Uploaded by Jov Raod

بحث التربية الرومانية

advertisement
‫كلية التربية‬
‫جامعة سوهاج‬
‫اسم المقرر‪ :‬تاريخ التربية‪.‬‬
‫استاذ المقرر‪ :‬د‪ /‬محمد فوزي‪.‬‬
‫عنوان البحث‪ :‬التربية الرومانية‪.‬‬
‫عمل الطالبتين‪ :‬يمنى حمدي يوسف‪ ،‬وأميرة أحمد محمود عبد‬
‫العزيز‪.‬‬
‫الفرقة‪ :‬الثالثة‪.‬‬
‫الشعبة‪ :‬عام انجليزي‪.‬‬
‫للعام الجامعي‪٢٠٢١ :‬م‪.‬‬
‫محتويات البحث‪:‬‬
‫‪-١‬المقدمة‪.‬‬
‫‪-٢‬عناصر البحث‪:‬‬
‫ نبذة من بعض مظاهر وأهداف التربية الرومانية‪.‬‬‫ مراحل تطور التربية الرومانية‪.‬‬‫ الفكر التربوي عند الرومان‪.‬‬‫‪-٣‬الخاتمة‪.‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫كان لروما القديمة تاريخ عظيم تسابق المؤرخون الرومانيون القدماء‬
‫على تأريخه بدءا من عام ‪ 753‬ق‪.‬م‪ .‬وهو العام الذي تأسست فيه مدينة‬
‫روما‪ ،‬ومع ذلك فقد بدأ التاريخ الروماني قبل ذلك بكثير فنظرا لالمتداد‬
‫المكاني والزماني الكبير لإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬فقد شهدت تنوعا‬
‫وثراء كبيرا من النواحي االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية‬
‫والتربوية بالطبع‪ .‬فيتحدث بحثنا عن التربية الرومانية بمراحلها التي‬
‫بدأت بال مدارس حتى بنَت الجامعات وانتها ًء بسقوطها وفكرها‬
‫التربوي الذي كان جليا في خطبائها وفالسفتها‪ ،‬فقد شدنا لكتابة هذا‬
‫البحث معرفة ما كانت عليه التربية بدايةً في روما العظيمة وكيف‬
‫تطورت واضمحلت وسقطت‪ ،‬فهل أخذت منهجها في التربية من‬
‫عصور اخرى ام ابتدعت منهجها؟ وهل هناك ما نقتدي به في عصرنا‬
‫الحديث ام ال؟‬
‫❖ نبذة من بعض مظاهر وأهداف التربية الرومانية‪:‬‬
‫من مظاهر التربية الرومانية ما يلي‪:‬‬
‫• تشابه كبير بينها وبين التربية اليونانية فكانت التربية الغالبة لديها في عهد‬
‫الجمهورية حتى الغزو اليوناني أقرب إلى التربية اإلسبرطية‪ ،‬أما في عصر‬
‫األباطرة فقد سادت التربية األثينية‪.‬‬
‫ورغم هذا التشابه الكبير بينها وبين التربية اليونانية إال أنه كانت هناك‬
‫فروق تمثلت فيما يلي‪:‬‬
‫• استفاد الرومان من االبتكارات والنظريات لتحسين أحوالهم المادية المحسوسة‬
‫في حين بحثوا فالسفة اليونان عن الغاية من الحياة ولم يطبقوا ما توصلوا إليه‬
‫بصورة عملية‪.‬‬
‫• لم يكن للدين أثر في التربية اليونانية إال أنه كان له أثر كبير في التربية‬
‫الرومانية‪.‬‬
‫• التربية اليونانية عملية فنية مثالية في حين التربية الرومانية كانت عملية مادية‬
‫نفعية‪.‬‬
‫اتصفت التربية الرومانية بأنها‪:‬‬
‫• بأنها كانت عملية نفسية‪.‬‬
‫• اهتمامها بالنواحي العملية والنفعية والخلقية والدينية وأهملت النواحي‬
‫الجمالية والفنية‪.‬‬
‫هدفت التربية الرومانية إلى‪:‬‬
‫• خلق الفرد المتمرس في الفنون العسكرية‪ ،‬المتدرب على الشؤون الحياتية‬
‫العملية‪.‬‬
‫• تدريب الفرد على ابتكار الوسائل العلمية التطبيقية التي يمكن تطويعها‬
‫لتحقيق الغايات‪.‬‬
‫ ونجد أن هناك شكلين من أشكال التربية الرومانية كانت تطبق على الفرد‬‫في نفس الوقت وهي‪:‬‬
‫• تربية حربية وخلقية‪ :‬كانوا يعتنون بالتدريبات المتعلقة بساحة الحرب أو ساحة‬
‫"مارس"‪.‬‬
‫• تربية دينية‪ :‬وذلك بحفظ األناشيد الدينية التي كانت تحتوى على أسماء اآللهة‪،‬‬
‫وكذلك دراستهم لأللواح االثني عشرية (المحتوية للقانون الروماني)‪.‬‬
‫❖ مراحل تطور التربية الرومانية‪:‬‬
‫‪ .1‬المرحلة المبكرة‪ :‬التي انتهى الجزء األول منها في القرن السادس قبل الميالد‬
‫تقريبا‪ ،‬عندما تأسست روما‪.‬‬
‫‪ .2‬المرحلة االنتقالية‪ :‬عندما سادت الثقافة والحضارة والمثل التربوية اإلغريقية‬
‫فكرا وممارسة بالرغم من معارضة المحافظين من الرومان‪.‬‬
‫‪ .3‬المرحلة الهلينستية‪ :‬وهي تنتهي حوالي عام ‪ ٢٠٠‬ميالدية‪.‬‬
‫‪ .4‬مرحلة االضمحالل والسقوط‪ :‬وهي تنتهي عام ‪ ۵٢۹‬ميالدية عندما أغلق‬
‫اإلمبراطور جستنيان قراره بإغالق جامعة أثينا الوثنية‪ ،‬وحلت محلها سيطرة‬
‫الكنيسة المسيحية على التعليم في الغرب‪.‬‬
‫‪ .1‬المرحلة المبكرة‪:‬‬
‫ال يوجد في أوائل هذا العصر مدارس يدخلها الطفل‪ ،‬وانما كان البيت المكان‬
‫التهذيبي الوحيد‪ ،‬فكانت األم تتعهد الطفل منذ صغره وتشرف على تربيته‪ ،‬فإذا‬
‫أصبح غالما تعهده أبوه‪ .‬وكان الطفل يصاحب أباه في العمل‪ ،‬ويقف بجانبه‬
‫على منصة الخطابة‪ ،‬ويذهب معه إلى المعسكر وأي مكان آخر‪ .‬وكانت التربية‬
‫خلقية والنظام قاسيًا‪ .‬وفي أواخر هذا العصر ظهرت المدارس األولية وتعرف‬
‫باسم (‪ )Ludi‬ومعناها اللعب‪ ،‬وكانت قليلة العدد‪ ،‬وغايتها تعليم القراءة للتمكن‬
‫من حفظ األلواح االثني عشر‪ .‬وأصبحت هذه المدارس تهتم بتعليم القراءة‬
‫والكتابة والحساب باإلضافة إلى حفظ األلواح االثني عشر‪.‬‬
‫‪ .2‬المرحلة اإلنتقالية‪:‬‬
‫وفي هذا العصر دخلت المبادئ واألفكار والعادات اليونانية إلى روما تدريجيا ً‬
‫من أوساط القرن الثالث قبل الميالد إلى منتصف القرن األول قبل الميالد‪ ،‬وفي‬
‫أوائل هذا العصر كثر عدد المدارس األولية (مدارس األدب) ‪ .‬كما تم نقل‬
‫األوديسا إلى الالتينية وأصبحت تدرس في مدارسها األولية‪ .‬ثم دخلت مدارس‬
‫النحو ومدارس الخطابة اليونانية إلى روما‪ .‬ولكنها لم تنتشر االنتشار الكافي‪.‬‬
‫وأخيراً تحولت هذه المدارس إلى مدارس التينية‪ ،‬إال أن مجلس الشيوخ أمر‬
‫بإغالق المدارس وطرد المعلمين‪ .‬أما عن تنظيم المدارس فكانت هناك‪:‬‬
‫• المدرسة االبتدائية ‪ :Lodus‬ويذهب إليها األطفال من بين السابعة إلى الثانية‬
‫عشر لتعلم القراءة والكتابة والحساب وألواح القانون االثني عشر‪.‬‬
‫• المدرسة الثانوية ‪ :Grammer school‬أنشأها اإلغريقيون بعد عام ‪ 300‬ق‪.‬م‬
‫لتعليم اللغة واألدب‪ ،‬وكان التالميذ يدخلون المدرسة الثانوية من حوالي سن‬
‫الثانية عشرة‪ ،‬ويستمرون بها مدة أربع سنوات تؤهلهم للدراسات العليا‪.‬‬
‫• مدارس البالغة ‪ :Rhetorical School‬وكان الطلبة يدخلونها في سن السادسة‬
‫عشر ليدرسوا فنون الخطابة‪ ،‬وتأثرت هذه المدارس بآراء سقراط وأرسطو ثم‬
‫بآراء شيشرون وكونتليان‪ .‬وكان الطلبة يتدربون على الخطابة ومعالجة‬
‫المشاكل بالمنطق والبرهان‪ ،‬ويدرسون الموسيقى والتاريخ والفلك والرياضيات‬
‫والرياضة البدنية لضمان رشاقة الحركات الجسمية واإلشارات اليدوية في‬
‫الخطابة‪ .‬وكانت المدارس خاصة حيث يدفع التالميذ المال مقابل التحاقهم بها‪.‬‬
‫• الجامعات‪ :‬ظهر التعليم الجامعي في روما كضرورة لدراسة الفلسفة التي كان‬
‫يقبل على دراستها أبناء الطبقة األرستقراطية‪.‬‬
‫‪ .3‬المرحلة الهللينستية‪:‬‬
‫أصبح نظام المعاهد في هذا العصر وطيد األركان‪ ،‬وازداد اإلقبال على الثقافة‬
‫اليونانية‪ .‬وعلى الرغم من ذلك فإن المدارس األولية (األدب) لم تتغير حيث كانوا‬
‫يعلمون فيها مبادئ القراءة والكتابة والحساب بصورة بسيطة جدا أو يدرسون فيها‬
‫األوديسا (الالتينية) عوضا عن اللوائح االثني عشرة التي كانت تدرس سابقا‪ .‬أما‬
‫مدارس النحو التي عاكسها مجلس الشيوخ في العصر الماضي فإنها أصبحت‬
‫رسمية‪ ،‬وقد كانت على نوعين أحدهما للنحو اليوناني والثاني لتعليم النحو‬
‫الالتيني‪ .‬وكانت هذه المدارس تعلم النحو الذي كان يشمل في نظرهم دارسة‬
‫األدبيات والتاريخ والعلوم‪ .‬وكانت غاية هذه المدارس هي إتقان القراءة البليغة‬
‫واإلنشاء الحسن المتين‪ .‬أما مدارس الخطابة عند الرومان فكانت بمثابة مدارس‬
‫السفسطائيين لليونان‪ ،‬غايتها تدريب الشاب الروماني الذي أنهى المدارس األولية‬
‫ومدارس النحو على الخطابة واإللقاء‪ ،‬فال يدخلها إال الذين ينوون األشغال‬
‫السياسية أو المحاماة أو الذين ينتمون إلى طبقة األعيان‪ .‬وباإلضافة إلى تدريس‬
‫الخطابة فقد كان الشاب يدرس الهندسة والفلك والفلسفة والموسيقى‪ .‬وقد وصف‬
‫كونتليان المربي الروماني الخطيب بأنه من تتوافر فيه الشروط التالية‪ :‬مع رفة‬
‫العلوم واتقان اللغة وحسن اختيار األلفاظ‪ ،‬ودرس العواطف البشرية وكيفية‬
‫إثارتها‪ ،‬ورشاقة الحركات ومعرفة الشرائع وحسن اإللقاء والمحافظة الجيدة‪،‬‬
‫وأهم من ذلك يجب أن يكون اإلنسان فاضال شهما حتى يكون خطيبا مجيدا‪.‬‬
‫وعندما أصبحت الديانة المسيحية دين الدولة الرسمي في أواخر القرن ال اربع‬
‫الميالدي ظهر نوع جديد من المدارس يسمى المدارس المسيحية‪ ،‬ويلتحق به‬
‫الطالب ما بين سن الثامنة عشرة والعشرين ‪،‬وفيها يتعلمون تعليما عاليا في‬
‫المعتقدات والالهوت المسيحي‪.‬‬
‫‪ .4‬مرحلة االضمحالل والسقوط‪:‬‬
‫استقر التعليم األدبي والبالغي‪ ،‬وتكونت له هياكله ومؤسساته وفي نفس الوقت‬
‫استمرت األنماط التقليدية القديمة من تربية أسرية وتلمذة صناعية‪ .‬وقد شجع‬
‫كوينتليان التربية المدرسية‪ ،‬وقلل من أهمية المنزل‪ .‬وفي هذه المرحلة انتشر‬
‫معلمو النحو ومعلمو الخطابة انتشارا سريعا‪ ،‬كذلك انتشرت مدارسهم وازداد‬
‫عددها وصار التعليم نظريا وشكليا إال أنه بقي مرتبطا إلى حد ما باالحتياجات‬
‫االجتماعية والسياسية للمجتمع ومع اتجاه الدولة الرومانية نحو االضمحالل‬
‫والسقوط‪ .‬ازداد استبداد األباطرة وسيطروا على المفكرين والخطباء وكبار‬
‫المعلمين وجعلوهم دمى في أيديهم كما حل السيف محل الخطيب في توجيه‬
‫الناس نحو ما يجب عليهم أن يفعلوه‪.‬‬
‫وفي مجال التعليم فقد ابتعدت الموضوعات الدراسية عن الواقع‪ ،‬فكانت تدور‬
‫خطب ومناقشات الطالب والمعلمين حول قضايا جدلية نظرية‪ .‬وأصبحت هذه‬
‫الدراسات تطلب لذاتها ومن أجل المكانة واألبهة االجتماعية واختفت المدرسة‬
‫األولية ‪ Ludus‬تدريجيا‪ ،‬وهي المدرسة التي كان يذهب إليها أبناء الطبقات‬
‫الفقيرة‪ ،‬وأصبح استمرار المدارس مرهونا بمبادرات األباطرة‪ ،‬مما فتح الباب‬
‫أمام تدخلهم وتحكمهم ورقابتهم على التعليم في المدارس والجامعات‪ ،‬فمثال في‬
‫عام ‪ ٣۹٣‬ميالدية منع اإلمبراطور جوليان المعلمين المسيحيين من تدريس‬
‫النحو‪ ،‬كما منع اإلمبراطوران ثيوديسيوس وفالينتينيان افتتاح المدارس‪ ،‬كما‬
‫منع اإلمبراطور جستنيان تدريس الفلسفة في أكاديمية أفالطون بأثينا عام‬
‫‪٥٢۹‬م‪ ،‬وأغلقت باعتبارها جامعة وثنية ملحدة‪.‬‬
‫❖ الفكر التربوي عند الرومان‪:‬‬
‫يتميز الفكر التربوي الروماني بالجدب والفقر الشديدين‪ ،‬فلم تعرف روما مفكرين‬
‫أو فالسفة لهم رؤى تربوية ناضجة على نحو ما كان موجودا لدى أفالطون‬
‫وأرسطو في أثينا‪ .‬وإنما تتناثر آراء بسيطة للخطباء والمفكرين العظام مثل‬
‫بلينوس وليفيوس وشيشرون ويوليوس قيصر وكوينتليان‪ .‬ولعل األخير هو الوحيد‬
‫الذي وضع ما يمكن أن يعد كتابا في التربية‪ .‬ففي كتابه أسس الخطابة ‪De‬‬
‫‪ institutio Oratoria‬يوضح كيفية تكوين الخطيب وإعداده بدءا من المدرسة‬
‫االبتدائية ومرورا بمدرسة النحو حتى مدرسة الخطابة‪.‬‬
‫وفي هذا الكتاب يوجه كوينتليان انتقاداته لنظام التعليم الروماني وبخاصة‬
‫استخدام العنف في عقاب التالميذ‪ ،‬وأكد على أهمية أن يكون المعلم على وعي‬
‫بقدرات األطفال وميولهم‪ ،‬وضرورة أخذ ذلك في االعتبار عند تعليمهم‪ ،‬ونادي‬
‫بضرورة التكامل بين المدرسة واألسرة في عملية التربية حيث كان يرى أن‬
‫بعض اآلباء يفسدون ما تقوم به المدرسة بتدليلهم ألوالدهم‪ ،‬وكان يؤكد على‬
‫أهمية تربية األطفال تربية جماعية في المدارس حيث يؤدي تجمع األطفال إلى‬
‫المنافسة بينهم ومن ثم زيادة تحصيلهم ونجاحهم‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫تشابهت التربية الرومانية و واليونانية فقد سادت التربية اإلسبرطية خالل فترة‬
‫من فترات اإلمبراطورية الرومانية وسادت التربية األثينية في أخرى ورغم ذلك‬
‫فقد اختلفت التربيتان الرومانية واليونانية في عدة نقاط‪ ،‬فقد عمل الرومان‬
‫باالبتكارات والنظريات لتحسين أحوالهم المادية في حين لم يطبق اليونانيون ما‬
‫توصلوا إليه عمليا ً‪ ،‬وكان أثر الدين واضحا ً في التربية الرومانية على عكس‬
‫التربية اليونانية‪ ،‬وأخيرا كانت التربية الرومانية عملية مادية نفعية في حين‬
‫كانت التربية اليونانية عملية فنية‪ .‬ونجد أن هناك شكلين من أشكال التربية‬
‫الرومانية كانت تطبق على الفرد في الوقت نفسه وهما التربية الحربية وخلُقية‪،‬‬
‫وتربية دينية‪.‬‬
‫قسمت مراحل تطور التربية الرومانية إلى اربع مراحل‪ ،‬فكان أولهم المرحلة‬
‫المبكرة التي انتهى الجزء األول منها في القرن السادس قبل الميالد تقريباً‪ ،‬عندما‬
‫تأسست روما‪ ،‬وكانت هذه المرحلة تتسم بأن المدارس لم تكن قد وجدت بعد‬
‫وكانت تتم التربية من خالل الوالدين فقط‪ .‬ثانيا جاءت المرحلة االنتقالية التي‬
‫سادت فيها المثل التربوية اإلغريقية وتأسست خاللها اربع مؤسسات للتعليم‪:‬‬
‫المدرسة االبتدائية‪ ،‬والمدرسة الثانوية‪ ،‬ومدرسة البالغة‪ ،‬والجامعات‪ .‬ثالثا كانت‬
‫المرحلة الهلينستية حيث زاد اإلقبال على المعاهد وازداد اإلقبال على الثقافة‬
‫اليونانية‪ .‬وأخيرا جاءت مرحلة االضمحالل والسقوط التي فيها حل السيف محل‬
‫الخطيب في توجيه الناس وابتعد التعليم عن الموضوعات الدراسية الواقعية‬
‫واختفت تدريجيا المدارس االبتدائية وأخيرا انتهت هذه المرحلة بإغالق اكاديمية‬
‫افالطون بأثينا باعتبارها جامعة وثنية ملحدة عام ‪٥٢۹‬م‪.‬‬
‫لم تعرف روما مفكرين او فالسفة لهم رؤى تربوية ناضجة وانما تتناثر آراء‬
‫بسيطة للمفكرين والخطباء العظام‪ ،‬ولعل الخطيب والمربي كوينتليان هو الوحيد‬
‫الذي وضع ما يمكن أن يعد كتابا ً في التربية‪ ،‬فقد وضع في كتابه كيفية تكوين‬
‫الخطيب واعداده بدءاً من المدرسة االبتدائية مرورا بمدرسة النحو حتى مدرسة‬
‫الخطابة‪ ،‬وقد انتقد ايضا ً بعض اوجه التعلم الروماني ووجه بما يراه األفضل‬
‫للتعليم‪.‬‬
‫من وجهة نظري فإن التربية الرومانية كانت جيدة في بدايتها ولكن مع نهاية‬
‫االمبراطورية اصبحت اسوء نسبيا‪ ،‬فاختفاء المدارس االبتدائية يدل على ان‬
‫التعليم كان هدفه جمع المال وليس النهوض بالشعب من الجهل للعلم واألكثر من‬
‫ذلك ان التعليم كان في يد األباطرة في العقود األخيرة فكان يجيء ويذهب في‬
‫االتجاه الذي يريدون حسب مصالحهم‪ .‬ومع ذلك كانت التربية الرومانية رائعة في‬
‫بدايتها فقد حرص الوالدين على تعليم ابنائهم حتى بدون مدارس‪ ،‬حتى بعد بناء‬
‫المدارس كان للوالدين دور اساسي في تربية ابنائهم‪ .‬وقد بنيت المدارس االبتدائية‬
‫التي دخلها الكثير من أصحاب الطبقة الفقيرة‪ ،‬ومدارس النحو ومدارس الخطابة‬
‫والجامعات كجامعة اثينا‪ .‬ومع هذا كله فقد وضعت التربية الرومانية الكثير من‬
‫اسس التربية في الكثير من أنحاء اوروبا‪.‬‬
Download