هللا عليه وسلم‬
‫ً‬
‫توجيها له يف َماورة بعض مناذج الكفر والنفاق ‪ ﴿:‬فَ َال تُطع الْ َكافر َ‬
‫ريا ﴾ الفرقان‪ . 52:‬أي جهاد احلجة والربهان بال كلل وال فتور‪ .‬كما أ ّن دعوى أ ّن‬
‫وجاه ْد ُهم به ج َه ً‬
‫َ‬
‫ادا َكب ً‬
‫امللحد قذر اللسان‪ ،‬مغرم ًبلشتم والسخرية‪ ،‬تسمح لك أن تنزل إىل مستواه‪ .‬فأنت متثل احلق والعدل واجلمال‪،‬‬
‫فكيف تكون مثله؟!‬
‫‪ .3‬تعمق إىل أقصى ما تستطيع يف العلوم الشرعية‪:‬‬
‫تفرع عنهما من العلوم املختلفة‪ ،‬إما على يد علماء متعمقني يف ذلك أو على كتبهم‬
‫القرآن والسنة‪ ،‬وكل ما ّ‬
‫الصحيحة‪ :‬القدمية واحلديثة‪ ،‬والفكر اإلسالمي املعاصر ومدارسه‪ ،‬وأنصحك ًبلرتكيز (و ال أقول إمهال الباقي)‬
‫على‪ :‬قواعد التفسري وأصوله‪ ،‬قواعد الفقه وأصوله ومقاصد‪ ،‬قواعد احلديث وأصوله‪ .‬فهذه الدراسة هي ع ّدتك‬
‫وسالحك األقوى‪ ،‬وبذلك لن يستطيع امللحد أن خيرتق نظامك اإلدراكي لدينك‪ .‬وإال فمن رام الدعوة إىل‬
‫اإلسالم وإفحام امللحد وهو جاهل بدينه‪ ،‬إال من تلك اخلالصات واملقاالت اليت جيمعها من هنا وهناك‪ ،‬فهذا‬
‫أقرب ألن ينخلع هو نفسه عن ربقة الدين‪ ،‬بعد أن تتهاطل عليه شبهات وإشكاالت املالحدة‪ .‬على أ ّن هذا‬
‫وآخرا لتنوير العقل‪ ،‬وفهم‬
‫القول ليس يعين دراسة الدين بنيّة إفحام املالحدة‪ ،‬بل جيب أن تكون الدارسة ً‬
‫أوال ً‬
‫مراد هللا ورسوله ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬والعمل بتعاليم القرآن والسنّة‪ .‬إذ أن الواجب يف الدعوة هو دعوة‬
‫نفسك الشخصيّة‪ ،‬قبل دعوة اآلخرين‪.‬‬
‫‪ .4‬توسع يف الثقافات واملعارف والعلوم إىل أقصى ما تستطيع‪ ،‬ولكن مع احرتام األوليات‪.‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫فذلك سيزيدك بصرية واضحة بدينك‪ ،‬ومكامن القصور واخللل والباطل فيما عند اآلخرين‪ ،‬كما أنّه سيزيد‬
‫حجتك قوة وبراهينك مناعة‪ ،‬حبيث ال يستطيع امللحد أن يزيّف أمامك أي فكرة‪ .‬وهلذا ال تقتصر يف الدارسة‬
‫وسع دائرة اهتماماتك لتشمل الثقافات والعلوم املعاصرة‪ :‬علم‬
‫واملطالعة على علوم الشريعة املختلفة‪ ،‬بل ّ‬
‫النفس‪ ،‬االجتماع‪ ،‬احلضارة‪ ،‬الفلسفة‪ ،‬الفيزايء‪ ..‬إخل‪ .‬فإذا كانت علوم الشريعة هي األساس والقواعد‪ ،‬فإ ّن هذه‬
‫الثقافات والعلوم ال شك أهنّم تفسح لك اجملال لفهم دالالت اآلايت القرآنيّة واألحاديث النبويّة بشكل أكثر‬
‫رحابة‪ ،‬وتعطيك القدرة على رؤية مكامن القصور واخلطأ يف الفكر اإلحلادي‪.‬‬
‫‪ .5‬التزم ًبحلوار اجلاد أثناء املناظرة‪ ،‬وال تسمح للملحد أن يُفقد احلوار قيمته بكثرة التشغيب والصراخ‪.‬‬
‫ومزج املواضيع والتنقل بينها كيف شاء‪ ،‬أي أن حيول مسار املناظرة من الوصول إىل احلق إىل مسار املناظرة‬
‫ألجل املناظرة فقط وكثرة الصراخ والتشغيب‪ ،‬فهذه هي خطتهم مع من حياصرهم ًبألسئلة واإلشكاالت‪ ،‬كما أ ّن‬
‫هذا يعين أنّه جيب عليك أن حتدد بشكل صارم مع امللحد املوضوع الذي تريدان احلوار فيه واملناظرة حوله‪،‬‬
‫ضا هذا يعين أنّه جيب عليك أن حتدد معه املرجعية اليت حتتكمان‬
‫واالمتناع بشكل مطلق عن اخلروج عنه‪ .‬وأي ً‬
‫إليها وترضيان أبحكامها وتلتزمان بقوانينها‪ ،‬ويف حالتك من الطبيعي أن يطالبك أبن تكون املرجعية هي‪ :‬العقل‬
‫والعلم ‪.‬فالتزم له بذلك‪ ،‬إال أنّك ستجده بشكل تلقائي يكفر أبحكام العقل ومقررات العلوم‪ ،‬ألهنّا ببساطة‬
‫تناقض فكره اإلحلادي‪ .‬وهلذا عندما جتد أ ّن املناظرة فقدت قيمتها واَنرف مسارها وكفر َماورك ًبملرجعية املتفق‬
‫عليها‪ ،‬فأنصحك اي أخي أن تعلن انسحابك منها‪ ،‬ليس ألنّك ضعيف احلجة‪ ،‬قليل احليلة‪ ،‬بل أل ّن ذلك تعظيم‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وتقدير لعقلك‪ ،‬واحرتام للحقيقة أن تتشوه يف حوار عقيم‪.‬‬
‫‪ .6‬ال تنخدع وال هتولك كثرة تشقيق املالحدة للكلمات ورفعهم الدائم لشعارات براقة‬
‫مثل‪ :‬عقل‪ ،‬دليل‪ ،‬علم‪ ،‬لقد درسنا وحبثنا‪ ،‬وعلماء العامل كلهم متفقون على كذا‪ ..‬إخل‪ ،‬فهم هبذا ينشدون‬
‫إرهاًب‬
‫يتشرب طروحاهتم وشبهاهتم‪ .‬أي أهنم ميارسون ً‬
‫صدمتك النفسيّة‪ ،‬لكي يعجز عقلك عن التفكري وًبلتايل ّ‬
‫نفسيًّا‪ .‬وهذا خطة يهوديّة‪ ،‬مارسوها قدميًا مع املسلمني‪ ،‬لكي يشككوهم يف اإلسالم‪ .‬وهلذا خلّد هللا تعاىل هذا‬
‫املوقف يف القرآن لكي يعترب به املؤمن‪ ،‬فقال حكاية عنهم ‪ ﴿:‬وقَالَت طاائ َفةٌ ّم ْن أَ ْهل الْكتَاب آمنُوا ًبلاذي أُنز َل‬
‫اهار وا ْك ُف ُروا آخ َرهُ لَ َعلا ُه ْم يَ ْرجعُو َن ﴾ آل عمران‪72:‬‬
‫آمنُوا َو ْجهَ الن َ‬
‫ين َ‬
‫َعلَى الاذ َ‬
‫علما اثبتًا‪.‬‬
‫‪ .7‬كن على يقني أ ّن الوحي الرًبين واملنهج اإلسالمي يستحيل أن يناقض ً‬
‫عقال صرحيًا أو ً‬
‫ك‬
‫فالوحي كالم هللا‪ ،‬والعقل خلق هللا‪ ،‬وال ميكن أن يتناقض كالم هللا مع خلقه‪ .‬وهلذا قال احلق‪ ﴿ :‬فَأَق ْم َو ْج َه َ‬
‫ت ا ا‬
‫يل خلَلْق ا‬
‫ين الْ َقيّ ُم وٰلَك ان أَ ْكثَ َر النااس َال‬
‫الِل ٰذَل َ‬
‫لل ّدين َحني ًفا فط َْر َ‬
‫ك ال ّد ُ‬
‫الِل اليت فَطََر الن َ‬
‫ااس َعلَيْ َها َال تَ ْبد َ‬
‫‪- 26 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫يَ ْعلَ ُمو َن ﴾[الروم‪ .]30:‬كما أ ّن هللا تعاىل نبّه على عمق االنسجام بني الوحي والعقل بقوله‪ ﴿ :‬فَإذَا َس اويْ تُهُ‬
‫ت فيه من ُّروحي ﴾ [احلجر‪ .]29:‬أما إذا صادفت ما يوحي ًبلتناقض بني معطيات الوحي ومعطيات‬
‫ونَ َف ْخ ُ‬
‫ضا حقيقيًّا‪ ،‬بل هو بسبب نقص يف املعطيات‪ :‬إما أ ّن املُعطى الديين الذي‬
‫العقل وفروعه‪ ،‬فاعلم أنّه ليس تناق ً‬
‫جممال وليس‬
‫َمتمال‪ ،‬أو ليس‬
‫صحيحا بل ضعي ًفا (يف حال أحاديث السنة)‪ ،‬أو ً‬
‫اعتمدت عليه ليس صرحيًا بل ً‬
‫ً‬
‫كامال يف مقدماته‪ ،‬أو ليس‬
‫مفصال‪ ،‬أو مقيّ ًدا وليس مطل ًقا‪ .‬وإما أ ّن املعطى العقلي الذي اعتمدت عليه ليس ً‬
‫ً‬
‫صحيحا يف بعض أجزائها‪ ،‬أو أنّه نظرية ال ترقى إىل اليقينيّة العلميّة‪ ..‬إخل‪.‬‬
‫ً‬
‫وإ ّمنا ينبغي أن تفهم أنّه يستحيل وجود تناقض بني صحيح املنقول وصريح املعقول؛ أل ّن اعتقادك أ ّن اخلالق إله‬
‫علما‪ ،‬حكمة‪ ،‬قدرة‪ ،‬رمحة‪ ..‬إخل‪ ،‬حيتّم عليك أن تعتقد أنّه يستحيل أن يتضمن وحيه ما‬
‫كامل كمال ًًا مطل ًقا‪ً :‬‬
‫يتناقض مع العقل البشري الذي ما خلق الوجود إال ألجله‪.‬‬
‫‪َ .8‬تكد بصورة مطلقة أ ّن املالحدة على ًبطل وضالل مهما زخرفوا القول وزيّنوا احلديث‪ ،‬ذلك أل ّهنم انقضوا‬
‫صريح املعقول‪ ،‬ورفضوا دالئل العلوم‪ ،‬وعاندوا بديهيات الفطرة‪.‬‬
‫مضطرًب يف نظامهم اإلدراكي‪ ،‬ولكن هناك‬
‫بل َتكد أهنم يدركون يف قرارة أنفسهم أهنّم على ًبطل وأ ّن هناك شيئًا‬
‫ً‬
‫جمموعة من العناصر اليت تتدخل يف تنفريهم من هللا واهلروب منه‪ ،‬حىت وإن قامت كل األدلة على وجوده‬
‫اليت متنعهم من مراجعة احلق والقبول به‪ ،‬األزمات النفسيّة‬
‫وضرورة عبادته والطاعة له‪ ،‬من مثل‪ :‬األفكار املسبقة ّ‬
‫اليت مروا هبا يف فرتة من فرتات حياهتم املاضية‪ ،‬رغبتهم يف الشعور ًبلتقدير الذايت عن طريق ‪:‬خالف تُعرف‪،‬‬
‫نشدان بعضهم للشهرة‪ :‬فالن مفكر حر‪ ،‬فالن ال يقلد أح ًدا بل يتقيد فقط ًبلعقل والعلم‪ ،‬سوء أوضاع‬
‫املسلمني وربطهم ‪ -‬أي املالحدة ‪ -‬بطريقة ال شعوريّة بني الدين والتخلف يف واقعنا املعاصر‪ ،‬عجزهم الفاضح‬
‫عن فهم جوهر حقائق الوجود وعالقاته‪ ،‬وًبلتّايل هم يرفضون ليس لعدم الدليل بل لعجزهم عن فهمه وإقامته‪،‬‬
‫اخنداعهم أبقاويل بعض الغربيني أب ّن العلم يف العصر احلديث يستطيع تفسري كل شيء وأنّه حقائق مطلقة‪ ،‬وملا‬
‫كانت احلقائق على وجود هللا تعاىل واضحة‪ ،‬والرباهني على ضالل اإلحلاد والكفر جليّة‪ ،‬فضحهم هللا تعاىل‬
‫س ُه ْم ظُل ًْما وعُلًُّوا ﴾ النمل‪:‬‬
‫وج َح ُدوا هبَا ْ‬
‫فقال‪َ ﴿ :‬‬
‫واستَ يْ َقنَ تْ َها أَن ُف ُ‬
‫‪ .9‬أحد أهم خطط املالحدة يف التشغيب على العقل املسلم والتشويش على احلقائق لديه‪ ،‬هو استعمال طريقة‬
‫العموميات والتعميمات‪.‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫ماذا أقصد هبذا الكالم؟ طريقة العموميات أقصد هبا أ ّن امللحد يستعمل الكلمات مبعناها العام املقبول لدى‬
‫مجهور الناس‪ ،‬ويرفض حتليلها والدخول يف تفاصيلها؛ ألنّه يدرك أ ّن هذا التفصيل للكلمات وحتديد املعاين‬
‫املرادة منها ًبلضبط أثناء احلوار واملناظرة سيهدم عليه أفكاره وينقض له بناءه اإلحلادي‪.‬‬
‫وهلذا احرص أيها املؤمن على عدم االخنداع ًبلعموميات‪ ،‬بل طالبه دائما بتحديد الكلمات مبعانيها اللغوية‬
‫واالصطالحيّة‪ ،‬وهذا ما يسميه علماؤان ًبلسرب والتقسيم‪ ،‬أي تفكيك الكلمات لقبول ما فيها من احلق ورد ما‬
‫فيها من الباطل‪.‬‬
‫أما طريقة التعميمات فأقصد هبا‪ ،‬أ ّن امللحد أيخذ الكلمة اليت تشمل مبفهومها العام جمموعة من املعطيات‪ُ ،‬ث‬
‫يركز على ًبطل بعض تلك املعطيات ليسحبه على مجيعها‪ ،‬مثل‪ :‬كلمة دين‪ .‬فهذه الكلمة تشمل اإلسالم‪،‬‬
‫املسيحية‪ ،‬اليهودية‪ ،‬البوذية ‪..‬اخل‪ ،‬وامللحد حني يريد خداع نفسه وخداع املؤمن أيخذ معطيات املسيحية أو‬
‫حذرا أثناء‬
‫البوذية ً‬
‫مثال ويضفيها على اإلسالم بسبب أ ّن املسيحية دين واإلسالم دين إذًا مها سواء‪ ،‬وهلذا كن ً‬
‫احلوار من التعميمات‪ ،‬ووافقه على أ ّن هذه الكلمة تشمل اجلميع‪ ،‬لكن خصائصها وحقائقها تتلف من دين إىل‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪ .10‬ال تغرت ًبملصادر اليت يذكرها امللحد أثناء حواره ومناظرته‬
‫فهم ‪ -‬غالبهم ‪ -‬قوم ُهبت‪ ،‬يفرتون الكذب وهم يعلمون‪ ،‬وبعضهم اآلخر جيهل ما ينقل‪ ،‬بل يلجؤون إىل‬
‫عملية القص يف القرآن‪ ،‬ويف احلديث مع االستشهاد ًبلضعيف واملوضوع‪ ،‬ويف كالم العلماء؛ وهلذا جيب عليك‬
‫صحيحا‬
‫أوال ًبملصدر‪ ،‬وأن تتأكد بنفسك‪ُ ،‬ث َتمل معاين احلديث وشروح العلماء له إن كان حديثًا‬
‫أن تطالبه ً‬
‫ً‬
‫ضا سياق شاهده من كالم العلماء‪ ،‬والغفلة‬
‫ً‬
‫ضا سياق اآلايت واألحاديث‪ ،‬وأي ً‬
‫مقبوال لدى علماء احلديث‪ ،‬وأي ً‬
‫ملزما ًبلدفاع ولو ًبخلطأ الذي‬
‫عن هذه احلقيقة ستجعل امللحد حياصرك يف دائرة ضيقة حرجة‪ ،‬جتد فيها نفسك ً‬
‫ال يقبله هللا وال رسوله وال علماء األمة‪ ،‬وهذا راجع إىل الفكرة السابقة من أنّه يستحيل أن يتناقض كالم هللا أو‬
‫كالم رسوله ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬مع معطيات العقل الصريح والعلم الصحيح‪ ،‬أما كالم العلماء فاجلمهور‬
‫معصوم من اخلطأ‪ ،‬وما يوجد يف كالم بعضهم مما فيه خمالفة لتقريرات القرآن والسنة‪ ،‬فذلك أمر طبيعي‪ ،‬إذ ما‬
‫جعل هللا العصمة ألحد إال‪ :‬للقرآن‪ ،‬السنة‪ ،‬مجهور العلماء ‪ .‬والقرآن والسنة حاكمان على كالم العلماء‪ ،‬وليس‬
‫كالم العلماء هو احلاكم عليهما‪ .‬وستجد امللحد يستشهد بكالم بعض العلماء مما يوافق هواه أكثر مما يستشهد‬
‫ًبلقرآن والسنة‪ ،‬إذا وجدك يقظًا معه؛ وهلذا ال تدهش ألخطاء بعض علمائنا ‪-‬رضي هللا عنهم‪.-‬‬
‫وفهما‪.‬‬
‫علما‪ً ،‬‬
‫‪ .11‬احذر من التسرع يف خوض مناظرات مع املالحدة‪ ،‬إال بعد أن تستعد هلا جيّ ًدا‪ً :‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫فكم من شاب ظن بنفسه القدرة على املناظرة‪ ،‬واملسكني ليس معه من العلم إال القشور‪ ،‬فراح خيوض مناظرات‬
‫ويدخل على صفحاهتم ومنتدايهتم‪ ،‬فوقع يف شركهم‪ ،‬فانقلب ملح ًدا مثلهم‪ ،‬وإمنا السبب هو احلماسة الفارغة‬
‫من بعض الشباب‪ ،‬يزعمون أهنّم يريدون نصرة اإلسالم‪ ،‬ولكن بدون سالح! ولقد حذر الرسول ‪-‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ -‬املؤمن من فتنة الدجال وأمره ًبهلروب منه‪ ،‬فقال‪(( :‬من مسع ًبلدجال فلينأ عنه (يبتعد)‪ ،‬فو هللا إن‬
‫الرجل ليأتيه وهو حيسب أنه مؤمن‪ ،‬فيتبعه مما يبعث به من الشبهات‪ ،‬أو ملا يبعث به من الشبهات))‪.‬‬
‫أوال‪ ،‬وامجع حصيلة معرفية وثقافية اثنيًا‪ ،‬واتبع مناظرات فحول‬
‫وهلذا خذ مين نصيحة‪ :‬طالع يف علوم الشريعة ً‬
‫اإلسالم مع املالحدة اثلثًا؛ لكي تعرف كيف تدار املناظرات‪ ،‬وكيف تسري‪ ،‬وكيف جيب عليها املناظر املسلم‬
‫ابعا‪ ،‬وبعد كل هذا‪ ،‬وهو أيخذ وقتًا‪،‬‬
‫وكيف يلقي امللحد شبهاته‪ ،‬واقرأ كتب الرد على اإلحلاد وكشف زيوفه ر ً‬
‫تستطيع أن تتوكل على هللا وتبدأ معهم‪ ،‬ومع الوقت ستكتسب خربة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ .12‬وهنا سأضع لك جمموعة من مالمح اإلحلاد‪ ،‬عسى أن تنتفع هبا‪:‬‬
‫اليت‬
‫ اإلحلاد بفروعه كافة يقوم على كم هائل من الشبهات املضلّلة‪ ،‬بل على كم هائل من التزيّيفات اخلادعة‪ّ ،‬‬‫تدور بني أربع مستوايت‪:‬‬
‫شبهات عقليّة‪ ،‬شبهات علميّة‪ ،‬شبهات دينيّة‪ ،‬شبهات عاطفيّة‪.‬‬
‫ضا‪ -‬أ ّن كل ما‬
‫‪ -‬يستغل اإلحلاد القاسم اللغوي املشرتك لكلمة‪ :‬دين‪ ،‬فيعتقدون ‪ -‬ويريدون للقارئ أن يعتقد أي ً‬
‫مثال يصح حبق اإلسالم‪ ،‬والسبب أ ّن كليهما تنسحب عليه كلمة‪ :‬دين‪ ،‬وًبلتّايل فهما نسخة‬
‫صح حبق املسيحيّة ً‬
‫واحدة!‬
‫‪ -‬العقل اإلحلادي يعجز عن فهم مستوايت الوجود‪ :‬الواجب‪ ،‬املمكن‪ ،‬املستحيل ‪ .‬وهلذا تراه خيلط يف أسئلته‬
‫هائال من النتائج‪ .‬ومعلوم يف قوانني العقل أ ّن املقدمة إذا كانت خطأ‪ ،‬فبالضرورة‬
‫كما ً‬
‫وافرتاضاته‪ ،‬ويؤسس عليها ًّ‬
‫مثال هتدم نفسها بنفسها؛‬
‫علما أن صيغة هذا السؤال ً‬
‫تكون النتيجة خطأً‪ ،‬وهلذا يش ّددون على‪ :‬من خلق هللا؟! ً‬
‫ألنّه إذا كان اإلله خملوقًا من طرف هللا‪ ،‬إ ًذا فاهلل هو اإلله واخلالق الوحيد‪ ،‬أما اآلخر فهو خملوق وليس إهلًا‪،‬‬
‫وقس على هذا‪.‬‬
‫ يرفض الفكر اإلحلادي االعرتاف ًبللغة وسعة دالالهتا املتنوعة؛ سواء الفكريّة‪ ،‬أم األخالقيّة‪ ،‬أم النفسيّة‪،‬‬‫اليت حتمل ‪ -‬من بني ما حتمل ‪ -‬شحنات دينيّة؛ مثل ‪:‬‬
‫وهلذا جتد لديه حساسيّة شديدة جتاه املفردات اللغويّة ّ‬
‫عقيدة‪ ،‬عبادة‪ ،‬تقليد‪ ..‬إخل‪.‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ -‬من خدع اإلحلاد املاكرة أنّه يعتمد على طرح أسئلة هي يف أساسها مبنيّة على أصول أخرى‪ ،‬وبدون التسليم‬
‫جتر تلك األسئلة املاكرة صاحبها إىل بلبلة فكريّة واضطراب عقائدي مثل‪ :‬ملاذا‬
‫بتلك األصول واالقتناع هبا‪ّ ،‬‬
‫خلقنا هللا بدون أن أيخذ رأينا (أنت خملوق فكيف أيخذ رأيك؟) إذا كان هللا ‪ -‬سبحانه ‪ -‬يريد اخلري لنا‪ ،‬فلماذا‬
‫خلق النّار قبل أن خيلقنا‪( :‬أنت خملوق عاجز عن فهم طبيعة روحك‪ ،‬فكيف تريد أن حتيط علما حبكمة هللا‬
‫املطلقة؟(‬
‫ أكثر ما يلجأ إليه امللحدون يف االحتجاج إلحلادهم هو أ ّن املؤمنني بوجود اخلالق مل يعطوهم على وجوده‬‫حجة مقنعة‪ .‬لكنهم حني يفعلون ذلك يفرتضون أ ّن األمر الطبيعي هو عدم وجود اخلالق‪ ،‬وأ ّن الذي يدعي‬
‫وجوده هو املطالب ِبعطاء الدليل على وجوده‪ ،‬ملاذا ال يكون العكس؟ ملاذا ال يكون األمر الطبيعي هو األمر‬
‫أصال يف نفوسهم‪ ،‬وأن الذي يشذ عن هذا هو املطالب ًبلدليل؟‬
‫الذي يؤمن به مجاهري الناس والذي جيدون له ً‬
‫ ينطلق اإلحلاد الغريب من ثالثة منطلقات‪ :‬واقعه املعاصر الغارق يف املاديّة‪ ،‬اترخيه البئيس مع الكنسية‪،‬‬‫وفعال يف‬
‫مقوالت الفلسفة اليواننيّة‪ ،‬هذه املعطيات ‪ -‬خاصة املعطى األول والثاين ‪ -‬سامهت بشكل كبري ّ‬
‫تشكيل عقليّة اإلحلاد لدى املالحدة الغربيني‪ ،‬وأيت اإلحلاد العريب الغيب الساذج‪ ،‬فيسقط هذه املالبسات على‬
‫نفسه يف عالقته هو ًبإلسالم وكل شيء‪.‬‬
‫‪ -‬ينطلق اإلحلاد العريب املعاصر من ثالثة منطلقات‪:‬‬
‫واقعه احل الك املرتدي يف التخلف واالستبداد‪ ،‬انصهاره يف بوتقة اإلحلاد الغريب وهلذا ينقل شبهاته وأفكاره‪،‬‬
‫فلست جتد فكرة عند امللحد العريب إال وجتد شقيقه الغريب سبقه إليها ّأوًال‪ ،‬واثلثة األاثيف‪ :‬جهل شنيع ًبملنظومة‬
‫َ‬
‫تصوًرا وممارسةً‪ ،‬وهذا يدل على فقر العقل امللحد العريب وعجزه عن ابتكار أفكار جديدة تص‬
‫اإلسالمية ّ‬
‫عقيدته اإلحلاديّة‪ ،‬والعجب أنّه يدعي بعد هذا العقل واحلريّة!‬
‫‪ -‬من مميّزات اإلحلاد املعاصر عن اإلحلاد القدمي‪ ،‬أ ّن كهنته يروجون لزعم يعتقدون أنّه برهان قاطع على صحة‬
‫دينهم اإلحلادي اجلديد‪ ،‬أال وهو تقدميهم لدين اإلحلاد على أنّه حتميّة اترخييّة وضرورة وجوديّة‪ ،‬وأ ّن العلم‬
‫والزمن كفيالن ِبسقاط اإلله من على عرشه وًبلتّايل كشف خرافات العقائد الدينيّة اليت َتسست على فكرة‬
‫تفسريا‬
‫تنظيما راقيًا وتفسري معطيات احلياة‬
‫وجود إله مطلق‪ ،‬وًبلتّايل سيحل العقل والعلم يف تنظيم شؤون احلياة ً‬
‫ً‬
‫صحيحا‪ ،‬وحتقيق السعادة لإلنسان بصورة مجيلة‪َ ،‬مل العقائد الدينيّة ومقولة اإلله املطلق‪.‬‬
‫ً‬
‫‪- 30 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫كثريا ما خدعت الشباب والسذج من النّاس من ذوي‬
‫ يروج كهنة اإلحلاد املعاصر وأرًببه لفكرة ماكرة ً‬‫نهجا وال عقيدة‪ ،‬بل هو فقط موقف يتبنّاه املرء جتاه‬
‫الثقافة واملعرفة احملدودة‪ ،‬أال وهي أ ّن اإلحلاد ليس دينًا وال م ً‬
‫مسألة وجود اإلله‪ ،‬واحلياة بعد املوت‪ .‬واملكر هنا هو أ ّن كل فكرة كلية تشمل ًبلضرورة‪ :‬التصورات العقلية‪،‬‬
‫وعنها تنتج القيم األخالقيّة‪ ،‬وعنها تتحدد طبيعة القوانني التشريعيّة والعالقات االجتماعية‪ .‬أي أ ّن كل فكرة‬
‫كليّة َتخذ طابعا فلسفيًّا مشوليًّا‪ ،‬ال ميكن أن تنفصل عراها مطل ًقا‪.‬‬
‫املصدر‪-:‬‬
‫(النصائح الذهبية يف مناظرة امللحدين‪ /‬نور الدين قوطيط‪ /‬موقع األلوكة)‬
‫‪- 31 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .9‬نداء وموعظة إىل ملحد‪ ..‬ستموت‬
‫إن املشكلة مع امللحدين أهنم ‪ -‬حسب قوهلم ‪ -‬ال يؤمنون بشيء ال تدركه احلواس‪ ،‬أو ال ميكن ملسه وإخضاعه‬
‫للفحص اجملهري الدقيق‪.‬‬
‫ملموسا‪ ،‬فال‬
‫ماداي‬
‫ً‬
‫ونسوا أن العقل الذي به يفكرون ويستنتجون وحيللون وينتقدون‪ .‬هو نفسه ليس شيئًا ً‬
‫مثال رؤية األفكار وهي هتوي لتستقر يف دماغك‪ ،‬أو وضع يدك عليها لتحليل ماهيتها حتت جمهر خمتربك؛‬
‫ميكنك ً‬
‫حكما وفيص ًال يفرقون به بني ما هو صحيح وخاطئ‪ ،‬فهو‬
‫ومع ذلك يؤمنون بقدرة عقوهلم "اخلارقة" بل جيعلوهنا ً‬
‫إهلهم املعبود الذي له الكلمة األوىل واألخرية يف كل شيء‪.‬‬
‫إهنم يسبحون عكس التيار‪ ،‬ويبغون إسقاط الشمس الساطعة بسهم من السفسطة العقيمة واجلدال املتكلف‬
‫الِل أبَف َْواهه ْم َو ا‬
‫ور ا‬
‫الِلُ ُمت ُّم نُوره َول َْو َكرهَ الْ َكاف ُرو َن ﴾ الصف‪. 08:‬‬
‫الذي ال طائل من ورائه ‪ ﴿:‬يُري ُدو َن ليُطْفئُوا نُ َ‬
‫إهنم يف صراع مرير مع أنفسهم‪ ،‬يكتوون بناره وحيرتقون بلهيبه املشتد املستعر‪ ،‬فامللحد جالد ٍ‬
‫قاس اختار نفسه‬
‫ضحية لسياطه املؤملة‪ ،‬إنه حياول جاه ًدا كتمان صرخات فطرته الثائرة‪ ،‬فطرة تنادي بصوت اإلميان املستقر‬
‫ت ا ا‬
‫يل خلَلْق ا‬
‫الِل ﴾ الروم‪30:‬‬
‫داخل كل نفس فال ميكن إسكاته ‪ ﴿:‬فط َْر َ‬
‫الِل اليت فَطََر الن َ‬
‫ااس َعلَيْ َها َال تَ ْبد َ‬
‫حتما سيخرج عن سيطرة جالده ليهتف ًبحلقيقة اخلالدة‪ :‬حقيقة‬
‫ومهما طال كتمان هذا النداء الفطري‪ :‬فإنه ً‬
‫وجود مسبب هلذا الكون العظيم؛ هو الذي سواه من عدم وأنشأه يف أحسن تقومي وأدق تصميم‪ ،‬ذلكم اخلالق‬
‫هو "هللا" مبا له سبحانه من حكمة ًبلغة وحسن تدبري وقدرة ال حدود هلا‪.‬‬
‫ويف احلقيقة ال مينع امللحد من التصريح بوجود ربه سوى الكرب والتعايل‪ ،‬والعزة ًبإلُث‪ ،‬وحب التفرد والتميز؛ إنه‬
‫حاال منه‪ ،‬حيث أقدم "املسكني"‬
‫كاملنتحر الذي يضع ح ًدا حلياته حىت يلفت األنظار من حوله‪ ،‬بل هو أسوأ ً‬
‫على قتل ضمريه وإحساسه فهو يعاين أمل املوت قبل أن ميوت‪ ،‬أي أنه يف انتحار يومي مستمر يوجه فيه إىل‬
‫صدره طعنات مسمومة خبنجر العناد والتمرد‪.‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫ولذلك تراهم يطالبونك دائما أبمور مستحيلة يتهربون هبا ممن حياصرهم ًبحلجة ويكشف عوارهم وفساد‬
‫مذهبهم‪ ،‬فيقولون ‪" :‬أَرَان ا‬
‫الِلَ َج ْه َرةً" النساء‪ ، 153 :‬فيطالبونك بتحويل الغيبيات إىل مرئيات؛ وهذا عني اجلنب‬
‫اء َان ل َْوَال أُنْز َل َعلَيْ نَا ال َْم َالئ َكةُ أ َْو نَ َرى َربانَا لَ َقد‬
‫والفرار من سطوة احلق وصولته ‪َ ﴿:‬وقَ َ‬
‫ال الاذ َ‬
‫ين َال يَ ْر ُجو َن ل َق َ‬
‫ريا ﴾ الروم‪21:‬‬
‫استَك َ‬
‫ْ‬
‫ْربُوا يف أَنْ ُفسه ْم َو َعتَ ْوا عُتُ ًّوا َكب ً‬
‫فمصيبتهم ليست يف اجلهل وغياب الدليل‪ ،‬وإال هلان اخلطب وسهل إرجاعهم إىل اجلادة؛ ولكن األمر أخطر‬
‫بكثري‪ :‬فما يصدهم عن اهلدى بعد إذ جاءهم فكر معوج خمتل يرى العبودية هلل تل ًفا‪ ،‬واالستسالم له دانءة‬
‫ورجعية وس ًدا لباب العقل والتفكري والتقدم العلمي؛ فالدين يف نظرهم رمز الظالمية والتقهقر‪ ،‬وعنوان السذاجة‬
‫والتأخر‪ ،‬بينما اإلحلاد عندهم دليل التقدم والتحضر‪ ،‬ومظهر اليقظة الفكرية والتفوق الثقايف واحلضاري‪.‬‬
‫ولذلك فهم يفسرون حاجة اإلنسان الفطرية إىل اإلله أبهنا نتيجة لعجزه قدمي ًًا عن التحكم يف ظواهر الطبيعة‬
‫والكون وتفسريها بطريقة علمية‪ ،‬فيعرب عن خوفه وخضوعه لسيد هذا الكون بعبادته وتقدمي القرابني إليه؛ أما‬
‫وقد تطورت حياة البشر يف العصر األخري‪ ،‬فال يوجد مثة داع إىل ذلك "اإلله" بفضل التقدم اهلائل الذي أحرزه‬
‫العلم احلديث والذي أغَن يف نظرهم عنه‪ ،‬وًبلتايل يصبح وجوده ًبلنسبة إليهم جمرد فكرة ومهية‪ ،‬تعاىل هللا عما‬
‫كبريا‬
‫يقولون ًّ‬
‫علوا ً‬
‫ولكن اللغز الذي حري عقوهلم وزلزل كياهنم وجعل بعضهم يستيقظ ويرتاجع‪ :‬هو املوت؛ هذا احلدث الرهيب‬
‫املهيب الذي ال بد لكل حي من مالقاته‪ ،‬وال ميكن ألي أحد الفرار منه‪ ،‬فليبحثوا له عن تفسري‪ ،‬وليحاولوا‬
‫وج ُم َشيا َدةٍ ﴾ النساء‪ ﴿ 78 :‬قُ ْل إ ان‬
‫ت َول َْو ُكنْ تُ ْم يف بُ ُر ٍ‬
‫إجياد طريقة لإلفالت منه ‪ ﴿:‬أَيْ نَ َما تَ ُكونُوا يُ ْدرْك ُك ُم ال َْم ْو ُ‬
‫ت الاذي تَف ُّرو َن م ْنهُ فَإناهُ ُم َالقي ُك ْم ﴾ اجلمعة‪ 08:‬؛ وقد حتداهم هللا سبحانه ِبرجاع الروح قبيل خروجها من‬
‫ال َْم ْو َ‬
‫وهنَا‬
‫ني (‪ )86‬تَ ْرجعُ َ‬
‫ري َمدين َ‬
‫اجلسد حلظة االحتضار‪ ،‬حىت يبني هلم مدى ضعفهم وقلة حيلتهم‪ ﴿:‬فَلَ ْوَال إ ْن ُكنْ تُ ْم غَ ْ َ‬
‫ني (‪ ﴾( 87‬الواقعة ‪ .‬أي‪ :‬فإن كنتم َمقني يف دعواكم أنه ليس مثة حساب وال بعث‪ ،‬فأعيدوا‬
‫صادق َ‬
‫إ ْن ُك ْن تُ ْم َ‬
‫احلياة إىل من انتهى أجله‪ ،‬وامنعوا املوت من أخذ أرواحكم بغري إذنكم‪.‬‬
‫وقهرا‪ :‬لدليل قاطع على وجود قوة أعلى تستحيل مواجهتها والوقوف يف وجهها‪،‬‬
‫قسرا ً‬
‫إن حلول الوفاة عليكم ً‬
‫وليست إال قوة هللا جل جالله؛ إنه الرب القدير الذي تذل له رقاب املتكربين‪ ،‬وتنحين له جباه املتجربين‪ .‬فإن‬
‫كان العلو على هللا واجلحود به أمضى سالحكم‪ ،‬فلستم أشد من فرعون يف ذلكم‪ :‬فقد ادعى أنه الرب‬
‫‪- 33 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫س ُه ْم ظُل ًْما َوعُلًُّوا ﴾‬
‫األعلى‪ ،‬وطغى يف األرض وبغى‪ ،‬وكفر ِبايت موسى كلها ﴿ َو َج َح ُدوا هبَا َو ْ‬
‫استَ يْ َقنَ تْ َها أَنْ ُف ُ‬
‫النمل‪14:‬‬
‫مقبال عليه سوى أن يبوح ًبحلقيقة اليت لطاملا أخفاها‬
‫وبعد كل هذا الغي والبغي‪ ،‬مل ميلك فرعون حني رأى املوت ً‬
‫ت به‬
‫يف صدره‪ ،‬لعلها اليوم تنفعه أو جتزي عنه شيئًا ‪َ ﴿:‬ح اىت إذَا أَ ْد َرَكهُ الْغَ َر ُق قَ َ‬
‫آمنَ ْ‬
‫آم ْن ُ‬
‫ت أَناهُ َال إلَهَ إ اال الاذي َ‬
‫ال َ‬
‫ك‬
‫كثريا يف نطقها‪ ،‬وفات األوان على قوهلا ‪ ﴿:‬فَلَ ْم يَ ُ‬
‫يل َوأ ََان م َن ال ُْم ْسلم َ‬
‫ني ﴾ يونس‪ 90:‬ولكنه َتخر ً‬
‫بَنُو إ ْس َرائ َ‬
‫ْسنَا ﴾ غافر‪85:‬‬
‫يَنْ َفعُ ُه ْم إميَا ُهنُ ْم لَ اما َرأ َْوا َأب َ‬
‫أما إن كان سبب إحلادكم هو حب التميز واالختالف عن اآلخرين‪ ،‬ورغبتكم عن متابعة األنبياء واملرسلني‪،‬‬
‫ااس قَالُوا أَنُ ْؤم ُن َك َما‬
‫يل َهلُ ْم آمنُوا َك َما َ‬
‫آم َن الن ُ‬
‫فأنتم اجلهالء ح ًقا‪ ،‬والسفهاء صدقًا بنص القرآن الكرمي ‪َ ﴿:‬وإذَا ق َ‬
‫ا‬
‫يم إ اال َم ْن‬
‫الس َف َهاءُ أََال إ اهنُ ْم ُه ُم ُّ‬
‫آم َن ُّ‬
‫َ‬
‫الس َف َهاءُ َولَك ْن َال يَ ْعلَ ُمو َن ﴾ البقرة‪َ ﴿ ، 13:‬وَم ْن يَ ْرغَ ُ‬
‫ب َع ْن ملة إبْ َراه َ‬
‫َسفهَ نَ ْف َسهُ ﴾ البقرة‪130:‬‬
‫ني َولَك ان‬
‫ْم ْؤمن َ‬
‫ولتعلموا جي ًدا أن الرفعة والعلياء ليست لكم ولكن ملن آمن منكم ‪َ ﴿:‬و الِل الْع ازةُ َول َر ُسوله َولل ُ‬
‫ني ﴾ آل عمران‪139:‬‬
‫ني َال يَ ْعلَ ُمو َن ﴾ املنافقون‪َ ﴿ ، 08:‬وأَنْ تُ ُم ْاألَ ْعلَ ْو َن إ ْن ُكنْ تُ ْم ُم ْؤمن َ‬
‫ال ُْمنَافق َ‬
‫مستعمال يف ذلك وسائل تصل به إىل‬
‫إن هدف امللحد يف النهاية‪ :‬هو َماولة ايئسة إلخفاء احلقيقة الواضحة‪،‬‬
‫ً‬
‫متاما إىل أدىن األخالقيات والقيم اإلنسانية اليت يزعم أنه حامل‬
‫مستوى دينء يزدري فيه ًبلدين بشكل يفتقر ً‬
‫رايتها؛ فرتاه ميعن ويتمادى يف جرح مشاعر من خيالفه من املؤمنني‪ ،‬وتصوير معتقداهتم على أهنا محق واضح‬
‫وخرافة ساذجة؛ حىت إذا ما واجهته وقابلته ًبملثل وطعنت يف مسلماته الفكرية الكفرية رماك بوابل من التهم‬
‫املعلبة اجلاهزة‪ :‬متخلف‪ ،‬رجعي‪ ،‬ظالمي‪..‬‬
‫"كافرا"؛ إذ معَن الكفر يف اللغة هو‪ :‬السرت والتغطية‪ ،‬وذلك ما‬
‫لقد كان القرآن دقي ًقا ج ًدا حني مسى منكر اإلله‬
‫ً‬
‫َماوال طمسها وتغطيتها بيدين عاريتني‪.‬‬
‫متاما حني يعمد إىل أعظم حقيقة يف الوجود ً‬
‫يفعله امللحد ً‬
‫إنه يستخف بعقول الناس حني يظن أنه قادر على خداعهم وإيهامهم بزيفها وبطالهنا‪ ،‬فجعل من نفسه أضحوكة‬
‫اجلميع‪ ،‬وأًبن هلم عن جهله الفاحش وفكره السقيم‪.‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫فاحرتم نفسك أيها امللحد وارمحها‪ ،‬وكفاك ما سببت هلا من خزي وعار‪ ،‬واحذر أن تكون ممن قال ربك فيهم ‪:‬‬
‫﴿ َو ُه ْم يَنْ َه ْو َن َعنْهُ َويَنْأ َْو َن َعنْهُ َوإ ْن يُ ْهل ُكو َن إ اال أَنْ ُف َس ُه ْم َوَما يَ ْشعُ ُرو َن ﴾ األنعام‪ ، 26:‬فاحلملة املسعورة اليت‬
‫تشنها أنت وقومك على الدين سيف يرتد إليك فتهلك به‪ ،‬فأنت جمرد ساتر للحق انصر للباطل‪ ،‬ولست‬
‫صاحب قضية كما تدعي‪.‬‬
‫ويف حربك هذه أنت اخلاسر األكرب‪ :‬اخليبة واهلزمية نصيبك املقسوم‪ ،‬ومصريك احملتوم‪.‬‬
‫وإليك يرجع القرار يف النهاية فارجع ألصلك ودينك؛ فهذه دعوة من القلب صادرة لتعيد حساًبتك من جديد‪،‬‬
‫فأنت مل تقدر خماطر اعتناقك لإلحلاد بشكل صحيح‪.‬‬
‫إن الكربايء والغطرسة اليت حتملها "األان" يف طياهتا هي ما يعمي البصرية وجيعلنا نتمسك ًبخلطأ مع علمنا أبنه‬
‫خطأ؛ أما حني نتجرد من تلك النوازع األاننية الشريرة‪ :‬حينئذ فقط نسمح للحقيقة ًبلدخول‪.‬‬
‫املصدر‪:‬‬
‫(وموعظة للملحدين‪ /‬زكرايء أبو حيىي‪ /‬موقع األلوكة)‬
‫‪- 35 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪ .10‬بعض شبهات امللحدين والرد عليها‬
‫شبهات أهل اإلحلاد ما هي إال أقوال بال دليل صحيح‪ ،‬وادعاءات بال مستند راجح‪ ،‬ورغم ضعفها وبطالهنا‬
‫فإهنا قد تؤثر يف بعض املسلمني؛ لقلة العلم‪ ،‬وازدايد اجلهل ًبل ّدين؛ ولذلك كان ال بد من كشف شبهات‬
‫ومغالطات ودعاوى أهل اإلحلاد؛ شبهة تلو األخرى‪ ،‬ومغالطة تلو املغالطة‪ ،‬ودعوى تلو الدعوى؛ حىت ال ينخدع‬
‫أح ٌد بكالمهم و ُشبَههم ‪ .‬د‪ .‬ربيع أمحد‪ /‬موقع األلوكة‬
‫ومن هذه الشبهات على سبيل املثال ال احلصر‪-:‬‬
‫شبهة‪ :‬إنكار وجود هللا‬
‫نعيش يف ٍ‬
‫زمان كثرت فيه الفنت‪ ،‬ومن أخطر هذه الفنت‪ :‬ظهور طائفة من الناس يف الدول اإلسالمية ينكرون‬
‫وجود هللا تعاىل‪ ،‬ويسندون ما حيدث يف هذا الكون إىل الطبيعة‪ ،‬أو إىل الصدفة‪ ،‬وجيهرون بذكر أدلتهم الواهية‬
‫ضعف عقيدة توحيد هللا تعاىل عند بعض‬
‫الباطلة على إنكار وجود اخلالق العظيم يف وسائل اإلعالم‪ ،‬مستغلّني‬
‫َ‬
‫املسلمني ‪" .‬الرد العلمي على من ينكر وجود هللا تعاىل‪ /‬الشيخ صالح جنيب الدق‪ /‬موقع األلوكة "‬
‫الرد على هذه الشبهة‪:-‬‬
‫أدلة وجود هللا واضحة ملن َتملها وال حتتاج لكثرة حبث وطول نظر‪ ،‬وعند التأمل جند أهنا تنقسم إىل ثالثة أنواع‪:‬‬
‫األدلة الفطرية‪ ،‬واألدلة احلسية ‪ ،‬واألدلة الشرعية ‪ ،‬وسوف تتضح لك ِبذن هللا تعاىل‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬األدلة الفطرية‪:‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمني‪" :‬داللة الفطرة على وجود هللا أقوى من كل دليل ملن مل جتتله الشياطني‪ ،‬وهلذا قال هللا‬
‫ت ا ا‬
‫ك لل ّدين َحني ًفا " فالفطرة‬
‫ااس َعلَيْ َها " الروم‪ ، 30:‬بعد قوله ‪" :‬فَأَق ْم َو ْج َه َ‬
‫تعاىل "فط َْر َ‬
‫الِل اليت فَطََر الن َ‬
‫السليمة تشهد بوجود هللا وال ميكن أن يعدل عن هذه الفطرة إال من اجتالته الشياطني‪ ،‬ومن اجتالته الشياطني‬
‫فقد مينع هذا الدليل" [انتهى من شرح السفارينية]‬
‫‪- 36 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫رًب وخال ًقا ويشعر ًبحلاجة إليه وإذا وقع يف ورطة عظيمة اجتهت يداه‬
‫حيس من تلقاء نفسه أ ّن له ً‬
‫فإن كل إنسان ّ‬
‫وعيناه وقلبه إىل السماء يطلب الغوث من ربه‪.‬‬
‫األدلة احلسية‪:‬‬
‫وجود احلوادث الكونية‪ ،‬وذلك أن العامل من حولنا البد وأن حتصل فيه حوادث فمن أول تلك احلوادث حادثة‬
‫اخللق‪ ،‬خلق األشياء‪ ،‬كل األشياء من شجر وحجر وبشر وأرض ومساء وحبار وأهنار ‪ ،‬فإن قيل هذه احلوادث‬
‫وغريها كثري من الذي أوجدها وقام عليها؟‬
‫فاجلواب‪ :‬إما أن تكون وجدت هكذا صدفة من غري سبب يدعو لذلك فيكون حينها ال أحد يعلم كيف‬
‫وجدت هذه األشياء هذا احتمال‪ ،‬وهناك احتمال آخر وهو أن تكون هذه األشياء أوجدت نفسها وقامت‬
‫بشؤوهنا‪ ,‬وهناك احتمال اثلث وهو أن هلا موج ًدا أوجدها وخال ًقا خلقها‪ ،‬وعند النظر يف هذه االحتماالت‬
‫الثالث جند أنه يتعذر ويستحيل األول والثاين فإذا تعذر األول والثاين لزم أن يكون الثالث هو الصحيح‬
‫الواضح وهو أن هلا خال ًقا خلقها وهو هللا‪ ،‬وهذا ما جاء ذكره يف القرآن الكرمي قال هللا تعاىل‪" :‬أ َْم ُخل ُقوا م ْن‬
‫ض ۚ بَل اال يُوقنُو َن" الطور ‪.36 :35‬‬
‫غَ ْري َش ْي ٍء أَ ْم ُه ُم ْ‬
‫اخلَال ُقو َن * أ َْم َخلَ ُقوا ال ا‬
‫س َم َاوات َو ْاأل َْر َ‬
‫ُث هذه املخلوقات العظيمة منذ مىت وهي موجودة ؟ كل هذه السنني من الذي كتب هلا البقاء يف هذه الدنيا‬
‫وأمدها أبسباب البقاء ؟‬
‫اجلواب هو هللا‪ ،‬أعطى كل شيء ما يصلحه ويؤمن بقاءه‪ ،‬أال ترى ذلك النبات األخضر اجلميل إذا قطع هللا عنه‬
‫ايبسا وكل شئ إذا َتملته وجدته متعل ًقا ًبهلل‪ ،‬فلوال هللا ما بقيت‬
‫املاء هل ميكن أن يعيش؟ كال بل يكون ً‬
‫حطاما ً‬
‫األشياء‪.‬‬
‫ُث إصالح هللا هلذه األشياء‪ ،‬كل شيء ملا يناسبه؛ فاإلبل مثالً للركوب‪ ،‬قال هللا تعاىل ‪" :‬أ ََوَملْ يَ َرْوا أَ اان َخلَ ْقنَا َهلُم ّمماا‬
‫وهبُ ْم َوم ْن َها َأيْ ُكلُو َن" [يس ‪ ]72 :71‬انظر إىل‬
‫اها َهلُ ْم فَم ْن َها َرُك ُ‬
‫َعملَ ْ‬
‫ت أَيْدينَا أَنْ َع ًاما فَ ُه ْم َهلَا َمال ُكو َن * َوذَلالْنَ َ‬
‫اإلبل كيف خلقها هللا قوية مستوية الظهر لكي تكون مهيئة للركوب وحتمل املشاق الصعبة اليت ال يتحمله من‬
‫احليواانت غريها‪.‬‬
‫وهكذا إذا قلبت طرفك يف املخلوقات وجدهتا متناسبة مع ما خلقت من أجله فسبحان هللا تعاىل‪.‬‬
‫ومن أمثلة األدلة احلسية‪:‬‬
‫النوازل اليت تنزل ألسباب دالة على وجود اخلالق مثل دعاء هللا ُث استجابة هللا للدعاء دليل على وجود هللا‪،‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمني ‪" :‬ملا دعا النيب‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أن يغيث اخللق‪ ،‬قال اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم أغثنا‪،‬‬
‫ُث نشأ السحاب‪ ،‬وأمطر قبل أن ينزل من املنرب‪ ،‬هذا يدل على وجود اخلالق ‪ ".‬انتهى من شرح السفارينية"‪.‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫األدلة الشرعية‪-:‬‬
‫وجود الشرائع‪ ,‬قال الشيخ ابن عثيمني‪:‬‬
‫" مجيع الشرائع دالة على وجود اخلالق وعلى كمال علمه وحكمته ورمحته ألن هذه الشرائع البد هلا من مشرع‬
‫واملشرع هو هللا عز وجل"‪ .‬انتهى من شرح السفارينية‬
‫املصدر‪[ :‬األدلة على وجود هللا واحلكمة من خلق العباد ‪ /‬اإلسالم سؤال وجواب]‬
‫شبهة ‪:‬ملاذا خلقنا هللا؟‬
‫ت ا ْجل ان‬
‫ابني احلق سبحانه وتعاىل الغاية الكربى اليت من أجلها خلَق اجلن واإلنس؛ فقال سبحانه‪َ ﴿ :‬وَما َخلَ ْق ُ‬
‫اخلالق فهو‬
‫اخلالق فله احلق أن يُعبَد‪ ،‬إذا كان هللا هو‬
‫س إ اال ليَ ْعبُ ُدون ﴾الذارايت‪ ،56 :‬وإذا كان هللا هو‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َو ْاإلنْ َ‬
‫ااس ا ْعبُ ُدوا َربا ُك ُم الاذي‬
‫املستحق للعبادة‪ ،‬وَنن نعبد هللا؛ ألنه خلقنا َ‬
‫وأمران أن نعبده؛ قال تعاىل‪َ ﴿ :‬اي أَيُّ َها الن ُ‬
‫ين م ْن قَ ْبل ُك ْم ل ََعلا ُك ْم تَ تا ُقو َن ﴾ البقرة‪.21 :‬‬
‫َخلَ َق ُك ْم َوالاذ َ‬
‫املصدر‪[ :‬اإلجابة على أسئلة املالحدة حول الغاية من اخللق ‪ /‬د‪ .‬ربيع أمحد‪ /‬موفع األلوكة]‪.‬‬
‫شبهة‪ :‬ملاذا يريد هللا منا أن نعبده؟ أحيتاج إىل عبادتنا؟‬
‫قائال ‪ :‬ملاذا تريد مين اي أهلل أن أعبدك؟ أحتتاج إىل عباديت؟ كالعبد الذي يعرتض على‬
‫إن من يعرتض على هللا ً‬
‫سيده وقد أمره بشيء‪ ،‬فقال له‪ :‬سيدي‪ ،‬ملاذا تريد مين أن أفعل ما َتمرين به؟ أحتتاج إىل ذلك؟ وهذا خطأ‪،‬‬
‫ووجه اخلطأ يف ذلك‪ :‬أن العبد ليس له أن يسأل هذا السؤال؛ ألنه عب ٌد لسيده‪ ،‬وهل يُع َقل أن حياكم العب ُد‬
‫سيده؟! وَنن عبيد هلل‪ ،‬فكيف لنا أن َناكمه؟! هذه واحدة‪.‬‬
‫واألمر اآلخر‪ :‬هذا السؤال نفسه مبين على مغالطة‪ ،‬أن كل أمر أيمر به السيد عبده حيتاجه السيد من العبد‪،‬‬
‫اختبارا من السيد لعبده‪ ،‬وقد يكون األمر تشري ًفا للعبد بفعل شيء جدي ٍر‬
‫صحيحا؛ فقد يكون األمر‬
‫وهذا ليس‬
‫ً‬
‫ً‬
‫أن يفعله‪ ،‬وقد يكون األمر حملبة السيد أن يرى امتثال عبده له وطاعته له‪ ،‬وقد أيمر السيد عبده بشيء إذا فعله‬
‫رفع منزلته عنده‪ ،‬وأفاض عليه بعطااي عظيمة‪ ،‬وهلل املثل األعلى‪.‬‬
‫وهللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬خلقنا لنعبده‪ ،‬ويف عبادته سبحانه صالحنا وسعادتنا يف الدارين؛ دار الدنيا ودار اآلخرة‪،‬‬
‫فنحن الذين َنتاج إىل عبادته‪ ،‬وَنن من ننتفع بعبادته‪ ،‬فأمره لنا ًبلعبادة من حبه لنا‪ ،‬ومن فضله وكرمه علينا‪.‬‬
‫املصدر‪[ :‬اإلجابة على أسئلة املالحدة حول الغاية من اخللق ‪ /‬د‪ .‬ربيع أمحد‪ /‬موقع األلوكة]‪.‬‬
‫‪- 38 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫شبهة ‪:‬ملاذا مل تستأذن مين اي أهلل قبل أن تلُقين؟‬
‫قائال‪ :‬ملاذا مل تستأذن مين اي أهلل قبل أن تلقين؟ كالعبد الذي يعرتض على سيد اشرتاه‬
‫إن من يعرتض على هللا ً‬
‫فقال له‪ :‬ملاذا مل تستأذن مين قبل أن تشرتيين؟ وهذا خطأ‪ ،‬ووجه اخلطأ يف ذلك‪ :‬أن العبد ليس له أن يسأل هذا‬
‫السؤال؛ ألنه عب ٌد مملوك ال اختيار له مع اختيار سيّده ومالكه‪.‬‬
‫قائال‪ :‬ملاذا مل تستأذن مين اي أهلل قبل أن تلقين؟ كاالبن الذي يعرتض على أمه قائالً‪ :‬ملاذا‬
‫ومن يعرتض على هللا ً‬
‫السخف والغلط‪.‬‬
‫مل تستأذنيين اي أمي قبل أن تلديين؟ وال خيفى ما يف هذا االعرتاض من ُّ‬
‫وال شك أن الوجود بعد العدم خري‪ ،‬ووجود اإلنسان يف هذا الكون ومتتعه ًبحلياة خري‪ ،‬وفعل اخلري ال حيتاج إىل‬
‫شخصا‬
‫شخصا يستأذن‬
‫استئذان‪ ،‬أرأيت ًّأما تستأذن رضيعها لتغذيه؟! أرأيت ًأًب يستأذن ابنه كي يربيه؟! أرأيت‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ماال؟! وهلل املثل األعلى؛ فقد خلَق اإلنسان يف هذه احلياة‬
‫فقريا كي يعطيه ً‬
‫كي ينقذه؟! أرأيت غنيًّا يستأذن ً‬
‫قائال‪ :‬هل استأذنتين اي‬
‫وبدال من أن يشكره اإلنسان على َخلقه له يتبجح ً‬
‫الدنيا‪ ،‬وجعله كائنًا بعد أن مل يكن‪ً ،‬‬
‫أهلل قبل أن تلقين؟! منطق معكوس‪.‬‬
‫املصدر‪[ :‬اإلجابة على أسئلة املالحدة حول الغاية من اخللق ‪ /‬د‪ .‬ربيع أمحد‪ /‬موقع األلوكة]‪.‬‬
‫شبهة‪ :‬ملاذا مل خيلُق هللا كل البشر صاحلني؟‬
‫فلم مل خيلقنا كلنا طائعني صاحلني؟!‬
‫يتساءل املالحدة يف دهشة‪ :‬إذا كان هللا حيبنا‪ ،‬وحيب أن نعبده‪َ ،‬‬
‫َل َع اما‬
‫واجلواب‪ :‬أن هللا هو مالك البشر‪ ،‬واملالك يتصرف يف ُملكه مبا شاء وكيف شاء؛ قال تعاىل‪َ ﴿ :‬ال يُ ْسأ ُ‬
‫ْق َو ْاأل َْم ُر تَ بَ َار َك ا‬
‫ني ﴾ األعراف‪:‬‬
‫يَ ْف َعلُ َو ُه ْم يُ ْسأَلُو َن ﴾ األنبياء‪ ، 23 :‬وقال تعاىل‪ ﴿ :‬أََال لَهُ ْ‬
‫الِلُ َر ُّ‬
‫اخلَل ُ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬
‫‪54‬‬
‫وحر يف اختيار طريق النور وطريق الظالم‪ ،‬وحر يف اختيار‬
‫حر يف اختيار طريق اخلري وطريق الشر‪ٌّ ،‬‬
‫واإلنسان ٌّ‬
‫ورا ﴾ اإلنسان‪ ،3 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫طريق اإلميان وطريق الكفر؛ قال تعاىل ‪ ﴿:‬إ اان َه َديْنَاهُ ال ا‬
‫يل إ اما َشاك ًرا َوإ اما َك ُف ً‬
‫سب َ‬
‫ك‬
‫اء َربُّ َ‬
‫اء فَلْيَ ْك ُف ْر ﴾ [الكهف‪ ،]29 :‬وقال تعاىل ‪َ ﴿:‬ول َْو َش َ‬
‫اء فَلْيُ ْؤم ْن َوَم ْن َش َ‬
‫﴿ َوقُل ا ْحلَ ُّق م ْن َربّ ُك ْم فَ َم ْن َش َ‬
‫حرا‪،‬‬
‫ني ﴾ [يونس‪ ،]99 :‬وما دام اإلنسان ًّ‬
‫َآل َم َن َم ْن يف ْاأل َْرض ُكلُّ ُه ْم َمج ًيعا أَفَأَنْ َ‬
‫ااس َح اىت يَ ُكونُوا ُم ْؤمن َ‬
‫ت تُكْرهُ الن َ‬
‫فاختياره قد يكون حجة له‪ ،‬أو حجة عليه‪.‬‬
‫جمرب على اإلميان أو الكفر‪ ،‬وهللا حكيم يف أفعاله؛‬
‫غري َ‬
‫وقد اقتضت حكمةُ هللا أن يكون اإلنسان ح ار اإلرادة‪َ ،‬‬
‫فكل فعل يفعله له حكمة‪ ،‬عرفناها أو مل نعرفها؛ قال تعاىل‪َ ﴿ :‬و ا‬
‫يم ﴾ [النساء‪ ،]26 :‬وقال‬
‫يم َحك ٌ‬
‫الِلُ َعل ٌ‬
‫‪- 39 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫اخلَبريُ ﴾ [األنعام‪ ،]18 :‬وقال تعاىل‪َ ﴿ :‬وإ ان ا‬
‫الِلَ َهلَُو ال َْعز ُيز‬
‫يم ْ‬
‫تعاىل‪َ ﴿ :‬و ُه َو الْ َقاه ُر فَ ْو َق عبَاده َو ُه َو ا ْحلَك ُ‬
‫يم ﴾ [آل عمران‪.]62 :‬‬
‫ا ْحلَك ُ‬
‫وحرية اختيار اإلنسان َم ْيزة قد ميزه هللا هبا عن كثري من املخلوقات؛ فليس اإلنسان كاحليوان أو اجلماد‪ ،‬بل‬
‫مجيعا طائعني مؤمنني هو يف احلقيقة يعرتض على‬
‫ومن يعرتض على عدم جعل الناس ً‬
‫اإلنسان يُطيع هللاَ ًبختياره‪َ ،‬‬
‫مسريا‪ ،‬هو يف احلقيقة يعرتض على امليزة اليت متيز هبا اإلنسان عن احليوان وعن اجلماد‬
‫خمريا ال ً‬
‫جعل اإلنسان ً‬
‫ث‬
‫ولو جعل هللاُ مجيع الناس طائعني صاحلني عابدين له‪ ،‬لرمبا ظُ ان أنه حيتاج لعبادهتم وبوجود الطاعة واملعصية حي ُد ُ‬
‫التدافع بني اخلري والشر‪ ،‬وحيدث التدافع بني احلق والباطل‪ ،‬وحيدث التدافع بني الكفر واإلميان‪ ،‬وتظهر حالوةُ‬
‫بح املعصية ما عُرف ُحسن الطاعة‪،‬‬
‫الطاعة ومرارة املعصية‪ ،‬وتظهر حالوة التوبة ومرارة ُّ‬
‫التمرد والعصيان‪ ،‬ولوال قُ ُ‬
‫ولوال وجود العصاة ما عُرف نعمة اهلداية‪ ،‬ولوال اقرتاف املعاصي ما عرف نعمة التوبة‪ ،‬والضد يُظهر ُحسنَه‬
‫الضدُّ‪ ،‬وبضدها تتميز األشياء‪.‬‬
‫املصدر‪[ :‬اإلجابة على أسئلة املالحدة حول الغاية من اخللق ‪ /‬د‪ .‬ربيع أمحد‪ /‬موقع األلوكة]‪.‬‬
‫شبهة‪ :‬إذا كانت عبادتنا ال تفيد هللا شيئًا‪ ،‬فهل خلَقنا ليعبث بنا؟‬
‫مبين على‬
‫يتساءل املالحدة يف دهشة‪ :‬إذا كانت عبادتنا ال تفيد هللا شيئًا‪ ،‬فهل خلَقنا ليعبث بنا؟ وهذا السؤال ٌّ‬
‫مغالطة‪ ،‬مبناها‪ :‬أننا ما دمنا ال ندرك احلكمة من أمر هللا لنا ًبلعبادة‪ ،‬فال حكمة‪ ،‬واألمر عبَث‪ ،‬وهذا الكالم‬
‫غريُ صحيح؛ إذ كثري من األمور ال ندرك حكمتها‪ ،‬وكوننا ال ندرك حكمتها ليس معناه أن ال يوجد حكمة؛ إذ‬
‫علمنا قاصر‪ ،‬وليس معَن عدم العلم العدم‪.‬‬
‫والواحد منا قد ال يدرك احلكمة من فعل شخص شيئًا من األشياء‪ ،‬وهو مثله يف البشرية‪ ،‬ومع ذلك ال يستطيع‬
‫عبقراي من العباقرة‪ ،‬أو عال ًما من العلماء؟! وكيف لو كان‬
‫أن يقول‪ :‬أن ال حكمة يف فعله‪ ،‬فكيف لو كان‬
‫ًّ‬
‫خالق العباقرة والعلماء ومجيع البشر؟!‬
‫الفاعل هو َ‬
‫ف عن أن يفعل شيئًا عبَ ثًا‪ ،‬ويستنكر على من يفعل شيئًا بال هدف‪ ،‬فكيف ننسب ذلك‬
‫والواحد منا يتع اف ُ‬
‫للخالق؟!‬
‫املصدر‪[ :‬اإلجابة على أسئلة املالحدة حول الغاية من اخللق ‪ /‬د‪ .‬ربيع أمحد‪ /‬موقع األلوكة]‪.‬‬
‫شبهة‪ :‬ملاذا مل تدخلنا اي أهلل اجلنة دون املرور ًبلدنيا؟‬
‫‪- 40 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫يقول املالحدة‪ :‬أنتم أيها املؤمنون تزعمون أن هللا خلقنا لننعم يف اآلخرة ًبجلنة‪ ،‬فلماذا مل يدخلنا اجلنة دون‬
‫املرور ًبلدنيا؟ واجلواب‪ :‬أن هللا هو مالك البشر‪ ،‬واملالك يتصرف يف ملكه مبا شاء وكيف شاء؛ قال تعاىل‪َ ﴿ :‬ال‬
‫ْق َو ْاأل َْم ُر تَ بَ َار َك ا‬
‫ني ﴾‬
‫َل َع اما يَ ْف َعلُ َو ُه ْم يُ ْسأَلُو َن ﴾ [األنبياء‪ ،]23 :‬وقال تعاىل‪ ﴿ :‬أََال لَهُ ْ‬
‫يُ ْسأ ُ‬
‫الِلُ َر ُّ‬
‫اخلَل ُ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬
‫[األعراف‪.]54 :‬‬
‫وهللا حكيم يف أفعاله؛ فكل فعل يفعله له حكمة‪ ،‬عرفناها أو مل نعرفها؛ قال تعاىل‪َ ﴿ :‬و ا‬
‫يم ﴾‬
‫يم َحك ٌ‬
‫الِلُ َعل ٌ‬
‫اخلَبريُ ﴾ [األنعام‪ ،]18:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫يم ْ‬
‫[النساء‪ ،]26 :‬وقال تعاىل‪َ ﴿ :‬و ُه َو الْ َقاه ُر فَ ْو َق عبَاده َو ُه َو ا ْحلَك ُ‬
‫َوإ ان ا‬
‫يم ﴾ [آل عمران‪.]62 :‬‬
‫الِلَ َهلَُو ال َْعز ُيز ا ْحلَك ُ‬
‫تبني َمن يستحق دخول اجلنة منهم ممن ال يستحق‪ ،‬وتبني املؤمن من‬
‫وقد جعل هللا الدنيا دار اختبار للبشر‪ّ ،‬‬
‫علم شهادة بعد أن‬
‫الكافر‪ ،‬وتبني الصاحل من الطاحل‪ ،‬مما هو معلوم هلل قبل ظهوره يف احلاضر والواقع‪ ،‬فيكون َ‬
‫علم غيب‬
‫كان َ‬
‫وليس من العدل التسويةُ بني الصاحل والطاحل‪ ،‬وليس من العدل التسوية بني املؤمن به والكافر به؛ قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ف َحتْ ُك ُمو َن ﴾ [القلم‪ ،]36 ،35 :‬وقال تعاىل‪ ﴿ :‬أَفَ َم ْن َكا َن ُم ْؤمنًا‬
‫ني * َما لَ ُك ْم َك ْي َ‬
‫ني َكال ُْم ْجرم َ‬
‫أَفَ نَ ْج َعلُ ال ُْم ْسلم َ‬
‫َك َم ْن َكا َن فَاس ًقا َال يَ ْستَ ُوو َن ﴾ [السجدة‪.]18 :‬‬
‫تساوي املدرسة أو الكلية بني الطالب الذي يذاكر والذي ال يذاكر‪ ،‬وال‬
‫وإذا كان الواحد منا ال يرضى أن‬
‫َ‬
‫يرضى أن تساوي املدرسة أو الكلية بني الطالب الناجح النابيه والطالب الفاشل الكسول‪ ،‬فكيف ًبخلالق العادل‬
‫الذي ال يظلم مثقال ذرة؟! أنعتقد أنه يساوي بني املؤمن والكافر‪ ،‬أو يساوي بني الطائع والعاصي يوم القيامة؟!‬
‫املصدر‪[ :‬اإلجابة على أسئلة املالحدة حول الغاية من اخللق ‪ /‬د‪ .‬ربيع أمحد‪ /‬موقع األلوكة]‪.‬‬
‫شبهة تغيري األحكام والدعوى أهنا دليل على أن القرآن من عند غري هللا‬
‫َنن سنرد عليها كلها دفعة واحدة من ضعف هذه الشبهات من وجه واحد فقط‪ ،‬هناك ردود أطول من عدة‬
‫أوجه لكن لنختصر املوضوع‪:‬‬
‫صاب ُرو َن يَغْلبُوا مائَ تَ ْني ۚ َوإن يَ ُكن ّمن ُكم ّمائَةٌ يَغْلبُوا‬
‫شبهة تغري أحكام اخلمر ‪ ,‬شبهة ( إن يَ ُكن ّمن ُك ْم ع ْش ُرو َن َ‬
‫ف ا‬
‫صاب َرةٌ يَغْلبُوا مائَ تَ ْني‬
‫ين َك َف ُروا… ْاآل َن َخ اف َ‬
‫الِلُ َعن ُك ْم َو َعل َم أَ ان في ُك ْم َ‬
‫ض ْع ًفا ۚ فَإن يَ ُكن ّمن ُكم ّمائَةٌ َ‬
‫أَلًْفا ّم َن الاذ َ‬
‫ْف يَغْلبُوا أَلَْف ْني ) وشبهة مخسمئة صالة ومن ُث مخس صلوات‪ ،‬وشبهة أن الجيوز اجلماع‬
‫ۚ َوإن يَ ُكن ّمن ُك ْم أَل ٌ‬
‫كل رمضان وأصبح مباح يف ليلة الصيام‪.‬‬
‫وتدور الشبهة حول أال يعلم هللا الناس ويعرفهم حىت يغري وهل هي جتربة أيمر أمر ومن ُث يغريه‬
‫الرد على السابق‪:‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫هللا يعلم طبيعة البشر ألنه خالقهم ومن طبيعة البشر أن ال يشعر ًبلنعمة إال بعد زوال الكرب فأنت لن حتس‬
‫بقيمة مالك إذا كنت غين منذ والدتك حىت موتك وإمنا ستحس قيمة مالك إذا كنت فقري واغتنيت هذه طبيعة‬
‫بشرية حىت هذا األسلوب يستعمله بعض املعلمني يفرضون فرض على الطالب كثري ومن ُث خيفف فيشعر‬
‫الطالب بقيمة حل الفرض املنزيل‪ ،‬إذن طبيعة البشر لو فرض عليها مباشرة مخس صلوات لسئلوا ملاذا مخسة‬
‫لتكن أربعة ولو أعطوا لوصل وا لصالة واحدة ومن ُث قالوا هي صالة لن تؤثر يعين لو مت التساهل مع النفس‬
‫البشرية لطلبت الرخص ولتواكلت على غريها‪ ،‬فلن تشعر بنعمة هللا عليك ما مل تذوق الشدة‪ ،‬فقد ذكر هللا‬
‫قصص كثرية ليست لغرض القصص وإمنا للعربة عن أقوام أنعم هللا عليهم وأعطاهم فكفروا‪ ،‬ومن هذه القصص‬
‫جهرا‪ ،‬وهذه القصة‬
‫قوم سيدان موسى إذ كانوا كلما سئلوا شيئًا أعطاهم هللا إايه فتمادوا حىت طلبوا أن يروا هللا ً‬
‫دائما ستنسى وجتف ووجب تذكريها ًبلشدائد‪ ،‬فعندما تتهاون نفس‬
‫لتعرف أن النفس البشرية إذا تعرضت للنعم ً‬
‫الشخص ًبلصالة يتذكر أن الصالة كانت مخسمئة صالة وهللا خفف علينا إىل مخسة‪ ،‬هذه نعمة منه وفضل‬
‫علي فال تتهاون نفسي‪.‬‬
‫وكذلك موضوع القتال‪ ،‬كان القتال كل شخص إذا كان مقابل له عشرة يقاتل الجيوز ترك القتال وبعد ذلك‬
‫خفف واحد الثنني‬
‫س على ذلك كل األحكام لو نزلت يف احلكم األخري لتململت النفس البشرية وطلبت األقل ولدينا يف قصة‬
‫وق ْ‬
‫بين اسرائيل عرب‪.‬‬
‫طبعا هذا الرد رد بسيط ووجه واحد من الردود وهناك املزيد لكل شبهة رد طويل لكن لن نطيل فاآلن‬
‫تنويه ‪ً :‬‬
‫خناطب العقل واملنطق؛ ألن العقل واملنطق يقول تعامل مع النفس البشرية كما جيب أن تتعامل والتعطيها فتتمرد‬
‫والمتنعها فتفجر‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬موسوعة الرد على الشبهات‬
‫شبهة‪ :‬إدعاء امللحد أن الدين سبب الشرور يف العامل‬
‫الرد‪:‬‬
‫عاشت البشرية مع دايانت التوحيد آالف السنني‪ ،‬ومع الدايانت اإلبراهيمية الثالث الكربى أربعة آالف سنة‪،‬‬
‫يما أخالقية عليا يتفق عليها‬
‫خطرا‬
‫مباشرا على اجلنس البشري بل قدمت للبشرية ق ً‬
‫ً‬
‫ومل متثل هذه الدايانت ً‬
‫‪- 42 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫املؤمن وامللحد وأسست حلضارات أصيلة بل ميكن أن نزعم أن كل خري يف األرض هو من آاثر تلك النبوات‪،‬‬
‫يف حني أن قرن واحد اقرتبت فيه بعض الدول من اإلحلاد كانت البشرية كلها على شفري هالك!‬
‫ُث أييت اآلن هؤالء املالحدة وحيدثوان عن خطر الدين على البشرية‪ ،‬وعن ضرورة التخلص منه!‬
‫صراحةً ال أعرف احلل األمثل مع هؤالء‪.‬‬
‫اعا للبشرية كلها من اإلحلاد‪،‬‬
‫منهجا وأخطر إفز ً‬
‫بؤسا وأحقر ً‬
‫اي أيها املالحدة! مل يعرف التاريخ البشري دينًا أشد ً‬
‫فلم تكن مذابح الكوالج يف اإلحتاد السوفييت السابق على يد امللحد ستالني وقبله لينني‪ ،‬وإًبدة األقليات األثنية‬
‫يف أملانيا النازية‪ ،‬وتفريغ ربع كمبوداي من البشر على يد امللحد ‪ ، Pol Pot‬وقتل ‪ 52‬مليون صيين يف الثورة‬
‫الثقافية الكربى على يد امللحد ماو تسي تونج ‪ ، Mao Zedong‬وظهور رابطة امللحدين العسكرية‬
‫‪League of Militant Atheists‬يف أورًب واليت أغلقت رمسيًا ‪ 42‬ألف مؤسسة دينية –كنائس‬
‫ومساجد‪ ،-‬وقتلت عشرات اآلالف من املتدينني‪ ،‬إال إفرازات إحلادية صرفة‪.‬‬
‫بل إن احلرًبن العامليتان األوىل والثانية كانتا حروب علمانية –علمانية‪ ،‬حتكمهما تصورات إحلادية لألجناس‬
‫كال من‬
‫البشرية وخرافات السعي َنو النقاء العرقي فكانت النتيجة إًبدة قرابة ‪ %5‬من سكان العامل وأرجعت ً‬
‫بدال من متثال اجلندي اجملهول‬
‫املنتصر واملهزوم ثلث قرن إىل الوراء‪ ،‬وقام الفالسفة بوضع مبولة يف وسط ًبريس ً‬
‫كنايةً عن هناية احلضارة‪.‬‬
‫وخلفت املعارك اإلحلادية ترساانت من األسلحة النووية تكفي إلزالة اجلنس البشري كله مرات عديدة‪.‬‬
‫إن قراءة بسيطة حلروب القرن العشرين تُظهر مدى بؤس اإلحلاد‪.‬‬
‫ولذا مل ينتهي القرن العشرين إال برتاجع اإلحلاد وأضحى رمسيًا ال يتجاوز معتنقوه أكثر من ‪ %2‬من سكان العامل‬
‫‪atheists 2.01% .‬‬
‫ومل تبق دولة تعلن أهنا ملحدة إال اجملنونة كوراي الشمالية ‪North Korea is officially only‬‬
‫‪ atheist state‬اليت يتم اإلعدام الفوري فيها لكل صاحب داينة وكل حامل كتاب مقدس وكل مستمع‬
‫لربامج كوراي اجلنوبية‪.‬‬
‫لقد ا‬
‫خلف اإلحلاد ورائه فكرة أن زوال اجلنس البشري يف أية معركة قادمة هي فكرة قائمة‪ ،‬هذا هو اإلفراز الذي‬
‫حكرا على اإلحلاد وامللحدين‪.‬‬
‫ميكن أن جنعله ً‬
‫املصدر‪ :‬موسوعة الرد على الشبهات‬
‫شبهة‪ :‬إدعاء امللحد أن اإلحلاد خيلو من القيادات املتعالية على النقد‪.‬‬
‫الرد‪:‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫ويف واقع األمر فإن زايرة واحدة لدولة كوراي الشمالية ُحتول هذه الدعوى إىل هشيم تذروه الرايح‪ ،‬يكفي أن‬
‫تشاهد إعادة تنصيب كيم جونج أون رئيس كوراي الشمالية‪ -‬الدولة الوحيدة امللحدة على وجه األرض‬
‫‪ ،Atheism State‬و كيم جونج أون ًبًب فاتيكان كنيسة اإلحلاد‪ ،‬األب الكاهن ُملهم امللحدين على‬‫أوال سيتم إعدامه يف مرحلة‬
‫وجه األرض‪ ،‬ويف مراسم إعادة التنصيب جتد تصفيق جنوين ألن الذي يتوقف ً‬
‫الحقة‪ ،‬وسيتُهم ًبخليانة العظمى كما حدث مع زوج عمته منذ شهور قليلة‪.‬‬
‫مالزما ألي دولة تُطبق اإلحلاد‪ ،‬يقول الكسندر سوجلنستني يف كتاب أرخبيل‬
‫وهذا الكهنوت اإلحلادي صار ً‬
‫الكوالج‪" :‬عندما يقف الرفيق ستالني يف مؤمتر احلزب يقف اجلميع ويبدأ موجة من التصفيق احلاد دقائق طويلة‪،‬‬
‫مستمرا بينما يقف رجال املخابرات يف كل مكان وهم متنبهون جي ًدا‬
‫يف مرحلة جنون ال يُطاق ويظل التصفيق‬
‫ً‬
‫أوال‪ ،‬ويستمر التصفيق ما يزيد على عشر دقائق متواصلة‪ ،‬من أين هلم هذا اهلوس اجلماعي‬
‫إىل من سيتوقف ً‬
‫الذي ال يوصف وال يقاوم "‪.‬‬
‫فالكهنوت اإلحلادي يرفض أية دوغما مضادة‪ ،‬وقد اعترب لينني الدعاية املعادية لإلحلاد واحدة من أصل ست‬
‫جرائم جنائية‪ ،‬تعاقَب ًبإلعدام ‪ ،‬طب ًقا للقانون اجلنائي الذي قدمه لينني‪RSFSR .‬‬
‫اإلحلاد يف صورته النهائية دوغما محقاء جيري خلفها املخابيل ويتصدر هلا مفاليس القيم‪ ،‬فاإلحلاد طوفان فاجر‬
‫يف أزمان الكفر وأرضه‪ ،‬وهنايته احلتمية تقويض أركان النظام األخالقي واهنيار األمم‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬د‪ .‬هيثم طلعت‪ ،‬موسوعة الرد على الشبهات‬
‫شبهة‪ :‬كان اإلسالمي دموي يف فتوحاته‬
‫الرد‪ :‬من مصادر أجنبية نتكلم وال عزاء للمفرتين العرب الذين يرددون ما يرونه على منتدايت اإلحلاد وبعض‬
‫الصفحات ومل يقرأوا كتاب يف حياهتم ليتثقفوا‪.‬‬
‫‪" .1‬أنشأ األموييون إمرباطوريتهم على النمط البيزنطي (املعماري)‪ .‬كانوا متساَمني ومل جيربوا أح ًدا على دخول‬
‫اإلسالم ًبلقوة‪ ،‬الكثري من الناس أسلموا ألنه كان ينظر للمسلمني على أهنم احملررون احلقيقيون الذين أهنوا‬
‫النظام القدمي وأسسوا القوانني والتجارة ‪ .‬اللغة العربية أصبحت اللغة العاملية لإلسالم"‬
‫‪«The Umayyads organized their empire in‬‬
‫‪the Byzantine style. They were tolerant and did not force‬‬
‫‪conversion to Islam. Many people converted because Muslims‬‬
‫‪were seen as genuine liberators,bringing an end to the old‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
order,establishing clear laws,and increasing trade. Arabic became
a universal language across Islam»
_The
Kingfisher
History
Encyclopedia,
Houghton
-:‫املصدر‬
Mifflin
Company Imprint, 2004, Page (107)
‫ انتهجوا سياسة التسامح جتاه شعوب البلدان‬،‫ "اجليوش العربية الفاحتة كانت مكونة بشكل مبدئي من العرب‬.2
‫مثال بعض هؤالء‬
ً ‫ يف سوراي‬،)‫ خصوصا النصارى واليهود الذين يسميهم القرآن أهل (الكتاب‬،‫اليت فتحوها‬
‫ الضرائب واجلزية اليت يدفعها غري املسلمني يف بالد‬.‫النصارى كانوا مضطهدين بسبب حكامهم البيزنطيني‬
!‫اإلسالم أصبحت قليلة‬
"‫ قام األقباط النصارى بدعم اجليوش اإلسالمية ألهنم وجدوا املسلمني أكثر تساَما من البيزنطيني‬،‫يف فتح مصر‬
«The Muslim armies that made these conquests were composed
primarily of Arabian tribal elements. They adopted a policy of
tolerance toward newly conquered peoples, especially Christians
and Jews whom the Quran recognizes as (people of the book), In
Syria, for example, some of these including Jews, nestorians, and
Jacobite Christians_had previously been persecuted by their
Byzantine rulers. Taxes,aside from the poll tax known as jizya that
had to be paid by all non-Muslims individuals living in Muslimcontrolled lands, and were kept low!
In the conquest of Egypt, the Muslim armies were assisted by
some Coptic Christians who also found the Muslims more tolerant
than the Byzantines! »
:- ‫املصدر‬
‫ فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬:‫إعداد‬
- 45 -
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
Encyclopedia Of The Peoples Of Africa And The Middle
East,Jamie Stokes,Anthony Gorman And Andrew, Newman,Facts
On File,2009,Page (35)
‫ مل تكن هناك سياسة إجبار على‬،‫ "احلكم اإلسالمي يف البالد املفتوحة كان بشكل عام متساَمًا وإنسانيًا‬.3
"‫ هدف اجلهاد مل يكن إدخال الناس يف اإلسالم بل إقامة احلكم اإلسالمي‬.‫دخول اإلسالم ًبلقوة‬
«Muslim rule in the conquered territories was generally tolerant
and humane,there was no policy of converting non-Muslims to
Islam. The purpose of jihad was not conversion but the
establishment of Islamic rule! »
‫املصدر‬
Encyclopedia Of Religion,Volume 7,Lindsey Jones,Iconography
By Justin Martin,Second Edition,Thomson Gale,2005,Page (4562)
‫ اإلسالم أجرب املؤمنني على معاملة أهل الكتاب‬،‫ "رغم أن التسامح الديين كان غري معروف يف ذلك الوقت‬.4
.‫(اليهود والنصارى والزرادشتيني) برفق وعدم إجبارهم على اعتناق اإلسالم إال إذا رفعوا السالح ضد املسلمني‬
‫ يواصل اإلسالم نداءه العظيم و يبقى أحد أسرع األداين انتشارا يف‬،‫كدين منفتح عاملي يؤكد على املساواة‬
!"‫القرن الواحد والعشرين‬
«Although religious tolerance was practically unknown at the
time, Islam enjoined its believers to treat people of the book (Jews,
Christians, and usually Zoroastrians) kindly and not to force
conversions unless they took up arms against the Muslims. As an
open, universal religion that stresses the equality of all believers,
Islam continues to hold great appeal and in the 21st century
remains one of the world’s fastest growing religions! »
‫ فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬:‫إعداد‬
- 46 -
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫املصدر‬
_Encyclopedia Of World History,Volume 2,The Expanding World
600 C.E To 1450,Edited By Marsha E. Ackermann,Michael J.
Schroder,Janice
J.
Terry,Jiu-Hwa
Lo
Upshur,Mark
F.
Whitters,Facts On File,Page (202)
‫موسوعة الرد على الشبهات‬
‫ فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬:‫إعداد‬
- 47 -
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫خامتة‬
‫"وٰلَك ان ا‬
‫ب‬
‫وخت ًاما‪ :‬فنعمة اإلميان من أجل النعم ومن أكربها وأفضلها أن مين هللا على العبد هبذا اإلميان‪َ ،‬‬
‫الِلَ َحبا َ‬
‫إل َْي ُك ُم ْاإلميَا َن َوَزيانَهُ يف قُلُوب ُك ْم" احلجرات‪ ،7:‬فقبلت قلوبكم احلق‪ ،‬واطمأنت به النفس‪{ :‬أَفَ َم ْن َش َر َح ا‬
‫الِلُ‬
‫ض َال ٍل ُمب ٍ‬
‫وهبُ ْم م ْن ذ ْكر ا‬
‫ني} الزمر‪22:‬‬
‫ص ْد َرهُ ل ْإل ْس َالم فَ ُه َو َعلَى نُوٍر م ْن َربّه فَ َويْ ٌل ل ْل َقاسيَة قُلُ ُ‬
‫ك يف َ‬
‫الِل أُولَئ َ‬
‫َ‬
‫واعلم أهنا من أجل النعم وأكربها‬
‫من هللا عليه ًبإلميان ًبهلل ورسوله ودينه‪ ،‬فامح ْد هللا على هذه النعمة‪،‬‬
‫ْ‬
‫فيا من ّ‬
‫وأعظمها ش ًأان‪.‬‬
‫الِل آل الشيخ)‬
‫(الشيخ ‪ /‬عبد العزيز بن عبد ّ‬
‫وإليك أيها الغادي‪ :‬قف ساعة وتفكر‪ ،‬من خلقك؟ وملاذا خلقك؟ وإىل أين املصري؟ أراحل أنت أم مقيم؟ وإذا‬
‫كنت ً‬
‫اء َح ا ٰ‬
‫اءهُ َملْ َجي ْدهُ‬
‫مرحتال فإىل أين؟ إىل جنة أم إىل انر؟ فاحلياة بغري هللا سراب‪َْ ،‬‬
‫ىت إذَا َج َ‬
‫"حي َسبُهُ الظا ْمآ ُن َم ً‬
‫الِلَ عن َدهُ فَ َوفااهُ ح َسابَهُ ۚ َو ا‬
‫َشيْ ئًا َوَو َج َد ا‬
‫يع ا ْحل َساب "النور‪ ،39:‬أرأب بك أن تالف العقل والفطرة‪ ،‬وقبل‬
‫الِلُ َسر ُ‬
‫ذلك الشريعة وأن حيدث هذا التنافر عندك بني الظاهر والباطن‪ ،‬واألرض والسماء‪ ،‬والدنيا واآلخرة‪ ،‬وبني‬
‫السنن الشرعية والسنن الكونية‪ ،‬وإال فما أعظم االتفاق بني صفحات الكتاب املسطور مع الكون املنظور‪.‬‬
‫(الشيخ‪ /‬سعيد عبد العظيم)‬
‫مت حبمد هللا بتاريخ‪2019/10/16 :‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق عمل العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫‪/https://forums.way2allah.com‬‬
‫وال تنسوان من صاحل دعائكم‬
‫‪- 48 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
‫حتذير العباد من خطر اإلحلاد‬
‫‪- 49 -‬‬
‫إعداد‪ :‬فريق العلمية مبنتدى الطريق إىل هللا‬
Download