الشائعات تمهيد: إن الشائعات ظاهرة من الظواهر الخطيرة التي تظهر في المجتمعات ،وهو موضوع هام ،فال تكاد تشرق شمس يوم جديد إال ونسمع بإشاعة في مكان ما ،وتعتبر الشائعات من أخطر األسلحة المدمرة للمجتمعات واألشخاص ،فكم قتلت اإلشاعة من أبرياء ،حطمت من عظماء، وتسببت في جرائم ،وقطعت من عالقات بين أفراد األسرة الواحدة ،وكم هزمت اإلشاعة من جيوش على مر التاريخ! معنى الشائعات: الشائعة :الخبر ينتشر وال تثبت فيه( ،المعجم الوسيط ـ ج 1ص .)305نشأة الشائعات: الشائعات ليست وليدة اليوم ،بل هي موجودة ومؤثرة في أغلب الحضارات والثقافات عبر التاريخ ،ألنها أحاديث يومية يتناولها الناس ،ولها أهداف وأغراض ،ووسائل نقل ،حسب المجتمع والبيئة التي تسود فيها ،فبعض المجتمعات القديمة تنتشر فيها أمور السحر والخرافة، كالصين ومصر ،وبعض المجتمعات تنتشر فيها الفلسفة ،كاليونان ،واإلشاعة قديمة قدم الجنس البشري ،ومنذ القدم عرف رجال الدين ورجال السياسة ورجال الحرب األقوال واألفعال التي تدفع اإلنسان وتحركه ،ففي مصر القديمة استخدم تحتمس الثالث الحيلة والخديعة والمفاجأة في حروبه ،خاصة عند فتح يافا في فلسطين ،وفي الصين القديمة استخدم الشائعات كثير من العرافين والعسكريين ،وفي اليونان القديمة استخدموا الشتائم والتشهير للتأثير على الروح المعنوية للعدو ،ولقد أدت الشائعة إلى موت سقراط ،بتهمة أنه كان يفسد أخالق الشباب في أثينا ،ويدفعهم إلى التمرد والعصيان ،ويعتبر المغول من أشهر من استخدم الشائعات في العصور الوسطى ،فقد كانت الشائعات سببا رئيسيا في انتصاراتهم ،لما أحدثته من رعب في نفوس المسلمين)،إسهامات معلم التربية اإلسالمية -لحسين عقيل ص.)82 :82 : الفرق بين الدعاية واإلشاعة: الدعاية :عملية منظمة ،هدفها التأثير في الرأي العام ،ولم تظهر الدعاية إال في أواخر القرن العشرين ،بينما ظهرت اإلشاعة منذ زمن قديم ،تكونت اإلشاعة تبعا لتوافر مجال العمل المالئم لها ،وهو الجمهور ،الدعاية عكس اإلشاعة ،فالدعاية تهدف إلى الخير ،وأما اإلشاعة فغالبًا ما تهدف إلى الشر( ،أساليب مواجهة الشائعات -أكاديمية نايف العربية ص (80 :81 الهدف من اثارة الشائعات: إلثارة اإلشاعات أهداف ومآرب ،تتنوع هذه األهداف تماشيا ً مع مبتغيات مثيروها ،فمنها ما هو ربحي (مادي) كما حصل في عام 8002عندما تفدرت اشاعة مدوية في السعودية باحتواء مكائن الخياطة سنجر عل مادة الزئبق االحمر ,مما ادي الي وصل اسعار هذه الخرد الي مئات االالف من الرياالت .و من االشاعات ايضاْ ما يكون خلف اهداف سياسية و عادة ما تحصل هذة االشاعات في الحروب او في الحاالت االمنية غير االعتيادية ,و تهدف هذة االشاعات الي تسيب ربكة في الطرف المعني باالشاعة كما حصل في الثورة الليبية لمعمر القذافي مثال عندما شاعت شتئعة قوية بهروبه من ليبيا فاضطر للتصوير من امام سيارته ليثبت للناس انه ما زال موجودا في ليبياز ايضا اللعب و اللهو هو من اهداف مثيري الشاعائعات ,و الشائعات التي تقوم علي هذه المبد ْا عادة ما تحوم حول المشاهير كوفاة العب او حدوث حادث لفنانة و غيره من الشائعات .من الشائعات من يصنعها المجتمع بنفسة خصوصا لالمور المزمع او المنرقب حدوثها و ذلك بكثرة ترديدها و السؤال عنها تنخلق شيئا فشيئا هذه الشائعات. اهداف الشائعات: أهداف نفسية: تسعى اإلشاعات إلى تحقيق العديد من األهداف ،حيث تتمثل في خلق جو من البلبلة والشك وزعزعة الثقة بالنفس ،باإلضافة إلى نشر الروح االنهزامية ،التفرقة واالستسالم واستغالل الوضع للتشكيك بكل شيء. أهداف سياسية: تعتبر األهداف السياسية من أفضل األهداف التي تسعى اإلشاعات إلى تحقيقها؛ وذلك بالنسبة للموضوع الذي يتناوله حول القادة والشخصيات البارزة ،سواء كانت همسا ً حول الميدان أو ثرثرة .واإلشاعات هُنا تسعى للتشكيك بمواقف وخطط النظام السياسي ،أو يوجهها األعداء من خالل دعياتهم المسموعة من كافة وسائل اإلعالم. أهداف اجتماعية: ُتعتبر اإلشاعات من وسائل الدعاية المؤثرة ،حيث يعتقد الكثيرون أن لها نفس التأثير الذي تحدثه وسائل اإلعالم كالراديو والتلفزيون .وبالتالي فأن اإلشاعة تحدث ثغرة بين الناس وحكوماتهم ،كما تجعلهم يشكون في عدالة قضاياهم على المجتمع ،من خالل ما يواجه من إشاعة من قبل أفراده لبعضهم البعض ،أو من فئات اجتماعية معينة ،كالعشيرة ،العائلة، الجمعيات؛ بهدف إثارة الفتن والخصومات وتعميق الخالفات والمشاكل. أهداف اقتصادية: الهدف من هذا النوع اإلشاعات هو التشكيك بالمنشآت االقتصادية الكبيرة والتجمعات العالمية؛ بقصد تعويق سير عملية اإلنتاج والتنمية االقتصادية .وربما يتبادل بعض هذه اإلشاعات الشركات التجارية والصناعية؛ بقصد المنافسة وتحقيق الربح ،كما أن الدعاية المعادية قد ُتر ّكز عليها بقصد النيل من المركز االقتصادي للدولة التي توجه اإلشاعات ض َّدها والنيل من الثقة المالية ،خاصة أن االقتصاد عصب الحياة بالنسبة للدول التي تباشر عملية التنمية. وكثيراً ما يقوم بهذه اإلشاعات بعض الدول بهدف السوق .ومثال على ذلك ما قامت به الدعاية البريطانية أثناء وجودها في مصر ،بأن مصر ال يمكن أن تكون دولة صناعية؛ وذلك بهدف إبقائها سوقا ً استهالكيا ً لبريطانيا .الهدف من هذا النوع اإلشاعات هو التشكيك بالمنشآت االقتصادية الكبيرة والتجمعات العالمية؛ بقصد تعويق سير عملية اإلنتاج والتنمية االقتصادية. وربما يتبادل بعض هذه اإلشاعات الشركات التجارية والصناعية؛ بقصد المنافسة وتحقيق الربح ،كما أن الدعاية المعادية قد ُتر ّكز عليها بقصد النيل من المركز االقتصادي للدولة التي توجه اإلشاعات ض َّدها والنيل من الثقة المالية ،خاصة أن االقتصاد عصب الحياة بالنسبة للدول التي تباشر عملية التنمية. وكثيراً ما يقوم بهذه اإلشاعات بعض الدول بهدف السوق .ومثال على ذلك ما قامت به الدعاية البريطانية أثناء وجودها في مصر ،بأن مصر ال يمكن أن تكون دولة صناعية؛ وذلك بهدف إبقائها سوقا ً استهالكيا ً لبريطانيا. أهداف عسكرية: تهدف االشاعات الي التاثير علي المقاتلين في ساحة القتال ,الضعاف الروح المعنوية لديهم و الجمهور الذي يمدهم بكل اسباب القوة و الصمود .وهذا النوع من االشائعات ربما تبثة مجموعة من العمالء و الماْجورين للعدو عن موقف معين للدولة .و تكون في الغالب متواكبة مع غارات عسكرية مدسوسة ,ربما يشنها العدو علي االهداف المدنية و االقتصادية لزرع الخوف و الرعب في النفوس ,كاالشاعات التي تبثها اسرايل ضد سوريا وال زالت تبث االف االشاعات ضد الدول العربية. ما هي أسباب انتشار اإلشاعة: يرجع البعض أيضا ً أسباب ترديد الشائعات إلى :انعدام المعلومات ،وندرة األخبار بالنسبة للشعب ،ومن هنا ينادون بضرورة تزويد الشعب بجميع األخبار التفصيلية والدقيقة الممكنة حتى يكون على بينة مما يدور حوله من أحداث وأعمال تؤثر على حياته ومستقبله .كما أن الشائعات تنتشر بصورة أكبر في المُجتمعات غير المُتعلمة أو غير الواعية ،وذلك لسهولة انطالء األكاذيب عليهم ،و قلما يُسأل عن مصدر لتوثيق ما يُتداول من معلومات ،فالمجتمع الجاهل يكون بيئة خصبة ومناسبة إلراجة الشائعات .أيضا ً عدم وجود الطرف المخول بالرد على شائعة مُعينة يزيد لهيبها ويبعد عنها الشكوك واألقاويل .في نفس اإليطار نجد أن انتشار وسائل االتصاالت الحديثة ُتعد سبب هام في انتشار الشائعات فهي تقوم بنشر كم هائل جداً من المعلومات في وقت يسير جداً وبكل يسر وسهولة. الرغبات النفسية والحاجات العفوية كاألحالم واألماني: مثل انتشار اإلشاعة بين الموظفين بأن الترقيات ستصدر قريباً ،حيث يرددونها؛ تعبيراً عن رغبتهم وأمنياتهم في إصدار هذه الترقيات ،أو إشاعة تقول بأن الحكومة ستزيد بدل تعويض إضافي ،فاإلشاعة ليست مجرّد تعبير حرفي أو إرشادي لنقل المعلومات والوقائع وأن األفراد يرددون اإلشاعات لها مضمون اإلشاعة .وال يقصد غالبا ً مجرّد نقل اإلشاعات أو معلومات معينة بقدر ما هي ُتعبّر عن حالة معينة. الخوف والقلق: إن السبب الذي جعل الشائعات تتوالد وتتكاثر وتنتشر أصبح وبا ًء مدمّراً عندما تكون المعلومات متوافرة ،فإن مشاعر الحيرة ،القلق ،الخوف ،الرعب ،كلَّها عوامل ُتهيئ األجواء لتخيّل وتصوّ ر أسوأ النتائج وبالتالي تروّ ج اإلشاعات .ومثال على ذلك هو انتشار اإلشاعة بين المواطنين عن الخسائر البشرية ،التي أصابت منطقة معينة بعد كارثة محددة .وبهذه الحالة يستغ ّل بعض األشاخص حاالت الخوف والقلق؛ استعداداً ألن يصدق كل ما يُقال له ويروّ ج عن قضية ما في حال غياب المعلومات الدقيقة. مشاعر الكراهية: كثيراً ما تكون اإلشاعات تعبير عن مشاعر التنافس والغيرة والحق وصوالً إلى الكراهية ،فهي تنتشر بين الناس وخاصة الذين يهز نفوسهم مضمونها المعبر عن الكراهية تجاه شخص أو مجموعة ،حيث ينتشر هذا النوع من اإلشاعات بين األحزاب واألفرقة المعارضة أو المتنافسين على مركز ما. تهدئة التوترات االنفعالية: تعمل اإلشاعة على اإلفراج عن دافع انفعالي أساسي ،لكنها في الوقت نفسه تبرز ما يشعر به الشخص إزاء الموقف وتفسّر أمام نفسه وأمام الغير على ما يدفعه إلى هذا الشعور .ويرتبط ذلك بمالئمة االنفعال الذي ّ يتمثل في استجابة الفرد الناضج انفعاليا ً استجابة مناسبة في الوقت المناسب ،حيث تتفق هذه االستجابة مع الظروف الموضوعة. الكشف عن مظاهر التوترات المتفاقمة الموجودة في داخل التجمعات: يتم اعتبار اإلشاعة مقياسا ً للحالة العقلية ذات الداللة الوظيفية من حيث أن ذلك إشارة تنبيه أو تحذير؛ لِما في هذا التجمّع من اتجاهات .وإذ كانت اإلشاعات في كثير من األحيان تعتبر انعكاسا ً لبعض مشاعر المودة ،فيمكن اعتبارها كذلك انعكاسا ً لمختلف األنماط المرتبطة بمظاهر الكراهية ومشاعر العداء بين األفراد والجماعات والدول والشعوب. انواع الشائعات: اإلشاعة الزاحفة( البطيئة) : وهي إشاعة تروج ببطء ،وهمسا وبطريقة سرية ،وهذا التكتم يجعل المتلقي يجعله يعتقد بصدقها . االشاعه السريعة (الطائرة): وهى اشاعه سريعة االنتشار،وسريعة االختفاء أيضا. اإلشاعة الراجعة : وهي اشاعه تروج ثم تختفي ،ثم تعود وتظهر من جديد إذا تهيئات لها الظروف ،او في األوقات التي يريدها مطلق اإلشاعة. اإلشاعة االتهامية(الهجومية): وهى اشاعه يطلقها شخص بهدف الحط من مكانه منافس له. اإلشاعة االستطالعية: ومحاولة الستطالع ردة فعل الشارع ،لذلك يطلقها منشئوها للتعرف ماذا يكون رد فعل الشارع لو تم اتخاذ قرار ما . إشاعـة اإلسقاط: وهي االشاعه التي يسقط من خاللها مطلقها صفاته الذميمة على شخص أخر،واغلب اإلشاعات المتعلقة بالشرف هي من هذا النوع،وقد أشارت بعض النصوص إلى إلي هذا النوع من اإلشاعات وصفات مطلقها كما في قوله تعالى ( َو َال ُتطِ عْ ُك َّل َح َّال ٍ َّاز َم َّشا ٍء ف َم ِه ٍ ينَ .هم ٍ ك َزن ٍِيم)(القلم )15-10 :ورد فى تفسيرابن كثير(… َقا َل اع ل ِْل َخي ِْر مُعْ َت ٍد أَث ٍِيمُ .ع ُت ٍّل َبعْ َد َذلِ َ ِب َنم ٍ ِيم َ .م َّن ٍ ِابْن َعبَّاس ْال َم ِهين ْال َكاذِب… َو َق ْوله َت َعالَى ” َهمَّاز ” َقا َل ِابْن َعبَّاس َو َق َتا َدة َيعْ نِي ِاال ْغ ِت َياب ” ِيم” َيعْ نِي الَّذِي َي ْمشِ ي َبيْن ال َّناس َوي َُحرِّ ش َبيْنه ْم…”مناع” أَيْ َي ْم َنع َما َعلَ ْي ِه َو َما لَ َد ْي ِه مِنْ َم َّشاء ِب َنم ٍ ْال َخيْر ” مُعْ َت ٍد ” فِي َت َناوُ ل َما أَ َح َّل َّ َّللا لَ ُه َي َت َج َاوز فِي َها ْال َح ّد ْال َم ْشرُوع ” أَثِيم ” أَيْ َي َت َن َاول ْالم َُحرَّ َمات… أَمَّا ْال ُع ُت ّل َفه َُو ْال َف ّ ِيرة َو َترْ ِجع إِلَى َما قُ ْل َناهُ َوه َُو أَنَّ ظ ْال َغلِيظ…َ َو ْاألَ ْق َوال فِي َه َذا َكث َ َّ الزنِيم ه َُو ْال َم ْشهُور ِبال َّشرِّ الَّذِي يُعْ َرف ِب ِه مِنْ َبيْن ال َّناس َو َغالِبًا َي ُكون َدعِ ًّيا َولَ ُه ِز ًنا…). قانون الشائعات: إن انعدام األخبار وندرتها ليس بكاف لترويج الشائعة ،وانما هناك عوامل وشروط أخرى البد من وجودها لتهيئ ظروف خلق الشائعة وترويجها .من ضمنها وأهمها توافر هذان العامالن؛ األهمية ،والغموض .والمقصود هنا؛ أهمية الموضوع بالنسبة لألفراد المعنيين وغموض األدلة الخاصة بموضوع الشائعة .وغالبا ً أيضا ً ما نجد الشائعة تحتوي على جزء صغير من األخبار أو الحقائق ،ولكن عند ترويجها ُتحاط بأجزاء خيالية بحيث يصعب فصل الحقيقة عن الخيال، أو يصعب التعرف على الحقيقة من الخيال. لقد حاول كل من ألبورت وبوستمان أن يضعا قانونا ً أساسيا ً للشائعة في شكل معادلة جبرية، ووصال إلى أنه من الممكن وضع معادلة عن شدة الشائعة على النحو التالي: شدة الشائعة= األهمية * الغموض و بعد توضيح بعض من اهداف و اسباب و انواع الشائعات .يجب ان اقول ان هنالك الكثير من الشائعات التي ْاثرت علي المصر و هذه بعض من شائعات :8080 أوال :الضرائب وزيادة األسعار وشائعات إثارة الغضب رغم أن برنامج اإلصالح االقتصادى خطواته معلنة منذ فترة طويلة ولها تواريخ محددة إال أن الشائعات حول زيادة أسعار منتجات أو فرض أنواع معينة من الضرائب ،وعلى سبيل المثال ال الحصر فإن هناك شائعات انتشرت مثل فرض رسوم قدرها 130جنيها على دفن الموتى، إضافة فرض رسوم يومية على الطالب قدرها 1جنيه من أجل دخول المدرسة. أي ً ضا ترددت شائعات عن اتجاه الحكومة لفرض سلسلة ضرائب جديدة على المواطنين أبرزها ضريبة شهرية على مستخدمى التليفون اآليفون وغيره ،وعلى المصريين بالخارج وعلى الودائع البنكية وكذلك حاملى شهادة أمان للعمالة المؤقتة وعلى حسابات مواقع التواصل االجتماعى وأصحاب عربات الفول بالشوارع ،وهذا كله ما تم نفيه من قبل وزارة المالية. فى هذا الصدد ،ترددت شائعات حول زيادة سعر رغيف الخبز المدعم بعد زيادة أسعار المواد البترولية ،وهذا ما نفته وزارة التموين وأكدت أن الوزارة ملتزمة بصرف رغيف الخبز للمواطنين على بطاقات الدعم بخمسة قروش دون زيادة ألنه أصبح حقا ً من حقوق المواطنين وال يمكن المساس به. وبعد الزيادة األخيرة فى أسعار الكهرباء ،تردد أنباء بعدها بأيام مفادها وجود زيادات جديدة فى أسعار فواتير استهالك الكهرباء لكن الوزارة نفت هذا األمر جملة وتفصيالً ،مؤكدة أنه ال توجد أى زيادات جديدة أو تعديل على أسعار الكهرباء المطبقة حاليا ً خالل العام المالى الجارى والذى سينتهى 50يوليو 8012وهو ما تم اإلعالن عنه فى مؤتمر صحفى لوزير الكهرباء والطاقة المتجددة. ثانيا :شائعات اإلسكان واللعب بمشاعر الجماهير وفى السياق ذاته فإن هناك كثير من الشائعات تحيط بوزارة اإلسكان خالل الفترة الماضية فى ظل متابعة قطاع عريض من المصريين لما تطرحه من وحدات متعددة ومنها مثالً تردد أنباء حول سماح الحكومة بتحويل الوحدات السكنية إلى منافذ تجارية وإدارية بالمدن الجديدة ،وهذا ما تم نفيه تمامًا ،كذلك ترددت معلومات مغلوطة حول قيام الوزارة ببيع 62فيال فى مرحلة اإلنشاء حاليا ً بمركز مارينا العلمين السياحى لألكابر ،واتضح فيما بعد خطأ تلك األحاديث وتم التأكيد على أنه جار تنفيذ الفيالت وجميع الوحدات تطل على البحر والبحيرات ،ولم يتم طرحها للبيع حتى اآلن ،سواء لألكابر أو لغيرهم. وفى إطار الحديث عن الشائعات المثارة حول اإلسكان ،والتى غالبًا ما يكون هدفها التالعب بمشاعر الجماهير فقد تم ترديد أنباء فى 5يونيو الماضى حول طرح وزارة اإلسكان حجز 20ألف وحدة سكنية فى 82محافظة بمساحة 180م 8كاملة التشطيب ،بمقدم 13ألف جنيه، وقسط شهرى 320جنيهاً ،بنظام التمليك ،ضمن اإلعالن العاشر بمشروع اإلسكان االجتماعى ،وهذا ما نفته الوزارة مؤكدة أن الوزراء لم تطرح من األساس اإلعالن العاشر بمشروع اإلسكان االجتماعى حتى اآلن وأنه بمجرد االنتهاء من التجهيز واإلعداد له سيتم اإلعالن عنه من المصادر الرسمية. ثالثا :شائعات إثارة الخوف والفزع وهناك نوعية أخرى من الشائعات يكون هدفها فى الغالب إثارة الخوف والفزع بين المواطنين، ومما أبرز األكاذيب التى تم تداولها فى الفترة األخيرة بيع صندوق مصر السيادى ألصول وممتلكات الدولة ،دون رقابة عليه من جانب األجهزة المعنية ،رغم أن الحقيقة كما أوضحتها الحكومة من أن الصندوق مملوك للدولة ويتكون من أصول مثل األراضى ،أو األسهم ،أو السندات ،وهدفه األساسى استغالل أصول مصر االستغالل األمثل لتعظيم موارد الدولة والحفاظ عليها خاصة أن هناك أصوال بمليارات غير مستغلة. كذلك ما أثير حول حادثة أطفال المريوطية الثالثة الذين وجدت جثثهم بالشارع باألسبوعين الماضيين ،وهنا بدأت كثير من الشائعات والمعلومات المغلوطة تنتشر عبر السوشيال ميديا ودارت األحاديث حول سرقة أعضائهم من قبل عصابة كبرى ،مما نشر حالة من الخوف بين أهالى المنطقة لكن بعد التحقيقات والتحرى اتضح فيما بعد أن الجناة الحقيقيين هم األم وصديقتها وزجها وهم الذين ألقوهم فى الشارع بهم بعد نشوب حريق فى الشقه ووفاتهم مختنقين تخلصوا من الجثث بهذه الطريقة حتى ال يقعوا فى مساءلة قانونية السيما أن األطفال الثالثة من آباء مختلفين نتيجة زواج عرفى واألم تعمل فى احدى المالهى الليلة. وفى السياق نفسه ،ترددت شائعة مفادها احتراق حضانات األطفال بمستشفى ناصر المركزى بمحافظة بنى سويف ،واتضح فيما بعد أن ما حدث عبارة عن احتراق مصباح كهربائى فى قسم حضانات األطفال وتم التعامل معه فورا. مجابة الشائعات االنتشار السريع لسالح األكاذيب فى العالم االفتراضى أصبح له تأثير كبير فى أى مجتمع ،لما يثيره من البلبلة بين جموع الناس ،وهو ما يجعل المسئولين ينشغلون بكيفية الرد على تلك الشائعات والبحث عن مسببات ومصادر هذا الوباء وطبيعة انتقاله السريع من خالل وسائل التواصل االجتماعى ،ومحاولة التوصل إلى حلول وإجراءات صحيحة جذرية لصد تأثيرها كأى خطر يهدد األمن المجتمعى ،بدالً من التفرغ والتركيز فى األزمة المصاحب لها الشائعة. األمثلة فى هذه الجزئية كثيرة وال حصر لها ،ولعل آخرها ما يتعرض له العالم حاليًا من جراء فيروس كورونا الذى يشكل خطرً ا كبيرً ا يهدد كل البلدان بال استثناء ،فنحن هنا فى مصر على سبيل المثال ،منذ بدء الحديث على هذا الفيروس تحولت منصات "السوشيال ميديا" إلى مادة خصبة لمروجى الشائعات ،لدرجة أنه أصبح كل دقيقة يظهر شائعة جديدة فى هذا االتجاه ،مما أثار حالة من البلبلة بين جميع األوساط ،وهذا ما يعد أخطر ما نتعرض له اآلن ،ألن الوصول إلى مرحلة الرعب نفسه يصل بنا إلى نتائج سلبية تهدد األخضر واليابس ،فبدالً من العمل بجدية على مواجهة هذا الخطر وتعلم كيفية تفاديه ومواجهته حال تعرض أى فرد -ال قدر َّللا نساعد فى نشر األكاذيب والشائعات المغرضة.رجال علم االجتماع يعرفون الشائعة بأنها خبر بمفرده أو مجموعة أخبار غير صحيحة وملفقة بشكل يمكن تصديقها ،وهى قريبة من معنى الكذب تهيأ فى مطابخ عدائية ،سواء كانت شائعة سياسية أو اجتماعية أو تتجه نحو الحياة االقتصادية ألى مجتمع بقصد تخريبه من الداخل، ونشرها من خالل وسائل التداول االجتماعى بقصد التشكيك لخلق البلبلة والتساؤل المتداول عن صحتها من عدمه ،وأحيا ًنا كثر تغطية اإلشاعة لخبر عادى متداول بشىء من المبالغة والتهويل وعرضه بشكل مغاير لصحته بقصد قلب الحقائق استهدافا نحو التأثير النفسى على المواطنين المتلقين لهذه الشائعة وتصديقها ومن ثم بثها ضمن هذه التقنية الحديثة المنتشرة فى المجتمعات المختلفة. فعليًا ،هذا ما نراه حالياً ،فلك أن تتخيل كمية المشاهد التى تتكرر بشكل يومى على مواقع التواصل االجتماعى بين شائعات مغرضة وتدنى أخالقى وسباب هنا وهناك فى كل المجاالت السياسية واالجتماعية واالقتصادية والفنية والرياضية ،حتى سقطنا فريسة للمخططات الخارجية ،التى تستهدف تدميرنا نفسيًا ومعنويًا قبل أن نتمكن من الوقوف ضدهم والوصول إلى أهداف النهوض بأنفسنا وبالدنا ،ولألسف الشديد نحن من يساعدهم بأيدينا ،وهذا ما رأيناه فى مشاهد سابقة ،على خلفية كم الشائعات التى استهدفت مصر من خفافيش الظالم التابعين للجماعات اإلرهابية بهدف التأثير على التقدم االقتصادى وعودة االستقرار األمنى والمجتمعى فى الفترة الماضية. نفس المشهد يتكرر اليوم مع أزمة فيروس كورونا ،حيث تنتشر الشائعات المتداولة حوله على مواقع التواصل االجتماعى ،مثل انتشار "النار فى الهشيم" ،كما يقولون ،وهو ما جعل المؤسسات الحكومية تنشغل بالرد يوميًا على كل شائعة ،حتى يوضحون الحقيقة للمواطنين منعا ً للذعر ،ورغم ذلك فإن الدولة تحاول عدم التأثر وتحرص على التوعية الدورية بكيفية مواجهة أخطار هذا الفيروس. لكن هناك أزمة تواجه المؤسسات الحكومية فى هذا الملف ،وهى أن تأثير "السوشيال ميديا" بات أقوى من مجهوداتهم للرد على هذه الشائعات أو محاوالت التوعية للتعامل مع المخاطر الناتجة عن انتشار الفيروس ،ومن هنا يجب التركيز على إيجاد حلول جذرية إلنهاء سطوة مواقع التواصل االجتماعى. هنا ،أعتقد أن هناك عوامل كثيرة أثرت فى توغل تلك الشائعات ،على رأسها غياب الوعى اإلعالمى ،بل وسقوط بعض المواقع اإللكترونية والصحف فريسة لنشرها ،فاإلعالم يجب أن تقع عليه المسئولية األكبر فى هذا الملف الشائك ،ومن هنا يجب على القنوات الفضائية والصحف أال تجرى خلف الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل االجتماعى ،كما يبرز أهمية دور اإلعالم األمنى الوقائى الذى يعد سالحً ا مضا ًدا لخطر انتشار الشائعات وحصرها فى مكامن مروجيها وحماية المجتمع من شرورها. أي ً ضا وزارة التعليم يجب أن تلعب دورً ا مهمًا بتوعية التالميذ عبر مناهج رسمية بخطورة الشائعات ،ونفس األمر لجميع الوزرات األخرى يجب أن تشارك فى التوعية المجتمعية، وطب ًعا المؤسسات الدينية البد أن تعمل هى األخرى على كيفية ترسيخ فكرة وجود القدوة التى يتعلم منها الشباب صحيح الدين واألخالق الحميدة وحب الوطن ،فكل ذلك بدوره سيكون له عامل كبير فى توجيه الدفة إلى الطريق الصحيح ،حيث إنه ال يجب ترك األمر فى مالحقة مروجى هذه الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعى فقط ،ألن هذا الدور أمر مفروغ منه، خصو ً صا أن تقديم هؤالء المخالفين للقضاء لنيل جزائهم بحسب قوانين مكافحة الجرائم اإللكترونية. قبل كل ذلك ،أي ً ضا يجب التأكيد على أن كل فرد منا هو المخطئ فى التعامل مع هذا الملف، فالبد أن نكون رقباء على أنفسنا ً أوال قبل التحدث عن اآلخرين بالباطل أو الترويج ألشياء غير ً فضال عن ضرورة البحث عن أشياء مفيدة لنا، صحيحة هدفها األول واألخير "الخراب"، واألهم تفويت الفرصة أمام المتربصين بنا. الخالصة تقول :اآلن نحن أمام اختبار حقيقى فى أزمة فيروس كورونا ،وما يصاحبها من شائعات ..إذن البد أن نتكاتف جميعاً ،حيث إن التوعية ثم التوعية ثم التوعية هى الحل ،فال يجب أال تكتفى الوزرات بإصدار بيانات توضيحية ،وال يجب أن نقف نحن كمواطنين أي ً ضا فى دور المشاهد فقط ،ومعرفة المعلومة من مصدرها الرسمى وااللتزام بالقرارات الحكومية وعدم االنسياق خلف أكاذيب "السوشيال ميديا" أمر هام ج ًدا ..علينا أن نعى بأن االنتماء الحقيقى ومواجهة المخاطر التى تهدد سالمتنا وسالمة ابناءنا ال يأتى بالخطب وال بالشعارات الجوفاء ،وإنما هو سلوك فعلى ،ولكى ندفع الشباب واألطفال لالنتماء إلى الوطن البد أن يكون لديهم قدوة على مستوى الثقة والوطنية والتماسك والحب" ..ربنا يحفظ الجميع من كل شر". خاتمه: مــن خــالل مــا ســبق يتــضح لنــا أن معظــم مــا يتناولــه النــاس مــن أنبــاء وآ ارء ، وبيانــات ومعلومات ال تستن لقارئن وأدلة إنما هي مجرد شبهات وشائعات ال أساس لها من الـصحة ، ،وال ً شــك فــي أن الــشائعات المدروســة لهــا أهــداف غالبــا مــا تكــون أهــداف تــضر بالمــصلحة العامــة للمــواطنين ،فالــشائعات هــدفها التخريــب والتــأثير الــسلبي واحــداث حالــة مــن الــسخط العــام وعــدم ً الرضـاء العـام للمـستهدفين منهـا ألغراض وأهـداف معينـة ،فكـل خبـر مـسموع أو منطـوق ،مصور أو مقروء ومُتداول بين الناس يكتنفه الغموض ومجهول المصدر وال يتحمل سامعه أو إنما هو إشاعة مُغرضة يجب الحذر منها قبل أن نصيب بها قوما بجهالة فنصبح علي ما فعلنا نادمين وقد توصلنا إلى عدد من النتائج والتوصيات نذكرها فيما يلي : أوالا النتائج: - 1جميع المعلومات واألخبار التي تتناقل دون مصدر يوثقها تعتبر من قبيل الشائعات. - 8الشائعات أنواع منها ما تم تناقله وانتشاره دون قصد وال تهدف لتحقيق غرض معين ، وهناك مدروسة ومُخططة ولها أهداف وهي أكثر خطورة من األولى. - 5خطورة الشائعات وأثرها ال يقع فقط على المرافق العامة بل يتأثر به المجتمع ككل أفراد وجماعات سواء بصورة مباشرة أو صورة غير مباشرة. - 6عدم وجود وعي لدي الموظفين بالموافق العامة والمواطنين يساعد على انتشار الشائعات بل قد يُساهموا دون قصد في المساعدة على انتشارها. - 3رصد الشائعات وتجميعها ليس وحده الحل األمثل لمواجهتها ومنع انتشارها. - 2التفاعل والتواصل الفعال مع الموظفين يعزز سبل منع الشائعات والتوعية بضرورة تجاهلها وعدم نشرها. - ٧الرد على الشائعات البد أن يكون من خالل مصدر موثوق وجهة رسمية ومن خالل بيانات رسمية واحصائيات والسرعة مطلوبة في الرد للحد من اثيرها السلبي. :المصادر law.tanta.edu.eg www.youm7.com e3arabi.com