Uploaded by Ali El-sayed

الاْثر السلبي للشائعات خلال ادارة الازمات و اسلوب مجابهتها

advertisement
‫الشائعات‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫إن الشائعات ظاهرة من الظواهر الخطيرة التي تظهر في المجتمعات‪ ،‬وهو موضوع هام‪ ،‬فال‬
‫تكاد تشرق شمس يوم جديد إال ونسمع بإشاعة في مكان ما‪ ،‬وتعتبر الشائعات من أخطر‬
‫األسلحة المدمرة للمجتمعات واألشخاص‪ ،‬فكم قتلت اإلشاعة من أبرياء‪ ،‬حطمت من عظماء‪،‬‬
‫وتسببت في جرائم‪ ،‬وقطعت من عالقات بين أفراد األسرة الواحدة‪ ،‬وكم هزمت اإلشاعة من‬
‫جيوش على مر التاريخ!‬
‫معنى الشائعات‪:‬‬
‫الشائعة‪ :‬الخبر ينتشر وال تثبت فيه‪( ،‬المعجم الوسيط ـ ج ‪ 1‬ص ‪.)305‬نشأة الشائعات‪:‬‬
‫الشائعات ليست وليدة اليوم‪ ،‬بل هي موجودة ومؤثرة في أغلب الحضارات والثقافات عبر‬
‫التاريخ‪ ،‬ألنها أحاديث يومية يتناولها الناس‪ ،‬ولها أهداف وأغراض‪ ،‬ووسائل نقل‪ ،‬حسب‬
‫المجتمع والبيئة التي تسود فيها‪ ،‬فبعض المجتمعات القديمة تنتشر فيها أمور السحر والخرافة‪،‬‬
‫كالصين ومصر‪ ،‬وبعض المجتمعات تنتشر فيها الفلسفة‪ ،‬كاليونان‪ ،‬واإلشاعة قديمة قدم الجنس‬
‫البشري‪ ،‬ومنذ القدم عرف رجال الدين ورجال السياسة ورجال الحرب األقوال واألفعال التي‬
‫تدفع اإلنسان وتحركه‪ ،‬ففي مصر القديمة استخدم تحتمس الثالث الحيلة والخديعة والمفاجأة في‬
‫حروبه‪ ،‬خاصة عند فتح يافا في فلسطين‪ ،‬وفي الصين القديمة استخدم الشائعات كثير من‬
‫العرافين والعسكريين‪ ،‬وفي اليونان القديمة استخدموا الشتائم والتشهير للتأثير على الروح‬
‫المعنوية للعدو‪ ،‬ولقد أدت الشائعة إلى موت سقراط‪ ،‬بتهمة أنه كان يفسد أخالق الشباب في‬
‫أثينا‪ ،‬ويدفعهم إلى التمرد والعصيان‪ ،‬ويعتبر المغول من أشهر من استخدم الشائعات في‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬فقد كانت الشائعات سببا رئيسيا في انتصاراتهم‪ ،‬لما أحدثته من رعب في‬
‫نفوس المسلمين‪)،‬إسهامات معلم التربية اإلسالمية ‪ -‬لحسين عقيل ص‪.)82 :82 :‬‬
‫الفرق بين الدعاية واإلشاعة‪:‬‬
‫الدعاية ‪:‬عملية منظمة‪ ،‬هدفها التأثير في الرأي العام‪ ،‬ولم تظهر الدعاية إال في أواخر القرن‬
‫العشرين‪ ،‬بينما ظهرت اإلشاعة منذ زمن قديم‪ ،‬تكونت اإلشاعة تبعا لتوافر مجال العمل المالئم‬
‫لها‪ ،‬وهو الجمهور‪ ،‬الدعاية عكس اإلشاعة‪ ،‬فالدعاية تهدف إلى الخير‪ ،‬وأما اإلشاعة فغالبًا ما‬
‫تهدف إلى الشر‪( ،‬أساليب مواجهة الشائعات ‪ -‬أكاديمية نايف العربية ص ‪(80 :81‬‬
‫الهدف من اثارة الشائعات‪:‬‬
‫إلثارة اإلشاعات أهداف ومآرب‪ ،‬تتنوع هذه األهداف تماشيا ً مع مبتغيات مثيروها‪ ،‬فمنها ما‬
‫هو ربحي (مادي) كما حصل في عام ‪ 8002‬عندما تفدرت اشاعة مدوية في السعودية باحتواء‬
‫مكائن الخياطة سنجر عل مادة الزئبق االحمر‪ ,‬مما ادي الي وصل اسعار هذه الخرد الي مئات‬
‫االالف من الرياالت‪ .‬و من االشاعات ايضاْ ما يكون خلف اهداف سياسية و عادة ما تحصل‬
‫هذة االشاعات في الحروب او في الحاالت االمنية غير االعتيادية‪ ,‬و تهدف هذة االشاعات الي‬
‫تسيب ربكة في الطرف المعني باالشاعة كما حصل في الثورة الليبية لمعمر القذافي مثال عندما‬
‫شاعت شتئعة قوية بهروبه من ليبيا فاضطر للتصوير من امام سيارته ليثبت للناس انه ما زال‬
‫موجودا في ليبياز ايضا اللعب و اللهو هو من اهداف مثيري الشاعائعات‪ ,‬و الشائعات التي‬
‫تقوم علي هذه المبد ْا عادة ما تحوم حول المشاهير كوفاة العب او حدوث حادث لفنانة و غيره‬
‫من الشائعات‪ .‬من الشائعات من يصنعها المجتمع بنفسة خصوصا لالمور المزمع او المنرقب‬
‫حدوثها و ذلك بكثرة ترديدها و السؤال عنها تنخلق شيئا فشيئا هذه الشائعات‪.‬‬
‫اهداف الشائعات‪:‬‬
‫أهداف نفسية‪:‬‬
‫تسعى اإلشاعات إلى تحقيق العديد من األهداف‪ ،‬حيث تتمثل في خلق جو من البلبلة والشك‬
‫وزعزعة الثقة بالنفس‪ ،‬باإلضافة إلى نشر الروح االنهزامية‪ ،‬التفرقة واالستسالم واستغالل‬
‫الوضع للتشكيك بكل شيء‪.‬‬
‫أهداف سياسية‪:‬‬
‫تعتبر األهداف السياسية من أفضل األهداف التي تسعى اإلشاعات إلى تحقيقها؛ وذلك بالنسبة‬
‫للموضوع الذي يتناوله حول القادة والشخصيات البارزة‪ ،‬سواء كانت همسا ً حول الميدان أو‬
‫ثرثرة‪ .‬واإلشاعات هُنا تسعى للتشكيك بمواقف وخطط النظام السياسي‪ ،‬أو يوجهها األعداء من‬
‫خالل دعياتهم المسموعة من كافة وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫أهداف اجتماعية‪:‬‬
‫ُتعتبر اإلشاعات من وسائل الدعاية المؤثرة‪ ،‬حيث يعتقد الكثيرون أن لها نفس التأثير الذي‬
‫تحدثه وسائل اإلعالم كالراديو والتلفزيون‪ .‬وبالتالي فأن اإلشاعة تحدث ثغرة بين الناس‬
‫وحكوماتهم‪ ،‬كما تجعلهم يشكون في عدالة قضاياهم على المجتمع‪ ،‬من خالل ما يواجه من‬
‫إشاعة من قبل أفراده لبعضهم البعض‪ ،‬أو من فئات اجتماعية معينة‪ ،‬كالعشيرة‪ ،‬العائلة‪،‬‬
‫الجمعيات؛ بهدف إثارة الفتن والخصومات وتعميق الخالفات والمشاكل‪.‬‬
‫أهداف اقتصادية‪:‬‬
‫الهدف من هذا النوع اإلشاعات هو التشكيك بالمنشآت االقتصادية الكبيرة والتجمعات العالمية؛‬
‫بقصد تعويق سير عملية اإلنتاج والتنمية االقتصادية‪ .‬وربما يتبادل بعض هذه اإلشاعات‬
‫الشركات التجارية والصناعية؛ بقصد المنافسة وتحقيق الربح‪ ،‬كما أن الدعاية المعادية قد ُتر ّكز‬
‫عليها بقصد النيل من المركز االقتصادي للدولة التي توجه اإلشاعات ض َّدها والنيل من الثقة‬
‫المالية‪ ،‬خاصة أن االقتصاد عصب الحياة بالنسبة للدول التي تباشر عملية التنمية‪.‬‬
‫وكثيراً ما يقوم بهذه اإلشاعات بعض الدول بهدف السوق‪ .‬ومثال على ذلك ما قامت به الدعاية‬
‫البريطانية أثناء وجودها في مصر‪ ،‬بأن مصر ال يمكن أن تكون دولة صناعية؛ وذلك بهدف‬
‫إبقائها سوقا ً استهالكيا ً لبريطانيا‪ .‬الهدف من هذا النوع اإلشاعات هو التشكيك بالمنشآت‬
‫االقتصادية الكبيرة والتجمعات العالمية؛ بقصد تعويق سير عملية اإلنتاج والتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫وربما يتبادل بعض هذه اإلشاعات الشركات التجارية والصناعية؛ بقصد المنافسة وتحقيق‬
‫الربح‪ ،‬كما أن الدعاية المعادية قد ُتر ّكز عليها بقصد النيل من المركز االقتصادي للدولة التي‬
‫توجه اإلشاعات ض َّدها والنيل من الثقة المالية‪ ،‬خاصة أن االقتصاد عصب الحياة بالنسبة للدول‬
‫التي تباشر عملية التنمية‪.‬‬
‫وكثيراً ما يقوم بهذه اإلشاعات بعض الدول بهدف السوق‪ .‬ومثال على ذلك ما قامت به الدعاية‬
‫البريطانية أثناء وجودها في مصر‪ ،‬بأن مصر ال يمكن أن تكون دولة صناعية؛ وذلك بهدف‬
‫إبقائها سوقا ً استهالكيا ً لبريطانيا‪.‬‬
‫أهداف عسكرية‪:‬‬
‫تهدف االشاعات الي التاثير علي المقاتلين في ساحة القتال‪ ,‬الضعاف الروح المعنوية لديهم و‬
‫الجمهور الذي يمدهم بكل اسباب القوة و الصمود‪ .‬وهذا النوع من االشائعات ربما تبثة‬
‫مجموعة من العمالء و الماْجورين للعدو عن موقف معين للدولة‪ .‬و تكون في الغالب متواكبة‬
‫مع غارات عسكرية مدسوسة‪ ,‬ربما يشنها العدو علي االهداف المدنية و االقتصادية لزرع‬
‫الخوف و الرعب في النفوس‪ ,‬كاالشاعات التي تبثها اسرايل ضد سوريا وال زالت تبث االف‬
‫االشاعات ضد الدول العربية‪.‬‬
‫ما هي أسباب انتشار اإلشاعة‪:‬‬
‫يرجع البعض أيضا ً أسباب ترديد الشائعات إلى‪ :‬انعدام المعلومات‪ ،‬وندرة األخبار بالنسبة‬
‫للشعب‪ ،‬ومن هنا ينادون بضرورة تزويد الشعب بجميع األخبار التفصيلية والدقيقة الممكنة‬
‫حتى يكون على بينة مما يدور حوله من أحداث وأعمال تؤثر على حياته ومستقبله‪ .‬كما أن‬
‫الشائعات تنتشر بصورة أكبر في المُجتمعات غير المُتعلمة أو غير الواعية‪ ،‬وذلك لسهولة‬
‫انطالء األكاذيب عليهم‪ ،‬و قلما يُسأل عن مصدر لتوثيق ما يُتداول من معلومات‪ ،‬فالمجتمع‬
‫الجاهل يكون بيئة خصبة ومناسبة إلراجة الشائعات‪ .‬أيضا ً عدم وجود الطرف المخول بالرد‬
‫على شائعة مُعينة يزيد لهيبها ويبعد عنها الشكوك واألقاويل‪ .‬في نفس اإليطار نجد أن انتشار‬
‫وسائل االتصاالت الحديثة ُتعد سبب هام في انتشار الشائعات فهي تقوم بنشر كم هائل جداً من‬
‫المعلومات في وقت يسير جداً وبكل يسر وسهولة‪.‬‬
‫الرغبات النفسية والحاجات العفوية كاألحالم واألماني‪:‬‬
‫مثل انتشار اإلشاعة بين الموظفين بأن الترقيات ستصدر قريباً‪ ،‬حيث يرددونها؛ تعبيراً عن‬
‫رغبتهم وأمنياتهم في إصدار هذه الترقيات‪ ،‬أو إشاعة تقول بأن الحكومة ستزيد بدل تعويض‬
‫إضافي‪ ،‬فاإلشاعة ليست مجرّد تعبير حرفي أو إرشادي لنقل المعلومات والوقائع وأن األفراد‬
‫يرددون اإلشاعات لها مضمون اإلشاعة‪ .‬وال يقصد غالبا ً مجرّد نقل اإلشاعات أو معلومات‬
‫معينة بقدر ما هي ُتعبّر عن حالة معينة‪.‬‬
‫الخوف والقلق‪:‬‬
‫إن السبب الذي جعل الشائعات تتوالد وتتكاثر وتنتشر أصبح وبا ًء مدمّراً عندما تكون‬
‫المعلومات متوافرة‪ ،‬فإن مشاعر الحيرة‪ ،‬القلق‪ ،‬الخوف‪ ،‬الرعب‪ ،‬كلَّها عوامل ُتهيئ األجواء‬
‫لتخيّل وتصوّ ر أسوأ النتائج وبالتالي تروّ ج اإلشاعات‪ .‬ومثال على ذلك هو انتشار اإلشاعة بين‬
‫المواطنين عن الخسائر البشرية‪ ،‬التي أصابت منطقة معينة بعد كارثة محددة‪ .‬وبهذه الحالة‬
‫يستغ ّل بعض األشاخص حاالت الخوف والقلق؛ استعداداً ألن يصدق كل ما يُقال له ويروّ ج عن‬
‫قضية ما في حال غياب المعلومات الدقيقة‪.‬‬
‫مشاعر الكراهية‪:‬‬
‫كثيراً ما تكون اإلشاعات تعبير عن مشاعر التنافس والغيرة والحق وصوالً إلى الكراهية‪ ،‬فهي‬
‫تنتشر بين الناس وخاصة الذين يهز نفوسهم مضمونها المعبر عن الكراهية تجاه شخص أو‬
‫مجموعة‪ ،‬حيث ينتشر هذا النوع من اإلشاعات بين األحزاب واألفرقة المعارضة أو المتنافسين‬
‫على مركز ما‪.‬‬
‫تهدئة التوترات االنفعالية‪:‬‬
‫تعمل اإلشاعة على اإلفراج عن دافع انفعالي أساسي‪ ،‬لكنها في الوقت نفسه تبرز ما يشعر به‬
‫الشخص إزاء الموقف وتفسّر أمام نفسه وأمام الغير على ما يدفعه إلى هذا الشعور‪ .‬ويرتبط‬
‫ذلك بمالئمة االنفعال الذي ّ‬
‫يتمثل في استجابة الفرد الناضج انفعاليا ً استجابة مناسبة في الوقت‬
‫المناسب‪ ،‬حيث تتفق هذه االستجابة مع الظروف الموضوعة‪.‬‬
‫الكشف عن مظاهر التوترات المتفاقمة الموجودة في داخل التجمعات‪:‬‬
‫يتم اعتبار اإلشاعة مقياسا ً للحالة العقلية ذات الداللة الوظيفية من حيث أن ذلك إشارة تنبيه أو‬
‫تحذير؛ لِما في هذا التجمّع من اتجاهات‪ .‬وإذ كانت اإلشاعات في كثير من األحيان تعتبر‬
‫انعكاسا ً لبعض مشاعر المودة‪ ،‬فيمكن اعتبارها كذلك انعكاسا ً لمختلف األنماط المرتبطة‬
‫بمظاهر الكراهية ومشاعر العداء بين األفراد والجماعات والدول والشعوب‪.‬‬
‫انواع الشائعات‪:‬‬
‫اإلشاعة الزاحفة( البطيئة) ‪:‬‬
‫وهي إشاعة تروج ببطء ‪ ،‬وهمسا وبطريقة سرية ‪ ،‬وهذا التكتم يجعل المتلقي يجعله يعتقد‬
‫بصدقها ‪.‬‬
‫االشاعه السريعة (الطائرة)‪:‬‬
‫وهى اشاعه سريعة االنتشار‪،‬وسريعة االختفاء أيضا‪.‬‬
‫اإلشاعة الراجعة ‪:‬‬
‫وهي اشاعه تروج ثم تختفي ‪ ،‬ثم تعود وتظهر من جديد إذا تهيئات لها الظروف ‪ ،‬او‬
‫في األوقات التي يريدها مطلق اإلشاعة‪.‬‬
‫اإلشاعة االتهامية(الهجومية)‪:‬‬
‫وهى اشاعه يطلقها شخص بهدف الحط من مكانه منافس له‪.‬‬
‫اإلشاعة االستطالعية‪:‬‬
‫ومحاولة الستطالع ردة فعل الشارع ‪،‬لذلك يطلقها منشئوها للتعرف ماذا يكون رد فعل‬
‫الشارع لو تم اتخاذ قرار ما ‪.‬‬
‫إشاعـة اإلسقاط‪:‬‬
‫وهي االشاعه التي يسقط من خاللها مطلقها صفاته الذميمة على شخص أخر‪،‬واغلب‬
‫اإلشاعات المتعلقة بالشرف هي من هذا النوع‪،‬وقد أشارت بعض النصوص إلى إلي هذا النوع‬
‫من اإلشاعات وصفات مطلقها كما في قوله تعالى ( َو َال ُتطِ عْ ُك َّل َح َّال ٍ‬
‫َّاز َم َّشا ٍء‬
‫ف َم ِه ٍ‬
‫ين‪َ .‬هم ٍ‬
‫ك َزن ٍِيم)(القلم‪ )15-10 :‬ورد فى تفسيرابن كثير(… َقا َل‬
‫اع ل ِْل َخي ِْر مُعْ َت ٍد أَث ٍِيم‪ُ .‬ع ُت ٍّل َبعْ َد َذلِ َ‬
‫ِب َنم ٍ‬
‫ِيم ‪َ .‬م َّن ٍ‬
‫ِابْن َعبَّاس ْال َم ِهين ْال َكاذِب… َو َق ْوله َت َعالَى ” َهمَّاز ” َقا َل ِابْن َعبَّاس َو َق َتا َدة َيعْ نِي ِاال ْغ ِت َياب ”‬
‫ِيم” َيعْ نِي الَّذِي َي ْمشِ ي َبيْن ال َّناس َوي َُحرِّ ش َبيْنه ْم…”مناع” أَيْ َي ْم َنع َما َعلَ ْي ِه َو َما لَ َد ْي ِه مِنْ‬
‫َم َّشاء ِب َنم ٍ‬
‫ْال َخيْر ” مُعْ َت ٍد ” فِي َت َناوُ ل َما أَ َح َّل َّ‬
‫َّللا لَ ُه َي َت َج َاوز فِي َها ْال َح ّد ْال َم ْشرُوع ” أَثِيم ” أَيْ َي َت َن َاول‬
‫ْالم َُحرَّ َمات… أَمَّا ْال ُع ُت ّل َفه َُو ْال َف ّ‬
‫ِيرة َو َترْ ِجع إِلَى َما قُ ْل َناهُ َوه َُو أَنَّ‬
‫ظ ْال َغلِيظ…َ َو ْاألَ ْق َوال فِي َه َذا َكث َ‬
‫َّ‬
‫الزنِيم ه َُو ْال َم ْشهُور ِبال َّشرِّ الَّذِي يُعْ َرف ِب ِه مِنْ َبيْن ال َّناس َو َغالِبًا َي ُكون َدعِ ًّيا َولَ ُه ِز ًنا…)‪.‬‬
‫قانون الشائعات‪:‬‬
‫إن انعدام األخبار وندرتها ليس بكاف لترويج الشائعة‪ ،‬وانما هناك عوامل وشروط أخرى البد‬
‫من وجودها لتهيئ ظروف خلق الشائعة وترويجها‪ .‬من ضمنها وأهمها توافر هذان العامالن؛‬
‫األهمية‪ ،‬والغموض‪ .‬والمقصود هنا؛ أهمية الموضوع بالنسبة لألفراد المعنيين وغموض األدلة‬
‫الخاصة بموضوع الشائعة‪ .‬وغالبا ً أيضا ً ما نجد الشائعة تحتوي على جزء صغير من األخبار‬
‫أو الحقائق‪ ،‬ولكن عند ترويجها ُتحاط بأجزاء خيالية بحيث يصعب فصل الحقيقة عن الخيال‪،‬‬
‫أو يصعب التعرف على الحقيقة من الخيال‪.‬‬
‫لقد حاول كل من ألبورت وبوستمان أن يضعا قانونا ً أساسيا ً للشائعة في شكل معادلة جبرية‪،‬‬
‫ووصال إلى أنه من الممكن وضع معادلة عن شدة الشائعة على النحو التالي‪:‬‬
‫شدة الشائعة= األهمية * الغموض‬
‫و بعد توضيح بعض من اهداف و اسباب و انواع الشائعات‪ .‬يجب ان اقول ان هنالك الكثير‬
‫من الشائعات التي ْاثرت علي المصر و هذه بعض من شائعات ‪:8080‬‬
‫أوال ‪ :‬الضرائب وزيادة األسعار وشائعات إثارة الغضب‬
‫رغم أن برنامج اإلصالح االقتصادى خطواته معلنة منذ فترة طويلة ولها تواريخ محددة إال أن‬
‫الشائعات حول زيادة أسعار منتجات أو فرض أنواع معينة من الضرائب‪ ،‬وعلى سبيل المثال‬
‫ال الحصر فإن هناك شائعات انتشرت مثل فرض رسوم قدرها ‪ 130‬جنيها على دفن الموتى‪،‬‬
‫إضافة فرض رسوم يومية على الطالب قدرها ‪ 1‬جنيه من أجل دخول المدرسة‪.‬‬
‫أي ً‬
‫ضا ترددت شائعات عن اتجاه الحكومة لفرض سلسلة ضرائب جديدة على المواطنين أبرزها‬
‫ضريبة شهرية على مستخدمى التليفون اآليفون وغيره‪ ،‬وعلى المصريين بالخارج وعلى‬
‫الودائع البنكية وكذلك حاملى شهادة أمان للعمالة المؤقتة وعلى حسابات مواقع التواصل‬
‫االجتماعى وأصحاب عربات الفول بالشوارع‪ ،‬وهذا كله ما تم نفيه من قبل وزارة المالية‪.‬‬
‫فى هذا الصدد‪ ،‬ترددت شائعات حول زيادة سعر رغيف الخبز المدعم بعد زيادة أسعار المواد‬
‫البترولية‪ ،‬وهذا ما نفته وزارة التموين وأكدت أن الوزارة ملتزمة بصرف رغيف الخبز‬
‫للمواطنين على بطاقات الدعم بخمسة قروش دون زيادة ألنه أصبح حقا ً من حقوق المواطنين‬
‫وال يمكن المساس به‪.‬‬
‫وبعد الزيادة األخيرة فى أسعار الكهرباء‪ ،‬تردد أنباء بعدها بأيام مفادها وجود زيادات جديدة‬
‫فى أسعار فواتير استهالك الكهرباء لكن الوزارة نفت هذا األمر جملة وتفصيالً‪ ،‬مؤكدة أنه ال‬
‫توجد أى زيادات جديدة أو تعديل على أسعار الكهرباء المطبقة حاليا ً خالل العام المالى الجارى‬
‫والذى سينتهى ‪ 50‬يوليو ‪ 8012‬وهو ما تم اإلعالن عنه فى مؤتمر صحفى لوزير الكهرباء‬
‫والطاقة المتجددة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شائعات اإلسكان واللعب بمشاعر الجماهير‬
‫وفى السياق ذاته فإن هناك كثير من الشائعات تحيط بوزارة اإلسكان خالل الفترة الماضية فى‬
‫ظل متابعة قطاع عريض من المصريين لما تطرحه من وحدات متعددة ومنها مثالً تردد أنباء‬
‫حول سماح الحكومة بتحويل الوحدات السكنية إلى منافذ تجارية وإدارية بالمدن الجديدة‪ ،‬وهذا‬
‫ما تم نفيه تمامًا‪ ،‬كذلك ترددت معلومات مغلوطة حول قيام الوزارة ببيع ‪ 62‬فيال فى مرحلة‬
‫اإلنشاء حاليا ً بمركز مارينا العلمين السياحى لألكابر‪ ،‬واتضح فيما بعد خطأ تلك األحاديث وتم‬
‫التأكيد على أنه جار تنفيذ الفيالت وجميع الوحدات تطل على البحر والبحيرات‪ ،‬ولم يتم‬
‫طرحها للبيع حتى اآلن‪ ،‬سواء لألكابر أو لغيرهم‪.‬‬
‫وفى إطار الحديث عن الشائعات المثارة حول اإلسكان‪ ،‬والتى غالبًا ما يكون هدفها التالعب‬
‫بمشاعر الجماهير فقد تم ترديد أنباء فى ‪ 5‬يونيو الماضى حول طرح وزارة اإلسكان حجز‬
‫‪ 20‬ألف وحدة سكنية فى ‪ 82‬محافظة بمساحة ‪180‬م‪ 8‬كاملة التشطيب‪ ،‬بمقدم ‪ 13‬ألف جنيه‪،‬‬
‫وقسط شهرى ‪ 320‬جنيهاً‪ ،‬بنظام التمليك‪ ،‬ضمن اإلعالن العاشر بمشروع اإلسكان‬
‫االجتماعى‪ ،‬وهذا ما نفته الوزارة مؤكدة أن الوزراء لم تطرح من األساس اإلعالن العاشر‬
‫بمشروع اإلسكان االجتماعى حتى اآلن وأنه بمجرد االنتهاء من التجهيز واإلعداد له سيتم‬
‫اإلعالن عنه من المصادر الرسمية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬شائعات إثارة الخوف والفزع‬
‫وهناك نوعية أخرى من الشائعات يكون هدفها فى الغالب إثارة الخوف والفزع بين المواطنين‪،‬‬
‫ومما أبرز األكاذيب التى تم تداولها فى الفترة األخيرة بيع صندوق مصر السيادى ألصول‬
‫وممتلكات الدولة‪ ،‬دون رقابة عليه من جانب األجهزة المعنية‪ ،‬رغم أن الحقيقة كما أوضحتها‬
‫الحكومة من أن الصندوق مملوك للدولة ويتكون من أصول مثل األراضى‪ ،‬أو األسهم‪ ،‬أو‬
‫السندات‪ ،‬وهدفه األساسى استغالل أصول مصر االستغالل األمثل لتعظيم موارد الدولة‬
‫والحفاظ عليها خاصة أن هناك أصوال بمليارات غير مستغلة‪.‬‬
‫كذلك ما أثير حول حادثة أطفال المريوطية الثالثة الذين وجدت جثثهم بالشارع باألسبوعين‬
‫الماضيين‪ ،‬وهنا بدأت كثير من الشائعات والمعلومات المغلوطة تنتشر عبر السوشيال ميديا‬
‫ودارت األحاديث حول سرقة أعضائهم من قبل عصابة كبرى‪ ،‬مما نشر حالة من الخوف بين‬
‫أهالى المنطقة لكن بعد التحقيقات والتحرى اتضح فيما بعد أن الجناة الحقيقيين هم األم‬
‫وصديقتها وزجها وهم الذين ألقوهم فى الشارع بهم بعد نشوب حريق فى الشقه ووفاتهم‬
‫مختنقين تخلصوا من الجثث بهذه الطريقة حتى ال يقعوا فى مساءلة قانونية السيما أن األطفال‬
‫الثالثة من آباء مختلفين نتيجة زواج عرفى واألم تعمل فى احدى المالهى الليلة‪.‬‬
‫وفى السياق نفسه‪ ،‬ترددت شائعة مفادها احتراق حضانات األطفال بمستشفى ناصر المركزى‬
‫بمحافظة بنى سويف‪ ،‬واتضح فيما بعد أن ما حدث عبارة عن احتراق مصباح كهربائى فى‬
‫قسم حضانات األطفال وتم التعامل معه فورا‪.‬‬
‫مجابة الشائعات‬
‫االنتشار السريع لسالح األكاذيب فى العالم االفتراضى أصبح له تأثير كبير فى أى مجتمع‪ ،‬لما‬
‫يثيره من البلبلة بين جموع الناس‪ ،‬وهو ما يجعل المسئولين ينشغلون بكيفية الرد على تلك‬
‫الشائعات والبحث عن مسببات ومصادر هذا الوباء وطبيعة انتقاله السريع من خالل وسائل‬
‫التواصل االجتماعى‪ ،‬ومحاولة التوصل إلى حلول وإجراءات صحيحة جذرية لصد تأثيرها‬
‫كأى خطر يهدد األمن المجتمعى‪ ،‬بدالً من التفرغ والتركيز فى األزمة المصاحب لها الشائعة‪.‬‬
‫األمثلة فى هذه الجزئية كثيرة وال حصر لها‪ ،‬ولعل آخرها ما يتعرض له العالم حاليًا من جراء‬
‫فيروس كورونا الذى يشكل خطرً ا كبيرً ا يهدد كل البلدان بال استثناء‪ ،‬فنحن هنا فى مصر على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬منذ بدء الحديث على هذا الفيروس تحولت منصات "السوشيال ميديا" إلى مادة‬
‫خصبة لمروجى الشائعات‪ ،‬لدرجة أنه أصبح كل دقيقة يظهر شائعة جديدة فى هذا االتجاه‪ ،‬مما‬
‫أثار حالة من البلبلة بين جميع األوساط‪ ،‬وهذا ما يعد أخطر ما نتعرض له اآلن‪ ،‬ألن الوصول‬
‫إلى مرحلة الرعب نفسه يصل بنا إلى نتائج سلبية تهدد األخضر واليابس‪ ،‬فبدالً من العمل‬
‫بجدية على مواجهة هذا الخطر وتعلم كيفية تفاديه ومواجهته حال تعرض أى فرد ‪ -‬ال قدر َّللا‬
‫ نساعد فى نشر األكاذيب والشائعات المغرضة‪.‬‬‫رجال علم االجتماع يعرفون الشائعة بأنها خبر بمفرده أو مجموعة أخبار غير صحيحة وملفقة‬
‫بشكل يمكن تصديقها‪ ،‬وهى قريبة من معنى الكذب تهيأ فى مطابخ عدائية‪ ،‬سواء كانت شائعة‬
‫سياسية أو اجتماعية أو تتجه نحو الحياة االقتصادية ألى مجتمع بقصد تخريبه من الداخل‪،‬‬
‫ونشرها من خالل وسائل التداول االجتماعى بقصد التشكيك لخلق البلبلة والتساؤل المتداول‬
‫عن صحتها من عدمه‪ ،‬وأحيا ًنا كثر تغطية اإلشاعة لخبر عادى متداول بشىء من المبالغة‬
‫والتهويل وعرضه بشكل مغاير لصحته بقصد قلب الحقائق استهدافا نحو التأثير النفسى على‬
‫المواطنين المتلقين لهذه الشائعة وتصديقها ومن ثم بثها ضمن هذه التقنية الحديثة المنتشرة فى‬
‫المجتمعات المختلفة‪.‬‬
‫فعليًا‪ ،‬هذا ما نراه حالياً‪ ،‬فلك أن تتخيل كمية المشاهد التى تتكرر بشكل يومى على مواقع‬
‫التواصل االجتماعى بين شائعات مغرضة وتدنى أخالقى وسباب هنا وهناك فى كل المجاالت‬
‫السياسية واالجتماعية واالقتصادية والفنية والرياضية‪ ،‬حتى سقطنا فريسة للمخططات‬
‫الخارجية‪ ،‬التى تستهدف تدميرنا نفسيًا ومعنويًا قبل أن نتمكن من الوقوف ضدهم والوصول‬
‫إلى أهداف النهوض بأنفسنا وبالدنا‪ ،‬ولألسف الشديد نحن من يساعدهم بأيدينا‪ ،‬وهذا ما رأيناه‬
‫فى مشاهد سابقة‪ ،‬على خلفية كم الشائعات التى استهدفت مصر من خفافيش الظالم التابعين‬
‫للجماعات اإلرهابية بهدف التأثير على التقدم االقتصادى وعودة االستقرار األمنى والمجتمعى‬
‫فى الفترة الماضية‪.‬‬
‫نفس المشهد يتكرر اليوم مع أزمة فيروس كورونا‪ ،‬حيث تنتشر الشائعات المتداولة حوله على‬
‫مواقع التواصل االجتماعى‪ ،‬مثل انتشار "النار فى الهشيم"‪ ،‬كما يقولون‪ ،‬وهو ما جعل‬
‫المؤسسات الحكومية تنشغل بالرد يوميًا على كل شائعة‪ ،‬حتى يوضحون الحقيقة للمواطنين‬
‫منعا ً للذعر‪ ،‬ورغم ذلك فإن الدولة تحاول عدم التأثر وتحرص على التوعية الدورية بكيفية‬
‫مواجهة أخطار هذا الفيروس‪.‬‬
‫لكن هناك أزمة تواجه المؤسسات الحكومية فى هذا الملف‪ ،‬وهى أن تأثير "السوشيال ميديا"‬
‫بات أقوى من مجهوداتهم للرد على هذه الشائعات أو محاوالت التوعية للتعامل مع المخاطر‬
‫الناتجة عن انتشار الفيروس‪ ،‬ومن هنا يجب التركيز على إيجاد حلول جذرية إلنهاء سطوة‬
‫مواقع التواصل االجتماعى‪.‬‬
‫هنا‪ ،‬أعتقد أن هناك عوامل كثيرة أثرت فى توغل تلك الشائعات‪ ،‬على رأسها غياب الوعى‬
‫اإلعالمى‪ ،‬بل وسقوط بعض المواقع اإللكترونية والصحف فريسة لنشرها‪ ،‬فاإلعالم يجب أن‬
‫تقع عليه المسئولية األكبر فى هذا الملف الشائك‪ ،‬ومن هنا يجب على القنوات الفضائية‬
‫والصحف أال تجرى خلف الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل االجتماعى‪ ،‬كما يبرز‬
‫أهمية دور اإلعالم األمنى الوقائى الذى يعد سالحً ا مضا ًدا لخطر انتشار الشائعات وحصرها‬
‫فى مكامن مروجيها وحماية المجتمع من شرورها‪.‬‬
‫أي ً‬
‫ضا وزارة التعليم يجب أن تلعب دورً ا مهمًا بتوعية التالميذ عبر مناهج رسمية بخطورة‬
‫الشائعات‪ ،‬ونفس األمر لجميع الوزرات األخرى يجب أن تشارك فى التوعية المجتمعية‪،‬‬
‫وطب ًعا المؤسسات الدينية البد أن تعمل هى األخرى على كيفية ترسيخ فكرة وجود القدوة التى‬
‫يتعلم منها الشباب صحيح الدين واألخالق الحميدة وحب الوطن‪ ،‬فكل ذلك بدوره سيكون له‬
‫عامل كبير فى توجيه الدفة إلى الطريق الصحيح‪ ،‬حيث إنه ال يجب ترك األمر فى مالحقة‬
‫مروجى هذه الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعى فقط‪ ،‬ألن هذا الدور أمر مفروغ منه‪،‬‬
‫خصو ً‬
‫صا أن تقديم هؤالء المخالفين للقضاء لنيل جزائهم بحسب قوانين مكافحة الجرائم‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫قبل كل ذلك‪ ،‬أي ً‬
‫ضا يجب التأكيد على أن كل فرد منا هو المخطئ فى التعامل مع هذا الملف‪،‬‬
‫فالبد أن نكون رقباء على أنفسنا ً‬
‫أوال قبل التحدث عن اآلخرين بالباطل أو الترويج ألشياء غير‬
‫ً‬
‫فضال عن ضرورة البحث عن أشياء مفيدة لنا‪،‬‬
‫صحيحة هدفها األول واألخير "الخراب"‪،‬‬
‫واألهم تفويت الفرصة أمام المتربصين بنا‪.‬‬
‫الخالصة تقول‪ :‬اآلن نحن أمام اختبار حقيقى فى أزمة فيروس كورونا‪ ،‬وما يصاحبها من‬
‫شائعات‪ ..‬إذن البد أن نتكاتف جميعاً‪ ،‬حيث إن التوعية ثم التوعية ثم التوعية هى الحل‪ ،‬فال‬
‫يجب أال تكتفى الوزرات بإصدار بيانات توضيحية‪ ،‬وال يجب أن نقف نحن كمواطنين أي ً‬
‫ضا‬
‫فى دور المشاهد فقط‪ ،‬ومعرفة المعلومة من مصدرها الرسمى وااللتزام بالقرارات الحكومية‬
‫وعدم االنسياق خلف أكاذيب "السوشيال ميديا" أمر هام ج ًدا‪ ..‬علينا أن نعى بأن االنتماء‬
‫الحقيقى ومواجهة المخاطر التى تهدد سالمتنا وسالمة ابناءنا ال يأتى بالخطب وال بالشعارات‬
‫الجوفاء‪ ،‬وإنما هو سلوك فعلى‪ ،‬ولكى ندفع الشباب واألطفال لالنتماء إلى الوطن البد أن يكون‬
‫لديهم قدوة على مستوى الثقة والوطنية والتماسك والحب‪" ..‬ربنا يحفظ الجميع من كل شر"‪.‬‬
‫خاتمه‪:‬‬
‫مــن خــالل مــا ســبق يتــضح لنــا أن معظــم مــا يتناولــه النــاس مــن أنبــاء وآ ارء ‪،‬‬
‫وبيانــات ومعلومات ال تستن لقارئن وأدلة إنما هي مجرد شبهات وشائعات ال أساس لها من‬
‫الـصحة‪ ، ،‬وال ً شــك فــي أن الــشائعات المدروســة لهــا أهــداف غالبــا مــا تكــون أهــداف‬
‫تــضر بالمــصلحة العامــة للمــواطنين ‪،‬فالــشائعات هــدفها التخريــب والتــأثير الــسلبي‬
‫واحــداث حالــة مــن الــسخط العــام وعــدم ً الرضـاء العـام للمـستهدفين منهـا ألغراض‬
‫وأهـداف معينـة ‪ ،‬فكـل خبـر مـسموع أو منطـوق ‪ ،‬مصور أو مقروء ومُتداول بين الناس‬
‫يكتنفه الغموض ومجهول المصدر وال يتحمل سامعه أو إنما هو إشاعة مُغرضة يجب الحذر‬
‫منها قبل أن نصيب بها قوما بجهالة فنصبح علي ما فعلنا نادمين وقد توصلنا إلى عدد من‬
‫النتائج والتوصيات نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫أوالا النتائج‪:‬‬
‫‪- 1‬جميع المعلومات واألخبار التي تتناقل دون مصدر يوثقها تعتبر من قبيل الشائعات‪.‬‬
‫‪- 8‬الشائعات أنواع منها ما تم تناقله وانتشاره دون قصد وال تهدف لتحقيق غرض معين ‪،‬‬
‫وهناك مدروسة ومُخططة ولها أهداف وهي أكثر خطورة من األولى‪.‬‬
‫‪- 5‬خطورة الشائعات وأثرها ال يقع فقط على المرافق العامة بل يتأثر به المجتمع ككل أفراد‬
‫وجماعات سواء بصورة مباشرة أو صورة غير مباشرة‪.‬‬
‫‪- 6‬عدم وجود وعي لدي الموظفين بالموافق العامة والمواطنين يساعد على انتشار‬
‫الشائعات بل قد يُساهموا دون قصد في المساعدة على انتشارها‪.‬‬
‫‪- 3‬رصد الشائعات وتجميعها ليس وحده الحل األمثل لمواجهتها ومنع انتشارها‪.‬‬
‫‪- 2‬التفاعل والتواصل الفعال مع الموظفين يعزز سبل منع الشائعات والتوعية بضرورة‬
‫تجاهلها وعدم نشرها‪.‬‬
‫‪- ٧‬الرد على الشائعات البد أن يكون من خالل مصدر موثوق وجهة رسمية ومن خالل‬
‫بيانات رسمية واحصائيات والسرعة مطلوبة في الرد للحد من اثيرها السلبي‪.‬‬
:‫المصادر‬
law.tanta.edu.eg
www.youm7.com
e3arabi.com
Download
Study collections