القانون االداري االخاص الباب األول :المرافق العامة الكبرى * فصل تمهيدي :المرفق العام أ -تعريف المرفق العام : ان المرفق العام هو من المفاهيم األساسية في القانون اإلداري ،إعتبر العالمة Duguitالذي أسس " مدرسة المرفق العام " في مطلع القرن العشرين أن فكرة المرفق العام تفسر كل القانون اإلداري وفي نظر هذه المدرسة ( التي ضمت إلى ، Duguit , Jeze, Rollandوخصوصا ،) Bonnardالقانون اإلداري هو قانون المرفق العام ،والدولة هي مجموعة من المرافق العامة وعرف Rollandالمرفق العام كما يلي: "المرفق العام هو مشروع أو مؤسسة ذات منفعة عامة تعمل تحت إشراف الحكام لتلبية الحاجات الجماعية للجمهور" إن فكرة المرفق العام وست أيضا في قرارات شهيرة صدرت عن مجلس الشورى الفرنسي ،ومحكمة حل الخالفات في أواخر القرن التاسع عشر ،منه : TC , 8-2-1873 , Blanco .إعتبرت محكمة حل الخالفات في قرارها هذا ،أن مسؤولية السلطة عن األضرار الناتجة عن المرافق العامة تخضع لقواعد خاصة تختلف عن قواعد المسؤولية المدنية التي تحكم عالقات األفراد بعضهم البعض اآلخر. طبق مقياس المرفق العام على السلطات المحلية أيضا .وجاء في قرار Terierأن مقياس المرفق العام هو المقياس العام الذي يطبق على النزاعات كافة ،حتى تلك التي تتعلق بنشاط السلطات المحلية كما طبق هذا المقياس على صعيد المحافظة : : TC , 29-12-1908 . Feutry بما أن الدعوى ال تنسب إلى خطأ شخصي ألحد موظفي اإلدارة ومنفصل عن الوظيفة ،بل أن المستدعي يشكو من تنظيم و سير مرفق عام عهد به إلى المحافظة. وفي قرار Therondالصادر في 4-3 1910طبق مجلس الشورى مقياس المرفق العام على العقود التي تبرمها البلديات ،وهذه القرارات تؤيد نظرية " مدرسة المرفق العام التي اعتبرت أن المرفق العام هو نشاط تديره السلطات اإلدارية بهدف تحقيق المصلحة العامة ( أي تلبية حاجات جماعية ) ۔ هذا التعريف يشيل المفهوم المادي للمرفق العام (نشاط من أجل تحقيق المصلحة العامة) والمفهوم الشكلي ( أي الجهاز اإلداري الذي يمارس هذا النشاط ) ۔ وانتقد العالمة Mauriouمدرسة Duguitألنها حصرت القانون اإلداري بالمرفق العام ،وحاولت القضاء على مفهوم السلطة العامة الذي يأتي قبل مفهوم المرفق العام . واعترض االجتهاد بدوره على مدرسة المرفق العام " مما تسبب بأزمة المرفق العام " إذ الفصل المعيار المادي عن المعيار الشكلي منذ قرار . Veziaوفي هذا القرار اعتبر مجلس الشورى أن المرافق العامة ال دار من قبل الدولة فقط ،بل من قبل المؤسسات الخاصة و حتی من قبل األفراد .ونتيجة لهذا االجتهاد يفضل الفقه الحديث تعريف المرفق العام بمفهومه المادي ،دول التخلي کال عن المفهوم الشكلي وبهذا الخصوص ،يؤكد الفقيهان Autyو Ducos كما أن العالمة de Laubadereيعطي األفضلية للمفهوم المادي وبعد تعريف المرفق العام يجب البحث عن معيار المرفق العام ب -معيار المرفق العام : يجب التذكير هنا انه عندما تدير اإلدارة بواسطة أجهزتها المرفق العام ال حاجة للبحث عن معيار ألننا أمام مرفق عام .لكن األمر يتعقد في حال غياب العنصر الشكلي ولمعرفة ما إذا كان نشاط معين يؤلف مرفق عامة فإنه يجب ،حسب العالمة ، de Laubadereالرجوع إلى نية المشترع .ويؤيد هذا الرأي األستاذان Delvolveو Vedel .وفي حال عدم وضوح النص ،على القاضي استنتاج نية المشترع من المعايير التي اعتمدها مجلس الشورى الفرنسي في قراره الشهير Narcyالصادر في 28-6-1963 .ومما جاء في القرار : عمال بالمادة األولى من القانون الصادر في 727-1948يحق للوزراء المختصين إنشاء مراكز تقنية صناعية )هي مؤسسات خاصة ذات منفعة عامة ( .ومع بقائها مؤسسات أو هيئات خاصة ،فإنها تقوم بمهمة مرفق عام ( تطوير إنتاجية الصناعة وضمان نوعها ،لألسباب اآلتية: 0 - 1ألن اإلدارة تمارس حق الرقابة على طريقة إنجاز هذه المهمة. - 2ألن هذه المراكز تعمل في سبيل المصلحة العامة. - 3ألن المشترع منح المراكز التقنية بعض امتيازات السلطة العامة - 4ألن هذه المراكز أخضعت لرقابة سلطة الوصاية )من خالل تعيين أعضاء مجلس اإلدارة( وعند توافر هذه الشروط األربعة يمكن القول إن المؤسسة الخاصة تنقذ مرفق عامة .وتجدر المالحظة إلى أن " أزمة المرفق العام " تتمثل في خضوع المرافق العامة في بعض الحاالت إلى القانون الخاص أيضا ،ومن تلك الحاالت: - 1إبرام اإلدارة عقودة عادية لتسيير المرفق العام .هذه العقود تخضع للقانون الخاص) عقد إيجار عادي ،مثال). ومما جاء في قرار بر دويل : حيث يتبين من مراجعة عقد اإليجار انه عقد إيجار عادي ال يحتوي على أي بند خارق للقانون الخاص وحيث أن االجتهاد استقر على أنه ال يكفي أن يكون أحد طرفي العقد إدارة عامة حتى يوصف العقد بأنه عقد إداري يخضع لرقابة مجلس الشوری وأكد االجتهاد الفرنسي هذا التوجه منذ قرار ) ) Societe des granits porphyroides des Vosgesبقوله " :أن الصفقة التي أبرمت بين المدينة والشركة لم تلزم الشركة بالقيام باشغال عامة بل كان موضوعها الوحيد تقديم لوازم وفقا لقواعد وشروط العقود التي تتم بين األفراد " . وبالتالي تكون الشركة قد أثارت نزاعا يخرج عن اختصاص القضاء اإلداري -2النزاعات المتعلقة بسير مرفق القضاء العدلي .ال يحق للقضاء اإلداري النظر فيها عمال بمبدأ فصل السلطات اإلدارية والقضائية ،أي أن القرارات والمذكرات الداخلية الصادرة عن السلطة القضائية هي من اختصاص القضاء العدلي: م .ش فياض 13-10- 1954م ا 1957 ،ص203 . CE, 11-5-1951, Baud, Rec. p. 205 CE, 2-5-1977, Henin, Rec. p. 666 -3المرافق العامة الصناعية والتجارية .قرر االجتهاد أن بعض المرافق العامة تدار وفق القواعد القانون الخاص ،لذا يقتضي إخضاع نشاطها للقانون الخاص ،وهذه المرافق هي المرافق العامة الصناعية والتجارية التي ظهرت بعد تدخل الدولة في مجاالت اقتصادية وتجارية وبهذا الخصوص أكدت محكمة حل الخالفات الفرنسية في قرارها الشهير ) Bac d'Elokaما يلي: " بما أن سفينة Elokaليست من المنشآت العامة ،وبما أن مستعمرة ساحل العاج بقية مها بتسهيل عبور البحيرة ،لقاء أجر معين ،من ضفة إلى أخرى لألشخاص والبضائع ،تكون قد استثمرت مرفقة عامة للنقل بذات الشروط التي يستثمر بها صناعي مثل هذا المرفق .وما دام ال يوجد نص خاص يعطي الصالحية للقضاء اإلداري ،فيكون الفضاء العدلي صالحة للنظر في نتائج الحادث التي تشكو منه الجهة المستدعية " . وجاءت قرارات عديدة في هذا االتجاه .نذكر على سبيل المثال,: - TC , 11-7-1933 . Dame Mélinette . - CE , 25-1-1952 Boglione . TC , 17-11-1975 . Gamba وستری نظام هذه المرافق الصناعية والتجارية في سباق درس المرافق االقتصادية وقبل أن نختم الفصل التمهيدي ال بد من اإلشارة إلى أن سبب أزمة المرفق العام يعود إلى التحول في مهام الدولة كان يتماشى التعريف التقليدي للمرفق العام مع مفهوم الدولة الدركي .لكن بعد الحروب اضطرت الدولة إلى التدخل في ميادين عديدة : اإلقتصادية ،اإلجتماعية ،والتجارية ، ..لتلبية حاجات المواطنين وإشباعها ،بعد أن تبين لها أن المبادرة الفردية غير قادرة على ذلك بمفردها .وال يعني هذا التدخل استبعاد النشاطات الخاصة ،قالحاجة إلى التعليم الرسمي ال تقضي باستبعاد المدارس الخاصة عمال بحرية التعليم والمعتقد و پديمقراطية التعليم ...وكذلك األمر بالنسبة للقطاع الصحي والنقل... وللتأكد من وجود مرفق عام يجب ،كما رأينا ،الرجوع إلى نية المشترع .وبهذا الخصوص أكد العالمة ، de Laubadereالذي اعتمد معيارا ذاتيا ،أن ":ليس هناك مرافق عامة بطبيعتها ،وال يوجد مرفق عام إال بمشيئة السلطة التي تنشي المرفق العام” إذن ،السلطات العامة هي التي تقرر إنشاء موفق معين لتلبية حاجات ملحة يطالب بها الجمهور .ومن واجب الدولة الحديثة تأمين حاجات المواطن بواسطة مرافق عامة ،سواء أكانت مدارة من قبلها أو من قبل األفراد 1 ماذا عن المرافق العامة الكبرى ؟ ترتبط المرافق العامة بمهام اإلدارة ،وهي تتغير مع الزمن وساير متطلبات المجتمع وتطلعاته .. في البداية كانت مهام الدولة تقتصر على مهام السيادة والمهام السياسية ،أي الدفاع واألمن الداخلي والمالية والعدل والعالقات الخارجية . لكن بعد الحرب العالمية األولى تخلت الدولة عن مفهوم الدولة الدركي ،وانتقلت إلى مفهوم دولة العناية ،وبعدها إلى دولة اإلنماء الشامل ، مما دفعها إلى التدخل ،كما ذكرنا ،في مجاالت عديدة كانت متروكة للمبادرة الفردية ،وأدى هذا األمر إلى ازدياد ملحوظ في مهام الدولة وفي مرافقهاء كيف تصف حاليا المرافق الكبرى ؟ ثمة تصنيفات عديدة للمرافق العامة ،إال أننا سنعتمد تصنيف العالمة الفرنسي A. de Laubadereالذي ميز بين : -1المرافق اإلدارية الكبرى التي تشمل المرافق األساسية التي تهتم بحماية المجتمع .وهذه المرافق هي :الدفاع الوطني واألمن الداخلي والمرافق التعليمية والتربية الوطنية والمؤسسات الجامعية والمرافق االجتماعية والصحة العامة ،الشباب والرياضة - 2المرافق االقتصادية التي تشمل المرافق الصناعية والتجارية التصميم المواصالت والطاقة *الفصل األول :المرافق اإلدارية الكبرى المبحث األول :المرافق األمنية -1الجيش في لبنان ،حدد قانون الدفاع الوطني ) المرسوم االشتراعي رقم 102الصادر في ، 16 -1983-9وتعديالته( بوضوح مهام القوى المسلحة زمن السلم و في حالة الطوارئ أيضا ويقصد بالقوى المسلحة :الجيش ،وقوى األمن الداخلي ،واألمن العام ،وأمن الدولة ،وسائر العاملين في اإلدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات الذين يحملون السالح وجاء في المادة األولى منه : الدفاع الوطني يهدف إلى تعزيز قدرات الدولة وإنماء طاقاتها لقاومة أي اعتداء على ارض الوطن وأي عدوان يوجه ضده ،وإلى ضمان سيادة الدولة وسالمة المواطنين ويمكن استخدام القوى المسلحة في الحقول اإلنمائية واالجتماعية ،شرط أن ال يعيق ذلك مهامها األساسية .يقرر هذا االستخدام بموجب مرسوم ،بناء على اقتراح وزير الدفاع الوطني والوزير المختص - Aالتنظيم العام للدفاع الوطني تجدر المالحظة أن الدفاع الوطني هو مرفق إداري يخضع للسلطة السياسية - 1رئيس الجمهورية: رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن ،يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقالل لبنان ووحدته وسالمة أراضيه وفقا ألحكام الدستور يرأس المجلس األعلى للدفاع ،وهو القائد األعلى للقوات المسلحة التي تخضع ! الساطة مجلس الوزراء) المادة 49من الدستور اللبناني ( وجاء في المادة 5من قانون الدفاع الوطني : يوضع الجيش بتصرف رئيس الجمهورية الذي يمارس صالحياته وفقا لألحكام المنصوص عليها في الدستور والقوانين النافذة ،وال سيما المادتين 6و ( 7من قانون الدفاع الوطنی ( 2 ويتألف المجلس األعلى للدفاع من : الرئيس الجمهورية :رئيسارئيس الوزراء :نائبا للرئيس وزير الدفاع وزير الخارجية وزير المالية عضوا وزير الداخلية وزير االقتصاد ويحق لرئيس المجلس األعلى للدفاع أن يستدعي من يشاء ممن تقضي طبيعة أعمال المجلس حضورهم .كما يمكن بمرسوم خذ في مجلس الوزراء إضافة وزير أو أكثر إلى عضوة المجلس األعلى للدفاع كأعضاء عاملين )المادة 7من قانون الدفاع الوطني ( الوضع مماثل في فرنسا ،كما أكد العالمة de laubader - 2مجلس الوزراء : تناط السلطة اإلجرائية بمجلس الوزراء وهو السلطة التي تخضع لها القوات المسلحة ،ومن الصالحيات التي يمارسها :السهر على تنفيذ القوانين واألنظمة ،واإلشراف على أعمال كل أجهزة الدولة من إدارات و مؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية بال استثناء ( المادة 65من الدستور) ويقرر مجلس الوزراء السياسة العامة الدفاعية واألمنية ،ويعين أهدافها ،ويشرف على تنفيذها (المادة 6من قانون الدفاع الوطني) في فرنسا أيضا ،يعود أمر تحديد السياسة العامة الدفاعية لمجلس الوزراء: - 3رئيس الحكومة: يرئس رئيس الحكومة مجلس الوزراء ويكون كما نائبا لرئيس المجلس األعلى للدفاع( المادة 64من الدستور ) ويتولى نائب رئيس المجلس األعلى للدفاع السهر على تنفيذ مقررات المجلس (المادة 10من قانون الدفاع الوطني) - 4الوزراء يعتبر كل وزير مسؤوال عما خص وزارته من مهام الدفاع واألمن ،وعليه تعميم التدابير الالزمة في شأنها والسهر على تنفيذها (المادة 11 من قانون الدفاع الوطني) وعلى سبيل المثال :يتحمل وزير الداخلية مسؤولية الحفاظ على األمن ،وهو ما يسمى الدفاع المدني .أما وزير االقتصاد فعليه تنظيم األمن االقتصادي من خالل الخطة االقتصادية بالتنسيق مع باقي الوزارات وکما سنری الحقا ،يحق لوزير االقتصاد مصادرة جميع وسائل النقل والمحروقات على اختالف أنواعها واليد العاملة الالزمة لتعبئة و نقل و إنتاج هذه المواد واألفران واليد العاملة والتجهيزات… - 5مهام المجلس األعلى للدفاع يقرر المجلس األعلى للدفاع اإلجراءات الالزمة لتنفيذ السياسة الدفاعية كما حددها مجلس الوزراء ،وتبقى مقرراته سرية .ويولي المجلس أهمية خاصة للتعبئة الدفاعية تتناول القضايا األساسية االتية : الخدمة العسكرية والتجنيد اإلجباري تعبئة النشاط االقتصادي ،بفروعه الزراعية والصناعية والمالية والتجارية تعبئة النشاط الصحي والطبي تعبئة عامة للدولة والمواطنين ،وخاصة الدفاع الوطني تعبئة نشاطات اإلرشاد والتوعيةيوزع المجلس األعلى للدفاع المهام الدفاعية على الوزارات واألجهزة المعنية ،ويعطي التوجيهات والتعليمات الالزمة بشأنها ،ويتابع تنفيذها ( المادة 8من قانون الدفاع الوطني -6مهام الجيش في األزمات حالة الطوارئ3 إذا تعرضت البالد لألخطار ( المحددة في المادة األولى من المرسوم االشتراعي رقم 52تاريخ 5-8-1967المتعلق بإعالن حالة الطوارئ أو المنطقة العسكرية) تعلن حالة الطوارئ أو المنطقة العسكرية ،وتمارس السلطات المختصة الصالحيات المنصوص عليها في المرسوم االشتراعي المذكور ( المادة 3من قانون الدفاع الوطني ) و عمال بهذا المرسوم ،تعلن حالة الطوارئ أو المنطقة العسكرية في جميع األراضي اللبنانية أو جزء منها ،عند تعرض البالد لخطر داهم ناتج عن حرب خارجية أو ثورة مسلحة أو أعمال أو اضطرابات تهدد النظام العام واألمن ،أو عند وقوع أحداث تأخذ طابع الكارثة )المادة 1من المرسوم االشتراعي رقم ( 67/52 وتعلن حالة الطوارئ بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء ،على أن يجتمع مجلس النواب للنظر بهذا التدبير في مهلة ثمانية أيام وان لم يكن في دور االنعقاد (المادة 2من المرسوم االشتراعي رقم ) 67/52 فور إعالن حالة الطوارئ أو المنطقة العسكرية تتولى السلطة العسكرية العليا صالحية المحافظة على األمن ،وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة .ويفهم بذلك قوى األمن الداخلي واألمن العام والجمارك ورجال القوى المسلحة في الموانئ والمطارات ومخافر األحراج وفي وحدات الحراسة المسلحة ومفارزها بما فيهم رجال اإلطفاء المادة 3من المرسوم االشتراعي رقم (67/52 وللسلطة العسكرية العليا في حالة إعالن حالة الطوارىء أو المنطقة العسكرية الحق في: -1فرض التكاليف العسكرية بطريق المصادرة التي تشمل األشخاص والحيوانات واألشياء والممتلكات -2تحري المنازل في الليل والنهار. -3إعطاء األوامر بتسليم األسلحة والذخائر ،والتفتيش عنها ومصادرتها -4فرص الغرامات اإلجمالية والجماعية -5إبعاد المشبوهين -6اتخاذ قرارات بتحديد أقاليم دفاعية وأقاليم حيطة ،تصبح اإلقامة فيها خاضعة لنظام معين -7فرض اإلقامة الجبرية على األشخاص الذين يقومون بنشاط بشكل خطرا على األمن واتخاذ التدابير الالزمة لتأمين المعيشة لهؤالء األشخاص ولعائالتهم -8منع االجتماعات المحلة باألمن -9إعطاء األوامر بإقفال قاعات السينما والمسارح والمالهي ومختلف أماكن التجمع بصورة مؤقتة -10منع تجول األشخاص والسيارات ،في األماكن وفي األوقات التي تحدد بموجب قرار -11منع النشرات المخلة باألمن ،واتخاذ التدابير الالزمة لفرض الرقابة على الصحف والمطبوعات والنشرات المختلفة واإلذاعات والتلفزيون واألفالم السينمائية والمسرحيات -12تطبيق القواعد العسكرية المتعلقة باألعمال الحربية عند تسيير الجنود األعمال مسلحة وفي استعمال األسلحة والمعدات بجميع الطرق التي تمكنهم من القيام بالمهمة الموكولة إليهم) المادة 4من المرسوم االشتراعي رقم ) 67/52 كما للسلطة العسكرية العليا أن تحيل أمام المحكمة العسكرية الجرائم الواقعة على أمن الدولة وعلى الدستور وعلى األمن والسالمة العامة ، وإن وقعت هذه الجرائم خارج اإلقليم المعلنة فيه حالة الطوارئ أو المنطقة العسكرية ،وجرائم اجتياز الحدود يقصد األعمال العدوانية أو المخلة باألمن ) ..المادة 5من المرسوم االشتراعي رقم ( 67/52 - تعرض الدولة في منطقة أو عدة مناطق العمال ضارة بسالمتها أو مصالحهاإذا تعرضت الدولة في منطقة أو عدة مناطق ألعمال ضارة بسالمتها أو مصالحها يكلف الجيش بالمحافظة على األمن ،في هذه المنطقة أو المناطق ،وفق األحكام اآلتية: -1يتم التكليفه بمرسوم بتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الداخلية ووزير الدفاع الوطني ،ويكون لمدة محددة تمدد عند االقتضاء بالطريقة ذاتها . -2فور صدور المرسوم المشار إليه في البند 1أعاله يتولى الجيش صالحية المحافظة على األمن وحماية الدولة ضد أي عمل صار بسالمتها أو مصالحها ،وتوضع جميع القوى المسلحة التي تقوم بمهماتها وفقا لقوانيتها وأنظمتها الخاصة تحت إمرة قائد الجيش بمعاونة المجلس العسكري وباشراف المجلس األعلى للدفاع -3لقائد الجيش أن يتخذ جميع التدابير التي تؤول إلى الحفاظ على األمن ،ال سيما: تفتيش األبنية وسائر األمة في أي وقت کان بعد موافقة النيابة العامة المختصة مراقبة الموانئ والسفن في المياه اإلقليمية مراقبة دخول األجانب إلى لبنان والخروج منه . منع االجتماعات العامة غير المرخص بها أو ذات الطابع العسكري مالحقة المخلين باألمن وإحالتهم على القضاء خالل خمسة أيام من تاريخ توقيفهم الطبقاع مكافحة التهريب4 تجدر اإلشارة إلى أن حالة الطوارئ تختلف عن الظروف االستثنائية األولى يحكمها نص قانوني المرسوم االشتراعي ) 67/52بينما الثانية هي نظرية من صنع مجلس الشورى الفرنسي ، وتبقى األعمال اإلدارية التي تصدر في ظل الظروف االستثنائية خاضعة لرقابة القضاء اإلداري . وبالنسبة للتعويض عن األضرار التي تلحق بالمواطنين في حالة الظروف االستثنائية ،قرر مجلس الشورى ما يلي : "ال يمكن اعتبار الدولة مسؤولة عن األضرار التي تلحق بمواطنيها إال ضمن اإلمكانيات التي لديها .كما ال يمكن ترتيب مسؤولية الدولة على اساس الخطأ بسبب نشاطات قوى األمن المادية إال في حال ثبوت الخطأ الجسيم في الظروف العادية ،ويحال وجود الخطأ الجسيم جسمامة غير عادية في الظروف االستثنائية وال يتوافر الخطأ الجسيم جسامة غير عادية في الظروف االستثنائية الناجمة عن حرب 67في حال تبين أن الدولة اتخذت التدابير الالزمة لضبط األمن ضمن اإلمكانيات التي تملكها .وان عدم تدخل قوى األمن وأفراد الجيش لمنع المتظاهرين من االعتداء على المحالت مرده من جهة إلى إمكانياتها المحدود ،ومن جهة ثانية إلى كثرة المتظاهرين واعتدائهم غير المتوقع" أما في القانون الفرنسي فالوضع مختلف .وفي قرارات عديدة اعتبر مجلس الشورى الفرنسي ومحكمة حل الخالفات أيضا : "أن الدولة مسؤولة عن الخسائر واألضرار من أي نوع كانت ،طالما هي نتيجة مباشرة االضطرابات والتعديات التي تقوم بها الحشود والتجمعات ،في حال تقصير أو عدم تقصير من قبل مرفق الشرطة . هذه المسؤولية تتحملها الدولة على أساس المخاطر االجتماعية ،وعمال بالقانونين الصادرين في ) 7- 1-1983 ( 92 artو ) resp de l’Etat du fait des attroupements et " 9-1 1986 ( 27 .art rassemblements هذه المهام التي نص عليها القانون ،للظروف العادية وحالة الطوارئ ،يقوم بها موظفو الدفاع الوطني - 2قوى األمن الداخلي كان مرفق األمن الداخلي من المهام األولى للدولة أيضا .وحاليا يعتبر من المرافق األساسية إذ يترتب عليه الحفاظ على األمن الداخلي بوسائل خاصة تندرج في اطار الضابطة اإلدارية التي ينص عليها قانون تنظيم قوى األمن الداخلي رقم 17الصادر في 6-9-1990 . أ -الضابطة اإلدارية: تشمل حسب المادة األولى من القانون رقم 17اآلتي : .1 .2 .3 .4 .5 حفظ النظام وتوطيد األمن تأمين الراحة العامة حماية األشخاص والممتلكات . حماية الحريات في إطار القانون . السهر على تطبيق القوانين واألنظمة المنوطة بها . الضابطة اإلدارية هي استعمال الوسائل الرادعة التي يجيزها القانون لحفظ النظام واألمن ومنع حصول الجرائم ،أي ردع كل عمل من شأنه أن يعرض األشخاص والممتلكات للخط )أعمال الشغب خالل التظاهرات ،مثال ( ويعود للقضاء اإلداري أمر النظر في المسؤولية التي قد تترتب عن أعمال الضابطة اإلدارية .وبهذا الخصوص ،جاء في قرار مخدر / الدولة ( 23-1-1997م.ق ا ). (12صفحة : (243 "إن إطالق النار من قبل قوى األمن يشكل خطا برتب مسؤولية الدولة لوقوعه أثناء الخدمة ويمتناسية الخدمة وهذه المسؤولية ال تنقص أو تتالشى إال إذا ثبت خطأ المتضرر .إن اشتراك المستدعي بالتجمع والمظاهرة ورشق عناصر قوى األمن بالحجارة وإن كان ال يبرر إطالق النار بشكل صائب على المتظاهرين إال أنه يقتضي أخذه بعين االعتبار عند تقدير التعويض ( إجتهاد مماثل في فرنسا ) ب -الضابطة العدلية تقوم قوى األمن الداخلي بمهام الضابطة العدلية أيضا )المادة 14من قانون تنظيم قوی األمن الداخلي ( ،كالبحث عن الجرائم واإلبالغ عنها وضبط أدلتها واكتشاف مرتكبيها وتعقبهم وتوقيفهم وتسليمهم إلى السلطات القضائية المختصة وتنفيذ التكاليف واإلنابات القضائية الصادرة عن هذه السلطات وتنفيذ األحكام والمذكرات العدلية .إن أعمال الضابطة العدلية تدخل في اختصاص القضاء العدلي لكن يجب التمييز بين األعمال في مواجهة المعنيين بالمالحقة والغير الذي ال عالقة له في هذا الخصوص ففي الحالة الثانية تعتبر األعمال التي ألحقت ضررا بالعير أعماال إدارية ،ويعود لمجلس الشورى النظر فيها والتعويض عنها 5 إن اإلدارة تتحمل مسؤولية أعمال موظفيها إذا كان الضرر الناتج عن نشاطهم بسبب استعمال آالت خطرة أو أسلحة نارية ،حتى في حال انتفاء كل خطأ ،شرط توافر الصلة السببية بين الضرر المشكو منه وعمل اإلدارة ج -في المجاالت األخرى : تضطلع أيضأ قوى األمن الداخلي باآلتي : مؤازرة السلطات العامة في تأدية وطائفها الحراسة التي تقررها السلطات المختصة لإلدارات والمؤسسات العامة . حراسة السجون و إدارتها عند االقتضاء حراسة البعثات الدبلوماسية في لبنان (الفقرة الثالثة من المادة األولى من قانون تنظيم قوى األمن الداخلي )وتؤكد المادة 194من قانون تنظيم قوى األمن الداخلي أن مؤازرة السلطات تقوم على توفير الحماية المسلحة لها عند االقتضاء ،وبناء على طلبها لتمكينها من تأدية وظائفهاء وفي ما خص عالقة قوى األمن الداخلي بهذه السلطات ،نصت المادة 195على ما يلي :ال يحق للسلطات التي تعمل قوى األمن الداخلي إلى جانبها في تنفيذ القوانين واألنظمة للسيطرة على هذه القوي ألنها خاضعة لها خضوعا تسلسليا كما ال يحق لها أن تتدخل في تفاصيل خدمتها الخاصة *الفصل الثاني :المرافق االقتصادية المبحث الثاني المرافق الصناعية والتجاريةكما ذكرنا سايق " ،ظهرت المرافق الصناعية و التجارية بعد تدخل الدولة في الميادين التجارية والصناعية .وأكد االجتهاد الفرنسي منذ قرار Bac d'Elokaأن المرافق العامة الصناعية والتجارية هي مرافق عامة تعمل بشروط شبيهة بشروط المؤسسات الخاصة . ،وتخضع بالتالي للقانون الخاص مع بعض االستثناءات ،ألنه كما قال ، Benoitإن هذه المرافق هي كغيرها من المرافق العامة ،وال يمكن أن تدار کالمؤسسات الخاصة -1معيار المرافق العامة الصناعية والتجارية لمعرفة طبيعة المرفق العام يجب الرجوع بالدرجة األولى إلى نص اإلنشاء .ألن المشترع يؤكد بشكل جلي رأو صريح طبيعة المرفق العام بين الحين واآلخر ، غير أن األستاذين Delvolveو Vedelحذرا من هذا الدليل أو المعيار يقولهما انه يجب األحل بالحسبان أن المشترع يستعمل يحفة عبارة“ " ذات طابع صناعي و تجاري " بين الحين واآلخر: Encore faut - il tenir compte de ce que le législateur a parfois employé quelque peu à la légère , les expressions à caractère industriel et commercial >> ( G. Vedel , P. Delvolve , Droit administratif , p . 1118 ) . وفي القرار الصادر في 24-6-1968عن محكمة حل الخالفات تبين لهذه المحكمة بعد أن تأكدت من شروط عمل هذا الصندوق أنه يمارس نشاط إدارية .وليس مؤسسة عامة صناعية وتجارية كما ورد في نص اإلنشاء .ومهمة الصندوق في توجيه و تنظيم األسواق التجارية . لكن ما هو معيار المرفق العام الصناعي والتجاري في حال سكوت المشترع ؟ أو كيف تميز هذا المرفق عن المرفق العام اإلداري ،إذا لم يحدد النص طبيعة المرفق ؟ إقترح الفقه بعض المعايير .إعتبر Chavanonفي أطروحته بعنوان : >> << Essai sur la notion et le régime juridique des services publics industriels et commerciaux 1939 تجارية وصناعيا المرفق العام الذي يقوم بأعمال تجارية ،وفقا للمواد 632-633من قانون التجارة ،إال أن االجتهاد لم يوافق على هذا المعيار ، أما العالمة Bonnardفي كتابه 1935 , Precis de droit administrativeفاقترح معيار تحقيق األرباح .فإذا كان الهدف األساسي للمرفق العام تحقيق األرباح يكون هذا المرفق صناعية وتجارية ،غير أن هذا المعيار ليس دقيقة ،ألن تحقيق األرباح بتالزم أحيانا مع تحقيق المصلحة العامة في بداية األمر تبني مجلس الشورى الفرنسي هذا المعيار في بعض قراراته 6 -CE , 30-6-1948 , Berthet , Rec . p . 306 -CE ,30-6-1950 , Société Merienne , Rec . p . 409 ( L'absence de bénéfices permet de définir un ) service de sauvetage comme un service administratif .لكن فيما بعد علل مجلس الشورى عن اجتهاده واعتبر أنه ال يجوز اعتماد معيار واحد بل عدة معايير : -الهدف ،الموضوع ،التنظيم الهدف :المرفق العام التجاري والصناعي هو مرفق عام ،وبالتالي هدفه هو دائما المصلحة العامة الموضوع :يجب يكون الموضوع تجارية أو صناعية .ويقتضي البحث أيضا عن الشروط التي يعمل فيها المرفق العام :أي تنظيمالمرفق العام ،عالقته بالمنتفعين وشروط العمل فيه ؛ أي أن يكون هناك شبه بين المرفق العام والمشروع الخاص ،نسبة لشروط العمل CE , 16-11-1956 , Union syndicale des industries aéronautiques . TC , 23-10-1989 , Marescaux , Rec . p . 296 . CE , 20-1-1988 , La Colline . -2النتائج القانونية التي تترتب على طبيعة عمل المرفق العام الصناعي والتجاري أ -إن المرفق العام الصناعي والتجاري هو مرفق عام ،وبهذه الصفة يخضع للقانون العام بالنسبة لألمور التالية: .1 .2 .3 .4 تنظيم المرفق العام .إن القرارات التي تنظم المرفق العام هي قرارات إدارية وتخضع للقانون العام كما أن النزاعات الناتجة عن تعديل التعريفة هي من صالحيات القضاء اإلداري کونها ترتبط بتنظيم المرفق العام تعتبر إدارية أيضا ،األعمال الناتجة عن ممارسة امتيازات السلطة العامة ( تحصيل الرسوم ،مثال فيما يتعلق بالمسؤولية تجاه الغيرة المحاكم اإلدارية في الصالحة للنقل باألفران الناتجة عن اشغال عامة أو عن منشآت عامة CE , 25-4-1958 , Barbaza , Rec p .228 .5إن العقود المبرمة مع أشخاص غير المستفيدين تعتبر إدارية إذا تضمنت بنودة خارقة CE , 19-1-1973 . Société d'exploitation électrique de la rivière du Sant . ب -إن المرفق العام الصناعي والتجاري يدار بطريقة شبيهة بإدارة المؤسسات الخاصة ،لذلك هذا المرفق يخضع للقانون الخاص بالنسبة لنشاطه .1القرارات غير التنظيمية التي تصدر عن السلطات المختصة في أعمال خاضعة للقانون الخاص ،کرفض االشتراك في الكهرباء 1961 , Agnesi , Rec . p . 253 .2النزاعات بين المرفق العام الصناعي والتجاري والعاملين لديه ،باستثناء الذين لهم صفة الموظف العام ،هي من اختصاص القضاء العدلي (ترقية ،عقوبات ميده ) ،وذلك منذ قرار Lafreygere 1923 - .3العالقة بين المرفق العام الصناعي والتجاري والمستفيدين تخضع دائما للقانون الخاص ،حتى ولو تفتن العقد ينودا خارقة - .4بالنسبة للمسؤولية تجاه الغير ،فقد اعتبرت محكمة حل الخالفات أن القضاء العدلي هو الصالح لليت بالنزاعات المتعلقة بنشاط المرفق العام التجاري والصناعي وتجدر اإلشارة إلى أن محكمة حل الخالفات طبقت في قرار Naliatoالصادر في -1955 - 1- 22اجتهاد ، Bac d'Elokaأي أكدت صالحية المحاكم العدلية للنظر في النزاعات الناتجة عن نشاط المرافق ذات الطابع االجتماعي ( مخيمات العطل التي تديرها الدولة )( colonie de vacances . واعتبر البعض أن هذا القرار أوجد فئة ثالثة من المرافق العامة ،المرافق اإلجتماعية ،إال أن محكمة حل الخالفات عادت عن قرارها ،بعد معارضة شديدة من القضاء العدلي ومن مجلس شورى الدولة ،واعتبرت أن المرافق العامة االجتماعية هي إما مرافق إدارية ،وإما مرافق صناعية وتجارية. الفصل الثالث إنشاء وسير المرافق العامة -المبحث األول إنشاء وإلغاء المرافق العامة 7 إن الهدف من إنشاء المرافق العامة هو تلبية حاجات ذات منفعة عامة لم تتمكن المبادرة الفردية من إشباعها ،لذا قررت السلطة العامة التدخل وإنشاء المرفق العام وللدولة سلطة استنسابية في هذا المجال ،باستثناء المرافق العامة اإللزامية التي يفرضها الدستور والقوانين والمرافق األمنية لحفظ األمن والنظام ،والمرافق االجتماعية . ) ...وبهذا الخصوص تنص الفقرة ( ز ) من مقدمة الدستور على أن : اإلنماء المتوازن للمناطق ثقافية واجتماعية ركن أساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام. *إنشاء وإلغاء المرافق العامة في لبنان : حسب المادة الثانية من المرسوم االشتراعي رقم 111الصادر في 1959-6-12والمتعلق بالتنظيم اإلداري: تحدث الوزارات وتلغي بقانون خاص ،تحدث المديريات العامة والمديريات والمصالح بقانون .وتحدث وتعذل وتلغي الدوائر واألقسام ، وتحدد شروط التعيين الخاصة بوظائفها بمراسيم تتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح الوزير المختص ،وبعد موافقة مجلس الخدمة المدنية وتحقيق إدارة األبحاث والتوجيه . وعلى الصعيد المحلي يتم إنشاء المرافق العامة البلدية بقرار من المجلس البلدي ،إذ نصت المادة 47من قانون البلديات على ما يلي : كل عمل ذي طابع منفعة عامة ،في النطاق البلدي ،هو من اختصاص المجلس البلدي وعمال بالمادة 49يتولى المجلس البلدي ،دون أن يكون ذلك على سبيل الحصر ،األمور اآلتية : المساهمة في نفقات المشاريع ذات النفع العام وإنشاء الشوارع والساحات ومشاريع المياه واإلنارة )تنظيم النقل بأنواعه ،وتحديد تعريفاته عند االقتضاء ،إسعاف المعوزين والمعاقين ،ومساعدة النوادي والجمعيات وسائر النشاطات الصحية واالجتماعية والرياضية والثقافية وأمثالهاء*إنشاء وإلغاء المرافق العامة في فرنسا قبل صدور دستور الجمهورية الخامسة سنة ، 1958كان إنشاء وإلغاء المرافق العامة من صالحية السلطة التشريعية .ألن من شأن إنشاء المرفق العام أن يؤدي إلى الحد من الحريات الفردية ،خصوصا في حال احتكار الدولة المرفق ما .إال أن صدور الدستور سنة 1958عدل نظرية هذا المبدأ . فالمادة 34من الدستور الفرنسي التي حددت المواضيع التي تدخل ضمن اختصاص السلطة التشريعية ،لم تذكر إنشاء المرافق العامة أو إلغاءها .لذا اعتبر قسم من الفقه أن إنشاء المرافق العامة أصبح من اختصاص السلطة التنظيمية ،باستثناء المرافق العامة الناتجة عن التأميم والمرافق العامة التابعة للدفاع الوطني والتعليم والضمان االجتماعي ( فهي من اختصاص السلطة التشريعية حسب المادة . ) 34إال أن فريقا آخر من الفقهاء أمثال Delvolve ، Chapus ،Vedelيؤكد العكس بالنسبة ل Vedelو Delvolveمدى هذا المبدأ أقل مما هو مفترض ،ألن التوفيق بينه والقواعد الدستورية األخرى يحد من صالحية الحكومة في موضوع إنشاء المرافق العامة وإلغائها ( القواعد الدستورية األخرى هي تلك المتعلقة بالحريات العامة ،كما هو الحال عند إنشاء مرفق عام بشكل احتكار ،أو إلغاء احتکار وبدوره اعتبر العالمة Chapusأن االعتبارات التي بررت تدل السلطات التشريعية في مجال إنشاء المرافق العامة ال تزال قائمة اليوم ، كما في السابق .وتستند هذه الصالحية اليوم إلى النصوص التي تضع الحريات في حمى القانون ،بينما هذه الصالحية لم تكن ترتكز سابقا إلى أي نص .وبالتالي فال يكون للسلطة اإلدارية صالحية إأل بموجب األحكام القانونية المبحث الثاني المبادئ العامة التي ترعى سير المرافق العامةيختلف النظام القانوني أي القواعد المتعلقة بتنظيم المرافق العامة وسير العمل فيها بين مرفق وآخر بالنظر لموضوع المرافق العامة المختلفة إال أنه بالرغم من تعدد أنواع المرافق العامة وأغراضها يمكن القول أن هناك قواعد مشتركة تطبق عليها دون تمييز سواء أكانت هذه المرافق العامة تابعة للدولة أو للبلديات وسواء أكانت ادارية أو تجارية أو صناعية . وهذه القواعد العامة هي أقرب إلى التوجيهات منها إلى القواعد الدقيقة ولها طابع المنفعة العامة ،وهي تندمج بشكل أو بأخر في النظام القانوني للمرفق العام ،وتتصل بجوهر فكرة المرفق العام لدرجة أن االجتهاد ال يعطي صفة المرفق العام لنشاط معين ما لم يتحقق من توفر هذه المبادئ في ممارسته . وقد استخرج الفقيه روالن ( ) ROLLANDثالثة مبادئ أساسية تطبق على جميع المرافق العامة أيا كان نوعها وأيا كانت الطريقة المعتمدة الدارتها .وهذه المبادئ هي مبدأ استمرارية المرفق العام مبدأ المساواة تجاه المرفق العام ،ومبدأ التطوير المستمر بما يتالءم وحاجات العموم أو مبدأ قابلية المرفق العام للتطوير . وهذه المبادئ هي بالواقع ،من صنع مجلس الشورى الفرنسي الذي استقر على اعتبارها مالزمة بطبيعتها لقيام المرفق العام دون حاجة للنص عليها .والمجلس الدستوري في فرنسا أعترف لهذه المبادئ بقيمتها الدستورية كقاعدة أساسية تسير المرافق العامة . *أوال :مبدأ استمرارية المرفق العام : -۱تحريم االضراب ينشأ المرفق العام لتأمين حاجة اعتبرت ذات نفع عام ،أي ليؤدي خدمات ضرورية للعموم وذلك تداركا لغياب المبادرة الفردية أو لسد النقص الحاصل بسبب عدم كفايتها .فمن الضروري اذن ،أن نوفر لهذا المرفق العام جميع الوسائل التي تتيح له العمل لتأمين الحاجات العامة . 8 فإذا هو أعطي امتيازات السلطة العامة فليعمل بصورة تختلف عن النشاطات الخاصة بحيث تتأمن الغاية التي أنشئ من أجلها وهي تحقيق المنفعة العامة .وبالمقابل ،يجب على المرفق العام أن يعمل بصورة مستمرة ودون انقطاع حتى ال يختل التوازن في الحياة العامة ،خشية أن يؤدي هذا الخلل في عمل المرفق العام إلى أحداث اضطراب وتشويش في الحياة العامة وإلى الحاق الضرر بالمنتفعين منه الذين نظموا حياتهم واعتادوا على طريقة تلبية احتياجاتهم العامة على أساس قيام المرفق العام بمهمته بشكل مستمر ومنتظم . والحقيقة ،أن صفة العمومية في المرافق العامة تعني أن الخدمات التي يقدمها المرفق العام هي جوهرية وضرورية بالنسبة للمنتفعين منها بصورة خاصة وللمجتمع بصورة عامة .لذلك أعلن االجتهاد أن « االستمرارية هي جوهر المرفق العام » C.E.winkell , 7 août ( . 1909 , concl . Tardieu , note Hauriou , D. 1909 III , P. 145 ) . ويعمل االجتهاد على تدعيم هذه القاعدة واحترامها ( شوری رقم ، ۳۸۲تاريخ ، ۲/۳/1965م ، ۱۹۹۵ ..ص : ۱۳۹شوری رقم ۱۲۱۲ ،تاريخ ، ۱۷/۱۲/۱۹۶۸م ، ۱۹۹۹ ...ص 445شورى رقم ، ۲۰۹تاريخ ، ۱۹۷۰ / ۲۷ / 5م ، ۱۹۷۱ ...ص ۹۸؛ محكمة البداية ، حكم رقم ، 105تاريخ ، ۱۰/۳/۱۹۹۷م ، ۱۹۹۸ ...االدارة أمام القضاء العدلي ،ص . ) 6فيعتبر عمل االدارة غير شرعي ،إذا كانت تتولى ادارة المرفق العام مباشرة ،كلما أدى إلى وقف سير عمل المرفق العام .وإذا كان المرفق العام بدار بطريقة أخرى ،فعليها مراقبة من يتولى ادارته حتى ال يتوقف سيره ،وتتعرض االدارة للمسؤولية إذا أخلت بااللتزام الملقي على عاتقها ،فامتنعت عن تسيير المرفق العام أو سيرته بشكل سيء أو تأخرت في تسييره . وإذا كان يحق لإلدارة أن تعدل القوانين واألنظمة المتعلقة بتنظيم المرفق العام ،فال يجوز لها أن توقف استمراره في العمل إال في حالة القوة القاهرة ،فعندما تحل السلطة العامة محل المبادرة الفردية لتنظيم مرفق عام ،فهي تفعل ذلك من اجل تأمين حاجات المواطنين على كامل أراضي الدولة ،فالحاجات العامة هذه ال تقوى المبادرة الفردية على اشباعها إال بصورة غير كاملة ومتقطعة . وفي الحاالت التي يتولى فيها ادارة المرفق العام صاحب امتياز ،يعتبر استمرار العمل أحد العناصر األساسية التي تبنى عليها نظرية الطوارئ غير المنظورة التي تمكن صاحب االمتياز عندما يقع في عجز مالي ،من االستمرار في تسيير المرفق العام ،بفضل مساهمة الدولة التي لوالها لتوقف ،ألنه ليس بوسع صاحب االمتياز تحمل عبء العجز لوحده ،ويتعرض صاحب االمتياز العقوبات كالوضع تحت الحراسة أو االسقاط كلما أدى ذلك إلى تهديد المرفق العام بالتوقف . وفي هذا المجال ،نذكر القرار الذي صدر عن وزير األشغال العامة والنقل في لبنان والذي قضى بوضع شركة T. , M. A.تحت الحراسة االدارية ألن استمرارية العمل في هذا المرفق العام الهام كانت مهددة بالتوقف بسبب الصعوبات المالية التي كانت تواجهها الشركة والتي أدت إلى اعالن االضراب من قبل الطيارين . وضرورة استمرار المرفق العام بالعمل بشكل منتظم تبرر منع التغيب عن العمل بدون إذن أو عذر C.E Le fer , 6 déc . 1978 ( . A.J.D.A. 1978. ان االجتهاد الذي صنع هذه المبادئ العامة هو الذي استخرج نتائجها القانونية -وقد كرست النصوص بعضا من هذه النتائج القانونية المترتبة على مبدأ استمرارية المرفق العام . ومن هذه النتائج استمرارية العمل في المرافق العامة . أما الوضع في لبنان ،فهو يتميز عنه في فرنسا باعتبار أن التشريع اللبناني يتضمن الكثير من النصوص التي تحظر اللجوء إلى االضراب : فقانون العقوبات اللبناني نص في المادة 340منه وما يليها على ما يلي « :يستحق التجريد المدني الموظفون الذين يربطهم بالدولة عقد عام إذا أقدموا متفقين على وقف أعمالهم أو اتفقوا على وقفها أو على تقديم استقالتهم في أحوال يتعرقل معها سير احدى المصالح العامة » . وقانون الموظفين ( المرسوم اإلشتراعي رقم ، ۱۱۲تاريخ ۱۲حزيران ) ۱۹۰۹حظر في المادة ۱۰منه على الموظف أن يضرب عن العمل أو يحرض غيره على االضراب ،كما اعتبرت المادة 65من المرسوم اإلشتراعي نفسه الموظف الذي يضرب عن العمل أو يحرض غيره على االضراب مستقيال . وقد أخذ االجتهاد اللبناني بهذا المبدأ أيضا وطبقه على الموظفين الذين يلجأون إلى اعالن االضراب ( .شوری رقم ، ۱۲۷۹تاريخ ، ۱۸/۱۲/۱۹۹۲م ، ۱۹۹۳ ...ص ۲۸۶؛ شوری رقم ، ۲۰۹تاريخ ، ۱۹۷۰ / ۲۷ / ۵م.إ ، ۱۹۷۱ .ص ) ۹۸كما أنه يطبق هذا المبدأ على حالة اإلضراب عن الطعام ( ،شوری رقم ، ۷۶تاريخ ، ۱۰/۱/1965م ، 1965 ...ص ، ) ۱۳۵فاعتبر أن « االضراب عن الطعام هو وسيلة من وسائل الضغط على االدارة واستمراره يؤدي إلى انهيار قوى الموظف الجسدية والعقلية ،وبالتالي فهو يعرض الموظف للعقوبات التأديبية » . تجدر اإلشارة في هذا المجال إلى المرسوم رقم 4۸۲۰تاريخ ۷۳ / ۲۷ / ۱والمرسوم رقم ۸۲۶ء تاريخ ۷۳ / ۲۹ / ۱اللذين قضيا بفصل عدد من معلمي المدارس الرسمية الذين لجأوا إلى االضراب في تلك الفترة .ولكن هؤالء أعيدوا إلى الوظيفة بموجب المرسوم رقم 1664 تاريخ 6/6/۷۳الذي ألغي المرسومين المذكورين . وإن المرسوم رقم 4 ۵۱۷تاريخ ( ۱۳/۱۲/۱۹۷۲نظام المؤسسات العامة ) ال يشير على غرار المرسوم اإلشتراعي رقم ۱۱۲/۰۹إلى حالة االضراب .وهنا نالحظ ،أنه بالنسبة للمؤسسات العامة االدارية التي تخضع ألحكام قانون الموظفين العام ،فإن االضراب محظر على موظفيها ،أما بالنسبة للمؤسسات العامة الصناعية أو التجارية ،فهي تخضع من حيث ممارستها نشاطها وعالقاتها مع مستخدميها للقانون الخاص وبالتالي إلى قانون العمل .ويستنتج من ذلك ،امكانية العاملين في هذه المؤسسات العامة اللجوء إلى الوساطة والتحكيم ،حتى إذا فشلت الوسائل التوفيقية أمنهم اعالن االضراب . يبقى أن واقع تجريم اإلضراب في المرافق العامة هو مسألة نسبية ،وهذا يخرج عن نطاق القانون ويتوقف على طبيعة النظام وعلى العالقات القائمة بين اإلدارة العامة من جهة وموظفيها من جهة ثانية .ويالحظ أن السلطة العامة لم تعد ،في الفترة األخيرة ،تأخذ من اضراب الموظفين موقفة متشددة نظرة القرارها الضمني بحقوق الموظفين ومطاليبهم -۲االستقاالت الجماعية من الوظيفة 9 المبدأ في الوظيفة العامة هو وجوب قبول االستقالة .فالموظف المستقبل يجب أن يبقى مستمرة في وظيفته حتى قبول هذه االستقالة من قبل المرجع المختص ،وأحيانا حتى تعيين الموظف البديل .وفي ذلك محافظة على سير المرفق العام بدون خلل أو اضطراب . ومن باب أولى ،أن يكون تنظيم االستقاالت الجماعية محظرة و على الموظفين .فاستقالة عدد من الموظفين دفعة واحدة من شأنها أن تؤدي إلى ذات اآلثار السلبية التي تنشأ عن االضراب ،فتحدث الخلل في المرفق العام وتعطل سيره المنتظم . لذلك يقوم المشترع بتنظيم االستقالة من الوظيفة ،كما يحظر االستقاالت الجماعية . وإن قانون العقوبات يعاقب الموظفين الذين يلجأون لالستقالة الجماعية ،وفقا لما سبق تبيانه أعاله ( المادة 340من قانون العقوبات السالفة الذكر ) وقد نظم المرسوم اإلشتراعي رقم ۱۱۲/۰۹استقالة الموظف فنص في الفقرة األولى من المادة 64منه على أن للموظف أن يقدم استقالته خطية إلى اإلدارة التي ينتمي إليها ،وعليه أن يثابر على القيام بوظيفته ،إلى أن تبت اإلدارة في طلبه .وتبت في طلب االستقالة ،كما جاء في الفقرة الثانية من المادة ، 64السلطة التي لها حق التعيين .وتعتبر االستقالة مقبولة حكمة إن لم ترفض في غضون شهرين من تاريخ تسجيلها . كما وأن القانون الصادر بتاريخ 6/۳/۱۹۹۶حظر على الموظف تنظيم العرائض الجماعية المتعلقة بالوظيفة ( تنظيم استقاالت جماعية ) أو أن يشترك في تنظيمها مهما كانت األسباب والدوافع وذلك خشية تعطيل السير المنتظم للمرفق العام . -۳الحكومة المستقيلة وتصريف األعمال تجنبا لألخطار والمحاذير التي قد تنشأ عن الفراغ في الحكم استقالة الحكومة أو اقالتها جرى العرف الدستوري على أن يكلف رئيس الجمهورية الحكومة المستقيلة البقاء في الحكم إلى أن تتألف حكومة جديدة ويحدد نطاق أعمالها بما يسمى تصريفه واألعمال العادية Expedition des affaires courantes .وقد تضمنت المادة ) ۲ ( 14من الدستور ( المعدلة بالقانون الدستوري الصادر في ( ۲۱/۹/۱۹۹۰ " ...عل ى الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري نيل الثقة في مهلة ثالثين يوما من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها .وال تمارس الحكومة صالحياتها قبل نيلها الثقة وال بعد استقالتها واعتبارها مستقيلة إال بالمعنى الضيق لتصريف األعمال » . وفي تحديد نطاق « األعمال العادية » يجب التفريق بين األعمال اإلدارية واألعمال التصفية . تنحصر األعمال العادية مبدئية في األعمال اإلدارية وهي األعمال اليومية التي يعود للهيئات اإلدارية اتمامها ويعلق اجراؤها في الغالب على موافقة هذه الهيئات كتعيين الموظفين ونقلهم وتصريف األعمال الفردية التي ال يمارس عليها الوزراء سوى اشراف محدود وفي هذا االطار قضی مجلس شورى الدولة ،أن مرسوم سحب اإلجازة الحدى الثانويات ليس من الشؤون التي يمتنع على حكومة تصريف األعمال اتخاذها ( شوری رقم ، ۷۰۰تاريخ . ۱۵/۰/۱۹۹۵م.ق ، 1996 ...ص . ) ۵۲۳كما واعتبر أن قرار تحديد مهام ومالكات وزارة الصناعة والنفط يدخل ضمن اختصاص الحكومة المستقيلة ،طالما أنه يندرج في فئة األعمال العادية التي ال ترتبط بسياسة في الدولة العليا وال تقيد حرية الحكومة الالحقة ( شورى رقم 439تاريخ ، 14/4/۱۹۹۹م.ق ...العدد ، ۲۰۰۳ - 14ص . ) ۳۲ فيم ا األعمال التصرفية ترمي إلى احداث أعباء جديدة والتصرف باعتمادات مالية هامة أو ادخال تعديل جوهري على سير المرافق العامة وفي أوضاع البالد السياسية واالقتصادية واالجتماعية تحت طائلة المسؤولية الوزارية .هذه األعمال التصرفية تخرج بطبيعتها عن نطاق األعمال العاد ية والتي ال يجوز الحكومة مستقيلة من حيث المبدأ أن تقوم بها باستثناء ما يتعلق منها بتدابير الضرورة التي تفرضها ظروف استثنائية تتعلق بالنظام العام وأمن الدولة الداخلي والخارجي . وكذلك األعمال اإلدارية التي يجب اجراؤها في مهل محددة بالقوانين تحت طائلة السقوط واالبطال . وما يبرر تدخل الحكومة المستقيلة في هذه الظروف االستثنائية ليس نطاق األعمال العادية الموكول إليها تصريفها إذ إن تدابيرها تخرج عن هذا النطاق وإنما الحرص على سالمة الدولة وأمن المجتمع وعلى سالمة التشريع ،وفي هذه الحاالت تخضع تدابير الحكومة المستقيلة وتقدير ظروف اتخاذها إلى رقابة القضاء اإلداري بسبب فقدان الرقابة البرلمانية وانتفاء المسؤولية الوزارية .وعلى هذا األساس اعتبر مجلس شورى الدولة في لبنان بموجب قراره الصادر عام 1964في قضية راشد الدولة ( شورى رقم 614تاريخ ، ۱۷/۱۲/۱۹۹۹م ... ، ۱۹۷۰ص ) ۳أن قرار نقل أحد الموظفين من وظيفة رئيس الديوان إلى وظيفة أخرى يدخل في نطاق األعمال العادية التي يعود للوزير اتخاذها ألنه يخضع بمقتضى القوانين واألنظمة الموافقة مجلس الخدمة المدنية . إن األمثلة على تطبيق نظرية الحكومة المستقيلة وتصريف األعمال العادية كثيرة خصوصا في االجتهاد الفرنسي وخير مثال على ذلك هو قرار مجلس الشورى الفرنسي الصادر عام ۱۹۵۲في قضية C. E. 4 avril 1952 , Syndicat Régional des quotidiens ( : ) d'Algérie Rec . 210. G. A. éd . 1969.375 -4نظرية الظروف الطارئة أخذ الفقه واالجتهاد بنظرية الظروف الطارئة في العقود اإلدارية ،خاصة عندما يتعلق األمر بادارة المرفق العام بواسطة االمتياز ا فعند حدوث ظروف طارئة تتجاوز الحد المعقول أحتماله ،يتوجب على اإلدارة العامة أن تساعد الملتزم المتعاقد معها وذلك باعطائه تعويضا عن الطوارئ أو األعباء التي تتجاوز احتماالت العقد والتي ال طاقة له على تحملها ،أو تقوم بتعديل بنوده ،والغاية من ذلك اعادة التوازن المالي واالقتصادي إلى العقد تفاديا لتوقف المرفق العام عن السير بانتظام . ولتحقق االخالل في التوازن المالي للعقد ،يجب أن تكون األعباء ناجمة عن حوادث غير منتظرة تفوق الحد األقصى لألسعار الذي توقعه الفريقان لدي إبرامهما العقد وأن ينتج عن هذا االرتفاع خسارة فادحة وليس نقصا في معدل األرباح أو عدم تحقيق أي ريح محكمة ادارية خاصة رقم ، 4تاريخ ، ۱۳/۱/۱۹۷۱العدل ، ۱۹۷۱ص . ) ۳۹وفي السياق عينه قضى مجلس شورى الدولة بأنه يتوجب على الملتزم 10 الذي يتذرع بنظرية غير المنظور اإلستمرار في تنفيذ اإللتزام تحت طائلة حرمانه من التعويض على أساسها ،وإن التأخير التنفيذ ال يحرم الملتزم من الحق في التعويض وفقا لنظرية غير المنظور طالما أنه استمر في التنفيذ ( شوری رقم ، ۷۰۲تاريخ ، 14/6/۲۰۰۶م.قی ... ، ۲۰۰۸ص . ) ۱۳۱۰علما بأن التعويض يجب أن يكون كامال بحيث يغطي الخسارة التي لحقت بالملتزم والربح الذي فاته ويميز االجتهاد بين حالتين ،األعباء غير المنظورة والظروف الطارئة أ -األعباء غير المنظورة وفي هذه الحالة يكون التعويض الذي يستحق للمتعاقد مع اإلدارة كامال يغطي الخسارة التي لحقت بالملتزم والربح الفائت . واألعباء غير المنظورة هي األعباء غير الملحوظة في العقد والتي لم يكن المتعاقد مع االدارة ينتظر حدوثها عندما أجرى العقد معها .فإذا صادف المتعاقد صعوبات نادرة وخارقة واستثنائية أثناء تنفيذه للعقد ولم تكن متوقعة عند ابرام العقد ولم يكن توقعها ممكنا أيضا عند ابرام العقد وكان من شأنها أن تجعل التنفيذ مرهقة غاية االرهاق ،فيكون للمتعهد حق المطالبة بالتعويض عن األعباء الجديدة ( مثال مياه جوفية غير متوقعة ) وعلى اإلدارة أن تعوض على الملتزم ألن هذا العبء أفقده توازنه وذلك من أجل عدم التوقف عن تنفيذ المرفق العام .أما شروط تطبيق هذه النظرية فهي : -1أن تكون الصعوبات التي تعترض تنفيذ العقد من الصعوبات المادية أو الطبيعية كطبيعة األرض أو ما تحتها . -2يجب أن تكون الصعوبات ذات طابع استثنائي أو غير مادية ولم يكن باإلمكان توقع حدوثها أثناء التعاقد من قبل الفريقين . -3يجب أن يضطر الملتزم إلى تنفيذ اشغال أضافية تؤدي إلى زيادة األعباء المالية التي يفرضها العقد ومن شأنها أن تخل في التوازن المالي للعقد . ب -الظروف الطارئة وفي هذه الحالة على االدارة مساندة الملتزم وليس التعويض عليه كامال كما في حالة األعباء غير المنظورة . وإن نظرية الظروف الطارئة أو نظرية المخاطر االقتصادية تطبق عندما تحدث طوارئ اقتصادية من شأنها إلحاق الخسارة الفادحة بالمتعاقد مع االدارة من جراء متابعة تنفيذ عقد تجاري أو صناعي كارتفاع أسعار بعض المواد األولية ،وأن ارتفاع األسعار ال يعتبر قوة قاهرة تؤدي إلى فسخ العقد بل على اإلدارة أن تقدم له مساعدة مالية تسمح له بأن يتخلص من األزمة المالية الخانقة التي يمر بها مشروعهم *ثانيا :مبدأ المساواة أمام المرفق العام يعتبر مبدأ المساواة من أسمى المبادئ التي يحرص االجتهاد على أعالنها والتمسك بتطبيقها كما تحرص الدساتير على تكريسها في مقدمة المبادئ العامة التي تحكم النظام السياسي المعتمد .وهذا ما اتبعه الدستور اللبناني في مادته السابعة عندما نص على أن كل اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دونما فرق بينهم كما أن الدستور عاد وكرس المبدأ المذكور في مقدمته التي أضيفت بموجب القانون الدستوري رقم ۱۸تاريخ ، ۲۱/۹/۱۹۹۰حيث جاء في الفقرة /ج /منها النص على أن « لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية ،تقوم على احترام الحريات العامة ...والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل » . ومبدأ مساواة المستهلكين تجاه المرفق العام ما هو إال تطبيق نبدأ المساواة بين المواطنين تجاه القانون .وإذا كان االجتهاد قد استقر منذ أوائل هذا القرن على تكريس مبدأ المساواة في االنتفاع من المرافق العامة فإنه في عام 1951وضع هذا المبدأ في مصاف المبادئ األساسية التي تحكم سير العمل في مختلف أوجه اإلدارة ونشاطات المرافق العامة . ففي قضية شهيرة ،أنزلت غرفة موسيقية عقوبات بحق بعض أفرادها الذين تخلفوا عن االشتراك في التمارين المخصصة ألعضاء الفرقة بينما شاركوا في الوقت عينه في احياء حفلة موسيقية نظمتها اإلذاعة ،فما كان من هذه األخيرة إال أن منعت بث نشاطات الفرقة الموسيقية لمدة معينة ردا على العقوبات المتخذة ،فاعتبر مجلس الدولة أن قرار اإلذاعة يخالف مبدأ مساواة المستهلكين تجاه المرفق العام إذ ال يجوز حرمان هذه الفرقة من االستفادة من خدمات المرفق العام للسبب المذكور . (C. E. 9 mars 1951 , sté des concerts du conservatoire Rec . 151 , droit social 1951 P. 368 , Concl Letourneur , note Rivero - Sirey 1951,3 , 81 , G.A. de la Jurisprudence adm p . 359 ) . فأصبح هذا المبدأ من أهم المبادئ التي كرسها االجتهاد وفرض احترامها على كافة الهيئات اإلدارية وال سيما التي تتمتع منها بسلطة استنسابية . وما زال االجتهاد مستقرة على ذلك وما زال يعمل على استخالص مضمون هذا المبدأ ونتائجه وامكانية الخروج عنه . ( C. E. 10 mai 1974 , Dénoyez et chorques Rec 274. AJ.D.A.P. 238.R.D.F. 1975 P.467 ( note waline ) : Revue adm . 1974 P. 440 , ( note Moderne ) Dalloz 1975 p . 393 ( note Tedeshi ) ) . كما أن االجتهاد اللبناني مستقر وثابت على تطبيق هذا المبدأ ال سيما في نطاق الوظيفة العامة ( .االجتهادات حول الموضوع كثيرة جدا ، ويكفي الرجوع إلى المجموعة اإلدارية وإلى اجتهادات مجلس شورى الدولة للوقوف على مضمونها ) . أن المقصود من هذا المبدأ أن يعامل المنتفعون من المرفق العام على قدم المساواة فيما بينهم دون تمييز أو تفرقة .غير أن ذلك ال يمنع أن تفرض اإلدارة شروطا معينة لالنتفاع من خدمات المرفق العام بحيث يقتصر االنتفاع منه على فئة معينة من المواطنين دون غيرها وذلك حسب طبيعة المرفق العام والنشاط الذي يؤديه .فوضع المستهلكين أي األشخاص الذين يستفيدون من خدمات المرفق العام مشابه ويجب بالتالي أن يعاملوا على قدم المساواة باعتبار أن هذا نبدأ ينبثق عن مبدأ المساواة أمام القانون . يقتضي التمييز هنا بين حالتين يختلف فيهما وضع المستهلك تجاه المرفق العام .ففي الحالة األولى قد يكون المستهلك في وضع تظيمي كالطالب في الكلية فيستفيد من الحقوق التي تمنحه إياها األنظمة والقوانين .وبالنسبة لهؤالء المستهلكين ال تعني المساواة تجاه مرفق العام شيئا آخر غير المساواة تجاه القانون ( .شوری رقم ، ۳۵۵تاريخ ، ۱۹۹۰ / ۷ / ۲م.إ ، ۱۹۹۱ .ص . ) ۲۰ وفي الحالة الثانية قد يكون المستهلك في وضع تعاقدي المشترك في التلفون أو في الكهرباء أو في المياه . 11 فالقاعدة تطبق في هذه الحالة بمعاملة جميع الذين هم في وضعية مشابهة على قدم المساواة .غير أن ذلك ال يحول دون التفريق بصورة مغفلة بين مختلف فئات المستفيدين من المرفق العام بحيث ال ينظر إلى وضعية الشخص الخاصة بل إلى وضعيته گمستهلك .فال تستطيع مثال مؤسسة الكهرباء أن تضع تعريفات مختلفة بالنظر لدخل المستهلك ولكنها تستطيع أن تفرق بين التعريفات بالنسبة لتوقيت االستهالك . فتحدد مثال تعرفة لالنارة تختلف عن تعرفة الصناعة بمعنى أن األشخاص الذين يكونون في وضع مشابه يخضعون لذات الشروط ولكن إذا اختلفت أوضاع المنتفعين ومراكزهم وظروفهم جاز للمرفق العام حسب الضرورات االجتماعية في بعض األحيان أن يميز بينهم في المعاملة فيميز مثال بين ركاب الدرجة األولى في األوتوبيس وركاب الدرجة الثانية ،والكتاب المضمون يستوفي عنه رسم يزيد عن الرسم المستوفي عن الكتاب العادي ومياه الشرب يستوفى عنها رسم غير الرسم الذي يستوفي عن مياه الري . ومن حق المواطنين وبصورة خاصة المنتفع من المرفق العام أن يطالبوا باحترام تنظيم المرفق العام ،وقد يلحظ هذا التنظيم وضع شروط تتعلق بالدخول إلى المرفق العام ،ومثل هذه الشروط ال تتعارض مع مبدأ المساواة شرط أن تكون واحدة بالنسبة للجميع . يشترط لتطبيق مبدأ المساواة ،أن يكون المنتفعون من خدمات المرفق العام في وضع مماثل ،وأن يكون التدبير المطلوب االستفادة منه قانونيا ( .شورى رقم ، ۱۸۳تاريخ ، ۲۳/۵/۱۹۷۷غير منشور ،شوری رقم ، ۳۱4تاريخ ، 14/۷/۱۹۷۷غير منشور ،شوری رقم ، ۳۲۹تاريخ ، 4/۸/۱۹۷۷غير منشور ؛ شوری رقم ، ۳۹تاريخ ، ۲۳/۱/1965م ، 1965 ...ص ۲۰۱؛ شوری رقم ، ۲۱تاريخ ، 14/۷/۱۹۲۹م ، ۱۹۷۰ ...ص . ) 43 وقد اعتمد االجتهاد تطبيق مبدأ المساواة بحيث إنه اتخذه أساسا لفصل الكثير من القضايا وذلك باالرتكاز إلى ما يسمى باألوضاع المماثلة ، فاعتبر: أن القرار الصادر عن رئيس البلدية بمنع الدخول إلى مسبح البلدية لألشخاص الذين يتجاوز مدخولهم مبلغا معينا هو قرار باطل ألنه يخالفمبدأ المساواة بين المستفيدين من المرافق العامة . أن القرار البلدي الذي يمنح مواقف خاصة على الطرقات العامة يخالف مبدأ المساواة بين المستفيدين من الطرقات العامة .*أمثلة على تطبيق مجلس شورى الدولة في لبنان المبدأ المساواة ا -أن المساواة يجب أن تتحقق بين الموظفين الخاضعين لنظام واحد في الحقوق الناجمة عن تطبيق القانون تطبيقة سليمة وليس في المنافع التي يحصل عليها البعض منهم خالفا للقانون أو تحاية عليه ( ،شورى رقم ، ۲۱تاريخ ، 14/۷/۱۹۹۹م ، ۱۹۷۰ ..ص . ) 43 - ۲أن التدبير الذي تتخذه بلدية بحق أحد األشخاص بعدم تخفيض الرصيف وبوضع السالسل الحديدية على حافة الرصيف أمام مكتب للسفريات في حين أنها خفضت الرصيف أمام المحالت التجارية األخرى ولم تمنع وقوف السيارات أمام مكاتب السفر كافة التي هي في وضع مماثل تماما لوضع مکتب هذا الشخص ومن بينها من هي واقعة على مقربة منها .هذا التدبير هو مخالف القاعدة المساواة بين فئة معينة من المواطنين خاضعة لنظام واحد ( .شوری رقم ، ۳۶۱تاريخ ، ۱۹۹۸ / 14 / ۳م ، ۱۹۹۸ ...ص ) ۷۲ أن اإلخالل بمبدأ المساواة يفتح باب الطعن بالقرار اإلداري الذي خرق المبدأ إما ألبطاله وإما المطلب التعويض عن الضرر الناتج عنه . فمسؤولية السلطة العامة تبنى هنا على أساس المساواة أمام األعباء العامة .ولكن ينبغي التمييز بالنسبة لحق الطعن وامكانية اإلبطال بين الحاالت التي يحصل فيها االنتفاع من مرفق عام إداري يخضع للقانون العام وللقضاء اإلداري والحاالت التي يحصل فيها اإلنتفاع من مرفق عام صناعي أو تجاري ( يخضع في ممارسة نشاطه للقانون الخاص ) C. E. 21 Avril 1961 , Dame Agnési , Rec , p . ( . 253 ) . في ما يتعلق بالمرافق العامة اإلدارية ،للمنتفع أن يلجأ إلى الطعن بالقرار الذي يخالف مبدأ المساواة ويطلب أبطاله لتجاوز اإلدارة حد السلطة وذلك أمام القضاء اإلداري أما في حالة المرافق العامة الصناعية أو التجارية حيث تخضع عالقة المنتفع مع المرفق العام للقانون الخاص فالمنتفع ال يمكنه الطعن بالقرار الذي يخرق مبدأ المساواة ألن القضاء اإلداري غير صالح للنظر في مراجعة االبطال المقدمة منه ويبقى من الممكن الخروج على مبدأ المساواة كأن توضع شروط معينة لإلنتفاع من المرفق العام ،تحصر االستفادة من خدماته بفئة معينة من المواطنين ويمكن حتى ضمن ذات الفئة تصنيف المنتفعين إلى فئات وذلك باضافة شروط أخرى .ويمكن أيضا خرق مبدأ المساواة في اإلنتفاع من المرفق العام عندما يكون ذلك نتيجة لنص القانون .ويمكن من جهة أخرى خرق مبدأ المساواة بالرغم من توفر الشروط المطلوبة ويكون ذلك من أجل المحافظة على المصلحة العامة أو على النفع العام C.E. 10 mai 1974 , Denoyez et chorques , précité ) . ( .وقد أثيرت المسألة أمام القضاء اإلدا ري المصري في ما يتعلق بامكانية استخدام اإلدارة لسلطتها االستنسابية في تطبيق مبدأ المساواة وكان ذلك بخصوص التمييز بين الذكور واإلناث لشغل بعض الوظائف بالرغم من توفر الشروط المطلوبة في كافة المرشحين ذكورا وإناثا ( حكم محكمة القضاء اإلداري في ، ۲۲/۱۲/۱۹۰۳مجموعة أحكام المحكمة ،السنة الثانية ،ص C.E , 3 Juill . 1936 , Dell ( Bobard , Rec - ۳۰۶ . 721 وقد كان من المحتمل اثارة هذه المسألة أمام القضاء اللبناني بسبب اقصاء اإلناث عن االشتراك في احدى مباريات الدخول لمعهد الدروس القضائية في العام 1994 إن إعمال مبدأ المساواة تجاه المرفق العام يقود إلى تطبيق المبادئ التالية : -۱مبدأ المساواة تجاه األعباء العامة: وهذا يعني أن جميع الذين يكونون في وضع مماثل يجب أن يتحملوا ذات األعباء وفي هذا المجال هناك أمثلة كثيرة على تطبيق هذا المبدأ في االجتهاد اإلداري ،ففي فرنسا صدر عن مجلس الشورى الفرنسي عام ۱۹۲۳قرار مبدئي في قضية ( CE . 23 nov 789 . .Couiteas , Rec 1923 ) .وموجز هذه القضية أن السيد كويتياس أستحصل من المحكمة المدنية على حكم يقضي باعالن ملكيته ألحد العقارات الواقعة في تونس ويقضي باخالء هذا العقار من بعض القبائل التي احتلته .ولكن حصل أن السلطة المخولة بالتنفيذ تمنعت عن تنفيذ هذا القرار بحجة أن اإلخالء يتطلب تجهيز قوة كبيرة من رجال األمن والتنفيذ قد يؤدي إلى حدوث مشاكل تخل بالنظام العام .فما كان من 12 كويتياس إال أن رفع قضيته إلى مجلس الشورى فرنسي وطالب بابطال قرار اإلدارة القاضي بعدم التنفيذ بحجة انه مواطن فرنسي حصل على قرار قضائي واإلدارة تمنعت عن تنفيذ .فاعتبر مجلس الشورى أنه إذا كان يحق لالدارة أن تتذرع عدم تنفيذ حكم قضائي بضرورات المحافظة على النظام العام وعلى السالمة العامة فإنه ال يجوز أن يتحمل مواطن واحد أو فئة من المواطنين أعباء المحافظة على النظام العام وبالتالي يقتضي عمال بمبدأ مساواة جميع المواطنين تجاه األعباء العامة أن يحصل هذا المواطن أو تلك الفئة من المواطنين على التعويض الكافي لقاء تضرر الذي لحق به أو بهم من جراء عدم التنفيذ أو بسبب تقاعس اإلدارة عن تنفيذ حكم قضائي . وفي لبنان تعرض مجلس شورى الدولة لهذه المسألة في الكثير من القرارات التي صدرت عنه ( .شوری رقم ، 854تاريخ 14/۷/1964 ،د ، 1964 ! .ص ۲۳۵؛ شوری رقم ، ۱۳۱4تاريخ ، 14/۷/۱۹۹۷م ، ۱۹۹۷ ...ص ۲۰۲؛ شوری رقم ، ۷تاريخ ۱۹/۱/۱۹۷۰ ،م ، ۱۹۷۱ ...ص ۱۸۸شوری رقم ، ۱۱4تاريخ ، 6/۱۱/۱۹۷۱م.إ ، ۱۹۷۲ .ص ۳۳؛ شوری رقم ، ۸۱تاريخ ، ۱۸/۶/۱۹۸۶م . ق ، ۱۹۸۰ ...ص ۲۹۹؛ شورى رقم 161تاريخ ، 4/۱۲/۲۰۰۳م .ق ، ۲۰۰۸ ...ص . ) 314 ففي العام 1964اعتبر مجلس شورى الدولة في قضية هنري فرعون ورفاقه أن عدم مؤازرة قوى األمن الدائرة التنفيذ ال يشكل عم حكومية ،فإذا كان للحكومة أن تمتنع عن تأمين القوة المسلحة لتنفيذ أحد األحكام ألسباب تتعلق باألمن والنظام العامين فإن من حق المتقاضين في هذه الحالة أن يطالبوها بالتعويض إذا ما تجاوز التأخير في التنفيذ مدة معقولة وإذا ما نتج ضرر عن عدم التنفيذ ( شوری ( مجلس القضايا ) رقم ، ۳۶۳تاريخ ، ۱۷/۳/1964م ، 1964 ...ص . ) ۱۱۰ -2مبدأ المساواة في الدخول إلى الوظيفة العامة: آن مبدأ المساواة في الدخول إلى الوظيفة العامة االجتهاد بشكل واضح وحاسم وهو يقضي باعطاء الحق لجميع المواطنين للدخول إلى الوظيفة العامة دون أي تمييز فيما بينهم .ولكنه أجاز في بعض الحاالت مخالفة هذا المبدأ ألسباب تفرضها المصلحة العامة أو طبيعة الوظيفة . ففي قضية ( Delle Bobard , C. E , 3 Juill . 1936 Rec . 731 ) ,كان األمر يتعلق بتخصيص بعض الوظائف اإلدارية العليا في وزارة الدفاع الفرنسية للموظفين من الذكور دون اإلناث فتقدمت اآلنسة بوبار وأربعون من زميالتها وهن موظفات في وزارة الدفاع بمراجعة أمام مجلس الشورى تطلبن فيها ابطال هذا القرار ألنه يخالف مبدأ المساواة في الدخول إلى الوظائف العامة لجهة التمييز بين الذكور واإلن اث فقضى المجلس باعالن حق اإلناث بالدخول إلى جميع الوظائف العامة على قدم المساواة مع الذكور ولكن يحق للحكومة لضرورات المصلحة العامة بالنظر لطبيعة الوظائف أن تميز في المعاملة بين الذكور واإلناث فتخصص مثال وظائف معينة بفئة معينة من الناس .وفي القضية الحاضرة اعتبر المجلس أن طبيعة العمل في وزارة الدفاع تبرر حرمان اإلناث من تولي بعض الوظائف فيها ويبقى للقضاء حق اجراء رقابته على ممارسة اإلدارة لهذا التمييز . وفي لبنان يعترف التشريع كما يعترف االجتهاد بمبدأ المساواة بين جميع المواطنين للدخول إلى الوظيفة العامة إال أن نظام الموظفين العام في لبنان ( المرسوم اإلشتراعي ) ۱۱۲/۰۹نص في المادة ۹6منه على أن تراعى في تعيين الموظفين أحكام المادة 95من الدستور التي كانت تنص « :بصورة مؤقتة والتماسا للعدل والوفاق تمثل الطوائف بصورة عادلة في الوظائف العامة وتشكيل الوزارة دون أن يؤدي ذلك و اإلضرار بمصلحة الدولة ( شوری رقم ، ۱۱۹۷تاريخ ، 4/۱۱/1966د ، ۱۹۶۷ .ص . ) 45وقد عدلت المادة 95المشار إليها بموجب القانون ستوري الصادر في ۲۱/۹/۱۹۹۰على النحو التالي : "...في المرحلة االنتقالية : أ -تمثل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة . ب -تلغي قاعدة التمثيل الطائفي ويعتمد االختصاص والكفاءة في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العامة والمختلطة وفقا تقتضيات الوفاق الوطني باستثناء وظائف الفئة األولى فيها وفي ما يعادل الفئة األولى .وتكون هذه الوظائف مناصفة بين المسيحيين و المسلمين دون تخصيص أية وظيفة ألية طائفة مع التقيد بمبدأي االختصاص والكفاءة » . وفي هذا اإلطار ،وقبل تعديل المادة 95من الدستور ،كان مجلس الخدمة المدنية قد أعلن في العام ۱۹۹۳عن اجراء مباراة تعيين موظفين في الفئة الثالثة في وزارة التصميم العام ،فقدمت اآلنسة شمص ترشيحها في هذه المباراة وعند أعالن النتائج وأسماء الناجحين كانت من بين الفائزين ومرتبتها الثالثة .صدر مرسوم التعيين وهو يقضي بتعيين الفائز في المرتبة الرابعة متخطيا اآلنسة شمص التي كانت مرتبتها أسبق من مرتبة الرابع وذلك ألنها كانت من الطائفة الشيعية التي ينتمي إليها أول الناجحين . وقد اعتبر مجلس شورى الدولة أن المادة 95من الدستور اللبناني تقضي بمراعاة التمثيل الطائفي في تعيين الموظفين تحقيقا للعدالة واالنصاف بين مختلف الطوائف ما لم يكن ذلك منافية للمصلحة العامة .فإذا كانت القاعدة في التعيين في الوظيفة العامة توجب بنتيجة المباراة التقيد بترتيب الناجحين فإن هذه القاعدة تبقى محترمة وال يتنافى تطبيقها مع تطبيق أحكام المادة 46من المرسوم اإلشتراعي رقم ۱۱۲/۵۹المعطوفة على المادة 45من الدستور اللبناني وذلك بأن يعمل بقاعدة التقيد بالترتيب ضمن قائمة الناجحين بالنسبة لكل من الطوائف فيفضل للتعيين أسبق الناجحين من كل طائفة . *ثالثا :مبدأ التطوير المستمر بما يتالءم وحاجات العموم أو قابلية المرفق العام للتطوير يحدث المرفق العام لتلبية بعض الحاجات فهناك إذا حاجات معينة بررت أنشاءه ,فمن البديهي أنه عندما ال يبقى حاجة مطابقة اله ،يعود للسلطة المختصة أن تلغيه ،وإذا امتنع عليها توقيف سير العمل فيه فليس ما يمنعها من الغاء تنظيمه بحد ذاته ،فمن حق السلطة اذن أن تعدل القواعد المختصة بتنظيم وسير المرفق العام لتجعله قادرة على تحقيق غرضه بأفضل األساليب ومالئمة للتطورات الحديثة ،وال تحد من سلطة اإلدارة الطريقة التي يدار بها المرفق العام ،سواء أكانت مباشرة أو غير مباشرة . 13 ومبدأ تطوير المرفق العام يبدو وكأنه تطبيق لمبدأ االستمرار إال أنه يختلف عنه باعتبار أن االستمرار يعني متابعة العمل وفقا لنظام المرفق العام بينما التطوير يفتر ض تعديل هذا النظام ويستمد هذا الحق المعطى لإلدارة من السلطة التنظيمية التي تتمتع بها وتخولها وضع األنظمة المالئمة لسير المرافق العامة بانتظام وبشكل يكفل لها تحقيق الغاية التي أنشئت من أجلها . وقاعدة التطوير المستمر بما يتفق والغرض من انشاء المرفق العام تنتج مفاعيل عديدة : -1بالنسبة للمستهلكين ال يكتسب المستهلك حقا باإلبقاء على نوع معين من الخدمات المؤداة له وتبعا لتبدل الظروف من واجب اإلدارة أن تكيف المرفق العام .فلو طورت أجهزة اإلذاعة مثال والتلفزيون بحيث لم تعد معظم األجهزة المستعملة صالحة فال يحق ألصحابها المطالبة بالتعويض ۲ . -2بالنسبة للمستخدمين أو الموظفين إن أوضاعهم التنظيمية قابلة للتعديل في أي وقت كان دون أن يكون لهم حق مكتسب ناشئ عن األحكام السابقة .مثال يعود لإلدارة أن تلغي احدى الوظائف في معرض اعادة النظر بتنظيم المرفق العام دون أن يحق لصاحب العالقة أن يعترض على ذلك . -۳بالنسبة لعالقات السلطة بأصحاب االمتيازات يحق للسلطة أن تدخل باالنفراد التعديالت الالزمة على عقد االمتياز عندما تتطلب ذلك ضرورات المصلحة العامة وأن تعدل ضمن بعض التحفظات شروط تنفيذ العقد .وفي هذا المجال يعتبر مبدأ التطوير األساس الذي يفسر حق اإلدارة في تعديل العقود اإلدارية استجابة لمقتضيات المصلحة العامة .ويترتب على اإلدارة مقابل البند الخارق الذي يعطيها حق التعديل مسؤولية التعويض عن األضرار الالحقة بالمتعاقد من جراء هذا التعديل .ففي قضية ( CE , 10 Janv 1902 Compagnie nouvelle du Gaz de Deville - lès - . ) Rouen , Rec , 5 , 38 .G.A . td , 1969 , Pطبق مجلس الشورى الفرنسي مبدأ التطوير المستمر .وموجز هذه القضية أن هذه الشركة نالت في أواخر القرن التاسع عشر امتيازا لتأمين اإلنارة بواسطة الغاز .وفي تلك الفترة ظهرت الكهرباء واعتمدت بدل الغاز لتأمين اإلنارة فطلبت البلدية من هذه الشركة تطوير أجهزتها أو استبدال الغاز بالكهرباء فرفضت فما كان من البلدية إال أن لجأت إلى شركة أخرى تعمل على الكهرباء وأعطتها امتيازة بانارة المدينة .رفعت الشركة الدعوى أمام مجلس الشورى مطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق بها باعتبار أن االمتياز الذي تملكه يعطيها حقا حصريا في هذا الموضوع دون سائر الشركات فاعتبر مجلس الشورى أنه عمال بمبدأ التطوير المستمر للمرفق العام يتحتم على شركة الغاز أن تواكب التطور الحاصل وأنه على البلدية أن تلجأ أوال إلى الشركة صاحبة االمتياز وتطلب منها ذلك فإذا رفضت جاز لها أن تتوجه إلى شركة أخرى .كما اعتبر مجلس الشورى الفرنسي في قضية ( CE mars . , 21 ) 1910 , Companie générale française des tramways , Rec . , 216 ; 96 , 1969 , .G.A.edأنه يجب الرجوع إلى نية الفريقين المتعاقدين والهدف الذي من أجله منحت الشركة اإلمتياز لكي يمكن تعديل بنود هذا العقد .وموجز هذه القضية أن احدى المدن الفرنسية منحت الشركة الفرنسية للترامواي امتيازة يقضي بتأمين النقل داخل المدينة بواسطة خطوط الترامواي .كما تضمن هذا العقد تحديد لعدد هذه الخطوط والحافالت التي يتوجب استثمارها .لكن مع الوقت وزيادة عدد السكان ازدادت الحاجة إلى خطوط جديدة وحافالت اضافية مما اضطر البلدية إلى أن تطلب من الشركة زيادة عدد الخطوط المستثمرة حتى تتمكن من سد الحاجات المتزايدة لهذه الجهة فرفضت الشركة تعديل بنود العقد وبالتالي زيادة الخطوط .وقد اعتبر مجلس الشورى أن نية الفريقين من ابرام عقد االمتياز موضوع النزاع كان تأمين حاجة السكان لوسيلة نقل معينة ،وأنه يقتضي تبعا لمبدأ التطوير المستمر للمرفق العام مواكبة التطور حتى يستمر المرفق العام في تأمين الخدمات والحاجات العامة وإال فقد مبرر وجوده .وقضى في النتيجة أنه مقابل اجابة طلب البلدية بزيادة عدد خطوط النقل والحافالت يحق للشركة الحصول على التعويض المناسب .استمر هذا االجتهاد وتكرس في أكثر من قرار وال سيما في قضية C. E. ( : 26 mai 1930. Viette , Rec , 564. G.A. ed . 1969 p . 4 . - C.E. 12 mai 1933 , Cie gle des eaux , Rec , 508 ) .ففي القضية األولى اعتبر مجلس الشورى الفرنسي أن نية تطرفين في العقد كانت تهدف إلى تأمين إنارة المدينة بواسطة كهرباء ، األمر الذي يوجب على صاحب االمتياز االستجابة لطلب بلدية زيادة انتاجه من الطاقة الكهربائية .وموجز هذه القضية ان السيد VIETTE حصل على امتياز بإنارة المدينة بواسطة مولد كهربائي قوته ۷۰حصانا .وعندما لم تعد الطاقة المتفق عليها تكفي لسد حاجات السكان ، طلبت المدينة منه زيادة طاقته فرفض متذرعة ببنود العقد .فاعتبر مجلس الشورى أنه يتحتم على البلدية تطلب من صاحب االمتياز تعديل بنود العقد لجهة مواكبة التطور فإذا رفض حق لها أن تتعاقد مع شركة أخرى لتأمين الطاقة اإلضافية .وفي القضية الثانية قضى المجلس بأنه في حال لم تعد كمية مياه المتفق عليها ( ۲۶۰۰م ) ۲تكفي حاجة السكان المتزايدة ،فإنه يتحتم على البلدية أن تطلب من الشركة تأمين مصادر اضافية المياه لسد حاجات السكان وفي حال رفضت يعود لها أن تتعاقد مع مصدر آخر -المبحث الثالث طرق إدارة المرفق العام 14 عند تعريف المرفق العام راينا أنه يدار من قبل شخص عام ( الدولة ،والبلدية والمؤسسات العامة أو من قبل شخص خاص ( فرد :شركة تجارية ،شركة اقتصاد مختلط وطرق إدارة المرافق العامة تختلف باختالف أنواعها ،وبإمكان الدولة اعتماد اإلدارة إدارة المرفق العام إلى شخص طبيعي أو معنوي : إدارة غير مباشرة المباشرة أو امتياز ،شركة مختلطة . ولإلدارة سلطة استنسابية في اختيار الطريقة المناسبة إلدارة المرفق العام ،باستثناء طبعا المرافق األمنية التي تدار دائمة مباشرة من اإلدارة ،وهذا ما أكده مجلس الشورى الفرنسي *اوال :اإلدارة المباشرة عرف العالمة Walineاإلدارة المباشرة كما يلي :ثمة إدارة مباشرة عندما يتولى الشخص العام مباشرة إدارة المرفق العام وعلى مسؤوليته ، باستعمال األموال العامة الالزمة وبواسطة جهاز يعينه ويشرف عليه ،ويتأمين كل ما يلزم التسيير المرفق واالتصال مباشرة بالمستفيدين من المرفق العام ويتحمل المسؤولية عن األضرار التي قد تلحق باألشخاص الثالثين ( أو الغير ) من جراء عمل المرفق العام : .ومعظم المرافق العامة تدار بهذه الطريقة . في لبنان اإلدارة المباشرة تتم على صعيد مرکزي بواسطة وزارات متخصصة ينسق بينها رئيس الحكومة الذي يعطي التوجيهات العامة لقمان حسن سير العمل والمادة 64من الدستور في ، 7ويتابع أعمال اإلدارات العامة والمؤسسات العامة يتولى الوزراء إدارة مصالح الدولة ويناط بهم تطبيق األنظمة والقوانين كل ما يتعلق باألمور العائدة إلى إدارته ( المادة ) ( 6من الدستور ) الوزير هو الرئيس التسلسلي األعلى إلدارته ،له حق التعيين والتاديب وإصدار التعليمات والمذكرات اآليلة إلى تنسيق األعمال بين كافة الوحدات اإلدارية التابعة لوزارته ،وال يستطيع القيام بمهامه اال بمعاونة السلطات األخري :اإلدارات العامة .وتتالف الوزارة من مديريات عامة -مديريات -مصالح -دوائر وأقسام .ويشرف رئيس الجمهورية على كافة األعمال . إلى جانب الوزارات هناك هيئات استشارية ( مجلس الخدمة المدنية ،مجلس شوری الدولة ،هيئة التفتيش المركزي ) ... على الصعيد اإلقليمي ،اإلدارة المركزية ممثلة بالمحافظ الذي يدير أجهزة الوزارات في المحافظة ،وله طبعا صالحيات واسعة .وفي القضاء يتولى القائمقام شؤون القضاء ممثال السلطة المركزية وعلى الصعيد المحلي ،يتولى السلطة التنفيذية في البلدية رئيس المجلس البلدي الذي ينفذ قرارات المجلس البلدي *ثانيا :اإلدارة غير المباشرة اإلدارة غير المباشرة هي اإلدارة ذات المنتفعة كما يسميها Vedel . ،Delvolve ، Walineفي اإلدارة غير المباشرة ،حسب ،Chapusينشئ الشخص العام المرفق وينظمه ويوكل إدارته إلى شركة تستفيد من األرباح وال تشارك في الخسارة التي يتحملها الشخص العام وحده يعطي هذا النمط من اإلدارة المستمر استقالال إداريا و في فرنسا اإلدارة غير المباشرة معتمدة في مجال الجريدة الرسمية والنقد واألوسمة : في لبنان لجأت الدولة إلى هذه الطريقة في إدارات حصر التبغ والتنباك التي يديرها مجلس إدارة الريجي الذي حل محل إدارة الشركة المحتكرة ،والتي نظمت بالمرسوم االشتراعي رقم 59/151 وعند انتهاء مدة امتياز الشركة عادت الريجي إلى المالك األساسي ،أي الدولة سنة 1979ء كما صدر نظام أجراء إدارة حصر التبغ والتنباك في23-10-1992 *ثالثا :المؤسسات العامة -1تعريف المؤسسة العامة في البداية ال بد من تعريف المؤسسة العامة ،وهذا ليس باألمر السهل ،إذ لم يعرفی المشترع وال االجتهاد -في فرنسا -المؤسسة العامة بشكل واضح ودقيق .كما أن ازدياد وتنوع المؤسسات العامة قد ساهما في تعقيد األمر .ولم يفلح الفقه من جهته في تعريف المؤسسة العامة العالمة الفرنسي Hauriouعرف المؤسسة العامة بأنها " مرفق عام متخصص يتمتع بالشخصية المعنوية " ( 3 ) .واعتمد الفقيهان Walineو de Laubadereهذا التعريف أيضا أما العالمة Chapusفرأى أنه ال يوجد معيار للمؤسسة العامة واعتبر انها " شخص متخصص من أشخاص القانون العام " ،وقد تخلى في تعريفه عن عنصر المرفق العام .كما وأكد وجود أزمة في مفهوم المؤسسة العامة أما المرسوم رقم 6474الصادر في 26-1-1967بناء على القانون رقم 7والذي ألغي المرسوم االشتراعي رقم ) 150فقد عزف المؤسسة العامة في مادته األولى على الشكل التالي: تعتبر مؤسسات عامة و مصالح مستقلة المؤسسات العامة والمصالح المستقلة التي تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وقد حددت غاياتها عند إنشائها " ۔ 15 وأخيرا المرسوم رقم 4571الصادر في 13-12-1972والذي ألغي المرسوم السابق ( رقم ) 6474نص في مادته األولى على أن " المؤسسات العامة تشمل أشخاص القانون العام المستقلين عن الدولة والبلديات " وعرفها في مادته الثانية بقوله " :تعتبر مؤسسات عامة بمقتضى أحكام هذا المرسوم المؤسسات العامة التي تولى مرفقة عاما وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقاللين المالي واإلداري " وأشار في مادته الثالثة إلى أنه :يجب أن يتضمن نص اإلنشاء غاية المؤسسة العامة " . وهذا المرسوم حدد كما نالحظ عناصر المؤسسة العامة ،وهذا ما دفع الفقه في لبنان إلى تعريف المؤسسة العامة بأنها :مرفق عام متخصص يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري. وبالرجوع إلى نص نظام المؤسسات العامة في لبنان (المرسوم (72/4517الذي حماده نشأة المؤسسات عناصر هذه المؤسسة ،ترى أن النقاط القانونية التي يمكن أن يشيرها موضوع العامة تتعلق بالمرفق العام ،والشخصية المعنوية ،وغاية المؤسسة -2نشاة المؤسسة العامة أ -المرفق العام المرسوم رقم 4517الصادر في 13-12-1972هو الذي يرعى المؤسسات العامة في لبنان النظام العام للمؤسسات العامة ) ،باستثناء البعض منها ،كما ورد في المادة: 40 “يبقى كل من مصرف لبنان والصندوق الوطني للضمان االجتماعي وتعاونية موظفي الدولة والمجلس الوطني للبحوث العلمية ومجلس تنفيذ المشاريع اإلنشائية ومجلس تنفيذ المشاريع الكبرى لمدينة بيروت والجامعة اللبنانية والمركز التربوي للبحوث واإلنماء خاضع القانون إنشائه وللنصوص التنظيمية الصادرة تطبيقا له" . بالنسبة لطرق إنشاء المؤسسة العامة ،كان المرسوم االشتراعي رقم 150الصادر سنة 1959ينص على أن المؤسسة العامة تنشأ وتلغي بقانون ،وكذلك القانون الصادر سنة 1966والمنفذ بالمرسوم 67/4517غير أن المرسوم 72/4517نص في مادته الثالثة على أن المؤسسات العامة تنشأ وتلغى بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء ،مما بسط أصول إنشاء المؤسسات العامة األمر الذي ساعد على زيادة عددها في لبنان ،وهو يناهز حاليا السبعين وقد يتقلص هذا العدد ،بسبب الخصخصة وبسبب دمج المجالس ( المجالس دمج مجلس تنفيذ المشاريع اإلنشائية ومجلس تنفيذ المشاريع الكبرى المدينة بيروت بمجلس اإلنماء واالعمار) يختلف الوضع في فرنسا إلى حد ما ،فقبل صدور الدستور الفرنسي سنة 1958كانت المؤسسات العامة تنشأ بقانون يحدد غرضها والمبادئ التي تخضع لها ،عمال بالمادة 205من القانون الصادر في 13-7-1925 .ولكن بعد صدور دستور الجمهورية الخامسة تغير الوضع ،إذ أعطت المادة 34من الدستور للسلطة التشريعية صالحية إنشاء الفئات الجديدة من المؤسسات العامة التي ال يمكن ربطها بفئة موجودة أصال ، أما المؤسسات العامة التي تنتمي إلى فئة موجودة فيعود إنشاؤها إلى السلطة التنفيذية ،ولقد عرف المجلس الدستوري في قرارات عديدة المقصود ب "الفئة " ،فاعتبر أن المؤسسات العامة التي تنتمي إلى نطاق جغرافي واحد ( أي تخضع لوصاية الدولة أو البلديات وتمارس االختصاص ذاته تدخل في فئة واحدة ب -الشخصية المعنوية ويترتب على منح الشخصية المعنوية نتائج قانونية عديدة نذكر منها أوال :منح المؤسسة أجهزة خاصة بها تتكون من مجلس تقريري وسلطة تنفيذية تمكنها من إدارة شؤونها بنفسها . وللمؤسسة موظفون ومستخدمون مرتبطون مباشرة بها ،وبهذا الخصوص أكد مجلسالشورى ما يلي: يستفاد من أحكام النظام العام للمؤسسات العامة أن مستخدمي المؤسسات العامة ينتمون إلى مالكات مستقلة عن مالكات اإلدارات العامة في الدولة يترتب على ذلك عدم جواز نقل الموظفين من مالك المؤسسة العامة إلى مالكات اإلدارات العامة أو بالعکس"... ثانيا :للمؤسسة العامة ذمة مالية مستقلة تضم المال المنقول وغير المنقول ولها موازنة خاصة بها مستقلة عن موازنة الدولة . وهذه الموازنة تتغذى من الرسوم التي تفرض على المنتفعين ،ومن مساعدات الدولة والقروض ومن الهيات أيضا ثالثا :إلى جانب االستقالل اإلداري والمالي وحق قبول الهبات ،ال بد من منح المؤسسة العامة حق التقاضي للدفاع عن مصالحها .تذكر على سبيل المثال قرار قانصو الجامعة اللبنانية ،وجاء فيه: "للجامعة اللبنانية الشخصية المعنوية سندا ألحكام القانون الصادر بتاريخ 26-12-1967وهي إذ تتمتع باالستقالل اإلداري والمالي تجب مقاضاتها بالذات بالقرارات التي تصدر عنها .وليس من شأن تغذية موازنتها باعتمادات مرصدة من موازنة الدولة العامة التأثير على استقاللها .وعليه تكون المراجعة المقدمة بوجه الدولة مردودة لعيب انتهاء الصفة .الشخص المعنوي ينشأ إذن لممارسة نشاط محدد تحقيقا لغاية معينة ، وبالتالي فإن التخصص هو من ميزات المؤسسة العامة ". 16