Uploaded by shady_20122012

1

advertisement
‫اإلشاعات و أثرها على االستقرار األمني و السياسي للدولة‪ :‬حقائق من صفحات التواصل االجتماعي‬
‫"حالة الجزائر"‬
‫ملخص‪:‬‬
‫إن انتشار اإلشاعات وسرعة تبادلها وتنقلها بين أفراد المجتمع وخاصة من خالل وسائل و مواقع التواصل‬
‫االجتماعي جعل تداولها في هذه المواقع أحد المتغيرات األساسية الستهداف المجتمعات حيث تختلف اإلشاعة في‬
‫طبيعتها وهدفها والمجتمع المستهدف من وراءها فهناك من اإلشاعات تكون ذات صبغة سياسية من أهدافها‬
‫تقويض األمن العام في المجتمع وخلق روح من السخط والعداء تجاه مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The spread of rumours and the speed of its circulation among members of the‬‬
‫‪community especially through social media, the rumours has become one of the most‬‬
‫‪important key variables to target communities the rumour are different in the nature‬‬
‫‪and its objective and the target-community behind it, some rumours are a political in‬‬
‫‪nature and aims to undermine the public security in the community and to create‬‬
‫‪hostility towards the state institutions‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد تبع التطور التكنولوجي والمعلوماتي ثورة كبيرة في وسائل اإلعالم والتواصل االجتماعي‪ ،‬تبعها على‬
‫نحو متزايد عدد األفراد المستخدمين للتكنولوجيا التواصلية واإلعالمية (التطبيقية) حيث أصبحت هذه التطبيقات‬
‫متاحة للجميع بل منبرا يمارس فيه حرية الرأي والتعبير وسماع الرأي األخر ومناقشته افتراضيا‪ ،‬وتبادل‬
‫المعلومات بسهولة وتداول األخبار وانتشارها بسرعة هائلة يصعب التحكم فيها‪ ،‬لكن هذه المعلومات واألخبار‬
‫يمكن أن تحمل في طياتها أفكارا و رسائل مغلوطة سببية هادفة من أجل خدمة أغراض معينة كاإلشاعات أو‬
‫االدعاءات التي لم تعد أخبار كاذبة مزيفة يعمل بنشرها أشخاص بقصد السخرية و التضليل و التعتيم فقط بل‬
‫أصبحت مدروسة وممنهجة ذات أهداف واضحة ترمي إلى زعزعة االستقرار السياسي واألمني للدولة والعمل‬
‫على إضعاف جبهتها الداخلية ‪.‬‬
‫تعمل وسائل التواصل االجتماعي على الرغم من الفاعلية التي تتميز بها في ربط وتواصل األفراد ونقل‬
‫المعلومات بسرعة هائلة إال أنها تشكل بيئة مالئمة وأرضية خصبة لزرع اإلشاعات وانتشارها على نطاق‬
‫واسع‪ ،‬ذألك راجع إلى سهولة استخدام هذه المواقع وما تمنحه خدمات سهلة وبسيطة مثل خاصية "المشاركة" ما‬
‫يسمح بسرعة انتقال المعلومات المغلوطة من شخص إلى أخر‪.‬‬
‫لقد أصبحت صفحات الفيس بوك الذي يعتبر أحد أكثر المواقع استخداما عالميا‪ ،‬مرتعا للعديد من المشوشين‬
‫أصحاب األفكار الهدامة غرضها دس الفتن و زرعها في أوساط الشباب فضال عن األفكار التي تعمل على‬
‫زعزعة ثقة المواطن في مسؤوليه و رموز الدولة ومؤسساتها ذلك من خالل االستثمار في سهولة التقنية و‬
‫التطبيقات اإللكترونية في الوصول إلى عقول المواطنين خاصة منهم فئة الشباب‪ ،‬فالدولة الجزائرية كغيرها من‬
‫الدول العربية تتعرض منذ مدة لحملة من اإلشاعات والمعلومات المغلوطة غرضها دس الفتن والتحريض‬
‫وزعزعة االستقرار السياسي واألمني لكيانها‪ ،‬فمن خالل هذا التقديم العام وبغرض محاولة الغوص في حدود‬
‫‪1‬‬
‫المشكلة المطروحة نطرح التساؤل التالي‪ " :‬إلى أي مدى استطاعت اإلشاعات المتناولة في صفحات التواصل‬
‫االجتماعي (صفحات الفاسبوك) في ضرب االستقرار السياسي واألمني للدولة الجزائرية ؟"‬
‫ومن هنا فإن هذه الدراسة تنبع أهميتها من الناحية العلمية في إلقاء الضوء على بعض المفاهيم واألفكار التي‬
‫تكاد تختلط ببعضها على نحو يصعب معه تمييزها أما من الناحية العملية فأهميتها تتمثل في إلقاء الضوء على‬
‫حقيقة صفحات الفايس بوك و دورها في نشر اإلشاعات ‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬مفهوم اإلشاعة‬
‫أوال‪ :‬اإلشاعة من منظور اسالمي‬
‫حذر اإلسالم من إشاعة الخبر الكاذب‪ ،‬ووصف هللاا سبحانه وتعالى‪ ،‬ورسوله الكـريم مبتدع اإلشاعة‪ ،‬ومروجها‬
‫بمجموعة من األوصاف؛ فقد وصف بالفاسق في قوله تعالى‪ ﴿ :‬يـا أَيهـا الَّذين آمنُوا ِإن جاء ُكم فَ ٌ‬
‫اسق بِنَبإ ٍ فَت َبينُوا﴾‪،‬‬
‫والكاذب في قوله تعـالى‪ِ ﴿:‬إنَّمـا ي ْفت َِري ال َكذب الَّذين ال يؤْ منُون ِبآيات َّ‬
‫َّللا وأُولَئِك هم ال َكاذبون﴾ ‪ ،‬وحذر هللاا سبحانه‬
‫وتعالى من الكذب؛ وبين العقوبة التي يستحقها الكاذب ؛ فقال تعالى‪ ﴿:‬فَن ْ‬
‫َجعل لَعنَةَ َّ‬
‫َّللا علَى ال َكاذبِين ﴾ ‪ ،‬وقال‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬ويوم القيامة ت َرى الَّذين َكذَبوا علَى َّ‬
‫َّللا وجوههم مسودةٌ﴾‪.‬‬
‫أما السامع فقد أمره هللاا سبحانه وتعالى بالتثبت‪ ،‬والتأكد ممـا يـسمع‪ ،‬وحـذره مـن المسارعة في تصديق كل ما‬
‫يبلغه فيقع في ندامة من أمره‪ ،‬قـال تعالى‪ ﴿ :‬يا أَيها الَّذين آمنُوا ِإن جاء ُكم فَ ٌ‬
‫اسق ِبنَبإ ٍ فَت َبينُوا أَن تُصيبوا قَوما ً ِبجهالَة‬
‫فَتُصبِحوا علَى ما فَ ْ‬
‫علتُم نَادمين﴾‪ .‬فكم من إشاعة أطلقها مغرض‪ ،‬وسمعها‪ ،‬وصدقها متعجل أدت إلى تباغض‬
‫اإلخوان‪ ،‬واألصدقاء‪ ،‬والعداوة بين األصحاب‪ ،‬والزمالء‪ ،‬وإساءة سمعة الفضالء‪ ،‬وتشتيت أسر‪ ،‬وتفريق‬
‫(‪)1‬‬
‫جماعات‪ ،‬ونكبة شعوب‪ ،‬وانهيار‪ ،‬وهزيمة جيوش؛ فترك ذلك جراحا ً عميقة؛ ال تندمل‪ ،‬وفرقة دائمة ال تجتمع‪.‬‬
‫ومن أمثلة الشائعات الكاذبة ما أشاعه المنافقون في العهد النبوي‪ ،‬عن السيدة عائشة رضي هللاا عنها ‪ ،‬من‬
‫أقوال باطلة مقصدهم منها التشكيك في نبوة النبي صلي هللاا عليه وسلم‪ ،‬وقذف الـسيدة عائشة رضي هللاا عنها في‬
‫عرضها وفي طهارتها‪ .‬وقد انزل هللاا تعالى ست عشرة آية من سورة النور برأ فيها السيدة عائشة ‪ ،‬وعلـم‬
‫المـؤمنين كيف يحاربون اإلشاعات‪ ،‬وأرشدهم إلى أن يكتموا هذه اإلشاعات حتى تموت في مهدها‪ ،‬كما أمرهم‬
‫(‪)2‬‬
‫بأن يزجروا مـن يتفوه بها أو يعمل على ترويجها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلشاعات من منظور سيكولوجي‬
‫وهي عبارة نوعية "أو موضوعية" مقدمة للتصديق تتناقل من شـخص ألخر وهي تعتمد على المبالغة في‬
‫أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع أو خلق أخبار ال أساس لها من الصحة‪ .‬كل ذلك بهدف‬
‫التأثير على الرأي العام تحقيقا ألهداف سياسية أو اقتصادية أو عسكرية‪.‬‬
‫لذلك فإن اإلشاعات ال تعتمد فقط على نسيج وصنع الخيال فقط ‪ ،‬فقد تعتمد كذلك على جزء ما هو حقيقي من‬
‫أجل أن تجد من يتقبلها بين األفراد ‪ .‬كما يمكن أن تجد لها سبيال في الوسائط السمعية البصرية (التلفزيون و‬
‫اإلذاعة)‪ .‬كذلك تجد األرضية المالئمة لسهولة انتشارها بين الناس في األزمات االجتماعية واالقتصادية و في‬
‫زمن الحروب نظرا للحالة النفسية التي يعيشها األفراد‪ ،‬لذلك فإن اإلشاعات أصبحت أحد الوسائل التي تستخدمها‬
‫الدول من أجل تثبيت وتمرير سياساتها داخليا أو خارجيا‪ ،‬فيمكن تلخيص أهداف ودوافع اإلشاعات في عصرنا‬
‫الحاضر وخاصة في الحرب النفسية في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬
‫التأثير على معنويات العدو وتفتيت قواه العامة للوصول به إلى اإلرهاب النفسي‪.‬‬
‫استخدامها للتمويه والتعتيم كستار من الدخان إلخفاء حقيقة ما ‪.‬‬
‫ترويج أنباء كاذبة وأخبار مشكوك في صحتها ألجل إضعاف الروح المعنوية‪.‬‬
‫استخدام األساليب الحديثة لعلم النفس التي تخدم اإلشـاعة للتـأثير علـى نفـسيات ومعنويات وإيرادات العدو ‪.‬‬
‫تدمير وإنهاك وتحطيم معنويات الجبهتين العسكرية والمدنية ‪.‬‬
‫حـين آلخر حسب حالة ووضع‬
‫وتنتشر اإلشاعات في المجتمع بأشكا ٍل وأنواعٍ عديدة‪ ،‬يتعمد العدو تغييرها من‬
‫ٍ‬
‫المستهدف‪ ،‬سواء كان شخصا أو مجتمعا‪ ،‬حتى يجني ثمارها التـي تدمر المجتمع بأسره تدميرا معنويا ونفسيا‬
‫واجتماعيا‪ ،‬تحقيقا لمصالحه الخاصة‪ ،‬وللتعرف إلى هذه األنواع يمكن تقسيمها إلى حقيقية و غير حقيقية‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‬‫‬‫‪-‬‬
‫‪ -1‬اإلشاعات الحقيقية‪:‬‬
‫اإلشاعة الرسمية ‪ :‬هي ذات مصدر رسمي ومؤكد‪ ،‬مثل استقراء الرأي العام و ردة فعله حول موضوع أو‬
‫سياسات معينة قبل تنفيذها على شكل مخرجات وفق مقاربة نظمية حيث يكون هناك تغذية رجعية على شكل‬
‫تأييد ومساندة أو رفض ما يعطي الوقت للمصدر بتعديل مخرجاته على نحو يتناسب والمتلقي‪.‬‬
‫اإلشاعات االستراتيجية‪ :‬التي تكون ذات مصدر رسمي‪ ،‬مدروسة وممنهجة هدفها خلق نظرة أو فكرة مغايرة‬
‫لدى المتلقي قصد تماشيها مع رغبات ملتقي هذه الشائعات ‪.‬‬
‫‪ -2‬االشاعات الغير حقيقية‪:‬‬
‫اإلشاعة الحالمة ‪ :‬وهي نتيجة الخيال الواسع ألصحاب األحاسيس والعواطف النابعة من الذات كالتمني أو‬
‫األحالم التي يعبر عنها ويلقيها لألفراد حيث تلقى لها رواجا بتصديقها كحقيقة مؤجلة إلى فترة قريبة ‪.‬‬
‫اإلشاعة الكاذبـة ‪ :‬و هي اإلشاعات التي غالبا ما يكون مصدرها مجهوال‪ ،‬يلقيها عبثا في أوساط يتم انتقاؤها‬
‫بشكل محدد‪ ،‬بحيث ال يتم معارضته ومحاسبته عليها‪.‬‬
‫اإلشاعة الحاقدة ‪ :‬وهذه أخطر أنواع االشاعات على االطالق هدفها خلق البلبلة وزرع الخوف في أوساط‬
‫( ‪)3‬‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلشاعات كوسيلة للحرب النفسية و زعزعة التكامل االجتماعي و استقرار الدولة‬
‫تعتبر اإلشاعات أحد أفتك الحروب النفسية‪ ،‬حيث يعمد صانعوها إلى التخطيط بعيد و قصير المدى بهدف خلق‬
‫الظروف المالئمة إلضعاف العدو أمنيا وخلق الثغرات والنعارات الداخلية في أوساط المجتمع وخلق الفتن‬
‫وتمزق المجتمع مما يؤدي الى زعزعة التكامل االجتماعي و عدم الثقة بين األفراد‪.‬‬
‫وفى مجال التطبيق العملي الستخدام الشائعات في الحرب النفسية‪ ،‬تستوقفنا أكبر شائعة عرفها التاريخ‪:‬‬
‫ ادعاء إسرائيل بأن فلسطين هي موطنهم التي استطاعت من خالل ذلك أن تزيف التاريخ وتجذب المهاجرين‬‫إليها ‪.‬‬
‫ ما حدث لليهود على يد هتلر كان الستدرار عطف العالم وكسب تأييده لحق اليهود فى العيش بسالم على أرض‬‫فلسطين‪.‬‬
‫ اتهام الواليات المتحدة األمريكية عددا من دول العالم الثالث بأنها تمتلك أسلحة كيماوية العراق ‪.2003‬‬‫ بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر أشاع بعض األمريكيين إشاعة أن اإلسالم دين إرهاب وأن العالم بأسره يعانى من هذا‬‫(‪)4‬‬
‫اإلرهاب‪ ،‬ومن ثم فعليها أن تشن حرب استباقية على منابعه في جميع أنحاء العالم ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫بذلك تم إيجاد وسيلة وخلق ذريعة لتدخل الدول في الشؤون الداخلية لدول أخرى بنشرها إلشاعات واهية‬
‫بغرض زعزعة استقرارها األمني والسياسي وإضعاف الجبهات الداخلية للدول والعمل على إيجاد والءات‬
‫تضمن التدخل السلس والسهل وضمها إلى النظام العالمي الجديد‪.‬‬
‫شروط وحدود مواقع التواصل االجتماعي ‪:‬‬
‫أوال الفيس بوك‪:‬‬
‫لقد نشأت مختلف شروط وحدود استخدام الفيس بوك استنادا لمجموعة المبادئ التي وضعت من طرف‬
‫مؤسسي هذا الموقع كونه أسس أكثر انفتاحا وشفافية وذلك بغية تحقيق االهداف المسطرة وتتمثل هذه المبادئ‬
‫في‪(:‬حرية المشاركة و التواصل ‪،‬الملكية و التحكم بالمعلومات‪ ،‬تدفق حر للمعلومات‪ ،‬حق المساواة االساسية‬
‫‪،‬القيمة االجتماعية منصات و معايير مفتوحة ‪،‬خدمة اساسية‪ ،‬رفاهية الجميع‪ ،‬عملية شفافة ‪،‬عالم واحد)‬
‫والمالحظ على مختلف هذه الشروط أنها تمنح لمستخدمي موقع الفيس بوك الفرص الواسعة لنشر مختلف آرائه‬
‫والتي يمكن ان تتضمن معلومات غير رسمية‪ ،‬ومغلوطة و ادعاءات واهية مجهولة المصدر تحمل رسالة ذات‬
‫معنى غرضها التوجه نحو المساس بأشخاص أو مؤسسات رسمية محددة مسبقا ما يجعل الفيس بوك كما ذكرنا‬
‫سابقا ساحة لممارسة المعارضة االفتراضية‪ ،‬لكن اإلشكالية تكمن في المعارضة الغير البناءة بل تكون هدامة‬
‫في أهدافها تمس باالستقرار السياسي واألمني للدولة بل أصبحت هذه المواقع على رغم من الفاعلية التي تتميز‬
‫بها‪ ،‬بربط األشخاص على مسافات بعيدة افتراضيا والقدرة العالية في عولمة األفكار والمعلومات وتدفقها الحر‬
‫وحرية مشاركتها بدون أي شرط أو قيد‪ ،‬فإن هذه األخيرة باتت تشكل تهديدا للدولة خاصة على الصعيد السياسي‬
‫بإيجاد أفراد معارضة ذات خلفية سياسية مجهولة قد تحمل في صدورها الضغينة والحقد ملون بصبغة سياسية‬
‫يعبر عنها بمواقف سلبية تجاه مؤسسات الدولة و أفرداها‪ ،‬يمكن أن نحدد مصدر التهديد الحقيقي الذي يشكله‬
‫الفيس بوك هي الصفحات الغير رسمية و الحسابات المجهولة التي تستعمل أسماء مستعارة أو أسماء تعبر عن‬
‫توجه أو خلفية معينة‪ ،‬فهل سيضع مؤسسو الفيس بوك حدا لهذه الحسابات المجهولة؟ نعم لقد أصبح من‬
‫الضروري أكثر من أي وقت مضى أن يخطو مؤسسو الفيس بوك نحو وضع حد لهذه المبادئ والقيام بإعادة‬
‫صياغتها التي تم استغاللها بطريقة سلبية تلبي رغبات أفراد وأشخاص معينين‪.‬‬
‫ومنه وضعت له مجموعة من الشروط تحكم العالقة بين المؤسسين والمستخدمين و غيرهم و من اهم هذه‬
‫الشروط ‪:‬‬
‫‪ -1‬الخصوصية‪ :‬وذلك لما لها من اهمية بالغة لالستفادة من خدمات الفيس بوك والمشاركة مع مختلف المتفاعلين هذا‬
‫اضافة الى كيفية جمع معلومات المستخدم و استخدامها ‪.‬‬
‫‪ -2‬مشاركة المحتوى والمعلومات الخاصة بالمستخدم ترجع ملكية المحتوى والمعلومات الى المستخدم حيث يمكنه‬
‫التحكم فيه مشاركته ويبقى ذلك في حدود االستخدام االنسب للموقع‪.‬‬
‫‪ -3‬االمان‪ :‬المساعدة في ضمان امان حساب المستخدم االبقاء الفيس بوك امنا وذلك يشمل االلتزامات التالية‪:‬‬
‫عدم نشر اي عمليات تواصل تجارية غير مصرح بها‪ ،‬عدم جمع اي محتوى أو معلومات خاصة بالمستخدمين‪،‬‬
‫عدم االشتراك في التسويق غير القانوني‪ ،‬عدم تحميل فيروسات‪ ،‬عدم االساءة ألي شخص او مضايقته‪ ،‬عدم‬
‫تسهيل حصول اي انتهاكات لهذا البيان او التشجيع عليها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -4‬امان التسجيل والحساب‪ :‬المساهمة في مساعدة مؤسسي الموقع للمحافظة على المعلومات الشخصية وذلك‬
‫بااللتزام بعدم تقديم اي معلومات زائفة او انشاء حساب دون التصريح بمعلومات حقيقة هذا اضافة الى المحافظة‬
‫على دقة معلومات االتصال الخاصة بالمستخدم‪.‬‬
‫‪ -5‬حماية حقوق االشخاص االخرين‪ :‬احترام حقوق االخرين من قبل مؤسسي الفيس بوك والتزام المستخدم بنفس‬
‫( ‪)5‬‬
‫الشيء‪.‬‬
‫من خالل الممارس الفعلية حول الشروط السابقة فأنها ال تمنع بشكل دائم حدوث انتهاكات او مساس باألشخاص‬
‫والمؤسسات حيث انها غير ملزمة التطبيق بالنسبة للمستخدم فما يالحظ‪ :‬سهولة إنشاء حسابات بطريقة سهلة و‬
‫سريعة‪ ،‬إمكانية إنشاء حساب فيس بوك بأسماء مستعارة مجهولة وهذا ما تعاني منه أغلب الدول العربية‪ .‬سهولة‬
‫االتصال والدخول إلى معلومات المشتركين إال إذا كان قد قام بتعديل في خصائص الخصوصية‪ ،‬القدرة على‬
‫نشر معلومات أو صور مسيئة لجهات معينة يكفي الضغط على زر الفارة لنشها على نطاق واسع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط وحدود استخدام التوتير‪:‬‬
‫لقد وضع مؤسسي موقع التوتير مجموعة من الشروط والحدود موجهة أساسا للمستخدمين من خارج الو‪.‬م‪.‬أ‬
‫والتي تتمثل في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫‪-2‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪-4‬‬
‫‪-5‬‬
‫‪-6‬‬
‫من يستطيع استخدام الخدمات ‪ :‬لالستفادة من مختلف الخدمات على التويتر كغيره من مواقع التواصل‬
‫االجتماعي على المستخدم التوقيع على عقد ملزم لتلقي الخدمات وذلك وفقا لقوانين البلد أو االقليم الذي ينتمي‬
‫اليه‪.‬‬
‫السرية ‪:‬على المستخدم تزويد العاملين على الموقع بمختلف المعلومات المتعلقة بالمستخدم للتعامل معها‬
‫وإدراك المستخدم لتنقل هذه المعلومات الى و‪.‬م‪.‬أ أو بلدان أخرى من اجل تخزينها ومعالجتها‪.‬‬
‫محتوى الخدمات ‪:‬مسؤولية المستخدم على استخدامه ألي محتوى يتم ارساله أو استقباله بما في ذلك‬
‫االمتثال للقوانين واللوائح‪.‬‬
‫االستفادة من الخدمات‪ :‬على الراغب في استخدام موقع تويتر قراءة قوانين الموقع والتي هي جزء من‬
‫اتفاقية المستخدم والتي تحدد ماهو محظور‪ ،‬وال تكون هناك امكانية االستفادة من الخدمات اال بعد الموافقة‬
‫على مختلف هذه الشروط والقواعد والوائح‪.‬‬
‫تحديد المسؤولية ‪:‬اي الوصول الة الخدمات أو المحتوى واستخدامها يكون على مسؤولية المستخدم وذلك‬
‫بالفهم والموافقة على الشروط السابقة واستخدامها بما يسمح به القانون‪.‬‬
‫أحكام عامة ‪:‬يتم احداث تعديالت وتغييرات على موقع التويتر بشكل ال يؤثر على مستوى الخدمات المقدمة‬
‫وال على طبيعة العالقة بين القائمين على الموقع والمستخدمين له وتسعى ادارة الموقع الى اعالمهم بكل‬
‫تغيير او تحديث جوهري في الموقع‪ ،‬وفي حالة عدم الموافقة على شرط من هذه الشروط يعتبر العقد باطال‬
‫(‪)6‬‬
‫أو غير قابل للتنفيذ‪.‬‬
‫ما يالحظ على هاته الشروط عند قراءتها للوهلة االولى انها شروط صارمة ومانعة ألي انتهاك او مخالفة‬
‫قانونية إال انها تحمي المستخدم وال تمنع انتهاكاته ألشخاص معنويين او طبيعيين او مؤسسات رسمية وغير‬
‫رسمية بما فيها تهديدا للدولة واستقرارها االمني والسياسي وذلك عن طريق االشاعات بمختلف انواعها الى‬
‫جانب االدعاءات التي يتم تداولها بين رواد هذا الموقع والتي يمكن ان تشوه سمعة االشخاص والدول ‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬الوسائل القانونية و المادية المتاحة للدولة الجزائرية لمجابهة اإلشاعات‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫والذي نعالج من خالله النقطتين االتيتين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلشاعات و قانون العقوبات الجزائري‪:‬‬
‫ان ثمة أركان يجب توافرها في الجرائم المبنية على اإلشاعات عبر وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬بحيث إذا‬
‫انتفى ركن من هذه األركان ال يصبح للجريمة وجود قانوني ونظامي‪ .‬وتتمثل هذه األركان في الركن المادي‪،‬‬
‫والركن المعنوي‪ .‬ولقد استقرت التقنينات الجنائية الحديثة على مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات ‪ ،‬أو ما يسمى مبدأ‬
‫" ال جريمة وال عقوبة إال بنص " ‪ ،‬ومفاد هذا المبدأ أن على المنظم أن يحدد مسبقا األفعال التي يعتبرهـا جريمة‬
‫(‪)7‬‬
‫حال صدورها من اإلنسان ‪ ،‬فيحدد لكل جريمة أنموذجها القانوني ‪ ،‬كما يحدد لهـا العقوبـة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ان قا نون العقوبات الجزائري لم يرد فيه استخدام مصطلحي االشاعة او وسائل التواصل‬
‫االجتماعي اال انه يمكن االستدالل عليها من خالل نصوص بعض المواد‪ .‬فقد جاء في المادة ‪ 296‬منه ‪ :‬يعد قذفا‬
‫كل ادعاء بواقعة من شأنها المساس بشرف واعتبار األشخاص أو الهيئة المدعى عليها به أو إسنادها إليهم‪ ،‬أو إلى‬
‫تلك الهيئة ويعاقب على نشر هذا االدعاء أو ذلك اإلسناد مباشرة أو بطريق إعادة النشر حتى ولو تم ذلك على‬
‫وجه التشكيك‪ ،‬أو إذا قصـد به شخص أو هيئة دون ذكر االسم ولكن كان من الممكن تحديدهـما من عبارات‬
‫الحديـث أو الصياح أو التهديد أو الكتابة أو المنشورات أو الالفتات أو اإلعالنات موضوع الجريمة‪.‬‬
‫كما أن العقوبات التي حددها المشرع الجزائري لهذه الجريمة قد اختلفت تبعا لطبيعة الشخص الذي يقع عليه‬
‫الفعل‪ ،‬فبالنسبة للمتعلقة باألفراد فقد تضمنتها المواد من‪ 298‬الى‪ ،303‬فقد نصت المادة ‪ 299‬مثال على أنه يعاقب‬
‫على السب الموجه إلى فرد أو عدة أفراد بالحبس من شهر إلى ثالثة أشهر وبغرامة من ‪ 10.000‬دج إلى‬
‫‪ 25.000‬دج‪ .‬ويضع صفح الضحية حدا للمتابعة الجزائية‪ .‬في حين تنص المادة ‪ 303‬مكرر‪ :‬يعاقب بالحبس من‬
‫ستة أشهر إلى ثالث سنوات وبغرامة من ‪50.000‬دج إلى ‪ 300.000‬دج‪ ،‬كل من تعمد المساس بحرمة الحياة‬
‫الخاصة لألشخاص‪ ،‬بأية تقنية كانت ‪.‬‬
‫أما إذا كان المعتدى عليه صاحب منصب عمومي فإن العقوبات تختلف فقد جاء في المادة ‪ :144‬يعاقب بالحبس‬
‫من شهرين إلى سنـتين وبغرامة من ‪ 1.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من أهان‬
‫قاضيا أو موظفا أو ضابطا عموميا أو قائدا أو أحد رجال القوة العمومية بالقول أو اإلشارة أو التهديد أو بإرسال‬
‫أو تسليم أي شيء إليهم أو بالكتابة أو الرسم غير العلنيين أثناء تأدية وظائفهم أو بمناسبة تأديتها وذلك بقصد‬
‫المساس بشرفهم أو باعتبارهم أو باالحترام الواجب لسلطتهم‪.‬‬
‫أما عندما يتعلق األمر برئيس الجمهورية فإن المادة ‪ 144‬مكرر ‪ :‬تنص على أنه يعاقب بغرامة إهانة أو سبا أو‬
‫قذفا سواء كان ذلك عن طريق الكتابة أو الرسم أو التصريح أو بأية آلية لبث الصوت أو الصورة أو بأية وسيلة‬
‫إلكترونية أو معلوماتية أو إعالمية أخرى‪.‬‬
‫في حين تنص المادة ‪ : 62‬يرتكب جريمة الخيانة ويعاقب باإلعدام كل جزائري يساهم في مشروع إلضعاف‬
‫( ‪)8‬‬
‫الروح المعنوية للجيش أو لألمة يكون الغرض منه اإلضرار بالدفاع الوطني مع علمه بذلك‬
‫ثانيا‪ :‬القدرات المادية والبشرية في مراقبة صفحات التواصل االجتماعي‪:‬‬
‫إن أجهزة الدول ة بمختلف قطاعاتها يقع على عاتقها حماية أفراد المجتمع وتوفير األمن لهم بمفهومه الشامل‪،‬‬
‫فالمجتمع بقواه البشرية والمادية والفكرية من حقـه أن يطالب الدولة بحماية كيانه من أولئك األفراد السلبيين‪،‬‬
‫الـذين يستطيعون بما يطلقونه ويروجونه من شائعات أن يؤثروا بشكل سلبي على المجتمع‪ ،‬وخصوصا على‬
‫‪6‬‬
‫بعض أفراده‪ ،‬من ذوي المسـتوى الثقـافي المنخفض‪ ،‬والفكر المحدود‪ ،‬الذين ال يستطيعون أن يتبينوا الحقيقة‬
‫(‪)9‬‬
‫بأنفسهم‪ ،‬وهنا تبرز مسؤولية أجهزة الدولة المختلفة في مواجهة الشائعات‪.‬‬
‫وبالرغم من ضعف الجزائر في الجانب المعلوماتي إال أنها انشأت مجموعة من المراكز والوحدات بغرض‬
‫مواجهة الجريمة االلكترونية‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬
‫ مركز الوقاية من جرائم اإلعالم اآللي والجرائم المعلوماتية للدرك الوطني‪:‬‬‫وقد أنشئ في سنة ‪ ، 2008‬يهدف إلى تأمين منظومة المعلومات لخدمة األمن العمومي‪ ،‬حيث يعكف على تحليل‬
‫معطيات وبيانات الجرائم المعلوماتية المرتكبة‪ ،‬وتحديد هوية أصحابها‪ ،‬و تأمين األنظمة المعلوماتية والحفاظ‬
‫عليها‪ .‬كما يهدف إلى مساعدة باقي األجهزة األمنية األخرى في أداء مهامها‪ ،‬وقد استطاع المركز معالجة أزيد من‬
‫‪ 100‬جريمة إلكترونية سنة ‪ ،2014‬وما يفوق ‪ 500‬قضية رقمية خالل سنة ‪ ،2015‬منها ‪ 300‬جريمة تتعلق‬
‫بمواقع التواصل االجتماعي “فايسبوك”‪ ،‬و‪ 20‬جريمة رقمية تعلقت باختراق مواقع رسمية لمؤسسات خاصة‬
‫وعامة‪.‬‬
‫ المعهد الوطني لألدلة الجنائية وعلم اإلجرام للدرك الوطني‪:‬‬‫مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تحت الوصاية المباشرة لوزير الدفاع الوطني مكلفة بعدة مهام من بينها إجراء‬
‫الخبرات والفحوص العلمية في إطار التحريات األولية والتحقيقات القضائية‪ ،‬وهذا بغرض إقامة األدلة التي تسمح‬
‫بالتعرف على مرتكبي الجنايات والجنح‪ ،‬تصميم وانجاز بنوك المعطيات‪ ،‬والمبادرة وإجراء بحوث متعلقة‬
‫باإلجرام باللجوء إلى التكنولوجيات الدقيقة‪.‬‬
‫ولتأدية مهامه على أكمل وجه فانه يحتوي على العديد من األقسام والمصالح المختصة من أهمها‪ ،‬مصلحة‬
‫اإلعالم اآللي‪ :‬على مستوى هذه المصلحة يتم رصد و مراقبة وتتبع عمليات االختراق والقرصنة المعلوماتية وكذا‬
‫اكتشاف المعلومات المسروقة وتفكيك البرامج المعلوماتية‪.‬‬
‫المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المعلوماتية التابعة لمديرية األمن الوطني‪:‬‬‫استجابة لمطلب األمن المعلوماتي ومحاربة التهديدات األمنية الناجمة عن الجرائم اإللكترونية قامت مصالح‬
‫األمن بإنشاء المصلحة المركزية للجريمة اإللكترونية التي كانت عبارة عن فصيلة شكلت النواة األولى لتشكيل‬
‫اإللكترونية على مستوى المديرية العامة لألمن الوطني والتي أنشئت سنة ‪،2011‬‬
‫امني خاص لمحاربة الجريمة‬
‫ّ‬
‫ليتم بعدها إنشاء المصلحة المركزية لمحاربة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال بقرار من المدير‬
‫العام لألمن الوطني وأضيف للهيكل التنظيمي لمديرية الشرطة القضائية في جانفي ‪.2015‬‬
‫الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومكافحتها‪:‬‬‫تشكلت هذه الهيئة بمقتضى المرسوم الرئاسي رقم ‪ 261-15‬وهي سلطة إدارية مستقلة لدى وزير العدل‪ ،‬تعمل‬
‫تحت إشرا ف ومراقبة لجنة يترأسها وزير العدل وتضم أساسا أعضاء من الحكومة ‪ ،‬ومسؤولي مصالح األمن‬
‫وقاضيين من المحكمة العليا‪ .‬وتضم الهيئة قضاة وضباط وأعوانا من الشرطة القضائية تابعين لمصالح‬
‫االستعالمات العسكرية والدرك الوطني واألمن الوطني وفقا ألحكام القانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫وكلفت الهيئة باقتراح عناصر االستراتيجية الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‬
‫ومكافحتها وتنشيط وتنسيق عمليات الوقاية منها‪ ،‬ومساعدة السلطات القضائية ومصالح الشرطة القضائية في‬
‫مجال مكافحة الجرائم‪ ،‬من خالل جمع المعلومات والتزويد بها ومن خالل الخبرات القضائية‪ ،‬وضمان المراقبة‬
‫الوقائية لالتصاالت اإللكترونية‪ ،‬قصد الكشف عن الجرائم المتعلقة باألعمال اإلرهابية والتخريبية والمساس بأمن‬
‫الدولة‪.‬‬
‫إال أن هذه األجهزة تبقى تواجهها العديد من العوائق والتحديات‪ ،‬التي تعيقها في تحقيق األمن اإللكتروني‪،‬‬
‫ومراقبة صفحات التواصل االجتماعي‪ ،‬من بينها زيادة عدد المشتركين في شبكة اإلنترنت‪ ،‬االستعمال الواسع‬
‫لشبكات التواصل االجتماعي إذ وصل عدد مستعملي هذه المواقع في الجزائر إلى أكثر من ‪ 7‬ماليين مستعمل‪،‬‬
‫وهو ما ساهم بشكل كبير في ارتفاع أنواع متعددة من الجرائم اإللكترونية‪ ،‬وانتشار تكنولوجيا اإلنترنت فائقة‬
‫السرعة والتدفق وهذا يضع الجهات األمنية المختصة أمام تحدي سرعة مباشرة التحقيقات ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫باإلضافة إلى عمليات التخفي أثناء استعمال خدمات شبكة االنترنت‪ ،‬وهي من أكبر اإلشكاليات التي تواجهها‬
‫الجهات المختصة بالتحقيق‪ ،‬ويتطلب تعاون جهات متعددة‪ ،‬وضرورة التنسيق بين الدول والحكومات‪ ،‬إذ من‬
‫المعلوم أن الجريمة اإللكترونية عابرة للحدود والقارات ولذلك فإن المحاربة الفعالة للجريمة اإللكترونية تستدعي‬
‫تعاونا دوليا متزايدا‪ ،‬سريعا‪ ،‬وفعاال‪ ,‬وعلى أعلى درجات التنسيق‪ .‬ولذلك يتوجب توفير جميع االمكانات المادية‪،‬‬
‫(‪)10‬‬
‫المالية والبشرية الالزمة للتحقيق األمن السيبراني‪.‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬دراسة وصفية تحليلية لبعض نماذج صفحات الفايسبوك الجزائرية‬
‫أوال‪ :‬التعرف على بعض صفحات الفايسبوك الجزائرية‪:‬‬
‫في ما يلي نتطرق إلى بعض األمثلة لصفحات الفايس بوك األكثر تداوال بين متصفحي الفايس بوك على‬
‫أساس أنه أكثر مواقع التواصل االجتماعي شهرة في تناول إشاعات ذات طابع سياسي و أمني فمن بين هذه‬
‫الصفحات نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬ويكي الجزائر " ‪: "wiki dzair‬‬
‫بداية نشاط هذه الصفحة منذ سنة ‪ ،2010‬خالل هذه الفترة الممتدة ما بين ‪ 2010‬إلى يومنا هذا تم غلق هذه‬
‫الصفحة ثالث مرات ليعود بحلة جديدة و باسم جديد مع االحتفاظ باسم الشهرة "‪ ، "wiki‬عدد المعجبين بالصفحة‬
‫‪ 71.866‬شخص والعدد في يتصاعد في كل منشور وموضوع جديد يتناول شخصية جديدة وجهات معينة‬
‫باإلضافة إلى خاصية المشاركة وإعادة النشر التي هي من خصائص الفايس بوك لنشر المعلومات على نطاق‬
‫واسع وسط مشتركي الفايس بوك ‪ .‬أما فيما يخص عدد المنشورات المتداولة في هذه الصفحة ‪ 4741‬والعدد‬
‫مرشح لالرتفاع‪ )11( .‬إال أنه و في األونة األخيرة تم القبض على نشطاء الصفحة لتحقيق لدى العدالة بتهمة "‬
‫تكوين جمعية أشرار" و جنحة القذف و المساس بحياة الخاصة و جنحة " إهانة الهيئات النظامية وجنحة نشر‬
‫المنشورات لغرض الدعاية في صفحات الفايسبوك‪.‬‬
‫‪ -2‬أمير دي زاد " ‪: "AMIR DZ‬‬
‫بداية نشاط هذه الصفحة منذ سنة ‪ ،2015‬خالل هذه الفترة الممتدة ما بين ‪ 2015‬إلى يومنا هذا تم غلق هذه‬
‫الصفحة عدت مرات ليعود ‪ ،‬عدد المعجبين بالصفحة‪ 668. 731‬شخص والعدد في يتصاعد في كل منشور‬
‫وموضوع جديد يتناول شخصية جديدة وجهات معينة باإلضافة إلى خاصية المشاركة وإعادة النشر التي هي من‬
‫خصائص الفايس بوك لنشر المعلومات على نطاق واسع وسط مشتركي الفايس بوك ‪ .‬أما فيما يخص عدد‬
‫(‪)12‬‬
‫المنشورات المتداولة في هذه الصفحة ‪ 1673‬والعدد مرشح لالرتفاع‪.‬‬
‫‪ -3‬ثورة الشباب الجزائري‪"La révolution des jeunes algériens" :‬‬
‫بداية نشاط هذه الصفحة منذ سنة ‪ ،2012‬خالل هذه الفترة الممتدة ما بين ‪ 2012‬إلى يومنا هذا تم غلق هذه‬
‫الصفحة عدت مرات ليعود ‪ ،‬عدد المعجبين بالصفحة‪ 108.027‬شخص والعدد في يتصاعد في كل منشور‬
‫وموضوع جديد يتناول شخصية جديدة وجهات معينة باإلضافة إلى خاصية المشاركة وإعادة النشر التي هي من‬
‫خصائص الفايس بوك لنشر المعلومات على نطاق واسع وسط مشتركي الفايس بوك ‪ .‬أما فيما يخص عدد‬
‫(‪)13‬‬
‫المنشورات المتداولة في هذه الصفحة ‪ 7390‬والعدد مرشح لالرتفاع‪.‬‬
‫‪ -4‬المنظمة الوطنية لمناهضة الشيتة والشياتين‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫بداية نشاط هذه الصفحة منذ سنة ‪ ،2012‬خالل هذه الفترة الممتدة ما بين ‪ 2012‬إلى يوم أن يتم غلقها‪ ،‬لدى‬
‫هذه الصفحة عدد كبير من المعجبين إال أنه وفي الفترة األخيرة تم غلق هذه الصفحة على إثر احتجاجات ضد‬
‫قانون المالية لسنة ‪ 2017‬وتوقيف مسيري الصفحة بتهمة إهانة هيئة نظامية والتحريض على العنف‪.‬‬
‫ما يؤشر أن الدولة الجزائرية ليست بمنئى ن هذه الظاهرة التي تفتك بالمجتمع وتمس استقراره واستدامة األمن‬
‫واالستقرار السياسي حيث عمل موقع التواصل االجتماعي " الفايس بوك" كما ذكرنا في تقديم موضوع الدراسة‬
‫على إيجاد أذان صاغية لألفكار الكاذبة والمعلومات المغلوطة والمعارضة الهدامة التي ال تسعى إلى بناء الثقة‬
‫واالستقرار بل هدفها التفكيك االجتماعي بزعزعة الثقة في المسئولين ألن ما يتم نشره على هذه الصفحات قد‬
‫يحدث أضرارا بالغة بالمجتمع‪ ،‬أو يسهم في استشراء بعض األمور السلبية‪ .‬إن المعضلة الحقيقية هنا التي يمكن‬
‫أن تقف كتحدي لدولة‪ ،‬هي صعوبة التحكم في هذه الصفحات ومعرفة مصادرها واألشخاص القائمين عليها ما‬
‫يطرح إشكالية مدى وحدود القدرات التي تتمتع بها الدولة الجزائرية سواء كان النظام القانوني الذي يشكل‬
‫الردع لهؤالء األشخاص‪ ،‬أو القدرات التكنولوجية لتعقب األثر االلكتروني لهذه الصفحات خاصة في ضل تعدد‬
‫الوسائط التكنولوجية و عدم ثباتها بحيث يمكن استخدامها من عدت حواسيب أو عدت هواتف نقالة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األساليب التي تستخدمها صفحات الفايس بوك في نشر اإلشاعات بغرض زعزعة االستقرار السياسي و‬
‫األمني لدولة‬
‫إن أغلب مستخدمي المواقع االجتماعية بما فيها الفايس بوك الذي يعتبر أكبرها حجما وعددا من حيث‬
‫المشتركين يقومون باستخدام هذه الشبكات للتعارف وإيجاد أصدقاء جدد‪ ،‬لكن هناك فئة أخرى من الناس تهتم‬
‫بالتسويق لإلشاعات واألكاذيب التي ليس لها مصدر موثوق فنشر اإلشاعات عبر الفايس بوك الذي يعرض‬
‫األشخاص المشتركة فيه بطريقة سهلة وبسيطة بر وفيالت افتراضية عن شخصيات حقيقية واقعية فهي تتلقى‬
‫وتستهلك المعلومة أي كانت جهاتها أو مصدرها بطريقة سهلة وبسيطة فقط يحتاج القائم بنشر هذه اإلشاعات‬
‫على مجموعة من الطرق إليصالها شريحة كبيرة من المجتمع‬
‫‪ -1‬األساليب التي تستخدمها صفحات الفايس بوك في نشر اإلشاعات‪:‬‬
‫ ممارسات إعالمية خاطئة سواء بقصد أو دون قصد‪ ،‬وتساهم في تكوين الشائعة مثل – ‪:‬االعتماد على‬‫مصادر مجهولة وغير معلنة‪.‬مثل ما تقوم به صفحات الفايس بوك المذكور باستخدام عبارات التأكيد "‬
‫حسب مصادر مؤكدة " "حسب مصادر مطلعة على الموضوع" " "حسب معلومات مؤكدة" "حسب مصادر‬
‫عليمة" بدون اإلشارة إلى هذه المصادر بأسماء معينة‪ ،‬تبقى هذه المصادر مجهولة الهوية ومجهولة العدد‬
‫وعالقتها بالموضوع المنشور وكيفية حصولها على المعلومة؟‬
‫عدم التوازن في المادة اإلعالمية كقيام القائم بنشر اإلشاعات و بمنع األطراف المتحدث عنها في الدخول‬
‫‬‫في حوار مباشر مع أصحاب الصفحة من خالل خاصية "تجميد العضوية" ‪.‬‬
‫استخدام اسلوب اإليحاء والتمليح‪ ،‬والذي يؤدي إلى قيام المتلقي بالتخمين والتوقع مما يؤدي إلى اختالق‬
‫‬‫الشائعات‪.‬‬
‫اإلثارة في العناوين‪ ،‬والتي قد تختلف مع مضمون الخبر‪ .‬مثال ‪ :‬نشرت مؤخرا صفحة الفيسبوك "ويكي‬
‫‬‫دزاير" منشورا متعلق بالهيئة المنتخبة لبلدية سوق أهراس باختيار عنوان مثير وجذاب "عصابــــــــــــة بلدية‬
‫سوق أهراس" " رئيس البلدية الفاسد" " السارق" "أمالك الدولة تنهب برعاية الدرك الوطني والشرطة‬
‫القضائية" والعديد من العبارات والعناوين المثيرة لجذب انتباه المتلقي‬
‫‪9‬‬
‫الترويج لخبر مختلق‪ ،‬يتم تعليبه بطريقة قابلة لالستهالك من طرف الرأي العام‪ ،‬من خالل قالب المبالغة‬
‫‬‫والتهويل في التشويه والتالعب بالحقيقة بهدف التأثير‪ ،‬تحقيقا ألغراض سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو‬
‫حربية على النطاق المحلي‪ ،‬اإلقليمي أو العالمي برمته‪ ،‬إلدخال الجماهير على نحو غير محسوس في الوعي‬
‫الجماعي مثال‪ :‬فيفيري سنة ‪ 2015‬قامت صفحت الفايسبوك ويكي دزاير ‪ "wiki dziar‬بنشر إشاعة مفادها أن‬
‫"جمعية نظافة" الناشطة على مستوى البلدي لبلدية سوق أهراس التي قامت بعدت نشطات إبداعية تطوعية‪،‬‬
‫على أنها استولت على مبلغ مالي ‪ 40‬مليون سنتيم‪ ،‬كانت نتائج هذه اإلشاعة كارثية على نشاطها كما ادت الى‬
‫زعزعة ثقة المواطن تجاه هذه الجمعية‪ ،‬إلى أن تم دحض هذه اإلشاعة من خالل الوثائق التي تملكها الجمعية ‪.‬‬
‫اإلضرار‪ ،‬أو االبتزاز‪ :‬قيام بعض األشخاص بنشر معلومات أو وثائق بهدف االنتقام الشخصي من أفراد‬
‫‬‫أو شركات ومؤسسات سبق لهم العمل فيها مثال ‪ :‬في ‪15‬جوان ‪ 2015‬قامت صفحت "ويكي دزاير" بنشر‬
‫منشور حول "مديرة" مؤسسة ابتدائية هدفه ضرب مصداقية المؤسسة التربوية وإتهام المديرة بأنها ال تمتلك‬
‫المستوى المطلوب أصال الذي يسمح لها بالتدرج في المنصب وأنها لم تتلقى أي تعليم‪ ،‬لكن سرعان ما تم دحض‬
‫هذه اإلشاعة بمنشور أخر يثبت المستوى الحقيقي لها والذي يسمح لها بمزاولة المنصب‪.‬‬
‫اإلثارة البصرية‪ :‬تهدف الصفحات المذكورة نشر اإلثارة وإضفاء المصداقية على منشوراتها من خالل‬
‫‬‫اإلثار البصرية بنشر صور تضفي نوع من الشرعية على منشوراتها مثال‪ :‬ما تقوم به صفحة أمير دي زاد‬
‫‪ AMIR DZ‬بنشر صور لألزياء الرسمية للجيش الوطني وأسالك الشرطة بمختلف الرتب‪ ،‬أمامها قصاصات‬
‫تعبر عن تضامن هذه الجهات مع مدير الصفحة الملقب ب "أمير" لكن السؤال المطروح مدى مصداقية هذه‬
‫الصور في ضل التطور التقني و المعلوماتي الذي يسهل معه التزوير و التالعب بالصور؟‬
‫التشويق‪ :‬تقوم الصفحات المذكورة بلعب على عنصر التشويق واإلثارة في المنشورات بنشر عنوان‬
‫‬‫يحتوي على توعد و التهديد وخلق اإلثارة لدى المتلقي وتطلب من مشتركي الصفحة بنشر هذا المنشور كشرط‬
‫لنشر المحتوى الكامل لإلشاعة حتى يتم تداولها على نطاق واسع‪.‬‬
‫إال أنه ففي أحيان كثيرة ال يكون رواج نفي الشائعة أو تكذبيها بقدر رواجها‪ ،‬وقد يمتد هذا األثر لمدة طويلة‪.‬‬
‫عدم تحري الدقة واألمانة‪ :‬نتيجة عدة عوامل منها‬
‫ البحث عن اإلثارة‬‫ تغليب العاطفة‬‫ عدم الوعي الكافي بالعواقب الوخيمة التي قد تترتب على الشائعات واألكاذيب‪.‬‬‫‪ -2‬األثار األمنية و السياسية لإلشاعات المتداولة في صفحات الفايس بوك‪:‬‬
‫ينجم على انتشار اإلشاعة وسط مشتركي الفايس بوك أثار متعددة مختلفة متفاوتة حسب صلة المتلقي‬
‫بالموضوع والمنشور‪ ،‬كما تأثر عليه حسب االستعدادات النفسية للمتلقي من شعوره بعدم المساواة في التنمية‬
‫وعدالة التوزيع‪ ،‬باإلضافة إلى الظلم والفساد ما يهيئ أرضية خصبة لإلشاعة بانتشارها وانتقالها على نحو واسع‬
‫بين فئات المجتمع المختلفة الذين يتقبلونها بتغليب العاطفة على إرادة العقل مما يؤدي بالضرورة إلى نهج‬
‫سلوكيات لها أثار سياسة وأمنية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬األثار السياسية ‪:‬‬
‫التأثير في تماسك النظام السياسي‪ :‬خاصة حينما تتعلق الشائعة برموز الدولة‪ ،‬وقياداتها السياسية‪ ،‬فإن‬
‫‬‫تأثيرها يكون أقوى‪ ،‬والسيما إذا كانت هذه الرموز بمكانة مميزة لدى أفراد المجتمع "رئيس الدولة"‪ .‬هنا يتعدى‬
‫هدف الشائعة التأثير النفسي والسيكولوجي إلى محاولة زعزعة االستقرار الذي تشهده الدولة على المستويات‬
‫كافة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫محاوالت تشويه صورة الدولة أمام العالم الخارجي‪ :‬وذلك من خالل بث إشاعات مغرضة عن أوضاع‬
‫‬‫العمال األجانب في الدولة‪ ،‬أو نشر معلومات مضللة عن أوضاع حقوق اإلنسان والحريات العامة في الدولة‪،‬‬
‫وإيصالها إلى المنظمات الدولية التي تستخدم هذه المعلومات المشوهة (اإلشاعات) في التقارير التي تصدرها‬
‫وتقيم فيها تطور حقوق اإلنسان أو الحريات في الدولة‪ ،‬ما يؤكد أن اإلشاعات باتت أيضا تستخدم كأداة للضغط‬
‫السياسي من خالل تشويه صورة الدولة في الخارج‪.‬‬
‫العزوف االنتخابي‪ :‬فالممانعة االنتخابية وفق المقترب السياسي تنتج من التصور الذي يملكه الناخب عن‬
‫‬‫السياسة واالنتخاب فاختيار الناخب للمانعة يكون عن وعي ومعلل بأسباب تبدو منطقية بالنسبة له‪ ،‬خصوصا إذا‬
‫كانت مبنية على وعي معلل بمعلومات مسبقة خاطئة وغير موثوقة‪ ،‬مثل اإلشاعات المتداولة في صفحات‬
‫الفايسبوك أن مسألة االنتخاب والنتائج محسومة مسبقا فهنا تتولد قناعة لدى الناخب يعدم التوجه إلى صناديق‬
‫االقتراع ‪ .‬مما يزيد من نسبة العزوف االنتخابي خصوصا لدى الشباب ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬األثار األمنية‪:‬‬
‫إثارة الهلع والفزع في نفوس أفراد المجتمع ‪ :‬خاصة أن هناك نوعية من الشائعات ترتبط بقضايا تمس‬
‫‬‫الحياة اليومية للمواطنين‪ ،‬تنتشر كالنار في الهشيم في وقت قياسي بين أوساط المجتمع المختلفة‪ ،‬وتجد من‬
‫يصدقها ويضيف إليها‪ ،‬ما يجعلها أقرب إلى الخبر أو الواقعة خاصة في الحركات الشعبية‪ ،‬واالحتجاجات‬
‫باالستثمار فيها بنقل اإلشاعات والمعلومات المغلوطة في مواقع التواصل االجتماعي كسقوط ضحيا مثال ما‬
‫يعمق حالة االحتقان والكراهية ما يدخل في فوضه يصعب الخروج منها‬
‫محاولة زعزعة األمن االقتصادي للدولة‪ :‬وذلك من خالل بث معلومات مضللة عن أسواق المال ‪ ،‬فهذه‬
‫‬‫الشائعات تسبب خسارة كبيرة قد تصل إلى المالين ‪ ،‬كما أنها تضر بسمعة بعض الشركات وقد تؤدي إلى‬
‫انهيارها‪ .‬وهذا يؤكد أن الشائعات تستخدم كإحدى األدوات في الحروب االقتصادية‪ ،‬ليس بين الشركات فقط‪،‬‬
‫وإنما بين الدول أيضا لإلضرار اقتصاديا بالمنافسين ضمن الصراع على نصيب أرباح التجارة في سلعة ما‪ ،‬أو‬
‫(‪)14‬‬
‫الفوز بصفقة ما‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وسائل محاربة اإلشاعات والوقاية منها‪:‬‬
‫نظرا لما تمثله الشائعات من خطر يهدد األمن الوطني لدولة الجزائر‪ ،‬فإن هناك ضرورة ملحة للتعامل الفاعل‬
‫والسريع مع أي شائعة‪ ،‬والعمل على وقف انتشارها‪ ،‬وهذا يقتضي التحرك على المستويات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬صدور بيان من أطراف مختصة‪ ،‬لتوضيح طبيعة هذه الشائعة و مدى صحتها‪.‬‬
‫‪ -2‬البد أن يتحلى األفراد متلقو هذه األخبار بالمسؤولية إذ عليهم قبل ترويج أي خبر يأتي إليهم عبر وسائل‬
‫التواصل االجتماعي أو هواتفهم الذكية ضرورة العودة لمصادر األخبار الرسمية في الدولة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تشديد الجهات المعنية على مالحقة مروجي هذه الشائعات عبر وسائل التواصل‪.‬‬
‫‪ -4‬الحزم في تطبيق أقصى العقوبات التي يقررها القانون الجزائري على مروجي اإلشاعات‪ ،‬سواء بقصد أو من‬
‫دون قصد‪ ،‬لينالوا جزاءهم العادل جراء ما أقدموا‪.‬‬
‫‪ – 5‬العمل على مزيد من التوعية الدينية ألفراد المجتمع‪ ،‬وذلك من منطلق أن الشائعات أمر مناف لما جاء به‬
‫الدين اإلسالمي جملة وتفصيال‪.‬‬
‫‪ -6‬يتطلب ضرورة تدقيق وسائل اإلعالم من صحة المعلومات التي تنشرها وذلك من الجهات الرسمية‪ ،‬وثانيا‬
‫وضع استراتيجية إعالمية وقائية تستخدم وسائل اإلعالم كافة من أجل توعية أفراد المجتمع بمفهوم الشائعات‬
‫‪11‬‬
‫والظروف المرتبطة بنشأتها وتطورها والمخاطر واآلثار الناجمة عنها‪ ,‬وكيفية تحليلها للكشف عما تتضمنه من‬
‫‪)15( .‬‬
‫أكاذيب ومغالطات‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تبقى وسائل التواصل االجتماعي بمختلف أنواعها‪ ،‬بحرا من الحرية لألفراد الذين يمارسون نوعا من‬
‫المعارضة االفتراضية‪ ،‬إال أن هذا الجانب من الحرية‪ ،‬أعطى في نفس الوقت لألفراد على اختالف توجهاتهم و‬
‫انتماءاتهم سواء كانوا رسميون أو غير رسمين فسحة واسعة لنشر األفكار والمعلومات المغلوطة‪ ،‬بغرض‬
‫التحريض وغرس الفتن والكراهية في المجتمع تجاه مسئوليه و المؤسسات الرسمية ما يؤدي إلى إيجاد مجتمع‬
‫مرتبك ومحطم نفسيا مهيأ لخلق نوع من المفوضة وحالة من عدم االستقرار وبتالي زعزعة االستقرار السياسي‬
‫وألمني لدولة بتعميق الممانعة في المشاركة الحياة السياسية (مجتمع سلبي) واألمان‪ ،‬فإن لم تستطع مواقع‬
‫التواصل االجتماعي زعزعة االستقرار السياسي واألمني للدولة بطريقة مباشرة فإنها على األقل أصبحت مرتعا‬
‫لناشري اإلشاعات واالدعاءات لها تأثير في خلق مجتمع سلبي سياسيا على المدى الطويل وخلق أفراد يسهل‬
‫تحريكهم بنقرة الفأرة للحاسوب ‪.‬‬
‫تبقى هنا فيما يجب أن يتحلى به المواطن من وعي كافي كي يميز بين هذه الصفحات االلكترونية فإنه لبد من‬
‫تبني مقاربة ثقافية توعوية فمن متغيرات المشكل يكمن في الوعاء الثقافي والديني للمجتمع اإلفتراضي الواسع‬
‫الذي يبحر في هامش واسع من الحرية فالحرية المطلقة بدون قيد أو شرط يطرح ضرورة التوجه نحو الحرية‬
‫المنظمة‪ ،‬بقوانين واضحة وصارمة بما يتماشى مع األصول الدينية واألخالقية بحيث يحمي األفراد من كل‬
‫أشكال االبتزاز أو القذف أو التشهير المتعمد و أن يضع حدا لهذه الظاهرة‪.‬‬
‫إن مبادئ الفايس بوك ذات التوجه التحرري باتت أكثر من أي وقت مضى مصدر تهديد للعديد من لدول‪،‬‬
‫فهذه المبادئ استطاعت أن تجعل الفايس بوك سالحا فتاكا لناشري االستراتيجيات بعيدة المدى تهدف الى‬
‫زعزعة االستقرار السياسي واألمني لدولة‪ ،‬فلبد من إعادة النظر في هذه المبادئ بحيث تراعي استقرار الدول‪.‬‬
‫إن غياب اإلعالم الرسمي في ظل صعود لم يسبق له مثيل لإلعالم الغير الرسمي خاصة في يتعلق بالصفحات‬
‫اإللكترونية الفايسبوكية جعلت المتلقي يستهلك المعلومة كما هيا دون تمحيص وتدقيق حول ما إذا كانت هذه‬
‫المعلومات صحيحة أو خاطئة‪ ،‬ومنه البد أن يلعب اإلعالم الرسمي (إعالم الدولة) دوره بالتصريح حول هذه‬
‫المعلومات سواء أ كانت خاطئة بنفيها أو صحيحة بتأكيدها لكي ال تترك مجاال لشك وانتشارها على شكل‬
‫إشاعات‬
‫‪12‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬عبد الفتاح عبد الغني الهمص وفايز كمال شلدان‪ ،‬األبعاد النفسية واالجتماعية في ترويج االشاعات عبر‬
‫وسائل االعالم وسبل عالجها من منظور اسالمي‪ .‬الجامعة االسالمية‪ ،‬فلسطين‪ ،2009/2008 ،‬ص‬
‫ص(‪.)18-17‬‬
‫‪ -2‬شريف علي حماد‪ ،‬التأصيل الشرعي لإلعالم الدعائي وترويج االشاعات‪ .‬جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬فلسطين‪،‬‬
‫ص ص(‪.)8-7‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتاح عبد الغني الهمص وفايز كمال شلدان‪ ،‬مرجع سابق ص ص( ‪)17-16-15‬‬
‫‪ -4‬موقع الفايسبوك ‪. www.facebook.com/legal/terms,‬‬
‫‪ -5‬موقع التويتر ‪https://twitter.com/tos?lang=fr ،‬‬
‫‪ -6‬محمد محمد سيد أحمد عامر‪ ،‬المسؤولية الجنائية عن ترويج االشاعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪:‬‬
‫دراسة فقهية مقارنة‪ .‬بحث مقدم الى مؤتمر وسائل التواصل االجتماعي‪ :‬التطبيقات واالشكاليات المنهجية‪،‬‬
‫جامعة االمام محمد بن سعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ -7‬انظر‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم‪ 15-04 :‬المؤرخ في ‪10‬نوفمبر ‪ 2004‬يعد‬
‫ويتمم األمر رقم‪ 156-66‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ .‬العدد‪.2004/11/10 ،74:‬‬
‫‪ -8‬حسين بن صديق حسين عقيل‪ ،‬اسهامات معلم التربية االسالمية بالمرحلة الثانوية في مواجهة الشائعات‪.‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،1429،‬ص ص(‪.)47-46‬‬
‫‪ -9‬بارة سمير‪ ،‬الدفاع الوطني والسياسات الوطنية لألمن السيبراني في الجزائر‪ :‬الدور والتحديات‪ .‬مداخلة‬
‫مقدمة للملتقى الدولي حول سياسات الدفاع بين االلتزامات السيادية والتحديات االقليمية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬يومي‬
‫‪ 30‬و‪ ،2017/01/31‬ص ص(‪.)12-10‬‬
‫‪ -10‬محمد منير حجاب‪ ،‬الشائعات وطرق موجهتها ‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص‪79 -78‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -11‬يحي بن يمينة‪ ،‬السلوك اإلنتخابي عند الشباب في الجزائر‪ :‬شباب مدينة وهران نموذجا‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪،‬قسم علم اإلجتماع‪ ،‬جامعة وهران‪،2014 ،‬ص ‪53‬‬
‫‪ -12‬صفحة الفايس بوك ويكي الجزائر ‪https://www.facebook.com/Wiki- WIKI DZIAR‬‬
‫‪/Dzair-575681745866534‬‬
‫‪ -13‬صفحة الفايس بوك أمير دي زاد ‪/https://www.facebook.com/amir.dz14000 AMIR.DZ‬‬
‫‪ -14‬صفحة ثورة شباب الجزائر ‪La révolution des jeunes algeriens‬‬
‫‪/https://www.facebook.com/revolution.jeunesse.algeriennes‬‬
‫‪ -15‬مجلة درع الوطن اإللكترونية‪ ،‬الشائعات في وسائل التواصل اإلجتماعي وتأثيرتها السلبية‪،‬سنة ‪2014‬‬
‫‪14‬‬
Download