Uploaded by AbdElRahman Ahmed Sayed AbdElJaid

شِـعْرُ الخالديين (1)

advertisement
‫دار اﻟﻛﺗب ‪www.dar-alkotob.com‬‬
‫وزارة الثقافــة‬
‫إحياء التراث العربي‬
‫( )‬
‫ِشـ ِعر الخالديين‬
‫د ارسة فنية‬
‫تأليف‪ :‬الدكتور شالش القداح‬
‫منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب‬
‫وزارة الثقافة – دمشق ‪9002‬‬
‫‪-1-‬‬
‫دار اﻟﻛﺗب ‪www.dar-alkotob.com‬‬
‫ِ‬
‫ِــ ِدي ِع ِِ‬
‫«كانــا ِر يــي ِع ِِ ِنــ ِدِد ِو ِ‬
‫ِــجاح تِــِ جىِ‪.ِ .‬ــ ِن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫شا ِررا أ ِن تِر ِج ِعهاا ال ِج ِوا قر ِوتِِرفِ ِعهاا‬
‫وتِ ِ‬
‫ال ِا ِجانِد و‬
‫ر ِار‬
‫شــ ِقيقِ ِي ِن تِشــا ِ‬
‫قــ ِدِ ِو ِ‬
‫ِ‬
‫ِ وال ِا ِعــا نِد‬
‫الِ ِلاِــا ا‬
‫ِ ِق ِرِي ِن ِحرىا إلى ِو ِكرد‬
‫ِ‬
‫وِق ِِ ِج ِي ِن اتى ِح ِدا فِ ِف ِكر»‬
‫ابن فضل‬
‫‪-2-‬‬
‫الّل‬
‫ال ّع ّم‬
‫ري‬
‫دار اﻟﻛﺗب ‪www.dar-alkotob.com‬‬
‫اقداة‬
‫ي تحوال َت سياسيةَ واجتماعيةَ وفكري َة‪ ،‬ارفقتها نهضةَ أدبيةَ بلغت أو َجها عند المتنبي‬
‫شهد ال َقرَن ال اربعَ الهجر ََ‬
‫في الشعر‪ ،‬والصاح َب بن َن عبناد فني الن نر‪ ،‬وبلن بعند أن تغلغلنت العناصن َر افجنبينةَ فني المجتمنع‪ ،‬وتسننمتسند‬
‫الحكَم في مركز الخالفة العباسية‪ ،‬وامتزجت ال قافة العربيةَ بغيهرا من ال قافات الوافد َ ‪ ،‬وآلنت الدولنةَ العباسنَيةَ ىلن‬
‫دويال َت صنغير حناوك كن ََك حناكم فيهنا أن يسنتقش‬
‫ب الشنع ارا وافدبنا َا والمىكنرين ىلن بالشنَ‪ ،‬ليضناهي أَبهَنة‬
‫َ‬
‫الملن‬
‫في مركز الخالفة العباسية في بغداد‪.‬‬
‫س اجتمنع لسني‪ ،‬الدولنة ‪-‬‬
‫ولعك أبرز هبه الندويالت دولنة بنني حمندان‪ ،‬والسنيما فني عهند سني‪ ،‬الدولنة‪ ،‬حين َ‬
‫كمنننا يقن نوك المورخ نون ‪ -‬م نا لن نم يجتمن نع لغين نهر من نن الحك نام م نن شن نع ار َا وأدبن نا َا ومىكن نرين‪ ،‬ومن نن جمل نتهم الخالن نديان‬
‫الشناع ارن اللنبان بلغنا مكاننة مرموطنة فني بنالش سني‪ ،‬الدولنة‪ ،‬وان كنان المتنبني طند أخمنك بكهرمنا كمنا أخمنك َبكن َر‬
‫غيرما من شع ارا بل القرن‪.‬‬
‫ه‬
‫هبا عن الشاع رين الخالد يي ن ف سباب عد منها‪:‬‬
‫ت موضوع كت ا ب ي‬
‫وطد ت خيَ ر َ‬
‫أنهما ظاهر تكاد تكون فريند َ فني تناريأل افدب‪ ،‬الجتماعهمنا علن طنوك الشنعر ال يكنا َد المنرَا يىنر بينهمنا‪،‬‬
‫وكما طاك صاحب اليتيمة‪« :‬كان ما يجمعهما من أخو افدب‪ ،‬م ك ما ينظمهما من أخو النسب‪.»...‬‬
‫َن َب ‪ ،‬وشرطناجنك أغن ارع الشنعر والسنيما الوصن‪ ،،‬وأجنادا‬
‫و اني هبه افسباب‪ :‬أنهما امتنا از بقريحنة شنعرية ف‬
‫أَي َما ىجاد َ ‪ ،‬ولم يقتص ار عل نظم الشعر بك صنىا العديد من الكتب في مجاالت شت ‪ .‬و‬
‫ال ها‪ :‬أنهما ‪ -‬عل طَ َد َهرما ‪ -‬لنم يلقينا منن الدارسنين االهتمنام النبي يلين َ بهمنا‪ ،‬فنال نكناد َن َعَنر ‪ -‬فني منا‬
‫نعلم ‪ -‬عل د ارس َة منهجية علمية لشعهرما وخصائصَ الىنية‪.‬‬
‫ت موضننوع الكتننناب ‪ ،‬مح ناوالَ د ارس نتَ د ارس نةَ منهجي نةَ‪ ،‬مع ن َوالَ عل ن المن ناه‬
‫وله نبه افس نباب مجتمع نةَ اخت نر َ‬
‫الحدي َة لسبر أغوا َر شعهرما‪ ،‬منشلقاَ من النصوص باتها‪ ،‬مستعيناَ بما وصك ىلينا من أخباهرما‪.‬‬
‫وال َبد من اإلشار ىل أنني طند اعتمندت فني هنبه الد ارسنة علن دينوان الخالنديين النبي حققنَ الندكتور سنامي‬
‫الدهان‪.‬‬
‫ت فني الىصنك افوك أهنم افمنور التني‬
‫وطد جاات هبه الدارسة في أربعة فصوك ومقدمنة وخاتمنة‪ ،‬حينس َبَينن َ‬
‫ساعدت عل ازدهار الحيا في عصنر بنني العبناف‪ ،‬فىني الحينا السياسنَية ركنزت علن منصنب الخالفنة والتشنور‬
‫لعنصنر افعجمنني فني تعيننين الخليىننة أو عزلننَ‪ ،‬وال يخىنن علنن‬
‫صنك فيننَ‪ ،‬وبلن منن خننالك ت ندخك ا ن‬
‫الكبينر النبي ح ن‬
‫الباحس أن الخليىة كان يحكم باالسم‪ ،‬في حنين كنان الىعنك للعناصنر التني أوصنلتَ ىلن عنر‪ ،‬الخالفنة‪ ،‬ولنم أَنن َف‬
‫منصب الو ازر البي تشور تشو اَر ملحوظاَ‪ ،‬عندما أخب شكك (ىمر افم ارا)‪ ،‬ومن خاللَ أصبح الوزير هنو المسنَير‬
‫الرسمي لشوون الدولة‪.‬‬
‫‪-3-‬‬
‫ت العناص نر الت ني تك نون منه نا المجتم نع العباس ني‪ ،‬فك نان م نن أهمه نا العنص نر‬
‫وف ني الحي نا االجتماعي نة أظه نر َ‬
‫العربني‪ ،‬والعنصنر التركني‪ ،‬والعنصنر الىارسني‪ ،‬وعنصنر النروم‪ ،‬وبعنع الىئنات القليلنة افخنر ‪ ،‬وال غنرو أَن هننبه‬
‫العناصر افعجمية طد تَ َحَينت الىرصة لالنقضاع عل السلشة من أجك السيشر عل الخليىة وحاشيتَ‪.‬‬
‫ظهََر العوامن َك التني أوصنلت المجتمنع العباسني ىلن حالنََ التني اتسنمت بانتشنار‬
‫ت أَ َ‬
‫وفي الحيا ال قافية تناول َ‬
‫المساج َد التي كانت تبس العلم من جنباتها‪ ،‬والترجمة التي كان لها أ ر كبير في انىتنا العقنك العربني علن افمنم افخنر ‪،‬‬
‫والكتاتينب التني كنان يتلقن فيهنا الناشنئة أوائن َك علمهنم‪ ،‬وال يغينب عنن النبهن منا كنان للمكتبنات منن دور‬
‫س ك نان يش نجع الخليى نةَ بوي العق نوك عل ن‬
‫كبي نر ف ني اس نتقشاب أه نك العل نم م نن ش نعارا ون نا رين م نن افمص نار‪ .‬حي ن َ‬
‫التوجَ ىل بالشَ‪ ،‬لقوك ما لديهم‪ ،‬واالستىاد مما تحويَ تل المكتبات‪ .‬وبعد هبا فمن با النبي يسنتشيع أن ينكن َر‬
‫عل أه َك القرن ال اربع الهجري علومهم الىلسىية والعقلية؟!‪.‬‬
‫شعرما‪ ،‬وسيرتهما‬
‫وأما الىصك ال اني فقد انشغك بالحديس عن اسمهما ووفاتهما‪ ،‬وعقيدتهما وأخالطهما‪ ،‬و قافتهمنا وأ هرنا فني ه‬
‫ونشأتهما وآ اهرما‪ ،‬وبَين أن هبين الشاعرين ولدا في الخالدية‪ ،‬وهي طرية من أعماك الموصك‬
‫م انتقال بعد بل ىل بغداد ومنها ىل حلب حيس انضما ىل بالش سي‪ ،‬الدولة الحمداني افمير الشاعر‪.‬‬
‫واتجَ الىصك ال الس ىل شر أغ ارضنهما الشنعرية التني كنان منن أبرهزنا الوصن ‪ ،،‬حينس انقسنم ىلن‬
‫سن‬
‫وص ن‪ ،‬الشبيع نة‪ ،‬ومج نالف افن نف والخم نر‪ ،‬ووص ن‪ ،‬افدي نر‪ ،‬ووص ن‪ ،‬أدوات الت نر‪ ،،‬فس نل َ الشناع ارن َ‬
‫َن‬
‫َن‬
‫افطند مينإ ىال أنهمنا ازدا عليهنا فني بعنع افحينان‪ ،‬فجناا الوصن‪ ،‬عنندهما تقلي ندياَ‪ ،‬وبنرز واضنحاَ جليناَ فني‬
‫رسمهما صور الخمر التي منا فتن ا الشنع ارا القندام يتناولونهنا‪ ،‬والسنيما حينمنا ينصنب الحنديس علن اف نر‬
‫البي تتركَ الخمر في شاربيها‪ ،‬وال يعد َم المرا بعع اللمحات الىنية التجديدية التي ظهرت عل يديهما‪.‬‬
‫س ال قناف ََي‬
‫ويليَ المد َ البي جا َر فيَ الخالنديان أَتن اربهم منن شنع ارا تلن الىتنر‪ ،‬ومنا سنبقها‪ ،‬فكنان المنورو َ‬
‫َع َدتهما في هبا المضمار‪.‬‬
‫أوابا ما انتقلنا ىل الهجاا فنالحظ أن معانيهما طند ركنزت علن الجواننب ال َخلَقَينة وال َخَل َقَينة‪ ،‬وهجنرت منا كنان‬
‫عند الشاعر الجاهلي من بم للعشير وافبوين‪ ،‬والنسب وما ىل بل ‪.‬‬
‫وي نأتي غ نرع الحكم نة ليح نوك تج نارب الحي نا ىل ن أش نعار يمك نن أن تتخ نب عب ن اَر‪ ،‬كالتح نبير مننن افصنندطاا‪،‬‬
‫واالبتعاد عن أحالم اليقظة‪.‬‬
‫كما طرع الخالديان باب الهدَية ‪ -‬وانعد ما وصك ىلينا في هبا الباب طليالَ ‪ -‬فماشنيا نظن اراهم منن شنع ارا‬
‫ب من الضروب القديمة التي توضع في باب اإلخوانيات‪.‬‬
‫العصرإ فن شعر الهدية ضر َ‬
‫نم ولَ َجنا غنرع الغنزك‪ ،‬فجنودا فينَ‪ ،‬فأعجنب النناف بهنبا الضنرب منن شنعهرما النبي ننا َف بنين غنزك حسني‬
‫انصر‪ ،‬ىل وص‪ ،‬ما يدور في مجالف اللهو‪ ،‬وتشبي َب بالغلمان تجسد في التغني بمىناتنهم والعبنس بهنم‪ ،‬فغلبنت‬
‫علن ن ألىاظ نَ النعومن نة والخى نة والرشن ناطة‪ ،‬وسن نيشرت علن ن معانين نَ الرطن نة والجمن ناك‪ ،‬فشن نابََ غن نزلَهم بالغلم نان‬
‫غن نزلَهم‬
‫بافن ‪.‬‬
‫‪-4-‬‬
‫وأمننا الىصننك ال اربنننع وافخينننر‪ ،‬فقنند انصننر‪ ،‬ىلننن د ارسنننة الصننور الىنينننة د ارسننة منهجينننة تعتمنند علننن المنننه‬
‫التكاملي البي ينشل من داخك النص مستمداَ عناصهر من مناه البحس المختلىة‪ ،‬وف ما يقتضيَ النص‪.‬‬
‫ت بداي نةَ عل ن د ارس نة اللغ نة واإليق ناع ف ني ش نعهرما‪ ،‬فدرس نت الم ازوج نة ب نين افلىننناظ ودالل ننة افلننوان‪،‬‬
‫فق ند أتي ن َ‬
‫وظننناهر االنزينننا (‪ )Deviation‬والموس نيقا الش نعرية وعالطتهم نا باللغ نة الت ني تعش ني الش نعر ش نعريتَ أو أدبيت نََ‪ ،‬نم‬
‫َ الحب‪ ،‬والغزك‪ ،‬والحرب‪ ،‬وألىاظ الحيا اليومية‪.‬‬
‫تحد ت عن المعجم الشعري البي تناو َك ألىا ظ‬
‫وبعد بل انتقلت للحديس عن الصور الشنعرية عنند الخالنديين‪ ،‬فقند أتينت علن بكنر بنينة الصنور وأنماشهنا ووظائىها اإلبالغية‬
‫والبالغية‪ .‬فبَيننت فني د ارسنتي لبنينة الصنور الشنعرية ينابيعهنا الىنينة واإلبداعينة‪ ،‬كمنا وضنحت الَبَنن افساسنية التني‬
‫تكوننت منهنا تلن الصنور معتمنداَ التشنبيَ‪ ،‬واالسنتعار‪ ،‬والكناينة فني تحلينك الجواننب النىسننية واالجتماعيننة واالطتصننادية‬
‫التنني رسننمتها تلنن الصننور الىنيننة للشنناعرين‪ .‬أمننا افنمنناش فقنند تناول نت فيهننا د ارسننة أهننم‬
‫افنماش التي تبدت في صورهما‪ ،‬وكانت عل التوالي‪:‬‬
‫الصور الحسية ‪ -‬الصور التجريدية ‪ -‬الصور الوهمَية ‪ -‬الصور الرمزية‪.‬‬
‫ت الدور المهم البي تقوم بَ الصور لبيان الوظائ‪ ،‬المختلىنة لكنك‬
‫أما في د ارستي لوظائ‪ ،‬الصور‪ ،‬فقد بين َ‬
‫صور عل حد ‪ ،‬وطد وضحت أَنََ طد يجتمع أك ر من وظيىة في صور واحد إ ىال أن التركيز طد يقع عل ىحد‬
‫هبه الوظائ‪ ،‬تَبعاَ لما يقتضيَ النص‪.‬‬
‫واختتمت البحس بالحنديس عنن الوحند العضنوية والوحند الموضنوعية‪ ،‬وطند تناولنت طصنيد لكن َك منهمنا‬
‫‪ ،‬شنويالَ عنند هنبين المىهنومين‪ ،‬ولعنك منن‬
‫أنموبجناَ لهنبه الد ارسنة‪ ،‬وممنا الشن فينَ أن ت ار ننا العربني طند وطن َ‬
‫أبننرز النق ناد ال نبين تحنند وا ع نن مىه نوم الوح ند العضننوية والموض نوعية اب نن شباشب نا العلننوي م نن خ نالك كتاب نَ‬
‫« عيار الشعر» البي يع ََد مصد ارَ اَر في النقد العضوي والموضوعي‪.‬‬
‫م جاات الخاتمة لتبرز أهم النتائ التي توصلت ىلي‬
‫واهلل الموف‬
‫َ‬
‫·‬
‫‪-5-‬‬
‫الفصل األول‬
‫الحياة العااة فِ العر العجاس‬
‫‪ -‬الحياة السياسية ‪:‬‬
‫ الخالفة ‪-‬‬‫الو ازرة ويعاها‬
‫‪ -‬الجيش‬
‫ الحياة االجتاا‪.‬ية‪:‬‬‫‪ -‬فئات الشعب‪:‬‬
‫ الىرف‬‫ افت ار‬‫ الرطي والزن‬‫ العرب ‪-‬‬‫الشوائ‪ ،‬الدينية‬
‫ الروم‬‫ فئات أخر‬‫‪ -‬اااقر العا ارن‬
‫ الحياة الاكرية‪:‬‬‫ ‪ِ.‬وم الغة والدب ‪-‬‬‫العوم العقية ‪ -‬العوم‬
‫الدينية‬
‫‪-6-‬‬
‫الحياة السياسية‬
‫ الخالفة‪:‬‬‫تس نَن َم‬
‫َس ند الحك نم بع ند أن انتزعوه نا م نن أبن نا َا عم نومتهم افم نويين‪ ،‬بس نيو‪ ،‬فارس نَي َة َبي ن َد أَن‬
‫العباس نيون‬
‫ه نبه‬
‫السنيو‪ ،‬التني كاننتحصنَناَ يَلتَ َجن َا ىلينَ بننو العبناف‪ ،‬طند أصنبحت فني آخنر العصنر العباسني ال ناني خشن‬
‫اَر َيهَند َد‬
‫تشنو َكَتهم‪ ،‬وبناتوا َيتنَن َد َخلَو َن فني َكنك‬
‫الخالفنة العباسنَية بالسنقوش‪ ،‬بعند أن اس نتىحك أَ َمن َرَهم وطَ َوَين َ‬
‫صنغيرَ وكبينرَ منن‬
‫شننوون الدولننة‪ .‬وه نبا مننا يوك نده المسننعودي حينمننا يننر «أَن الحرك نةَ العباس نَيةَ حرك نةَ طوم َي نةَ‪ ،‬ط نام به نا الى نرف ض ند‬
‫السَياد العربَية في ال َدول َة اإلسالمي َة‪.)1(»...‬‬
‫ويقارَن الجاحظ بين الدولة افَموَية وال َدولة العباسنَيي َة فيقنو َك‪« :‬دولنةَ بنني منروان عربَينة أَع اربَينة‪ ،‬ودولنة‬
‫بنني‬
‫العباف أَع َجمَية‬
‫فارسَية‪.)2(»..‬‬
‫وطد تَبَن هبا التىسير القومي عدد غير طليك من المورخين العرب‪ ،‬وبعع المستشرطين(‪ )3‬فني مشلنع القنرن‬
‫التاسع عشر‪.‬‬
‫أوان كان الرشيد طد نكبهم بالب ارمكة‪ ،‬فإن خشهرم لم ينت ََ‪ ،‬مما اضشر الخليىة المعتصم ىل محاولة القضاا‬
‫عل هبا الخشر الداهم‪ ،‬فقام باسنتدعاا(‪ )4‬عندد غىينر منن افتن ار ‪ ،‬وشنجعَ علن بلن بعنع الندماا التركَينة التني‬
‫كانت تسري في عروطَ من جهة أمَ‪ ،‬ولم يتنَبَ ىل أنَ سيجر الويالت عل الخالفة العباسَية‪ ،‬هبه الويالت‬
‫ا لت ي‬
‫‪ ،‬المند التركني‪ ،‬فوضن َع‬
‫ظهننرت بوادهرننا بعنند أن أط ندم القنناد افتننار علنن طتننك المتوكنك ال نبي حنناوك جاهنداَ أن َيوَطن َ‬
‫خشنةَ لنبل ‪ ،‬وظن َن أننَ طنادَر علن تنىينبها‪ ،‬فبحنس عنن حلين‪ ،‬جديند فوجند حليىنَ فني أهنك العن ار منن أهنك بغنداد‪،‬‬
‫والعامننة مننن أهننك بغننداد ‪ -‬كمننا نعل نم ‪ -‬عننرب أك ننهرم علنن شريقننة أهننك السننل‪ ،،‬وال يقبل نون بنناالعت ازك‪ ،‬فكننان علنن‬
‫الخليىة المتوكك أن يحارب االعت ازك ليرضيهم فضرب االعت ازك ضربةَ شديد َ‪.‬‬
‫وطد حاوك ‪ -‬من خالك عملن بلن ‪ -‬التقنرب منن عامنة النناف‪ ،‬فقن َرب التَجنار والصنَناع والىالحنين‪ ،‬وأغند‬
‫عليهم افمواك‪ ،‬وأارد ىصال افرع‪ ..‬فالمتوكك تق َرب من الشعب‪ ،‬وجعلَحليىاَ لَ لتََرَج َح كىَتَ عل‬
‫كىَة افت ار‬
‫للقضاا عل سلشانهم‪ ،‬ولكن أَن يكون لَ بل ؟ وهو مشغوك في بناا القصور وبناا سام ارا و‪ ،...‬فوجد افت ار‬
‫عندئن َب أَن مصنلحتهم فني أَ َن يجتمعنوا بعند أن فن َرطهم المتوكنك النبي طَتَنك وهنو علن (‪ )5‬مانئند شنن اربَ مننع وزيننهر الىننتح‬
‫سنة (‪247‬هن) عل م أر ومسمع من كان حاض اَر في مجلف الخالفة وعل أرسهم البحتري الشاعر النبي وصن‪،‬‬
‫س وشَن َد افتن ار‬
‫هبا المشهد المىجع وتح َسر عل ضياع هيبة الخالفة‪ ،‬هبه الهيبنة التني أفنك نجمهنا فيمنا بعند‪ ،‬حين َ‬
‫م اركهزم في كك شوون الدولة‪ ،‬وأصبح الخليىة العباسي أَلعوبة بأيديهم‪ ،‬فهم أسيا َد يخلعون الخلىاا ويقيمون غيهرم‬
‫مكانهم‪ ،‬فأصبح الخلىاا َدم في أيدي افت ار ‪ ،‬يحركوَنهم كما يحبون ويلقونهم عل افرع مت يشاوون‪.‬‬
‫(‪ )1‬المسعودي‪ ،‬مروج البهب ‪ 163/3‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬الجاحظ‪ ،‬البيان والتبيين ‪.366/3‬‬
‫(‪ )3‬نبكر منهم عل سبيك الم اك‪ :‬فلوتن‪ ،‬فان‪ :‬السياد العربية في عهد بني أمية ‪ -‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية في القرن ال اربنع‬
‫‪ -‬جيب‪ ،‬هاملتون‪ :‬الحضار اإلسالمية‪.‬‬
‫‪-7-‬‬
‫(‪ )4‬لم يكن المعتصم أوك من اشتر افت ار واستخدمه م في الحرف والجي‪ ،،‬بك سبقَ ىل بل المأمون ولكن عل نشا ضي ‪.‬‬
‫(‪ )5‬المسعودي‪ ،‬مروج البهب ‪ - 132/4‬الشقشقي‪ ،‬الىخري ‪ ،234‬السيوشي‪ ،‬تاريأل الخلىاا ‪.297‬‬
‫‪-8-‬‬
‫فنافت ار بعند طنتلهم خليىتننا القنوي صناحب الشنكيمة بلغنوا أعلن درجنات القنو والسنلشان حتن ىنهنم أصنبحوا‬
‫طَتَلَةَ الخلىاا‪ ،‬فالمنتصر(‪ )1‬لقي المصير باتَ البي لقيَ أبهو من طب َك فمات في بداية حكم عندما امتندت ىلين اليند‬
‫التركية فأبعدتَ عن الخالفة والحيا في آ َن‬
‫معاَ‪.‬‬
‫ولم تكن حاك المستعين(‪ - )2‬الخليىة الجديد ‪ -‬بأحسن من حاك الخليىة الساب ‪ ،‬حيس هرب ىل بغداد ولنم يعد انية‪ ،‬فبحس‬
‫افت ار عن خليىة جديد يخضع لسيشرتهم فاختناروا واحداَ من أبناا المتوكك وهو المعتز الخليىة‬
‫الشاعر(‪ )255-252( )3‬البي أخرجهو من السجن ووضعهو عل كرسني الخالفنة‪ ،‬فحناوك أن يعيند شنيئاَ منن هيبنة‬
‫ت الما َك أصبح فارغاَ ولما شالبهو بالرواتب‬
‫الخالفة وأن يحد من عنجهية افتار ولكن محاولتَ باات بالىشك‪ ،‬فبي َ‬
‫لم يستشع تأدية افمواك المشلوبة‪ ،‬فهجم افت ار عل القصر وأخبوا الخليىة ووضعهو تحت الشمف(‪ )4‬فتنازك عن الخالفة للمهتدي بنن‬
‫الوا ن (‪ )218‬النبي انىنرد عنن هنوالا الخلىناا بنزعتنَ اإلصنالحية(‪ )5‬وتصنديَ بشنجاعة للقنواد‬
‫افتار ‪ ،‬ف أر أن خير وسيلة للتخلص منهم هي ضرب زعمائهم ببعضهم وا ار الجند عليهم عن شري استمالتهم‬
‫ب نافمواك الت ني كان نت ك نك ش نيا بالنس نبة ىل نيهم‪ ،‬لك ن َن محاول نة المهت ندي أَص نيبت باإلخى نا والىش نك‪ ،‬فل نم َيكت نب له نا‬
‫النج نا فن افت ن ار متماس نكون أطوي ناا‪ ،‬وانته ن افم نر بانىجنار الص ن ارع ب نين المهت ندي وط نواده افت ن ار ودار طت نا َك‬
‫عني‪ ،‬بينهما ولكنَ ه َزَم بعد ما أَ خن بالج ار‬
‫‪.‬‬
‫والحن يقناك ىن جهنود الخليىنة المهتندي لنم تنبهب هَبنا َا من نو اَر‪ ،‬فأَتنت أَ َكلَهنا بعند أن أوطنع بنين طنوادهم وأ نار‬
‫علنيهم بقينة فئنات الشنعب‪ ،‬ممنا أد ىل ن خنروج الدولنة منن هنبه المحننة و باته نا أمنام الصنعاب‪ ،‬فهني طنادر عل ن‬
‫االستمارر‪ ،‬وهي أشد صالبة وأطو مرك ازَ(‪.)6‬‬
‫وأم نا الىت نر الت ني كان نت أمي نك ىلن االس نتقارر‪ ،‬وال ن ب نات هيب نة الخالف نة فتب ندأ بخالف نة المعتم ند عل ن اهلل ب نن‬
‫المعتصننم ال نبي اسننتوزر عبينند اهلل ب نن يحينن ب نن خاطننان وزيننر المتوكننك(‪ )7‬فلمننا مننات عبينند اهلل اسننتوزر الحسننن ب نن‬
‫مخلد‪ ،‬م صارت الو ازر ىل سليمان بن وهب‪.‬‬
‫وفتر االستق ارر هبه تشمك خليىتين آخرين ىل جانب المعتمد وهما‪ :‬المعتضند والمكتىني وامتندت هنبه الىتنر‬
‫من سنة (‪295-256‬هن)‪ ،‬حيسعرفت الدولة العباسية خاللها الهدوا واالستق ارر‪.‬‬
‫والسواك البي يدور فني افبهنان هنو‪ :‬منن صنانع هنبا االسنتق ارر؟ هنك هنو المعتمند؟ النبي لنم يختلن‪ ،‬عنن‬
‫غيهر منن الخلىناا السنابقين‪ ،‬فكناننم َديناَ بمركنهز لاتن ار ‪ ،‬مشنغوالَ بنالشرب واللهنو ومعناطر الخمنر(‪ )8‬أم أننَ أخنوه‬
‫شعر ا خلالديني– م‪2‬‬
‫أب نو أحم ند الموفنن ؟! ي نر المسننعودي(‪ )9‬أن الموف ن ه نو ال نبي اس نتشاع بق نو شخصنيتَ أَ َن َيه نيم ن علن م ارك نز‬
‫(‪ )1‬دف افت ار ىليَ م َن فَص َد هَ بريش ة مسموم ة سن ة (‪ 248‬هن)‪ ،‬السيوشي‪ ،‬تاريأل الخلىاا ‪.303‬‬
‫(‪ )2‬ببحَ افت ار سنة (‪252‬هن) ‪ -‬تاريأل الخلىاا ص‪.395‬‬
‫(‪ )3‬المسعودي‪،‬مروج البهب ‪.154/4‬‬
‫(‪ )4‬مات عششاَ سنة (‪255‬هن)‪ .‬تاريأل الخلىاا‪.308 :‬‬
‫(‪ )5‬المسعودي‪،‬مروج البهب ‪.169/4‬‬
‫(‪ )6‬اليعقوبي‪ ،‬تاريأل اليعقوبي ‪ - 471/2‬تاريأل الشبري ‪ 391/9‬وما بعدها‪ - ...‬المسعودي‪ ،‬مروج البهب ‪.120/1‬‬
‫(‪ )7‬المسعودي‪ ،‬مروج البهب ‪ 186/4‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )8‬المسعودي‪،‬مروج البهب ‪.203/4‬‬
‫(‪ )9‬المصدر نىسَ ‪.196-195/4‬‬
‫‪-9-‬‬
‫السلشة دون أن يتدخك أحد سو زعيم من افت ار اسمَ موسن بنن بغنا‪ ،‬وكنان طند تنوفي فني سننة أربنع وسنتين‬
‫ومائتين‪ ،‬وفيَ يقوك بعع الشع ارا(‪:)1‬‬
‫لــــم ي ِ‬
‫شــــيا‬
‫ت اوســـــــى فهـــــــا ِن ا ‪ِ.‬ينـــــــا‬
‫يــــ ِرنِ إ قيــــِ قــــد اــــات ِ‬
‫اـــــــا ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ســـــــ د خيـــــــ ار إلـــــــ ىِ إ كـــــــان حيـــــــا‬
‫ت ِاـــــ ِن لـــــم‬
‫وكـــــ ا ال ييـــــيرنِ اـــــو ِ‬
‫يِ‬
‫وبهبا استعادت الخالفة العباسية مكانتها بعد أن استلبها القاد افت ار واستشاع الموف تخليص البالد منن‬
‫صىار وطد ساعدت حرب الزن الخالفة العباسية عل أم َر مهنَم‪ ،‬هنو أنهنا طضنت‬
‫َ‬
‫أكبر ال و ارت‪ ،‬و ارت الزن (‪ )2‬وال‬
‫عل حكم افت ار ‪.‬‬
‫وفي خضنم هنبه الظنرو‪ ،‬تنوفي الخليىنة المعتمند علن اهلل فني رجنب سننة (‪279‬هنن‪ 892/‬م) ليخلىنَ ابنن‬
‫أخيَ المعتضد باهلل البي وصىَ ابن اف ير بأنَ كان(‪« :)3‬شهماَ مقداماَ وكان با عزم وفيَ شح‪ »..‬لبل‬
‫كان‬
‫شديد الوشأ ‪ ،‬طليك الرحمة‪ ،‬حت ىبا غضب عل طائ َد من طواده أمر بإلقائَ في حىر وردم عليَ ‪.‬‬
‫عرف نت افوضنناع الداخلينننة للدولنننة العباسننية فننني عهننده بعننع االضنننش ارب بسننبب طل نن العنننرب مننن سنننيشر‬
‫افت ار وتمرَد بعع القبائ َك في البوادي وال غور‪ ،‬فكان أن عا ت بنو شيبان في الجزير فسناداَ‪ ،‬افمنر النبي جعنك‬
‫الخليىة المعتضد يتول بنىسَ حملة لتأديبهم فنهب أموالهم وطتك منهم عدداَ كبي اَر وما ىن انته منن القضناا علن بني‬
‫شيبان في الجزير حت خرج سنة (‪281‬هن‪894/‬م) لالستيالا عل طلعة ماردين التي أخبها عننو حمندان بنن حنمندون جنند‬
‫افسننر الحمدانيننة‪ ،‬فكننان لننَ مننا أ ارد‪ ،‬وهندم القلعننة المننبكور بعنند أن طننبع علنن حمنندان(‪ )4‬وفنني الوطنت نىسنَ اس نتىحك‬
‫أم ن َر الخنارج َي ه نارون الش ناري بنأرع الجزي نر‪ ،‬وتغل نب علن الجي نو‪ ،‬الت ني أرسنلت لحرب ن ََ‪ ،‬عن ندها‬
‫اختننار الخليىننة للقضنناا عليننَ حسننين بننن حمنندان‪ ،‬فقنناك لننَ حسننين‪« :‬ىن جئننت بننَ فلنني ننالس حاجننات عننند أميننر‬
‫كرما بعد مجيئي» فواف المعتضد عل بل ‪ .‬وبهب‬
‫المومنين‪ ،‬ىحداهما ىشال س ار أبي‪ ،‬وحاجتان أب ه‬
‫حسين بن حمدان ىل الجزير وبدأ بمشارد الخارجي هارون الشاري ىل أن تمكن منَ‪ ،‬عندئ َب خلع‬
‫علي المعتضد باهلل بعع الهدايا‪ ،‬وأمر بإشال س ار أبي فكان بل بداية ظهور افسر الحمدانية(‪.)5‬‬
‫كننبل تصنند المعتضنند للق ارمشننة ال نبين نناروا فنني سننواد الكوفننة والشننام والبحننرين بزعامننة أبنني سننعيد الحسننن‬
‫الجنابي عل ىطلنيم البصنر(‪ )6‬سننة (‪287‬هنن‪900/‬م)‪ ،‬ولنم تمننع هنبه افحنداس المعتضند بناهلل منن التىكينر بإصنال‬
‫اإلدار والسيما نظام الجباية البي كان في تبدك مستمر‪.‬‬
‫والح يقاك‪ :‬ىن شخصية المعتضد شخصية طوية حظيت باهتمام خاص في الكتابات التاريخية‪ ،‬فقند كنان‬
‫ىدارياَ من الش ارز افوك‪ ،‬وطد أدت منج ازتَ اإلصالحية ىل تقوية الروابش بيننَ وبنين شنعبَ‪ ،‬ىضنافة ىلن أنن تمكنن‬
‫من ىعاد شيا من هيبة الخالفة العباسَية(‪.)7‬‬
‫(‪ )1‬المصدر نىسَ ‪.192/4‬‬
‫(‪ )2‬شاكر‪ ،‬محمود‪ :‬التاريأل اإلسالمي ‪ - 74/6‬المسعودي‪ ،‬مروج البهب ‪ 186/4‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )3‬ابن اف ير‪ ،‬الكامك في التاريأل ‪ 470/6‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬ابن خلدون‪ ،‬تاريأل ابن خلدون ‪.439/3‬‬
‫(‪ )5‬المسعودي‪،‬مروج البهب ‪.232-233/4‬‬
‫(‪ )6‬ابن خلدون‪ ،‬تاريأل ابن خلدون ‪.439-438/3‬‬
‫(‪ )7‬المسعودي‪،‬مروج البهب ‪.248/4‬‬
‫‬‫‪10-‬‬
‫ويدور بعد بل الزمن دورتَ فيستولي المكتىي بناهلل علن الخالفنة (‪ 289‬هنن) بعند وفنا أبينَ المعتضند سننة (‪ 289‬هن)‪،‬‬
‫والمكتىي يختل‪ ،‬عن أبيَ‪ ،‬فشخصيتَ لم تكن طوية كشخصية أبيَ‪ ،‬فوطع كمنا وطنع غينره منن الخلىناا تحت‬
‫النىوب الت ركي فعادت الموجات السياسية تعص‪ ،‬بالدولة وتهدد أمنها واستق ارهرا‪ ،‬فالحركات التي بدأت في‬
‫عهد أسنالفَ(‪ )1‬تمكننت فني عهنده وطينت فاشنتد خشنر الق ارمشنة فني الشنام فاضنشر المكتىني ىلن طتناك الق ارمشنة‪،‬‬
‫فَ َشن َغك بالقضناا عليهنا وتمكنن بعند جهند منن اجتيناز هنبه افخشنار التني أصنابت جسند الدول نة مننن كننك جانننب‬
‫فأخضنع حركنات العصنيان فني النداخك و َعنني بنأمر الوالينات التني كنان فصنحابها جننو نحنو االسنتقالك فو ن‬
‫عالطت نَ معهننا وأخضننعها لسننلشانَ كمننا عمننك علنن القضنناا علنن الدولننة الشولوني نة واسننتعاد ب نبل السننلشة علنن‬
‫مصر والشنام وال غنور(‪ )2‬ومنات المكتىني (‪295‬ه ن) دون أن يعن َين وليناَ للعهند‪ ،‬فخلىنَ أخنهو المقتندر بناهلل (‪-295‬‬
‫‪320‬ه ن) وطند بلغنت الخالفنة مبلغناَ سنيئاَ عنندما وصنلت ىلن المقتندر النبي اسنتلم الخالفنة فني ال ال نة عشنر منن‬
‫عمهر مما فتح المجاك واسعاَ للوصاية عل هبا الخليىة الصبي البي كان غارطاَ في أمور اللهو والمر (‪ ،)3‬وفي بل ن‬
‫يقننوك اب نن الشقشقنني‪ « :‬وأعل نم أن دول نة المقت ندر كانننت دول نة ت ندور أموهرنا عل ن ت ندبير النسنناا والخنندم‪ ،‬وهنو‬
‫( ‪)4‬‬
‫مشغوك بلباتَ‪ ،‬فخرجت الدنيا في أيامَ وخلت بيوت افمواك واختلىت الكلمة ف َخلع م أعيد م طتك‪. »..‬‬
‫ويبدو أن أمور الدولة كانت بيد أمَ صاحبة النىوب القوي التي كانت تَ َس َم السنيد فأصنبح فني يندها افمنر‬
‫والنهي‪ ،‬تولَي وتعزك‪ ،‬حت ىن افمر تعد ىل طهرماناتها(‪ )5‬افمر البي أد ىل استخىا‪ ،‬العامة بالدولة‪.‬‬
‫وتىشننت الرشنو فنني عهنند المقتنندر حتنن صننارت ال نو ازر توخنب بالرشنو بعنند مننا ت ندخك فنني أمننر تعيننين ال نوز ارا‬
‫الخدم والحاشية والنساا‪ ،‬فتقلدها بعضهم مرتين و ال اَ‪ ،‬ولنم يكنن الصنالح منن النوز ارا يبقن مند شويلنة فني النو ازر‬
‫فن بقااه ال يتوط‪ ،‬عل ىخالص في العمك بقدر ما يتوط‪ ،‬عل ىرضاا أم الخليىة وطهرمانتها مك‪.‬‬
‫وازداد خشر الق ارمشة عل الدولة العباسية في عهد المقتدر فعا وا فساداَ وتخريباَ ونهباَ في البالد‪.‬‬
‫كك هبه افسباب ‪ -‬مجتمعة ‪ -‬أدت ىل ى ازحنة المقتندر عنن عرشنَ منرتين‪ ،‬كاننت المنر افولن حنين وطن‪،‬‬
‫نصار في وجَ المقتدر (‪296‬هن)‪ ،‬أما ال انية فكانت حين بويع القاهر باهلل(‪ )7‬سنة (‪317‬هن)‪.‬‬
‫ابن المعتز(‪ )6‬وأ ه‬
‫ويصنور المسنعودي فني كتابنَ التنبينَ واإلشنار‪ ،‬حالنة المقتندر فيقنوك‪« :‬أفضنت الخالفنة ىلينَ وهنو صنغيرغنَر‬
‫تََر‪ ،،‬لم يعا َن افمور وال وطن‪ ،‬علن أحنواك الملن فكنان النوز ارا والكتناب يندبرون افمنور‪ ،‬لنيف لنَ فني بلن حنك وال‬
‫عقد وال يوص‪ ،‬بتدبير وال سياسة وغلب عل افمنر النسناا والخندم وغينهرم‪ ،‬فنبهب منا كنان فني خن ازئن الخالفنة منن افمواك‬
‫وال َعدد بسوا الواطع فني المملكنة‪ ،‬فنأ َداه بلن ىلن سنى الندماا‪ ،‬واضنشربت افمنور بعنده و ازك ك ينر منن رسنوم‬
‫الخالفة‪.)8(»...‬‬
‫(‪ )1‬ابن اف ير‪ ،‬الكامك ‪.528/6‬‬
‫(‪ )2‬بيشار‪ ،‬أمينة‪ :‬تاريأل العصر العباسي ‪ -‬كتاب جامعي ص‪.209-204‬‬
‫(‪ )3‬المسعودي‪،‬مروج البهب ‪.265/4‬‬
‫(‪ )4‬ابن الشقشقي‪ ،‬الىخري في اآلداب السلشانية ص‪ - 262‬البهبي‪ ،‬العبر ‪ - 102/2‬السيوشي‪ ،‬تاريأل الخلىاا ص‪.326‬‬
‫(‪ )5‬المسعودي‪ ،‬التنبيَ واإلش ار‪ ،‬ص‪.377-376‬‬
‫(‪ )6‬الشبري‪ ،‬تاريأل الشبري ‪ 140/10‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )7‬ابن اف ير‪ ،‬الكامك ‪ - 97/7 ،563/6‬المسعودي‪ ،‬التنبيَ واإلش ار‪ ،‬ص‪.376‬‬
‫(‪ )8‬المسعودي‪ ،‬التنبيَ واإلش ار‪ ،‬ص‪.377-376‬‬
‫‪-10-‬‬
‫والمنتمعن فنني هننبه السننشور يعننر‪ ،‬معرفننة تامننة حالننة الضننياع التنني كانننت تمننر فيهننا الخالفننة العباسننية أ ننناا‬
‫حك نم الخليى نة الص نبي ال نبي اس نتمر خمس نة وعش نرين عام ناَ (‪320-295‬هننن)‪ .‬وعجلننة الننزمن لننم تتوط ن‪ ،‬ودارت مننر أخننر‬
‫فاسننتول علنن عننر‪ ،‬الخالفننة باإلجمنناع التركنني ‪ -‬القنناهر بنناهلل (‪320‬هنن) الننبي أصنندر طنن ارر تعيينننَ مننونف‬
‫المظىر بعد أن كتب علي العهود والموا ين ‪ ،‬ولنم تبن فتنر حكنم هنبا الخليىنة سنو سننة واحند لضنع‪ )1(،‬سياسنت‬
‫َن َوج‪ ،‬محبناَ لجمنع‬
‫َمقنداماَ علن سنى الن َدماا أَ ه‬
‫وسنوا ىدارتنَ‪ ،‬كمنا يقنوك اب نن الشقشقني أيضناَ‪« :‬وكنان‬
‫المناك‬
‫مهيبناَ‬
‫رديا السياسة‪.)2(»..‬‬
‫من هبا القوك نجد أن افت ار يرشحون للخالفة أضع‪ ،‬بني العباف ممن ال يعر‪ ،‬شيئاَ في أمور السياسة‬
‫والعلنم‪ ،‬وهنبا يوكنده أبننو بنكنر الصننولي صنناحب كتنناب افو ار الننبي عنهند ىليننَ بتربيننة ال ارضنني بناهلل وأخيننَ هننارون‪ ،‬فكننان يلقاهمننا‬
‫مننرتين فنني افسننبوع‪ ،‬وطند آرهمننا فشنننين عنناطلين ىال أنهمننا خاليننان مننن العل نوم فحبننب الصننولي ىليهمننا‬
‫العلم‪ ،‬واشتر لهما من كتب الىقَ‪ ،‬والسَنة‪ ،‬والعقيد ‪ ،‬والشعر‪ ،‬واللغة وافخبار‪ ،‬الك ير‪ ...‬فتقدما بالعلم‪.‬‬
‫فهننبا افمننر ‪ -‬علنن مننا يبنندو ‪ -‬ل نم َيعج نب أصننحاب الشننأن فقننالوا لننَ‪« :‬مننا نري ند أن يكننون أوالدنننا أدبنناا وال‬
‫ب فيَ وليف بعالم‪.)3(»..‬‬
‫علماا‪ ،‬وهبا أبوهما طد أرينا كك ما َنح َ‬
‫فلمنا سنمع الصنولي أتن نصن اَر الحاجنب بمنا طينك‪ ،‬وطناك كين‪ ،‬نىلنح منع طنوَم هنبه(‪ )4‬نينناتهم‪ .‬وأمننا عننن حالننة‬
‫الدولة في عهد القناهر‪ ،‬فىني الشنر انتنزع من اردوي أصنبهان منن ابنن بوينَ ىال أننَ منات سننة (‪322‬هنن)‪ ،‬وطينك ىنن‬
‫ك نان يري ند طَص ند بغ نداد نىس نها‪ ،‬وان نَ مس نالم لص ناحب المج نوف‪ ،‬وك نان يق نوك‪« :‬أن نا أرََد دول نة العج نم وأمح ن دول نة‬
‫العرب‪ .)5(»..‬وتوجَ علي بن بويَ ىل أرجان فاستول عليها‪ ،‬وكتب ابن بويَ ىل الخليىة بالشاعة والمعونة(‪ .)6‬ومن‬
‫الجماعات التي تآمرت علن القناهر جماعنة السناجية(‪ ،)7‬وجماعنة الحجرينة(‪ ،)8‬وأخنبتا تندب ارن إلشاحنة القاهر باهلل بعند أن علمتنا‬
‫أننَ أخنب يقنيم المشنامير للىتن بزعمنائهم‪ ،‬لكنن القناهر بناهلل أحنف بمنا أضنمر لنَ جماعنة‬
‫الساجية والحجرية فألق القبع علن زعمنائهم وطنتلهم جميعناَ‪ ،‬أ نار هنبا افسنلوب القاسني طناد الجنند فناتىقوا علن‬
‫خلع‪ ،‬فقبضوا عليَ وسملهو «وسم َك افعين عاد أخبها المسلمون عن البيزنشيين‪ .)9(»...‬وطد سملوا بعده التقي‪،‬‬
‫وكان اسم ىب ارهيم‪ ،‬فقاك القاهر(‪:)10‬‬
‫شـــــــــ ِي ِخ ِي ِن ِاـــــــــ ِن‬
‫شـــــــي ِخِ ِ‪ِ .‬اـــــــى‬
‫ال جـــــــــ ىد لِ ِِ ِ‬
‫ِـــــــرت واجـــــــ ارقيم ِ‬
‫ِـــــــــ ِد ِر‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِا‪.‬ــــــــة فالايـــــــــِ فــــــــِ ال ا ِج ِاـــــــــ ر‬
‫قر‬
‫اـــــــــــا دا ِم تـــــــــــوزون لـــــــــــ إاـــــــــــرة‬
‫(‪ )1‬المسعودي‪ ،‬مروج البهب ‪ - 287/4‬السيوشي‪ ،‬تاريأل الخلىاا ص‪.412‬‬
‫(‪ )2‬ابن الشقشقي‪ ،‬الىخري في اآلداب السلشانية ص‪ 276‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )3‬الصولي‪ ،‬كتاب افو ار ‪.26-24/1‬‬
‫(‪ )4‬أمين‪ ،‬أحمد‪ ،‬ظهر اإلسالم ‪.27/1‬‬
‫(‪ )5‬السيوشي‪ ،‬تاريأل الخلىاا ‪.413‬‬
‫(‪ )6‬ابن اف ير‪ ،‬الكامك ‪.772/6‬‬
‫(‪ )7‬الساجية‪ :‬أتباع يوس‪ ،‬بن أبي الساج أحد طواد المعتمد عل اهلل‪.‬‬
‫(‪ )8‬الحجرية‪ :‬فرطة من الحرف الخاص في طصور الخلىاا كانوا يقيمون في حجر منىرد وطيك نسبة ىل‬
‫(‪ )9‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية ‪.26/1‬‬
‫(‪ )10‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪.30/1‬‬
‫‪-11-‬‬
‫َحجر المشهور‪.‬‬
‫والحنديس عنن خالفنة ال ارضني ب ناهلل أمنر ضنروري الرتباشهنا بحينا الش ناعرين ارتباشناَ و يقناَ فهنو الخليى نة‬
‫الخشيب الشاعر كما يقوك ابن الشقشقي «كان شاع اَر لبيبناَ خنتم الخلىناا فني أشنياا‪ ،‬منهنا أننَ آخنر خليىنة د َون‬
‫لَ شعر‪ ،‬وآخر خليىة خشب عل منبر يوم الجمعة‪ ،‬وآخر خليىة جال َف الندماا‪ ،‬ووصك العلماا‪.)1(»...‬‬
‫وفي عهده ساات حالنة الدولنة فك نرت الرشناو وتىشن الىسناد وخاصنة فني عهند وزينهر ابنن مقلنة النبي دفنع‬
‫افمواك الشائلة حت وصك ىل منصبَ(‪ ،)2‬م استوزر ال ارضي باهلل عبند النرحمن بنن داود النبي سنرعان منا ظهنر‬
‫عجهز عن تصري‪ ،‬شوون البالد‪ ،‬واتخب ال ارضي باهلل تدبي اَر حسناَ باستدعائَ سنة (‪324‬هن‪936/‬م) ابن ارئن النبي‬
‫كان والياَ عل واسش والبصر وسلمَ مقاليد افمور‪ ،‬م لقبَ «أمير افمن ارا»(‪ )3‬وهنبا المنصنب الجديند أبشنك عمنك‬
‫الو ازر‪ ،‬وأضع‪ ،‬بالتالي منصب الخليىة‪ ،‬وحد من نىوبه‪.‬‬
‫ول نم ي ننزك ال ارضنني خليىنننة ىل نن أن تننوفي فننني منتصنن‪ ،‬ربينننع افوك سنننة (‪329‬هن ن)‪ ،‬تارك ناَ الخالف نة بأعبائه نا‬
‫وأ قالها فخيَ المتقي البي لم يكن ل من الخالفة سو االسم‪ ،‬فكان التدبير كل ىل أمير افمن ارا‪ ،‬وبقينت الحناك‬
‫كبل حت وفا افخير بعد ص ارعَ مع البريدي البي دخك بغداد سنة (‪329‬هن)‪.‬‬
‫اختار المتقي بعد رحيك ناصر الدولة إلمار افم ارا أكبر طواد الديلم واسم توزون ولم يكن عنده شيا من‬
‫حسن السياسة‪ ،‬فاستوح‪ ،‬من المتقني‪ ،‬وحناوك النتخلص مننَ ولكننَ لنم يسنتشع فقنبع تنوزون علن المتقني‬
‫و َسن َم َك‬
‫عيني‪ ،‬وانتقلت الخالفة ىل المستكىي ومع بداية خالفتن يبتند ا دور عباسني جديند يمتند منن سننة (‪334‬ه ن) ىلن‬
‫سنة (‪447‬هن) تول الخالفة فيَ خمسة خلىاا‪ ،‬وهم المستكىي والمشيع والشائع والقادر والقنائم‪ ،‬وتناريأل هنبا ينرتبش‬
‫بتاريأل آك بويَ الديلميين البين كانوا أصحاب النىوب الحقيقي والسنلشان الىعلني فني العن ار وتحدينداَ فني الموصنك‪،‬‬
‫حيس تنقك الخالديان‪ ،‬وكان لهما عالطات شيبة مع القاد البويهيين طبك انتقالهم ىل بالش سي‪ ،‬الدولة الحمداني‪،‬‬
‫وخاصة مع الوزير المهلبي الشاعر البي استول عل بغداد سنة (‪334‬هن‪946/‬م)‪ ،‬ىل أن وردها معز الدولة(‪.)4‬‬
‫وكان ندماا المهلبني أعينا َن الىضنك وسناد بوي العقنك منن أهنك افدب والعلنوم وكنانوا يجتمعنون علن ك ينر‬
‫من الش ارب والشرب(‪ ،)5‬وكان افصىهاني صاحب افغاني منقشعاَ ىل النوزير المهلبني‪ ،‬ك ينر المند لنَ‪ ،‬ويصنىَ‬
‫بأن لنَ نظمناَ كالندرر ون ن اَر رطيقناَ وطندر علن التعبينر عنن المعنن الك ينر بناللىظ القلينك(‪ ،)6‬ولكنن المهلبني كنان ىلن‬
‫جانب هبا طائداَ محنكاَ لبس في الو ازر أك ر من الس عشر سنة (‪352‬هن)‪.‬‬
‫(‪ )1‬ابن الشقشقي‪ :‬الىخري في اآلداب السلشانية ‪.280‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نىسَ‪.280 :‬‬
‫(‪ )3‬المسعودي‪ :‬مروج البهب ‪ - 357/4‬ابن اف ير‪ ،‬الكامك ‪.97/7‬‬
‫ولمزيند منن االشنالع علن ظرين‪ ،‬نشنأ هنبا المنصنب ومنن تعنناور علينَ ومنا خلىنَ منن صن ارع مرينر أوهنن جسنم الخالفنة وزعننزع‬
‫أركانها‪ ،‬انظر‪ :‬ىمر افم ارا في العصر العباسي للدكتور السيد عبد الىتا ‪.‬‬
‫(‪ )4‬مسكوية‪ ،‬تجارب افمم ‪ - 121/6‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية ‪.194/1‬‬
‫ويبكر أن معز الدولة خلع المستكىي وسم َك عينيَ ونهب دوهر وممتلكاتَ‪.‬‬
‫(‪ )5‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية ‪ ،196/1‬رسالة في الصداطة للتوحيدي ص‪.33‬‬
‫(‪ )6‬ال عالبي‪ ،‬يتيمة الدهر ‪.279-278/2‬‬
‫‪-12-‬‬
‫ننم انتقلننت الخالفننة ىلنن المشيننع الننبي حكننم (‪ 29‬سنننة) ول نم يكننن لننَ مننن افمننر شننيا‪ ،‬والنىننوب ف ني حيات نَ‬
‫للملو من آك بويَ(‪ ، )1‬وهم معز الدولة‪ ،‬وعز الدولة بختيار‪.‬‬
‫كانت ال غور اإلسالمية في حوز سي‪ ،‬الدولة الحمداني البي كان والياَ عل حلب وفي سنة (‪343‬ه ن) غن از‬
‫سي‪ ،‬الدولة البالد الرومية وكان ل بها نصر عظيم فىتح العديد منن حصنونهم‪ ،‬فلنم يكنن للمشينع عمنك وال تناريأل‬
‫ي نبكر ف نازدادت ح ناك ال نبالد س نوااَ وك نرت الص ن ارعات ب نين افت ن ار وال نديلم‪ ،‬ه نبه الص ن ارعات أخاف نت التج نار عل ن‬
‫أموالهم وأنىسهم‪ ،‬فانعدم النشاش التجاري واضشربت الحيا االطتصادية وخاصة في بغداد‪ .‬أوا ازا تل ن‬
‫الحال نة نصنح مق ندم افت ن ار حاجنب مع نز الدولنة ‪ -‬س نبكتكين ‪ -‬الخليىننة العباسنني المشيننع هلل أن‬
‫يعتزك ويبايع ولده الشائع‪ ،‬فعمك بالنصيحة وخلع نىس من الخالفة سننة (‪363‬هنن‪974/‬م)(‪ ،)2‬تاركناَ الخالفنة البنن‬
‫الشائع‪ ،‬البي استمر في الخالفة (‪17‬سنة)‪ ،‬فكان البويهيون هم أصحاب النىوب الحقيقي والسلشان الىعلني(‪ ،)3‬ولنم يستىد الخلىاا‬
‫العباسيون من سياسة بني بويَ البين كانوا يتظاهرون بأنهم يستمدون نىوبهم من الخيىنة ويتمتعنون برضنناه ليكتس نبوا رض نا‬
‫العامنننة‪ ،‬فق ند ط نبع به ناا الدولنننة علنن الخليىننة الش نائع وعزلننن(‪ ،)4‬بع ند أن أخ نب أموالنن‪ ،‬وط ند وصنن‪ ،‬ابننن العمينند وزيننر البننويهيين‬
‫الخليىننة الشننائع فقنناك‪« :‬ك نان جنواداَ كريم ناَ‪ ،‬ىال أن ي نده كان نت طص نير م نع بن ني‬
‫بويَ‪ ،‬فإنهم كانوا الملو وليف للخليىة ىال مجرد االسم‪.)5(»..‬‬
‫ الو ازرة ويعاها‪:‬‬‫يأتي منصب الو ازر ‪ -‬من حينس افهمينة ‪ -‬بعند منصنب الخالفنة‪ ،‬وطند ورد بكنر النوزير فني القنرآن الكنريم‪:‬‬
‫‪‬واج َعك لي َوزي اَر من أهلي‪ ،‬هارون أخي‪ ،‬اشدد بَ‬
‫أزري‪ .)6(‬‬
‫لكنن النوزير لنم َيسنم وزين اَر ىال فني العصنر العباسني‪ ،‬فكنان أبنو سنلم الخنالك أوك وزينر لبنني العبناف علمناَ‬
‫نبننأن معنننالم الننو ازر لننم تتحنندد فننني عهننده‪ ،‬وفن النندعو العباسننية طنند طامننت علننن أيننندي الىنننرف وبمسننناعدتهم‪ ،‬فمننن‬
‫الشبيعننني أن يكننون وز ارا العصنننر العباسننني افوك منننن افعننناجم‪ ،‬م ننك الب ارمكنننة وبنننني سنننهك‪ ،‬وعلننن أيننندي هننوالا‬
‫اكتسبت الو ازر شكلها النهائي في أواخر العصنر العباسني افوك‪ ،‬وكنان النوزير فني عهند العباسنيينسناع َد الخليىنة‬
‫افيمن‪ ،‬نائباَ عنَ في حكم النبالد‪ ،‬يعنَين النوال ويشنر‪ ،‬علن الضن ارئب‪ ،‬وكاننت النو ازر أينام العباسنيين خىيىنة أمنام‬
‫طو الخالفة‪ ،‬وطوية كلما ضعىت الخالفة‪ ،‬ويوكد ابن خلدون أن أحد أسنباب ضنع‪ ،‬النو ازر وعندم باتهنا ننات عنن طلة افمواك‬
‫بسبب ضي نشا الدولة‪ ،‬لسيشر الوال والعماك(‪ )7‬واستقاهللم بافمور باإلضافة ىل بل يوكد سائر‬
‫المورخين دور الجند وحالة الجي‪ ،،‬فبعد تدخك العناصر افجنبية في أمنور الملن والخالفنة‪ ،‬أخنبت النو ازر شابعناَ‬
‫آخ نر‪ ،‬فالخليى نة أص نبح ف ني أي نديهم كال َ َد َمَي نة ل نيف ل نَ ىال النى نوب الروح ني‪ ،‬وه نبا دلي نك واض نح علنن اسننتىحاك النىننوب‬
‫(‪ )1‬الشقشقي‪ ،‬الىخري في اآلداب السلشانية ‪ - 289‬منمنمة‪ ،‬حسن‪ :‬تاريأل الدولة البويهية ‪ - 53‬اهلز ارني‪ :‬نظنام النو ازر فني الدولنة‬
‫العباسية ‪.71‬‬
‫(‪ )2‬ابن الشقشقي‪ ،‬الىخري في اآلداب السلشانية ‪.289‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نىسَ ‪.290‬‬
‫(‪ )4‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ ،‬تاريأل اإلسالم ‪ 53/3‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )5‬السيوشي‪ ،‬تاريأل الخلىاا ‪.440‬‬
‫(‪ )6‬ش‪.29 :‬‬
‫(‪ )7‬ابن خلدون‪ ،‬تاريأل ابن خلدون ‪.489/3‬‬
‫‪-13-‬‬
‫افجنبنننني‪ ،‬وخاصننننة النىنن نوب الترك نني ال ن نبي ب ن ندأت دائرت ننن تتوسننننع‪ ،‬فحينمنن نا ت ن نول أتنن نام‪ ،‬الترك نني ال ن نو ازر ف ننني عهنن ند‬
‫المسنتعين(‪ ،)1‬ازد روتننَ وننىنوبه‪ ،‬فحسنده افتنن ار ‪ ،‬ودبننروا أمنر طتلننَ‪ ،‬وطند تعنرع ك يننر مننن النوز ارا للمصننير نىسننَ‪،‬‬
‫فقنند كننانوا المسننوولين عننن ت نوفير افمننواك الالزمننة لنىقننات افتنن ار ‪ ،‬وبننالش الخالفننة‪ ،‬فننإبا عجننزوا عننن توفهيرننا كننان‬
‫مصير الوزير ىما القتك واما المصادر والعزك‪.‬‬
‫ولقد أ صبح المناك أحند افسنباب الرئيسنة(‪ )2‬فني تعينين النوز ارا و َعن َزلَهم‪ ،‬وأك نر منا ظهنر هنبا افمنر فني‬
‫عصنر المقتندر النبي شنهد تندهور مركنز الخالفنة والنو ازر معناَ‪ ،‬رغنم أن النوزير كنان لنَ دور فعنا َك فني تعينين‬
‫الخليىن نة وخلعن ن ََ‪ ،‬وتكن نرر فن ني عهن ند الخليىن نة المقتن ندر تغيين نر الن نوز ارا وتبن نديلهم تبعن ناَ لرغبن نات سن نيدات القصن نر‪،‬‬
‫َ‪.‬‬
‫والحاشية وخاصة أم المقتدر حت بلغ عدد الوز ارا ا ني عشر وزي ار‬
‫ومنع بداينة القنرن ال اربنع الهجنري ‪ -‬وهنو العصنر النبي عنا‪ ،‬فينَ الخالنديان الشناع ارن ‪ -‬طلَنت أهمينة النوزير‬
‫فَ َح َدد لَ ارتب شهري ولباف مميز يرتديَ أ ناا جلوسَ في دار الخالفنة‪ ،‬وهننا عندد كبينر منن النوز ارا(‪ )3‬فني‬
‫هنبا‬
‫العصر ىال أن البحس يقتضي االختصار‪ ،‬مما يضشرنا ىل االطتصار عل بكر بعضهم‪ .‬منهم ابن الىن ارت النبي تقلد الو ازر فني‬
‫ي(‪« :)4‬ومنا سنمعنا بنوزير‬
‫الخامسنة والخمسنين منن عمنهر‪ ،‬وكنان واسنع ال نرو حتن طناك عننَ الصنول َ‬
‫جلف في الو ازر‪ ،‬وهو يمل من الغين والور والضياع واف اس ما يحيش بعشر آال‪ ،‬أل‪ ،‬غير ابن الىن ارت‪.»...‬‬
‫وَيىهم من كالم الصولي شد طو ابن الى ارت وسيشرتَ التامة عل افمور الداخلية أ ناا تسلم الو ازر‪.‬‬
‫وحامد ابن العباف البي َولي الو ازر سنة (‪306‬هن‪918/‬م)‪ ،‬ولم يكن لنَ منن النو ازر ىال اللقنب‪ ،‬وكنان المندبر‬
‫لامور علي بن عيس ‪ ،‬البي كان وزي اَر من طبك‪ ،‬وطد طاك ابن بسام الشاعر مستهزئاَ بحامد بن العباف(‪:)5‬‬
‫يـــــــا اجـــــــن الاـــــــ ارت تعـــــــز‬
‫لاــــــــــا‬
‫قـــــــد ِـــــــار‬
‫أاـــــــر يـــــــ‬
‫‪ِ.‬ـــــــــــى وزيـــــــــــر‬
‫جدايـــــــــــ‬
‫‪.‬زلــــــــــت‬
‫حِــــــــــنا‬
‫وطد طيك فيهما‪« :‬هبا وزير بال سواد‪ ،‬وبا سواد بال وزير»‪.‬‬
‫وأمننا ال نوزير اب نن مقل نة (‪272‬هنن‪885/‬م)‪ ،‬فقنند نشننأ ف ني بيننت متواضننع‪ ،‬وتقل ند ال نو ازر وهنو ف ني السننبعين مننن عمننره‪،‬‬
‫فمل من الماك ما لم يملكنَ غينهر منن النوز ارا(‪ ،)6‬وكنان جريئناَ وصناحب منوام ارت‪ ،‬ممنا جعنك بعنع المنورخين يتهموننَ‬
‫بأنَ أوطع بين القناهر وجننده (‪322‬ه ن) وفني عهند الخليىنة ال ارضني ازك أمنر النو ازر كليناَ بعند أن مننح ال ارضني البنن ارئن‬
‫لق نب أمي نر افمنن ارا(‪ ،)7‬وأشل ن ي نده ف ني ت ندبير أمننور المملكننة‪ ،‬ولنم يعنند ال نوزير ينظننر ف ني شننيا وانتقل نت مهامننَ ىل ن كات نب أمير‬
‫افم ارا‪ ،‬وكان بل سنة (‪324‬هن‪935/‬م)‪ ،‬فبشلنت(‪ )8‬الندواوين وبينوت افمنواك وصنارت افمنواك تحمنك ىلن خن ازئن‬
‫(‪ )1‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ :‬تاريأل اإلسالم ‪.376/3‬‬
‫(‪ )2‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ ،‬تاريأل اإلسالم ‪.376/3‬‬
‫(‪ )3‬اهلز ارني‪ ،‬محمد مسىر‪ ،‬نظام الو ازر في الدولة العباسية ص‪.71‬‬
‫(‪ )4‬متنننز‪ ،‬آدم‪ ،‬الحضنننار اإلسنننالمية ص‪ ،181‬أمننين‪ ،‬أحمنند‪ ،‬ظهنننر اإلسنننالم ‪ - 103/1‬القرشبنني‪ ،‬عري نب ابننن سننعيد‪ :‬صنننلة تننناريأل‬
‫الشبري ص‪.37‬‬
‫(‪ )5‬الحموي‪ ،‬ياطوت‪ :‬اإلرشاد ‪ - 325/5‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية ‪ 189/1‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )6‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪.102/1‬‬
‫(‪ )7‬طيك ىن هبا المنصب ظهر أيام المقتدر‪ ،‬ينظر مسكويَ‪ ،‬تجارب افمم ‪.188/1‬‬
‫(‪ )8‬منيمنَ‪ ،‬حسن‪ :‬تاريأل الدولة البويهية‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪-14-‬‬
‫أمير افم ارا فيتصنر‪ ،‬بهنا كمنا يريند‪ ،‬ويشلنب منن الخليىنة منا يشناا‪ ،‬ولنم يختلن‪ ،‬حناك النو ازر ك ين اَر فني عهند البنويهيين‪،‬‬
‫فن ازك أمهرنا َب َع ن َد دخنوك الب نويهيين‪ ،‬ىل ن بغ نداد ولنم يع ند للخليى نة وزي نر‪ ،‬ب نك كات نب يقننوم بمهننام أمننين السننر الشخصنني لننَ‪،‬‬
‫فافحداس الجارية وتضارب افهواا‪ ،‬وتشاو َك الجمي َع من خليىَة وجنَد وحاشيَة عل الوزير أَ َفقَد النو ازر عظمتهنا‬
‫وطوتهنا‪،‬‬
‫حت الوز ارا الكبار عانوا من هبا افمر‪ ،‬ووصك افمر بعلي ابن عيس ىل أنَ ع َد ما يعانيَ من جَارا تولينَ‬
‫منصنب‬
‫الو ازر أصعب من الحبف والنىي(‪.)1‬‬
‫وال نوزير المهلبنني(‪ )2‬تحمنك أعبناا النو ازر مند ال نة عشنر عامناَ‪ ،‬وخاصنة فني أ نناا حكنم معنز الدولنة النبي‬
‫وصى مسكويَ فقاك(‪« :)3‬وكان معز الدولة حديداَ سريع الغضب ببيا اللسان يك ر سب وز ارئَ والمحتشمين منن‬
‫ض نَ‪ ،‬ف نال ص نبر فح ند‬
‫حشننم‪ ،‬ويىتننري علننيهم فكننان يلحنن المهلَب ني ‪ -‬رحمننَ اهلل ‪ -‬م نن فَ َحش ن ََ َوش نتَ َمَ عر َ‬
‫ع لي ن َ ‪،‬‬
‫ت أنادمَ في الوطت فال أر لمنا يسنمعَ‬
‫َ‬
‫فيحتمك بل احتماك من ال يكترس لَ وينصر‪ ،‬ىل منزلَ‪،‬‬
‫فينَ أ ن اَر‪،‬‬
‫وكن‬
‫ويجلف فََنسَ نشيشاَ مسرو اَر‪.»...‬‬
‫فننابن مسننكويَ يبننين مننن هننبا القننوك العالطننة القويننة التنني كان نت بين نَ وب نين ال نوزير المهلب ني ال نبي ك نان طائ نداَ‬
‫محنك ناَ‪ ،‬وبا كىاي نة عظيم نة‪ ،‬أض ن‪ ،‬ىل ن بل ن كون نَ ش ناع اَر‪ ،‬انقش نع ىلي نَ العدي ند م نن افدب ناا والش نع ارا‪ ،‬ن نبكر م ننهم‬
‫افص نىهاني ص ناحب افغ ناني‪ ،‬فه نو ك ي نر الم ند ل نَ‪ ،‬وه نو يص نىَ ب نأن ل نَ نظم ناَ كال ندرر‪ ،‬ون ن اَر رطيق ناَ وط ندر عل ن‬
‫التعبير عن المعن الك ير باللىظ القليك‪.‬‬
‫وطد اتصك ب الخالديان الشاع ارن سنة (‪349‬هن)(‪ ،)4‬حينس كنان أبنو ىسنحا الصنابي علن دينوان رسنائل‪،‬‬
‫فم ندحاه بقص نائد متع ندد ون نالوا م نن أعشيات نَ الك ي نر‪ ،‬ف لَب نا س نرياَ عن نده واس نتشاعا أن ين ناال رض ناه‪ ،‬وط ند مدح نَ أب نو‬
‫ع مان سعيد الخالدي طائالَ(‪:)5‬‬
‫لــــــدي ِ اســــــتورنات لــــــي تِرتحـــــــِ‬
‫إ ىنــــــــا لِ ِن ِر ِحــــــــِ والقــــــــوا أجاعهــــــــا‬
‫ِنـــــــدا ِ يغاـــــــرِق ىن العـــــــا ِرِ ال ِه ِرـــــــِ‬
‫لهــ ىن اــن خِ ِقــ ِ الــ ىر ِوِ ال ريــِ واــن‬
‫ِد ِ‪.‬ـــــا شـــــوا إلـــــى أورا ِنـــــ ِ‪ِ .‬جـــــِ‬
‫لكـــــــ ىن كـــــــ ىِ فقيـــــــر يســـــــتايد ِنـــــــى‬
‫فـــــــر ىن ِـــــــر شـــــــِ ‪.‬نـــــــ ِد القِ ِاـــــــِ‬
‫وكــــــــ اِ ــــــــاز إ ا ِجِـ ـــــــ ِت نياتــــــــ‬
‫وطاك أيضاَ في طصيد أخر ‪:‬‬
‫ِ اــــــا ‪.‬اريــــــت جــــــود ِ ســــــا‪.‬ة‬
‫وا هل‬
‫كــــــأ ىن ‪.‬رايــــــا ِ الجســــــيا ِة أقســــــات‬
‫جشـــعرِ إال كـــان أشـــع ِر اـــن شـــعرِ‬
‫يـــــــم ال ا‬
‫شـــــــ ِك ِر‬
‫جـــــــأن ِِ ال أناـــــــ ا ا ِهتِ ِ‬
‫فالوزير المهلبي طرب ىلي افدباا والعلماا‪ ،‬وغدا مجلس طبلتهم التي يتوجهون ىليها‪.‬‬
‫(‪ )1‬مسكويَ‪ ،‬تجارب افمم ‪.170/6‬‬
‫(‪ )2‬منيمنَ‪ ،‬حسن‪ :‬تاريأل الدولة البويهية ‪ ،53‬وانظر نظام الو ازر في الدولة العباسية‪.71 ،‬‬
‫(‪ )3‬ابن مسكويَ‪ ،‬تجارب افمم ‪ ،16/1‬انظر‬
‫(‪ )4‬الخالديان‪ ،‬التح‪ ،‬والهدايا ص م ‪.26‬‬
‫(‪)5‬الديوان‪.145 :‬‬
‫‪ -‬ال عالبي‪ ،‬يتيمة الدهر‪.182/2 ،‬‬
‫‪-15-‬‬
‫وهبا أبو علي التنوخي يعتر‪ ،‬بىضك الوزير المهلبي النبي رعناه ومند لنَ يند العنون والمسناعد فيقنوك‪« :‬ىنن‬
‫استدعاه لصداطة كانت بينَ وبين أبيَ وطل ده‬
‫عمالَ‪.)1(»..‬‬
‫والصننناحب بن نن عبننناد هن نو أحن ند الن نوز ارا المشنننهورين ف نني أواخنننر القنننرن ال اربنننع الهجنننري‪ ،‬وهنننو أوك من نن لقن نب‬
‫بالصنناحب مننن النوز ارا‪ ،‬وكنان انبنن عبنناد مننن افدبنناا الكبننار النبين يولنون افدب وافدبنناا كننك رعايننة واهتمننام‪ ،‬وطند شننبه مننادحهو‬
‫بهننارون الرش نيد(‪ ،)2‬فن نَ جم نع حول نَ أحس نن أه نك اللَس نن وكان نت ل نَ م ارس نالت م نع رووس ناا افدب ناا بالشام وبغداد‬
‫أم اك الرضي والصابي وابن الحجاج وابن سكره وابن نباتة(‪ )3‬وغيهرم‪ ،‬وربمنا يكنون المهلبني طند أعناد للن نو ازر بعن نع هيبتهن نا‪ ،‬ىال‬
‫أن بختين نار ابن نن معن نز الدولن نة أفقن ند الن نو ازر هيبتهن نا عنن ندما اسن نتوزر صن ناحب مشبخن نَ سن ننة‬
‫(‪362‬هن‪973/‬م) وهو الوزير ابن بقية البي كان يقدم لَ الشعام والش ارب‪ ،‬وهبا عضند الدولنة يسنمك عينني وزينر أبينَ‬
‫ابن العميد البي أسر‪ ،‬في االتصاك بالعدو‪ ،‬وطد أحدس عضد الدولنة فني منصنب النو ازر أمنرين لنم يتنوف ار فيهنا طبلنَ‪،‬‬
‫أولهما أنَ اتخب وزيرين معاَ‪ ،‬و انيهما أن أحند هنبين النوزيرين كنان نصن ارنياَ‪ ،‬اسنمَ منصنور نصنر بنن هنارون‪ ،‬النبي‬
‫أبقاه عل بالد فارف‪ ،‬وأخب الوزير ال اني ‪ -‬وهو المشهر بن عبد اهلل ‪ -‬معَ ىل بغداد‪ .‬ولما جاا بهاا الدولنة سنار‬
‫عل نه أبيَ فعين وزيرين عام (‪382‬هن‪992/‬م)‪.‬‬
‫وهكننبا نننر أن ال نو ازر كانننت تنننوف ب نين القننو تننار والضننع‪ ،‬تننار أخننر ‪ ،‬ىال أنهننا ‪ -‬فنني نهايننة المشننا‪- ،‬‬
‫غيرا من افسباب ‪ -‬ىل وهن الخالفة واضمحاللها‪.‬‬
‫كانت سبباَ طوياَ في ى ار البالبك السياسية‪ ،‬وأدت ‪ -‬مع ه‬
‫ الجيش‪:‬‬‫بعد أن كان الجي‪ ،‬في عهد الرسوك صل اهلل علي وسلم وفي عهد الخلىاا ال ارشدين وافمويين يتأل‪ ،‬من‬
‫العنصننر العربنني أصننبح فنني عهنند العباسننيين يتننأل‪ ،‬مننن عناصننر أجنبيننة (تركيننة وفارسننية)‪ ،‬وهنني العناصننر التنني‬
‫أسهمت في طيام الدعو العباسية‪.‬‬
‫وعننندما ت نول المعتصننم الخالفننة كانننت الظننرو‪ ،‬مناسننبة لظهننور طننو العنصننر التركنني‪ ،‬وضننع‪ ،‬العنصننرين‬
‫العربي والىارسي‪ ،‬حيس أك ر الخليىة منهم حت ازداد عددهم‪ ،‬وعا وا في بغداد فساداَ‪ ،‬فضا بهنم أهلهنا برعناَ ‪،‬‬
‫ومنن نم ازد العنصنر التركني فأصنبح خشن اَر يهندد حينا الخلىناا أنىسنهم‪ ،‬وأصنبح بيند القنواد افتن ار تولينةَ الخليىنة‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وعزلَ‪ ،‬وسنمك عينينَ‪ ،‬وطتلن‪ .‬وممنا يندعم هنبا الن أري أن المتوكنك طند بهنب ضنحية تنآمر افتن ار علين‪ ،‬وتبعنَ ابنن‬
‫المنتصر البي دف لَ افت ار السم عل يد شبيبَ‪.‬‬
‫ومن أبرز الشخصيات التركية التي ظهرت ىتينا التركني واففشنين النبي رفعتنَ انتصنا ارتَ ىلن أسنم المناصنب‬
‫في الدولة‪ ،‬وطد عبس هوالا افت ار بهيبة الخالفة عند طتلهم المعتز وتم يلهم بَ‪ ،‬وتعبيبهم الخليىة المهتدي حت مات‪.‬‬
‫ومننن ال ندوافع التنني دعننت خلىنناا بننني العبنناف ىلنن االعتمنناد علنن العناصننر غيننر العربيننة ‪ -‬بندااَ بالعنص نر‬
‫نارنا بنين عناصنر الجنند العربني منن حنين ىلن حنين(‪ .)5‬حت ىن أبا جعىنر‬
‫الىارسي م التركي ‪ -‬العصبية القبلية التي كاننت تتنأج ه‬
‫المنصنور فكنر فني تأسنيف الكنر ليبعند عننَ خشنر جننده منن اليمنينة والمضنرية‪ ،‬ولنم يلبنس أن‬
‫(‪ )1‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية ‪.196/1‬‬
‫(‪ )2‬الشري‪ ،‬الرضي‪ :‬ديوانَ ص‪.321‬‬
‫(‪ )3‬ال عالبي‪ ،‬يتيمة الدهر ‪.32/3‬‬
‫(‪ )4‬عدوان‪ ،‬أحمد‪ :‬الدولة الحمدانية ص‪ - 17‬الع‪ ،،‬يوس‪ :،‬تاريأل عصر الخالفة العباسية ص‪.102‬‬
‫(‪ )5‬بيشار‪ ،‬أمينة‪ :‬تاريأل العصر العباسي ص‪.334‬‬
‫‪-16-‬‬
‫انندمجت(‪ )1‬عناصنر أخنر منن غينر افتن ار ‪ ،‬وكنان جمينع هنوالا منن المرتزطنة‪ ،‬ال هنم لهنم ىال جمنع المناك‪ ،‬وا نار‬
‫ت رواتبهم‪.‬‬
‫الىوض والقالطك ىبا ما أَخ َر َ‬
‫وك ن نان الجننننني‪ ،‬فنننني عهنن ند المسنن نتعين (‪252-248‬هنن ن ن) والمعتنن ننز (‪255-252‬هنن ن ن) يتننننأل‪ ،‬مننننن المغارب نننة‬
‫(‪)2‬‬
‫والى ارغنة(‪ )3‬دون افت ار ‪ ،‬ونالحظ هبا في هبه افبيات التي نظمها أحمد بن الحارس اليمامي(‪:)4‬‬
‫وأقجِــــــــــ ِت التــــــــــر‬
‫وال ِاغرجــــــــــو ِن تســـير ك اردي‬
‫ســــهم(‪ )5‬فـــِ الســــال ِح‬
‫ِم ‪.‬ــــــــــــــــالم‬
‫فقــــــــــــــــا ِم جحــــــــــــــــرج ه‬
‫فجــــــــ ىد ِد ســــــــو ار ‪ِ.‬ــــــــى الجانجـــــــــ‬
‫وجــــــــــا ِ الا ار ِنــــــــــة‬
‫الــــــــــ ىدا ِر‪.‬ونا‬
‫ِي ِرجــــــــون فــــــــيال‬
‫و ِر ِجــــــــال ِجينــــــــا‬
‫جـــــــأِا ِر الحـــــــرو ِب تـــــــوال ِحي ِنـــــــا‬
‫ـــــــين حتــــــى أ ِحــــــار هم أجاعينــــــا‬
‫وكبل ال ارضي (‪329-322‬هن) البي استعان بالق ارمشة وأدخلهم في صىو‪ ،‬جيش ولم يسلم من أباهم‪ ،‬ىب‬
‫اروا عليَ وانضموا ىل ابن ارئ تار‪ ،‬وال أعدائَ تار أخر ‪.‬‬
‫ومننن أهننم التشننو ارت التنني حنند ت فنني الجنني‪ ،‬فنني عصننر سننيشر طنناد افتنن ار تعننويع الجننند عننن رواتننبهم‬
‫بننواردات أرع خ ارجيننة‪ ،‬وهنو مننا يمكننن أن يشلنن عليننَ اإلطشنناع‪ ،‬ويمكننن فهننم جننبوهر بننالعود ىلنن ب ندايات العجننز‬
‫المادي واضش ارر الخالفة ىل تعويع بل بمنح الجند طشائع من أمالكها(‪.)6‬‬
‫ولما استبد بنو بويَ بالنىوب في الدولة العباسية (‪334‬هن) طامت المنافسة بين افت ار والديلم(‪ )7‬البين ينتسب‬
‫ىل نيهم البويهيننون‪ ،‬وال نبين اعتنمندوا عل نيهم فنني ىطن ارر سننلشانهم فنني الننبالد وطند شننعر معننز الدولننة ب نبل فأوصنن ابنننَ‬
‫بختيار بمدا ار الديلم‪ ،‬والتودد ىل افت ار (‪.)8‬‬
‫وأما تعداد الجي‪ ،‬فقد بلغ مئات افلو‪ ،‬من الجند النظاميين‪ ،‬وبجانبهم شائىة أخر من الجنود والمتشوعة‬
‫من البدو وشبقة الز ارع‪ ،‬وسكان المدن‪ ،‬وكان هوالا يشتركون في الحرب مدفوعين بعوامك مادية أو دينية‪.‬‬
‫ونظام الجي‪ ،‬نظام دطي يتأل‪ ،‬من طسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬الىرسان أو الحربية وهم البين كانوا يتسلحون بالرما ‪ ،‬ويكونون من جند العرب‪.‬‬
‫‪ -2‬وطسم المشا ويكونون من الىرف وال سيما الخ ارسانيين بسبب مساندتهم للعباسيين في ىطامة دولتهم‪.‬‬
‫وطسننم الجنني‪ ،‬العباسنني ىلنن أطس نام ص نغير‪ ،‬تجتم نع ع ند أطسنام لتش نكك فرط ناَ أكب نر منه نا‪ ،‬وأمنا لب ناف الجن ند‬
‫فيختل‪ ،‬باختال‪ ،‬الىرطة وافسلحة‪ ،‬فمننهم منن يلنبف الخنوب الحديدينة لتقني رووسنهم‪ ،‬والندروع لتقني صندوهرم‪ ،‬كمنا‬
‫(‪ )1‬الشبري‪ ،‬تاريأل الشبري ‪ - 282/9‬انظر تاريأل عصر الخالفة العباسية للع‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫(‪ )2‬المغاربة‪ :‬المصريين‪.‬‬
‫(‪ )3‬الى ارغنة‪ :‬أهك فرغانَ ببالد ما و ارا النهرين‪.‬‬
‫(‪ )4‬الشبري‪ ،‬تاريأل الشبري ‪ - 282/9‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ ،‬تاريأل اإلسالم ‪.281/3‬‬
‫(‪ )5‬الك ارديف‪ :‬الخيك‪.‬‬
‫(‪ )6‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ :‬تاريأل اإلسالم ‪ 283/3‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )7‬السيوشي‪ ،‬تاريأل الخلىاا‪ :‬ص‪.329‬‬
‫(‪ )8‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ :‬تناريأل اإلسنالم ‪ - 283/3‬السنيوشي‪ ،‬تناريأل الخلىناا ص‪ ،329‬وانظنر تناريأل عصنر الخالفنة العباسنية‬
‫للع‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪-17-‬‬
‫كانننت لكننك فرطننة مننن فننر الجنني‪ ،‬فصننيلة لقننب‪ ،‬ال ننىش اشننتهر أف اردهننا باسننم «النىنناشون» ال نبين يرتندون مالبننف ال‬
‫تو ر فيها الني ارن عند اطتحام الحصون المشتعلة‪.‬‬
‫وطدعني العباسيون بالجسوسية في الجي‪ ،،‬فاستخدموا لبل الرجاك والنساا‪ ،‬البين غالباَ منا كنانوا يرحلنون‬
‫ىل بالد افعداا متنكرين في أزياا التجار وافشباا من أجك جمع أخبنار العندو ونقلهنا‪ ،‬نم أطناموا الجينو‪ ،‬البرينة‬
‫والبحرية دفاعاَ عن وحد أ ارضيهم‪.‬‬
‫وبقي أن نبكر صالحية الجند للقتاك‪ ،‬حيس كان للجي‪ ،‬العباسني دينوان خناص بن يتنأل‪ ،‬منن مجلسنين(‪:)1‬‬
‫مجلف التقرير تسجك في رواتب الجند‪ ،‬وأوطات دفعها ىليهم‪ ،‬ومجلف المقابلة النبي تنتم فينَ عملينة اإلشن ار‪ ،‬علن‬
‫سجالت الجند‪ ،‬وم ارجعة أسمائهم ونحو بل ‪ ،‬أما صالحية الجنند للخدمنة العسنكرية فكاننت تخضنع الختبنار دطين‬
‫يشر‪ ،‬عليَ جماعة من كبار القواد‪.‬‬
‫وهكبا تح َوك الجي‪ ،‬من درع يحمي الخالفة والدولة اإلسالمية ىل سبب من أسنباب ضنعىها وتىككهنا‪ ،‬ممنا‬
‫أشمع فيها جارتها العمالطة بيزنشة‪ ،‬والتي كانت في أوج طوتها بعد تسلم افسر المقدونية(‪ ،)2‬فاسنتولت علن ك ينر‬
‫من ال غور ولم تجد سو أمير بني حمدان سداَ منيعاَ في وجَ أشماعها‪.‬‬
‫(‪ )1‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية ‪.148/1‬‬
‫(‪ )2‬العريني‪ ،‬د‪ .‬السيد‪ :‬الدولة البيزنشية ص‪.338‬‬
‫‪-18-‬‬
‫الحياة االجتاا‪.‬ية‬
‫لم يكن االنقالب العباسي في حقيقنة أمنهر نور سياسنية‪ ،‬طضنت علن طواعند الدولنة افموينة فحسنب‪ ،‬وانمنا‬
‫كان أيضاَ ور اجتماعية‪ ،‬ح َولت مظاهر الحيا االجتماعية التي كانت سائد ىَبان بني أمية‪ ،‬ىل مظاهر جديد ‪،‬‬
‫ترتدي وباَ جديداَ‪ ،‬مشر اَز بعادات وتقاليد افجناف البشنرية‪ ،‬التني ا َسنتَ َقَدمت ىلن رطعنة الدولنة العباسنية عنن‬
‫شرين‬
‫(‪)1‬‬
‫الخلىاا أنىسهم‪ ،‬فكاننت البداينة منع الخليىنة المعتصنم النبي اسنتعان بنافت ار ‪ ،‬وأهمنك العنرب ‪ ،‬حتن أصنبحوا فني‬
‫نهاية افمر خش اَر يهدد كيان الدولة العباسية‪ ،‬عل أن بعع الخلىاا أدركوا خشر هبا العنصر‪ ،‬فاستعانوا ببعع الجنود‬
‫المرتزطة كالمغاربة‪ ،‬والى ارغنة‪ ،‬وغهيرم من افك ارد‪ ،‬والق ارمشة البين بدأت الدولة العباسية تستعين بهم‪ ،‬أيام الخليىة ال ارضي‬
‫(‪329-322‬هن)‪ ،‬ىال أن الخلىاا العباسيين لم يسلموا من خشر هبه العناصنر التني اسنتشاعت أن‬
‫تىرع سيشرتها عل الخلىاا‪ ،‬وأن يكنون لهنا حضنوهرا الى َعناك فني تشنوير المجتمنع العربني بجوانبنَ كلهنا‪ ،‬وشبعنَ‬
‫بشابع جديد لم يعرفَ المجتمع العربي أيام الدولة افموية العربية‪ ،‬فاتسمت الحيا االجتماعية بالىوض واالنحالك وخاصنة فني‬
‫الق نرن ال ارب نع الهج نري‪ ،‬وك نان لهنبا افم نر صنداه الواس نع ف ني الىك نر وافدب‪ ،‬مم نا يح نت َم علين نا أن نى نرد‬
‫بعع الصىحات للحديس عن مظاهر الحيا االجتماعية ومدلوالتهاإ فن «ال يمكن تحلينك المندلوالت االجتماعينة‬
‫المتحدس عنها في النص انشالطاَ من النص وحده‪.)2(»..‬‬
‫وسأبدأ البحس بأهم فئات الشعب التي كانت داخك رطعة الدولة العباسية‪.‬‬
‫ فئات الشعب‪:‬‬‫ الار ‪:‬‬‫فمننن طننوك الجنناحظ « دولننة بننني مننروان عربيننة أع اربي نة‪ ،‬ودولننة بننني عب ناف فارس نية أعجميننة» ‪ .‬يتب نيَ ن شغي نان‬
‫العنصننر الىارسني ال نبي شب نع الد ول نة العباسننية بشابعننَ الجدينند ف ني شننت جوانننب الحي نا ‪ ،‬حت ن أصننب ح‬
‫الىن نرف عمن ناد الدولن نة‪ ،‬وبين ندهم تصن نري‪ ،‬شن نوونها‪ ،‬والن ن أري أريهن نم‪ ،‬والجن ناه والعن نز والغنن ن يمسن ني ويصن نبح بن نين‬
‫ظه ارنيهم‪ ،‬وكي‪ ،‬ال يكون لهم بل ؟ والخليىة العباسي يعتمد علنيهم اعتمناداَ كليَناَ‪ ،‬وهنم يحتىظنون لنَ بمظهنر‬
‫افبهة والجاللة‪ ،‬م ينشرون سنلشانهم‪ ،‬ويدسنون الدسن ائف‪ ،‬ويحيكنون المنوام ارت‪ ،‬ويحصننون أنىسنهم بالرجناك‬
‫والسال ‪ ،‬حت ىبا سنحت لهم فرصة مواتية اسنتولوا علن كنك شنيا‪ .‬ولكنن هنبا المجند لنم يندم شنويالَ‪ ،‬فجناا عليهم‬
‫ش َد َد عليهم في ممارسة عقائدهم‬
‫دهر احتك افت ار فيَ مكانتهم‪ ،‬واستبدوا بافمر والنهي دون غيهرم‪ ،‬و َ‬
‫وعاداتهم وتقال يدهم‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫ولكن الىرف ‪ -‬بعد تسلم البويهيين للحكم ‪ -‬استردوا بعضاَ من هيبتهم‪ ،‬ىب طام البويهيون بتقريب النديلم منن‬
‫أبناا جلدتهم‪ ،‬ومكنوا لهم في افرع‪ ،‬فعادوا كسناب عهندهم يىرضنون قنافتهم‪ ،‬ويعتن َدون بأصنلهم‪ ،‬وينظنرون ىلن‬
‫غيرم نظر ازد ارا وتحقير‪ ...‬وازدوا عل بل أن خالىوا سنة أجدادهم ممنعر‪ ،‬عنهم الوالا والشاعة لخلىائهم‪،‬‬
‫ه‬
‫فقلنندوا افتنن ار فنني وحشننيتهم واسننتهانتهم بالخالفننة والخلىنناا‪ ،‬فكننان عهنندهم ‪ -‬فنني القننرن ال اربننع ‪ -‬مس نرحاَ فح نداس‬
‫(‪ )1‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪.9/1‬‬
‫(‪ )2‬كابانف‪ ،‬جان لوي‪ :‬النقد افدبي والعلوم اإلنسانية ص‪.190‬‬
‫(‪ )3‬الجاحظ‪ ،‬البيان والتبيين ‪.366/3‬‬
‫‪-19-‬‬
‫داميننة عصننىت بافمننة اإلسننالمية‪ ،‬افتتحهننا افتنن ار بقتننك المتوكننك‪ ،‬وأكملوهننا هننم بقتننك المسننتكىي سنننة (‪334‬هننن)‪،‬‬
‫فكانوا ببل أسوأ خل‪ ،‬فسوأ سل‪.،‬‬
‫وبقي أن نقوك‪ :‬ىن الىنرف تركنوا بصنماتهم واضنحة فني المجتمنع العباسني‪ ،‬وخاصنة فيمنا يتعلن بمظناهر‬
‫التر‪ ،‬وال ارا‪ ،‬م ك بناا القصور(‪ ، )1‬وتعدد افزياا‪ ،‬وظهنور افشعمنة المختلىنة‪ ،‬هنبا ىضنافة ىلن مجنالف اللهنو‬
‫والغننناا والشنن ارب‪ ،‬وأصننبحت الخمننر والغننزك بالم نبكر ومنادم نة الج نواري مس نائك ط ند ع ن َم به نا ال نبالا‪ ،‬وأص نبحت‬
‫الحانات أماكن لهو‪ ،‬ال حدود لما َيرتكب فيها من آ ام‪.‬‬
‫فالعنادات الىارسنية تغلغلنت فني جسند الدولنة العباس نية‪ ،‬فكنان مظههرنا واضنحاَ جليَناَ ف ني بلن العصنر‪،‬‬
‫وخاص نة فنني الق نرن ال اربننع الهجننري‪ ،‬وبه نب العباسننيون ىل ن أبعنند مننن بل ن ب مشنناركتهم الى نرف فنني أعيننادهم‪،‬‬
‫وخاصة عيد النيروز(‪.)2‬‬
‫يقوك الجاحظ في وص‪ ،‬الىنرف‪« :‬واعلنم أن هنبه افحادينس منن أحادينس الىنرف‪ ،‬وهنم أصنحاب نىنأل وتزيند‬
‫وال سيما في كك شيا مما يدخك في باب العصبية‪.)3( »...‬‬
‫عصننر العباسننني‪ ،‬فهننم يري ندون‬
‫فالعص نبية الىارس نية لعب نت دو اَر مهم ناَ ف ني تش نو ارت افح نداس السياس نية ف ني ال ن‬
‫الغلبننة‪ ،‬وتأسننيف وشنن فارسنني‪ ،‬ولنكنن سننرعان مننا تنبنددت أحالمنهنم بصننحو بنعنع الخلىنناا العباسننيين‪ ،‬وطند ظهننرت‬
‫العصبية الىارسية في شعر الشع ارا الىارسيين‪ ،‬نبكر منهم مهيار الديلمي البي يعتد بنسب الىارسي فيقوك‪:‬‬
‫أيــن فــِ النــا ِ أِب ا‬
‫وأجــــــــــــِ كســــــــــــرِ إيوانــــــــــــ‬
‫ــِ أجــِ‬
‫وقجســت الــدين اــن خيــر‬
‫قـد قجسـت الاجـ ِد اـن خيـر أب‬
‫نجــِ‬
‫ويـــاات االخـــر اـــن أر ارفـــ‬
‫ســــادد الاــــر ِ وديــــن‬
‫العــــر ِب‬
‫وبق ني أن نق نوك ىن الىنر َف ط ند نجح نوا ‪ -‬ىل ن ح ن يد كبي ن َر ‪ -‬فنني صنن ارعهم مننع العنننرب‪ ،‬فك نان م نن نت نائ هننبا‬
‫الصنن ارع‪ ،‬هزيمننة العننرب‪ ،‬وغلبننة الىننرف م نن الناحيننة السياسننية واإلداري نة‪ ،‬فأمنا دينين ناَ ولغويناَ فق ند انتص نر العنرب‪،‬‬
‫فالمجوسية لم تستشع مساير اإلسالم‪.‬‬
‫ ال ت ار ‪:‬‬‫يجمع المورخون عل أن العنصر التركي أك ر تأ ي اَر من العناصر افجنبية افَخر في المملكنة اإلسنالمية‬
‫العباسننية‪ ،‬فقنند ظهننر علنن مسننر السياسننة أيننام المعتصننم ال نبي اسننتقدم نننزوالَ عنند رغبنة أمن ََ المنحندر منن أصنك‬
‫تركي (مارد )‪ ،‬فكان في شباعَ ك ير من شباع هوالا افت ار ‪ ،‬كما امتل بعضاَ منن صنىاتهم كنالقو ‪ ،‬والشنجاعة‪،‬‬
‫واالعتداد بقو الجسنم‪ ،‬وان هنبه الصنىات ‪ -‬فيمنا يبندو ‪ -‬جعلنت منن افتن ار طنو وخاصنة فني الحنروب‪ ،‬وطند بكنر‬
‫الجنناحظ بعننع ه نبه الص نىات فقننناك‪« :‬ميننز سننكان الص نين الص نناعة‪ ،‬فهنننم أصننحاب الس نب والص نياغة ومنيننز آك ساسان في المل‬
‫والسياسة‪ ،‬وافت ار في الحروب‪ ....‬وليف في افرع كك تركني كمنا وصنىنا‪ .)4(»....‬فاسنتك ر‬
‫المعتصنم منن أخوالنَ افت ن ار إليجناد ننوع م نن التنوازن ف ني المجتمنع ال نبي اسنتبد بنَ الى نرف‪ ،‬ىالَ أنهنم خيب نوا أملننَ‪،‬‬
‫(‪ )1‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ضح اإلسالم ‪ 187/1‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ :‬تاريأل اإلسالم السياسي والحضاري ‪.436/3‬‬
‫(‪)3‬الجاحظ‪ ،‬الحيوان ‪.56/7‬‬
‫(‪ )4‬الجاحظ‪ ،‬رسائك الجاحظ ‪ 69/1‬وما بعدها ‪ -‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ضح اإلسالم‪.7/1 :‬‬
‫‪-20-‬‬
‫وأ ناروا البالب نك والى نتن ف ني بغ نداد بس نبب شبيع نتهم القاس نية‪ ،‬وافتقناهرم لنرو الحضنار والمدنينة الت ني تشن َربها الع نرب‬
‫بناختالشهم منع الىنرف‪ ،‬واسنتق ارهرم فني المندن والحواضنر بعند موجنة الىتنو ‪ ،‬فمنا كنان منن المعتصنم ىالَ أن عنزلهم‬
‫عنن المجتمنع العباسني‪ ،‬وبن ن لهنم مديننة ( َس نر منن أر )‪ ،‬فكنانوا عمناد جيش نَ ف ني نصنهر الم نوَزر علن النروم ف ني‬
‫عمورية(‪.)1‬‬
‫فالمعتصم بت افت ار في طصره فكان «يحنب جمنع افتن ار وشن اراهم منن أيندي منواليهم‪ ،‬فناجتمع لن مننهم‬
‫أربعة آال‪ ،‬فألبسهم أنواع الديباج‪ ،‬والمناش المب َهبة‪ ،‬والحلية المب َهبة‪ ،‬وأبانهم بال َزي عنن سنائر جننوده‪ ،...‬فك نر‬
‫جيشَ‪ ،‬وكانت افت ار توبي العوا َم بمدينة السالم بجريها الخينوك فني افسنوا ‪ ،‬ومنا ينناك الضنعىاا والصنبيان منن‬
‫َ أو صنب َي‪ ...‬فجعنك لاتن ار‬
‫صنَدمََ المن أرَ أو شني أل‬
‫َ‬
‫بلن ‪ ،‬فكنان أهنك بغنداد ربمنا ناروا بعضنهم فقتلنهو عنند‬
‫ط ش ن ائ ع‬
‫متحيز‪ ،‬وجاوهرم بالى ارغنة‪.)2( »...‬‬
‫ولكننن سنننرعان م نا أدر خش نر ه نوالا افت ن ار ال نبين آبوا أه نك بغ نداد‪ ،‬وعَب نر ع نن أس نىَ فح ند أع نوان أخي نَ‬
‫المأمون العتماده عليهم(‪...)3‬‬
‫وبعنند بلنن أخننب التننناريأل اإلسنننالمي ‪ -‬فننني هننبا العصنننر يصنننشبغ بالصنننبغة التركينننة ‪ -‬ىن صننح التعبينننر ‪ -‬فننالوا بع ند المعتص نم‬
‫اسننتخل‪ ،‬أشننناف التركنني‪ ،‬وألبسنن وشنناحين مج نوهرين وتاج ناَ مجنوه اَر‪ ،‬وف ني عه ند المتوك نك أصبحت أمور الدولة في يد افت ار‬
‫حت تجرووا عل طتل وهو في مجلس‪ ،‬ويعد طتك المتوكك أوك حاد ة اعتداا عل الخلىاا العباسيين‪ ،‬وهكبا كانت هبه الحاد ة‬
‫مصر َع الخالفن َة‪ ،‬ومجن َد افتن ار َ ‪ ،‬وطند كنان البحتنري شناه َد عينان‬
‫عل هبه الىاجع َة المروع َة فقاك طصيدتَ المشهور(‪:)4‬‬
‫وا ِ ‪.‬‬
‫ِـــ ِر إ ِ ِريـــ ِ ِســـ ِرج‬
‫ش ال ق‬
‫ولـــم أِِنـــ ِ ِو ِحـــ ِ‬
‫ِــــــــــــ ِر ِت أِرــــــــــــالا وجــــــــــــ ِرِ‬
‫ِِ‬
‫وا ِ‬
‫ســـــــــتِا ِئ‬
‫ِــــــي ِ فيــــــ جال ىرحيــــــ ِِ فِ هت ِكــــــ ِت‬
‫ِ‪ِِ.‬ـــــــــى ِ‪ِ .‬جـــــــــِ أِ ِ‬
‫ســـــــــتِار و ِ‬
‫رِ‬
‫ب نك يخ َين ك ىل ني أن طص نيدتَ المش نهور ف ني وص ن‪ ،‬اإلي نوان‪ ،‬ل نم تك نن ىالَ ر نا َا للى نرف وعص نهرم المجي ند‪،‬‬
‫‪ ،‬في ىيوان كسر ويبكي هنبا القصنر ال َم نين‪ ،‬ىنمنا يبكني عصن اَر مضن ‪ ،‬وعهنداَ انقضن ‪،‬‬
‫ف ا ل ش ا ع ر ع ند م ا ي ق َ‬
‫ويتب َم ر من‬
‫ جهة أَخر ‪ -‬من افت ار ومن وحشيتهم وهمجيتهم واسمع ىليَ يقوك(‪:)5‬‬‫وتِرفى ِعــــــت ‪.‬ـــــــن ِجــــــ ِدا كـــــــِ ِجـــــــ ِج ِ‬
‫ـــــر ا ِلتااســــا ِا ِنــــ لِتِ ِع ِســــِ ِو‬
‫ِــــ ِنت ِن ِا ِســــِ ِ‪ .‬ىاــــا يــــ ِدن ِن ِا ِســــِ‬
‫ســــــ ِكت ِحــــــي ِن ِز ِ‪ِ .‬ز ِ‪.‬نــــــِ ال ىد ِقــــــــ‬
‫وتِ ِاا ِ‬
‫ِ‬
‫ن ِك ســــِ‬
‫ال ِقــــــــ ِوا اــــــــ الِ ِخــــــــ الِ ِخــــــــ‬
‫ِــــــــ ِج ِ ِا ِحاـــــــــو‬
‫وكــــــــأِ ىن الىزاــــــــا ِن أِ ِ‬
‫ـــــت إلــــى «أجــــيِ الاــــدائ ِن» ِ‪.‬ــــ ِن ِ‬
‫يـــــــر ِت ِر ِحِِـــــــِ الهاـــــــوم فِو ىج ِهــــــــ‬
‫ِح ِ‬
‫(‪ )1‬ابن اف ير‪ ،‬الكامك في التاريأل ‪ - 180/6‬السيوشي‪ ،‬تاريأل الخلىاا ص‪.284‬‬
‫(‪ )2‬المسعودي‪،‬مروج البهب ‪.97/4‬‬
‫(‪ )3‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ :‬تاريأل اإلسالم ‪.17/3‬‬
‫أرس نَ أو سننقوشَ‬
‫كلمننا‬
‫(‪ )4‬البحتري‪ ،‬ديوانَ ‪.1046/2‬‬
‫(‪ )5‬البحتننري‪ ،‬ديوانننَ ‪ - 1152/2‬الجنندا‪ :‬العشنناا ‪ -‬الجننبف‪ :‬الجبننان واللئننيم ‪ -‬النننكف‪ :‬انقننالب الرج نك علنن‬
‫نهع ‪ -‬حضرت‪ :‬نزلت وش أرت ‪ -‬العنف‪ :‬الناطة القوية ‪ -‬الجرماز‪ :‬اسم بنناا كنان عنند أبنيع المندائن نم عىنا أ هنر ‪ -‬افََننف‪:‬‬
‫يجوز فيها كسر الهمز بمعن الخلو من السكان‪ ،‬ويجوز الضم بمعن الوحشة‪.‬‬
‫‪-21-‬‬
‫فكــــأ ىن «الجراــــاز» اــــن ِ‪.‬ــــ ِدم النـــــ‬
‫ــــــــــــ ِ وأخال لـــــــــــ ِج ِن ىيـــــــــــ‬
‫ِ‪ِ ِِ.‬اــــــــــ ِت أِ ىن‬
‫الِى ِيــــــــــالِ‬
‫ة ِرِاـــــــــــ ِ‬
‫ِأتِ ِاـــ‬
‫ج ِعِِــــــ ِت ِفيــــــ ِ ِ ا‬
‫ِ‬
‫ـــا ِج ِعــــــ ِد ‪.‬ــــــ ِر ِ‬
‫لـــــــــو تــــــــــ ار‬
‫ىنَ ليف وصىاَ فحسب‪ ،‬ىنَ بكا َا عل أشالك عهد الىرف البي درف‪ ،‬و َج َزعَ من عهد جديد صبغََ افتن ار‬
‫بلون الدم والسى والقتك‪ ،‬حيس المصير مجهوك وال َدولةَ اإلسالمية عل حافة الهاوية‪.‬‬
‫وكان شبيعياَ أن يزداد نىوب افت ار بقتلهم المتوكك‪ ،‬وتنصيبهم المنتصنر النبي لنم يكنن لنَ أينةَ طند َر علن الوطنو‪،‬‬
‫ف ني وج نََ العنص نر الترك ني‪ ،‬ال نبي ع ني َن بع نده المس نتعين فبايع نَ س نائر الن ناف‪ ،‬ولك نن مسلس نك الغ ندر الترك ني أو السننيشر‬
‫ب ىلن بغنداد مختبئناَ منن أيندي الغندر‪ ،‬ىالَ أنهنا وصنلت ىلينَ‪ .‬فكاننت‬
‫التركية استمَر حت وصك ىل المسنتعين النبي هنر َ‬
‫هبه خشو أخر فني سنبيك سنياد افتن ار ‪ .‬وطند أك نر الشنع ارا ‪ -‬فني بلن العصنر ‪ -‬منن وصن‪ ،‬منا أصناب النبالد منن‬
‫سننوا الحنناك وتحكننم افتنن ار بالخلىنناا‪ ،‬فهننبا عبنند اهلل بننن المعتننز يشنناهد بعننع افحننداس النندائر علنن مسننر السننيشر‬
‫التركية‪ ،‬فيقوك في أرجوزتَ التاريخية المشهور(‪:)1‬‬
‫ِوكــــــــ ىِ يــــــــوم ِاِِــــــــ ِا ِقتــــــــوِ‬
‫أِو خــــــــــائف‬
‫اــــــــــ ِرىو ِليــــــــــِ‬
‫ِـــــ ِد كياــــا ِي ِغ ِنـــــى‬
‫أِ ِو ِخــــالِ لِ ِع ق‬
‫ِوِا ِ أِ ِوفِـــــــى‬
‫لِـــــــ ىرِدِ ِوأِ ِد ِنــــــ‬
‫ِوكــــ ِم أِا ِيــــر ِكــــا ِن أِر ِ ِجــــيش‬
‫ـى‬
‫ِِيـــ‬
‫قِـــ ِد ِن ىغِـــوا ِ ‪.‬‬
‫كـــ ىِ ِ‪.‬ـــي ِ‬
‫ش‬
‫وشعر الناف سوا الحالة العامة من سلشة افت ار ‪ ،‬وحاولوا التخلص من سلشانهم‪ ،‬وطويت هبه الىكنر عنند‬
‫الخليىة المهتدي‪ ،‬فظن أنَ يستشيع القضاا عل سلشة افت ار ‪ ،‬ولكنَ لم ينجح‪ ،‬فدبر افت ار منوامر فقتلنهو‪ ،‬فننَ‬
‫لم يعجبهم في نزعتَ‪ ،‬وتول بعد المهتدي المعتمد البي كان مسلوب السلشان‪ ،‬وطاك في بل أبيات المشهور(‪:)2‬‬
‫ألــي اــن العجائــب أ ىن ِا ِِــِ‬
‫وتِوكـــِ جاســـا الـــدنيا جايعـــا‬
‫إليــــــ تحاــــــِ الاــــــواِ رــــــ ىار‬
‫يــــرِ اــــا ِقــــ ىِ ااتنعــــا ‪ِ.‬يــــ‬
‫واــا اــن ا شــِ فــِ‬
‫يديــ‬
‫ويانـــ جعـــِ اـــا‬
‫ي ِج ِجـــى إليـــ‬
‫حاوك المعتضد ىصال َ ما َانآد في عهد أبيَ «‪...‬فقام المعتضد في ىصال المتشعب من مملكتَ والعدك فني‬
‫رعيتنَ حتن مننات‪ .)3(»...‬وطند ك ننرت الى نتن وافحننداس ف ني أيامننَ نتيجننة الىسنناد ال نبي كننان طبلنَ‪ ،‬فاسننتىحلت فني عهننده‬
‫الىننتن‪ ،‬وعظ نم أمهر نا‪ ،‬فع نادت الخالفننة ىل ن ضننعىها افوك وع ناد افت ن ار ىل ن ط نوتهم‪ ،‬وط ند تب ن َدت ه نبه الق نو ف ني عه ند‬
‫المقتدر البي لم يكن يعر‪ ،‬منن أمنور الندنيا(‪ )4‬شنيئاَ «ىن عهند هنبا الخليىنة النتعف طند هنو بالدولنة ىلن الحضنيع‪ ،‬فق ند‬
‫ضنناعت ممتلكاتهننا‪ ...‬وفني بغننداد نىسننها صننار الخليىنة المقت ندر النبي كننان آلنة فني أي ندي رجناك ال نبالش المىسنندين‬
‫بوي افشم ناع تح نت رحم نةحَارس نَ م نن افجان نب ال نبين أص نبحوا ي نأتمرون ‪ -‬ىلنن حنند كبيننر ‪ -‬ب نأوامر القننواد افت ن ار‬
‫(‪ )1‬ابن المعتز‪ ،‬أبو العباف عبد اهلل‪ :‬ديوانَ ‪.400/1‬‬
‫(‪ )2‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪.25/1‬‬
‫‪-22-‬‬
‫(‪ )3‬ابن الشقشقي‪ :‬الىخري في اآلداب السلشانية ص ‪.256‬‬
‫(‪ )4‬المصدر الساب ‪ ،‬ص‪.260‬‬
‫‪-23-‬‬
‫وغيهرم‪ .)1(»...‬فدولة المقتدر دولة ضعيىة لتدخك النساا في المل ‪ ،‬ولم تكن خالفة القاهر خين اَر منن خالفنة المقتندر‬
‫البي خلعََ افت ار (‪ )2‬سنة‬
‫(‪322‬هن)‪ .‬ول نم يسنننلم المجتمنننع العباسننني منننن أ نننر العنصن نر التركنني افن ن نوي‪ ،‬ىب ازداد عنندد الجن نواري التركينننات االلتننني‬
‫امتات به َن طصور الخلىاا وافم ارا‪ ،‬ورجاك الدوك‪ ،‬افمر البي أ َد ىل تر بصماتهن واضحة في فنون الحيا‬
‫المختلىة‪.‬‬
‫وخالصة القوك‪ :‬ىَن افت ار لونوا الحيا االجتماعية بألوان مختلىة‪ ،‬كان لها أ ر كبينر فني حينا العباسنيين‪،‬‬
‫وخاصنننة فننني القنننرن ال اربنننع الهجنننري‪ ،‬فانشبعننت الحينننا االجتماعينننة بشنننابع جدينند‪ ،‬تشننور ليصننبح الصننور الممينننز‬
‫ب والقتناك‪ ،‬واسنتشاعوا أن يىرضنوا تنأ يهرم علن مختلن‪ ،‬جواننب الحينا‬
‫للعصر‪ ،‬بل أَن افتن ار طنوم امتهننوا الحنر َ‬
‫العامة في الدولة‪.‬‬
‫ الرقيا والزن‪:.‬‬‫ىن اضش ارب الحيا السياسية‪ ،‬وتشور الحيا االجتماعية أ َد ىل ظهور شبقة متحضر مترفة ممعنة في‬
‫افخننب بأسن نباب الحضنننار والتنننر‪ ،،‬فقن ند أخننبت أمننواك الخالفنننة العباسن نية المت ارمينننة افشنن ار‪ ،‬تتنندف علننن العن ن ار ‪،‬‬
‫وبخاصننة بغننداد‪ ،‬حيننس اسننتقرت عاصننمة الخالفننة العباسننية‪ ،‬وأخننب مسننتو الحيننا االطتصننادية يرتىننع‪ ،‬ويرتىننع معننَ مستو الحيا‬
‫االجتماعية‪ ،‬وساعد بلن علن انتشنار العناصنر افجنبينة فني المجتمنع الجديند‪ ،‬وبخاصنة العناصنر الىارسنية‪ ،‬فقند أخ نبت ه نبه‬
‫العناصنر تَ َغَي نر منن شبيع نة الحي نا االجتماعينة‪ .‬فكنان انتش نار الرطين بأشنكالَ المختلى نة العامك الحاسنم فني ىغن ار‬
‫الحينا االجتماعينة‪ ،‬وخاصنة(‪ )3‬انتشنار الجنواري افجنبينات اللنواتي اسنتقدمن منن مصنر‬
‫وجنننوب الجزيننر العربيننة(‪ ،)4‬وشننماك ىفريقيننة‪ ،‬حيننس كانننت هننبه المننناش أكبننر أسننوا الرطينن ‪ .‬فقنند ك ننر عنندد هننوالا الجواري‪،‬‬
‫وامتات طصور الخلىاا بأعداد ضخمة منهن كانت تعمنك ‪ -‬بمنا أتنيح لهنا منن حضنار (‪ )5‬وحرينة وتحلنك ‪ -‬عل ىشاعة الىتنة‬
‫واإلغ ارا في نىوف ال َشنباب‪ ،‬وسناعد علن بلن منا عرفنَ هنبا المجتمنع منن دوَر للهنو عرفنت باسم (بيوت القيان)‪،‬‬
‫وهي بيوت لتجار الجواري‪ ،‬ولكن هبه التجار لم تكنن تقتصنر علن شن ارا هنوالا الجنواري نم‬
‫بيعهن‪ ،‬ىنما كانت تتعد بل ىلن تندريبهن علن الغنناا والموسنيق وطنوك الشنعر ومعاب نة الرجناك‪ .‬ولنم يقن‪ ،‬أمن َر‬
‫هنبه البينوت عنند هنبا الحن َد وانمنا تعن َداه ىلن شنيا آخنر أشن َ َد خشن اَر وهنو ىتاحنة الىرصنة للشنبوب واالنحن ار‪ ،،‬ولعنك‬
‫أروع ما وص‪ ،‬بَ هبه البيوت ما كتبَ الجاحظ في رسالتَ التي س َماها «رسالة القيان»‪ ،‬وفيها يص‪ ،‬هبه البيوت‬
‫وما كان يدور فيها من ألوان اللهو والعبس والخالعة والمجون‪ ،‬ويصور حيا الجواري تصوي اَر دطيقاَ‪.‬‬
‫ومع هوالا الغلماا والجواري تغَينرت المبناد ا والتقاليند فناختلش الحابنك بالنابنك‪ ،‬حينس أخنبت الجنواري‪ ،‬تقلند‬
‫الغلمان في أزيائهم وتصرفاتهم‪ ،‬وفي الجانب اآلخر أخب الغلمان يقلدون الجواري في أزيائهن وتصرفاتهن‪.‬‬
‫ول نم ينظ نر الخلى ناا العباس نيون ىل ن افرط ناا نظ نر امته نان وازد ارا ب ندليك أن ك ي ن اَر م ننهم ك نانوا أبن ناا أمه نات‬
‫اس نتقدمن م نع افرط ناا‪ .‬ب نك ىن بع نع الخلى ناا وكب نار رج ناك الدول نة ك نانوا يىض نلون اإلم ناا م نن غي نر الع نرب عل ن‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Muir: Wiliam, Temple: the caliphat. p.p - 6-7-8.‬‬
‫(‪ )2‬ابن الشقشقي‪ :‬الىخري في اآلداب السلشانية ص‪.276‬‬
‫(‪ )3‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪.136/1‬‬
‫(‪ )4‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية ‪ 298/1‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )5‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ :‬تاريأل اإلسالم ‪ 424/3‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-24-‬‬
‫العربيات الح ارئر‪ ،‬وبل فن الجما َك متوفر في ك ير من نساا هنبه افمنم‪ ،‬وهنبا الجمناك لنم يىنتن الخلىناا وافمن ارا‬
‫فحسب‪ ،‬بك لىت أيضاَ انتباه العديد من شعارا هبا العصر‪ ،‬فقد َمل ا أدب هنبا العصنر بوصن‪ ،‬القينان والجنواري‬
‫البيع والسود والغلمان‪ ،‬حت ال نكاد نجند شناع اَر ىالَ ولنَ شنعر فني هنبا البناب‪ .‬فقينك الك ينر فني وصن‪ ،‬الجنواري‬
‫البيع ‪ -‬وكان هبا شيئاَ مألوفاَ ‪ -‬وسموا النساا البيع الحسان الحمر‪ ،‬وطاك أحدهم‪:‬‬
‫ِقجــــان ‪ِ.‬يهــــا ح ِاــــ ِرة فــــِ جيايــــها‬
‫يــروا جهــا العينــيند والحســن أِ ِح ِاـــر‬
‫وطاك السالمي الشاعر وهو من المعاصرين للخالديين‪:‬‬
‫ب انيــــــة جييــــــا تِــــــحجنِ‬
‫يــــــا ر ى‬
‫أشـــــتاا ررتهـــــا أم ِـــــد ها واعـــــِ‬
‫اــــن العتــــاب كاوســــا لــــي‬
‫تنســــا‬
‫اــــــن كِهــــــا رــــــرر ســــــود‬
‫وأِــــــدا‬
‫ولنيف غريبناَ علن شناعرنا أبنو ع منان الخالندي أن يسنير علن سننن افطندمين ويننه نهجهنم‪ ،‬وفني ىحند‬
‫المغنيات يقوك(‪:)1‬‬
‫شـــــــــ ِغف» ِجـــــــــ ِي ِن‬
‫«ِ‬
‫أِىنـــــــــة ونحيـــــــــ ِب‬
‫النــــــــــــــدااى لرافــــــــــــــة‬
‫كالرجيــــــــــــــ ِب‬
‫ِـــــــا ِها اهلل‬
‫ِ‬
‫ســـــــوا ِد القِـــــــو ِب‬
‫اـــــــن ِ‬
‫تركتنـــــــــــــــا جريجهـــــــــــــــا إ تِ ِغ ىنـــــــــــــــت‬
‫رجـــــــــة جال ِغ ِنـــــــــا فهـــــــــِ لســـــــــقاِم‬
‫أِلاتِهـــــــــــا القِـــــــــــوب لِ ىاـــــــــــا ِأرتِ ِهـــــــــــا‬
‫ار‪ ،‬وم ندبر مالنَ‪ ،‬وناط ند شنعهر‬
‫ويص ن‪ ،‬أيض ناَ غالم ناَ ملن طلب نَ لجمال نَ وفشنت نَ‪ ،‬فه نو معشنوطَ‪ ،‬وخ نازن د ه‬
‫ومصحح عيوبَ(‪:)2‬‬
‫اــــــــــا قــــــــــو ‪.‬جــــــــــد لكنــــــــــ ولــــــــــد‬
‫خ ىولنيـــــــــــــ الا ِهــــــــــــــ ِيان‬
‫الِــــــــــــــاد فهـــــــــو‬
‫يـــــــــدِ والـــــــــ ار‬
‫والعيـــــــــد‬
‫ِـــــــــــغير ســـــــــــن كجيـــــــــــر اناعـــــــــــة‬
‫تاـــــــــازف اليـــــــــعف فيـــــــــ‬
‫شـــــــــــ ىد أزرِ جحســـــــــــن ِـــــــــــحجت‬
‫وِ‬
‫والجِِـــــــــد‬
‫فا ِـــــــــــــــ‬
‫ِـــــــــــــــراى و‬
‫ي ِ‬
‫يعتِ ِاـــــــــــــــد‬
‫شـــــــــــدا فِق ِاـــــــــــرِ‬
‫جانـــــــــــة ِـــــــــــ ِرد‬
‫اجتاــــــــــــــــــ فيــــــــــــــــــ و‬
‫انـــــــــــ‬
‫ا ِناِــــــــــــــــــ ِر د‬
‫حـــــــــــدي كأنـــــــــــ ال ى‬
‫شـــــــــــهد‬
‫‪ِ.‬ـــــــــــى ـــــــــــال م ســـــــــــوا‬
‫أ‪.‬تاـــــــــــد‬
‫فــــــِ ســــــن جــــــدر الــــــدجى ورِعتــــــ‬
‫و ِـــــــــــــن جـــــــــــــان إ ا ِجـــــــــــــ ِداد وا ا‬
‫أِنســـــــــِ ولهـــــــــوِ وكـــــــــِ‬
‫اـــــــــأِرجتِ‬
‫اســـــــاارِ إن دجـــــــا‬
‫الاـــــــالم فِـــــــِ وحـــــــــافا‬
‫الـــــــــدار إن ركجـــــــــت فاـــــــــا‬
‫وهنبه افبي نات مننن طصننيد م شول نة‪ ،‬غنندت كمننا يقننوك أحمنند أمننين « مننن أشننهر طصننائد بلنن العصننر ف ني‬
‫التغزك بالغلمان‪ ،‬وم ضرب الم ك في هبا الباب‪.)3(»...‬‬
‫ويبدو أن شعارا هبا القرن لم يكتىوا بالتغزك بغلمان الىرف والنصار ‪ ،‬وانما ن ارهم طد أضافوا ىليهم الغلمنان‬
‫افت ار ‪ ،‬فعز الدولة البويهي(‪ )1‬كان يعش غالماَ تركَياَ‪ ،‬وهبا بالشبع ليف غريباَ عل شع ارا هبا القرن وطادتنَ ىن‬
‫‪-25-‬‬
‫عشقوا الغلمان افت ار وتغنوا بجمالهم‪.‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪:‬ص‪.109‬‬
‫(‪)2‬الديوان‪.120 :‬‬
‫(‪ )3‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪.132/1‬‬
‫‪-26-‬‬
‫اشننتر مننع عنصننر الرطينن عنصننر آخننر كننان لننَ حضننوهر فنني المجتمننع العباسنني‪ ،‬وهنو عنصننر الننزن الننبي‬
‫خشر في عصر ساب للقرن ال اربع الهجري تم ك في ور الزن المشهور سنة (‪255‬هن)(‪ ،)2‬والتي اسنتنىدت ك ي اَر من‬
‫ظهر ه‬
‫شاطات الدولة العباسية في حروبها معهم‪ ،‬وما كان لها من نتائ خشير عل الحيا االجتماعية في هبا العصننر‪ ،‬وبقنني هننوالا‬
‫الزن نوج يعملننون ‪ -‬كعبينند فنني خدمننة الخلىنناا والقنناد والكبنن ارا‪ ،‬ويسننخرون العمنناك الز ارعيننة وح ارسة الدور والم ازرع وطد عر‪،‬‬
‫عنهم طو أبدانهم‪ ،‬وضع‪ ،‬همتهم بالعمنك(‪ ،)3‬وضني آفناطهم‪ ،‬وك نر كالمهنم منع‬
‫ب ارعة في القتاك خاصة في ىشال السهام‪ ...‬أما‬
‫مركنز سنكنهم فكنان بنالقرب منن البصنر‪ ...‬وطند لحقهنم منن الظلنم الك ينر‪ ،‬ىب بقينت النظنر نظنر ازد ارا‬
‫واحتقار‪ ،‬افمر البي ولد لديهم حقداَ كبي اَر تجاه أصحاب البشر البيضاا البين لم يستشيعوا معناملتهم كأننداَد لهنم‪،‬‬
‫وكجن َ‬
‫ف لَ ما لاجناف افَخر من حقو‬
‫(‪.)4‬‬
‫ العرب‪:‬‬‫لم يقع شغيان النىوب الىارسي والتركي عل أ ر العنصر العربني فني المجتمنع العباسني ولنم يىقند العنصنر‬
‫العربي ك ي اَر من امتيا ازتَ النتشار القبائك العربينة فني مختلن‪ ،‬أرجناا الدولنة فضنالَ عنن القبائنك التني بندأت تهناجر‬
‫لنشرم‬
‫ىلنن العنن ار فنني القننرن ال ارب نع الهجنري‪ ،‬وم نن ه نوالا فري ن م نن الب ندو ال نبين ترك نوا أ ن اَر س نيئاَ ف ني الحي نا االجتماعينة ه‬
‫االضش اربات واالعتداا عل المدن والقر ونهبها ىل جاننب تمسنكهم بنرو العصنبية القبلينة بكنك منا فيهنا‬
‫من المساو ا في هبا الوطت‪.‬‬
‫كان العرب المتحضرون أم اك بني حمدان(‪ )5‬في الموصك (‪394-317‬هن) وحلب‪ ،‬فكانوا عنص اَر شيباَ من‬
‫عناصنر االس نتق ارر االجتمناعي ف ني الدولنة‪ ،‬وانتعاشناَ للنرو العربينة التني كناد تهزن فني غمنر الصن ارع الندائر ف ني‬
‫عاصمة الخالفة‪.‬‬
‫وس نواا أَك نان الع نرب ب ندواَ أم متحض نرين ‪ -‬ف نإن ت نأ يهرم ك نان طوي ناَ ف ني المجتم نع العباس ني ‪ -‬بوط نوفهم موطى ناَ عدائياَ‬
‫من الزندطة‪ ،‬ومحافظتهم علن التقاليند(‪ )6‬العربينة اإلسنالمية‪ ،‬وكنان لوطنو‪ ،‬المن أر موطن‪ ،‬مشنر‪ ،‬بالمحافظنة‬
‫عل كيانها وشرفها‪ ،‬وعدم االنقياد و ارا الشنهوات كنالجواري الىارسنيات والتركينات‪ ،‬وهنبا الموطن‪ ،‬العربني أ َد ىلن‬
‫الحد من تيار الىساد والتدهور االجتماعي في هبا العصر‪.‬‬
‫ الروائف الدينية‪:‬‬‫وهي ك ير نبكر منهنا ال مسنل مين وأهنك البمنة والمجنوف وغينهرم‪ ...‬ولكنن بمنا أن الدولنة العباسنية دولنة‬
‫ىسالمية‪ ،‬وغاية الىتو كان نشر اإلسالم وتعاليمَ فإن العددية‪ ،‬والسياد االجتماعية كانت للمسلمين‪ ،‬وعلن‬
‫هبا افساف كانت آداب اإلسالم وم لَ وتق اليده هي المهيمنة عل المجتمع العباسي بوجَ عام‪ ،‬ولن أخوع‬
‫(‪ )1‬ىسماعيك‪ ،‬د‪ .‬عز الدين‪ :‬في افدب العباسي ص‪.397‬‬
‫(‪ )2‬المسعودي‪ ،‬مروج البهب ‪ - 208/4‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ :‬تاريأل اإلسالم ‪.216/3‬‬
‫(‪ )3‬الدوري‪ ،‬عبد العزيز‪ :‬د ارسات في العصور العباسية المتأخر ص‪.21‬‬
‫(‪ )4‬ضي‪ ،،‬د‪ .‬شوطي‪ :‬العصر العباسي ال اني ص‪.104-91‬‬
‫(‪ )5‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪.59-57/1‬‬
‫(‪ )6‬ضي‪ ،،‬د‪ .‬شوطي‪ :‬العصر العباسي ال اني ص‪.99-97‬‬
‫‪-27-‬‬
‫في الخالفات المبهبية بين المسلمين البين انقسموا ىل شيعة وسنة‪ ،‬وطد ظهرت بعع الخالفنات بنين أتبناع‬
‫المبهبين‪ ،‬كانت تصك ىل ح َد الىتن في بعع افحيان‪ ،‬ىالَ أن أولي افمر كانوا يسارعون ىل ىخمادها(‪.)1‬‬
‫ الروم‪:‬‬‫وهنو عنصننر كننان لننَ أ ننر كبيننر فنني الحيننا االجتماعيننة فنني هننبا العصننر‪ ،‬فننالعرب سننموا المملكننة البيزنشيننة‬
‫(بالد الروم)‪ ،‬ومن م أشلقوا عل البحر افبيع المتوسش بحر الروم‪ ،‬ومنب فتح الشنام ومصنر ‪ -‬فني عهند عمنر بننن الخشنناب‬
‫ والحنروب طائمنة ب نين المسنلمين والنروم‪ ،‬وط ند اسنتم َرت هنبه الحننروب ىلنن العصننر العباسنني‪ ،‬حيننس معركنة عموري نة‬‫المشنهور ف ني عه ند المعتصنم‪ ،‬واش نتد الخنال‪ ،‬ب نين ال نروم والحمندانين‪ ،‬وخاص نةَ أينام س ني‪ ،‬الدول نة‬
‫الحمداني‪ ،‬ولكن السواك البي يشر نىس‪ ،‬ما مد تأ ير هبا العنصر في الجانب االجتماعي في هبا العصر؟‬
‫يمكنننا القنوك ىن هنبا التنأ ير انتقنك مننن خننالك أسننر الحننروب‪ ،‬واسننترطا العدينند منننهم‪ ،‬فىنني وطعننة عموريننة‬
‫«أخ ن نب السن ني‪ ،‬الن نروم‪ ،‬وأطب ن نك النن ناف بافس ن نر وال َس ن نب َي من نن كن نك وجن نَ‪ ،‬ف ن نأمر المعتصن نم أن يعن نزك ع ن ننهم أه ن نك‬
‫الشر‪.)2(»...،‬‬
‫و مننة حننرب طامننت بننين الننروم والمسننلمين فنني صننقلية سنننة (‪353‬ه ن)‪ ،‬وك نان النص نر حليى ناَ للع نرب‪ .‬وك نبل س ننة‬
‫(‪339‬هن ن ن) اسنن نتشاع سنن ني‪ ،‬الدول ن نة ب ن نن حمنن ندان دخنن نوك ب ن نالد النن نروم «فغ ن ن از وأَو َغن نك فيه ن نا‪ ،‬وف ن نتح حص ن نوناَ ك ي ن نر وس ن نب‬
‫وغنم‪.)3(»...‬‬
‫ىن هبه الحروب أسهمت في ى ارا المجتمع العباسي بظواهر جديد ومتعدد ‪.‬‬
‫ فئات أخرِ‪:‬‬‫لهننود والى ارغنننة لنم يكننن لنهنم التننأ ير ال نبي ي نبكر(‪ ،)4‬وان شنكلوا منع‬
‫ظهننرت فئننات ك يننر كننافك ارد والمغاربننة وا ن‬
‫الشبقات السابقة خليشاَ عجيباَ كان أطرب ىل التىك منَ ىل التجانف واالنسجام‪.‬‬
‫ اااقر العاران ‪:‬‬‫أَ َدت حينا التنر‪ ،‬والرخناا التني كنان يعيشنها افمن ارا‪ ،‬والنوز ارا ىلن نهضنة عم ارنينة كبينر‪ ،‬شنهدها القنرن ال اربنع‬
‫الهجننري‪ ،‬فقنند تسنناب افمنن ارا والكب ن ارا َبَل نََ الخلى ناا ىل ن بن ناا القص نور الىاهر نة وال ندور الواس نعة‪ ،‬وافتَنَ نوا ف ني ت نزيين ه نبه‬
‫القصور‪ ،‬فكانوا يسنتجلبون لهنا الَ َرخنام منن الدولنة البيزنشينة‪ ،‬ىضنافةَ ىلن تشنييدها بناآلجر‪ ،‬وزخرفتهنا بلوحنات الىسيىسناا‬
‫ت ه نبه القص نور بالتما ين نك‪ ،‬والسن نتور المزركشننة بلوح نات الشننرد‬
‫ص نع َ‬
‫النىيس نة الت ني كان نت آي نا َت م نن آي نات الجم ناك‪ ،‬ور َ‬
‫والصَيد‪ ،‬ىضافةَ ىل الكتابات الىنية بماا البهب والىضة‪ ،‬وَب نت فني حج ارتهنا الز اربن َي واآل ارئن الموشنا والمشنَرز بنأبه‬
‫الرس نوم‪ .‬ول نم يقتصننر افمننر عل ن القصننور باتهننا‪ ،‬بننك ارح نوا يحيشونهننا بالحنندائ التنني اس نتجلبت لهننا افهز نار مننن ك نك‬
‫صن‪ ،‬ولون‪ ،‬والبساتين الواسعة التيغرست فيها افشجار الم مر بضروبها المختلىة‪ .‬وأخبت افشينار تصند بالغنناا‬
‫الع نبب بن نين جنب نات ه نبه الح ندائ والبس ناتين‪ ،‬وأَن َش نَئت البَ نر والى نوا ارت وال ندواليب ف ني ه نبه البس ناتين‪ ،‬ف نانبر الش نع ارا‬
‫(‪ )1‬نبكر عل سبيك الم اك الىتنة التي جرت في بغداد سنة (‪349‬هن) وبهب ضحيتها خل كبير من كال الجنانبين‪ ،‬وانظنر تىصنيالَ‬
‫عن بل أشروحة للدكتور عبد اللشي‪ ،‬عم ارن عنوانها (شعر الشري‪ ،‬الرضي ومنشلقاتَ الىكرية) ص‪.58‬‬
‫(‪ )2‬ابن اف ير‪ ،‬الكامك ‪.44/6‬‬
‫(‪ )3‬ابن اف ير‪ ،‬الكامك‪.252/7 :‬‬
‫(‪ )4‬عودات‪ ،‬أحمد‪ :‬السري الرفاا حياتَ وشعهر ص‪.40‬‬
‫‪-28-‬‬
‫يصننىون هننبه القصننور‪ ،‬ويتسننابقون ف ني ابتننداع المعنناني والص نور‪ ،‬وم نن َيش نالع دواوي نن الص ننوبري‪ ،‬والس نري الرف ناا(‪ - )1‬علن‬
‫سننبيك الم نناك ‪ -‬يجندها حافلنة بوصن‪ ،‬هنبه القصنور‪ ،‬ولكنننا سننم ك لهنا بأبينات للخالنديين فني وصن‪ ،‬دا َر ابتناهنا‬
‫سي‪ ،‬الدولة الحمداني في حلب وتأن َ في بنائها‪ ،‬يقوك فيها أبو بكر الخالدي(‪:)2‬‬
‫ِــــــ ِدت دار «الايــــــر» كاــــــا روينــــــا‬
‫ِِِــــــــــ ِت جــــــــــ ِد ارنها حتــــــــــى لق ِِنــــــــــا‬
‫‪.‬‬
‫ِــــ ِحن‬
‫و ِجــــا ِِ الرــــرف فــــِ ايــــدان ِ‬
‫تــــــــــرِ فيــــــــــ حــــــــــدائا نايــــــــــ ارت‬
‫وتســـــــتد‪ ِ.‬الغجـــــــوا جـــــــال لســـــــا ِن‬
‫ِـــــج جغيـــــر رـــــرف‬
‫تشـــــير إلـــــى ال ى‬
‫كـــــــــأ ىن تِاِـــــــــتا ِ الخشـــــــــخاش فيـــــــــ‬
‫ســـــــــــــــوالف انيـــــــــــــــات فاتنـــــــــــــــات‬
‫وِــــــج شـــــــقائا النعاـــــــان تحكـــــــِ‬
‫وأحيانـــــــــــــــا تشـــــــــــــــجهها‬
‫خـــــــــــــــدودا ‪ِ.‬ــــــــــى‬
‫أِىنــــــــــا ســــــــــننعت ا وقــــــــــ ا‬
‫ولاــــــــــا ِا ِزِلتِهــــــــــا الــــــــــري ِخ ِِ ِنــــــــــا‬
‫ِـــــــــ ِد ِت اريـــــــــاتهم جييـــــــــا وح ِاـــــــــ ار‬
‫ســـــ ِن الجنـــــا ِن‬
‫اـــــن الخجـــــار ‪.‬ـــــن ح ِ‬
‫سيقِـــــــر ‪.‬ـــــــن اـــــــداقا الارقـــــــدا ِن‬
‫يـــــــــــ راد ال ى‬
‫ف دون اــــــــــــدا وا ِن‬
‫رــــــــــــر ِ‬
‫ِ‬
‫تشــــــــــــــجههن أقــــــــــــــداح الغــــــــــــــوانِ‬
‫‪ِ.‬ــــــــى أو ارقــــــــ الخيــــــــر الِــــــــ ِدا ِن‬
‫‪ِ.‬ــــــت قاــــــس الاريــــــد الخســــــروانِ‬
‫يواقيتـــــــــا نااـــــــــن ‪ِ.‬ـــــــــى‬
‫اقتـــــــــ ار ِن كســــــــتها الــــــــ ار‬
‫ح ِــــــــ ِو ِب ال ِرجــــــــ ِوا ِن‬
‫جنســـــــــــــــــجته ىن اـــــــــــــــــا يتغ‬
‫يـــــــــــــــــ ار ِن‬
‫شـــــــــ ِِ ِو ِ‬
‫جهـــــــــا ج ي ِ‬
‫ِ ـِــــــــى يتقـــــــــاتال ِن‬
‫ت ِايِهــــــــــــــا الاــــــــــــــوار‬
‫لِر ِعــــــــــــــا ِن‬
‫وم نن مظنناهر العمنن ارن افخننر فنني بلنن العصننر انتشننار افديننر علنن نشننا واسننع فنني مختلنن‪ ،‬أرج ناا الدول نة‬
‫س كانت هبه افدير تقام ‪ -‬في أك ر افحيان ‪ -‬عل مساحات شاسعة‪ ،‬وتَلحن بهنا البسناتين والحندائ ‪،‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬حي َ‬
‫ىضنافةَ ىلن بنناا هنبه افدينر وطالليهنا علن شَنرَز معمارينَة بديعنَة كاننت تسنتهوي النناف فيك نرون منن زينار هنبه افدينر‬
‫لالستمتاع بجماك رياضها ونقاا هوائها‪ .‬ومن أشهر هبه افدير «دير الكلب»‪ ،‬ووصىَ الخالدي «بنأ َن لنَ خاصنَيتَ‬
‫فني بنرا عضنة الكلنب‪ ،‬ولنَ عيند فني وطنت منن ال َسنن َة‪ ،)3( »...‬ودينر الزعىن ارن‪ ،‬ودينر العننبار ‪ ،‬ودينر الشننياشين‪ ،‬ودينر‬
‫سننعيد وغيهرا من افدير المنتشر في الموصك وبغداد‪ .‬وكان الشع ارا أك ر رَواد هبه افدير بل أنهنا ‪ -‬ىلن جاننب منا بكرنناه‬
‫ب الخم نر‬
‫مننن ب نديع بنائهننا‪ ،‬وبهنناا رياضننها وبسنناتينها ‪ -‬كان نت م نن أفض نك مج نالف الله نو والعب نس‪ ،‬حي نس احت نو ض نرو َ‬
‫المختلىة التي كانت َتق َد َم في حاناتها‪ ،‬ويديهراسنقَا منن الغلمنان والجنواري المنال ‪ ،‬وتعقند فيهنا مجنالف الغنناا والشنرب‪،‬‬
‫ي‪ ،‬والسنالمي‪ ،‬والببغناا‪ ،...‬وطند أ‬
‫ي‪ ،‬والصننوبرَ‬
‫فكان كك بل مدعاَ لولنع الشنع ارا الم َجنان بهنا منن أم ناك الخالنديَين والسنرَ‬
‫نرت هنبه النديا ارت فني الحركنة ال قافينة‪ ،‬فقند كنان فيهنا ك ينر منن الرهبنان يتمتعنون ب قافنَة واسنعَة‪ ،‬والسنيما علنوم الشنب‬
‫والىلسىة اليونانية والسنريانية‪ ،‬فأفناد الشنع ارا منن هنبه العلنوم‪ ،‬وكاننت هنبه افدينر َملهمناَ لهنم‪ ،‬وباع ناَ منن بواعنس اإلبنداع‬
‫لديهم‪ .‬فها هو با أبو بكر الخالدي يص‪ ،‬ىحد ال َديا ارت التي ارتادها‪ ،‬ويص‪ ،‬قافة رهبانها ولشىهم فيقوك(‪:)4‬‬
‫(‪ )1‬أبو الىداا‪ ،‬كتاب اليواطيت والضرب في تاريأل حلب ‪.110‬‬
‫ي الملكني‪،‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ - 99-98 :‬الخشخا‪ :،‬نبات يحمك أكوا اَز بيضاَ‪ ،‬وهو منوم مخ َدر ‪ -‬الىريد‪ :‬المتىنَرد ‪ -‬الخسنرواني‪ :‬الكسنرو َ‬
‫الجميك ‪ -‬اطت ارن‪ :‬اتصاك والتصا ‪ -‬افرجواني‪ :‬افحمر القاني‪.‬‬
‫(‪ )3‬العمري‪ ،‬مسال افبصار ‪.254/1‬‬
‫(‪ )4‬الننديوان‪ - 40-39-38-37 :‬القَالَي نة‪ :‬مس نكن افس نق‪ ،،‬دخي نك‪ ،‬جمعه نا طالل ني‪ - ،‬ال َع َم نر افول ن (بالض نم) ه ني ال ندير ‪ -‬وديننر‬
‫ال َعَلس كما في معجم البلدان لياطوت ‪:681/2‬‬
‫‪-29-‬‬
‫ِ‬
‫ســـ ِجاحِ‬
‫ِا ِحا ســـن الـــ ىد ِير تســـجيحِ و ِا ِ‬
‫ِو ِخ ِار فـِ ِـج ِحِ‬
‫الـ اد ِجى‬
‫ِ‬
‫ِـ ِجا‬
‫ا‬
‫و‬
‫ِ‬
‫ِحِ‬
‫ِـــــا ِر قي ِكِـــــ‬
‫أِقاـــــت فيـــــ إلـــــى أن ِ‬
‫ِج ِيتــــــِ ِ ِا ِاتِـــ‬
‫و ِا ِاتِاحــــــ لِ ـــا ِحِ‬
‫ِنــــــ‬
‫ا ِنا ِداــــــــــا فــــــــــِ‬
‫ار ِحــــ ِت خال ِئقهــــ ِم‬
‫ِى ِاــــ ِن الــــ ىار ِح‬
‫ِــــ ا‬
‫أِ ِ‬
‫قِــــــــ ِد ‪.‬ــــــــدلوا ِقــــــــ ِِ أِو ازن و ِا ِع ِرفِــــــــة‬
‫فـــــــــــــيهم ِج ِخىاـــــــــــــ ِة‬
‫قِال لِيــــــــــ ِ ِرِقا ِج ِنــــــــــة‬
‫أِِجـــــــــــــدان وأِِرِوا ِح‬
‫و ِح ِك ِاــــــــــــة جعِــــــــــــوم ات إييــــــــــــا ِح‬
‫وو ى‬
‫شـــــــــحوا ـــــــــ ِرِر اآلداب فِســـــــــاِة‬
‫فـِ رـب «جقـ ارر» لحـن «ال ا و ِ‬
‫نحــــو «الا ِجــــرِد» أشــــعار «الررىاــــا ِح»‬
‫ِـِِ» وفـِ‬
‫ِِ‬
‫ِ ِجاح!‬
‫أ‬
‫وا ِن ِشـــــد حـــــين يجديـــــ ِ ال ِاـــــ ِازف لِ ِنــــــا‬
‫س ِرِ أِ ِم ِ‬
‫ي ِو ِا ِ‬
‫ِلِ ِا ِج ِرا ِ‬
‫ِ ِيـــــ ِر ال ِجرِالِـــــ ِة ِقِجـــــِ ِ ِيـــــ ِر ارتِـــــا ِح‬
‫أخِقـــت فـــِ العار‪ِ .‬اـــرِ حـــي ِن را ِح إلـــى‬
‫الِ م ال ى‬
‫ِــــــوا ِئم فيــــــ أو لِ ِحــــــا الالحــــــِ‬
‫اـــــــــا نـــــــــور أِ ِحـــــــــ ِدا ِقنا إال ِحدا ِئقـــــــــ‬
‫ِ‬
‫«لِــــ ِد ِي ِر ِح ىنــــ ِة» اــــن « ا ِت ال ِك ِيــــ ِار ِح»‬
‫جـــــدائ ال «لــــــدي ِر ال ِع ِِـــــ ِ » قــــــ ىن وال‬
‫شــــــــ ِوقِ يكــــــــا ِر أِِــــــــواتا جأ ِقــــــــ ِدا ِح‬
‫وكــــــم ِح ِننــــــت إلــــــى حاناتــــــ و ِــــــ ِدا‬
‫ِ‬
‫ســـ ِك ِر‬
‫يـــــــ ىاارِ جاعرفتـــــــِ‬
‫ِـــير ِت اِِ ِحـــِ فـــِ ال ا‬
‫حتـــــــى تِ ِخ ىاـــــــر ِ‬
‫وِ‬
‫ى‬
‫االحـــِ‬
‫شعر اخلالديني–‬
‫‪4‬ا‬
‫إن ت ِاــــ ِن كأســــ ِ أكياســــِ فــــر ىن جهــــا‬
‫م‬
‫ِياـــِ‬
‫ش‬
‫ِجـــي ِ‬
‫قاـــواِ‬
‫ِجـــ ِيش أف‬
‫ارحـــِ‬
‫ولعنك فني الكتنب التني صننىت فني الندياارت َدلنيالَ علن أهميتهنا‪ ،‬وأ هرنا فني الحركنة الشنعرية عصنرئَب‪ ،‬وطند‬
‫‪ ،‬هنبه الن َديا ارت‪ ،‬ويحندد مواطعهنا‪ ،‬وينبكر منا طينك فيهنا منن‬
‫كان الخالديان ‪ -‬لولعهما بها ‪ -‬ممن صنىوا كتاباَ يص َ‬
‫ب طند فََقن َد‪ ،‬فَقَنَد وصنلت‬
‫أشعار وأخبار شريىة منب العصر الجاهلي وصنوالَ ىلن عصنهرما‪ ،‬وان كنان هنبا الكتنا َ‬
‫ىل ي ن ن ا‬
‫ت عنهمنا‪ ،‬منن هننبه الكتننب مسننال افبصننار البننن فضننك اهلل العمننري‪ ،‬وال نديا ارت‬
‫‪ ،‬متننا ر فني بشنون كتن َب ن ق‬
‫َنتنَن َ‬
‫َل ن َ‬
‫للشابشتي وغيهرا‪ ،‬وصن‪ - ،‬ىل جانب الخالديين ‪ -‬في هبه الديا ارت افصىهاني والسري الرفاا والشابشتي‪ ،‬كما‬
‫جمع افستاب أحمد السقا‪ )1(،‬ما طيك في هبه الديا ارت من أشعار وأخبار في كتابَ الموسوم بافو ار ‪.‬‬
‫‬‫‪210-‬‬
‫«زعنم طنوم أن نَ دينر الع نبار بعيننَ‪ .‬وط ناك الشابشنتي‪ :‬ال َعَل نس طرينة علنن شنناش ا دجلننة مننن الجان نب الشننرطي‪ »...‬انظننر الننديا ارت‬
‫للشابشتي ص‪.62‬‬
‫ دير حنة «وهو دير طديم بالحير منب أيام المنبر» ‪ -‬اف َكَي َ ار ‪ :‬مكان في دير‪.‬‬‫(‪ )1‬السىا‪ ،،‬أحمد‪ :‬كتاب افو ار ‪ :‬وهو مجموع شعري لما طيك في الديا ارت‪.‬‬
‫‬‫‪211-‬‬
‫الحياة الاكرية‬
‫شهد القرن ال اربع الهجري نهضة في أرجاا العالم اإلسالمي‪ ،‬ارتىعت ىل البرو ‪ ،‬وهي نهضة فكرينة وأدبينة‬
‫وفنية‪ ،‬أعشت الحضار اإلسالمية رطعة وأصالة‪ ،‬وكان من الشبيعي أن تبلغ الحركة الىكرية أوجهها وعظمتها في‬
‫هبا العصر‪ ،‬فهنا عوامك‪ ،‬وظرو‪ ،‬أسهمت في دفع عجلة هبه الحركة ىل الرطي واالزدهار‪.‬‬
‫ويمكن أن نبكر بعع هبه الظنرو‪ ،،‬فعامنك التن ارس العقلني الىارسني واليونناني النبي تنم نقلنَ وترجمتنَ ىلن العربينننة‬
‫فننني القنننرنين ال ننناني وال الن نس الهجنننريين‪ ،‬أتننن أكلننن فننني بن ندايات القنننرن ال اربنننع الهجنننري‪ ،‬ونضنننجت ملكنننات‬
‫المسلمين أنىسهم(‪ )1‬في البحس والتألي‪.،‬‬
‫أمننا العامننك ال نناني وافك ننر أهميننة فيعننود ىلنن حالننة التجزئننة والضننع‪ ،‬والىسنناد االجتمنناعي والسياسنني الننبي‬
‫اعتننر هننبا القننرن‪ ،‬فننإن «مننن الحسنننات القليلننة والموطتننة لحالننة التجزئننة السياسننية واالضننش اربات االجتماعيننة التنني‬
‫عمت أنحاا المملكة واشتدت مننب الربنع افوك للقنرن ال اربنع‪ ،‬أنهنا سناعدت‪ ...‬علن طينام بيئنات قافينة مختلىنة» ‪ .‬فبعد أن كانت‬
‫بغنداد مركن اَز مشنعاَ منن م اركنز ال قافنة اإلسنالمية يقصندها العلمناا وافدبناا منن كنك مكنان بح ناَ عنن الم اركنز العلمينة وال‬
‫قافينة‪ .‬أصنبح هنننا م اركنز علمينة و قافينة منتشنر فنني معظنم أنحناا النبالد اإلسنالمية وبخاصننة‬
‫عند أولئ النىر القليك من افم ارا النبين كنانوا يشنجعون ال قافنة حَبناَ وشنغىاَ بهنا‪ .‬فىني أصنبهان غندا الصناحب بنن‬
‫عباد وزير بني بوينَ ارعيناَ لنادب ورجالنَ‪ ،‬فهنو يرسنك للىنا اربي الىيلسنو‪ ،‬المقنيم فني بنالش سني‪ ،‬الدولنة الحمنداني‬
‫(‪)2‬‬
‫في حلب يستدعيَ ىل مجلس في أصىهان ليستىيد من علم وفلسىتَ(‪ ...)3‬ودعو الصاحب بن عباد هبه توضح‬
‫ك ر حب هبا الوزير لل قافة‪.‬‬
‫أما بالش ناصر الدولة وأبنائ فقد ضم مجموعة من أعالم الىكر وافدب كان منهم الخالديان اللبان أمضيا‬
‫ردحاَ من الزمن في الموصك التي تىتحت في ربوعها(‪ )4‬ال قافة حيس ألىنا ‪ -‬علن افرجنح ‪ -‬كتناب النديا ارت‪ .‬كمنا‬
‫ضم مجلس الشمشئاشي والببغاا والتلعىري وغهيرم من الشع ارا‪ .‬ولنم يك نن‬
‫اس نتقشاب ه نوالا الشنع ارا والمب ندعين عائ نداَ ىل ن ن نوع م نن الدعاي نة رغ نب فيه نا أمن ارا بن ني حم ندان‬
‫فحسنب‪ ،‬ب نك ىن أك نر هنوالا الشنع ارا مجي ندون يعشنقون افدب والشنعر‪ ،‬ويجلَنون أصنحابَ والبنارعين في نَ(‪ ،)5‬ومنن‬
‫شع ارئهم أبو علب بن ناصر الدولة‪ ،‬وأبو هزير المهلهك بن نصر بن حمدان‪ ،‬وغهيرم ممن أفرد لهم ال عالبي أحد‬
‫فصولَ في اليتيمة(‪.)6‬‬
‫فالتنننافف ب نين النندويالت وم اركننز الحكننم اإلس نالمي أد ىلنن تن نافف قننافي‪ ،‬فالمملكننة اإلسننالمية فنني القننرن ال اربع الهجري‪ ،‬كانت‬
‫أعلن شنأناَ فني العلنم منن القنرون التني سنبقتها‪ ،‬حينس نضنجت فيهنا ال منار العلمينة‪ ،‬والسنبب‬
‫فننني بل نن (‪ )7‬يعننود ىل نن اإلمنننا ارت اإلسننالمية المختلىنننة التننني كانننت تتبنننار فننني تجميننك موشنهنننا بالعلمننناا وافدبننناا‪،‬‬
‫(‪ )1‬حسن‪ ،‬د‪ .‬حسن ىب ارهيم‪ :‬تاريأل اإلسالم ‪.339/3‬‬
‫(‪َ )2‬منَي َمَنَ‪ ،‬حسن‪ :‬تاريأل الدولة البويهية‬
‫ص‪.333‬‬
‫(‪ )3‬البيهقي‪ ،‬تتمة صوان الحكمة ص‪/ 19-17‬الهور‪ /‬ش‪1351( 1‬هن)‪.‬‬
‫(‪ )4‬السامر‪ ،‬د‪ .‬فيصك‪ :‬الدولة الحمدانية ص‪.366‬‬
‫(‪ )5‬انظر اليتيمة ‪.119-115/1‬‬
‫(‪ )6‬اليتيمة ج‪.119-115/1‬‬
‫(‪ )7‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪ 4/1‬وما بعدها‪.‬‬
‫‬‫‪212-‬‬
‫ص الخلىناا والنوز ارا علن اسنتقشاب الىالسنىة ورجناك الىكننر‪،‬‬
‫وتتىنناخر بهننم‪ .‬ومنن أجننك بل ن ‪ -‬كمننا أسننلىت ‪-‬حن َر َ‬
‫فصمصام الدولة البويهي والمهلبي وابن سعدان جميعهم يتباهون بما لديهم من مىكرين ويىتخنرون بمنن يصنحبون‬
‫من فالسىة وعلماا‪.‬‬
‫وكنبل كننان هننبا حنناك سنني‪ ،‬الدولننة الحمننداني فنني حل نب‪ ،‬فقنند كننان مجلسننَ يغننص بالعلمنناا والىالسننىة حتنن‬
‫أصننبح كعبننة اآلمنناك وطبلننة افمجنناد‪ ،‬يرحننك ىليننَ كننك ارغ نب فنني العلننم والمنناك والشننهر‪ .‬يقننوك ال عننالبي‪« :‬كننان بنننو‬
‫حمندان ملوك ناَ وأمن ارا أوجهه نم للص نباحة‪ ،‬وألسننتهم للىص ناحة‪ ،‬وأينديهم للس نماحة‪ ،‬وعق نولهم للرجاحنة وس ني‪ ،‬الدول نة‬
‫مشننهور بسننيادتهم وواسننشة طالدتهننم‪ ،‬وكننان ‪ -‬رضني اهلل عن نَ وأرض ناه‪ ،‬وَج َعن َك الجن نة م نأواه ‪ -‬غنر الزم نان وعم ناد‬
‫اإلسنالم‪ ،‬ومنن بنَ سنداد ال غنور‪ ،‬وسن َداد افمنور‪ ...‬و َحضن َرتََ مقصند الوفنود‪ ،‬ومشلنع الجنود‪ ،‬وطبلنة اآلمناك‪،‬‬
‫ومحنش‬
‫الرحاك‪ ،‬وموسنم افدبناا‪ ،‬وحلبنة الشنع ارا‪ ،‬ويقناك ىنن لنم يجتمنع طنش ببناب أحند الملنو ‪ -‬بعند الخلىناا ‪ -‬منا اجتمنع‬
‫ببابَ من شيو الشعر‪ ،‬ونجوم الدهر‪ .‬وكان أديباَ شاع اَر مح َباَ لجيد الشعر‪ ،‬شديد االهت ازز لما َيمد بَ‪ ،‬فلو‬
‫أدر‬
‫ابن الرومي زمان لما احتاج أن يقوك‪:‬‬
‫قــــــــب الــــــــ ين تهــــــــازقم اــــــــداح هم‬
‫قــــــــــ ىز الك ِاــــــــــاة ‪.‬ــــــــــوالِ الاــــــــــىارن‬
‫كــــــانوا إ ا ااتــــــ ِدحوا أروا اــــــا فــــــيهم‬
‫ِم ال ريحيــــــــــــــة اــــــــــــــنهم جاكــــــــــــــان‬
‫وكنان كنك منن أبني محمند عبند اهلل بنن محمند الىيناع الكاتننب وأبنني الحسننن علنني بننن محنمند الشمشنناشي طنند‬
‫اختار من مدائح الشع ارا لسي‪ ،‬الدولة عشر آال‪ ،‬بيت‪.)1(»...‬‬
‫وال ش في أن هبه الحركة العقلية التي طامت في بنالش الحمندانين كاننت(‪ )2‬أعظنم حركنة فني افدب واللغنة‬
‫والشننعر والعلننوم عرفتهننا حلننب فنني بلنن العصننر‪ ،‬وك نان لسنني‪ ،‬الدولننة الىضننك ف ني طي نام تل ن الحرك نة لك نر م نا أم ند‬
‫الشنعر وافدب والعلنم بالتشنجيع‪ ،‬وطند هيأتن الشبيعنة لهنبه الرسنالة فهنو عربني يعتنز بنسنب التغلبني(‪ )3‬ومجند آبائننَ‪،‬‬
‫كر افحدوننة ويشربننَ المنند الضننارب فنني اآلفننا ‪ ،‬وه نو فننارف يجمننع ىلنن البشولننة والشننجاعة‪ ،‬الحلننم والكننرم‪.‬‬
‫تسنن ه‬
‫طصده الشع ارا وافدباا من كك صوب‪.‬‬
‫ولنم يكنن تشنجيع سني‪ ،‬الدولنة لنادب منن طبينك الهنوف‪ ،‬وحسنب المند فحسنب بنك كنان أيضناَ نتيجنة بو‬
‫وفهم أواد ار ‪ ،‬ولشالما أيقظ الحاسة الىنية في الشع ارا بىضك ى ار المنافسات بينهم(‪.)4‬‬
‫ومنن عجي نب نقننده الشننعري مننع الخال نديين الل نبين كان نا مننن خواصننَ وخنازني كتبنَ‪ ،‬حي نس بعننس ىليهمنا منر وصنيىاَ‬
‫ووص نيىة‪ ،‬وم نع كننك واحنند منننهم بنندر‪ ،‬وتخننت مننن ينناب مصننر‪ ،‬وشلننب ىليهمننا أن يصننىا الوص ني‪ ،‬والوص نيىة‪ ،‬فقنناك‬
‫أحدهما(‪:)5‬‬
‫إال واالِــــــــ فــــــــِ النــــــــواِ حجــــــــي‬
‫لـــم ِيغـــد شـــكر فـــِ الخال ئـــا ارِقـــا‬
‫وأتـــى ‪ِ.‬ـــى اهـــر الوِـــي ِ‬
‫ف الكـــي‬
‫أتِـــــ ِت الوِـــــياة وقـــــِ تحاـــــِ جـــــ ِد ِرة‬
‫شروبد والانكــــــــوحد والاِجــــــــو‬
‫فغـــدا لنـــا اـــن جـــود الاـــأكوِ وال ِاــــ‬
‫ـــــــــ ِ‬
‫فقنناك لننَ سنني‪ ،‬الدولننة‪« :‬أحسنننت ىال فنني لىظننة المنكننو فليسننت ممننا يخاشننب بننَ المل نو وهنبا دليننك واضننح‬
‫مر‪ ،‬البي يتمتع ب سي‪ ،‬الدولة الحمداني‪.‬‬
‫عل الحف النقدي ال ه‬
‫(‪ )1‬اليتيمة‪ 37/1 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬غريب‪ ،‬جورج‪ :‬العصر العباسي ‪ -‬نمابج شعرية محللة ‪ -‬ص ‪.188‬‬
‫(‪ )3‬بالشير‪ ،‬أبو الشيب المتنبي ص‪ 182‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬غريب‪ ،‬جورج‪ :‬العصر العباسي نمابج شعرية محللة ص‪ 189‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-30-‬‬
‫(‪)5‬الديوان‪.163 :‬‬
‫‪-30-‬‬
‫ومنن الشننع ارا النبين أفنننوا شنبابهم فنني هنبا ال نبالش أبننو الىنرج الببغنناا‪ ،‬والنوأواا الدمشننقي وأبنو الشيننب المتنبنني الننبي طنناك فنني سننيد‬
‫عر وأروعننَ‪ ،‬بعنند أن ف نتح لننَ سنني‪ ،‬الدولننة بنناب القننوك علنن مصنن ارعي بىضننك كرمَ وم ازياه الحميد ‪ ،‬وهبا‬
‫حل نب أصنند شنن ه‬
‫أبو ف ارف ابن عم سي‪ ،‬الدولة فقد غدا بىضك رعايت من الشع ارا الىرسان البين كنان‬
‫لهم دور بارز في طيام كيان الدولة الحمدانية‪.‬‬
‫ىن بنالش الحنمندانين ‪ -‬وال سننيما فنني عهنند سنني‪ ،‬الدولننة ‪ -‬كننان بحنن مدرسننة خرجنت الك يننرين فنني مجنناالت‬
‫الىك نر المختلى نة فب نائع البش نيأل فيه نا أص نبح ش ناع اَر(‪ ،)1‬والش َب نا ب نات أديب ناَ والرف ناا خصنماَ وش ناع اَر‪ ،‬وم نن ل نيف‬
‫ل نَ‬
‫عالطة بالشعر وافدب أمس بواطة‪.‬‬
‫ونضي‪ ،‬ىل ما تقدم بكهر أن هبا البالش ضم بين جنبيَ أكبر نحوي َي زمانَ أبا علي الىارسي النبي كنان بيننَ وبنين‬
‫المتنب ني شنني المن ناظ ارت ف ني مسننائك اللغننة والنحننو‪ ،‬وتلمي نبه اب نن جن ني ال نبي وسنع ف ني هننبا المضننمار‪ ،‬ال ندائر الت ني اختشهننا‬
‫أستابه أبو علي‪ ،‬وفيَ يقوك المتنبي «هبا رجك ال يعر‪ ،‬طدهر ك ير من الناف»(‪.)2‬‬
‫ومن افهمية بمكان أن نبكر ممن جببهم بالش سي‪ ،‬الدولة الحمنداني(‪ )3‬الىنا اربي الىيلسنو‪ ،‬الكبينر النبي‬
‫‪ ،‬بتصنوفَ وانصن ارفَ ىلن‬
‫تمنع من االستجداا‪ ،‬فما كان يأخب منن سنيد حلنب ىال منا يكىينَ مووننة العني‪ .،‬فقندعن َر َ‬
‫التعليم ولهبا السبب أرسك الصاحب بن عباد وزير بني بويَ يستدعيَ ىل مجلس في أصىهان ليستىيد منن علمن‬
‫وفلسىتَ»(‪ .)4‬وم نن هن نا ننتق نك ىل ن الح نديس ع نن المهلبي نين ودوهرنم ف ني تش نور الحرك نة ال قافي نة‪ ،‬ولع نك خي نر م نا َك عل ن وز ارا‬
‫البننويهين ‪ -‬ممننن أول نوا اآلداب والعلننوم رع نايتهم ‪ -‬ال نوزير المهلب ني ال نبي وزر لمع نَز الدول نة‪ ،‬وباع صننيتَ فنني اآلفننا ‪،‬‬
‫وتواف ند علي نَ الشن نع ارا وافدب ناا والعلم ناا م نن ك نك ح ند َب وص نوب‪ ،‬حت ن غ ندت حض نرتَ ال تق نك ‪ -‬ألق ناَ وش نهرَ ‪ -‬عننن‬
‫حض ارت السالشين وافم ارا فكان بيت الوزير يم ك مدرسة جامعة تحوي ألواناَ مختلىة(‪ )5‬من ال قافنة وضنروباَ منن العلنم‬
‫وافدب والسيما أن هنوالا النوز ارا كنانوا يختلىنون فني المينوك والنزعنات فمننهم منن كنان يمينك ىلن الىلسنىة كنابن سنعدان‪،‬‬
‫وم ننهم مننن ك نان يميننك ىل ن العلننم وافدب كننالوزير المهلب ني الننبي يق نوك ال عننالبي فنني وص نىَ‪« :‬كننان م نن ارتىنناع الق ندر‪،‬‬
‫‪ ،،‬وكرم الشيمة‪ :‬عل ما هو مبكور مشنهور‪ ،‬وأيامنَ معروفنة فني و ازرتنَ لمعنَز‬
‫واتساع الصدر ونبك اله َمة‪ ،‬وفيع الك َ‬
‫الدولنة‪ ،‬وتندبيهر أمنور العن ار ‪ ،‬وانبسناش ينده فني افمنواك‪ ،‬منع كوننَ غاينةَ فني افدب والمحَبنة فهلنَ‪ ،‬وكنان يتر َسنك‬
‫تر َ َسنالَ‬
‫مليحاَ‪ ،‬ويقوك الشعر طوالَ لشيىاَ‪ ،‬يضرب بحسنَ الم ك وال َيستحل معَ العسك‪.)6(»...‬‬
‫وطد ضم بالش العديد من الىالسىة والعلماا والشع ارا نبكر منهم ال َسري الرفاا والخالديين النبين مندحاه فني‬
‫طصننائد متنعندد وابننن الحجنناج وا نبنن نباتننَ السننعدي وابنني ىسننحا الصننابي‪ ،‬الننبي تسننلم دنينوان رسننائل‪ ،‬ومنن القضننا‬
‫افدباا القاضي التنوخي وابن طريعَ وغيهرم‪ .‬ومن اللغويين الرياشي البي باع صيتَ في اللغة والقريب‪.‬‬
‫وكان الوزير المهلبي ك ير الشغ‪ ،‬بالورد‪ ،‬رو من شاهده طاك‪« :‬شناهدت أبنا محمند طند ابتينع لن فني ال نة‬
‫‪ ،‬بَ مجالسَ وشرحَ في بركة عظيمة كانت في‬
‫أيام ورَد بأل‪ ،‬دينار فر َ‬
‫(‪)7‬‬
‫ار‪. »...‬‬
‫د ه‬
‫(‪ )1‬غريب‪ ،‬جورج‪ :‬العصر العباسي ‪ -‬نمابج شعرية محللة ص‪.193‬‬
‫(‪ )2‬البديعي‪ :‬الصبح المنبي عن حي ية المتنبي‪ :‬ص‪ 171‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )3‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪.256/1‬‬
‫(‪ )4‬البيهقي‪ ،‬تتمة صوان الحكمة‪ ،‬ص‪ ،19-17‬الهور ش‪1351( 1‬هن)‪.‬‬
‫(‪ )5‬اهلزيري‪ ،‬محمد غناوي افدب في ظك بني بوية ‪ -‬ص‪ 127‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )6‬اليتيمة ‪.265/2‬‬
‫(‪ )7‬الحموي‪ ،‬ياطوت‪ :‬معجم البلدان ‪ - 106/3‬يتيمة الدهر ‪.106/2‬‬
‫‪-31-‬‬
‫وهنبا دلين َك واضنح علن ىسن ارفَ وتأنقنَ فني تنزيين مجلسنَ بنالورود‪ ،‬فيتحلَن حولنَ النندمان والظرفناا منن أهننك‬
‫افدب‪،‬‬
‫ويتشارحون أعبب افشعار وألش‪ ،‬افخبار ‪ ،‬محاوالَ ببل أن َي َسد الخلة التي أحد ها غيناب الخليىنة ‪ -‬فعليناَ عنن مسنر‬
‫العلوم والىنون جَارا الص ارعات السياسية التي استمرت تعص‪ ،‬ببغداد‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ ‪ِ.‬وم الغة والدب ‪:‬‬‫كانت اللغة ممتزجة بافدب في القرن افوك للهجر وما طبلَ‪ ،‬فكان العالم بالنحو عالماَ باللغة‪ ،‬وان برز في‬
‫أحدهما علن حسناب اآلخنر بعنع العلمناا‪ .‬ولمنا بندأ تندوين اللغنة والنحنو كنان العن ار أسنب افمصنار اإلسنالمية‬
‫في بل والىضك يعود للبصريين‪ ،‬م الكوفيين(‪...)2‬‬
‫ومع بداية القرن ال اربع الهجري تخلص علم اللغة‪ ،‬كما تخلص علم الكالم من شريقنة الىقهناا ومنناهجهم حتن‬
‫منن الناحينة الشنكلية‪ ،‬فقند شنعر أئمنة اللغنة بالحاجنة ىلن مننه يسنيرون علينَ‪ ،‬والن تنناوك مناد بحن هم علن شريقنة‬
‫منظمنن نة‪ .‬وطن ند كنن نان لمعرفن نة العنن نرب بعل ن نوم اليونانين نة اللسنن نانية أ نن نر كبي ن نر فن ني بل ن ن ‪ .‬فمجلن نف عضنن ند الدولن نة المت ن نوف‬
‫(‪371‬هن‪981/‬م)(‪ )3‬كان البحس يدور فيَ حوك الىنر بنين النحنو العربني والنحنو اليونناني‪ ،‬وأَلن‪ ،‬فني بلن كتنب ك ينر‬
‫كان لها تأ يهرا الواضح في قافة العصر بشكك عام وفي شعر الخالديين بشكك خاص‪.‬‬
‫ومن أهم الكتنب التني ألىنت فني مجناك النحنو واللغنة كتناب الخصنائص البنن جنني (‪392‬ه ن) النبي أفنرد فين‬
‫مولىننَ د ارسننة جدينند اللشننتقا اللغننوي‪ ،‬وبعننع مصنننىات أبنني علنني الىارسنني (‪377‬هننن) كاإليضننا والتعليقننة علنن‬
‫كتاب سيبويَ وبعع مصنىات ابن فارف (‪ )395‬كالمجمك والصاحبي‪.‬‬
‫كمننا ت نم فنني هننبا العصننر تحدينند معنناني الكلمننات وعمننك المعنناجم التنني تضننخمت فنني هننبا العصننر ومننا بعننده‬
‫فسباب ك ير منها أن جامعي اللغة طيدوا في معاجمهم اللهجنات‪ ،‬ولنم يكتىنوا بلهجنة واحند م نك(‪ )4‬أن يولن‪ ،‬عنالم معجماَ‬
‫للغنة الشنعبية المصنرية‪ ،‬ووضنع معجنم يشنمك كنك الكلمنات العربينة علن نمنش خناص‪ ،‬ليرجنع ىلينَ منن أ ارد‬
‫البحس عن معن كلمة‪.‬‬
‫وكننان السننبا ىلنن وضننع معجننم فنني اللغننة العربيننة الى ارهينندي (‪175-100‬هننن) الننبي دأب علنن د ارسننة اللغننة وعلومه نا‪،‬‬
‫وظه نر فن ني سن نماا عل نم اللغن نة فن ني القن نرن ال اربن نع الهج نري معج نم جدين ند كن ن َون مدرسن نة جدين ند هن نو معجن نم (الصننحا )‬
‫لمتنوف (‪911‬ه ن)‪ ،‬ودافنع عننَ بتأليىنَ كتابناَ فني الندفاع‬
‫للجننوهري (‪392‬هننن)‪ ،‬ال نبي أشنناد بننَ السننيوشي ا ن‬
‫(‪)5‬‬
‫عن الجوهري «اللىظ الجوهري‪ ،‬في رد خياش الجوجري» ‪ ،....‬وتنألي‪ ،‬السنيوشي هنبا الكتناب دلينك واضنح علن‬
‫أهمية الجوهري وأهمية معجمَ البي تق َد َم في المنه َ واللغ َة‪.‬‬
‫فأما في مجاك افدب‪ ،‬فنجد المكتبنة العباسنية فني هنبا القنرن تزخنر بالعديند منن الكتنب ننبكر منهنا ‪ -‬علن سنبيك الم اك ال‬
‫الحصر ‪ -‬كتاب افغاني فبي الىرج افصىهاني البي كان لَ صد َ كبيَر فني مجنالف العلنم وافدب ىضنافة ىل كتبَ‬
‫افخر من م ك‪ :‬القيان واإلماا الشواعر وغيهرا‪ ،‬كما يبكر اسنم أبني علني القنالي (‪356‬هنن) صناحب افمنالي‬
‫والننوادر‪ ،‬ه نبا الكت ناب ال نبي ع ن َده اب نن خل ندون أح ند أرك نان عل نم افدب افربع نة(‪ ،)6‬وكشنناجم حننين كتننب ف ني أدب النننديم‪،‬‬
‫(‪ )1‬نشوار المحاضر ‪.74/1‬‬
‫(‪ )2‬زيدان‪ ،‬جرجي‪ :‬تاريأل التمدن اإلسالمي ‪.87/3‬‬
‫(‪ )3‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪ 85/2‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪ 85/2‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )5‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية ص‪ 437‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )6‬مقدمة ابن خلدون‪ :‬ص‪.554-553‬‬
‫‪-32-‬‬
‫والسننري الرف ناا حننين ألنن‪ ،‬كتابننَ ف ني المحننب والمحب نوب والمشننموم‪ ،‬والخالننديين اللننبين صنننىا ف ني فنننون افدب المختلىننة‬
‫وهوالا الشع ارا أدركنوا أسن ارر الجمناك وعرفنوا منواشن البينان فينَ فنالتىوا حنوك ممندو كنريم يقندر افدب والىنن وهنو سني‪،‬‬
‫الدولة الحمداني‪ ،‬فوجدوا عنده مرتعاَ خصباَ ومكاناَ رحباَ للقوك‬
‫والتألي‪.،‬‬
‫وأما في مجاك النقد‪ ،‬فنبكر بعع الكتب التي كان لها أهمية كبير في ميك ك يرين من الشع ارا ىل العمنك بمقتض‬
‫أحكامها‪ ،‬والحرص عل ىرضاا أصنحابها ممنن شبعنوا النبو العنام بشنابعهم النقندي النبي أرسنو طواعنده فنني كتننبهم هننبه‪ .‬ومنن هننبه‬
‫الكتننب‪ :‬عيننار الشننعر البننن شباشبننا (‪322‬ه ن) وأدب الكتناب للصنولي (‪335‬هننن)‪ ،‬الننبي تتلمننب لننَ الخالننديان(‪ ،)1‬ونقنند الشننعر‬
‫لقدامننة بننن جعىننر (‪337‬هننن)‪ ،‬والموازنننة بننين الشننائيين ل منندي (‪370‬هن ن)‪ ،‬بننك‬
‫وهنا العديد من الكتب التي ألىت في هبا المجاك‪.‬‬
‫العوم العقية‪:‬‬‫أسهمت حركة الترجمة في العصر العباسي فني ازدهنار العلنوم‪ ،‬حينس أَكنب المترجمنون علن المنأ و ارت اليونانينة والهندية‬
‫والىارسية في كك فروع العلم والىلسىة يترجمونها وما ىن جاا القنرن ال اربنع الهجنري‪ ،‬حتن كنان العنالم اإلسنالمي طد ترجم ىل‬
‫العربية معظم الكتب اليونانية والىارسية في علوم مختلىة ىلن العربينة‪ ،‬ومنن أشنهر(‪ )2‬منن تنرجم ابنن المقىنع‬
‫وطسشا بن لوطا‪ ،‬و ابت بن طر‪ ...‬أما أشهر الكتب المترجمة فهو كتاب كليلة ودمنة‪ ،‬وكتاب أرسشو في المنش ‪.‬‬
‫ويمكننننا القننوك‪ :‬ىن حركننة الترجمننة أسننهمت فنني توسنيع آفننا العقننك العربنني وارتباشننَ بالحضننا ارت وال قافننات‬
‫المتنوعة‪ ،‬ولئن لقيت في بداية عهدها بعع التعنت والمواجهة ىال أن قافتنا العربية أ بتت مقدرتها علن االنىتنا‬
‫واستيعاب الحضاارت وال قافات افخر وان هبه ال قافات ال تضع‪ ،‬قافتنا‪ ،‬بك تزيدها تحصناَ وصالبة(‪...)3‬‬
‫ص القائمون علن هنبه الندويالت علن اسنتقشاب‬
‫ومن ال مار العقلية التي نضجت في هبا القرن الىلسىة‪ ،‬حي َ‬
‫سحَر َ‬
‫الىالسىة ورجاك الىكر لالستىاد من علومهم وفكهرم فهبا الصاحب بن عبناد وزينر بنني بوينَ نن اره يرسنك للىيلسنو‪ ،‬الىنا اربي‬
‫المقيم في مجلف سي‪ ،‬الدولة يستدعيَ لمجلسَ في أصىهان ليسنتىيد منن علمنَ وفلسنىتَ‪ ،‬ونجند صمصنام الدولنة‬
‫البنويهي‪ ،‬والمهلب ني‪ ،‬واب نن سننعدان يتب ناهون بمننا لننديهم مننن مىكننرين وطند أشننار أحمنند أمننين ىل ن هننبه المنافسننة «وكنان الىالسننىة يرمنون‬
‫المتكلمين‪ ،‬بالتعصب واستحسنان التقليند‪ ،)4(»...‬واإلشنار ىلن تنأ ر المسنلمين بالىلسنىة اليونانينة أمنر ضنروري وخاصنة بعند‬
‫أن ترجمننت كت نبهم ىلنن العربيننة فنني عهنند الرش نيد والمننأمون‪ ،‬فاشننتغك ك يننر مننن المسننلمين بد ارس نة الكت نب الت ني ترجمننت ىلنن‬
‫العربي نة وعمل نوا عل ن تىس نيهرا والتعلي ن عليه نا واص نال أغالشه نا ن نبكر م ننهم اب نن ىس نحا الكن ندي ال نبي نب نغ ف ني الش نب‬
‫والىلسنىة وعلنم الحسنناب والهندسننة‪ ،‬والنرئيف أبنا علني الحسننين بنن عب ند اهلل المشننهور بنابن سننينا (‪428-370‬هنن) النبي أحينا آ ننار‬
‫أرسنشو وأفالشننون ف ني الىلسننىة وأبقنن ارش ف ني الشننب‪ ،‬فكننان نننادر عصننهر ف ني علمننَ وبكائ نَ وتصننانيىَ(‪ ،...)5‬ومت ن ب نن‬
‫يونف البي شهد لَ الخالدي افكبر مناظر جرت بيننَ وبنين أبني سنعيد السني ارفي فني مجلنف النوزير أبني الىنتح الىضنك بنن‬
‫(‪ )1‬فرو ‪ ،‬عمر‪ :‬تاريأل افدب العربي ‪.539/2‬‬
‫(‪ )2‬ضي‪ ،،‬د‪ .‬شوطي‪ :‬العصر العباسي ال اني ‪.134-133‬‬
‫(‪ )3‬ضي‪ ،،‬د‪ .‬شوطي‪ :‬العصر العباسي ال اني ‪ 130‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬ظهر اإلسالم ‪.256/1‬‬
‫(‪ )5‬ابن خلكان‪ :‬وفيات افعيان ‪.157/2‬‬
‫‪-33-‬‬
‫جعىر(‪ )1‬وبل سنة (‪320‬هن)‪ .‬ومهما يكن فإن الىلسىة طد دخلت القنرن ال اربنع الهجنري منن أوسنع أبوابنَ‪ ،‬وغناص المىكنرون‬
‫في أعماطها لسبر أغوار دطائقها وجزئياتها‪.‬‬
‫وأما التاريأل‪ ،‬فقد برز فيَ ابن جرير الشبري صاحب التناريأل المشنهور‪ ،‬ومسنكويَ (‪421‬ه ن) صناحب كتناب‬
‫تجننارب افمننم‪ ،‬وط ند كننان هننوالا المورخ نون ينندطقون فنني حننوادس العصننر ويسننجلونها فنني مصنننىاتهم وأن أَخننب علنن بعضننهم‬
‫خضننوعهم فهننوائهم‪ ،‬أو لمننا يىرضننَ علننيهم بوو السننلشان‪ ،‬وط ند عمننك الخالننديان فنني التنناريأل فألىننا كتنناب‬
‫أخبار الموصك(‪ )2‬البي لم يصك ىلينا منَ ىال اسمَ‪ ،‬فخست ببل مكتبتنا كتاباَ ميناَ في التاريأل‪.‬‬
‫وفي الجغ ارفيا‪ ،‬فقد برز في هبا العصر أبو محمد الحسن الهمنباني (‪344‬ه ن) صناحب كتناب (صنىة جزينر‬
‫الع ننرب)‪ ،‬وأ نبن نو الحسننننن المسنننعودي (‪345‬هنن نن) صنننناحب منننروج النننبهب‪ ،‬واالصنننشخري صنننناحب كنتن ناب (المسننننال‬
‫والممال ) وغيرهم‪.‬‬
‫وكبل الشب البي الط اهتماماَ كبين اَر منن علمناا المسنلمين‪ ،‬وطند بنرع فينَ الشنيأل ابنن سنينا (‪428‬هنن)‪ ،‬وأبنو بكنر‬
‫ال ارزي (‪311‬هن)‪ ،‬وسنان بن ابت بن طَر (‪331‬هنن) وغينهرم ويبندو أن الخالنديين عكىنا علن الىلسنىة والحكمنة فأخنبا منن‬
‫كك علم بشر‪ ،‬وجمعا الشب ىل الغناا والغناا ىل النحو‪ ،‬والنحو ىل الشعر(‪:)3‬‬
‫نحـــو «الا ِجـــرِد» أشـــعار «الر‬
‫رىاـــا ِح»‬
‫فـِ رـب «جقـ ارر» لحـن «االوِـِِ» وفـِ‬
‫‪ -‬العوم الدينية ‪:‬‬
‫كان نت العل نوم الديني نة ف ني القننرن ال اربنع مزدهننر‪ ،‬فب ندأ النشنناش ال نديني أوك مننا ب ندأ ‪ -‬كمننا نعل نم ‪ -‬بالحننديس النب نوي‬
‫الشري‪ ،،‬فقد جمع الحديس ود َون وف أسف علمية دطيقة وتبع جمع الحديس العناية بتىسير الق آرن الكنريم‪ .‬وطند بكنر لننا‬
‫الشبري في تاريخَ أسماا الك يرين من المصننىين فني التىسنير وجهنودهم التني بنبلوها فني هنبا السنبيك(‪ ،)4‬فنألَ‪ ،‬الشبنري‬
‫(‪310‬ه ن) كتابنَ المعنرو‪ ،‬بتىسنير الشبنري‪ ،‬وطند اشنتهر منن المحند ين أبنو الحسنن علني بنن عمنر الندارطشني (‪385‬هنن)‬
‫صاحب التصاني‪ ،‬المشهور‪ ،‬والدارطشني من رووساا الشافعية‪.‬‬
‫وأمنننا مننن الىقهننناا‪ ،‬فقنند بننرزت أسنننماا ك ينننر منننن فقهننناا المنننباهب افربعنننة نننبكر منننهم أنبننا ىسنننحا المنننروزي‬
‫(‪340‬هن)‪ ،‬وأبا القاسم الخارطي (‪334‬هن)‪ ،‬وابن القصار صاحب كتاب (مسائك الخال‪.)،‬‬
‫وأما التصو‪ ،‬فقد برز فين الحنالج (‪309‬هن) النبي وصنك ىلن حن يد كبينر منن التشنر‪ ،‬والغلنو وأفتن الىقهناا‬
‫والقضنا بقتلننَ‪ ،‬فقتلننَ الخليىنة فني بغنداد‪ ،‬ىالَ أن أتباعنَ اسنتمروا فني اعتقناداتهم الىاسند ‪ ،‬وادعنوا أننَ لنم يمنت‪ .‬وطند‬
‫ت اروحت درجات التصو‪ ،‬بين الهزد والتقش‪ ،‬في الحيا ىل الغلو والتشر‪ ،‬وادعاا افلوهية والعصمة‪.‬‬
‫وبعن َد‪ ،‬فنإن التمنازج الحضناري بنين العنرب وافمنم افخنر ‪ ،‬طند غن َب الىكنر العربني‪ ،‬فبلغنت الحركننة ال قافيننة والىكرية‬
‫أوجها وعظمتها في هبا العصر البي نبغ فينَ شنع ارا وأدبناا مبن َرزون أنتجنوا أدبناَ عظيمناَ مواكبناَ لتحنوالت‬
‫العصر المختلىة‪.‬‬
‫ومما ال ش فيَ أن حيا الخالديين الشاعرين تأ رت بهبه التحوالت المختلىنة التني كوننت اإلشنار الخنارجي‬
‫لنتاجهما‪.‬‬
‫(‪ )1‬فرو ‪ ،‬عمر‪ :‬تاريأل افدب العربي ‪ - 539/2‬الحموي‪ ،‬ياطوت‪ :‬معجم افدباا ‪.106/3‬‬
‫(‪ )2‬ابن خلكان‪ :‬وفيات افعيان ‪ - 291/1‬ىرشاد افريب لياطوت ‪.116/4‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪.38 :‬‬
‫(‪ )4‬الشبري‪ ،‬تاريأل افمم والملو ‪ ،‬م ‪ ،6‬ج‪.12‬‬
‫‪-34-‬‬
‫االا ال انِ‬
‫حياة الخالديين‬
‫ اسمهما ونسبتهما ‪-‬‬‫مولدهما ووفاتهما ‪-‬‬
‫سيرتهما ونشأتهما‬
‫ الخالديان في بالط سيف الدولة ‪-‬‬‫الخالديان في حضرة الوزير المهلبي‬
‫ أخالقهما وعقيدتهما‬‫ ثقافة الخالديين (ينابيعها وأثرها في شعرهما)‪:‬‬‫ يناجي قافتهاا‪:‬‬‫أ ‪ -‬اساجد الاوِِ‬
‫ب‪ -‬تنقهاا جين حواير الدولة اإلساالية‬
‫جـ‪ -‬اجال الا ار‬
‫‪ -‬أ ر ال قافة فِ شعرقاا‬
‫‪ -‬ارقاا‬
‫‪-35-‬‬
‫اساهاا ونسجتهاا‬
‫هما افديبان الشناع ارن الموصنليان الخالنديان(‪ )1‬أبنو بكنر محمند وأبنو ع منان سنعيد ابننا هاشنم بنن وعلنة بننعن ارم‬
‫ب نن يزي ند ب نن عب ند اهلل ب نن عب ند منب نَ ب نن ي رب ني ب نن عب ند الس نالم ب نن خالنند ب نن عب ند القننيف‪ .‬وط ند أرج نع بعننع المننورخين‬
‫نسبتهما بالخالديين ىل ج َدهما افكبر خالد بن عبد القيف‪ ،‬وبعضهم اآلخر أرجعََ ىل بلد الخالدَينة(‪ ،)2‬وهني طرينة منن‬
‫ي(‪ )3‬الرفاا في هجائهما(‪:)4‬‬
‫أعماك الموصك‪ ،‬وال ارجح أَن نسبتهما تعود ىل طرية الخالدَية‪ ،‬وما يوكد بل طوك ال َسرَ‬
‫ولقــــ ِد ِح ِا ِيــــت ال ِشــــع ِر وقــــو لِاعشــــر‬
‫يـــــــرِجت ‪.‬نـــــــ الاـــــــ ىد‪.‬ي ِند واناـــــــا‬
‫وِ‬
‫فِ ِغــــــــ ِدت ِن ِجــــــــير الخالديــــــــة تــــــــد‪ِ.‬‬
‫ِم ســـــــــــوِ الســـــــــــاا ِ وال لقـــــــــــا ِب‬
‫‪.‬ــــــن حــــــ و ِزة اآلدا ِب كــــــا ِن ِ‬
‫يــــــ ارجِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِشـــــعرِ وترفـــــِ فـــــِ ِحجيـــــ ِر يـــــاجِ‬
‫وطولَ أيضاَ(‪:)5‬‬
‫ا ِغيــــ ِرِين فــــِ أقرــــار ِشــــ ِعرِ‬
‫ِج ِرقِـــــــا‬
‫ِو ِاـــــــ ِن ِ‪ِ .‬جـــــــب أِ ىن ال ِغ ِج ِيـــــــ ِي ِن أ‬
‫وأِِر ِ‪.‬ــــ ِدا‬
‫فقـــــد ِنقِـــــال ‪.‬ـــــن ِجيـــــا ِ‬
‫ســـــ ِوِدا‬
‫ِ ِا ِنا ِســـــجِ‬
‫إلـــــى نســـــب فـــــِ ال ِخالِديـــــة أِ ِ‬
‫(‪ )1‬ابن اف ير‪ ،‬عز الدين‪ :‬اللباب في تهبيب افنساب ‪.414/1‬‬
‫وانظن نر ترجمتهمن نا‪ :‬ال عن نالبي‪ ،‬يتيمن نة الن ندهر ‪ - 214/2‬ابن نن النن نديم‪ ،‬الىهرسن نت ص‪ - 240‬البغن ندادي‪ ،‬تن ناريأل البغن نداد ‪ - 194/9‬ابن نن تغن نري‬
‫بننردي‪ ،‬النجننوم ال ازه نر ‪ - 71/4‬الزركلنني‪ ،‬خيننر النندين ‪ - 129/7 ،103/3‬المعننري‪ ،‬أبننو العننالا ص‪ - 416‬العباسن ني‪ ،‬عبنند الننرحيم ابننن أحمنند‪:‬‬
‫معاهنند التنصننيص علنن شننواهد التلخننيص ‪ - 11،12/4‬العنناملي‪ ،‬أعيننان الشننيعة ‪ - 256/7‬المنندني‪ :‬أنننوار الربيننع فنني أنننواع البننديع ‪223 ،222/3‬‬
‫ الكتب ني‪ ،‬اب نن شنناكر‪ :‬ف نوات الوفي نات ‪ - 52/4‬الصننىدي‪ :‬ال نوافي بالوفي نات ‪ - 47/1 ،149/5‬الزبي ندي‪ :‬ت ناج العننروف مننن‬‫جوه ارت القناموف بنابخلَن َد ص‪ - 345‬ابنن منظنور‪ :‬لسنان العنرب ص‪ - 146‬كحالنة‪ ،‬عمنر رضنا‪ :‬معجنم المنولىين ‪- 288/4 ،88/12‬‬
‫الشابشننتي‪ :‬ال نديا ارت ص‪ - 40‬عب ناف‪ ،‬د‪ :‬ىحسننان‪ :‬شننب ارت مننن كت نب مىقننود ف ني الت ناريأل ص‪ - 309‬السننيوشي‪ ،‬جننالك ال ندين‪ :‬ل نب اللب ناب في‬
‫تحرير افنساب ‪ - 269/1‬الصىدي‪ :‬تحىة بوي افلباب الجنزا ال ناني تحنت عننوان والينة سني‪ ،‬الدولنة‪ .‬متنز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضنار اإلسنالمية ‪،489/1‬‬
‫أورد فيننَ المول ن‪ ،‬رسن نالة الصننابي التنني بع هن نا للخالننديين ‪ -‬الصننىدي‪ ،‬خلين نك بننن آيبنن ‪ :‬الغين نس المسننجم فن ني شن نر الميننة العجن نم‬
‫‪ - 259/2‬بالشننير‪ ،‬أبننو الشيننب المتنبنني ص‪ - 192‬سننيزكين‪ ،‬فننواد‪ :‬تنناريأل التنن ارس العرب ني منن ‪ - 288-287/2‬حنناجي خليىننة‪ ،‬مصننشى بن عبد‬
‫اهلل‪ :‬كش‪ ،‬الظننون عنن أسنامي الكتنب والىننون ‪ - 481/1‬فنرو ‪ ،‬عمنر‪ :‬تناريأل افدب العربني ‪ - 540-539/2‬ابنن ك ينر‪ :‬البداينة والنهاي نة ‪- 306/1‬‬
‫الحمننوي‪ ،‬ينناطوت‪ :‬معجننم البلنندان ‪ - 338/2‬العسننكري‪ ،‬أبننو هننالك‪ :‬ديننوان المعنناني ‪ - 208/1‬البننديعي‪ :‬الصننبح المنبنني‬
‫عنن ن حي ين نة المتنب ن ني ص‪ - 142‬ابن نن حمن ندون‪ :‬التن نبكر الحمدونين نة ‪،135 ،95/8 ،81-67-30/5 ،308/4 ،301/7 ،82/5 ،172/4‬‬
‫نن‬
‫‪ - 388‬العمري‪ ،‬مسال افبصار ‪ - 254/1‬البهبي‪ :‬سير أعالم النبالا ‪.218/16‬‬
‫(‪ )2‬يبكر ياطوت أن الخالدية طرية من أعماك الموصك واليها ينسب الخالديين‪ .‬انظر معجم البلدان ‪.338/2‬‬
‫(‪ )3‬هنو ال َسنري بنن أحمند بنن السنري الرفناا ولند فني الموصنك‪ ،‬نشنأت بيننَ وبنين الخالنديين خصنومة وعنداو ‪ ،‬فاتهمهمنا بسنرطة شننعهر‪،‬‬
‫وأشعار غيهر‪ ،‬ونظم في هجائهما طصائد ك ير‪ .‬انظر ترجمتَ‪ :‬ال عالبي‪ ،‬اليتيمة ‪ ،137/2‬والىهرست ص‪.241‬‬
‫(‪ )4‬ديوانَ‪.412/1 :‬‬
‫(‪ )5‬ديوانَ‪.86/2 :‬‬
‫‪-36-‬‬
‫اولدقاا ووفاتهاا‬
‫تبدو مسألة والد الخالديين مجهولة عند المورخين‪ ،‬فلنم تَشنر المصنادر القديمنة ىلن تناريأل محندد لوالدتهمنا‪ ،‬غينر‬
‫أن بعض نهم ي نرجح أَن مول ندهما ك نان ف ني نهاي نة(‪ )1‬القننرن ال الننس الهجننري‪ ،‬أو بدايننة القننرن ال ارب نع الهجننري‪ ،‬ويعننود بلنن‬
‫الترجيح ىل أنهما طند أخنبا العلنم عنن بعنع العلمناا وافدبناا النبين توفنوا فني الربنع افوك منن القنرن ال اربنع الهجنري منن أم اك‬
‫ابن دريد المتوف (‪321‬هن)‪ ،‬وابن الخياش الَنحنوي المتنوف سننة (‪320‬هنن)‪ ،‬وأمنا وفاتهمنا فكنان فيهنا اخنتال‪ ،‬كبينر وعل أغلب‬
‫الظنن أن وفنا اف افكبنر أبنو بكنر محمند كاننت سننة (‪380‬هنن) (‪ ،)2‬بينمنا وفنا اف افصنغر أبنو ع منان‬
‫سعيد كانت طَ اربة (‪391‬هن)‪.‬‬
‫(‪ )1‬الخالديان‪ ،‬افشباه والنظائر‪ ،‬من مقدمة المحق ص أ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الحموي‪ ،‬ياطوت‪ :‬معجم افدباا‪ - 209/11 :‬ابن العديم‪ ،‬بغية الشلب في تاريأل حلب‪.179/10 :‬‬
‫‪-37-‬‬
‫سيرتهاا ونشأتهاا‬
‫لعنك أبنرز منا يمينز حينا الخالنديين اجتماعهمنا فني كنك مشنرب‪ ،‬واتىاطهمنا فني كنك غاينة فكأنهمنا أحَبنا معناَ‬
‫وعشنقا‪ ،‬وتغن ازل معناَ‪ ،‬وشافنا فني البينع وافدينر وتننقال فني المندن والحواضنر «وكنان منا يجمعهمننا منن أَخننو افدب‪،‬‬
‫م ك ما ينظمهما من أخو النسب‪ ،‬فهمنا فني الموافقنة والمسناعد ‪ ،‬يحيينان بنرو واحند ‪ ،‬ويشنتركان فني طنوك الشنعر‬
‫وينىردان‪ ،‬وال يكادان في الحضر والسىر يىترطان»(‪.)1‬‬
‫ولك نن ه نبا االش نتار ف ني الحي نا ك نان موض نع اس نتغارب وانك نار م نن أب ني الع نالا المع نري‪...« :‬ولهمننا ديننوان‬
‫ينسب ىليهما ال ينىرد فيَ أحدهما بشيا دون اآلخر ىال في أشياا طليلة‪ ،‬وهبا متعَبر في َولََد آدم‪ ،‬ىب كانت ال َجبل‬
‫ةَ‬
‫عل الخال‪ ،‬وطلََة الموافقة‪ ،‬فأ َما أن يعم َك الرجك شيئاَ من كتاب‪ ،‬م َيت َمََ اآلخر‪ ،‬فهنو أسنوف فني المعقنوك منن‬
‫أن‬
‫يجتمع علي الرجالن‪.)2( »..‬‬
‫وال نس نتشيع أن يىص نك الح نديس ع نن أح ندهما دون اآلخ نر‪ ،‬ل نبل س ننتابع الش ناعري َن مع ناَ ف ني تنقلهم نا بن نين‬
‫حواضر الدولة اإلسالمية آنبا ‪.‬‬
‫وتع َ َد المو َ‬
‫صك بدايةَ لنشأ الشاعرين وانشالطتهما نحنو مسنر الحينا ‪ ،‬فىيهنا نشنأا وترعرعنا‪ ،‬حينس تنرددا ىلن‬
‫المساجد والكتاتيب التي كانت ك ير الشيوع في بل العصر‪ ،‬فنهال منها بداية علمهما النبي كنان أساسناَ النشنال فكهرما‬
‫العلمي‪ ،‬وكانت هبه الكتاتيب سبباَ فني عشن الخالنديين لنادب والشنعر وحنب العلنم‪ ،‬فتكوننت لنديهما قافنة‬
‫متنوعة من خالك هبه الحلقات التي كان يومها الك ير من الصبيان البين أصبح لهم شأن كبير فيما بعد‪.‬‬
‫ونحننن نعل نم أن ال مسننجد الجننامع ف ني الموصننك كننان أوك الينننابيع الت ني اغت نر‪ ،‬منهننا الشنناع ارن قافتهمننا‬
‫وعلومهمننا‪ ،‬فقنند جل نف للت ندريف ف ني هننبا ال مسننجد علمنناا مشننهورون نننبكر منننهم اب نن جننني وأب نا عل ني الىارسني‬
‫اللبين كان هبا المسجد أوك محشة لتعارفهما وصداطتهما‬
‫( ‪)3‬‬
‫فيما بعد‪ ،‬وكان الخالديان من الرعيك افوك البي‬
‫دخك المسجد واكتسب منَ قافتَ وعلمَ ىل جانب الك ير من المعاصرين كما هو الحاك عند السري الرفاا‪،‬‬
‫وال شن فني أن الخال نديين طنند ان نتقال بعنند بل ن مننن الموصننك ىل ن بغننداد عل ن عنناد الك ي نرين مننن شننالب العل نم‬
‫حي نني–‬
‫ب‪،‬خلالدي‬
‫ب وص نشوعر ا‬
‫آن نبا ‪ ،‬حي نس كان نت بغ نداد مرك نز ىش نعاع علم ني ومح نش أنظ نار المتعلم نين م نن ك نكحن َد َ‬
‫سمأَ‪5‬م‬
‫الخالديان مجالف كبار العل ماا وافدباا المشهورين في بل العصر فارتادا حلقات ابن دريد وجحظة البرمكي‬
‫والصنولي (ت‪ 335‬هنن) وأبني بكننر أحمند بنن منصنور المعننرو‪ ،‬بنابن الخيناش النحنوي اللنبين يروينان عنننهم فني‬
‫كتابهم نا افش نباه والنظنائر‪ ،‬ولع نك قافتهم نا الموس نوعيَة ط ند اكتس نباها م نن ه نبه المجنالف وتل ن الحلقنات الت ني‬
‫أسهمت في تكوين بوطهما افدبي وفكهرما النقدي‪ ،‬ونظرتهما ال ىلسىية ىل الحيا لبل نالحظ ك نر تردادهمنا ىلن‬
‫مجننالف الكب ن ارا ووز ارا الدولنة م ننك ال نوزير أبني الى نتح الىضننك بنن جعى نر بنن الىن ارت‪ ،‬ال نبي نجنند الخال ندي افكبر‬
‫يسنتمع ىلن المنناظر التني جنرت فني حضنرتَ بنين متَن بنن ينونف القننائي الىيلسنو‪ ،‬وبنين أبني سنعيد‬
‫(‪ )1‬اليتيمة‪.214/2 :‬‬
‫(‪ )2‬المعري‪ ،‬أبو العاال‪ :‬رسالة الغى ارن‪ ،‬ص‪.416‬‬
‫(‪ )3‬ديهو جي‪ ،‬سعيد‪ :‬جوامع الموصك في مختل‪ ،‬العصور ص‪.9‬‬
‫‪-38-‬‬
‫السي ارفي(‪ )1‬في سنة عشرين و ال مائة(‪ ،)2‬اول ش فني أن لحضنوهرما تلن المنناظ ارت الىلسنىية والعلمينة التني‬
‫َن‬
‫ص يتهما‪ ،‬فكنان حناف‬
‫َ فني نبوغهمنا وشنيوع‬
‫َ ك ين ار‬
‫كان يرتادها خير الىالسىة والمتكلمين فني بلن العصنر أَ ن ار‬
‫اَز‬
‫لهما في تنقلهما بين أج ازا الدولة العربية العباسية وحاض ارتها المختلىة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أبو سعيد السي ارف ي‪ :‬هو الحسن بن عبد اهلل بنن المرزبنان السني ارفي‪ ،‬منن أكنابر النحنا وعلمناا العربينة فني القنرن ال اربنع الهجنري‪،‬‬
‫ولَ كتاب (أخبار النحويين البصريين)‪ ،‬توفي سنة ‪368‬هن‪ ،‬ودفن في بغداد‪.‬‬
‫(‪ )2‬المعري‪ ،‬أبو العاال‪ :‬رسالة الغى ارن‪ ،‬ص‪.416‬‬
‫‪-39-‬‬
‫الخالديان فِ جالر سيف الدولة‬
‫ال ندري مت انضم الخالديان ىل حاشية سي‪ ،‬الدولة البي مل حلنب(‪ )1‬سننة (‪333‬ه ن) ىال أنهمنا «وصنال‬
‫ىل حضر سي‪ ،‬الدولة ومدحاه‪ ،‬فأنزلهمنا وطنا َم بواجنبحضن َرتهما‪ )2(»..‬واسنتشاعا بب ارعتهمنا واجادتهمنا ك ين اَر منن‬
‫العلوم والىنون أَ َن يتق َربا منَ حت جعلهما أمينين لخ ازنة كتبَ(‪ ،)3‬وشاعرين من شع ارا بالشَ‪ ،‬وكنان ل ازمناَ‬
‫َ‪ ،‬ولهبا ن ارهما يمندحان هنبا القائند العربني بقصنائد حامنا‬
‫عليهمنا مجا ار شع ارا الشام والوافدين عل هبا افمير لنيك جوائز ه‬
‫فنني معانيهننا ح نوك المع ناني القديمننة‪ ،‬ودا ار فنني أسننلوبها فنني فل ن افسننلوب التقلي ندي الجننزك‪ ،‬وم نن أروع م ندائحهما‬
‫س روي أن سني‪ ،‬الدولنة بعنس ىليهمنا وصنيىةَ‬
‫الشنعرية فني سني‪ ،‬الدولنة تلن القصنيد التني نظمنت فني مدحنَ‪ ،‬حين َ‬
‫ووصيىاَ مع كك واحد منهما بَ َد َرَ وتخت من ياب مصر‪ ،‬فقاك الخالدي افكبر أبو بكر محمد مادحاَ سي‪،‬‬
‫الدولنة‬
‫واصىاَ كرمَ ونوالَ‪:‬‬
‫إاىل واالــــــــ فــــــــِ ال ىنــــــــوا ِِ ِحجــــــــي‬
‫لـــم ِي ِغـــد شـــكر ِ فـــِ الخال ئـــا ارِقـــا‬
‫جهاـــــــا لـــــــدينا الاِ ِاـــــــة الحنــــــــدي‬
‫شــــــــ ِرقِ ِت‬
‫ِخ ىولتِِنــــــــا شاســــــــا وجــــــــد ار أِ ِ‬
‫و ِ ِازلـــــــة قـــــــِ جهجـــــــة «جِقـــــــي »‬
‫ســــ ِنا «يوســــف»‬
‫رشــــأ أتانــــا وقــــو ح ِ‬
‫ت الاــــــا ِِ‬
‫ِحتىــــــى ِج ِع ِــــــ ِ‬
‫قــــــــ ا ولــــــــم تقنــــــــ جــــــــ ا ِ‬
‫وقــــــــ أِتـــــ ِت الوِـــــياة‬
‫وقــــــو ِن ِاــــــي‬
‫وقـــــِ تحاـــــِ جـــــدرة‬
‫وأتـــى ‪ِ.‬ـــى اهـــر الوِـــيف‬
‫الكـــي‬
‫ــــــــاشروبد والانكـــــــوحد‬
‫والاِجـــــــو‬
‫فغـــدا لنــــا اــــن جـــوِد ِ الاــــأكوِ والـــــ‬
‫ب بَ الملو ‪ .)4( »...‬وهبا موط ‪،‬‬
‫فقاك سي‪ ،‬الدولة «أحسنت ىال في لىظة المنكو ‪ ،‬فليست مما يَ َخاش َ‬
‫(‪) 5‬‬
‫‪ ،‬سني‪ ،‬الدولنة بحسنَ النقندي‬
‫من المواط‪ ،‬النقدية التي أشار ىليهنا ال عنالبي فني يتي متن ََ ‪ ،‬فقند عَن َر َ‬
‫المهرن‪،،‬‬
‫َ مبدعاَ‪ ،‬ىضافة ىل ما كان ي متلكنَ منن قافنة أدبينة جعلتنَ ي مينز غنس الشنعر منن سنمينَ ‪،‬‬
‫فقد كان شاع ار‬
‫ولنم تقتصر قافة سي‪ ،‬الدولة عل ميدان افدب فحسب بك تع َد اه ىل ميدان اللغة والنحو‪ ،‬فقد كنان ي ينر بعنع‬
‫ن‬
‫صوكلرتمت‬
‫القضايا اللغوية بين رواد مجلسَ ‪ ،‬ومن بل سوالَ البي وجهَ ىل من كان بحضرتَ مقعن‬
‫َيين‬
‫جمعهما ممدود‪ ،‬فبكر لنَ ابنن خالوينة(‪ )6‬كل متنين وننا َك عليهمنا ألىني دهرنم‪ ،‬وهنبا ى َن َدك علن شنيا فإنمنا َدك‬
‫َسن َع ة عل نم س ني‪ ،‬الدول نة م نن جه نة‪ ،‬وي ندك م نن جه نة أخ نر عل ن كرم نَ وسنخائَ َ‬
‫بن َ‬
‫غَ‬
‫عل ن‬
‫ر‬
‫م‬
‫ا ل ن بي ن َ‬
‫ا ل ع ل م ن اا‬
‫وافدباا‪ ،‬فبس بينهم ببل رو التنافف‪ ،‬فلم « يكن تشجيع سي‪ ،‬الدولة لادب من طبيك الهوف‪ ،‬وحب المد‬
‫واد ار ‪ ،‬ولشالم نا أيقن نظ الحاس نة الىني نة فن ني الشن نع ارا بىضن نك ى ن نار‬
‫فحس نب‪ ،‬بن نك كن نان أيضن ناَ نتيج نةَ بو وفهن نم‬
‫ا ل م ن اف س ات ب ي ن ه م » (‪. ) 7‬‬
‫(‪ )1‬الجرماني‪ ،‬تيودور بتشو‪ :،‬تح‪ ،‬افنباا في تاريأل حلب الشهباا‪ ،‬ص‪.68-55‬‬
‫(‪ )2‬ابن خلكان‪ :‬وفيات افعيان‪ ،18/2 :‬في ترجمة سي‪ ،‬الدولة‪.‬‬
‫(‪ )3‬الكتبي‪ ،‬ابن شاكر‪ :‬فوات الوفيات ‪.52/4‬‬
‫(‪ )4‬انظر هبا الخبر‪ :‬الشريشي‪ :‬شر مقامات الحريري ‪ - 231/2‬الحريري‪ :‬در الغواص ‪.62/1‬‬
‫(‪ )5‬ال عالبي‪ :‬يتيمة الدهر ‪.17/1‬‬
‫‪-40-‬‬
‫(‪ )6‬ال عالبي‪ :‬يتيمة الدهر ‪ 19/1‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )7‬غريب‪ ،‬جورج‪ :‬العصر العباسي‪ :‬نمابج شعرية محللة ص‪ 190‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-40-‬‬
‫وطند ألمننح (بالشننير) ىلنن هننبا افمننر فنني أ ننناا تعليقننَ علنن مشالعننات المتنبنني الدائمننة‪ ،‬وبح ننَ النندووب فنني‬
‫المسائك اللغوية والنحوينة حينس طناك‪« :‬هنبا لعمنري شنيا شبيعني جنداَ ىبا منا علمننا الظنرو‪ ،‬الحرجنة التني حملتنَ‬
‫علن أن يتلقن ضنربات خصنومَ التني سنبَبتهاسن َعةَ علمنَ‪ ،‬وأن يتنأل فني المناطشنات النحوينة واللغوَينة التني كنان‬
‫ي يهرا أحياناَ بخبس‪ ،‬سي‪ ،‬الدولة بالبات‪.)1( »...‬‬
‫وكانت هبه المناطشات ت ير وال ريب بعع الخصومات بين شع ارا سي‪ ،‬الدولة ولكنها في الغالب لم تتسنم‬
‫عر حتن أن‬
‫بشابع العن‪ ،‬البي اتسمت بَ معركة المتنبي وخصنومَ النبين أكنك الحقن َد طلنبهم(‪ )2‬الفتتنان افمينر بشن ه‬
‫أحنندهم وهننو أبننو ع مننان الخالنندي طنناك لسنني‪ ،‬الدولننة ىننن لتغننالي فنني شننعر المتنبنني(‪ ،)3‬اطتننر علينننا مننا شننئت مننن‬
‫طصائده حت نعم َك أجود منها‪ .‬فأعشاهما القصيد التي مشلعها(‪:)4‬‬
‫ا‬
‫ولِحـــــب اـــــا لــــــم يجـــــ ِ‬
‫واـــــا جقــــــِ‬
‫لعينيــــ اــــا يِقــــى الاــــااد واــــا لقــــِ‬
‫فلما أخباها طاك أبنو ع منان فخين أبني بكنر‪ ،‬منا هنبه منن طصنائد َه الشناننات فناي شني َا أعشاننا ىياهنا‪ ،‬نم‬
‫ف َك ار فقاك أحدهما لصاحبَ واهلل ما أ ارد ىال هبا البيت‪:‬‬
‫أ ار جــــــارِ ــــــم قــــــا لــــــ‬
‫الحــــــا‬
‫إ ا شــــــا ِ أن يِهــــــو جِحيــــــة أحاــــــا‬
‫فتركا القصيد ولم يعاوداه ولم يعمال شيئاَ‪.‬‬
‫ومننن الخصننومات التنني دارت فنني ب نالش سنني‪ ،‬الدولننة معركننة ب نين الس نري الرف ناا والخال نديين‪ ،‬وك نان ال َس نري‬
‫شعر‪ ،‬وطد دفع بل ىل االنتقام منهما حيس كان «يد ََف فيما يكتبَ من شنعهر أحسنن شنعر‬
‫الرفاا يتهمهما بسرطة ه‬
‫عر‪ ،‬ويشنننع بننبل علنن الخالننديين‪ ،‬ويغننع منهمننا‬
‫الخالننديين‪ ،‬ليزي ند فنني حجننم مننا ينسننخ وينىنن سننوطَ‪ ،‬ويغلنني سنن ه‬
‫ويظهر مصدا طولَ في سرطتهما‪.)5( »...‬‬
‫سن ري يىنرج عنن نىسنَ‬
‫وكانت لهبه المعركة آ ار أدب ية ال تخلو من ش ارفة وظ َر‪ ،‬فحين يشنت َد الحنن بال َ‬
‫وينتقم من خصمَ ‪ ،‬ولكن ليف بمىتا يسيك بَ دمَ كما فعك ابن خالويَ مع المتنبي‪ ،‬وا نما بقصيد طد‬
‫يكون‬
‫لهنا منن الوطنع أك نر منن ضنربة مىتنا أو طبيىنةم َح َبنر‪ ،‬وطناك بنديهاَ بحضنر سني‪ ،‬الدولنة وطند أمنهر أن يهجنو‬
‫س َب ََ‬
‫الخالدي افكبر و َس َم اه طَ َن افاَ وأَ َمَهرَ أن َيَن َ‬
‫ىل َبَي َع َد وا َا الىأر(‪:)6‬‬
‫يـــــــ ِجِ‬
‫ِيك ِايـــــــ ِ أِ ىن ق ِنافـــــــا ِار ِ‪.‬ـــــــ ِ ِ‬
‫ســــ هم‬
‫يــــا قا ِتــــ ِِ الاِــــأِ ِر ِحتىــــى اــــا ي ِح ا‬
‫ِــر فــِ الشــعر أِ ِخِِقِــ‬
‫قــد كــان لــِ ِو ر‬
‫ِ ِجــا ِ ِفالقِــى ال ِحــ ِي ِن ِاــ ِن فِــ ِر ِ‬
‫ا‬
‫قجــِ ال ه‬
‫أِ ِقـــِ ال ِانـــا ِز ِِ‬
‫ســـ ِ‬
‫ا‬
‫فـــِ ِـــ ِج وال ِ ِ‬
‫اــا جــا ِِ فــِ أ نــِ‬
‫اــن ِشــ ِع ِر ِ ال ِخِِــ ِ‬
‫ا‬
‫لـــــي ِ القـــــريِ ِدوا ِ الاـــــأ ِر تح ِاِـــــ‬
‫جــــي ِن ال ا‬
‫شــــوا ِر ِ والســــواا‬
‫ســـ ِرِق ِت ِشـــعرِ وكـــردو أخـــو فقـــد‬
‫ِ‬
‫ر ِجــــ ِ‬
‫ا‬
‫فــــِ ِ‬
‫شــــ ِه ِرتاا ِجــــ ِي ِن كــــِ‬
‫ســــ ِر ِ‬
‫ا‬
‫ال ىنــــا ِ جال ِ‬
‫(‪ )1‬بالشير‪ ،‬أبو الشيب المتنبي ص‪.243‬‬
‫(‪ )2‬الشكعة‪ ،‬مصشى ‪ :‬فنون الشعر في مجتمع الحمدانيين ص‪.162‬‬
‫(‪ )3‬بالشير‪ ،‬أبو الشيب المتنبي ص‪.205‬‬
‫(‪ )4‬المتنبي‪ ،‬ديوانَ بشر العكبري ‪.434/1‬‬
‫‪-41-‬‬
‫(‪ )5‬يتيمة الدهر ‪.138/2‬‬
‫(‪ )6‬السننري الرفنناا‪ :‬ديوانننَ ‪ - 503/2‬القَن نا‪ :،‬بض نم الق نا‪ ،‬وكس نهرا‪ :‬الكبي نر افن ن‪ - ،‬ال َح نَين‪ :‬اله نال ‪ -‬الىَ ن َر ‪ :‬الخ نو‪ ،‬والىَن َزع ‪-‬‬
‫َكرَدو َف‪ :‬لعلَ أ ارد بَ أنَ منقبع مجتمع بعضَ ىل بعع أي‬
‫طصير َم َح َبكَر‪.‬‬
‫‪-41-‬‬
‫فالسري في هبه القصيد يتهم الخالنديين صن ارحةَ بسنرطة أشنعاهر‪ ،‬ويصنور بلن تصنوي اَر سناخ اَر نستشنعر فينَ َحرطة‬
‫واضحة من السري‪ ،‬فهك كان الخالديان يغي ارن حقاَ عل أشعاهر‪ ،‬أم أن بل مجنرد ادعنااات باشلنة يتخيلهنا‬
‫السري ويتوهمها حقيقةَ‪.‬‬
‫ومنن المننرجح أنهنا مجننرد ادعننااات مزعومنة‪ ،‬ولعننك مننا ي بنت الشننيا النبي نننبهب ىليننَ هنو طنوك ال عننالبي ىن‬
‫الس نري حينم نا جع نك ي نوَر وينس نأل دي نوان أب ني الى نتح كش ناجم «‪ ..‬كنننان ينندف فيمنننا يكتبننن مننن شنننعره أحسننن شننعر‬
‫الخالديين‪ ،‬ليزيد في حجم منا ينسنخَ‪ ،‬وينىن سنوطَ‪ ،‬ويغلني شنعهر‪ ،‬ويشنَنع بنبل علن الخالنديين‪ ،‬ويظهنر مصندا‬
‫طولَ في سرطتهما‪ ،‬فمن هبه الجهة وطعت في بعع النسأل من ديوان كشاجم زيادات ليست في افصوك المشهور‬
‫منها‪ ،‬وطد وجدتها كلها للخالديين بخش أحدهما‪.)1( »...‬‬
‫و مة سبب يندعم هنبه الىكنر‪ ،‬وهنو حظنو الخالنديين ومنزلتهمنا الرفيعنة العالينة التني كاننا يشنغالنها فني‬
‫ح ضر افم ارا وأرباب السلشة من بوي افدب والنقد‪ ،‬فعندما بهبا ىل بالش سي‪ ،‬الدولة‪ ،‬وكان الس ري الرفاا‬
‫ي مكان نَ وي تج نَ ىل ن بغ نداد طاص نداَ‬
‫يش نغك منص نب ش ناعر س ني‪ ،‬الدول نة‪ ،‬اس نتشاعا أن يشعن نا ب نَ ليخل ن َ‬
‫ال نوزير‬
‫المهلبي‪ ،‬لعلَ يجد عوضاَ ع م ا طد فاتَ هنا ‪ .‬في الوطت البي وضعهما س ي‪ ،‬الدولة فيَ أمينين لخ ازنة‬
‫كتبَ‪ ،‬وهنبا مركنز ل نم يصننك ىلي نَ شننخص عننادي عننند افمي نر الشنناعر سنني‪ ،‬الدول نة‪ ،‬ب نك كننان يىت نرع في نَ أن‬
‫َ عارف ناَ ب نأمور افدب كله نا‪ ،‬والس نبب ال ال نس أن الس نري الرف ناا ط ند شَ نرد م نن ب نالش‬
‫يكننون عالم ناَ ناط نداَ ش ناع ار‬
‫ال نوزير‬
‫المهلبي بسبب وفود الخالديين ىليَ وت ل يبهما السن ري الرفناا ممنا جعلهمنا يحنتالن منزلنة عالينة عننده‪ ،‬وهنبا منا‬
‫َ منن بنالش سني‪ ،‬الدولنة والنوزير المهلبني ‪ -‬ىلن أن يعنو َد ىلن مهنتنَ ‪ -‬وهني الرفنو‬
‫س ري ‪ -‬بعند شنرد ه‬
‫حد ا ب ا ل َ‬
‫والتشريز ‪ -‬فتسلش عليَ الىقنر وركبنَ الندين وعندم القنوت‪ ،‬ممنا اضنشهر ىلن أن يمنتهن الو ارطنة باإلضنافة ىلن‬
‫مهنتَ افساسية ‪ -‬وهنبا منا دفعنَ منن حينس يقصند أو ال يقصند ‪ -‬ىلن زيناد حجنم الكتنب التني كنان ينسنخها‬
‫َ من أجك أن يسد أفواه الدائنين البين كانوا يشرطون بابنَ فني كنك حنين منن جهنة‪ ،‬ولكني‬
‫لكي ينا َك عليها أج ار‬
‫َدَي نناَ كنان علينَ بكتنا َب وينبكر غريمناَ‬
‫يجمنع منا يمسن بنَ رمقنَ منن جهنة انينة‪ ،‬وطند طناك يصن‪،‬‬
‫بمشالبتَ‬
‫لنَ يوبي نَ‬
‫َ ََ(‪:)2‬‬
‫و َع َس ى‬
‫ِ ِجـــا‬
‫ِ‪.‬ـــ ِ ي ِرِ ِاـــ ِن الـــد ِي ِن الـــ ِ ارح ‪.‬‬
‫‪ِ.‬ـــى كــــِ قِــــب ال‬
‫كــــِ‬
‫‪ِ.‬ـــى‬
‫‪.‬ــــات ِ‬
‫ا‬
‫يســـا ِئِ ‪.‬نـــِ وقـــ ِو‬
‫وارتِ ِقـــــــــب لـــــــــِ ـــــــــ ِد ِوة و ِ‪.‬شـــــــــية‬
‫لِـــِ ِ ِيـــر وا ِاـــ ِ‬
‫ا‬
‫‪ِ.‬ــــى ِناِــــر ِا ــــ ِِ ال ِججــــا ِِ ال ى‬
‫شــــواق ِ‬
‫ا‬
‫ســـــــــــا ِجريى ِة أ ِد ِر ِجـــــــــــ ِت‬
‫وارويىـــــــــــة كال ى‬
‫ســـــــاالِ ِ‬
‫ا‬
‫شـــــــــي‬
‫واا ِقرقـــــــا كـــــــاآل ِِ ِجـــــــ ِي ِن ال ى‬
‫فجا ِرنهـــــــــا كـــــــــالج ِرِد ناـــــــــ ِن ِم ِو ِ‬
‫وِي ِع ِجــــز ‪.‬ــــن لقيــــا ســــيو ِ‬
‫ِـــــ ِ‬
‫ف ال ِوِــــائ ِ‬
‫ا‬
‫ف ِجو ِج ه‬
‫ور ىب ِفتِـــــى ِي ِِقـــــى ال ا‬
‫ســـــيو ِ‬
‫ِلنــــت لهــــم لِ ِا ِاــــِ ولــــو كنــــت ِانــــا‬
‫أ‬
‫ِلالقِــــ ِت حقــــوا القــــوِم ِح ِِاِــــة جارــــِ‬
‫(‪ )1‬ال عالبي‪ ،‬اليتيمة ‪.138/2‬‬
‫(‪ )2‬السري الرفاا‪ ،‬ديوانَ‪ - 489/2 :‬السمال ‪ :‬جمع‬
‫ا نوا ِرــــــ ِ‬
‫شــــــهادةِ خــــــ ِر جــــــالحقو ِ‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫ِك ِاــا القِــ ِت ال ى‬
‫ِِ‬
‫ا‬
‫ِــوا ‪.‬‬
‫شــج ار ِ إحــدِ ال ى‬
‫َس َملَ ‪ :‬وهو افرع المستوية ‪ -‬الشج ارا‪ :‬أرع ك ير الشجر‪.‬‬
‫‪-42-‬‬
‫وهبه شهاد أخر منن السنري نىسنَ ‪ ،‬فمنن يحلن‪ ،‬افيمنان الكاببنة منن أجنك أن ينكنر حن الرجنك النبي‬
‫استدان منَ ليف غريباَ عليَ أن يدلف الشعر‬
‫ويسرطَ ‪.‬‬
‫وهك نستغرب مد ابن الصاب ا لهما‪ ،‬وهو من هو في افدب والشعر‪ ،‬في طصيد مشولة يبرز حسناتهما‬
‫ويىضلهما عل القاصي والداني من أفاضك الناف و َس َ ار افدباا‪ ،‬ومما يقوك فيهما(‪:)1‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ســــــــ ىي ار‬
‫أرِ الشــــــــا ‪ِ .‬رين ال ِخال ــــــــديين ِ‬
‫جــــــواقر اــــــن أِِج ِكــــــا ِر لِ ِاــــــا و‪.‬ونــــــ‬
‫قـــــــــو م فيهاـــــــــا‬
‫تنـــــــــاز‬
‫ة‬
‫وتناقيـــــــــوا فرائاــــــــــ‬
‫قالــــــــــت ســــــــــعي د اقــــــــــ د م‬
‫حكاــِ‬
‫إلــى‬
‫وِــاروا‬
‫فأِــِحت جي ـنهم قاــا فــِ‬
‫اجتاــا الايــِ زوف االــف كـــــ ا‬
‫فرقـــــدا الاِاـــــا لاـــــا تشـــــاكال‬
‫فزوجهاــــــا اــــــا ا ِــــــ فــــــِ‬
‫اتااقــــــ فقــــااوا ‪ِ.‬ــــى ِــــِ‬
‫وقــــا جاــــيعهم‬
‫قِـــــائ ِد ِي ِا ِنـــــى الـــــ ىد ِقر وقـــــِ ت ِخ ى‬
‫ِـــــد‬
‫يقِـــــــــر ‪.‬نهـــــــــا ارجـــــــــز واقِـــــــــد‬
‫واـــــــــــر جـــــــــــداِ جيـــــــــــنهم‬
‫يتـــــــــــر د د ورائاــــــ ة قالــــــت‬
‫لهــــــم جــــــِ احاــــــ د واــــــا‬
‫قِــــــت إال جــــــالتِ قــــــِ‬
‫أرشــــــد واعناقاـــــا اـــــن حيـــــ ي‬
‫جـــــت ااـــــرد ‪.‬ــــال أشــــكال قــــِ‬
‫ا أم ا أاجــــ د وفردقاــــــــا‬
‫جــــــــين الكواكــــــــب أوحــــــــ د‬
‫ريــــينا وســــاوِ فرقــــد‬
‫ال رِ فرقــــد‬
‫ومنا أعندك هنبه الحكومنة مننن أبني ىسنحا (‪ ،)2‬فهمنا فني الموافقننة والمسناعد إ يحيينان بنرو واحند ويشننتركان‬
‫في طرع الشعر وينىردان‪ ،‬وطد وص‪ ،‬شعر الخالدي افصغر بقولَ‪« :‬شعره يختلش بأج ازا النىف لنىاستَ‪ ،‬ويكناد‬
‫يىتن كاتب لسالست‪.)3(»...‬‬
‫وبع َدإ أيمكن أن يكون حكم ابن النديم عل ال َسري بأنَ طد سنر َ شنعر أبني منصنور بنن البن ار وَن َسنَبََ ىلن‬
‫نىسنَ‬
‫س يقوك‪« :‬ىن السري سَر شعهر وانتحلَََ‪ )4( »..‬وابن النديم كان معاص اَر للخالديين‪ ،‬والسنري الرفناا‪،‬‬
‫من ف ارف؟! حي َ‬
‫وابنن‬
‫‪ ،‬ما يدوَر في بل‬
‫الب ار ‪ ،‬ولهبا فحكمَ يكون صائباَإ فنَ يعر َ‬
‫العصر‪.‬‬
‫الخالديان في حضرة الوزير المهلبي‬
‫يبدو أن الص ارع البي احتدم بين السري الرفاا والخالديين والبي ترحك السري الرفاا نتيجةَ لنَ ‪َ -‬م َجَبن اَر ‪-‬‬
‫عن حلنب عناد ليشنتعك منر أخنر ‪ ،‬بعند أنعن َزَم(‪ )5‬الخالنديان علن الترحنك شنشر بغنداد طاصندين وزيهرنا المهلبني‪،‬‬
‫وط ند استش نعر الس نري ه نبا الخش نر ال نداهم طب نك وص نولهما ف ن ار َيح ن َبر أدب ناا بغ نداد منهم نا‪ ،‬وم نن ىغارتهم نا عل ن‬
‫أشعارم‪ ،‬ومن هوالا أبو ىسحا الصاب ا فقاك محب اَر ىياه من ىغارتهم عل شعره(‪:)6‬‬
‫ه‬
‫قِـــــــــ ِد أ ى‬
‫اِتِـــــــــ ِ يـــــــــا أجـــــــــا إســـــــــحا‬
‫اـــــــ ِر ال ى‬
‫شـــــــ ِز‬
‫وِأتـــــــا ِ ال هاـــــــام و ال ىن ِ‬
‫ِــــــــا ِرة الِ ِاــــــــ ِا وال ِا ِعــــــــانِ الــــــــدقِا ِ‬
‫ا‬
‫ِر إليهـــــــــــا والِـــــــــــ اِ و اإلرـــــــــــ ِار ِ‬
‫ا‬
‫(‪ )1‬ال عننالبي‪ ،‬يتيمننة النندهر‪ - 214/2 :‬العباسنني‪ ،‬معاهنند التنصننيص‪ - 17/1 :‬المنندني‪ ،‬أنننوار الربيننع فنني أنننواع البننديع‪- 231/3 :‬‬
‫تشاكال‪ :‬تشابها ‪ -‬الىرطد‪ :‬النجم‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقلَد أبو ىسحا الصابي ديوان الرسائك عند الوزير المهلبي سنة ‪349‬هن‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال عالبي‪ ،‬من غاب عنَ المشرب‪ :‬ص‪.58‬‬
‫(‪ )4‬ابن النديم‪ ،‬الىهرست ص ‪.240‬‬
‫(‪ )5‬ال عالبي‪ ،‬اليتيمة‪.214/2 :‬‬
‫‪-43-‬‬
‫(‪ )6‬السري الرفاا‪ ،‬ديوانَ‪.498/2 :‬‬
‫‪-44-‬‬
‫قِ ِرــــــــ ِرة لــــــــو تِ ِجــــــــ ا‬
‫ف ِاــــــــ ِن‬
‫ِــــــــ ِرِ‬
‫قِ ر‬
‫ســــــــ ِت ِج ِعــــــــ ِدقا ر‬
‫د ر‬
‫ِ ِ ِ ســــــــوم الشــــــــقِا ِ‬
‫ا‬
‫فاتى ِخــــــــ ِ ِا ِع ِقــــــــال‬
‫ِ ِح ِايــــــــ ِ‬
‫لِ ِشــــــــ ِع ِر ِ ي‬
‫ا‬
‫اـــــــــــــــرو ِ‬
‫ال ِخـــــــــــــــ ِوا ِر ِف ال‬
‫اـــــــــــــــىار ِ‬
‫ا‬
‫ســــــ ىم‬
‫ال ى‬
‫ِــــــ ِا ِو ِاا ِئــــــ‬
‫فــــــِ ِ‬
‫ِ ال ىرِقــــــ ِار ِ‬
‫ا‬
‫ســــــــري ِر‬
‫فأيــــــــحى ‪ِ.‬ــــــــى ِ‬
‫ال ِعــــــــ ار ِ‬
‫ا‬
‫قجــــــــــِ ِرِق ار ِقــــــــــ ِ ال ِج ِديــــــــــ ِد يريــــــــــا‬
‫شـــ ان ال ِغـــا ِار ِت فـــِ الِجِِـــ ِد‬
‫كـــا ِن ِ‬
‫القِ ِاـــ ِر‬
‫شعر‪ ،‬وكي‪ ،‬روعنا أبكنار طصنائده‪ ،‬وسنرطا أجمنك معانين فيسنخر‬
‫ويمضي السري في وص‪ ،‬ىغارتهما عل ه‬
‫منهما بأسلوب الب َع جميك‪ ،‬م ينتقك بعد بل ىل مد أبي ىسح ‪:‬‬
‫وقــــ ِ فــــِ ا ِعشــــر ِ‬
‫أنـــــت اـــــن تِســـــ هِ الاعـــــالِ ‪ ِِ.‬يـــــ ِ‬
‫ِــــ ِعاب الا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ ارقــــِ‬
‫ســــــــا ِور ارقــــــــِ‬
‫شـــــــ ِعِِة اـــــــا لِ ِاـــــــن ت ِحـــــــا ِوِ ِحـــــــ ِرز‬
‫ِح ىيــــــــة اــــــــا لِ ِاــــــــن ت ِ‬
‫ِجـــــــــــا ِ‬
‫ا‬
‫إاـــــــــــا تِ ِعـــــــــــاف قـــــــــــج ِ ا إل‬
‫ســ ِوف أقـــدِ إليــ اـــن ِخــ ِدِم ال ِا ِجـــ ِد‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ســــــــاها فــــــــِ ال ِج ِجــــــــا واآل ِاــــــــا ِ‬
‫ا‬
‫كــــــِ ِارجو ِ‪.‬ــــــة ‪ِ.‬ــــــى اســــــا ِجــــــاد‬
‫وِ‬
‫سري فمكانتهما في نىف أبي ىسح كانت أكبر من أن تزعزعها طصنيد‬
‫ىالَ أن بل لم يج َد نىعاَ مع ال َ‬
‫السري‪ ،‬فقد كان يَك ن لهما المحبَة والود ويىضلهما عل السري الرفاا ويتضح بل في رسالة منَ ىليهما يوكد‬
‫فيها محبتَََ‪ ،‬ويكبب من نقك ىليهما غير بل ‪ ،‬فيقوك‪« :‬لو كان لكما ‪ -‬أيندكما اهلل ‪ -‬خصنم يجتمنع لنَ شنعر‬
‫البحتري‪ ،‬وغناا ىب ارهيم بنن المهندي‪ ،‬وكتابنة جعىنر بنن يحين البرمكني‪ ،‬ومنباكر افصنمعي‪ ،‬وظَن َر‪ ،‬عرينب‪،‬‬
‫َ لَ وا ن‬
‫وما كنت ىالَ حرباَ لَ وا ن سالمني‪ ،‬نابياَ عنَ وا َن ب َرني‪ ،‬هاج ار‬
‫و‬
‫وصلني‪.‬‬
‫ي» الشناعر علن عنداوتكما‪ ،‬والرضنا بنالشعن عليكمنا ولَن َم وضنعتما عهندي‬
‫فكي‪ ،‬ظننتمنا بني مسناعد «سنر َ‬
‫في هبه المنزلة من الضع‪ ،،‬وموَدتي في هبه الرتبة من الوهن؟ ومت أريتماني أَرعي أَحداَ سمعاَ في بم صنديقي‬
‫ومسااتَ‪ ،‬وأَضرب صىحاَ عن ح ارستَ وخالفتنَ؟ وهنك عرفتمنا منن شبعني علن شنوك الصنحبة‪ ....،‬أمنا‬
‫واللَن ََ‪ ،‬لنو‬
‫تواتر ىل َي عنكما طبيح يرتىع فيَ الش ‪ ،‬ويقع بتناصهر العلنم‪ ،‬لخرجنت فني طبولنَ عنن اإلجمناع‪ ،‬ورضنيت فني‬
‫دفعنَ‬
‫ي» كالمن فيكمنا وشعنن عليكمنا‪ ،‬وأننا ىب با ال أجمنع بنين‬
‫باإلنى ارد‬
‫نعنم ‪ -‬أَيندكما اهلل ‪ -‬تنأَ َد ىلن َي منن «سنر َ‬
‫ت استماع شعر مدحني بَ‪ ،‬فلم أَجب ىل با ىالَ بعد أَن شرشت أالَ يقرع سمعي‬
‫اسمَ وشخصَ‪ ....‬مسئل َ‬
‫م نن َ‬
‫بكننر لكمننا بسننوا‪ ،‬وال ىشننار فيكمننا ىلنن غمننز‪ .‬فبننبك لنني مننن نىسننَ بل ن وتجنناوهز ىلنن أن شل نب الصننلح‪ ،‬وجننح ىلنن‬
‫السلم‪...‬‬
‫ت ما أصنانعكما بنَ‪ ،‬وان كنان‬
‫هبا ‪ -‬أيدكما اهلل ‪ -‬شر ما جر ‪ ،‬واهلل ما حبفت ما استحييكما منَ‪ ،‬وال زد َ‬
‫مقبوالَ فقد اتىقنا‪ .‬وان كنان منردوداَ فالموافقنة توضنح الشنبهة‪ ،‬والداللنة تنزيح الَعلَنة‪ ،‬واالجتمناع عنن طنرب ينأتي علن‬
‫ت عبركما ‪ -‬ىن شناا‬
‫وان اعتبرتما ىلي من تسرعكما ىل الريب‪ ،‬وعجلتكما ىل الش ‪ ،‬سامحتكما‪ ،‬وطبل َ‬
‫بل‬
‫كلَ‪،‬‬
‫اهلل»(‪.)1‬‬
‫‪-45-‬‬
‫(‪ )1‬رسائك أبي ىسح الصابي (مخشوش في القاهر رطم ‪ ،)1466‬ورطة [‪ 183‬ظ]‪ ،‬نقالَ عن ديوان الخالديين ص‪.169‬‬
‫‪-46-‬‬
‫ولما أدخل اليأف من أبي ىسح حناوك ‪ -‬جاهنداَ ‪ -‬أن يىضنحهما فني العن ار ‪ ،‬ويكشن‪ ،‬سنرطاتهما‪ ،‬ويحنبر‬
‫افدباا منهما وبل من م ك طصيدت التي وجهها ىل أبي الخشاب وفيها يقوك(‪:)1‬‬
‫ِج ِكــــــــر ِت ‪ِ.‬يـــــــــ ِ ا ِغيــــــــرة الِ ِ‪.‬ـــــــــ ار ِب‬
‫ا رجيعــــــــة جــــــــن ا ِكــــــــ ىدم‬
‫ِو ِرِد العــــــــ ار ِ‬
‫ا ِيا ِجــــــ ِ يــــــا أجــــــا ال ِخ ى‬
‫رــــــا ِب‬
‫فــــــا ِحاِ ِ‬
‫و‪.‬تِ ِجـــــة جـــــن الحـــــا ِر جـــــ ِن ِشــــــها ِب‬
‫فالسنري يكنهر الخالنديين ك ارهنة شنديد ‪ ،‬ويشاردهمنا أَنن بهبنا‪ ،‬منع أنهمنا(‪ )2‬مننن أر شننع ارا عصننهرما وكننان‬
‫هجاهو لهما ال يخلو من سخرية البعة‪ ،‬ونكتة ضاحكة‪ ،‬بك أمعن ال َسري في السخرية بالخالديين ووصىهما بمغير افعنن‬
‫ارب‪ ،‬فصننور أحنندهما بربيعننة بننن مكنندم وال نناني بعتبننة بننن الحننارس وهمننا مننن فتيننان العننرب وفتنناكهم‪ .‬ووصننلت طافلة الخالديين‬
‫ىل ديار الوزير المهلبي في بغداد غينر آبهنين بمقالنة السنري الرفناا عنند أصنحاب الرفعنة «ودخنال‬
‫ب‬
‫ىل المهلبني‪ ،‬و لبنا سنرياَ عننده‪ ،‬فلنم يحنظ مننَ بشائنك وحصنال فني جملنة المهلبني ينادماننَ‪ ،‬وجعنال ه َجي ارهمنا لن َ‬
‫ي والوطيعنة فينَ‪ ،‬ودخنال ىلن الرووسناا وافكنابر ببغنداد‪ ،‬فَىَ َعن َك بنَ م نك بلن عنندهم‪ ،‬واطنام ببغنداد ينتظلم‬
‫َسنر ي‬
‫(‪)3‬‬
‫منهمنا ويهجوهمننا‪ . »...‬ويبع نس بالقص نيد تل نو افخنر مح ناوالَ ني نك الحظنو عن ند النوزير المهلب ني ىال أن أَ َبن المهلب ني‬
‫كانت في صمم عن كك ما طالَ في الخالديين‪ ،‬فهبا أبو ع مان الخالدي يمد الوزير المهلبي‪ ،‬فيقوك(‪:)4‬‬
‫ت أِ ِوِد ِ‪.‬ـــــــ ِ اإل لـــــــ ِ حيارـــــــة‬
‫إ ِن ِ ِجـــــــ ِ‬
‫ِ ِنــــــ ِد‬
‫ويكــــــون اــــــن ِاقِــــــة كتاجــــــ ‪.‬‬
‫ت أجاحــــــــــــ ِ التىِرحيجــــــــــــا‬
‫وا ا قــــــــــــدا ِ‬
‫كقاــيس «يوســف» إ أتــى «يعقوجــا»‬
‫فأبو ع مان الخالدي يمد في هنبه افبينات النوزير المهلبني‪ ،‬والمنزلنة التني يحظن بهنا هنبا النوزير الشناعر‬
‫عند معز الدولة سلشان بني بويَ‪.‬‬
‫وفبي ع مان الخالدي طصيد أخر يمد فيها الوزير المهلبي‪ ،‬وطد عزم عل الرجوع ىل وشنَ(‪:)5‬‬
‫لِــــــ ِد ِي ِ اســــــتورنات لــــــي تِِرتِ ِحـــــــِ‬
‫إنــــــــا لِ ِن ِرحــــــــِد والقــــــــوا أجاعهــــــــا‬
‫ِنـــــــ ِدا ِ ِي ِغاـــــــرق ىن العـــــــارِ ال ِه ِرـــــــِ‬
‫لِه ىن اـن خِاـ الـ اروِ الِريـِد واـن‬
‫وكــــــــِ ــــــــاز إ ا ِح ى‬
‫ِ ِنـــــــ ِد القِِاـــــــِ‬
‫فِـــــــر ىن ِـــــــ ِر شـــــــِ ‪.‬‬
‫ِــــــــ ِت ني ِاتــــــــ‬
‫وكانننت وفننا المهلبنني سنننة (‪352‬هن ن)‪ ،‬وال نس نمع ش نيئاَ ع نن حي نا الخال نديين فيم نا بع ند‪ ،‬فأش نهر منا ع نر‪ ،‬ب نَ الخالديان‬
‫مهاجا الشاعر السري الرفاا لهما‪ ،‬وَنهَ أمر هنبه المشناجر ىلن حن َد «أن صنار أفاضنك العن ار والشنام‬
‫فرطتين ىحداهما وهي في ش الرجحان تتعصب علي لهمنا لىضنك منا رزطناه منن طلنوب الملنو وافكنابر‪ ،‬وافخنر‬
‫تتعصب ل عليهما‪.)6( »...‬‬
‫(‪ )1‬السري الرفاا‪ ،‬ديوانَ ‪ - 410/1‬ربيعنة بنن مكندم‪ :‬كنان فنارف العنرب فني الجاهلينة وهنو منن بنني فن ارف بنن غننم بنن مالن بنن كناننة‪- .‬‬
‫عتبة بن الحارس بن شهاب‪ :‬من فرسان العرب في الجاهلية‪ ،‬ويقاك ىنهما من فتا العرب‪ .‬ينظر العقد الىريد‪ 60/1 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬الشكعة‪ ،‬مصشى ‪ :‬فنون الشعر في مجتمع الحمدانين ص‪.440‬‬
‫(‪ )3‬البغدادي‪ ،‬تاريأل بغداد ‪-194/9‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪.109‬‬
‫(‪)5‬الديوان‪.145 :‬‬
‫(‪ )6‬اليتيمة‪.504/1 :‬‬
‫‪-47-‬‬
‫وال شنن ف نني أن منننن أهننم وأطننو أنصنننار الىرطننة افولننن أبنننا ىسنننحا الصننابي النننبي وصنن‪ ،‬شنننعر الخال نندي‬
‫افصغر بقولَ‪« :‬شعر يختلش بأج ازا النىف لنىاستَ‪ ،‬ويكاد يىتن كاتب لسالست‪.)1( »...‬‬
‫(‪ )1‬ال عالبي‪ ،‬من غاب عنَ المشرب ‪..58‬‬
‫‪-48-‬‬
‫أخالقهاا و‪.‬قيدتهاا‬
‫ىن الم تتبع لشعر الخالديين يستخلص من شبيعنة الحينا التني كنان يعيشنها هنبان الشناع ارن‪ .‬فهمنا فني تنقنك‬
‫مستمر َب َي َن مدن الدولة العباسية المت ارمية افش ار‪ ،‬وحواضهرا‪ .‬وهبا التنقك جعلهما يحشان رحالهما في ك ير من‬
‫افديننر التنني كان نت فنني شريقهم نا‪ ،‬حي نس كان نت تق نام ف ني ه نبه افديننر مجننالف افنننف والشنن ارب ومخالشننة الرهب نان‬
‫ت أخالطهما بشابع اللهو والتر‪ ،‬وطد بدا بلن جلَيناَ فني ك ينر منن‬
‫وغيهرم من رواد افدير من نساا وغلمان‪ ،‬ف ش‬
‫ََب َع َ‬
‫(‪)1‬‬
‫أشعاهرما الخمرية التي تص‪ ،‬ليالي افَنف واللهو شأنهم في بل شأن معظم افدباا والشع ارا ‪.‬‬
‫وال ش في أن حيا التنر‪ ،‬والبنب التني كاننا يعيشنانها كاننت سنبباَ فني تخلقهمنا بنأخال الشنباب النبي يريند‬
‫أن يتمتننع بكننك ملننبات الحيننا ونعمهننا‪ ،‬ونننبكر مننن افديننر التنني ارتادهننا الخالننديان «ديننر الزعىنن ارن»(‪ ،)2‬فننأبو بكننر‬
‫يص‪ ،‬لنا تل الليلة التي طضاها يحتسني فيهنا الخمنر منن يندي حنو ارا فاتنن َة‪ ،‬ويتنابع وصنىَ لنبل المجلنف وصنىاَ‬
‫مجونياَ في بعع افحيان حيس يصور لنا حالة العنا التي طضاها مع ىحد الحسناوات التي شغىت طلبَ(‪:)3‬‬
‫ريجـــــــ ِة ال ِخاـــــــر دكنـــــــا ِ ال ِجالجيـــــــب‬
‫ِـــــــواجر فيـــــــ والِقايـــــــي ِب‬
‫ِاـــــــر ال ه‬
‫ب جتجعيـــــــد وتِ ِقريــــــــ ِب‬
‫ت ِانـــــــِ القِــــــــو ِ‬
‫ِو ِز ِ‪.‬اِارنيىـــــــة فـــــــِ الِىـــــــو ِن والريـــــــ ِب‬
‫ِِــــى‬
‫ِــــ ِو ِت ِج ِحا ِنــــة ‪.‬اــــر ال ىز ِ‪.‬اِــــران ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ ِحــــ ِو ار ِ ا ِ ِقِتهــــا‬
‫ِ‬
‫شــــ ِرِجتها اــــ ِن ِيــــ ِد ِ‬
‫شــــ ِا إ ا رِِِ ِعــــ ِت قالــــ ِت احاســــنها‪:‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِوِن ِاـــــت ســـــ ِك ار ونااـــــت لـــــِ ا ِعا نقِـــــة‬
‫يـحى يجـِ‬
‫ِِِ ِعتدفيـا شـا ال ا‬
‫ِـ ِد ر‬
‫ِقا ق‬
‫ِ ِنــا ِ‬
‫ا الاى ِجــِ والــ ي ِب‬
‫ســ ِِ ِ‪.‬ــ ِن ‪.‬‬
‫فــال تِ ِ‬
‫وال شنن ف ني أن المجنون النبي بندا فني حدي نَ ننات عنن عندم ورع ومخافن َة فننَ كنان بعينداَ كنك البعند عنن‬
‫مجالف النصح واإلرشاد‪ ،‬وهبا االبتعاد عن مجالف النصح واإلرشاد لم يكن شأن الخالديين فقش‪ ،‬بك كنان ظناهرَ‬
‫عامةَ تشمك مختل‪ ،‬فئات الشعب‪.‬‬
‫وأخال المجون التي أشرنا ىليها آنىاَ لم تكن نزو عابر في حياتهما‪ ،‬بك كانت شبعاَ مستديماَ تنقلت معهما‬
‫في مختل‪ ،‬م ارحك حياتهما التي طضياها في التنقك بين افدير والقصور‪.‬‬
‫س لنم يسنلم‬
‫وطند تعن َد الشنابع المجنوني فخالطهمنا الحند المنألو‪ ،‬فوصنك ىلن ننوع منن الشنبوب ال َخلَقني‪ ،‬حين َ‬
‫الغلمان من هبا المجون‪ ،‬فهما يغازالن الس قا من الغلمنان‪ ،‬ويصنىان محاسننهم‪ ،‬ويعترفنان بارتكناب المنكنر معهنم‪.‬‬
‫س دخلنت منع العناصنر‬
‫وتل ظاهر لم تقتصر عل الخالديين فحسب‪ ،‬بك كانت شائعةَ في العصنر العباسني‪ ،‬حين َ‬
‫افعجمية‪ ،‬فلم ينأَ الخالديان بنىسيهما عن تل الظاهر المشنينة فني نظنر الندين‪ ،‬وافعن ار‪ ،‬والتقاليند‪ ،‬بنك تنأ ار بهنا‬
‫ونهجا منهجاَ يواف شباعهما وأخالطهما‪ ،‬وخير دليك عل بل هبه افبيات(‪:)4‬‬
‫اــــــــــا قــــــــــو ‪.‬جــــــــــد لك ىنــــــــــ ِولِــــــــــد‬
‫ِــــــــــــــ ِاد‬
‫ِخ ىولنيـــــــــــــ ِ الا ِهــــــــــــــ ِي ِان ال ى‬
‫(‪ )1‬السقا‪ ،،‬أحمد‪ :‬كتاب افو ار ‪ ،‬وهو مجموع شعري لما طيك في الديا ارت من أشعار‪.‬‬
‫(‪ )2‬يقع هبا الدير عل الجانب الشرطي من نصيبين عل طمة جبك يشر‪ ،‬عل المدينة‪ ،‬وهو ك ير العيون وافشجار‪)3( .‬‬
‫الديوان‪ - 22-21 :‬ال َع َمر‪ :‬هو البيعة والكنيسة‪ .‬والزعى ارن‪ :‬نبات لَ أصك كالبصك وهزهر أحمنر ىلن الصنىر ‪ -‬انظنر النديا ارت‬
‫للشابشتي‪ ،‬ص‪ - 241‬الهاجر‪ :‬شد الحر‪ .‬افهاضيب‪ :‬يقاك أصابتهم هضبة أي مشر‪.‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪.122 :‬‬
‫‪-49-‬‬
‫أِنســـــــــِ ولهـــــــــوِ وكـــــــــِ‬
‫اجتاــــــــــــــــــ فيــــــــــــــــــ و‬
‫اـــــــــأِرجتِ‬
‫ا ِريـــــــــف ِاـــــــــ ِزحد ِاِِـــــــــي ِنـــــــــا ِد ِرةد‬
‫ِ‬
‫ا ِناِــــــــــــــــــ ِرد‬
‫ســــــــــ‬
‫ِجــــــــــ ِو ِقر ح ِ‬
‫شــــــــــ ِارِرة ِي ِقــــــــــد‬
‫ند ِ‬
‫ِاـــــــــــار فـــــــــــِ‬
‫ي‬
‫انزلـــــــــــِ وال ِحـــــــــــ ِرد‬
‫انـــــــــــ حـــــــــــدي كأِىنـــــــــــ ال‬
‫ى‬
‫شـــــــــــ ِهد‬
‫جــــــــــالِ ِرخــــــــــِ‬
‫شــــــــــتِ ِر ِ ــــــــــد‬
‫و ِ‪.‬ي ِ‬
‫ِــــــ ِخ‬
‫ســــــا ِ‪.‬ة فــــــال ِ‬
‫اــــــا ِــــــااِنِ ِ‬
‫ب‬
‫اســـــــاارِ إن دجـــــــا الاـــــــالم فِـــــــِ‬
‫ا ِجـــــــا ِر الوجـــــــ ِ اـــــــ ِ ِحايـــــــت جـــــــ‬
‫وهبا المجون وبل العبس يولدان عند الخالديين عدم االكت ارس والالمباال في حياتهما وبل كل ناجم‪ ،‬كما أسلىنا سابقاَ عن‬
‫عدم وجود الورع‪ ،‬واالبتعناد عنن منواشن النصنح والىضنيلة‪ ،‬لهنبا نجند أن أبنا بكن َر محمند الخالندي‬
‫غير مكترس ىبا ماس َى َ دمَ وساك عل افرع‪ ،‬وهزقت روحَ‪ ،‬وطض نحبَ وبل كلَ فداا للخمر‬
‫(‪:)1‬‬
‫س جـــــــ اـــــــن ِا ِحا ِســـــــن جـــــــد ِد‬
‫ســـــــ ِقيا لاـــــــاخو ِر «حـــــــار » ولِ ِاـــــــا‬
‫خـــــــ ى‬
‫ِ ِاـــــــــــا ِرة الِجِِـــــــــــ ِد‬
‫‪ِ .‬اـــــــــــر فينـــــــــــا ‪.‬‬
‫قِـــــــت لـــــــ د واجنـــــــ ِيرـــــــوف جهـــــــا‪:‬‬
‫ِ‬
‫جاج ِنــــــــ ِ ا فــــــــِ ِج اــــــــاِ ِــــــــو رِت ِ‬
‫ِــــ ِر ِت أجــــا الاىجــــِ ال «أجــــا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ســــ ِد»‬
‫الِ ِ‬
‫فاــــــــا ِجقِ ِتِــــــــِ ِ‪ِ ِِ.‬يــــــــ ِ ِاــــــــ ِن‬
‫ســــاِ ِك ِت ِداــــِ‬
‫ِقــــات اســــقنيها فــــر ِن ِ‬
‫قِــــــــ ِوِد‬
‫نار وعندم التنبلك فحند‬
‫والخالديان بع َد يتصىان ‪ -‬كما ادعيا ‪ -‬بعز النىف وشند التحمنك والصنبر علن المك ه‬
‫(‪)2‬‬
‫حت يبلغ بأحدهما افمر ىل أ َن ي َدعي أنَ من جنف يختل‪ ،‬عن جنف البشر‪ .‬يقوك أبو ع مان الخالدي ‪:‬‬
‫ال جالِاــــــــــــانِ والتأايــــــــــــِ لِقــــــــــــ ِد ِر‬
‫ِن ِيــــــــِ الارالــــــــ ِب جالهنديــــــــ ِة الجتــــــــ ِر‬
‫ف فيــــ ِجــــ ِي ِن ال ِجــــ وال ِا ِكــــ ِر‬
‫ســــــا ِكن‬
‫فــــال تِ ِقــــ ِ‬
‫فــــــر ِن ِ‪.‬اِــــــا رِِِــــــِ أِ ِو جــــــا ِد ِ‬
‫ســ ِ شــغِ ‪.‬ــن ا اق ِتــ ِ‬
‫وفِ سنا الشـا اـاي ِغنِ ‪.‬ـن القِ ِاـ ِر‬
‫فــِ ِ‬
‫شــا ِ ال ِا ِ‬
‫شـــ ِر‬
‫لــو لــم أِكــ ِن اشــجها لِنــا فــِ خِقــِ‬
‫لِق ِِـــت إنـــِ اـــن جيـــِ ســـوِ ال ِج ِ‬
‫لِحرِقتنــــــــ ِِ فـــــــــِ ني ارِنهــــــــا ِف ِكـــــــــرِ‬
‫أو لــم يكـــن اـــا ‪ِ.‬اـــِ قـــاق ار فكـــرِ‬
‫ِ‬
‫تزيــــــدنِ قســــــوة الِيىــــــام‬
‫ســـ جـــين‬
‫كـــأِننِ ال ا ِ‬
‫ريــــــ ِب نــــــا أِلاــــت اــــن حاد‬
‫ال ِا ِهـــ ِر وال ِح ِجـــ ِر‬
‫ــــات الــــدقر أِكجرقــــا‬
‫فاـــــا أِ‪.‬ـــــوف ‪ِ.‬ـــــى أِراالهـــــا‬
‫ال ِخـــــ ِر‬
‫إ ا تأِ ىا ِِتــــــــ اــــــــن قــــــــ ال‬
‫ال شـــِ أِ‪.‬جـــب ‪.‬نـــدِ فـــِ تجاي ِنـــ ِ‬
‫ِــــــــ ِو ِر‬
‫ا‬
‫والتكبر والغرور من الصىات التي ين َ َم شعهرما بها عليهما‪ ،‬فهما يعدان نىسيهما فو أبناا العصر‪ ،‬فالناف‬
‫في أريهم أط ازم ليف لهم حظ من اإلنسانية‪ ،‬سو الصور‪ ،‬ولبا فهما يترفعان عن هوالا اللَئام ‪ -‬عل حند تعبينهرم‬
‫ ويجالن نىسيهما عن التعامك معهم(‪:)3‬‬‫جـــــال قـــــرون و ا ِ‪ِ .‬يـــــب ‪ِ.‬ـــــى ال ِجقِـــــ ِر‬
‫أِرِ ياجـــــــــا وفـــــــــِ أ نائهـــــــــا جقـــــــــر‬
‫ســـــ ِه ِر‬
‫قالـــت‪ِ :‬رقِـــ ِد ِت! فقِـــت‪ :‬الهـــ ام أِرقِـــدنِ‬
‫والهـــــ ام يانـــــ أحيانـــــا اـــــن ال ى‬
‫كــم قــد ِوقِ ِعــت وقــو ِ ال ى‬
‫يـــ ِع ِت ا ىنتـــِ انـــ قـــوِ ال ِاـــ ِر ِر‬
‫شــ ِر‬
‫ريــ ِر فــِ ِ‬
‫ي ِع ِ‬
‫فِ ِ‬
‫‬‫‪410-‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ - 50 :‬الماخور‪ :‬مجلف الىَسا ‪ ،‬وبيت الَريبة‪ ،‬معرب جمعَ مواخر ومواخير‪ ،‬وطيك عرب َي‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ - 129-128 :‬الهندية‪ :‬السيو‪ )3( .،‬مرر‪.‬‬
‫الديوان‪ - 129 :‬ال َمنة‪ :‬القو والضع‪ ،،‬وهي من افضداد ‪ -‬ال َمر‪ :‬طو الخل وشدتَ‪ ،‬والعقك وافصالة‪ ،‬ج‬
‫‬‫‪411-‬‬
‫ِــــ ِاو‬
‫ولــــي استحســــنا ِ‬
‫جــــال ِكــــ ِد ِر‬
‫ســــــار وأِاــــــِ‬
‫لِِجِــــــا ِر اــــــن‬
‫قِ ِاــــــ ِر‬
‫أِِـــــــاو وأِكـــــــدر أِحيانـــــــا لاختجـــــــرِ‬
‫ســــ ِير فــــِ اآلفــــاا‬
‫إِنــــِ لِ ِ‬
‫اــــن ِا ِــــِ‬
‫وهن نبه النظن نر المتعالين نة علن ن النن ناف دفعتهمن نا ىلن ن التشن نك َ فن ني صن ند ومن نود اآلخن نرين فهمن نا يرتابن نان فن ني‬
‫افصدطاا‪َ ،‬بَلة اآلخرين‪ ،‬وبل في طولهما(‪:)1‬‬
‫إِ ِن كــــان ينجيــــ ِ انــــ شــــ ىدة ال ِحــــ ِ ِر‬
‫كـــن اـــن ِـــديق ال اـــن يـــر ِحـــ ِ ار‬
‫إال تك ى‬
‫ف لـــــِ ‪.‬ـــــن لـــــام ا ِختِِجـــــ ِر‬
‫اـــــــا أِ ِر ِاـــــــ ِئ ان إلـــــــى خ ِِـــــــا فـــــــأِ ِخ ِجر‬
‫شـــــ ِ‬
‫وهبان البيتان يستدعيان ىل الباكر بيتي المتنبي اللبين يقوك فيهما(‪:)2‬‬
‫ِج ِزيــــــــت ‪ِ.‬ــــــــى اجتســــــــام جاجتســــــــام‬
‫ولاـــــــــا ِــــــــــار واد النـــــــــا ِخجــــــــــا‬
‫لِعِاـــــــــــ ِِ أِىنـــــــــــ جعـــــــــــِ ال نـــــــــــام‬
‫وِـــــــرت أِشـــــــ ا فـــــــيان اِــــــــراي‬
‫حندهما يننتهكم‬
‫ظنم طصننيد فنني أ ن‬
‫وطند اتهمهمننا السننري الرفنناا بالوصننوك ىلنن غايتهمننا عننن شرين الرشنو ‪ ،‬فقنند ن ن‬
‫ب ب ن َ ال ح ن‬
‫ب منَ مقابك شي َا تاف ََ طند يكنون جنام‬
‫ب لكك‬
‫فيها عليَ‪ ،‬وي َدعي أنَ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ي ست ج ي‬
‫فنالوبج فيقلن‬
‫ما َيشل‬
‫بناشالَ‬
‫والباشك حقَاَ‪ .‬فيقوك(‪:)3‬‬
‫إ ا ِشـــــ ِئ ِت أن تجتــــــاح حقـــــا ججارــــــِ‬
‫ِ ِ ِريــــ ِ‬
‫ا‬
‫وت ِيـــ‬
‫ـ ِر‬
‫ِــ‬
‫غــــ ِر ِ‬
‫ا ِخ ِ‬
‫ــاا كــــا ِن‬
‫ســــا ِئ ِِ أجــــا ِج ِكــــر‬
‫فِ ِ‬
‫ِ‬
‫ســــالِكا‬
‫تِ ِجــــ ِد ا ِنــــ ِ‬
‫وال ِر ِاــــــ جال ا‬
‫شــــــ ِه ِد الا ِخِىــــــ ِ‬
‫ا و ِج هــــــ‬
‫ر ِريــــــ ِ‬
‫ا‬
‫إلــــــى اِاــــــا ِت كــــــ ِ‬
‫الاا ِِــــــِم ىِ‬
‫وا ِن كــــــا ِن‬
‫ِ ِخِيــــــا‬
‫ف ِيــــ‬
‫ِــــــا ِ‬
‫جا إ ل ل ر‬
‫ــ ِر‬
‫وطند يعجنب المنرا حينمنا ننبكر أنهمنا ‪ -‬فني الجانننب المقابنك ‪ -‬كنان وفينين لمعتقندهما ولمنبهبهما النبي كانننا‬
‫يبهبان‪ ،‬وأطصد في مبهب الشنيعة اإلمامينة النبي كنان يعتقنده أمن ارا بننو حمندان فني حلنب والموصنك‪ ،‬وممنا يوكند‬
‫زعمنا هبا مدائحهم فني آك البينت ‪ -‬رضنوان اهلل علنيهم ‪ -‬وحرصنهم علن منافحنة أعندائهم النبينغصنَبوا عليناَ ‪-‬‬
‫كرم اهلل وجهَ ‪-‬حقَََ في الخالف َة‪ ،‬وطتلوا الحسين ‪ -‬رضي اهلل عن ‪ -‬ظَلماَ‬
‫و َعدواناَ(‪:)4‬‬
‫روائحـــــــــــــ‬
‫تجتـــــــــــــــــــــــــــــاحهم‬
‫جوائحـــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ب زنــــــــــد‬
‫أِتِ ِعــــــــــ ِ‬
‫الهاــــــــــوم قادحــــــــــ‬
‫وجعيـــــــــــــهم جعـــــــــــــدت‬
‫ارارحـــــــــــــ‬
‫ــــم تجِــــى وقــــم واديــــ أو‬
‫روائحــــ‬
‫تهاـــــــــــــِ واديـــــــــــــ أو‬
‫‬‫‪412-‬‬
‫لِـــدقر‬
‫يـــا جـــا‬
‫ـــا ِِ ِ رســـوِ اهلل إ ا‬
‫تا كــــــــــــــرت فــــــــــــــِ‬
‫اِــــــــــــــاجهم‬
‫جعيــــــــــــــهم ق رجــــــــــــــت‬
‫أاِـــــــــــم‬
‫اِــــــــــــــار‪.‬‬
‫كـــــــــــرجال‬
‫فـــــــــــِ‬
‫يـــــــــــواه م ال جــــــــــ رح الغيــــــــــ‬
‫كــــــــــِ شــــــــــارقة‬
‫‪ِ.‬ــــــى ِــــــ ِرِ حِىــــــة ريــــــ ِب رســــــو ِِ‬
‫ِ اجروحــــــــــــــــــــــــة جوار‬
‫ا هل‬
‫ِ ِح ِاـــــــــــــــــا وِقـــــــــــــــــ‬
‫ىِ نا ِ‬
‫ِـــــــــــــــــر‬
‫حــــــــــــــــــــــــ‬
‫ِــــــــــى‬
‫وِنــــــــــا ِِ أِ ِق ِ‬
‫ا ِنــــــــــا ِكا ِشــــــــــح‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.130 :‬‬
‫(‪ )2‬المتنبي‪ ،‬ديوانَ ‪.70/4‬‬
‫(‪ )3‬السري الرفاا‪ ،‬ديوانَ‪.502/2 :‬‬
‫(‪ )4‬وردت هبه القصيد فني أعينان الشنيعة للعناملي ج‪ 10‬ص‪ ،83‬وفني أننوار الربينع فني أننواع البنديع للمندني ‪ ،222/3‬وفني يتيمنة‬
‫الدهر لل عالبي ‪ ،219/2‬ولم يوردها المحق في الديوان‪.‬‬
‫‬‫‪413-‬‬
‫يــــــال ِ و ِاــــــ ِن‬
‫يــــــا ِشــــــي ِ الغــــــِ وال ى‬
‫لهــــــــــــــــــم جاــــــــــــــــــة‬
‫فيــــــــــــــــــائح‬
‫رِ‬
‫جــــــــــال‬
‫‪.‬اــــــــــرتم‬
‫ججــــــــــين فتــــــــــ ى ياـــــــ‬
‫اـــــــا جيـــــــنكم دم اجـــــــن‬
‫رســـــــو ِســــــــــــ يان ‪.‬نــــــــــــد‬
‫اإل لــــــــــــ كِكــــــــــــم‬
‫ججريـــــــ جعـــــــد الرســـــــوِ‬
‫ااســـــــح !‬
‫ِ اهلل واجــــــــــن الســــــــــااح‬
‫ســــــــــافح !‬
‫خا لـــــــــــــــــ واـــــــــــــــــنكم‬
‫اجحـــــــــــــــــ‬
‫ويسخر الخالديان من بني أمية ويتعصبان ىل مبهبهما(‪:)1‬‬
‫قــــــــــــــــ ِِ لِشــــــــــــــــري ِ‬
‫ف الاســــــــــــــــتجا‬
‫واجـــــــــــــ ِن الِئ ىاـــــــــــــ ِة اـــــــــــــن قِرِيــــــــــــــ‬
‫ســــــــــــــ ِات جال ىريحــــــــــــــان والــــــــــــــ ىن ِغِم‬
‫أِ ِق ِ‬
‫لِــــــــــ ِئن الشــــــــــريف ايــــــــــى ولــــــــــم‬
‫شـــــــــــــــــــارك ىن جنـــــــــــــــــــِ أ ِايىــــــــــــــــــــ‬
‫لن ِ‬
‫ِـــــــــــــــــ ِر‬
‫ِر جـــــــــــــــــ ِ إ ا ِ‪.‬ـــــــــــــــــدم ال ِا ر‬
‫ــــــــــــــــــش والايـــــــــــــــــااين ال‬
‫غـــــــــــــــــ ِرِر‬
‫يـــــــــــــــــــــــــــــا ِ‪.‬ف‬
‫الا ِ‬
‫والـــــــــــــــــــــــــــــوتِِر‬
‫يـــــــــــــــــــ ِن ِع ِم‬
‫ل ِع ِج ِد ِيـــــــــــــــــــ‬
‫ال ىناـــــــــــــــــــ ِر‬
‫ـــــــــــ ِة فــــــــــِ ال‬
‫شــــــــــتِ ِه ِر‬
‫ى‬
‫يــــــــــال ِ الا ِ‬
‫أجـــــــــو جكـــــــــر ولـــــــــم‬
‫اِِـــــــــ ِم ‪ِ .‬اـــــــــ ِر‬
‫يِ‬
‫اــــــــــــــا اــــــــــــــن يخالا‬
‫ــــــــــــــ ِكاِــــــــــــــ ِر‬
‫قِتِـــــــــــــــــ ِِ ال‬
‫ســـــــــــــــــ ِي ِن وال‬
‫حِ‬
‫أِ ِاـــــــــــــــــ ِر‬
‫ــــــــــــ ِر اـــــــــــن الايـــــــــــااين‬
‫الغــــــــــــ ِرِر‬
‫ــــــــــــ ِ‬
‫ف‬
‫دخـــــــــــوِ ِ‪ِ .‬جديـــــشــعـــرـ اِ‬
‫سدــيـــــينــــ–قمر‪6‬‬
‫خلالِ‬
‫ِوِنقــــــــــــــــــــوِ‬
‫لــــــــــــــــــــم ِي ِغ ِ‬
‫يــــــــــــــــــــ ِب‬
‫ونــــــــــــــــــــرِ اعا ِويــــــــــــــــــــ ِة‬
‫إ ِاــــــــــــــــــــا‬
‫وِنقِـــــــــــــــــــوِ إ ىن يزيـــــــــــــــــــ ِد اـــــــــــــــــــا‬
‫ِ ِِ ِحــــــــــــــــ ِة»‬
‫وِنعــــــــــــــــ اد « ر‬
‫وال ازِجيـــــــــــــــــ‬
‫ويكـــــــــــون فـــــــــــِ ‪.‬نـــــــــــا الشريــــــــــــ‬
‫فالمتتبع لهنبه افبينات يجند بشنك َك جلَني تعصنب الخالنديين لمنبهبهما‪ ،‬فهمنا يرينان بنني أمينة علن الضنالك‪،‬‬
‫وكالمهما في هبه افبيات مجرد تهديد ليف أك ر‪ ،‬وهبا نوع من السخرية‪.‬‬
‫وخالصن نة القن نوك‪ :‬ىن الخالن نديين متشن نيعان مخلصن نان لمن نبهبهما‪ ،‬وا َن خالىن نا تعن ناليم الن ندين واتبعن نا الخالعن نة‬
‫والمجون بترددهما عل الك ير من افدير‪ ،‬وليف بل فحسب بك هما من المتبعين لمنبهبهما عنن اطتنناع وايمنان‪،‬‬
‫كما ال يظن بعع المورخين(‪ )2‬بأن بلن كنان تم َشنياَ منع معتقندات أربناب النعمنة منن افمن ارا الحمندانيين الشنعيين‬
‫أم اك سي‪ ،‬الدولة البي بن عل ضريح أحد أبناا الحسين مشهداَ‪ ،‬وناصر الدولة ابن حمدان أيضاَ البي(‪ )3‬بن‬
‫مسجداَ اربعاَ للشيعة اإلمامية‪ .‬ومن هنا ظن هوالا أن التشنيع غلنب علن أهنك حلنب‪ ،‬وخاصنة بعند سننة (‪351‬ه ن)‬
‫ (‪962‬م)‪.‬‬‫وبقي أن نبكر أن ابن شه ارشنوب(‪َ )4‬ي َعن َ َد َه َما فني شنع ارا الشنيعة العناملين بالتََ َقَينة التني يبي َحهنا لهمنا منبهبهما‬
‫‪-50-‬‬
‫فهما يمدحان بما يعجبهما من صىات‪ ،‬ولكنهما يضم ارن في نىسهما ما يضم ارن‪.‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ .160 :‬وردت هبه القصيد في الشعر المنسوب ىل الخالنديين معناَ‪ ،‬طناك الخالنديان هنبه القصنيد فني مند أبني الحسنن‬
‫محمد بن عمر الزيدي الحسني‪.‬‬
‫(‪ )2‬من نن هنن انولا‪ :‬الننندكتور أمينن نة بيشنننار فننني كتابهنننا (تننناريأل العصنننر العباسن ني) ص‪ ،261‬ويوسننن‪ ،‬أمن نين طصن نير فننني كتابن نَ (السنننري‬
‫الرفاا‪ )...‬ص‪ 29‬وغيهرم‪.‬‬
‫(‪ )3‬الشبا الحلبي ‪ -‬ىعالم النباال بتاريأل حلب الشهباا ‪.280-279/1 -‬‬
‫(‪ )4‬ابن شه ارشوب‪ :‬معالم العلماا في فهرست كتب الشيعة ص‪.140‬‬
‫‪-50-‬‬
‫قافة الخالديين (يناجيعها وأ رقا فِ شعرقاا)‬
‫ك نان الخال نديان يتمتع نان ب قاف نة واس نعة ظه نر ص نداها جلَي ناَ ف ني أش نعاهرما‪ ،‬وسنقتص نر ف ني ح ندي نا هن نا عل ن‬
‫شعرما‪:‬‬
‫ينابيع هبه ال قافة وأ هرا في ه‬
‫ يناجي قافتهاا‪:‬‬‫َنهَك الخالديان قافتهما من مشارب ع َد ‪ ،‬تضافرت جميعها لتول‪ ،‬قافنة موسنوعية‬
‫عاصهرما‪ ،‬وكى دليالَ عل هبه الموسوعية في ال قافة طوك صاحب الىهرست‪:‬‬
‫َشنهد لهمنا بهنا أك نر منن‬
‫«وكانا شاعرين أديبين حنافظين علن البديهنة‪ .‬طناك أبنو بكنر منهمنا ‪ -‬وطند تعجبنت منن ك نر حىظنَ وسنرعة‬
‫بديهت ومباكرتَ ‪ :-‬ىَني أحىظ أل‪ ،‬سىر كك سىر في نحو مئة ورطة‪.)1( »...‬‬
‫وسو‪ ،‬ندرف هبه الينابيع تحت العنوانات اآلتية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اساجد الاوِِ‪:‬‬
‫تننردد الخال نديان فنني حياتهمننا ‪ -‬علنن عنناد أبننناا العصننر ‪ -‬ىلنن المسنناجد حيننس حلقننات العلنم تنتنوزع جنبننات‬
‫هبه المسناجد والسنيما مسنجد الموصنك الجنامع النبي تحند ت كتنب التناريأل عنن تلن الحلقنات التني كاننت تَعقند فني‬
‫ضنروب العلنم والمعرفننة المختلىنة‪ ،‬حيننس كنان يجلننف للتندريف فنني هنبا المسننجد علمناا كبننار ننبكر منننهم ابنن جننني‬
‫البي تحل حولَ رواد العلنم و َشندا المعرفنة وهنو بعن َدحن َدس السنن‪ ،‬وصناد‪ ،‬أن منر بنَ أبنو علني الىارسني فناطشن‬
‫في ىحد مسائك اللغة‪ ،‬فتبَين لَ طصوهر‪ ،‬وطاك طولتَ المشنهور‪« :‬تزببنت طبنك أن تتحصنرم‪ ،»..‬وعنندما عرفن ابنن‬
‫جني لزمَ حت مماتَ(‪ .)2‬وطد سقنا هبا الخبر لنبَين أهمية هبه المجالف التي اختل‪ ،‬ىليها الخالديان فحىظنا شنيئاَ‬
‫منن القنآرن الكنريم‪ ،‬وسنمعا شرفناَ منن ال َسنير النبوَينة والحنديس الشنري‪ ،،‬وروينا ك ين اَر منن أخبنار افدب شنعهر ون نهر‪،‬‬
‫فكانت تل المساجد الينبوع افوك البي امتاحنَ الخالنديان وبقني مخزونناَ ن اَر فني باكرتهمنا ين ناك عليهمنا متن أ اردا‬
‫بل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنقِهاا جين حواير الدولة اإلسالاية‪:‬‬
‫لم ترَو مجالف العلم في مساجد الموصك ظمأ الخالديين ىل المعرفة وتعششهما ىل شلنب العلنم‪ ،‬فتشلعنت‬
‫أنظاهرمنا شنشر بغنداد التني كاننت طبلنة افدبناا والعلمناا فني بلن العصنر‪ ،‬ووجندا فيهنا منا كاننا يرو َمنان ىلينَ‪ ،‬فقند‬
‫ص بالعلماا‪ ،‬نبكر من هوالا العلماا النبين تتلمنب لهمنا الخالنديان‪ ،‬ابنن الخيناش النحنوي‪ ،‬وابنن دريند‬
‫كانت بغداد تغ ََ‬
‫وجحظة البرمكي والصولي(‪ ...)3‬وهم من هم في سماا افدب واللغة‪ ،‬حينس دخلنت خينوش علمهنم فني نسني قافنة‬
‫الخالديين‪.‬‬
‫جـ‪ -‬اجال الا ار ‪:‬‬
‫ص افم ارا في القرن ال اربع عل تشجيع العلوم بشنت أنواعهنا‪ ،‬رغبنة فني تقليند تلن افبهنة ال قافينة التني‬
‫َح َر َ‬
‫كانننت تسننربك مجلننف الخليىننة فنني بغننداد‪ ،‬فقنند كننان هننوالا افمنن ارا المسننتقلون ب ندويالتهم يشمحننون ىلنن جننبب خيننر‬
‫(‪ )1‬ابن النديم‪ ،‬الىهرست ص‪.240‬‬
‫(‪ )2‬ابن خلكان‪ ،‬وفيات افعيان ‪.246/3‬‬
‫(‪ )3‬المعري‪ ،‬أبو العاال‪ :‬رسالة الغى ارن ص‪.416‬‬
‫‪-51-‬‬
‫العلماا وافدباا ىل مجالسهم كنوَع من الدعاية لهم‪ ،‬وارضاا لمشاعر الغرور ‪ -‬لد بعضهم ‪ -‬حيس كان هوالا‬
‫العلماا يتملقونهم ويجعلون من أنىسهم أبواطاَ للسلشة تنع بما تمليَ عليها هبه السلشة من أوامر‪ .‬ومهما‬
‫يكن من أمر فقد عملت هبه الدعاية أو ما َيس َم بحماية افدب عل ىنعا‪ ،‬حركنة ال قافنة وتشنجيع‬
‫العلماا وافدباا عل التألي‪ ،‬والتصني‪ ،‬وب َس رو َ المنافسة بينهم‪.‬‬
‫وفيما يتعل بالخالديين فقد أفنادا منن هنبه المجنالف‪ ،‬ومنا كنان يندور فيهنا منن مشارحنات ومنناظ ارت ماتعنة‪،‬‬
‫وأولنن محشاتهمننا كانننت مجلننف ناصننر الدولننة فنني الموصننك حيننس كننان السننري الرفنناا والشمشنناشي وغهيرمننا مننن الشع ارا‬
‫واللغويين من رواد هبا المجلف‪ ،‬فجرت بينهم مناطشات ع َد أسهمت بشكك أو بآخر في قافتهما وفكهرما‬
‫النقدي وافدبي‪.‬‬
‫ولعنك م نن أب نرز المج نالف الت ني ارتاده نا الخالنديان مجل نف س ني‪ ،‬الدول نة ف ني حلنب ال نبي ك نان م نوئالَ للعل نم‬
‫والعلماا‪ ،‬وكى أن نبكر أن من رواده المتنبي وأبا ف ارف والببغاا وكشاجم والسري الرفاا من الشنع ارا‪ ،‬وابنن جنني وأبا علي‬
‫الىارسي وابن خالويَ منن النحنا ‪ ،‬والىنا اربي منن الىالسنىة حتن نعلنم صند منن طناك‪...« :‬وكنانوا يسن َمون‬
‫عصنر س ني‪ ،‬الدول نة الش ن ارز الم نبهب‪ ،‬فن الىض نالا ال نبين ك نانوا عن نده والش نع ارا ال نبين م نن حول نَ ل نم ي نأ َت بع ندهم‬
‫م لهم‪.)1(»...‬‬
‫وطد جر في هبا المجلف ك ير من المشارحات‪ ،‬فقد كنان سني‪ ،‬الدولنة يتعمند ى نار بعنع القضنايا للنقنا‪،‬‬
‫رغبةَ في ى ار ط ارئح هوالا العلماا‪ ،‬نبكر منهنا سنوالَ رواد مجلسنَ عنن اسنَم ممندود جمعنَ مقصنور‪ ،‬فنبكر لنَ‬
‫ا بن ن‬
‫خالويَ كلمتي صح ارا وعب ارا‪ ،‬ولم يقبك بأط َك من ألىي دهرم جائز لَ‪.)2(...‬‬
‫وال ننس أيضاَ الىائد التي جناها الخالديان من وجودهما أمينين لخ ازنة كتب سي‪ ،‬الدولة حيس أتنا لهمنا‬
‫هبا المنصب االشالع عل ك ير من الكتب والمصنىات مم ازد في سعة علمهما وغ ازر قافتهما‪ .‬وكبا افمر فني‬
‫مجلف المهلبي النوزير النبي كنان منن رواده افصنبهاني وأبنو ىسنحا الصنابي وابنن سنكر‪ ...‬ىضنافة ىلن المهلبني‬
‫نىسَ البي َيع َ َد من أبرز م قىي‬
‫بغداد‪.‬‬
‫ أ ر ال قافة فِ شعرقاا‪:‬‬‫س ب نرز تأ ََهرن نا بتل ن الين نابيع‬
‫وج ندت هننبه ال قاف ننة الغزي ننر صن نداها فنني ش نعر الخال نديين ومص ننىاتهما‪ ،‬حي ن َ‬
‫ال قافية‪ ،‬فأما القآرن الكريم والحديس الشري‪ ،‬اللبان تلقياهما فني مسناجد الموصنك‪ ،‬فقند وظىاهمنا توظيىناَ بنديعاَ فني‬
‫أشعارما‪ ،‬ومن بل طوك أبي ع مان سعيد الخالدي(‪:)3‬‬
‫ه‬
‫ونحـــن فـــِ فِـــ الِهـــو الاحـــير جنـــا‬
‫وهو مأخوب من طولَ تعال ‪ :‬والساا‬
‫ات الجروف‪‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كأننـــــــــا فـــــــــِ ســـــــــاا ات أجـــــــــ ارف‬
‫‪.‬‬
‫وأما مجالف العلم في بغداد‪ ،‬فقند ظهنر أ رهنا فني مصننىاتهما العديند ‪ ،‬حينس وردت أخبنار ك ينر نسنبت ىلن‬
‫هوالا العلماا البين تتلمب لهما الخالديان‪ ،‬فمن يق أر افشباه والنظائر يجد أ ر هبا المنهك ال قافي بار اَز وجلَياَ‪.‬‬
‫(‪ )1‬كرد علي‪ ،‬محمد‪ :‬خشش الشام ‪ 180/1‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬السيوشي‪ ،‬بغية الوعا ص‪.232‬‬
‫(‪)3‬الديوان‪.116 :‬‬
‫(‪ )4‬البروج‪.1 :‬‬
‫‪-52-‬‬
‫وأمننا مجننالف افمنن ارا‪ ،‬فقنند تعرفننا مننن خاللهننا علنن أدبنناا ك ننر جننرت بينهمننا وبينننهم مشارحننات ومعارضننات عدينند كتل ن القصننائد‬
‫التنني جننرت بينهمننا وب نين أبنني ىسننحا الصننابي ىضننافة ىلنن افشننعار التنني أ ارتهننا عننداوتهما‬
‫بالسري الرفاا‪.‬‬
‫‪-53-‬‬
‫ارقاا‬
‫خلن‪ ،‬لننا الخالنديان الشناع ارن مجموعنةَ طيمنة منن المصننىات فني فننون افدب المختلىنة والتني تزخنر بهنا مكتبنات افدب‪،‬‬
‫ولكننن ممننا يوسن‪ ،‬ل نَ هننو ضننياع الك ينر مننن مولىاتهمننا علن مننر العصننور‪ ،‬كمننا الشننأن ف ني ك ي نر مننن المولى نات الت ني خسننرتها‬
‫مكتبتنننا العربي نة‪ .‬ولقنند بكننرت كت نب الت ناريأل والترجمننة(‪ )1‬مولىننات متعنندد لهمننا نننبكر منهننا‪ :‬كت ناب الننديا ارت البي بكره غير واحد‬
‫من المنورخين كنابن خلكنان(‪ ،)2‬وحناجي خليىنة(‪ ،)3‬وورد فني بعضنهما موسنوماَ بكتناب النَدَيَر‪ ،‬و َجن ََك‬
‫من نقك عنَ اطتصر عل القوك‪ :‬طاك الخالدي وهو َيري َد بَ‬
‫الخالديين‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ومن مولىاتهمنا فني التناريأل كتناب أخبنار الموصنك النبي بكنهر صناحب النوافي بالوفينات ‪ ،‬منع أسنماا كتنب‬
‫التننواريأل المولىننة لمننن تقنندم مننن أربنناب هننبا الىننن‪ ،‬وكننان مننن ب نين هننوالا الخالننديان‪ ،‬وه نبا دليننك واضننح علنن عمننك‬
‫الخالنديين بالتناريأل(‪ ،)5‬ورواينة أخبننهار‪ .‬أضن‪ ،‬ىلن بلن اختيننا ارت متنوعنة فني الشنعر‪ ،‬حيننس اختنا ار شنعر البحتننري‪ ،‬وشننعر مسننلم ب نن‬
‫الولنيند‪ ،‬وشننعر أبنني تمننام‪ ،‬وشننعر ابننن الرومنني‪ ،‬وشننعر ابننن المعتننز‪ ،‬وشنعر بشننار بنن بننرد‪ ،‬وشنعر الخبنناز البلنندي‪ .‬واختيننار‬
‫بشننار هننو المختننار الوحينند الننبي سننلم مننن بننين هننبه االختيننا ارت ووصننك ىلينننا مننع كتبهمننا‬
‫افخننر ‪ ،‬وأطصنند بهننا هنننا‪ :‬التحنن‪ ،‬والهنندايا‪ ،‬وافشننباه والنظننائر (حماسننة المحنند ين)‪ ،‬وسنننعر‪ ،‬بهننبه الكتننب تعريىناَ‬
‫موج اَز‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب التحف والهدايا‪:‬‬
‫‪ ،‬فني َيَنعََد‬
‫َلىنت فني الهدينة فني انلقنرن الرابنع الهجنري‪ ،‬ن‬
‫كتناب انلتحن‪ ،‬والهندايا منن أهنم انلكتنب التني نَأ‬
‫حينسصنن َ‬
‫فصنوك وأبنواب تَصنور منا كنان يقنوم بنين العامنة والخاصنة منن صنالت النود والحنب‪ ،‬ومنا كنان بنين افمن ارا والشنع ارا‬
‫والملننو مننن هنندايا يتبادلونهننا وأدب يتقارض نونَ‪ .‬فيننَ ضننروب مختلىننة مننن الشننعر والن ننر‪ ،‬فهننو كتنناب فنني افخبننار‬
‫ب ىل ن الخالنديين «فجمي نع المخشوش نات تنس نب ه نبا الكت ناب ىلن افخنوين مع ناَ ب نبكر اف‬
‫والننوادر والقص نص َي َن َس ن َ‬
‫(‪)6‬‬
‫افكبننر محمنند ننم اف افصننغر سننعيد‪ ، »...‬ف ننحن نجه نك تمام ناَ مول ن‪ ،‬ه نبا الكت ناب‪ ،‬فربمننا ألىننَ أحنندهما وأتمننَ‬
‫اآلخر‪ ،‬وهبا أسوف في المعقوك من أن يجتمع عليَ الرجالن(‪.)7‬‬
‫وأما تاريأل تألي‪ ،‬هبا الكتاب فهو مجهوك أيضاَ‪ ،‬فال تعر‪ ،‬السنة التي ألىاه فيها والشخص البي طندما ىلينَ‬
‫الكتاب‪ ،‬فهما يريان فيَ أم اَر‬
‫مشاعاَ‪:‬‬
‫(‪ )1‬مننن المصننادر التنني بكننرت مولىننات الخالننديين‪ :‬الننديا ارت للشابشننتي ص‪ - 40‬فننوات الوفيننات الب نن شنناكر الكتبنني منن ‪ - 2‬معجننم المننولىين‬
‫لعمننر رضننا كحالننة ‪ -‬أعيننان الشننيعة للعنناملي مجلنند ‪ 7‬ص‪ - 254‬تنناريأل الت ن ارس العربنني لىننواد سننيزكين مجلنند‪ ،2‬شننع ارا ودواوي نن لعبنند الوهنناب‬
‫الصننابوني ص‪ - 132‬كشنن‪ ،‬الظنننون لحنناجي خليى نة ‪ -‬معجننم افدبنناا لينناطوت الحمننوي ‪ -‬الىهرسنت الب نن‬
‫النديم ‪ -‬الوفيات البن خلكان ‪ -‬المنتظم البن الجوزي (سنة ‪362‬هن) ‪ -‬الخ ازنة للعباسي ‪.396/2‬‬
‫(‪ )2‬ابن خلكان‪ ،‬الوفيات‪.481/1 :‬‬
‫(‪ )3‬خليىة‪ ،‬حاجي‪ :‬كش‪ ،‬الظنون ‪.762/1‬‬
‫(‪ )4‬الصىدي‪ ،‬الوافي بالوفيات ‪.47/1‬‬
‫(‪ )5‬بالشير‪ ،‬أبو الشيب المتنبي د ارسة في التاريأل افدبي ص‪.190‬‬
‫(‪ )6‬الدهان‪ ،‬سامي‪ :‬من مقدمتَ لكتاب التح‪ ،‬والهدايا ص‪.24‬‬
‫(‪ )7‬المعري‪ ،‬أبو العاال‪ :‬رسالة الغى ارن ص‪.416‬‬
‫‪-54-‬‬
‫« َوَب َع ن َد‪ ،‬فَإَنن أدام اللنََع نز ازك أم نر ناف نباَ وَن َهَي ن َ مشاعن َا‪ :‬أن نخت نار لن بع نع منا َطي نك‬
‫ف ني‬
‫أَ َم َرتََن نا ال‬
‫ضيلَة لَ‪ ،‬وأن َنختَ َ‬
‫َ‬
‫التََح َ‬
‫ص َر با ‪،‬‬
‫ب ما ال َم َعن‬
‫‪ ،‬والهدايا َم َن َ‬
‫ظَم والن َر‪ ،‬وأن َنتَ َجن َ‬
‫‪ ،‬فَضولََ‪،‬‬
‫الن‬
‫فيَ‪ ،‬وال فَ‬
‫ونحب َ‬
‫ت‪ ،‬لَن َوفَ َي ال َخد َمةَ حقها‪ ،‬ونعشَيها َطسشَها‪ .‬والشنع َر ‪ -‬أدام‬
‫ت‪ ،‬وسارعنا ىل َ‬
‫فبادرنا ىَل ما أَ َم َر َ‬
‫ما َر َس َم‬
‫اهللَعنز ‪-‬‬
‫َ‬
‫فن ني هن نبا المعنن ن َكَين ن َر ال ََ‬
‫ب الىنن نون‪،‬غ َين نر أنن نَ طلين ن َك فن ني أشن نعار ال َمتَقَن ندمين‪ ،‬موجن نود فن ني‬
‫ضن ن َرو ب‪َ ،‬‬
‫أطاوين نك‬
‫مت َشن نع‬
‫ال َم َحنَد ين‪ .‬ووجندنا ‪ -‬أَيند اللنََ ‪ -‬سنائََرضنروب ََ و َجمين َع فََنون ن ََ أحن َد عشنرضن َرب َا‪ :‬فاخترننا‬
‫منن َكنكضن َر َبجي نده‬
‫َرَدَيَ‪ .‬واطتصرنا من كك فَ ين عل َرو َح ََ واشَ َرحناج َس َمَ‪ ،‬لي َكو َن جميعَ َما َي َنض َ َم‬
‫وأََل َ‬
‫غ َيَنا‬
‫ىلينَ‪ ،‬وتشنتمك أَ َطشَنا َهرعلَينَ‬
‫من الشعر وافَ َخبار والنواد َر واآل ا َر‪،‬ع َيَناَ تبه ال َقلَوب‪ ،‬وال تمجها اآلبان‪ .‬ورغ َبَنناعمنا ينبكهرَ مصننىو‬
‫الكتنب منن‬
‫تىضيلها وتقريظها فن كتابنا يص‪ ،‬نىسَ ويبَين محلَ‪.)1(»...‬‬
‫آ رنا أن نورد مقدمة الخالديين لكتابهما حت نبَين من خاللها منه الخالديين في هبا الكتاب‪ .‬ولكن‬
‫السواك البي يشر نىسَ لمن وجَ الخالديان هبا الكالم (أدام اهلل ع َز ‪ -‬أمرتننا ‪)... -‬؟ في خليىنة‬
‫أو أمير ؟‪.‬‬
‫ربمنا كنان ه نبا الكنالم موجه ناَ لسني‪ ،‬الدول نة افمينر الش ناعر‪ ،‬وطندعَرفَن نا أنهمنا اتص نال بمجلنف س ني‪ ،‬الدولنة خ نالك‬
‫حينا المتنبني‪ ،‬وأصنبحا خنازني كتبنَ‪ ،‬وحظينا عننده بالهندايا وافمنواك نم انصنرفا علن حند مغاضنبة كمنا يقنوك المعننري ف ني‬
‫رسنالتَ(‪ .)2‬فه نك ط ندم الخال نديان كتابهم نا ىل ن س ني‪ ،‬الدول نة ون ناال م ناالَ علي نَ كم نا فع نك افص نبهاني عن ندما أه ند ىل ن س ني‪،‬‬
‫الدول نة كتنناب افغنناني أم طنندماه ىلنن ال نوزير المهلبنني القائنند الشنناعر الننبي اس نتشاع أن يجمننع فنني مجلسننَ أصننحاب العلننم‬
‫وافدب(‪.)3‬‬
‫انه‪ .‬الكتاب واويو‪.‬ات ‪:‬‬
‫أوضح لنا الخالديان منهجهما في هبا الكتاب من خالك المقدمة‪ ،‬فهنو عبنار عنن اختينا ارت شنعرية ون رينة‬
‫ب افدينب‬
‫في التح‪ ،‬والهدايا استخلصها الخالديان من كتب افدب‪ ،‬وافخبار والتاريأل‪ ،‬حي َ‬
‫س اختا ار منهنا منا يشنر َ‬
‫ويرطص السامع وأهمال ما عدا بل ‪ ،‬وطند سناعدهما علن بلن كمنا أسنلىت وجودهمنا فني مكتبنة سني‪ ،‬الدولنة التني أسنهمت منع‬
‫بنالش النوزير المهلبني فني صنقك قافتهمنا‪ ،‬ىضنافة ىلن أنهمنا طند عايننا ك ين اَر منن التَحن‪ ،‬والهندايا التني كانت ترد افم ارا أو‬
‫تصدر عنهم‪ ،‬وما كان يصحبها من أبيات شعرية أو عبا ارت ن رية‪ ،‬فأصبحا أديبين شاعرين‬
‫يبدعان فيما يصنعان(‪.)4‬‬
‫وطد ط َسم الخالديان كتابهما ىل أح َد عشر باباَ‪:‬‬
‫الجاب ال وِ‪ :‬في بكر من أهد هدَية معها شعر‪.‬‬
‫الجاب ال انِ‪ :‬في بكر من أَهديت ىليَ هدية فشكر عنها بشعر‪.‬‬
‫الجاب ال ال ‪ :‬في بكر من استهد الهدية بشعر‪.‬‬
‫الجاب ال ارج ‪ :‬في بكر من استهد الهدية بغير شعر‪.‬‬
‫الجاب الخاا ‪ :‬في بكر شيا من أخبار الهدايا‪.‬‬
‫‪-55-‬‬
‫(‪ )1‬الدهان‪ ،‬سامي‪ :‬التح‪ ،‬والهدايا ص‪.8‬‬
‫(‪ )2‬المعري‪ ،‬أبو العاال‪ :‬رسالة الغى ارن ص‪.417‬‬
‫(‪ )3‬متز‪ ،‬آدم‪ :‬الحضار اإلسالمية ‪.170/1‬‬
‫(‪ )4‬ال عالبي‪ ،‬يتيمة الدهر ‪.214/2‬‬
‫‪-56-‬‬
‫الجاب الساد ‪ :‬في بكر من بم ما أهدي ىليَ بنظم أو ن ر‪.‬‬
‫الجاب الساج ‪ :‬في بكر من استهد شيئاَ ف َمنع منَ أو َمش َك بَ فب َهَ واستبشأ بشعر‪.‬‬
‫الجاب ال اان‪ :‬في بكر من لم يقبك الهدية ترفَعاَ ورَدها تن َهزاَ‪.‬‬
‫صن َر علن الن َ َدعاا‬
‫َمن َن طصنرت ينده عنن الهدينة‬
‫َ‬
‫الجــاب التاســ ‪ :‬فنني بكننر شننيا مننن أَ َشنعار‬
‫وا َعتََمن َد علن‬
‫ت‬
‫ط‬
‫ا‬
‫ف‬
‫ال َناا‪.‬‬
‫ََ‬
‫الجاب العاشر‪ :‬في بكر شيا من هدايا ملو افش ار‪ ،‬للسلشان وكتبهم ىليَ‪.‬‬
‫الجاب الحادِ ‪.‬شر‪ :‬في بكر هدايا النو َك (‪ )1‬وتَ َح َ‬
‫‪،‬‬
‫ال َمتَ َخلَىين‪.‬‬
‫فافبواب السابقة تتلخص فيما كنان منن مند الشنع ارا للهدَينة أو بمهنم لهنا‪ ،‬ومنا كنان منن أخبنار العامنة فني‬
‫طبوك الهدَية ورفضها‪ ،‬فاجتمع في كتابهما خبر الهدية عل اختال‪ ،‬أنواعها‪ .‬وطند‬
‫حننو هننبا الكتنناب مننن شننعر الشننع ارا منننب أوائننك العصننر العباسنني ىلنن زمنهمننا مننن الشننع ارا المعاصننرين‬
‫لهما‪ ،‬وأما الهدايا التي بكرت في هبا الكتاب فهي ك ير ومتنوعة نبكر منها‪ :‬في المأكك والملبف وفني المركنوب‪،‬‬
‫بكرا الخالديان بأسنلوب جمينك وعنرع واضنح وتبوينب حسنن‪ ،‬ومنا يمكنن مالحظتن حوك هبا‬
‫وأشياا أخر ك ير ومتنوعة ه‬
‫الكتاب هو أَنَ لم يتعرع فدب الهدية والبحس في أصولها والكالم عن طواعدها وأساليبها كما فعك ابن طتيبة في‬
‫بارنا فني العصنور التني سنبقت‬
‫عيون افخبار‪ ،‬ونالحظ كبل أن كتابهما لم يتشر ىل بكنر الهدينة وأخ ه‬
‫العصنر العباس ني‪ ،‬فل نم يتش نر ىل ن بك نر الهدي نة ف ني عص نر بن ني أمَي نة وم نا طبل نَ‪ .‬وه نبا ب أري ني دلي نك واض نح عل ن‬
‫تعصبهما لمبهبهما أو لمبهب من أَهدي ىلي الكتاب‪.‬‬
‫وطند تصنند لتحقينن هنبا الكتناب الندكتور سنامي الن َدهان النبي اعتمند فني تحقيقنَ علن أربنع نسن أل‬
‫َ اسنتشاع الحصوك‬
‫عليها من أماكن مختلىة‪ ،‬وهبا ساعده عل مقارنة النسأل ببعضنها بعضناَ واسنتدر منا نقنص فني أحندها مننن افخننر ىال‬
‫أنننَ اعتمنند النسننخة المصننرية التنني كانننت ىلنن حنند مننا كاملننة‪ .‬وطند ب ندأ محقنن الكتنناب بتمهينند عننن الكتنب التني سنبقت كتناب‬
‫الخالنديين فني الهدينة‪ ،‬وعنن منهجنهنا نم اتبعن بحنديس عننن كتناب التحن‪ ،‬والهندايا‪ ،‬وعنن‬
‫مخشوشاتَ‪ ،‬وتحدس أيضاَ عن شريقتَ في التحقي فكان هنبا فني الىصنك افوك‪ ،‬وأمنا الىصنك ال ناني فتحندس‬
‫في ن َ‬
‫عنن عصننر المننولىين باختصننار شننديد‪ ،‬وعنن نسننبة الكتنناب وخشتننَ وموضنوعاتَ‪ ،‬وفني نهاينة الكتناب أضنا‪ ،‬بينالَ أورد‬
‫ن‬
‫فينَ أخبنار التحن‪ ،‬والهندايا فني كتنب التناريأل وافدب مرتبنة حسنب وفينات مولىيهنا‪ ،‬وبعند بلن أتبنع هنبا النبيك‬
‫بىهارف فنينة متنوعنة‪ ،‬فكنان أولهنا فهنرف الشنعر النوارد فني الكتناب‪ ،‬وفهنرف الهندايا وافعنالم والبلندان والمواضنع‪ ،‬وفهرف آخر‬
‫للمصادر التي روت عن أخبار الهدايا‪ ،‬وختم هبه الىهارف بىهرف فبواب الكتاب ومحتوياتَ‪ .‬وبقي‬
‫أن نبكر أن هبا الكتاب شبع مر واحد بدار المعار‪ ،‬بمصر سنة ‪1956‬م‪.‬‬
‫وهبا نموبج من كتاب التح‪ ،‬والهدايا‪:‬‬
‫ ‪- 11‬‬‫الجاب الو‬
‫ف كر ان أقدِ قدية اعها شعر‬
‫(‪ )1‬افنو ‪ :‬افحم ‪ ،‬وطك العاجز الجاهك‪ ،‬وطيك العي ََي في كالمَ ج نوك ونو ‪.‬‬
‫‪-57-‬‬
‫مع‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫صوفاَ بالَعتَ وال َج َود‬
‫َحدََنا أحمد بن أبي خالد طاك‪ :‬أهد ال َرطاشي ىل يزيد بن َم َ َس َم َ‬
‫وكتب‬
‫زَيد(‪َ )2‬يى َ‬
‫اَ و‬
‫ت جـــــــــ أِ ِولِـــــــــى‬
‫ِج ِع ِـــــــــت اـــــــــا أِِنـــــــــ ِ‬
‫الِ ِ‪ِِ.‬ـــــــــى‬
‫إلِ ِيـــــــــ ِ يـــــــــا ِج ِن ال ى‬
‫شـــــــــرف‬
‫قــــــــــا ِم ال ِعـــــــــــدِ ارحتـــــــــــ الع ِِيـــــــــــا‬
‫ا الحــــــــد تِ ِعِــــــــو جــــــــ‬
‫ســــــــ ِياا ِرقيــــــــ ِ‬
‫ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يـــــــــــــــــ‬
‫ت تــــــــــــ ار اقــــــــــــة ن ِع ِاــــــــــــة‬
‫كاـــــــــــــــــا أ ار ِج ِغ ِ‬
‫أِِنــــــــــــ ِ‬
‫ة ِج ِِـــــــــــــــــ ِوِ‬
‫لِ ِِ ِع ِجـــــــــــد اـــــــــــا يِـــــــــــِ‬
‫و ِقـــــــــو ِحـــــــــ ِارم قجـــــــــِ ا أن يـــــــــرِ‬
‫لِ ِاـــــــــــ ِولى‬
‫عيد‪:‬‬
‫ ‪- 11‬‬‫َر بازيناَ فني‬
‫ب التمنار(‪ )4‬فقناك‪ ،‬وطند أهند ىلن مح َمند بنن عبند اهلل بننشنا ه‬
‫وطند أخنب هنبا الم َعَنن َي َعقنَنو َ‬
‫ينوم‬
‫قـــــــــــــ ِِ لِايـــــــــــــر ال‬
‫ـــــــــــــ ِ ِ ِيـــــــــــــ ِدا‬
‫ِاـــــــا ِكـــــــان ِاـــــــ ِن ِحا ِجـــــــة‬
‫ال ِاـــــــ ِوالِ‬
‫قِـــــ ِ‬
‫ِـــــــــي ِ ِغتا ِاـــــــــن‬
‫ــــ ِد‬
‫ِردِ ِوجـــــــــوِد‬
‫فِ ِهــــــــــــ ِو ِحــــــــــــ ِار‬
‫م ِ‪ِ.‬ــــــــــــى ال ِعجيــــــــــــ ِد‬
‫أجـــــــــــــرش(‪ )5‬و اخِـــــــــــــب‬
‫حديـــــــــــــ ِد‬
‫ِو ِاــــــــــــ ِ ِرســــــــــــولِ إليــــــــــــ جــــــــــــاز‬
‫ِج ِع ِِتــــــــــــــــــــ ت ِحاِــــــــــــــــــــة لِ ِعيــــــــــــــــــــد‬
‫ســــــــــــــــعي ِد‬
‫القــــــــــــــــا جالرــــــــــــــــال ال ى‬
‫(‪)7‬‬
‫(‪)6‬‬
‫َحن ََ‬
‫ي(‪ )8‬أه ند ىلن المتو َك نك فرس ناَ‬
‫وم نك ه نبا منا‬
‫صنولي ع نن يزي ند ب نن محمند المهلب ن َي أن الحرينر َ‬
‫دََناه ال‬
‫وكتب مع‪:‬‬
‫ِ‬
‫ولِخِــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫إاــــــــــــــــــــــــــــــام‬
‫يــــــــــــا أِاــــــــــــين الِــــــــــــ فــــــــــــِ الِر‬
‫ ‪- 11‬‬‫ِـــ‬
‫ا ِِــــــ ِاــــــا ِي ِ‬
‫ـــِ لِ ِِ ِاــــــو‬
‫رـــــ ِو‬
‫ولِـــــ ِدِ ِ‪ِ .‬جـــــد ِاـــــ ِن ِ‬
‫وك ا ِيـــــت ال ى‬
‫ِـــــ ِون تحكـــــِ‬
‫ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫ِق ِِـــــــــا العـــــــــ ِر ي ِغنـــــــــِ‬
‫(‪)9‬‬
‫ِ‪ِِ.‬ــــــى‬
‫لـــــ‬
‫ال ِع ِجــــــد ِحــــــ ارم‬
‫ـِ‬
‫لِــــــــــــــــــ ِ‬
‫ســــــــــــــــــام‬
‫ال ِج ِ‬
‫ِراِ ِيــــــــ ِ الاــــــــ ِدام‬
‫لِــــــــ ِو ِن ‪.‬‬
‫ِجــــــــــ ِين لِ ِح ِي ِيــــــــــ ِ الِ ِجــــــــــام‬
‫(‪ )1‬الَرطاش َي‪ :‬هو الىضنك بنن عبند الصنمد منول رطنا‪ ،،‬وهنو منن ربيعنةإ وكنان مشبوعناَ‪ ،‬سنهك الشنعر‪ ،‬نقني الكنالم‪ .‬وطند نناطع أبنا‬
‫نننواف وغيننهر مننن الشننع ارا‪ .‬ومنند الخلىنناا والب ارمكننة ور ناهم ‪ -‬انظننر فنني ترجمتننَ افغنناني ‪ ،34/15‬ومعجننم الشننع ارا للمرزبنناني‬
‫‪ ،311‬وفوات الوفيات ‪ ،125/2‬وتاريأل بغداد ‪.345/12‬‬
‫(‪ )2‬يزيد بن َم َزيد بن ازئد ‪ ،‬هو ابن أخي معن بن ازئد الشيباني‪ ،‬من افم ارا المشهورين والشجعان المعنروفين‪ ،‬كنان واليناَ فني عهند الرشنيد‪،‬‬
‫وطد مدحَ مسلم بن الوليد ولَ معَ أخبار شويلة في افغاني وغيهرا من كتب افدب والتاريأل ‪ -‬انظر وفيات افعيان ‪.283/2‬‬
‫‪-58-‬‬
‫(‪" : )3‬أنت ت اره نعم كما!" ‪َ -‬و َمقََ‪َ :‬يمقََ َومقاَ َو َمقةَ‪:‬‬
‫أحَبَ فهو وام َ (‪ )4‬يعقنوب بنن يزيند التمنار أبنو يوسن‪ :،‬منن شنع ارا العسنكر‪ .‬ك نان متصنالَ بالمنتصنر ومنات فني آخ نر أينام المعتمند ‪-‬‬
‫انظننر معجننم‬
‫الشع ارا للمرزباني ‪.507‬‬
‫(‪ )5‬ب َر‪ ،‬ب َر َشاَ‪ :‬كان عل جلده نقش بيع‪ ،‬فهو‬
‫أَب َر‪ )6( ،‬محمد بن يحي بن عبد اهلل الصولي‪ :‬من كبار علماو افدب نادم ال ة من خلىاا بني العباف‪ ،‬ولَ تصاني‪ ،‬ك ير‪ ،‬توفي سننة‬
‫‪335‬هن ‪ -‬انظر ابن خلكان ‪508/1‬‬
‫(‪ )7‬يزيد بن محمد المهلب َي‪ :‬شاعر اتصك بالمتوكك العباسي‪ ،‬ومدحَ وراه بعد وفاتَ‪ ،‬توفي سنة ‪259‬هن ‪ -‬انظر الىهرست ‪109‬‬
‫ي‪ :‬صالح بن محمد كان ينادم المنتصر العباسي ‪ -‬انظر مروج البهب ‪311/7‬‬
‫(‪ )8‬الحرير َ‬
‫(‪ )9‬الكميت‪ :‬من الخيك البي خالش حمرتَ سواد غير خالص‪ ،‬وطيك بين افسود وافحمر‪.‬‬
‫‪-59-‬‬
‫ِزِاـــــــر ال ى‬
‫شـــــــ ِي زِنــــــــام‬
‫ِيال‬
‫ِــــــــــــــــــ ه‬
‫فــــــــــــــــــِر ا ارم ِ‬
‫)‬
‫(‬
‫‪3‬‬
‫ســـــــــــــــــــــالِم‬
‫ِــــ ىو ِِ جقِجــــو ِِ الرــــ ِرف‬
‫ِفتِ ر‬
‫ِانـــــــــــــــــــــِ وال ى‬
‫(‪)2‬‬
‫ب َم َن‬
‫َو‬
‫َطري َ‬
‫َهن َبا َمنا َين َرَو أن َب َعنع منن كنان فني جملنة أبني َدلَن‪ ،‬القاسنم ا َبن َن عيسن العجلني‬
‫أهند ىلين‬
‫َس َيىاَ وكتب‬
‫معَ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ِو ِر‬
‫ِ نـــــــا إليـــــــ ِقـــــــ ِد ِح ال ِا ِعـــــــالِ‬
‫ِِ ع‬
‫قِـــــــ ِد ج‬
‫ســــــــــــــوِ اآلاــــــــــــــاِ واآلجــــــــــــــاِ‬
‫ ‪- 11‬‬‫ِاِ‬
‫كــــــــــ‬
‫وا‬
‫ِ‪ِِ.‬ــــــــــى‬
‫ِو ِحــــــــــ ِارم‬
‫ا ِل ِعجيــــــــــد إ ا اــــــــــا‬
‫ِاــــــــــا تِ ِخ ىيرتِــــــــــ‬
‫ال ِاــــــــــ ِوالِ‬
‫‪ ،‬ف ني ه نبا المعن ن ب َعَ َين نَغَي نَر َم نا بكرن نا‪ ،‬وبيت ناَ آخ نر ف ني أبي نا َت نح نن ََنَ بته نا ف نيخَب ن َرح ن‬
‫َو َم نا َن َع ن َر َ‬
‫َ نة‬
‫دََناهج َح ظ‬
‫(‪)6‬‬
‫(‪)5‬‬
‫َ‬
‫الَب َرَمكن ََي طناك‪َ :‬كنا َن أوكند افس نباب ف ني طت نك عمني جعىنر بنن يحين البرمك ن َي وزواك النعمنة عنن أهل نَ أبيعاتمنلاهنا‬
‫(‪)7‬‬
‫ت في يد الرشنيد وطند جلنف للمظنالم‪،‬‬
‫بعع ال ََش َع ارا لَما بن جعىر َد ه‬
‫ار «بباب الشماسية» وألقاها في القصص‪ ،‬فوطع َ‬
‫َفلَما طَ أَرها تغير وجهََ‪ ،‬وأعاد النظر‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ -9‬ديوانهاا‪:‬‬
‫ورد بكننر دي نوان الخالننديين ف ني م ارج نع مختلىننة وكلهننا توكند ضننياع هننبا السننىر الكبي نر الننبي بل نغ عنندد ورطات نَ كمننا‬
‫يقنوك اب نن النننديم هزناا (‪ )1000‬ورطنة «وطند عمنك أبنو ع منان شنعهر وشنعر أخينَ طبنك موتنَ‪ ،‬وأحنب غالمناَ يعنر‪ ،‬برشنأ‬
‫عملَ أيضاَ نحو أل‪ ،‬ورطة‪ .)8( »...‬ويوكد لنا بل أيضاَ صاحب اليتيمة بقولنَ‪..« :‬طن أرت أننا بخشنَ أي بخنش الغنالم‬
‫‬‫في مجموع من شعر الخالديين بخش أحد افخوين في دفتر أعارنيَ أبو نصر سهك بن المرزبان‪.)9(»...‬‬
‫ويبندو أن هنبه المخشوشنة عاشنت ىلن القنرن الخنامف الهجننري حيننس بكننر بل ن المعننري فنني رسننالة الغىنن ارن‬
‫بقولننَ‪...« :‬ولهم نا دي نوان ينس نب ىليهم نا مع ناَ ال ينى نرد في نَ أح ندهما بش نيا دون اآلخ نر‪ ،‬ىال ف ني أش نياا طليل نة‪ ،‬وه نبا‬
‫(‪ )1‬العبر‪ :‬جمع عبار وعبر‪ ،‬وهو عالمة تعقد في ناصية الىرف‪ ،‬والناصية‪ ،‬وخصلة الشعر‪.‬‬
‫(‪ )2‬تش َوك‪ :‬امنن وهي من الشوك أي الىضك ‪ -‬والشر‪ :،‬الكريم من الخيك‪.‬‬
‫(‪َ )3‬زنام‪ :‬زمار حاب كان للرشيد ‪ -‬وهبا البيت ناطص في (ش) وحدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬أبو َدلَ‪ ،‬العجلن َي القائند‪ ،‬القاسنم بنن عيسن ‪ :‬شناعر شنري‪ ،‬فاضنك أدينب‪ ،‬شنجاع جنواد‪ ،‬طلنده الرشنيد‪ ،‬وهنو حنديس السنن‪ ،‬أعمناك‬
‫أخبار في افغاني ‪ 146/7‬وطد جاات بعع أخبار أبي دل‪ ،‬في اختيار المنظنوم والمن نور‪،‬‬
‫الجبك‪ ،‬توفي سنة ‪225‬هن ‪ -‬انظر ه‬
‫مخشوشة بالقاهر أدب ‪ ،581‬بالورطة ‪149‬ظ‪.‬‬
‫(‪ )5‬جحظة البرمك َي‪ :‬أبو الحسن أحمد بن جعىر بن موس بن يحي بن خالد ابن برم وكان فني عينينَ نتنوا‪ ،‬فلقبنَ ابنن المعتنز بجحظنة‪،‬‬
‫وكنان ك ينر الرواينة لاخبنار‪ ،‬ملنيح الشنعر‪ ،‬متصنَرفاَ فني فننون ك ينر‪ ،‬تنوفي بواسنش ‪324‬هنن ‪ -‬انظنر ىرشناد افرينب ‪ ،241/2‬وبي نك هزنر‬
‫اآلداب ‪ ،182‬وابن خلكان ‪.57/1‬‬
‫(‪ )6‬جعىر بن يحي البرمك َي‪ :‬وزير هارون الرشيد‪ ،‬وكان أ ي اَر عننده نم طتلنَ سننة ‪187‬هنن ‪ -‬انظنر وفينات افعينان ‪ ،130/1‬والىخنري‪ ،‬شبنع‬
‫أوربة ص‪.281‬‬
‫(‪ )7‬فني ال نوز ارا والكتناب للجهشننياري ‪« :189‬وكنان خالند ب نن برمن يننزك ب ناب الشماسنية ف ني الموضنع المعنرو‪ ،‬بسننويقة خال ند‪ ،‬وهني طشنناع مننن‬
‫ي‪ ،‬وبني يحي بن خالد طص اَر يعر‪ ،‬بقصر الشين‪ ،‬م بن فيَ الىضك بن يحي وجعىر بن يحي طصرين كانا يعرفان بهما»‪.‬‬
‫المهد َ‬
‫(‪ )8‬ابن النديم‪ ،‬الىهرست ص‪.240‬‬
‫(‪ )9‬ال عالبي‪ ،‬اليتيمة ‪.138/2‬‬
‫‬‫‪510-‬‬
‫متعنبر ف ني ولند آدم ىب كان نت الجبلنة علن الخنال‪ ،‬وطلنة الموافق نة‪ ،‬فأمنا أن يعمنك الرجنك شنيئاَ منن كتناب نم يتم نَ‬
‫اآلخر‪ ،‬فهو أسوف في المعقوك من أن يجتمع علي الرجالن‪.)1(»...‬‬
‫وأما ياطوت الحموي صاحب معجم البلدان فيوكد لنا أنَ اشلع عل ديوان الخالنديين ونقنك عنن فني مواضنع‬
‫متعدد (‪ ،)2‬وبكره أيضاَ العمري في القرن ال امن الهجري‪ ،‬حيس أورد لهما ترجمنة‪ ،‬ورو فينَ بعنع أشنعاهرما فني‬
‫جنزا يتحندس فين عنن شنعر الحنمندانيين‪ ،‬وفني القنرن نىسن بكنر الحنافظ الننبهبي فني كتابن سنير أعنالم الننبالا هننبا الننديوان(‪،)3‬‬
‫ونقن َك ط نوك ابنن الن نديم السناب بك نهر‪ .‬وهكنبا عاش نت نسنأل ال نديوان أربعنة ط نرون علن افط نك‪ ،‬نم س نكتت‬
‫بكرا كما أنها بهبت فيما بهب من كنوزنا وضاع من بخائرنا‪.‬‬
‫المصادر عن ه‬
‫وطد تصد الدكتور سنامي الندهان لجمنع منا تبقن منن هنبا النديوان‪ ،‬وبلن بنالعود ىلن أمهنات الكتنب التني‬
‫عارما‪ ،‬فخنننرج الننديوان بجنننزا واحنند يضننم فننني طسنننم افوك شننعر اف افكبننر أبننني بكننر محمنند‬
‫بكنننرت بعننع أشننن ه‬
‫الخالدي‪ ،‬وفي طسمَ ال اني شعر أبي ع مان سعيد الخالدي م أضا‪ ،‬بعد بل أشعا اَر مشتركة َنسبت ىليهما معاَ‪.‬‬
‫ب ندأ المحقن في نَ بدارسنة جي ند عنن الخالنديين وحياتهمنا‪ ،‬اتسنمت بسنمة التقليدي نة واإليجناز شنأنها شنأنجنك‬
‫الد ارسات التي تسب الكتب المحققة‪ ،‬وبَيك ديوانَ بأهم كتب الت ارجم التي بكرت الخالديين وببعع الىهارف الىنية‬
‫المتنوعة والمىيد ‪.‬‬
‫وطد طام الدكتور الدهان بجهند شينب يحمند لنَ ىب حناوك أن يتتبنع أشنعارهما فني كنك منا وطنع تحنت يدينَ منن كتنب الت ارس في‬
‫مختل‪ ،‬ضروبها وفنونها من تناريأل وسنير وأدب‪ ،‬وبنبك جهنداَ فني تو ين أشنعاهرما‪ ،‬وضنبشها وشنر غريبهنا في كك طصنيد ‪،‬‬
‫وتنرجم لنبعع افعنالم‪ ،‬بيند أن عملنَ ال يخلنو منن بعنع الهننات منن م نك ىغىالنَ فني بعنع افحينان بك نر الشن نع ارا‬
‫ال نبين َنسن نب ىل نيهم هن نبا الش نعر‪ ،‬وال رين نب أن مهمتن نَ كان نت صن نعبة للغاي نة ىب اخن نتلش شن نعر هن نبا العصن نر اختالشاَ عجيباَ‬
‫لتشابَ أسنلوب شنع ارا هنبا القنرن‪ ،‬ىضنافة ىلن منا أحد نَ السنري الرفناا منن تندليف فشنعاهرما‪ ،‬وبقني أن‬
‫نبكر أن هبا المجموع الشعري شبع في دار صادر ‪ -‬بيروت عام (‪1991‬م) يحمك اسم ديوان الخالديين‪.‬‬
‫‪ -1‬االختار ان شعر جشار‪:‬‬
‫تارا الخالنديان معتمندين علن بوطهمنا النقندي‬
‫كما هو واضح من عنوانَ هو عبار عن اختيا ارت شعرية اخ ه‬
‫البي وصك ىل البور‪ .‬يضم هبا المختنار بنين دفتينَ زهناا (‪ )330‬بيتناَ شنعرياَ لبشنار بنن بنرد فني أغن ارع شنعرية‬
‫مختلىنة‪ ،‬وبع نع هنبه افبينات المختنار غينر موجنود فني كت نب افدب افَخنر ‪ ،‬وطند شَبَنع هنبا المختنار وبهامشنَ‬
‫شرَ فبي شاهر ىسماعيك بن أحمد التجيبي(‪ )4‬المتوف فني القنرن الخنامف الهجنري‪ ،‬وشريقنة التجيبني فني الشنر والتعلي تشابَ‬
‫شريقة المبرد في كامل‪ ،‬حيس يبكر افبيات م يشر ألىاظها ومعانيها الصعبة وليف بل فحسب‬
‫بك يبكر ما يشبهها من أطواك الشع ارا‪ ،‬ويعل عليها‪ ،‬م يبكر بعد هبا التعلي أبياتاَ لبشار بن برد‪.‬‬
‫اعتن بنسخَ وتصحيحَ وتعلي الىوائد عليَ وتخري أبياتَ ووضع فهارسَ السيد محمد بدر الندين العلنوي وينر‬
‫المحق أن الكتاب البي بين أيدينا هو شر المختار من شعر بشار ‪ -‬اختيار الخالدين ‪ -‬إلسماعيك التجيبي‪.‬‬
‫(‪ )1‬المعري‪ ،‬أبو العاال‪ :‬رسالة الغى ارن ص‪.415‬‬
‫(‪ )2‬الحموي‪ ،‬ياطوت‪ :‬معجم البلدان ‪.208/11‬‬
‫(‪)3‬البهبي‪ ،‬سير أعالم النباال ‪)4( .417/10‬‬
‫ََرطي‪ ،‬وَيكن ن أب نا الش ناهر‪ ،‬أخ نب ع نن أب ني ىس نح الحص نري‬
‫هننو ىسننماعيك بننن أحمنند التجيب ني م نن أه نك القي نروان‪ ،‬وس نكن المهدي نة يع نر‪ ،‬ب نال ب‬
‫تآليىَ‪ ،‬توفي في القرن الخامف الهجري‪.‬‬
‫‬‫‪511-‬‬
‫وهبا نموبج من كتاب المختار من شعر بشار‪:‬‬
‫‪-1‬‬‫ّسم الّل الرحمن الرحيم‬
‫ب‬
‫[طاك أبو َمعاب‪:‬‬
‫ســـــــيو ِ‬
‫ِ‬
‫ِـــــــ ىع ِر ِخـــــــ ىد‬
‫شـــــــ ِي ِنا إليــــــــ جال ا‬
‫ِا ِ‬
‫ف ن ِعا ِتجــــــــ ِ‬
‫(إ ِا ال ِاِ ـــــــ ال ِج ىجـــــــار ِ‬
‫شـــى ال ى‬
‫ِـــــــا ِر الك ِاـــــــا ِة ِكتِا ِئجـــــــ‬
‫شـــ ِا ِ لـــ ِون ح ِديـــد‬
‫وأِِر ِ‪.‬ـــ ِن ي‬
‫ِ ِغ ِ‬
‫وتِ ِحـــــــج اِِج ِ‬
‫تــــــــ ِاز ِحم أ ِركــــــــا ِن ال ِج ِجــــــــاِ ِا ِنا ِكجــــــــ‬
‫يــــا إ ا ِــــ ِدا‬
‫تِ ِغــــ ا‬
‫س ِجــــ ِ الِ ِرِ الاِ ِ‬
‫ســــ ِقِ الــــ‬
‫ِرِك ِج ِنــــــــا لــــــــ ِج ِهــــــــ ار ِجكــــــــِ ا ِىقــــــــف‬
‫واِِجــــ ِي ِ‬
‫ستِ ِ‬
‫ِ تِ ِ‬
‫يــــا ِرج‬
‫د ِاا ِ ِا ِ‬
‫ســـــــ ِيافِ ِنا لِِيـــــــِ تِ ِهـــــــأ ِوِ ِك ِوا ِك‬
‫ا ر و ِســـــ ِنا‬
‫ِكـــــأِ ىن ا ِـــــا ِر ال ىن ق‬
‫ِـــــ ِ فِـــــ ِو ِ‬
‫وأِ ِ‬
‫جـــــــ )‬
‫طولَ كأن م ار النقع](‪ )1‬نحهو طوك مسلم(‪:)2‬‬
‫كالِيــــــِ أِِنج‬
‫اــــــ الق‬
‫فِ ِج ِحاِ تشـرا ال رِ الايـا جـ‬
‫ي فقاك‪:‬‬
‫وأخبه منصور(‪ )3‬الن َمر ََ‬
‫إاىل ججينــــــــــ والا روجــــــــــة ال‬
‫ى‬
‫شــــــــــ ِر‬
‫ليــــِ اــــن النقــــ ال شــــا وال قاــــر‬
‫وأخبه ال َعتاب َي فقاك‪:‬‬
‫ِجنــــِ ســــناجكها اــــن فــــوا قــــااهم‬
‫ي‬
‫يــــــ ِجان‬
‫ِ‬
‫ســــــِ‬
‫وال ِ‬
‫لـــــــيال كواكجـــــــ ال ِجـــــــيِ الاـــــــ ير‬
‫(‪)4‬‬
‫‪-9‬‬‫وم ل طوك اآلخر(‪:)5‬‬
‫ِج ِعِِـــــــ ِت أ ِســـــــ ىنتِها‬
‫نســـــــج ِت حوافرقـــــــا ســـــــاا فوقهـــــــا‬
‫وطاك فيَ الَبحتري(‪:)6‬‬
‫نجـــــــوِم ســـــــاا ِئها ـــــــشون‬
‫ِاـــــد لـــــيال ‪ِ.‬ـــــى الك ِاـــــاة فاـــــا ياــــــ‬
‫ونحهو منَ طوك ال َعكو ‪:‬‬
‫فيــــــ إالى جيــــــو الســــــيو ِ‬
‫ف‬
‫ف ىر ِجـــــــت ســـــــ ِد ِفتها جوجهـــــــ اعِِاـــــــا‬
‫ت ‪.‬اليـــــــة الراـــــــاح‬
‫وجعِـــــــ ِ‬
‫ِجالهـــــــا‬
‫(‪ )1‬ما بين القوسين زياد منا نقلناهنا منن حماسنة ابنن الشنجري فن الكتناب مىقنود أولنَ والموجنود مننَ أوك الك ارسنة الخامسنة‪ ،‬وأولهنا فشبهت غر‬
‫البشك بالنجم وسيىَ بالنجم أيضاَ ونحهو طوك مسلم الأل وطد استنتجنا منن الشنر أننَ شنر لهنبه افبينات التني زدناهنا‬
‫كما ير القار ا‪.‬‬
‫(‪ )2‬ديوانَ ‪ 195‬والعكبري ‪ 83-1‬والمعاهد ‪.143-1‬‬
‫(‪ )3‬العكبري ‪ 379-1‬والصناعتين ‪ 190‬والمعاهد ‪ 143-1‬وافغاني ‪ 196-3‬والحيوان ‪)4( .39-3‬‬
‫البيننت فنني الشننع ارا ‪ 479‬والعكبننري ‪ 413-2‬والصننناعتين ‪ 190‬والكلمننة فنني افصننك الميننا ير مصننحىة وط ند صننحىت فنني غيننر افصننك‬
‫أيضاَ فىي الشع ارا المباتير ولَ وجَ وفي العبكري البواتير اول يجيا البواتير‪ ،‬والسي‪ ،‬ىنما يوص‪ ،‬بالمأ ور وجمعَ المآ ير‪.‬‬
‫(‪ )5‬العكبري ‪ 71-1‬والمعاهد ‪ 143-1‬والواحدي ‪.121‬‬
‫(‪ )6‬ديوانَ ‪ 177-1‬والعكبري ‪379-1‬‬
‫‪-60-‬‬
‫وطوك ابن المعتز(‪:)1‬‬
‫ش ارر‬
‫دخان وأر ارف الرااح ِ‬
‫و‪.‬م الساا النق حتى كأن‬
‫ونحهو طوك اآلخر‪:‬‬
‫كـــأ ىن(‪ )2‬ســـا ىو النقـــ وال ِجـــي ِ‬
‫ت ح تـ ــ‬
‫(‪)3‬‬
‫ســـــااوة ليـــــ أســـــارت ‪.‬ـــــن‬
‫وأخبه المتنبي فقاك‪:‬‬
‫يـــزور ال‪.‬ـــادِ فـــِ ســـاا‬
‫وكرهر المتنبي فقاك(‪ )4‬أيضاَ‪:‬‬
‫كواكـــــب أســــــــ ىنت فــــــــِ‬
‫ِجاجـــ‬
‫‪.‬‬
‫ة‬
‫جانج ِيهــــــــا الكواكــــــــب‬
‫و‪.‬جاجـــــــة تـــــــر الحديـــــــد ســـــــوا ِدقا‬
‫فكأناـــــا ك ِســـــِ النهـــــار جهـــــا دجـــــى‬
‫ســـــــــم أو قِـــــــــ اال شـــــــــائجا‬
‫زِنجـــــــــا تج ى‬
‫ليـــــــــِ وأرِ ِعـــــــــ ِت الراـــــــــاح كواكجـــــــــا‬
‫تــــــــــرِ لِنقــــــــــ فــــــــــوقهم ســــــــــاا‬
‫كواكجهـــــــــــــا الســـــــــــــ ىنة وال‬
‫نِـــــــــــــوِ‬
‫وأخبه ابن(‪ )5‬أبي فََنن فقاك‪:‬‬
‫‪-1‬‬‫وبيت(‪ )6‬أبي معاب أفضك وأحسن وأصنع وأرص َن‪ ،‬وهو من محاسن شعهر‪ ،‬وأف ارد أبياتَ‪.‬‬
‫وأما طولَ‪ :‬وأرعن يغ َش الشم َف لو َن حديده‬
‫البيت(‪ )7‬والبي يليَ فم لهما طوك الشاعر‬
‫شعر اخلالديني–‬
‫م‪7‬‬
‫لقينـــا جنـــِ ‪.‬اـــرو وذ أفنـــا اـــ ِح‪.‬‬
‫ججــــيش تيــــ اِ الجِـــــا فــــِ ِحج ارتـــــ‬
‫لــدِ ال ِحــىرة الــر ِجالِ‬
‫رــ ِرف العقــر‬
‫فــِ ِ‬
‫ويغشى شعا ِ الشا جـال نجم ال ازقـر‬
‫يعني افنجم اف َسنة وم لَ فوف(‪ )8‬بن حجر‬
‫ِاــ ِج‪.‬‬
‫جِـــــادقة ِجـــــ ِود اـــــن‬
‫ِــجحنا جنــِ ‪.‬ــج وأفنــا ِ‬
‫شـــــاجة‬
‫جـــــأر‪ِ .‬ن ا ـــــ ِِ الرـــــ ِود يـــــر أ ِ‬
‫الاـــــا والـــــدِم‬
‫تِِنــــــــــــــا ِج ِز أوال‬
‫ِــــــــــــــى‬
‫ولــــــــــــــ ِم ِيتِ ِ‬
‫(‪)9‬‬
‫رِم‬
‫وللناش ا في هبا المعن ما أحسن فيَ كك اإلحسان وهو طولَ‪:‬‬
‫فقرونهـــــــــــــا اقرونـــــــــــــة جحـــــــــــــدود ِ‬
‫ِاـــــِ ِت ِجقـــــا ِ ال رِ خيـــــِ جنـــــود‬
‫(‪ )1‬ديوانَ ‪ 37‬والمعاهد ‪ 143-1‬وغرر الخصائص ‪215‬‬
‫(‪ )2‬المرتض ‪ 39-4‬والكلمة بافصك شموف مصحىاَ ‪ -‬طاك الميمني الظاهر البيع السيو‪ ،‬وال أستبعد البيع بالىتح المغافر‬
‫(‪ )3‬ديوانَ ‪ 71-1‬والمعاهد ‪143-1‬‬
‫(‪ )4‬ديوانَ ‪ 83-1‬واليتيمة ‪95-1‬‬
‫(‪ )5‬المعاهد ‪143-1‬‬
‫(‪ )6‬لعك الكالم عل طولَ كان م ار النقع فو رووسنا وأسيافنا ليك تهاو كواكبَ‬
‫عجز وتخلف أبصار الكما كتائبَ أنظر حماسة ابن الشجري ‪57‬‬
‫ه‬
‫(‪)7‬‬
‫وانما فيَ (الرطم‪ )43‬البيت افوك وهنا صبحن بنون المونس وال اني في ال ل ‪166‬‬
‫(‪ )8‬ال يوجد البيتان في‬
‫ديوانَ (‪ )9‬بافصك ابناا‬
‫مصحىا‬
‫‪-61-‬‬
‫وتــــــــجِا‪ .‬الِــــــــجاح‬
‫لِ ِاــــــــ حديــــــــد‬
‫والِيـــــــــ ِِ فـــــــــِ أ ِ‬
‫ـــــــــ ِوار ونجـــــــــود‬
‫ويعـــــــــاجز الفكـــــــــا ِر‬
‫نيـــــــــِ جعيـــــــــد‬
‫جِـــــــــــــــــــدور ِوور ِود‬
‫جـــــــــــــــــــورود‬
‫كتاــــــــ اوف الجنــــــــاح ســــــــ ِود جنــــــــوِد‬
‫فكأناــــــــا ِج ِاــــــــ ِ النهــــــــار جيــــــــوئ‬
‫ِـــــار ِحِـــــر قريجـــــ‬
‫ِي ِعيـــــا ‪.‬ـــــن ال ِج ِ‬
‫يغـــــــدو ويت ِجعـــــــ الـــــــ ىرِدِ فِـــــــدور‬
‫وم ل طوك اآلخر‪:‬‬
‫فـــــِ جحاـــــ جســـــواد الِيـــــ انجعـــــا‬
‫ال يجاــــــــــ الرــــــــــرف أوال و ِخــــــــــ ِر‬
‫فيــــ الــــ ِردِ وقــــو‬
‫جالجرــــاِ انع ِقــــد‬
‫وال يســـــــــــاير‬
‫التحِـــــــــــيِ وال ِعـــــــــــ ِدد‬
‫ف ِج ِارتـــــ إالى وقـــــد‬
‫لـــــم ت ِرـــــ ِ‬
‫خاـــــدوا‬
‫إِ ا أنا ِخــــــــ ِت ‪ِ.‬ــــــــى قــــــــوم كالِ ِكِــــــــ‬
‫ونحهو طوك‬
‫َمرداف َش َم َيأل‪:‬‬
‫بن‬
‫‪-1-‬‬
‫ِـــجحنا جنـــِ شــــيجان‬
‫والحـــ ىِ ِيشــــك ِار تِــــ ِدا‪.‬ت‬
‫لهــــم أفنــــا ‪.‬اــــرو فا ىزقِــــ ِت‬
‫ت‬
‫ســـحاج ِة حـــرب ت ِارـــر الاـــو ِ‬
‫والـــداا‬
‫اال ِتِ هـــــم فـــــِ ســـــار‬
‫قـــــد تيـــــ ىرِاا‬
‫إ ا اا ال ِقـرِ ‪.‬ـن رـارا‬
‫قِ ِرينــــــــاقم شــــــــهجا ِ ي ِكــــــــ ِر ِو ِردقــــــــا‬
‫الحـِ أ‪.‬تاـا‬
‫حريـــــــــا ِزقتـــــــــ ريحـــــــــ‬
‫فتيـــــــــرىاا‬
‫ِ اركــــــــ‬
‫ِــــــــجحناقم ِج ِاعــــــــا كــــــــأ ىن ‪.‬‬
‫وأحسن(‪ )1‬الناش ا أيضاَ في صىة جي‪ ،‬فقاك‪:‬‬
‫جــــيش ياــــوت الاــــ ىن حتــــى ال يــــرِ‬
‫وِي ِجـــــــ ِيش حتـــــــى ال ِياـــــــ ىن‬
‫‪.‬ديـــــــ ِد وكأناــــــا جعــــــِ‬
‫اإل لــــــ ِروا ِســــــ ِِ ا ِلـــــــ‬
‫تِق ِ‬
‫يـــِ ‪ِ.‬ــــى ال‪.‬ـــدا خياــــة جأ ِســــ‬
‫وتِــــــــرِ وتســــــــا لاعــــــــ وحاياــــــــ‬
‫وكأناـــــــــا ِراـــــــــز الخيـــــــــوِ ِج ِح ِنـــــــــ ِوِ‬
‫اــــن لــــم يكــــن اتأيــــدا يــــوم الــــو ِى‬
‫تِ ِِقــــــــى الــــــــ ِرِدِ جِوائــــــــ‬
‫اتِ ِعِــــــــجا‬
‫اــــــا ــــــاب اــــــن أقرــــــار‬
‫احــــــدودا أ ِحــــــــــ د لك ــــــــــرة‬
‫اعــــــــــدودا‬
‫جاعــــــــــ‬
‫أ ِ‪.‬ـــــــــــالِم أ‪.‬الاـــــــــــا لـــــــــــ‬
‫وجنـــــــــــوِدا‬
‫الِقــــــــــا‬
‫ِِ‬
‫قجــــــــــ‬
‫تِهــــــــــ اددا وو‪.‬يــــــــــ ِدا‬
‫فــــــــــتا ان فيــــــــــ جوارقــــــــــا و‬
‫ر‪.‬ــــــــــودا‬
‫اــــــوف يــــــدف فــــــِ‬
‫الغاــــــار اــــــدودا‬
‫ج ِدفا‪.‬ــــــــــ‬
‫لــــــــــم ِيعــــــــــ ِر ِ‬
‫ف التأييــــــــــدا‬
‫وال ِعـــــــــــىز فـــــــــــِ‬
‫ارياتـــــــــــ اعقـــــــــــودا‬
‫ِ‬
‫‪-62-‬‬
‫ِـــــ‬
‫ـــــا ِد ِر ِن ِحـــــ ِز ِن ِ‬
‫ع ِوِدقن ِـــــعيدا‬
‫ِ ا ِ‪ِ.‬ـــــــــ ِت أ ِكاـــــــــا نزائـــــــــ ِخ ِيِـــــــــ‬
‫وا‬
‫معن هبا البيت من هبه افبيات مأخوب من طوك النابغة(‪:)2‬‬
‫يـــا‬
‫جـــيش ِياـــ اِ جـــ الاِ ِ‬
‫ِــــــــ ِحا ِرِ‬
‫يــــــــ ِد ال كــــــــا ِم ِ‬
‫كــــــــأ ىنهن‬
‫(‪)3‬‬
‫اع يـــا‬
‫ل‬
‫(‪ )1‬الخمسة افول من هبه افبيات في غرر الخصائص ‪ 215‬معزو للببغا‬
‫(‪ )2‬العقد ال مين ‪ 14‬والعكبري ‪ 251-2‬والمعاهد ‪47-1‬‬
‫(‪ )3‬بافسك مىصال‬
‫‪-63-‬‬
‫وأحسن المتنبي(‪ )1‬في صىة جي‪ ،‬فقاك‪:‬‬
‫و‪.‬نوانـــــــــــــــ لِنـــــــــــــــاارين‬
‫قِتـــــــــــــــام‬
‫ِور ىب جـــــــواب ‪.‬ـــــــن كتـــــــاب جع ِتِـــــــ‬
‫واــــــا فــــــ ى‬
‫ِ جالجيــــــدا ‪.‬نــــــ ختــــــام‬
‫ِيـــيا جـــ الجيـــدا اـــن قجـــِ ِنشـــر‬
‫ت‬
‫ســــــــــام‬
‫حــــروف قجــــا ِ النــــا فيــــ ال ــــة‬
‫جــــــــــ ِواد ورِاــــــــــ اجــــــــــِ وح ِ‬
‫‪-1‬‬‫وطد أومأ ىل هبا المعن أبو الحسن بن الخياش فيما أنشدني لنىس من طصيد ‪:‬‬
‫فــــــر ىن الِــــــا ِت ‪.‬نــــــ جــــــ خرــــــاب‬
‫ت ا قــــــــــــوِ جاعــــــــــــِ‬
‫إ ا ‪.‬اريــــــــــــ ِ‬
‫ف الجـــــــــــــواب‬
‫وحســـــج اـــــن جواجـــــ ِحـــــ اد ســـــيف‬
‫إ ا جىردتِـــــــــــــ ‪.‬ـــــــــــــ ِر ِ‬
‫ســــــــ ِارة النــــــــا والخيــــــــِ ال ِعــــــــ ارب‬
‫ججـــــــــيش ِح ِِيـــــــــة الا ِرســـــــــان فيـــــــــ‬
‫ِ‬
‫‪ِ.‬يهــــــا اــــــن راــــــاح الخــــــر ــــــاب‬
‫ســــــ ِن خ ِِــــــا‬
‫أســــــود خايــــــة فــــــِ ح ِ‬
‫َولماج عك المتنبي الجي‪ ،‬جواباَ عن الكتاب استعار لَ ما يكون للكت اب من العنوان والحرو‪ ،‬والختام‬
‫والنشر فجعكع نوانَ القتام‪ ،‬ف َن القتنام ين َد َك علن الجني‪ ،‬كمنا يَند ََك العننوان علن الكتنابم من َن هنو وا لن منن‬
‫هو‪ ،‬وجعك البينداا تضني بنَ وهنو مجتمنع ملمنوم كاجتمناع الكتناب فني حناك شَينَ ل َك بنهر وَع ظَمنَ ‪،‬‬
‫وطولنَ طبنك‬
‫نشهر ف َن َش َهر تى َرطَ وا غارت َ وا َن ب اس فرسانَ ‪ ،‬وجعك ح َزوفَ الخي َك والَرَم ا َ والسنيو‪ ،‬فنأ َع ش‬
‫س شَها‬
‫االسنتعار َط َن‬
‫وَوف الصنعةَ حقها كما فَ َع َك في نحو من هبا الضرب عمرو بن طعاف (ف‪)2‬ي‬
‫طولَ ‪:‬‬
‫وكنــــــــــــت إ ا أرِ زقــــــــــــا ارييــــــــــــا‬
‫ينــــــــــاح ‪ِ.‬ــــــــــى جنازتــــــــــ جكيــــــــــت‬
‫وهبه شريقة تخن ََ‬
‫‪ ،‬علن أ َرَوا أهنك اآلداب وتحندس عنند سنماعها اإلشن ارب‪ ،‬وأنشندني أبنو الحسن َن‬
‫َجي‬
‫َ‬
‫‪ ،‬الشيَبانَ ََي لنىسَ من‬
‫طصيد (‪:)3‬‬
‫َعلن ََي‬
‫بن َن‬
‫أيــــــــا ِ وأ ِجــــــــ ِدا ال ِحديــــــــد الاســــــــىرد‬
‫ســ ِنا الشــا ِنقعــ‬
‫خاــي إ ا أخاــى ِ‬
‫وتحاِــــــــ ال رِ ال ِوقــــــــور فِتِر ِ‪.‬ــــــــد‬
‫ت ِوا ِجهــــــــ قــــــــ ِوف الريــــــــاح فتن نــــــــِ‬
‫وطاك ابن(‪ )4‬المعتز في صىة جي‪:،‬‬
‫ِوجـــيش كا ـــِ الِيــــِ تِســـ ِواد شاســــ‬
‫وِيحاــــار اــــن أ‪.‬نا ِئـــــ الجــــار‬
‫والجحـــــر‬
‫شــــــهدت ج ِرــــــرف أ‪.‬ــــــ ِو ِجِ و ِر ِرفــــــة‬
‫يـــب حســـام الحـــد فـــِ‬
‫و‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫اتنـــ أ ـــر‬
‫حريــا يــراب الجــي ِ‬
‫ِ‬
‫ســ ِار‬
‫ســِ ال ا‬
‫وال ِ‬
‫ِول ىاـــــا التِقـــــى الِـــــاىا ِن فـــــرا جيننـــــا‬
‫‪ -1‬الشجا والناائر‪:‬‬
‫(‪ )1‬ديوانَ ‪.278-2‬‬
‫(‪ )2‬السيوشي ‪ 77‬واالختيا ارن رطم ‪ 36‬والبيت من طصيد عمرو بن طعاف التائية في الخ ازنة ‪46-1‬‬
‫‪-64-‬‬
‫(‪ )3‬البيتان في غرر الخصائص ‪ 215‬غير منسوبين‬
‫(‪ )4‬ديوانَ ‪44‬‬
‫‪-65-‬‬
‫يعنند كت ناب افشننباه والنظننائر مننن أب نرز الكت نب الت ني صنننىها الخال نديان ف ني فننون افدب المختلى نة‪ ،‬حي نس ضننم هننبا‬
‫الكتن ناب مقشعن نات وطصن نائد من نن أشن نعار الجن ناهليين والمخضن نرمين من نع أشن نباهها ونظائهرن نا من نن أشن نعار المحن ند ين الن نبين‬
‫عاصنروهما فني القنرن ال اربنع الهجنري‪ ،‬منع مالحظننة أن تلن افشنعار اختي نرت ورتبنت منن غي نر تبوينب(‪ ،)1‬إلبن ارز فكننر‬
‫معينة‪ .‬أما موضوع كتاب افشباه والنظائر فيقنوك عننَ الخالنديان فني المقدمنة منا يلني‪« :‬وبعندإ فسنح اهلل لننا فني مندت ‪،‬‬
‫ووفقنا لما نو هر من خدمت ‪ ،‬فإنا أرينا بأشعار المحد ين كلىناَ‪ ،‬وعنن القندماا والمخضنرمين منحرفناَ‪ ،...‬ونحنن ‪ -‬أشناك‬
‫َضنم َن رسنالتنا هنبه مختنار منا وطنع ىليننا منن أشنعار الجاهلينة ومنن تنبعهم‬
‫اهلل في العَز بقاا ‪ ،‬وكبت بالن َبك أعنداا ‪ -‬ن‬
‫َ َخليهنا منن‬
‫ب أشعار المشاهير لك رتها فني أيندي النناف فنال ننبكر منهنا ىال الشنيا اليسنير‪ ،‬وال ن‬
‫من المخضرمين‪ ،‬ونجتنَ َ‬
‫غنرر م نا روين ناه للمح ند ين‪ ،‬وننبكر أش نياا م نن النظ نائ َر ىبا وردت واإلج نا ازت ىبا عن نت‪ ،‬ون نتكلم عل ن المع ناني المخترع نة‬
‫والمتبعننة‪ ،‬وال نجمن نع نظننائر البين نت فنني مكن نان واحنند‪ ،‬وال المعنن ن المسن نرو فنني موضن نع‪ ،‬بننك نجعن نك بلنن فن ني موض نع‬
‫بكره‪ .»...‬فالكتاب ىباَ وليد بل الن ازع بين التعصب للقديم والتعصب للمحدس‪ ،‬البي نشأ مننب «مئتني عنام» طبنك تنألي‪،‬‬
‫الكت ناب كمننا يقننوك الخال نديان والننبي اشننتد أواهر ف ني عهنند أب ني تمننام والبحت نري حت ن بل نغ بروت نَ ف ني عصننر المتنب ني الننبي‬
‫اجتمع مع الخالديين في بالش سي‪ ،‬الدولة الحمداني‪.‬‬
‫وممنا الشن فينَ أن هنبا النن ازع أسنهم ىلن حن َد منا فني ىبن ارز مقناييف النقند افدبني‪ ،‬حينس أصنبح لهنبا النقند‬
‫موازين وطواعد َي َبني عليها الناط َد أحكا َمَ في المىاضلة بين شناعرين أو أك نر منن عهند واحند أو عهندين مختلىنين‪،‬‬
‫وهبا ما فعل الخالديان في كتابهما افشباه والنظائر‪ ،‬حيس كانت تصدر عنهما في ك ير من افحيان تعليقات تنم‬
‫عل مقدر الخالنديين النقدينة ‪ -‬وطند شنهد لهمنا بنبل العديند منن معاصنريهم ‪ -‬وطند نبهنا منن خنالك هنبه التعليقنات‬
‫ىل المعاني المخترعة أو المتبعة‪ ،‬وبَينا المعاني المسروطة‪ ،‬وهما يرينان أن للمتقندمين والمخضنرمين فضنك السنب‬
‫ىلنن المعنناني الشننعرية‪ ،‬وللمحنند ين فضننك التجوي ند والتننزيين‪ ،‬وبلنن بعقنند المقارنننة بينننهم وب نين المحنند ين عننن شرينن‬
‫التتبع وايراد افشباه والنظائر للمعاني المختلىة من كالم هوالا وهنوالا‪ ،‬دون المينك ىلن شخصنية معيننة‪ ،‬وان كاننا‬
‫حند ين حقهننم كلمننا اطتضنن افمر‪ .‬هبا وطد‬
‫نشنديدي اإليمننان بننالىكر التنني يندور الكتنناب حولهننا فننإن بلنن ال يمنعهمننا مننن ىعشنناا الم ن‬
‫تكرر في الكتاب ما يىيد أنهما ىنما طصدا بكر ما كنان نناد اَر متجنبنين اإلك نار ممنا هنو شنائع بنين‬
‫الناف‪ ،‬وطد نىيا ص ارحة كك ادعاا باستقصاا النظنائر بقولهمنا فني آخنر الكتناب‪« :‬لنم َن َحن‬
‫ش بجمينع العلنم‪،‬‬
‫َ‬
‫أك ر مما َيحص ‪.)2(»...‬‬
‫والشنعر‬
‫وأما تحقي هبا الكتاب‪ ،‬فقد كان من نصيب الدكتور السيد محمد يوسن‪ ،‬النبي كنان لنَ الىضنك الكبينر فني ىبنن ارز ه نبا الكن نز‬
‫افدبنني ال م نين‪ ،‬فكان نت البدايننة عبننار ع نن مق ناالت أص ندهرا المحقنن فنني مجلننة المجمننع العلمنني بدمشنن حتنن تسننن لننَ‬
‫افمننر فنني شبننع هننبا الكتنناب‪ ،‬فظهننر بجنن أزين‪ ،‬الجننزا افوك شبننع عننام (‪1958‬م)‪ ،‬والجننزا‬
‫ال اني شبع عام (‪1965‬م)‪.‬‬
‫وهبا نموبج من كتاب افشباه والنظائر‪:‬‬
‫‪-1‬‬‫بسم ّلال الرحمن الرحيم‬
‫(‪ )1‬انظر الحماسة البصرية‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )2‬الخالديان‪ ،‬افشباه والنظائر‪ ،‬من مقدمة المحق ص ‪.،‬‬
‫‪-66-‬‬
‫[وصل اهلل عل سيدنا محمد وآل وصحب وسلم]‬
‫(‪)1‬‬
‫ت ىلينَ‪ ،‬حمنداَ َينوَرد‬
‫الحمد للَ الواحد بال كيىية تقع بهنا اإلحاشنةَ علينَ‪ ،‬وافزلن َي بنال وطنت تن َسنب الصنىا َ‬
‫منن‬
‫جليك نعم‪ ،‬وجزيك طسم(‪ ،)2‬مشرباَ عبباَ و َمسحباَ َرحباَ‪ ،‬وصل اللَ عل [سنيدنا](‪ )3‬محمند منا أور شنجر‪،‬‬
‫وأيَننع‬
‫مر‪ ،‬وعل الشاهرين(‪ )4‬من عترتَ وسلَم تسليما‪.‬‬
‫وبع َد فسح اللََ لننا فني من َدت ‪ ،‬ووفقننا لمنا ننو هر منن خندمت ‪ ،‬فإَننا رأيننا بأشنعار المحن َد ين َكلىناَ‪ ،‬وعنن القندماا‬
‫والمخضرمين منحرفاَ‪ ،‬وهبان الشريجان هما اللَبان فتحا للمح َد ين باب المعاني فدخلهو‪ ،‬وأنهجوا لهم شر اإلبنداع‬
‫ت‪ ،‬ازد اللَََ طدَر علَواَ ورفعةَ وسم َواَ‪ ،‬طو َك‬
‫فسلكهو‪ ،‬أ َما سمع َ‬
‫(‪)6‬‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫إليهـــا(‪ )7‬شـــايت الـــنا‬
‫فِـــــو قجـــــِ اجكاقـــــا جكيـــــت ِــــــجاجة‬
‫جكاقـــــــا‬
‫قجـــ ِِ التنـــ ادِم ولكــن جكــ ِت قجِــِ فهــي‪ )8(.‬لــِ الجكـــا‬
‫فقِـــــــت‪ :‬الايـــــــِ لِاتقـــــــدِم‬
‫‪-9‬‬‫ومن أم الهم السائر‪ :‬منا تنر اف َوك ل خنر شنيئاَ(‪ ،)9‬ىال أ َن أبنا تمنام لنم ينرع بهنبا الم نك حتن طناك يصن‪،‬‬
‫طص(ي‪0‬د‪َ)1‬‬
‫لَ ‪:‬‬
‫الجســـــــــــــــها و ســـــــــــــــِب‬
‫فـــــــــــــــاخ ِر كـــــــــــــــــم‬
‫تـــــــــــــــــر الوِ‬
‫ل ِخـــــــــــــــــ ِر‬
‫ِ فـــــــِ حِـــــــة‬
‫ال زلـــــــت اـــــــن شـــــــكر ِ‬
‫يقــــــــــوِ اــــــــــن تقــــــــــر أســــــــــاا ِ‪.‬‬
‫ومن المعن افوك طوك عنتر‪« :‬هك غادر الشع ارا من متنرَدم؟»(‪ )11‬أي منا تركنوا كالمناَ لمنتكلَم‪ .‬فنإبا كنان عنتنر‬
‫وهنو فني الجاهلينة انلجهنالا‪ ،‬وامنام الىصناحة الىصنحاا ‪ -‬يقنوك م نك هنبا القنوك فمنا ظَنن بهنبا العصنر وطبلنَ بمناَئتي‬‫(‪ )1‬زياد في م‪.‬‬
‫(‪ )2‬في م «جزيك لغمَ وجزيك [الهام‪ ،‬جليك] طسمَ»‪.‬‬
‫(‪ )3‬زياد في ب‪.‬‬
‫(‪ )4‬م «الشاه ارت» بدك «الشاهرين»‪.‬‬
‫(‪ )5‬ازد في ب‪( :‬اإلبداع) «للمعاني»‪.‬‬
‫(‪ )6‬هننو اب نن الرطنناع يننبكر حمامننة والضننمير فنني «مبكاهننا» يرجننع ىلنن «ورطنناا» كننبا فنني الكامننك ‪ 504‬وانظننر البصننرية ‪ 167‬ونسننب‬
‫البيتان ىل نصيب في الحيوان ‪.206/3‬‬
‫(‪ )7‬بهام‪ ،‬ب "ن‪ :‬فهاج"‪.‬‬
‫(‪ )8‬ىليها‪ :‬بدلَ بالهام‪« ،‬بسعد » كما في الكامك (وفي رواية «بليل ») وفي شر الحماسة ‪« 567‬بلبن »‪.‬‬
‫(‪ )9‬انظر العمد ‪.57/1‬‬
‫(‪ )10‬د ‪.128‬‬
‫(‪ )11‬انظر العمد ‪ 57/1‬الباب في القدماا والمحد ين‪ ،‬وطنا صناحب الم نك السنائر ‪« :209‬وأمنا الضنرب اآلخنر منن المعناني وهنو‬
‫البي يحتب فيَ عل م اك ساب ومنه مشرو فنبل جنك منا يسنتعملَ أربناب هنبه الصنناعة ولنبل طناك عنتنر ‪ :‬هنك غنادر‪ ...‬متردم‪ ،‬ىال‬
‫أنَ ال ينبغي أن يرسأل هبا القوك في افبهان لئال يويف من الترطي ىل درجة االخت ارع بنك يعنوك علن طنوك المشمنع في بل وهو طوك أبي‬
‫تمام (البيتان)‪ ،‬وعل الحقيقة‪ ،‬فإن في زوايا اففكار خبايا‪ ،‬وفي أبكار الخواشر سنبايا‪ ،‬لكنن طند تقاصنرت‬
‫‪-67-‬‬
‫الهمم ونكصت الع ازئم وصار طصار اآلخر أن يتبع افوك‪ .‬وليتَ تبعَ ولم بقصر عنَ تقصي اَر فاحشاَ»‪.‬‬
‫‪-68-‬‬
‫سنة؟ فلسنا بقولنا هبا‪ ،‬أيد اللََ‪ ،‬نشعن عل المحد ين وال نبخسهم تجوي َدهم ولشن‪ ،‬تندطيقهم وشرين‪ ،‬معنانيهم واصنابة‬
‫تشبيههم وصحة استعا ارتهم‪ .‬ىال أننا نعلنم أ َن افوائنك منن الشنع ارا رَسنموا رسنوماَ تبعهنا َمنن بعن َدهم‪ ،‬وعنوك عليهنا َمنن طَىَنا‬
‫أ نَهرم‪ ،‬وط نك ش نعَر م نن أش نعارهم يخل نو م نن مع نا َن صنحيحة‪ ،‬وألى ناظ فص نيحة‪ ،‬وتش نبيهات مص نيبة‪ ،‬واس نتعا ارت عجيب نة‪،‬‬
‫ونحننن ‪ -‬أش نا َك اللَ نََ ف ني الع نَز بق ناا ‪ ،‬وكب نت بال نب َك أع نداا ‪ -‬نض ن َمن رس نالتنا ه نبه مخت نار م نا وط نع ىلين نا م نن أش نعار‬
‫الجاهلية و َمن تبعهم من المخضرمين‪ ،‬ونجتنب أشعار المشاهير لك رتها في أيدي الناف فال نبكر منها‬
‫‪-1‬‬‫َ َخلَيها من غرر ما رويناه للمحد ين‪ ،‬ونبكر أشياا من النظائر ىبا وردت‪ ،‬واإلجنا ازت‬
‫ىال الشيا اليسير وال ن‬
‫ىبا عَنت‪ ،‬ونتكلم علن المعناني المخترعنة والمتبعنة وال نجمنع نظنائر البينت فني مكنان واحند وال المعنن المسنرو فني‬
‫موضنع‪ ،‬بنك نجعنك بنلن فني موضنع بنكنهر‪ ،‬وان كننا نعلنم أنن ‪ -‬أدام اللَنَ تأييند ‪ -‬أعلن َم بمنا نحملنَ ىلين ‪ ،‬ونعرضنَ‬
‫علي ‪ ،‬مَنا‪ .‬ومن أين لنا ط ارئح تنت ما ال ت ازك تََريناه‪ ،‬وتسألنا عنَ‪ ،‬من دطي المعاني وش ارئن‪ ،‬السنرطات‪ .‬ولقند تنأت‬
‫نلن ‪ -‬أَين َد اللَنَ ‪ -‬فني بيتَني أبني تمنام والبحتنري علن غمنوع المعنن وَبعنده فني الننوعين منن دطنة النظنر ولشين‪،‬‬
‫ت لننا‪ :‬منن أينن أخنب‬
‫الىكنر منا ال يتنوهم أَننَ يشن َرَد لَ َسنوا َ وال يعن ََن لغينر ‪ ،‬وهنو أنن ‪ -‬أَيند اللَنَ عنز ‪ -‬طلن َ‬
‫البحتنري‬
‫طولََ؟(‪:)2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ِرِكجـــا ال ِقنـــا اـــن جعـــد اـــا حاـــال القنـــا‬
‫فـــــِ ‪.‬ســـــكر اتحااـــــِ فـــــِ ‪.‬ســـــك ِر‬
‫فل نم يك نن عن ندنا في نَ ش نيا غي نر االستحس نان والتق نريظ‪ ،‬فع َرفتن نا ‪ -‬أي ند اللَ نَ ‪ -‬أنننن منننأخوب مننن طننوك أبننني‬
‫تمام(‪:)3‬‬
‫‪-1‬‬‫ر ِ‪.‬نــ الايــافِ(‪ )4‬جعــد اــا كــان‬
‫ِحقجـــة‬
‫ِر ِ‪.‬ا ِقـــا واـــا الـــروِ‬
‫ينهـــ اِ ســـا ِكج ِ‬
‫(‪ )1‬افجاز أن تتم مص ارع غير ‪ ،‬كبا في القاموف‪.‬‬
‫(‪ )2‬د ‪ 46/2‬من كلمة يري بها طومَ‪ ،‬وطبلَ‪:‬‬
‫يتــــأودان واــــن يع ىاــــر‬
‫وأرِ شـــايال لِانـــا وجار‪.‬ـــا‬
‫وبعده‪:‬‬
‫يكجــــر‬
‫و‪.‬ـــداقاا أرِ الســـاي االجـــر‬
‫شيخان قد قـ السـالح ‪ِ.‬يهاـا‬
‫وأخننبه البحتننري لهننبا المعننن مننن أبنني تمننام معننرو‪ ،‬فنني بنناب السننرطات‪ ،‬انظننر شننر در الغننواص ‪ 33‬والصننبح المنبنني ‪282/3‬‬
‫والم ك الساتر ‪ 474‬وطد بكر الخالديان هبا المعن بالتىصيك ص‪.333‬‬
‫(‪ )3‬د ‪ 45‬وطبلَ‪:‬‬
‫‪ِ.‬ى كِ اوار الاالر‬
‫وبعده‪:‬‬
‫‪.‬ريكت العِيا واني ىم حالج‬
‫تهدات فكم ج ِز واد ج ىب‬
‫وانظر أيضاَ المرتض ‪.42/3‬‬
‫وان قج كانت أنهكت ا اقج‬
‫روة ارب‬
‫(‪ )4‬شبعة ع ازم من ‪ )12/16 ( 230‬رعتَ الىيافي‪ ...‬الأل‪ ،‬بعده‪:‬‬
‫وكــــان زاانــــا قجــــِ ا‬
‫يال‪.‬جــــ‬
‫فأيــحى الاــال جــد فــِ جــِرِ نحيــ‬
‫‪-69-‬‬
‫َوفَي الخدمةَ حقها بما نتكلَىَ من االختيار‬
‫َ‪ ،‬ىالَ أنا ن‬
‫ش‬
‫والكالم عل‬
‫وال نعر‪ ،‬في النظر أد من هبا وال أَل‬
‫ما بكرناه‪ ،‬وباللََ التوفي ‪.‬‬
‫َك بن ربيعة(‪:)1‬‬
‫طاك المهَل ه‬
‫نغــــــــــــــاديكم ج‬
‫ِــــــــــــــا ِِ‬
‫ِ‬
‫ارِقاِــــــــــــــ ِة الن‬
‫‪ِ 1‬جكــــــــــرِ قِوجنــــــــــا يــــــــــا ِ ِج ِكــــــــــر‬
‫‪ 9‬لهـــــا لِـــــون اـــــن الهااـــــا ِت ِجـــــ‬
‫ون‬
‫وان كانــــــــــــت تِــــــــــــقا ِِ‬
‫غــــــــــــا ِدِ جال‬
‫ونقــــــــــــــــتِكم كأ ىنــــــــــــــــا ال‬
‫نجــــــــــــــــالِ‬
‫‪ 1‬ونجكـــــِد حــــــين نـــــ كركمد ‪ِ.‬ــــــيكم‬
‫أبيات المهلهك هبه هي افصك في هبا المعن ‪ ،‬وم لََ طوك اَل َحصين بن اَل َح َمام الم َري(‪:)2‬‬
‫ناِـــــــا قااـــــــا اـــــــن رجـــــــاِ أ‪.‬ـــــــىزة‬
‫ا وأاِِ ِاــــــا‬
‫‪ِ.‬ينــــــا وقــــــم كــــــانوا أ‪.‬ــــــ ى‬
‫‪-1‬‬‫ضهم فقاك(‪:)3‬‬
‫وأخبه بع َ‬
‫فــــــــر ا رِايــــــــت‬
‫أِــــــــاجنِ ســــــــه ِاِ‬
‫ولـــــــئن قتِـــــــت(‪ )4‬لو ِقـــــــ ِن ِن‬
‫‪.‬ا ِاـــــــِ‬
‫‪ 1‬قــــــ ِواِ قــــــم قتِــــــوا أ ِاــــــي ِم أخــــــِ‬
‫‪ 9‬فِـــــــئن ‪.‬اِـــــــوت ل‪.‬اـــــــ ِو ِن جِِـــــــال‬
‫ي فقاك‪:‬‬
‫وأخبه مال بن مشىو السعد َ‬
‫فكــم جــز واد جــب روة ــارب‬
‫وجــاال كانــت أتاكتــ ا انجــ‬
‫(‪ )1‬من أربعة أبيات في الحماسة ‪ 94-93‬لرجك من بني عقيك حاربَ بنو عمَ‪ ،‬فقتك منهم‪ ،‬والرواية هنا "بكهنر سن ارتنا يناك عمنرو"‬
‫كبل أيضاَ في العيون ‪ 88/3‬حيس يوجد البيتان افوك وافخير‪.‬‬
‫(‪ )2‬المىضننلية ‪ 6/12‬والرواي نة هنننا «يىلقننن» يعننني افسننيا‪ ،‬كمننا فنني الحماسننة ‪ ،93‬واآلمنندي ‪ ،91‬وفنني الشننع ارا ‪( 410‬نىلنن ) كمننا هنا‪ .‬طاك الشاعر‬
‫الشعر لما أك ر القتك في بني صرمة بن منر وحلىنائهم ينوم دار موضنوع‪ ،‬وكنان طند ناشندهم النرحم بيننهم وبنين‬
‫هرشننَ بننني سننهم بننن مننر فننأبوا‪ ،‬انظننر ف‪ 125/12‬و ‪ .354/3‬وي نرو أن يزي ند ب نن معاوي نة تمَ نك به نبا البي نت لم نا وض نع‬
‫أرف‬
‫الحسين بين يديَ‪ ،‬انظر العقد ‪ 137/3‬ومقاتك الشالبين ‪ ،119‬وابن اف ير ‪.73/4‬‬
‫(‪ )3‬من طصيد مختار للحارس بن وعلة البهلي ‪ -‬وطد خلشَ القالي ‪ 262/1‬بالحارس ابن وعلة الجرمي ‪ -‬طالها في طتك ب ن ي‬
‫شننيبان أخنناه المننن بر بننن وعلننة‪ ،‬انظننر ال لنن ا ‪ 585‬واآلمنندي ‪ 197‬والحماسننة ‪ 97‬والبيتننان بنندون عننزو فنني ف ‪ 118/10‬والعيون‬
‫‪ .88/3‬وجاا في جمهر عمر بن شب ة ‪ -‬رطنم‪ 1194‬أدب بالندار ‪ -‬ص‪ 78‬أن المهلهنك أوطنع ببنني الشمنا وبنني‬
‫يقدم حت أفن بني يقدم‪ ،‬وسا بني الشما بنين ي دينَ نم عنرع علينَ أن يعىنو فلنم ي عن‪ ،‬وطنتلهم‪ ،‬فلمنا نظنر ىلنيهم طتلن‬
‫استعبر بالبكاا وط اك‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وسيأتي البيتان ص‪.63‬‬
‫ولـــــئن ‪.‬اـــــوت ل‪.‬اـــــون‬
‫جـــــال‬
‫ولـــــئن أســـــأت الـــــوقن‬
‫‪.‬ااـــــ‬
‫قــــواِ قــــم قتِــــوا‬
‫كِيــــب أخــــ‬
‫فــــر ا رايـــــت يِــــيجن‬
‫ســـــها‬
‫بهام‪ ،‬ب "رميت"‪.‬‬
‫‬‫‪610-‬‬
‫و‪.‬ـــــــــىز ‪ِ.‬ينـــــــــا أن نكـــــــــون كـــــــــ لِ ِكا‬
‫‪ 1‬قت ِِنــــــا جنــــــِ ال‪.‬اــــــام يــــــوم أِوا ِرة‬
‫‪ِ.‬ينـــــــا ســـــــيوفا لـــــــم يكـــــــن جوا ِتكـــــــا‬
‫‪ 9‬قـــــم أح ِرجونـــــا يـــــوم ا و ِجـــــ ىردوا‬
‫وأخبه حرب بن َم َس َعر فقاك(‪:)1‬‬
‫‪ 1‬ول ىاـــــا د‪.‬ـــــانِ لـــــم أ ِج ِجـــــ لننـــــِ‬
‫‪ 9‬فِاـــا أ‪.‬ـــاد الِـــوت لـــم أ ‪.‬ـــاج از‬
‫ِــر ‪.‬راــ ِة احــ ِرف‬
‫‪. 1‬راــ ِت ‪ِ.‬يــ الا ه‬
‫خشـــــيت ‪ِ.‬يـــــ وقعـــــة اِـــــام‬
‫اـــــن‬
‫وال ِوكـــــال فــــــِ‬
‫ِــــــ ِ‬
‫كـــــِ ِد ِقيــــــا ِ ِ‬
‫يِِِم‬
‫ِ‬
‫ياوِ وان ال يغشـ م النـا ِ‬
‫شـ م‬
‫يغ ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪ )1‬البيتان ‪ 3‬و ‪ 4‬لَ في نه البالغة ‪ 301/1‬وافوالن للقتاك الكالبي ‪ -‬مع البيتين اآلتيين لَ ص‪ 5‬وزياد خامف ‪ -‬في البصرية‬
‫‪.15‬‬
‫(‪ )2‬ف ني ب « مننن ال يع سننم الن ناف يعسنن م» و ب نت بالهننام‪ « ،‬ع سننم الن ناف اطننتحم ف نيهم وتوسننشهم مننن الجنند ف ني حننرب أو غيهرنا‪،‬‬
‫ازد الجنوهري‪ :‬رمن‬
‫وبل م ك طوك زهين ر‪ :‬ومنن ال يظلنم الننا ف يظلن م»‪ .‬الل سنان ع سنم أي رمن نى سنَ وسنش الحنرب‪،‬‬
‫نى س ن َ‬
‫وسش القوم في حرب كان أو غير حرب‪.‬‬
‫‬‫‪611-‬‬
‫االا ال ال‬
‫ال ارِ الشعرية‬
‫‪ -‬الوصف ‪:‬‬
‫ وِف الرجيعة‬‫ وِف الخارة والديرة واجال الش ارب‬‫‪-‬وف أدوات الترف‬
‫ المدح‬‫ الهجاء‬‫ الحكمة والهدية‬‫‪ -‬الغزل‬
‫‬‫‪612-‬‬
‫الـوِـف‬
‫َي َع َ َد العصر العباسي من العصور التي ازدهرت فيها الىنون عل اختال‪ ،‬أنواعها‪ ،‬ىب الطنت حركنة متشنور‬
‫علنن مختلنن‪ ،‬الصننعد‪ ،‬وكانننت الحركننة الشننعرية مواكبننة لحركننة التشننور التنني كانننت سننائد آنننبا ‪ ،‬ف ننعم أبننناا هننبا‬
‫العصنننر باالسننتق ارر االطتصنننادي‪ ،‬والىكنننري الننبي أسنننهم ‪ -‬ىل ن ح ن يد م نا ‪ -‬ف نني انتقننناك رو الهندسنننة‪ ،‬والىلسنننىة مننن‬
‫حاضرتهم‪ ،‬وترجماتهم ىل شعرهم‪ ،‬فامتنعوا عن االستش ارد والتجزيا والعناية بالتىاصيك الالمجدية‪ .‬و مننة عوام نك‬
‫أسننهمت ‪ -‬ىلن حنَد منا ‪ -‬فنني تشننور الش نعر العباس ني بش نكك ع نام‪ ،‬والش نعر الوصننىي بشننكك‬
‫خاص‪ ،‬فكانت حركة الشعوبية من أهم العوامك التي غيرت مسار الشعر الوصىي‪.‬‬
‫وعام نك آخ نر أس نهم ف ني تش نور الش نعر الوص نىي ف ني العص نر العَباس ني‪ ،‬اال وه نو تش نور الحض نار العباس نية‬
‫نىسها‪ ،‬فبعد أن كان الشاعر العباسني يبندأ بوصن‪ ،‬الشلنك ووصن‪ ،‬ال نور والبقنر الوحشنيين‪ ،‬انصنر‪ ،‬ىلن وصن‪،‬‬
‫الحواضر وما فيها من طصور مزركشة‪ ،‬وشنحت برسنوم فسيىسنائية هنام بهنا الشنع ارا‪ ،‬فك نر بكنر الريناع والَبنر ‪،‬‬
‫ولم تكن مجالف اللهو والمغنيات والجواري‪ ،‬فضالَ عن الخمر‪ ،‬بأطك حظاَ من الرياع والحدائ ‪.‬‬
‫ومما ال ش فيَ‪ ،‬أن هبه الحضار الجديد تركت أ اَر عظيماَ في افسلوب الوصىي عند الشاعر العباسي‪ ،‬ىب‬
‫حظي باهتمام كبير تجل في الصور الشعرية المعقد التي تَحر وجدان المتلقي‪ ،‬حيس ت ير لديَ الدهشنة والمىاجنأ‬
‫اللتين تولدان انىعناالَ عصنبياَ فني الخنارج‪ ،‬فكاننت الصنور المعقند َمينز تخنص الجاننب الوصنىي فني الشنعر العباسني‬
‫عامة‪ ،‬حيس ماَزَج الشاعر العباسي بين الىكر الىلسىي والتعقيدات اللىظية التي يقوم عليها فن البديع‪ .‬ويمكن القنوك‪:‬‬
‫ص جديند َ انىنرد بهنا الشناعر العباسني عنن سنابقيَ‪ ،‬ممنا منحنَ‬
‫َ‬
‫ىن الوص‪ ،‬فني العصنر العباسني تمينز بخصنائ‬
‫القندر‬
‫عل التالعب في الصور كيىما يشاا‪.‬‬
‫أوان الدار َف لشعر الخالديين يق‪ ،‬بصور جلَية عل هبه الخصائص افسلوبية التي سب أن تحد نا عنهنا‪،‬‬
‫حيس لم يكن غريباَ عل شناعرين كبينرين م ن َك الخالنديين أن يتنأ ار بهنبا افسنلوب‪ ،‬ويتقمصناه‪ ،‬حتن يصنب َح شبعناَ‬
‫شعرياَ يتجل في ك ير منن صنوهرما‪ ،‬وتشنبيهاتهما الشنعرية‪ ،‬وممنا ازد منن اتقناد مخيلتهمنا الوصنىية التننافف النبي‬
‫ظن َوَ ف ني‬
‫ي‪ ،‬مم نا دف نع بهم نا ىل ن خلن ص نوَر وتش نبيها َت جدي ند َ ك ني ين ناال ح‬
‫كنان ناش نباَ بينهم نا وب نين الس نر َ‬
‫َ مج نالف‬
‫افم ارا وافدباا‪ .‬وأََن يممت وجه في ديوان الخالديين فسو‪ ،‬تقع عين عل الجانب البي شغ َك حَي اَز مهماَ في‬
‫ديوانهما‪ ،‬وما وص‪ ،‬الشبيعة ىال واح َد من أهم المواضيع التي الطت استحساناَ في صوهرما الشعرية‪.‬‬
‫ وف الرجيعة‪:‬‬‫يمكن أن نالحظ جانبين ا نين في وص‪ ،‬الشبيعة أولهما‪ :‬وصنىهما الشبيعنة المتحركنة‪ ،‬واآلخنر وصنىهما‬
‫‪ ،‬بنين ناينا شنعهرما‪ ،‬وجندنا هناتين السنمتين تتجلينان بشنكك واضنح عنندهما‪،‬‬
‫الشبيعة الصامتة‪ ،‬وكيىما ن َقَلَننا الشن َر َ‬
‫وها هبه المقشوعة التي يصن‪ ،‬فيهنا محمند أبنو بكنر الخالندي البنر والرعند والمشنر وصنىاَ دطيقناَ مازجناَ أوصنافَ‬
‫هبه بتشبيها َت ارئعة(‪:)1‬‬
‫ِ‬
‫يـت واـا ِ ىاـ ِ‬
‫ِـا ِح ِ ىا ِ‬
‫ِ‬
‫ِج ِجريــــــــــا ِقــــــــــ ىب تِ ِحــــــــــدو‬
‫ِج ِا ِنـــــــــــــــــــ ىِ الهجـــــــــــــــــــود‬
‫ه جــــــــــــــــروا ِور‪.‬ــــــــــــــــود‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.42 :‬‬
‫‪-70-‬‬
‫ِ ِحيــــــــــــد‬
‫نــــــــــــا وأِ ِح ِيانــــــــــــا ي‬
‫ِ ِقِــــــــــد أِ ِحيــــــــــا‬
‫ا ِق ِجــــــــــِ ي‬
‫ــــــــــــ ِرِي ِ ِيـــــــــــِ وأســـــــــــود‬
‫ِز ِجـــــِ تِ ِح ِســــــب فـــــِ ق ِرـــــــ‬
‫ِــــــــ ِعيد‬
‫‪ِِ .‬ــــــو فــــــِ الــــــ ىن ِجِم لكــــــ ِن‬
‫ســــــــاِ حيــــــــ ال ى‬
‫يـــــــــــ ِة ِو ِ‪.‬ـــــــــــد ِو ِو‪.‬يـــــــــــد‬
‫فيــــــــــ لِِ ِزقــــــــــ ِر والــــــــــ ىرو‬
‫ِ‬
‫والمالحظ ‪ -‬منن خنالك هنبه افبينات ‪ -‬أن الشناع َر يصن‪ ،‬البنر َ والرعند والمشنر وصنىاَ دطيقناَ‪ ،‬يصنور‬
‫ف ي ن َ من ا ي ح د ن َ ا ل بن ر َ‬
‫َنم خين‬
‫يعنم افرع برياضنها‪ ،‬وأهز اهرنا‪ ،‬وبسناتينها‪ ،‬وطند أك نر محمنند أبنو بكننر‬
‫َ‬
‫ن‬
‫والرعند‬
‫َر‬
‫س ىجناد َ مدهشنةَ فني خيالنَ الخنالَ النبي منا فَتَن ا‬
‫ي من وصىَ المشر والبر والرعد‪،‬‬
‫َ‬
‫ا ل خ ا لد َ‬
‫ين ن ظ م‬
‫حي أَجا َ‬
‫د‬
‫‬‫ت منن سنائر ملحنَ‬
‫ج‬
‫َ‬
‫تشبيهات جميلة في صوهر الوصىية‪ ،‬ومن بل هبه المقشوعة التي أَ َخ َر َ ن‬
‫وغنرهر دلنيالَ‬
‫عل بل (‪:)1‬‬
‫ســــــحاب يجــــــ ار فــــــِ ال ر ِ‬
‫ِ ِ ِيِِــــــ ِِ‬
‫ِو ِ‬
‫ا ِل ِجـــــــــــــوز ار‬
‫ِ‬
‫ســـــا ِا ِ ِو ِقـــــ ار‬
‫ِج ِرقــــــــ لِ ِا ِحــــــــة ِول ِكــــــــ ِن لــــــــ ِر‪.‬ـــــــــ‬
‫ــــــد ِج رـــــِ ِي ِكســـــو ال ِا ِ‬
‫ِ ى‬
‫ه ِي ِجكــــــــِ ِج ِهــــــــ ار‬
‫ِــــــــــ ِ ِي ِهــــــــــوا‬
‫ك ِخِِــــــــــِ ا ِنــــــــــا ِفا ل‬
‫يــــــــ ِح ِســــــــ ار‬
‫وِي ِ‬
‫ا ِرـــــــــــــ ِرف ِزىر ِ‪ِِ.‬ـــــــــــــى‬
‫س ي خل ن‬
‫ىن ال َمالَح َ‬
‫ظ ‪ -‬في وصى السناب ‪ -‬تركينهز علن الخينر الك ينر النبي يننجم عنن البنر والرعند‪ ،‬حين َ‬
‫منن كليهمنا تشنبيهاَ جدينداَ يقنوم علن التضناد‪ ،‬مسنتىيداَ منن ىتقاننَ التالعنب اللىظني فني المحسننا َت البديعين َة‪ .‬ومنن‬
‫أجم َك شعهر ما جاا في وص َ‬
‫‪ ،‬غيماَ أبيع ظهر في السماا فقاك(‪:)2‬‬
‫‪ ،‬النجوم والسماا‪ ،‬وطد وص َ‬
‫وتِِن ِق ِجــــــــ ِت جخايــــــــف ــــــــيم أجــــــــي‬
‫كتــــــنا ِ الحســــــنا فــــــِ الاــــــرة إ‬
‫قـــــــِ فيـــــــ جـــــــي ِن تخاـــــــر وتجـــــــر ِف‬
‫ِكاِِــــــــ ِت احاســــــــنها ولــــــــم تتــــــــزىو ِف‬
‫ونر في هبه الصور جماالَ‪ ،‬وابتكنا ارَ‪ ،‬وابنداعاَ‪ ،‬لنم يسنب َ ىلينَ‪ ،‬وفني هنبا الشنعر لمحنات عبقرينة وصنور‬
‫بديعة مبتكر‪ ،‬يحندوها اإللهنام ىلن سنا الخلنود‪ .‬فنالغيم حني ن بندا فني السنماا كنان يشنبَ فني خيناك الشناعر هنبه‬
‫القشعة التي كونتها حسر الحسناا في مرآتها‪ ،‬وطد أرسلت فيها َنىَ َسها الجميك‪ ،‬وأساها العمي ‪.‬‬
‫شعر ‪ -‬عل بعنع المقشوعنات التني منازَج فيهنا بنين وصن‪ ،‬الشبيعنة الصنامتة‪،‬‬
‫كما أننا نع ر ‪ -‬في نايا ه‬
‫والشبيعة المتحركة كما في طولَ(‪:)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫رِِ‬
‫« ِج ِجااخا ِيـــــا ِِ» إ ِن ِحا ِوِلتاـــــا ِ‬
‫ِجــــ‬
‫ِأِِنتاـــــــــا تِ ِجـــــــــدانِ‬
‫ف‬
‫ـِــــــــ ىم ِا ِرروحـــــــــا‬
‫ـِ‬
‫يــا ِــا ِحج ىِ قــو الع ِاــر الــ ِ ج ِا ِعــ ِت‬
‫فيـــ الانـــى فا ِـــدوا لِِـــ ىد ِي ِر‬
‫أِ ِو رو ِحــــا‬
‫ســــكا ِج اــــا ِ‬
‫لِــــىرو ِح ِا ِ‬
‫ِ‬
‫الــــ ِو ِرِد ِا ِناوحــــا‬
‫حيـــــــا ِ ِوقا ِنيـــــــ ال ِي ِعا‬
‫ِ‬
‫ِجــــــر وِج ِحــــــر جــــــ ي ِهــــــ ِدِ نســــــياهاا‬
‫ـــــــور ِاـــــــ ِجوحا‬
‫‪-71-‬‬
‫شعر اخلالديني–‬
‫م‪8‬‬
‫يـــــــرىرجا‬
‫ا ِ‬
‫ِــــــيىاد ال ى‬
‫شــــــجاو ر‬
‫ِ‬
‫ِيجــــــ ار ِ‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.54 :‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪.34 :‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ .35 :‬ال ََشََبوش والشََبوش‪ :‬سم دطي البنب‪ ،‬عريع الوسش‪ .‬اليعىور‪ :‬بالىتح والضم‪ :‬ظبي بلون الت ارب‪.‬‬
‫(‪ )4‬جاات في معجم البلدان لياطوت‪« 693/2 ،‬دير مانخاياك‪ ،‬وهو بأعل الموصك علن مين َك منهنا‪ ،‬مشنر‪ ،‬علن دجلنة بو كنروم‬
‫ونهز وحسن‪ .‬وهو دير ميخائيك أيضاَ‪ .‬ولَ ال ة أسام»‪.‬‬
‫‪-72-‬‬
‫فهو يبعس الحركة‪ ،‬ورو الحيا ‪ ،‬في هبه افبيات التي يشنبعها بالصنور المسنتنبشة منن واطعنَ‪ ،‬ومنن حياتن ََ‬
‫التي يعي‪ ،‬فيها‪ .‬وهبا‬
‫أطك ما يمكن أن يقاك عن شعر أبي بكر محمد الخالدي في وصى ََ الشبيعة الصامتة‪ ،‬والمتحركة‪ .‬أما‬
‫أبو ع مان الخالدي‪ ،‬فإننا ال نج َد كبير فار َ في وصىَ الشبيعة عن أخيَ حيس افسلوب‪ ،‬والخصائص‪ ،‬والمي‬
‫ازت‬
‫متقاربة‪ ،‬ومتشابهة‪ ،‬وبل فن مشاربهما ال قافينة‪ ،‬والشنعرية واحند ‪ .‬وأك نر منا يتجلن بلن فني وصنى ا لينك‪ ،‬حينس‬
‫َ‬
‫ي‬
‫َرك َز ‪ -‬كغيره من الشع ارا البين سبقهو ‪ -‬عل المنوروس الشنعري النبي اكتسنبَ منن خنالك قتافعلتنمهناََم اَلننتنَب‬
‫نشأت ََ‪ ،‬وطد بدا بل واضحاَ و َجلَياَ عنده‪ ،‬والسيما تل المقشوعة التيع َدت َمن َن افوصنا‪ ،‬الىائقنة فني الَجمناك‬
‫فن ي‬
‫ب بها خيال الوطاد ومن بل طولَ(‪:)1‬‬
‫تصوير الليك والصبح‪ ،‬وبل البتكاهر صو اَر جديد َ‪ ،‬و خالطة تالع َ‬
‫ِــــــــوا ِرا‬
‫والِــــــــ ِج قِــــــــ ِد حــــــــرِد ِت ِ‬
‫جـــــــا ِل ِهر ِب‬
‫والِيـــــــِ قِـــــــد قـــــــ ىم ِا ِنـــــــ‬
‫قـــــــــد ِكتِِجتهـــــــــا ا ِلجـــــــــروا جالـــــــــ ى ِق ِب‬
‫ســـــــــــ ِكة‬
‫وا ِل ِجـــــــــــ او فـــــــــــِ حِىـــــــــــة ا ىا ِ‬
‫فهو يجعك الصب َح سيوفاَ تشنارد اللينك‪ ،‬وَيلنب َف الجنو حلنة ممسنكةَ‪ ،‬نقشنها البنر بالنبهب‪ ،‬فهنو يضنىي علن‬
‫هبه افبيات حينا َ‪ ،‬وحركنةَ دووبتنين‪ ،‬فنإبا شن اربين حياتهنا الصنور االسنتعارية‪ ،‬والمحسننات البديعينة‪ ،‬واللىظينة التني‬
‫شالما اتكأ عليها في شعره الوصىي‪.‬‬
‫وطاك في وص‪ ،‬النجوم والليك أيضاَ(‪:)2‬‬
‫ـــــــو‬
‫ِن‬
‫وليِــــة لــــيال فــــِ الِ‬
‫ـــــ كأِىناـــــــــــــــا نجو‬
‫اهـــــــــــــــا‬
‫فــــ‬
‫د ارقــــــــــــــــم ِا ِن ــــــــــــــــو ِرة‬
‫ِكِِــــــو ِن‬
‫ال ِا ِاــــــ ِر ِ‬
‫ا‬
‫ِا ِغـــــ ِرب‬
‫شـــــ ِر ِ‬
‫ا‬
‫و ِا ِ‬
‫ـِ‬
‫‪ِ.‬ــــــــــى جســــــــــار أِِزِر ِ‬
‫ا‬
‫ىن الش ناعر يل نون ه نبه الص نور الوص نىية بتش نابيََ مس نتوحا م نن واطع ن ََ المع ني‪ ،،‬حي نس يش نبَ النج نوم ب ند ارهم‬
‫متنا ر هنا وهنا في كبد السماا‪ ،‬ملوناَ‪ ،‬مشبهاَ السماا ببساش بي لون أزر من لونها‪.‬‬
‫ وِف الخارة والديرة واجال الش ارب‪:‬‬‫وط ند ول نع الخال نديان ب نالخمر‪ ،‬وأب ندعا ف ني وص نىها‪ ،‬ووص ن‪ ،‬كووس نها‪ ،‬وعم ندا ىل ن تش نبيها َت جميل نة‪ .‬ويالح نظ عليهم نا ك نر‬
‫اختالفهمنا ‪ -‬كغيرهمنا م نن شنع ارا أه نك العصنر ‪ -‬ىلن افدي نر‪ ،‬ومشناركتهما النندام لهنوهم وشنربهم‪ ،‬وتغنيهم نا بالمنبكر والمون نس‪،‬‬
‫ووصنىهما الخمنر‪ ،‬ومجالسنها‪ ،‬والغلمنان النبين كنانوا يندورون علن الص نحب بأطندا الخمنر‪ ،‬وطند كنان «لشبيعنة الشنام بشنكك عنام‪،‬‬
‫وك نر افدينار والحاننات والمنتزهنات أ نَر كبينَر سناعد علن شنرب الخمنر»(‪ ،)3‬ووصن‪ ،‬مجالسنها البديعنة التني يحىنك ديوانهمنا بهنا‪،‬‬
‫ومن هبه افوصا‪ ،‬البديعة طوك أبي بكر الخالدي في وص‪ ،‬الخمر(‪:)4‬‬
‫ف الِـــــج جالـــــدجى فأســــــقنيها‬
‫قتـــــ ِ‬
‫قهــــــــــوة تتــــــــــر الحِــــــــــيم‬
‫لســــــــــت تــــــــــدرِ لرقــــــــــة وِــــــــــاا‬
‫ســــــــــايها‬
‫قـــــِ فـــــِ كأســـــها أم الكـــــأ‬
‫فيهـــــا‬
‫(‪ )1‬الديوان‪:‬‬
‫(‪)2‬الديوان‪.144 :‬‬
‫(‪ )3‬موس باشا‪ ،‬د‪ .‬عمر‪ :‬افدب في بالد الشام ص‪.518‬‬
‫‪-73-‬‬
‫(‪)4‬الديوان‪.150 :‬‬
‫‪-74-‬‬
‫فالشاعر ين َهو ىل أن معاطرتَ الخمر كان في آخر الليك‪ ،‬وأو َك الصنبا ‪ ،‬وخمنر الصنبو هنبه هني خمنر معروفنة‬
‫ومشننهور عن ند الع نرب من نب الجاهلي نة‪ ،‬ومنا أك نر منا تعلَق نوا بش نربها‪ ،‬ف نأبو بك نر الخال ندي يس نير عل ن خش ن أس نالفَ م نن‬
‫ب عق َك الحليم‪ ،‬فتجعلَ‬
‫الشع ارا البين شربوا خمرَ الصبو التي تَ َب ه‬
‫ََ‬
‫سىيهاَ‪.‬‬
‫‪ ،‬أبو بكر الخالدي في وص‪ ،‬الساطي‪ ،‬والكأف‪ ،‬والخمر‪ ،‬والحباب‪ ،‬طائالَ(‪:)1‬‬
‫ويتلش َ‬
‫ِ‬
‫ــــــــا ِد فـــــــِ ـــــــِ ال ى‬
‫شـــــــجا ِب‬
‫ِـــــــ ِن الايــــــــ‬
‫قـــــــا ِم ا ِـــــــ ِِ الغ ِ‬
‫ــــــــ ِا ِو اـــــــن ِاـــــــا ِ الاريــــــــاب‬
‫ِــــــــ‬
‫ِي ِاـــــــزف ال ِخ ِاـــــــ ِر لنـــــــا جال ى‬
‫ت الحجـــــــــا ِب‬
‫فكــــــــــــــأ ىن الكــــــــــــــأ ِ لِ ىاــــــــــــــا‬
‫يـــــــــ ِح ِك ِت تحـــــــــ ِ‬
‫ِ‬
‫لــــــــ ِ ِاــــــــ ِن تِ ِحــــــــ ِت النقــــــــا ِب‬
‫وجنــــــــــــة ِح ِاــــــــــــ ار ال ِحــــــــــــ ِت‬
‫فهو ‪ -‬في افبيات السابقة ‪ -‬يمازج بين وصى الساطي‪ ،‬وتشبيه ىياه بالغصن المياد‪ ،‬وبين وص‪ ،‬الخمنر والساطي يمزجها بماا‬
‫الش ارب الصافي‪ ،‬فيقدم لنا الشاعر هنا صور بديعة مبتكر‪ ،‬وخالطةَ‪ ،‬حيس يظهر أن ظهور‬
‫الخمر بعد مزجها بالش ارب الصافي ‪ -‬وهي في الكأف محمر ‪ -‬كأنهنا وجنتنا عنب ارا‪ ،‬تضنع نقابناَ ال َيبَني َن مننَ ىال‬
‫هاتان الوجنتان المحم َرتان‪ ،‬فللَ َد َهرا من صورَ ته َز الشعور‪ ،‬وتخشن‪ ،‬افلبناب‪ .‬كمنا أننَ بنرع فني وصن‪،‬‬
‫الخمنرَ‬
‫‪ ،‬لونها فني‬
‫المعتق َة البابلي َة‪ ،‬فجعلها بك اَر لقو فعلها‪ ،‬وعدم افتضاع دنها من طبك‪ ،‬وجعلها شمشاا لقدمها‪ ،‬ووص َ‬
‫ال ك أ َ‬
‫ف بالتََب َر‪ ،‬وفعلها في الخد بالورَد‪ ،‬فقاك وطد جلف للش ارب طرب م (ش‪2‬ل)ع‬
‫الىجر ‪:‬‬
‫ِوتِــــــــــــــدىلت لِ ِا ِغــــــــــــــر ِب ال ِجــــــــــــــ ِو از‬
‫ب الهــــــوا‬
‫ِر ى‬
‫ا ِــــــ ِوب الــــــ اد ِجى ورــــــا ِ‬
‫ــــــــ ‪ِ.‬ـــــــى الِ ِر ِ‬
‫ِ ِرِيرـــــــة جييـــــــا‬
‫ِـــــ ِجاح الانيـــــر قـــــد ن ِشـــــ ِر ِت ِا ِنــــــ‬
‫وال ى‬
‫ِـــــــــ ِا ار‬
‫ســ ِقنيها حتىــى تــرِ الشــا ِ فــِ الـــ‬
‫فا ِ‬
‫ــــــــــ ِغ ِر ِب ‪ِ.‬يهـــــــــا ِالِلـــــــــة ِ‬
‫قهــــــــــــوة جاجِيــــــــــــة كــــــــــــ ِدِم ال ى‬
‫شـــــــــــــــ ِارا‬
‫شــــــــــــا‬
‫ِد ِن ِج ِكـــــــــــــــ ار ل ِك ىنهـــــــــــــــا ِ‬
‫ــــــــ ِة حتىـــــــى ِجاِــــــــا لِـــــــ ِد ِيها الهــــــــوا‬
‫ســــــتِها الــــــ ادقور أِِرِديــــــ ِة الرىقـــــــ‬
‫قــــــد ِك ِ‬
‫ــــــــــ ِر وفـــــــــِ ال ِخـــــــــد وردة حاـــــــــ ار‬
‫فهــــِ فــــِ ِخــــد كأ ِســــها ِــــ ِا ِرة التِجـــــ‬
‫ــــــــيا ِ تقـــــــدير ِاـــــــ ِن لـــــــ الشـــــــيا‬
‫‪.‬ججــــا اــــا رأيــــت اــــن ِأ‪ِ .‬جــــب الشـــــ‬
‫واــــــــــالم ينســــــــــ اِ ِا ِنــــــــــ ِ‬
‫يــــــــــ ِيا‬
‫ســـــــــ ِج‪ .‬يســـــــــتحيِ انـــــــــ ‪.‬قيـــــــــا‬
‫ِ‬
‫فنحن نجد أبا بكر الخالدي يدعو ىل أن تشى َح الكنأف بالشن ارب‪ ،‬منىقناَ عليهنا المناك التلَين َد‪ ،‬فهني عننده تىن ََك‬
‫جيو‪ ،‬همومَ وأت ارحَ‪ ،‬وهبه الهموم‪ ،‬وافت ار كانت سبباَ من أسباب الدعو ىل الخمر‪ ،‬والش ارب(‪:)3‬‬
‫راِـــــــ ِ القِـــــــب جـــــــالهوم فـــــــر ِن‬
‫قـــــــد ِ‬
‫ت جكــــــــأ د فها ِتهــــــــا تِ ِراِــــــــ‬
‫ر ِاــــــــ ِ‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.20 :‬‬
‫(‪ )2‬الننديوان‪ - .10 :‬الجننو ازا‪ :‬بننرج مننن أبنن ارج السننماا ‪ -‬الريش نة‪ :‬ك نك م نالا ليس نت كلهنا نس ني واح ند جمعه نارَي نش وري ناش ‪ -‬الَغالل نة‬
‫(بالكسر)‪ :‬شعار يلبف تحت ال وب والدرع‪.‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪.41 :‬‬
‫‪-73-‬‬
‫س كنان أبنو ننوا َ‬
‫ف ين َدعي أن شنربَ الخمنر لنم يكنن ىالَ لينبهب‬
‫فهنو فني بلن يلتقني بنالىكر منع أبني ننواف‪ ،‬حين َ‬
‫الهموم وافح ازن عن طلبنَ وخناشهر‪ ،‬فنأبو بكنر بنبل يننه نهن أسنالفَ منن الشنع ارا النبين شنربوا الخمنر بقصند السنلو‬
‫والنسيان‪ .‬ونج َد أبا بكر الخالدي ‪ -‬في موضع آخنر ‪ -‬يندعو ىلن مجنالف الخمنرَ و َشنربها‪ ،‬فنهنا تَ َعين َد الشنباب‬
‫وتبعند‬
‫الشيب عن شاربها‪ ،‬فهو يوكد ببل مبهبَ في شرب الخمر كما في طول ََ(‪:)1‬‬
‫را ِجــــا‬
‫اــــــا ‪.‬ــــــ ِرنا فــــــِ ِح ِج ِســــــ ِنا الِ ِكواجــــــا‬
‫ر ال ىنــــدِ وِــــاا ال ِهــــوا ِو ِ‬
‫ســــقِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِل ِر ار ِجــــــــا‬
‫ِــــــــ ِجاح ف ِهــــــــ ىي‪ .‬ا إ‬
‫ِــــجو ِح ا ِغــــردا‬
‫ديــــــــ ال ى‬
‫ِوِد ِ‪.‬ــــا لِ ِحــــ ىِ ‪ِ.‬ــــى ال ى‬
‫جـــــــاز أرـــــــا ِر ِاـــــــ ِن الاىـــــــالِِم ِارجـــــــا‬
‫ِـــــ ِج الانيـــــر وقِـــــ ِد جـــــدا‬
‫و ِكأِىناـــــا ال ا‬
‫شـــــــ ِجاجا‬
‫فِـــــــــأِِد ِم لِـــــــــ ِا ِةِ ِ‪ِ .‬ي ِشـــــــــنا جا ِدا ِاـــــــــة‬
‫از ِد ِت ‪ِ.‬ـــــــى ِقـــــــ ِرِم ال ىزِاـــــــا ِن ِ‬
‫ســـــاِ ِر ِت فِ ِغـــــا ِر ِح ِجاجهـــــا اـــــن لِ ِح ِانـــــا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِــــــــا ِر نقِاجــــــــا‬
‫فِ ِعــــــــال ِا ِحا ســــــــ ِنها ِو ِ‬
‫فوصى ‪ -‬في هبه افبيات ‪ -‬الخمر المعتقة كان وصىاَ دطيقاَ‪ ،‬حيس اسنتشاع التالعنب بافلىناظ‪ ،‬والتشنابيَ‬
‫‪،‬‬
‫المركبة‪ ،‬والبسيشة‪ ،‬مازجاَ وص‪ ،‬الخمر بوص‪ ،‬الشبيعة‪ ،‬في حدي َ عن النسيم‪ ،‬والهواا‪ ،‬والند ‪ ،‬وهي أوصا َ‬
‫نجدها ك ي اَر بين نايا خمريات‪.‬‬
‫س تشنبيهاتها وصنوهرا الوصنىية التني يرسنم فيهنا ‪-‬‬
‫ومنها مقشوعة تع َ َد غايةَ فني الجمناك والروعنة‪ ،‬منن حين َ‬
‫بدط َة متناهي َة ‪ -‬أدا الشرب‪ ،‬واليد التي تحملها وتدور بها عل شاربها‪ ،‬وصور الخمر في ىنائها حيس يأتي علن‬
‫تشبيهها بصورَ هي غاية في الجماك والروعة واإلبداع(‪:)2‬‬
‫و ِادااـــــــــة ِـــــــــا ار ِ فـــــــــِ قـــــــــارورة‬
‫شــــــ ِا وال ِح ِجــــــاب ِك ِوا ِكــــــب‬
‫فِــــــال ىارح ِ‬
‫ِزِرقِــــــــــا تِ ِح ِاِهــــــــــا ِيــــــــــد ِج ِييــــــــــا‬
‫وال ِكــــــــ ا‬
‫ســــــــ ِاا‬
‫ف ق ِرــــــــب وا ِإل نــــــــا ِ‬
‫ونجد شاعرنا طد تنقك في أدير ك ينر‪ ،‬فشنرب فيهنا الخمنر‪ ،‬ونناد َم فيهنا النندام ‪ ،‬وبنات فيهنا اللينالي الشنواك‪،‬‬
‫‪ ،‬هننا ‪ ،‬فنأحف بنأن هنبا الندير أصنبح‬
‫ب ل ن َ ال ع ن ي َ‬
‫ب في الحديس عنن دين َر حنش رحالنَ فينَ‪ ،‬فشنا َ‬
‫ىال أنَ أسه َ‬
‫ب ي تن َ ‪،‬‬
‫ينادم في طاللي هرابنة كانت أخالطهم أصى من ال ار (‪:)3‬‬
‫و ِخ ِار فـِ الـ اد ِجى ِـ ِج ِحِ‬
‫ســـ ِجاحِ‬
‫ِاحا ِســـن الـــ ىد ِير تســـجيحِ و ِا ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِـجا حِ‬
‫وا ِ‬
‫ِ‬
‫ِج ِيتــــــِ و ِا ِاتاحــــــ لِ‬
‫ِـــــا ِر قي ِكِـــــ‬
‫أِق ِاـــــت فيـــــ إلـــــى أن ِ‬
‫ِ‬
‫ِنــــــ ا ِاتِــــــاحِ‬
‫ِــــاِى اــــن‬
‫ا ِنا ِداــــــــــا فــــــــــِ قال ليــــــــــ ِ ِرِقا ِج ِنــــــــــة‬
‫ِار ِحــــ ِت ِخالِ ِئق هــــم أِ ِ‬
‫الــــىار ِح‬
‫فـــــــــــــيهم ِج ِخاىـــــــــــــة أِِجـــــــــــــ ِدان وأِِرِوا ِح‬
‫قِــــــــ ِد ‪.‬ــــــــدلوا ت ِقــــــــِ أو ازن و ِا ِع ِرفــــــــة‬
‫يــــــــــــا ِح‬
‫ســـــــــاِة‬
‫ِو ِح ِك ِاــــــــــــة ِجعِــــــــــــوم ا ِت إِ ِي ِ‬
‫ِو ِوشـــــــــحوا ـــــــــ ِرِر اآلداب ِف ِِ ِ‬
‫شــــ ِعار «الررىاــــا ِح»‬
‫فــِ رــب «جقــرار» لحــن «الاوِــِِ» وفــ‬
‫نحــــو «الا ِجــــرِد» أ ِ‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.16 :‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪.11 :‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ - 37 :‬طاك الشابشتي‪ :‬العلس طرية عل شاش ا دجلة‪ ،‬ودير حَنة‪ :‬هو دير طديم بالحير‪.‬‬
‫‪-74-‬‬
‫جـــــــدائ ال لِـــــــ ِد ِي ِر ال ِع ِِـــــــ ِ قـــــــ ىن وال‬
‫«لِــــ ِد ِي ِر ِح ىنــــ ِة» ِاــــ ِن «‬
‫ا ِت» ال ِك ِيــــ ِار ِح‬
‫شــــــــوقِ ي ِكــــــــا ِر‬
‫وكــــــم ِح ِن ِنــــــت إلــــــى حاناتــــــ ِ و ِــــــ ِدا‬
‫ِــــــــواتا جأِ ِقــــــــ ِدا ِح‬
‫أ ِ‬
‫ِـــ ىير ِت اِِ ِحـــِ‬
‫وِ‬
‫ســـ ِك ِر االحـــِ‬
‫فـــِ ال ا‬
‫حتـــــــى تِ ِخ ىاـــــــر ِخ ىاـــــــارِ‬
‫ج ِا ِع ِرفتـــــــِ‬
‫وهن نبه صن نور ل قافنننة الشنن ناعر وفهمننن‪ ،‬و قاف ننة الهر نبن نان فننني ال نندير‪ ،‬عنننندما يعكىن نون عل نن افدب‪ ،‬والىلسنن نىة‪،‬‬
‫والحكمة‪ ،‬فيأخبون من كك علم بشر‪ ،،‬ويجمعون الشَب ىل الغناا‪ ،‬والغناا ىل النحو‪ ،‬والنحو ىل الشعر‪ ،‬وهي‬
‫صور ارئعة مىيد تقىنا عل الحيا االجتماعية في بعع افدير‪ ،‬وعند بعع الرهبان‪ ،‬كما تقىنا عل جانب منن‬
‫‪ ،‬فيَ‪ ،‬فلم تكن الخمر كك شيا عنده‪ ،‬ولكنها كانت جانباَ منن جواننب‬
‫تىكير شاعرنا وحبَ‪ ،‬وما كان َيناطَ َ‬
‫حياتنَ‪،‬‬
‫وفي غمر حدي َ عن ليالي أَ َن َسَ الشواك التي كان يقضنيها منع صنحبَ وندمائن ََ‪ ،‬نجن َد مقشوعنةَ منن‬
‫أجنود منا طالنَ‬
‫ََ‬
‫س تل‬
‫في مجالف أََن س َ التي كان يبدوها منب أفوك الشمف و ارا افف ‪ ،‬واختىائها خل‪ ،‬الجباك‪ ،‬وبين الوديان‪ ،‬حي َ‬
‫الليلة التي تبدو سماوها صافيةَ‪ ،‬فالنجوم فيها كأنهنا طنادينك تضنيا كنك منا حنولهم‪ ،‬وهنم يتنناولون الشن ارب‬
‫سن َك ‪،‬ر‬
‫َ‬
‫يتمنايلون كنأنهم مبعونون ينوم الحشنر‪ ،‬كمنا أنن يصن‪ ،‬فيهننا السناطي‪ ،‬وهنو يندير الشن ارب علنيهم‪ ،‬فهنو يضنىي عليننَ‬
‫‪ ،‬العبار ‪ ،‬في حسنَ‪ ،‬وشولَ‪ ،‬وجمالَ‪ ،‬وطاك في دير‬
‫أوصا َ‬
‫سعد(‪:)1‬‬
‫فكـــــم ِاـــــ ِن ِر ِو ِحـــــة وال ى‬
‫لِـــــــــــــــ ِم تِـــــــــــــــ ِدن لِتِ ِرايـــــــــــــــ ِِ‬
‫شـــــ ِا‬
‫إلـــــــــــــى ديـــــــــــــر ِا ِخا ِئيـــــــــــــِ‬
‫ســــــــــــ ِعيد أو‬
‫إلــــــــــــى ديــــــــــــر ِ‬
‫ِ وفـــِ ال ا‬
‫ــــ ِ فـــِ ال ِعـــ ِر ِ‬
‫رـــو ِِ‬
‫ِولِِيـــــــــِ ِا ِـــــــــِ يـــــــــوِم الجعــــــــــ‬
‫ِـــــــي ِن الحـــــــو ِِ‬
‫ــــــــِم ِا ِـــــــ ِِ الِ ‪.‬‬
‫فِعاينــــــــــــــت جــــــــــــــ ال نجـــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــ ِزِ أِ ِد ِاــــــــــــا ِ ‪ِ .‬رجــــــــــــو ِِ‬
‫جســــــــــــــاا ِك ِاهــــــــــــــاة اغـــــــــــــــ‬
‫واجريـــــــــــــــــــــــا وانـــــــــــــــــــــــدي ِِ‬
‫أتــــــــــــــى الــــــــــــــ ىد ىن ِج ِا ِجــــــــــــــ ِازِ‬
‫ِأِج ارقـــــــــــــــــــــا ك ِخ ِِ ِخـــــــــــــــــــــاِ‬
‫ف‬
‫ِاـــــــــــ ِن اليـــــــــــاقوت ِا ِاتـــــــــــو ِِ‬
‫ـــــــــ ِا ِن ِهــــــــا ِ ِيــــــــر تخييــــــــِ‬
‫ر ِرفـــــــــــــ‬
‫اــــــــــــ ِدااا ال ِيــــــــــــ ِرِ ِ‬
‫ــــــــــــــ ِ حـــــــــــــور كالتى ِاا يـــــــــــــ ِِ‬
‫شــــــــــــ ِرجناقا ‪ِ.‬ــــــــــــى أوجـــــــــــــ‬
‫ِ‬
‫هبا أطك ما يمكن أن يقاك في خمريات أبي بكر‪ ،‬أما شعر أخي (أبي ع مان) فال يكاد يختل‪ ،‬في المعاني‬
‫والصور‪ ،‬وشريقتَ في التعبير هي شريقة أخي نىسها‪ ،‬ومن العسير أن يصدر بل عن شخصيتين مختلىتين ولو‬
‫كانا أخوين فب واحد‪ ،‬وأم واحد ‪ ،‬ولكنها كانت ظاهرَ جدير بنالوطو‪ ،‬عنندهاإ فقند انشلقنا معناَ فني دروب الحينا َ ‪،‬‬
‫ولم ينىصك أحدهما عن اآلخر ىال بالموت‪ ،‬فسلكا سبيلهما ىل العواصم والحواضر‪ ،‬وشرطا افدير‪ ،‬واستسلما معاَ للمجون واللهو‬
‫والعبس‪ ،‬فشرب أبو بكر الخالدي كووف الخمر‪ ،‬وتغزك بالساطي‪ ،‬وطض ليل سنك ارن‪ ،‬وعبنس بمنن‬
‫حولنَ منن َدم ن الجمناك‪ ،‬فك نان شنعهر ال نبي عرضننا لنَإ وش نرب اف افصنغر كنبل ‪ ،‬وتغنزك‪ ،‬ودخ نك افدينر م نع‬
‫أخي‪ ،‬فكان ل صوالت وجوالت في شعر الخمر البي لم يختل‪ ،‬عنن شنعر أخين‪ ،‬فني التصنوير‪ ،‬والتعبينر ‪ -‬كمنا‬
‫أسلىنا ‪ -‬ىَال في سخري َة ظهرت عل لسانَ‪ ،‬ونقَد للناف عرضَ في صور‪ ،‬وألوان بارعة‪.‬‬
‫‪-75-‬‬
‫(‪ )1‬النننديوان‪ - 84 :‬ال َعشب نوك‪ :‬الم ن أر الىتي نة الجميل نة الممتلئ نة‪ ،‬الشويل نة العن ن ‪ ،‬ج عشاب نك وعشابي نك وطي نك العشب نوك‪ ،‬الشويل نة الق ن َد‬
‫التامة‪.‬‬
‫‪ -‬المب ازك‪ :‬آلة ي قب بها د ََن الخمر‪.‬‬
‫‪-75-‬‬
‫وكنبل شنر َ أبنو ع منان ميندان الشنعر مقتىيناَ أ نر أخينَ‪ ،‬وبينهمنا عشنر سننوات‪ ،‬فتهافنت علن الوصن‪- ،‬‬
‫وكننان شننابع العصننر‪ ،‬وأسننلوب الشنناميين ب نين الموصننك وحلنب ‪ -‬فمنا أر شنيئاَ ىال رسنمَ‪ ،‬كأننَ فننان اتخنب الشنعر‬
‫ريشة يرسم بها اللوحات‪ ،‬في خى َة‪ ،‬وحركة مدهش َة‪ ،‬وسرع َة خاشر‪ ،‬وحضور بديهة‪ ،‬يكد يسب أبا بكرإ فدخك أبو‬
‫ع موشنا بالنديباج‪ ،‬وافغصنان تزيينهنا الهزنور‪،‬‬
‫ع مننان «ديننر سننعيد» بالموصنك‪ ،‬كمنا دخلنَ أخنهو‪ ،‬ووصن‪ ،‬افر َ‬
‫ت عل َرَم َك‪ ،‬ار يصن‪ ،‬النسنيم‪ ،‬ومجلنف الخمنر‬
‫والحمائم تغني افلحان فَتَ َبك َر بافحباب‪ ،‬كأنها أصوا َ‬
‫وهنزج‪ ،‬نم‬
‫بقولَ(‪:)1‬‬
‫ســ ِن «ديــر ســعد»‬
‫حِ‬
‫وال رِ والــىروِ‬
‫ي ـ ـا‬
‫إ ِحِِ ِِــت جــ‬
‫فاـــــــــا تـــــــــرِ ِـــــــــنا إال وزقرتـــــــــ‬
‫فــِ وشــِ وديجــاف‬
‫تجِــــــــو فــــــــِ ج ىجــــــــة‬
‫انهــــــــا ِوِد ىوا ِف‬
‫أحجاجنـــــــــا جـــــــــين أِراـــــــــاِ‬
‫وأِقـــــــــ ازف يزورقــــــــــــــــا‬
‫فتِقىــــــــــــــــا جــــــــــــــــأاوا ِف‬
‫‪.‬ـــــــ ارئ الكـــــــرم قـــــــد زفىـــــــت‬
‫ولِحاـــــــــــــــائم أِلحـــــــــــــــان ت‬
‫ـــــــــــــــِكرنا ولِنســــــــيم‬
‫‪ِ.‬ــــــــى الغــــــــد ارن رفرفــــــــة‬
‫والخاـــر ت ِجِِـــى ‪ِ.‬ـــى خرىاجهـــا فتـــرِ‬
‫لِزوا ِف‬
‫راوســــنا «كأنوشــــروان» فــــِ‬
‫التىــــا ِف كأننـــــــــا فـــــــــِ‬
‫ســـــــــاا ات أجـــــــــ ار ِف‬
‫وكِانــــــا اــــــن أكاليــــــِ‬
‫ال ِجهــــــار ‪ِ.‬ــــــى ونحـــن فـــِ‬
‫فِـــ الِىهـــو الاحـــير جنـــا‬
‫فأحنناش بكننك مننا تننر العننين‪ ،‬وتسننمع افبن‪ ،‬وتشننتهي ال ننىف‪ ،‬ووصنن‪ ،‬الحالننة النىسننية للشننرب حينننبا إ فبلننغ‬
‫بدطتَ مبلغاَ لشيىاَ يسيك عبوبة وجماالَ‪ ،‬م عش‪ ،‬عل الندمان‪ ،‬والغ ازك‪،‬‬
‫فقاك(‪:)2‬‬
‫انــــــ وألــــــ م ‪.‬ينــــــِ ل ِع ِجــــــة ال ِعــــــا ِف‬
‫أقــــز ‪.‬راــــ ِِ قيــــيب الجــــان اعتنقــــا‬
‫ونحن نر في الصور والتغيير توفيقاَ بارعناَ‪ ،‬علن طافينة ال تلنين دائمناَ لم نك هنبه المواطن‪ .،‬ويحلنو للشناعر‬
‫أن يخلو ىل الليك‪ ،‬وأن يعبس فيَ‪ ،‬وأن يص‪ ،‬ما يقع من خالل فيقوك(‪:)3‬‬
‫ِِتنـــا‬
‫ســـ ِن ِنا! نحـــن فـــِ لهـــو ولِِ ي‬
‫ي ـ ـ ـا ح ِ‬
‫ســـكر ال ِع ِنــاا جنـــا‬
‫يـــايا فــِ ال ا‬
‫وقــد تِ ِ‬
‫ِجزِقـــــــ ِر أِِنج ِاهـــــــا تِرِاـــــــى ال ِعاِاريـــــــت‬
‫يــــايا فــــِ الــــ ىن ِام اليواقيــــت‬
‫كاــــا تِ ِ‬
‫وهبه الصنور تصن‪ ،‬الحركنة بدطنة‪ ،‬فالكنك يعمنك‪( :‬لهنو دائنم‪ ،‬ونجنوم ترمني العىارينت‪ ،‬سنكر وعننا )‪ ،‬ويزيند‬
‫الحركة حسناَ هبه التعابير المنتقا المختار «يا حسننا»‪ ،‬و«تضاي العنا »‪ ،‬وهي موفقةَ بديعةَ‪.‬‬
‫ب النز َ‪ ،‬ويندور بنالخمرَ علن شناربيها‪،‬‬
‫ب‪ ،‬واللهنو‪ ،‬حينس يحناوك سناطيَ أن َيقَنر َ‬
‫والخمر عنده تستدعي الشنر َ‬
‫َالَ‪ ،‬يمازجنَ وصن‪ ،‬افجنواا فني تلن الليلنة الشويلنة‬
‫ب أبو ع منان فني وصن‪ ،‬الخمنر وصنىاَ دطيقناَ و َمنَب ه‬
‫فيسه َ‬
‫ا ل تن ي‬
‫كننان وصننحبَ ي ندورون فنني فلكهننا‪ ،‬وهنم يتنناولون الخمنر‪ ،‬فينأتي بالحندي َس عنهنا مشنبهاَ ىياهنا بالىتنا العنب ارا سناعة‬
‫زفافها‪.‬‬
‫(‪)1‬الديوان‪.115 :‬‬
‫الَدواج‪ :‬اللحا‪ ،‬البي يلبف‪.‬‬
‫البهار‪ :‬الع ارر‪ ،‬شيب الريح‪.‬‬
‫‪-76-‬‬
‫(‪)2‬الديوان‪.116 :‬‬
‫(‪)3‬الديوان‪.113 :‬‬
‫‪-77-‬‬
‫فشند احمن ارر ال َخ َمن َر‪ ،‬يشنبَ احمن ارر وجنتني تلن العنب ارا فني تلن الليلنة‪ .‬وخمرتنَ هنبه موضنوعة فني أكنواب‬
‫زجاجيننة‪ ،‬تلتهننب ني ارنهننا لمزجهننا‪ .‬وهننا هننو با يقضنني ا ليننك ‪ -‬حتنن بننزوف الىجننر ‪ -‬مننع شننريكة عمننهر الخمننر‪ .‬ف نال‬
‫يكتىي بشربها شوك الليك‪ ،‬بنك يشلنب المزيند منهنا طبينك الصنبح‪ ،‬وخمنر الصنبح عنند العنرب خمنر عريقنة مشنهور‪،‬‬
‫لبل نجد أبا ع مان الخالدي يصىها بأنها تجعك الحليم سىيهاَ لشدتها وع ارطتهنا‪ ،‬وهني ‪ -‬لرطتهنا ‪-‬تكنا َد ال تسنتشيع‬
‫التميينز بينهمنا وبنين الكنأ َ‬
‫ف النبي يحويهنا‪ ،‬فكالهمنا فني الشنىافية سنوااإ وهنبا ىن دك علن شنيا فإنمنا يندك علن‬
‫جود تل الخمر التي يتناولها أبو ع مان الخالدي‪.‬‬
‫وف أدوات الترف ‪:‬‬‫لم يجد شنع ارا بلن العصنر بنداَ منن ارتيناد موضنوعا َت جديندَ‪ ،‬فرضنتها علنيهم شبيعنة الحينا ‪ .‬الحضنرية الجديند‬
‫ت بالحض نا ارت الت ني وفن ندت ىلن ن المنشق نة العربي نة م نن ف نارف‪ ،‬ومن نا و ارا‬
‫التنني أفرزتهننا الحضننار اإلسن نالمية‪ ،‬وطن ند َم َزَج ن َ‬
‫النهرينإ فكان ‪ -‬نتيجة لنبل ‪ -‬أن ظهنر فني مضنمار الوصن‪ ،‬أشنياا جديند ‪ ،‬كاننت غينر مألوفنة فني السناب ‪ .‬فظهنور‬
‫الشبقة بابخة الغن ونشوا عمار القصور التني شنيدها افمن ارا والحكنام‪ ،‬وانتشنار مجنالف افننف واللهنو‪ ،‬كنان بلن كلنَ‬
‫عامالَ مساعداَ علن تسناب الشنع ارا فني وصن‪ ،‬منا اطتنناه أسنيادهم فني بينوتهم‪ ،‬ومننازلهم(‪ ،)1‬وطصنوهرم الىناخر الىخمنة‪ ،‬من‬
‫شموع ملونة‪ ،‬وم ارو مشكلة‪ ،‬وأدوات حمام متنوعة‪ ،‬وما ىلن بلن منن أدوات التنر‪ ،‬التني تنعمنت بهنا الشبقنة ال رينة فنني‬
‫مجتم نع الق نرن ال ارب نع‪ ،‬واتخ نبتها وسنيلة م نن وسنائك الترفي نَ‪ ،‬ولون ناَ منن أل نوان المظ ناهر االجتماعي نة(‪ )2‬افرس نتق ارشية‬
‫المترفة‪ ،‬وضرباَ من ضروب الظهور بمظهر يلي بمنزلتهم االجتماعية‪ ،‬وترفهم الحضاري ونعيمهم الباب ‪.‬‬
‫َلندي فني هنبا الضنرب منن الوصن‪ ،،‬حتن بندا واحنداَ منن مبندعي َوصنافَ‪ ،‬فمنا ىن‬
‫وطند بن َرز أبنو بكنر الخ ا‬
‫يأتي عل وص‪ ،‬صورَ ‪ -‬من تل افدوات التي يقع عليها ناظ اره ‪ -‬حت يىصك فيها تىصيالَ دطيقاَ‪ ،‬فكأنمنا هنو‬
‫صانع تل اللوحة‪ ،‬أو بل التم اك‪ ،‬أو بل الكانون‪ ،‬أو تل المروحة‪.‬‬
‫فيص‪ ،‬الكانون والىحم والنار وصىاَ دطيق َا‪ ،‬ويشبَ الىحم افسود بعد أن تَض َرم في النار بالبهب افصىر‪،‬‬
‫غر فضناح باسنم‪ ،‬كمنا أن هنبا الكنانون ‪ -‬بنالرغم‬
‫فالكانون ساحر الشر‪ ،‬بال نقاب‪ ،‬ولكنَ منتقب بالجلنار‪ ،‬أما ه‬
‫من أرجل افربع ‪ -‬طيد مكان ال يستشيع الح ار وال يقدر عل االنتقاك من مكان ىل آخر فيقوك(‪:)3‬‬
‫ِـــــــجا‬
‫ِيــــــــــــــ‬
‫ِ ِعــــــــــــــد ال ِحــــــــــــــ ِار ِ ي ِن ه‬
‫وا ق‬
‫وقـــــــو ‪ِ.‬ـــــــى أِِرِجـــــــ قـــــــد انتِ ِ‬
‫تِ ِخالـــــــــ ال ِعـــــــــ ِي‬
‫ســــــــــــــــ‬
‫ِــــــــــــــــىار ا ِحــ‬
‫ــــــــــــــ ِرا تِِناا ِِ‬
‫ا ِ‬
‫ِ‬
‫ن ِ‪.‬ا شـــــــــقا ِو ِـــــــــ ِجا‬
‫ســــــــــــا‪.‬ة قجــــــــــــا‬
‫ســـــــــ ِججا‬
‫إ ا ِن ِ‬
‫ِــــــــــــ ىير جعــــــــــــد ِ‬
‫ِ‬
‫اانـــــــــا فـــــــــِ جيـــــــــد ِ‬
‫خيـــــــوِ لِ ِهـــــــو ِجــــــــ ِر ِت جنـــــــا ِخ ِججــــــــا‬
‫فاــــــــــا ِخ ِجــــــــــ ِت نارنــــــــــا وال ِوقِاِــــــــــ ِت‬
‫رــــــــ ر ِ‬
‫ســــــــا ِح ِر ال ا‬
‫إ ِ كـــــــــــــــان جال جىِنـــــــــــــــار ا ِنتِ ِقجـــــــــــــــا‬
‫ف ال نقــــــــاب لــــــــ‬
‫وِ‬
‫ِ‬
‫ِج ِن ِيــــــــــت ِاــــــــــ ِن ِ ِغــــــــــر ووج ِنت ِيــــــــــ ِ‬
‫ِ ِي ِنـــــــــــ‬
‫جِِ ِحـــــــــــ ِا ‪.‬‬
‫ىِ ِزِقـــــــــــ ِرة ِ‪ِ .‬ججـــــــــــا‬
‫شـــــــــــــــ ِنجا‬
‫شــــــــــ ِقا ِئقا اــــــــــ ِقجا يــــــــــرِ خجــــــــــال‬
‫وأقحوانـــــــــــــــا اا ى‬
‫ييـــــــــــــــا ِ‬
‫ِ‬
‫(‪ )1‬الشكعة‪ ،‬مصشى ‪ :‬فنون الشعر في مجتمع الحمدانين‪.386 :‬‬
‫(‪ )2‬خلي‪،،‬يوس‪:،‬تاريأل الشعر في العصر العباسي ص‪.28‬‬
‫(‪ )3‬النننديوان‪ - .18 :‬الشن ننب‪ :‬مننناا وبنننرد‪ .‬وطين نك عبوبن نة فننني افسننننان‪ - .‬ال َخصن نر‪ :‬البن نارد‪- .‬ال‬
‫الضرب‪ :‬العسك افبيع‪ ،‬يبكر ويونس‪.‬‬
‫‪-78-‬‬
‫ضن نريب‪ :‬الن ن ل والجلين ند والصن نقيع ‪-‬‬
‫ســـــ‬
‫ِـــــعجا‬
‫قِـــــ ِد ِ‬
‫ِ‬
‫هىِِ ِت ِانـــــ كـــــ ىِ‬
‫اـــــا‬
‫جـــــ د وقـــــِ فـــــاز ِِِجـــــا‬
‫شــــــــ ِوت‬
‫حتــــــــى إ ا اــــــــا ا ِنتِشــــــــى وِن ِ‬
‫ِــــــــ ِحجِ ‪ِ.‬يــــــــ‬
‫ِِِ ِجــــــــت ِ‬
‫ا ِناــــــــردا‬
‫ِيـــــر اـــــن‬
‫يـــــــــ ِرجا‬
‫كـــــــــأ ىن فيـــــــــ ال ى‬
‫ب وال‬
‫ى‬
‫يـــــــــري ِ‬
‫أِ رشـــــف ريقـــــا ‪.‬ـــــ ب الِىاـــــى ِخ ِ‬
‫ِـــــ ار‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ومن هبه افدوات الحضارية الترفيهية التي ظهرت في هبا القرن‪ ،‬وتغنن بهنا الشنع ارا‪ ،‬المروحنة التني كنان‬
‫منظرننا ‪ -‬وه ني ت ندور ح نوك نىس نها ملشى نة لح ن اررَ ج نو المجلنننف ‪ -‬ف ا ارهتم نام الش نع ارا‪ ،‬ووازع ناَ لتنش نيش خي نالهم‪،‬‬
‫ه‬
‫اعرم‪ ،‬فهبا أبو بكر الخالدي يص‪ ،‬مروحة أهداها ىل عمر بن اصشىن الكاتب فيقوك(‪:)1‬‬
‫وتحري مش ه‬
‫و اــــ ِن حــــ ىِ فــــِ الا ِن ِ‬
‫ِــــ ِب الانتخــــ ِب‬
‫ســـــب‬
‫ِ‬
‫أيـــــا ِ‪ِ .‬اـــــرو يـــــاجن العِـــــى وال ِح ِ‬
‫ِ‬
‫ـــــ ‪ِ .‬اــــ ِر ِ اــــا رــــاِ ‪.‬اــــ ار ِج ِحقِــــ ِب‬
‫جع ــــــــــت إليــــــــــ ‪ -‬أرــــــــــا اإل لـــــــــــ‬
‫ســـــــــــــــجتان إ ا‬
‫ِج ِا ِرِو ِحــــــــــــــــة ِار ِحــــــــــــــــة لِقِــــــــــــــــوب‬
‫لهـــــــــــــــا ِن ِ‬
‫تِِنتِ ِســـــــــــــــ ِب‬
‫فاـــــِ ســـــ ع ِ‬
‫وفــــــــِ خيــــــــز ارن يــــــــاِ‬
‫ف ال ىن ِخـــــ ِِ ِن ِخـــــِ ال ىنجـــــير‬
‫ِ ِ‬
‫ال ِعــــــــ ِر ِب‬
‫يـــــــــــــ ِب‬
‫‪ِ.‬يهــــــــــــــا ال ِحــــــــــــــ ِداد ِكا ِهجــــــــــــــورة‬
‫ِرِاتِهـــــــــــــا ِ‪ِ .‬شـــــــــــــي ِقتها جال ِغ ِ‬
‫لاالِ ِكهـــــــــــا يـــــــــــ ِر قِـــــــــــوِ ِكـــــــــــ ِ ِب‬
‫ِانا ِفعهـــــــــــــــــــا أجـــــــــــــــــــدا ِج ىاـــــــــــــــــــة‬
‫ِت ِســـــ ىار إلـــــى ِـــــاح ِب فـــــِ ســـــج ِب‬
‫وتِ ِج ِعـــــــــــــــِ ِســـــــــــــــتِ ار إ ا اـــــــــــــــا أِرِد‬
‫فــــــــــأِ ىدت إليــــــــــ ِ فنــــــــــو ِن الرىــــــــــ ِر ِب‬
‫ب القــــــا ِح‬
‫وان شــــــئت كانــــــت قيــــــي ِ‬
‫ولعك ك ر تردد أبي بكر الخالدي ىل طصور افم ارا والحكنام جعلنَ يصن‪ ،‬منا تقنع عينناه علينَ منن لوحنا َت جمالينة‪،‬‬
‫تزدان بها تل القصور‪ ،‬فََب ر َع في وص َ‬
‫‪ ،‬ىحد هبه اللوحات وصىاَ دطيقاَ با ناَ فيهنا رو الحركنة والحينا ‪ ،‬فلنم يغنادر صنغير‬
‫َ‬
‫وال كبير مما لمحتنَ عينناه فني هنبه اللوحنة‪ ،‬ىال أتن علن بكنره‪ ،‬فافبينات تحىنك بالحركنات والصنور‪ ،‬فن الشناعر يشن َخص الماد‬
‫الجامد ‪ ،‬حت يجعلها حيا تتحر ‪ ،‬وهو ببل يحاكي شاعرنا البحتري البي أبندع فني وصن‪ ،‬لوحنة لمعركنة أنشاكينة‬
‫ب التشنابيَ واالسنتعا ارت بالمرئينات والمسنموعات‪.‬‬
‫كانت معلقة عل جدار ىيوان كسنر ‪ ،‬فقلنب البصنر سنمعاَ‪ ،‬مشنركاَ ضنرو َ‬
‫فأبو بكر الخالدي ضاه البحتري في وصىَ إليوان كسر ‪ .‬يقوك أبو بكر الخالدي(‪:)2‬‬
‫جـــــــــ ِازة قـــــــــد قـــــــــ ِر‬
‫ســـــــــتور لنـــــــــا أرينــــــ‬
‫وا ِن ِجـــــــــ ِد ِت ال ا‬
‫ر ِيـــــــــ ِر اـــــــــا ِ‬
‫ىن ِج ِ‬
‫ِ‬
‫تقِا ِجِهـــــــــا ‪ِ.‬ـــــــــى‬
‫ـــا‬
‫ســـــــــدا فـــــــــِ ا ارِج ِ‬
‫يـــــــــها ِا ِجـــــــــا‬
‫ِوأ ِ‬
‫ِِ‬
‫ســـــــــ ِتوا ِ‬
‫حـــــــــا ِِ ا ِ‬
‫يــــــــــــــ ِرو ا ج ِجــــــــــــــ ِور‬
‫وا ِ‪ِ .‬تــــــــــــــدا ِ‬
‫لِ ِت ِِـــــ الـــــ ِو ِح ِ‬
‫ش اـــــن‬
‫ســـــا ِ الـــــد اا ِ‬
‫ِ‬
‫فــــــــــال قـــــــــــ ا يــــــــــرِا لِـــــــــــ ِاد والِ ِا‬
‫كــــــأِ ىن الــــــ ىدا ِر « ِا ىكــــــة» وقــــــِ أِ ِاــــــن‬
‫وال يستشيع المرا في ختام حدي عن الشعر الوصىي عنند الخالنديين ىال أن يعتنر‪ ،‬بىضنلهما الكبينر علن‬
‫َ‪ ،‬وان ما طدمناه من بعع المجت آزت الشعرية‬
‫هبا النمش من الشعر‪ ،‬حيس أغنياه بصوهرما وتشابيههما ىَغ َنا َا كبير ا‬
‫ع كنك منا تناولنَ هنبان الشناع ارن فني‬
‫في الوص‪ ،‬عند الخالنديين منا هنو ىال غنيع منن فنيع‪ ،‬وابا منا أردننا عنر َ‬
‫هبا الغرع‪ ،‬شا َك بنا المقام في هبا الجانب‪ ،‬وضرور البحس تحتم علينا االنتقاك ىل مباحس أخر ‪ ،‬لبل يمكن‬
‫‪-79-‬‬
‫أن نجمننك طولنننا فنني بعننع مننا وطىنننا عليننَ مننن وصنن‪ ،‬الخمننر‪ ،‬ومجننالف افنننف والشنن ارب‪ ،‬ووصنن‪ ،‬أدوات التننر‪،،‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪- .26 :‬النبيش‪ :‬هو جبك من العجم ينزلون بالبشائح بين الع ارطين سمو ببل َ لك ر النبش عندهم وهو الماا‪.‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪.12 :‬‬
‫‬‫‪710-‬‬
‫والقصور عند صاحبينا بأنهما اعتمدا في وصنىهما‪ ،‬وصنوهرما‪ ،‬وتشنابيههما‪ ،‬علن المنوروس الشنعري القنديم النبي‬
‫ب ندأه افعش ن ‪ ،‬وه نو يع ن َ َد وص نافاَ بارع ناَ‪ ،‬فسنا ار عل ن خش ناه وتابعنا المس ني َر عل ن نهن م نن أت ن بعنده م نن العص نور‬
‫المتتاليننة ‪ -‬صنندر اإلسننالم‪ ،‬وافمننوي‪ ،‬والعباسنني ‪ -‬فكاننا بنبل شناعرين َم َقلن َد َين منن جاننب‪ ،‬و َم َجنَد َد َين منن‬
‫جاننب‬
‫آخنر‪ ،‬فالتقليند كنان واضنحاَ وجلَيناَ فني رسنمهما صنور الخمنرَ التني منا فتن ا الشنع ارا القندام يتناولونهنا‪ ،‬وال سنيما‬
‫حينما ينصب الحديس عن اف َر البي تتركَ الخمر في شاربيها‪ ،‬وما هو مقدا َر الماك البي كان َي َنىَ َ في‬
‫سبيلها‪،‬‬
‫وأيضاَ كانت تبرز تل الصور التقليدية في وص‪ ،‬الساطي وأدوات الشرب‪.‬‬
‫أم نا جان نب التجدي ند فإن نَ يتجل ن ف ني تل ن الص نور الىني نة المبتك نر‪ ،‬الت ني ك نان َي َب ن َدعَ الخي ناك ف ني تص نويهرا‪،‬‬
‫س تجلنت عنندهما الصنور البيانينة‬
‫وتنظيمها‪ ،‬وتسلسلها‪ ،‬فتبدو كأنها لوحةَ فنَينةَ َرَسن َمت بيند فننان مبتكنر مبندع‪ .‬حين َ‬
‫س بندت هنبه الصنور مسنتنبشةَ منن‬
‫والبديعية التي أبدعا في صياغتها من خالك التالع َب بافلىا َظ‪ ،‬والعباارت‪ ،‬حين َ‬
‫واطعهم نا الحض ناري المع ني‪ ،،‬وه نبا ف نار جل ني وواض ن َح َيَب ني َن الىنرو ب نين ش نع ارا العص ارلعباس ني عامنةَ‪ ،‬وشننع ارا‬
‫العصر الجاهلي خاصة‪ ،‬وما اتصك بَ من عهَد طري َب‪.‬‬
‫وكانت لشاعرينا خصوصية تميهزما عن شع ارا العصر العباسي‪ ،‬بل أن صاحبينا طد أك ار التنق َك والسى َر‪،‬‬
‫وارتينا َد القصنور العنامر ‪ ،‬وافدينر التني منا فتئنا ينرتحالن منن دينر حتن يحشنا الرحنا َك فني دينر آخنرإ وهنبا التنقنك‪،‬‬
‫وبل التسىار ساعدا شاعرينا عل تنوع ه‬
‫فكرما‪ ،‬وفلسىتهما‪ ،‬ونظرتهما ىل الحينا ‪ ،‬ممنا أد ىلن تننوَع وتجندَد فني قافتهمنا‬
‫َ‬
‫الشنعرية‪ ،‬وافدبينة فتجلن بلن كلََنَ فني أوصنافهما بشنك ك عنام‪ ،‬والخمرينة منهنا بشنكك خناص‪ .‬لنبل يجند‬
‫القار ا لتل النصوص الشعرية الوصىَية شعماَ ممي اَز في تبوط ََ هبا النمش من افدب‪ ،‬حيس يشنعر المنرَا أن هنبا‬
‫َ العام فيما سب إ ىالَ أن تجديداَ ما وتشو معيناَ َعنالَ هنبه الصنور الشنعرية‪ ،‬وهنبا‬
‫الوص‪ ،‬طد مر معَ بظاهر ه‬
‫طند‬
‫اَر‬
‫كلََ ال يستشيعَ اإلنسان ىال أن يدركَ ببوطَ الحسي المهر‪.،‬‬
‫‬‫‪711-‬‬
‫االـدح‬
‫لم تكن الحيا الىكرية ‪ -‬التي تشورت عند العرب فني العصنر العباسني نتيجنةَ لالتصناك بالحضنا ارت افجنبينة‬
‫القديمة ‪ -‬طد تشورت بالمعن العمي للتشور‪ ،‬لتستشيع أن تىصنك الىكنر الواطنع عنن الىكنر الماضني فصنالَ جوهريناَ‪ ،‬نبنك‬
‫بق ني الىكننر العربني ‪ -‬ف ني العصننر العباسنني ‪ -‬شننديد الصننلة واالرتب ناش بالماضنني‪ .‬والسننبب ف ني بل ن يعننود ىل ن أن الىتر‬
‫الزمنية ‪ -‬الممتد بين دخوك العرب في اإلسالم‪ ،‬وبين العصر العباسي ‪ -‬كانت فتر طصير وطصنير جنداَ‪ ،‬ىبا‬
‫ما طيست بحيا افمم العريقة‪ ،‬فلم تكن هبه الىتر بكافية‪ ،‬لتنقك العرب ‪ -‬نقلة شبيعية ‪ -‬من التىكينر والعقلينة السنائد‬
‫في الماضي‪ ،‬ىل عصر جديد لَ ممي ازتَ وخصائصَ التي تجعلَ صاحب شخصية مختلىة عن الشخصية‬
‫القديمنة‪،‬‬
‫فهننبا العمنك الب ند لنَ م نن هنَز نىس نية عميقنة الج نبور‪ ،‬ط ند تن ناك كي نان افمنة بأكمل نَ‪ ،‬فتعرضنَ لل نزواك ىبا كنان التح نر‬
‫الحضناري ال ي نتم وفن م ارحنك متأتينَ ومتباعند ‪ ،‬حتن ي نتم كنك شنيا‪ ،‬دون أن يشنعر أبنناا الشنعب أن هنالن أم نو اَر‬
‫تىرع عليهم فرضاَ‪ ،‬ومن هنا نجد أن شنت المعنار‪ ،‬الىكرينة العربينة ‪ -‬ومنهنا أبنواب الشنعر العربني القنديم ‪ -‬بقينت‬
‫مسنتمر الحينا فني القنرنين ال النس والرابنع للهجنر‪ ،‬ولكنن منع شنيا منن التحنوير‪ ،‬والتعنديك فني بعضنها تقتضنيَسننة‬
‫التش نور‪ ،‬وشبيعن نة التحض نر‪ ،‬وان هن نبه العوام نك بمجمله نا ط ند أسن نهمت ف ني تشن نوير الش نعر المن ندحي ف ني القن نرن ال اربن نع‬
‫الهجري‪ ،‬فنحن نعنر‪ ،‬أن هنالن صنىا َت عديند َ كنان يمند بهنا الشناعر الجناهلي ممدوحنَ لكنن بعنع هنبه الصنىات‬
‫غدت ‪ -‬بعد دخوك العرب في اإلسنالم ‪َ -‬م َسنتَهجنةَ‪ ،‬مبمومنةَ‪ ،‬يتجنبهنا الشناعر المسنلم‪ ،‬كوصن‪ ،‬الممندو بنالبش‪،،‬‬
‫واهتمامنَ بالشن ارب‪ ،‬وارتكناب الىنواح‪ ،‬منن المحرمنات‪ ،‬غينر أن هنالن صنىا َت أخنر ‪ ،‬بقينت مكرمنة‪ ،‬معننزز‪ ،‬يىتخننر بهناإ‬
‫كنالحزم‪ ،‬والمننروا ‪ ،‬والعىنة‪ ،‬وعنز الننىف‪ ،‬والشنجاعة‪ ،‬ولكننن الشناعر المسننلم أدخنك عليهنا معنناني جديند اسننتمدها‬
‫من شريعتَ‪ ،‬وهي تقو اهلل‪ ،‬والعدالة والهزد‪.‬‬
‫أوان الم ند ‪ -‬عننند شنناعرينا ‪ -‬ال يك ناد يخ نرج ع نن بل ن اإلش نار ال نبي اص نشنعََ فنىس نهم ش نع ارا الق نرن ال ارب نع‬
‫س كانت الصىات المدحية ‪ -‬لممدوحهما ‪ -‬مستمد َ من الت ارس التقليدي من جهنَة والمعناني مسنتمد َ منن‬
‫الهجري‪ ،‬حي َ‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ج‬
‫و‬
‫ز‬
‫م‬
‫م‬
‫ا‬
‫ح‬
‫د‬
‫ن‬
‫م‬
‫‬‫ا‬
‫ن‬
‫ن‬
‫م‬
‫ه‬
‫ر‬
‫ي‬
‫غ‬
‫د‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ع‬
‫ك‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ح‬
‫ل‬
‫ا‬
‫و‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ه‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ن‬
‫م‬
‫ك‬
‫‬‫ا‬
‫م‬
‫ه‬
‫د‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ع‬
‫د‬
‫ن‬
‫ن‬
‫م‬
‫ل‬
‫ا‬
‫ا‬
‫د‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ف‬
‫‪،‬‬
‫ر‬
‫ن‬
‫ن‬
‫خ‬
‫أ‬
‫ة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ه‬
‫ج‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ن‬
‫م‬
‫‪،‬‬
‫ة‬
‫ي‬
‫م‬
‫ل‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ن‬
‫س‬
‫ل‬
‫إ‬
‫ا‬
‫ر‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ض‬
‫الواط نع والح‬
‫َ‬
‫َ‬
‫بالمعن ناني التقليدين نة المورو ن نة‪ ،‬والمعنن ناني اإلسن نالمية والحضن ناريَة الجدين ند التن ني أفرزتهن نا الحي نا اإلسن نالمية الحضن نرية‬
‫الجديد ‪.‬‬
‫ومنن الجندير بال نبكر أن نننهو ىلن حسننن العالطنة التني كانننت سنائد بنين الخالنديين وسني‪ ،‬الدولنة الحنمنداني‪ ،‬حيس عينهما‬
‫ينار عليهمنا ىال فنَ ‪ -‬هو بات ‪ -‬كان‬
‫خنازنين لكتبن(‪ ،)1‬وبلن يرجنع لموسنوعيتهما ال قافينة‪ ،‬ومنا كنان لسني‪ ،‬الدولنة أن يقنع اخت ه‬
‫أديبناَ وم قىناَ(‪ ،)2‬ولنم يكنن تشنجيع لنادب منن طبينك الهنوف‪ ،‬وحنب المند فحسنب‪ ،‬بنك‬
‫ك نان أيض ناَ نتيج نة بو وفه نم واد ار ‪ ،‬ولشالم نا أيق نظ الحاس نة الىني نة ف ني الش نع ارا بىض نك ى نار المنافس نات بي ننهم(‪،)3‬‬
‫وكان سي‪ ،‬الدولة سبباَ في ىغناا الشعر المدحي لكرمَ‬
‫واطدامَ‪.‬‬
‫(‪ )1‬الكتبي‪ ،‬محمد بن شاكر‪ :‬فوات الوفيات والبيك عليها ‪.52/4‬‬
‫(‪ )2‬ابن تغري بردي‪ ،‬جماك الدين‪ :‬النجوم ال ازهر في ملو مصر والقاهر ‪.71/4‬‬
‫(‪ )3‬غريب‪ ،‬جورج‪ :‬الشعر في العصر العباسي ص‪.190‬‬
‫‪-80-‬‬
‫س روي أن سني‪ ،‬الدولنة‬
‫ومن أروع مدائحهما الشعرية تل القصيد التي نظمت فني مند سني‪ ،‬الدولنة‪ ،‬حين َ‬
‫بعس ىليهما وصيىةَ ووصنيىاَ‪ ،‬منع كنك واحند منهمنا َبنَد َرَ وتخنت منن يناب مصنر‪ ،‬فقناك الخالندي افكبنر أبنو‬
‫محمند‬
‫مادحاَ سي‪ ،‬الدولة وواصىاَ كرمَ ونوالَ وجوده(‪:)1‬‬
‫إال واالــــــــ فــــــــِ ال‬
‫نــــــــواِ ِحجــــــــي‬
‫جهاـــــــا لـــــــدينا الاِ ِاـــــــة‬
‫الحنــــــــدي‬
‫و ازلـــــــة قـــــــِ جهجـــــــة‬
‫لـــم ِي ِغـــد شـــكر فـــِ الخال ئـــا ارِقـــا‬
‫شــــــــ ِرقِ ِت‬
‫ش ِاســــــــا وجــــــــد ار أِ ِ‬
‫ِخ ىوِلتِِنــــــــا ِ‬
‫رشــــأ ِأتانــــا وقــــو حســــنا «يوســــف»‬
‫« ِج ِِ ِقـــــــي »‬
‫ت الاــــــا ِِ‬
‫ِحتىــــــى ج‬
‫ِ ِع ِــــــ ِ‬
‫وقــــــو ِن ِاــــــي‬
‫وأتـــى ‪ِ.‬ـــى اهـــر الوِـــيف‬
‫الكـــي‬
‫ِــــــر» و ازدت حســــــن‬
‫« ِا ِ‬
‫« ِتنــــــي »‬
‫ــــــــاشروبد والانكـــــــوحد‬
‫والاِجـــــــو‬
‫قــــــــ ا ولــــــــم تقنــــــــ جــــــــ ا ِ وقــــــــ‬
‫أِتـــــ ِت الوِـــــياة وقـــــِ‬
‫تحاـــــِ ِجـــــ ِد ِرة‬
‫ســــــــ ِ ِوتنا ِا ىاــــــــا‬
‫و ِك ِ‬
‫أِجــــــــا ِد ِت ِح ِو ِكــــــــ‬
‫فغـــدا لنــــا اــــن جـــوِد ِ الاــــأكوِ والـــــ‬
‫فقاك ل سي‪ ،‬الدولة‪« :‬أَحس َن‬
‫النقدي عند سي‪ ،‬الدولة‪.‬‬
‫ب بنَ الملنو »‪ .‬وهنبا يبنين الحنف‬
‫َ‬
‫ت ىال في لىظة المنكو ‪ ،‬فليسنت َ‬
‫ممنا َي َخاشن‬
‫وتت نوال ه نبه المع ناني المدحي نة المورو نة ف ني ش نعر أب ني بك نر الخال ندي‪ ،‬ىب نج ندها مب و نةَ هن نا وهن نا ‪ ،‬ب نين‬
‫أش ار‪ ،‬و نايا طصائده‪ ،‬كما في طصيدت التي يمد فيها الوزير المهلبي(‪ ،)2‬حيس يبدوها بشيا من التغنزك بمغنين َة‬
‫تَض َىي عل مجلف افمير بهجةَ وسعاد َ‪.‬‬
‫وفي أبياتَ المدحية ‪ -‬التي ترد اآلن ‪ -‬يتناوك الشاعر المعاني المدحية ال تي شالما رددها الشع ارا ف ي‬
‫طصائدهم‪ ،‬فهو يص‪ ،‬ممدوحَ بالجماك‪ ،‬حينما يشابَ بينَ وبين الهالك‪ ،‬كما أنَ يصىَ بالتقو ‪ ،‬حينما‬
‫يظهر‬
‫أنَ يقوم بأداا فريضة ال صيام‪ ،‬وصال العيد‪ .‬وهبه المعاني ‪ -‬كما نعلم ‪ -‬محببةَ ىل طلوب أصحابهاإ فنَها‬
‫تَ َس َم هَم بَ َس َم َة العصر التي كانت سائد ‪ ،‬ومما يق(‪3‬و)ك‬
‫فيه ا ‪:‬‬
‫ِا ِهــــــــــــــــاة تِ ِو ىقاهــــــــــــــــا أِ ِم ِــــــــــــــــ ِازال‬
‫ش ِاســـــــــــــا ِقـــــــــــــاالل‬
‫ِو ِ‬
‫شـــــــــــــج هها أِ ِم‬
‫تِ‬
‫فِ ِكــــــــــان لِ ِع ِقــــــــــ ِِ ال‬
‫ِ ِهــــــــــــــــا‬
‫ا ِن ىع ِاــــــــــــــــة أِ ِرِِقِــــــــــــــــ ِت لِ ِح ا‬
‫ِ‬
‫ا ِع ىنــــــــــى ‪.‬قِــــــــــاال‬
‫شـــــ ِد ِت « ِرِاـــــال» فـــــِ ِاـــــدي الوزيــــــ‬
‫ســـكر‬
‫ِ‬
‫ا ِِ ِنـــا اـــن ال ا‬
‫ــــر فِ ِ‬
‫نحكـــِ الراـــاال‬
‫تكــــــــــــون لــــــــــــ‬
‫و ِقـــــــــــ ِِ ِاـــــــــــِ ا ِنكـــــــــــر جعـــــــــــد‬
‫ارحتــــــــــــا ِ ِاــــــــــــاال‬
‫أِ ِن‬
‫ِـــــــــ ِوِم‬
‫قنيئــــــــــــا ِا ِريئــــــــــــا جــــــــــــأِ ِجر أِقِــــــــــــا ِم‬
‫وِ‬
‫تِِر ىحـــــــــ ِِ ‪.‬نـــــــــ ِ‬
‫ارتحـــــــــاال‬
‫ِـــــــــــــــــ ِِ إ ِق ِجال‬
‫وف ِرـــــــــــــــــر تِ ِوا ِ‬
‫ـــــــــــــــــ‬
‫ســــــــــــــعود‬
‫لِ ىن لــــــــــــــ جال ا‬
‫اتِــــــــــــــاالِ‬
‫‪-81-‬‬
‫ِوا ِن كـــــــــــــا ِن از ِد‬
‫‪ِ.‬يـــــــــــــ ِ ِج ِاـــــــــــــاال‬
‫لاعِــــــــــ ِحــــــــــي ِن‬
‫ت الهــــــــــالال‬
‫أرِِيــــــــــ ِ‬
‫ِيــــــــــدا لــــــــــ‬
‫أرِ العيــــــــــد ِف ِعِِــــــــــ ِ ‪.‬‬
‫و ِكجىـــــــــــــــ ِر ِحـــــــــــــــي ِن ِر ِ‬
‫ِـــــــــــــــالِ‬
‫ال ه‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ - 162 :‬تََني َف (بكسرتين وتشديد النون)‪ :‬جزير في بحر مصر طريبة من البر منا بنين الىَ َرَمنا ودميناش ‪ -‬كمنا فني معجنم‬
‫البلدان لياطوت‪.‬‬
‫(‪ )2‬الوزينر المهلبي‪ :‬هو الحسن بن محمد من ولد المهلب‪ ،‬اتصك بمعز الدولة ابن بويَ لَ شعر جيد (‪353-291‬هن)‪.‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ - .80 :‬الَماك‪( :‬بالكسر) ‪ -‬ال َغياس‪ :‬البي يقوم بأمر طومَ‪َ ،‬يقاك‪( :‬فالن ماك طومَ) أي غياس لهم‪.‬‬
‫‪-82-‬‬
‫وهكبا فإن ط صيد المد عند أبي بكر محمد الخالدي ‪ -‬ويمكن التعميم عل باطي شع ارا القرن ال اربع‬
‫عل ا ختال‪ ،‬بيئاتهم ‪ -‬اتصنىت بالمبالغنة‪ ،‬وتمنازج افغن ارع (الغنزك‪ ،‬الوصن‪ ،)،‬واالعتمناد علن افغن ارع‬
‫الشعريَة المورو ة التي اس تخدمها شع ارا الس لَ‪ ،،‬فقام الشاعر بعملية ازدواجية ت مت بها الم ازوجة بين الت ارس‬
‫ال ق نافي الىارس ني‪ ،‬وم نو ارت البيئ نة الجدي ند ‪ ،‬واس نتبداك الق نيم المعنوي نة التقليديَ نة للم نديح ب نأخر تظه نر جم ناك‬
‫الممندو وحسننَ ‪ ،‬ىال أَن المعناني المدحيَنة بالرغن نم منن ‪ -‬تحنويهر فيهننا‪ ،‬وتالعبنَ ف ني مضنامينها‪ ،‬وتعديلنَ‬
‫فني‬
‫أشكالها ‪ -‬ظلَت مستمد في م ارميها من القوالب القديمة‪.‬‬
‫ي افصغر أبني ع منان‪ ،‬فإنننا ال نبتعند ك ين اَر عمنا طلنناه‪ ،‬ووجندناه عنند‬
‫أما ىبا انتقلنا ىل الحديس عن الخالد َ‬
‫أخي نَ افكب نر ف ني ش نعهر الم ندحي‪ ،‬بل ن أَن المنوروس ال َشنعري عن ندهما واحندإ ل نبل فق ند تك نررت عن ند أب ني ع م نان‬
‫المعاني المدحية باتها‪ ،‬التي نجدها عند كك شاعر من شع ارا القرن ال اربع الهجري‪ ،‬وهبا ىن دك عل شي َا فإنمنا‬
‫ب ال قافيةَ لتل افجياك من الشع ارا كانت واحد َ‬
‫َيد ََك عل أَن المشار َ‬
‫تقريباَ‪.‬‬
‫ت تدك معانيها المدحَية عل ما أسلىنا آنىاَ‪ ،‬وهي أبيات يمند فيهنا النوزير المهلبني ‪ -‬علن‬
‫وبين أيدينا أبيا َ‬
‫غ ارر ما وجدناه عند أخي افكبر ‪ -‬ىال أن المبالغة عنده أك ر عمقاَ‪ ،‬وخاصةَ حنين ربنش الممندو بصنىات النبنو ‪،‬‬
‫فهو يصىَ هنا بأن اإللَ يكلهو برعايتَ وحمايتَ‪ ،‬وأن ما يصك من افمير المهلب من كتب ىل غيهر تكون‬
‫شنافيةَ ومغي ةَ‪ ،‬فهي ببل تشبَ طميص يوس‪ ،،‬حينما أتوا بَ ىلن يعقنوب ‪ -‬عليهمنا السنالم ‪ -‬فنتم شنىاا يعقنوب بعند أن‬
‫أَلقي القميص عل وجه(‪:)1‬‬
‫ت أِِجا ِحــــــــــــ ِ التىِرحيجــــــــــــا‬
‫وا ا قِــــــــــــ ِد ِا ِ‬
‫ِـــــــ ِ اإل لـــــــ حيارـــــــة‬
‫ت أ ِوِد ‪.‬‬
‫إ ِن ِ ِجـــــــ ِ‬
‫ِ ِنــــــ ِد‬
‫ويكــــــون اــــــن ِاقِــــــة كتاجــــــ ‪.‬‬
‫كقاـــيس «يوســـف» إ أِتـــى يعقوجـــا‬
‫ويقوك أيضاَ مادحاَ أح َد افم ار َا‪ ،‬وواصىاَ ىياه بالجود والكرم والعشاا والسخاا والنواك(‪:)2‬‬
‫جشـــعرِ إال كـــان أشـــعر اـــن شـــعرِ‬
‫واهلل اــــــا ‪.‬اريــــــت جــــــود ســــــا‪.‬ة‬
‫يـــــــ ِم ال ا‬
‫شـــــــك ِر‬
‫جـــــــأن ِِ ال أ‬
‫كــــــأ ىن ‪.‬رايــــــا الجســــــياة أِقســــــات‬
‫ِناـــــــ ا ا ِهتِ ِ‬
‫فالشاعر في هبين البيتين لم يخرج عن المعاني المدحية المعروفة‪ ،‬مستخدماَ لغة المعجم الشعري القديم‪.‬‬
‫وشاعرنا ال يتوان في مدحَ الوزير المهلبني منن تكن ارر هنبه المعناني‪ ،‬وَب هنا فني شنعهر‪ ،‬ال لشني َا ىال لعلمنَ‬
‫بأن تل المعاني ترو ك ي اَر لصاحبها وسامعها‪ ،‬ىب َن َجده َي َ‬
‫ص َىََ بنالكرَم والجنوَد‪ ،‬وأن مشناعهر تريند أن تبقن‬
‫َ‬
‫جا ينةَ‬
‫فني مجلنف افمينر‪ ،‬ىال أن الظنرو‪ ،‬تضنشهر ىلن االرتحناك‪ ،‬والعنود ىلن بنالد َه وهنو مسنرور الخناشر ممنا الطناه‪،‬‬
‫ووجده من كرَم‪ ،‬وحىاوَ‪ ،‬عند افمير‪ ،‬فيأخب التبلك اتجاهاَ آخر ال يتعل بالممدو فقش‪ ،‬بك بما يقدمَ من عشاا‪،‬‬
‫حت ىَن هبا العشاا يصبح المقصود بالمديح كما في هبه افبيات(‪:)3‬‬
‫إنــــــــا لِ ِن ِر ِحــــــــِد والقــــــــوا أِجاعهــــــــا‬
‫لِهــ ىن اــن خِقــ الــ ىروِ الِريــِ واــن‬
‫لِــــــ ِد ِي ِ اســــــتورنات لــــــي تِِرتِ ِحـــــــِ‬
‫ِنـــــــدا ِي ِغاـــــــرق ىن العـــــــارِ ال ِه ِرـــــــِ‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ - .109 :‬ال َمقَة‪ :‬الحب والود‪.‬‬
‫(‪)2‬الديوان‪.131 :‬‬
‫(‪)3‬الديوان‪.145 :‬‬
‫‪-83-‬‬
‫ســـــــتِ ِايد ِنـــــــى‬
‫لكـــــــ ىن كـــــــ ىِ فقيـــــــر ي‬
‫ِِ‬
‫وكــــــــ اِ ــــــــاز إ ا‬
‫ِد ِ‪.‬ــ‬
‫شـــــ ِوا إلـــــى‬
‫ِ‬
‫ـــا‬
‫أِورا ِنـــــ ِ ِ‪ِ .‬جـــــِ‬
‫فِـــــــر ىن ِـــــــ ِر‬
‫ِ ِنـــــــ ِد‬
‫‪.‬‬
‫شـــــــِ القِ ِاـــــــِ‬
‫ِج ى‬
‫ِــــــــ ِت‬
‫ني ِاتــــــــ‬
‫ولم يكن مد أبي ع مان الخالدي مقتص اَر عل افم ارا‪ ،‬والوز ارا فحسب‪ ،‬بك كان يتع َداه ىل وص‪ ،‬أَناف‬
‫آخرين طد ال يكونون بوي شأن في المد ‪ ،‬وهبا ى َن َدك عل شي َا فإنما يد َك عل أن مدحَ افم ارا والوز ارا‪ ،‬لنم‬
‫يكن تكسباَ من أجك العشاا والنواكإ ىب نجده يمد واحداَ من غلمانَ فيصىََ بافمانة‪ ،‬والعىة‪ ،‬والحرص عل‬
‫‪ ،،‬وبأننَ صنبي بكني‪ ،‬منتعلم‪ ،‬يىقَنََ أنواعناَ عديند منن العلنوم‪ ،‬وافدب والشنعر‪ ،‬وهنبه صنىات‬
‫مالَ ىن هو أسنر َ‬
‫ك ين اَر منا‬
‫ترو للغلمان والصبيان‪ ،‬فيقوك فيَ(‪:)1‬‬
‫ِـــــــ ِاد‬
‫اــــــا قــــــو ‪.‬جــــــد لك ىنــــــ ولــــــد‬
‫خ ىولنيـــــــ الا ِهـــــــ ِي ِان ال ى‬
‫شـــــ ىد أِزرِ جحســـــ ِن ِـــــ ِح ِج ِت ِ‬
‫فهــــو يــــدِ والــــ را وال ِعيــــد‬
‫وِ‬
‫ِ‬
‫يــــ ِعف فيــــ وال ِجِِــــد‬
‫تاــــاز ِف ال ى‬
‫ِــــــغير ســــــن كجيــــــر ِا ِع ِرفِــــــة‬
‫فــِ ســن جــدر الــدجى وِــورت‬
‫راِى وياتقـــــــــد‬
‫ِـــــــــ ِ‬
‫فا ِـــــــــ ي ِ‬
‫شـــــــدا فقاـــــــرِ جانـــــــة ِـــــــ ِرد‬
‫و ِــــــن جــــــان إ ا جــــــداد وا ا‬
‫فــــــِ ِج ِعــــــ ِ‬
‫ِ أِ ِخالِ ِقــــــ ِ وال أِِود‬
‫ِــــــــوف‬
‫ِقىاِــــــــ ك ِيســــــــ فــــــــال ‪.‬‬
‫اجتاـــــــــــ فيــــــــــــ وا ِناِــــــــــــ ِرد‬
‫أِنســــِ ولهــــوِ وكــــِ اــــأرجتِ‬
‫ياــــــ ار فــــــِ انزلــــــِ وال ِحــــــ ِرد‬
‫ِــ ِخب‬
‫اــا ــاانِ ســا‪.‬ة فــال ِ‬
‫انــــــ حــــــدي كأِىنــــــ ال‬
‫اســاارِ إن دجــا الاــالم فِــِ‬
‫ى‬
‫شــــــ ِه د جـــــالِ‬
‫اجـــار الوجـــ اـــ حايـــت جـــ‬
‫ِ‬
‫ريـــــ‬
‫خـــازن اـــا فـــِ يـــدِ وحافاـــ‬
‫و‪.‬يشـــــتِ ِر ِ ـــــ د‬
‫فِــــــي شــــــِ لــــــد‬
‫ِ ياتقــــــد‬
‫ى‬
‫ســــن‬
‫يِــــون كتجــــِ فكِهــــا ِح ِ‬
‫يرــــــوِ يــــــاجِ‬
‫ويعـــرف الشـــعر ا ـــ‬
‫اعرفتـــِ وحــــافا الــــدار إن‬
‫ركجــــت فاــــا واناــا اشــاا إ‬
‫ا اــا أنــا أســـ‬
‫وكاتـــــب توجـــــد الجال ـــــة فـــــِ‬
‫وواجد ل ان االحجة والـ‬
‫فكِاهــــــا جــــــدد‬
‫وقــــو ‪ِ.‬ــــى أن يزيــــد‬
‫اجتهــــ د ‪ِ.‬ــــــى ــــــالم‬
‫ســــــوا أِ‪.‬تاــــــ د ــــــرفت‬
‫وجـــــ رت فهـــــو اقتِـــــد‬
‫ِـــــــواب‬
‫ألاااـــــــ وال ى‬
‫شـــــــد‬
‫ر‬
‫ل‬
‫ا‬
‫و‬
‫ى‬
‫ِ‬
‫ـــــ أرفة أيــــعاف اــــا جــــ‬
‫أجــــد‬
‫وا ِن تِِن ىاــــــــ ِرت فهــــــــو ا ِرتِ ِعــــــــد‬
‫إ ا اجتســـــــات فهـــــــو اجـــــــته‪.‬‬
‫ِ ِح ِوقـــا العـــدد‬
‫لـــ ِـــاات لـــم ي‬
‫ِ ِق ِيـــ ِت‬
‫ا ِجعـــِ أوِـــاف وقـــد ج‬
‫وللشيأل شهاب الدين محمود رحم اهلل في غالم ل طوك مخال‪ ،‬لهبا المعن ‪ ،‬طد أبدع فيَ(‪:)2‬‬
‫اـــــــــا قـــــــــو ‪.‬جـــــــــد كـــــــــال وال ولـــــــــد‬
‫يــــــــــ ِنى جــــــــــ‬
‫إال ‪.‬نــــــــــا ت ِ‬
‫الكجــــــــــد‬
‫جِــــــــــد ‪ِ.‬يــــــــــ يجقــــــــــى‬
‫وال ِجِِـــــــــــد‬
‫وفـــــــرر ســـــــقم أ‪.‬يـــــــا الســـــــاة فـــــــال‬
‫‪-84-‬‬
‫(‪)1‬الديوان‪.120 :‬‬
‫(‪ )2‬الكتبي‪ ،‬محمد بن شاكر‪ :‬فوات الوفيات ‪.55/2‬‬
‫‪-85-‬‬
‫تســــــــاوت الــــــــروح انــــــــ‬
‫والجســــــــد إن كــــــان لِقــــــرد‬
‫فــــــِ الــــــورِ ولــــــد‬
‫أقــــــــــج اــــــــــا فيــــــــــ كِــــــــــ فِقــــــــــد‬
‫أشـــــــــج شـــــــــ جـــــــــالقرد فِـــــــــول‬
‫فشهاب الدين محمود(‪ )1‬يعارع أبا سعيد ع مان الخالدي في طصيد َ مشولن َة اخترننا منهنا افبينات السنابقة‪،‬‬
‫وطد أوردها صاحب فوات الوفيات محمد بن شاكر الكتبي كاملةَ‪.‬‬
‫وهكبا نج َد أن الدارَف لشعر الخالديين المدحي يخلص ىل أَ َمَرين ا نين‪:‬‬
‫أول هاــا‪ :‬أن كنال الشناعري ن طند تننا اول ال معناني الق دي منة‪ ،‬ودا ار فن ي فلن افسنلوب ا لتق لي ندي الجنزك‪ ،‬بن ك‬
‫حاوك الشاع ارن مزج ال صور التق لي د ية‪ ،‬وال معاني ال مورو ة بالزخرف َة الحضاري َة والزركش َة الع صرية‪ ،‬ليالئ م ا‬
‫ب ينها‪ ،‬وبي ن ش ب يعة الع صر وب وطَ افرس تق ارشي‪ ،‬غي ر أنه ما ظال مشدود ين بالرب ا ش ال تق ليد ي‪.‬‬
‫و انيهاا‪ :‬أن مدحهما لم يكن تكسباَ‪ ،‬بل أن مدحهما لسي‪ ،‬الدولة كان مدحاَ إلرضاا القريحة الشعرية من جهة‪،‬‬
‫ولعلمهما وتيقنهما من أن سي‪ ،‬الدولنة يسنتح مندحاَ كهنبا منن جهنة انينة‪ ،‬فالشناع ارن كاننا مكتىينين ماديناَإ‬
‫بلن ف َن سني‪ ،‬الدولنة طند عينهمنا خنازنين لمكتبتنَ‪ ،‬و َمن َن كنان فني بلن المنصنب ‪ -‬عننند بل ن افميننر الننبي يقنندر‬
‫الشعارا ح التقندير ‪ -‬فنال نظنن أنن سنيمد منن أجنك التكسنب‪ ،‬والعشناا‪ ،‬وابا منا وجندنا بعنع المعناني المدحينة‬
‫عرما تحتنوي علنن معناني النود‪ ،‬والننند ‪ ،‬والننواك‪ ،‬والكنرم‪ ،‬والعشنناا‪ ،‬فنال يعنني بلن أن الغاينة منن و ارا هننبا‬
‫فني شن ه‬
‫ب أصحابها منن الممندوحين‪ ،‬كمنا نجندها‬
‫المد هو التكسب‪ ،‬فهي معا َن تناولها القاصي والداني‪ ،‬وهي معا َن تَ َع َج َ‬
‫عن ند بقي نة ش نع ارا المند المتكس نبين ل نبل كلنَ نق نوك‪ :‬ىن مندحهما افم ن ارا ك نان مندحاَ م نن أج نك ىظهنار مق ندرتهما‬
‫الشعرية عل أط ارنهما‪.‬‬
‫(‪ )1‬أغلب الظن أنَ شاعر من شع ارا العصر المملوكي‪.‬‬
‫‪-86-‬‬
‫الـهـجـا‬
‫أوابا تركنا المديح ىل الهجاا‪ ،‬وجدنا معنالم التشنور فينَ أعمن وأوسنع منهنا فني المنديح الخناص‪ ،‬ىب كنان‬
‫اتصالَ بحيا الشعب أك ر التحاماَ من اتصاك المديح‪ .‬فالمديح يرسم الم الية ال َخلقية التي يجب أن يتحلن بهنا‬
‫اإلنسان‪ ،‬والهجاا يرسم المساو ا الىردية واالجتماعية التي ينبغي أن يتخلص منهنا المجتمنع‪ ،‬وطند ركنز شنع ارا‬
‫الهجناا علن المسناو ا ال َخلقينة والجسندية المتصنلة بالشنخص المهجنو‪ ،‬ال بعشنيرتَ‪ ،‬أو والدينَ‪ ،‬كمنا هننو الحنناك‬
‫ت ىل ن‬
‫من طبك‪ ،‬فهبا أبو ع مان الخالدي ىبا ما أ ارد أن يهجو صاحباَ لَ ن اره طد تر َ بَم عشيرتَ ووالدينَ‪ ،‬والتىن َ‬
‫بكر مساوئَ ال َخلَقية وال َخ َلقية‪ ،‬حيس يصىَ بأنَ نح َف‪ ،‬وأن ‪ ،‬عقوك الناف جميعاَ وأن الناظر ىلينَ‬
‫ع قل َ أ خ‬
‫ال‬
‫يستبشر بشلعتَ فيقوك(‪:)1‬‬
‫ولـِ ِـاحب ِن ِحـ ‪ِ.‬ـى كـِ ِـاحب‬
‫أِخـــــ ا‬
‫ِ ِ ِقـــــِ رِعـــــة‬
‫ِـــــال و أ‬
‫ف الـــــورِ ِ‪ .‬ق‬
‫ِ‬
‫قــــــو الــــــ ىدا أِ‪.‬يــــــا أن ي ِــــــي ِ‬
‫ب دوا ِ‬
‫وأِفحــــــــــــم إال أِ ِن ِيقــــــــــــو ِِ خ ر‬
‫ِــــــــــــا ِ‬
‫أو كمنا فني هجائنَ بعنع الشنع ارا م َمنن فَرطنت بيننَ وبيننهم المنافسنة‪ ،‬والمشنامح‪ ،‬والرغبنات‪ ،‬ىَب نجنده ينب َم‬
‫أشعارم‪ ،‬ومعانيهم‪ ،‬فها هو با َيقَوعشع َر أحند الشنع ارا المعاصنرين لنَ‪ ،‬وهنو عبند السنالم ‪ -‬كمنا ورَد اسنمَ فني‬
‫ه‬
‫افبيات ‪ -‬فََي َس َم معانيَ بأنها ساطشةَ وربيلةَ‪ ،‬وال معن لهنا‪ ،‬مشنبهاَ ىياهنا بىصنوك السننة افربعنة‪ ،‬فهني مجدبنة فني‬
‫‪ ،‬من القوك‪ ،‬والساطش من الكالم(‪:)2‬‬
‫غالب افحيان‪ ،‬حي َ‬
‫س ال يجد المرا فيها ىال السىاس َ‬
‫شـــــعر «‪.‬جـــــد الســـــالم» فيـــــ‬
‫ردِ فهـــــو ا ــــــِ ال ىزاـــــان‬
‫فيــــــ اِــــــيف‬
‫واحــــــــــــــاِد وســــــــــــــاقرد‬
‫وجــــــــــــــدي‬
‫وخريــــــــــــــفد وشــــــــــــــتوةد‬
‫ورجيــــــــــــــ‬
‫وطد مازج أبو ع مان شعهر الهجائي بصور من التهكم والسخرية الالبعتين‪ ،‬مستىيداَ من المخزون الت ار ي‬
‫لمعاني الهجاا التي حىظتها باكرتَإ ليولد منها صو اَر (كاركاتوريةَ) بكية‪ ،‬تض بالحركة‪ ،‬وتنشوي عل ك ير من‬
‫العناصر التي تحش من طدر المهجو‪ ،‬لما يضمنها من عناصر التهكم‪ ،‬والتي طند تخنتلش ‪ -‬فني ك ينر منن افحينان‬
‫س‬
‫ بض نرب م نن الج ند‪ ،‬فه نا ه نو با يهج نو رج نالَ طص نير القام نة‪ ،‬وط ند ت نزوج م نن ام ن أرَ شويل نة وض نخمة‪ ،‬فأخ ن َب يعب ن َ‬‫َلنت بنَ‪ ،‬واننَ طمني َا‪،‬‬
‫بصورتَ‪ ،‬وهو يرسم بخيالَ الوطَاد صو اَر مضحكة وساخر فيقوك‪ :‬ىن البلَينة طند ح‬
‫وشناعرنا لنم‬
‫يتح ن َرَج م نن ط نوك الك نالم المن نافي للحش نمة واآلداب العام نة‪ ،‬فيتس نااك س ناخ اَر ع نن ص نالحيتَ للجم ناع‪،‬‬
‫والمض ناجعة‪،‬‬
‫‪ ،‬جماعهمنا المشنروع‬
‫حينس يشنبهَ ببعوضنة تننام منع جمن َك‪ ،‬ويزيند فني صنوهر العاب نة بهنبا الرجنك المسنكين‪ ،‬فيصن َ‬
‫بارتكاب الخشيئنة‪ ،‬وهنو َبن َي َن ينديها يشنبَ صنبياَ صنغي اَر طند خشىتنَ عنقناا ضنخمة وهربنت بنَ‪ ،‬فنال حنوك لنَ‬
‫وال طنو‬
‫(‪)3‬‬
‫فيقوك ‪:‬‬
‫وأ‪.‬ـــــــــــــا ِد ِن ِع ِاتـــــــــــــ ِجِِيىـــــــــــــ ِ‬
‫يــــــا ِاــــــ ِن أِ ِحــــــ ىِ جــــــ الىرزيىــــــ ِ‬
‫حاـــــِ الـــــىردِ جـــــ ِ إ ِـــــ ِد ِت‬
‫لِـــــ ِ « ِج ِنـــــت ِ‪ .‬ىاـــــار» ِح ِا ىيـــــ ِ‬
‫يـــــــــــــة ِق ى‬
‫ِـــــــــــــة‬
‫أنـــــــــــــت ال ِجعو ِ‬
‫وكأ ىنهــــــــــا ِج ِاــــــــــِ ال ى‬
‫يــــــــــ ِح ىي ِ‬
‫(‪)1‬الديوان‪.107 :‬‬
‫(‪)2‬الديوان‪.139 :‬‬
‫‪-87-‬‬
‫(‪)3‬الديوان‪.151 :‬‬
‫‪-88-‬‬
‫فِـــــــــــو ارىِِ ِعــــــــــــ ِت ‪ِ.‬يهاــــــــــــا‬
‫‪.‬نـــــــــد ارتكاجهاـــــــــا ال ِخ ِريىـــــــــ ِ‬
‫لِـــــ ِ ِك ِرت فـــــِ شخِـــــيهاا الــــــ‬
‫ـــــــعنقا ِ قــــــد ِخ ِ‬
‫ِــــــ ِج ىي ِ‬
‫راِــــــ ِت ِ‬
‫وهبا النوع من الهجاا هو أش َ َد وشأ عل الرجك من غيهر‪ ،‬فنَ يحشَ من ك ارمن َة الرجنك‪ ،‬ويعبنس بعرضنَ‪ ،‬وحياتنَ‬
‫الزوجية‪ ،‬كما أن هنبا الننوع منن السنخرية والنتهكم يجعنك معناني الهجناا وصنوهر تسنير علن كنك لسنان‪ ،‬وتنتشنر بنين النناف انتشاَر‬
‫ب خيناك سنامعيها‪ ،‬فترتسنم فني النبهن‪ ،‬ويصنبح واحندهم يكرهرنا أينما بهب‪ ،‬بنين‬
‫النار في الهشيم‪ ،‬فن هبه الصنور المضنحكة تنداع َ‬
‫صنحبَ وأط ارننَ‪ ،‬وهنبا منا يزيند افمنر وشنأ وشندَ‪ ،‬وشناعرنا لنم يبتعند ك ين اَر عنن طصنيد المتنبني فني هجناا‬
‫ضَبة(‪ ،)1‬ولكن المتنبي دفع حياتَ مناَ لهبا النوع من الهجاا المنافي للحشمة والوطار‪.‬‬
‫وكبل نلحظ لديَ هجاا المدن (بغداد)‪ ،‬فهو لم يكت َ‬
‫‪ ،‬ببم المدينة كموطع‪ ،‬بك أخب يهجو أهلهنا‪ ،‬فوصنىهم‬
‫س ال يج َد المرا فيها ح َاَر وال حرَ‪ ،‬وهبا النوع من الهجاا ‪ -‬أي وص‪ ،‬اآلخرين ‪ -‬بالعبودية‬
‫جميعاَ بأنهم عبيد حي َ‬
‫هو منن أشن َد أننواع الهجناا علن العربن َي‪ ،‬بلن أن العربني يىتخنر بأننَ حنر‪ ،‬وينظنر ىلن العبيند والمنوالي علن أَنهَنم‬
‫دونَ‪ ،‬فيقوك(‪:)2‬‬
‫ِــــــــــــ ىي ِرقا اهلل ا‬
‫ِ‬
‫شـــــــىار‬
‫جغـــــــداد قـــــــد ِـــــــار خيرقـــــــا ِ‬
‫ـــــــــــــِ «ســـــــــــــاا ار»‬
‫فــــــــــــِ أِقِِهــــــــــــا حــــــــــــىرة وال حــــــــــــ ىار‬
‫س فِســـ ِت تِـــ ِرِ‬
‫ارِـــ ِب وفـــتش واحـــر ِ‬
‫أوابا منا انتقلننا بالحنديس ىلن شنعر أبني بكنر الخالندي الهجنائي‪ ،‬فمنن الجندير بالنبكر أن نشنير هننا ىلن نندر‬
‫أشعار الهجائية‪ ،‬وهبا ما جعلننا ننوخر الحنديس عننإ فنننا لنم نجند لن ىال بعنع افبينات التني تننا رت هننا وهننا‬
‫ه‬
‫في نايا الديوان‪.‬‬
‫وهبا التأخير ال يعود ىل ىهماك منا لشعهر الهجائي‬
‫شعهر وشعر أخيَ‬
‫أيضاَ(‪.)3‬‬
‫وانما يعود في غالنب الظنن ىلن ضنياع طسنم كبينر منن‬
‫لكنن هجنااه ‪ -‬فنني مجملننَ ‪ -‬ل نم يخننرج عننن اإلشننار العننام الننبي سننار عليننَ شننع ارا القننرن ال اربننع بشننكك عننام‬
‫وهجنناا أخيننَ افصننغر بشننكك خنناص‪ .‬ىب نجننده يهجننو أحنند الشننع ارا علنن غنن ارر مننا وجندنا عننند أخيننَ افصننغر فنني‬
‫س يص‪ ،‬مهجهو بأنَ أحم ‪ ،‬وأن شعهر ال طيمة لَ وال معن ‪ ،‬وأنَ بارد مجموع في‬
‫َ‬
‫هجاا «عبد السالم» حي‬
‫كانون‬
‫كما في طولَ(‪:)4‬‬
‫ق ِِنـــــــــــا لِـــــــــــ ‪ :‬رعنـــــــــــة‬
‫ورا‪.‬ونـــــــــــا ِشـــــــــــ ِع ِر ِ‬
‫فـــــــــــِ ِجـــــــــــ ِرِد ِوكا‬
‫نونـــــــــــا‬
‫لِ ىاـــــــا تجـــــــ ىدِ الكـــــــوف اِ‬
‫ا ال ِع‬
‫ينشـــــــدنا تجاــــــ د يــــــا أحاــــــ ِ‬
‫جــــــا ِدد لِ ِنــــــا‬
‫(‪)5‬‬
‫وهو يركز عل بعع المعاني الهجائية التي تخص المهجو بات في خلق‪ ،‬وشيم‪ ،‬فهنا هنو با يهجنو أحند‬
‫الخالَن واإلخوان البين انقلبوا عليَ‪ ،‬ونقضوا مودت وأساووا معاملتن‪ ،‬فمنا كنان مننَ ىال أن يهجنوهم بناللوم والغندر‪،‬‬
‫(‪ )1‬البديعي‪ ،‬الصبح المنبي عن حي ية المتنبي‪ :‬ص‪ - .171-170‬ضبَ هو ابن يزيد العيني البي هجاه المتنبي‪.‬‬
‫(‪)2‬الديوان‪.127 :‬‬
‫(‪ )3‬الشابشنتي‪ ،‬أبنو الحسنن علني بنن محمند‪ ،‬الننديا ارت ص‪ .40‬وانظنر فني كشن‪ ،‬الظننون (‪ - .)1،762‬معجنم افدبنناا (‪- )6،209‬‬
‫معجم البلدان (‪.)210-209 :6 ،26-23 :2 ،157 ،1‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ - 97 :‬الشاعون‪ :‬الوباا‪.‬‬
‫(‪ )5‬ولسنا ندري من هو الشاعر الكوفي هنا‪.‬‬
‫‪-89-‬‬
‫ب منن بلن فَن النده َر طند علَمنَ الك ينر‪ ،‬وهنو يضنرب علن بلن من الَ مسنتوح َ منن حياتنَ‬
‫وهنو ال يعجن َ‬
‫الخمرينة‪،‬‬
‫بل أنَ من غير العجب أن يصبح اف عدواَ كما يصبح الخمرخالَ كما في طولَ(‪:)1‬‬
‫وأِخ جاـــــــا اِاــــــــا و ِاــــــــ ىِد ورالاــــــــا‬
‫ف ِق ِنـــــــــــا ال ِنـــــــــــا ِم اـــــــــــوىدة وِنـــــــــــدا ِاا‬
‫ســــِِوت ‪.‬نــــ وقِــــت لــــي جا ِن ِكــــر‬
‫فِ ِ‬
‫فـــالخارد وقــــِ الـــىارحد رىجتِاــــا ِــــ ِد ِت‬
‫لِــــــــ ىدقر أ ِن ِج ِعــــــــ ِِ الكــــــــ ارم لئااــــــــا‬
‫ِخــــــــــاىل وكا ِنـــــــــــِ قجــــــــــِ ا اــــــــــِدا ِاا‬
‫ومن المالحظ ‪ -‬من خالك هبه الشبارت القليلة جداَ التي سقناها من شعر أبي بكر الهجائي ‪ -‬أن معانينَ‬
‫الهجائية ال تكاد تخرج عن المعاني التي وجدناها آنىاَ‪.‬‬
‫ويمكننا القوك‪ :‬ىن معاني الهجاا عند الخالديين طد رَك َزت علن الجواننب ال َخلََقينة وال َخَل َقينة‪ ،‬وتركنت المعناني‬
‫التي كان يتناولها الشاعر الجاهلي من بم العشير‪ ،‬وتافبوين‪ ،‬وما ىل بل ‪ ،‬ىال أن بعع هنبه المعناني الهجائينة‬
‫التننني كانننت سنننائد أينننام العصننر الجنناهلي‪ ،‬طنند انتقلننت بشنننكك تنندريجي ىلننن العصنننر العباسننني‪ ،‬وتناولهنننا الخالننديان‬
‫كغيهرما من شعارا بل العصر‪ ،‬كوص َ‬
‫‪ ،‬المهجو باللوم‪ ،‬والبخك‪ ،‬والشح‪ ،‬فهي معا َن كانت سائد طديماَ‪ ،‬وانتقلنت‬
‫ىل هبا القرن‪ ،‬فتناولها الخالديان متأ رين بالحضار اإلسالمية الجديد ‪ ،‬بل أن البخك والشح واللوم سمات تننافي‬
‫أخال المسلمين‪.‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ - .94 :‬ناَد َم عل الشارب َمَنادمة ونداماَ‪ ،‬والندام (بالىتح) جمع‬
‫المنادم‪.‬‬
‫‬‫‪810-‬‬
‫الـحـكـاـة‬
‫كان شعر الحكمة ‪ -‬منب العصر الجاهلي وعل امتداد العصور المتنأخر الالحقنة ‪ -‬محشنة أنظنار افدبناا‬
‫والشننع ارا وافمنن ارا والحكننام‪ ،‬بلنن أن شنعر الحكمنة كنان دائمناَ ينرتبش بالتجنارب اإلنسنانية المستخلصنة علن م ند‬
‫ت افم ارا والحكام والحكماا‪ ،‬عل هبا النمش من الشع َر تهافتاَ ملحوظاَ‪ ،‬وك ي اَر‬
‫سن َي حيا الشاعر‪ ،‬لبل كان تهاف َ‬
‫منا كنان هنبا الننوع منن الشنعر يرف نع أصنحابَ درجنا َت عالينة ف ني مجنالف الخلىناا وافمن ارا‪ .‬وال شنن فنني أن شننعر‬
‫الحكمننة مننرتبش بتقنندم السننن‪ ،‬وتقل نب اإلنسننان فنني الحيننا ‪ ،‬ومصننارعت لهننا‪ ،‬فالحكمننة ال تننأتي مننن ف ن ارف‪ ،‬لننبل نجنند شنعر‬
‫الحكمنة عنند الخالنديين ظناه اَر وبنار اَز وجليناَ‪ ،‬فنهمنا طند جربنا فني حياتهمنا الك ينر الك ينر‪ ،‬والسنيما أنهمنا كاننا‬
‫دائمنننني التنقنننك والترحننناك ب ن نين افمصنن نار‪ ،‬وهن نبا التنقن نك والترحن ناك يعشن ني اإلنسن نان بخين نر وزخمن ناَ‪ ،‬فيغنن ني تجربتن نَ‬
‫االجتماعية مع الحيا ‪ ،‬كما أن مجالستهما افم ارا‪ ،‬والسيما سني‪ ،‬الدولنة الحمنداني‪ ،‬وتقلندهما منصنب خ ازننة كتبن ََ‬
‫ازد ك ي اَر من قافتهما الموسوعية‪ ،‬التي نمت وترعرعت من خالك اإلفناد الجمنة منن تلن الكتنب التني كاننا طنائمين‬
‫عليهنا‪ .‬فهنبا أبنو ع منان الخالندي المىكنر‪ ،‬العاطنك‪ ،‬المسنتىي َد منن تجاربنَ فني الحينا يسنتخلص حكمناَ وأحكامناَ‪ ،‬منن‬
‫‪ ،‬الحكمناا فني‬
‫َ‬
‫معاناتنَ صنرو‪ ،‬الندهر‪ ،‬وحسنبنا أن ننروي لنَ بعنع أبياتنَ فني الحكمنة‪ ،‬لنجعلنَ فني‬
‫شنعرنا‬
‫مصنا‬
‫العربي‪.‬‬
‫ي ينن َ َم علن عزيمن َة وا ارد صنلبة‪ ،‬يبنس فيهنا آ اراه‪ ،‬منن خنالك تجاربنَ فني‬
‫حيس يبدأ طصنيدتَ تلن بمشلنع طنو ي‬
‫الحيا ‪ ،‬فهو يرفع أن يجلف المرا‪ ،‬ويتمن افمناني دون أن يسنع ىليهنا‪ ،‬بنك يوكن َد أن هنبه افمناني ال تنأتي ىال‬
‫بالسني‪ ،‬المهنند البتنار‪ ،‬ىباَ فهني ال تنأتي ىال بالعزيمن َة والقنو ‪ ،‬وال يسنتشيع شناعرنا منن خنالك فلسنىتَ للحيننا ىال أن‬
‫يدخ َك أريَ النقدي في الشعر وافدب‪ ،‬حيس ينهوَ ىل ترَ الوطو‪ ،‬علن افشنالك‪ ،‬وتنب َكر افحبنة‪ ،‬واالنشنغاك‬
‫ع نن َ‬
‫بمنا هنو أهنم وأجند ‪ ،‬فن بلن ف ني أرينَ مضنيعة للوطنت وفن النبي يهنتم بصنغائر افمنور ال تلب نس أن تلهينَ عنن‬
‫عظامها كما في طولَ(‪:)1‬‬
‫ال جالِاــــــــــــانِ والتأايــــــــــــِ لِقِــــــــــــ ِد ِر‬
‫ِن ِيــــــــِ الارالــــــــب جالهنديــــــــة الجتــــــــر‬
‫ف فيــــ جــــين ال ِجــــ وال ِا ِكــــ ِر‬
‫فرناـــــا ِ‪.‬اِــــــا رِِِــــــِ أو جــــــا ِد ســــــا ِكن‬
‫فــــال تِ ِقــــ ِ‬
‫وفِ سنا الشا اا يغنِ ‪.‬ن القِ ِاـ ِر‬
‫وفـِ شـا الاسـ شـغِ ‪.‬ـن ا اقتـ‬
‫وكلم نا طلَبن نا أنظارن نا ف ني أبيات نَ‪ ،‬الت ني تض نم حكم نة نج نده ي نزداد عمق ناَ ف ني الح ندي َس ع نن مص نارعتَ الحي نا‬
‫فخشننوب ال ندهر ‪ -‬التني ال تنناك مننعضنَده ‪ -‬تجعلنَ صنلباَ كالمسن حنين يند بنالحج َر فنإن ارئحتنََ تىنو ‪ ،‬وهنو‬
‫لك رَ ما طد مر عل بهنَ من أمور عظام لم َي َعَد لصغاهرا بكنر علن لسنانَ‪ ،‬وان نىسنََ مهينأ َ لتلقني أينة‬
‫صندمَة‪،‬‬
‫ب ىلن عينين ‪ ،‬كنان جوابنَ‪ :‬ىن ك نر الهمنوم أحيانناَ‬
‫أو أية مصيب َة أو أية مىاجأ َ ‪ .‬وابا ما طيك لنَ ىن الننوم طند تسنر َ‬
‫تمنع اإلنسان منن السنهر‪ ،‬وهنو يوكند علن صنالبتَ وطوتنَ منن خنالك تجربتنَ فني الحينا ‪ ،‬حنين يشنبَ نىسنَ‬
‫بشنائ َر‬
‫َك َ نرت الشنبا التني تحناوك اصنشياده‪ ،‬ىال أننَ كنان ينجنو بعزيمتنَ‪ ،‬واصن ارهر‪ ،‬وتجاربن‪ ،‬ومصننارعتَ الحيننا ‪ ،‬فكأنمننا‬
‫‪-88-‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ - 128 :‬الهندية‪ :‬السيو‪.،‬‬
‫‪-88-‬‬
‫لسان حال يقوك بل القوك الشهير فحد الىالسىة‪« :‬ىن الضربة التي ال تميتنني تزيندني طنو »‪ ،‬فقند سنبقت تجاربن‬
‫وحكمتَ مقولة بل الىيلسو‪ ،‬بمئات السنين(‪:)1‬‬
‫ِ‬
‫تزيــــــدنِ قســــــوة الِىيــــــام‬
‫ســـ جـــين‬
‫كـــأننِ ال ا ِ‬
‫ريــــــ ِب نــــــا أِلاــــت اــــن حاد‬
‫ال ِا ِهـــ ِر وال ِح ِجـــ ِر‬
‫ــــا ِت الــــدقر أكجرقــــا‬
‫فاـــــا أِ‪.‬ـــــوف ‪ِ.‬ـــــى أراالهـــــا‬
‫ال ِخـــــ ِر‬
‫ال شـــِ أِ ِ‪ .‬جـــب ‪.‬نـــدِ فـــِ تجاي ِنـــ ِ‬
‫إ ا تأ ىا ِِتــــــــ اــــــــن قــــــــ ال‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِــــــــ ِو ِر‬
‫ا‬
‫جـــــال قـــــرون و ا ِ‪ِ .‬يـــــب ‪ِ.‬ـــــى ال ِجقِـــــ ِر‬
‫أرِ ياجـــــــــا وفـــــــــِ أ نائهـــــــــا جقـــــــــر‬
‫ســـــ ِه ِر‬
‫قالـــت‪ِ :‬رقِـــ ِدت! فقِـــت‪ :‬الهـــ ام أرقـــدنِ‬
‫والهـــــ ام يانـــــ أحيانـــــا اـــــن ال ى‬
‫يـــــــ ِع ِت ا ىنتـــــــِ انـــــــ ال ِاـــــــ ِر ِر‬
‫شــ ِر‬
‫كــم قــد ِوقِ ِعــت وقــو ِ الرى ِيــر فــِ ِ‬
‫ي ِع ِ‬
‫فِ ِ‬
‫وهو يوكد عل المقولة الشهير‪« :‬ىن الحيا يوم ل ويوم علين »‪ ،‬فهني تصنىو تنار وت َكنَد َر أَ َخنر ‪ ،‬وان لَن‬
‫ب‬
‫ت متيقناَ ال يساور فيها أدن ش َ‬
‫الحكمة في أريَ أن ال تشل افحكا َم ىال ىبا َكن َ‬
‫‪.‬‬
‫‪ ،‬بع َد بل خشأ هبا الكالم وعدم صنحتَ‪ ،‬فكأنمنا‬
‫فكي‪ ،‬يقوك اإلنسان كالماَ طد يحاسب عليَ؟ وَي َكتَ َش َ‬
‫يرين َد‬
‫‪ ،‬بحدي َ‪ ،‬فهو يسدي ىلينا نصائح خبهرا فني حياتنَ‪ ،‬ولنبل ينبغني للمنرا أال يحنزن علن‬
‫أن يقوك‪ :‬ىن الرجك يعر َ‬
‫دهنهر النبي انقضن فن هنبا النده َر لنيف فينَ منا يسنتح أن يأسن‪ ،‬اإلنسنان علينَ‪ .‬ولهنبا يتوجنب علينَ أن يكنون‬
‫حب اَر ممن هم حولَ‪ ،‬ويزداد حب اَر من أصدطائَ طبك أعدائنَ‪ ،‬فهنو كلمنا اشمنأن ىلن شنخص أحسنََ طريبناَ‬
‫مننَ‪ ،‬وب نَ‬
‫أس ارهر وأشجانَ‪ ،‬اكتش‪ ،‬فيَ الخيانة ونقص العهد‪ ،‬وما أت بل كلَ من عب َس وف ار َف‪ ،‬بك ىن الحيا أرتََ بل‬
‫كل َ‬
‫بعينها التي تظهر افشياا عل حقيقتها‪ ،‬وهنو يخلنص ‪ -‬نتيجنة منن تجاربن وحكمتن ‪ -‬ىلن أن أمنر اإلنسنان كلن‬
‫مقندر علينَ ومكتنوب لنَ‪ ،‬ولعنك تلن النتيجنة منبعهنا الشنريعة اإلسنالمية‪ ،‬الت ني يندر المنرا حقيقتهنا الىعلينة‪ ،‬كلمنا‬
‫تقدمت ب السن وعركت الحيا كما في طولَ(‪:)2‬‬
‫ِــــ ِاو‬
‫ولــــي‬
‫أِـــــــاو وأِكـــــــدر أحيانـــــــا لاختجـــــــرِ‬
‫ِ‬
‫استحســــنا جــــال ِكــــ ِد ِر‬
‫ســـــار‬
‫ســــ ِير فــــِ‬
‫إنــــِ لِ ِ‬
‫وأاــــــِ ِلِجِــــــار‬
‫اآلفــــاا ِاــــ ِن ِا ِــــِ‬
‫ِاــــــ ِن قِ ِاــــــ ِر‬
‫ِـــ ِر‬
‫ِنـــــــت اجِـــــــر‬
‫ت فياـــــــا أ‬
‫إ ا تشـــــــ ىك ِك ِ‬
‫فـــال تِقـــ ِِ إننـــِ فـــِ النـــا و ِج ِ‬
‫ِــــ ِر‬
‫إ ا نيـــاقا فِـــم تِـــد ِق فـــِ الن ا‬
‫وكيـــــــــف ياـــــــــرح إنســـــــــان جغرتـــــــــ‬
‫رــ ِر‬
‫لِقِــــ ِد فِ ِر ِحــــت جاــــا ‪.‬اينــــت اــــن ‪.‬ــــدم‬
‫خــوف القجيحــين اــن ِك ِجــر واــن ِج ِ‬
‫ورجاـــــــا اجـــــــته ِ‪ .‬ا ِل‪.‬اـــــــى جحال ِتـــــــ ِ‬
‫ِجكـــِ لشـــيب قـــد انيـــت جـــ‬
‫ولســـت أ‬
‫كـــن اـــن ِـــديق ال اـــن يـــر ِحـــ ِ ار‬
‫لِ ىنـــــ قـــــد نجـــــا اـــــن ِر ِيـــــرِة ال ِعـــــ ِو ِر‬
‫يجكـِ ‪ِ.‬ـى الشـيب ِاـ ِن يأسـى ‪ِ.‬ـى العاـ ِر‬
‫إن كــــان ينجيــــ ِ انــــ شــــ ىدة ال ِحــــ ِ ِر‬
‫إالى تك ى‬
‫ف لـــــِ ‪.‬ـــــن لـــــاِم ا ِختِِجـــــ ِر‬
‫اـــــــا أِ ِر ِاـــــــ ِئ ان إلـــــــى خ ِِـــــــا فـــــــأخجر‬
‫شـــــ ِ‬
‫ِـــ ِغ ِرتِها جاـــونِ ايـــة الِـــ ِغ ِر‬
‫وقـــــد ناـــــرت إلـــــى الـــــ ادن ِيا ِجا ِ ِقِتهـــــا‬
‫ستِ ِ‬
‫فا ِ‬
‫‪-89-‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ - 128 :‬الَى َهر (بالكسر)‪ :‬الحجر طدر ما يد ََ بَ الجوز أو يمناَ الكن‪ ،،‬منبكر وموننس‪ ،‬ويسنتعمك عنند افشبناا للحجنر‬
‫الرطي البي تسح بَ افدوية عل الصالية ‪ -‬ال َمنة‪ :‬القو والضع‪ ،،‬وهي من افضداد‪.‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪.130-129 :‬‬
‫‪-89-‬‬
‫شـــــكر فـــــِ‬
‫ف أِ ِ‬
‫ِ‬
‫حـــــا ِِ ا ِن ِحـــــدرِ‬
‫ف ِك‬
‫ِيـــ‬
‫ــ‬
‫ِـــــ ِي ِن‬
‫وأِ ‪.‬ـــــار ‪ِ.‬ـــــى ‪.‬‬
‫جـــــال ِحـــــ ِو ِر‬
‫وا ِن ح ِرِاـــت الـــ ِ أقـــوِ فِ ِعـــ ِن ‪.‬ـــ ِر‬
‫ِـــ ِعد‬
‫واـــا ِ‬
‫شـــ ِك ِرت زاـــانِ ِو ِقـــ ِو ِي ِ‬
‫جـــِ‬
‫شـــــب‬
‫ال ‪.‬ـــــار يِحقنـــــِ أنـــــِ جـــــال ِن ِ‬
‫فـــر ِن ِجِِ ِغـــت الـــ ِ أقـــوِ فِ ِعـــ ِن قِــــ ِدر‬
‫ولعلَنا أشلنا فني الحندي َس عنن هنبه افبينا َت وروياتهنا‪ ،‬ولكنننا أريناهنا جندير بهنبه الرواينة كلهنا جندير بنالحىظ‬
‫فنهننا تصننور الزمننان علنن اخننتال‪ ،‬العصننور‪ ،‬وتصننور الننناف علنن اخننتال‪ ،‬افطشننار‪ ،‬فهنني بعينند النظننر عميقننة‬
‫الىهننم‪ ،‬موس نيقية التعبيننر‪ ،‬وهنني ‪ -‬وان كان نت تتش نح بالس نواد كم نا يقول نون‪ ،‬وتنظنر م نن منظنار أس نود ىلن الحي نا ‪-‬‬
‫صادطة بليغة‪ ،‬صريحة‪ ،‬توجز الحكمة العباسية وتم لها خير تم يك‪.‬‬
‫أما شعر الحكمة عند أبي بكر اف افكبر فإننا ال نع ر ل ىال عل بيتين‪ ،‬ولعك السبب يعنود ىلن ضنياع‬
‫شعر ‪ -‬كما أشرنا آنىاَ ‪ -‬ولعك تجربة افخوين واحد في معاركتهما الحيا ‪ ،‬لبل نجد فلسنىتهم فني‬
‫طسم كبير من ه‬
‫الحكمة واحد ‪ ،‬وان كان شعر الحكمة البي بنين أيندينا طلينك ننادر‪ ،‬ال يسنتشيع المنرا اسنتخالص نتنائ طاشعنة فني‬
‫بل ‪ ،‬ولك َن ىبا عرفنا أن حياتهما كانت مشتركة‪ ،‬وأن تنقلهما وسىهرما كان واحنداَ‪ ،‬أدركننا أن تجربتهمنا فني الحينا كانت‬
‫متشابهة‪ ،‬لبل فإن فلسىتهما في الحيا أيضاَ هي افخر متشابهة‪ ،‬ىب نجد فني هنبين البتنين اللنبين سننأتي‬
‫بكرما ما طد وجدناه في القصيد المشولة التي عرضنا لها عند أخي افصغر(‪:)1‬‬
‫عل ه‬
‫إ ِن ِخا ِنــــــــ ِ الــــــــدقر فكــــــــ ِن ِ‪.‬ا ِئــــــــ ا‬
‫وال تكــــــــ ِن ِ‪ِ .‬جــــــــ ِد الانــــــــى فــــــــالانى‬
‫جالجيــــــــــــــد والاى ِِ ِاــــــــــــــا ِ والعــــــــــــــي ِ‬
‫راو أاــــــــــــــــــــوا ِِ الااِـــــــــــــــــــــالي ِ‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.63 :‬‬
‫‪-90-‬‬
‫الهدية‬
‫وأمننا الشننعر ال نبي تننناوك موضنوع الهدي نة عننند الخال نديين‪ ،‬فإنن نا نع ننر عل ن بعننع المقشوعنات الت ني تتحنندس عننن تبنادك الهندايا‬
‫منع أصنحابهما‪ ،‬وموضنوع الهدينة فني الشنعر ىنمنا هنو ضنرب منن ضنروب شنعر اإلخوانينات النبي يتنناوك أضرباَ ك يرإ ىالَ‬
‫أن شعر الخالديين طند اطتصنر علن هنبا الضنرب منن اإلخوانينات‪ ،‬وطند يعنود بلن لك نر ارتباشهمنا منع اآلخرين‪ ،‬وعالطتهما‬
‫ىلن‬
‫االجتماعية الواسعة لك ر تجوالهما في افطشارإ ومنن هنبا الشنعر طصنيد فبني بكنر الخالندي طالهنا‬
‫(نعمنرو بنن اصنشىن انلكاتنب) و ننجنده فني نأبياتنَ تنلن يمنازج بنين انلمند َ والوصن َ‬
‫‪ ،‬ىب يبندأ كالمنَ فني‬
‫َأننهداها‬
‫مروحنة‬
‫يمند َ ال َمهند ىلينَ‪ ،‬ومنن نم ينتقننك ىل ن وصن‪ ،‬المروحنة طشعننة طشعننة وبعنند بل ن ينتقننك ىلنن افغنن ارع الت ني يمكننن أن‬
‫يستىيد منها صاحبها مشي اَر في النهاية ىل أن اس َم ال َمهد ىليَ طد كتب عل المروحة فيقوك(‪:)1‬‬
‫و اــــ ِن ِحــــ ىِ فــــِ ال ا ِن ِ‬
‫ِــــ ِب الانتِ ِخــــ ِب‬
‫ســـــب‬
‫أيـــــا ِ‪ِ .‬اـــــرو يـــــا ِج ِن العِِـــــى وال ِح ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ـــــ ‪ِ .‬اــــ ِر ِ اــــا رــــا ِِ ‪.‬اــــر ال ِحقِــــ ِب‬
‫جع ِــــــــــت إليــــــــــ ِ ‪ -‬أرــــــــــا ِِ اإل لـــــــــــ‬
‫ســـــــــــــــ ِجتان إ ا‬
‫ِج ِا ِرِو ِحــــــــــــــــة ِار ِحــــــــــــــــة لِقِــــــــــــــــو ِب‬
‫لهـــــــــــــــا ِن ِ‬
‫تِِنتِ ِســـــــــــــــ ِب‬
‫فاـــــِ ســـــ ع ِ‬
‫وفــــــــِ خيــــــــز ارن يــــــــاِ‬
‫ف ال ىن ِخـــــ ِِ ِن ِخـــــِ ال ىنجـــــير‬
‫ِ ِ‬
‫ال ِعــــــــ ِر ِب‬
‫يـــــــــــــ ِب‬
‫‪ِ.‬يهــــــــــــــا ال ِحــــــــــــــ ِدا ِد ِك ِا ِهجــــــــــــــو ِرة‬
‫ِرِاتِهـــــــــــــا ِ‪ِ .‬شـــــــــــــي ِقتها جال ِغ ِ‬
‫لِاا ِل ِك ِهـــــــــــا يـــــــــــ ِر‬
‫ا ِنا ِفعهـــــــــــــــــــا أجـــــــــــــــــــدا ِج ىاـــــــــــــــــــة‬
‫قِـــــــــــ ِو ِِ ِكـــــــــــ ِ ِب‬
‫ِاــــــــــ ِن القِــــــــــ ِي ِا ِني ارنهــــــــــا تِ ِِتِ ِهــــــــــ ِب‬
‫شـــــــــــاري ِن فـــــــــــِ ح ىاـــــــــــة‬
‫تِـــــــــــراد التى ِ‬
‫ِت ِســـــىار إلـــــى ِـــــاحب فـــــِ ســـــج ِب‬
‫ِوتِ ِج ِعـــــــــــــــِ ِســـــــــــــــتِ ار إ ا اـــــــــــــــا أِِرِد‬
‫فِــــــــــأِ ىد ِت إليــــــــــ ِ فنــــــــــو ِن ال ى‬
‫رــــــــــ ِر ِب‬
‫ت كانــــــت قيــــــي ِب الِقــــــا ِح‬
‫وان ِشــــــ ِئ ِ‬
‫دال ِِ ال ِح ِجيـــــــــــ ِبد إ ا اـــــــــــا ‪.‬تـــــــــــ ِب‬
‫يـــــــ ِر ِب الـــــــ ىدال ِِ‬
‫وتِـــــــِ لِ ى‬
‫يـــــــ ِر ِب ِ‬
‫وتـــــواِ جهـــــا فـــــِ ‪.‬ـــــرو ِ‬
‫رــــــــ ِب‬
‫ِ الكـــــالِم‬
‫ت ل ِن ِــــــــر الخ ِ‬
‫إ ا اــــــــا احتجيــــــــ ِ‬
‫ولَ في شعر الهدية طصيد أَخر ‪ ،‬طالها في استهداا نبيب‪ ،‬فشنرع يىتتحهنا بالمنديح‪ ،‬وتنابع فني الحنديس عنن‬
‫بل النبيب‪ ،‬وما يىعك في شاربَ ‪ -‬كما وجدنا بل في خمريات السابقة ‪ -‬كما في طولَ(‪:)2‬‬
‫ووا ِحـــــــ ِد الِ ر ِ‬
‫ِ ال‬
‫ســـــــتِ ِِنيا أِ ِحـــــــدا‬
‫اِ‬
‫ســــــيدا جــــــالعالِ وال ِا ِجــــــ ِد ا ِناِــــــ ِردا‬
‫يــــــا ِ‬
‫لهـــــا ِ أِ ِو ِجـــــ ِد ِت اآل ِاـــــا ِِ اـــــا‬
‫وقِىرِجـــــ ِت لا ِنـــــى‬
‫فِقِـــــ ِد ِت‬
‫ِعـــــدا‬
‫الـــــ ىار ِجحي ِن ِاـــــا ج‬
‫أِ ِخــــال ِر ِفيــــ ِ ل ىن‬
‫ِـــــ ِِ‬
‫الاِ ِ‬
‫قِــــ ِد ِوفِـــــدا‬
‫ف‬
‫اــــــ ار واال ِن ِزيــــــ ِ‬
‫ســــــِم ا ِاتِــــــ ِدا‬
‫ال ِج ِ‬
‫يــــ ِرر الـــــ‬
‫قــــ ا ِزِاــــان ‪.‬‬
‫ِــــالِف يتىقِــــى ِ‬
‫ت تِج ِ‬
‫ِـــــــر إال شـــــــارجا‬
‫ســـــــ ِ‬
‫ِفِِ ِ‬
‫قِـــــــ ِدحا‬
‫ســـ ِدا‬
‫فِ ِ‬
‫لاـــا ِ‪ِ .‬زِاـــت‬
‫‪ِ.‬ـــى ِإِـــالِ ِح ِاـــا‬
‫‪-91-‬‬
‫ِِ ِيت ا ِل ِهـ ِوِ اـ ِ أِ ِاـ ِ‬
‫ِوقِ ِد ‪.‬‬
‫ا ِحتِ ِايـا‬
‫(‪)1‬الديوان‪.27-26 :‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ .44 :‬اللَه ‪ :‬ج لَ َهَية ‪ -‬بالضم ‪ -‬وهي ال َع َشية‬
‫افخالش‪ :‬افصنا‪ ،‬المختلشة‪ ،‬وأخالش اإلنسان عند افشباا هي الدم‪ ،‬والبلغم‪ ،‬والصى ارا‪ ،‬والسوداا‪ ،‬الواحند‪ :‬خلنشَ‪ - .‬النزين‪:،‬‬
‫َاك‪.‬‬
‫البي ساك دمَ حت يىرش فيضع‪ - ،‬فصد‪ :‬ش َ ال َع َر ‪َ -‬رو الش ارب‪ :‬صىاه ‪ -‬والَرش َك‪ :‬ا نتا عشر أوطية‪ ،‬ج أَر ش‬
‫‪-92-‬‬
‫ِ‬
‫ســــــت أ ِكــــــر‬
‫ِو ِروقــــــوا لــــــ ِِ ِر ِرــــــال لِ ِ‬
‫ا ِنــــــــا ِكر لِرِجـــــــــا‪ِ ِ ِ.‬يـــــــــ ِر أِ ىن لِـــــــــ‬
‫ِولِــــ ِي ِ لــــِ قِ ِهــــ ِوة‬
‫أ ِراــــِ ِج ِج ِا ِرِتهــــا‬
‫ِ‪.‬ــــــ ِد ِات لِ ِد ِيــــــ ِ ال‬
‫إالى‬
‫ِــــــ ِج ِر وال ِجِِــــــدا‬
‫ى‬
‫ِا ِحاو ِدات ِهــــا‬
‫ِ ِجــــِ‬
‫‪.‬ق‬
‫ســـــ ِدا‬
‫ال ِج ِ‬
‫تاــــا ِزف‬
‫ِ‬
‫‪.‬ــ ِن‬
‫شــىرةِ الاـــا ِ‬
‫ا ِه ِجتـــِ‬
‫الــ ِ جـــردا‬
‫‪-93-‬‬
‫الـغـزِ‬
‫لو َن من ألوان الحيا ‪ ،‬كأي فن من الىنون ينشأ‪ ،‬وينمو‪ ،‬ويترعرع‪ ،‬ويتأ ر بمنا حولنَ منن أسنباب الحينا ‪ ،‬فيقنو أو‬
‫يض نع‪ ،،‬ويزدهنر أو ي نببك‪ ،‬فنإبا أصنابَ منن أس نباب الحينا م نا كنان عونناَ لنَ نمنا وانتش نر‪ ،‬وصناك فينَ الشناعر‬
‫وج ناك‪ ،‬وعنببت ألىاظننَ‪ ،‬ورط نت معانيننَ‪ ،‬وط ند أصنناب الخالننديان ‪ -‬مننن أسننباب الحيننا المترف نة‪ ،‬ومجالسننة(‪ )1‬افمنن ارا‬
‫والحكننام ف ني‬
‫طصننوهرم ‪ -‬منا جعلهمنا يعيشنان عيشنةَ الرغنَد والرفناه‪ ،‬وانعكنف بلن كلنَ فني شنعهرما‪ ،‬كمنا وجندنا سنابقاَ فني الخمرينات‪،‬‬
‫حيس كانت مجالف افنف والش ارب عامر فني معظنم لياليهمنا‪ .‬وهنبه افجنواا كلهنا‪ ،‬دفعنت بالخالنديين ىلن تنناوك الغنزك في‬
‫أشعارهما‪ ،‬ف َج َودا فيَ‪ ،‬وافتنا‪ ،‬وأبدعا‪ ،‬لبل فقد كان لجمهر الناف ىعجاب بهبا الضرب من شنعهرما فانكنب افدبناا‬
‫عل د ارسة هبا الضرب عندهما‪ ،‬فما كان منهم ‪ -‬في د ارستهم تل ‪ -‬ىال أن يشيدوا بمنا حملنَ هنبا الشنعر منن وصن‪،‬‬
‫للهو والجماك‪.‬‬
‫ومن الجدير بالبكر ‪ -‬طبك الولوج في حي يات هبا الغرع ‪ -‬أن نشير ىل أن غزلهمنا كنان حسنياَ‪ ،‬يصنور‬
‫س معهم نا ف ني مج نالف افن نف والش ن ارب‪ ،‬وعن ندما كان نا ين ن ازلن افدي نر لمداعب نة القي نان والحس نناوات‪،‬‬
‫م نا ك نان يح ند َ‬
‫وباإلضافة ىل تغزلهما بالقيان والجواري أي بافن ‪ ،‬فقد تغ ازل أيضاَ بالغلمان وج َودا في هبا الضرب ك ي اَر‪.‬‬
‫والحديس عن الغزك في شعر الخالديين حديس شويك‪ ،‬واسع للقوك فيَ‪ ،‬تضي بَ هبه الصىحات‪.‬‬
‫س سننحاوك انتقناا‬
‫ىال أننا سنقتصر عل نمابج منن شنعهرما‪ ،‬لتكنون م ناالَ لدارسنتنا التني سننعرع لهنا‪ ،‬حين َ‬
‫أشعار التي جاات في الغنزك‪ ،‬ولعنك أجمنك منا يمكنن أن نبندأ بن حندي نا‪ ،‬تلن القشعنة الغزلينة الماجننة التني‬
‫ه‬
‫أجمك‬
‫س طام بتصوير تلن الليلنة التني طضناها فني بلن الندير‪ ،‬ارسنماَ صنو اَر‬
‫طالها أبو بكر عند نزولَ في أحد افدير‪ ،‬حي َ‬
‫ب أالَ يبنالي الرجنك بمنا يقنوك‪ ،‬وأن يتنوفر علن شنيا منن الحشنمة‬
‫فيهنا ك ينَر منن الخالعنة والمجنون‪ ،‬ومنن العجن َ‬
‫وهو في بل الهيكك بك يقوك في (دير سعيد) واصىاَ ما وطع(‪:)2‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ســـــــِِ ِجنا‬
‫ِكـــــــ ِم فِتِـــــــاة ا ـــــــ ِِ ال ِا ِهـــــــا ة ِ‬
‫وجيـــــ ِد‬
‫و ِريــــــــــر ا ــــــــــ ِِ‬
‫ال ِغــــــــــ ِاز ِِ ِحِِ ِِنــــــــــا‬
‫ر ِر ِنــــــــــا ِر ِحالِنــــــــــا ِجاِ ِنــــــــــا ِ‬
‫و ِح ِ‬
‫الـــــــــــ‬
‫شـــــــــــــ ه ِارت ك ِغِاـــــــــــــا‬
‫وال ىرِواجـــــــــــــِ ا ِ‬
‫ِـــــِيجا ِاـــــ ِن ِجـــــ ِي ِن ِن ِحـــــر‬
‫قـــــا ِ‬
‫ِــــــــــ ِد‬
‫‪.‬ق‬
‫ِــــــــــ ِرِ‬
‫ِ‬
‫زىنــــــــــا ِر ِخ ِ‬
‫ال ِا ِعقــــــــــوِد‬
‫ــــــــ ِه ِي ِك ِِ الاوِنـــــــ ِ‬
‫ا‬
‫ال ِجعيـــــــ ِد الاشـــــــي ِد‬
‫ن لِ ِنــــــــــا فــــــــــِ‬
‫ا ِح ىجــــــــــ ار ِت الجــــــــــرود‬
‫شــــــــــــقِا ِئ‬
‫ِن ِِتِيه ِاــــــــــــا ِ‬
‫ا كالخــــــــــــدوِد‬
‫قـــــــا ِِ‪ :‬قِـــــــ ِوم ِاـــــــوتِى‬
‫ج ِغيـــــــر لحـــــــوِد‬
‫ا فـــــِ ال ى‬
‫فِخـــــدود ِا ـــــ ِِ ال ى‬
‫شـــــقِائ ِ‬
‫ِـــــو‬
‫اـــن رنـــا ونحـــن فـــِ ال رِ ِـــر‪.‬ى‬
‫لىخننر يرسننل أبننو بكننر الخالنندي‪ ،‬فيعنندد منننا صنننع مننن سنننلب وس نبي شننبيَ بنننالىخر الننبي كنننان يرسننل‬
‫وه نبا ا ن‬
‫معاصننهر أنبنو ف ن ارف الحمننداني‪ ،‬حننين يننزور «خرشننة» أسني اَر فيعندد منا صننع منن غنار ومنن سنبي فني حروبنَ ضند‬
‫الننروم‪ ،‬يختننار فنني السننبي كمننا يقننوك‪« :‬الغنناد الحسننناا» و«الظبنني الغريننر» وهنبا الشننب باصننشياد السننبي ال يقننرب‬
‫نبنين افميننر‪ ،‬والشنناعر المنناجن‪ ،‬فلكننك امننر ا مننن دهننهر مننا تعنود‪ ،‬وعناد هنبا الشناعر الخالندي أن َيغين َر فيمنا أريننا‬
‫عل بيوت افدير وأن يجد فيهاصيده‪ ،‬فيشرب‪ ،‬ويسكر‪ ،‬كأنَ في حانة‪ ،‬ليغنيا هبا الشعر البي نجد فيَ ‪ -‬علن‬
‫(‪ )1‬الجزري‪ ،‬عز الدين ابن اف ير‪ :‬اللباب في تهبيب افنساب ‪ - 414/1‬عباف‪ ،‬د‪ .‬ىحسان‪ :‬شب ارت من كتب مىقود ص‪.309‬‬
‫‪-94-‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪.48 :‬‬
‫‪-95-‬‬
‫فجننوهر وتهتكننَ ‪ -‬ص نور بارعننة لحيننا عنندد م نن الشننع ارا عاش نوا فنىسننهم ولبائننبهمإ فمننا شمح نوا ىلنن سننلشان‪ ،‬وال شمعوا بالحكم‪،‬‬
‫وطد كان بعع حياتهم زطَاَ وطينة‪ ،‬وكانت حيا غيهرم بعيند عنن هنبا‪ ،‬ونن اره ال يكناد يتنر دين اَر ىال‬
‫ليحش رحالَ في دير آخر‪ ،‬ارسماَ لنا صو اَر من الغزك الحسي الماجن‪ ،‬كما في افبيات التي يقولها في نزولنَ دين‬
‫اَر‬
‫س في هنبه افبينات عنن َد َجلنة‪ ،‬وعنن الشبيعنة‪ ،‬ومجنالف الشن ارب‪ ،‬حتن ينتهني بن افمنر‬
‫س يتحد َ‬
‫في الموصك‪ ،‬حي َ‬
‫عند غ ازك فيصىََ‬
‫(‪)1‬‬
‫وأِيـــــا ِ جيـــــد الـــــريم ِـــــِي ِج ِ‬
‫بقولَ ‪ِ :‬ــــــن ا ِل جــــــا ِن‬
‫واقتــــــ ىز‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫فــــــِ زىنــــــا ِرِ‬
‫تِ ِحـــــ ِت‬
‫ِ‬
‫س‪.‬‬
‫س بالجماك كما ار َ لَ أن يعب َ‬
‫فََر َس َم الزنار والصليب‪ ،‬وعب َ‬
‫وها َ طشعة أخر من بديع ما طالَ‪ ،‬متلبباَ بشرب الخمر طرب المحبوبة التي يناك منها ما يريده(‪:)2‬‬
‫ف ‪.‬نــــــــا‬
‫ليِــــــــر ِ‬
‫‪.‬جــــــــو ِ‬
‫الاــــــــالِم ِِ ِــــــــرفا ِو‬
‫ِحــــــــىرم كــــــــأ الاــــــــالم‬
‫ســـــــــ النحـــــــــور ِو‬
‫و ِا ِ‬
‫ن ِقـــــــــ ِِ الِ ـــــــــام‬
‫قِنـــــــــا ِ الاـــــــــالم جيـــــــــو‬
‫الاـــــــــ ِدام‬
‫قــــــــــو الاجــــــــــر قاجِنــــــــــا‬
‫جاجتســــــــــام وال ِح فحِـــــــــــــِ‬
‫كــــــــــــــأ ِ ال ى‬
‫شــــــــــــــاو‬
‫ِِِ ِِ ِنــــــــا ‪ِ.‬ــــــــى شــــــــم ورد الخــــــــدوِد‬
‫ا‬
‫ِـــــــــجاح ‪ِ.‬ـــــــــى كشـــــــــا‬
‫نعـــــــــين ال ى‬
‫ونالحظ نوعاَ من الغزك الحسي ‪ -‬عند أبي بكر ‪ -‬أخ‪ ،‬وشأ ومجوناَ من بي طبك وهبا النوع يقتصر فيَ‬
‫علنن وصنن‪ ،‬محاسننن الوجننَ والجسنند‪ ،‬دون التشننر ىلنن مننا يخنند‪ ،‬الحينناا‪ ،‬كمننا فنني تلنن القصننيد المدحيننة التنني يبدوها‬
‫بوص‪ ،‬حسي لمغني َة في مجلف افمير‪ ،‬فيسهب في وص‪ ،‬محاسن وجهها وصىاَ حسياَ دطيقاَ غير مناجن‬
‫ومما يقوك فيها(‪:)3‬‬
‫شـــــــــــــج هها أِ ِم ِقـــــــــــــالِال‬
‫ِا ِهــــــــــــــــاة تِِو ىقاهــــــــــــــــا أِ ِم ِــــــــــــــــ ِازال‬
‫ســـــــــــــا ت ِ‬
‫ِو ِ‬
‫ش ِا ِ‬
‫فِ ِكــــــــــان لِ ِع ِقــــــــــ ِِ ال‬
‫اهــــــــــــــــا‬
‫ا ِن ىع ِاــــــــــــــــة أِ ِرِِقِــــــــــــــــ ِت لِ ِح ِ‬
‫ِ‬
‫ا ِع ىنــــــــــى ‪.‬قِــــــــــاال‬
‫لِ ِنــــــــــــــد ِاا ِنها وت ِغنــــــــــــــى ا ِرت ِجــــــــــــــاال‬
‫شـــــــــ ِا تِِر ىجـــــــــِ فـــــــــِ ِا ِجِِـــــــــ‬
‫وِ‬
‫إِ ا اــــــــا ال ِخاِــــــــاف تِــــــــ ِج ِع ِن ال قــــــــاال‬
‫وال تِ ِعـــــــــــــ ِرف الِى ِحـــــــــــــ ِن ِأل ِحانهـــــــــــــا‬
‫س يخلن تشنابيَ بديعنة‪،‬‬
‫وتتوال الصور الحسَية التي َي َري َشها بأنامن َك فنين َة فائقن َة فني الجمنا َك‪ ،‬حين َ‬
‫فََين َ ازَو َج بنين‬
‫شالودعني يةن ا–لتمن‪0‬ي‪ 1‬يرسنم فيهنا‬
‫ي فائ َ في اإلبنداع والتنبو والجمناك‪ ،‬كمنا ي هنبه الشعمرق ا خل‬
‫المشَبَ والمشَبَ بَ بشكك فن ي‬
‫صنورَ‬
‫حسناا‪ ،‬فيأتي عل بكر محاسنها الخارجية حيس يقوك(‪:)4‬‬
‫ِحيىـــا ا ِل ِح ِيـــا ِد ِاـــ ِن ال ِع ِقيـــ ِ‬
‫فيــــــــــ ‪ .‬هــــــــــود أِ ِح ىجــــــــــة و ِا ِعا ِقــــــــــد‬
‫ِ ِن ِ‪.‬اِـــ ِت‬
‫اوا‬
‫ِي ِجن ِجـــــــــــــ ِن ه ىن ِجـــــــــــــ ِوا ِر‬
‫ِ ِ‪ِِ.‬ــــــى رِجــــــا ِ ِاــــــا ِئم‬
‫ِوِج ِكــــــ ِت ج ِكــــــا ِ‬
‫ِـــــــــــــد‬
‫ا ِو ِرِوا ‪.‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِــــ ِجرِ نــــا ِقس‬
‫‪.‬ـــــن ِ‬
‫شـــــ ِا ِ كِى تـــــ ِووجـــــد ِ‬
‫و ِ‪ِِ.‬ــــى الِــــ ِجا أ ىيــــا ِم ِ‬
‫ازِئـــــد‬
‫ِـــــــالِ‬
‫ِـــــــــ‬
‫ِأِِنـــــــا ِر ِجـــــــ ِدر ر‬
‫رِِِ ِعـــــــ ِت لِ ِنـــــــا ف‬
‫ِفتـــــــــأ ىوِد ِت فـــــــــا ِقتِىز ِ‬
‫ن ِاا ِئـــــــــد‬
‫‪-96-‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.29 :‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪.95 :‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪.80 :‬‬
‫ب‪َ :‬دفَ َع‪.‬‬
‫َجَن َ‬
‫(‪ )4‬الديوان‪-43 :‬‬
‫‪-97-‬‬
‫ســــــــ ِا ِت ِاـــــ ِحا ِاــــــــد‬
‫ِوتِِج ى‬
‫ـــ‬
‫فِأِيــــــــا ِ‬
‫ِ‬
‫ســــــى فِا ِن ِهــــــ ىِ نــــــور ائــــــب‬
‫ِوِج ِكــــــ ِت أِ ِ‬
‫وعلن غن ارر منا كنان يىعلنََ الشنع ارا القندماا‪ ،‬نالحنظ أن أبنا بكن َر يتنبك َر أيامنَ الخنوالي منع بعنع محبوباتنَ‬
‫الالتي أ ار َد وصلهن‪ ،‬فتدللن عليَ‪ ،‬وأََب َي َن وصلَ‬
‫مع أَن‬
‫ب يعلو أرسَ؟!!‬
‫ب كان يساع َده في بل الوطت‪ ،‬فكي َ‬
‫‪ ،‬بَ والشي َ‬
‫الشبا َ‬
‫فنجنند فننني كالمننن آ نننار التحسنننر والتأسننني‪ ،‬فيلج نأَ ىل ن أوص نا َ‬
‫‪ ،‬حس نَي َة لتل ن الحس نناا‪ ،‬الت ني شالم نا داعب نت‬
‫صورتها خيالَ‪ ،‬ف ار َ يرس َم جمالها الىتان كما في مشلع هبه المقشوعة(‪:)1‬‬
‫كجــــدر ‪ِ.‬ــــى خــــور اــــن الجــــا ِن ِاا ِئــــ ِد‬
‫ِو ِا ِعـــــــ و ِرة فـــــــِ قجرقـــــــا لجاالهـــــــا‬
‫ِقواقــــــــا وال ِاشــــــــيب‬
‫وقِ ِق ِج ِرتِ ِنـــــِ وال ى‬
‫شـــــ ِجا‬
‫أروم‬
‫ِ‬
‫ا ِحــــــــالِاِ‬
‫ِ‬
‫ســـــا ‪.‬دِ‬
‫ا‬
‫ب‬
‫ِ‬
‫ـــــد‬
‫ســ ِنها فــِ ِا ِجا ِســ ِد‬
‫ســـتِ ِق ىِ ســـرورقا‬
‫ِو ِاـــ ِن ِ‪.‬ـــ ِر ِ‬
‫ولــو ِجــ ِرِز ِت اــن ح ِ‬
‫ف الـــ ادنيا ا ِ‬
‫وطد ال نجد كبي َر فار َ بين الخالدي افصغر‪ ،‬وأخيَ في المعاني التي تناولها أبو ع مان الخالدي في شعره‬
‫س كان تناولَ في الغزك تناوالَ حسَياَ محضناَ‬
‫الغزليإ ىب نج َد الصور باتها ‪ -‬التي وطعنا عليها عند أبي بكر ‪ -‬حي َ‬
‫ممزوجاَ ببعع المجون‪ ،‬حي َن كان يرسم تل الصور الغ ارمية‪ ،‬التي كا َن يقضني فيهنا منع محبوبتنَ أعنبب اللينالي‬
‫وألبها‪ ،‬كما في هبا البيت الغزلي(‪:)2‬‬
‫ِ ِراِــــ ِِ قيــــيب الجــــان اعتنقــــا‬
‫أقــــز ‪.‬‬
‫انــــــ وأِِلــــــ م ِ‪ِ .‬ي ِنــــــ ِِ ل ِع ِجــــــ ِة ا ِل ِعــــــا ِف‬
‫ونحن نر في الصور والتعبير توفيقاَ بارعناَ‪ ،‬علن طافين َة ال تَلَني َن دائمناَ لم نك هنبه المواطن‪ ،،‬ويحلنو للشناعر‬
‫س فيَ‪ ،‬وأن يص‪ ،‬ما يقع منَ خاللَ‬
‫أن يخلو ىل الليك‪ ،‬وأن َي َعَب َ‬
‫فيقوك(‪:)3‬‬
‫ِجزقـــــــ ِر أِِنجاهـــــــا تِرِاـــــــى ال ِعااريـــــــت‬
‫ِِتنـــا‬
‫ســـ ِن ِ ِنا! ِن ِحـــن فـــِ لِهـــو ِولِِ ي‬
‫ي ـ ـ ـا ح ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ا فــــِ الــــ ىنا م اليوا قيــــت‬
‫ســـك ِر ال ع ِنــاا جنـــا‬
‫ا فــِ ال ا‬
‫يــــاي ِ‬
‫يـــاي ِ‬
‫كاــــا ت ِ‬
‫وقــد تِ ِ‬
‫وهبه الصور تص‪ ،‬الحركة في دطة‪ ،‬فالك َك يعم َك‪ :‬لهو دائم‪ ،‬ونجوم ترمي العىارينت‪ ،‬وسنكر وعننا ‪ ،‬ويزيند‬
‫الحركة حسناَ هبه التعابير المنتقا المختار«ياحسننا» و«تضاي » ‪ ،‬وهي موفقة بديعة‪.‬‬
‫وكانننت لننَ جاريننة سننوداا اسننمها «شننغ‪ »،‬أحبهننا وتغننزك بهننا غيننر مننر‪ ،‬فهنني مغنيننة محسنننة رطيقننة‪ ،‬خىيىننة‬
‫الظك َو‬
‫صىها‬
‫َ‬
‫)‬
‫‪4‬‬
‫(‬
‫شـــــــــ ِغف» ِجـــــــــ ِي ِن‬
‫«ِ‬
‫بقولَ ‪:‬‬
‫أِىنـــــــــة وِنحيـــــــــ ِب‬
‫ِم النــــــــــــدا ِاى لرافــــــــــــة‬
‫كالرىجيــــــــــــ ِب‬
‫تِِرِكتِنـــــــــــــــا ِجر ِي ِجهـــــــــــــــا إ ِ‬
‫تِ ِغ ىنـــــــــــــــ ِت ر ىجــــــــــة جال ِغ ِنــــــــــا ِ‬
‫فهــــــــــِ لِســــــــــقا‬
‫أِلِاِتِهـــــــــــا القِـــــــــــوب لِ‬
‫ىاـــــــــــا ِأرِتِ ِهـــــــــــا‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.47 :‬‬
‫المجاسد‪ :‬جمع‬
‫(‪)2‬الديوان‪.116 :‬‬
‫(‪)3‬الديوان‪.113 :‬‬
‫ِـــــا ِها الِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ســـــوا ِد‬
‫ـــــ اـــــ ِن ِ‬
‫القِـــــو ِب‬
‫ص الملَو َن‪.‬‬
‫َم َج َسد وهو َ‬
‫القمي‬
‫‪-98-‬‬
‫(‪)4‬الديوان‪.109 :‬‬
‫‪-99-‬‬
‫وال ش في أن أبا ع مان الخالدي نظر ىل طوك ابن الرومي الشاعر الوصا‪ ،،‬حي َن وص‪ ،‬جارية م لها‪،‬‬
‫ت منن حنب القلنوب والحند ‪ ،‬ولعنك االهتمنام بالمظناهر الخارجينة كنان ديند َن الشنعوب مننب القنديم‪،‬‬
‫فقاك‪ :‬ىَنهاص َي َغ َ‬
‫وحت وطتنا الحاضر‪ ،‬بك والن منا شناا اهلل‪ ،‬لنبل نجند صناحبنا يتحندس عننصند ىحند محبوباتنَ لنَإ فنهنا أرتنَ‬
‫ب يا َب َر‬
‫َخلَقََة‬
‫ونــــــــــــــــــــــــأِ‬
‫فيقوك(‪:)1‬‬
‫ججانجهــــــــــــــــــــــــا از ِو ارر‬
‫َة‬
‫ِ‬
‫ِـــــــــــــــ ىد‬
‫ِ‬
‫ت‬
‫ِ‬
‫ا ِجا ن ِجـــــــــــــــة‬
‫« ِنـــــــــــــــ ِوار»‬
‫ورأت يــــــــــــــــاجِ قِــــــــــــــــ ِد ِـــــــــــــــــ ِد ِت‬
‫يـــــــــــــا قـــــــــــــ إ ِن رِاـــــــــــــت فـــــــــــــِ‬
‫قـــــــــــ االـــــــــــدام قـــــــــــِ الحيـــــــــــا‬
‫وكأِىنهــــــــــــــــــــا ِد ِاــــــــــــــــــــن ِقاِــــــــــــــــــــار‬
‫ِخِِـــــــــــا فاـــــــــــا فـــــــــــِ ا ‪.‬ـــــــــــار‬
‫ة قايِـــــــــــــــها ِخـــــــــــــــزف وقِـــــــــــــــار‬
‫وهبه الصور الحسية مب و ة في نايا شعهر‪ ،‬وما عل القار ا ىال أن َي َم َحص النظر طليالَ‪ ،‬حت تقنع عينناه‬
‫صنوهرن‪،‬‬
‫عنبب أوصنناف تل ن افبيننات التنني يظهننر فيهننا محاسننن النعنبار ‪ ،‬ودطننة خ ن‬
‫علن الك يننر النعنبب منننَ‪ ،‬ومننن أ ن‬
‫وبدي َع خل وجوههن‪ ،‬فيقوك(‪:)2‬‬
‫أِ ِقـــــــــج ِِ ِن كـــــــــال‬
‫روِ تغ ى‬
‫شـــــــــا اـــــــــن‬
‫‪ِ.‬ــــــــــى خِــــــــــور‬
‫أِرقاِــــــــــ ِت ِدقــــــــــة‬
‫در ويــــــــــــــــــــــــــــاقوت أِ‬
‫ازقيــــــــــــــــــــــــــــر‬
‫فاــــــــــــــــــِ‬
‫الىزنــــــــــــــــــانير ِزِنــــــــــــــــــاجي‬
‫ر‬
‫ســـــــــــــن أم تِـــــــــــــ‬
‫أِ ِح ِ‬
‫التِــــــــــــــاوير‬
‫فاـــــــــــا ِد ِرِي ِنـــــــــــا أِوجـــــــــــو الـــــــــــ اداى‬
‫س عن أشعاهرما الغزلية في الحسنناوات والعنبار ‪ ،‬فإنننا ال ننتهني‪ ،‬ولنن نسنتوفيهما حقهمنا‬
‫ولئن تابعنا الحدي َ‬
‫ولكن ضرور البحس تتشلب منا االنتقاك ىل ضرب آخر من الغزك أال وهو التغزك بالغلمان‪.‬‬
‫ممننا ال رينب فيننَ أن العصننر العباسنني كننان لننَ تننأ هير الكبيننر والواضننح فنني مسننار الحركننة الشننعرية بمختل ن‪،‬‬
‫اتجاهاتهننا وأشننكالها‪ .‬ويظهننر أن الجانننب االجتمنناعي ‪ -‬فنني هننبا العصننر ‪ -‬طنند لعننب النندور الخشيننر والبننارز فنني‬
‫َحن‬
‫تغيير وجهة بعع افغ ارع التقليدية تغيي اَر تاماَ‪ ،‬وبلن بنوالد بعنع الظنواهر الجديند ‪ ،‬ومنن أبرهزنا ظناهر‬
‫ب‬
‫الغلمان(‪ ،)3‬والميك ىليهم‪ ،‬والتغزك بهم تغ ازلَ فاحشاَ‪ ،‬وسيشرتها عل شعر الغزك في هبا القرن‪.‬‬
‫َ‬
‫وه نبه الظ ناهر ليس نت م نن ابت نداع الق نرن ال ارب نع‪ ،‬وانم نا ه ني ظ ناهر ش ناعت ‪ -‬بصننور مكشننوفة ‪ -‬بننين خلىنناا‬
‫شع ارا القرن ال اني ‪ -‬ىن صح التعبير ‪ -‬وفوك مر فني تناريأل الشنعر العربني يظهنر هنبا االنحن ار‪ ،‬والشنبوب علن ينندي أبنني‬
‫نننواف(‪ ،)4‬ال نبي َيع ند بمنزل نة افس نتاب الحقيق ني‪ ،‬وافب الروح ني له نبا الى نن «الننبي لننم يكننن لننَ جننبوهر مننن‬
‫عصر‪ ،‬وساروا في ركب شبوبه‪.‬‬
‫ه‬
‫طبك»(‪ ،)5‬ومن م اطتد ب بعع شع ارا‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ - 126 :‬ال َخلَ ‪ :‬البالي من ال ياب‪.‬‬
‫ القا َر‪ :‬شيا أسود كالزفت يشل بَ السىن واإلبك‪َ .‬م َزننر شويلنة جسنيمة‪ ،‬وَزنينرَ‪ :‬مملوكنة رومينة صنحابَية كاننت تعنبب فني‬‫(‪ )2‬الديوان‪ - 124 :‬الزنانير‪ :‬الحص الصغار‪ ،‬وام أر‬
‫اهلل‬
‫َم َزَبن َر ك ينر الزننابير والزَنَبن َر‪ :‬افسنَد‪ /‬القناموف المحنيش ‪َ /402‬زَنَبن َر‪.‬‬
‫اشت ارها أبو بكر فأعتقها‪ .‬زننابير‪ :‬أرع‬
‫موسسنة الرسنالة ‪-‬‬
‫ش ‪1998‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬أبو حلتم‪ ،‬نبيك‪ :‬اتجاهات الشعر العربي من خالك يتيمة الدهر ص‪ 157‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬اهلزيري‪ ،‬محمود‪ :‬افدب في ظك بني بويَ ص‪.135‬‬
‫(‪ )5‬بكار‪ ،‬د‪ .‬يوس‪ ،‬حسين‪ :‬اتجاهات الغزك في القرن ال اني الهجري ص‪.199‬‬
‫‬‫‪910-‬‬
‫وظلت هبه الظاهر الغريبة عل شع ارا العربية تتسع شيئاَ فشيئاَ‪ ،‬وتتوغك تنوغالَ تندريجياَ فني الشنعر‪ ،‬حتن‬
‫طندم القنرن ال اربنع النبي َي َعن َ َد العصنر النبهبي لشنعر الغلمنان بنال مننازع(‪ ،)1‬فوجندنا الشننع ارا طنند طنندموا الغلمننان علنن‬
‫عصرم‪ .‬وطد الحظ آدم متز تىشي هبه الظاهر وطاك‪« :‬ال ش‬
‫ه‬
‫النساا‪ ،‬وتغزلوا بهم أك ر بك ير من تغزلهم بنسو‬
‫أن الغزك البي طيك في التوجع من هو الغلمان يعادك ما طيك في هو النساا عل افطك‪.)2(»...‬‬
‫ونحن نزيد عل كالم آدم متز‪ :‬أن التغزك بالغلمان عند الخالديين فا ك ي اَر تغزلهما بافن ‪ ،‬فقد أتقنا هنبا‬
‫الىن‪ ،‬وحلقا فيَعالي َا‪ ،‬حت كادا أَ َن يسبقا ارئده افوك أبا نواف‪ ،‬فأخبا عنَ و ازدا فيَ‪ ،‬وشو اره بشريقتهما‬
‫الخاصة‬
‫غيرما من الشع ارا‪ ،‬والسيما بأساليبهما الىنية والبديعية‪.‬‬
‫التي تختل‪ ،‬عن ه‬
‫َ‬
‫َ‬
‫س ينأتي‬
‫ويظهر بل جلَياَ في هبه المقشوعة الغزلية التي تمتل ا بافوصا‪ ،‬ال حسَية فح د الغلمان‪ ،‬حي َ‬
‫أ بن و‬
‫ع مان الخالدي عل وص‪ ،‬مىاتنَ جزااَ جزااَ وكأنما يص‪ ،‬عب ارا بارعة في الجماك وال َحسن فيقوك(‪:)3‬‬
‫انقىـــــــــــــــــــــب جـــــــــــــــــــــالغن ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ‪.‬‬
‫ا ِك ىحـــــــــــــــــــِ جالـــــــــــــــــــ ىد ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِـــــــــاِر‬
‫اع‬
‫ِ‬
‫التاىاـــــــــا ِح‬
‫فـــــــــِ‬
‫شـــــــــ ال ى‬
‫شـــــــــ ِعر واـــــــــا‬
‫ِج ىا ِ‬
‫يـــــــــــ ِر ِف‬
‫ِخــــــــــد ى‬
‫اِــــــــــي ال‬
‫ا لرــــــــــــــو ِِ‬
‫الحجــــــــــــــ‪.‬‬
‫شــــــــــــــــــــ ىناِ جال‬
‫ســــــــــــــــــــج ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ى‬
‫واناــــــــــــــــــــا ِ‪.‬ا ِريـــــــــ‬
‫ـــــــــــ‬
‫وطد نزَك أبو ع مان يوماَ دي اَر في الموصك‪ ،‬والتق غالماَ فأعجبَ ك ي اَر‪ ،‬ف ار َ يتحندس عمنا كنان بينهمنا منن‬
‫‪ ،‬هبا الغالم طلبَ‪ ،‬فشَبهَ بالقمر‪ ،‬وشبَ نىسَ عبداَ بين يديَ‪ ،‬وهو مواله فبندت صنور غزلينة‬
‫مود ‪ ،‬وكم شغ َ‬
‫فائقنة‬
‫في الجماك م ير لخلجات النىف والعواش‪ ،‬الغ ارمية فقاك(‪:)4‬‬
‫قِ اـــــــــر ِجـــــــــ ِد ِي ِر ال ا ِو ِ‬
‫ِـــــــــ ِِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِِِـــــــــى‬
‫الِ ‪.‬‬
‫ِــــــ ِِي ِب فقِـــــ‬
‫لِـــــ ِ ِم ال ى‬
‫ِ‬
‫ســــــد‪:‬‬
‫ت اــــــ ِن ِح ِ‬
‫جــــ ِد لــــِ جرحــــداق ىن كــــِ يحيــــا جهــــا‬
‫ِاِـــــ ِت‬
‫فـــــا ِح ِا ىر اـــــن ِخ ِجـــــِد وكـــــم قِ ر‬
‫أنــــــــا ِ‪ِ .‬جــــــــد ِو ِقــــــــ ِوا‬
‫لــــــــِ ِاــــــــ ِولِى‬
‫قِجـــــــِ الحجيـــــــب فاـــــــِ‬
‫جهـــــــا أولـــــــى‬
‫قِجـــــــــِد فحجتـــــــــ ‪ِ.‬ـــــــــى ال ِا ِقِِـــــــــى‬
‫ا ِو ِج ِنــــــــة ِخ ِجِِــــــــى‬
‫ِ‪ِ .‬ينــــــــِ شــــــــقائ ِ‬
‫(‪ )1‬فيصك‪ ،‬شكري‪ :‬تشور الغزك بين الجاهلية واإلسالم ص‪.248‬‬
‫(‪ )2‬متز‪ ،‬آدم‪ ،‬الحضار اإلسالمية ‪.135/1‬‬
‫(‪)3‬الديوان‪.117 :‬‬
‫ال ىد ِ‪ :..‬سواد العين مع سعتها ‪ -‬المحيش باب دع ص‪.189‬‬
‫الغ ِن‪ :.‬مالحة العينين ص‪ 201‬بابغَن َ‪.‬‬
‫ي ِرف‪ :‬تض َرَج ال َخ َ َد‪ :‬ا َح َمر ‪ -‬باب ضرج ص‪.197‬‬
‫ال ى‬
‫‬‫‪911-‬‬
‫ش الشعر‪ :‬أي حلقَ‪ .‬صس‪.586‬‬
‫ِج ىا ِ‬
‫َ‬
‫ال ى‬
‫‪.،‬‬
‫ش ِنف‪ :‬ماعل َ في أعل افبن‪ ،‬ج‪ :‬شَنو َ‬
‫س ِج‪ :.‬كساا أسود‪.‬‬
‫ال ى‬
‫(‪ )4‬الديوان‪.145 :‬‬
‫‬‫‪912-‬‬
‫ِو ِكِــــــــــت‬
‫ِــــــــــ ِجرِ‬
‫ِ‬
‫‪.‬نــــــــــد ف‬
‫رقِ ِتــــــــــ ِ‬
‫ِ‬
‫فِ ِعرِفـــــــــت‬
‫كيـــــــــ‬
‫ف تِ ِحـــــــــىرا ال‬
‫ِ‬
‫ى ِكِـــــــــى‬
‫وه نا َ ص نورَ بديع نة ف ني التغ نزك بال نبكر عن ند أب ني ع م نان‪ ،‬ىب يص نور بل ن الغ نالم لش ند حس ننَ وجمال نَ بأن نَ‬
‫فتَان‪ ،‬طد أخرجَ خازن الجنة مخافةَ عل حواري الجنة أن تَ َىتَن فيَ كما في‬
‫طولَ(‪:)1‬‬
‫اســــــــــــ د و ا ال ىغــــــــــــ ر‬
‫كــــــــــــافو ر اخافـــــــــــــــ ِة أن‬
‫ت ِاـــــــــــــــتِ ِن ال حـــــــــــــــو ر‬
‫ريقتــــــــــــــــ خاــــــــــــــــرد وأنااســــــــــــــــ‬
‫أِخرجـــــــــــ «ريـــــــــــوان» اـــــــــــن دارِ‬
‫ِــــــــــ ِ‬
‫يِواــــــــــ النــــــــــا ‪ِ.‬ــــــــــى تي ه‬
‫والجـــــــــــــــد ر إ ِن تـــــــــــــــا‬
‫فِ ِا ِعـــــــــــــــ ور‬
‫ب بافَسن والحنزن الشنديد‪ ،‬ىبا منا فارطنَ غالمنَ‪ ،‬فتنهمن َر عينناهَ بالندمع عنند الب نين‪ ،‬وكأنمنا النبي‬
‫وهنو يصنا َ‬
‫يىارطَ محبوبةَ حقيقيةَ‬
‫فيقوك(‪:)2‬‬
‫داــــــــــو‪ ِ.‬فيـــــــــــ ِ أنـــــــــــوا ِـــــــــــ ِازر‬
‫وكــــــــِ فتــــــــى ‪.‬ــــــــال ــــــــوب ســــــــقم‬
‫وقِجــــــــــِ اــــــــــا يقــــــــــار لــــــــــ قــــــــــ ارر‬
‫فـــــــــ ا ِ ال ىـــــــــ ِوب انـــــــــِ اســـــــــتعار‬
‫وتتوال هبه المعاني موكداَ عليها أبو ع مان‪ ،‬فك ي اَر ما نجد حديََ عن البي َن‪ ،‬والى ار ‪ ،‬ولواع الهو ‪ ،‬وما‬
‫يحد َ بل البين في نىسَ‪ ،‬فيرسم صورَ وَداعيةَ أليمةَ‪ ،‬يظنن المنرا عنند سنماعها أن المىنار لنَ زوجتنَ أو‬
‫ىحند‬
‫ب عل المرا أن يىارطهَن كما في المقشوعة التالية(‪:)3‬‬
‫الحسناوات الالتي َيص َع َ‬
‫ِــــ ِجرِ لِ ِج ِي ِنــــ ِ‬
‫ِج ِن ِا ِســــِ ِح ِجيــــب جــــا ِن ِ‬
‫ســــــا‪ِ .‬ة ِوىد ِ‪.‬ــــــا‬
‫ِِنـــــِ جـــــال ِه ِج ِر حتـــــى لـــــو أِىننـــــِ‬
‫ِوأِِن ِ ح‬
‫تِِو ىجعــــا‬
‫وأِ ِوِد ِ‪ِ .‬نــــــِ الِ ِحــــــ ِازن‬
‫قِــــ ِ جــــي ِن ِج ِا ِنــــ ِِ أِِرِاــــد اــــا‬
‫س العاشن الولنَ المتنيم‪ ،‬ىب نجنده يتحند‬
‫س أ ب ن ي ع م ن ا ن ا ل خ ا ل ند ي ع ن ن ا ل ح نب ا ل غ ل م ن ا ن ي ح ند ي َ‬
‫وحندي َ‬
‫س‬
‫َ‬
‫ع نن‬
‫تجربة غ ارمي َة مع غالَم‪ ،‬يَص َوَر أن هو بل الغالم طد أَ َن َن‬
‫ح َك جسنده‪ ،‬وجعلنَ خيناالَ غينر مرئنوأين‪ ،‬أجىانن‬
‫َ‬
‫طد نَ‬
‫َ‬
‫ض دمعها فيقوك(‪:)4‬‬
‫اــــ‬
‫ِجــــــ ِور‬
‫ســـــ ى‬
‫ب‬
‫ِم الِ ِقـــــ ِوِ‬
‫ب لــــــوال‬
‫والحــــــ ا‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ـا‬
‫ِ‬
‫ــــــ‬
‫ف‬
‫لِاـــــر الِيـــــع ِ‬
‫ََ‬
‫ف‬
‫حك ِاــــــ ِ‬
‫لــــم ي ِجــــ ِ‬
‫ســــاا وال ِد ِاعــــا‬
‫ا لــــِ ج ِ‬
‫فِقــــ ِِ‬
‫فـــــ‬
‫ـِ اــــــد‬
‫ن‬
‫ف يجكــــــِ جــــــدا‬
‫اــــــدن ِ‬
‫ف‬
‫ومنن المالحنظ ك نر تأكي ند أب ني ع منان علن ه نبه المعناني الت ني أشنرنا ىليه نا سنابقاَ‪ ،‬ىب نج نده يرمني محبوب نَ‬
‫‬‫‪913-‬‬
‫الغالم بالظلم وافس ‪ ،‬لقل َة ما يصلَ‪ ،‬وك ر ما يقشعَ‪ ،‬ويشبَ وصلَ بالجن َة‪،‬‬
‫وطشيعتَ بالنار‪،‬‬
‫كالدهر في أح ازنَ وأف ارح ََ‪.‬‬
‫ومما يقوك فيها(‪:)1‬‬
‫(‪)1‬الديوان‪.125 :‬‬
‫(‪)2‬الديوان‪.125 :‬‬
‫(‪)3‬الديوان‪.139 :‬‬
‫(‪)4‬الديوان‪.140 :‬‬
‫‬‫‪914-‬‬
‫وان رضاه‬
‫وسخشَ‬
‫ـــــــــــ ىدق ِر ِي ِجقِــــــــــى وياِــــــــــم‬
‫اـــــــالم لـــــــِ وليتـــــــ الــــــــ‬
‫ــــــــــــك ىن جاـــــــــــا ِج ِهــــــــــــ ىنم‬
‫ِــــــــــــِ ِج ىنــــــــــــة ولـــــــــــــ‬
‫ِو ِ‬
‫ــــــــــ ىدق ِر ‪.‬ـــــــــر و ِاـــــــــأِتِم‬
‫يــــــــا وســــــــخر الـــــــــ‬
‫ِو ِر ِ‬
‫ومنن بنديع وصنىَ الحسني الغلمناني تلن الصنور التني يصن‪ ،‬فيهنا غالمناَ ينأتي فيهنا علن تشنابيََ فائقنة فني‬
‫الجماك وبديعة في الخياك(‪:)2‬‬
‫ت ِقــــــالِ ِِ‬
‫يــــــا قيــــــيجا ِي ِاــــــي تحــــــ ِ‬
‫وقــــــــــالال‬
‫يرنــــــــــو ِج ِع ِي ِنــــــــــ ِِ ِ‬
‫ــــــــــ ِاز ِِ‬
‫ســـــــــــ ِنا و‬
‫دنـــــــــــ ىو ال ى‬
‫ج ِعـــــــــــ ِد ال ِا ِنـــــــــــا ِِ‬
‫ســــ ِنا‬
‫ِ‬
‫انــــ ِ يــــا‬
‫ش ِا ِ‬
‫شــــ ِا‬
‫تِ ِعِى ِاــــ ِت ال ِ‬
‫ويبدو أن شاعرنا كانت تأخبه الحاك‪ ،‬ىبا ما جلف مع غالم ونناك منن منا يريند فنإبا كنان بلن الغنالم أل نغ‬
‫نجن َد أبنا ع منان يل نغ كل غت نَ‪ ،‬فمنا هنبا التوافن واالنسنجام الروحني العجينب؟ فيبندو أننَ يع ني‪ ،‬حالنةَ غالمنَ‬
‫حركنة‬
‫بحركة ول غة بل غة كما في هبين البيتين(‪:)3‬‬
‫وشـــــــا ِدن قِـــــــت لـــــــ اـــــــا اســـــــا‬
‫فقــــــــــاِ لــــــــــِد جــــــــــال‬
‫ِـــــــــــرت اـــــــــــن لِ ِ ِغ ِتـــــــــــ ِ‬
‫فِ ِ‬
‫غ ِن ِ‪ .ِ :.‬ىجــــــــــا‬
‫فقِـــــــــت‪ :‬أيـــــــــ ِن الكـــــــــا‬
‫والرـــــــــا‬
‫أِِل ِغـــــــــــا‬
‫اعر ومعاني‪ .‬أوابا ما‬
‫وهبا يوكد ‪ -‬ما طلناه سابقاَ ‪ -‬عل خىة روحَ ورطة مش ه‬
‫انتقلنا بالحديس ىل أبي بكر الخالدي‪ ،‬نالحظ أنَ هو اآلخنر لنم تكنن معانينَ الغزلينة بأطنك شنأناَ منن‬
‫معاني أخيَ‪ ،‬ولم يكنن وصنىَ الحسني بأطن َك دطنةَ وروعنةَ وجمناالَ منن أوصنا‪ ،‬أخينَ الغلمانينة‪ ،‬فهنو ال يقنك‬
‫شنأناَ ‪-‬‬
‫في هبا المضمار ‪ -‬عن أبي ع مان‪ .‬ىال أن النمنابج التني بنين أيندينا توكند لننا هنبا الكنالم‪ ،‬وأك نر منا تتجلن هنبه‬
‫س يصن‪ ،‬فيهنا غالمناَ وصنىاَ حسنياَ‬
‫َ‬
‫افوصنا‪ ،‬الحسنية البديعنة فني تلن افبينات التني يتناولهنا أبنو بكن َر‪ ،‬حين‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ع‬
‫ر‬
‫ا‬
‫ب‬
‫َ‬
‫فيقوك(‪:)4‬‬
‫ِوِج ِد ِر‬
‫دجى ِي ِاشِ‬
‫ج ِ ِن ِر ِرب‬
‫ِ ِعب‬
‫ِد ِنا نور ل ِك ِن ِ‬
‫تِِناول‬
‫ب ال ىنا ِ‬
‫كأ ىن قِو ِ‬
‫ك‬
‫إ ا اا ِج ِدا أِ ِرِ ج ِ‬
‫ىِ ِنا‬
‫ِا ِر‬
‫فِ‬
‫ِق ِِب‬
‫حجِ‬
‫وعل غ ارر ما وجدنا عند اف افصغر أبي ع مان‪ ،‬نجد افمر باتَ عند أبي بكن َر وبلن ك نر حدي نَ عنن‬
‫َف ار غالمَ الحبيب لَ‪ ،‬ومقدار افس والوجد البي يقاسيَ ىبا ما با َن عنَ‪ ،‬وكم هي افدمع المنهمر في‬
‫وداعَ‪،‬‬
‫كمننا فنني هننبه المقشوعننة التنني تصننور هننبا الموطنن‪ ،،‬ىضننافة ىلنن بعننع افوصننا‪ ،‬الحسننية بألىنناظ جزلننة‪ ،‬وتشننابي‬
‫بديعة‪ ،‬وعبا ارت منمقة‪ ،‬فيقوك(‪:)5‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.147 :‬‬
‫‬‫‪915-‬‬
‫(‪)2‬الديوان‪.146 :‬‬
‫(‪)3‬الديوان‪.114 :‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪.15 :‬‬
‫(‪ )5‬الديوان‪.31 :‬‬
‫‬‫‪916-‬‬
‫يا ناـ اـوتِ فِقِـ ِد‬
‫ِجـ ىد السـى‬
‫اـوتِ‬
‫شـــــ ِاِِ‬
‫ِيـــــ ِوم ال ِاـــــارا ِرِاـــــى ِ‬
‫شـــــتىتِ‬
‫فِ ِ‬
‫ِلـــــ ىِ ِـــــ ِداةِ ال ِجـــــ ِي ِن‬
‫ِج ِكـــــى إ‬
‫حـــــي ِن ِأرِِ‬
‫فِـــــ ِد ِا ِع ِتِ‬
‫ِ‬
‫ِــــب‬
‫اــــا كنــــ ت أِىو ِِ ِ‬
‫يــــر ِا ِجخــــو ِت‬
‫ِرِاـــــــــا رجـــــــــِ جتاريـــــــــا‬
‫شـــــــــتي ِت‬
‫وتِ ِ‬
‫ِد ِاعـــِ ِياـــيِ‬
‫وحـــالِ حـــاِ ِا ِج هـــو ِت‬
‫ِوِداعــــــــــ ِوب در‬
‫ا يــــــــــاقو ِت‬
‫فِــــــــــ ِو ِ‬
‫ِ ِوب ِيـــــاقو‬
‫ت ِ‪ِ.‬ـــــى ِ ِقـــــب‬
‫وهنو يتوسنك ىلن حبيبنَ الغنالم النناز عننَ ىلن أر َ‬
‫ع أَ َخنَر أن يهبنَ دمعناَ‪ ،‬وبلن لك نر منا همنرت عينناه منن‬
‫دمن َع‬
‫عل ف ارطَ كما يقوك في هبه افبيات(‪:)1‬‬
‫شــــــا ِقد أِ ِاــــــ ِرِ ِ‪.‬ــــــ ِن ا ِغ‬
‫أِِن ِجـــــا ِ ِ‬
‫يجــــــ‬
‫يـــــا نازحـــــا نز ِحـــــ ِت داعـــــِ قِ ِري ِعتـــــ‬
‫ِو ِجـــــ ىد ِجـــــ اد ال ِهـــــوِ‬
‫جـــــِ فـــــِ تِِ اع ِجـــــ ِ‬
‫ِِِ ِيـ ِ جـ ِ‬
‫ِق ِب لِ ان ال ىد ِا ِ اـا أجكـِ ‪.‬‬
‫ومنن أَعنبب أشنعاهر الغزلَينة فني الغلمنان‪ ،‬وأد أوصنافَ فيهنا‪ ،‬وك نرَ الصنور الىنينة والجمالينة والحسنية التني‬
‫س يري َشنها بأنامن َك فنين َة بديعن َة وجميلن َة‪،‬‬
‫نع نر عليهنا عنند أبني بكنر‪ ،‬تلن القصنيد الىائقنة الجمناك فني تشنبيهاتها حين َ‬
‫لبل آ رنا أن نبقيها في الختام كي تكون شاهداَ جلَياَ عل مقدر الشاعر الىنية و َحسن َن تأَتَين ََ للمعناني‪ ،‬وممنا‬
‫يقنوك‬
‫فيها(‪:)2‬‬
‫ِأ ار ِ ال ى‬
‫يـ ِر‬
‫ِج ِدا ف‬
‫شـا فـِ الغِـ ِن ال ىن ِ‬
‫ِقـالِ دجـى لِـ ِوالِ الخال ِخـِ فـِ ال ى‬
‫شـ وِ‬
‫ِ ِقــــ ِد ال ى‬
‫شــــ ِو ِ‬
‫ا تيهــــا وِن ِخــــ ِوة‬
‫ِوِيــــ ِن ِام ‪.‬‬
‫ســــ ود ِ‬
‫ا ا ِح ِاــــ‬
‫ِــــ ِد فِــــ ِو ِ‬
‫ِوا ِ ِ‬
‫ر ِو ِج ِنــــة‬
‫شـــا‬
‫ا ال ِح ِ‬
‫فِ ِكـــ ِم يـــا اراـــا ِجـــائ ار تِِرشـــ ِ‬
‫ِوقِ ِاــــــت فــــــاادِ ِجــــــ ِي ِن ِقــــــم‬
‫ســــــ ِرة‬
‫و ِح ِ‬
‫يـــا ِجعِ‬
‫ف أِىنـــى جـــت جـــ ى‬
‫ويـــا ِ‬
‫ر ِيـــ ِ‬
‫تا ِ‬
‫ِ‬
‫ســــاِاقة‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‪.‬ــــ د ِات ِ يــــا ِاــــ ِن ار ِم شــــعر ِ‬
‫ودادِ لهـــــــــم ِدان وأاـــــــــا ودادقـــــــــم‬
‫ســاا ِيــ ىد‪ِ.‬‬
‫واــا ي ِح ِســن الخِخــاِ فــِ ال ى‬
‫و ِ‪ِ .‬ي ِنــِ ِا ِهــاة ال ىراــِ‬
‫فــِ القِ ِاــ ِر ال ِجــ ِد ِر‬
‫ا ِجــِ ِنقــا لــوال الا ِنــا ِرا‬
‫وِ‬
‫ِــ ِر‬
‫خ‬
‫ل‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ف‬
‫ِ ِ‬
‫ا در‬
‫جيـــــاقو ِت ِخـــــد فِـــــ ِو ِ‬
‫اـــــن الـــــدر‬
‫سـ وقاتيـ ِ‬
‫تِِرِ ا اـن ِا ِ‬
‫اـن ِخ ِاـ ِر‬
‫ســـ هِم ِو ِجـــد اـــن ِفـــ ِارا‬
‫ِجأِ ِ‬
‫ِ‬
‫واـــن ِق ِجـــ ر‬
‫ِجـــ ِ ِكر‬
‫ِ ِيـــف‬
‫لِـــ ِي ِجـــ ِرِ ِو ر‬
‫ســـ ِرِ‬
‫لِـــ ِي ِ‬
‫ِكأن اـا قـد سـار فـِ ال رِ‬
‫اـن ِ ِكـرِ‬
‫ِاتِـى ك ِنـ ِت ِاـ ِن أِ ِقـ ار ِن ِقـارو ِت‬
‫فـِ السـ ِح ِر‬
‫فاــِ ‪.‬نــا ال ِع ِنقِــا أِو‬
‫ســ ِر‬
‫انســر ال ىن ِ‬
‫ســـ ِن ال ِقـــالِدة‬
‫جأنـــ لـــ ح ِ‬
‫فـــِ ال ىن ِحـــ ِر‬
‫‪-100-‬‬
‫وخالصة حدي نا عن هبه الظاهر الشاب عند الخالديين‪ :‬أن التئشنبيب بالغلمنان‪ ،‬والتغنني بمىناتنهم‪ ،‬والعبنس‬
‫بهنم عب ناَ جسندياَ شناباَ‪ ،‬طند شغن علن جنزا كبينر منن شنعر الغنزك عنندهما‪ ،‬ويبندو أن هنبه الظناهر مألوفنة غينر منبوب‬
‫في بل العصر‪ ،‬لدرجة أن بعع افم ارا والنوال طند آووا فني مجالسنهم الغلمنان منن افعناجم وغينهرم ممنن‬
‫(‪ )1‬الديوان‪.29 :‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ .55 :‬الشو ‪ :‬اليدان والرجالن‪ ،‬وافش ار‪.،‬‬
‫‪-100-‬‬
‫أت مع الىرف والتر وتغزلنوا بهنم(‪ .)1‬فكين‪ ،‬بشناعرينا أال يتغنزال بالغلمنان منا دام ولني أمنهرم ال يننص عقوبنةَ فني‬
‫حقهم وفي ح غيهرم‪.‬‬
‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن ظناهر عشن الغلمنان‪ ،‬والولنع بهنم‪ ،‬والتغنني بجمنالهم‪ ،‬والهينام بمىناتنهم غندت فني‬
‫هبا القرن «نبر شعرية اجتماعية شاغية ترسم لنا صور مجتمع بي اتجاهات وعادات عقك سوي‪.)2( »...‬‬
‫س ألىاظنَ ومعانينَ وصنوهر وتشنبيهاتَ‪،‬‬
‫واضافةَ ىلن منا سنب ‪ ،‬نجند أن شنعر الغلمنان عنند الخالنديين منن حين َ‬
‫ت علن ن ألىاظن نَ النعومن نة‬
‫دا َر فن ني ال َىلن ن َ نىسن ن ََ الن نبي دار فين نَ شن نعر التغن نزك بن نافن عنن ندهما‪ ،‬حين ن َ‬
‫سغلَبن ن َ‬
‫والخىن نة‬
‫والرشنناطة‪ ،‬وسننيشرت علنن معانيننَ الرطننة والجمنناك‪ ،‬وبننرزت فنني صننوهر افل نوان الحضننارية المترفننة‪ ،‬هننبا ىضننافة ىلنن‬
‫المحسنات اللىظية‪ ،‬والزخار‪ ،‬الشكلَية‪ ،‬والتالعب بافلىاظ والمعاني عل حد سواا‪.‬‬
‫(‪ )1‬أبو رحاب‪ ،‬حسان‪ :‬الغزك عند العرب‪ 181 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال اروي‪ ،‬عبد اللشي‪ ،،‬المجتمع الع ارطي في شعر القرن ال اربع الهجري‪ ،‬ص‪ 162‬وما بع دها‪.‬‬
‫‪-101-‬‬
‫االا ال ارج‬
‫الد ارسة االنية‬
‫ اللغة الشعرية‪:‬‬‫ اال ازوجة جين ال لااا‬‫ التعجير جغة الون‬‫ اال نزياح‪:‬‬‫أ ‪ -‬اال نزياح ‪ِ.‬ى االستوِ التركيجِ‬
‫ب‪ -‬اال نزياح ‪ِ.‬ى الاستوِ العرويِ‬
‫جـ‪ -‬اال نزياح ‪ِ.‬ى االستوِ الدال لِ‬
‫‪ -‬اإليقاع‪:‬‬
‫ إيقا الواجت‪:‬‬‫أ ‪ -‬الوزن‬
‫ب‪ -‬القافية‬
‫ ايقا االخت ارقات‪:‬‬‫أ‪ -‬إيقا التري ب‪ -‬إيقا‬
‫التدوير‬
‫جـ‪ -‬إيقا التجني‬
‫‪ -‬المعجم الشعري‬
‫‪ -‬إيقا التك ارر‬
‫ الصورة الشعرية‪:‬‬‫ااهوم‬
‫‬‫الِورة ‪ -‬جنية‬
‫الِورة‬
‫أناار‬
‫‬‫الِورة‪:‬‬
‫الورة الحسية‬‫ الورة التجريدية ‪-‬‬‫الورة االفت اريية ‪-‬‬
‫الورة االنرجا‪.‬ية‬
‫‪-102-‬‬
‫ الورة الرازية ‪-‬‬‫الورةالوقاية‬
‫ واائف الِورة‪- :‬‬‫الواياة اإل‪.‬الاية ‪ -‬الواياة‬
‫االجتاا‪.‬ية‬
‫ الواياة الناسية ‪-‬‬‫الواياة الجاالية‬
‫‪ -‬الوحدة العضوية والموضوعية‬
‫‪-103-‬‬
‫الغة الشعرية‬
‫المنناد افوليننة للغننة ‪ -‬أيننة لغننة ‪ -‬ه ني افلى ناظ المى نرد ‪ ،‬وترتي نب ه نبه افلى ناظ ض نمن الت اركي نب تق نديماَ أو ت نأخي اَر‪،‬‬
‫ىضافة ىل العالطات النحوية المتنوعة التي تربشها‪ ،‬هو البي يحملَها بدالالتها المعنوية بلن أن «افلىناظ ال تىيند حتن تََولن‪،‬‬
‫ض نرباَ خاص ناَ م نن الت نألي‪ .،‬وَيعم ن َد به نا ىل ن وج نَ دون وج نَ م نن التركي نب والترتي نب‪ ،)1(»...‬وبم نا أن «اللىننظ هننو‬
‫المنناد افولن فني بن ناا القصننيد الشننعرية‪ ،‬فهننو ‪ -‬بمننا ي ي نهر مننن أشننكاك ‪ -‬يمنحهننا الصننور‪ ،‬وبمننا في نَ مننن جننرف‪ ،‬يهبهننا‬
‫اإليقاع‪.)2(»...‬‬
‫وينبغي أن ن ميز هنا بين ضربين من ضروب اللغة‪ ،‬أولهمنا اللغنة المعيارينة اإلبالغينة‪ ،‬و انيهمنا اللغنة‬
‫الىنية البالغية‪ ،‬وافول ‪ -‬كما هو معرو‪ - ،‬لغة العلوم والخشاب اليومي الهاد‪ ،‬ىل تصوير الحقائ ك ما‬
‫هي عليَ ‪ ،‬فيما تجنح ال انية ىل تصوير الواطع كما ين بغي أن يكون‪ ،‬وهي لغة افدب شعهر ون هر‪.‬‬
‫وتنب نع جمالي نة اللغ نة م نن ارتباشه نا باإليق ناعإ فن «جمنناك اللغننة شري ن نحننو شنناعرية افلىنناظ والمعنناني‪ ،‬ونحننو‬
‫استحسان الصور والخياك‪ .‬وتتضح جمالية مبن القصيد من مباشر النظر في ألىاظها‪ ،‬ومن استسناغة النشن بَ َجن َر َ‬
‫ف‬
‫حروفها‪.)3(»...‬‬
‫ومن َم فإننا سندرف اللغة الشعرية عند الخالديين وعالطتها باإليقاع من خالك مستويات عد ‪ ،‬انشالطاَ من‬
‫تركيب الكالم‪ ،‬ومرو اَر بلغة افلوان‪ ،‬واالنزيا ووصوالَ ىل المعجم الشعري واإليقاع‪.‬‬
‫ اال ازوجة جين ال لااا ‪:‬‬‫َي َع َم َد الخالديان في بناا لغتهما الشعرية ىل نوع م ير من الم ازوجة بين افلىاظ هي أطرب ىل التننافر منهنا‬
‫ىل التنآل‪ ،،‬أو ىسنناد لىنظ مبتنب َك ىلن آخنر ىسنناداَ يزينك هنبا االبتنباك ويمنحهمنا معناَ شاطنات داللينة موحينة‪ .‬وأوك‬
‫أنواع هبه الم ازوجة‪ :‬اإلسناد الخبري ومن أم لت طوك أبي بكر الخالدي في وص‪ ،‬ىحد طصائده(‪:)4‬‬
‫ِ ِجري ِز فــــِ كــــف ِنا ِقــــ ِد‬
‫فهــــا قــــِ كــــا إل‬
‫ســـ ِه ِرت لهـــا والـــ ىن ِجم فـــِ ال ِفـــ ِ‬
‫ا ِنـــا ِئم‬
‫ِ‬
‫وطولَ في وص‪ ،‬نقع المعركة(‪:)5‬‬
‫ســـيو ِ‬
‫ف ِكأ ىنـــ‬
‫يـــ ِرِ فيـــ ِ إِي ِاـــاِ ال ا‬
‫وطولَ في الحس عل المجون واللهو(‪:)6‬‬
‫ِـــــــــــا‬
‫ِفأ ىيـــــــــــام ال هاـــــــــــوِم اقِ ى‬
‫ِِ‬
‫ت‬
‫خــدود ال ِغــ ِوانِ وال ِع ِجــاف لهــا خ ِاــر‬
‫وأِىيــــــــام ال ا‬
‫ِيــــــــ ار‬
‫ســــــــرو ِر ر‬
‫تِ ِريــــــــر‬
‫(‪ )1‬الجرجاني‪ ،‬أس ارر البالغة ص‪.4‬‬
‫(‪ )2‬الرباعي‪ ،‬عبد القادر‪ :‬الصور الىنية في شعر أبي تمام ص‪.241‬‬
‫(‪ )3‬عم ارن‪ ،‬عبد اللشي‪ :،‬شعر أبي ف ارف الحمداني دالالتَ وخصائصَ الىنية ص‪.204‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪.48‬‬
‫(‪ )5‬الديوان‪ :‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )6‬الديوان‪ :‬ص‪.55‬‬
‫‪-104-‬‬
‫فالجمك االسمية (النجم نائم ‪ /‬العجا َجخم َر‪ /‬أينا َم الهمنوم مقصصنات) جناا فيهنا الخبنر خارجناَ عنن منألو‪،‬‬
‫اللغة النموبجيةإ فمنحها نوعاَ من الشعرية التي تش َد المتلقي‪.‬‬
‫‪ ،،‬فننلمح تعنابير منن م نك ( نوب الندج ‪ ،‬سناع َد‬
‫ولعك أك ر أننواع هنبه الم ازوجنة وروداَ فني شنعهرما التضناي َ‬
‫العلي ناا‪ ،‬خي نوك الله نو‪ ،‬ج ني‪ ،‬الهم نوم‪ ،‬س نو اإلش نارب‪ ،‬حس نام الىك نر‪،‬خن َ َد ال نر ‪ ،‬كس ناا التق ن ‪« ،).... ،‬والبنننناا‬
‫اإلضافي‪ ،‬ىب هو مول‪ ،‬من نعت محسوف واسم مجرد‪ ،،‬يقصد ىل تحويك المج َرد ىل ماد ‪ ،‬وبل بتقييده بتأ ير‬
‫نىسي أو بوطي‪ .)1( »...‬يقوك(‪:)2‬‬
‫ا ـــــوب الـــــ ادجى ورـــــاب الهـــــوا‬
‫ِرر ى‬
‫وتِــــــــــــــ ِدلى ِت لِِ ِاغــــــــــــــ ِر ِب ال ِجــــــــــــــ ِو ِاز‬
‫فقد تبد الدج تحت ريشنة أبني بكنر وبناَ أسنوَد ر شنيئاَ فشنيئاَ حتن شناب السنمر فينَ‪ .‬أمنا خينوك لهنهو‬
‫تخَبباَ في طولَ (‪:)3‬‬
‫فقد َج َر َ‬
‫خيـــــــوِ ِجــــــــ ِر ِت ِخ ِججــــــــا‬
‫لِ ِهـــــــو‬
‫جنـــــــا‬
‫فِاــــــــــا ِخ ِجــــــــــ ِت نارنــــــــــا وال ِوقِاِــــــــــ ِت‬
‫فإضافة اللهو ىل «خيوك» من ىضنافة المجنرد ىلن المحسنوف وهني ‪ -‬دون رينب ‪ -‬ىضنافة تَحىنز المتلقني‬
‫عل ىعماك بهن في هبه الم ازوجات الشريىة وتجعل يتىاعك مع النص الشعري بشكك أكبر‪.‬‬
‫و منننة م ازوجنننات علننن مسن نتو الىعنننك تبن ندو للسن نامع ‪ -‬أوك وهلنننة ‪ -‬غين نر مألوفنننة‪ ،‬اسن نتشاع الخالن نديان ‪-‬‬
‫بب ارعتهما المعهود ‪ -‬أن يجعالها ىحد دعائم لغتهمنا الشنعرية التني اعتمنداها فني ك ينر منن الصنور‪ .‬ونمَنك لهنا‬
‫بقوك أبي بكر في وص‪ ،‬الخمر (‪:)4‬‬
‫ســــــتِها الــــــ ادقور أِِرِد ِيــــــ ِة الرىقـــــــ‬
‫قــــــد ك ِ‬
‫ــــــــ ِة حتىـــــــى ِجاِــــــــا لِـــــــ ِد ِيها الهــــــــوا‬
‫وطولَ في وصىها أيضاَ (‪:)5‬‬
‫ســـــاِ ِر ِت فِ ِغـــــا ِر ِح ِجاجهـــــا اـــــن لِ ِح ِا ِنـــــا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِــــــــا ِر ِنقِاجــــــــا‬
‫فِ ِعــــــــال ِا ِحا ســــــــ ِنها ِو ِ‬
‫وطولَ في وص‪ ،‬الدي (‪:)6‬‬
‫ِـــــــــج ِقـــــــــيى ِ‪ .‬الرى ِرجـــــــــا‬
‫ارـــــــــرب ال ا‬
‫لِ ىاــــــا قِيــــــى الِىيــــــِ ِن ِح ِجــــــ ا ِنتِ ِحجــــــا‬
‫فقولَ (الهواا جىا‪ ،‬والخمر سىرت‪ ،‬وحبابها طد غار من اللحنظ‪ ،‬واللينك طضن نحبنَ) م ازوجنات لىظينة أَ َن َسن َن‬
‫الىع َك فيها الىاع َك وبس فيَ ‪ -‬وهو الجماد ‪ -‬الحيا والحركة في ىشار بديع‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫س يم نازج الش ناعر ‪ -‬فنني ك يننر مننن‬
‫ونم نك أخي ن اَر له نبه الم ازوجنات بم نا س ن َماه كنوهن النع نوت المتن نافر ‪ ،‬حين َ‬
‫افحيان ‪ -‬بين الحسي والمج َرد أو الحسي والحسي أو المج َرد والمجنرد‪ ،‬فَي َسن َم َوان بنالمنعوت عنن مسنتو االبتنباك‬
‫(‪ )1‬عكام‪ ،‬د‪ .‬فهد‪ :‬اللغة في شعر أبي تمام ‪ -‬عالم الىكر ‪ -‬م ‪-16‬ع‪ -1985-4‬ص‪.947‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪ - 9‬الجو ازا‪ :‬برج من بروج السماا‪.‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )5‬الديوان‪ :‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )6‬الديوان‪ :‬ص‪.17‬‬
‫(‪ )7‬كوهن‪ ،‬بنية اللغة الشعرية ص‪.110‬‬
‫‪-105-‬‬
‫اللغوي ىل مستو أرفع مح َمك بدااللت تعبيرية موحية وسو‪ ،‬نم ك لبل بم ا َك واحد يص‪ ،‬فيَ أبو بكنر الخمنر‬
‫فيقوك(‪:)1‬‬
‫ســ ِقنيها حتىــى تــرِ ال ى‬
‫ِـــــــــ ِا ار‬
‫شــا فــِ الـــ‬
‫فا ِ‬
‫ــــــــــ ِغ ِر ِب ‪ِ.‬يهـــــــــا ِالِلـــــــــة ِ‬
‫قهــــــــــــوة جاجِيــــــــــــة كــــــــــــ ِدم ال ى‬
‫شـــــــــــــــ ِارا‬
‫شــــــــــــا‬
‫ِد ِن جكـــــــــــــــ ار ل ِك ىنهـــــــــــــــا ِ‬
‫ت بأنها بكَر وشنمشاا فني آن معنا‪ ،‬فهني بكنر لنم َي َىنتع ىنااهنا أحن َد سنواه‪ ،‬وشنمشاا فنهنا معتقنة‬
‫فهبه القهو ن َعتَ َ‬
‫منننب زم نن سننحي ‪ ،‬فهنني (بكننر ‪ -‬ش نمشاا)‪ ،‬والبك نار والش نمش ص نىتان تََن َع نت بهم نا افن ن ف ني ح نالين مختلى نينإ ىال أن‬
‫الشاعر أده‪ ،‬المتلقي بهبا النعت وارتق بشعهر درجات في سلَم الشعرية وافدبية‪.‬‬
‫ التعجير جغة الون‪:‬‬‫س نجن َد افلنوان ‪ -‬محملنة‬
‫يتكن ا الخال نديان ‪ -‬فني بنناا لغتهمننا الشنعرية ‪ -‬علن المعجنم اللنوني اتكنا َا شنديداَ‪ ،‬حين َ‬
‫بدالالت وايحااات متعدد ‪ -‬تتداخك ضمن فضائهما الشنعري‪ .‬واللنون كشنيا مجنرد ال يقنوم بندوهر النداللي علن وجهنَ‬
‫افم نك منا لنم يندرف ضنمن سنياطَ الشنعري العنام‪« ،‬بلن أن شنعرية اللنون ‪ Poetry of Colour‬كمنا أسنماها جنون دونني‬
‫تنب ن ن ن ن ىشن ن ن نكاليتها من ن ن نن منظومن ن ن نة عالطن ن ن نات يحتن ن ن نك الشن ن ن ناعر مركهزن ن ن نا باتجن ن ن ناه التن ن ن ن ارس‪ ،‬والشبقن ن ن نة والعصن ن ن نر واللغنن ن ن نة‬
‫واإليديولوجيا‪ .)2(»...‬ولغة اللون تكاد تكون لغة ىنسانية عامة‪ ،‬ىب تشتر افلوان ‪ -‬عل افغلب ‪ -‬في دااللت محدد عنند‬
‫كنك‬
‫الشعوب‪ ،‬فافسود رمز الحزن والتشاوم والموت‪ ،...‬وافحمر رمز الدم والجنف والشهو ‪ ،...‬وافبيع رمز العىا‪،‬‬
‫والشهار والصحة‪...‬‬
‫وطد استشاع الخالديان أن يوظَىا اللون ‪ -‬بدااللتَ المتنوعة ‪ -‬في نسي لغتهما الشعرية‪ ،‬حت ىن ك ي اَر من‬
‫صوهرما كانت طائمة عل اللون ودالالت الرمزية‪ .‬ومن بل طوك أبي بكر(‪:)3‬‬
‫ِزِرقِــــــــــا ِ تِ ِح ِاِهــــــــــا ِيــــــــــ‬
‫ِـــــــــ ِا ار ِ فـــــــــِ قـــــــــارورة‬
‫وا ِدا ِاـــــــــة ِ‬
‫يــــــــــا‬
‫ي‬
‫ج‬
‫د‬
‫ِِ ِ‬
‫ا‬
‫ســــــــ ِاا‬
‫ا‬
‫ــــــــ‬
‫ن‬
‫ل‬
‫إ‬
‫ا‬
‫و‬
‫ب‬
‫ــــــ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ر‬
‫ق‬
‫ف‬
‫ــــــــ‬
‫ك‬
‫ل‬
‫ا‬
‫و‬
‫شــــــ ِا وال ِح ِجــــــاب ِك ِواكــــــب‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫فــــــال ىارح ِ‬
‫ِ‬
‫فالشاعرح َشند منن افلنوان منا يولن‪ ،‬لوحنة فنينة غنينة بإيحاااتهنا ورموهزنا‪ ،‬فيتخينك المتلقني هنبه اللوحنة فني‬
‫نصننر مننن البيننت افوك بمنننا شننناكه مننن العناصنننر التننني جننناا بهنننا الشنناعر فننني بيتننن ال ننناني‪.‬‬
‫بهننن‪ ،‬وي ننربش كنننك ع ن‬
‫ب بنافلوان فني رسنم صنوهر‪ ،‬ويىنت ََن فني الم ازوجنة بينهنا‪ ،‬فت ينر هنبه افلىناظ‬
‫والشاعر ‪ -‬في طصنيد أَخنر ‪ -‬يتالعن َ‬
‫مخَيلة المتلقي لتت ارا لَ لوحة بديعة لحمتها وسداها اللون وفضاهو الداللي(‪:)4‬‬
‫ِـــــ ِجاح الانيـــــر قـــــد ن ِشـــــ ِر ِت ِا ِنــــــ‬
‫وال ى‬
‫ــــــــ ‪ِ.‬ـــــــى الِ ِر ِ‬
‫ِ ِرِيرـــــــة جييـــــــا‬
‫فلننون الصننبا يتنن ارا عننند ب ننزوف الىجننر كنمننالا بيضننناا تلنن‪ ،‬اففنن ‪ ،‬فينشنننش الشننناعر ىلننن مجنننالف أنسننن وشربَ‪ ،‬ويشلب‬
‫ىل ال َساطي أن َيتر َع لَ كووف الشال‪ ،‬حت تغرب الشمف‪ ،‬وهو هنا ال يص َر ببكر فعك الغروب ب نك يتو َس نك‬
‫ب ناللون افص نىر ل نون الشنمف وه ني تج نن َح ىل ن الغ نروب للتعبي نر ع نن م ن ارده‪ ،‬أم نا الخم نر الت ني يتش نهاها‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )2‬دياب‪ ،‬محمد حافظ‪ :‬جماليات اللون في القصيد العربية ‪ -‬مجلة فصوك ‪ -‬القاهر ‪ -‬م ‪ - 5‬ع‪ - 2‬ف(‪1985‬م) ‪ -‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪ - 10‬الريشةَ‪ :‬طشعة من القما‪ ،‬جمعها َرَيش ورياش‪.‬‬
‫‪-106-‬‬
‫الشاعر فهي خمنر حمن ارا طانينة كندم الغن ازك تمين َك ىلن الصنىر عنندما تمنا بهنا الجامنات‪ ،...‬نم ينبنري الشناعر ‪-‬‬
‫ب منن دَنهنا المقَينر فتت ن ارا لنَ كنالعقي المنسناب منن السنب‬
‫بمهننار ‪ -‬فني رسنم صنور أخنر للخمنر وهني تنسنك َ‬
‫افسود‪ ،‬أو كالضياا المنسك من الظالم‪ ،‬وطد بقيت هبه افلوان محافظة ‪ -‬في ك ير من افحيان ‪ -‬عل دااللتها المألوفنننة‪ ،‬أو‬
‫المتعنننار‪ ،‬عليهنننا بننين النننناف ف نناللون افصنننىر لننون النمننرع والسنننقم‪ ،‬وافبننيع المشننوب بحمنننر لننون‬
‫الصحة والشباب‪ ،‬وبخاصة في سيا الم أر ‪ .‬يقوك(‪:)1‬‬
‫جكـــــى إلـــــ ىِ ِـــــ ِداةِ ال ِجـــــ ِي ِن حـــــي ِن أِرِ‬
‫ِ‬
‫حـــاِ ِا ِج هـــو ت‬
‫ا يــــــــــاقو ِت‬
‫فِـــــ ِدا ِعتِ ِ ِوب ِيـــــاقوت ِ‪ِ.‬ـــــى ِقـــــب‬
‫ِوِداعــــــــــ ِوب در فِــــــــــ ِو ِ‬
‫ِاـــيِ وحـــالِ‬
‫ِداعـــِ ي‬
‫ت أل نوا َن مألوف نَة ل ند الس نامعين‪ ،‬ف نبك َر الي ناطوت‬
‫فالش ناعر‪ ،‬وان ل نم ي نبكر افل نوان بألىاظه نا‪ ،‬بك نر أش نيا َا با َ‬
‫يستدعي ىل المخيلة صور بصنرية يهنيمن عليهنا لنون الحمنر‪ ،‬والنبهب يسنتدعي اللنون افصنىر‪ ،‬والند َ َر الشنىافيةَ‪ ،‬أو ما‬
‫يمكن أن يشل عليَ صىة الال لون‪ .‬فقد أطام الشاعر صورتَ الىنية علن دااللت هنبه افلىناظ ‪ -‬فهنو منن‬
‫ش َد جزعَ من البين والى ار ‪ -‬تهمي عينَ بدمع ممزوج بالدم عل خن يد أسنقمَ العشن فجعلنَ أصنىر شناحباَ‪،‬‬
‫وأمنا‬
‫ارحت تجنوك فنو َخندها افسنيك المشنوب بحمنر‬
‫محبوبتَ فقد كانت أَطك تأ اَر منَ‪ ،‬فانهمرت عيناها بدموع‬
‫كالدرر‬
‫الصحة والجماك‪.‬‬
‫وك ين اَر منا يلجنأ الشناع ارن ىلن هنبا افسنلوب‪ ،‬أعنني رسنم صنور لونينة باالعتمناد علن أش نياا تصنشبغ بنألوان محدد‬
‫مألوفة (فالسب والظالم يدالن عل السواد‪ ،‬والبهب عل الصىر والىجر عل البيناع‪ ،)...‬بيند أنهنا تسنتخدم‬
‫ضمن ت اركيب تبعس عل الدهشة واالستغ ارب ونم ك لها ها هنا بقوك أبي بكر(‪:)2‬‬
‫ِـــــ ِج الانيـــــر ِوقِـــــ ِد ِجـــــ ِدا‬
‫و ِكأ ىناـــــا ال ا‬
‫جـــــــاز أِرـــــــا ر ِاـــــــ ِن ال ى‬
‫اـــــــالِِم ارجـــــــا‬
‫ِ‬
‫فالصبح والبا َز يجمع بينهما اللون افبيع‪ ،‬والظالم والغ ارب يتَشحان بالسواد‪ ،‬وال تخى مهنار الشناعر فني‬
‫الربش بين هبه افشياا‪ ،‬ومن َح صورتَ ظالالَ لونية ىضافة ىل الحركة التي يبع ها الىعك (أشار) فني أوصناك هنبه‬
‫الصور‪ .‬و مة م ا َك آخر عل هبه الحلية البديعية نلمحَ في طوك أبي بكر في وصىَ الكانون(‪:)3‬‬
‫وقـــــــو ِ‪ِ.‬ـــــــى أِِرِجـــــــ قـــــــد انتِـــــــجا‬
‫ِ ِعــــــــــــــد ال ِحــــــــــــــرِا ي ِن ِهيــــــــــــــ‬
‫ِوا ق‬
‫تِ ِخالـــــــــ ال ِعـــــــــ ِي‬
‫ســــــــــــــــ‬
‫ِــــــــــــــــاىر ا ِحــــــــــــــــ ِرا تِِناا ِ‬
‫ا ِ‬
‫ن ِ‪.‬ا ِشـــــــــقا و ِ‬
‫ِـــــــــ ِجا‬
‫ِ‬
‫ِــــــــــــ ىير جعــــــــــــد ســــــــــــا‪.‬ة ِ ِقجــــــــــــا‬
‫ســـــــــ ِججا‬
‫إ ا ِن ِ‬
‫ِ‬
‫اانـــــــــا فـــــــــِ ِجيـــــــــد ِ‬
‫فهبا الكانون بلونَ افصىر يخا َك لل ارئي عاشقاَ دنىاَ َبر بَ الهج َر وأضناه الشو ‪ ،‬فكللَ بلنون الصنىر لنون‬
‫المننرع والسننقم‪ ،...‬ننم يشننرع الشنناعر فنني رس نم ص نور لوني نة أخ نر عن ندما يرم نز ىل ن الىح نم بالس نب وال ن الله نب‬
‫بالبهب متكئاَ عل ما بينهما من اشتار في افلوان‪.‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.18‬‬
‫‪-107-‬‬
‫ولعنك البيناع ألصن افلنوان بنالم أر «بل ن أن هننبا الل نون طنند اكتسننب ‪ -‬عرفيناَ ‪ -‬ك ين اَر منن التعلن بنأجواا الصىاا واإلش ار‬
‫والحب‪ ،)1( »...‬ىضافة ىل لون الحمر‪ ،‬وهبا ما نلمحََ في الصور التالية التي يرسمها الشناعر‬
‫لمحبوبتَ(‪:)2‬‬
‫وســــــــاحر الرىــــــــ ر ِ‬
‫إ كـــــــــــــــان جال جىِنـــــــــــــــار ا ِنتِ ِقجـــــــــــــــا‬
‫ف ال ِنقِــــــــاب لــــــــ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِي ِنـــــــــــ‬
‫جِِ ِحـــــــــــ ا ‪.‬‬
‫ِج ِن ِيــــــــــت اــــــــــن ِ ِغــــــــــر ِو ِو ِج ِنت يــــــــــ‬
‫ىِ ِزِقـــــــــــ ِرة ِ‪ِ .‬ججـــــــــــا‬
‫شـــــــــــــــ ِنجا‬
‫شــــــــــقائقا اــــــــــ ِقجا يــــــــــرِ خجــــــــــال‬
‫وأقحوانـــــــــــــــا اا ى‬
‫ييـــــــــــــــا ِ‬
‫أِرشـــــف ريقـــــا ‪.‬ـــــ ب الِىاـــــى ِخ ِ‬
‫يـــــــــ ِرجا‬
‫يـــــــــري ِب وال ى‬
‫كـــــــــأ ىن فيـــــــــ ال ى‬
‫ِـــــ ار‬
‫ِ‬
‫فشناعرنا رسنام موهنوب يتالعنب بنافلوان فني بنناا لغتنَ الشنعرية‪ ،‬فتغندو المحبوبنة ‪ -‬تنحنت ريشننت ‪ -‬منقَبنة‬
‫بالجلنار أي بجمر خدودها فحسب‪ ،‬وتبدو خدودها ‪ -‬وطد علتها خمر الخجك ‪ -‬كالشقائ المشنوبة بلنون النبهب‪،‬‬
‫أما الشىاه فهي تميك ىل السمر وتلتمع من خاللها أسنا َن بيضاا ناصعة كال ل أو كالعسك افبيع‪ ،‬يجوك فيهنا‬
‫ب بلنون الىضنة‪ ،...‬وطند تر َسنم الشناعر خشنا أسنالفَ منن الشنع ارا فني وصن‪ ،‬محبوبناتهم‪ ،‬فقند تعنار‪ ،‬العنرب‬
‫رضنا َ‬
‫علن مقناييف عند لجمناك المن أر ‪ ،‬فىضنلوا اللنون افب نيع المشنوب بصنىر للنون البشنر‪ ،‬وافحمنر المنوَرد للخندود‪،‬‬
‫وافبيع لل غر وافسمر للشنىاه‪ ،...‬فجناات محبوبنة الشناعر علن أبهن صنور وأكمنك خلن ‪ .‬واللنون افسنود‪ ،‬وان‬
‫َعر‪ ،‬بداللتَ عل الحزن والشوم‪ ،...‬ينضوي أيضاَ تحت سيا الم أر ‪ ،‬فالم أر الحسناا من حباها اهلل ب َش َع َر أسود‬
‫فاحم وعيوَن حو ارا‪ .‬يقوك(‪:)3‬‬
‫رقِــــــــ ِت ِوقــــــــ ىن ســــــــكوت‬
‫ِحــــور ِج ِع ِِــــ ِند وقــــد ِر ِح ِِــــ ِند ِوِدا ِ‪.‬نــــا‬
‫ج ِاــــــــ ِدا ِا ِن ِ‬
‫درو وح ِاـــــــــــر خــــــــــــدوِدقا يــــــــــــاقوت‬
‫ِـــــــا‬
‫ســـــــ ِج‪.‬و وِن ِـــــــر داو ِ‪ .‬ه‬
‫فِعيونهـــــــا ِ‬
‫ضنبة‪ ،‬وهنو‬
‫واللنون افحمننر لنون تشننتر فيهننا النمن أر أو الغلمننان مننع الخمننر‪ ،‬فهننو لنون الخنندود وافنامنك المخ َ‬
‫لون الخمر المعتقة(‪:)4‬‬
‫رهـــا‬
‫حاـــ ار حـــي ِن ِجِِتِهـــا الكـــأ نق ِ‬
‫يســ ِقي ِك ِها ِاــ ِن جنــِ الكىاــار ِجــ ِدر دجــى‬
‫ر ىرفِـــــــــ‬
‫ِيــــــــواِ إلِ ِيــــــــ ِ جــــــــأِ ِر ِارف ا ِ‬
‫ة‬
‫ا ازجهـــــــــا جـــــــــدنانير اـــــــــن‬
‫الحجـــــــــب‬
‫ألحااــــــ‬
‫لِِ ا عا ِ‬
‫ِــــــِ أِو ِكــــــ‬
‫ِِ‬
‫ســــــ ِج ِب‬
‫د ال ى‬
‫يـــــــا ِجان لِ ِع‬
‫جهـــــــا خ ِ‬
‫نـــــــا ِب وال ِع ِنـــــــ ِب‬
‫ويبق اللون افزر ‪ ،‬لون السماا‪ ،‬أطك افلوان دو ارناَ في شعر الخالديين‪ ،‬ونم ك لَ بقوك أبي بكر(‪:)5‬‬
‫ســــ ‪.‬‬
‫أِر‪.‬ــــــى النجــــــو ِم كأِىن ِهــــــا فــــــِ أ ِف ِق ِهــــــا‬
‫ِ‬
‫زقــــر القــــاحِ فــــِ ريــــاِ ِج ِن ِا ِ‬
‫ســـــــ ِنا ِا ـــــــِ الزئ ِجـــــــ ِ‬
‫ا الاتِِر ِجـــــــ ِر ِف‬
‫ســــــاا ِ تخالــــــ‬
‫ســــــ ر‬
‫ِ ال ى‬
‫والا ِ‬
‫شــــــتِرِ ِو ِ‬
‫ِو ِ‬
‫يــــــة فِ ِيــــــرو ِز ِف‬
‫فــــــِ فِــــــس خــــــاتِم ِف ى‬
‫ِــــــــــاِر رىكجتِــــــــــ‬
‫اســــــــــ ِاا ِر ت ِجــــــــــر أِ ِ‬
‫(‪ )1‬عبد المشلب‪ ،‬محمد‪ :‬شاعرية افلوان عند امر ا القيف ‪ -‬مجلة فصوك ‪ -‬القاهر ‪ -‬م ‪ - 5‬ع‪ - 2‬ف(‪1985‬م) ‪ -‬ص‪.95‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.17‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪.24‬‬
‫(‪ )5‬الديوان‪ :‬ص‪.34‬‬
‫‪-108-‬‬
‫كرو‬
‫فالبنىس والىيروزج يرمن ازن فني هنبه اللوحنة ىلن السنماا الزرطناا التني أشنكلت بنالنجوم المتالئنة‪ ،‬فبندت‬
‫َ‬
‫ع بنىسجي اللون تنا رت فوطَ أهزار صى ارا أو كخاتم فض ة من الىيروزج افزر وطد رصع بالبهب‪.‬‬
‫ اال نزياح‪:‬‬‫االنزي نا بَمىهوم نَ البس نيش ‪ -‬هننو خنننروج الش ناعر أو افديننب ع نن السنننائد والمنننألو‪ ،‬فنني اللنغننة‪ ،‬أو انحنن ار‪،‬‬
‫الشاعر عن طوانين اللغة وعالطاتها التي تواضع عليها أهك هبه اللغة نحوياَ وصرفياَ‪ ،‬داللَياَ ومعرفَياَ‪ ...‬وطد عر‪،‬‬
‫هبا افسلوب عند النقاد القدام بالعدوك(‪ ،)1‬وربما ندرج تحت الضرور الشعرية والمجاز والتوسع اللغوي(‪...)2‬‬
‫«ولالنح ار‪ ،‬ىضافة ىل كونَ عامك تمَيز للخشاب افدبي‪ ،‬دور جمالي كبير يسهم في لىت انتباه المتلقي‪،‬‬
‫ومن مة التأ ير فيَ‪ ،‬وتوصيك الرسالة التي يريدها الخشاب‪.)3(»...‬‬
‫ويمكن أن يكون هبا االنزيا عل مستويات عد ‪ ،‬فهنال انزيا عل المستو العروضي وآخر عل‬
‫المستو التركيبي و الس عل المستو الداللي‪.‬‬
‫أ‪ -‬اال نزياح ‪ِ.‬ى االستوِ التركيج‪:‬‬
‫وهنو انزيننا الشنناعر بالت اركيننب عمننا وضننعت لننَ فنني أصننك اللغننة‪ ،‬أو مننا تعننار‪ ،‬عليننَ الننناف‪ ،‬كلجوئننَ ىلنن‬
‫حنب‪ .،‬فأمنا التقنديم والتنأخير فقند لجنأ ىليهمنا الشناع ارن ك ين اَر‪ ،‬فقندما منا حقَنَ التنأخير‪ .‬وأ َخن ار منا‬
‫التقنديم والتنأخير وال ن‬
‫حقَ التقديم لغايات جمالية وابالغية كالتأكيد‪ .‬وأوك ما نقع عليَ من أنواع التقديم والتأخير تقديم المىعوك بَ علن‬
‫الىاعك كما في طوك أبي ع مان(‪:)4‬‬
‫س ِقتِ ِ ِا ِن ال ِا ِازو ِف ارحت‬
‫إا ِ‬
‫كأسا سقت‬
‫كاو ِ‪ِ .‬ي ِنا‬
‫الِرف‬
‫فقد طَ َدم المىعوك بَ (كووف) عل الىاعنك (عينناه) مخترطناَ بنبل طنوانين اللغنة المألوفنة وان كنان هنبا التقنديم‬
‫جائ اَز في الصناعة النحوية‪.‬‬
‫و م نة ن نوع آخ نر م نن أن نواع التق نديم‪ ،‬وه نو ش نبَ الجمل نة (الج نار والمج نرور أو الظ نر‪ ،‬والمض نا‪ ،‬ىليننَ) علنن‬
‫متعلقهما كقوك أبي بكر(‪:)5‬‬
‫ســـــــا ِ‪.‬د ال ىد ِقــــــــ‬
‫رى‬
‫ب ِيـــــــ ِوم ج ِو ِ‬
‫ِـــــــِِ ِها ِ‬
‫ســــــــا‬
‫والا ِ‬
‫ِــــــــ ِجاح‬
‫ســــــــا ِوِ ِ‬
‫ـــــــــر تِ ِ‬
‫فق ند طَن َدم الجنار والمج نرور (بوصنلها) عل ن متعلقهمنا الىعنك (سناعد) للتأكي ند علن أهمي نة هنبا الوص نك ال نبي‬
‫غير‪.‬‬
‫أسعد الشاعر وأط َر عينَ‪ ،‬فهو يريد هبا الوصك سواا أكان بل عن شري الدهر أم ه‬
‫(‪ )1‬ينظر العدوك أسلوب ت ار ي في نقد الشعر‪)2( .‬‬
‫لمزيد من االشنالع ينظنر‪ :‬وينف‪ ،‬أحمند‪ :‬االنزينا بنين النظرينات افسنلوبية والنقند العربني القنديم ‪ -‬أشروحنة ماجسنتير ‪ -‬جامعنة‬
‫حلب (‪1995‬م)‪.‬‬
‫(‪ )3‬الحسين‪ ،‬أحمد‪ :‬شعر ابن المعتز "د ارسة تحليلية حدي ة" ص‪.208‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪:‬ص‪.102‬‬
‫(‪ )5‬الديوان‪ :‬ص‪.11‬‬
‫‪-109-‬‬
‫ونج ند م نك ه نبا التق نديم أي تق نديم الج نار والمج نرور عل ن متعلقهم نا ف ني الجم نك االس نمية أيض ناَ‪ ،‬يق نوك أب نو‬
‫بكر(‪:)1‬‬
‫فِ ِهــــ ِِ فــــِ ِخــــد كأِ ِســــ ِها ِــــ ِا ِرة الت ِجـــــ‬
‫ــــــــــ ِر وفـــــــــِ ال ِخـــــــــ‬
‫د ِو ِرِدة ِح ِاـــــــــ ِار‬
‫فالشاعر طدم الجار والمجرور (في خ َد كأسها‪ ،‬في الخد) عل الخبنر (صنىر التبنر‪ ،‬ورد حمن ارا) للتوضنيح‬
‫والتىصننيك‪ :‬فننالخمر هنني الخمننر ىال أنهننا تكتسننب الل نون افصننىر وهنني فنني كاسنناتها‪ ،‬بينمننا يظهننر أ رهننا فنني توري ند‬
‫الخدود واصشباغها بلون افرجوان‪.‬‬
‫ومن نن ن نم فن نإن التقن نديم والتن نأخير فن ني شن نعر الخالن نديينشن نك َك انح ارفن ناَ ع نن مسن نتو الكنننالم العنننادي‪ ،‬أو اللغنننة‬
‫المعيارية ليسهم في ىضىاا صىة افدبية عل هبه النصوص‪ .‬والحب‪،‬‬
‫س يلجأ ىليَ الشاعر فسباب منها تعظيم‬
‫من مظاهر االنزيا عل مستو الت اركيب‪ ،‬حي َ‬
‫بكر المحبو‪ ،‬أو تحقيره أو لداللة كالم عليَ ‪...‬‬
‫عد َ‬
‫عارما كحننب‪ ،‬المبتنندأ‬
‫ومهمننا يكننن مننن أمننر‪ ،‬فقنند لجننأ الشنناع ارن ىلنن هننبا النننوع مننن االنزيننا فنني بعننع أشنن ه‬
‫تعظيماَ لَ واجالالَ لَ من البكر في طوك أبي بكر‬
‫غ ازلَ(‪:)2‬‬
‫ِالِــــ ِت ِا ِحا ِســــنها‪:‬‬
‫شــــ ِا إ ا رِِِ ِعــــ ِت ق‬
‫ِ‬
‫ِقا‬
‫قِـ ِ‬
‫د‬
‫ِرِِ ِعـتد‬
‫فياشـا ِ ال‬
‫يـحى‬
‫ا‬
‫يجـِ‬
‫فقد حب‪ ،‬المبتدأ (هي) سم َواَ بالمحبوبة عن البكر‪ .‬وكبا افمر في طولَ(‪:)3‬‬
‫ِ‬
‫ســى‬
‫ِرِجــ تِ ِعىاــى فِــأِ ِ‪.‬اِى اــ ِن ِجــ ِوِ وأِ ِ‬
‫ا ِن ِقِِ ِجـــــِ‬
‫ِق ِِ ِجـــــِ وكـــــان إلـــــى ال ى‬
‫ِـــــ ىا ِت‬
‫فالمحنبو‪ ،‬هننا هنو المبتندأ (هنو) لداللنة الكنالم الالحن علينَ‪ .‬وطند يحنب‪ ،‬الىعنك لداللنة كنالَم سناب علينَ‪،‬‬
‫كقول(‪:)4‬‬
‫لِ ىاـــــــــا ِتجـــــــــ ىدِ الكـــــــــوف اِ ي ِن ِشـــــــــدنا‬
‫ق ِِ ِنـــــــــــا لِـــــــــــ ‪ :‬رعنـــــــــــة ورا‪.‬ونـــــــــــا‬
‫أي‪ :‬أنشدتنا شعنةَ وشاعونا‪.‬‬
‫وااللتىات مظهر آخر من مظاهر االنزيا عل المستو التركيبنيإ فن « المناد اللغوينة أو المعجمينة‬
‫تدور في عمومها حوك محور داللي واحند هنو التحنوك أو االنحن ار‪ ،‬عنن المنألو‪ ،‬منن القنيم أو افوضناع أو‬
‫أنماش السلو »(‪ . )5‬ومن أم لة بل طوك أبي بكر الخالد ي في وص‪ ،‬أحد السقا والغلمان(‪:)6‬‬
‫ِــ ِدر دجــى‬
‫ِا ِاــ ِن جنــِ الكاىــا ِر ج‬
‫ســ ِق ِي ِك ه‬
‫ي‬
‫ِِ‬
‫ســــــ ِج ِب‬
‫ى‬
‫يـــــــا ِجات لِ ِعنـــــــا ِب وال ِع ِنـــــــ ِب‬
‫ر ىرفِـــــــــة‬
‫يــــــــواِ ِإلِ ِيــــــــ ِ جــــــــأِ ِر ِارف ا ِ‬
‫جهـــــــا ِخ ِ‬
‫أِل ِحااــــــ لِاعاِــــــِ أِ ِو ِكــــــد ال‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.24‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪.97‬‬
‫القرنية ص‪.4‬‬
‫(‪ )5‬شبك‪ ،‬د‪ .‬حسن‪ :‬أسلوب االلتىات في البالغة آ‬
‫‪-110-‬‬
‫(‪)6‬الديوان‪ :‬ص‪.26-25‬‬
‫‪-110-‬‬
‫ســـــــ ِجي ِ قِا ِاتـــــــ إ ِن قِـــــــا ِم ِيازجهـــــــا‬
‫تِ ِ‬
‫ِكـــــــ ِم ِاـــــــىرة قِـــــــت إ أِ ِقـــــــدِ تِ ِدلاِ‬
‫ـــــــ‬
‫ســـــا‬
‫يـــــا ِحكا ِحـــــي ِن أِِج ِكـــــانِ تِِج ا‬
‫يـــــا ِ‬
‫ا ِو ى‬
‫ِــــِي‬
‫شــــحا ِج ِ‬
‫ب ِــــي ِ ِاــــ ِن ِ ِقــــ ِب‬
‫ِجـــ ىد الـــىردِ‬
‫إلـــ‬
‫ِ‬
‫فـــِ ِـــورة‬
‫ى‬
‫ِ‬
‫الِى عــــ ِب‬
‫ِحــ‬
‫ِاــ ِن الحــب تجكينــِ‬
‫يــ ِح جــِ‬
‫ا‬
‫وتِ ِ‬
‫فالشناعر انتقننك مننن أسننلوب الغيبننة فني ال ننة افبينات افولنن ىلن أسنلوب الحنديس بضنمير المنتكلم انتقناالَ‬
‫يدفع الملك البي طد يبع افسلوب الرتيب في الحديس بضمير الغيبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اال نزياح ‪ِ.‬ى االستوِ العرويِ‪:‬‬
‫وأعنني بنَ انزينا الشناعر عنن منألو‪ ،‬اللغنة لغاينات تتعلن بنالوزن والقافينة‪ ،‬ووفنا َا ل يقناع وموسنيق‬
‫َعم ا تقت ضيَ طواعد‬
‫الشاعرإ ف َن «الوفاا للوزن طد يقتضي من الشاعر أن ينحر‪ ،‬بالكلمة أو بالتركيب‬
‫اللغة‬
‫من نحو وصر‪ . )1( »...،‬وأما أم لتَ عند الخالديين فنجدها في طوك أبي بكر(‪:)2‬‬
‫إال جنـــــــــــــور ا ِِتِ ِه ِجـــــــــــــا‬
‫الكـــــــــــــاو‬
‫ِولِـــــــــ ِي ِ نـــــــــار ال هاـــــــــ ِوِم خااـــــــــدة‬
‫فالش ناعَر ح نب‪ ،‬ت ناا التأني نس م نن الىع نك ل نيف دون وج نود علننة نحوي نة تجيننز بلنن كالىصننك بننين الىعننك الناسننأل‬
‫واسنمَ بالجنار والمج نرور أو الظنر‪ ،..،‬وم نا بلن ىال كس نَر لقينود اللغنة ونحوه نا‪ ،‬ممنا ي ي نر انتبناه المتلق ني‪ ،‬ويجببنَ ىل ن‬
‫الشاعر وشعره‪.‬‬
‫ومن بل أيضاَ طولَ في ممدوحَ(‪:)3‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِــــــــــ ِرتِ‬
‫ِأِرِ ا ِنــــــــــ ِ ِاــــــــــا ا ِنــــــــــ أِِج ِ‬
‫يــــــــــا ِ ِو ِو ِجهــــــــــا تِــــــــــالِال‬
‫أِ ِ‬
‫ِقــــــــــالِال‬
‫فقد لجأ ىل تخىي‪ ،‬الهمز في كلمة (تالال) وأصلها (تاف) انصنياعاَ لمنا فرضنتَ علينَ طينود القافينة‪ .‬وطولنَ‬
‫غزال(‪:)4‬‬
‫وأِ ِن ِحِِ ِنـــــــِ ِحتىـــــــى لِـــــــ ِو انـــــــِ ِج ِكاىـــــــة‬
‫واِــِ جــأ ِخرِ اــا ِر ِج ِحــت‬
‫‪ِ.‬ــى ِاِــِ‬
‫وطوك أبي ع مان غ ازلَ أيضاَ(‪:)5‬‬
‫وأِ ِن ِحِِنـــــِ جـــــال ِه ِجر حتِـــــى لـــــو‬
‫ا ىن ِنـــــِ‬
‫قــــ ِ‬
‫جــــي ِن‬
‫ِج ِانــــ ِى أِِرِاــــد‬
‫اــــا تِِو ىج ِعــــا‬
‫فقد لجأ ىل تخىي‪ ،‬همز (أن) في البيتين السابقين حت يستقيم معَ الوزن‪ ،‬ويتحق اإليقاع البي ال غنن‬
‫للشعر عنَ‪ .‬ونلمح هبا التخىي‪ ،‬أيضاَ في شناهد آخنر علن انزينا الشناعر عنن مقناييف اللغنة‪ ،‬وركوبنَ الضنرور‬
‫الشعرية‪ .‬يقوك أبو بكر في مد المهلبي الوزير(‪:)6‬‬
‫شـــــ ِد ِت « ِرِاـــــال» فـــــِ اـــــدي ال ِوزيــــــ‬
‫ِ‬
‫(‪ )1‬ويف‪ ،‬أحمد‪ :‬االنزيا بين النظريات افسلوبية والنقد العربي القديم ص‪.217‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪.18‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.80‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪.86‬‬
‫‪-111-‬‬
‫ســـكر‬
‫ا ِِنـــا اـــن ال ا‬
‫ــــر فِ ِ‬
‫نحكـــِ الراـــاال‬
‫(‪ )5‬الديوان‪:‬ص‪.139‬‬
‫(‪ )6‬الديوان‪ :‬ص‪.80‬‬
‫‪-112-‬‬
‫فقد لجأ ىل تخىي‪( ،‬ظللنا) ىلن (ظلننا)‬
‫أ ر بالغ في المتلقي‪.‬‬
‫َج َرَيناَ و ارا موسنيق الشنعر ىضنافةَ ىلن منا يتركنَ هنبا االنزينا‬
‫منن‬
‫ويمكنننا أن نعند ىبنداك الحنرو‪ ،‬نوعناَ منن أننواع هنبا االنزينا ‪ ،‬فقند اسنتبدك أبنو ع منان حنر‪ ،‬ال ناا بحنر‪،‬‬
‫السين في طولَ يص‪ ،‬أحد الغلمان الم (خ‪َ)1‬ن‬
‫ين ‪:‬‬
‫فقــــــــــاِ لــــــــــِد جــــــــــالغ ِن ِ‪.ِ :.‬جىــــــــــات‬
‫شـــــــا ِدن قِـــــــت لـــــــ اـــــــا‪ :‬اســـــــا‬
‫وِ‬
‫فِ ِ‬
‫فقِـــــــــت‪ :‬أِيـــــــــن الكـــــــــا وال ى‬
‫رـــــــــا‬
‫ِـــــــــــ ِرت اـــــــــــن ل غ ِتـــــــــــ ِ أِِل غـــــــــــا‬
‫وهو يهد‪ ،‬من خالك هبا افمر ىل ى ار نوع من الىكاهة يمتع المتلقي‪ ،‬ىضافة ىل جماليت الموسيقية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬اال نزياح ‪ِ.‬ى االستوِ الدال لِ‪:‬‬
‫س ينحنر‪ ،‬الشناعر بداللنة بعنع افلىناظ منن أصنلها‬
‫ويشمك هبا النوع المجناز بنوعينَ العقلني واللىظني‪ ،‬حين َ‬
‫المعهننود ىلننن داللنننة جدينند ‪ ،‬تتناسننب ومننا يخنننتل فننني صنندهر منننن مشنناعر وانىعننناالت طنند تضنني اللغنننة العادينننة ‪-‬‬
‫بدااللتها المحدود ‪ -‬عن استيعابها والتعبير عنها‪ .‬وطد‬
‫عددناه من أنواع االنزيا إ فن «كك كلم َة أريد بها غير منا وطعنت لنَ فني وضنع واضنعها‪ ،‬لمالحظنة‬
‫بين ال اني وافوك فهي مجاز‪.)2( »...‬‬
‫أشعارما‪ ،‬فأما المجاز العقلي فمن أم لت طوك أبني ع منان‬
‫ه‬
‫وطد عمد الشاع ارن ىل هبا االنزيا بك ر في‬
‫(‪:)3‬‬
‫ِـــ‬
‫وال ا‬
‫ِــــــــ ِج قــــــــد ِ‬
‫جــــــــرد ِت ـــــ ِوا ِر‬
‫ا‬
‫ا ِا‬
‫والجـــــــــــو فـــــــــــِ حِـــــــــــة‬
‫ســـــــــــ ِك‬
‫ى‬
‫ة‬
‫والِىِيـــــــِ قِـــــــ ِد ِقـــــــ ىم‬
‫انـــــــ جـــــــال ِه ِر ِب‬
‫قـــــــــد كتِجتِهـــــــــا الجـــــــــروا‬
‫جالـــــــــ ى ِق ِب‬
‫فالشناعر طند أسنند اففعناك (جن َردت‪ ،‬هن َم‪ ،‬كتننب) ىلنن الجوامنند (الصننبح‪ ،‬ا ليننك‪ ،‬البننرو ) علنن سننبيك المجنناز‬
‫س ان از الشاعر بداللة هبه اففعاك عن المجاك اإلنساني ىل مجاك الجوامد ليضىي نوعاَ من الحيوية‬
‫العقلي‪ ،‬حي َ‬
‫وافنسنة عليها‪ ،‬ومن م يوشر صورتَ بإشا َر فني بديع‪.‬‬
‫وأما المجاز اللىظي‪ ،‬فهو «استعماك اللىظ في غير ما وضع لَ أوالَ‪ ،)4( »...‬ومن أم لت طوك أبي ع مان‬
‫في وص‪ ،‬غالم رشأ (‪:)5‬‬
‫شـــــــــــ ىد أِزرِ جحســـــــــــ ِن ِــــــ‬
‫وِ‬
‫ـــــ ِح ِج‬
‫ِت ِ‬
‫(‪ )1‬الديوان‪:‬ص‪.114‬‬
‫(‪ )2‬الجرجاني‪ ،‬أس ارر البالغة ص‪.280‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪:‬ص‪.111‬‬
‫(‪ )4‬السيوشي‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن ‪.47/2‬‬
‫(‪ )5‬الديوان‪:‬ص‪.120‬‬
‫‪-113-‬‬
‫فهـــــــــو يـــــــــدِيـــــــــد‬
‫والـــــــــ ار وال ِع‬
‫فهو ال يقص َد باليد والب ارع والعضد هنا معانيها الحقيقية‪ ،‬بك يقص َد ىل ما تمنحَ هبه افعضناا منن عنون‬
‫ومساعد ل نسان‪ ،‬فالشاعر هنا أطام مجا اَز يقوم عل عالطة السببية بين هبه افعضاا وما يمكن أن ينت عنها‪.‬‬
‫ويمكننا أن نعد االستعار نوعاَ من أنواع االنزيا فنها نقك للعبار «عن موضع استعمالها في أصنك اللغنة‬
‫غير لغرع» (‪ .)1‬ولن نم ك لها هنا فننا سنىصك القوك فيها في أ ناا حدي نا عن الصور الىنية‪.‬‬
‫ىل ه‬
‫(‪ )1‬الش اربلسي‪ ،‬أمجد‪ :‬نقد الشعر عند العرب حت القرن الخامف للهجر ص‪.274‬‬
‫‪-114-‬‬
‫اإليـقـا‬
‫يمَك اإليقاع أَ َطَنوماَ رئيساَ من أطانيم الخشاب الشعري‪ ،‬وعامالَ هاماَ من عوامك شنعريتَ‪ ،‬و منة وشنائ‬
‫فنينة تربش الشنعر بالموسنيق ‪ ،‬والعالطنة بينهمنا «عالطنة عضنوية‪ ،‬فالشنعر فني صنياغتَ الىنينة يتكن َون منن عند تىعنيالت‬
‫تم ك وحدات موسيقية تكسب القصيد نغماَ آسن اَر منو اَر‪ ،‬وحنين تىقند القصنيد سنحر هنبا الننغم‪ ،‬ينقشنع بلن الخنيش‬
‫الىني الدطي البي يش َد المتلقي‪ ،‬ىل سماع الشعر‪ ،‬فالشعر نغ َم وانشاد» (‪.)1‬‬
‫ويربش ك ير من الباح ين بين اإليقاع واالنىعاالت النىسية عند اإلنسنان‪ ،‬فاإليقناع صند الختالجنات شنعورية‬
‫باشني نة يعب نر عنهنا بكلم نات مسنربلَة بلب نوف موس نيقيإ فن «الموس نيق ف ني الش نعر تنب نع م نن تن ناغم داخل ني حرك ني‪،‬‬
‫اوإليقاع ىما أن يكون ترنَماَ عبباَ و سهال‪ .‬واما أن يكون تعبي اَر عن تشن أو توتر داخلي‪ .‬الوزن ينأتي مصنحوباَ بلغنة‬
‫االنىعاك الشبيعية‪ ،‬لغة التعبير بالصور‪.)2(»..‬‬
‫وهبا القوك يتقاشع مع أطواك أخر تر ارتباش اإليقناع ‪ -‬ممن الَ بنالوزن ‪ -‬بالحالنة الشنعورية عنند اإلنسنان‪،‬‬
‫ومنمنن بهننب هننبا المننبهب ال ندكتور ىبنن ارهيم أنننيف‪ .‬يقننوك‪« :‬ىن الشناعر فني حالنة الينأف والجنزع يتخينر ‪ -‬عنناد ‪-‬‬
‫وزنناَ شنويالَ ك ينر المقناشع‪ ،‬يصن ََ‬
‫ب فينَ منن أشنجانَ منا يننىَف عننَ حزننَ وجزعننَ‪ .‬فننإبا طيننك الشننعر وطنت‬
‫المصننيبة‬
‫والهلع تأ ر باالنىعاك النىسي‪ ،‬وتشلَب بح اَر طصي اَر يتالام وسرعة التنىف وازدياد النبضات القلبية‪.)3(»..‬‬
‫و مة طضية أخر تىرع نىسها ضمن هبا اإلشار‪ ،‬وأطصد بها طضية النَبر والكنم فني الشنعر العربني‪ ،‬وعل ن أيهمننا‬
‫يعتمنند اإليقنناع؟ وطنند بهننب ب عضننهم ىلنن أنهننا تعتمنند أك ننر مننا تعتمنند عل ن الكننم‪ .‬تقننوك د‪ .‬يسننرية‬
‫المصننري‪« :‬ولع نك الس نمة افول ن الت ني ت ميَ نز الش نعر العرب ني ه ني ص نىة الك نم‪ ،‬حقيق نة أن الخلي نك ل نم ي ننص ‪-‬‬
‫صن ارحةَ ‪ -‬علن بلن فني تقسنيمَ للبحنور ىلن مجموعنة منن التىاعينك‪ .‬ىال أَننَ تنبَنَ دون شن َ ىلن بلن ‪،‬‬
‫منن‬
‫خالك حدي َ عن افسباب وافوتاد‪ ،‬ودوهرا في انتظام اإليقاع»(‪ . )4‬فيمنا ينبهب الندكتور كمناك أبنو دينب ىلن‬
‫أَن اإليقاع «تىاع َك للنبر والك م عل اختال َ‬
‫‪ ،‬في الدرجة بين لغة وأخر ‪ . )5( »...‬ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإنننا‬
‫َ‬
‫سنننحاوك أن ننندرف اإليقنناع الشننعري عننند الخال نديين ضننمن هننبه المسننتويات الت ن ي بكرناهننا مننن خننالك ىيقنناعي‬
‫ال وابت واالخت ارطات‪.‬‬
‫ إيقا ال واجت‪:‬‬‫وهنو اإليقناع المنب ن عنن النوزن والقافينة اللنبين َيعن َدان منن ال وابنت التني ال غنن للشنعر عنهنا فني المىهنوم القديم عل‬
‫افطك‪ ،‬وسنعمد ىل علم اإلحصاا حت تكون د ارستنا أطرب ما تكون ىل الدطة والموضوعية‪ .‬والجدوك‬
‫التالي َيَبَين لنا بل‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )1‬عبد الدايم‪ ،‬د‪ .‬صابر‪ :‬موسيق الشعر بين ال بات والتشور ص‪.16‬‬
‫(‪ )2‬عسا‪ ،،‬ساسين‪ :‬الصور الشعرية ونمابجها في ىبداع أبي نواف ص‪.18‬‬
‫(‪ )3‬أنيف‪ ،‬ىب ارهيم‪ :‬موسيق الشعر ص‪ ،175‬وانظر نحواَ من هبا القوك‪ :‬ىسماعيك‪ ،‬عز الدين‪ :‬التىسير النىسي لادب ص‪.60‬‬
‫(‪ )4‬المصري‪ ،‬د‪ .‬يسرية يحي ‪ :‬بنية القصيد في شعر أبي تمام ‪ -‬ص‪.- 15‬‬
‫(‪ )5‬أبو ديب‪ ،‬كماك‪ :‬في البنية اإليقاعية للشعر العربي ص‪.306‬‬
‫‪-115-‬‬
-116-
-117-
‫ىن نظ نر متىحصن نة فن ني الجن ندوك السن ناب تبن نَين لنن نا أن الخالن نديين نظمن نا طصن نائدهما فن ني جن نك بحن نور الشن نعر‬
‫المعروفنة‪ ،‬ىض نافة ىل ن ميلهم نا نحنو البح نور المج نزوا وبل ن لشنيوع الغن ناا عص نرئَب‪ ،‬وافو ازن الس نريعة والمج نزوا‬
‫أنسننب البحننور للغننناا‪ .‬ول نم ينظمننا ‪ -‬فيمننا وصننك ىلينننا مننن شننعرهما ‪ -‬فنني بحننر المتنندار والمقتضننب والمضننارع‪،‬‬
‫ونظما في مجزوا الرمك ولم ينظما في الرمك‪.‬‬
‫وطد كان البحر البسيش أك ر البحور التي نظم فيها الشاع ارن طصائدهما ىب بلغت نسبت ىل المجموع الكلي البيننات ‪،%2444‬‬
‫ت ناله المنسننر بنسننبة مئويننة طنندهرا ‪ %15‬ننم الشويننك بنسننبة ‪ ،%1345‬أمنا أطلَه نا دو ارنناَ ف نالرجز‬
‫بنسبة ‪ %0429‬ىل مجموع افبيات‪.‬‬
‫وأما القافية‪ :‬فإنها تم ك القىلة الموسيقية التني يقن‪ ،‬عنندها سنيك افنغنام « نم يبندأ البينت منن جديند كالموجنة‬
‫تصك ىل بروتها وتنحسر لتعود منن جديند‪ .‬وعلن هنبا فالقافينة ختنام السنيك النغمني‪ ،‬وعنندها تتوطن‪ ،‬المعناني منع‬
‫(‪)1‬‬
‫ي البي يعمك هو اآلخر‪ ،‬متعاضداَ مع غيره من عناصر اإليقاع ‪-‬‬
‫أمواج النغم المتدفقة‪ . »..‬وهي تنتهي بالرو َ‬
‫عل رفد القصيد بإيقاعها اآلسر‪.‬‬
‫ي ال ن ارا بنسننبة‬
‫ي الب ناا ه نو افك نر وروداَ ف ني ش نعر الخال نديين‪ ،‬حي ن َ‬
‫س بل نغ نس نبةَ ط ندهرا ‪ ،%2444‬ت ناله رو َ‬
‫ونالح نظ أن رو َ‬
‫‪ %1447‬نم ال نالم بنسننبة ‪ .%1445‬أم نا أط نك ح نرو‪ ،‬الننروي الت ني شرطه نا الخال نديان فهننو روي ال ناا وال ن ازي والش نين‬
‫ي الخاا‪ ،‬والشاا والواو‪.‬‬
‫والغين‪ ،‬وبل بنسبة ‪ ،%0429‬فيما لم ينظم الخالديان شع اَر عل رو َ‬
‫ ايقا االخت ارقات‪:‬‬‫ونقصد ب هنا بل اإليقناع النبي كنان يلجنأ ىلينَ الشناع ارن عنن وعني وطصند دون أن يلزمنا نىسنيهما بن فني‬
‫كننك افحننواك كمننا الحنناك مننع الننوزن والقافيننة اللننبين ال فكننا للشنناعرين عنهمننا‪ ،‬ومننن أنواعننَ التصننريع‪ ،‬والتنندوير‪،‬‬
‫والجناف والشبا والمقابلة‪.‬‬
‫أ‪ -‬إيقا التري ‪:‬‬
‫وهو أن يعمد الشاعر ىل المما لة في البيت افوك من القصيد بين عنروع الشنشر افوك وطافينة الشنشر‬
‫ال ناني‪ ،‬وربنمنا ال يقتصنر الشنناعر ‪ -‬فني هننبه العملينة ‪ -‬علن البينت افوك فيكرهرنا فني أبينا َت أَ َخن َر منن القصنيد إ‬
‫فن اإليقناع «يضنمن للننص تسلسنلَ الصنوتي‪ ،‬ويشن َد انتبناه المتقبنك بقنرع سنمعَ طرعناَ متواصنالَ‪ ،)2(»...‬ونم ننك‬
‫لننَ‬
‫(‪)3‬‬
‫هنا بقوك أبي بكر ‪:‬‬
‫ا ــــــوب الــــــدجى ورــــــاب الهــــــوا‬
‫رى‬
‫وتــــــــــــــدلت لِاغــــــــــــــرب الجــــــــــــــو از‬
‫فقد ما َك بين كلمتي (الهواا‪ ،‬الجو ازا) فحق للبيت الشعري توافقاَ وتواصنالَ بنين شنشريَ‪ .‬بيند أن الشناعرين‬
‫لم يلتزما بتصريع البيت افوك من كك طصيد أو مقشوعة لهما‪ ،‬بك ىننا نجد ك ي اَر من هبه المقشوعنات خاليناَ منن‬
‫‪ ،‬منن طصنائد شويلنة لنم تصنلنا وضناعت كمنا ضناع‬
‫التصريع‪ ،‬ويمكننا أن نعلك بل بأ َنج َك هبه المقشوعات نتن َ‬
‫ب شعهرما‪.‬‬
‫أغل َ‬
‫(‪ )1‬المومني‪ ،‬طاسم‪ :‬نقد الشعر في القرن ال اربع الهجري ص‪.205‬‬
‫(‪ )2‬الزيدي‪ ،‬توفي ‪ :‬مىهوم افدبية في الت ارس النقدي ص‪.142‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.9‬‬
‫‪-118-‬‬
‫لكننا نجدهما ‪ -‬من جهنة أخنر ‪ -‬غينر مقتصنرين علن تصنريع البينت افوك منن طصنيدتهما‪ ،‬بنك ىنهمنا ‪-‬‬
‫سعيا و ارا هبه الحلية الموسيقية ‪ -‬طاما بتصريع أبيات أخر غير البينت افوك منن بعنع طصنائدهما‪ ،‬وبلن منن‬
‫م ك طوك أبي ع مان(‪:)1‬‬
‫وقاــــــــــــــــــ ‪.‬ــــــــــــــــــود ورنجــــــــــــــــــور‬
‫ِق ىاتـــــــــــــــــ ِخ ِاـــــــــــــــــر واـــــــــــــــــاخور‬
‫إاىل ِاهــــــــــا ا ــــــــــِ الــــــــــداى حــــــــــور‬
‫ولــــــــــــــــي دنيــــــــــــــــا وال دينــــــــــــــــ‬
‫يــــــِ الِــــــجا فــــــِ الغــــــِ اجــــــرور‬
‫والعاـــــــــــــــر جالِىـــــــــــــــ ات اعاـــــــــــــــور‬
‫فقد ص َرع الشاعر البينت افوك منن طصنيدتَ‪ ،‬نم عناد فني البينت ال النس ىلن هنبا التصنريع النبي يقنيم جسن اَر‬
‫موسيقياَ بين ششري البيت ويجبب السامع ىل دنيا الشاعر‪.‬‬
‫ويالحنظ هنننا تواشنن هننبا العنصنر اإليقنناعي مننع غيننهر مننن العناصنر كالجننناف االشننتقاطي (خمننر‪ ،‬منناخور ‪-‬‬
‫دنياه‪ ،‬دين ‪ -‬العمر‪ ،‬معمور)‪ ،‬ىضافة ىل الوزن والقافية‪.‬‬
‫والشاعر ‪ -‬في طصيد أخر ‪ -‬يلجأ ىل تصريع مشلع طصيدتَ فيقوك ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ال جالِاــــــــــــانِ والتأايــــــــــــِ لِقــــــــــــ ِد ِر‬
‫ِن ِيــــــــِ الارالــــــــب جالهنديــــــــة الجتــــــــ ِر‬
‫ويع نود بع ند ال نة وعش نرين بيت ناَ ليخ نتم طص نيدتَ ببي نت يلج نأ في نَ ىل ن التص نريع أيض ناَ‪ ،‬وكأن نَ أ ارد أن يبق ني‬
‫المتلقي متىاعالَ مع نغم طصيدتَ‪ ،‬وايقاعها حت بعد انتهائها‪ .‬يقوك في البيت افخير(‪:)3‬‬
‫فـــرن ِجِِ ِغـــت الـــ ِ أِقـــوِ فِ ِعـــ ِن‬
‫قِــــ ِدر‬
‫ِ‬
‫ن‬
‫وا‬
‫ح ِرِاـــت الـــ ِ ‪.‬ـــ ِر‬
‫أِقـــوِ فِ ِعـــ ِن‬
‫وطد ص َرع الخالديان واحداَ وستين بيتاَ من مجموع شعهرما أي بنسبة ‪ ،%849‬وهني نسنبة كبينر ىلن حنَد منا‬
‫تظهننر منند ولعهمننا بهننبا العنصننر اإليقنناعي الننبي بهننب طدامننة بننن جعىننر ىلنن أنننَ مننن عالمننات فحولننة الشنناعر‬
‫ومقدرتَ عل تصري‪ ،‬أعنة الكالم(‪.)4‬‬
‫ب‪ -‬إيقا التدوير‪:‬‬
‫طد يضشر الشاع َر ‪ -‬وهو يجري و ارا معن من المعاني ‪ -‬ىل بكر ىحد الكلمات التي ربما توزعت بين‬
‫ششري البيت الواحد‪ ،‬فيحدس ما يسنم بالتندوير‪ .‬وهنبا التندوير عنصنر منن العناصنر التني تعشني للبينت الشنعري‬
‫بخاصنة والقص نيد بعام نة ىيقاعه نا الخ ناص ال نبي يميهز نا‪ ،‬في نتم ننوع م نن الت ن اربش ب نين ش نشري البي نت ويع نود «الوئننام‬
‫ىليهما بعد أن فرع التقسيم العروضي عليهما نوعاَ من الشقا ‪.)5(»..‬‬
‫وك ي اَر ما نلمح التدوير يشمك أغلب أبيات القصيد عند الخالديين‪ ،‬فقد َد َور أبو بكنر فني ىحند طصنائده ‪-‬‬
‫واح نداَ وعش نرين بيت ناَ م نن أص نك ماني نة وعش نرين بيت ناَ‪ .‬أي م نا نس نبتَ ‪ %75‬منننن أبينننات القصننيد (‪ ،)6‬وهننني نسننبة‬
‫(‪ )1‬الديوان‪:‬ص‪.124‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪:‬ص‪.128‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪:‬ص‪.130‬‬
‫(‪ )4‬طدامة بن جعىر‪ :‬نقد الشعر ص‪.51‬‬
‫(‪ )5‬العودات‪ ،‬أحمد‪ :‬السري الرفاا حياتَ وشعهر ص‪.318‬‬
‫(‪ )6‬ينظر ديوانَ‪ :‬ص‪ ،87‬ولم َيشك التدوير‪.‬‬
‫‪-119-‬‬
‫مرتىع نة‪ ،‬ىن دلَنت عل ن ش نيا فإنه نا ت ند َك عل ن اف نر الب نالغ ال نبي يحد نَ ه نبا العنص نر اإليق ناعي ‪ -‬مننع غيننهر مننن‬
‫عناصر اإليقاع ‪ -‬في ىعشاا الشعر أدبيتََ‪ ،‬وجاببيتَ التي تميهز من سائر أنواع افدب‪.‬‬
‫وسنم ك لهبا العنصر اإليقاعي ببضع أبيات من طصيد فبي بكر في وص‪ ،‬الخمر يقوك فيها (‪:)1‬‬
‫ــــــــ ‪ِ.‬ـــــــى الِ ِر ِ‬
‫ِـــــــة جييـــــــا‬
‫ِ ِرِي ر‬
‫ِـــــ ِجاح الانيـــــر قـــــد ن ِشـــــ ِر ِت ِا ِنــــــ‬
‫وال ى‬
‫ِ‬
‫ِـــــــــ ِا ار‬
‫ســ ِقنيها حتىــى تــرِ الشــا فــِ الـــ‬
‫ف‬
‫ِا ِ‬
‫ــــــــــ ِغ ِرب ‪ِ.‬يهـــــــــا الِ لـــــــــة ِ‬
‫قهــــــــــــوة جاجِيــــــــــــة ِكــــــــــــ ِدِم ال ى‬
‫ِد ِن ِج ِكـــــــــ ار ِجاِـــــــــا لِـــــــــ ِد ِيها الهـــــــــوا‬
‫شــــــــــــا‬
‫ــــــــ ِة حتىـــــــى ِجاِــــــــا لِـــــــ ِد ِيها الهــــــــوا‬
‫ســــــتِها الــــــ ادقور أِِرِديــــــ ِة الرىقـــــــ‬
‫قــــــد ك ِ‬
‫ــــــــــ ِر وفـــــــــِ ال ِخـــــــــ‬
‫فِ ِهــــ ِِ فــــِ ِخــــد كأِ ِســــ ِها ِــــ ِا ِرة الت ِجـــــ‬
‫د ِو ِرِدة ِح ِاـــــــــ ِار‬
‫ِ‬
‫شـــــــيا‬
‫ــــــــيا ِ تِ ق‬
‫شـــــ‬
‫ِـــــــ دير ِاـــــــ ِن لـــــــ الِ ِ‬
‫ِ‪ِ .‬ججــــا اــــا أرِِيــــت اــــن أِ ِ‪ِ .‬جــــب الِ ِ‬
‫فتندوير هنبه افبيناتح بَنا القصنيد َ ت َسنارعاَ نغميناَ يشنعر المتلقني ‪ -‬طارئناَ وسنامعاَ ‪ -‬بوطعننَ المننو ر ف ني‬
‫مسمعيَ ‪ ،‬ويجعلَ متىاعالَ بشكك أكبر مع القصيد‬
‫وطائلها‪ .‬وطد كنان للبحنر الخىين‪ ،‬ومجزوئنَ النصنيب افوفنر منن التندوير فبلنغ التندوير فني البحنر الخىين‪ ،‬تسنعة وعشنرين‬
‫بيتاَ‪ ،‬وبلغ في مجزوا الخىي‪ ،‬أربعة وعشرين بيتاَ‪ ،‬فيما لنم يتجناوز البينت الواحند فني كنك منن الكامنك والبسنيش‪ ،‬ومجنزوا‬
‫الرجنز ومجنزوا النوافر والسنريع والمجتنس‪ ..‬وبلنغ عندد افبينات المند َور تسنعة عشنر بيتناَ ومئنة‪ ،‬أي منا نسنبتََ ‪ %17‬ىلن‬
‫المجموع الكلي لابيات‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إيقا التجني ‪:‬‬
‫لم يكن الخالديان بدعاَ بنين شنع ارا القنرن ال اربنع الهجنري النبي شغن علينَ التصننع فني كنك شنيا حتن فني‬
‫افدب‪ .‬ومننن مظنناهر هننبا التص ننع شغيننان البننديع بشننت أنواعنن والسننيما الجننناف الننبي غ ندا شننع ارا هننبا العصننر‬
‫وكتابَ يتكلىونَ تكلَىاَ (‪.)2‬‬
‫وط ند شننر الشنناع ارن هننبا اللننون البننديعي بأنواعننَ المختلىننة‪ :‬التننام والننناطص واالشننتقاطي‪ ،..‬وأك نن ار مننن النننوع‬
‫افخير حت ىن بعع طصائدهما تقوم في جلها عليَ‪ .‬يقوك أبو بكر من طصيد لَ (‪:)3‬‬
‫ال ت ِا ِنـــ ِج ِن فـــِ جكـــا ال انـــ ِاِ والرانـــ ِب‬
‫وال تِجـــــــــــــ ِد ِجغاـــــــــــــام لِغاـــــــــــــيم ِوالِ‬
‫ِرِجــ تِ ِعىاــى فِــأِ ِ‪.‬اِى ِاــ ِجــ ِوِ‬
‫ن‬
‫وأِســى‬
‫وال ت ِحـــــِ ك يـــــ ِب الحـــــِ‬
‫اـــــن ِك ِـــــ ِب‬
‫تســا لِ ِســ ِر ِب الاهــا ِ‬
‫ســ ِر ِب‬
‫ف ال ى‬
‫جــالواك‬
‫ن‬
‫ِِِ ِجـــــِ‬
‫ِق ِِجـــــِ وكـــــا ِ ا ِن ق‬
‫إلـــــى الِىـــــ ىا ِت‬
‫فالجن ناف االش نتقاطي ب نَي َن (تشن نب َن‪ /‬الشن نب‪ ،‬ك ي نب‪ /‬ك نب‪ ،‬غم نام‪ /‬الغم نيم‪ ،‬تعىَ ن ‪ /‬أعى ن ‪ ،‬طلب ني‪ /‬منقلب ني)‪،‬‬
‫والناطص بين (ال َس َرب‪ /‬السن َرب)‪ .‬وفني هنبا الجنناف تكن ارر للحنرو‪ ،‬يعشني افبينات ىيقاعناَ جنباباَ حينس تتنوزع هنبه‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )2‬ازهد‪ ،‬زهير‪ :‬لغة الشعر عند المعري ص‪.26‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪ - 24‬الشنب‪ :‬حبك شويك يشد بَ س ارد البيت أو البيت أو الوتد‪ ،‬ج أشنباب ‪ -‬الغميم‪ :‬لبن يسخن حت يغلنظ ‪-‬‬
‫سرب المها‪ :‬القشيع من الظباا ‪ -‬وال َس َرب‪ :‬الماا السائك‪ ،‬ويقصد بَ هنا الدمع‪ ،‬وك‪ ،‬الدمع ساك طليالَ طليالَ‪.‬‬
‫‬‫‪1110-‬‬
‫الحرو‪ ،‬وف كميات ىيقاعية محدد تتظافر مع النبر لتمنح الشعر شعريت وأدبيتَ‪ .‬ومنن أم لنة الجنناف طنوك أبني‬
‫بكر(‪:)1‬‬
‫ِـ‬
‫ار‬
‫ِـــــــــرب ال ا‬
‫ــــــــج‬
‫ِقـــــــــ ىي‪.‬‬
‫الرى ِرجـــــــــا‬
‫وطولَ في وص‪ ،‬نىس (‪:)2‬‬
‫ِحتىـــــــى تِ ِخ ىاـــــــر‬
‫ِخ‬
‫ىاـــــــارِ ِج ِا ِ‬
‫ع ِرفِتـــــــِ‬
‫لِ ىاــــــا قيــــــى‬
‫الِىِيــــــِ ِن ِح ِجــــــ‬
‫ا ِنتِ ِح ِجــــــا‬
‫و‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ـــ ىير ِت‬
‫اِِ ِحـــِ‬
‫فـــِ ال‬
‫ســـ ِك ِر‬
‫ا‬
‫االحـــِ‬
‫فقد جانف في البيت افوك بين (مشرب‪ /‬الشرب‪ ،‬نحبَ‪ /‬انتحبا) وفي ال ناني بنين (تخمنر‪ /‬خمناري‪ ،‬ملحني‪/‬‬
‫ت ىيقاعناَ وموسنيق ال غنن‬
‫َ‬
‫مالَحي)‪ ،‬وهبا ‪ -‬دون ش ‪ -‬يمننح متواشنجاَ منع غينهر منن عناصنر اإليقناع ‪ -‬افبينا‬
‫للشعر عنهما‪.‬‬
‫و من نة عناصن نر ىيقاعين نة أخن نر لجن نأ ىليهن نا الخالن نديان كن نرَد العجن نز علن ن الصن ندر وحسن نن التقسن نيم والتكن ن ارر‬
‫واالعت ارع‪.‬‬
‫فأما رََد العجز عل الصدر‪ ،‬فم الَ طوك أبي بكر في الخمر (‪:)3‬‬
‫ر ِاــــــ ِ ال ِق ِِــــــب جــــــال هاوِم فــــــِر ِن‬
‫قِــــــ ِد ِ‬
‫جــــــــ ِن لِِيــــــــِ ت‬
‫فــــــــِ‬
‫ــــــــرِ كواكجــــــــ‬
‫ت جكــــــــأ د فها ِت ِهــــــــا تِ ِراِــــــــ ِ‬
‫ر ِاــــــــ ِ‬
‫وقـــــــِ إلـــــــى جـــــــ ىن ِ‬
‫ال ِغـــــــ ِر ِب كِاهـــــــا‬
‫فقند رَد العجنز علن الصندر فني كنال البيتنين (شىح‪/‬تشىنح‪ ،‬جنح‪/‬جننح) ممنا أسنهم فني ىحنداس نقلنة ىيقاعينة‬
‫ضمن الرصيد الكلي ل يقاع العام في القصيد ‪.‬‬
‫وأما حسن التقسيم فنجده في طولَ (‪:)4‬‬
‫فِــــــال ىارح‬
‫شــــــ ِا ِكواكـــــ‬
‫ِ‬
‫ـب‬
‫وال ِح ِجــــــاب‬
‫وال ِكــــــــ ا‬
‫ســــــــ ِاا ِ‬
‫ف ق ِرــــــــب ِ‬
‫واإل نــــــــا‬
‫فق ند ط َس ن َم بيت نَ ىل ن أربنع َبن ن متوازن نة ومتما لنة ف ني تركيبتهنا النحوي نة‪ ،‬وك نك بنينة تم نك جملنة اسنمية (مبت ندأ‬
‫وخبر)‪ ،‬افمر البي يعشي البيت تسارعاَ نغمياَ يستشعهر السامع في هبا االنتقاك المتوازن بين كك جملة منن جهنة‬
‫وبين ششري البيت من جهة أخر ‪.‬‬
‫ إيقا التك ارر‪:‬‬‫لجأ ىليَ الخالديان في مستوياتَ المختلىة سوا َا أَكان بل عل مستو الحرو‪ ،‬أم افلىاظ أم الت اركيب‪.‬‬
‫يقوك أبو بكر(‪:)5‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.17‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪.11‬‬
‫(‪)5‬الديوان‪ :‬ص‪.30‬‬
‫‪-120-‬‬
‫اـوتِ‬
‫ي ا ن اـ‬
‫فِقِـ ِد ِجـ ىد السـى اـو‬
‫تِ‬
‫ِـــــاقو ِقـــــ‬
‫ِ ِوب ي‬
‫فِـــــ ِد ِا ِع ِتِ‬
‫ب‬
‫ت ِ‪ِ.‬ـــــى‬
‫اــــا ك ِنــــ ِت‬
‫أِو ِِ‬
‫ِــــب‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يــــر ِا ِجخــــو ت‬
‫ِودا‬
‫عــــــــــ ِ وب‬
‫ا‬
‫در فِــــــــــ ِو ِ‬
‫يــــــــــاقو ِت‬
‫ف قد كرر الشاع َر كل مة (م وت ي) مرتي ن تأ كيداَ عل شد ت أ هر ب ما جن َهر ع لين َ حظنَ السني ا فني الهنو‬
‫م ن ألم وحزن عل ف ار محبوب ت َ ا ل تي ل م ت كت ‪ ،‬بال صدود ب ك أ تب ع تَ بالى ار ‪َ ،‬م كرر كل مة (ي اطوت) مرتي ن‬
‫بد ال ل تي ن م ختل ى ت ي ن‪.‬‬
‫وأما االعت ارع‪ ،‬فإنَ يشكك اخت ارطاَ لل ابت (الوزن)‪ ،‬ويضىي عل الشنعر ‪ -‬ىضنافةَ ىلن داللتنَ المعنوينة ‪-‬‬
‫ىيقاعاَ متمي اَز يش ََ‬
‫ب عن شو الرتوب البي يىرضَ الوزن الشعري يقوك في‬
‫ممدوح ََ(‪:)1‬‬
‫ـــــ ‪ِ .‬اــــ ِر ِ اــــا رــــاِ ‪.‬اــــر ال ِحقِــــ ِب‬
‫جع ــــــــــت إليــــــــــ ِ ‪ -‬أرــــــــــا اإل لـــــــــــ‬
‫ســـــــــــــــ ِجتان إ ا تِ ِنتِ ِســـــــــــــــ ِب‬
‫ِج ِا ِرِو ِحــــــــــــــــة ِار ِحــــــــــــــــة لِقِــــــــــــــــوب‬
‫لهـــــــــــــــا ِن ِ‬
‫فق ند تظ نافر ىيقننناع االعتنن ارع فنني الجملننة الدعائينننة (أش ناك اإللنن عنمننر مننا شننناك عمننر الحقننب) مننع ىيقنناع‬
‫التدوير في (اإللَ)‪ ،‬والجناف االشتقاطي (مروحة‪ /‬ارحة‪ ،‬نسبتان‪ /‬تنتسب) ليحمال البنية بشاطات ىيقاعية وايمااات‬
‫داللية غنية ومدهشة‪.‬‬
‫(‪)1‬الديوان‪ :‬ص‪.27‬‬
‫‪-121-‬‬
‫االعجم الشـعرِ‬
‫ألمعنا في صىحات خلت ىل أهمينة افلىناظ المىنرد فني الخشناب الشنعري‪ ،‬وان كننا أكن َدنا علن ضنرور د ارسنتها‬
‫مر أخر ضمن أنساطها وت اركيبها التي تشحنها بشاطنا َت تعبيرينَة خالطنَة‪ ،‬وسننحاوك اآلن العنود ىلن هنبه افلىناظ مىنرد لنر‬
‫الحقوك الداللية التي انخرشنت فيهنا ألىناظ الشناعرين المعجمينة‪ ،‬منشلقنين عنن أهمينة المعجنم الشنعري فني توضنيح‬
‫بنية الخشاب الشعري وجماليتَ‪.‬‬
‫ظن ارن ىلن التنن ارس‬
‫أوك منا نقنع عليننَ فني هننبا المعجنم توزعننَ بنين التن ارس والمعاصننر‪ ،‬حينس كننان الشناع ارن ين ن‬
‫بعين اإلجالك واإلكبار‪ .‬ونلمح بل من خالك كتابهما افشنباه والنظنائر وسنائر مصننىاتهما افخنر ‪ ،‬بيند أنهمنا ‪ -‬من جهة أخر ‪ -‬لم‬
‫يستشيعا التىلَت من طيود بيئتهما المعاصر‪ ،‬وما فيها من طضايا فكرينة واجتماعينة‪ ،...‬فجناا‬
‫معجمهما الشعري صد لهبا النوسان ‪ -‬ىن صحت التسمية ‪ -‬بين الت ارس والمعاصر‪.‬‬
‫وأما ألىاظ الت ارس أو افلىاظ العتيقة ‪ -‬حسب د‪ .‬محمد مىتنا (‪ -)1‬فإنننا نجندها متوزعنة فني ناينا النديوان‪ ،‬ىب يك ن ارن‬
‫منن بكنر ألىناظ منن م نك‪ :‬الشََننب‪ ،‬الننوي‪ ،‬الك ينب‪ ،‬الَربنع‪ ،‬سنرب المهنا‪ ،‬البينداا‪ ،‬بنان الخلنيش‪ ،‬الشَنك‪ ،‬الخبناا‪ ،...‬يقنوك أبنو‬
‫بكر(‪:)2‬‬
‫ب الحـــــِ اـــــن ِك ِـــــ ِب‬
‫ِ والرانـــ ِب‬
‫وال ت ِحـــــِ ك يـــــ ِ‬
‫ال ترنـــج ِن فـــِ جكـــا ِ النـــا ِ‬
‫تســا لِســ ر ِب الاهــا جــالوا ِك ِ‬
‫ســ ِر ِب‬
‫ف ال ى‬
‫وال تِجـــــــــــــ ِد ج ِغاـــــــــــــام لِغاـــــــــــــيم ِوالِ‬
‫ِ‬
‫ِق ِِجـــــِ وكـــــا ِن إلـــــى ال ى‬
‫ِـــــ ىا ِت‬
‫ِى ِاــ ِن ِجــ ِوِ وأســى‬
‫ِرِجــ تِعاىــى فِــأ ِ‪ .‬ا‬
‫ِِِ ِجـــــِ‬
‫ا ِن ق‬
‫ِســــــيىا ِن ِجــــــا ِن ِخِِــــــير أِو أِقِــــــا م ِجــــــ ِ‬
‫فر ىناــــــــا ِ‪.‬ــــــــا ِار الجيــــــــدا ِ ِكــــــــال ِخ ِر ِب‬
‫ِ‬
‫يندفعهما ىلن بلن ىعجابهمنا الشنديد بالقنديم‪ ،‬أو سنعياَ و ارا ى بنات تأصنلهما فني العروبنة التني حناوك السنري‬
‫الرفاا نىيها عنهما بنسنبتهما ىلن النبنيش‪ ،‬فكنان هنبا التقنديف للتن ارس وسنيلة للتنأ ير فني المتلقني النبي كاننت البنداو‬
‫تحيا تحت ىهاب رغم مظاهر التجديد والبهرجة التي حىك بها هبا العصر‪ .‬وأمننا افلىنناظ‬
‫العصننرية‪ ،‬فقنند كانننت تميننك ىلنن السالسننة واالنسننجام‪ ،‬ىضننافة ىلنن اتكائهننا علنن معنناجم دخيلننة‬
‫كافلىاظ العلمية والىلسىية والىلكية والىارسية‪ ...‬وسنعرع لهبه افلىاظ بشيا من اإليجاز‪:‬‬
‫ اعجم ال لااا االارسية‪:‬‬‫ي أ نر ف ني تشنور اللغنة بشنكك عنام والشنعر بشنكك‬
‫كنان المتن ازج عنصنر الىنرف فني المجتمنع العربني أ نَر أ ََ‬
‫خاص‪ ،‬حينس باتنت هنبه افلىناظ مسنتعملة ومألوفنة لن بان‪ ،‬تندخك ضنمن نسني الحينا اليومينة والخشناب العنادي‪،‬‬
‫فزنار التني بندت جديند علن المجتمنع العربني المائنك للبسناشة آننبا ‪.‬‬
‫والسيما أسماا بعع افشعمة وافشربة وا ه‬
‫وك نر اسنتعماك ه نبه افلى ناظ جعله نا تتس نلك ىل ن الشنعر العباسني وان ك نان ال نع ندم له نا أم لنة ف ني الش نعر السناب‬
‫لعصر بني العبافإ ىال أنها ازدت في هنبا العصنر زيناد مىرشنة‪ ،‬ونظنر فني يتيمنة ال عنالبي ت بنت صند دعواننا‪.‬‬
‫ومهما يكن من أمرإ فإن الخالديينن لجأا ىل بعع هبه افلىناظ تمشياَ مع رو العصر‪ ،‬فنجد ألىاظاَ من م ك‪ :‬الجلنار‬
‫(هزر الرمان)‪ ،‬فيروزج (حجر كريم أزر اللنون)‪ ،‬شنهدان (بنبر شنجر العننب) دسنتي (آنينة لشنرب‬
‫الخمر)‪ ،‬سب (خرز أسود)‪ ،‬الشست (ىناا من نحاف)(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬مىتا ‪ ،‬د‪ .‬محمد‪ :‬تحليك الخشاب الشعري واست ارتيجية التناص ص‪.62‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪ - 24 ،23‬الشََنب‪ :‬حبك شويك يشد بَ س ارد البيت أو الوتد‪ .‬ج أشناب‪.‬‬
‫‪-122-‬‬
‫اعجم أالاا االعادنوالكواكب‪:‬‬
‫حيس نج َد ألىاظاَ من م ك الجو ازا‪ ،‬عقي ‪ ،‬طشب‪ ،‬شهاب‪ ،‬د َر‪ ،‬ياطوت‪ ،‬سب ‪ ،‬المشتري‪ ،‬الزئب ‪ ،‬تبر ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اعجم أالاا الحياة اليواية‪:‬‬
‫وأمنا معجنم ألىناظ الحينا اليومينة‪ ،‬فإنننا نجنده شاغيناَ علن أشنعاهرما‪ ،‬حينس نع نر علن ألىناظ منن م ننك‪ :‬صننبا ‪،‬‬
‫مسنناا‪ ،‬الىجننر‪ ،‬اإلنناا‪ ،‬الكننوب‪ ،‬الشننباب‪ ،‬المشننيب‪ ،‬الهمننوم‪ ،‬المجننون‪ ،‬اللهننو‪ ،‬الكاسننات‪ .‬وهني ألى ناظ تجنننح ىل ن السننهولة‪،‬‬
‫وهي أطرب ما تكون من االبتباك أو ما يمكن تسميتَ باللغة الشعبية بقوك أبو ع مان (‪:)3‬‬
‫ـــــــــــ ىدق ِر ِيجقِــــــــــى وياِِــــــــــم‬
‫اـــــــالم لـــــــِ وليتـــــــ الــــــــ‬
‫ــــــــــــك ىن جاـــــــــــا ِج ِهــــــــــــ ىنم‬
‫ِــــــــــــِ ِج ىنــــــــــــة ولـــــــــــــ‬
‫ِو ِ‬
‫ــــــــــ ىد ِقر ‪.‬ـــــــــر و ِاـــــــــأِتِم‬
‫يــــــــا وســــــــخر الـــــــــ‬
‫ور ِ‬
‫حيس بدت هبه افبيات في بساشتها وسهولة ألىاظهنا كأنهنا جنزا منن كنالم عنادي ينومي يصندر عنن أحند‬
‫العامة‪.‬‬
‫اعجم أالاا الحرب‪:‬‬
‫ويمكننا أن نىرد معجمناَ فلىناظ الحنرب‪ ،‬وآخنر فلىناظ الحنب‪ ،‬حينس اطترننت حياتهمنا بهنبين المحنورين‪ ،‬علن حن َد سواا‪ ،‬فأما‬
‫افوك ‪ -‬أي معجم الحرب ‪ ،-‬فقد تسَرب ىليهما من تلن افخبنار اليومينة عنن الحنروب التني كاننت تشنهدها الموص نك وبغننداد‬
‫وحلننب علنن وج نَ الخصننوص‪ .‬سننواا أَكننان بلنن فنني الجهنناد ضن ند الننروم أم كننان فنني تلنن الحننروب الداخلينة‪ ،‬والصنن‬
‫ارعات التني ك ين اَر منا كاننت تشنب بنين افمن ارا والقنواد بندافع الشمنع وحنب السنيشر والمهنم فني افمنر أن‬
‫الخالديين واكبا هبه افحداس مستمعين ىل أخباهرا فقش‪ ،‬ىب لم يعر‪ ،‬عنهمنا أنهمنا شناركا فني الحنروب مشناركة مباشنر كأبي ف‬
‫ارف والمتنبي‪ ،‬وغيهرما من الشع ارا الىرسنان‪ .‬وهنبا التنأ ر دفعهمنا ىلن اسنتخدام ألىنا َظ يغلنب عليهنا شنابع الحنرب‬
‫والقو ونم ك لها بقوك الخالديين في مد سي‪ ،‬الدولة وبنائَ ىحد القالع في ال غور مع الروم (‪:)4‬‬
‫ا ال ِعياــــــوا‬
‫و قِعــــــة ‪.‬ــــــا ِن ِ‬
‫ســــــا ِفِِها ال تعـــرف القرـــر إ كـــان‬
‫الغاـــام لهـــا‬
‫وجـــــــاز انرقـــــــة الجـــــــو از‬
‫أِ‪.‬ال ِيهــــــــا أِريــــــــا تِِورــــــــأ‬
‫إ ا الغاا ِاــــة الحــــ ِت خــــاِ ســــاكنها‬
‫يعــــــد اــــــن أنجــــــم الفــــــال ارقجهــــــا‬
‫‪ِ.‬ـــى رِ شـــاا و‪.‬ـــر قـــد ااـــتِ ِت‬
‫ِقــــــاب الجــــــو حائاــــــة‬
‫لــــــ ‪.‬قــــــاب ‪.‬‬
‫ردت اكايـــــــــــد أِ ِاـــــــــــالِ اكايـــــــــــدقا‬
‫قرريــــــــ اواشــــــــيها‬
‫يـــــ ِها قجـــــِ أن‬
‫حيا ِ‬
‫تهاـــــِ ِ‪ِ .‬ازليهـــــا‬
‫لــــو أِنــــ كــــا ِن يجــــرِ‬
‫فــــِ اجاريهــــا‬
‫كجــــ ار جــــ د وقــــو ااِــــو‬
‫جهــــا ِتي ِهــــا‬
‫اــن دونهــا فهــِ تِ ِخاِــى‬
‫فــِ خوافيهــا‬
‫ِـــــــــــ ِر ِت‬
‫وقِ ى‬
‫جـــــــــــدواقيهم دواقيهـــــــــــا‬
‫أِ ِو ر‬
‫ت ِقاتـــــــ ِ‬
‫ِـــــــأِ ِ‬
‫ال ِع ِِ ِيـــــــا ِ ِقااتهـــــــا‬
‫أرِ ِت ِقســــ ىِ الــــرِدِ فــــِ كــــ ِ‬
‫ف جاريهــــا‬
‫ولـــم تِ ِقـــ ِ جـــ ِخ ِِقـــا فـــِ الجريـــة إ‬
‫لاـــــا جعِـــــ ِت العـــــوالِ‬
‫اـــــن ا ارقجهـــــا‬
‫فنلمح ألىاظاَ توحي بالقو (شامأل وعر‪ ،‬كبرَا‪ ،‬تيهاَ‪ ،‬عقاب الجو‪ ،‬مكايد دواهي‪ ،‬العلياا‪ ،‬هامتها‪ ،)...‬ونجند‬
‫ع‪)...‬؟‬
‫ألىاظاَ تدك عل َعدد الحرب (العوالي‪ ،‬طسي‪ ،‬ك‪ ،،‬حياَ‬
‫(‪ )1‬ينظر الديوان‪ :‬ص‪ ،46‬ص‪ ،34‬ص‪ ،137‬ص‪ ،45‬ص‪ ،117‬ص‪ ،14‬عل الترتيب‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر الديوان‪ :‬ص‪ ،9‬ص‪ ،10‬ص‪ ،11‬ص‪ ،22‬ص‪ ،31‬ص‪ ،30‬ص‪ ،31‬ص‪ ،33‬ص‪ ،33‬ص‪ ،34‬عل الترتيب‪.‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪:‬ص‪.147‬‬
‫‪-123-‬‬
‫(‪ )4‬الديوان ص‪ - 165‬ال َع َ ازلي‪ :‬مص ََ‬
‫ب الماا من الرواية ونحوها ‪ -‬وأنزلت الس َما َا ع ازليها‪ :‬ىشار ىل ش َد المشر‪.‬‬
‫‪-124-‬‬
‫اعجم أالاا الحب‪:‬‬
‫أم نا معجنم ألى ناظ الحنب‪ ،‬فق ند ك نان معجمناَ رطيق ناَ اتك نأ في نَ الخالنديان عل ن المنوروس منن صنىات المحبوب نة‬
‫(‪)1‬‬
‫ومحاسنها‪ ،‬وعل ألىا َظ جديد استمداها من بيئتهما الجديد ‪ ،‬وما ش أر عليها من تشور وتجديد‪ .‬يقوك أبو بكر ‪:‬‬
‫ِوِجــ ِد ِر دجــى ِي ِاشــِ جــ ِــن ِر ِرــب‬
‫ِـــــ ِدا أِ ِـــــ ِرِ جـــــ ِ كـــــ ىِ ِنـــــاار‬
‫إ ا اـــــا ج‬
‫ِ‬
‫ِـــــــ ِعب‬
‫ِد ِنـــــــا نـــــــور ل كـــــــ ِن تناولـــــــ ِ‬
‫ب ال ىنــــا ِ فــــِ حجــــ ِ ِق ِِــــب‬
‫ِكــــأِ ىن قِــــو ِ‬
‫فمحبوبة الشاعر ال تختلن‪ ،‬عنن محبوبنات منن سنبق منن الشنع ارا فهني بديعنة الجمناك بيضناا كأنهنا البندر‪،‬‬
‫أما ط َدها فهو الغصن ال َر ََ َشب المياف‪ ،‬وهي ممتعة صعبة المناك‪ ،‬وهنبه المعناني ع َبنر عنهنا بألىناظ (بندر دجن ‪،‬‬
‫غصن رشب‪ ،‬دنا نوهر‪ ،‬تناولَ صنعب‪ ،)...‬أمنا المعنن الجديند فيقنع فني البينت ال ناني‪ ،‬حينس اجتمناع النناف علن‬
‫اإلعجاب بها وكأنهم يملكون طلباَ واحداَ تيمَ عشقها‪.‬‬
‫و مننة ألىنناظ أخنننر ف ني ه نبا المعجنننم م نن م ننك‪ :‬الحبيننب‪ ،‬الوصننك‪ ،‬عاشنن ‪ ،‬وصننب‪ ،‬الرينن ‪ ،‬اللمنن ‪ ،‬ال غنننر‪،‬‬
‫الوجنة‪.‬‬
‫وخالصنة القنوك‪ :‬ىن المعجنم اللىظني للشناعرين يمَنك حياتهمنا خينر تم ينك‪ ،‬فهمنا متعلقنان بأهنداب القنديم‪ ،‬مأسننوارن‬
‫بوشأ البيئة والعصر‪ ،‬يجريان وارا مواشن اللهو والخمر‪ ،‬ويعيشان أحداس العصر الحربينة والعلمينة والىلسنىية‪ ،...‬ومنن نم‬
‫فقد جاا هبا المعجم وعا َا احتو كك هبه القضايا عل ما فيها من تنافر في افعم افغلب‪.‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.15‬‬
‫‪-125-‬‬
‫الِورة الشـعرية‬
‫ ااهوم الِورة(‪:)1‬‬‫صنور الىنيننة ‪ -‬محننور هننبه الد ارسننة ‪ -‬أمن اَر غينر يسنير خاصنةَ حنين يجند الندارف نىس نَ ف ني زح نام‬
‫يبنندو تحدينند مصننشلح ال ن‬
‫مجموعنة منن المىناهيم الت ني ط ند تتى ن وتتق نارب حين ناَ‪ ،‬أو ط ند تختل ن‪ ،‬وتتباع ند أحيان ناَ‪ ،‬فلمصنشلح الصنور مىهومنات‬
‫مختلىنة لند أفنرع المعرفنة‪ ،‬فمىهومنََ فني علنم الننىف غي نر مىهومنَ فني الىلسنىة‪ ،‬ومىهومننَ فنني الىلسىة غير مىهومَ‬
‫في النقد افدبني أو الشنعر‪ ،‬وحتن مىهومن فني الشنعر ال يخضنع لقواعند ابتنة‪ ،‬ىنمنا هنو فني‬
‫تغَير وتبدك مستمرين يتبعان الروية النقدية‪ ،‬والمنه البي تعال وفقَ الصور الىنية(‪.)2‬‬
‫ولكننن المسنننألة التننني تكننناد تكننون موضنننع ىجمنناع فننني الد ارسنننات المختلىنننة التنني عالج نت الص نور‪ ،‬ه ني أن‬
‫الصور تعني بالنهاية ى نار الكلمنات الشنعرية فني النبهن هيئنةَ معبنرَ وموحينةَ‪ ،‬وعالطنةَ تتواشن فيهنا البنن اللغوينة‪،‬‬
‫والص نوتية والداللي نة الت ني يتش نكك ال ننص منه نا فه ني ىباَ عنص نر متع ناك ش نعرياَ‪ ،‬وغالب ناَ م نا ت نم نى ني اإلب نداع خ نارج‬
‫ىشاره(‪.)3‬‬
‫وهبا أمر شبيعي ما دامت الصور ربيبة الخياك‪ ،‬فال صور خارج ىشار الخياك‪.‬‬
‫يق نوك اب نن سننينا‪« :‬والشنعر ال ينتم شنع اَر ىال بمقندمات مخيلنة‪ ،‬ووزن بي ىيقناع متناسنب ليكنون أسنرع تنأ ي اَر فني‬
‫النىننوف‪ .)4(»...‬وهكننبا ف نإن الخينناك ال ينىصننك عننن التركيننب البنننائي للشننعر‪ ،‬وع نن الصننور التنني هنني جننزا مننن هننبا‬
‫التركيب‪ ،‬فالخيناك هنو الملكنة التني تشنكك ننوا الصنور ولنَ أ نر كبينر فني توجينَ فنيتهنا وجماليتهنا‪ .‬والك ينر منن النقناد‬
‫يع َدون الخياك أساف الصور الشعرية سواا أكانت درجتَ الىنية عالية أم عاديةإ فن افحاسيف ال يمكن ى ارتها من‬
‫غير تحريكها عن شري الخيناك‪ ،‬ومنن نم فالشناعر عنندما يلنتقش بعنع الجزئينات الصنغير منن الواطنع فإنهنا تخضنع‬
‫للقننو الخيالي نة لدي نَ‪ ،‬ننم لعملي نات االنتقنناا‪ ،‬فالصننياغة اللغوينة الت ني تعشنني دالل نة بات ىمكاني نات كبي نر ف ني ب نس الىكننر‬
‫التي أ ارد الشاعر أن يعَبر عنها‪ ،‬ومن م ىيصالها ىل المتلقي‪ ،‬وهبه العملية تتشلنب فعالَينة بهنينة معقند يعتمند فيهنا‬
‫الشاعر عل الخب ارت التي اكتسنبها منن خنالك قافتنَ المتعمقنة وطدرتنَ علن النربش بنين الحقنائ التني ت اركمنت نتيجنة‬
‫التشن نور المسن نتمر للحض نار اإلنسن نانية‪ ،‬وكن نبل للقن ندر البهنَي نة والخيالين نة لدين نَ التن ني هن ني أسن نا َف فن ني تكن نوين الصن نور‬
‫الشعرية‪ .‬ولعلَ من العسير أن نقع عل عالطة تربش الخيناك بالصنور منن خنالك منا تشرحنََ الداللنة اللغوينة للكلمتنين‬
‫منمعان‪.‬‬
‫(‪ )1‬الد ارسات التي تناولت مىهوم الصور ك ير ومختلىة المشارب‪ ،‬وأبرهزا‪ :‬التشاوي‪،‬‬
‫عبد اهلل‪ :‬الصور الىنية ‪ -‬ياكبسون‪ ،‬رومان‪ :‬طضايا الشنعرية ‪ -‬لنويف‪ ،‬سني دي‪ :‬الصنور الشنعرية ‪ -‬ترجمنة د‪ .‬أحمند نصي‪ ،‬الجنابي ومال ميري‪- .‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬نصرت‪ :‬الصور الىنية في الشعر الجاهلي ‪ -‬سوي‪ ،،‬مصشى ‪ :‬افسف النىسَية‬
‫ل ب نداع الىننني فنني الشننعر خاصننة ‪ -‬سنناعي‪ ،‬أحمنند بسننام‪ :‬الصننور ب نين البالغننة والنقنند ‪ -‬الخنناك‪ ،‬يوسنن‪ :،‬الحدا ننة فنني الشننعر ‪-‬‬
‫ىسننماعيك‪ ،‬د‪ .‬عننز النندين‪ :‬التىسننير النىسنني لننادب ‪ -‬هننالك‪ ،‬محمنند غنيمنني‪ :‬النقنند افدبنني الحننديس ‪ -‬العشننماوي‪ ،‬محمنند زك ني‪:‬‬
‫طضننايا النقنند افدبنني المعاصننر ‪ -‬دروينن‪ ،،‬حسننن‪ :‬النقنند افدبنني الحننديس ‪ -‬أدونننيف‪ ،‬علنني أحمنند سننعيد‪ :‬زمنن الشننعر ‪ -‬صننالح‪،‬‬
‫بشننر ‪ :‬الصننور الشننعرية ‪ -‬الجرجنناني‪ ،‬أسنن ارر البالغننة ‪ -‬سننعدون‪ ،‬فري ند‪ :‬الصننور الشننعرية عننند السننياب ‪ -‬رس نالة ماجسننيتر‪- .‬‬
‫كروتشَ‪ ،‬بنديتو‪ :‬المجمك في فلسىة الىن ‪ -‬الداية‪ ،‬فايز‪ :‬جماليات افسلوب‪.‬‬
‫(‪ )2‬افحمد‪ ،‬حسن‪ :‬نص ال عالبي بين اإلبداع والنقد ص‪.228‬‬
‫(‪ )3‬عباف‪ ،‬ىب ارهيم‪ :‬خصوصية الشعر ص‪.22‬‬
‫(‪ )4‬ابن سينا‪ ،‬كتاب المجموع أو الحكمة العروضية في معاني كتاب الشعر ص‪.20‬‬
‫‪-126-‬‬
‫فإن ما تبكهر المعاجم من معان لكلمة الخياك ال تقترب منن المىهنوم المعاصنر لنَ‪ ،‬فىني الشنعر يعن َ َد الخيناك «طنوَ‬
‫تص َوَر نستشيع بواسشتهاىيجاد صور بهنية يمكن تجسيدها بالكلمات‪ ،)1(»...‬وال تنحصر فاعلية الخياك في ىيجناد هنبه‬
‫الصننور البهنيننة فحسننب‪ ،‬بننك تمت ند ىلنن تركيننب صننور جدينند وف ن عالطننات نموبجيننة يبتنندعهما‪ ،‬فيجمننع بننين العناصننر‬
‫المتننافر والمتباعند ويصنههرا فني وحند منسنجمة‪ .‬فهنو يعن َ َد ‪ -‬حسننب المىهننوم المعاصنر ‪ -‬طندر خالطنة تسننتشيع تم ي نك افشننياا‬
‫عل ن النسنن والشنناكلة الواطعي نة أو يننربش ب نين تل ن افشننياا بشريقننة جدينند وحسننب نظننام مبتكننر يكننون لهننا أ هرنا الخاص في نىف‬
‫المتلقي‪« ،‬وهكبا فإن أعظم الشع ارا هم من استشاعوا أن يمتدوا بخيالهم ىل منا و ارا السنشح الظناهر‬
‫للزمان والمكان‪ ،‬ىل كك ما يستشيع الخياك اإلبداعي أن يصك ىليَ‪.)2(»..‬‬
‫أما الماد اللغوية « َخَيك» فإنها تدك عل الظن والهيئنة والظنك والشنكك والشين‪ ،)3(،‬وفني القنرآن الكنريم يندك‬
‫التخَيك عل الظنن والتشنبيَ(‪ ،)4‬وتندك مناد "صنور" علن الخلن والشنكك والهيئنة(‪ ،)5‬ولنيف فني القنآرن الكنريم ىشنار ىل‬
‫العالطة بين الخياك والصور‪ ،‬فيما تتقاشع المادتان في داللتهما المعجمية عل التنوهم «‪..‬يقناك تخيلتنَ فتخينك‬
‫لي‪ ،‬كما نقوك تَصورتَ‪ ،‬فتصور لي‪ ...‬وتوهم الشيا تخيلَ وتم لَ‪»...‬‬
‫(‪ .)6‬ويتضح لنا مما سب أن التوهم هو القاسم المشتر البي يربش بنين الخيناك والصنور فَتَ َخََين َك الشنيا يتشلنب‬
‫استدعاا الصور عل اختالفها ىل البهن‪ ،‬افم َر البي أوجد نوعاَ منن االرتبناش الو ين بنين الخيناك والصنور عنند‬
‫النقن ناد القن ندام الن نبين منحن نهو خاصن ن َية نوعَين نة ترفن نع من نن منزلتن نَ‪ ،‬وتجعلن نَ صن ناحب امتين ناز ال سن نبيك ىلن ن ىنكن ناهر‬
‫وتجاهل(‪.)7‬‬
‫َل‪ ،‬و ار َ كك منهم ينتصر ل أريَ البي بهب ىلينَ‪ ،‬وان‬
‫وطد وط‪ ،‬البالغيون القدماا عند مىهوم الصور مشو ا‬
‫كانت هبه اآل ارا ‪ -‬في َجلها ‪ -‬ال تعدو كونها أحكاماَ بوطية أو اجت ار اَر آل ارا النقاد اليونانيين‪.‬‬
‫صنورَ ضنرباَ منن التصنوير الشنعري القنائم علن الصنناعة اللىظينة‪ .‬يقنوك‪...« :‬ىنمننا الشننعر‬
‫فالجناحظ ينر ال ََ‬
‫(‪)8‬‬
‫صننناعة وضننرب مننن النسنني وجنننف مننن التصننوير‪ ، »...‬وبه نب الجناحظ ىلن أبعن َد م نن بلن ‪ ،‬فحناوك أن ي نربش‬
‫مسألة التصوير الشعري بقضية اللىظ والمعن كصور «من صور التىكير المنشقي والشكلي للشعر واللغة»(‪.)9‬‬
‫أ َما ابن طتيبة (ت‪276‬هن)إ فلم يبتعد ك ي اَر عن الىكر السائد في عصهر والسَيما النظر المنشقية للشنعر منن خالك‬
‫طضية اللىظ والمعنن (‪ ،)10‬فقند ط َسنم افلىناظ والمعناني ىلن جيند ورديئنة‪ ،‬وأكند علن دور الصنور فني تجمينك المعن‬
‫وتحسينَ مهما علت طيمتن‪ .‬ومىهنوم الصنور عنند ابنن شباشبنا العلنوي (‪322‬هنن) ال يعندو الصنور البالغينة‬
‫(‪ )1‬حسن‪ ،‬حامد‪ :‬الشعرية بنية وتشريحاَ ‪ -‬ص‪.54‬‬
‫(‪ )2‬عبنن ند الحمين ند‪ ،‬د‪ .‬شنن ناكر‪ :‬سن نيكولوجية الخينن ناك والىن نن ‪ -‬مجلن نة الكوينن نت ‪ -‬ع‪ - 38‬السن ننة الخامسن نة صننننىر (‪1406‬هننننن)‪/‬اكتوبر‬
‫(‪1985‬م) ‪ -‬ص‪.81‬‬
‫َخَي َك ‪.-‬‬
‫(‪ )3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ :‬ماد ‪-‬‬
‫(‪ )4‬ش‪.66 :‬‬
‫(‪ )5‬آك عم ارن‪ - 6 :‬غافر‪ - 64 :‬االنىشار‪.8 :‬‬
‫· (‪ )6‬لسان العرب ‪ -‬ماد ‪-‬ص َوَر ‪-‬خَي َك ‪َ -‬و َه َم‬
‫(‪ )7‬الظاهري‪ ،‬أبو عبد الرحمن ‪ -‬الخياك افدبي ‪ -‬مجلة الىيصك ‪ -‬ع ‪( 240‬ف‪1996‬م) ص‪.44‬‬
‫(‪ )8‬الجاحظ‪ :‬الحيوان ‪.132/3‬‬
‫(‪ )9‬دهمان‪ ،‬أحمد‪ :‬الصور البالغية عند الجرجاني ‪.155/1‬‬
‫(‪ )10‬ابن طتيبة‪ :‬الشعر والشع ارا ‪.208-207/1‬‬
‫‪-127-‬‬
‫التي تجعك القوك الشعري متين الصننعإ فالشنعر «‪...‬متشناب الجملنة متىناوت التىصنيك‪ ،‬مختلن‪ ،‬كناختال‪ ،‬النناف‬
‫في صوهرم وأصواتهم وعقولهم‪.)1(»...‬‬
‫ب طدامة بن جعىر (ت‪337‬هن) ىل أن الصور الشعرية ىنما هي صناعة يقوم الشاعر بتألي‪ ،‬جوانبها‬
‫ويبه َ‬
‫كباطي الصناعات‪« :‬فهي الشكك المحسوف البي يلجأ ىليَ الشاعر ليجس َد اففكار المجرد الحاصلة عنده‪ ،‬والتني‬
‫تدر بالعقك»(‪.)2‬‬
‫فعمك الشاعر صنناعة كبناطي الصنناعات منع فنار وحيند هنو أن الشناعر النبي يصننع الشنعر يشنتغك علن‬
‫المعاني بينما النجار والصائغ يعمالن في ماد الخشب والىضة‪ ،‬فالمعاني هي ماد الشعر ىب أنها «للشعر بمنزلة الماد الموضوعة‪،‬‬
‫والشنعر فيهنا كالصنور ‪ ،‬كمنا يوجند فني كنك صنناعة منن أنن البند فيهنا منن شنيا موضنوع يقبنك تننأ ير الصننور منهننا‪ ،‬م ننك الخشننب‬
‫للنجننار‪ ،‬والىضننة للصننياغة‪ .)3(»...‬فالص نور الشنعرية عن نده صنور حس نَية تق نوم‬
‫عل المحاكا لتتحوك ىل صورَ بهنَي َة مج َرد للمعن ‪.‬‬
‫أمننا أبننو هننالك العسننكري (ت‪395‬هننن)إ فيننبكر الصننور فنني أ ننناا كالمننَ علنن تحدينند مىهننوم البالغننة‪ ،‬يقننوك‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫«‪...‬وابا طلنت‪ :‬بلنغ‪ ،‬أفنا َد بلن أننَ صنار ىلن حناك ينودي فيهنا المعناني حن تأديتهنا فني صنور مقبولنة» ‪ .‬ولكنني‬
‫يظهر دور الصور في الكتابة افدبية الجميلة يضي‪...« ،‬وال يتكك فيما ابتكهر علن فضنيلة ابتكناهر ىَيناه‪ ،‬وال يغن َره‬
‫(‪)5‬‬
‫ابتداع ل فيساهك نىسَ في تهجين صورتَ فَيبهب حسنَ‪ ...،‬ويكون أطرب ىل البم منَ ىل الحمد‪. »...‬‬
‫وهبا عبد القاهر الجرجاني يعبر عنن أرين حنوك مىهنوم الصنور فيقنوك‪« :‬واعلنم أن طولننا "الصنور" ىنمنا هنو‬
‫تم يننك وطينناف لمننا نعلمننَ بعقولنننا علنن ال نبي ن ن اره بأبصننارنا‪ ...‬ولننيف العبننار عننن بل ن بالصنور شنيئاَ نحنن ابتندأناه فينكره منكر‪،‬‬
‫بك هو مستعمك مشهور في كالم العلمناا ويكىين طنوك الجناحظ‪« :‬ىنمنا الشنعر صنياغة وضنرب منن‬
‫التصوير»(‪.)6‬‬
‫ومما تقدم نستنت أن مىهوم الصور عند النقاد القدماا بقي ضبابياَ وغينر محندد‪ ،‬بلن أَن مندركات الصنور ومىهوماتهننا‬
‫كانننت فنني أبهننانهم ىال أن مىهومهنا بالمصنشلح النبي نعرفنَ اآلن لنم يكنن موجنوداَ‪ ،‬فالد ارسنات النقدينة القديمة للصور‬
‫الشعرية رَكزت عل ىب ارز الصىات الزخرفية والتزيينية التي تتمتع بها «انشالطاَ من تصنور طاصنر‬
‫لاسلوب والصور عل أنهما عنص ارن خارجيان في العمك الىني‪.)7(»..‬‬
‫وآ ارا الىالسىة العرب القدماا غير بعيد عن الكالم البي أسلىنا البكر عن فهبا ابن سينا يربش بين الخياك‬
‫والصور ربشاَ محكمناَ فيجعنك الشناعر مصنو اَر أداتنَ التقنينة فني عملينة تصنوير الخيناك «ىن الشناعر يجنري مجنر‬
‫المصور فكك منهما َمحا َ ‪ ،)8(»...‬والشعر عنده كالم مخَيك‪ .‬يقوك‪« :‬ىن الشعر هو كالم مخَيك‪.)9(»..‬‬
‫(‪ )1‬العلوي‪ ،‬ابن شباشبا‪ :‬عيار الشعر ص‪.10‬‬
‫(‪ )2‬البستاني‪ ،‬صبحي‪ :‬الصور الشعرية في الكتابة الىنية ص‪.24‬‬
‫(‪ )3‬طدامة بن جعىر‪ :‬نقد الشعر ص‪ - 19‬وانظر نحواَ من هبا القوك‪ :‬ويل ‪ ،‬رينيَ‪ :‬نظرية افدب ص‪.60‬‬
‫(‪ )4‬العسكري‪ ،‬أبو هالك‪ :‬الصناعتين ص‪.76-75‬‬
‫(‪ )5‬العسكري‪ ،‬أبو هالك‪ :‬الصناعتين ص‪.76-75‬‬
‫(‪ )6‬الجرجاني‪ ،‬عبد القاهر‪ :‬دالئك اإلعجاز ‪ -‬تعلي محمود محمد شاكر ‪ -‬ص‪.508‬‬
‫(‪ )7‬جريكوف‪ ،‬تيسير‪ :‬الصور الىنية في شعر بدوي الجبك ص‪ 30‬أشروحة ماجستير‪ .‬جامعة حلب ‪1993( -‬م)‪.‬‬
‫(‪ )8‬ابن سينا‪" ،‬فن الشعر" من طسم المنش من كتاب الشىاا ص‪.196‬‬
‫(‪ )9‬المصدر نىسَ ص‪.161‬‬
‫‪-128-‬‬
‫أما الىنا اربي فينحن منحن َ طريبناَ منن سنالىَ فينر أن طنوام الشنعر وجنوههر «أن يكنون طنوالَ مولىناَ ممنا يحناكي‬
‫افمننر‪ .)1(»...‬وطنوك الى نا اربي يقودننا ىل ن ىعمناك ال نبهن‪ ،‬وا نار التسناوك فيم نا ىبا كنان هن نا عالطنة ت نربش منا ب نين‬
‫المحاكا والتخييك من جهة‪ ،‬والصور من جهة أخر ‪ .‬واإلجابة تأتينا من ابن سينا باإليجاب بل أن فكهر النقندي‬
‫َ بين هبه افشياا جميعها فيقوك‪« :‬ىن المحاكيات ال ة‪ :‬تشبيَ واستعار وتركيب‪.)2(»...‬‬
‫يب َوب ال ارب ش‬
‫وهكبا نر أن «افشكاك البالغَية للصور الشعرية ك ير‪ ،‬فليست هي أنماش التشنبيَ وأننواع االسنتعار فقنش‪،‬‬
‫بك هي المجاز بنوعي وعالطاتَ‪ ،‬والكناية‪ ،‬واإلردا‪ ،‬والتم يك‪.)3(»...‬‬
‫وربمنا يشنكك الن أري السناب جسن اَر جينداَ للحنديس علن مىهنوم الصنور عنند نقادننا العنرب المعاصنرين‪ ،‬فينر‬
‫صنور ب نين القننديم‬
‫ىحسنان عبناف أَن الشنعر برمتنَ طنائم علن الصنور‪ ،‬ويعتقند أن االخنتال‪ ،‬فني شريقنة التعبينر بال ن‬
‫والحديس يكمن في أسلوب استخدامها أوالَ وشريقة التعبير بها بين شاعر وآخر اني َا‪ ...‬وان د ارسة الصور تكش‪،‬‬
‫عنن أم نرين ا ن نين‪ :‬افوك‪ :‬ىن الص نور الش نعرية هني تعبي نر ع نن حالنة نىس نية يعيشنها الش ناعر تش نبَ ىلن حنَد كبي نر‬
‫الصننور التننني تتنن ارا ف نني افحنننالم‪ ،‬وال ننناني‪ :‬ىن د ارسنننة صننور القصننيد مجتمعنننة تكشنن‪ ،‬لننننا المعنناني العميقنننة ال‬
‫الظاهري نننة له ن نا‪ ،‬والصنن نور تش ن نكك «جمي نننع افشن ننكاك المجازين ننة‪ ..‬واالتجنننناه ىل ننن د ارس ن نتها يعنن نني االتجن نناه ىلن نن رو‬
‫الشعر‪.)4(»..‬‬
‫ونالحظ أن الدكتور ىحسان عباف يعال الصور من خالك المنه النىسي للشناعر وبلن منن خنالك طولن‪:‬‬
‫صنور التنني ي ارهننا فنني افحننالم‪ ،‬أي هنني تعبيننر عننن ال‬
‫ىن الصنور هنني تعبيننر عننن حالننة نىسننية تنتن ارا للشنناعر كال ن‬
‫وعي الشاعر البي يتجسد في صوهر‪.‬‬
‫ويننبهب النندكتور كمننناك أبننو ديننب منننبهب النندكتور عبننناف حينننس يركننز علننن الجانننب النىسننني فننني معالجتننن‬
‫للصور الشعرية‪ ،‬ىال أنَ يضي‪ ،‬علي دااللت أخر يستقرَئها الندارف منن خنالك السنيا النداللي للننص الشنعري‪ ،‬وينر أن‬
‫الحال نة النىس نَية للش ناعر ه ني الت ني تح ندد العالط نة ب نين الس نيا الجزئ ني والكل ني للص نور ‪ ،‬وه نو ف ني بع نع افحيان‬
‫يحاوك أن يتجاوز المنه النىسي المتعار‪ ،‬عليَ من حيس معرفة الصور افصلَية‪ ،‬والكش‪ ،‬عن افبعاد‬
‫الشخصننية واالجتماعي نة وال قافي نة للش ناعر ىل ن تحلي نك البني نة الوجودَي نة للص نور وه ني البني نة «التننني تتشننناب فيهنننا‬
‫العالطات‪ ،‬وتتىاعك لتنت اف ر الكلي البي ينىتح عل العمك الىني ويضيا أبعاده‪ ،)5(»...‬حيس َيظه َر هبا اف ر عل‬
‫مستويين افوك المستو النىسي وال اني‪ :‬المستو الداللي‪ .‬وكك مستو َ منهما يحق للصور وظيىة خاصنة بَ‪ .‬فافوك‬
‫يودي الوظيىة النىسية وال اني يودي الوظيىة المعنوينة ممنا يمننح الصنور حيوينة وطندر وعمقناَ وأ ن اَر فني‬
‫البات المتلقية‪.‬‬
‫وَيرجنع الندكتور نعنيم الينافي شبيعنة الصنور ىلن الشريقنة التني تسنتخدم بهنا فهني «تننندرج فنني صننميم العمننك‬
‫الىني فتتولد خبر أوسع وأكمك َتعم ىداركنا واحساسنا‪.)6(»...‬‬
‫(‪ )1‬الىا اربي‪ :‬جوامع الشعر ص‪.172‬‬
‫(‪ )2‬ابن سينا‪ :‬فن الشعر ص‪.171‬‬
‫(‪ )3‬ارجع عصىور‪ ،‬جابر‪ :‬الصور الىنية في الت ارس النقدي والبالغي عند العرب ‪ -‬فصك افنواع البالغية للصور‪.‬‬
‫(‪ )4‬عباف‪ ،‬ىحسان‪ :‬فن الشعر ص‪.238‬‬
‫(‪ )5‬أبو ديب‪ ،‬كماك‪ :‬جدلية الخىاا والتجلي ص‪.21‬‬
‫(‪ )6‬اليافي‪ ،‬د‪ .‬نعيم‪ :‬تشور الصور الىنية ص‪.262‬‬
‫‪-129-‬‬
‫بينمننننا يجعن ننك الناطنن ند ساسنن نين عسنن نا‪ ،‬الصنن نور الشن ننعرية طائمننننة علن نن أسنننناف الشن ننعور النن نباتي المنب ن نن منن نن‬
‫الوجدان(‪ ،)1‬والبي يحولَ الخياك ىل شكك جديد ويعشي مالمح جديد وصور مجسد ظاهر‪ ،‬والببر التي تنشل‬
‫منها هبه ال صور هي الىكر التي تم ك الصور العقلية للتجربة الشعرية‪ ،‬فالصور عنده هني المعنادك الىنني للىكنر‪ .‬ويكمن دور الشاعر‬
‫في تأمين المننا الشنعري الىنني للىكنر التني سنيشرحها ويقندمها للمتلقني‪ ،‬فالشناعر هنو القنادر‬
‫عل تحشيم عالطات العالم الخارجي وتشكيلها في صور جديد هبا التشكيك البي يكون الخياك(‪..)2‬‬
‫وير الدكتور علي البشك أن الصور «‪..‬تشكيك لغوي يك َونها خياك الىنان من معشيات متعدد يق‪ ،‬العالم‬
‫المحسوف في مقدمتها‪.)3(»...‬‬
‫ع لبعع آ ارا النقاد العرب المعاصرين حوك الصور الشعرية‪ ،‬واستق ار َا لد ارسات أخر ‪ ،‬نجند أن‬
‫وبعد عر‬
‫أهننم مننا يجمنع هنبه الد ارسنات ه نو االنشنال منن المى ناهيم المرتكنز علن النقند الغربني ف ني د ارسنة الصنور والس نَيما د ارس نة‬
‫مص ندهرا افساس ني‪ :‬ال نبات أو الموض نوع‪ .‬وط ند ط ن َرر أك نر الدارسنين الع نرب أن ال نبات ه ني المص ندر افوك‬
‫للصنن نور‪ ،‬ومن نن نن نم ينن نأتي الموضنن نوع‪ ،‬وغن ناب عننننن أبهنن نانهم أن تكنن نوين العناصنننر الباتين نة يب ن ندأ أصن نالَ من نن المن ناد‬
‫الموض نوعية التنني تحننيش بن نا‪ ،‬وه نبا الىه نم «يتجاه نك حقيق نة افصنك الم نادي لاش نياا ومنن َنم م نا يمك نن أن يتى نرع منهنننا‪،)4(»..‬‬
‫كمنننا نالحنننظ عننندم اتىنننا دارسن نينا علننن مبننناد ا واضنننحة يرتكنننزون عليهنننا فننني د ارسننناتهم وتحلنننيالتهم‬
‫للصور ‪.‬‬
‫واستخالصاَ مما سب نجد أن مىهوم الصور مىهوَم متجدد من عصر قافي ىلن عصنر قنافي آخنر‪ ،‬ومنن ناطد ىل‬
‫ناطد‪ ،‬حت ىن الباحس سيجد نىسَ في نهاية افمنر مضنش اَر ىلن التسنليم بحقيقنة مىادهنا أن هننا مىناهيم بعدد النقاد‪.‬‬
‫غير أن هبا افمنر ينبغني أالَ يشنككنا فني جندو محاولنة الوصنوك ىلن تصنور لمىهنوم الصنور يجمنع‬
‫سماتها العامة وخصائصها ال ابتة مهما اتسم بل بالعموم والنسبية‪.‬‬
‫وسننحاوك ف ني د ارس نتنا للصننور الشننعرية عننند الخالننديين أن ننشل ن مننن المصننشلح الىننني ال ن ارهن للصننور الشننعرية‬
‫متخبين هبه المىناهيم دلينك بح ننا فني طابنك الصنىحات‪ ،‬وال ضنير منن ىين ارد بعنع هنبه المىهومنات التني سننتك ا عليهنا في بح نا‪،‬‬
‫ىال أننا لن نحصر أنىسنا في أشر هبه المىناهيم المحندد بنك سننتجاوهزا ىلن اعتمناد المننه التكناملي لد ارسنة‬
‫الصنور ‪ ،‬وفن م نا تقتض نيَ شبيعنة ك نك صنور ش نعرية عل ن حند ‪ .‬فق ند نجند ص نورَ تحتناج معالجنة م نن الجاننب النىس ني‪،‬‬
‫وأخننر مننن الجانننب االجتمنناعي‪ ،‬و ال ننة مننن الجانننب االسننتعاري‪ ،‬وه نبا كل نَ تقتضننيَ شبيعننة الصننور المدروسنة والحالننة‬
‫الشننعورية الت ني أنتجننت هننبه الصننور ‪ ،‬وال ب نأف مننن ى ب نات مىهننومين للصننور الشننعرية لالنشننال مننن خاللهمننا ىل ن آف نا الصننور‬
‫الشننعرية وخىاياهنناإ فأولهمننا ي نر «أن الصنور واسنشة الشنعر وجنوههر وكنك طصنيد منن القصنائد وحند متكامل نة تن نتظم ف ني‬
‫داخله نا وح ندات متع ندد ه ني لَبََن نات بنائه نا الع نام‪ ،‬وك نك لبن نة م نن ه نبه اللبن نات ف ني ص نور تش نكك م نع أخواته نا‬
‫الصور الكلية التي هي العمك الىني نىسَ‪ ...‬ىن بناا الشعر هو بناا صوري‪.)5(»...‬‬
‫(‪ )1‬عسا‪ ،،‬ساسين‪ :‬الصور الشعرية ونمابجها في ىبداع أبي نواف ص‪.21‬‬
‫(‪ )2‬عسا‪ ،،‬ساسين‪ :‬الصور الشعرية ونمابجها في ىبداع أبي نواف ص‪ 65‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )3‬البشك‪ ،‬علي‪ :‬الصور في الشعر العربي حت نهاية القرن ال اني الهجري ص‪.30‬‬
‫(‪ )4‬عسا‪ ،،‬عبد اهلل‪ :‬الصور الىنية ‪ -‬أشروحة دكتو ار ‪ -‬جامعة حلب ‪ -‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )5‬اليافي‪ ،‬د‪ .‬نعيم‪ :‬مقدمة لد ارسة الصور الىنية ص‪.40‬‬
‫‬‫‪1210-‬‬
‫وال نناني يقننوك‪« :‬تَعنر‪ ،‬ص نور منا بأنهنا تعبي نر لغنوي عنن ت ارس نك ب نين لىظ نين أو عننن ت ارسننك ب نين عالطتننين‪،‬‬
‫وسواا أَكانت هبه الصور بسيشة أم معقد فإنها تعبر عن مشابهة‪ ...‬وتعبر عن مما لة»(‪.)1‬‬
‫وسنشرع ‪ -‬بدايةَ ‪ -‬في الحديس عن بنية الصور عند الخالديين‪ ،‬م نع َرج عل أنماشها‪ ،‬فوظيىتها‪.‬‬
‫ جنية الِورة‪:‬‬‫ال بن َد لد ارسنة بنينة الصنور الشنعرَية منن التعن َر‪ ،‬ىلن يننابيع هنبه الصنورإ فن معرفنة تلن اليننابيع تسناعدنا ك ي اَر في‬
‫اإلحاشة بنىسَية الشاعر ومدركاتَ الحسَية والبهنَية والتخيلَية‪ ،‬وال ب َد لنا أيضاَ من التع َر‪ ،‬ىلن المكوننات‬
‫َة(‪ ،)2‬فهننبه المكونننات تىنرز لننا شرفناَ أو َك تند َك‬
‫الواطعينة التني تولن‪ ،‬تلن اليننابيع التني تشنكك عمناد الصنور الشنعر ي‬
‫حقولن نَ الداللَين نة علن ن نم نش حين نا الشن ناعر وبنيتهن نا‪ ،‬وشرف ناَ انين ناَ يجعلنن نا نعن نر‪ ،‬مص نادر حين نا الشن ناعر‬
‫الجمالَين نة والمعرفَينة‪ ،‬والعالطنة الوشنيجة التني تقنوم باالنعقناد بني َن هنبين الشنرفين‪ ،‬ومنا يحوياننَ منن مكوننات‬
‫داخلَينة‪ ،‬ونىسنية‬
‫تَشخص عن شري تقنَية التصوير التي نتلمسها من خالك افج ازا الىنَية المركبة فساسيات تل الصور‪.‬‬
‫والبنننن شباشبنننا العلن نوي أري سن نديد فننني هن نبا المجننناك مىننناده أن يننننابيع الصن نور هننني مصنننادر ىد ار الشن ناعر‬
‫عارا مننن افوصننا‪ ،‬والتشننبيهات والحكننم مننا أحاشننت بننَ معرفتهننا‬
‫ومعرفتننَ‪ .‬يقننوك‪« :‬واعلننم أن العننرب أودعننت أشنن ه‬
‫وأدركت عيانها»(‪.)3‬‬
‫وتأسيساَ علن منا طندمناهإ يمكنن عن َد الصنور الشنعرَية عنند الخالنديين مرتكنز فني أساسنياتها الىنَينة والجمالَينة‬
‫والنىسَية واالجتماعية عل هبه المكونات وافساسيات التي تكو َن مجتمعةَ بنية الصور الشعرية عندهما‪.‬‬
‫وينابيع الصور الشعرَية عند الخالديين تش َكك روافد معرف َية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وفن َية تعكف عالطة الشاعر منع‬
‫ي تصنور‬
‫مجتمعنَ بشنكك عنام‪ ،‬وعالطتنَ منع اففن ارد المحيشنين بنَ بشنكك خناصإ فهني ىباَ نمنوبج حينات َ‬
‫مختلن‪ ،‬الننواحي الىكرينة والنىسنية واالجتماع َينة عنندهما‪ ،‬وتأخنب بأيندينا ىلن بحنر فكرهمنا العمين النبي ك َونناه منن‬
‫خنالك‬
‫ك ن نر تسن نىاهرما وتجوالهمن نا فن ني افصن نقاع‪ ،‬وبن نين افدين نر‪ ،‬وعنن ند افمن ن ارا‪ ،‬والحكن نام‪ ،‬فكانن نت بنين نة الصن نور تسن نبر‬
‫َن ر لننا مختلن‪ ،‬العالطنات التني‬
‫ظ ه‬
‫الجزئيات التي ك َونت شخصن َية الخالنديين و قافتهمنا المعرفينة والجماليَنة وتَ َ‬
‫كن ا ن‬
‫الخالديان يشَدان أواصهرا منع بق َينة أصننا‪ ،‬النناف علن اخنت ال‪ ،‬منباهبهم‪ ،‬وأدينانهم‪ ،‬ومشناربهم‪ ،‬ىب لنم يقتصن ار‬
‫في عالطتهما عل صن‪ ،‬مع َين من الناف‪ ،‬بك تعَد َياه ىل أصنا‪ ،‬ك ير‪ ،‬حيس نجدهما يقيمان عالطا َت وشيد َ‬
‫مع افساطىة وال َرهبان‪ ،‬وبل ناج َم ‪ -‬كما أسلىنا سابقاَ ‪ -‬عن ك ر تنقَلهما ونزولهما في افدير‪ ،‬والحانات‪ .‬فهبا أبو‬
‫بكر الخالدي يص َور شَد ارتياحَ ىل الرهبان في صورَ مدحي َة جمالي َة بارع َة‪ ،‬واصىاَ بلن المشنهد‬
‫بحندي َس‬
‫( ‪)4‬‬
‫يتبدئَ عن أحد افدير التي حشَ رحالَ بها‪ ،‬فنادَم فيها بعع الهرابنة‪ .‬فيقوك ‪:‬‬
‫ِــــ ِاى ِاــــ ِن‬
‫ا ِنا ِداــــــــــا فــــــــــِ ِقالِ ِليــــــــــ ِ ر قا ِج نــ‬
‫ــــــــةِح ِار ِحــــ ِت ِخالِ ِئق هــــم أِ ِ‬
‫ِ ِ ِ الــــىار‬
‫فـــــــــــــيهم ِج ِخىاـــــــــــــة أِِجـــــــــــــ ِدان وأِِرِوا ِح‬
‫قِــــــــ ِد ‪.‬ــــــــدلوا ِقــــــــ ِِ أِو ِازن و ِا ِع ِرفِــــــــة‬
‫(‪ )1‬عكام‪ ،‬د‪ .‬فهد‪ :‬نحو معالجة جديد فنماش الصور الشعرية ‪ -‬مجلة الت ارس العربي ‪ -‬ع‪1985( - 18‬م) ص‪.254‬‬
‫(‪ )2‬عم ارن‪ ،‬د‪ .‬عبد اللشي‪ :،‬شعر أبي ف ارف الحمداني دالالتَ وخصائصَ الىنية ص‪.225‬‬
‫(‪ )3‬العلوي‪ ،‬ابن شباشبا‪ :‬عيار الشعر‪ .‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪.37‬‬
‫‪-130-‬‬
‫وهبه الصور التني يسنتخدم فيهنا التشنبيَ عاطنداَ بنين شرفيهنا منظن اَر مدهشناَ فني الجمناك‪ ،‬حينمنا يشنبَ أخنال‬
‫هنوالا الهربنان‪ ،‬وصنىاا أرواحهنم بصنىاا الخمنر التني كنان أبنو بكنر مولعناَ بهنا أيمنا ولنع‪ ،‬بلن فننَ ال ينر عنهنا‬
‫بديالَ وال أنيساَ‪ ،‬ىب نجده يشبَ أخال الهربان في تلن الصنور بمنا تحد نَ الخمنر عننده منن ارتينا وأننف وصنىاا‪،‬‬
‫وطد أَطَام هبه الصور معتمداَ فيها عل أركان التشنبيَ التقليدينة المعهنود إ ىالَ أَننَ أضنا‪ ،‬ىليهنا ملمسناَ ح َسنياَ‬
‫طند ال‬
‫يخش نر عل ن ب ناك الك ي نرين‪ ،‬فَعق ن َده مش نابهةَ ب نين ال نرو المعنوَي نة والخم نر المحسوس نة يجع نك المتلق ن َي يعم نك‬
‫بهن نََ‬
‫ومخَيلتنَ لتجسنيد هنبه الصنور بمكوناتهنا المختلىنة محناوالَ ىيجناد بعنع العالئن الخىَينة التني ال تظهنر للعينان عنند‬
‫ط ارا الصور فوك م َر‪ .‬ف َن الشاعر عندما شَبَ المعنوي بالح َسي لم يكن بل الشيا الح َسي خالصناَ فني‬
‫ح َسنيتَ‬
‫ََ‬
‫بك كان فيَ شيا من المعنوَية الخىَية‪ ،‬والبي يدلنا عل بل هو كلمة (أصى ) فالصىاا في النرو ندركنَ‬
‫عقلَيناَ‪،‬‬
‫وص نىاا الخم نر ط ند ندرك نَ ح َس نياَ وظاهرَي ناَ عن ندما تك نون الخم نر ف ني الك نأف ىالَ أن الص نىاا ‪ -‬هنننا ‪ -‬الننبي طصننده‬
‫ي صىا َا يريد أن يضيىَ ىل بل الصىاا الحس َي أال وهو الصىاا الروح َي والبهن َي‪ ،‬وهو منا تحد نَ‬
‫َ‬
‫الخالد َ‬
‫الخمنرَ‬
‫لشاربها حينما يشربهاإ فنيح َف أننَ َحنر شلين َ يحلن فني السنماا منع افبن ارج‪ ،‬وهنبا الشنعور يشرطَنَ الخالنديان ك ين‬
‫في صوهرم الشعرَية‪.‬‬
‫اَر‬
‫فهبا أبو ع مان الخالندي يصنور أحند مجنالف اللهنو والشن ارب منع أصندطائَ فيصن‪ ،‬الحالنة الشنعورَية التني‬
‫صاروا ىليها بعد احتسائهما الخمر فيقوك(‪:)1‬‬
‫ونحـــن فـــِ فِـــ ال ى‬
‫ِ ِهـــو الاحـــير جنـــا‬
‫ســـــــــ ِاا ات أ ِجـــــــــ ِار ِف‬
‫كأِىننـــــــــا فـــــــــِ ِ‬
‫ويبندو أن عالطنات الخالنديين منع الرهبنان لنم تكنن عالطنا َت سنشحيةَ‪ ،‬الن اربش فيهنا نزولهمنا ضنيوفاَ أو عنابري‬
‫شري ن فحس نب‪ ،‬ب نك ىن ه نبه العالط نة تع ن َدتها ىل ن المص ناحبة والمنادم نة‪ ،‬والموانس نة‪ ،‬ويتض نح بل ن م نن خنالك تل ن‬
‫الصور الوصىَية المبدعة التي يرسمها في هبا البيت(‪:)2‬‬
‫ِــــــ ِجا ِح جــــــ ِ‬
‫والِىِيــــــِ ِاــــــ ِن ِفتِ ِكــــــ ِة ال ى‬
‫ر ِرِجـــــــــــا‬
‫ى‬
‫ا ِج ِي ِجـــــــــــ ِ‬
‫شـــــــــــ‬
‫ِك ِارقـــــــــــب ِ‬
‫وهني صننورَ مركبنة تقنوم فني أساسنها علن عقند تش نبيَ ب نين صنورتين‪ ،‬الصنور افولن صنور الصنبا المشنر ‪،‬‬
‫وهو يىت َ بالليك‪ .‬وال انية صنور ال ارهنب الشن َرب النبي شن َ جيبنَ‪ ،‬وفني هنبه الصنور المعقَند أمنَر خىن َي يستعصني علن‬
‫بهن المتلقَي فوك وهلة‪ ،‬ولكن بعد ىعماك البهن وتشغيك المخَيلة يدر هبا ال اربش الخىن َي النبي عقنده الشناعر أبنو بكنر بين‬
‫هاتين الصورتين ونقشة التالطي في هبه الصور تقنوم علن القن َو وبنبك الجهند كمنا يشنير ىلينَ الىعنك «فتن » والىعنك «شن َ »‬
‫وكنال الىعلنين يحندس شنرخاَ فني صناحبَ فناف وك يندحر الظنالم مظهن اَر الننور وال ناني يكشن‪ ،‬عنن البيناع النبي‬
‫يتركز تحت جيب بل ال ارهب ولعلََ أ اردَ‪ -‬هنا ‪ -‬أن يظهر لنا حسن أولئ الرهبان وجمنالهم النبين خنالشهم‪ .‬فأعجبتنَ‬
‫محاسن صوهرم الخارجية والداخلية فقام بعقد هبه الصور التشبيهية ال ارئعة‪.‬‬
‫ىباَ فاستخدامَ للىظتي «فت » و«ش َ» كان استخداماَ موفَقاَ في توليد الصور البهنَية فهاتان اللىظتان كانتا‬
‫بمرتبة المحر المولَد للصور الخيالَية عند المتلق َي وهبا الكالم يو َكد عليَ كوهين في تعريىَ للتشيَ بأَننَ‬
‫«التعبينر‬
‫َة الصغر المشتركة في لىظتين مختلىتين»(‪.)3‬‬
‫عن الوحد المعنو ي‬
‫(‪ )1‬الديوان‪:‬ص‪.116‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪.18‬‬
‫(‪ )3‬عكام‪ ،‬د‪ .‬فهد‪ :‬نقالَ عن ترجمتَ ‪ /‬الت ارس العربي العددان ‪ / 12+11‬بنية الصور في شعر أبي تمام ص‪.255‬‬
‫‪-131-‬‬
‫ول َمنا كان نت الصنور الش نعرَية ه ني الم نرآ الحقيقي نة الت ني تجلنو شخص نَية الشنناعر وعالطاتنن االجتماعينننة منننع‬
‫العامة وافم ارا وتبَين الجانب الىن َي الجمال َي فركنان هنبه الصنور المتحندس عنهنا كنان ال َبن َد لننا منن أن نسنتقر ا‬
‫بعع اللوحات الىنَية البارعنة فني اإلتقنان‪ ،‬منن أجنك أن نسنتخلص الحالنة االجتماعَينة التني كنان يعيشنها‪ ،‬والمنزلنة‬
‫التي كان يتبووها في مجتمعَ‪ .‬ولع َك الصور التي سنأتي عل عرضها ‪ -‬بعد طليك ‪ -‬تساعدنا ك ي اَر في الوصنوك ىل‬
‫حكَم طشع َي‪ ،‬باإلضافة ىل بعع افخبار‪ ،‬التي وردت ىلينا عن حياتهمنا‪ ،‬وهنبه لوحنة متقننة فني رسنمها وفني‬
‫تصوي ارتها‪ ،‬حيس يأتي أبو بكر عل رسمها رسماَ دطيقاَ غايةَ في الجماك واإلتقان(‪:)1‬‬
‫ســـــــــتور لِ ِنـــــــــا ِأرِِي ِنـــــــــا‬
‫وِا ِن ِجـــــــــ ِد ِت ال ا‬
‫ـــــــ ِر اـــــــــا ِ‬
‫ر ِيــ‬
‫ىن ِج ِ‬
‫ِ‬
‫تقِاجِهـــــــــا ‪ِ.‬ـــــــــى حـــــــــاِ ا ســـــــــ ِت وا ِ‬
‫وأ ســـــــــدا فـــــــــِ ا ارِج ِ‬
‫يـــــــــها ِا ِجـــــــــا‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِِ‬
‫ِ ِتــــــــــــــ ِدا ِ‬
‫يــــــــــــــ ِرو ِا ِج ِجــــــــــــــ ِور ِوا ‪.‬‬
‫فِــــــــــال قـــــــــــ ا يــــــــــار لِـــــــــــ اد ِوالِ ِا‬
‫ش ِاـــــ ِن ســـــ ِا ِ الـــــد اا ِ‬
‫لِ ِت ِِـــــ الـــــ ِو ِح ِ‬
‫ِكــــــأِ ىن الــــــ ىدا ِر « ِا ىكــــــة» ِوقــــــ ِِ أِ ِاــــــن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫جـــــــــ ِازة قِـــــــــ ِد قـــــــــ ِر‬
‫ف نأبو بك ن َر ف ني صنوهر السنابقة لنم يغ نادر ص نغيرَ وال كبي نرَ‪ ،‬ىال أت ن علن بكهر نا‪ ،‬وهنو ي نري‪ ،‬لوحت نَ الىنَي نة‬
‫ي‬
‫السابقة‪ .‬فالمتلقي يتخَيك أنَ جالف أمام تل اللوحة وجهاَ لوجَ‪ ،‬وهو يتأ َملها ويحن َد فيهنا‪ ،‬ولكنن بعينن َي بأبنكنر‬
‫الخالدي‪ ،‬وال ش َ في أن رس َم أبي بكر صورتَ الىنَية السابقة لم يكن محع خياك‪ ،‬بك ال ب َد من أننَ طند رآهنا فني‬
‫أحند القصنور‪ ،‬فاس نتحوبت علن ىعجابنَ‪ ،‬فمنا كنان من نَ‪ ،‬ىالَ أن عَبنر عنن بلن شنع اَر‪ .‬وهنبه الصنور تنوحي بك نر‬
‫ترََدده عل طَصور افم ارا‪ ،‬فهو ىباَ من بوي المنزلة الرفيعة في مجتمع آنبا وهو من مجالسي افم ارا والحكام‪.‬‬
‫ولع ن َك ص نور أخ نر تضنايىَية تظه نر ص ن َحة الكنالم الس ناب ‪ ،‬ب نك ىنه نا تو َك ند أن الش ناعر ل نم يك نن م نن ن ندماا‬
‫ضنح عملينة فصناد دم افمينر وهنو منريع‪ ،‬وهنبه‬
‫افمارا فحسب‪ ،‬بك كان من خواصهمإ بل فن تل الصنور تو َ‬
‫العمل َينة ال ت نت َم بنين عا َمنة جلسناا افمينر‪ ،‬ولكنهنا تكنون فني مكنان خناص ال يحضنهر ىالَ المقربنون‪ .‬وهنبا منا حىَنز‬
‫الشاعر عل وصىَ لدم افمير وهو يىصد‪ .‬ىباَ فقد كنان حاضن اَر عملَينة الىصناد تلن فهنو ىباَ منن خاصنة خاصنتَ‬
‫ومن المق َربين لَ ج َداَ وهبا يبرز المكانةَ االجتماعيةَ التي كنان يحظن بهنا‪ .‬حينس يصن‪ ،‬أبنو بكن َر د َم افمينر‬
‫بأننَ‬
‫مجد كما في البيت التالي(‪:)2‬‬
‫ِدم ال ا ِجــــ ِد أِ ِجــــ ار ال ى‬
‫ســـا ‪.‬‬
‫رجيــــب و‪ِ.‬ــــ ِج ِت‬
‫ِ ِد ال ِع ِِ ِيـــا ِ تِـــ ِ‬
‫ِ‪ِِ.‬ـــى ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِـــا ِئ ِب‬
‫ال ِع ِ‬
‫فبنية الصور السنابقة هني العالطنة التضنايىَية التني عقندها الشناعر بنين المجند ودم افمينر وال شن َ فني أن‬
‫هنا عنص اَر خىَياَ علن المتلقن َي أن يكشنىَ بخيالنَ النبي أ ارد لنَ الشناعر أن يعمنك فني ىيجناد هنبا العنصنر‬
‫ي‬
‫الخىن َ‬
‫وما الدماا النازفة من افمير ىالَ نتيجنة التعنب واإلنهنا النبي حن َك بنَ‪ ،‬بسنبب بوده عنن غنور افمنة فني المعنار‬
‫التي خاضها‪ ،‬فكان المجد والرفعة والمنعة لتل اف َمنة التني بنبلت دمااهنا فندا َا لعزتهنا وك ارمتهنا‪ ،‬والترسنيمة التالينة‬
‫ي مك ن أ ن ت و‬
‫ضح لنا بنية الصور بشكك‬
‫َ‬
‫‪:‬‬
‫ي‬
‫ل‬
‫ج‬
‫د اـــ‬
‫َ‬
‫االيــر االـار ـــــــ‬
‫االعار والاتوحات ـــــــ‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪ - 12‬الب از ‪ :‬الصقور ‪ -‬القاموف المحيش باب َب َزَو‪.‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪.14 :‬‬
‫‪-132-‬‬
‫ِ‬
‫اجد ال ىاة‬
‫وهبه الصور التي رسمها شاعرنا بشكك مماها كانت غايةَ في اإلتقان حينمنا ربنش بنين المشنَبَ والمشنَبَ بنَ‬
‫بأسلو َب تضايى َي بديع‪ :‬نتر الىرصنة للخيناك فني أن يوجند أوجنَ التشنابَ بينهمنا كيىمنا يشناا‪ .‬وعلن الشريقنة التني‬
‫يرتئيها خيا َك ك َك متل َ‪ .‬مادامت النتيجة ستوصلنا ىل الصور الحقيقية التي أ ارد لها شاعرنا أن تكون‪.‬‬
‫أوابا ما استعرضنا بعع الصور التي تد ََك عل اللهو والمجون‪ ،‬نستن أن هنبا نناجم ‪ -‬فني الغالنب ‪ -‬عنن‬
‫حيا التر‪ ،‬التي كان يعيشها الخالديان في القصور وبين افدير متنقلين مسافرين‪ ،‬وهبه صور حسية يريشها أبو‬
‫بكر في صورَ غنَي َة تقابلَية(‪:)1‬‬
‫ِزِرقِــــــــــا ِ تِ ِح ِاِهــــــــــا ِيــــــــــ‬
‫ِـــــــــ ِا ار ِ فـــــــــِ قـــــــــارو ِرة‬
‫ِوا ِدا ِاـــــــــة ِ‬
‫ــــــــا‬
‫د ِج ِييــ‬
‫وال ِكــــــــ ا‬
‫ســــــــ ِاا‬
‫ف ق ِرــــــــب وا إل‬
‫شــــــ ِا وال ِح ِجــــــاب ِك ِوا ِكــــــب‬
‫فِــــــال ىارح ِ‬
‫ِ ِنــــــــا ِ‬
‫فتلن صنورَ تقنوم فني أركانهنا علن المماهنا حينس بنس فني ناينا صنوهر المشنبهات دون بكنر افدا أو وجنَ‬
‫الشبَ وتر المتلق َي َي َع َم َك خيالَ في ىيجاد العالطات التي تربش بين هنبه المتشنابهات جميعناَ وفني أوصنافَ‬
‫السنابقة نالحظَ البساشة وطلَة التكلَ‪ ،‬واالبتعاد عن المبالغة في رسم لوحتَ تل ‪ .‬مع أن هنا عناصنر طند أخىاهنا‬
‫الشناعر‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ف ني ص نوهرإ ىالَ أَن ه نبه الصنور ‪ -‬متح ند َ ‪ -‬غي نر متىكك نة تنص نهر جميعه نا ف ني بوتق ن ة واح ند ‪ .‬لتب نرز ص نور كلي نةَ‬
‫ملتحمةَ غير مج أز فني عناصنهرا المكوننة‪ ،‬كمنا أنهنا تبنرز جنو افَننف واللهنو وحينا التنر‪ ،‬التني كنان يعيشنها أبنو‬
‫بكر‪.‬‬
‫ونالحنظ اسنتخدامَ تل ن افلنوان المتع ندد ف ني نس ني نصنَ وهنبا االس نتخدام ط ند ي نن َ َم عنن ش نيا منن التركيب نة‬
‫النىسية للشناعر‪ ،‬ىب آ نر اسنتخدام افلنوان ال ازهينة الناصنعة وهنبا دلينك علن نظرتنَ التىاولَينة تجناه الحينا وهنو أمنر‬
‫شبيعي بالنسبة ىلن شناع َر عنا‪ ،‬فني القَصنوَر وتبنوأ مكاننةَ مرموطنةَ‪ ،‬كمنا أن لهنبا التنن َ َوع فني اختينار افلنوان‬
‫دلنيالَ‬
‫عل تن َوع أمزجتَ وتقلبها‪ ،‬وعل تكَ َيىَ منع افجنواا التني يكنون فيهنا‪ ،‬ومنع المجتمعنات التني ينزلهنا‪ ،‬فلشالمنا أك نر‬
‫التسىار والتن َقك ومجالسة اآلخرين‪.‬‬
‫ومهم نا يك نن منن أم نر ف نإن حي نا الله نو والت نر‪ ،‬لنم تن نأَ بالش ناعر عنن أن َي َعب نر ع نن تجارب ن ََ وع نن أفك ناهر الشخص نية‬
‫والسنَيما أننَ شناعر مجنرب طند عركتنَ الحينا فنأفرزت مننَ رجنالَ حكيمناَ صنلباَ والصنور اآلتينة توضنح حقيقنة‬
‫شخصنية هنبا‬
‫الرجك(‪:)2‬‬
‫تزيــــــدنِ قســــــوة الِيىــــــام ريــــــ ِب نــــــا‬
‫ســـ جـــين ال ِا ِهـــ ِر وال ِح ِجـــ ِر‬
‫كـــأ ىننِ ال ِا ِ‬
‫فالص نور الس نابقة تق نوم عل ن عالط نَة طوامه نا المش نابهة ويق نوم المش نب «ك نأن» بعملي نة رب نش ب نين المش نَبَ ال نبي ه نو‬
‫الشاعر والمشَبَ بَ البي هو «المس »‪ .‬وافسناف النىسني هنو النبي يشن َكك بنينة هنبه الصنور ويبنرز ينابيعهنا ال نَر التني‬
‫استقاها الشاعر من قافتَ وتجاربَ وهبا افساف طابك للنزوع منن داخنك مضنشرب ىلن موضنوع خنارجي منسنجم متحن َد‬
‫فالشاعر ‪ -‬وهو ينظم شعهر ‪ -‬تتح َد في تجربتَ ك َك منازعَ الداخلَية سواا أكانت آتيةَ منن العقنك أم منن الحنف‪،‬‬
‫وعنندما‬
‫تََولَ َد الصور تولَد مىعمةَ باالنىعاك طادر عل‬
‫بع َ‪.‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪:‬ص‪.128‬‬
‫‪-133-‬‬
‫والمتتبع لبنية الصنور ‪ -‬عنند الخالنديين ‪ -‬التني تقنوم فني أركانهنا علن التشنبيَ َيالحنظ أَنهمنا طند اسنتم َدا عناصنر‬
‫تش نبيهاتهما م نن الواط نع المع ني‪ ،،‬ول نم يخ نرج أس نلوبهما ف ني اس نتخدام تقنَي نة التش نبيَ لخل ن الص نور ع نن الم نوروس ال ق نافي‬
‫المكتسب‪.‬‬
‫ي يرسنم صنور حسنَية يصن‪،‬‬
‫وفي صورَ تقوم بناها افساسنية علن الصنهر االسنتعاري نجند أبنا بكنر الخالند َ‬
‫م نن خالله نا تل نةَ تح نيش به نا الغي نوم َوتَلَوَه نا لَىناَ مش نبهاَ ىياه نا بحس نناا ل نم تت نزوج حي نس نلم ن َح ف ني ه نبه الص نور بع نداَ‬
‫اجتماع َياَ عميقاَ يظهر من خاللَ الجانب النىسي للم أر العىيىة(‪:)1‬‬
‫ِقـــــــ ِِ فيـــــــ ِ ِجـــــــ ِي ِن تِ ِخااـــــــ‬
‫وتِِنقى جــــــــ ِت ِج ِخايــــــــ ِ‬
‫ف ِــــــــ ِيم أِِجــــــــ ِيِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ر ِوتِِجـــــــ ار ِف‬
‫ِكاِِــــــــ ِت ِا ِحا ِســــــــن ِها ولــــــــم تِتِــــــــزو ِف‬
‫ســــــ ِنا ِ فــــــِ الاــــــر ِة إ ِ‬
‫كتــــــناا ِ ال ِح ِ‬
‫فالشاعر يرصد صور حركية محسوسة لتل التلة ال ابتنة فني مكانهنا بينمنا تبندو للمتلقني النناظر كأنهنا‬
‫تتحنر م نن مكانهنا كحرك نة الحس نناا العنب ارا الت ني تس نير وهني تخى ني محاسننها ولكنه نا تظه نر شنيئاَ منه نا ف ني‬
‫بعع افحايين‪ ،‬فعملينة التىنا‪ ،‬الغنيم حنوك تلن التلَنة يشنبَ فتنا َ طند وضنعت نقابناَ علن عينيهنا‪ ،‬كني ال يَنر‬
‫جمالها وحسنها منن العىَنة والحيناا‪ ،‬ىنَمنا هني صنور مونسننة فيهنا ك ين َر منن الحينا والحركنة المب و نة فني كن َك‬
‫ص ور التي استشاع أن يعبَر عنها أبو بكر الخالدي عل شكك بن َ تقوم علن الصنهر‬
‫جزا من أج ازا هبه ال ََ‬
‫ي المزدوج بينَ وبين المشابهة المحضة وكان للىعك "تنقَبت" دور أساسي في حركيَنة الصنور‬
‫ا ال س ت ع ا ر َ‬
‫وبعنس‬
‫رو الحيا وافنسنة في أج ازئها‪ ،‬فبدت الصور في تكوينها الكلَي ملتحمة متحد غير مج أز ولو أَردت تقسيم كك‬
‫ركن منها عل حد لما استشعت استبداك عنصر بعنصر آخر وفرغمت تقنية التصنوير علن أخنب هنبه‬
‫الصور جميعها متكاملة دون ف صك بعضها عن بعع‪.‬‬
‫أوان هبه الحركة الدووبة للغيم التي تظهر أن التلَة هي التي تتحر بباتها ىنمنا هني صنورَ مبتكنر لنم َيسنب‬
‫س اس نتشاع ف ني عملي نة‬
‫ىليه نا أب نو بك نر ط نش‪ ،‬وه نبا دلي ن َك عل ن س نع َة خيال نَ واتق ناده وموس نوعية مورو نَ ال ق نافي‪ ،‬حي ن َ‬
‫اس نتعار معين نة أن ي نوهم المتلق ن َي أن التلَنة ه ني الت ني تق نوم بعملي نة الحرك نة الدووب نة حي نس أبق ن عنص ن اَر خىَي ناَ عل ن‬
‫الصعيد المعنوي تاركاَ لخياك المتلق َي البحس والكش‪ ،‬عنَ فالتلَة والغيوم تلو ها كالم أر التي تنقَبت بنقاب يلىََها‪.‬‬
‫ويمكن أن تتض َح لنا عملية التصوير هبه من خالك الترسيمة التالية‪:‬‬
‫الت ى‬
‫ِــــة ــــــــــــــــ الغيوم تِاهـا‬
‫الاـــ أرة ــــــــــــــــ تتنقب جنقاجها‬
‫ولق ند نزع نت الص نور ىل ن ال نتخلَص م نن جموده نا ف ارح نت تبح نس ع نن ش نكك جدي ند وك نان ه ندفها اإلنس نان ف ني أفعال نَ‬
‫ومظ ناهر جمال نَ فولَ ندت م نن ش نكليها الس نابقين ش نكلين جدي ندين يرتبش نان به نبه افوض ناع وهم نا التش نخيص‬
‫والتجلَي‪.‬‬
‫‪ ،‬تلن المن أر وعنن بلن الغنيم الخىين‪،‬‬
‫وطولَ‪( :‬بخىي‪ ،‬غيم) أعش المتلقن َي فكنرَ عنن بلن النقناب النبي يلن َ‬
‫الضئيك البي يحيش بتل التلَة في آن واحد ومن هنا جاا ىتباعَ بنالقوك‪( :‬فهني بنين تخىََنر وتبن َ َرج)‪ ،‬حينس ىن هنبا‬
‫الغيم الخىي‪ ،‬كان أحياناَ يختىي و ارا هبه التلَة وأحياناَ يظهر فوطها فبدت الصور كأَنها حسناا تتحىَز تار وتتبرج‬
‫(‪)1‬الديوان‪ :‬ص‪.129‬‬
‫‪-134-‬‬
‫أخر وطد أتبع أبو بكر هبا الصهر االستعاري بصورَ غاي َة في الجمناك مزجهنا بأسنلو َب منن التشنبيَ البنديع النبي‬
‫س استخدم المشب "كأن" لنربش الصنور االسنتعارَية السنابقة بالصنور‬
‫ما تظ ََن أنَ سب ىليَ طبك بل ‪ ،‬حي َ‬
‫التشنبيهية‬
‫الالحقة حينما عقد مشنابهةَ بنين حركنة بلن الغنيم النبي غشَن التلَنة بشنكك ضنباب َي فظهنر كأننَ حسنناا تقن‪ ،‬أمنام‬
‫مآر َ تنبعس فيها زف ارت أنينية تغشي سشح المرآ التي بدت كأ َنها مص َدعة الحتجاب وضو الروية فيها‪.‬‬
‫وال ش َ في أَننا نلمح في هبه الصور َبعداَ اجتماعَياَ يرصد الشاع َر من خاللَ الحالة النىسَية للم أر في كن َك‬
‫زمان ومكان‪ .‬فهبه افَنات الزفيرينة التني أشلقتهنا تلن الحسنناا بعند أن َك َمن َك جمالهنا واكتملنت مىاتنهنا تعَبنر ‪ -‬بنال‬
‫رينب ‪ -‬عننن المونولنوج ال نداخلي للمنن أر وتظهننر شننىافية نىننف المنن أر الممتلئننة بالحينناا والكبرينناا فهنني ال تسننتشيع أن تبو بأَنها‬
‫تنتظر فارف أحالمها كي يخشىها عل فر َ‬
‫ف أبيع ويشير بها عالياَ محلقناَ فني السنماا فمنا كنان منهنا ىالَ أن تعَبنر‬
‫ع نن أحالمهنا وأمنَياته نا وانتظاهرنا للمس نتقبك الموعنود بتنه ندات مىعمن َة بالمش ناعر الوجدانَينة والعاشىَي نة‬
‫الرط ارطة التي تدغدف عواش‪ ،‬كك فتا َ في مقتبك العمر‪.‬‬
‫وط ند جننناا تعبيننر أبننني بكنننر عننن هننبه الحال نة النىس نية االجتماعَي نة بأس نلوب اس نتعاري َم ازوج ناَ مع نَ افس نلوب‬
‫التشبيه َي‪ ،‬فبدت لنا تقنية التصوير متشور جديد ك َك الجد ‪ .‬ومع أنَ استخدم المشب «كأ َن» في تشبيهَإ ىالَ‬
‫أن الصورَ لم تكن افت ارضَية بعيد عن المحضَية كما هو الحاك في الصور التي تقوم عل المشابهة بك ىنهنا جناات‬
‫ي فلم يستشع المتلق َي أن يشعر بكبير فنر بنين‬
‫عميقةَ بمدلوالتها الحسَية التي كانت تالمف الواطع الحسي والمعنو َ‬
‫االس نتعار المكنينة التني أَوجن َدها الشناعر فني بداينة الصنور والتشنبيَ النبي أوجنده فني الشنر‪ ،‬المقابنك منن الصنور‬
‫فظهنرت االسنتعار تشورَينة أك نرإ فنهنا تو َحند بنين الحن َدين توحينداَ تا َمناَ حينس َيصنبح فني مقندور أحندهما أن‬
‫يننوب ع نن اآلخ نر‪ ،‬فح نين ط ناك (تنقب نت) كان نت ص نور الم ن أر ما ل نةَ أم نام ناظري نَ ف ناتبع فع نك "التنقَ نب" لىظت ن َي‬
‫(تخىَنر)‪ ،‬و‬
‫(تب َرج) فأظههرما في حركة تناوبَية‪.‬‬
‫ولم يقتصر شعر الخالديين عل تصوير بعع الحاالت النىسَية في ناينا المجتمنع بنك تعن َداه ىلن أبعند منن‬
‫بلن ‪ ،‬فعمند ىلن رصند الحينا االجتماعَينة التني كاننت تسنود المجتمنع آننبا ‪ ،‬فوصنىا حناك النناف‪ ،‬وحناك الضنياع‪،‬‬
‫وانتىاا المباد ا‪ ،‬والقيم وعندم االكتن ارس بالمسنوولية‪ ،‬وننزوع بعنع اففن ارد فني تصنرفاتهم نزوعناَ حيوانَيناَ‪ ،‬فمنا كنان‬
‫منهماإ ىالَ أن يشَبها بل الصن‪ ،‬من الناف بالبق َر تعبين اَر عنن الحالنة القشيعَينة العشنوائَية التني يعني‪ ،‬فيهنا‬
‫النناف ف ني بل ن الوط نت ل نبل ص نوهرم تل ن الص نور الدونَي نة حينم نا وص نىهم ببق ن َر دون ط نرون وك نان بل ن ع نا اَر علن‬
‫البق نر‬
‫ي حيس يقوك(‪:)1‬‬
‫د‬
‫ل‬
‫ا‬
‫خ‬
‫ل‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ا‬
‫م‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ب‬
‫أ‬
‫ت‬
‫ي‬
‫ب‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ة‬
‫ي‬
‫ل‬
‫ج‬
‫ر‬
‫و‬
‫ص‬
‫ل‬
‫ا‬
‫ه‬
‫ب‬
‫ه‬
‫وتتب َد‬
‫ََ‬
‫َ‬
‫ِ نائهـــــــــا جقـــــــــر‬
‫أِرِ ياجـــــــــا وفـــــــــِ أ‬
‫جـــــال قـــــرون و ا ِ‪ِ .‬يـــــب ‪ِ.‬ـــــى ال ِجقِـــــ ِر‬
‫وهنبا افسنلوب التصنويري النبي أنتجنَ خيناك أب ني ع منان القنائم فني بنيت نَ علن االس نتعار التصنريحي ة‬
‫َ حقيقيَاَ ارصداَ مشاكك َومىاس َد عصهر مما اضش َهر ىلن‬
‫ب يصَور الواطع المحيش بَ تصوي ار‬
‫أسل و َ‬
‫تصنوير طسنم‬
‫من أناف بل العصر بالبقر بك عاد وأشى عل البقر بأ َن الناف فيهم‪ ،‬وبل تعبي اَر عنن أنَنَ طند ظلنم البقنر‬
‫ببل ‪ ،‬وكأنَ ما أ ارد القوك‪« :‬ىن الناف في بل العصنر كنانوا أدنن مسنتو َ منن البقنر» وطند جناا هنبا الوصن‪،‬‬
‫(‪)1‬الديوان‪ :‬ص‪.129‬‬
‫‪-135-‬‬
‫أننَ نا نلم نح توافق ناَ بين نَ وب نين ش ناعر بل ن العص نر أالَ‬
‫وهنو‬
‫َ‬
‫‪ ،‬حيوانيَة حسيَة ومعنويَة‬
‫ي بس نيش غي نر معقَ ند اول‬
‫كلَ نَ بأس نلوب اس نتعار َ‬
‫شن َ‬
‫المت نبي حينما يهجو أناف عصهر ويصىهم بأوصا‬
‫طائالَ(‪:)1‬‬
‫ودقــــــــــر ناســــــــــ نــــــــــا ِــــــــــغار‬
‫وا ِن كا ِنــــــــت لِ هــــــــم‬
‫و ِاـــــــا أ ِنـــــــا ِاـــــــنهم جـــــــال ِعي ِ‬
‫ش فـــــــيهم‬
‫ج ِــــــــ ِ‬
‫يــــــــخام‬
‫ول ِكـــــــــ ِن اعـــــــــ ِدن الـــــــــ ىقب‬
‫الر ـــــــــام‬
‫لنبل ال نلنوم أبنا ع منان ىبا أرينناه يرتىنع بنىسنَ فنو الننا َ‬
‫ف‪ ،‬فهنو ينر فني نىسنَ صناحب مبندأ وخلن رفينع‬
‫بينما البين يحيشون بَ غير مكتر ين بالمباد ا وافسف افخالفَية التي ترفع من شأن اإلنسان عالياَ يضا‪ ،‬ىل‬
‫بل ن أَن نَ ك نان يتب ن َوأ مكان ناَ رفيع ناَ ف ني مجتمع نَ فه نو خ نازن كت نب س ني‪ ،‬الدولننة الحمننداني وه نو مننن هننو فنني عصننره‬
‫يقوك(‪:)2‬‬
‫لِق ِِـــت إنـــ ِِ اـــن جيـــِ‬
‫شـــ ِر‬
‫ســـوِ ال ِج ِ‬
‫لِــ ِو لــم أِكــن اشــجها لِنــا فــِ خِ‬
‫قـ‬
‫ـِ‬
‫ســــ ِير فــــِ اآلفــــاا اــــن ِا‬
‫إنــــِ لِ ِ‬
‫ِـــ‬
‫ـ‬
‫ســـــار‬
‫وأاــــــِ ِلِجِــــــا ِر‬
‫ِاــــــ ِن قِ ِاــــــ ِر‬
‫فهو يظ َن في طارر نىسنَ أَننَ منن صنن َ‬
‫‪ ،‬غينر صنن‪ ،‬البشنر النبين يعني‪ ،‬معهنمإ ىالَ أن مشنابهتَ ىيناهم فني‬
‫ال َخ َلقَة وافوصا‪ ،‬هي التي جعلتَ يقترن بهم ولكن هبا االطت ارن يكمن فيعجبَ بنىسَ و قتَ بإمكانياتَ‬
‫وأنَ واح َد‬
‫فنرَد فني مجتمعنَ فهنو يظن ََن أن سنيرتَ وسنمعتَ تسنير فني اآلفنا أشنهر منن م ن َك سنائ َر وطند ينر بعضنهم أن‬
‫هنبا‬
‫غشرسة وتكَبر وتجَبر ولكَنَ ‪ -‬في الحقيقة ‪ -‬قةَ بالنىف وعزَ في االنتمناا وأنىنةَ وكبريناا‪ ،‬فنالمرَا ىبا كنان‬
‫يعني‪ ،‬بين افط ازم يشعر بنىسَ عمالطاَ ويتص َر‪ ،‬عل أساف من هبا التص َور والمعتقد أن شاعرنا كان يتص َر‪،‬‬
‫من هبا‬
‫الباب فحسب ال من باب الىوطَية المتعالية فعم َد الشاعر ىل تصوير تل الحالة النىسية التي يعيشها في مجتمعن‬
‫بأسلوب استعاري متقن و َم َبَدع فهو ال ينبهب بعينداَ عنن المتنبن َي النبي كنان ينر فني نىسنَ تلن الصنور التني‬
‫كن ا ن‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ي ارهن نا أبن نو ع من نان والسن نيما ىبا علمنن نا أن كليهمن نا طن ند عن نا‪( ،‬فن‪3‬ن)ي فتن نر زمنين ن ة متقاربن نة اعت ارهن نا االنحن نالك الخلقن ن َ‬
‫واالجتماع َي ىيباناَ بالتىك واالضمحالك يقوك المتنبي ‪:‬‬
‫وان كانــــــــت لِهــــــــم ج ِــــــــ ِ‬
‫وِد ِقــــــــــر ناســــــــــ نــــــــــا ِ‬
‫يــــــــ ِخام‬
‫ِــــــــــ ِغار‬
‫ولكـــــــــ ِن ِا ِعـــــــــ ِدن الـــــــــ ى ِق ِب ال ىر ِ ـــــــــام‬
‫واـــــــا أنـــــــا اـــــــنهم جـــــــالعيش فـــــــيهم‬
‫والمتتَبع لصور أبي ع مان االستعارَية يلمح فيهنا َبعنداَ فكرَيناَ وعقائندَياَ وتاريخَيناَ عميقناَ فىني صنورَ‬
‫اسنتعاري َة‬
‫مىعم َة بالحركة الدووبة يص َور لنا الخمر علَ أَنها ناَر موجودَ في زجاج يزي َد من لهبها مزجها بالمناا‬
‫فهني َط‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬
‫ال َ َدر تَسب َح في فل ملتهب ‪:‬‬
‫(‪)4‬الديوان‪ :‬ص‪.111‬‬
‫‪-136-‬‬
‫شن‬
‫َ‬
‫عَ‬
‫ِجهــــــا الـــــــ‬
‫نــــــار ِح ِواقــــــا الزجــــــاف ي ِِ ه‬
‫ـــــــــــ ِاا ودر يــــــــــدور فــــــــــِ لِ ِهــــــــــب‬
‫وه نبه الصنور ت ندلَنا بنيته نا التركيبي نة المعق ند الت ني تق نوم ف ني داخله نا علن عملي نة منزَج اس نتعاري ت نبوب ف ني‬
‫بوتقتهنا افبعناد الىكرَينة والىلسنىية والتاريخينة للشنعوب وال شن فني أن أبنا ع منان عنندما جمنع بنين الننار والمناا ‪-‬‬
‫(‪ )1‬ديوان المتنبي بشر العكَبري ‪.70/4‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪:‬ص‪.128‬‬
‫(‪ )3‬ديوان المتنبي ‪.70/4‬‬
‫(‪)4‬الديوان‪ :‬ص‪.111‬‬
‫‪-136-‬‬
‫وهما متضادان ‪ -‬كان يهد‪ ،‬من و ارا بل ىل ىظهار ص ارع الحضا ارت فالننار فني المىهنوم الىارسني رمنز للننور‬
‫والوجنود والمناا فنني المىهنوم اإلسننالمي رمنز السننتمرارية الحينا وتندفقها ‪ ‬وجعَنـا اـن الاـا كـَ شـَ‬
‫حـَ‪ ...‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬
‫فالماا رمز الخير والعشاا‪.‬‬
‫وطند أضنى الشناعر علن هنبه الصنور الحضنارَية رونقناَ جمال َيناَ حينمنا اسنتشاع أن يمنزج ب نين االس نتعار‬
‫التصريحية والمكن َية في آن واحد دون أن يختك جزا من هبه الصور التي بدت مرَكبة‪ ،‬ملتحمة‪ ،‬متَحد بعضها‬
‫ي ىلن أن يح ن َر‬
‫ب نبعع‪ ،‬ونحنن نجند خى نا َا علن الصنعيد اللغ نوي والمعننوي فني ه نبه الصنور ممنا ي ندفع بنالمتلق َ‬
‫خيالَ للكش‪ ،‬عن عناصر الخىاا‪ ،‬كما يبدو في هبه الترسيمة‪:‬‬
‫الخمر* ن ن ن ن النار دليك عل ط َوتها‬
‫ب الزينت فنو الننار لنبل ننر أن بنينة هنبه الصنور بنينةَ معقَند‬
‫الماا وهو َيلهب الخمر ن ن ن ىنسان *يص َ‬
‫ي للوص نوك ىل ن عناصنهرا الخى َينة لغوَيناَ ومعنوَي ناَ‪ .‬وط ند اس نتشاع الش ناعر‬
‫ي ىل ن جه ند عقل ن َ‬
‫ت ح ت ن ا ج م ن ن ال م ت ل ق ن َ‬
‫أن‬
‫ي للىكر‪.‬‬
‫يوصك ىلينا الىكر بدطَة متناهية وهبا يصحح المقولَة‪ :‬بأن الصور هي المعادك الىن َ‬
‫هنبه هني االسنتعار‪ ...‬ىنَهنا أبعند فني التشنَور منن التشنب يَ بنك ىنَهنا مرحلنة‬
‫ارطينة انتقنك ىليهنا‬
‫بىعك التقدم الحضاري والنض في العقك البشري‪.‬‬
‫ا ل ت ش ن ب ي َ (‪. ) 2‬‬
‫فاالستعار عند الخالديين كانت نتيجة شبيعية للتش َور البي تدرجت في الصنور منن اإلشنا ارت والتشنبي فني‬
‫بدايات الشعر العربي ىل االستعار المعقَند فني القنرن ال اربنع الهجنري وهنبا التشن َور هنو النبي واكنب نضن العقلينة‬
‫صة تل العقلية التني شناركت بىاعلينة فني‬
‫العربَية ونمااها واتَساع طدرتها عل التحويك والتعبير الدطي وبخا‬
‫َ‬
‫تلقَني‬
‫ال قافات المختلىة‪.‬‬
‫ول َمنا كاننت اللغنة مجموعنة عالطنات ورمنوز صنوتَية ترمنز ىلن أشنياا مادَينة فني الكنون وتتىاعنك معهنا فنإن المتتَبع‬
‫للشعر يستشيع أن يخرج منَ بعد معا َن وتصو ارت تتالط جميعها سواا أكانت تل وليند القن ارئن اللىظينة‬
‫للسيا أم كانت مما يدركَ القار ا ب اطب بصره‪.‬‬
‫وطد اسنتخدم الشنع ارا افسنلوب الكننائي‪ .‬واتخنبهو وسنيلة وسنبيالَ لتصنوير معنانيهم ف ن «الكناينة عبنار صنورَية‬
‫أَريد بها غير ظاهر معناها‪ ،‬ىَنها وسيلةَ لمعن َ آخر هي عقك الشاعر وطلبَ»(‪.)3‬‬
‫ي وطدرت نَ ا الس ن ت يع ا بيَ ة‪ ،‬ب حي نس يس نت شي ع النن رب ش بنني ن‬
‫فالش ناعر ال ي ص ن َر ب م نا ي ري ند معت م نداَ بك ناا ال متلق ن َ‬
‫ي ‪ .‬وتأ سيسناَ علن منا سنب فإنَ ننا نل من ح‬
‫ال صور الكنا ئية‪ ،‬وال معن البي تد َك ع ليَ ‪ .‬ومنا و اراه من ن معنن خىن َ‬
‫ي ال مسنتوح منن الواطنع‪ ،‬وهنبه ال ب نينة‬
‫عند الخالديين صو ارَ شع ريَ ة تقوم ب ن يتهنا افساسنيَ ة علن الرمنز الكننائ َ‬
‫ي‬
‫الرمزيَ ة التي ا ستخد ماها طد ال تظهر لل عيان بش كك وا ضح منن القن ارا افولن لتلن ال صنور ولكن َن ال متلقن َ‬
‫ي ست ش يع أن يدركها من خنالك فهنم ا السن تيحااات ا لتني أ ارد الخالنديَ ان أن يَ عبَن ار ع نهنا ويخرجنا منا يجنوك فن ي‬
‫َ‬
‫ي‪.‬‬
‫فكهر ما وط لبه ما عل شكك صور ىيحا ئيَ ة ط ائ مة عل ا لرمز الخى َ‬
‫(‪ )1‬ش‪.29 :‬‬
‫(‪ )2‬خلي‪ ،،‬يوس‪« :،‬الشعر الجاهلي نشأتَ وتشوره» ‪ -‬مجلة عالم الىكر ‪ -‬م ‪ - 4‬ع‪1974( - 4‬م)‪ ،‬ص‪.182‬‬
‫(‪ )3‬الرَباعي‪ ،‬عبد القادر‪ :‬الصور الىنَية في شعر أبي تمام ص‪.162‬‬
‫‪-137-‬‬
‫واستدااللَ عل منا تقن َدم سننعرع بعنع افم لنة الرمزَينة التني بنن الخالندَيان عليهنا صنوهرم اإليحائينة فهنبه‬
‫صورَ رمزية ىيحائية يعَبر أبو ع مان فيها عن عدم اكت ار َ فيقوك(‪:)1‬‬
‫ِـــ ِغ ِرتِها جاـــونِ ِايـــة الِـــ ِغ ِر‬
‫ستِ ِ‬
‫فا ِ‬
‫وقـــــد ناـــــرت إلـــــى الـــــ اد ِن ِيا ِجا ِ ِقِتهـــــا‬
‫فالشاعر في هبه الصور يعشينا عصار فكره وتجاربَ في الحيا فهو لم ينظر ىل الدنيا من خالك تجاربن‬
‫وحدها بك ىَنَ طد نظر ىليها من خالك واطع الحيا وتجارب اآلخرين لبل عَبنر عنن هنبا بقولنَ «نظنرت ىلن الندنيا‬
‫بمقلتها» ونتيجة لبل ما كان منَ ىالَ أن صغرت تل الدنيا بعينيَ‪ ،‬فمنا عناد مكترناَ بهنا وكنان تعبينر أبني ع منان‬
‫صور تعبي اَر ىيجابَياَ غير مرئني فلنم يعَبنر بألىناظ واضنحة وعبنا ارت كاشنىة عمنا يجنوك فني نىسنَ بنك‬
‫عن هبه ال ََ‬
‫ى نن َ‬
‫س فكرتَ من خالك نظرتَ العامة المج َرد ىل‬
‫بَ‬
‫ا ف شي ا ا ‪.‬‬
‫ت أن تصرعَ بك جعلت منَ‬
‫وهو يو َكد عل هبا المعن تأكيد اإلنسان المج َرب البي صار َع الحيا فما طََد َر َ‬
‫ىنساناَ صاحب مبدأ وأنى َة وكبرياا كما في هبه الصور الكنائ َية(‪:)2‬‬
‫ف ِحــــ ا ِن ِحـــــ ِدرِ‬
‫ِـــ ِعد جـــِ‬
‫ف ِك ِيـــــ ِ‬
‫واـــا ِ‬
‫شـــ ِك ِرت زاـــانِ ِو ِقـــ ِو ِي ِ‬
‫ـا‬
‫أِشـــــكر فـــــِ‬
‫ِِ‬
‫ىباَ فالحيا علمتَ أال يقد َم التنا ازلت عل حساب مبادئَ وك ارمتَ فهو غينر عناب َا بمنا جناد بنَ الندهر‬
‫علينَ من مكرمات فلم يقدم ل الشكر تعبين اَر عنن رضناه بمنا أعشني لعلمن ََ أن النده َر ىَنمنا هنو دوائنر تندور علن‬
‫اإلنسنان‬
‫فإَنَ سيأخب غداَ ما طد أعشاه في‬
‫اف م ف ‪.‬‬
‫ولع ن َك هنبه النظ نر ىلن الحي نا ول ندت عن نده حناالَ مرض نَية تشناومَية فغ ندا عل نيالَ وان ك نان ي ن ارهَ الن ناف أص نح‬
‫افص َحاا ىب يع َد نىسَ بعيداَ عن أنواع السقم ف َن ك َك ىنسان طد اعتك بنوع من أنواع المرع ىَنمنا هنو مسنتمد‬
‫ي البحت بك أ ارد نوعاَ من ال َسنقم‬
‫منن سقمَ ومرضَ وعلَت ََ فنحن ال نظ َن أنَ أ ارد ببل السقم الماد َ‬
‫ي النبي أتنت‬
‫ال م ع ن ن و َ‬
‫ب صرو‪ ،‬الدهر كما في طولَ(‪:)3‬‬
‫وكــــــــِ فتــــــــى ‪.‬ــــــــال ــــــــوب ســــــــقم‬
‫فـــــــــ ا ال ىـــــــــ ِوب ا‬
‫ســـــــــ‬
‫نـــــــــِ ا ِ‬
‫تِ ِعار‬
‫َطضنت مضنجع أبني بكنر‪،‬‬
‫ويبدو أن الخالدي افكبر يشار أخاه افصغر تل الهموم وتل الخشوب التني أ‬
‫فم نا ع ناد ط ناد اَر عل ن الهَج نود وان ب ندت عين ناه مغمض نتين وبل ن كلَنَ تعبي نَر ع نن اله ن َم ال نبي من نع الرط ناد ع نن‬
‫جىني نَ‬
‫ي مبشَن كما في‬
‫فص َور بل بشك َك ىيحائ َي رمز َ‬
‫(‪)4‬‬
‫طولَ ‪:‬‬
‫ِ‬
‫يـــــــــت واـــــــــا‬
‫ِـــــــــا ِح ِ ىا ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِج ِا ِنـــــ‬
‫ــــ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ا‬
‫ى‬
‫ِ‬
‫ـ ىِ ال هجــــــود‬
‫ه جــــــــــــــــروا ور‪.‬ــــــــــــــــود‬
‫ِج ِجريــــــــــا ِقــــــــــ ىب تِ ِحــــــــــدو‬
‫نــــــــــــا وأحيانــــــــــــا ِي ِحيــــــــــــد‬
‫ا ِق ِجــــــــــِ ِي ِقِــــــــــد أِ ِحيــــــــــا‬
‫(‪ )1‬الديوان‪:‬ص‪.130‬‬
‫‪-138-‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪:‬ص‪.130‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪:‬ص‪.126‬‬
‫(‪ )4‬الديوان‪ :‬ص‪.43‬‬
‫‪-139-‬‬
‫ِز ِجـــــِ تِ ِح ِســــــب فـــــِ ق ِرـــــــ‬
‫‪ِِ .‬ــــــو فــــــِ الــــــ ىن ِجِم لكــــــ ِن‬
‫فيــــــــــ ِ لِِ ِزقــــــــــ ِر والــــــــــرو‬
‫ــــــــــــ رِي ِ ِ‬
‫ِ‬
‫يـــــــــــِ وأســـــــــــود‬
‫ِــــــــ ِعيد‬
‫ســــــــاِ حيــــــــ ال ى‬
‫يـــــــــــ ِة ِو ِ‪.‬ـــــــــــد ِو ِو ِ‪.‬يـــــــــــد‬
‫ِ‬
‫وممنا سنب نسنتخلص أن الصنور الرمزَينة الكنائَينة عنند الخالنديين طند جناات علن شنكك عبنار صنورَية أريند بها غير‬
‫ظاهر معناها فهني عنندهما وسنيلة للتعبينر ع َمنا يجنوك فني فكهرمنا وطلبهمنا فهمنا ال يصنرحان بمنا يريندان‬
‫تارَك َين لبهن المتلق َي أن يكش‪ ،‬بل المعن الخى َي بخيالَ‬
‫النافب‪.‬‬
‫ويمكننا القوك من خالك ما استعرضناه من صور عند الخالديين ىن افركان افساس َية التي طامت عليهنا‬
‫ي‪ ،‬ولكن لم يقىا عند هننبا‬
‫بنية الصور عندهما لم تخرج عن ىشاهرا التقليدي البي اكتسباه من خالك مورو هما ال قاف َ‬
‫المننوروس المكتسنب فحس نب ب نك عمندا ىلن تشنويهر تشنوي اَر فن َيناَ ملىتناَ للنظنر‪ ،‬حينس أتينا بصنور جدي ند كن َك‬
‫الج َد لم يسبقهما ىليها شاعر من طبك كما أ َنهما استخدما تقن َيةَ متش َور في التصوير حيس استشاعا أن يمازجا‬
‫بين مختل‪ ،‬أنواع االستعا ارت والتشابيَ وال َرمز وصههرا جميعاَ في بوتقة الصور التي أ اردا أن يصىاها للمتلق َي‬
‫فبدت الصور عندهما صو اَر متشن َور نموبج َينة للد ارسنة والمعالجنة سنواا أكاننت تلن المعالجنة تقليدينة أم حدي نة‪،‬‬
‫ي أفكا اَر تح َركها ألىاظ تجعك الصور مك َىةَ في معانيها وأفكاهرا ت ينر عنند المتلقن‬
‫ي خيناالَ‬
‫حي َ‬
‫س يجَد المتلق َ‬
‫َ ر َحبناَ‬
‫ب‬
‫َ‬
‫تىسح لَ المجاك فن يستنبش أشياا ك ير‪ ،‬وطد تختل‪ ،‬هبه االستنباشات بين متل َ وآخر‪ ،‬ىالَ ىنها تص‬
‫ا‬
‫ع‬
‫ي‬
‫م‬
‫ج‬
‫َ‬
‫في خانة الىكر التي ب تَها تل الصور‪.‬‬
‫ أناار الِورة‪:‬‬‫يمكنننا أن ننوشَر بنينة الصنور الشنعرَية بأركنان أربعنة مكوننةَ لهنا هني‪ :‬التشنبيَ واالسنتعار والكناينة والمجنناز‬
‫ولكن ىبا أردنا البحس في البنية الىن َية للصور الشعرَية فال ب َد من أن نضع الصور فني أنمناش فنَينة مختلىنة‪ ،‬علمناَ‬
‫ازك االفتننان مسنتم َاَر حتَن يومننا هنبا عنند‬
‫بأ َن َبلَغاا العربَية طد تىَننوا في بحس أساليب البيان‬
‫وفروعنَ ومنا‬
‫العنرب‬
‫وغيرهم(‪...)1‬‬
‫ولنهن نبا يصنننعب تحدينن ند أنمن ناش صن نورَية متعن نار‪ ،‬عليهن نا عامن نة ويسن نهم فن ني صن نعوبة التحدين ند «أن» أفكارننننا واعتقاداتنا ال‬
‫تنىصك تماماَ عن العمليات االستعارية التي هني منن صننع العقنك الغرينزي فني ارتيناد الواطنع وتنظنيم‬
‫التجربة(‪.)2‬‬
‫ويق‪ ،‬الباحس حائ اَر أمام هبا الك َم الهائك من افنماش التي تنو‪ ،‬عل مئة نمش(‪ - )3‬عنند بعضنهم ‪ -‬حنين يعمد ىل‬
‫ىظهاهرا في شعر شاعر منن الشنع ارا أ َمنا ىبا أردننا أن نبن َين أنمناش الصنور الشنعرية فني شنعر الخالنديين فلن نعتمد‬
‫اعتماداَ كلَياَ علن افبحناس النظرَينة البحتنة بقندر منا سننعتمد علن شنعهرما مينداناَ للبحنس وبلن يتشلنب‬
‫ىشارنا التقليندي موجنود‬
‫مَنا أن ننظَر ىل ك َك صور من هبه الصور من خالك نمشها الخاص بهنا فالصنور فني ه‬
‫(‪ )1‬عم ارن‪ ،‬عبد اللشي‪ :،‬شعر أبي ف ارف الحمداني ‪ -‬دالالتَ وخصائصَ الىنَية ص‪.229‬‬
‫(‪ )2‬ناصي‪ ،،‬د‪ .‬مصشى ‪ :‬الصور افدبية ص‪.29‬‬
‫ارجع معجم المصشلحات الصورَية البي أ بتَ د‪ .‬نعيم اليافي في آخر كتابَ مقدمة لد ارسة الصور‬
‫(‪)3‬‬
‫الىنَية‪.‬‬
‫‬‫‪1310-‬‬
‫فني شنعر الخالنديين وطند تبنين لننا بلن منن خنالك د ارسناتنا السنابقة لبنينة الصنور الشنعرَية عنندهما أمنا فني اإلشنار‬
‫المعاصر افصيك فيظهر أن هنا أنماشاَ ستَة للصور الشعرَية في شعهرما وهبه افنماش هي‪:‬‬
‫ الورة الحسية‪:‬‬‫يقوم هبا النمش منن الصنور علن أسنا َ‬
‫ب حسن َي َينر‬
‫ف حسني‪ ،‬أي أن شرفن َي الصنور الشنعر ي‬
‫َة يضن َمهما طالن َ‬
‫المتلق ن َي في نَ لون ناَ أو ارئح نة أو نض نار بحي نس َتش نَغك عن نده تارس نالت تخ نص الح نواف‪ ،‬وه نبا الت ارس نك يم ننح الص نور‬
‫شحنة ىيحائية‪ ،‬ووظيىَية يجعلها ترتسم في المخَيلة بشك َك حسي واضح‪ ،‬ويتَضح بل من خالك هبه الصنور التني‬
‫يقوم نمشها الح َسي عل التشبيَ المحع(‪:)1‬‬
‫اســــــــــــ د و ا ال ى ِغــــــــــــر كــــــــــــافور‬
‫ِنااســــــــــــــــ‬
‫ريقتــــــــــــــــ خاــــــــــــــــرد و أ‬
‫ي النبي يقنوم علن التشنبيَ البلينغ‪ ،‬أي التمناهي‪ ،‬يجمنع بنين مجموعنة محسوسنات تولن‪،‬‬
‫فهنبا الننمش الصنور َ‬
‫هبه الصور‪ ،‬كما أَنها تعشيها دفقةَ ىيحائينةَ تجعنك الخيناك عنند المتلقن َي يقنيم عالطنات توازنينةَ ليجمنع فيهنا بنين كنك‬
‫ي النبي يضن َ َم تلن‬
‫شر‪ ،‬من هبه المحسوسات و َمقَابَل َة‪ ،‬ليتشنكك فني بهننَ فني نهاينة افمنر اإلشنار الشنعر َ‬
‫الصنور‬
‫ي‪.‬‬
‫س‬
‫ح‬
‫ل‬
‫ا‬
‫بنمشها‬
‫َ‬
‫ الورة التجريدية‪:‬‬‫(‪)2‬‬
‫تعَبر هنبه الصنور عنن شنيا محسنوف أو عنن مىهنوم منن المىهومنات بكلمنة مجنرد ‪ .‬وهنبا الننمش يعشني الصور ك ين اَر‬
‫منن اإليحناا حينمنا يكنون الت ار َسنك بنين شنيا محسنوف ومجن َرد‪ ،‬أو بنين مجن َرد ومجن َرد‪ ،‬فمنن المىهنوم اف َوك أي‬
‫الش نر‪ ،‬افوك الحس ن َي والش نر‪ ،‬ال ناني المج نرَد ونم نك له نبا ببي ن َت فب ني بك نر الخال ندي يتحنندس فيننَ عننن‬
‫الخمر (‪:)3‬‬
‫قهــــــــــــوة جاجِيــــــــــــة كــــــــــــ ِدِم ال ى‬
‫شــــــــــــا‬
‫ســــــتِ ِها الــــــ ادقور أ ِرِديــــــ ِة الرقىـــــــ‬
‫قــــــد ك ِ‬
‫شـــــــــــــــ ِارا‬
‫ِد ِن ِج ِكـــــــــــــــ ار ل ِك ىنهـــــــــــــــا ِ‬
‫ــــــــ ِة حتىـــــــى ِجاِــــــــا لِـــــــ ِد ِيها الهــــــــوا‬
‫س ت ع شن ي‬
‫فىي هبه الصور َيعبر أبو بكر بالمحسنوف عنن المجن َرد‪ ،‬فقند اسنتخدم كلمنة (كسنتها الندهور)‪ ،‬حين َ‬
‫ي شنيا‬
‫هنبه الكلمنة النبهن صنورَ حسنيةَ‪ ،‬فتحنر في نَ الخيناك ليتصن َور عملينة اإلكسناا‪ ،‬أي ارت نداا المالبنف أو أ َ‬
‫آخنر‪ ،‬وهني عملَينة محسوسنة ظناهر للعينان‪ ،‬واتبن َع عملينة اإلكسناا هنبه بقولنَ‪ :‬كسنتها الندهور أردينة الرطنة‪ ،‬ولىظنة (الرط‬
‫ة) ىبا ما عرفنا أنها مشلقنة منن أجنك الخمنر‪ ،‬فإنننا نندر َ أن المقصنود منن و ارا بلن ىَنمنا هنو وصن‪ ،‬معننوي‬
‫للخمر وليف وصىاَ حسياَ يعَبر عن شيا نحي َك أو رطي‬
‫‪.‬‬
‫وهبا الت ارسك بين الح َسي والمج َرد يعشني الصنور حناف اَز(‪ )4‬تخَيليناَ طائمناَ علن الصنهر االسنتعاري‪ ،‬بلن أن‬
‫الشاعر جعك من الدهر ىنساناَ معشا َا كريم َا‪ ،‬يهدي الخمرَ أرديةَ معنويةَ تكسوها عبر الدهر فتصبح َمعتَقَةَ‬
‫رطيقنةَ‬
‫تخم َر شاربها‪ .‬فهنبه النمشَينة القائمنة علن االسنتعار المكنَينة تنربش بنين شرفني الصنور وتجعلهنا تنصنهر فني طالن َب‬
‫ي منم يقوم عل ت ارسك المحسوف بالمج َرد‪.‬‬
‫استعار َ‬
‫(‪ )1‬الديوان‪:‬ص‪.125‬‬
‫(‪ )2‬عكام‪ ،‬د‪ .‬فهد‪ :‬نحو معالجة جديد للصور الشعرية ‪ -‬الت ارس العربي ‪ -‬العدد ‪( - 18‬ف ‪1985‬م) ص‪.148‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )4‬اليافي‪ ،‬د‪ .‬نعيم‪ :‬تشور الصور الىنية في الشعر العربي الحديس ص‪.22‬‬
‫‪-140-‬‬
‫وم نن المىهننوم ال نناني‪ ،‬التعبيننر عننن معن ن َ م نا بكلم ن َة مج ن َرد ف ننالحظ جمالي نة الموط ن‪ ،‬المعب نر عن نَ بألى نا َظ‬
‫مجرد عن معا َن تعتل في الننىف‪ ،‬كمنا فني بينَت أبني ع منان النبي يشلنب فينَ عندم الوطنو‪ ،‬علن الشلنك شنويالَ‪،‬‬
‫س الك ير من الشجون وافح ازن وال َىكر‪ ،‬وتجاوز بل ىل ما هو أس َم وأرط فيقوك(‪:)1‬‬
‫وعدم ب َ‬
‫ف فيــــ جــــي ِن ال ِجــــ وال ِا ِكــــ ِر‬
‫فــــال تِ ِقــــ ِ‬
‫ســــــا ِكن‬
‫فــــــِر ِن ِ‪.‬اِــــــا رِِِــــــِ أو جــــــاد ِ‬
‫س)‬
‫فهن نو يعبن نر فن ني هن نبه الصن نور عن نن بلن ن الموطن ن‪ ،‬الن نبي كن نان يقىن نََ القن ندماا علن ن أشاللهن نم بلىظتن ن َي (البن ن َ‬
‫َ(الى َك َر)‪ ،‬وهمنا لىظتنان مجردتنان‪ ،‬تعبن ارن عنن معنا َن غينر مرئينة للعينان‪ ،‬بنك ىنهنا تجنوك فني الخناشر وتعنتل فني‬
‫و‬
‫النىف‪ ،‬وهو يريد من خالك بل ‪ -‬كما أسلىنا ‪ -‬أن نتجاوز القديم‪ ،‬وكك ما هو تقليدي ىلن منا هنو أجند وأنىنع‪،‬‬
‫ب ‪ -‬آنننبا ‪ -‬عل ن ت نر الرط ناد والن نوم والتم ََس ن بم نا ه نو أد َع ن ىل ن التنَ بَ نَ واالس نتيقاظ‬
‫وكأ َنم نا أارد أن يح نس الع نر َ‬
‫اللبين يقودان ىل الرفعة والمجد‪ ،‬فلعلََ أ ارد من و ارا بل التنبي ولىت النظر‪.‬‬
‫ الورة االفت اريية‪:‬‬‫وتعتمد هبه الصور في بنيتها عل التوهم والتخييك والمبالغة‪ ،‬فهي تتَخب لنىسها أفعاالَ تو َهمية معتمد عل‬
‫ب فني بعنع افحينان الصنور الواطعينة لتجعلهنا وهمينة خيالينةَ‪ ،‬يشنعر المتلقن َي‬
‫بعنع افدوات االفت ارضنَية التني تقلن َ‬
‫من خاللها أَنها صور تقنوم علن المبالغنة المحضنة‪ ،‬لكَننَ يتقَبلهنا بكنك سنرور فنهنا تنداعب خيالنَ وبهننَ‬
‫وتعشينَ صورَ رَينةَ بالحركنة واالنقنالب‪ ،‬يتمَنك بلن فني هنبه الصنور التني تعتمند علن االفتن ارع فني تشنبيَ‬
‫مقلنو َب حينس‬
‫(‪)2‬‬
‫يصور فيَ حالتَ النىسَيةإ فيقوك أبو ع مان الخالدي ‪:‬‬
‫قرــر كــداعِد وجــرا ا ــِ نــار جــوِ‬
‫فــِ القِــب انــِد وريــ ا ــِ أِنااســِ‬
‫فى ني الص نور الس نابقة يص ن‪ ،‬أب نو ع م نان حالت نَ النىس نَية وص نىاَ دطيق ناَ عم ند م نن خالل نَ ىل ن طل نب حقيق نة الص نور‬
‫الوصىَية المتعار‪ ،‬عليها بين الناف‪ ،‬فهو لش َد حزنَ وأسناه يننز‪ ،‬دمعناَ يتن ار َا للنناظر أن دمنع عينينَ أشن َد هشنوالَ‬
‫منن‬
‫ماا المشر‪ ،‬فجاا تعبيهر عن بل بهبا التشبيَ المقلوب كي يخبرنا عن معاناتنَ النىسنية وع َمنا حن َك بنَ منن أسن َ‬
‫و َحنزن‪ ،‬وهو يو َكد عل بل حينمايتبَعَ هبه الصنور المقلوبنة بتشنبيَ آخنر مقلنوب فيجعنك ومنيع البنر كالننار التني تعنتل‬
‫فني‬
‫صدره‪ ،‬وتحر طلبَ لش َد وجده ومعاناتَ‪ ،‬وبعد بل كلََ فهو يرسك تنهََدات عميقنةَ‪َ ،‬ي َخين َك ىلن اآلخنرين أنهنا رين َح‬
‫عاتينةَ‬
‫ته ََ‬
‫ب‪ ،‬وبل تعبيَر عن شد هبه افنىاف وط َوتها‪ ،‬وبالتالي َيريد أبو ع مان أن يوصك ىليننا هنبه اللنواع التني تعنتل فني‬
‫‪ ،‬الندمع المهشناك منن عينينَ‪ ،‬وطند اسنتشاع أبنو ع منان أن يعَبنر عنن هنبه افشنياا‬
‫ز‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ت‬
‫و‬
‫‪،‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ل‬
‫ط‬
‫ر‬
‫ن‬
‫ح‬
‫ت‬
‫و‬
‫‪،‬‬
‫داخلنَ‬
‫ََ َ‬
‫َ‬
‫جميعهنا‬
‫سج َع نك م نن التش نبيَ المقل نوب ركي نزَ يعتم ند عليه نا متَخ نباَ م نن افدوات االفت ارض نية تقنَي نة‬
‫بأس نلوب فن ن َي جمي نك‪ ،‬حي ن َ‬
‫ف ني‬
‫المبالغة‪ ،‬وطلب الصور لبل جاا هبا النمش االفت ارضي نمشناَ محَببناَ ىلن الننىف‪ ،‬يرسنم صنور جمالَينة فني المخَيلنة‪ ،‬فنال‬
‫يجعك المتلق َي ينىَر من تل المبالغة المتخيلة‪.‬‬
‫ الورة اال نرجا‪.‬ية‪:‬‬‫تقيم التأ ََرَية الىردَية أو الباتَية جس اَر بنين الصنور االفت ارضنية والصنور االنشباعَينة‪ ،‬وهنبه افخينر تقنوم وفن‬
‫ي‪ ،‬الموشَند بنين شنيا معنرو‪ ،‬وشنيا آخنر عالطتنَ بنافوك ال تقنوم علن‬
‫أري مورين‪« ،‬علن التشنبيَ النبات َي التنأ ر َ‬
‫(‪ )1‬الديوان‪:‬ص‪.128‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪:‬ص‪.135‬‬
‫‪-141-‬‬
‫الشكك‪ ،‬وال عل الوزن‪ ،‬وال الكتلنة‪ ،‬وال اللنون‪ ،‬ولكننَ ينو ر علن حساسنَية الكاتنب تنأ ي اَر يشنابَ التنأ ير النبي يحد‬
‫نَ‬
‫(‪)1‬‬
‫افوك» ‪.‬‬
‫ىباَ فعماد هبا النمش من الصور يقوم عل الىردَية التأ يرَية‪ ،‬والباتَية االنشباعَية‪ ،‬وبمعنن آخنر‪ :‬فنإن مرجنع‬
‫هنبا الننمش يعنود ىلن نىنف الشناعر الداخلَينة ومنا يعنتل فيهنا منن خنواشر وأفكنار‪ ،‬وطند تنشبنع هنبه الصنور أحيانناَ‬
‫بشاب َع رومانسي‪ ،‬تقوم بات الشاعر بإضىاا لوَن معين من ألوان الحيا الخاصة بنَ‪ .‬ويتمَنك هنبا الننمش جلَيناَ فني‬
‫هبه الصور التي يصىها أبو بك َر معَب اَر ع َما يعتل في باتَ من أماني ورغبات وأهواا‪ ،‬فيقوك(‪:)2‬‬
‫ســـأِ‪.‬ود فـــِ ِـــِ ال ى‬
‫ِ ِن ـــدا‬
‫شـــ ِجا ِب و ا‬
‫ِ‬
‫شــــــــد ال ا ِشــــــــي ِب اقِنعــــــــِ ِجرِدا ِئــــــــ ِ‬
‫رِ‬
‫ِ‬
‫فالصور السابقة تظهر حقيقنةَ الكنوامن المكبوتنة فني نىسنية ال َشناعر بلن أَننَ يتحند تلن افعن ار‪ ،‬والتقاليند التي‬
‫تعمك عل منعَ من ممارس َة رغباتَ وأهوائَ‪ ،‬فهو في ط اررَ نىسَ عازم عل االنغماف في لهو الحيا وامتاع‬
‫نىسَ ما استشاع ىل بل سب يال‪ ،‬ىالَ أن تق َدم ال َسن بَ يريند أن يحرمنَ بلن َكلَنَ‪ .‬فيشلن صنيحة يتحن َد‬
‫فيهنا كن َك‬
‫المحيشين بَ‪ ،‬فيقن َرر أننَ لنن يعَبنأَ بنبل الشنيب النبي يغشن َيشنعهر‪ ،‬بنك ىَننَ سنيمارف حينا الشنباب المترفنة‪،‬‬
‫وجناا‬
‫تعبي نر أب ني بك نر ع َم نا يج نوك ف ني داخل نَ م نن رغب نات بش نكك ت نأ ََري انشب ناعي ط نائم عل ن الىردَي نة والباتَي نة‬
‫ي منازَج فينَ بنين المجن َرد والمحسنوف‪ ،‬فالتجريند يتجلَن فني طولنَ‪:‬‬
‫المحض نة‪ ،‬وص َور بل بأسنلوب اسنتعار َ‬
‫(غن َي الشنباب)‪ ،‬أمنا الحس نَية فإ َنه نا تتجلَن ن ف ني تلن ن االسن نتعار المكنَي نة البن نارز ‪ ،‬حين نس يقن نوك‪( :‬رش ند المش نيب‬
‫مقنعن ني بردائ نَ) ونالحن نظ‬
‫َ‬
‫استخدامَ لكلمة (رشد المشيب) وهبا يبين أَنَ في ط اررَ نىس َ يعل َم كك العلم أن الشنيب والتقن َ َدم بال َسن َن‬
‫لنَ حقَنَإ ىال‬
‫أنَ ال يريد أن يلتىت ىل بل كلَ‪.‬‬
‫ الورة الرازية‪:‬‬‫يعتم ن َد ه نبا ال ننمش م نن الص نور عل الباتَي نة‪ ،‬وه نبه الباتَي نة يعَب نر عنه نا الش ناعر بش ني َا م نن الرم نز الق نائم عل ن‬
‫الكناينة التني َيعبنر عنهنا البالغَ يَنون القندماا‪ :‬بأنهنا «تعبينَر َين ارد بنَ الزم معنناه‪ ،‬ويند َك علن المعنن ال ناني دون‬
‫أن يلغني المعنن اف َوك» وهنبه الصنور الرمزَينة طند َيعبنر عنهنا ال َشناعر بلىظن َة أو عبنارَ‪ ،‬وهنبه اللىظنة أو العبنار‬
‫تعَبنر‬
‫عن أبعاد فكرَينة‪ ،‬أو نىسنية‪ ،‬أوبات َينة‪ ،‬تجنو َك فني بهنن الشناعر‪ ،‬وطند يسنتشيع المتلقَني أن يصنك ىلن منا يرمني ىلينَ‬
‫ال َشاعر من و ارا تل ال َرمزَية‪ ،‬وطد يستعصي عليَ ىد ار ك َك ما أ ارد ال َشناعر التعبينر عننَ‪ ،‬وطند تبندو هنبه‬
‫الصنور في بعع افحيان معقَد ‪ ،‬وفي بعضها اآلخر بسيشة خاليةَ من التعقيد‪ ،‬كما هي الحنا َك عنند شناعرنا أبني ع‬
‫منان‬
‫في هبه الصور التي يقد َمها مظه اَر ما تحَدََ الخمر في نى َس ََ وباتَ‪ ،‬فيقوك(‪:)3‬‬
‫ســــــ ِق ِني ِها‬
‫ِـــــ ِج جالـــــ اد ِجى ف‬
‫ف ال ا‬
‫ِقتِـــــ ِ‬
‫ِا ِ‬
‫ِ‬
‫ســــــــــ ِاي ِها‬
‫ال ِحِ ــــــــــيم ِ‬
‫قِ ِهــــــــــ ِوة ِتتِــــــــــر‬
‫فقولنَ فني البينت السناب ىن الخمنر (تتنر الحلنيم سنىيهاَ) رمنَز أ ارد أن يكنني بنَ عنن جنود هنبه الخمنر وشند طوتهنا‬
‫َ نَ هنبه انلخمنرَ فني نىن َ‬
‫نىن َ‬
‫ف شناربيها بشنككوتأ‬
‫ف شناربها‪ ،‬لنبل عبنر عننهنا بنهنبه انلصنور الكنائَينة‪ ،‬مظهن اَر منا َتحَ ند‬
‫يرهنا فني‬
‫عام‪ ،‬وفي بات ال َشاعر بشكك خاص‪ ،‬بخاص َة ىبا ماعلَمنا أن الخمر كاننت تصناحبَ شنواك تلن الليلنة‪ .‬ىلن حنين اننبالج‬
‫(‪ )1‬نقنالَ عنن مقناك للندكتور فهند عكنام بعننوان "نحنو معالجنة جديند للصنور الشنعرَية‪ /‬أنمناش الصنور الشنعرية‪ /‬التن ارس العربني العندد‬
‫‪1985( /18‬م) ص‪.162‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪.13‬‬
‫‪-142-‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪:‬ص‪.150‬‬
‫‪-143-‬‬
‫ب‬
‫ال ََ‬
‫صبح‪ ،‬كما أنَ أ ارد أن يشنير فني عبارتنَ (تتنر الحلنيم سنىيهاَ) ىلن أننَ صناح َ‬
‫عقن َك‬
‫القهوَ تقلب النىوف‪ ،‬وتبد َك الس ارئر‪ ،‬فتَحَدس فيها انقالباَ جب َيراَ لَ َش َد تأ يهرا في‬
‫النىف‪.‬‬
‫ارجن َح‪َ ،‬‬
‫ف سنمحا َا‪ ،‬ىالَ أن‬
‫ونىن‬
‫هنبه‬
‫ الورة الوقاية‪:‬‬‫يالحظَ في هبا النمش منن التصنوير اختىناا الن اربش النبي َي َمن َ َد جسنور الصنلة بنين الحامنك والموضنوع‪ ،‬ويلجنأ‬
‫ال َش ناعر م نن أج نك بل ن ىل ن عق نَد جمل ن َة م نن ال نروابش ب نين افلى ناظ الت ني تش نكك ه نبه الص نور القائم نة عل ن النمشَي نة‬
‫س يسنند الندور ىلن خيناك المتلقن َي منن أجنك الكشن‪ ،‬عنن حقيقنة معنن الصنور المتحن َدس عنهنا‪ ،‬وهنبه‬
‫الوهمينة‪ ،‬حين َ‬
‫افلىناظ ىبا منا نظنر ىليهنا مجن أزَ فإ َنهنا ال تسنتشيع التعبيينر عنن ال َشني َا باتنَ‪ ،‬وال يمكنن لهنا أن تََكنون صنورَ بات‬
‫أفكنا َر ىال ىبا كاننت مجتمعنةَ ضنمن السنيا ‪ ،‬وطند يشنع َر القنار ا بغربنة اإلحسناف عنند تلقَينَ هنبه الصنور‪ ،‬ولكنن‬
‫تصبح هبه الصور جند متقبلنة ىبا منا أع َمن َك بهننَ واسنتق أر منا و ارا الكلمنات‪ ،‬ويتجلن هنبا الننمش النوهم َي عنند أبني‬
‫ع مان في هبه الصور التي يرس َم فيها لوحةَ حرَكية بين الصبح والليك‪ ،‬فيقوك(‪:)1‬‬
‫ِــــــــ ِوا ِرا‬
‫وال ا‬
‫ِــــــــ ِج قــــــــد جــــــــرد ِت ِ‬
‫والِىِيـــــــِ قـــــــد ِقـــــــ ىم انـــــــ جـــــــال ِه ِر ِب‬
‫صن ب ح‬
‫فأبو ع منان يضنعنا فني صنورتَ ال َسنابقة فني طلنب معركنة حامينة النوشيف جعنك شرفيهنا المتحناربين ال ََ‬
‫واللَي نك‪ ،‬حين نس أض نى عل ن ه نبه الص نور ش نيئاَ م نن الحرك َي نة والحي نا ‪ ،‬باَ ناَ م نن خالله نا افنس ننة المعه نود عن نده‪،‬‬
‫سجعنك‬
‫مسنتخدماَ ألىاظناَ تقنوم علن التضنا َد (اللَينك‪ ،‬ال ََ‬
‫ي متنوهم‪ ،‬حين َ‬
‫صنبح)‪ ،‬وجناا بلن كَلنَ بأسنلوب اسنتعار َ‬
‫منن‬
‫صبح فارساَ طوَياَ َمستالَ سيىَ شاه اَر ىياه في وجَخص َمَ الَبي طد فر منَ‪ ،‬وهبا الهارب ىنما هو اللَيك‪،‬‬
‫ال ََ‬
‫ولكن أبا‬
‫ع مان َيجعلَ ىنساناَ طد ه َزم في معرك َة فجر بيو َك الخيبة و اراه تاركاَ ساحة المعركة لخصنمَ المنتصنر‪ ،‬وطند‬
‫جناا‬
‫بل َكلََ في صورَ وهمَي َة مغرط َة في الخياك‪ ،‬وهبه الصور لم تأ َت منن فن ارف حينس ىن أبنا ع منان كنان‬
‫علن صنلََة‬
‫َ َد بعنع معاركنََ التني كنان الَنصنر فيهنا حليىَنَ فارتسنمت‬
‫و يقن َة بسني‪ ،‬الدولنة‪ ،‬فنال َبن َد منن أننََ طندشن ه‬
‫فني م َخيلتنَ‬
‫صن‬
‫ََ‬
‫صنور تلن المعنار فعَبنر عنهنا بالالشنعور بهنبه الصنور الوهمَينة ال ارئعنة‪ ،‬معتمنداَ تقنَينة مبدعنة فني رسنم ال‬
‫َو‬
‫كعقده بين ألىاظ هبا البيت البي ح َر الصور وجعلها تتبادك المواطع في مخَيلة المتلقَي‪.‬‬
‫ر‬
‫ومَما تق َدم نالحظ أن الخالديين طد استقيا صوهرما من ينابيع معرفيَة متعدد ومتنوعنة‪ ،‬فمنهنا منا هنو مسنتق َ منن‬
‫الشبيعة بما فيها من أحيا َا وجمادا َت وغير بل ‪ ،‬ومنها ما تض َمن مىاهيم معنوَينة مجنرد اشنتملت علن القنيم وافخنال‬
‫ظ‬
‫الرفيعة‪ ،‬وما تضمنتَ لم تن َس نصنيَبها منن المحسوسنات المادَينة التني وطنع‬
‫َنَر الخالنديين‪ ،‬فكاننت منادَ‬
‫عليهنا َن‬
‫أساسنَية‬
‫في الموضوعات التي حملتها تل الصور‪.‬‬
‫س طنام الخالنديان‬
‫واضنافة ىلن بلن َكلنَ كاننت الحينا االجتماعَينة رافنداَ أساسنياَ منن روافند هنبه اليننابيع‪ ،‬حين َ‬
‫ص نَد ك ي ن َر م نن الظ نواهر االجتماعَي نة الت ني كان نت س نائد َ آن نبا ‪ ،‬فكش نىاها وأب نر از عيوبه نا‪ ،‬ونق نداها نق نداَ‬
‫ب َر َ‬
‫البع ناَ‪،‬‬
‫‪-144-‬‬
‫َمظهرين رفعةَ في افخال ‪ ،‬وترفَعاَ عن سىاس‪ ،‬افمور التي اجتاحت بل العصر‪.‬‬
‫وطدح َظي الجانب النىس َي بنصي َب وافر من صوهرما‪ ،‬حيس عكست ينابيع هبه الصنور المونولنوج النداخل َي‬
‫البي كنان يعنتل فني نىسنيتهما‪ ،‬ونالحنظ أن طسنماَ منن هنبه االعتالجنات الداخلينة طند ظهن َر بشنكك واضنح فني هنبه‬
‫الصنور‪ ،‬وأن طسنماَ آخنر كنان خىيناَ مب و ناَ فني ناينا َبنن الصنور‪ ،‬وكنان علن المتلقن َي أن يكتشن‪ ،‬تلن العناصنر‬
‫الخىَية بمخيلتَ‪.‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.11‬‬
‫‪-145-‬‬
‫صنور فنني تحديند نمشهننا(‪ ،)1‬كمنا تسنهم فني بلن وظيىتهنا أيضناَ‪ ،‬فيخضنع‬
‫فنال َبن َد منن التنوينَ بإسنهام بنينة ال ن‬
‫التصني‪ ،‬الصوري ىل االنتباه الشديد ىل مسائك البنية والنمش والوظيىة في آن واحد‪.‬‬
‫ونوَد اإلشار ىل أن هبا التصني‪ ،‬فنماش الصور ىَنما هو تصني‪ ،‬شكل َي ىل ح يد ما‪ ،‬فأنماش الصور ‪-‬‬
‫كمننا الحظنننا ‪ -‬مت نداخ َك بعض نها ببعض نها اآلخ نر كمنا أنه نا غي نر منض نبشة‪ ،‬واَنم نا اختي نر ه نبا التص نني‪ ،‬الص نوري‬
‫ي علن افطن َك‪ ،‬ف َن هنبا التصنني‪ ،‬غين َر‬
‫محاولنةَ لضنبش الصنورضنمن أَشَنر َن َم َشينة تحن َدد شنكلها الجنوهر َ‬
‫خاضن َع‬
‫لقانوَن ابت ال يمكن تجاوهز‪.‬‬
‫ واائف الِورة الشعرىية‪:‬‬‫ص نور الش نعرَية ف ني شبيعته نا افساس نَية عل ن عل نم البي نان ال نبي يولَ ن‪ ،‬طس نماَ أساس نياَ م نن أطس نام‬
‫تعتمنند وظيىننة ال ََ‬
‫البالغ نة العربَي نة (عل نم المع ناني‪ ،‬عل نم البي نان‪ ،‬عل نم الب نديع) بأش نكالها التقليدي نة المتع نار‪ ،‬عليه نا ب نين البالغَي نين الع نرب‪،‬‬
‫وأنم ناش الص نور الش نعريَة تعتم ند اعتم ناداَ َكلَي ناَ عل ن عل نم البي نان التقلي ندي‪ ،‬ول نيف المقص نود م نن اس نتخدام عل نم البي نان ف ني‬
‫الصنور الشنعريَة بينان أشنكاك الصنور بحن َد باتهنا فحسنب‪ ،‬وانَمنا اله ند‪ ،‬منن و ارا بلن َكلنََ أيضناَ توضنيح تلن‬
‫الصنور‬
‫واضىاا مسحة جماليَة تزينية عليها تعشيهنا رونقناَ فَنيناَ أ َخنابا‪ ،‬واضنافةَ ىلن بلن فنإن لل َشناعر أغ ارضناَ أَخنر يرمني ىلن‬
‫تحقيقها من خالك وظيىة الصور القائمة عل علم البيان كما بكرننا‪ ،‬فنإبا منا اسنتخدم ال َشناعر التشنبيَ التَنام النبي تكنون‬
‫حا‪ ،‬و اطناعنا‪،‬‬
‫منكتملنةَ فني الصنور فإَننَ يبلنغ هندفاَ منن أهدافنَ فني ىيصناك نالىكنر ىلن ََمتلقيهنا شنر َ‬
‫وايضناحاَ‪،‬جنمينعأكراننَ‬
‫وأ َما ىبا عمد ال َشاعر ىلن حنب‪ ،‬بعنع أركنان التشنبيَ‪ ،‬كحنب‪ ،‬ركن َن أو ركننين‪ ،‬فإننَ يبلنغ بنبل مبتغناه‪ ،‬ىب يقنوم بعملينة‬
‫اإلطناع البهنية للمتلَق َي حينما يشاب لَ هبا التشبيَ مع الواطع كما هو الحاك في التشبيَ البليغ‪.‬‬
‫وتنحنو وظيىنة الصنور الشنعرَية عنند المبندع منحن َ جمالَيناَ وفنَيناَ وفكرَيناَ آخنر ىبا منا كاننت معتمندَ علن المجناز‬
‫والكناية واالستعار‪ ،‬بل أ َن المبدع يستخدم في تل افنواع من الصنور مخَيلتنََ الوطَناد منن أجنك الكشن‪ ،‬عنن‬
‫عناصنر‬
‫جديد تقوم بالربش بين مختل‪ ،‬العالطات المستخلصة منن تجنارب هنبا ال َشناعر المختلىنة اجتماعَيناَ ونىسنَياَ وفكرَيناَ‬
‫وفَنَيناَ‪،‬‬
‫ف َن االستعار كما نعلم ىَنما هني انحن ار‪ ،‬عنن الواطنع إليجناد عالطنات ت ارسنلَية بسنيشة ومعقَند منشلقهنا افساسن َي الواطنع‪،‬‬
‫وافمر ال يختل‪ ،‬ك ي اَر في الرمز الكننائ َي النبي يعتمند اعتمناداَ أساسنَياَ علن الداللنة المرجعينة‪ ،‬وافمنَر شنبيََ ىلن حن يد‬
‫منا‬
‫ي‬
‫َايفة‪.‬‬
‫بالمجاز لكَنَ معكوف ع َما هي الحاك علي الكن‬
‫واعتمناداَ علن منا سنب فنإ َن الصنورَ الشنعرية تحقنَن وظائىهنا بحينس تكنون تلن الوظنائ‪ ،‬مرتبشنةَ ارتباشناَ َكلََيناَ ببنينة‬
‫ي دوهرا في الصنور الشنعرَية عنند جمينع ال َشنع ارا النبين يحسننون اسنتخدام الشبيعنة‬
‫تل الصور لبل نجد هبه الوظائ‪ ،‬تود َ‬
‫صور ال َشعرية ودونما تكلََ‪ ،‬أو‬
‫افساسيَة التي تح َد نا عنها لوظيىة ال َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫تص نع‪.‬‬
‫َة وظيىة خاصة تقوم بها وهي تختل‪ ،‬من شاع َر آلخر وبل يعود ىل ما‬
‫والمالحظ أ َن لك َك صور شعر ي‬
‫يرمي ىليَ ال َشاعر من و ارا استخدامَ لتل‬
‫الصور‪.‬‬
‫‪ ،‬متعدد أ َدتها صوهرما نبكر أهمها‪:‬‬
‫وفي شعر الخالدَيين نستشيع أن نتبَين وظائ َ‬
‫ الواياة اإل‪.‬الاية‪:‬‬‫ىن الوظيى نة اإلعالمَي نة م نن أه ن َم الوظ نائ‪ ،‬الت ني تق نوم به نا الص نور ال َش نعرَية فه ن َي تم ن َك دور الموص نك والناط نك‬
‫‪-144-‬‬
‫افمين بين المبدع والمتلق َي وطد تشغ هبه الوظيىة عل ك ير من الصور الشعرَية عنند بعنع ال َشنع ارا وبلن بحسن َب‬
‫(‪ )1‬عم ارن‪ ،‬د‪ .‬عبد اللشي‪ :،‬شعر أبي ف ارف الحمداني‪ ،‬دالالتَ وخصائصَ الىنية والموضوعية ص‪.229‬‬
‫‪-144-‬‬
‫ع ال نبي يري ند أن يص نك ىلي نَ ال َش ناعر‪ ،‬وتمت ناز ه نبه الوظيى نة بالوض نو وع ندم الغم نوع بل ن أ َن المب ندع يري ند م نن‬
‫الغ نر‬
‫رسولَ أن يََبلغ متلقيَ رسالتَ بك َك بيا َن وافصا َ دون لب َ‬
‫ف وايهام وبتقنَية فَنيَة تأسَر لب وخَينا َك‬
‫المتلقَني‪ ،‬وعنند بلن نجند‬
‫أن هبه الصور تعمد ىل مشابقة الواطع من أجك القيام بعملية اإلطناع عند القار ا‪.‬‬
‫وك ي اَر ما تبدو هبه الوظيىة واضحةَ المعالَم عند الخالديين بل أنهما عمدا م ار اَر فني صنوهرما ال َشنعرَية ىلن‬
‫نقك ك ي َر مما أريناه وج ربناه والحظناه فني مجتمعهمنا فصنو اره تصنوي اَر دطيقناَ ار َ‬
‫صن َدين ظنواههر المختلىنة فني‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫صنوهرما‬
‫الىَنَية فكانت الوظيىة اإلعالمَية هي افدا َ التي اتَخباها وسيلةَ للتعبير عن هبه الصور وكان شابعها البيان َي‬
‫جلَياَ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫وواضحاَ كما هي الحاك في هبه الصور التي يرسمها أبو ع مان الخالدي في مدح َ للوزير المهلبي فيقوك ‪:‬‬
‫ت أجا ِحــــــــــــ التىرحيجــــــــــــا‬
‫إ ِن ِ ِجـــــــ ِت أِ ِوِد ِ‪.‬ـــــــ ِ اإل لـــــــ حيارـــــــة‬
‫وا ا قــــــــــــدا ِ‬
‫ف» إ أتــى «يعقوجــا»‬
‫ِ ِنــــــ ِد‬
‫ويكــــــون اــــــن ِاقِــــــة كتاجــــــ ‪.‬‬
‫كقاــيس «يوســ ِ‬
‫س ابقة يع َم َد أبنو ع منان ىلن الوظيىنة اإلعالميَنة كني يَخبنر الجمهنوَر بنأن ممدوحنََ‬
‫ف ى ي ا ف ب ي ات ا ل َ‬
‫ا لن ب ي‬
‫ح ب بن َ‬
‫صة م‬
‫يتحد س عنَ ىن ما هو محاشَ ىلهية خا‬
‫ب بَ أينما تو َج َ ‪ ،‬كما أنَ مر َ ن‬
‫َ َ‬
‫فهَو َرح‬
‫ترحيبناَ ىلهيَناَ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫برعاي َة‬
‫سماويَاَ مميَ اَز أينما ح َك‪ ،‬اول ش‬
‫َ‬
‫ب لهنبا الحناكم‪ ،‬ورعايتنَ لنَ ‪ ،‬وا حاشتنَ‬
‫بل كناية ع انإللنح َ‬
‫َ‬
‫َ أن‬
‫في‬
‫ب ج م ين ع‬
‫أموهر وهو يريد أن َي صك من و ارا بل ىل أ َن هبا افمير ىنَ ما هو أمير تقني فلن اول تقنواهَ منا طربنَ اإللنَ ىلينَ ‪،‬‬
‫س الجَو الديني البي كان سائداَ آنبا ‪ ،‬وأ َن بس فكر تتعل بافمير بين الناف تجد لها طبوالَ من‬
‫ونحن ال نن َ‬
‫جه َة‪ ،‬وتتر في نىوف العام ة أ اَر تجعنكم ننَ ىنسناناَ محبَبناَ ومق َربناَ ىلن طلنوبهم منن جهن َة انين َة‪ ،‬نم يرفن َد‬
‫أ بن و‬
‫ع مان فكرتَ تل بىكرَ أخر تو َكد ما ط َد م لَ في بيتَ الساب ‪ ،‬وت ضي‪ ،‬ىل صىات الممدو صىةَ ترفع‬
‫من‬
‫مكانتَ االجتماعيَة بين الخاص ة‪ ،‬والعا َم ة فحينمنا يتحن َد س عنن كنرم المهلبني يصنور لننا أ َن كرمنَ طند فنا‬
‫كن َك‬
‫تصَور‪ ،‬وهي فكرَ أ ارد أن يزرعها في به َن المتلقي لبل نجده يعم َد ىل ضر َب من المبالغة في ىيصاك هبه‬
‫َ‬
‫صن د‬
‫أري نَ‪ .‬عشاين نا هن نبا افمين نر التن ني يَ غن ندطَها علن ن‬
‫الىكن نر من نن أجن نك أن يقنن نع سن نامعيَ بصن ن َح ة طولن نَ‬
‫فن نإ َن‬
‫و‬
‫المحتاجين تقلب حياتَ أرساَ عل عقب فهي تخرجَ من الظلمات ىل الننور وترفعنَ منن افدنن ىلن افعلن‬
‫َ ىلهيَاَ وبركةَ سماويَة هي أشبَ بق ميص يوس‪ ،‬البي أَل َق ي‬
‫فكأنَ ما أ ارد أن يقو َك ى َن في هبه العشايا سح ار‬
‫عل‬
‫ب م ن ا ل م ب ا ل غ ة ا س ت خ د م َ ا ل ش ا ع ر ك ي ي ق ن ع سن ا م ع ي َ‬
‫وجَ يعقوب عليهما السالم فارت َد ب صي ار‬
‫َ وهبا ضر َ‬
‫معتمنداَ‬
‫في بل ك لَ عل الىكر الديني المكتسب من العقيد اإلسالميَة التي كان يومن بها عا َم ة النَاف آننبا ‪ .‬وطند‬
‫منن جه ن َة كم نا‬
‫‪-145-‬‬
‫أ ج ن اد‬
‫إلطن ن‬
‫ع‬
‫أمبنناون م نن اع‬
‫االفتتن نان المتل‬
‫ب ه نب ه‬
‫ص نور ق ني‬
‫ال‬
‫حينم نا‬
‫ا س ن ت خد م‬
‫ا ل ج ا ن نب‬
‫ال نديني‬
‫ا س ت خد م‬
‫فنَاَ‬
‫من فنون‬
‫البالغة‬
‫ب‬
‫المحبَ َ‬
‫ة ىل‬
‫النَاف‬
‫من جهة‬
‫اني ة‪.‬‬
‫‬‫ا‬
‫ل‬
‫و‬
‫ا‬
‫ي‬
‫ا‬
‫ة‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ل‬
‫ج‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ا‬
‫‪.‬‬
‫ي‬
‫ة‬
‫‪:‬‬
‫و َمنة وظيىنة أخنر ال تقن َك أهمَينة عنن الوظيىنة ال َسنابقة وهني الوظيىنة االجتماعينة حينس تقنوم هنبه الوظيىنة‬
‫بنأدوار شنتَ تعكنف منن خاللهنا ظنواهر اجتماعينة متعن َدد يع َمن َد ال َشناعر ىلن رصندها جميعناَ حينس تمَنك‬
‫انعكاسناَ‬
‫للىكر والواطع(‪ )2‬اللَبين يعيشهما الشاعر وهبا افمر نجدهَ جل َياَ في شعر الخالديَين كما هني الحناك فني تلن اللَوحنة‬
‫(‪ )1‬الديوان‪:‬ص‪.109‬‬
‫‪-145-‬‬
‫(‪ )2‬اليافي‪ ،‬د‪ .‬نعيم‪ :‬تشور الصور الىنية ص‪ 16‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-145-‬‬
‫ي حينمنا يقنوم بوصن َ‬
‫‪َ ،‬م َج َمن َر محناوالَ ىظهنار شنكك التَنر‪ ،‬االجتمناع َي‬
‫الجميلنة التني يرسنمها أبنو بكنر الخالند َ‬
‫(‪)1‬‬
‫كان سائداَ آنبا في طَصور افم ارا والح َكام ‪:‬‬
‫النبي‬
‫ِيــــــــــــــ‬
‫ِوا ِق ِعــــــــــــــد الِ ِحــــــــــــــ ِار ِ ي ِن ه‬
‫ِــــــــــــــــاىر ا ِحــــــــــــــــ ِرا‬
‫ِا ِ‬
‫ا‬
‫ســــــــــــــــ‬
‫تِِنا ِ‬
‫ا ِا ِنـــــــــا‬
‫إِ ا ِن ِ‬
‫ِ‬
‫ســـــــــ ِججا‬
‫فـــــــــِ ِجيـــــــــد ِ‬
‫ِ‪ِ.‬ـــــــى أِِرِجـــــــ‬
‫وقـــــــ‬
‫ِ‬
‫قِـــــــ د‬
‫و‬
‫ِـــــــ ِجا‬
‫ت‬
‫ن‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِا شـــــــــقا ِو‬
‫تِ ِخالـــــــــ ال ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ىعـــــــــ ِين ِـــــــــ ِجا‬
‫فِ ِاــــــــــا ِخ ِجــــــــــ ِت ِنا‬
‫رِنــــــــــا ِوالِ ِوقِاِــــــــــ ِت‬
‫ِــــــــــــ ىي ِر ِج ِعــــــــــــِد‬
‫ِ‬
‫ســــــــــــا ِ‪.‬ة ِ ِق ِجــــــــــــا‬
‫ِ‬
‫ِخيـــــــوِ ِجــــــــ ِر ِت ِج ِنــــ‬
‫لِ ِهـــــــو‬
‫ـــا ِخ ِج ِجــــــــا‬
‫َ نر م نن خ نالك وظيىته نا االجتماعَي نة حي نا َ التنر‪ ،‬الَت ني ك نان يعيش نها افَم ن ارا والحك نام ف ني‬
‫ظ ه‬
‫فال ََ‬
‫ص نور ال َس نابقة تَ َ‬
‫طصنوهرم كمنا أنهنا تبنين المنزلنة الت ني كنان عليهنا شناعرنا فلنو لنم يكنن منن المقنربين منن أولئن افمن ارا لَ َمنا جالسنهو‪،‬‬
‫صنور علن‬
‫ي عنن هنبه ال ََ‬
‫وجعلوا منَ أنيساَ نديماَ يسامهرم ويسامرونَ في ليا َك شواك وطد جاا تعبينر أبني بكنر الخالند َ‬
‫شكك صور متتابعنة تصن‪ ،‬بلن المجمنر منن جمينع أش ارفنََ ونواحينََ مسنتخدماَ االسنتعا ارت ممزوجنةَ بالتشنبيَ‬
‫ىضنافةَ‬
‫صنور المرئي نة الت ني ال تحتناج ف ني بع نع افحينان ىل ن ف ن ين منن فن نو َن البالغ نة ىالَ أن الَارئني له نا يش نعر‬
‫ىلن بع نع ال ََ‬
‫بقيمتها الجمالَية والىنَية ومن هنا استشاع أبو بكر أن يوظَ‪ ،‬الصور تل في الجانب االجتماع َي البي يبتغيَ‪.‬‬
‫وهن نبه الوظيىن نة االجتماعين نة يسن نتخدمها أبن نو ع من نان فن ني منحن ن َ اجتمن ناع يي آخن نر يظه نر م نن خاللن نَ الوضن نع‬
‫َ‬
‫ف وال َش ن‬
‫ي وحينا التنر‪ ،‬التني كنان يعيشنها هنبا الش ناعر مت ننقالَ ب نين افدي نر والحاننات ومجنالف افََنن‬
‫االطتصناد َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ارب‬
‫فتظهر أ َنَ كان يعي‪ ،‬عيشةَ المترفين ال عيشةَ الىق ارا الصعالي كما في طولَ ‪:‬‬
‫والعاـــــــــــــــر جال ى‬
‫ِـــــــــــــــ ا ِت اعاـــــــــــــــور‬
‫يــــــِ الِــــــجا فــــــِ الغــــــِ اجــــــرور‬
‫فيهـــــــــــــــــــا ِدنـــــــــــــــــــان ودنـــــــــــــــــــانير‬
‫وليـــــــــــة الهيكـــــــــــِ كـــــــــــم أناـــــــــــدت‬
‫س كنان يىضنك أن يمنارف‬
‫فالبيت اف َوك يظهر صورَ ح َيةَ لشبيعة الحيا َ التي اختاهرا أبو ع مان لنىس ََ حين َ‬
‫حيا الشباب بما فيها من لهن َو ومجنوَن وتنر َ‬
‫‪ ،‬وحينا التَنر‪ ،‬تلن لنم تَ َكنن مقتصنرَ عننده علن شنبابَ‪ ،‬فهنو يريند‬
‫أن‬
‫ينغم َف في مل َبات الحيا العم َر كلََ‪ ،‬وفي البيت ال اني توضح الصور التي رسمها ما طد ببك من ما َك‬
‫يمتلكََ في‬
‫سبيك الخمر ومجالف افَنف والشارب معصحبَ والش َ في أَنَ كان عل شني َا منن ال نارا واال لمنا اسنتشاع أن‬
‫ينىن ن م نا أنىق نَ فن ني س نبيك مل َباتن نَ وأهوائن نَ بخاص ن َة ىبا علمنن نا أنن نَ ك نان مولع ناَ بالسن نهر وش نرب الخم نرَ‬
‫ومسن نامر‬
‫افصحاب والخالَن‪.‬‬
‫وم َما تعكسََ الصور التي توَدي الوظيىة االجتماعَية المشلوبنة شبيعنة الحينا الىكرَينة التني كاننت سنائد فني‬
‫تل ن الىت نر فعلَ ن ال نرغم م نن مختل ن‪ ،‬أن نواع الس نلبيات والعي نوب االجتماعي نة الت ني كان نت س نائد َ آن نبا والت ني أدت‬
‫ضنحَ تلن‬
‫ي والعلم َي بقني مزدهن اَر وهنبا منا تو َ‬
‫بالخالفة العربَية اإلسالم َية ىل التقهقر ىالَ أن الجانب الىكر َ‬
‫الصنور‬
‫‪-146-‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪:‬ص‪.124‬‬
‫‪-146-‬‬
‫َة واهتمام افَم ارا بالعلم وال قافة وافدب و َم َن َحهم المبدعين ال َعشايا الجزيلة كما فني‬
‫التي تظهر شبيعة الحيا الىكر ي‬
‫(‪)1‬‬
‫ي في أبياتَ التالية ‪:‬‬
‫طو َك أبي بكر الخالد َ‬
‫فــــِ ِاــــأِ ِان جــــ ِ ِاــــن وقــــو ال ِجــــا ِ‬
‫وتِـــــــــــ ِيقى ِن ال ا‬
‫شـــــــــــ ِع ِار أِ ىن ِر ِجـــــــــــا ِقم‬
‫ِفـــــي ِا ِن ِ‪ِ .‬رِفنـــــا ِاـــــ ِن ِجايـــــ ِ النـــــا ِ‬
‫ِ ِِــــــم ال ِكيا ِيــــــا ِ لِ ِغ ِيــــــرِق ِم‬
‫ِــــــ ى ‪.‬‬
‫اــــــا ِ‬
‫ِـــــا‬
‫ِح ِاِـــــوا ال ِكـــــالم ِإل ِيـــــ ِ فـــــِ ِق ِر ر‬
‫ِم الِ ِاــــــــ ِوا ِِ فــــــــِ جــــــــ ِدر إِ ا‬
‫ت ِع ِرــــــــي ه‬
‫فافبيات السابقة تخبرننا عنن ال رعاينة وافمنن اللنبينح َظن ي الشنعارا بهمنا فني كنن َ‬
‫‪ ،‬افمينر ولنم تقتصنر هنبه‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ال َرعاية عل ال َشنعارا بنك تعندتها ىلن علن م الكيميناا حينس تشن َور بلن ال علنم فني تلن الىتنر تشن َ َو اَر عجيبناَ‬
‫وبلن َكلَنَ‬
‫َمير لقاا ما يق َدمَ أولئ العلماا من ىبداعات فكرَي َة وأدبي َة و‬
‫بىضك افمواك التي كا َن يببلها ا ف‬
‫قافَي َةجمة‪.‬‬
‫ الواياة الناسية‪:‬‬‫تحتن ََك هنبه الوظيىنة أهمينة كبي نر بنين طريناتهنا منن الوظنائ‪ ،‬السن ابقة ف َنهنا تكشن‪ ،‬عنن شخصنية المب ندع‬
‫ونىس نيتَ وتوضن ح بش نك َك جل ن يي أف ن خيال نَ ورحاب نةَ تىكي نره‪ .‬وه نبه الوظيى نة تنح نو من َحي ن َين يتعل ن المنح ن افوك‬
‫صن ور‬
‫س الكش ن‪ ،‬عنن رغبنات هنبا ال َمب ندع وشموحاتنَ الت ني َيب ََهنا م نن خنالك تلن ال ََ‬
‫بال َمبندع نىسنَ منن حين َ‬
‫الت ن ي‬
‫تع َك َف لواعجََ الداخل َية التي تكم َن في دا َخل ََ أ َما المنح ال اني فإ َنَ يتعل بالمتلَقي باتَ ىب‬
‫يترتَب عليَ ىعماك‬
‫بهنَ من أجك الكش‪ ،‬عن تل المكنونات البات َية التي يعمَد ال َمبدع ىل ب ها في نايا صنوهر‪ ،‬وطند تختلن‪ ،‬هنبه‬
‫االكتشافات والتأويالت منن متلَن َ ىلن آخنر‪ ،‬وبلن يرجنع ىلن شبيعنة فهنم كن يك َمنهمنا علن حند اول َ فني أَن‬
‫شن‬
‫هبه التأويالت تص ََ‬
‫ب جميعها في خان َة واحد أال وهي اكتشا‪ ،‬نىس َية بل الشَن اعر وابا منا عرضننا ىلن بعنع‬
‫صور الخالديين نجد هبه الوظيىة جل َية واضحة في التعبير ع َما يجوك فني خاشهرمنا‪ ،‬كمنا هني الحناك فني هنبه‬
‫ي حزنَ وأساه ووجده وعتبَ عل الزمان البي فن َر بيننَ وبنين‬
‫افبيات التي يصور فيها أبو بكر الخالد َ‬
‫محبوبنَ‬
‫بينما جمع بين كواكب ال رَيا(‪:)2‬‬
‫ِِيِِــــــــــِ إِنــــــــــِ لِ اِريــــــــــا لِ ِحا ِســــــــــد‬
‫ِخ‬
‫لِ ِوا ِجـــــد‬
‫وأِف ِقــــــد اــــــن أح ِج ِجتــــــ ِوقــــــ ِو ِوا ِحــــــد‬
‫ســــ ِج ِعة‬
‫أِِي ِجقِــــى جايعــــا ِ‬
‫شــــ ِاِها ِوقــــِ ِ‬
‫وانـــــِ ‪ِ.‬ـــــى ِرِيـــــ ِب ال ىزاـــــان‬
‫صنور الس نابقة ترس ن َم حركينة نى نف ال َش ناعر المتخَبش نة وهنبا التَخ نَبَش آ َت م نن مشناعر الحس ند والوج ند الت ني‬
‫فال ََ‬
‫ص نور الت ني تَظه نر تش ناب الهم نوم‬
‫تخ نتلش ف ني نىس نَ فه نو واج ن َد عل ن ال ن َدهر وه نبا الوج ن َد ي ننعك َف عل ن حركَي نة ال ََ‬
‫َ َر حقوك تل‬
‫ظ ه‬
‫ي ومن هنا تَ َ‬
‫صور المعنوَية حيا ال َشاعر وبنيتَ‬
‫ََ‬
‫وافح ازن في نىسَية أبي بكر الخالد َ‬
‫النىسية‪.‬‬
‫ال‬
‫شعر اخلالديني– م‪15‬‬
‫‪ -‬الواياة الجاالية‪:‬‬
‫تبندو هنبه الوظيىنة محقَقنة فني كنك صنور شنعرية ىالَ أنهنا تكنون هندفاَ أساسنياَ فني بعنع الصنور يرمني منن‬
‫خاللهنا المبندع ىلن أ َسن َر لنَنب القنار ا وا نار ىعجابنَ و َح َىن َز مخَيلتنَ كني يشناركَ عملينة اإلبنداع والتخََينك‬
‫وينت َم هنبا‬
‫‪-147-‬‬
‫(‪ )1‬الديوان‪ :‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪.44‬‬
‫‪-147-‬‬
‫حين تَ َسيشر الصبغة الشعرية عل لغة النص وبنَية صنوهر ويتحقَن جمناك السنب ومكانتنَ منع طن َو التنأ ير‬
‫النابَ َعنة‬
‫من ال َربش الو ي بين مىردات الَنص‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وال تنىص نك ه نبه الوظيى نة الجمالَي نة ع نن ال نوظيىتين الش نعرية واالنىعالي نة فالوظيى نة الش نعرَية تولَ ندها الق ندر‬
‫اإليحائية للصور حين تخل تأ ي اَر شعرَياَ يمتَع المتلق َي والوظيىة االنىعالَية هي التي تعَبر عن العاشىة تعبي اَر‬
‫يدفع‬
‫المتلقين ىل المشاركة في التأ َر‪.‬‬
‫وتتجلَ هبه الوظيىة الجماليَة في بيتنين همنا غاينةَ فني اإلبنداع والجمناك يصن َور منن خاللهمنا أبنو بكنَر‬
‫محاس َن فتا َ مزيد َ في ال َح َس َن والج (م‪2‬ا)ك‬
‫فيقوك ‪:‬‬
‫يـــحى‬
‫إ ِا رِِِ ِعـــ ِت ق ِِـــ ِت ال ِغزِالـــة فـــِ ال ا‬
‫وِا ِن ِناـ‬
‫ــرت‬
‫ِخـــــالِِ ِي ِارقـــــا الرىـــــ ِرف حتـــــى كأ ىنهـــــا‬
‫ِا ِجــــا‬
‫دِ‬
‫ن ِعــــا‬
‫ت ال ِغ ِازلـــة‬
‫ق ِِـــ ِ‬
‫فـــِ ال ىرِاـــ ِِ‬
‫ىر فــــِ أِ ِ‪.‬ــــي‬
‫ن ن ِجــــ ِِ‬
‫فال َشناعر يصن‪ ،‬بندي َع محاسن َن وخنال َك تلن الىتنا فيشنبهها بالشنم َ‬
‫ت ىل ن‬
‫ف وطنت شنروطها وبنالغ ازك ىبا نظنر َ‬
‫عينيها‪ ،‬وطد صور ارتسام مالمح الحياا والخجك الممزوجنة بالجمناك الىنائ حتَن لكنأن النعناف يتبن َد فني عينيهنا‬
‫ص نور الجمالَي نة المعَب نر‬
‫َه نا محقَق ناَ الوظيى نة الجمالي نة باس نتخدامَ التش نبيَ لرس نم‬
‫لش ند حيائه نا وَخ َج ل‬
‫َ‬
‫شرف ن َي ال‬
‫عنه نا‬
‫بأسلوب فن َي متقن‪.‬‬
‫وبع َد‪ ،‬فإ َن الصور الشعرَية يمكن أن تحقَ أك ر من وظيىة واحد َ في آ َن معاَ ىالَ أنَ غالباَ ما تكون وظيىة‬
‫معينة هي المقصود من وارا تل الصور فنحن ىباَ نالحظ تداخك تل الوظائ‪ ،‬ببعضها في صور واحد ‪.‬‬
‫ونستنت مما سب أنَ يمكن لصور شعرية ما أن تح َم َك أك نر منن وظيىن َة واحند َ ىال أَنَننا ال ننكنر أن بعنع‬
‫ص‬
‫ال ََ‬
‫صور يش َغ عليها تأ ير وظيىة معينةإ وبل حسب ما يرمي ىليَ المبدع غي َر أَننَ يمكنن أن يسنوتظخنلائ‪،‬‬
‫َ يرَكنز فيهنا ال َشناعر علن‬
‫أخنر منن تلن الصنور طند تكنون أطنك درجنةَ فني التنأ ير والتركينز كنأن نقن‪ ،‬علن صنو ر‬
‫الجان نب الجم نال َي والىَن ن َي‪ ،‬ولك نن يمك نن للمتلقَ ني ف ني الوط نت نىس نَ أن يلح نظ بع نع الجوان نب النىس نَية‬
‫واالجتماعَي نة‬
‫والىكرَية من خالك نايا تل الصور‪.‬‬
‫ويتبيَن لنا من خالك عرضنا ال َساب للصور الشعرية عند الخالديين أن تل ال ََ‬
‫صور (بنينةَ وأنماشناَ ووظيىنةَ) ابننةَ‬
‫س كان نت تعب نر ع نن ىب نداعاتهما الباتَي نة ومكامنهم نا النىس نية َكمنا عَب نرت ع نن البع ند ال ق ناف َي‬
‫واطعهم نا الع نام والخ ناص‪ ،‬حي ن َ‬
‫ي النبي عاشنا فينَإ فقند نقلنت هنبه‬
‫ي عندهما‪ ،‬فكانت هبه الصور جزااَ من المحيش االجتماع َي والىكنرَ‬
‫ي والىكرَ‬
‫والحضارَ‬
‫ال ََ‬
‫صور الك ير من الدالالت االجتماعيَة والباتيَة والىكريَة وكانت و يقة الصنلة بالبنينة الىنَينة لشنعر الخالنديين لغنةَ‬
‫وخيناالَ‬
‫وايقاعاَ‬
‫‪.‬وال ش في أن القار ا لهبه ال‬
‫َ ال َجد واالبتكار واالفتتان في رسمها‪.‬‬
‫صور طد ظ‬
‫ََ‬
‫ال َح‬
‫‪-148-‬‬
‫صََ الىني َة ص‪.238‬‬
‫(‪ )1‬عم ارن‪ ،‬د‪ .‬عبد اللشي‪ :،‬شعر أبي ف ارف الحمداني دالالتَ وخصائَ َ‬
‫(‪ )2‬الديوان‪ :‬ص‪.86‬‬
‫‪-149-‬‬
‫الوحدة العيوية والوحدة االويو‪.‬ية‬
‫ الوحدة العيوية‪:‬‬‫َتع َ َد الوحد العضوية أساف الصور الىنية البننائي‪ ،‬واحند المين ازت الهامنة للقصنيد ‪ ،‬ومنن دونهنا تىقند الصنور‬
‫ان َسن َجامها‪ ،‬والقصنيد تماسنكها وتوازنهنا‪ ،‬وانشالطناَ منن هننبه افهمينة ف نإن «الوحند الداخلي نة والعضننوية ف ني اإلب نداعات‬
‫الىنية تشكك الهد‪ ،‬البي يسع ىليَ دائماَ صانعو العمك افدبي»(‪.)1‬‬
‫والوحد العضوية دم الصور الىنية البي يزَودهنا بالتجندد الندائم‪ ،‬والحيوينة المسنتمر ولهنبا ال يمكنن العنزك بنين‬
‫الصنور‪ ،‬وبنين وحندتها العضننوية‪ .‬وأي شننكك مننن أشننكاك العنزك يعن ني تجننزيا الصننور‪ ،‬وتعشي نك فاعليتهننا‪ ،‬أو بمعن ن‬
‫آخ نر تعشي نك فاعلي نة العناص نر المش نتركة ف ني تكوينه نا‪ ،‬أي أن الوح ند هن نا‪ ،‬تعن ني «المالامننة بننين أجنن ازا القصننيد ‪،‬‬
‫وموضنوعاتها‪ ،‬بع ند تحقي ن التواف ن ب نين المتناطض نات ف ني البن ناا الش نعري‪ ،‬تحقيق ناَ يق نوم عل ن أس ناف نىس ني وروح ني‬
‫ومنادي‪ ،‬فىني طصنيد منا‪ ،‬يسنود شنعور نىسني يشبنع بشابعنََ موضنوعات القصنيد ومادتهنا‪ ،‬وتنزداد طيمنة هنبه الوحند‬
‫كلما تكامك شكك البناا ومضمونَ عضوياَ»(‪.)2‬‬
‫ىباَ فالوحند «كنائن حني‪ ،‬ننام يبندأ ببنبر صنغير تم نك ىحساسناَ داخليناَ‪ ،‬نم تبندأ البنبر بنالتالوم منع ظروفهنا‪،‬‬
‫فتنمو ىل أن تصك غايتها‪ ،‬أما ن َم َوها فهو تدريجي عىوي يشبَ نمو افجسام الحية‪.)3(»....‬‬
‫والسنواك النبي يشنر نىسنَ منا هننو موطن‪ ،‬النقناد العنرب القندام مننن مىهنوم الوحند العضنوية والموضنوعية؟ وهنك‬
‫لهبا المىهوم أساف في ت ار نا النقدي؟‬
‫مما الش فيَ أن ت ار نا العربي طند وطن‪ ،‬شنويالَ عنند هنبين المىهنومين‪ ،‬ولعنك منن أبنرز النقناد النبين تحند وا‬
‫عن مىهوم الوحد العضوية والموضوعية ابن شباشبا العلوي‪ ،‬من خنالك كتابن «عينار الشنعر» النبي َيعن َ َد مصند اَر‬
‫عر‪ ،‬وتنسني أبياتن‪ ،‬ويقن‪ ،‬علن‬
‫اَر في النقد العضوي والموضنوعي‪ ،‬فقند أر فينَ أن علن الشناعر أن «يتأمنك شن ه‬
‫حسن تجاوهرا أو طبحها‪ ،‬فيالئم بينها لتنتظم لَ معانيها‪ ،‬فال َيباعد كلمة عن أَ َختها‪ ،‬وال يحجر بينها وبنين تمامهنا‬
‫بحشو َي َشينها‪.)4(»...‬‬
‫َيَبنين لننا ابنن شباشبنا العلنوي مىهنوم الوحند منن خنالك طولنَ السناب ‪ ،‬أن علن الشناعر أن يقن‪ ،‬علن شنعهر‬
‫ممحصاَ في عبا ارتَ‪ ،‬وألىاظَ كي تأتي جميعها متناسقة منسجمة مع بعضها البعع‪ ،‬وهو يعد أن هبا االنسجام‪،‬‬
‫والتآل‪ ،‬هو أساف تل الوحد ‪ ،‬فكأنما يردنا ىل ما كان يىعلَ زهير بن أبي سلم حينما كان يصد َر طصائده بعد‬
‫ىشالة النظر فيها‪ ،‬والوطو‪ ،‬عليها شويالَ طبك ىخ ارجها للناف‪.‬‬
‫(‪ )1‬خ اربتشينكو ‪ -‬م‪ :‬بات الكاتب اإلبداعية ص‪.129‬‬
‫(‪ )2‬عم ارن‪ ،‬د‪ .‬عبد اللشي‪ :،‬شعر أبي ف ارف الحمداني‪ ،‬دالالتَ وخصائصَ الىنية ص‪.262‬‬
‫(‪ )3‬موس ‪ ،‬خليك‪ :‬حركة الحدا ة في الشعر العربي ص‪.106‬‬
‫(‪ )4‬ابن شباشبنا العلنوي‪ :‬عينار الشنعر ص ‪ ،124‬للمزيد ي ارجع أيضاَ ما كتب في هبا المنح في ص‪.127-126‬‬
‫‬‫‪1410-‬‬
‫وابن شباشبا في كالمَ الساب يضع مهمات أساسية للوحد العضوية تجاه القصنيد ‪ ،‬فهني توحند بنين عناصنهرا‬
‫المتباعنند والمتنننافر‪ ،‬وتجمننع أج ازئهننا المتعنندد ‪ ،‬وت نوازن بننين مسننتوياتها الىكري نة والعاشىي نة‪ ،‬وع نن شريقهننا ينتىنني الحشننو‪،‬‬
‫وتََبتََر الزوائد واالستشاالت‪ ،‬وال يظك في القصيد ىال ما هو جوهري‪.‬‬
‫ويجدر بنا اإلشنار ىلن طنوك الحناتمي النبي ينر «أن القصنيد م لهنا م نكخلن اإلنسنان فني اتصناك بعنع‬
‫أعضائ ببعع‪ ،‬فمت انىصك واحد عن اآلخر‪ ،‬أو باين في صحة التركيب غادر بالجسم عاهة‪.)1(»...‬‬
‫وكالم الحاتمي الساب يوكند منا بكرنناه آنىناَ منن أن الوحند كنائن حني َي َخلَن َ صنغي اَر‪ ،‬ويأخنب بالنمناا حتن‬
‫يصك ىل البرو‪.‬‬
‫ولعك الدكتور ش حسين من أبرز نقادنا المعاصرين البين تشددوا ىلن وجنود الوحند فني القصنيد القديمنة‪،‬‬
‫وطد استشهد عل بل بمعلقة لبيد(‪.)2‬‬
‫‪ ،‬عل مىهوم الوحد العضوية والموضوعية في شعهرما‪ ،‬وسنتخب‬
‫والمتأمك لشعر الخالديين الش أنَ سيق َ‬
‫طصيد َ أبي بكر المدحية دليالَ في الحديس عن الوحد العضوية‪ ،‬حيس يقوك فيها(‪:)3‬‬
‫‪ِ.‬يــــــ اــــــن الِيــــــام جاســــــِ وأِنعــــــم‬
‫ِل نســــــا ِن إِاىل لينرــــــوِ‬
‫واــــــا خِــــــا ا إ‬
‫تِــــروح واــــا الجحــــر اــــن ِق ِولِ ِهــــا ِدم‬
‫ولــوال اختيــارِ حاســدِ ِــ ِِت ِــولة‬
‫ويأتيهــــــا الاســــــتام حرجــــــِ ججهِِــــــ ِ‬
‫و و ال ِج ِهــــِ يغِــــو ســــا‪.‬ة ــــم ينــــ ِدم‬
‫فِـــي ِ لنـــا ِ‪.‬تـــب ‪ِ.‬ـــى الـــ ىد ِق ِر ي ِعِِـــم‬
‫إ ا ِوِـــــــــــ ِِـِتنا جــــــــــــالِاير ركاجنــــــــــــا‬
‫ِ ِن نحــــن ِأ‪ِ .‬ـــــانا الرجـــــا جحجِِـــــ ِ‬
‫فِر ىنــــــــا جــــــــأِا ار ِ الكواكــــــــ ِب نعِــــــــم‬
‫وا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يــــــ ِي ِغم‬
‫واــــــن أِِ وجــــــ واجهتِــــــ ‪.‬يوننـــــــا‬
‫تِِجــــــ ىدِ لهــــــا جــــــدر وِج ِحــــــر و ِ‬
‫وفخـــــــــر جــــــــ ِـِآل ِ ال انجـــــــــوِم ا ِع ىاـــــــــم‬
‫ســــــــااح جت ىيــــــــار الغاــــــــام اســــــــرجِ‬
‫وشــــــاني ِ يــــــدرِ أِىنــــــ يــــــر جــــــال‬
‫ِاـــــــــ ِدا ِ‬
‫ولكـــــــــن ِي ِرتجـــــــــِ و‬
‫ســـااِ ‪ِ.‬يـــ فِـــو لِ ِجـــا‬
‫ر‬
‫ِ ِاـــا جحـــر ال ى‬
‫يـــــــــ رجم إلــــى ال ِاِِــــ ِ‬
‫ِ‬
‫الــــ ىد ىوا ِر اــــا كــــان يســــِم‬
‫ِـــ ِد ِت جـــ فـــِ ‪.‬ـــوف اليـــِو تقِـــ ىوم‬
‫إ ا انــ دت الِراــاح فــِ ِق ِجــ ِوِة الــو ى‬
‫شـــــــــم انهـــــــــا ا ِاـــــــــا نتج ى‬
‫تِ ِج ى‬
‫شـــــــــم‬
‫ســــرِ قاســــاتنا الِِيــــ ِن فيهــــا ركاجنــــا‬
‫ِ ِجــان فــِ الجــو حــ ىوم‬
‫واــن دونهــا الع ق‬
‫ا ِرِف ِعـــــة‬
‫تجـــــوب ججـــــاال تجِـــــ الفـــــ ِ‬
‫رـــــود ســـــ ى‬
‫ِلـــــى الجـــــو از وال ى‬
‫ِم‬
‫ِاـــــ ارا إ‬
‫ِــــــخور لورئنــــــا‬
‫إ ا اــــــا ِ‪ِ ِِ.‬ونــــــا فال ا‬
‫أخنب‬
‫نالحنظ أن البنبر التني تتولند منهنا القصننيد هني موضنوع النمند ‪ ،‬حينس يتشنكك الشننعور النداخلي النبي ي ن‬
‫بالنماا ىل أن يصك ىل غايت‪.‬‬
‫س تبدت عل شنكك‬
‫وأجازا هبه القصيد تتآل‪ ،‬تآلىاَ وظيىَياَ مع القو المركزية الكامنة في داخك الشاعر حي َ‬
‫ىعجاب بالممدو ‪ ،‬تل القو التي تش َ َد ىليها بقية أفكار القصيد شداَ تىاعلياَ‪ ،‬ونحنن نشنعر بنرو اإلعجناب الشنديد‬
‫(‪ )1‬الحاتمي‪ ،‬حلية المحاضر ‪.215/1‬‬
‫(‪ )2‬عشماوي‪ ،‬زكي‪ :‬طضايا النقد افدبي بين القديم والحديس ص‪)3( .122‬‬
‫الديوان ص‪ .91‬اول ندري في أي أمير طيلت هبه القصيد ‪ -‬البوس ‪ :‬خنال‪ ،‬الََن َع َمن ‪ -‬اسنتا َم اسنتياماَ‪ :‬غنال ‪ -‬أعصن َم‪ :‬التجنأ‬
‫واستمس ‪ -‬شاني‪ :‬مبغع مع عداو وسوا خل ‪ - .‬الهبو ‪ :‬الغبر‪.‬‬
‫‪-150-‬‬
‫سع َمند ىلن‬
‫ببل افمير البي يمدحَ الشاعر تتجلن بشنكك عمين َ فني مجمنك تاركيبن ََ وألىاظن ََ المختنار حين َ‬
‫انتقناا‬
‫جم َك وألىا َظ تَ َعب َر عن بل اإلعجاب‪ ،‬فنا َسن َ بنين جملهنا وجنار بنين ألىاظهنا حتن بندت جميعهنا متآلىنة متناسنقة‬
‫كعق نَد منس نجَم ال يس نتشيع الم نرا فص نك أح ند أج ازئ نَ ع نن بعض نها اآلخ نر‪ ،‬ويص نك بل ن اإلعج ناب ىل ن بروت نَ ف ني‬
‫طولَ(‪:)1‬‬
‫إ ا ِوِــــــــــــِِتِنا جــــــــــــالِاير ركاجنــــــــــــا‬
‫وا‬
‫ِـــــانا الرجـــــا ِ‬
‫ِ ِن نحــــن ِأ‪ِ .‬‬
‫جحجِِـــــ ِ‬
‫ِتـــب ‪ِ.‬ـــى‬
‫فِـــي ِ لنـــا ‪.‬‬
‫الـــ ىد ِق ِر ي ِعِِـــم‬
‫فِر ىنــــــــا جــــــــأِا ار ِ الكواكــــــــ ِب‬
‫نعِــــــــم‬
‫وال ش أن القار ا لابيات السابقة طد الحنظ الدطنة المتوخنا فني اختينار افلىناظ التني تولند فني النبهن‬
‫مع نا َن عميق نة ف ني موض نوعها‪ ،‬كم نا ف ني طول نَ ‪( :‬نح نن أعص نمنا) و (ب نأم ارف) و (نعتص ن َم)‪ ،‬فه ني ألى ناظ ت نودي‬
‫َ بهنية متعدد يقوم الخياك بالربش بين أج ازا‬
‫المعن المرجو عل أكمك وجَ كما أنها ت ير لد المتلقي صو ار‬
‫هبه الصور‪ ،‬اول يىوتنا أن نش ي َر ىل اسنتخدامَ ال َج َنم ك التني تعشني اسنتم ار اَر فني معناهنا علن المند الزمنني‬
‫كما في طولَ (وابا وصلتنا‪.)...‬‬
‫فالروينة الش نعرية‪ ،‬وال ننمش الع ناشىي‪ ،‬والتش نكيك افس نلوبي والىكنري واح ند ف ني أج ن ازا القص نيد جميع ناَ والس نيما‬
‫وطوع افلىاظ في حقوك داللية متقاربة‪.‬‬
‫ونالحظ في مقشوعة أخر فبي ع مان سعيد الخالدي أن البناا الىني عنده عضوي فنَ ينبع من النبات‪،‬‬
‫بندف عناشىي وغننائي‪ ،‬وينمنو هيكلنَ منن النداخك نمنواَ تندريجياَ متماسنكاَ‪ ،‬بعينداَ عنن الحشنو والتكن ارر معتمنداَ علن‬
‫عم الجانب الوجداني‪ ،‬وعل العالطات المستمد منن المنشلن النداخلي بي اإلحسناف الصناد ضنمن القصنيد ‪،‬‬
‫ويخلو بالف هبا البناا من الخشابية والتكلَ‪ ،،‬ومما يقوك في هبه المقشوعة(‪:)2‬‬
‫قِ اـــــــــر ِجـــــــــ ِد ِير ال ا ِو ِ‬
‫ِِِـــــــــى‬
‫ِـــــــــ ِِ الِ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫لــــــــِ ِاــــــــ ِولِى‬
‫ِ‬
‫قِجـــــــِ الحجيـــــــب فاـــــــِ جهـــــــا أِ ِولِـــــــى‬
‫ســــــد‪:‬‬
‫لِـــــ ِ ِم ال ى‬
‫ِـــــ ـِي ِب فقِـــــت اــــــن ِح ِ‬
‫قِجـــــــــِد فحجتـــــــــ ‪ِ.‬ـــــــــى ال ِا ِقِِـــــــــى‬
‫جــــ ِد لــــِ جِرحــــداقن كــــِ يحيــــا جهــــا‬
‫ا ِو ِج ِنــــــــة ِخ ِجِِــــــــى‬
‫ِاِـــــ ِت‬
‫فـــــا ِح ِا ىر ِاـــــ ِن ِخ ِجـــــِد وكـــــم قِ ر‬
‫ِ‪ِ .‬ينــــــــِ شــــــــقائ ِ‬
‫وِ ِك ِِــــــــــت ِــــــــــ ِجرِ ‪.‬نــــــــــد ف رقِ ِتــــــــــ ِ‬
‫فِ ِعرِفـــــــــت كيـــــــــف تِ ِحـــــــــرا ال‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ى ِكِـــــــــى‬
‫ِ ِجــــــــد ِو ِقــــــــوا‬
‫ِنــــــــا ‪.‬‬
‫أ‬
‫فالبننبر تظهننر منننب البيننت افوك‪ ،‬وفنني تضنناعي‪ ،‬القصننيد ‪ ،‬وفنني م ارحننك النمننو جميعهننا‪ .‬ومننا يوكنند عضننوية البناا الشعري لد‬
‫أبي ع مان الخالدي هو بعده عن التكلَ‪ ،‬والتصنع‪ ،‬وعن تعمد اإلغن ارب فني التعبينر‪ ،‬واختيناره‬
‫افلىاظ السهلة والمألوفة التي تنسجم مع موضوع القصيد ‪.‬‬
‫ الوحدة الاويو‪.‬ية‪:‬‬‫تَع ن ن َ َد القصن نيد أنه ن نا بات وحن ند موضن نوعية عن ن ندما تتنن ناوك موضن نوعاَ واح ن نداَ وال تتج ن ناوهز ىل ن ن غين نهر من نن‬
‫الموضوعات‪ ،‬وطد تكون عندها عضوية وطد ال تكون فالمسألتان غير متالزمتين لكنهما مت اردفتان‪.‬‬
‫(‪ )1‬الديوان ص‪.91‬‬
‫(‪ )2‬الديوان‪:‬ص‪.145‬‬
‫‪-151-‬‬
‫فالوحد الموضوعية فني القصنيد مرتبشنة ارتباشناَ و يقناَ بالمشناعر التني ي يهرنا الموضنوع‪ ،‬ومنا يسنتلزم بلن من ترتيب‬
‫الصور واففكار ترتيباَ‪ ،‬تتقدم بَ القصيد شيئاَ فشيئاَ‪ ،‬حت تنتهي ىل خاتمنة يسنتلزمها ترتينب اففكنار‬
‫والصور عل أن تكون أج ازا القصيد كالبنية الحية‪.‬‬
‫وهنني «تعتمنند علنن السننرد المعرفنني‪ ،‬والتسلسننك المنشقنني الفكننار والمعلومننات‪ ،‬وعلنن االهتمننام بالمضننمون علن حسناب‬
‫الشننكك‪ ،‬وهني ت ارفن الخينناك المحندود‪ ،‬واإلحسناف المقنبنوع فني ك ينر مننن افحينانإ ىال فني لحظننات‬
‫اإلبداع التني تخضنع للتعريىنات والقنوانين‪ ،‬لكنهنا ليسنت َمين َز شنائنة فني الشنعر‪ ،‬وخاصنةَ عنندما ال تكنون مقصنود َ‬
‫لباتها‪ ،‬وال تنحو منح علمياَ أو ىخبارياَ‪ ،‬فالشعر تعبير عن شعور يمتزج فيَ الوعي بالالوعي‪ ،‬والخياك بالحقيقة‪،‬‬
‫والوحد بالتعدد‪ .‬ولهبا تنسجم جمالياَ ومعرفياَ مع القصيد بات الموضوعات المتعدد ‪ .)1(»...‬فن «النىوف تحب‬
‫االفتتان في مباهب الكالم أو ترتا للنقلة من بعع بل ىل بعع ليتجدد نشاشها‪.)2(»...‬‬
‫والوحد الموضوعية غالباَ ما نجدها في شعر الخالديينإ بل أنهما كاننا يعالجنان دائمناَ موضنوعات محندد‬
‫اشنته ار فيهنا‪ ،‬والسنيما موضنوع الوصن‪ ،‬والغنزك‪ ،‬كمنا أن معظنم أشنعاهرما كاننت علن شنكك مقشعنات‪ ،‬تتنناوك كنك واحند‬
‫منهنا غرضناَ معينناَ ال تتجناوهز‪ ،‬وطند جناات وحند الموضنوع عنندهما منسنجمة منع فكهرمنا الخصنب المتعندد‬
‫الجوانب وخيالهما الخال البي وفَر في أغلب افحيان لقصائدهما الوحد الموضوعية والوحد العضوية‪.‬‬
‫وأك ر ما يتجل بل في استخدامهما ألىاظاَ‪ ،‬وعبا ارت وت اركيب ت ير الخياك لد المتلقي فن الخياك هو الملكة التي‬
‫يستشيع بها الخالديان أن يولىنا صنوهرما وهمنا ال يولَىانهنا منن الهن واا‪ ،‬ىنمنا يولىانهنا منن ىحساسنات سابقة ال حصر لها‪،‬‬
‫تختزنها باكرتهما‪ ،‬وتظك كامنة في مخيلتهما‪ ،‬حت يحين الوطت‪ ،‬فيولىا منها الصور التي‬
‫يريدانها‪ .‬وهبه االنىعاالت جميعها تبق محصور ضمن ىشار الوحد الموضوعية التني يهند‪ ،‬ىليهنا الشناع ارن‪،‬‬
‫س تحكي تجربة‬
‫َ‬
‫ولعك طصيد أبي ع مان سعيد الخالدي خير م اك نبكهر عل ما أسلىنا من الكالم‪ ،‬حي‬
‫ال ش ا ع ر‬
‫مع افيام‪ ،‬وهي تروي عصار فكهر ومعاناتَ حيس يقوك فيها(‪:)3‬‬
‫ِن ِيــــــــِ الارالــــــــب جالهنديــــــــة الجتــــــــ ِر‬
‫ال جالِاــــــــــــانِ‬
‫ســــــا ِكن‬
‫فــــــِر ِن ِ‪.‬اِــــــا رِِِــــــِ أِو جــــــاد ِ‬
‫والتأايــــــــــــِ لِقــــــــــــ ِد ِر‬
‫ف فيــــ جــــين ال ِجــــ‬
‫فــــال تِ ِقــــ ِ‬
‫شــا ِ الاســ شــغِ ‪.‬ــن ا اق ِتــ ِ‬
‫فــِ ِ‬
‫لِــ ِو لــم أِكــ ِن اشــجها لِنــا فــِ خِقــِ‬
‫أِو لــم يكـــن اـــا ‪ِ.‬اـــِ قـــاق ار فكـــرِ‬
‫تزيــــــدنِ قســــــوة ال ىيــــــام‬
‫ريــــــ ِب نــــــا أِلاــــت اــــن حاد‬
‫ــــات الــــدقر أِكجرقــــا‬
‫الشــــِ ِ‬
‫أ‪.‬جــــب ‪.‬نــــدِ فــــِ تجاي ِنــــ ِ‬
‫ِ نائهـــــــــا جقـــــــــر‬
‫أِرِ ياجـــــــــا وفـــــــــِ أ‬
‫قالـــت‪ِ :‬رقِـــ ِد ِت! فقِـــت‪ :‬الهـــ ام أِرقـــدنِ‬
‫وال ِا ِكــــ ِر‬
‫وفِ سنا الشا اا يغنِ ‪.‬ن‬
‫القِ ِاـ ِر‬
‫لِق ِِـــت إِنـــ ِِ اـــن جيـــِ‬
‫شـــ ِر‬
‫ســـوِ ال ِج ِ‬
‫لِ ِح ِرقتنــــــــ ِِ فـــــــــِ ني‬
‫ارِنهــــــــا ِف ِكـــــــــرِ‬
‫ســـ جـــين‬
‫كـــأِىننِ ال ِا ِ‬
‫ال ِا ِهـــ ِر وال ِح ِجـــ ِر‬
‫فاـــــا أِ‪.‬ـــــوف ‪ِ.‬ـــــى أِراالهـــــا‬
‫ال ِخـــــ ِر‬
‫إ ا تأِ ىا ِِتــــــــ اــــــــن قــــــــ ال‬
‫ِــــــــ ِو ِر‬
‫ا‬
‫جـــــال قـــــرون و ا ِ‪ِ .‬يـــــب ‪ِ.‬ـــــى ال ِجقِـــــ ِر‬
‫ســـــ ِه ِر‬
‫والهـــــ ام يانـــــ أِحيانـــــا اـــــن ال ى‬
‫(‪ )1‬عم ارن‪ ،‬د‪ .‬عبد اللشي‪ :،‬شعر أبي ف ارف الحمداني‪ ،‬دالالتَ وخصائصَ الىنية ص‪.268‬‬
‫(‪ )2‬القرشاجني‪ ،‬منهاج البلغاا ‪ -‬ص‪.361‬‬
‫‪-152-‬‬
‫(‪ )3‬الديوان‪ :‬ص‪.130-129-128‬‬
‫‪-153-‬‬
‫شــ ِر‬
‫كــم قــد ِوقِ ِعــت وقــو ِ الرى ِيــر فــِ ِ‬
‫أِِـــــــاو وأِكـــــــدر أِحيانـــــــا لاختجـــــــرِ‬
‫ســــ ِير فــــِ اآلفــــاا‬
‫إِنــــِ لِ ِ‬
‫اــــن ِا ِــــِ‬
‫ت فياـــــــا أِنـــــــت اجِـــــــر‬
‫إ ا تشـــــــ ىك ِك ِ‬
‫وكيـــــــــف ياـــــــــرح إِنســـــــــان جغرتـــــــــ‬
‫لِقِــــ ِد فِ ِر ِحــــت جاــــا ‪.‬اينــــت اــــن ‪.‬ــــدم‬
‫ورجاـــــــا اجـــــــته‪ .‬الِ‪.‬اـــــــى جحال ِتـــــــ ِ‬
‫ِجكـــِ لشـــيب قـــد انيـــت جـــ‬
‫ولســـت أ‬
‫يـــ ِع ِت ا ىنتـــِ انـــ‬
‫ي ِع ِ‬
‫فِ ِ‬
‫قـــوِ ال ِاـــ ِر ِر‬
‫ِــــ ِاو‬
‫ولــــي استحســــنا ِ‬
‫جــــال ِكــــ ِد ِر‬
‫ســـــار‬
‫وأِاــــــِ ِلِجِــــــار‬
‫ِاــــــ ِن قِ ِاــــــ ِر‬
‫فـــال تِقـــ ِِ إِننـــِ فـــِ ال‬
‫ِـــ ِر‬
‫نـــا و ِج ِ‬
‫إ ا نيـــاقا فِـــم تِـــ ِدق‬
‫اــــ ِر‬
‫فـــِ الن ِ‬
‫خــوف القجيحــين اــن كجــر‬
‫ِــ ِر‬
‫واــن ِج ر‬
‫لِ ىنـــــ قـــــد نجـــــا‬
‫اـــــن ِريـــــ ِرِة ال ِعـــــ ِو ِر‬
‫يجكـِ ‪ِ.‬ـى الشـيب اـن يأِسـى‬
‫‪ِ.‬ـى العاـ ِر‬
‫كـــن اـــن ِـــديق ال اـــن يـــر ِحـــ ِ ار‬
‫إ ِن كــــان ينجيــــ ِ انــــ شــــ ىدة‬
‫ال ِحــــ ِ ِر‬
‫إاىل تك ى‬
‫ف لـــــِ ‪.‬ـــــن لـــــام‬
‫اـــــــا أِ ِر ِاـــــــ ِئ ان إِلـــــــى خ ِِـــــــا فـــــــأخجر‬
‫شـــــ ِ‬
‫ِ‬
‫ا ِختِِجـــــ ر‬
‫ِـــ ِغ ِرتِها‬
‫وقـــــد ناـــــرت إلـــــى الـــــ اد ِن ِيا ِجا ِقِِتهـــــا‬
‫ستِ ِ‬
‫فا ِ‬
‫جاـــونِ ايـــة الِـــ ِغ ِر‬
‫شـــــكر‬
‫ف أِ ِ‬
‫فكيـــــ ِ‬
‫ِـــ ِعد‬
‫واـــا ِ‬
‫شـــ ِك ِرت زاـــانِ ِو ِقـــ ِو ِي ِ‬
‫ِ‬
‫فـــــِ ِحـــــا ِ‬
‫جـــِ‬
‫ا ِن ِحـــــدرِ‬
‫وأِِ ‪.‬ـــــار ‪ِ.‬ـــــى ِ‪.‬ـــــ ِين‬
‫ال ‪.‬ـــــار يِحقنـــــِ أِنـــــِ جـــــال ِنشـــــب‬
‫جـــــال ِحـــــ ِو ِر‬
‫ِ ِن ح ِرِاـــت الـــ ِ أِقـــوِ فِ ِعـــ ِن ‪.‬ـــ‬
‫وا‬
‫فـــِرن ِجِِ ِغـــت الـــ ِ أِقـــوِ فِ ِعـــ ِن قِــــ ِدر‬
‫ِر‬
‫ونحن ىبا ارجعنا النص الساب ‪ ،‬وتأملناه في صياغتَ‪ ،‬وأنغام‪ ،‬وفيما تكش‪ ،‬عن كلماتنَ منن مواطن‪ ،،‬ومنا‬
‫تننشنوي عليننَ مننن دااللت علنن شخصننية طائلننَ وروحننَ ومننا يسننوطَ الشنناعر مننن حننوار نجنند أن الوحند الموضننوعية‬
‫متحققةَ في النص الساب ‪ ،‬بل أن الشاعر يسرد مجم َك تجاربَ الحياتية التي استخلصنها منن ك نر تنقلنَ‪ ،‬وارتيناده‬
‫س خنرَج ىليننا بعصنار فكنهر التني بندت علن شنكك‬
‫افدينر ومجالسنتَ للملنو وافمنارا‪ ،‬ومخالشتنَ عامنة النناف‪ ،‬حين َ‬
‫مواعظ وحكم طامنت عليهنا معظنم أبينات القصنيد ‪ ،‬دون أن تتجاوهزنا ىلن موضنوع آخنر‪ ،‬وال ننن َف منا كنان للخيناك من دور‬
‫في ى ار الصور واالنىعاالت التي تنسجم مع الموضوع‪ ،‬فجاات القصيد متكاملة فني عناصنهرا المكوننة لها‪ ،‬ويالحظ طو االنسجام‬
‫في هبه القصيد بين الوحد العضوية‪ ،‬والوحد الموضوعية‪ ،‬مما أضى عليها ما يدك‬
‫عل « عم العالطة بين العمار الىنية الشكلية للقصيد ‪ ،‬وبين العمار الروحية االنىعالية لصاحب القصنيد ‪ ،‬فكنأن‬
‫البناا النىسي للقصيد تجسيد أو جسد للبناا النىسي البي كان علي الشاعر عند نظم القصيد »(‪.)1‬‬
‫‪-154-‬‬
‫(‪ )1‬عم ارن‪ ،‬د‪ .‬عبد اللشي‪ :،‬شعر أبي ف ارف الحمداني دالالتَ وخصائصَ الىنية ص‪.270‬‬
‫‪-155-‬‬
‫الخاتاة‬
‫َيع َ َد شعر الخالدي َين أنموبجاَ متمَي اَز لد ارس َة ما ش أَر عل الشع َر في القَ َرَن ال اربنع الهجنري منن‬
‫تجدينَد‪ ،‬ىضنافةَ‬
‫ت ه نبه الد ارس نةَ المتأنَي نةَ‬
‫ىلن م نا يمتلك نََ الخال نديا َن م نن موهب ن َة خالط ن َة ج نديرَ بالدارس ن َة‪ ،‬وم نن هن نا فق ند ج نا َا َ‬
‫ب‬
‫لتق نا َر َ‬
‫‪ ،‬ما يحملَََ شع َهرما منن شاطنا َت تعبيرَين َة‪ ،‬معتمند المننه َ التكناملي‬
‫شع َهرما مقاربةَ نقدَيةَ فنَي ة‬
‫َ‪ ،‬وتكش َ‬
‫النبي ينشلن َ‬
‫من داخ َك النص‪ ،‬مستم َداَ عناص َهرَ من مناه َ البحس المختلىة ‪ -‬كنالمنه النىسني والمننه االجتمناعي والتناريخي‬
‫ص‪.‬‬
‫ وف ما يقتضيَ الن ََ‬‫س ىل نتائ ك يرَ‪ ،‬أبرَهزا‪:‬‬
‫وطد أفض هبا البح َ‬
‫‪ -1‬تأ ََر الشاعرَي َن بمحيشهما االجتماعي‪ ،‬فكنان شنع َهرما صنورَ جليَنةَ لواطعهمنا المعنا‪ ،،‬حينس تجلَن‬
‫بل من خالك د ارستَنا فغ ارضهما الشعريَة‪.‬‬
‫‪ -2‬ىن عالطَةَ الخالدي َين الوشيد َ بسي‪ ،‬الدولة ال َح َمداني وبروَهزمنا فني مجناك افدب جعلتهمنا يتبن َوأ َن خ ازننةَ‬
‫ص ن َقك موهبتهم نا الش نعرَية‪ ،‬وتىوطهمنننا علننن معاصنننريهم مننن شنننع ارا بلن ن‬
‫كتب ن ََ‪ ،‬افم نر ال نبي أ َد ىل ن‬
‫َ‬
‫العصر‪.‬‬
‫ب يعوَد في بل ىلن ضنيا َع ديوانهمنا‪ ،‬فلنم يصن َك‬
‫‪ -3‬جاا أك َر شع َهرما عل شكك مق ش‬
‫َعا َت صغيرَ‪ ،‬والسب َ‬
‫ىلينا من شع َهرماإ ىال النزَر اليسي َر م َما جمعََ الدكتوَر سامي الدهان من أ َمها َت كتب الت ارس‪.‬‬
‫َة‪،‬‬
‫‪ -4‬ىن الشك َك الىني لشعهرما جا َا تقليدَياَ مجارياَسَن َن افطدمين والمعاصرين لهما في موضوعاتَ الشعر ي‬
‫وفني صنياغت ََ الىن َينة‪ ،‬ىالَ أَنننا نلحنظَ بعنع االبتكنا ارت والتجديندات الىن َينة فني بعنع صنوهرما‬
‫الخمرَينة‬
‫والغزلَية كما في الصور التالية‪:‬‬
‫ِقـــــــ ِِ فيـــــــ ِ ِجـــــــ ِي ِن تِ ِخااـــــــر‬
‫ِوتنقى ِجــــــــ ِت ج ِخايــــــــ ِ‬
‫ف ِــــــــ ِيم أِِجــــــــ يِ‬
‫ِ‬
‫ِِجـــــــار ِف‬
‫ت‬
‫و‬
‫ِ‬
‫ســــــنا ِ فــــــِ الاــــــر ِة إِ‬
‫ِكاِِــــــــ ِت ِا ِحا ِســــــــنها ولــــــــ ِم تِتِــــــــ ِزىو ِف‬
‫كتــــــناا ِ ال ِح ِ‬
‫ب شتَ كالحينا االجتماعَينة وال قافنة العا َمنة‪ ،‬وطامنت بنينة صنوهرما علن‬
‫‪ -5‬استمد الخالديان صوَهرما من مشار َ‬
‫َائىَهنا‬
‫المشنابهة والتمناهي‪ ،‬أمنا أنماشَهنا فكنان منهنا الحسني والتجريندي والرمنزي واالنشبناعي‪ ،‬وو ظ‬
‫كانت ىعالميةَ واجتماعَيةَ ونىسَيةَ وجمالَيةَ‪.‬‬
‫ب بنك كاننا منولَىين‬
‫‪ -6‬من نافلة القوك‪ :‬حري بنا أَ َن نشي َر ىل أن شاعرينا لنم يكوننا شناعرَين وأديبنين فحسن َ‬
‫وموَرخين وناطدين ويتجلَ بل من خنالك مولىاتَهمنا التني أشنرت ىليهنا خنالك البحنس وروايتهمنا لنبعع‬
‫الح نوادس التاريخَي نة كروايتهم نا خب نر طت نك المتنَب ني‪ ،‬ومواطىهم نا النقدَي نة الت ني تجلَ نت م نن خ نالك كتابهم نا‬
‫س وطعا عل اختيا ار َت شعرَية موفَق َة‪.‬‬
‫«افشباه والنظائر» حي َ‬
‫ت في محاولتي هبه في الوصوك ىل النتائ المرج َو في البحس العلمي‪.‬‬
‫وختاماَ آم َك أَ َن أكو َن َو َ‬
‫فق‬
‫ا والنجا ِح‬
‫واهلل أسأِ التوفي ِ‬
‫‪-156-‬‬
‫االادر والا ارج‬
‫‪ -1‬القرن الكريم‬
‫االِادر الارجو‪.‬ة‬
‫ال لف‬
‫اجن ال يرد أجو الحسن ‪ ِِ.‬جن أج الكرم احاد جن احاد جن ‪.‬جد الكريم جن ‪.‬جد الواحد الشيجان (‪110‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -2‬الكامك في التاريأل ‪ -‬دار صادر ‪ -‬بيروت ‪1399 -‬هن‪1979/‬م‪.‬‬
‫إساا‪.‬يد ‪.‬ز الدين‪:‬‬
‫‪ -3‬التىسير النىسي لادب ‪ -‬دار العود ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1981 - 4‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬في افدب العباسي ‪ -‬الروية والىن ‪ -‬دار النهضة العربية ‪ -‬بيروت ‪1975 -‬م‪.‬‬
‫أدوني د ‪ ِِ.‬أحاد سعيد‪:‬‬
‫‪ -5‬زمن الشعر ‪ -‬دار العود ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1972 - 1‬م‪.‬‬
‫أايند أحاد‪:‬‬
‫‪ -6‬ظهر اإلسالم ‪ -‬مكتبة النهضة المصرية ‪ -‬القاهر ‪ -‬ش‪1978 - 5‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬ضح اإلسالم ‪ -‬دار الكتاب العربي ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬ش‪ - 1‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫أني د د إجراقيم‪:‬‬
‫‪ -8‬موسيق الشعر ‪ -‬مكتبة افنجلو المصرية ‪ -‬دار الىكر اللبناني ‪ -‬بيروت ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫جادِد فيروز‪:‬‬
‫‪ -9‬القاموف المحيش ‪ -‬موسسة الرسالة ‪ -‬ش‪1998 - 6‬م‪.‬‬
‫الجا‬
‫الجحترِ‪:‬‬
‫‪ -10‬ديوانَ‪ :‬تحقي حسن كامك الصيرفي ‪ -‬م ‪ - 2‬دار المعار‪ - ،‬القاهر ‪ -‬ش‪ - 3‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫الجديعِد يوسف‪:‬‬
‫‪ -11‬الصبح المنبي عن حي ية المتنبي ‪ -‬تحقي مصشى السقا وآخرون ‪ -‬دار المعار‪ - ،‬القاهر ‪1963 -‬م‪.‬‬
‫الجستانِد ِجحِ‪:‬‬
‫‪ -12‬الصور الشعرية في الكتابة الىنية ‪ -‬دار الىكر اللبناني ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1986 - 1‬م‪.‬‬
‫الجرِد ِدر الدين ‪:ِِ.‬‬
‫‪ -13‬الحماسة البصرية ‪ -‬تحقي مختار الدين أحمد ‪ -‬عالم الكتب ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1983 - 3‬م‪.‬‬
‫الجرد ‪:ِِ.‬‬
‫‪ -14‬الصور في الشعر العربي حت نهاية القرن ال اني الهجري ‪ -‬دار افندلف ‪ -‬ش‪1980 - 1‬م‪.‬‬
‫الجغدادِد أجو جكر أحاد جن ‪ ِِ.‬الخريب (‪111‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -15‬تاريأل بغداد أو مدينة السالم ‪ -‬دار الىكر ‪ -‬بيروت ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫جكارد د يوسف حسين‪:‬‬
‫‪ -16‬اتجاهات الغزك في القرن ال اني الهجري ‪ -‬دار افندلف ‪ -‬ش‪1401 - 2‬هن ‪1981 -‬م‪.‬‬
‫جالشيرد د ر‪:‬‬
‫‪ -17‬أبننو الشيننب المتنبنني‪ ،‬د ارس نة فنني التننناريأل افدبننني ‪ -‬ترجمننة د‪ .‬ىبنن ارهيم الكيالننني ‪ -‬منشنننو ارت و ازر ال قافننة واإلرش ناد القنننومي ‪-‬‬
‫دمش ‪1975 -‬م‪.‬‬
‫‪-157-‬‬
‫جيرارد أاينة‪:‬‬
‫‪ -18‬تاريأل العصر العباسي ‪ -‬مشابع موسسة الوحد ‪1981 - 1980 -‬م‪.‬‬
‫الجيهقِ‪:‬‬
‫‪ -19‬تتمة صوان الحكمة ‪ -‬الهور ‪ -‬ش‪1351 - 1‬هن‪.‬‬
‫التا‬
‫اجن تغرِ جردِد جااِ الدين أجو الاحاسن ‪ -‬يوسف ال تاجكِ‪:‬‬
‫‪ -20‬النجوم ال ازهر في ملو مصر والقاهر ‪ -‬و ازر ال قافة واإلرشاد القومي ‪ -‬مصر ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫التراوِد ‪.‬جد اهلل‪:‬‬
‫‪ -21‬ا لصور الى ني ة ف ي شع ر م سل م ب ن الولي د ‪ -‬د ار ال ق ا ف ة ‪ -‬الق اه ر ‪ 1997 -‬م ‪.‬‬
‫التنوخِد أجو ‪ ِِ.‬الاحسن جن ‪181( ِِ.‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -22‬نشوار المحاضر وأخيار المباكر ‪ -‬تحقي عبود الشالجي ‪ -‬دار صادر ‪ -‬بيروت ‪1971 -‬م‪.‬‬
‫التوحيدِد أجو حيان‪:‬‬
‫‪ -23‬رسالة في الصداطة والصدي ‪ -‬تحقي ىب ارهيم كيالني ‪ -‬دمش ‪ -‬دار الىكر ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫ال ا‬
‫ال عالجِ‪:‬‬
‫‪ -24‬يتيمة الدهر في محاسن أهك العصر ‪ -‬تحقي د‪ .‬مىيد محمد طميحة ‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1983 1‬م‪.‬‬
‫‪ -25‬من غاب عنَ المشرب‪ :‬تحقي يونف أحمد السام ارئي ‪ -‬عالم الكتب ‪ -‬مكتب النهضة العربية ‪ -‬ش‪1987 - 1‬م‪.‬‬
‫الجيم‬
‫الجاحاد أجو ‪.‬ارو جن جحر‪:‬‬
‫‪ -26‬الحيوان ‪ -‬تحقي عبد السالم هارون ‪ -‬دار الجيك ‪ -‬بيروت ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫‪ -27‬رسائك الجاحظ ‪ -‬تحقي عبد السالم هارون ‪ -‬مكتبة الخانجي ‪ -‬القاهر ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪ -28‬البيان والتبيين ‪ -‬تحقي عبد السالم هارون ‪ -‬دار الىكر للشباعة والنشر ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫الجرجانِد ‪.‬جد القاقر جن ‪.‬جد الرحان جن احاد‪:‬‬
‫‪ -29‬دالئك اإلعجاز ‪ -‬تعلي محمود محمد شاكر ‪ -‬مكتب الخانجي ‪ -‬القاهر ‪1984 -‬م‪.‬‬
‫‪ -30‬أس ارر البالغة في علم البيان ‪ -‬تحقي ‪ :‬محمد رشيد رضا ‪ -‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪1398 -‬هن ‪1978 -‬م‪.‬‬
‫الجراانِد تيودورتيشوف‪:‬‬
‫‪ -31‬تحننن‪ ،‬افنبننناا فننني تننناريأل حلننب الشن نهباا ‪ -‬ترجمننة وتحقي نن د‪ .‬شنننوطي شننعس وفننالح بكنننور ‪ -‬دار الوسنننيم ‪ -‬دمشننن ‪ -‬ش‪- 2‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫الجزرِد ‪.‬ز الدين جن ال ير‪:‬‬
‫‪ -32‬اللباب في تهبيب افنساب ‪ -‬مكتبة الم ن ‪ -‬بغداد‪.‬‬
‫اجن الجوزِد أجو الارف (‪125‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -33‬المنتظم في تاريأل الملو وافمم‪ ،‬تحقي محمد عبد القادر عشا ومصشى عبد القادر عشا ‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪-‬‬
‫ش‪1992 - 1‬م‪.‬‬
‫الحا‬
‫الحاتاِ‪:‬‬
‫‪ -34‬حلية المحاضر ‪ -‬تح ‪ -‬جعىر الكناني ‪ -‬بغداد ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫حاج خِياةد اِراى جن ‪.‬جد اهلل القسرنرين الرواِ الحنا الشهير جالاال كاتب الحِجِ‪:‬‬
‫‪ -35‬كش‪ ،‬الظنون عن أسامي الكتب والىنون ‪ -‬دار الىكر ‪1412 -‬هن ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫حسند حااد‪:‬‬
‫‪ -36‬الشعرية بنيةَ وتشريحاَ ‪ -‬موسسة الوحد ‪ -‬دمش ‪1987 -‬م‪.‬‬
‫‪-158-‬‬
‫حسند د حسن إج ارقيم‪:‬‬
‫‪ -37‬تاريأل اإلسالم السياسي وال قافي واالجتماعي ‪ -‬دار الجيك ‪ -‬بيروت ‪ -‬مكتبة النهضنة العربينة ‪ -‬القناهر ‪ -‬ش‪1411 - 13‬هنن‬
‫ ‪1991‬م‪.‬‬‫الحريرِد الرئي أجو القاسم جن ‪119( ِِ.‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -38‬در الغوص في أوهام الخواص ‪ -‬الجوائب ‪1299 -‬هن ‪1981 -‬م‪.‬‬
‫أجو حتمد د نجي‪:‬‬
‫‪ -39‬اتجاهات الشعر العربي من خالك يتيمة الدهر ‪ -‬دار ال قافة ‪ -‬الدوحة ‪1985 -‬م‪.‬‬
‫اجن حادون‪:‬‬
‫‪ -40‬التبكر الحمدونية ‪ -‬تحقي ىحسان عباف وبكر عباف ‪ -‬دار صادر ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1996 - 1‬م‪.‬‬
‫الحاوِد شهاب الدين أجِ ‪.‬جد اهلل ياقوت جن ‪.‬جد اهلل‪:‬‬
‫‪ -41‬معجم البلدان ‪ -‬دار ىحياا الت ارس العربي ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪1399 -‬هن ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪ -42‬معجم افدباا أو ىرشاد افريب ىل معرفة افديب ‪ -‬دار ىحياا الت ارس العربي ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬الشبعة افخير‪.‬‬
‫الخا‬
‫الخالدياند أجو جكر احاد وأجو ‪ .‬اان سعيد الخالدِ‪:‬‬
‫‪ -43‬افشنباه والنظننائر مننن أشننعار المتقنندمين والجنناهليين والمخضننرمين ‪ -‬تحقين د‪ .‬السننيد محمنند يوسن‪ - ،‬القنناهر ‪ -‬مشبعننة لجن نة الت نألي‪،‬‬
‫والترجمة والنشر ‪1958 -‬م‪.‬‬
‫‪ -44‬التح‪ ،‬والهدايا ‪ -‬تحقي د‪ .‬سامي الدهان ‪ -‬مشبعة مصر ‪1950 -‬م‪.‬‬
‫‪ -45‬ديوانهما ‪ -‬جمع وتحقي د‪ .‬سامي الدهان ‪ -‬دار صادر ‪ -‬بيروت ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫الخاِد يوسف‪:‬‬
‫‪ -46‬الحدا ة في الشعر ‪ -‬دار الشليعة ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1978 - 1‬م‪.‬‬
‫خراجتشينكو ‪ -‬م‪:‬‬
‫‪ -47‬بات الكاتب اإلبداعية ‪ -‬ترجمة نوفك نيو‪ ،،‬وعاش‪ ،‬أبو حمر ‪ -‬و ازر ال قافة السورية ‪1980 -‬م‪.‬‬
‫اجن خدون‪:‬‬
‫‪ -48‬تاريأل ابن خلدون ‪ -‬ضبش افستاب خليك شحاد ‪ -‬م ارجعة د‪ .‬سهيك زكار ‪ -‬دار الىكر ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1988 - 2‬م‪.‬‬
‫اجن خِكاند أجو العجا شا الدين أحاد جن احاد جن أج جكر‪:‬‬
‫‪ -49‬وفيات افعيان وأنباا الزمان ‪ -‬تحقي د‪ .‬ىحسان عباف ‪ -‬دار صادر ‪ -‬بيروت ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫خيفد يوسف‪:‬‬
‫‪ -50‬تاريأل الشعر في العصر العباسي ‪ -‬دار ال قافة ‪ -‬القاهر ‪1981 -‬م‪.‬‬
‫الدا‬
‫الدايةد فايز‪:‬‬
‫‪ -51‬جماليات افسلوب ‪ -‬دار الىكر للشباعة والنشر ‪ -‬دمش ‪ -‬ش‪1990 - 2‬م ‪ -‬دار شالف ‪ -‬دمش ‪ -‬ش‪1986 - 1‬م‪.‬‬
‫درويشد حسن‪:‬‬
‫‪ -52‬النقد افدبي الحديس ‪ -‬دار االتحاد العربي ‪ -‬القاهر ‪ -‬ش‪ - 2‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫الدقاند سااِ‪:‬‬
‫‪ -53‬طدماا ومعاصرون ‪ -‬دار المعار‪ - ،‬القاهر ‪1961 -‬م‪.‬‬
‫دقااند أحاد‪:‬‬
‫‪ -54‬الصور البالغية عند عبد القادر الجرجاني منهجاَ وتشبيقاَ ‪ -‬دمش ‪ -‬دار شالف ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫الدورِد د ‪.‬جد العزيز‪:‬‬
‫‪ -55‬د ارسات في العصور العباسية المتأخر ‪ -‬بغداد ‪ -‬شركة ال اربشة ‪1945 -‬م‪.‬‬
‫أجو ديبد كااِ‪:‬‬
‫‪ -56‬جدلية الخىاا والتجلي ‪ -‬د ارسات بنيوية في الشعر ‪ -‬دار العلم للماليين ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1979 - 1‬م‪.‬‬
‫‪-159-‬‬
‫‪ -57‬في البنية اإليقاعية للشعر العربي ‪ -‬دار الشوون ال قافية العامة ‪ -‬الع ار ‪ -‬ش‪1987 - 3‬م‪.‬‬
‫ديو جد سعيد‪:‬‬
‫‪ -58‬جوامع الموصك في مختل‪ ،‬العصور ‪ -‬مشبعة شىي ‪ -‬بغداد ‪1382 -‬هن ‪1963 -‬م‪.‬‬
‫ال ا‬
‫ال قجِد اإلاام شا الدين احاد جن أحاد جن ‪ .‬اان (‪518‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -59‬سير أعالم النباال ‪ -‬تحقي شعيب افرنووش ‪ -‬حق هبا الجزا أكرم البوشي ‪ -‬موسسة الرسالة ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1403 - 1‬هن‬
‫ ‪1983‬م‪.‬‬‫‪ -60‬العبر في خبر َم َنغَبر ‪ -‬تحقي فواد سيد ‪ -‬الكويت ‪ -‬سلسلة الت ارس العربي ‪1961 -‬م‪.‬‬
‫الرا‬
‫الراوِد ‪.‬جد الريف‪:‬‬
‫‪ -61‬المجتمع الع ارطي في شعر القرن ال اربع الهجري‪.‬‬
‫الرجا‪ِ.‬د ‪.‬جد القادر‪:‬‬
‫‪ -62‬الصور الىنية في شعر أبي تمام ‪ -‬جامعة اليرمو ‪ -‬ىربد ‪ -‬افردن ‪ -‬ش‪1980 - 1‬م‪.‬‬
‫أجو رحابد حسان‪:‬‬
‫‪ -63‬الغزك عند العرب ‪ -‬القاهر ‪ -‬لجنة البيان العربي ‪1974 -‬م‪.‬‬
‫الرفا د السرِ جن أحاد (ت‪119‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -64‬ديوانَ ‪ -‬تحقي د‪ .‬حبيب الحسيني ‪ -‬دار الرشيد ‪ -‬بغداد ‪1982 -‬م‪.‬‬
‫الزاِ‬
‫زاقدد د زقير ازِ‪:‬‬
‫‪ -65‬لغة الشعر عند المعري ‪ -‬عالم الكتب ‪ -‬ش‪1986 - 1‬م‪.‬‬
‫الزجيدِد السيد احاد ارتيى الحسينِ‪:‬‬
‫‪ -66‬تناج العنروف مننن جنواهر القناموف ‪ -‬تحقينن عبند الكنريم العربنناوي ‪-‬‬
‫العربي ‪ -‬و ازر اإلعالم ‪ -‬الكويت ‪1392 -‬هن ‪1972 -‬م‪.‬‬
‫الزركِِد خير الدين‪:‬‬
‫‪ -67‬افعالم ‪ -‬دار العلم للماليين ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬ش‪1980 - 5‬م‪.‬‬
‫ارجعنَ الندكتور عبنند السنتار أحمند ف ن ارج ‪ -‬سلسنلة الت ن ارس‬
‫الزقرانِد احاد اسار‪:‬‬
‫‪ -68‬نظام الو ازر في الدولة العباسية ‪ -‬موسسة الرسالة ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1406 - 3‬هن ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫الزقيرِد احاد ناوِ‪:‬‬
‫‪ -69‬افدب في ظك بني بويَ ‪ -‬مشبعة افماني ‪ -‬القاهر ‪1949 -‬م‪.‬‬
‫زيداند جرجِ‪:‬‬
‫‪ -70‬تاريأل التمدن اإلسالمي ‪ -‬دار الجيك ‪ -‬بيروت ‪1981 -‬م ‪ -‬م ‪+12‬م ‪.11‬‬
‫الزيدِد توفيا‪:‬‬
‫‪ -71‬مىهوم افدبية في الت ارس النقدي ىل نهاية القرن ال اربع ‪ -‬س ارف للنشر ‪ -‬تونف ‪1985 -‬م‪.‬‬
‫السين‬
‫سا‪ِ.‬د أحاد جسام‪:‬‬
‫‪ -72‬الصور بين البالغة والنقد ‪ -‬المنار للشباعة والنشر ‪ -‬ش‪1984 - 1‬م‪.‬‬
‫في‪:‬‬
‫الساارد د ا‬
‫‪ -73‬الدولة الحمدانية في حلب والموصك ‪ -‬مشبعة اإليمان ‪ -‬بغداد ‪ -‬ش‪1970 - 1‬م‪.‬‬
‫‬‫‪1510-‬‬
‫سعيدد خالدة‪:‬‬
‫‪ -74‬حركية اإلبداع ‪ -‬دار العود ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1979 - 1‬م‪.‬‬
‫السقافد أحاد‪:‬‬
‫‪ -75‬كتاب افو ار ‪ -‬موسسة دار الكتب ال قافية ‪ -‬الكويت ‪ -‬ش‪1977 - 1‬م‪.‬‬
‫سويفد اِراى‪:‬‬
‫‪ -76‬افسف النىسية ل بداع الىني ‪ -‬في الشعر خاصة ‪ -‬دار المعار‪ - ،‬مصر ‪1951 -‬م‪.‬‬
‫سيزكيند فااد‪:‬‬
‫‪ -77‬تاريأل الت ارس العربي ‪ -‬نقلَ ىل العربية محمود فهمي حجازي وعرفنة مصنشى ‪ ،‬أشنر‪ ،‬علن شباعتنَ ونشنهر ىد ار ال قافنة والنشنر بالجامعنة‬
‫ ‪1983‬م ‪ -‬دون شبعة‪.‬‬‫اجن سينا‪:‬‬
‫‪« -78‬فننن الشننعر» مننن طسنننم المنشننن مننن كت نناب الشننىاا ‪ -‬تحقينن عبننند النننرحمن بننندوي وآخنننرون ‪ -‬المشبعننة افميري نة ‪ -‬القننناهر ‪-‬‬
‫‪1958‬م‪.‬‬
‫‪ -79‬كتاب المجموع أو الحكمة العروضية في معاني كتاب الشعر ‪ -‬تحقي محمد سليم سالم ‪ -‬القاهر ‪1969 -‬م‪.‬‬
‫السيورِد جال ِ الدين (ت‪211‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -80‬تاريأل الخلىاا ‪ -‬د ارسة وتحقي مصشى عبد القادر عشا ‪ -‬موسسة الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1996 - 2‬م‪.‬‬
‫‪ -81‬لب اللباب في تحرير افنساب ‪ -‬تحقي محمد أحمد عبد العزيز ‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -82‬بغية الوعا في شبقات اللغويين والنحا ‪ -‬تحقي محمد أبو الىضك ىب ارهيم ‪ -‬مشبعة عيس البابي الحلبي ‪ -‬القاهر‪.‬‬
‫القرن ‪ -‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬ش‪1978 - 4‬م‪.‬‬
‫‪ -83‬اإلتقان في علوم آ‬
‫الشين‬
‫الشاجشتِد أجو الحسن ‪ ِِ.‬جن احاد (‪188‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -84‬الديا ارت ‪ -‬تحقي كوركيف عواد ‪ -‬دار ال ارئد العربي ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫شاكرد احاود‪:‬‬
‫‪ -85‬التاريأل اإلسالمي ‪ -‬بيروت ‪ -‬دمش ‪ -‬المكتب اإلسالمي ‪1985 -‬م‪.‬‬
‫الشايبد أحاد‪:‬‬
‫‪ -86‬أصوك النقد افدبي ‪ -‬القاهر ‪ -‬مكتبة النهضة المصرية ‪ -‬ش‪1999 - 10‬م‪.‬‬
‫الشريشِ‪:‬‬
‫‪ -87‬شر مقامات الحريري (‪ - )619‬ش‪ .‬بوال ‪1300 -‬هن ‪1882 -‬م‪.‬‬
‫الشريف الريِ‪:‬‬
‫ارجعنَ وطندم لنَ محمند صناد ‪ -‬دار افضنواا‬
‫‪ -88‬ديوانَ ‪ -‬منشو ارت موسسة افعلمي للمشبوعات ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫الشكعةد اِراى‪:‬‬
‫‪ -89‬فنون الشعر في مجتمع الحمدانيين ‪ -‬عالم الكتب ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1981 - 2‬م‪.‬‬
‫اجن شه ارشوبد احاد جن ‪:ِِ.‬‬
‫‪ -90‬معالم العلماا في فهرست كتب الشيعة وأسماا المصنىين منهم طنديماَ وحندي اَ ‪-‬‬
‫ بيروت ‪1970 -‬م‪.‬‬‫االد‬
‫الِاجونِد ‪.‬جد الوقاب‪:‬‬
‫‪ -91‬شع ارا ودواوين ‪ -‬دار الشر‪ - ،‬بيروت ‪1978 -‬م‪.‬‬
‫الِاجِد أجو إسحا‪:‬‬
‫‪ -92‬رسائلَ ‪ -‬مخشوش في القاهر رطم ‪ - 1466‬ورطة (‪183‬ع) ‪ -‬نقالَ عن ديوان الخالديين ص‪.169‬‬
‫ِال د جشرِ‪:‬‬
‫‪ -93‬الصور الشعرية في النقد العربي الحديس ‪ -‬المركز ال قافي العربي ‪ -‬بيروت ‪ -‬الدار البيضاا ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫‬‫‪1511-‬‬
‫االدد خي جن يج (ت‪511‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -94‬الوافي بالوفيات ‪ -‬باعتناا بير ند ارتَ ‪ -‬دار ف ارنز شتايز ‪ -‬شتوتغارت ‪1411 -‬هن ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫‪ -95‬الغيس المسجم في شر المية العجم ‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬ش‪1990 - 2‬م‪.‬‬
‫االدد الح الدين‪:‬‬
‫‪ -96‬تحىة بوي افلباب ‪ -‬تحقي ىحسان بنت سعيد الخلوصي ‪ -‬منشو ارت و ازر ال قافة ‪ -‬سورية ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫الِولِد أجو جكر احاد (‪111‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -97‬كتاب افو ار ‪ -‬تحقي محمد بهيمة اف ري ‪ -‬المكتبة العربية ‪ -‬بغداد ‪1922 -‬م‪.‬‬
‫الياد‬
‫ييفد د شوقِ‪:‬‬
‫‪ -98‬العصر العباسي ال اني ‪ -‬دار المعار‪ - ،‬ش‪ - 6‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫الرا‬
‫الرجاخ الحِجِد احاد را ب جن احاود جن قاشم‪:‬‬
‫‪ -99‬أعالم النباال بتاريأل حلب الشهباا ‪ -‬دار القلم العربي ‪ -‬حلب ‪ -‬ش‪1988 - 3‬م‪.‬‬
‫الرجرِد اإلاام أجو جعار احاد جن جرير‪:‬‬
‫‪ -100‬تاريأل الشبري أو تاريأل افمم والملو ‪ -‬موسسة افعلمي للمشبوعات ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1409 - 5‬هن ‪1989 -‬م‪.‬‬
‫رجد د حسن‪:‬‬
‫القرنية ‪ -‬دون تحديد لدار النشر ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫‪ -101‬أسلوب االلتىات في البالغة آ‬
‫الرراجِسِد أاجد‪:‬‬
‫‪ -102‬نقنند الشننعر عننند العننرب حتنن القننرن الخننامف للهجننر ‪ -‬ترجمننة ىدريننف بلملننيح ‪ -‬دار توبقنناك للنشننر ‪ -‬النندار البيضنناا ‪ -‬دون‬
‫ش ب ع ة‪.‬‬
‫اجن الرقرقِد احاد جن ‪ ِِ.‬جن رجارجا (ت‪502‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -103‬الىخننري فنني اآلداب السننلشانية والنندوك اإلسننالمية ‪ -‬تحقينن عبنند القننادر محمنند مننايو ‪ -‬دار القلننم العربنني ‪ -‬حلننب ‪ -‬ش‪- 1‬‬
‫‪1418‬هن ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫العين‬
‫العااِِد احسن الاين‪:‬‬
‫‪ -104‬أعيان الشيعة ‪ -‬دار التعار‪ - ،‬بيروت ‪1970 -‬م‪.‬‬
‫‪.‬جا د إجراقيم‪:‬‬
‫‪ -105‬خصوصية الشعر ‪ -‬د‪.‬د‪.‬ن ‪ -‬حمص ‪ -‬سوريا ‪ -‬ش‪1994 - 1‬م‪.‬‬
‫‪.‬جا د د إحسان‪:‬‬
‫‪ -106‬فن الشعر ‪ -‬دار بيروت ‪1959 -‬م‪.‬‬
‫‪ -107‬شب ارت من كتب مىقود في التاريأل ‪ -‬دار الغرب اإلسالمي ‪ -‬ش‪1988 - 1‬م‪.‬‬
‫العجاسِد الشي ‪.‬جد الرحيم جن أحاد (ت‪211‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -108‬معاهنند التنصننيص علنن شننواهد التلخننيص ‪ -‬تحقينن محمنند محنني النندين عبنند الحمينند ‪ -‬عننالم الكت نب ‪ -‬بيننروت ‪1367 -‬هنن ‪-‬‬
‫‪1947‬م‪.‬‬
‫‪.‬جد الدايمد ِاجر‪:‬‬
‫‪ -109‬موسيق الشعر العربي بين ال بات والتشور ‪ -‬مكتبة الخانجي ‪ -‬القاهر ‪ -‬ش‪1993 - 3‬م‪.‬‬
‫‪.‬جد الرحاند د نِرت‪:‬‬
‫‪ -110‬الصور الىنية في الشعر الجاهلي في ضوا النقد الحديس ‪ -‬مكتبة افطص ‪ -‬عمان‪1982 0‬م‪.‬‬
‫‪.‬دواند أحاد‪:‬‬
‫‪ -111‬الدولة الحمدانية ‪ -‬المنشأ للنشر والتوزيع واإلعالن ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪-160-‬‬
‫اجن العديمد ‪.‬ار‪:‬‬
‫‪ -112‬بغية الشلب في تاريأل حلب ‪ -‬تحقي سهيك زكار ‪ -‬بيروت ‪ -‬دار الىكر ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫العرينِد د السيد‪:‬‬
‫‪ -113‬الدولة البيزنشية ‪ -‬دار النهضة العربية ‪ -‬بيروت ‪1982 -‬م‪.‬‬
‫‪.‬سافد ساسين‪:‬‬
‫‪ -114‬وجهات نظر غريبة وعربية ‪ -‬دار مارون عبود ‪1985 -‬م‪.‬‬
‫‪ -115‬الصور الشعرية ونمابجها في ىبداع أبي نواف ‪ -‬الموسسة الجامعة للد ارسات ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1982 - 1‬م‪.‬‬
‫العسكرِد أجو قال ِ ‪:‬‬
‫‪ -116‬الصننناعتين ‪ -‬تحقينن علنني محمنند البجنناوي محمنند أبننو الىضننك ىبنن ارهيم ‪ -‬مشبعننة عيسنن البننابي الحلبنني ‪ -‬القنناهر ‪ -‬ش‪- 2‬‬
‫‪1971‬م‪.‬‬
‫‪ -117‬ديوان المعاني ‪ -‬عالم الكتب ‪ -‬بيروت ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫العشد د يوسف‪:‬‬
‫‪ -118‬تاريأل عصر الخالفة العباسية ‪ -‬م ارجعة د‪ .‬محمد أبو الىرج الع‪ - ،‬دار الىكر المعاصر ‪ -‬بيروت ‪ -‬دار الىكنر ‪ -‬دمشن‬
‫ ‪1419‬هن ‪1998 -‬م‪.‬‬‫العشااوِد احاد زكِ‪:‬‬
‫‪ -119‬طضايا النقد افدبي ‪ -‬الهيئة العامة المصرية للكتاب ‪ -‬اإلسكندرية ‪1975 -‬م‪.‬‬
‫‪ِ.‬اورد جاجر‪:‬‬
‫‪ -120‬الصور الىنية في الت ارس النقدي والبالغي عند العرب ‪ -‬دار التنوير ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1983 - 2‬م‪.‬‬
‫العِوِد اجن رجارجا‪:‬‬
‫‪ -121‬عيار الشعر ‪ -‬تحقي عبد العزيز ناصر المانع ‪ -‬دار العلوم والرياع ‪1985 -‬م‪.‬‬
‫‪.‬اراند د ‪.‬جد الِريف‪:‬‬
‫‪ -122‬شعر أبي ف ارف الحمداني دالالتَ وخصائصَ الىنية ‪ -‬دار الينابيع ‪ -‬دمش ‪ -‬ش‪1999 - 1‬م‪.‬‬
‫العارِد اجن في اهلل شهاب الدين أحاد جن يحيى (ت‪512‬قـ)‪:‬‬
‫در فواد سيزكين ‪ -‬معهد تاريأل العلوم العربية واإلسالمية ‪ -‬ف ارنكىورت ‪ -‬ألمانيا‬
‫‪ -123‬مسال افبصار في ممال افمصار ‪ -‬أص ه‬
‫ ‪1408‬هن ‪1988 -‬م‪.‬‬‫الغين‬
‫ريبد جورف‪:‬‬
‫‪ -124‬الشنعر فني العصنر العباسنني ‪ -‬نمنابج شنعرية محلَلَنة ‪ -‬دار ال قافنة ‪ -‬بينروت ‪ -‬لبننان ‪ -‬سلسننلة الموسنوع فني افدب العربنني‬
‫(‪.)19‬‬
‫الاا‬
‫الااراجِ‪:‬‬
‫‪ -125‬جوامع الشعر‪ ،‬تحقي محمد سليم سالم ‪ -‬القاهر ‪1971 -‬م‪.‬‬
‫أجو الادا د الاِ الاايد ‪.‬ااد الدين‪:‬‬
‫‪ -126‬اليواطيننت والضننرب فنني تنناريأل حلننب ‪ -‬تحقينن محمنند كامننك وفننالح البكننور ‪ -‬دار القلننم العربنني بحلننب ‪ -‬ش‪1410 - 1‬هننن ‪-‬‬
‫‪1989‬م‪.‬‬
‫فروخد د ‪.‬ار‪:‬‬
‫‪ -127‬تاريأل افدب العربي ‪ -‬دار العلم للماليين ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬ش‪1401 - 4‬هن ‪1981 -‬م‪.‬‬
‫فِوتند فان‪:‬‬
‫‪ -128‬السياد العربية في عهد بني أمية ‪ -‬مشبعة السعاد ‪1934 -‬م‪.‬‬
‫فياد د شكرِ‪:‬‬
‫‪ -129‬تشور الغزك بين الجاهلية واإلسالم ‪ -‬مشبعة جامعة دمش ‪ -‬ش‪1383 - 2‬هن ‪1964 -‬م‪.‬‬
‫‪-161-‬‬
‫القاف‬
‫اجن قتيجةد ‪.‬جد اهلل جن اسم‪:‬‬
‫‪ -130‬الشعر والشع ارا ‪ -‬تحقي د‪ .‬عمر الشباع ‪ -‬دار افرطم ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1418 - 1‬هن ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫قدااة جن جعار جن زياد الجغدادِ أجو الارف‪:‬‬
‫‪ -131‬نقد الشعر ‪ -‬تحقي كماك مصشى ‪ -‬مكتبة الخانجي ‪ -‬القاهر ‪ -‬ش‪1978 - 3‬م‪.‬‬
‫القررجد ‪.‬ريب جن سعيد‪:‬‬
‫‪ -132‬صلة تاريأل الشبري ‪ -‬بيروت ‪ -‬دار سويدان ‪ -‬ش‪1967 - 3‬م‪.‬‬
‫قيرد يوسف أاين‪:‬‬
‫‪ -133‬ال َسري الَرفاا ‪ -‬مشبعة الشباب ‪ -‬بغداد ‪1956 -‬م‪.‬‬
‫الكاف‬
‫كاجانا د جان لوِ‪:‬‬
‫‪ -134‬النقد افدبي والعلوم اإلنسانية ‪ -‬تحقي د‪ .‬فهد عكام ‪ -‬دار الىكر ‪ -‬دمش ‪ -‬ش‪1402 - 1‬هن ‪1982 -‬م‪.‬‬
‫الكتجِد احاد جن شاكر‪:‬‬
‫‪ -135‬فوات الوفيات ‪ -‬تحقي د‪ .‬ىحسان عباف ‪ -‬دار صادر ‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫اجن ك يرد أجو الادا إساا‪.‬ي (ت‪551‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -136‬البداية والنهاية ‪ -‬تحقي علي شيري ‪ -‬دار ىحياا الت ارس العربي ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1408 - 1‬هن ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫كحالةد ‪.‬ار ريا‪:‬‬
‫‪ -137‬معجم المولىين ‪ -‬دار ىحياا الت ارس العربي ‪ -‬بيروت ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫كرد ‪ِِ.‬د احاد‪:‬‬
‫‪ -138‬خشش الشام ‪ -‬دمش ‪ -‬مشبعة الترطي ‪1926 -‬م‪.‬‬
‫كروتش د جندتيو‪:‬‬
‫‪ -139‬المجمك في فلسىة الىن ‪ -‬تحقي سامي الدروبي ‪ -‬القاهر ‪1947 -‬م‪.‬‬
‫كوقيند جان‪:‬‬
‫‪ -140‬بنية اللغة الشعرية ‪ -‬ترجمة محمد الولي ومحمد العمري ‪ -‬دار توبقاك للنشر ‪ -‬الدار البيضاا ‪ -‬ش‪1986 - 1‬م‪.‬‬
‫االلم‬
‫لوي د س ‪ -‬د‪:‬‬
‫‪ -141‬الصور الشعرية ‪ -‬ترجمة د‪ .‬أحمد نصي‪ ،‬الجنابي ‪ -‬منشو ارت و ازر ال قافة وافعالم في الع ار ‪1982 -‬م‪.‬‬
‫االيم‬
‫اتزد دم‪:‬‬
‫‪ -142‬الحضار اإلسالمية في القرن ال اربع الهجري ‪ -‬نقلَ ىل العربية محمند عبند الهنادي أبنو رينده ‪ -‬دار الكتناب العربني ‪-‬بينروت‬
‫ ش‪1967 - 4‬م‪.‬‬‫االتنجِ‪:‬‬
‫‪ -143‬ديوانَ بشر العكبري ‪ -‬ضبشَ وصممَ ووضع فهارسَ مصشى السقا وآخرون ‪ -‬دار المعرفة ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫الادنِد السيد ‪ِ ِِ.‬در جن اعوم‪:‬‬
‫‪ -144‬أنوار الربيع في أنواع البديع ‪ -‬تحقي شاكر هادي شاكر ‪ -‬مكتبة العرفان ‪ -‬كرباال ‪ -‬الع ار ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫اجن الاعتزد أجو العجا ‪.‬جد اهلل‪:‬‬
‫‪ -145‬ديوانَ ‪ -‬شرحَ محسن ش ارد ‪ -‬دار الكتاب العربي ‪1995 -‬م ‪ -‬ش‪.1‬‬
‫الاعرِد أجو العال أحاد جن ‪.‬جد اهلل جن سِياان جن أحاد (‪112‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -146‬رسالة الغى ارن ‪ -‬تحقي بنت الشاش ا ‪ -‬دار المعار‪ - ،‬مصر ‪ -‬ش‪1950-2‬م‪.‬‬
‫‪-162-‬‬
‫الاسعودِد ‪ ِِ.‬جن الحسين جن ‪ ِِ.‬جن الحسن (‪111‬قـ)‪:‬‬
‫‪ -147‬مروج البهب ومعادن الجوهر ‪-‬تحقي عبد افمير علي مهنا ‪ -‬موسسة افعلمي للمشبوعات ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1991 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -148‬التنبيَ واإلش ار‪ - ،‬دار الت ارس ‪ -‬بيروت ‪1968 -‬م‪.‬‬
‫اسكوي د أجو ‪ ِِ.‬أحاد جن احاد‪:‬‬
‫‪ -149‬تجارب افمم ‪ -‬دار الكتاب اإلسالمي بالقاهر ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫الاِرِد د يسرية يحيى‪:‬‬
‫‪ -150‬بنية القصيد في شعر أبي تمام ‪ -‬الهيئة المصرية للكتاب ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫ااتاحد احاد‪:‬‬
‫‪ -151‬تحلينك الخشناب الشنعري ‪ -‬اسننت ارتيجية التنناص ‪ -‬المركنز ال قنافي العربنني ‪ -‬الندار البيضناا ‪ -‬المغننرب ‪ -‬ش‪1985 - 1‬م ‪-‬‬
‫ش‪1986 - 2‬م‪.‬‬
‫الاقدسِد شا الدين أجو ‪.‬جد اهلل احاد جن أحاد‪:‬‬
‫‪ -152‬أحسن التقاسيم في معرفة افطاليم ‪ -‬ليدن ‪1041 -‬هن ‪1906 -‬م‪.‬‬
‫انيان د حسن‪:‬‬
‫‪ -153‬تاريأل الدولة البويهية ‪ -‬بيروت ‪ -‬الدار الجامعية ‪1984 -‬م‪.‬‬
‫اوسى جاشاد د ‪.‬ار‪:‬‬
‫‪ -154‬افدب في بالد الشام عصور الزنكيين وافيوبيين والممالي ‪ -‬المكتبة العباسية ‪ -‬دمش ‪ -‬ش‪1391 - 2‬هن ‪1972 -‬م‪.‬‬
‫اوسىد خي‪:‬‬
‫‪ -155‬الحدا ة في حركة الشعر العربي المعاصر ‪ -‬دمش ‪ -‬مشبعة الجمهورية ‪ -‬ش‪1991 - 1‬م‪.‬‬
‫الاوانِد قاسم‪:‬‬
‫‪ -156‬نقد الشعر في القرن ال اربع الهجري ‪ -‬دار ال قافة ‪ -‬القاهر ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫النون‬
‫ناِيفد د اِراى‪:‬‬
‫‪ -157‬الصور افدبية ‪ -‬دار افندلف ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1983 - 3‬م‪.‬‬
‫اجن النديمد أجو الارف احاد جن أجِ يعقوب إسحاا‪:‬‬
‫‪ -158‬الىهرست ‪ -‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫الها‬
‫قال ِ د احاد نياِ‪:‬‬
‫‪ -159‬النقد افدبي الحديس ‪ -‬دار العود ‪ -‬بيروت ‪ -‬ش‪1982 - 1‬م‪.‬‬
‫الواو‬
‫ويِ د رينيي د أوستن وارين‪:‬‬
‫‪ -160‬نظرية افدب ‪ -‬ترجمة محي الدين صبحي ‪ -‬م ارجعة د‪ .‬حسام الخشيب ‪ -‬الموسسة العربينة للد ارسنات والنشنر ‪ -‬بينروت ‪-‬‬
‫ش‪1980 - 2‬م‪.‬‬
‫اليا‬
‫اليافِد د نعيم‪:‬‬
‫‪ -161‬تشور الصور الىنية ‪ -‬اتحاد الكتاب العرب ‪ -‬دمش ‪.‬‬
‫‪ -162‬مقدمة لد ارسة الصور الىنية ‪ -‬و ازر ال قافة السورية ‪1982 -‬م‪.‬‬
‫اليعقوجِد أحاد جن أجِ يعقوب‪:‬‬
‫‪ -163‬تاريأل اليعقوبي ‪ -‬بيروت ‪ -‬دار صادر ‪ -‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ياكجسوند رواان‪:‬‬
‫‪-163-‬‬
‫‪ -164‬طضايا الشعرية ‪ -‬ترجمة محمد الولي ‪ -‬دار توبقاك للنشر ‪ -‬الدار البيضاا ‪ -‬ش‪1988 - 1‬م‪.‬‬
‫المصادر المخطوطة‬
‫الحادد حسن إجراقيم‪:‬‬
‫‪ -165‬ننننص ال عنننالبي بننين اإلبننداع والنقننند (أشروح نة ماجسننتير) بإشنن ار‪ ،‬د‪ .‬عبننند اللشيننن‪ ،‬عمنن ارن ‪ -‬جامعننة دمشننن ‪1418 -‬هن ن ‪-‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫جريكو د تيسير‪:‬‬
‫‪ -166‬الصور الىنية في شعر بدوي الجبك (أشروحة ماجستير) بإش ار‪ ،‬د‪ .‬يعقوب بيشار ‪ -‬جامعة تشرين ‪1993 -‬م‪.‬‬
‫الحسيند أحاد‪:‬‬
‫‪ -167‬شعر ابن المعتز «د ارسة تحليلية حدي ة» ‪ -‬أشروحة ماجستير ‪ -‬بإش ار‪ ،‬د‪ .‬علي دياب ‪ -‬جامعة دمش ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫سعدوند فريد‪:‬‬
‫‪ -168‬الصور الشعرية عند السياب ‪( -‬أشروحة ماجستير) ‪ -‬بإش ار‪ ،‬د‪ .‬وائك بركات ‪ -‬جامعة دمش ‪.‬‬
‫‪.‬سافد ‪.‬جد اهلل‪:‬‬
‫‪ -169‬الصور الىنية (أشروحة دكتو ار ) ‪ -‬جامعة حلب ‪ -‬بإش ار‪ ،‬د‪ .‬فواد مرعي ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫‪.‬اراند ‪.‬جد الِريف‪:‬‬
‫‪ -170‬شعر الشري‪ ،‬الرضي ومنشلقاتَ الىكرية (أشروحة دكتو ار ) ‪ -‬بإش ار‪ ،‬د‪ .‬أسعد علي ‪ -‬جامعة دمش ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫‪.‬وداتد أحاد‪:‬‬
‫‪ -171‬السري الرفاا حياتَ وشعهر (أشروحة ماجستير) ‪ -‬بإش ار‪ ،‬د‪ .‬عبد اللشي‪ ،‬عم ارن ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫وي د أحاد‪:‬‬
‫‪ -172‬االنزينا بنين النظرينة افسنلوبية والنقند العربنني القنديم (أشروحنة ماجسننتير) ‪ -‬بإشن ار‪ ،‬د‪ .‬عصنام طصننبجي ‪ -‬جامعنة حلننب ‪-‬‬
‫‪1416‬هن ‪1995 -‬م‪.‬‬
‫الدوريات‬
‫خيفد يوسف‪:‬‬
‫‪ -173‬الشعر الجاقِِ نشأت وترور ‪ -‬مجلة عالم الىكر ‪ -‬م ‪ - 4‬ع‪1974 - 4‬م‪.‬‬
‫ديابد احاد حافا‪:‬‬
‫‪ -174‬جااليات الِون فِ القِيدة العرجية ‪ -‬مجلة فصوك ‪ -‬القاهر ‪ -‬ع‪ - 2‬ف‪1985‬م‪.‬‬
‫الااقرِد أجو ‪.‬جد الرحان جن ‪.‬قي‪:‬‬
‫‪ -175‬الخياِ الدج ‪ -‬مجلة الىيصك ‪ -‬ع‪1417 - 240‬هن ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫‪.‬جد الحايدد د شاكر‪:‬‬
‫‪ -176‬سيكولوجيا الخياِ والان ‪ -‬مجلة الكويت ‪ -‬ع‪ - 38‬ف‪ - 5‬أكتوبر ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪.‬جد الارِبد احاد‪:‬‬
‫‪ -177‬شا‪.‬رية ال لوان ‪.‬ند اارِ القي ‪ -‬فصوك ‪ -‬القاهر ‪ -‬م ‪ - 5‬ع‪ - 2‬ف‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ِ.‬اورد د جاجر‪:‬‬
‫‪ -178‬الورة الشعرية ‪ -‬مجلة المجلة ‪ -‬آبار ‪ -‬ع‪1968 - 35‬م‪.‬‬
‫‪.‬كامد د فهد‪:‬‬
‫‪ -179‬أناار الِورة فِ شعر أج تاام ‪ -‬الت ارس العربي ‪ -‬ع‪ - 18‬ف‪1985‬م‪- .‬‬
‫‪ 180‬جنية الِورة فِ شعر أج تاام ‪ -‬الت ارس العربي ‪ -‬ع‪12. - 11‬‬
‫‪ -181‬الِغة فِ شعر أج تاام ‪ -‬عالم الىكر ‪ -‬م ‪ - 16‬ع‪ - 4‬ف‪1985‬م‪.‬‬
‫‪-164-‬‬
‫االهر‬
‫مقدمة‬
‫الحياة العامة في العصر العباسي‬
‫الحياة السياسية‬
‫الحياة االجتماعية‬
‫الحياة الفكرية‬
‫حياة الخالديين‬
‫اسمهما ونسبتهما‬
‫مولدهما ووفاتهما‬
‫سيرتهما ونشأتهما‬
‫الخالديان في بالط سيف الدولة‬
‫أخالقهما وعقيدتهما‬
‫ثقافة الخالديين (ينابيعها وأثرها في شعرهما)‬
‫آثارهما‬
‫األغراض الشعرية‬
‫الـوصـف‬
‫المـدح‬
‫الـهـجـاء‬
‫الـحـكـمـة‬
‫الهدية‬
‫الـغـزل‬
‫الدراسة الفنية‬
‫اللغة الشعرية‬
‫اإليـقـاع‬
‫المعجم الشـعري‬
‫الصورة الشـعرية‬
‫الوحدة العضوية والوحدة الموضوعية‬
‫الخاتمة‬
‫المصادر والمراجع‬
‫الفهرس‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪12‬‬
‫‪92‬‬
‫‪11‬‬
‫‪11‬‬
‫‪15‬‬
‫‪18‬‬
‫‪10‬‬
‫‪15‬‬
‫‪11‬‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫‪50‬‬
‫‪80‬‬
‫‪81‬‬
‫‪88‬‬
‫‪21‬‬
‫‪21‬‬
‫‪109‬‬
‫‪101‬‬
‫‪111‬‬
‫‪199‬‬
‫‪191‬‬
‫‪112‬‬
‫‪111‬‬
‫‪111‬‬
‫‪111‬‬
‫‪-165-‬‬
Download