www.facebook.com/tanweerlibrary https://attanweerlibrary.blogspot.com1 www.facebook.com/tanweerlibrary مــدخـل إلـى عـلم اإلنسـان ( ر ) األنثوبولوجيا -2https://attanweerlibrary.blogspot.com2 www.facebook.com/tanweerlibrary -3https://attanweerlibrary.blogspot.com3 www.facebook.com/tanweerlibrary الحقوق محفوظة التحاد الكتاب العرب -4https://attanweerlibrary.blogspot.com4 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ الشماس الدكتور عيىس مــدخـل إلـى عـلم اإلنسـان ( ر األنثوبولوجيا ) -دراس ــة - -5https://attanweerlibrary.blogspot.com5 www.facebook.com/tanweerlibrary من منشورات اتحاد الكتاب العرب 0220 - دمشق -6https://attanweerlibrary.blogspot.com6 www.facebook.com/tanweerlibrary -7https://attanweerlibrary.blogspot.com7 www.facebook.com/tanweerlibrary تقــديـم ّ ر األخثة، األنثوبولوجيا ،يف اآلونة الت تناولت ر تعددت الدراسات واالتجاهات ي ً بوصفها علما حديث العهد ،عىل الرغم من مرور ما يقرب من القرن وربــع القرن عىل نشأة هذا العلم. ّ لقد اتسعت مجاالت البحث والدراسة يف هذا العلم الجديد ،وتداخلت موضوعاته مع موضوعات بعض العلوم األخرى ،وال ّ سيما علوم األحياء واالجتماع والفلسفة .كما ً ّ ّ ّ تخصصاته ومجاالته ،وال ّ سيما يف تعددت مناهجه النظرية والتطبيقية ،تبعا لتعدد الت كان لها آثار واضحة يف حياة التغثات األخثة حيث المرحلة ر ر ر الكبثة والمتسارعة ،ي ر البش كأفراد و كمجتمعات . وبما ّأن ر األنثوبولوجيا ّ تهتم بدراسة اإلنسان ،شأنها يف ذلك شأن العلوم اإلنسانية ً ً اإلنسان الذي توجد فيه ،حيث تعكس فه ترتبط ارتباطا وثيقا بالمجتمع األخرى ،ي ي التحسي والتطوير . بالتال مصالحه يف بنيته األساسية والقيم السائدة فيه ،وتخدم ر ي ّ ّ إال ّأن ر يرد بدايات تاري ــخ ر ّ وبولوجيي األنث األنثوبولوجيا إل العصور القديمة، ثمة من ر سيما األوروبيون ،يرون ّأن األصول النظرية األساسية لعلم ر الغربيي ،وال ّ األنثوبولوجيا، ر ظهرت ّإبان عرص التنوير ف أوروبا (عرص النهضة األوروبية ) ،حيث ّ تمت كشوفات ي جغرافية وثقافية ال سستهان بها ،لبداد ومجتمعات مختلفة خار القارة األوربية . ّ ّ وقد قدمت هذه الكشوفات معلومات هامة عن الشعوب القاطنة يف تلك البداد ،أدت إل ّ تغثات جذرية ف االتجاهات الفلسفية السائدة آنذاك ،عن حياة ر البش وطبيعة ر ي -8https://attanweerlibrary.blogspot.com8 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ بالتال إل تطوير المعرفة وتطورها .وهذا ما أدى المجتمعات اإلنسانية وثقافاتها ي ر ّ وبولوجية ،واستقدالها فيما بعد عن دائرة الفلسفة االجتماعية . األنث ّ حد ما – ف النصف الثان من القرن التاسع ر عش أمام لقد انحشت الفلسفة – إل ي ي ّ يطان /إدوارد التفكث العلم ،حيث تطورت العلوم االجتماعية واستطاع العالم ر ر الث ي ي ّ ّ تايلور / E. Tylorأن يرى يف تنوع أساليب حياة الشعوب وتطورها ،ظاهرة جديرة ّ ً ّ ّ ّ وسم تايلور هذه المهمة. بالدراسة ،وأن علما جديدا يجب أن ينشأ ويقوم بهذه الظاهرة بـ" الثقافة Cultureأو الحضارة . " Civilization ّ ر ر وتغثاته العلمية العشين ،بأحداثه األنثوبولوجيا مجال القرن ومع دخول ر ّ تغثات جوهرية يف موضوعها ومنهج دراستها، عليها أت ر ط والسياسية، واالجتماعية ر ّ ّ التطبيق باعتبارها ظاهرة علمية، حيث تخلت عن المنهج النظري وأخذت بالمنهج ي ّ وبي منظومة العلوم االجتماعية واإلنسانية إضافة إل تحديد عداقة ر التأثث والتأثر بينها ر ّ ّ ر وبولوج ،الذي يتطلب دراسة تمث المنهج األنث األخرى .حيث أصبحت النظرة الشاملة ر ر ي أي موضوع – مهما كانت طبيعته وأهدافه -دراسة ّ كلية متكاملة ،تحيط بأبعاده المختلفة ،وبتلك التفاعدات المتبادلة ربي أبعاد هذا الموضوع وجوانب الحياة األخرى السائدة يف المجتمع . ويأن هذا الكتاب ،ليلق الضوء عىل أبرز الجوانب ف علم ر األنثوبولوجيا ،من حيث ي ي ي ً ّ ّ ّ أبعاده النظرية والتطبيقية .ولذلك ،قسم الكتاب إل ثداثة أبواب تضمن كل منها عددا التال : من الفصول ،عىل النحو ي ّ الباب ّ تحدثت عن :مفهوم ر ّ األنثوبولوجيا وأهدافها، تضمن ثداثة فصول، األول – ونشأتها وتاريخها ،وعداقتها بالعلوم األخرى . -9https://attanweerlibrary.blogspot.com9 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ر ّ األنثوبولوجية تضمن ستة فصول ،تحدثت عن :الدراسات الباب الثان- ّ ر ّ واتجاهاتها المعارصة ،والفروع األنثوبولوجية (العضوية – النفسية -الثقافية -االجتماعية ) ،والمنهج ر وبولوج والدراسات الميدانية . األنث ر ي ّ ّ االجتماع ووظائفه، تضمن ثداثة فصول ،تحدثت عن :البناء الباب الثالث- ي ّ ر ر واألنثوبولوجيا يف المجتمع الحديث ،واالتجاه نحو أنثوبولوجية عربية. ّ واألمل يف أن يقدم هذا الكتاب ،رؤية واضحة عن هذا العلم الحديث ّ ( ر ّ ّ المرجوة لطلبتنا األقل يف مجتمعنا وجامعاتنا ،وبما يحقق الفائدة األنثوبولوجيا) ،عىل ّ األعزاء. ِّ يف 0222 / 5 /02المؤلف - 01https://attanweerlibrary.blogspot.com10 www.facebook.com/tanweerlibrary الباب ّ األول : ر األنثوبولوجيــا وأهدافها مفهوم وعالقتها بالعلوم األخرى الفصل األول – مفهوم ر األنثوبولوجيا وطبيعتها وأهدافها الفصل الثان – نشأة ر األنثوبولوجيا وتاريخها ي الفصل الثالث-عداقة ر األنثوبولوجيا بالعلوم األخرى - 11https://attanweerlibrary.blogspot.com11 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل األول مفهوم ر األنثوبولوجيا وطبيعتها وأهدافها ّ مقــدمـة ا أول -مفهوم ر األنثوبولوجيا ثانيا -طبيعة ر األنثوبولوجيا ثالثا -أهداف ر األنثوبولوجيا - 02https://attanweerlibrary.blogspot.com12 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ مقدمــة : ّ يجمع الباحثون ف علم " ر األنثوبولوجيا " عىل أنه علم حديث العهد ،إذا ما قيس ي ّ ّ وغثها .إال أن البحث يف شؤون ببعض العلوم األخرى كالفلسفة والطب والفلك ..ر اإلنسان والمجتمعات اإلنسانية قديم قدم اإلنسان ،مذ وع ذاته وبدأ سسىع للتفاعل اإليجان مع بيئته الطبيعية واالجتماعية . ري اإلنسان ،عىل وضع عث التاريـ ـخ لقد در العلماء والفداسفة يف كل مكان وزمان ر ي نظريات عن طبيعة المجتمعات ر البشية ،وما يدخل يف نسيجها وأبنيتها من دين أو سدالة ،ومن ّثم تقسيم ّ كل مجتمع إل طبقات بحسب عاداتها ومشاعرها ومصالحها. ً وقد أسهمت الرحدات التجارية واالكتشافية ،وأيضا الحروب ،بدور هام يف حدوث البشية ،حيث ّ االتصاالت المختلفة ربي الشعوب والمجتمعات ر قربت فيما بينها وأتاحت ّ معرفة ّ كل منها باآلخر ،وال ّ سيما ما يتعلق باللغة والتقاليد والقيم ..ولذلك ،فمن معي لبداية ر ّ األنثوبولوجيا. الصعوبة بمكان ،تحديد تاري ــخ ر أو اال-مفهوم ر األنثوبولوجيا ّ ّ ر إنكلثية مشتقة من األصل ه كلمة ر إن لفظة أنثوبولوجيا ،Anthropologyي المكون من مقطعي :ر ّ أنثوبوس ،Anthroposومعناه " اإلنسان " و لوجوس اليونان ر ي ر ،Locosومعناه " علم " .وبذلك يصبح معت األنثوبولوجيا من حيث اللفظ " علم اإلنسان " أي العلم الذي يدرس اإلنسان )Nicholson, 1968, P.1( . ّ تعرف ر ولذلكّ ، األنثوبولوجيا ،بأنها العلم الذي يدرس اإلنسان من حيث هو كائن ّ ّ ج ،يعيش يف مجتمع تسوده نظم وأنساق اجتماعية يف ظل ثقافة معينة .. عضوي ي - 13https://attanweerlibrary.blogspot.com13 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ً ّ ً ّ ويقوم بأعمال متعددة ،ويسلك سلوكا محددا؛ وهو أيضا العلم الذي يدرس الحياة ً معتمدا عىل ّ البدائية ،والحياة الحديثة المعارصة ،ويحاول ّ تطوره التنبؤ بمستقبل اإلنسان ً عث التاري ــخ اإلنسان الطويل . .ولذا يعتث علم دراسة اإلنسان ( ر األنثوبولوجيا) علما ر ر ي ّ ً متطورا ،يدرس اإلنسان وسلوكه وأعماله (أبو هدال ،4791 ،ص )7 ً ّ ر األنثوبولوجيا أيضا ،بأنها علم (األناسة) العلم الذي يدرس اإلنسان وتعرف ّ الحيوان من جهة ،ومن جهة أخرى أنه الوحيد من األنواع ينتم إل العالم كمخلوق، ي ي ّ ً ّ يتمث عنها جميعا. الحيوانية كلها ،الذي يصنع الثقافة ويبدعها ،والمخلوق الذي ر (الجباوي ،4779 ،ص )7 ً ّ تعرف ر كما ّ األنثوبولوجيا بصورة مخترصة وشاملة بأنها " علم دراسة اإلنسان طبيعيا ً ً ّ ر واجتماعيا وحضاريا " (سليم ،4794 ،ص )55أي أن األنثوبولوجيا ال تدرس اإلنسان ً ً ّ ككائن وحيد بذاته ،أو منعزل عن أبناء جنسه ،إنما تدرسه بوصفه كائنا اجتماعيا بطبعه، ّ معيني . مثاته الخاصة يف مكان وزمان معي لـه ر ر يحيا يف مجتمع ر ر البيوفثيائية فاألنثوبولوجيا بوصفها دراسة لإلنسان يف أبعاده المختلفة، ر فه علم شامل يجمع ربي ميادين ومجاالت متباينة ومختلفة واالجتماعية والثقافية ،ي ّ ر ر بعضها عن بعض ،اختداف علم التشي ــح عن تاري ــخ تطور الجنس البشي والجماعات ّ سياسية واقتصادية وقرابية ودينية وقانونية، العرقية ،وعن دراسة النظم االجتماعية من ّ الت تشمل :الثاث وما إليها ..وكذلك عن اإلبداع ي اإلنسان يف مجاالت الثقافة المتنوعة ي والفت ،بل والعادات والتقاليد األدن الفكري وأنماط القيم وأنساق الفكر واإلبداع ري ي تعط عناية ومظاهر السلوك يف المجتمعات اإلنسانية المختلفة ،وإن كانت ال تزال ي خاصة للمجتمعات التقليدية( .أبو زيد ،0224 ،ص )9 - 04https://attanweerlibrary.blogspot.com14 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ر ه الدراسة وهذا يتوافق مع تعريف /تايلور /الذي يرى أن األنثوبولوجيا " :ي البيوثقافية المقارنة لإلنسان " إذ تحاول الكشف عن العداقة ربي المظاهر البيولوجية الموروثة لإلنسان ،وما يتلقاه من تعليم وتنشئة اجتماعية .وبــهذا المعت ،تتناول ّ ّ ر الت تتعلق باإلنسان . األنثوبولوجيا موضوعات مختلفة من العلوم والتخصصات ي ً ثانيا-طبيعة ر األنثوبولوجيا ّإن الشعوب الناطقة باللغة اإلنكلثية جميعها ،تطلق عىل علم ر األنثوبولوجيا " :علم ر غث الناطقة اإلنسان وأعماله " بينما يطلق المصطلح ذاته يف البلدان األوروبية ر باإلنكلثية ،عىل " دراسة الخصائص الجسمية لإلنسان" .ويصل هذا االختداف إل ر األنثوبولوجيا ..فبينما يعت ف أوروبا ،ر طبيعة علم ر الفثيقية ،وينظر إل وبولوجيا األنث ر ي ي ّ األمريكيي سستخدمون مصطلح منفصلي ،فنن كفرعي علم اآلثار واللغويات ر ر ر ي الثيطانيون والت يطلق عليها ر (اإلثنولوجيا أو اإلثنوغرافيا) لوصف (اإلثنوجرافيا الثقافية) ي ( ر األنثوبولوجيا االجتماعية) . ا ر األنثوبولوجيا ،عىل دراسة الشعوب وكياناتها فق إنكلثا مثال ،يطلق مصطلح ي االجتماعية ،مع ميل خاص للتأكيد عىل دراسة الشعوب البدائيةّ .أما يف أمريكا ،رفثى العلماء ّأن ر األنثوبولوجيا ،ه علم دراسة الثقافات ر حي البشية البدائية والمعارصة ،يف ر ي ّ أن علماء فرنسا يعنون بهذا المصطلح ،دراسة اإلنسان من الناحية الطبيعية ،أي " العضوية " (.كلوكهون) 027 ،4751 ، ّ فعلم ر األنثوبولوجيا يركز اهتمامه عىل كائن واحد ،هو اإلنسان ،ويحاول فهم أنواع ّ ّ حي تركز العلوم األخرى اهتمامها عىل أنواع الت تؤثر فيه ..يف ر الظاهرات المختلفة ي - 15https://attanweerlibrary.blogspot.com15 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ محددة من الظاهرات ّأن وجدت ف الطبيعة .وكان علم ر األنثوبولوجيا ،وما زال ،يحاول ي ّ سسث عىل فهم كل ما يمكن فهمه أو معرفته عن طبيعة هذا المخلوق الغريب الذي ر قدمي ،وكذلك فهم سلوكه الذي يفوق طبيعته الجسمية غرابة . ر ّ ر األنثوبولوجيا ،استطاعوا استخدام بعض األساليب الت ّ طورتها ومع أن علماء ي ّ ّ ّ قلما اضطروا إل انتظار ّ تطور مثل هذه األساليب ..والواقع أن العلوم االجتماعية ،فننهم ً ّ ّ تطور العلوم االجتماعية ،ال ّ تطور يقل شأنا عن إسهام هذه العلوم يف إسهامهم يف ر ر كبثين :يبحث قسمي األنثوبولوجيا .ولذلك ،ينقسم علم األنثوبولوجيا إل أساسيي ر ر ر ر الثان يف أعمال حي يبحث األول يف اإلنسان ،ويعرف باألنثوبولوجيا الطبيعية ،يف ر ي ر باألنثوبولوجيا الثقافية /الحضارية (.لينتون ،4759 ،ص )45-45 اإلنسان ،ويعرف ً ّ واستنادا إل هذه المنطلقات ،فقد حددت الباحثة األمريكية /مارغريت ميد/ ّ ّ طبيعة علم ر األنثوبولوجيا وأبعاده ،بقولها " :إننا نصنف الخصائص اإلنسانية للجنس ّ ر ومتغثة ،وذلك عن طريق نماذ البشي (البيولوجية والثقافية) كأنساق مثابطة ر ً ّ ّ نهتم أيضا بوصف النظم االجتماعية والتكنولوجية متطورة .كما ومقاييس ومناهج العقىل لإلنسان وابتكاراته ومعتقداته ووسائل وتحليلها ،إضافة إل البحث يف اإلدراك ي ر لتفسث نتائج دراساتنا والربط وبولوجيي – اتصاالته .وبصفة عامة ،نسىع – نحن األنث ر ر ّ ّ التطور ،أو ضمن مفهوم الوحدة النفسية المشثكة ربي فيما بينها يف إطار نظريات ر البش( Mead, 1973, p.280) ".. ً ّ ّ ر ه العلم الذي يدرس اإلنسان ،ويدرس وتأسيسا عىل ما تقدم ،فنن األنثوبولوجيا ي ّ الحية األخرى من جهة ،وأوجه الشبه وبي الكائنات أوجه الشبه وأوجه االختداف بينه ر واالختداف ربي اإلنسان وأخيه اإلنسان من جهة أخرى. - 06https://attanweerlibrary.blogspot.com16 www.facebook.com/tanweerlibrary واالجتماع بوجه الثقاف اإلنسان ضمن اإلطار وف الوقت ذاته ،يدرس السلوك ي ي ي ي ّ ر عام .فدا ّ الفثيولوجيا أو علم النفس ،وإنما تهتم األنثوبولوجيا باإلنسان الفرد ،كما تفعل ر ّ تهتم باإلنسان الذي يعيش يف جماعات وأجناس ،وتدرس الناس يف أحداثهم وأفعالهم الحياتية . ً ثالثا -أهداف دراسة ر األنثوبولوجيا ً ّ ّ ر االنثوبولوجيا وطبيعتها ،فنن دراستها تحقق مجموعة من استنادا إل مفهوم األهداف ،يمكن حرصها يف األمور التالية : ً ً -4/2وصف مظاهر الحياة ر البشية والحضارية وصفا دقيقا ،وذلك عن طريق معاسشة الباحث المجموعة أو الجماعة المدروسة ،وتسجيل ّ كل ما يقوم به أفرادها من ّ اليومية . سلوكات يف تعاملهم ،يف الحياة -0/2تصنيف مظاهر الحياة ر البشية والحضارية بعد دراستها دراسة واقعية ،وذلك ّ التطوري الحضاري العام لإلنسان : للوصول إل أنماط إنسانية عامة ،يف سياق الثتيب تكنولوج) معرف – صناع – اع- ( ي ر ي ي ي بدان -زر ي ّ التغث الذي يحدث لإلنسان ،وأسباب هذا ّ ّ التغث وعملياته بدقة -2/2تحديد أصول ر ر اإلنسان وربطه بالحارص من خدال المقارنة ،وإيجاد علمية ..وذلك بالرجوع إل الثاث ي التغيث المختلفة . عنارص ر ّ رّ ّ التغيث المحتمل ،يف الظواهر اإلنسانية والتوقعات التجاه المؤشات -2/1استنتا ر ّ ّ بالتال إلمكانية التنبؤ بمستقبل الجماعة الت تتمم دراستها ،وبالتصور ي /الحضارية ي - 17https://attanweerlibrary.blogspot.com17 www.facebook.com/tanweerlibrary ر الت أجريت عليها الدراسة( .لينتون ،4751 ،ص)45 البشية ي ّ ر الت تستأثر باهتمام ويبدو أن التباين ي بت البش ،هو الخاصة البيولوجية ي العرف ربي ي العالم الحديث ،ر أكث من سائر الخواص البيولوجية األخرى عند اإلنسان .ويبذل ِ ّ ّ مثال .فكان من نتائج عرف المصنفون العرقيون محاوالت دائبة للتوصل إل تصنيف ي ي انشغال علماء ر األنثوبولوجيا الجسمية بمشكلة العرق ،أن اكتسب مفهوم النوع (العرق) ّ ً البشي ذاته .فاألصناف العرقية ر التفكث بالكائن ر البشية ظلت ،وإل عهد رسوخا أعاق ر ً ّ التغث تأثثات البيئة أو قوى ر تعتث كيانات ثابتة نسبيا ،وقادرة عىل الصمود أمام ر قريب ،ر الفطرية. ّ ّ ّ التطرف يف تمجيد فكرة العرق ،أدى إل فرض عدد محدود من ويداحظ أن ّ ّ البش الذين يمتازون ّ التصنيفات الصارمة عىل بت ر بالتال إل ز بتنوع ال حد له ،وأدى ي ي األفراد يف هذه التصنيفات ،بصورة تطمس صفاتهم األصلية الخاصة( .لينتون،4759 ، ص )15 ّ ّ ر األنثوبولوجيا بدراسة المجتمعات اإلنسانية كلها ،وعىل المستويات إن اهتمام ً ً أساسيا ف فلسفة علم ر األنثوبولوجيا وأهدافها .ولكن عىل يعتث منطلقا الحضارية كافة ،ر ي ر ّ التوسع يف مجال الدراسات األنثوبولوجية ،فما زالت االهتمامات التقليدية الرغم من ر ّ لألنثوبولوجيا ،وال سيما وصف الثقافات وأسلوب حياة المجتمعات ،ودراسة اللغات تفرد مجال ر األنثوبولوجيا ّ واللهجات المحلية وآثار ما قبل التاريـ ــخّ ،تؤكد وال شكّ ، عما عداها من العلوم األخرى ،وال ّ سيما علم االجتماع( .فهيم ،4795 ،ص ) 25 أهمية الدراسات ر ّ األنثوبولوجية ف تحديد صفات الكائنات ر البشية، ومن هنا كانت ي ً ّ الت ال تستند وإيجاد القواسم المشثكة فيما بينها ،بعيدا عن التعصب واألحكام المسبقة ي - 08https://attanweerlibrary.blogspot.com18 www.facebook.com/tanweerlibrary إل أية أصول علمية. وإذا كان علم ر األنثوبولوجيا ،بدراساته المختلفة ،قد استطاع أن ينجح يف إثبات الكثث من الظواهر الخاصة بنشأة اإلنسان وطبيعته ،ومراحل ّ الثقاف /الحضاري، تطوره ر ي ّ ّ ّ ّ ّ ر فنن أهم ما أثبته هو ،أن الشعوب البشية بأجناسها المتعددة ،تتشابه إل حد التطابق يف طبيعتها األساسية ،وال ّ النواج العضوية والحيوية . سيما يف ي - 19https://attanweerlibrary.blogspot.com19 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه ّ مقدمة ف ر األنثوبولوجيا الثبوية ،المطابع التعاونية، أبو هدال ،أحمد ()4991ي األردنّ ، عمان . سليم ،شاكر ( )4794قاموس راألنثوبولوجيا ،جامعة الكويت . الجباوي ،عىل ( )4779/4775راألنثوبولوجيا – علم اإلناسة ،جامعة دمشق . ي فهيم ،حسي (ّ )4795قصة ر األنثوبولوجيا – فصول يف تاري ــخ علم اإلنسان، ر عالم المعرفة ( ،)79شباط ،الكويت . كداكهون ،كدايد ( )4751اإلنسان يف المرآة ،ترجمة :شاكر سليم ،بغداد . لينتون ،رالف ( )4751دراسة اإلنسان ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبةالعرصية ،ربثوت . لينتون ،رالف ( )4759راألنثوبولوجيا وأزمة العالم الحديث ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية ،ربثوت . Nicholson, C .(1968) Anthropology and Education , London. - Mauduit, J. A (1960) Mannuel d, Athnographie, Payoy, Paris - - 21https://attanweerlibrary.blogspot.com20 www.facebook.com/tanweerlibrary - 11 https://attanweerlibrary.blogspot.com21 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل الثان نشأة ر األنثوبولوجيا وتاريخها ا أول -العرص القديم اليونانيي القدماء) -4عند اإلغريق ( ر -0عند الرومان الصينيي القدماء -2عند ر ثانيا -العصور الوسىط -4العصور الوسط يف أوروبا -0العصور الوسط عند العرب ثالثا -عرص النهضة األوربية - 22https://attanweerlibrary.blogspot.com22 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ غث المرص ريي ،يطلق كهنة اآللهة ومما يقوله يف عادات المرص ريي القدماء " :إنه يف ر ويقض العرف عند سائر الشعوب ،بأن يحلق أقارب شعورهمّ ،أما يف مرص فيحلقونها. ي المصاب رؤوسهم يف أثناء الحداد ،ولكن المرص ريي إذا نزلت بساحتهم محنة الموت، ّ فننهم يطلقون شعر الرأس واللحية " (خفاجة ،4755 ،ص )402 ّ ّ وأما عن المقارنة ربي بعض العادات اإلغريقية والليبية ،فيقول " :يبدو أن ثوب أثينا ّ ّ غث أن لباس الليبيات جلدي ،وأن ودرعها وتماثيلها ،نقلها اإلغريق عن النساء الليبيات .ر ه مصنوعة من سيور عذبات دروعهن المصنوعة من جلد الماعز ليست ر ثعابي ،بل ي ّ الليبيي الحاليتي سواء ..ومن جلد الحيوان .وأما ما عدا ذلك ،فنن الثوب والدرع يف ر ر ّ تعلم اإلغريق كيف يقودون العربات ذات الخيول األربعة " (خشيم ،4759 ،ص ) 99 ً الكثثون من علماء واستنادا إل هذه اإلسهامات المبكرة والجادة ،يعتقد ر ّ ر هثودوتس يف وصف ثقافات الشعوب وحياتهم وبعض نظمهم األنثوبولوجيا ،أن منهج ر اف) المتعارف عليه يف العرص االجتماعية ،ينطوي عىل بعض أساسيات المنهج (األثنوجر ي الحارص باسم (علم الشعوب) . ّ وكذلك نجد أن أرسطو ( 200 -219ق.م) كان من أوائل الذين وضعوا بعض ّ الحية ،وذلك من خدال مداحظاته ّ ّ وتأمداته يف الثكيبات التطوري للكائنات أوليات الفكر ً ّ البيولوجية وتطورها يف الحيوان ..كما ينسب إليه أيضا ،توجيه الفكر نحو وصف نشأة يعتث مساهمة مبدئية وهامة يف دراسة الحكومات وتحليل أشكالها وأفضلها ،األمر الذي ر النظم االجتماعية واإلنسانية( .فهيم ،4795 ،ص )15 ّ اليونانيي يصل إل معلومة طريفة وذات صلة بالفكر إن الدارس أعمال الفداسفة ر ّ ر الت سبقتهم ،حيث اليونانيي أخذوا وه :أن األنث ر ر ر ي الكثث من الحضارات ي وبولوج ،ي - 24https://attanweerlibrary.blogspot.com24 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ امثجت فلسفتهم بالحضارة المرصية القديمة ،وتمخض عنها ما يعرف باسم " الحضارة الت سادت وازدهرت يف القرون الثداثة السابقة للميداد. الهيليلنية " تلك الحضارة ي ّ ّ الفلسق الذي يناقض – إل حد ما – ما تتجه إليه وعىل الرغم من هذا الطابع ي الدراسات ر األنثوبولوجية والسوسيولوجية (علم االجتماع)من دراسة ما هو قائم ،ال ما ّ اليونان، الفلسق يجب أن تكون عليه األحوال االجتماعية والثقافية ،فنن فضل الفكر ي ي ً وال ّ سيما عند كبار فداسفتهم ،ال يمكن التقليل من شأنه أبدا. -0عند الرومان : ّ حوال ستة قرون ،تابع خدالها الرومان ما طرحه اإلمثاطورية الرومانية امتد عرص ر ي وتفسث التباين اليونانيون من مسائل وأفكار حول بناء المجتمعات اإلنسانية وطبيعتها، ر ّ ّ المجردة للحياة اإلنسانية، واالختداف فيما بينها ..ولكنهم لم يأخذوا بالنماذ المثالية/ بل ّ وجهوا دراساتهم نحو الواقع الملموس والمحسوس .ومع ذلك ،ال يجد ر الرومان ما يمكن اعتباره كنسهامات أصيلة يف نشأة علم األنثوبولوجيون يف الفكر ي ّ مستقل لدراسة الشعوب وثقافاتهم ،أو تقاليد راسخة لمثل هذه الدراسات . الت احتوت عىل ولكن ،يمكن أن سستثت من ذلك ،أشعار /كاروس لوكرتيوس /ي ّ بعض األفكار االجتماعية الهامة .فقد تناول موضوعات عدة عرضها يف ستة أبواب ّ رئيسة ،ضمنها أفكاره ونظرياته عن المادة وحركة األجرام السماوية وشكلها ،وتكوين ّ ّ ّ ّ التطور والتقدم ،حيث تحدث عن فكرن : وخصص الباب السادس لعرض العالم .. ي اإلنسان ّ ونظام الملكية والحكومة ،ونشأة اللغة ،إضافة إل ، االجتماع والعقد ل األو ي ي مناقشة العادات والتقاليد والفنون واألزياء والموسيق (.فهيم ،4795 ،ص)19 - 15https://attanweerlibrary.blogspot.com25 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ وقد رأى بعض ر ّ يتصور مسار ر البشية وبولوجيي ،أن /لوكرتيوس /استطاع أن األنث ر يف عصور حجرية ّثم برونزيةّ ،ثم حديدية ..بينما رأى بعضهم اآلخر يف فكر لوكرتيوس، ً تطابقا مع فكر لويس مورجان – )4994-4949( Morgan .Lأحد أعدام ر األنثوبولوجيا ّ ف القرن التاسع ر عش .وذلك من حيث رؤية التقدم واالنتقال من مرحلة إل أخرى ،يف ي ّ إطار حدوث طفرات مادية ،وإن كان مردها يف النهاية إل عمليات وابتكارات عقلية . )( Darnell ,1978 ,p.15 ّ وإذا استثنينا أشعار /لوكرتيوس /هذه وما احتوتها من أفكار تتعلق بطبيعة الكون ّ فننه من الصعوبة بمكان أن تنسب نشأة علم ر ّ األنثوبولوجيا إل وتطوره، ونشأة اإلنسان اإلغريقيي . ه الحال عند الفكر ر ي الرومان القديم ،كما ي وعىل الرغم من ّأن الرومان اهتموا بالواقع ،من حيث ربط السداالت ر البشية ً ّ االجتماع والحركة الحضارية ،فقد وجدوا يف أنفسهم امتيازا وأفضلية بإمكانية التقدم ي ّ غثه بحكم القانون ،حت أن الرومان إذا أرادوا عىل الشعوب األخرى .فكان الرومان فوق ر ي ً أن يرفعوا من قدر إنسان أو شأن سدالة ،أصدرت الدولة قرارا بمنح الجنسية الرومانية ّ ألي منهما (مؤنس )12 ،4799 ،ويبدو أن هذا االتجاه العنرصي ،وجد يف معظم الحضارات القديمة ،وال ّ سيما الحضارات ر الشقية :اإلغريقية والرومانية والصينية . الصينيي القدماء: -2عند ر ّ سيما ر ّ خي ،وال ّ األنثوبولوجيون منهم ،أنه عىل الرغم من اهتمام يعتقد بعض المؤر ر الصينيي القدماء بالحضارة الرومانية وتقديرها ،فلم يجدوا فيها ما ينافس حضارتهم. ر - 26https://attanweerlibrary.blogspot.com26 www.facebook.com/tanweerlibrary مكتفي كان الصينيون القدماء سشعرون باألمن والهدوء داخل حدود بدادهم ،وكانوا ر ً ذاتيا من الناحية االقتصادية المعاشية ،حت أن تجارتهم الخارجية انحرصت فقط يف تأثثات ثقافية عميقة .فلم يعبأ الصينيون يف تبادل السلع والمنافع ،من دون أن يكون لها ر ُ يخل تاريخهم من بعض القديم بالثقافات األخرى خار حدودهم ،ومع ذلك ،لم ّ والت كانت تتسم باالزدراء واالحتقار. الثبرية، الكتابات الوصفية لعادات الجماعات ر ي )) Darnell , 1878 , p.15 ّ الصينيي القدماء العنرصية ،إذ كانوا يعتقدون – وهذا االتجاه نابع من نظرة ر ّ كالرومان – ّأنهم أفضل الخلق ،وأنه ال وجود ّ ألية حضارة أو فضيلة خار جنسهم ،بل ّ ّ ر ولك يؤكد ملوكهم هذا الواقع ،أقاموا " كانوا يرون أنهم ال يحتاجون إل ر شء ..ي غثهم يف ي ّ الصي العظيم " حت ال تدنس أرضهم بأقدام اآلخرين(.مؤنس ،4799 ،ص )45 سور ر ّ الصي القدماء ،باألخداق وشؤون المجتمعات ر البشية ،من اهتم فداسفة ولذلك، ر ّ خدال االتجاهات الواقعية /العملية يف دراسة أمور الحياة اإلنسانية ومعالجتها ،ألن االجتماع ،يف أي مجتمع ،تسهم يف تقديم الت ترتبط بالبناء ي معرفة األنماط السلوكية ي بالتال عن طرائق الثقاف لهذا المجتمع ،والذي يكشف الدليل الواضح عىل الثاث ي ي ّ التعامل فيما بينهم من جهة ،ويحدد أفضل الطرائق للتعامل معهم من جهة أخرى .وهذا ّ الت تعت باإلنسان. ما يفيد ر الباحثي يف العلوم األخرى ،وال سيما تلك ي ً ثانيا -ر األنثبولوجيا يف العصور الوسط ّ ّ تمتد من القرن الرابع إل القرن الرابع ر عش خي أن هذه العصور، يجمع معظم المؤر ر الميدادي .وقد اصطلح عىل تسميتها بالعصور الوسط كونها ارتبطت بتدهور الحضارة - 17https://attanweerlibrary.blogspot.com27 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ األوربية وارتداد الفكر إل حقبة مظلمة من جهة ،وألنها من جهة وقعت ربي عهدين هما: نهاية ازدهار الفلسفات األوربية القديمة (اليونانية والرومانية) وبداية عرص النهضة األوربية (عرص التنوير) واالنطداق إل مجاالت جديدة من استكشاف العوالم األخرى، وإحياء الثاث الفكري القديم ،وإبداعات يف الفنون واآلداب المختلفة ،يف الوقت الذي ّ كانت فيه الحضارة العربية اإلسدامية تزدهر ،وتتسع لتشمل مجاالت العلوم المختلفة . -4العصور الوسط يف أوربا : ّ ّ العقدان، التفكث المؤرخون أنه يف هذه العصور الوسط (المظلمة) تدهور يذكر ر ي ّ ّ تفسثات للكون وأدينت ّأية أفكار تخالف التعاليم المسيحية ،أو ما تقدمه الكنيسة من ر والحياة اإلنسانية ،سواء يف منشئها أو يف مآلها .ولكن إل جانب ذلك ،كانت مراكز أخرى ّ ّ وجهت منطلقات المعرفة ،وحددت طبيعة الحضارة الغربية يف تلك العصور ،كبداط ا ّ المثقفي كرجال اإلدارة والسياسة يضم يف العادة ،فئات من الملوك مثال ،الذي كان ر والشعراء( .فهيم ،4795 ،ص )52 يضاف إل ذلك ا ّ لتوسع يف دراسة القانون (جامعة بولونيا) ودراسة الفلسفة ّ والداهوت (جامعة باريس) مما كانت لـه آثار واضحة يف الحياة األوربية العامة (السياسية واالجتماعية والثقافية والدينية) ّ الت شهدتها أوروبا بعد هذه ومهد ي بالتال للنهضة ي العصور . ّ ّ ّ لقد ظهرت يف هذه المرحلة محاوالت عدة للكتابة عن بعض الشعوب ،إال أنها ً ّ ّ ر المباشة عىل أرض الواقع .مثال التخي يىل ،بعيدة عن المشاهدة اتسمت – غالبا -بالوصف ذلك ،ما قام به األسقف /إسيدور / Isidoreالذي عاش ما ربي ( )525 -552حيث - 28https://attanweerlibrary.blogspot.com28 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ أعد يف القرن السابع الميدادي موسوعة عن المعرفة ،وأشار فيها إل بعض تقاليد ّ ّ والتحث. الشعوب المجاورة وعاداتهم ،ولكن بطريقة وصفية عفوية ،تتسم بالسطحية ر ّ ّ ّ ّ ّ ومما ذكره ،أن قرب الشعوب من أوربا أو بعدها عنها ،يحدد درجة تقدمها ،فكلما ّ كانت المسافة بعيدة ،كان االنحطاط والتهور الحضاري مؤكدا لتلك الشعوب .ووصف ّ َ الناس الذين يعيشون يف أماكن نائية ،بأنهم من سداالت غريبة الخلق ،حيث تبدو وجوههم بدا أنوف . ّ ظلت تلك المعلومات سائدة وشائعة حت القرن الثالث ر عش ،حيث ظهرت وقد ّ والت حظيت الفرنىس /باتولو ماكوس ،/Batholo Macus موسوعة أخرى أعدها ي ي ّ ً كثثا عن سابقتها يف االعتماد عىل الخيال (. تختلف لم ها أن من الرغم كبثة ،عىل ر بشعبية ر المرجع السابق ،ص )50 -0العصور الوسط عند العرب : ّ ّ وتمتد من منتصف القرن السابع الميدادي ،وحت نهاية القرن الرابع ر عش تقريبا. حيث بدأ اإلسدام يف االنتشار ،وبدأت معه بوادر الحضارة العربية اإلسدامية آنذاك ّ تضمنت هذه الحضارة :اآلداب واألخداق والفلسفة والمنطق، بالتكوين واالزدهار .وقد تأثثات خاصة يف الحياة السياسية واالجتماعية والعداقات الدولية . كما كانت ذات ر ))Darnell,1978, p.259 الت أحدثتها الفتوحات العربية اإلسدامية ،االهتمام وقد اقتضت األوضاع الجديدة ي بدراسة أحوال الناس يف البداد المفتوحة وسبل إدارتها ،حيث أصبح ذلك من رصورات التنظيم والحكم . - 19https://attanweerlibrary.blogspot.com29 www.facebook.com/tanweerlibrary ولذلك ،برز العرب يف وضع المعاجم الجغرافية ،كمعجم (البلدان) لياقوت الحموي. الكبثة الت بلغت ذروتها ف القرن الثامن الهجري (الرابع ر عش وكذلك إعداد الموسوعات ر ي ي ميدادي) مثل " مسالك األمصار " إلبن فضل هللا العمري ،و " نهاية األرب يف فنون العرب " للنويري . اهتمام هذه الكتب الموسوعية بشؤون العمران ،فقد ّ ّ تمثت مادتها وإل جانب ر ّ والخثة الشخصية ،وهذا ما جعلها مادة خصبة من ناحية باالعتماد عىل المشاهدة ر المنهج ر وبولوج يف دراسة الشعوب والثقافات اإلنسانية . األنث ر ي ّ ون /الذي عاش ما ربي (250 وهناك من تخصص يف وصف إقليم واحد مثل /ر البث ي ً – 112هجرية) ووضع كتابا عن الهند بعنوان " تحرير ما للهند من مقولة مقبولة يف العقل أو مرذولة " .وصف فيه المجتمع الهندي بما فيه من نظم دينية واجتماعية ً ّ واهتم أيضا بمقارنة تلك النظم والسلوكيات الثقافية ،بمثيداتها عند وأنماط ثقافية. ّ ّ ون يف هذا الكتاب ،حقيقة أن الدين يؤدي الدور اليونان والعرب والفرس .وأبرز ر البث ي الرئيس يف تكبيل الحياة الهندية ،وتوجيه سلوك األفراد والجماعات ،وصياغة القيم والمعتقدات (.فهيم ،4795 ،ص)51 كما كانت لرحدات ابن بطوطة وكتاباته خصائص ذات طابع ر وبولوج ،برزت يف أنث ر ي اهتمامه بالناس ووصف حياتهم اليومية ،وطابع شخصياتهم وأنماط سلوكاتهم وقيمهم ّ وتقاليدهمّ . فمما كتبه يف استحسان أفعال أهل السودان " :فمن أفعالهم قلة الظلم، ً ر شء منه .ومنها شمول األمن يف فهم أبعد الناس عنه وسلطانهم ال سسامح أحدا يف ي ّ بدادهم ،فدا يخاف المسافر فيها وال المقيم من سارق وال غاضب .ومنها عدم تعرضهم القناطث المقنطرة. لمال من يموت يف بدادهم من البيضان (البيض واألجانب) ولو كان ر - 01https://attanweerlibrary.blogspot.com30 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ وإنما يثكونه بيد ثقة من البيضان ،حت يأخذه مستحقه( .ابن بطوطة ،4759 ،ص )590 ّ والثبر، العث وديوان المبتدأ والخث يف أيام العرب والعجم ر ر أما كتاب ابن خلدون " ر ّ كبثة وواسعة بسبب مقدمته ومن عارصهم من ذوي السلطان األكث " فقد نال شهرة ر ر الرئيسة وعنوانها " :يف العمران وذكر ما يعرض فيه من العوارض الذاتية من الملك والسلطان ،والكسب والمعاش والمصانع والعلوم ،وما لذلك من العلل واألسباب ". ا ّ ّ وتعتث هذه المقدمة عمال أصيال يف تسجيل الحياة االجتماعية لشعوب شمال أفريقيا، ر ّ وال سيما العادات والتقاليد والعداقات االجتماعية ،إل جانب بعض المحاوالت النظرية ّ ّ لتفسث ّ كل ما رآه من أنظمة اجتماعية مختلفة .وقد شكلت موضوعات هذه المقدمة – ر ً ً ر فيما بعد – اهتماما رئيسيا يف الدراسات األنثوبولوجية. ّ والت لها صلة الت تناولها ابن خلدون يف مقدمته، ي ي ومن ّ أهم الموضوعات ر ه تلك العداقة ربي البيئة الجغرافية والظواهر االجتماعية. باهتمامات األنثوبولوجيا ،ي ً ّ رد ابن خلدون – استنادا إل تلك الدعامة – اختداف ر البش يف ألوانهم وأمزجتهم فقد َ ً ً ا ّ اعتثها أيضا عامال هاما افية ر الجغ البيئة إل قية، والخل الجسمية وصفاتهم ة النفسي الت ر ي يف تحديد المستوى الحضاري للمجتمعات اإلنسانية( .ابن خلدون ،4755 ،4 ،ص ً ّ ّ وتطورها وأحوالها، )074كما تناول ابن خلدون يف مقدمته أيضا ،مسألة قيام الدول وبلور نظرية (دورة العمران) ربي البداوة والحضارة عىل أساس المماثلة ربي حياة ر الح. الجماعة البشية وحياة الكائن ي ّ وقد سيطرت هذه الفكرة عىل أذهان علماء االجتماع ف ر الشق والغرب – عىل حد ي ّ ّ اعتث ابن خلدون أن التطور هو سنة الحياة سواء – يف العصور الوسط ..حيث ر - 31https://attanweerlibrary.blogspot.com31 www.facebook.com/tanweerlibrary االجتماعية ،وهو األساس الذي تستند إليه دراسة الظواهر االجتماعية. ّ وتثة يقول يف ذلك " :إن أحوال العالم واألمم وعوائدهم ونحلهم ،ال تدوم عىل ر ّ ّ مستقر ،وإنما هو اختداف عىل األيام واألزمنة وانتقال من حال إل حال. واحدة ومنها وكما يكون ذلك يف األشخاص واألوقات واألمصار ،فكذلك يقع يف اآلفاق واألقطار واألزمنة والدول( .المرجع السابق ،ص )050فعمر الدول عند ابن خلدون كعمر الكائن ر ر وتتداش إل تكث وتهرم البشي ،تبدأ بالوالدة وتنمو إل الشباب والنضج والكمالّ ،ثم ر الزوال . لقد أرش ابن خلدون األسس المنهجية لدراسة المجتمعات ر البشية ،ودورة الحضارات الت ّ تمر بها ،فكان بذلك ،أسبق من علماء االجتماع يف أوروبا .ولذلك ،يرى ي ّ ّ ّ الحقيق لعلم االجتماع ،بينما س المؤس يعتث خلدون ابن أن ، خي والمؤر اب بعض الكت ر ر ي ّ ر يرى بعضهم اآلخر ،وال ّ الثيطانيون ،يف مقدمة ابن خلدون سيما علماء األنثوبولوجيا ر ً ر وف أمريكا ،أشار /جون بعضا من موضوعات األنثوبولوجيا االجتماعية ومناهجها .ي ً ّ أيضا ف كتابه " تاريـ ــخ الفكر ر وبولوج " إل أن ابن خلدون تناول األنث هونجيمان / ر ي ي مارفي هاريس /عـن " المادية الثقافية – Cultural بعض األفكار ذات الصلة بنظرية / ر ّ ّ اإلدريىس، " Materialismونجد أن /هاريس /ذاته ،يذكر أن ابن خلدون ومن قبله ي ّ ً ّ الت سادت إبان القرن قدما أفكارا ومواد ساعدت يف بلورة نظرية الحتمية الجغرافية ،ي الثامن ر عش ( Anderson , 1984 , p.112(. ّ ّ ّ ّ واستنادا إل ما تقدم يمكن القول :إن الفداسفة والمفكرين العرب أسهموا بفاعلية الت يمكن أن تدخل – خدال العصور الوسط -يف معالجة ر كثث من الظواهر االجتماعية ي ف االهتمامات ر ّ األنثوبولوجية ،وال ّ الثقاف (الحضاري) ربي الشعوب ،سواء سيما التنوع ي ي - 02https://attanweerlibrary.blogspot.com32 www.facebook.com/tanweerlibrary بدراسة خصائص ثقافة أو حضارة بذاتها ،أو بمقارنتها مع ثقافة أخرى .ولكن عىل الرغم ّ معي الت درست (أسلوب الحياة يف مجتمع ر من اعتبارها مصادر للمادة األثنوجرافية ي ّ ّ ر محددة) وال ّ سيما العادات والقيم وأنماط الحياة ،فنن األنثوبولوجيا وخدال فثة زمنية الت تبلورت ف أواخر القرن التاسع ر عش كعلم جديد معثف به ،لم تكن ذات صلة تذكر ي ي بغثها من الدراسات (اليونانية والرومانية) القديمة . بهذه الدراسات ،وال ر ً ثالثا -ر األنثوبولوجيا يف عرص النهضة األوروبية ّ ّ المؤرخون عىل ّأن عرص النهضة ف أوربا ،بدأ ف نهاية القرن الرابع ر عش يتفق ي ي الميدادي ،حيث رشع األوروبيون بعملية دراسة انتقائية للعلوم والمعارف اإلغريقية والعربية ،مثافقة بحركة ريادية نشطة لداستكشافات الجغرافية .وتبع ذلك االنتقال من التجريت ،يف دراسة الظواهر الطبيعية واالجتماعية، العلم الفلسق إل المنهج المنهج ري ي ي ر والذي تبلور وتكامل يف القرن السابع عش . ّ ّ ّ ّ سم (عرص التنوير) إن هذه ر التغثات مجتمعة أدت إل ترسيخ عرص النهضة أو ما ي وأسهمت بالتال ف بلورة ر عش ،كعلم يدرس ّ االنثبولوجيا ف نهاية القرن التاسع ر تطور ي ي ي ر اإلنسان .األمر الذي استلزم توافر ـخ ـ ـ ي التار وعث العام إطارها ف ر ي الحضارة البشية ي الموضوعات الوصفية عن ثقافات الشعوب وحضاراتها ،يف أوروبا وخارجها ،من أجل ّ ّ تطورية والتعرف إل أساليب حياة هذه الشعوب وترتيبها بحسب مراحل المقارنات، ً أساسا لنشأة علم ر ّ األنثوبولوجيا. معينة ،بحيث يضع ذلك استكشافية مشهورة ّأثرت ف علم ر ّ لعل ّ ّ األنثوبولوجيا ،ما قام أهم رحلة أو( رحدات) ي بها /كريستوف كولومبوس /إل القارة األمريكيـة ما ربي ( )4520 -4170حيث زخرت - 33https://attanweerlibrary.blogspot.com33 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ بالكثث من المعلومات مذكراته عن مشاهداته واحتكاكاته بسكان العالم الجديد، ر ّ والمعارف عن أساليب حياة تلك الشعوب وعاداتها وتقاليدها ،اتسمت بالموضوعية ر المباشة . نتيجة للمشاهدة ّ ّ األطلىس " :إن أهل تلك ومما قاله يف وصف سكان جزر الكاريبيان يف المحيط ي ّ ً َّ ّ الجزركلهم عراة تماما ،الرجال منهم والنساء ،كما ولدتهم أمهاتهم .ومع ذلك ،فثمة بعض ّ عورتهن بورق الشجر ،أو قطعة من نسيج األلياف تصنع لهذا يغطي اللوان النساء ر ي الغرض .ليست لديهم أسلحة ومواد من الحديد أو الصلب وهم ال يصلحون الستخدامها ّ عىل ّأية حال .وال يرجع السبب يف ذلك إلىضعف أجسادهم ،وإنما إل كونهم خجلون يثث اإلعجاب) Oswalt , 1972,p. 10)" .. ومسالمون بشكل ر ُ ُ ّ َ ّ األصليي " :إنهم يتمتعون بحسن الخلق والخلق، وكتب يف وصفه لسكان أمريكا ر ّ ّ ّ ّ ّ وقوة البنية الجسدية .كما أنهم سشعرون بحرية الترصف فيما يمتلكون ،إل حد أنهم ال ًّ ّ ّ يثددون يف إعطاء من يقصدهم أيا من ممتلكاتهم ،عداوة عىل أنهم يتقاسمون ما عندهم برض وشور (Boorstin,1983, p.628) ".. وهكذا كان لرحدات كولومبس واكتشافه العالم الجديد (أمريكا) عام 4170أثرها تغيث النظرة إل اإلنسان عامة ،واإلنسان وف ر ر الكبث يف إدخال أوروبا حقبة جديدة ،ي ّ ّ ّ ر وبولوج .وذلك ،ألن هذه االكتشافات بالتال يف الفكر األنث األورون خاصة ،مما أثر ري ر ي ي بمثاتهم وأنماط حياتهم، الجغرافية /االجتماعية وما تبعها من معرفة سكان هذه األرض ر ً أظهرت بوضوح ّ تنوع الجنس ر كثثا من المسائل والدراسات حول قضايا البشي ،وأثارت ر ّ والتطور عند الكائنات ر البشية. النشوء لقد ّ تأثث يف توليد نظريات جديدة عن تمث عرص النهضة األوربية ،بظاهرة كان لها ر ر - 04https://attanweerlibrary.blogspot.com34 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ وه أن المفكرين اتفقوا ،عىل الرغم من تباين وجهات نظرهم ،عىل العالم واإلنسان ،ي اإلنسان إل الت أعاقت فضول العقل ي مناهضة فلسفة العصور الوسط الداهوتية ،ي معرفة أصول األشياء ومصادرها ،وتكوين الطبيعة وقوانينها ،وصفات اإلنسان الجسدية والعقلية واألخداقية( .فهيم ،4795 ،ص)95 ّ اإلنسان وظهر نتيجة لهذا الموقف الجديد اتجاه لدراسة اإلنسان ،عرف بالمذهب ي ّ الماض من أجل فهم الحارص ،حيث اتجهت دراسة الطبيعة العلم) اقتض دراسة ( ي ي ّ اإلنسانية وفهم ماهيتها وأبعادها وفق المراحل التاريخية /التطورية لإلنسان . ّ الت م يف الدراسات التجريبية والرياضية ،ي وقد تبلور هذا االتجاه (المذهب) العل ي ظهرت ف أعمال بعض علماء القرن السابع ر عش ،من أمثال :فرانسيس بيكون F.Becon ي ( )4505-4554ورينيه ديكارت )4552-4575(R.Decartesواسحق نيوتن I. ّ وغثهم .حيث أصبحت النظرة الجديدة لإلنسان عل أنه ،)4909-4510( Newtonر التجريت ،ومعرفة العلم والمنهج ظاهرة طبيعية ،ويمكن دراسته من خدال البحث ري ي ّ ّ االجتماع .وهذا ما أسهم يف تشكيل اإلنسان والتقدم التطور مسثة الت تحكم ر ر ي ي القواني ي ّ االجتماع ،وأدى بصورة تدريجية إل بلورة البدايات النظرية للفكر النظرية المنطلقات ي ر لألنثوبولوجيا ،خدال عرص التنوير . ّأما بالنسبة للدراسات األثنوجرافية (دراسة أسلوب الحياة والعادات والتقاليد) والدراسات األثنولوجية (دراسة مقارنة ألساليب الحياة للوصول إل نظرية النظم ّ ر كثثة قام بها العديد االجتماعية ) ،والدراسات األنثوبولوجية االجتماعية ،فثمة أعمال ر من العلماء . اإلسبان (جوزيه آكوستا )J. Acostaيف القرن السادس وقد تكون محاولة الرحالة ي - 35https://attanweerlibrary.blogspot.com35 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ر األصليي يف العالم الجديد ببعض األفكار الشخصية عن السكان عش ،لربط مداحظاته ر والتنظث بشأنها. النظرية ،المحاولة األول لتدوين المادة األثنوجرافية ر ّ ا فقد افثض آكوستا أن الهنود الحمر كانوا قد نزحوا أصال من آسيا إل أمريكا، ّ ّ الت كانت سائدة يف أوروبا حينذاك .وقدم وبذلك فش اختداف حضاراتهم عن تلك ي ً ً ً ّ عث مراحل ّ معينة ،معتمدا يف آكوستا أيضا افثاضا آخر حول تطور الحضارة اإلنسانية ر تصنيفه عىل أساس معرفة الشعوب القراءة والكتابة. الصي يف المرتبة الثانية لمعرفتها وقد وقفت أوروبا يف أعىل الثتيب ،وأتت بعدها ر ّ الكتابة ،بينما جاءت المكسيك يف مرتبة أدن من ذلك ..وصنفت المجتمعات األخرى ّ بدرجات متباينة ف المواقع األدن من هذا الثتيبّ )Darnell,1978,p.81) . وربما شكل ي ً أساسا استند إليه ر للتميث ربي المجتمعات . األنثوبولوجيون – فيما بعد- هذا التصنيف ر اإلسبان يف الدراسة األثنوجرافية عن الشعوب البدائية، وظهر إل جانب آكوستا / ي مونتان M.De. Montaigneالذي عاش ما ربي الفرنىس ،ميشيل دي عالم االجتماع ي ي األصليي يف أمريكا ( )4570-4520وأجرى مقابدات مع مجموعات من السكان ر المكتشفي إل أوربا .وبعد إن جمع منهم المعلومات المكتشفة ،والذين أحرصهم بعض ر ّ لك يفهم عن العادات والتقاليد السائدة يف موطنهم األصىل ،خر بالمقولة التالية " :إنه ي ي ً ّ ً ّ ّ ر جيدا ،ال بد من دراسة التنوع الحضاري للمجتمعات البشية واستقصاء العالم فهما ّ أسباب هذا التنوع " ويكون بذلك قد طرح فكرة (النسبية األخداقية). ّ الشهث عن " أكلة لحوم ر البش " وجاء فيه : ومما قاله يف هذا اإلطار ما كتبه يف مقاله ر ً ّ ّ " يبدو أن ليس لدينا أي معيار للحقيقة والصواب ،إال يف إطار ما نجده سائدا من آراء وعادات عىل األرض الت نعيش عليها (أوروبا) ،حيث نعتقد بوجود أكمل الديانات ،ر وأكث ي - 06https://attanweerlibrary.blogspot.com36 www.facebook.com/tanweerlibrary الطرائق فاعلية يف الحصول عىل األشياء . ّإن هؤالء الناس (أكلة لحوم ر الثّية .فقد البش) فطريون /طبيعيون ،مثل الفاكهة ر ّ ّ بقوا عىل حالهم البسيطة ،كما شكلتهم الطبيعة بطريقتها الخاصة ،وتحكمت فيهم ّ الشهث " وسثتهم )Leach,1982,p.67) ".ومن هذه الرؤية ،الف كتابه قوانينها ر ر ً ً المقاالت األورون عامة ،والفكر الفكر مؤرج لدى ا كبث اهتماما ، 4597 عام الصادر " ر ري ي الفرنىس خاصة . ي ر الت ي ويأن القرن الثامن عش ،ليحمل معه كتابات جان جاك روسو ،J.J. Rossowي ّ ر ّ ّ ج علم األنثوبولوجيا ،وذلك بالنظر لما تضمنته يف دراستها احتلت أهمية ر كبثة لدى مؤر ي األثنوجرافية للشعوب المكتشفة (المجتمعات البدائية) مقارنة مع المجتمعات الغربية / األوروبية . لقد ّ األنثوبولوجية عند ّ تمثت وجهة النظر ر ّ بالتجرد والموضوعية ،حيث روسو ر ّ الفرنىس ،مقابل تجىل ذلك يف نقد بعض القيم والجوانب الثقافية يف مجتمعه ي ّ وف هذا اإلطار ،يعد كتابه " استحسان بعض الطرائق الحياتية يف المجتمعات األخرى .ي العقد االجتماع" من البواكث األول للفكر ر وبولوج. األنث ر ر ي ي وكان إل جانب ّ القواني) روسو ،البارون دي مونتسكييه ،الذي وضع كتاب (روح ر القواني والعادات والتقاليد والبيئة .وسادت هذه الوظيق ربي وأوضح فيه فكرة الثابط ر ي ر ّ ر وبولوجي يف أوائل القرن العشين ،وال سيما عند الفكرة الثابطية يف أعمال األنث ر ر وتأثث السياسية، النظم اسة ر بد مونتسكييه اهتمام انتقل اإلنجلث ،حيث وبولوجيي األنث ر ر ر ّ ر ّ المناخ عىل نوعية الحضارة أو الثقافة – فيما بعد – إل الكتابات األنثوبولوجية ،وشكل ً ا واسعا للدراسات ر األنثوبولوجية ).)Darnell,1978, p.87 مجاال - 37https://attanweerlibrary.blogspot.com37 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ القومية التفوق العنرصي والثعة ّأما يف ألمانيا ،فقد تبلور الفكر يف عرص التنوير ،عن ً واضحا ف كتابات ّ ّ ّ كل من /جور هيجل (-4992 التعصبية ) .وظهر ذلك الشوفينية ( ي األلمان ،الشعب األمثل )4924وجوهان فخته ( ،)4941-4950حيث جعدا الشعب ي واألنق ربي شعوب العالم . ّ هثدر ( )4922-4911فجاءت لتعزز فكرة التمايز ربي السداالت ّأما كتابات جوهان ر ّ ر الجسم ،والتفاوت فيما بينها بمدى التأثر بمظاهر المدنية، البشية من ناحية الثكيب ي ّ ّ هثدر إل ّأن ّ ثمة سداالت وف تمثلها لمقومات الحضارة .وعىل هذا األساس ،يذهب ر ي ّ ر قض عليها بالتأخر واالنحطاط (.الخشاب، للرف ،وسداالت أخرى بشية خلقت ي ي ،4792ص.) 295 ر كبثة يف لكن هذا االتجاه العنرصي يف الدراسات األنثبولوجية ،واجه انتقادات ر ّ ّ بداية القرن ر العشين ،حيث برزت فكرة أنه ال يجوز أن تتخذ اللغة كأساس أو دليل عىل ّ وأن العداقة ربي الجنس ر البشي واللغة ،ال يجوز أن تكون سدال واحد، االنتماء إل أصل ي ً أساسا لتقسيم الشعوب اإلنسانية إل سداالت متمايزة .وقد نقض ذلك ودحضه ،فيما بعد ،الفكر ر وبولوج القائم عىل المشاهدة الواقعية ،والدراسة الميدانية المقارنة األنث ر ي لمجتمعات الشعوب األخرى . ّ ّ ر ّ الت ظهرت اتجاهاتها وقضاياها وهنا يمكن القول :إن األنثوبولوجيا المتحررة ي ّ االنسانية ،منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ،تجد – وال شك -يف الكتابات الفرنسية يف ً ا عرص التنوير ،جذورا أو أصوال نظرية لمنطلقاتها الفكرية (.فهيم ،4795 ،ص.)424 ً ّ ّ إن الفكر ر وبولوج الذي ساد أوروبا يف األنث وتأسيسا عىل ما تقدم ،يمكن القول : ر ي ّ ّ ّ خي ،شكل المدامح عرص التنوير ،وتجىل يف كتابات العديد من الفداسفة والباحثي والمؤر ر ر - 08https://attanweerlibrary.blogspot.com38 www.facebook.com/tanweerlibrary النظرية األول لعلم ر ر العشين، األنثوبولوجيا ،الذي بدأ سستقل بذاته مع بدايات القرن الثان من القرن ذاته. ويتبلور بمنطلقاته وأهدافه يف النصف ي - 39https://attanweerlibrary.blogspot.com39 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه ابن بطوطة ،أبو عبد هللا ( ،)4759رحلة ابن بطوطة ،دار الثاث ،ربثوت .ّ عىل عبد ابن خلدون ،عبد الرحمن ( )4755مقدمة ابن خلدون ،تحقيق :يواف ،القاهرة . الواحد ي الخشاب ،أحمد ( )4792دراسات رأنثوبولوجية ،دار المعارف بمرص . خشيم ،عىل فهم ( )4759نصوص ّليبية ،دار مكتبة الفكر ،طرابلس ،ليبيا . ي ي ّ هثودت يتحدث عن مرص ،دار العلم ،القاهرة . خفاجة ،دمحم صقر ( )4755ر فهيم ،حسي (ّ )4795قصة ر األنثوبولوجيا -فصول يف تاري ــخ اإلنسان ،سلسلة ر عالم المعرفة ( ،)479الكويت . مؤنس ،دمحم ( )4799الحضارة – دراسة يف أصول وعوامل قيامها وتدهورها،الثان ،الكويت . عالم المعرفة ،عدد كانون ي -Anderson, John (1984) Conjuring with Ibn Khaldon: from an Anthropological point of view, Leiden . -Boorstin, Daniel .J (1985) The Discoveries A History Of Man’s Search to Know his World and Himself .Vintage Books edition . -Darnell, Regna and editor (1978) Reading in the History of - 41https://attanweerlibrary.blogspot.com40 www.facebook.com/tanweerlibrary Anthropology, University of Illinois . - Leach, Edmund (1982) Social Anthropology , Fontana- Paper backs . -Mauduit, J. A (1960) Manuel d,Athngraphie , Payot , Paris -Oswalt, Wendell (1972) Other People , Other Customs , Holt Rinehart and Winston Inc . - 11 https://attanweerlibrary.blogspot.com41 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل الثالث عالقة ر األنثوبولوجيا بالعلوم األخرى ا أول -عالقة ر األنثوبولوجيا بعلم األحياء ثانيا-عالقة ر األنثوبولوجيا بعلم االجتماع ثالثا-عالقة ر األنثوبولوجيا بعلم الفلسفة رابعا -عالقة ر األنثوبولوجيا بعلم النفس خامسا_عالقة ر األنثوبولوجيا بعلم الجيولوجيا والجغرافيا - 42https://attanweerlibrary.blogspot.com42 www.facebook.com/tanweerlibrary مقـ ّ ـدمة ر ّ مستقل بذاته ،يدرس اإلنسان من باألنثوبولوجيا كعلم عىل الرغم من االعثاف ّ ّ وتطوره وثقافته ،فما زال العلماء ،وال سيما علماء اإلنسان يختلفون حول حيث نشأته ّ تصنيف هذا العلم ربي العلوم المختلفة ..رفثى بعضهم أنه من العلوم االجتماعية، ً ّ كعلم النفس واالجتماع والتاري ــخ والسياسة .ويرى بعضهم أيضا أنه من العلوم التطبيقية، ّ كالرياضيات والطب والفلك .بينما يرى بعضهم اآلخر أنه من العلوم اإلنسانية ،كالفلسفة والفنون والديانات .. ّ كلها دخلت عىل ّ الثقاف لشعب ما ،إل جسد هذه مر التاري ــخ لكن هذه العلوم ي ً ً ّ ّ الثقافة وأصبحت جزءا منها ،ومكونا من مكوناتها ،األمر الذي أدى يف النهاية إل اختداف ر الثقافات ربي المجتمعات ر بكثث من البشية .ومن هنا كان علم األنثوبولوجيا ،ذا صلة ر العلوم أخرى. فعلم ر اضطر المرة تلو ّ ّ المرة ،إل االنتظار ريثما تنجح العلوم الطبيعية األنثوبولوجيا ّ معينة عن طريق التجارب الت تجرى عىل الحيواناتّ . ف استجداء نقطة ّ ومما ال شك فيه ي ي ّ الت ه ي الت أجراها علماء الوراثة عىل الجرذان وذباب األشجار المثمرة ،ي أن نتائج األبحاث ي ّ قواني الوراثة عند الكائنات ر البشية ،ولجداء المشكدات المختلفة مهدت الطريق لفهم ر - 13https://attanweerlibrary.blogspot.com43 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ سسم (العروق أو األجناس ر غث أننا من جهة أخرى ،نستطيع المتصلة بما البشية ) .ر ً ّ كثثا يف فهم طبيعة الت اكتشفتها العلوم الطبيعية ،ال تساعد ر القول :إن الحقائق ي ّ ألن معظم الظاهرات السلوكية ر البشية ال تجد ما يماثلها مماثلة اإلنسان ،وذلك السلوك ي الحيوان . وثيقة عىل الصعيد ي ّ ّ ويصدق هذا بوجه خاص عىل الظاهرات المتصلة بالحياة االجتماعية المنظمة. فمع ّأن علماء ر األنثوبولوجيا استطاعوا استخدام بعض األساليب الت ّ طورتها العلوم ي ّ ّ ّ ّ ّ تطور مثل هذه األساليب .والواقع أن اضطروا إل انتظار االجتماعية ،فننهم قلما ً ّ ّ تطور العلوم االجتماعية ،ال ّ تطور يقل شأنا عن إسهام هذه العلوم يف إسهامهم يف ر األنثوبولوجيا( .لينتون ،4759،ص )45 وسنكتق بتبيان صلة ر األنثوبولوجية بعلم األحياء ،وعلم االجتماع وعلم الفلسفة، ي ّ وعلم النفس ،وعلم الجيولوجيا والجغرافيا ،ونثك صلتها بالعلوم األخرى ألنها سثد يف الفصول الداحقة ،من خدال عرض فروع ر األنثوبولوجيا. ا أوال -عداقة ر األنثوبولوجيا بعلم األحياء /البيولوجيا Biology ً ّ الحية من وحيد الخلية األبسط تركيبا ،وحت يتناول علم األحياء دراسة الكائنات ّ ً ر تعقيدا .ولذلك ّ يعرف بأنه :العلم الذي يدرس اإلنسان كفرد قائم واألكث كثث الخدايا ر ّ بذاته ،من حيث بنية أعضائه وتطورها . ويرتبط علم األحياء بالعلوم الطبيعية ،وال ّ ر والتشي ــح سيما علم وظائف األعضاء ّ الت تقول بأن أجسام أجناس وحياة الكائن ي الح .وتدخل يف ذلك ،نظرية التطور ي ّ ّ تتغث باستمرار ما دامت هذه الكائنات تتكاثر الكائنات الحية وأنواعها ووظائف أعضائها ،ر - 44https://attanweerlibrary.blogspot.com44 www.facebook.com/tanweerlibrary ا ه الحال عند اإلنسان. وتنتج أجياال جديدة ،قد تكون أرف من األجيال السابقة ،كما ي ً ًّ ّ حيا بخلية واحدة ،تكاثرت يف إطار كما تستند هذه النظرية إل أن اإلنسان بدأ كائنا ّ واالجتماع. والنفىس العقىل التطور بنيته العامة ،إل أن انته إل ما هو عليه اآلن من ي ي ي ّ دلت عليه بقايا عظام الكائنات ّ الحية المكتشفة يف الحفريات األثرية . وهذا ما ر فاألنثوبولوجيا ،من الناحية النظرية ،شديدة القرب من البيولوجيا ؛ فكداهما يدرس ّ ّ للتنوعّ ، عملية إعادة إنتا الحياة ،وكداهما ّ تخصصه. وكل يف مبت عىل نموذ نظري ي ّ ّ ّ لكن نتائج الحوار يف الدراسة الميدانية ،أدت كما يقول /كارلوس سافيدرا /إل أن ً المبادىء الت ّ ّ ّ والمنهجية ،تواليا التطور تتبع من الناحية المنطقية تأسست عليها نظرية ي ً ّ ّ التطور التغث ..فبنو اإلنسان من أصل واحد ،سواء أكان إل الثبات من سسث ر أو نموذجا ،ر ً ّ امت ..ولكن هناك أيضا – يف التطوري أو بثكيب الحمض النووي بالتعبث ر ر بالتعبث الث ي ّ ّ وتغثات مختلفة األشكال ،بنيوية وتركيبية بالمصطلح الوقت نفسه – تشوهات ر ر وبولوج . األنث ر ي ّ ّ الجيت يف علم (البيولوجيا) التنوع العلمي ،بدور حيوي : التنوع يف ويحط تحليل ر ي ر ّ ّ ّ تسميه البيولوجيا " أساش لما أمر ع فالتنو ، ) وبولوجيا األنث ( ف والتنوع االجتماع ي ي ي وه القدرة عىل مواصلة الحياة ،وإخداف الذرية .واألمر ذاته نجده الفاعلية البيولوجية " ي ف ر األنثوبولوجيا فيما يطلق عليه :إشباع الحاجات األساسية. ي ّ يعد /دارون /رائد علم األحياء ،الذي استند فيه إل نظرية (النشوء واالرتقاء ) يف ً ً ّ ّ ا تفسثا منهجيا معقوال ،يتلخص يف األمور التالية: والت قدم لها ر حياة اإلنسان ،ي - 15https://attanweerlibrary.blogspot.com45 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ -4إن عمليات الحياة المتتابعة بمعطياتها وظروفها ،تنتج كائنات مختلفة عن ّ ّ ّ تتنوع يف ه ذاتها من خدال التكاثر ،بل أصولها ..أي أن أنواع هذه الكائنات ال تتكرر ي أشكالها ومظاهرها . ّ ّ الحية ،تجعلها ر تتمتع بها بعض الكائنات ّ أكث قدرة عىل البقاء الت -0إن الخصائص ي ّ الت تحيط بها . من بعضها اآلخر ،حيث تستطيع التداؤم مع الظروف البيئية الخاصة ي ًّ ّ ر ّ ورقيا ،تمتلك عوامل التكاثر واالستمرار األكث قدرة الحية الجديدة، -2إن الكائنات عىل قيد الحياة ،لفثة أطول ّ مما ه عند بعض الكائنات الضعيفة األخرى ،الت ّ تتعرض ي ي لدانقراض الشي ــع . ّ -1إن بعض الخصائص البيولوجية( الصفات المهلكة) عند بعض أنواع الكائنات ّ ّ تؤدي إل موتها بصورة شيعةّ ، ّ وربما ر مباشة ،إذا لم تكن هذه الخصائص تؤهلها الحية ّ ً ّ ّ البيئية .وهذا ما يؤثر سلبا يف نسل هذه الكائنات من حيث البنية للتكيف مع الظروف والمقاومة. ً ّ ّ ّ وتطورها، الحية الت قدمها دارون يف أصل الكائنات واستنادا إل هذه المبادىء ي ا قواني الوراثة وما يتبعها من الجينات الحال ،اكتشف العلماء وصوال إل وضع اإلنسان ر ي الت تحمل صفات اإلنسان ،وتنقلها من اآلباء إل األبناء ،من خدال التلقيح (الخدايا) ي ر ّ ر والتكاثر .وهذا ما جعل علماء األنثوبولوجيا يعتقدون بأن الجنس البشي مر بمراحل ّ تطورية عديدة ،حت وصل إل اإلنسان (الحيوان الناطق والعاقل ). ً ّ مفتوحا حول دور ر األنثوبولوجيا يف الدراسات ومهما يكن األمر ،فنن النقاش ما زال ّ ّ التاريح ،ولكن بطبيعة التطور الذي يدخل يف اإلطار بتطور اإلنسان هذا الخاصة ي ّ ّ تغثها . بيولوجية ،ال بد من دراسة مبادئها ومظاهر ر - 46https://attanweerlibrary.blogspot.com46 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ثانيا -عداقة ر األنثوبولوجيا بعلم االجتماع ّ يعد علم االجتماع من أحدث العلوم األساسية وأهم العلوم اإلنسانية .لذلكّ ، يعرف ّ ّ ويتحرى أسباب الحوادث بأنه :العلم الذي يدرس الحياة االجتماعية بجميع مظاهرها، االجتماعية وقواني ّ تطورها( .الحرصي ،4795 ،ص )9 ر ّ ّ الت ظهرت يف أواخر القرن ويعرف بصورة أوسع ،بأنه :أحد العلوم اإلنسانية الهامة ي ّ ر قواني وقواعد تفش الظواهر الت تحاول الوصول إل ر التاسع عش ،وهو من العلوم ي ّ ر االجتماعية ،سواء كانت هذه الظواهر يف شكل جماعات بشية ،أو نظم ومؤسسات اجتماعية أو إنسانية .وهو بالتال ،العلم الذي سساعد ف ّ تكيف الفرد والمجتمع للعيش ي ي ً ّ معا ،ضمن أهداف ّ معينة سسعون إل تحقيقها ،من أجل التقدم واالستمرارية( .عيىس، ،4795ص )42 فعلم االجتماع إذن ،يدرس العداقات ربي األفراد وعمليات التفاعل فيما بينهم، ّ وترصفاتهم كأعضاء ّ ّ مكو رني لهذه الجماعة .فهو يركز عىل سلوكات األفراد ضمن هذا تأثث البيئة االجتماعية (االقتصادية والثقافية) يف تكوين المجتمع أو ذاك ،ويدرس بالتال ر ي ّ ر الجيوش والشماس، ( . اد ر األف بي العداقات وتحديد الشخصية اإلنسانية، ر ي ،0222/0220ص )57 ّ ّ ه (سوسيو )Sociu إن مصطلح /علم االجتماع /مشتق من ر كلمتي ،األول ي وتعت العلم أو وتعت رفيق أو مجتمع .والثانية (لوغوس )Logosاليونانية، الداتينية، ي ي ّ ّ فنن ّ ثمة االجتماع عندما يدرس الجماعة، التفاعل يتناول االجتماع علم أن وبما البحث. ي ً ا ر االجتماع كبثا ربي علم االجتماع واألنثوبولوجيا ،فكداهما يدرس البناء تداخال ر ي - 17https://attanweerlibrary.blogspot.com47 www.facebook.com/tanweerlibrary والوظائف االجتماعية ..وهذا ما دعا أحد العلماء إل القول ّ :إن علم ر األنثوبولوجيا لطق ،4797 ،ص ) 11 االجتماعية ،هو فرع من فروع علم االجتماع المقارن ( .ي ر وهكذا نجد ّأن ّ واألنثوبولوجيا ،بالنظر إل ثمة صلة من نوع ما ،ربي علم االجتماع ّ ًّ كال منهما يدرس اإلنسان .ويتجاوز الثابط بينهما المعلومات الت يهدف ّ كل منهما أن ي ّ ّ ّ تسم منهجية البحث من حيث طريقته وأسلوبه ،إل حد الحصول عليها ،إل ر األنثوبولوجيا عنده ،بعلم االجتماع المقارن ،عىل الرغم أن ّأنها ّ تهتم بالجانب الحضاري عن اإلنسان ،بينما تقثب دراسة علم االجتماع من ر األنثوبولوجيا االجتماعية . ّ فعلم االجتماع يركز يف دراساته عىل المشكدات االجتماعية يف المجتمع الواحد ،كما يدرس الطبقات االجتماعية يف هذا المجتمع أو ذاك من المجتمعات الحديثة ،ويندر أن يدرس المجتمعات البدائية أو المنقرضة .بينما ترّكز ر األنثوبولوجيا (علم اإلنسان) يف ً ّ دراساتها ،عىل المجتمعات البدائية /األولية ،وأيضا المجتمعات المتحرصة /المعارصة. ّ ّ ولكن دراسة ر األنثوبولوجيا للمجتمعات اإلنسانية ،تثكز يف الغالب عىل :التقاليد الت يمارسها والعادات والنظم ،والعداقات ربي الناس ،واألنماط السلوكية المختلفة ،ي معينة( .أبو هدال ،4791 ،ص )4أي ّأن علم ر شعب ما أو ّأمة ّ األنثبولوجيا االجتماعية يدرس الحياة االجتماعية (المجتمع ّ ككل ) ،وينظر إليها نظرة شاملة ،ويدرس البيئة ّ ّ متخصصة إل حد العامة ،والعائلة ونظم القرابة والدين ،بينما تكون دراسة علم االجتماع ّ محددة أو مشكدات ّ معينة ،أو مشكدات قائمة بعيد .حيث يقترص عىل دراسة ظواهر لطق، بذاتها ،كمشكدات :األشة والطداق والجريمة ،والبطالة واإلدمان واالنتحار (... ي ،4797ص)15 ّ وإذا كان ّ العلمي ،فهو ال يتعدى فهم الظواهر االجتماعية ثمة تباين أو اختداف ربي ر - 48https://attanweerlibrary.blogspot.com48 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ وتفسثاتها ،وفق أهداف ّ كل منهما .فبينما نجد أن الباحث يف علم االجتماع ،يعتمد عىل ر ّ المتغثات االجتماعية ،ويحاول التحقق منها من خدال افثاضات نظرية لدراسة وضع ر الت يجمعها بواسطة استبيان أو استمارة خاصة لذلك ،نجد – يف المقابل – المعلومات ي ً ّأن الباحث ر ير وبولوج ،يعتمد تشخيص الظاهرة استنادا إل فهم الواقع كما هو ،ومن األنث ر المباشة ومشاركة األفراد يف حياتهم العادية . خدال المداحظة ً ثالثا-عداقة ر األنثوبولوجيا بعلم الفلسفة ّ مقطعي ( :فيلو + PHILO المكون من اليونان تعود كلمة (فلسفة) إل األصل ر ي ّ ّ وتعت ( :حب الحكمة) أو محبة سوفيا )SOPHYأي فيلوسوفيا ،PHILOSOPHY ي الحكمة . ر ّ ّ أكث دقة االشتقاف ،فقد اتخذت عند أرسطو معت ولكن عىل الرغم من أصلها ي ّ ا ّ ر وشموال ،حيث ّ ر عرفها بأنها " :علم المعت األكث شموال لكلمة علم " .ويشح ذلك بقوله : ر " الفلسفة ه علم المبادىء واألسباب األول ،غايتها البحث عن الحقيقة ّ وبأكث برمتها، ي ً ً ّ أساليب الفكر نظاما وتماسكا " .أي أنها :علم الوجود بما هو موجود ،أو الفكر يف جوهر ّ وجوده .وال يمكن بلوغ هذه الغاية إال بإحكام دقيق للفكر ،أي بمنهج سستند إل مبادىء ر الجيوش ،4799/4799،ص ) 2 العقل( . ي وبالنظر إل هذا المعت الواسع ،اختلف الفداسفة يف إعطاء معت دقيق للفلسفة. ّ بأنها :البحث عن طبائع األشياء وحقائق الموجوداتّ . فقد ّ وعرفها عرفها الطبيعيون ّ بعض الفداسفة اآلخرين بأنها :مجموعة المعلومات يف عرص من العصور( .محمود، ،4759ص )005 - 19https://attanweerlibrary.blogspot.com49 www.facebook.com/tanweerlibrary وإذا كانت الفلسفة (أم العلوم) كما كانت ّ تسم ،بالنظر لشمولية دراستها مجموعة ًّ ّ فنن صلة ر األنثوبولوجيا بها وثيقة جدا ،وال والفثيائية، من العلوم الرياضية واإلنسانية ر ّ ّ ّ ّ سيما فيما يتعلق بنظرة اإلنسان إل الكون والحياة ،يف زمان ما أو مكان محدد .وذلك ألن ّ الزمان والمكان مرتبطان بعداقة جدلية ،ال يمكن إدراك ّ مكوناتها إال من خدال دراسة سان ،الذي سسىع إل البقاء واالستمرار. الفعل اإلن ي فدراسة أصل اإلنسان ونشأته وحياته وسعيه إل البقاء والخلود ،وما ينجم عن ذلك ّ تطور ّ كلها تقع ف ميدان الدراسات ر من ّ األنثوبولوجية ،وال ّ ّ سيما تلك مستمرين، وتغث ر ي العداقة األزلية بي طبيعة اإلنسان ،وواقعه وما يطمح إليه من آمال وأهدافّ ، تؤمن ر سثورة حياته . ر ً ابعا -عداقة ر األنثوبولوجيا بعلم النفس ر ّ بأنه :العلم الذي ّ ّ البشي ،والطبيعة ر يهتم بدراسة العقل ر البشية، يعرف علم النفس ّ والسلوك الناتج عنهما .أي أنه :مجموعة الحقائق الت ّ يتم الحصول عليها من وجهة ي ّ ّ يعت :أنه العلم الذي يدرس سلوك النظر النفسية( .فراير ،4759 ،ص )20وهذا ي وتفسثه( .عيسوي ،4797 ،ص )9 اإلنسان بهدف فهمه ر ّ ومن هذا المنطلق ،يمكن القول :إن علم النفس ،هو العلم الذي يدرس اإلنسان ّ شخصيته المختلفة ،بغية الوصول إل حقائق حولها ،قد تكون ذات صفة من جوانب عامة ومطلقة ،يمكن تعميمها . ولذلكّ ، ّ ّ الجسمية الموروثة ،وتحديد عداقاتها النفسية بالخصائص تهتم الدراسات ّ ّ بالعوامل السلوكية لدى الفرد ،وال سيما تلك العداقة ربي الصفات الجسمية العامة، - 01https://attanweerlibrary.blogspot.com50 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ الشخصية . البيئية المحيطة بهذه الشخصية .مع األخذ يف الحسبان العوامل وسمات ّ ّ البيئية يف هذه العداقة، بأهمية هذه العوامل ويميل النفسيون إل االعتقاد ّ ّ ّ ّ وتول المراكز القيادية ،ال بد وأنه فالشخص القوي البنية ،والذي يميل إل السيطرة ي ّ ّ ّ نفسية ،يف أثناء طفولته ونموه ،أسهمت يف إكسابه هذه خثات اجتماعية / تعرض إل ر الجسمان) 094 ،4771 ، السلوكات( . ي ّ وإذا كانت ر بأنها العلم الذي يدرس اإلنسان ،من حيث ّ تطوره األنثوبولوجيا ،توصف ّ فنن علم النفس سشارك ر األنثوبولوجيا يف دراسة سلوك اإلنسان. وسلوكاته وأنماط حياته، ّ ّ ّ ولكن الخداف بينهما ،هو أن علم النفس يركز عىل سلوك اإلنسان /الفرد ،أماّ ّ ر الجماع النابع اإلنسان بشكل عام .كما تدرس السلوك األنثوبولوجيا فثكز عىل السلوك ي ي من تراث الجماعة( .نارص ،4795 ،ص )04 وعىل الرغم من ّأن علم النفس يقرص دراسته عىل الفرد ،بينما ترّكز ر األنثوبولوجيا ً اهتمامها عىل المجموعة من جهة ،وعىل ّ كل فرد بصفته عضوا يف هذه المجموعة من ّ جهة أخرىّ ، العلمي .حيث اكتشف علماء النفس أن اإلنسان ال فثمة صلة وثيقة ربي ر ّ ّ ّ يعيش إال يف بيئة اجتماعية يؤثر فيها ويتأثر بها .. ّ االجتماع عىل المحاكاة والتقليد والميول وتنصب الدراسة يف علم النفس ي ّ التجمع ،إضافة إل دراسة والغثية وغريزة االجتماعية ،كالمشاركة الوجدانية والتعاون ر ّ ر الت تعت االتجاهات .فقد صدرت دراسات خاصة باألنثوبولوجيا السيكولوجية ،ي ّ بالظواهر السيكولوجية لبت ر حي يعيشون يف طبقة أو جماعة ،حيث أن الطبيعة البش ر ي ّ حتم يف تكوين النظم االجتماعية / عامل ها أن كما العام، النفس اإلنسانية من صميم علم ي اإلنسانية( .رشوان ،4799 ،ص )95 - 51https://attanweerlibrary.blogspot.com51 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ر ّ وبولوج ،ال تختلف عن تلك األنث الت تواجه الباحث ر ي ولذلك نرى أن المهمة ي ّ المهمة الت تواجه عالم النفس .فكداهما عليه أن سستخلص صفات ر الىسء الذي هو ي ي الخارج ف السلوك ..وإن كان عالم ر األنثوبولوجيا يع ّوقه التعبث موضوع دراسته ،من ر ر ي ي ّ مستهل عمله .فبينما سستطيع عالم النفس أن اضطراره إل إدخال خطوة إضافية يف ر ر يبت مباشة، يداحظ سلوك موضوع بحثه بصورة ينبىع عىل عالم األنثوبولوجيا أن ي ي الت يتناولها بالبحث. استنتاجاته عىل األنماط المثالية للثقافة ي ّ مهمة عالم ر األنثوبولوجيا ف محاوالته لكشف خفايا األمور ،تشبه ّ ولكن ّ مهمة عالم ي ّ الحالي ،تتألف النتائج وف كدا الت يبذلها يف ر ر سث غور العقل الباطن .ي النفس يف الجهود ي ّ يتوصل إليها الباحثون من سلسلة تأويداتّ ، الت تستند إليها هذه الحقائق ا أم الت ي ي ً ر تفسث( .لينتون ،4751 ،ص ) 275 فكثثا ما تكون قابلة ألكث من ر التأويدات ،ر ّ ّ تعد دراسة ر األنثوبولوجيا دراسة لألنماط السلوكية اإلنسانية ،بينما تعد لذلك، ّ ّ ّ الدراسة النفسية دراسة للسلوك الخاص بالشخصية الفردية ،وأن كانت تتأثر بالعلوم االجتماعية . ً خامسا -عداقة ر األنثوبولوجيا بعلم الجيولوجيا والجغرافيا الت عاش فيها تساعد الدراسات الجيولوجية التاريخية يف تحديد الفثات الزمنية ي ً ّ كل نموذ من أنواع الجنس ر البشي ،نظرا لوجود البقايا العظمية لألسداف ،عىل شكل ّ بقايا مستحاثة حفرية ربي ثنايا ر القشة األرضية الرسوبية والمنضدة بعضها فوق بعض، وفق خاصية النشوء والتقادم ّ لكل منها ،بحيث يكون أسفلها أقدمها وأعداها أحدثها . ّ الت عاش فيها ذلك اإلنسان الحفري ،إل وهذا يمكننا من معرفة الفثة الزمنية ي - 02https://attanweerlibrary.blogspot.com52 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ التعرف إل البقايا الحيوان اآلخر الذي كان يحيط به ،من خدال جانب معرفة العالم ي ّ الت كانت تعارصه يف بيئة جغرافية واحدة .كما أننا العظمية المستحاثية لألنواع الحيوانية ي ّ الت كانت سائدة عندما كان يعيش هذا اإلنسان أو نستطيع التعرف إل الظروف المناخية ي ذاك ،ف تلك األزمنة السحيقة من تاريخنا ر البشي( .الجباوي ،4799 ،ص )40 ي ً وكما تستفيد ر األنثوبولوجيا من الدراسات الجيولوجية ،تستفيد أيضا من المعطيات ّ النواج الطبيعية ،من تضاريس ومياه ،إل جانب وف مقدمتها ي العلمية /الجغرافية ،ي الت تتفاوت من منطقة إل أخرى ،وذلك بحسب قربــها – أو بعدها- الظروف المناخية ي من خط االستواء ،أو من شواىطء البحار والمحيطات ،أو ارتفاعها وانخفاضها عن سطح البحر. ّ ّ فهذه العوامل كلها تؤثر يف حياة اإلنسان بجوانبها المختلفة ،العضوية واالجتماعية ّ فنن األحوال المعيشية والبت االجتماعية عند المجتمعات ر البشية، والثقافية .ولذلك، الت توجد فيها تلك المجتمعات. ليست متشابهة بسبب تباين الظروف الجغرافية ي ّ فسكان المناطق الجبلية المرتفعة يكونون يف مأمن من األخطار الخارجية ،بينما يتعرض ً وف سكان السهول دوما إل غزوات واجتياحات من الشعوب أو القوى الخارجية .ي ً المقابل ،يكون سكان المناطق الساحلية ر الخارج، أكث انفتاحا يف عداقاتهم مع العالم ر ي ً قياسا بأهل المناطق الداخلية حيث تكون العداقات األشية شبه منغلقة عىل ذاتها ،إل جانب االلثام بالعصبية القبلية .وهذا ينعكس يف سلوكية السكان يف هذه المنطقة أو تلك( .المرجع السابق ،ص )41 ولذلك ،يميل علماء ر األنثوبولوجيا إل إهمال ما ّ سسم بالقدرات الفطرية للشعوب اإلنسانية ،ويؤثرون كتابة تاري ــخ الحضارة يف ضوء عوامل البيئة والحظ وتسلسل - 53https://attanweerlibrary.blogspot.com53 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ األحداث المثابطة .فهناك من يجد أن للمناخ أثرا يف ناتج الطاقة اإلنسانية ،وهناك من ّ يتمث به سكان المناطق الحارة ،أو يعتقد بوجود عداقة ربي الطقس والخمول الذي ر النشاط االندفاع الذي ّ يمث سكان المناطق الباردة والعاصفة. ر ي وضمن هذه الرؤية ،قام الدكتور (وليم بيثسن) W. Petersenيف أواسط ر العشين ،بإجراء تحليل دقيق لدارتباط الوثيق ربي الطقس الستينات من القرن ّ التقدم الذي أحرزه المرض الذين كان ر سشف والوظائف الفيسيولوجية ،وبت دراسته عىل ّ ّ ً ً ّ وتبي من نتائج أبحاثه ،أن تقلبات حالة المرض تتبع نمطا مشابها عىل عداجهم. ر ّ ّ لثاوحات الضغط البارومثي ،وبدا وكأن الظاهرة األول تتأثر بالثانية( .لينتون،4759 ، ص) 54 ّ ّ للتكيف مع أنواع وإذا كان من الصحيح أن وظائف اإلنسان الفسيولوجية قابلة ّ ّ نتصور أن بعض جوانب البيئة، البيئات المختلفة ،فننه من السهل – يف المقابل – أن ً تكون ر ّ وتأثثا من بعضها اآلخر ،ف مراحل ّ ّ اإلنسان، التطور معينة من تاري ــخ أهمية أكث ر ي ي ّ الحضاري واالجتماع والثقاف ...وهذا كله يدخل ف جوهر الدراسات ر األنثوبولوجية ي ي ي وأهدافها . ُ ّ ر األنثوبولوجيا مع العلوم األخرى ،وال ّ سيما العلوم اإلنسانية، وهكذا ،تشكل الت تدور حول كائن موضوع الدراسة ،وهو اإلنسان. منظومة من المعارف والموضوعات ي ويأن هذا التشابك (التكامل) ربي هذه العلوم بالنظر إل تلك األطر المعرفية والمناهج ي ّ المجاالت الت المختلفة المعرفية بي والمتكاملة المتبادلة العداقة م تنظ الت التحليلية، ر ي ي تسىع إليها هذه العلوم . - 04https://attanweerlibrary.blogspot.com54 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه ّ مقدمة ف ر األنثوبولوجيا الثبوية ،المطابع التعاونيةّ ، عمان . أبو هدال ،أحمد ()4791ي الجسمان ،عبد العال ( )4770علم النفس وتطبيقاته االجتماعية ،الدار العربية للعلوم، ي ربثوت . ر الجيوش ،فاطمة ( )4799/4799فلسفة الثبية ،جامعة دمشق ،كلية الثبية. ي ّ ر والشماس عيىس ( )0222/0220الثبية العامة ( ،)4جامعة دمشق – الجيوش ،فاطمة ي ّ كلية الثبية. للمدايي ،ربثوت. الحرصي ،ساطع ( )4795أحاديث يف الثبية واالجتماع ،دار العلمر رشوان ،حسي عبد الحميد أحمد ( )4799راألنثوبولوجيا يف المجال النظري ،ط،4 ر االسكندرية . عيىس ،دمحم طلعت ( )4795مدخل إل علم االجتماع ،دار المعارف ،ربثوت. عيسوي ،عبد الرحمن ( )4797علم النفس يف المجال الثبوي ،دار العلوم العربية،ربثوت . فراير ،هثي ،ساركس ( )4759علم النفس العام ،ترجمة :ابراهيم منصور ،بغداد . لطق ،عبد الحميد ( )4797راألنثوبولوجيا االجتماعية ،دار المعارف ،القاهرة. ي لينتون ،رالف ( )4751دراسة اإلنسان ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية،ربثوت . - 55https://attanweerlibrary.blogspot.com55 www.facebook.com/tanweerlibrary لينتون ،رالف ( )4759راألنثوبولوجيا وأزمة العالم الحديث ،ترجمة :عبد الملك الناشف، المكتبة العرصية ،ربثوت. الفلسق يف اإلسدام ،مكتبة األنجلو المرصية، التفكث محمود ،عبد الحليم ()4759ر ي القاهرة. نارص ،ابراهيم ( )4795راألنثوبولوجيا الثقافية (علم اإلنسان الثقاف) ّ عمان. ي - 06https://attanweerlibrary.blogspot.com56 www.facebook.com/tanweerlibrary الباب الثان ر األنثوبولوجيا وفروعها اتجاهات دراسة الفصل ّ األول -دراسة ر األنثوبولوجيا واتجاهاتها المعارصة ا أوال-بداية دراسة ر األنثوبولوجيا ً ثانيا-االتجاهات المعارصة ف دراسة ر األنثوبولوجيا ي الفصل الثان -ر ّ الطبيعية األنثوبولوجيا ي الفصل الثالث -ر ّ النفسية األنثوبولوجيا الفصل الرابع -ر األنثوبولوجيا الثقافية الفصل الخامس -ر األنثوبولوجيا االجتماعية الفصل السادس -المنهج ر ّ الميدانية وبولوج والدراسات األنث ر ي - 57https://attanweerlibrary.blogspot.com57 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل ّ األول دراسة ر األنثوبولوجيا واتجاهاتها المعارصة ا أول -بداية دراسة ر األنثوبولوجيا ثانيا -االتجاهات المعارصة لدراسة ر األنثوبولوجيا -1االتجاه التاريخ التجزيت التاريح/ -4/4االتجاه ي ي النفىس التاريح/ -0/4االتجاه ي ي -0االتجاه البنان /الوظيف - 08https://attanweerlibrary.blogspot.com58 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ مقــدمـة ً لم تعرف ر األنثوبولوجيا قبل النصف الثان من القرن ر العشين ،تقسيمات وفروعا، ي ّ إذ كانت ّ تتم ألغراض خاصة بالباحث أو من يكلفه ،كدراسة حياة بعض المجتمعات أو مكوناتها الثقافية . ر العشين ،حيث أخذت تتبلور ومع انطداقتها يف الستينات والسبعينات من القرن ّ مبادئها وأهدافها ،كانت ّ وبالتال وضع ثمة محاوالت جادة لتوصيفها كعلم خاص، ي تقسيمات لها وفروع من أجل تحقيق المنهجية التطبيقية من جهة ،والشمولية البحثية ّ التكاملية من جهة أخرى .فظهرت نتيجة ذلك تصنيفات متعددة ،استند بعضها إل طبيعة الدراسة ومنطلقاتها ،بينما استند بعضها اآلخر إل أهدافها . ّ مقدمة ف ر فقد ّ األنثبولوجيا االجتماعية " قسمها /رالف بدنجتون /يف كتابه " ي أساسيي ( :األن رثبولوجيا العضوية أو الطبيعية، قسمي الصادر عام ، 4752إل ر ر ر واألنثوبولوجيا الثقافية ). قسمها ف كتابه " ر ّأما /بارنو /فقد ّ األنثوبولوجيا الثقافية " الصادر عام ،4790إل ي ر ر ه ( :األنثوبولوجيا التطبيقية ،األنثبولوجيا النفسية أو الثقافة ثداثة أقسام ،ي والشخصية ،ر األنثوبولوجيا االجتماعية ). ً ّ ر ر البحت وليست فرعا ه أقرب إل المنهج وإذا ر ي اعتثنا أن االنثوبولوجيا التطبيقية ،ي من علم ر ّ التصنيفي األنثوبولوجيا ،ومن ثم قمنا بعملية توليف ربي األقسام األخرى يف ر ّ يضم أربعة فروع (أقسام) رئيسة التال الذي السابقي ،أمكننا الوصول إل التصنيف ر ي ّ ر وه ( :األنثوبولوجيا العضوية / ، / والمجتمع الفرد / باإلنسان قة المتعل نب الجوا تشمل ي - 59https://attanweerlibrary.blogspot.com59 www.facebook.com/tanweerlibrary األنثوبوبوجيا الثقافية ،ر النفسية ،ر الطبيعية ،ر ّ األنثوبولوجيا االجتماعية ). األنثبولوجيا وسنتعرف فيما يىل ّ ّ كل فرع من هذه الفروع . ي ا أوال-البدايات األول لدراسة ر األنثوبولوجيا : ً ً العشين مراحل تكوين ر ر األنثوبولوجيا وتطويرها ،لتصبح كيانا أكاديميا شهد القرن ّ ّ والباحثي .فعىل الرغم من أن الفكر كثث من العلماء والفداسفة ومهنة متخصصة عند ر ر ّ ً ّ ر وبولوج قد ّ ر العشين ،متأثرا إل حد بعيد، األوليي من القرن ظل خدال العقدين األنث ر ر ي ّ األخثة من القرن التاسع ر عش ،فننه شعان الت سادت وتبلورت يف السنوات ر بالنظريات ي ّ ّ ما ّ ّ وتحول إل منطلقات جديدة ،نتج عنها اتجاهات متعددة إزاء دراسة اإلنسان تغث ر ًّ ً وحضارته ،سواء ما كان منها نظريا أو منهجيا (فهيم ،4795 ،ص )417 ّ ّ إن االتجاه العلم الذي نشط ف القرن التاسع ر عش ،وتبلور يف مجاالت متعددة، ي ي ّ اإلنسان يف الفلسق الذي كان يتحفظ عىل قدرة العقل اإلنسان إل نبذ الفكر دفع العقل ي ي ي ّ التوصل إل الحقيقة المطلقة .وهذا ما نتج عنه قيم فكرية جديدة تدعو إل النظر إل العقل والمنطق المحسوس ،والواقع الملموس كأدوات للمعرفة ،كما تدعو إل التفاؤل بمستقبل اإلنسانية . ّ اإلنسان، إال أن أحداث الحرب العالمية األول ونتائجها السلبية عىل المجتمع ي ّ ّ ّ بددت هذا التفاؤل ،وأحلت محله النظرة التشاؤمية .وهذا ما بدا يف نظرة الفداسفة إل ّ ّ مشكدات اإلنسان ف هذا القرن (القرن ر العشين ) ،إل حد اعتقاد بعضهم أن المستقبل ي ّ صعب ومظلم مع ظهور النازية يف ألمانيا ،والفاشية يف إيطاليا .وبلغ هذا االتجاه ذروته الت شاعت يف فرنسا ،وعىل رأسها /جان بول سارتر/ فيما عرف بالحركة( الوجودية) ي - 61https://attanweerlibrary.blogspot.com60 www.facebook.com/tanweerlibrary الذي عاش ما ربي ()4792 -4725 ّ ّ التشاؤم ،اتجاه آخر اتصف بالتفاؤل ،كان من أبرز رواده يف وبرز مقابل هذا االتجاه ي ربي أمريكا الفيلسوف الثبوي /جون ديوي /الذي عاش ما ً ّ وتبت فيه موقفا الشهث " إعادة البناء يف الفلسفة " ( .)4750-4957فقد أصدر كتابه ر ً ً الميتافثيقية . رصيحا مناهضا للفلسفة ر ودعا فيه إل رصورة االهتمام بالبحث عن القوى المعنوية الت ّ تحرك مناشط ي ّ الت ات ر والقد اإلمكانات الكثث من اإلنسان ،العتقاد /ديوي /أن لدى هذا اإلنسان ر ي يمكنه بواسطتها الخرو من أزمته الراهنة ..كما تساعده يف مشكداته الحياتية المثايدة، دون اللجوء إل قوى خارجة عن نطاق الطبيعة . ً أيضا تأثثاته ف تشكيل الفكر ر وبولوج يف العقود األول من القرن األنث وكان للدين ر ر ي ي ّ ّ العشين ،وال ّ ر التأثث تضاءل أمام تعاظم التيارات سيما عىل النظم االجتماعية .إال أن ذلك ر ّ التحررية وما رافقها من إنجازات علمية هائلة ،األمر الذي حدا بالكنيسة يف بداية النصف العشين ،إل ّ ر تقبل فكرة الحوار وحرية المناقشة يف األمور الدينية الثان من القرن ي ً والدنيوية ..بعيدا عن األساليب القمعية التقليدية (Burns,1973,p.892) . ّ ّ ر وف الفكر وهكذا ،شكل هذا العلم دعامة أساسية يف ثقافة القرن العشين عامة ،ي ر الت بولوج خاصة ،حيث كان وثيق الصلة بالفكر األنث ر ي االجتماع والقضايا اإلنسانية ي ي أسهمت ف تحديد موضوعات الدراسات ر األنثوبولوجية ،ومناهجها وأهدافها . ي - 11https://attanweerlibrary.blogspot.com61 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ االتجاهات المعارصة ف دراسة ر األنثوبولوجيا : ثانيا- ي ّ التطورية الت ظهرت ف القرن التاسع ر عش ،انتقادات واسعة القت النظرية ي ي والتخمي ،وتعميم األحكام المطلقة عىل الثقافات باعتبارها استندت إل الحدس ر اإلنسانية ،من دون أن تثبت ّ اهي أو القرائن العملية /الواقعية. بالث ذلك ة صح ر ر ّ ً ّ ّ تدريجيا مع بداية القرن ر لتحل محلها أفكار نظرية العشين، تضمحل ولذلك ،بدأت ّ ّ جديدة لدراسة الثقافات اإلنسانية ،من حيث نشوؤها ومكوناتها وتطورها .فكان أن ّ ظهرت خدال الربــع الثان من القرن ر رئيسية متفاعلة فيما بينها، العشين ثداثة اتجاهات ي ّ ركزت يف دراساتها عىل تناول العلوم االجتماعية ،بأسسها ومنطلقاتها وأهدافها .وهذا ما أسهم بفاعلية ف إرساء دعائم علم ر األنثبولوجيا المعارص . ي ّ التاريح : -4االتجاه ي ّ النفىس. التاريح التجزيت ،واالتجاه التاريح / قسمي :االتجاه ويقسم إل ر ي ي ي ي ً ّ ّ ّ يىل عرضا موجزا لكل منهما . وسنقدم فيما ي ّ ّ ّ التطوري للحضارات اإلنسانية، -1/1االتجاه التاريخ /التجزيئ :ذكرنا أن الفكر ً سائدا ف النصف الثان من القرن التاسع ر عش ،حيث بدأت تتبلور الدراسات أصبح ي ي ً ّ ّ ر األنثوبولوجية .وظهر إل جانبه أيضا االتجاه االنتشاري الذي يعتمد عىل أن نشأة ّ كلها ترجع إل مصدر (مجتمع) واحد ،ومنه ر انتشت إل أماكن أخرى الحضارة اإلنسانية يف العالم . ّ ر ر االتجاه االنتشاري ف ّ واألنثوبولوجيا األنثوبولوجيا الثقافية كل من ويوجد ي - 62https://attanweerlibrary.blogspot.com62 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ خاص ّا ف ّ كل منهما .فتطبيق االتجاه االنتشاري يف مجال االجتماعية ،وإن أخذ طابعا ي ّ ر األنثوبولوجيا الثقافية ،يتعلق بجمع العنارص الثقافية ،بما يف ذلك من العنارص التكنولوجية والفكرية ،بينما يقترص ف مجال ر األنثوبولوجيا االجتماعية ،عىل العداقات ي والت تشمل بعض العنارص الثقافية ،وال تشملها والنظم االجتماعية السائدة يف المجتمع ،ي ّ كلها . ً ّ كثثا ما تستعار أو تنقل ويقوم االتجاه هنا عىل مبدأ هام ،وهو أن النظم االجتماعية ر ّ من مكان إل مكان آخر .وبناء عىل ذلك ،فنن تشابه النظم االجتماعية والعادات ،يف ّ تلقان ،وإنما ناتج عن المجتمع الواحد أو يف المجتمعات المختلفة ،ال ينشأ عىل نحو ي ّ والطبيعية واإلنسانية( .جابر ،4774 ،ص ) 95 التشابه يف اإلمكانات االجتماعية ّ تفسث التاريح يف الباحثي باستخدام المنهج استمر اهتمام وعىل الرغم من ذلك، ر ر ي ّ ظاهرة التباين ربي الحضارات يف المجتمعات اإلنسانية .واعتمد هذا االتجاه عىل مبدأين اثني . ر ّ ّ الثقاف / أولهما :أن االتصال ربي الشعوب المختلفة ،كان بفعل االحتكاك ي ر ر المباش. وغث الحضاري، المباش ر ّ ّ المكونات (الخصائص) الحضارية أو كلها ،من وثانيهما :عملية انتشار بعض مصادرها األصلية إل المجتمعات األخرى ،سواء بالرحدات التجارية أو بالكشوف أو بالحروب واالستعمار .وهذان المبدآن متكامدان يف دراسة الظواهر الثقافية ،ويمكن من تفسث التباين الحضاري ربي الشعوب . خدالهما ر ً ً ً ّ األلمان /فريدريك راتزال / وقد اعتمد هذا االتجاه منهجا تاريخيا –جغرافيا ،قاده ي - 13https://attanweerlibrary.blogspot.com63 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ أهمية االتصاالت والعداقات الثقافية ربي الشعوب المختلفة ،ودورها يف الذي ركز عىل نمو الحضارة الخاصة والعامة .وتبعه ف ذلك تدامذته ،وال ّ سيما /هويثي ــخ شورتز/ ي ومالثيا) والعالم الذي أبرز فكرة وجود عداقات حضارية ربي العالم القديم (إندونيسيا ر الجديد (أمريكا) .وكذلك /ليوفرو بينيوس /صاحب نظرية (االنتشار الحضاري) ربي إندونيسيا وأفريقيا. ً ّ التفسث وانطداقا من هذا االتجاه ،ظهرت يف أوروبا نظريتان مختلفتان حول ر االنتشاري لعنارص الثقافة. الت تعتمد األصل المركزي الواحد للثقافة / ه النظرية االنتشارية ي النظرية األوىل :ي ّ الحضارة .سادت هذه النظرية يف إنكلثا ،وأرجعت نشأة الحضارة اإلنسانية كلها إل مصدر واحد ،ومنه ر انتشت إل المجتمعات اإلنسانية األخرى . وكان من ّ رواد هذه النظرية ،عالم ر التشي ــح /إليوت سميث /وتلميذه /وليم ربثي / ّ اللذان رأيا أن الحضارة اإلنسانية ،نشأت وازدهرت عىل ضفاف النيل يف مرص القديمة، حوال خمسة آالف سنة قبل الميداد . منذ ي وعندما توافرت الظروف المناسبة للتواصل ربي الجماعات ر البشية ،بدأت بعض ّ مظاهر تلك الحضارة المرصية القديمة تنتقل إل أرجاء متعددة من العالم ،حيث عجزت ّ التقدم الثقاف واالبتكار الحضاري ،فراحت ّ تعوض عن ذلك العجز شعوبــها عن ي باالستثاد والتقليد( .رياض ،4791 ،ص )409 ر كبثة عن جدارة ،نتيجة أبحاثه عن المخ ودراساته لقد نال /إليوت سميث /شهرة ر ر ّ انكب يف إحدى فثات األنثوبولوجية القديمة ) ،)Paleo-anthropologyحيث يف - 64https://attanweerlibrary.blogspot.com64 www.facebook.com/tanweerlibrary حياته عىل دراسة المخ يف المومياء المرصية .وقادته أبحاثه هذه إل اإلقامة يف مرص، ّ حيث أدهشته الحضارة المرصية القديمة .وأخذ ،كما فعل العديدون ،يداحظ أن الثقافة ّ ّ كثثة يبدو أن لها ما يوازيــها يف ثقافات بقاع أخرى من المرصية القديمة، تضم عنارص ر العالم ،وقلبت نظرياته الجريئة ،االعتبارات التقليدية عن الزمان والمكان .فلم يقترص ّ بأن العنارص المتشابهة ف حوض البحر األبيض المتوسط وأفريقيا ر والشق عىل القول ي ّ األدن والهند ،من أصل مرصي ،بل ذهب إل أن العنارص المماثلة يف ثقافات أندونيسيا واألمريكتي ،تنبع من المصدر المرصي ذاته . ر ا ّأما /وليم ربثي /فقد أعط يف كتابه (أبناء الشمس) رشحا كامال للنظرية " الهيليوليتية " Heliolithicوهو االسم الذي أطلق عىل /المدرسة االنتشارية /عن ّ الثقاف الذي تزعم هذه المجمع سشث إل أحد عنارص تاريـ ــخ الثقافة .فعنوان الكتاب ،ر ي ّ ّ ر المدرسة أن أصله يف مرص ،ومنها انتش ..وهو االعتقاد بأن الملك ابن الشمس ،والعنارص ّ الكثى للذهب والآللء ه :التحنيط ،بناء األهرامات ،والقيمة ر األخرى يف هذا المجمع ي (.هرسكوفيث ،4791 ،ص ) 042 ً ّ وبثي /من أن بناء األهرامات أيضا من منشأ مرصي ،كما اهي /سميث ر وتنطلق بر ر قيي بعظم ساق الملك ه الحال يف أهرامات المكسيك .وكذلك األمر يف احتفاظ األفري ر ي ّ المتوف ،الستعماله يف الطقوس الدينية نتيجة النتشار عادة التحنيط عند المرص ريي. الثقاف /الحضاري، الت تعتمد األصل ي ه النظرية االنتشارية ي النظرية الثانية :ي ّ وف ، والنمساويي األلمان العلماء من فريق النظرية، هذه دعاة المتعدد المراكز .وكان من ر ي طليعتهم /فريث جراينور /الذي عاش يف الفثة ما ربي )4721-4995و/وليم شميدت / الذي عاش يف الفثة ما ربي (. )4757-4959 - 15https://attanweerlibrary.blogspot.com65 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ لقد رفض هذا الفريق فكرة المنشأ( المركز) الواحد للحضارة اإلنسانية ،ألن هذه الفكرة رصب من الخيال ر العلم .وافثضوا وجود مراكز أكث من قربــها إل األساس ي حضارية أساسية وعديدة ،يف أماكن متفرقة يف العالم .ونشأ من التقاء هذه الحضارات، بعضها مع بعض ،دوائر ثقافية تفاعلت ببعض عمليات االنصهار والتشكيدات المختلفة. وكان /ويسلر ّ /أول من استعمل (الدائرة الثقافية) بهذا المعت ،يف بحثه عن األمريكيي .وال يزال تعريفه لهذا المفهوم عىل الرغم من تعديله ،منذ ذلك ثقافات الهنود ر الوقت مفيدا يف هذا المجال .يقول /ويسلر " : /إذا أمكننا تجميع سكان العالم الجديد ّ األمريكيي ،فسنحصل عىل دوائر متعددة :دوائر طعام ،دوائر األصليي ،أي الهنود ر ر وغثها .وإذا أخذنا يف الحسبان العنارص جميعها يف وقت منسوجات ،ودوائر خزف ...ر ّ واحدّ ، وحولنا الوحدات االجتماعية أو القبلية ،يمكننا أن نجد جماعات محددة المعالم، ً وهذا ما يعطينا الدوائر الثقافية ،أو تصنيفا للجماعات وفق عنارص ثقافتهم ". (هرسكوفيث ،4791 ،ص ) 401 ّ ّ وهذا ما ّ يفش أوجه االختداف عن تلك الثقافات المركزية األساسية .إال أن أصحاب ّ هذا الرأي لم يقدموا الدالئل عىل أماكن وجود تلك المراكز ،أو عمليات تتبع حركات ّ ّ ّ منهجية سليمة (.فهيم، االتصال فيما بينها ،ودراسة النتائج المثتبة عىل ذلك ،بطريقة ،4795ص)452 ً لقد كانت وجهة نظر المدرسة (الثقافية التاريخية) األلمانية – النمساوية ،ر أكث عمقا ً معايث الحكم عىل قيمة وقائع االقتباس المفثضة، وتنميقا ..وكانت عنايتها باختيار ر ّ وإرصاراها عىل الحيطة يف استخدام مصادر المعلومات ،ودقتها يف تحديد تعريفاتها، ّ ّ ً ا العلم الدقيق ،ولهذا القت قبوال وغت وثائقها ،تتجاوب كلها تماما مع متطلبات البحث ي - 66https://attanweerlibrary.blogspot.com66 www.facebook.com/tanweerlibrary ً واسعا . تقوم نظرية المدرسة (الثقافية – التاريخية) يف جوهرها ،وكما رشحها زعيمها /وليم شميدت ،/عىل نظرة صوفية إل طبيعة الحياة وإل التجربة اإلنسانية .فقد نشأت هذه ً ً تعبثات ومصطلحات تختلف اختدافا جوهريا المدرسة ضمن إطار فكري ،واستخدمت ر ّ المفكرين ر وبولوجيي ..ويظهر ذلك يف األنث عن النظرة العقدانية ،وعن مفردات أغلب ر والت تقسم إليها مناقشة /شميدت /طرائق البحث يف دراسة الدوائر الثقافية المختلفة ،ي ّ هذه المدرسة ،أي الثقافات جميعها ،.وترى أنها انتخبت الثقافات الموجودة – اليوم – يف العالم ،بواسطة انتشار عنارصها . ر األنثوبولوجيون جميعهم ،بالحاجة إل فهم ويعثف /شميدت ،/كما يعثف ّ (معت الحياة البدائية) بالنسبة لمن يعيشونها .واألهم من ذلك ،فهم معناها بالنسبة ّ ألولئك الذين عاشوها يف العصور الغابرة ...ويقول /شميدت /إننا نعرف ذلك باللجوء التعاطق ،الذي سستطيع اإلنسان بواسطته أن يضع نفسه يف السيكولوج إل المبدأ ر ي ي ّ الحالة النفسية للشخص الذي يرتبط معه بعداقة ما(.هرسكوفيث ،4791 ،ص)042 ّ وف أما إسهام /فريث جرابنور /يف منهج المدرسة التاريخية – الثقافية بوجه خاص ،ي ّ ر لمعايث تقييم الموضوع األنثوبولوجيا ،بوجه عام ،فتمثل يف التحديد الدقيق علم ر ي انتشار بعض العنارص الثقافية ،من شعب إل شعب آخر . انتقان ،إذ تأثث فالنظام االجتماع والثقافة السائدان عند جماعة (مجتمع ما) لهما ر ي ي ّ وف الوقت نفسه ،ال يمكن . القائم النسق مع ة البت تنسجم ال نماذ قبول يحوالن دون ي ّ تجاهل أثر االقتباس عىل األنظمة االجتماعية ،حيث تتوقف فرص االقتباس عىل ّ الت احتك بها الت تكون وليدة المصادفات .ومثال ذلك :أن تكون الثقافة ي االحتكاكات ي - 17https://attanweerlibrary.blogspot.com67 www.facebook.com/tanweerlibrary ً َ ً ه الثقافة اإلسبانية ،أمر يمكن اعتباره حدث اتفاقا وع َرضا .وكذلك الهنود المكسيكيون ي ّ بالثقافتي الحال بالنسبة لهنود الواليات المتحدة األمريكية ،الذين كان معظم احتكاكهم ر ّ والفرنسية( .لينتون ،4751 ،ص ) 251 اإلنجلثية ر ّ الت الت يدعونها إن هذه ر ر ه أساسية يف الدراسات ي معايث الكيف والكم ،ي المعايث ي ّ ثقافت الثقاف جميعها ،ومعناها بسيط جدا ؛ فعندما يبدو للعيان تماثل ربي تتناول النقل ي ي ّ ّ مختلفتي ،فنن حكمنا حول احتمال اشتقاقهما من مصدر واحد ،يتوقف عىل جماعتي ر ر ّ عدد العنارص المتماثلة ومدى تشابكها .فكلما ازداد عدد العنارص المتماثلة ،ازداد احتمال وقوع االقتباس ..وينطبق األمر ذاته عىل مدى تداخل (تعقيد) عنرص من العنارص .ولذا ً ً ا التاريح ربي يمكن استخدام القصص الشعبية ،مثال ،استخداما مفيدا يف دراسة االحتكاك ي الشعوب البدائية( .هرسكو فيث ،ص )042 ً ّ ّ التفسث االنتشاري عىل أوروبا فحسب ،وإنما امتد أيضا إل أمريكا حيث ولم يقترص ر ّ التفسث التطوري للثقافة، ظهرت حركة مماثلة آلراء /سميث وشميدت /من حيث نقد ر ّ لتفسث واالتقاق عىل فكرة انتشار العنارص الثقافية بطريق االستعارة والتقليد ،كأساس ر الثقاف /الحضاري ربي الشعوب . التباين ي ّأما بخصوص فكرة المراكز الحضارية (الدوائر الثقافية) رفثى أصحاب المدرسة ّ ّ ا ّ اف محدد ّثم األمريكية ،أن المدامح ر ثقاف – جغر ي الممثة لثقافة ما ،وجدت أوال يف مركز ي ّ ّ يعت أن أصحاب االتجاه االنتشاري يف أمريكا، انتقلت إل أماكن أخرى من العالم .وهذا ي ّ ّ المستقل ،وأن بعض الناس التطور الحضاري األوربيي بعدم إمكانية رفضوا آراء ر ّ غث مبتكرين أو قادرين عىل القيام بعملية االبتكار والتطور. بطبيعتهم ر ّ وكان األمريك /فرانز بواز /الرائد ّ التجزيت ،قد عارض التاريح / األول لهذا االتجاه ي ي ي - 68https://attanweerlibrary.blogspot.com68 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ الثقاف .ورأى أن أية ثقافة من للتطور الفكرة القائلة بوجود طبيعة واحدة وثابتة ي ّ ّ معي .ولذلك ،يتوجب عىل الباحث تاريح الثقافات ،ليست إال حصيلة نمو ر ي وبولوج أن ّ ر ّ المكونة ّ لكل ثقافة عىل حدة، يوجه اهتمامه نحو دراسة تاري ــخ العنارص األنث ر ي ّ ّ لك قبل الوصول إل تعميمات بشأن الثقافة اإلنسانية بكاملها .وقد أرص /بواز /عىل أنه ي ً ّ تصبح ر األنثبولوجيا علما ،فدا بد أن تعتمد يف تكوين نظرياتها عىل المشاهدات والحقائق ّ الحدسية . الملموسة ،وليس عىل التخمينات أو الفرضيات ومن هذا المنطلق ،استخدم /بواز /مصطلح (المناطق الثقافية) لإلشارة إل مجموعة من المناطق الجغرافية ذات النمط الثقاف الواحد ،برصف النظر ّ عما تحتويه ي هذه المناطق من جماعات أو شعوب .وقد ّ طبق /بواز /هذا المفهوم عىل ثقافات تميث -سبع مناطق ثقافية رئيسة، قبائل الهنود الحمر يف أمريكا ،واستطاع تحديد – ر يندر تحتها هذا العدد الهائل من قبائل الهنود الحمر ،والذي كان يزيد عن ( )52قبيلة، يف الوقت الذي نزح األوروبيون الستعمار القارة األمريكية . سشث مفهوم (المنطقة الثقافية) إل طرائق السلوك الشائعة ربي عدد من وبــهذا ر المجتمعات الت ّ تتمث باشثاكها ف عدد من مظاهر الثقافة ،نتيجة لدرجة ّ معينة من ر ي ي ّ االتصال والتفاعل(.أبو زيد ،4792، ،ص ) 020 ّ تصفحنا كتابات /بواز /وجدنا ّأن أفكاره ّ تتمث عن أفكار /سميث وب رثي وإذا ما ر ّ في ،وذلك بتشديده عىل النقاط التالية : وغثهم من وشميدت /ر االنتشاريي المتطر ر ر ّ ّ -4إن الدراسة الوصفية لدانتشار ،مقدمة لدراسة عملية االنتشار دراسة تحليلية . ّ -0يجب أن تكون دراسة االنتشار دراسة استقرائية ،أي أنه يجب دراسة العنارص - 19https://attanweerlibrary.blogspot.com69 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ ّ الت يزعم أنها ناشئة عن االنتشار تبعا لعداقتها الثقافية المثابطة (المجمعات الثقافية) ي ّ ً الداخلية ،ر أكث من كونها مجموعة من العنارص شكلها الباحث اعتباطيا . ّ -2يجب أن تتجه دراسة االنتشار من الخاص إل العام ،ورسم توزي ــع للعنارص يف ّ ّ مناطق محدودة ،قبل رسم خارطة توزعها يف القارة ،وترك الكدام عن توزعها يف العالم ّ كله. ّ -1إن منهج دراسة العملية الديناميكية ،واالنتشار ليس سوى وجه من وجوهها، ً ً ّ الثقاف. التغث يجب أن يكون منهجا سيكولوجيا ،وأن يعود إل الفرد بغية فهم حقائق ر ي (هرسكوفيث ،4791 ،ص )045 ً ّ واستنادا إل هذه المنطلقات ،يرى /بواز /أن مراعاة العوامل السيكولوجية ّ كبثة يف هذه الدراسات الثقافية .كما يجب الكامنة يف عملية االقتباس ،تكتسب أهمية ر ا ّ تحليل هذه الثقافات بصورة إفرادية أوال ،ومن ثم إجراء مقارنة تفصيلية فيما بينها، ّ البنان أو من حيث عنارصها .وال تكون النتائج مقبولة ،إال سواء من حيث نظامها ي ّ بتحريات يف مناطق عديدة ـ تسمح بتعميم هذه النتائج . ً فقد اكتشف /بواز ّ /أن ّ ثمة عددا من السمات الثقافية المشثكة ربي جماعات الهنود الحمر ،الت تعيش ف السهول الساحلية ألمريكا الشمالية .فعىل الرغم من ّأن ّ لكل ي ي ّ ّ منها استقداليتها الخاصة واسمها ولغتها وثقافتها ،إال أن سكانها جميعهم يصطادون ً الت سستخدمونها أيضا الجاموس للغذاء ،ويبنون المساكن عىل أعمدة يغطونها بالجلود ي يف صنع المدابس.. . وتحليىل وصق وهكذا جاء مفهوم (مصطلح) المنطقة الثقافية ،كتصنيف ي ي - 01https://attanweerlibrary.blogspot.com70 www.facebook.com/tanweerlibrary للثقافات ،األمر الذي سسهل المقارنة ربي الثقافات ،ومن ّثم الوصول إل تعميمات بشأن ّ الثقافة اإلنسانية كلها (.أبو زيد ،4792 ،ص )022 ّ ّ االتجاه االنتشاري بوجه عام ،أن بدأ ر األنثوبولوجيون ينظرون إل أن ونتج عن هذا ّ والتطور والمدامح الرئيسة الت تمثّ ّ للثقافات اإلنسانية كيانات مستقلة من حيث المنشأ ي ر ّ ّ ّ وتنوعها ،وطرح مفهوم النسبية بعضها من بعض .وهذا ما عزز فكرة تعدد الثقافات ر ّ ّ ّ وتطوره، بولوج الت أصبحت من أهم المفهومات األساسية يف الفكر األنث ر ي الثقافية ي كعلم خاص من العلوم اإلنسانية لـه منطلقاته وأهدافه ،توجب دراسته من خدالها . ّ ّ الثقاف بحسب فكرة الدوائر المتحدة المركز ،القت انتقادات ولكن نظرية االنتشار ي ّ ّ ّ سابث /الذي ذكر ثداثة تحفظات عىل فكرة التوزع شديدة ،ومنها ما وجهه /إدوارد ر ّ المستمر : ّ ّ أولها :يمكن أن يكون االنتشار يف أحد االتجاهات ،أشع منه يف اتجاه آخر . ً تاريخياّ ، تعرض لتعديدات يف المركز ،بحيث يخطء ثانيها :قد يكون الشكل األقدم الحقيق ألصل الشكل. الباحث يف تحديد المركز ي ّ ّ ّ لتحركات السكان داخل منطقة التوزع ،آثار تؤدي إل سوء تأويل وثالثها :قد يكون الثقاف " . نموذ " االنتشار ي ّ التاريح ،ربي التخىل عن محاوالت إعادة تركيب االحتكاك يعت هذا ي ي ولكن ،هل ي ّ ّ الت ليس لها تاري ــخ؟ والجواب :ليس ثمة ما الشعوب البدائية والتطور ي التاريح للمناطق ي ّ ر ّ شء يف ريثر هذه النتيجة .ويبدو أن هذا الجهد المبذول يف هذا المجال ،إذا ما أخذ كل ي - 71https://attanweerlibrary.blogspot.com71 www.facebook.com/tanweerlibrary الحسبان ،جدير باالهتمام والعناية ،ر طي : بش ر ّ تاريخية. -4أن يكون باإلمكان اعتبار المنطقة المختارة للتحليل ،ذات وحدة ّ التطورات التاريخية ،وليس -0أن يكون الهدف من التحليل ،تقرير احتمال وقوع تقرير الحقيقة المطلقة عنها (.هرسكوفيث ،4791ص ) 004 ّ ّ ّ ّ الثقاف ،فننه يتعذر بالنسبة ولكن ،مهما تعددت األدلة عىل ظاهرة االنتشار ي ّ الت وف معظم األحيان – ر للمجتمعات ر غث المتعلمة – ي التميث ربي العنارص الثقافية ي ّ ّ الت نشأت من داخلها .ويتضح من وجهة النظر تشبت إليها من الخار ،ر وبي العنارص ي ر ّ ّ الت التجريبية ،أن كل ثقافة بمفردها اقتبست عن الثقافات األخرى ،أشياء أكث من ي اخثعتها بذاتها .والدليل عىل ذلك ،االنتشار الواسع لعنارص ثقافية معقدة يف مجاالت ّ والمؤسسات االجتماعية( .لينتون، التكنولوجية والفنون الشعبية ،والمعتقدات الدينية ،4759ص )090 ّ تسث ف ّاتجاهي ،حيث سستفيد ّ كل مجتمع وهكذا نجد ،أن عملية االنتشار ر الثقاف ر ي ي ّ سيما ف المجتمعات الكب رثة ،حيث ّ يحتك به ..وال ّ تتم من ثقافة المجتمع اآلخر الذي ي عملية االنتشار الثقاف من خدال اقتباس عنارص من ثقافات أخرى ،وانتشار ّ مقوماتها ي وأنماطها الرئيسة والفرعية ،ربي فئات هذه المجموعة ر الكبثة. البشية ر ّ -0/1االتجاه التاريخ /النفس : ّ ّ التجزيت يتعدل ويأخذ مسارات جديدة ،حيث ظهرت فكرة التاريح / بدأ االتجاه ي ي ّ التاريح يف دراسة الثقافات اإلنسانية ،وذلك بفضل من تأثروا بنتائج توسيع المفهوم ي - 02https://attanweerlibrary.blogspot.com72 www.facebook.com/tanweerlibrary علم النفس ،وال ّ سيما /سيغموند فرويد /الذي عاش ما ربي ( )4727-4950وتدامذته، ّ الذين رأوا أنه باإلمكان فهم الثقافة من خدال التاري ــخ ،مع االستعانة ببعض مفهومات ّ كبث يف االتجاه نحو الكشف عن علم النفس وطرائقه التحليلية .وهذا ما كان لـه أثر ر األنماط المختلفة للثقافات اإلنسانية. ّ تكق فقد رأت /روث بيند كيت /ورفاقها أن دراسة التاري ــخ ،بوقائعه وأحداثه ،ال ي ّ لتفسث الظواهر االجتماعية والثقافية ،وذلك ألن الظاهرة الثقافية بحد ذاتها مسألة ر ّ فه تجمع ربي التجربة الواقعية المكتسبة والتجربة معقدة ومتشابكة العنارص. ي ّ ّ ّ تضم مزيجا من النشاط السيكولوجية (النفسية ) ،وأن أية سمة من السمات الثقافية، الثقاف والنفىس بالنسبة لبيئة ّ معينة (.أبو زيد)009 ،4792 ، ي ي ّ ً ً ّ وعىل الرغم من ذلك ،فنن أية ثقافة ال تؤلف نظاما مغلقا أو قوالب جامدة ،يجب ّ ويتبي من حقيقة الثقافة أن تتطابق معها سلوكات أعضاء المجتمع جميعهم . ر ً ّ السيكولوجية ،أن الثقافة – بهذه الصفة – ال تستطيع أن تفعل شيئا ،ألنها ليست سوى ّ ً ً ّ معي ومكان محدد) مجموع سلوكات األشخاص الذين يؤلفون مجتمعا خاصا ( يف وقت ر التفكث عند هؤالء األشخاص. وأنماط عادات ر ّ ّ ّ ولكن ،عىل الرغم من أن هؤالء األشخاص يلثمون – عن طريق التعلم واالعتياد- ّ الت ولدوا فيها ونشأوا ،فننهم يختلفون يف ردود أفعالهم تجاه المواقف بأنماط الجماعة ي ً ً ّ ّ ّ يتعرضون لها معا .كما أنهم يختلفون أيضا يف مدى رغبة كل منهم يف الت الحياتية ي ّ للتغيث( .هرسكو فيث ،4791ص)55 عرضة جميعها الثقافات إن التغيث ،إذ ر ر ّ ّ وهذا يدلل عىل مرونة الثقافة ،وإتاحتها فرصة االختيار ألفرادها ..بحيث أن القيم ّ ّ وتمثه من المجتمعات األخرى ،ليست كلها ثابتة بالمطلق يتمسك بها مجتمع ما الت ر ي - 73https://attanweerlibrary.blogspot.com73 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ ّ وإنما ّ التغثات تتغث بحسب متغثة، ثمة قيم وتنتقل إل حياة األجيال المتعاقبة، ر ر ر االجتماعية والثقافية الت ّ يمر بها المجتمع. ي ويعتث كتاب " أنماط الثقافة " الذي ر نشته /بيند كيت /عام ،4720البداية ر ّ النفىس يف دراسة الثقافات اإلنسانية .حيث أوضحت التاريح / الحقيقية لبلورة االتجاه ي ي ّ ه يف تشكيلها كما أي اإلجمالية، تها ر صو ف الثقافات إل النظرة ورة الدراسة أنه من الرص ي ي ّ ً ً ّ ّ يمثها العام .وذلك ،ألن لكل ثقافة مركز خاص تتمحور حوله وتشكل نموذجا خاصا بها ،ر عن الثقافات األخرى . ومن هذا المنظور ،قامت /بيند كيت /بإجراء دراسة مقارنة ربي ثقافات بدائية ّ متعددة ،وخلصت إل ّأن ّ ثمة عداقات قائمة ربي النموذ الثقاف العام ومظاهر ي الشخصية ،وهذا ما ينعكس لدى األفراد يف تلك المجتمعات (F reidle, 1977, . )p.302 ّ ر الشكىل) للنوع البشي المورفولوج ( ومن الممكن دراسة مظاهر التكيف ر ي ي ّ وف الوقت نفسه ،كان ال بد من تطوير أساليب بالمصطلحات المألوفة يف علم األحياء ،ي ّ ّ ّ والنفىس .ويعد مفهوم الثقافة من أهم السلوك التكيف فنية جديدة لوصف مظاهر ي ي ّ ر المفهومات الت ّ وأكثها فائدة وحيوية .ومع أن هذا المفهوم طورت يف هذا المجال، ي ّ اقترص ف السابق عىل النواج الوصفية ،فننه – عىل أضعف تقدير – ّ زودنا بطريقة ي ي ً ّ ّ ّ بالتال أسسا للمقابلة ربي النهان لعمليات التكيف ،فوضع محددة للتعرف إل النتا ي ي ّ التكيف( .لينتون ،4759 ،ص ) 475 النماذ المختلفة لطرق ّ ّ ً ً ر متمثا يف الربــع يح/ النفىس يف الدراسات األنثبولوجية ،ظهورا ر لقد شهد االتجاه التار ي ي ً الثان من القرن ر الت أنشأها /فرويد / العشين ،مثافقا مع انتشار مدرسة التحليل ي النفىس ي ي - 04https://attanweerlibrary.blogspot.com74 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ واستمد منها ر الكثث من المفاهيم النفسية ،لتحديد العداقات المتبادلة ربي األنثوبولوجيون ر الفرد وثقافته يف إطار المنظومة الثقافية /االجتماعية. ّ ّ ّ بالتميث انصب اهتمام أصحاب هذا االتجاه ،عىل دراسة الموضوعات المتعلقة وقد ر ّ المثات النفسية السائدة ربي األفراد والجماعات .وتعد الثقاف / االجتماع ،باالستناد إل ر ي ي دراسة بيند كيت ،بعنوان " الكريزنتيموم والسيف The Chrsyanthemum and the ّ ،Swordعام " 4715من ّ أهم الدراسات يف هذا االتجاه ،حيث بحثت يف عداقة الثقافة ّ بالشخصية اليابانية . اليابانيي يف المحاربي وهذا ما ساعد يف بلورة السياسة األمريكية تجاه استسدام ر ر ّ سثفضون كانوا اليابانيي أثناء الحرب العالمية الثانية .وأوضحت الدراسة أن الجنود ر ر ّ ّ تأثث مبادىء الطاعة االستسدام بصورة مطلقة ،ويستمرون يف القتال حت الموت .إال أن ر لإلمثاطور عىل هؤالء الجنود ،جعلهم سستجيبون لتعليماته ويخضعون ألوامره (. والوالء ر المرجع السابق ،ص)542 ّ ّ ولكن يرى بعض العلماء _ وهو محق يف ذلك – أن االنشغال الزائد باألشكال ّ ً ّ الخارجية للثقافة ،قد أثر سلبيا يف المحاوالت الرامية إل تفهم داللتها السيكولوجية .ومن ّ ه سيكولوجية ..ونقصد بذلك ،أن وجود المعروف أن الحقيقة النهائية للثقافة ،ي ً ً ّ الثقافة يرتبط ارتباطا وثيقا بوجود أناس يديرون مؤسساتها .وهذه الحقيقة السيكولوجية تفش االستقرار الثقاف ،أو باألحرىّ ، للثقافة ّ تفش السبب الذي من أجله تشعر الكائنات ي ر كبث عندما تعيش وفق نظام رتيب معروف . البشية بارتياح ر ً ّ التغث الثقاف .فاألفراد ف ّ ّ كل مجتمع يملكون تفش أيضا آلية وهذه الحقيقة ر ي ي ا ّ الثقاف العام ،وتسهم قابليات وحوافز وميوال ،وقدرات تؤدي دورها ضمن إطار القالب ي - 75https://attanweerlibrary.blogspot.com75 www.facebook.com/tanweerlibrary باستمرار يف مراجعة التقاليد القائمة ،وإدخال تحسينات عليها( .لينتون ،4759 ،ص ) 095 وكان من نتيجة ذلك ،ظهور مدرسة ثقافية نفسية (أمريكية) من روادها ( :كدايد وغثهم ّ ّ الشخصية ممن اعتمدوا عىل مفهوم بناء كداكهون ،مرغريت ميد ،رالف لينتون) ر ّ الت يبدو أنها األساش الذي ر سشث إل مجموعة الخصائص السيكولوجية والسلوكية ،ي ي ّ تتطابق مع ّ الت تؤلف أية ثقافة( .أبو زيد،4797 ، والسمات والعنارص النظم كل ي ّ ّ الثقاف السائد يف إي مجتمع ،ال يمكن أن يزيد – ص )029إذ إنه عىل الرغم من أن النمط ي ّ ّ أو يقلل – من وجود الفوارق الفردية يف نطاق الثقافة الواحدة ،إال أن تلك العداقة القائمة ّ تأثثات متبادلة بينهما ،ال يجوز ربي األنماط الثقافية والشخصية الفردية ،وما تحدث من ر إهمالها ،بل يجب أخذها يف الحسبان أثناء دراسة الثقافات اإلنسانية (Freidle, 1977, . )p.303 ّ اني االجتماعية القائمة ،مثل ( :أنماط السلوك الثابتة، إن األساس السيكولوج للقو ر ر ي واألعراف والتقاليد ،والعادات والقيم) ،هو تكوين أطر استناد مشثكة ،ناتجة عن احتكاك األفراد بعضهم ببعض ؛ وإذا ما ّ تكونت مثل هذه األطر االستنادية وتغلغلت يف أعماق ا ًّ الت سيواجهها الفرد ،أصبحت عامال هاما يف تحديد ردود فعله أو تعديلها ،يف األوضاع ي ّ الت ال يكون فيما بعد ،سواء كانت اجتماعية أو ر غث اجتماعية ،وال سيما يف الحاالت ي الحافز فيها ّ جيد التنظيم ،أي يف حالة تجربة ليس لها سوابق يف السلوك الذي اعتاد عليه الفرد( .هرسكوفيث ،4791 ،ص ) 59 ً ّ ّ ّ النفسية / مالينوفسك /بنظرية فرويد وكتاباته اهتم / وضمن هذا االتجاه أيضا، ي ً ّ ّ الت جمعها ميدانيا من سكان الجنسية ،من خدال المادة بالمحرمات وعداقة ذلك ي - 06https://attanweerlibrary.blogspot.com76 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ وغثته من األب يف جزيرة (الثوبرياند ) .إال أنه عارض تفسث فرويد لعداقة االبن باألم ر ر ً ّ ّ وظيفي ًاّ ، ّ توصل من خداله تفسثا إطار ما أسماه فرويد بـ (عقدة أوديب ) ،وقدم بدال منها ر ّ ّ ّ والت تشمل " :األم إل أن تحريم العداقات الجنسية المكونة للعائلة الموحدة (النووية) ي واألبناء واألخوة واألخوات " هو الذي يمنع ما قد ينشأ من رصاعات داخلية ،بسبب ّ الغثة أو التنافس ..وهذا ما يحفظ بالتا يل تماسك األشة ،ويمنع تفكك أوارصها وتهديم ر كيانها ،وما ينجم عنه من ضعف المجتمع العام ،وتهديد وحدته وتماسكه. ))Freidle, 1977, p. 303 ّ ّ ّ وخداصة القول ،إن هذه االتجاهات بأفكارها وتطبيقاتها ،مثلت مرحلة انتقالية ربي ر والتفسثات النظرية الت كانت تعتمد عىل التخمينات ر األنثوبولوجيا الكداسيكية ي ر ر العشين الثان من القرن الت بدأت مع النصف فحسب ،ر ي وبي األنثوبولوجيا الحديثة ي والت تعت بالجوانب االجتماعية الثقافية معتمدة عىل الدراسات الميدانية /التحليلية ،ي المكونة للفكر ر ّ وبولوج. األنث ر ي ّ ّ لتخصص ف علم ر األنثوبولوجياّ ، مما ساعد يف إرساء بالتال إل ظهور ا وهذا ما أدى ي ي األساسية ر ّ لألنثوبولوجيا المعارصة . المبادىء ّ الوظيق : البنان / -0االتجاه ي ي ّ ّ ّ الثقاف ،كرد فعل عنيف عىل ترافق نشوء هذا االتجاه مع ظهور اتجاه االنتشار ي ّ ً ّ ً ّ ّ التطورية .وقد ّ ّ البنان ،بأنه ليس تطوريا وليس تاريخيا ،حيث ركز تمث االتجاه النظرية ر ي عىل دراسة الثقافات اإلنسانية ّ والزمان ./ المكان / الحال واقعها ف حدة، عىل كل ي ي ي ي ّ ّ التاريخية ،ألنه اعتمد العلم يف دراسة الثقافات وهذا ما جعله يختلف عن الدراسات - 77https://attanweerlibrary.blogspot.com77 www.facebook.com/tanweerlibrary اإلنسانية كظاهرة ،يجب البحث يف عنارصها والكشف عن العداقات القائمة فيما بينها، ّ وبي الظواهر األخرى( .فهيم ،4795 ،ص )451 ومن ثم العداقات القائمة فيما بينها ر ّ االتجاه البنان /الوظيق ف الدراسات ر األنثوبولوجية ،إل يعود الفضل يف تبلور ي ي ي مالينوفسك) و (راد كليف براون ) ،اللذين عاشا يف يطانيي( ،برونسلو الث أفكار العالمي ر ر ر ي ّ ر أواخر القرن التاسع ر العشين .ويدينان باتجاهاتهما عش والنصف األول من القرن ّ الت النظرية ،إل أفكار عالم االجتماع /إميل دوركهايم /الذي ركز اهتمامه عىل الطريقة ي تعمل بها المجتمعات اإلنسانية ووظائف نظمها االجتماعية ،وليس عىل تاري ــخ ّ تطور هذه المجتمعات والسمات العامة لثقافاتها. ّ الفرنسيي ،الذي سستخدم كلمة البنائيي ليق سثوس /الوحيد ربي ر ر ولعل /كلود ي (بناء أو بنائية) رصاحة يف عناوين كتبه ومقاالته ،ابتداء من مقاله الذي كتبه عام ،4715 ر يعتث – بحق –" ميثاق " عن " التحليل وف األنثوبولوجيا ،والذي ر ي البنان " يف اللغويات ي ً الثعة البنائية ،وإل كتاب " األبنية األولية للقرابة " الذي كان سببا يف ذيوع اسمه ر الكثثون ّ األنثوبولوجيا الفرنسية عىل أهم وأفضل إنجاز يف يعتثه وشهرته ،والذي ر ر اإلطداق ..ومن ّثم إل كتابه " ر األنثوبولوجيا البنائية". ّ وعىل الرغم من االنتقادات الت ّ وجهت إليه ،فدا يزال يؤمن بأن البنيوية (البنائية) ي ه ر أكث المناهج قدرة عىل تحليل المعلومات وفهم األثنوجرافيا وتقريبها إل األذهان، ي ّ وإنها يف الوقت نفسه ،أفضل وسيلة يمكن بها تجاوز المعلومات والوقائع العيانية ّ ّ اإلنسان .فقد أفلح يف أن يحقق المشخصة ،والوصول إل الخصائص العامة للعقل ي ّ ّ ّ غثه ،مع أنه لم يقم بدراسات حقلية ربي الشعوب المتخلفة للبنائية ما لم يحققه ر قصثة يمض فثات الثازيل والباكستان) كان ر حي قام بدراساته يف ( ر (البدائية ) ،وحت ر ي - 08https://attanweerlibrary.blogspot.com78 www.facebook.com/tanweerlibrary ومتباعدة بي الجماعات الت درسها .وخر بالبنائية من مجال ر األنثوبولوجيا ،إل ميادين ر ي ً ً ً الفكر المختلفة ،الواسعة والرحيبة .وجعل منها اتجاها فكريا ومنهجيا يهدف إل الكشف عن العمليات العقلية العامة ،وله تطبيقاته يف األدب والفلسفة واللغة والميثولوجيا ً ّ (األسطورة) والدين والفن .وبلغ من ّ قوة البنائية أن أصبحت يف البداية ،تمثل تهديدا ّ ر ً الت تركز عىل الفرد والسلوك الفردي( .أبو زيد ،0224 ،ص ) 92-90 مباشا للوجودية ي ّ ّ فاالتجاه البنان /الوظيقّ ، التوصل إليه من اش ّتم ر ي يعث يف جملته عن منهج در ي ي ر البشية خدال المقابلة (الموازنة) ربي الجماعات اإلنسانية (المجتمعات) والكائنات ً ّ (األفراد ) .ولم يعد استخدامه مقصو ًرا عىل ر وبولوجيي ،وإنما تناولـه أيضا علماء األنث ر مثتون ./كما االجتماع بالفحص والتطبيق والتعديل ،عىل يد /تلكوت بارسونز ،وجورح ر ً أيضا بالعلوم الطبيعية ،وال ّ سيما علوم الحياة والكيمياءLeach, 1982, . ارتبط ))p.184 ّ وفسك /أن األفراد يمكنهم أن ينشئوا ألنفسهم ثقافة خاصة ،أو فقد رأى /مالين ي ّ ً ً ّ معينا للحياة ،يضمن لهم إشباع حاجاتهم األساسية ،البيولوجية والنفسية أسلوبا واالجتماعية .ولذلك ربط الثقافة – بجوانبها المختلفة ،المادية والروحية واالجتماعية، باالحتياجات اإلنسانية . ّ وخق للعنارص الثقافية ،سساعد فاالهتمام بالبنية ،Strutureكثابط منظم ي وظائق تفسثه وراء العداقات االجتماعية ،يوازيه يف اتجاه آخر اهتمام النموذ يف ر ي ّ تعت فيه الوظيفة :تلبية حاجة من والذي ، / مالينوفسك / ده يحد الذي بالمعت ي ي الوظيق هو ذلك الذي " :سسمح بتحديد العداقة ربي الحاجات ،ويكون فيها التحليل ي الثقاف والحاجة عند اإلنسان ،سواء كانت هذه الحاجة أولية أو فرعية /ثانوية " العمل ي - 79https://attanweerlibrary.blogspot.com79 www.facebook.com/tanweerlibrary (لبيب ،4799 ،ط ،2ص) 40 ّ الح ،بحيث ال يمكن فهم دور كىل وظيق متكامل ،يماثل الكائن ي ي فالثقافة كيان ي ّ ّ وظيفة أي عضو فيه ،إال من خدال معرفة عداقته بأعضاء الجسم األخرى ،وإن دراسة ّ األثنولوج من اكتشاف ماهية كل عنرص ورصورته، بالتال ،تمكن الباحث هذه الوظيفة ر ي ي يف هذا الكيان المتكامل . ّ ثقاف ،عن طريق إعادة ولذلك ،دعا / مالينوفسك /إل دراسة وظيفة كل عنرص ي ي يقتض دراسة وف إطار عداقته مع العنارص األخرى .وهذا تكوين تاري ــخ نشأته أو انتشاره ،ي ي ّ ه يف وضعها الراهن ،وليس كما كانت أو كيف الثقافات اإلنسانية كل عىل حدة ،وكما ي ّ تغثت . ر ّ ّ ّ منهجية تمكن مالينوفسك /قد قدم مفهوم( الوظيفة) كأداة وبذلك يكون / ي ّ ر وبولوج من إجراء مداحظاته بطريقة مركزة ومتكاملة ،يف أثناء وصفه األنث الباحث ر ي للثقافة البدائيةFreidle, 1977, p.304 )( . ّ البنان / ّأما /براون /فقد قام من جهته ،بدور رئيس يف تدعيم أسس االتجاه ي ّ ً ر ر موجها العشين، األنثوبولوجية ،وذلك مع بداية القرن الوظيق ،يف الدراسات ي بيولوج للثقافة كما فعل / التفسث ال األثنولوجيا نحو الدراسات المثامنة ،وليس نحو ر ر ي مالينوفسك . / ي ً ً تفسثا اجتماعيا، وتفسث الظواهر االجتماعية اعتمد /براون يف دراسة المجتمع ر ر ً ً والت تقوم عىل دراسة الت نادى بها /دوركهايم / ي بنائيا ووظيفيا ،عىل فكرة الوظيفية ي المجتمعات اإلنسانية ،من خدال المطابقة (المماثلة) ربي الحياة االجتماعية والحياة - 81https://attanweerlibrary.blogspot.com80 www.facebook.com/tanweerlibrary الجسم المتكامل عند اإلنسان ،والبناء ه الحال يف المشابهة ربي البناء ي العضوية ،كما ي االجتماع المتكامل يف المجتمعات اإلنسانية . ي ّ االجتماع) بأنه يندر تحت هذا المفهوم، ويوضح /براون /طبيعة هذا (البناء ي ّ العداقات االجتماعية كلها ،وال يت تقوم ربي شخص وآخر .كما يدخل يف ذلك التمايز القائم ّ الت تنظم هذه األدوار. ربي األفراد والطبقات ،بحسب أدوارهم االجتماعية ،والعداقات ي ّ ّ ّ سستمر تجدد بناء الكائن العضوي طوال حياته ،فكذلك تتجدد الحياة االجتماعية وكما االجتماع يف عداقاته وتماسكه . مع استمرارية البناء ي ً ّ الثقاف ربي المجتمعات – مهما كان بالتنوع واستنادا إل ذلك ،يصبح االعثاف ي ً تطور علم ر شكله -إحدى الخطوات الهامة ف ّ األنثوبولوجيا ،انطداقا من النقاط التالية: ي ّ تعبث عن سلوك شعب ما ،وعن قواعد هذا الشعب . -4إن الثقافة ر ّ ّ الفرديي لدى أفراد جماعة ّ معينة التنوعات يف العقيدة والسلوك -0إن مجموع ر ّ ّ معي ،يحدد ثقافة تلك الجماعة ..وهذا صحيح بالنسبة للثقافات الفرعية يف وف زمن ر ي ّ االجتماع. الصغثة ،داخل الكل الوحدات ر ي ً ّ يتحوالن وفق -2ليست العقيدة والسلوك يف أي مجتمع ،أبدا نتا الصدفة ،بل قواعد راسخة. -1يجب استنباط هذه القواعد بواسطة االستقراء من التوافق المداحظ يف العقائد وه تشمل نماذ ثقافة تلك الجماعة . وأنماط السلوك لدى جماعة ما ..ي ّ ً كلما صغر حجم الجماعة ،كانت نماذ عقائدها وسلوكاتها ،ر أكث تجانسا فيما إذا -5 - 11https://attanweerlibrary.blogspot.com81 www.facebook.com/tanweerlibrary تساوت األمور األخرى. ً ر ّ -5قد يظهر لدى الفئات االختصاصيةّ ، ساعا ّ مما أكث ات تنوع يف حقل اختصاصها ّ الكلية( .هرسكوفيث، يظهر لدى الفئات األخرى ،المساوية لها يف الحجم ،ربي الجماعة ،4791ص ) 051-052 ّ ّ الثقاف بأهمية مسألة التجانس وإزاء هذه األمور مجتمعة ،ال بد من االعثاف ي والتنافر الثقاف ،ف الدراسات األثنولوجية ،وف أثناء مناقشة النظريات ر األنثوبولوجية. ي ي ي لتأمي الحاجات البيولوجية مالينوفسك /أخذ بفكرة النظم االجتماعية وإذا كان / ر ي ّ االجتماع ،من حيث والنفسية لألفراد ،بينما اتجه /براون /نحو مسألة تماسك النظام ي ً ّ معا فكرة تجزئة العنارص الثقافية ( ّ ّ مكونات البناء مكوناته وعداقاته ،فأنهما رفضا ّ وتطورها .. صغثة يقوم الباحث بدراسة منشئها أو انتشارها االجتماع) إل وحدات ر ي ّ واعتمدا بدال من ذلك عىل الدراسات الميدانية ،لوصف الثقافات بوضعها الراهن. ً ّ ا ّ المهتم ري بدراسة الثقافات اإلنسانية يف النصف وقد وجد هذا االتجاه قبوال واسعا لدى ّ ر العشين ،وال ّ األوروبيي ،الذين ر ر انتشوا يف بولوجيي األنث سيما ربي األول من القرن ر ر المستعمرات إلجراء دراسات ميدانية ،وجمع المواد األولية الدازمة لوصف الثقافات يف ه يف وضعها الراهن . هذه المجتمعات ،وتحليلها يف إطارها الواقىع وكما ي ي - 82https://attanweerlibrary.blogspot.com82 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه: االجتماع – مدخل لدراسة المجتمع ،4 ،الهيئة أبو زيد ،أحمد ( )4792البناءي المرصية العامة للكتاب ،القاهرة . ّ العرن، العرن ( ،) 15منشورات مجلة أبو زيد ( )0224الطريق إل المعرفة ،كتابري ري الكويت . ر جابر ،سامية ( )4774علم اإلنسان – مدخل إل األنثوبولوجيا االجتماعية والثقافية،دار العلوم العربية ،ربثوت . رياض ،دمحم ( )4791اإلنسان – دراسة يف النوع والحضارة ،دار النهضة العربية ،ربثوت. فهيم ،حسي ( )4795قصة راألنثوبولوجيا – فصول يف تاري ــخ اإلنسان ،عالم المعرفة ر ( ،) 479الكويت . لبيب ،الطاهر ( )4799سوسيولوجيا الثقافة ،دار الحوار ،الداذقية . لينتون ،رالف ( )4759راألنثوبولوجيا وأزمة العالم الحديث ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية ،ربثوت . -هرسكوفيث ،ميلفيل. ( )4791أسس ر األنثوبولوجيا الثقافية ،ترجمة :رباح النفاخ، وزارة الثقافة ،دمشق . Burns , Edward (1973) Western Civizalition , New York . - Freidl ,John (1977) Anthropology , HarperandRowPublishers, New York . Leach , Edmund, (1982) Social Anthropology , Font and - Paperbacks . - - 13https://attanweerlibrary.blogspot.com83 www.facebook.com/tanweerlibrary - 84 https://attanweerlibrary.blogspot.com84 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل الثان ر ّ الطبيعية ) األنثوبولوجيا العضوية ( Physical Anthropology ا أول -تعريف ر األنثوبولوجيا العضوية ثانيا -فروع ر األنثوبولوجيا العضوية ثالثا -الصفات العضوية لإلنسان وعروقه - 15https://attanweerlibrary.blogspot.com85 www.facebook.com/tanweerlibrary ا أوال -تعريف ر األنثوبولوجيا العضوية (الطبيعية) ّ ّ تعرف بوجه عام ،بأنها العلم الذي يبحث يف شكل اإلنسان من حيث سماته العضوية ،والت ّ ّ المورثات .كما يبحث يف السداالت اإلنسانية، الت تطرأ عليها بفعل ر غثات ي ّ البشية وخصائصها ،بمعزل عن ثقافة ّ من حيث األنواع ر يعت أن وهذا . منها كل ي ّ ً ر األنثوبولوجيا العضوية ،تثكز حول دراسة اإلنسان /الفرد بوصفه نتاجا لعملية عضوية، ّ التجمعات ر البشية /السكانية ،وتحليل خصائصها. ومن ّثم دراسة ّ ه: وتهتم هذه الدراسة بمجاالت ثداثة ي المجال ّّ اإلنسان ،ووصف التطوري للنوع األول :ويشمل إعادة بناء التاري ــخ ي ّ الت كان الت كانت السبب يف انحراف النوع تفسث) ر ( ر ي اإلنسان ،عن السلسلة ي التغثات ي سشثك بها مع صنف الحيوانات الرئيسة . ّ ّ التغثات البيولوجية عند األحياء من تفسث) المجال الثان :ر يهتم بوصف ( ر ّ البيولوج اإلنسان .وتمتد هذه األبحاث لتشمل :العداقة الكامنة ربي الثكيب الجنس ي ر ي من جهة ،والثقافة والسلوك من جهة أخرى. ّ تخصص هام ف علم ر األنثوبولوجيا العضوية ،ويبحث المجال الثالث :وهوي ّ الجماع. يف الرئيسات :عداقاتها مع بيئاتها ،تطورها ،سلوكها ي التطوري لإلنسان ،يعمل علماء ر ّ األنثوبولوجيا الطبيعية ومن أجل إعادة بناء التاري ــخ ً ً ر ر أحيانا -ما يعتثه غالبية ر وبولوجيي العمل األكث سحرا يف األنثبولوجيا العضوية، األنث – ر ر ّ اإلنسان ،وبأسدافه من الت تتعلق بالنوع ي وهو البحث عن المستحاثات ،وال سيما تلك ي - 86https://attanweerlibrary.blogspot.com86 www.facebook.com/tanweerlibrary الت وجدت من قبله)Daniel , 1990,8) . الرئيسات ي ويستخدم مصطلح ر ّ الطبيعية (العضوية) لإلشارة إل ذلك العلم الذي األنثبولوجيا ّ حيوان عىل سطح يهتم بدراسة الجانب العضوي (الحيوي) لإلنسان ،منذ نشأته كنوع ي مدايي سنة ّ ونيف ،وحت الوقت الحارص الذي األرض ،وقبل فثة زمنية تزيد عىل ثداثة ر نعيش فيه. ّ ر الفثيائية) هو االختداف إن الموضوع األساش يف األنثوبولوجيا العضوية ( ر ي البيولوج الذي يطرأ عىل الكائن اإلنسان ف الزمان والمكان ..ر والىسء الذي ينتج غالبية ي ي ر ي ي ّ تأثثات بيئية لها صلة هذه االختدافات ،هو اتحاد المقومات الوراثية مع البيئة ..فثمة ر ر الثودة ،الرطوبة ،أشعة الشمس ،االرتفاع، مباشة بهذا الموضوع ،مثل ( :الحرارة ،ر غثه من الرئيسات ،يضم كث عىل اختداف الكائن اإلنسان عن ر والمرض .)..وهذا الث ر ي ّ ر وه : خمسة ر تأثثات محددة تدخل يف سياق األنثوبولوجيا العضوية ،ي ّ الت -4نشوء الكائن الشبيه باإلنسان ،كما تم الكشف عنه من خدال التقارير ي نجمت عن البحث ف المستحاثات ( ر األنثوبولوجيا القديمة ). ي ر ان لإلنسان . -0الثكيب الور ي ّ ّ -2 وتطوره . نمو اإلنسان ّ التكيف -1المرونة (المطواعية) الموجودة يف بيولوجيا اإلنسان (قدرة الجسم عىل الثودة ،درجة حرارة الشمس).. مع ضغوطات ،مثل :الحرارة ،ر البيولوج وما يتبعه من عملية النشوء والسلوك والحياة االجتماعية -5الثكيب ر ي - 17https://attanweerlibrary.blogspot.com87 www.facebook.com/tanweerlibrary للسعادين (القردة ) ،والحيوانات األخرى من فصيلة الرئيسات)Kottak, 1994,9) . ّ ّ ّ المؤسس األول يعتثون /يوهان بلومينياخ / وال بد من اإلشارة هنا ،إل أن األلمان ر ّ الطبيعية .فهو من ّ ر البشية ،كما أنه ّ ّ الرواد ف دراسة الجماجم ر قسم الجنس لألنثوبولوجيا ي ر األمريك، األثيون، المغول، ه :القوقازي، ري ي ي البشي إل خمسة أقسام (سداالت ) ،ي والمداوي( .سليم ،4794 ،ص )400 ولك نستطيع أن نفهم اإلنسان كنتا لعملية عضوية ،يجب أن نفهم ّ تطور أشكال ي الحياة األخرى ،بل وطبيعة الحياة ذاتها ،وكذلك خصائص اإلنسان القديم واإلنسان الحديث ..وقد استطاع هذا العلم – من هذه المنطلقات – أن يجيب عن العديد من وتفكثه منذ القديم وحت العرص الحارص. الت كانت موضع اهتمام اإلنسان ر التساؤالت ،ي ( ّ محمد ،4791 ،ص )40 ً ثانيا -فروع ر األنثوبولوجيا العضوية تقسم ر أساسيي ،هما: فرعي األنثوبولوجيا العضوية بحسب طبيعة الدراسة ،إل ر ر -1فرع الحفريات ر البشية ): ) Paleontology ّ وهو العلم الذي يدرس الجنس ر وتطوره، البشي منذ نشأته ،ومن ّثم مراحله األولية ّ من خدال ما ّ تدل عليه الحفريات واآلثار المكتشفة .أي أنه يتناول بالبحث نوعنا ر البشي ّ ا واتجاهات ّ تطوره ،وال ّ األحافث( .لينتون، الت تكشفها سيما ما كان منها متصال ر ي بالنواج ي ،4759ص )49 ّ ه محاولة استعادة (معرفة) ما نجهله عن اإلنسان ومهمة هذا النوع من الدراسة ،ي - 88https://attanweerlibrary.blogspot.com88 www.facebook.com/tanweerlibrary الت تكشف عن بقاياه وآثاره وما خلفه وراءه من البائد ،وذلك من خدال الحفريات ي الت دعت إل حدوث أدوات ،ومحاولة تحليل هذه المكتشفات من أجل معرفة األسباب ي ّ تغثات مرحلية يف شكل اإلنسان ،الذي أصبح كما هو عليه اآلن. ر الت ويحاول العلماء الذين يدرسون هذا الفرع ،اإلجابة عن العديد من التساؤالت ي ّ وكيفية ظهوره عىل األرض ،ومن ّثم كيف اختلفت األجناس تدور حول موضوع اإلنسان، ّ البشية ،بفصائلها وسداالتها وأنواعها .وكيف ر ّ ر وتطورت الحياة عىل وجه تغث اإلنسان الحال /المعارص( .نارص ،4795 ،ص)20 األرض إل أن وصلت إلىشكلها ي ّ وقد برهن العديد من الحفريات الت ّ تمت يف هذا المجال ،عىل أن اإلنسان القديم ي الذي كان يعيش عىل هذه األرض منذ ما يقرب من نصف مليون سنة ،كان يختلف عن ً حجما وأقوى بنية ،إضافة إل بروز ّ فكيه وغور عينيه أكث اإلنسان الحال ،حيث كان ر ي وعرض جبهته .. البشية أو األجسام ر -0فرع األجناس ر البشية ):)Somatology البدان (المنقرض) واإلنسان وهو العلم الذي يدرس الصفات العضوية لإلنسان ي الحال ،من حيث المدامح األساسية والسمات العضوية العامة .ولذا ّ كرس علماء األجسام ي ر البشية ورصد الفروقات بينها ،ومحاولة معرفة معظم جهودهم لدراسة األصناف ًّ ّ ّ انصب – إل عهد قريب جدا األسباب المحتملة لهذه الفروقات ..ويداحظ أن اهتمامهم – عىل تصنيف األجناس ر البشية المختلفة عىل أساس العرق ،وإيجاد العداقات المحتملة ربي هذه األجناس . ّ إن التصنيفات العرقية الت ّ طورها علماء األجناس ر البشية ،ال تزال ويمكن القول : ي - 19https://attanweerlibrary.blogspot.com89 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ وف تعتمد يف المقام األول ،عىل خصائص سطحية بسيطة :كلون الجلد وشكل الشعر .ي ً ً ّ الت اآلونة ر األخثة ،أخذ االهتمام يتحول إل فروق أقل وضوحا وأوثق ارتباطا بالمشكدات ي وغثها .ومع بداية الستينات وبي األجهزة العضلية ر نواجهها ،كالفروق ربي أنواع الدم ر ً من القرن ر العشين ،سار علماء األجسام شوطا أبعد من ذلك ،إذ بدأوا يدرسون الفوارق ّ الجنىس ،ومدى المناعة ضد ربي الفئات المختلفة من حيث شعة النمو ،وسن النضو ي ّ الكثث من اكتشافاتهم يف األمراض (. .لينتون ،4759 ،ص )47-49ويمكن القول :إن ر ر مباشة ،وال ّ هذه الميادين ،قد يكون ذا قيمة علمية ر سيما يف الدراسات األنثوبولوجية. ّ ّ فنن فرع األجناس ر الت البشية ،يدرس وعىل هذا األساس، ر التغثات البيولوجية ي تشيح وور ر تحصل ربي مجموعات إنسانية ف مناطق جغرافية مختلفة ،عىل أساس ر ان، ي ي ي وذلك من خدال المقارنة مع الهياكل العظمية لإلنسان القديم ،والموجودة يف المقابر ً ً كثثا ،ف وضع التصنيفات ر البشية عىل أسس المكتشفة حديثا .وهذا ما ساعد العلماء ر ي موضوعية وعلمية ،يمكن االعتماد عليها يف دراسة أي من المجتمعات اإلنسانية . ّ وتعمد ر األنثوبولوجيا العضوية من أجل أن تحقق أهدافها يف دراسة أصل اإلنسان دراسة تاريخية وفق منهجية علمية ،إل االستعانة بعلم األحياء وعلم ر التشي ــح ،إل درجة يمكن معها أن يطلق عىل ر األنثوبولوجيا العضوية اسم " علم األحياء اإلنسانية Human ّ ّ ّ الحية غثه من الكائنات الت تتعلق باإلنسان وحده دون ر " Biologyأي أنها الدراسة ي األخرى. ّ ً ّ تقدم ،يمكن القول ّإن ر األنثوبولوجيا العضوية (الطبيعية) إنما تدرس واستنادا إل ما ّ سسم بالبناء العضوي يق لإلنسان ،أو ما تلك الخصائص والمدامح العامة للبناء ر الفث ي ّ بيىع، لإلنسان( .اسماعيل ،4792 ،ص )10أي أنها تدرس التاري ــخ العضوي لإلنسان الط ي - 01https://attanweerlibrary.blogspot.com90 www.facebook.com/tanweerlibrary مع األخذ يف الحسبان خصائصه العضوية المختلفة ،ومدامحه البنائية الحالية ّ التطورية االرتقائية للجنس ر البشي. يعط يف النهاية ،المراحل والمنقرضة ،وبما ي ً ثالثا-الصفات العضوية لإلنسان وعروقه : ّ الحية بمثات عضوية خاصة ،ال سشاركه فيها إي من الكائنات يتصف اإلنسان ر ّ األخرى ،وتتمثل هذه الصفات يف الجوانب التالية( Ardrey , 1961, p.86) : اثني . والسث عىل انتصاب القامةر قدمي ر ر ّ ومكوناته . تركيب الرأس من حيث شكلهوالساقي) اعي ر تركيب الجسم ،من حيث شكله العام ومقاييس أطرافه (الذر رومدى تناسبهما مع األعضاء األخرى يف الجسم . الت ينبت فيها الشعر ،وتحديد أماكن وجودها. محدودية المساحات ي فثة الطفولة الطويلة ،مقابل قرصها عند الكائنات الرئيسة األخرى (الثدييات) .ّ ّ الجسمية العامة المشثكة ربي ر البش ،إال أن ثمة فروقات وعىل الرغم من الصفات ّ ّ ّ ّ والت تؤثر إل حد ما ببنية الشخصية اإلنسانية ،وال سيما يف تكوين بعضها وخصائصها ،ي ّ النفسية والسلوكية . النواج من ي وكان من نتائج انشغال علماء ر األنثوبولوجيا الجسمية بمسألة العرق ،أن اكتسب ً الباحثي عن الكائن ر البشي .فاألصناف تفكث هذا المفهوم (النوع أو العرق) رسوخا أعاق ر ر ّ ًّ العرقية ر نسبيا ،وقادرة عىل الصمود تعتث كيانات ثابتة البشية ظلت – إل عهد قريب _ ر - 91https://attanweerlibrary.blogspot.com91 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ التغث الفطرية. تأثثات البيئة أو قوى ر أمام ر ّ ّ ّ التطرف يف تمجيد فكرة (العرق) أدى إل فرض عدد محدود من ويداحظ أن ّ ّ البش الذين يمتازون ّ التصنيفات الصارمة عىل بت ر بالتال إل ز بتنوع ال حد له ،وأدى ي ي ّ األفراد يف هذه التصنيفات ،بصورة تطمس صفاتهم األصلية الخاصة .ولو أن عملية التصنيف لوحقت ضمن المجاالت المناسبة لها ،ومن أجل األضواء الت تلقيها عىل ّ تطور ي ً ّ اإلنسان ،ولو أنها أيضا اقثنت بإدراك طبيعتها – شبه االعتباطية -لكان من الممكن حرص نتائجها ف استعماالت عملية ر مشوعة . ي ّ ّ الحظ -تحمل ف ّ طياتها نزعة تلقائية إل المبالغة ..وما ولكن هذه العملية – ولسوء ي ّ ّ ّ تقتض اعتبار الشواذ واألشكال المغايرة ،كما لو أنها ذلك إال ألن طبيعة التصنيف نفسها، ي ّ ّ ه الت تستحق االستهجان .ومهما يكن األمر ،فنن هذه األشكال المغايرة ،ي من الظاهرات ي ّ األخثة لعلم البيولوجيا( .لينتون،4759 ، الت اكتسبت داللة خاصة يف التطورات ر نفسها ي ص ) 15 ً ّ ً واستنادا إل هذه االختدافات الشكلية وأيضا السلوكية ،فقد جرى االتفاق ربي ّ ر وه( :أبو هدال، علماء اإلنسان عىل تقسيم البش إل ثداثة أجناس أو عروق رئيسية ،ي ،4791ص ) 429 -1/3/1العرق األبيض (القوقازي) :يمتاز هذا العرق بصفات خاصة يف( :علو ّ ّ الفكي ،استقامة العينيّ ، ّ وتجعده، تمو الشعر األنف ودقته ،اعتدال الشفة وبروز ر ر ر وكثة شعر الجسم وكثافة اللحية).. ويندر ضمن هذا العرق :العرق الهندي – عرق البحر األبيض المتوسط، - 02https://attanweerlibrary.blogspot.com92 www.facebook.com/tanweerlibrary الثبر ،المرصيون، األلت (وسط أوروبا ) ،العرق النوردي (اإليرانيون ،األفغان ،ر العرق ر ي واألثيوبيون ). ّ المتوسط والشفة الغليظة ،والفك -0/3/1العرق األسود (الزنخ) :يمتاز باألنف القصث األشعث ،والرأس كبث .وكذلك بالعيون المستقيمة والشعر ر البارز بشكل ر المستطيل. ّ ويمثل هذا العرق :زنو أمريكا ،زنو أفريقيا الوسط ،والحاميون النيليون يف مرص . -3/3/1العرق األصفر (المنغوىل) :يمتاز هذا العرق ر ببشة معتدلة الدكنة، ّ البت كما عند (الهنود الحمر) ،واللون األصفر الفاتح كما عند ويثاوح ربي اللون النحاش ي ي ّ الشماليي ) .كما يمتاز هذا العرق باستقامة الشعر ونعومته -إل حد ما -عىل صينيي (ال ر ر ّ الرأس ،وقلة كثافته عىل الجسم والذقن . ّ ويمثل هذا العرق :المغول األصليون (األسكيمو ،اليابانيون ،الكوريون ،والصينيون) وكذلك ،األتراك واألندونيسيون ،والهنود األمريكيون ،وسكان التيبت. ّ ه العوامل إن هذه االختدافات الشكلية الظاهرة ربي العروق (األنواع) الثداثة ،ي األساسية الت يعتمد عليها ف الدراسات ر للتميث ربي األفراد والمجتمعات. األنثوبولوجية، ر ي ي ّ ّ ّ ا للتميث ربي عرق وآخر ،يتمثل يف القدرات إال أن بعض العلماء يضيفون عامال آخر ر ّ الذكائية (نسبة الذكاء ) ،مع ّأن هذا العامل لم تثبت ّ الزنح األسود، صحته ،حيث أن ر ي ّ عىل سبيل المثال ،ال ّ األمريك األبيض ،يف حال وفرت لـه الظروف النمائية يقل ذكاء عن ي والثبوية المناسبة . - 93https://attanweerlibrary.blogspot.com93 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ويميل معظم علماء ر األنثوبولوجيا اليوم ،إل نبذ حت الفكرة القائلة بأن تقدم أي ا غث ر مباش عىل قدرات هذا الشعب شعب من الشعوب يف مدار الحضارة ،يقيم دليال ر ّ ّ ّ الفطرية .وقد تأثر هؤالء العلماء بالدور الذي يؤديه انتشار الثقافات يف تحقيق التقدم، ّ التطور .ولذلك تراهم يميلون إل إهمال ما ّ وبأثر " األحداث َ الع َر ّ سسم ضية " يف توجيه بالقدرات الفطرية لشعوب العالم ،ويؤثرون كتابة تاري ــخ الحضارة يف ضوء عوامل البيئة ّ والحظ وتسلسل األحداث المثابطة( .لينتون ،4759 ،ص )57 ّ ّ الشخصية كبث يف تكوين وهذا يعت أن البيئة االجتماعية والطبيعية لها دور ر ي اإلنسانية ،المنتجة والمبدعة ،وليست العوامل الوراثية (العرقية) فحسب .وهذا ما بدأت تأخذ به الدراسات اإلنسانية المعارصة . - 04https://attanweerlibrary.blogspot.com94 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه ّ مقدمة ف ر األنثوبولوجيا الثبوية ،المطابع التعاونيةّ ، عمان. أبو هدال ،أحمد ()4791ي اسماعيل ،قباري دمحم ( )4792راألنثوبولوجيا العامة ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية . الجباوي ،عىل ( )4779راألنثوبولوجيا – علم اإلناسة – جامعة دمشق . لينتون ،رالف ( )4759راألنثوبولوجيا وأزمة العالم الحديث ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية ،ربثوت . دمحم ،رياض ( )4791اإلنسان – دراسة يف النوع والحضارة ،دار النهضة العربية،القاهرة . نارص ،ابراهيم ( )4795راألنثوبولوجيا الثقافية( ،علم اإلنسان الثقاف) ّ ،عمان . ي - 95https://attanweerlibrary.blogspot.com95 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل الثالث ر ّ النفسية األنثوبولوجيا Psychology Anthropology ّ الشخصية وطبيعتها -1مفهوم -0مفهوم الثقافة وخصائصها ّ والشخصية -3الثقافة - 06https://attanweerlibrary.blogspot.com96 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ مقــدمة ً ر ّ ّ ّ والشخصية ) Culture and النفسية أيضا (الثقافة األنثوبولوجيا تسم ّ والشخصية اإلنسانية .فقد .Personalityوذلك بالنظر إل العداقة الوثيقة ربي الثقافة ّ ّ الت جمعت، أثبتت بعض الدراسات أن التطابق يف التقييمات المستقلة للمعلومات ي ّ ً ًّ كبثا ّ ّ يدل عىل توقع حدوث بقصد دراسة معادل " الثقافة – الشخصية " بلغ حدا ر ً ّ تعاون مثمر ،بي ر ّ النفىس يف أبحاث أخرى.ويدل أيضا ،عىل أن وبولوجيي والتحليل األنث ر ر ي ّ ّ من المستحسن أن يتدرب الباحث عىل فروع علمية عديدة حت يتمكن من إجراء ّ ثقاف". والت تتطلبها طريقة الثكيب " السيكو -ي المراحل المختلفة من البحث والتحليل ،ي (هرسكوفيث ،4791 ،ص )52 ّ الت تناولت مفهوم الثقافة ،ارتباطها ومن هذا المنطلق ،أكدت معظم التعريفات ي ّ يعت أن الثقافة ظاهرة بشكل أساش بالنتاجات /اإلبداعية والفكرية /لإلنسان .وهذا ي ي مدازمة لإلنسان ،باعتباره يمتلك اللغة ،واللغة وعاء الفكر ،والفكر ينتج عن تفاعل ّ ّ الحية. غثه من الكائنات الت يتمتع بها اإلنسان دون ر العمليات العقلية والنفسية ي ّ االجتماع ،وأخذ مفهومها الشخض / أحس بوجوده فالعنارص الثقافية وجدت معه مذ ي ي ّ ّ ّ ّ ه عليه اآلن . يتطور ويتسع ،وتتحدد معالمها مع تطور اإلنسان ،إل أن وصلت إل ما ي ّ ّ والشخصية، فموضوع األ رنثوبولوجيا النفسية ،يتحدد إذن ،يف العداقة ربي الثقافة ّ ّ ّ الشخصية، متكاملي :اتجاه يأخذ أثر الثقافة يف جاهي تسث يف ات الت ر ر ر هذه العداقة ي ّ ر ّ األنثوبولوجيا الشخصية يف الثقافة .ومن هنا ،فقد ساعد ظهور واتجاه يأخذ أثر ّ الت تحكم تشكيل النفسية ،علماء النفس يف الوصول إل فهم أفضل للمبادىء ي الشخصية ،وأثار ف الوقت ذاته اهتمام علماء ر ّ األنثوبولوجيا لدراسة األنماط األساسسيبة ي - 97https://attanweerlibrary.blogspot.com97 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ للشخصية يف المجتمعات المختلفة ،قديمها وحديثها. ا ّ الشخصية وطبيعتها أوال-مفهوم ّ ّ ّ الشخصية اإلنسانية والعوامل المؤثرة يف تكوينها ،مكانة هامة يف الدراسات احتلت التعرف إل ّ وكيفية ّ ّ ّ ّ ّ تكيفها الشخصية، مكونات هذه النفسية واالجتماعية ،وذلك بقصد ّ ّ وتطورها. الشخصية وتفاعلها مع البيئة المحيطة ،وبما يتيح نمو ّ اجتماع من الشخصية وتكاملها كنتا وعىل الرغم من االتفاق عىل وحدة هذه ي ّ ّ وكمحرك لت ّ رصفات الفرد ومواقفه الحياتية من جهة أخرى ،فقد تعددت تعريفاتها جهة، ً ّ تبعا للنظر إليها من جوانب متعددة. ً ّ الشخصية ّ ّ الحقيق لإلنسان ،فقد االجتماع / تعث عن الجوهر فانطداقا من أن ر ي ي ّ ّ عرفها رالف لينتون ،بأنها " :المجموعة المتكاملة من صفات الفرد العقلية والنفسية .أي اإلجمال لقدرات الفرد العقلية وإحساسا ته ومعتقداته وعاداته ،واستجاباته المجموع ي ر العاطفية المشوطة " (لينتون)529 ،4751 ، ّ كما ّ عرفها /فيكتور بارنوا /بأنها " :تنظيم ثابت لدرجة ما ،للقوى الداخلية للفرد. ّ وترتبط تلك القوى ّ بكل مركب من االتجاهات والقيم والنماذ الثابتة بعض ر الىسء، ي ّ ّ ّ والت تفش – إل حد ما – ثبات السلوك الفردي " ( . الحىس، والخاصة باإلدراك ي ي )Barnouw, 1972, p 8 ً ّ ّ ه التعريفي واتفاقا مع ر ر السابقي ،يرى /أفلويد ليورت /أن الشخصية :ي ّ ّ وكيفية توافقه مع المظاهر االجتماعية للمثثات االجتماعية، الممثة استجابات الفرد ر ر - 08https://attanweerlibrary.blogspot.com98 www.facebook.com/tanweerlibrary المحيطة به( .دمحم غنيم ،4779 ،ص )11 وهكذاّ ، ّ االجتماع لإلنسان ،والذي سشمل الشخصية عن الوصف يعث مفهوم ر ي ّ ّ ر الت تتكون عند الكائن البشي من خدال التفاعل مع المؤثرات البيئية ،والتعامل الصفات ي ّ االجتماع لإلنسان) .أي يعث عنه بـ (الجوهر مع أفراد المجتمع بصورة عامة .وهذا ما ر ي ً ّ ّأنها مجموعة الخصائص (الصفات) الت ّ غثه يف البنية تمث فردا /إنسانا بذاته ،من ر ر ي وف الذكاء والطبع والسلوك العام . الجسدية العامة ،ي الفثيولوجية لدى اإلنسان ،ترتبط باألفعال السلوكية المصاحبة، فالعمليات ر ّ الت يكتسبها من المجتمع .فالطعام كاستجابة وتتعدل هذه األفعال عن طريق ر الخثة ي ّ ّ معي يتمثل يف طريقة تناول الطعام، للحاجة ر الفثيزلوجية الغذائية ،يصاحبها سلوك ر ّ ّ ّ فه تتضمن كل أفعال الفرد ومناشطه الجسمانية والسيكولوجية، بصورها المتعددة ..ي ّ ً ّ ر فه وأيضا التعلم ر شء يدخل يف محتوى السلوك ،حت العمليات العقلية ي والتفكث ،وكل ي تندر تحت مفهوم هذا المصطلح. ّ أساسيتي :األوىل :العمليات المادية ،والثانية : بخاصتي وتتمث نتائج السلوك ر ر ر العمليات السيكولوجية .ويندر تحت العمليات السيكولوجية ،ما يعرف بأنساق القيم ويشث تصنيف نتائج السلوك إل تفاعل الفرد مع البيئة ،فالفرد عندما يواجه والمعرفة. ر ً ً ً ّ نظاما جديدا ،يحدث لديه رد فعل ،ليس فقط يف موضوعيته ،ولكن أيضا يف اتجاهاته وقيمه ومعارفه الت اكتسبها من خثاته الماضية ..ولذلكّ ، يؤيد بعض العلماء ر ي ر تأثث العنارص السيكولوجية يف محتوى الصيغة الثقافية ،يف دراستهم األنث وبولوجيي ر ر ّ ّ ّ الت ه نتا الصيغة الثقافية ي للثقافة والشخصية ،وذلك العتقادهم بأن الشخصية ي ً تسود مجتمعا ما( .الغامري ،4797 ،ص )10 - 99https://attanweerlibrary.blogspot.com99 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ شخصية ّ ّ ّ ومتفردة بسماتها وخصائصها ،ولكنه يف الوقت ذاته متمثة كل فرد إن ر الت تجعله وإياهم من جنس سشثك مع اآلخرين من أبناء جنسه ،يف ر الكثث من المظاهر ي ّ ّ ّ الشخصية اإلنسانية بنوع من الثبات ،يبدو يف مواقفها واتجاهاتها واحد .ولذلك تتصف ّ ّ ّ للتغث الشخصية وف المقابل ،تخضع هذه ر وأساليب تعاملها ،وشعورها بهويتها .ي ّ ّ ّ الت تنشأ فيها وتنمو من والتطور .وهذا ما تحدده مكونات الشخصية من جهة ،والبيئة ي جهة أخرى. ً ّ ّ لكل فرد ّ أحدا ،فهذا يعت ّأن ّ مكوناته بشخصيته وال سشبه يتمث فكون اإلنسان ر ي الجسدية الخاصة ،وله طريقته وأسلوبه يف الشعور واإلدراك والسلوك ،بما يطبعه بطابع ّ ممث ال ّ يتكرر عند أي شخص آخر بالصورة ذاتها. ر ّأما كون اإلنسان سشبه الناس اآلخرينّ ، فثمة مظهران لذلك : ّ ّ ّ البيولوج، األول :أنه سشبه الناس كلهم من حيث السمات المشثكة يف اإلرث ر ي ّ فلكل فرد هنا، الت ينتمون إليها. الت يعيشون فيها ،والمجتمعات والثقافات ي والبيئة ي ً ً ًّ البيولوج ذاته ،بوصفه كائنا حيا اجتماعيا . التكوين العضوي / ر ي ّ ّ شخصية الفرد مع الثان :أنه سشبه بعض الناس ،فهذا ما يداحظ يف تشابه سمات ينتم إليها ،أو بعض األفراد الذين ينشأ – أو يتعامل – معهم. الت ي سمات أعضاء الجماعة ي (المرصي ،4772 ،ص )54 ّ ّ ّ ّ الشخصية اإلنسانية تتسم بالخصائص التالية: وبناء عىل ما تقدم ،يمكن القول :إن (ميداد)22 ،4779 ، - 011https://attanweerlibrary.blogspot.com100 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ وتتطور يف وحدة متكاملة ،من خدال تآزر فالشخصية تنمو -4النمو والتكامل : ّ ّ الشخصية وقدراتها ،وعملها بصورة مستمرة ومتفاعلة مع مواقف الحياة سمات هذه ّ الت المختلفة ،وال سيما تفاعل اإلنسان مع بيئته وأنماط التنشئة االجتماعية المتعددة ي ّ ّ الشخصية بعنارصها الكاملة ،يف أثناء التعامل مع هذه وبالتال استجابة هذه يتعرض لها، ي ّ المواقف المتنوعة. ّ ّ ّ وتعت شعور الفرد بأنه هو ذاته ،وإن حدثت لـه الشخصية (الذاتية) : -0الهوية ي ّ ونفسية ،عث مراحله النمائية .فمن طبيعة اإلنسان أن ّ ّ ّ يتغث ويتبدل من تغثات جسدية ر ر ر ّ ّ يوم إل آخر ،بحكم قانون التطور ،والذي سشمل جوانب الشخصية كافة ،من بداية ّ ّ ّ التغثات ه ذاتها ،عىل الرغم من ر الحياة وحت نهايتها .ر غث أن هويته األساسية تبق ي عامىل ( :العمر والثقافة) . الت تحدث بفعل ي الجسدية أو الوجدانية ،ي ّ ّ ّ ّ مستمرة ما دام لشخصية اإلنسانية، والتغث :أي أن خاصية الثبات يف ا -2الثبات ّ ّ ّ ّ التغث والتطور، وف المقابل فهذه الشخصية تابعة لخاصية ر الشخص عىل قيد الحياة ،ي ّ ّ والت تتفاوت يف شدة فاعليتها إلحداث الت تحدث بفعل المؤثرات المحيطة بالشخص ،ي ي ّ ّ التطورية. التغثات ر ّ وف البناء وهذا الثبات الذي يتجىل يف ( :األعمال وأسلوب التعامل مع اآلخرين ،ي والخثات) والخارج للشخص ،بما يف ذلك الدوافع واالهتمامات واالتجاهات، الداخىل ر ر ي ي ً ّ ّ المستقبىل لهذه الشخصية. هو الذي سسمح – أحيانا – بالتنبؤ ي ّ ّ ّ ّ المستمر مع ما يحيط الشخصية تنمو وتتطور من خدال التفاعل والخداصة ،أن ً ّ ّ ّ ّ والتطور أيضا سمتان مدازمتان فالتغث للشخصية، بها .وكما أن الثبات سمة أساسية ر ً ا ّ ّ الشخصية قليال يف المجتمعات القديمة ،نظرا للشخصية .وإذا كان االهتمام بدراسة - 101https://attanweerlibrary.blogspot.com101 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ لعدم النظر إل الفرد كوحدة متكاملة ،فنن تعقد المشكدات االجتماعية /اإلنسانية، ّ ّ ّ الشخصية وتطور النظرة إل دور اإلنسان فيها ،أدى إل زيادة االهتمام بدراسة طبيعة اإلنسانية ،الكتشافها وإيجاد أفضل الطرائق للتعامل معها وتوظيف قدراتها. ً ثانيا-مفهوم الثقافة وخصائصها ا ًّ ّ وتميث بعضها من بعض، هاما يف تصنيف المجتمعات واألمم، تعد الثقافة عامال ر وذلك بالنظر لما تحمله مضمونات الثقافة من خصائص ودالالت ذات أبعاد فردية ً واجتماعية ،وإنسانية أيضا. ّ تعددت تعريفات الثقافة ومفهوماتها ،وظهرت ر عشات التعريفات ما ربي ولذلك، ( )4752-4994منها ما أخذ بالجوانب المعنوية /الفكرية ،أو بالجوانب الموضوعية / ً ّ اإلنسان سثورة المجتمع المادية ،أو بكليهما معا ،باعتبار الثقافة -يف إطارها العام -تمثل ر ي ّ والعلمية . وإبداعاته الفكرية وهذا ّ التنوع يف التعريفات ،حدا بـ /إدجار موران /أن يقول بعد مرور قرن عىل أول ّ تعريف ر وبولوج للثقافة " :كلمة الثقافة بداهة خاطئة ،كلمة تبدو وكأنها كلمة ثابتة، أنث ر ي ّ ّ ّ ّ ّ حازمة ،والحال أنها كلمة فخ ،خاوية ،منومة ،ملغمة ،خائنة ..الواقع أن مفهوم الثقافة ّ ً ً ّ ً ليس ّ اليوم " (. التعبث أقل غموضا وتشككا وتعددا ،يف علوم اإلنسان منه يف علوم ر ي )Morin, 1969, p.5 -4مفهوم الثقافة : ً ر ّ وأكثها شيوعا ،ذلك التعريف الذي وضعه /ادوارد ولعل أقدم تعريف للثقافة، - 012https://attanweerlibrary.blogspot.com102 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ الكل المركب الذي سشتمل عىل المعرفة ه ذلك تايلور /والذي يفيد بأن الثقافة :ي الت يكتسبها اإلنسان والعقائد ،والفن واألخداق والقانون ،والعادات ر وغثها من القدرات ي ً ّ بوصفه عضوا يف المجتمع( .مجموعة من الكتاب ،4779 ،ص )7 ّ ّ ه ذلك وعرفها عالم االجتماع الحديث /روبرت ربثستيد /بقوله " :إن الثقافة ي ّ ّ ّ ّ الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه ،أو نقوم بعمله أو نمتلكه ،كأعضاء يف مجتمع " . ّ ادل )J. Spradleyأن ثقافة المجتمع، وضمن هذا المفهوم ،يرى /جيمس ر سث ي ّ تتكون من ّ كل ما يجب عىل الفرد أن يعرفه أو يعتقده ،بحيث يعمل بطريقة يقبلها أعضاء ّ ّ ّ ّ تتكون من األشياء أو مادية فحسب ،أي أنها ال المجتمع ..إن الثقافة ليست ظاهرة ّ ّ فه ه تنظيم لهذه األشياء يف شخصية اإلنسان .ي الناس أو السلوك أو االنفعاالت ،وإنما ي ما يوجد يف عقول الناس من أشكال لهذه األشياء) Spradley, 1972, p.p. 6-7) . ّ ّ وهذا يتفق إل حد بعيد مع التعريف الذي يفيد بأن مصطلح الثقافة Cultureيف اإلنكلثية ،عىل معت الحضارة Civilizationكما يف اللغة األلمانية ،له وجهان: اللغة ر وجه ذان :هو ثقافة العقل ..ووجه موضوع :هو مجموعة العادات واألوضاع ّ الفنية واألدبية ،والطرق العلمية والتقنية ،وأنماط االجتماعية ،واآلثار الفكرية واألساليب ّ معي .فالثقافة ه طريق حياة الناسّ ، وكل ر التفكث واإلحساس ،والقيم الذائعة يف مجتمع ر ي ً ً ما يملكون ويتداولون ،اجتماعيا وبيولوجيا( .صليبا)299 ،4794 ، ّ ّ وربما يكون أحدث مفهوم للثقافة ،هو ما جاء يف التعريف الذي اتفق عليه يف إعدان ّ ّ مكسيكو ( 5آب ،) 4790والذي ينص عىل أن الثقافة – بمعناها الواسع – يمكن النظر - 103https://attanweerlibrary.blogspot.com103 www.facebook.com/tanweerlibrary ً إليها عىل ّأنها " :جميع السمات الروحية والمادية والعاطفية ،الت ّ تمث مجتمعا بعينه ،أو ي ر وه تشمل :الفنون واآلداب وطرائق الحياة ..كما تشمل الحقوق فئة اجتماعية بعينها .ي األساسية لإلنسان ،ونظم القيم والمعتقدات والتقاليد " . ّ ّ ر ّ مجرد نوع خاص من ه إال ويعتقد معظم علماء األنثوبولوجيا أن الحضارة ما ي ّ ّ الثقافة ،أو باألحرى ،شكل معقد أو " ر ٍاق " من أشكال الثقافة .ولذلك لم يعتمدوا قط، ّ تميث الذي وضعه علماء االجتماع ربي الثقافة والحضارة ..فمن المعروف أن بعض ال ر ّ ر اإلجمال للوسائل البشية " يمثون ربي الحضارة بوصفها " المجموع علماء االجتماع ر ي ر اإلجمال للغايات البشية "( .لينتون ،4759 ،ص )412 وبي الثقافة بوصفها " المجموع ر ي ً ر األنثبولوجيا الثقافية / الباحثي يف دراسة كثث من وتأسيسا عىل ذلك ،اعتمد ر ر ّ ه: النفسية واالجتماعية /عىل ثداثة مفهومات أساسية ،ي ّ التحثات الثقافية :وتشمل القيم والمعتقدات المشثكة ربي الناس . ّ ّ الت تربط الناس بعضهم العالقات االجتماعية :وتشمل العداقات الشخصية يمع بعض . ّ ّ ّ ّ التحثات الثقافية الكىل المركب من الت تعد الناتج أنماط أساليب الحياةر ي ي ّ والعداقات االجتماعية (مجموعة من الكتاب ،4799 ،ص)42 ّ ّ ويعث عن يعت أن الثقافة تهدي اإلنسان إل القيم ،حيث يمارس االختيار ر وهذا ي ّ وبالتال يتعرف إل ذاته ويعيد النظر يف إنجازاته وسلوكاته. الت يرغبها، ي نفسه بالطريقة ي ّ ً ً ّ وعىل الرغم من ذلك ،فنن أية ثقافة ال تؤلف نظاما مغلقا ،أو قوالب جامدة يجب أن - 014https://attanweerlibrary.blogspot.com104 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ويتبي من التأكيد عىل حقيقة الثقافة يتطابق معها سلوك أعضاء المجتمع جميعهم. ر ّ ّ ر شء ،ألنها ليست سوى السيكولوجية ،أن الثقافة بهذه الصفة ،ال تستطيع أن تعمل أي ي ّ ً تفكث ،عند األشخاص الذين يؤلفون مجتمعا مجموع من سلوكات وأنماط وعادات ر ً ّ ّ معي( .هرسكوفيث ،4791ص )55 خاصا ،يف وقت محدد ومكان ر ً ّ ً ّ ّ مجردا وهكذا يمكن القول :إن الثقافة – يف إطارها العام – ليست إال مفهوما ّ ر قاف ،وأن رصورة الثقافة لفهم األحداث سستخدم يف الدراسات األنثوبولوجية للتعميم الث ي والتنبؤ بإمكانية وجودها أو وقوعها ،ال ّ ّ ّ ف العالم ر أهمية عن رصورة استخدام تقل البشي، ي ّ الطبيىع وإمكانية التنبؤ بها . مبدأ( الجاذبية) لفهم أحداث العالم ي -0خصائص الثقافة : ً ا ّ تعد الحياة االجتماعية يف أي مجتمع ،نسيجا متكامال من األفكار والنظم والسلوكات ّ الت ال يجوز الفصل فيما بينها ،باعتبارها تشكل الثكيبة الثقافية يف المجتمع ،وإل درجة ي ّ تحدد مستوى ّ تطوره الحضاري. ً االجتماع، البيولوج لإلنسان يف الثقافة معدوما عىل المستوى التأثث وإذا كان ر ر ي ي ّ الحاالت الثقاف عىل العامل تأثث فنن ، ) الشاذة ( الستثنائية ا الفردية بعض باستثناء ر ي تأثث فاعل ومحسوس ،ليس عىل مستوى الفرد فحسب ،بل عىل الوجود البيولوج ،هو ر ر ي ّ ّ مستوى المجتمع بوجه عام .ولذلك ،فكما يتم اصطفاء النوع ،يتم اصطفاء الثقافة عىل أساس ّ تكيفها مع البيئة .وبمقدار ما تساعد الثقافة أعضاءها يف الحصول عىل ما ّ ّ وف تجنب ما هو خطر ،فننها تساعدهم عىل البقاء( .سكيث،4792 ، يحتاجونه ،ي ص) 422 - 105https://attanweerlibrary.blogspot.com105 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ ّ االجتماع الذي يأن منسجما مع اإلطار وهذا يؤكد أن النموذ العام ألي ثقافة ،ي ي أنتجها ،ويرسم بالتال السمات والمظاهر االجتماعية لدى األفراد الذين ر ّ يتشبون هذه ي الثقاف واستمراريته وتطويره. الثقافة ،ويعملون ما بوسعهم للحفاظ عىل هذا النموذ ي ً ّ ّ فنن ّ ثمة خصائص تتسم بها الثقافة ،بحسب مفهومها واستنادا إل هذه المعطيات، ّ وطبيعتها ،ومن أبرز خصائص هذه الثقافة أنها : ّ عصت خاص، المزود بجهاز -1/ 0إنسانية :فاإلنسان هو الحيوان الوحيد ري وبقدرات عقلية فريدة تتيح لـه ابتكار أفكار جديدة ،وأعمال جديدة . .فاإلنسان – عىل ّ وتكيف معها باخثاع سبيل المثال – انتقل من المناطق الدافئة إل المناطق االستوائية، ّ أعمال جديدة ،ومدابس ومساكن تخفف من الحرارة والرطوبة ..وانتقل من طور ّ الرع والزراعة ،من دون أن تظهر (مرحلة) جمع القوت إل طور الصيد ،ومن ثم إل طور ي ّ وإنما الذي ّ عنده ّأية ّ تغث هو ثقافته ،أي مجموع أفكاره وأعماله تغثات عضوية تذكر، ر ر وسلوكاته . مسثة وعث ر -0/0مكتسبة :يكتسب اإلنسان الثقافة من مجتمعه ،منذ والدته ر ّ الشخصية .وبما ّأن ّ ّ يتمث بثقافة كل مجتمع الخثات حياته ،وذلك من خدال إنسان ر ر ي ّ ّ ّ معينة ،محددة الزمان والمكان ،فنن اإلنسان يكتسب ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه ّ ّ الفثيولوجية يف عملية االكتساب .أي أن عملية التنشئة منذ الصغر ،وال تؤثر العوامل ر الت تقوم بنقل ثقافة المجتمع إل الطفل .ومهما كانت ه العملية ي االجتماعية الثقافية ،ي ّ فننه سستطيع أن يلتقط ثقافة أي مجتمع ر بشي ،إذا ما ينتم إليها الفرد، الت ي السدالة ي عاش فيه فثة زمنية كافية . ّ -3/0اجتماعية :بما ّأن الثقافة ه نتا اجتماع أبدعته جماعة ّ معينة ،فنن ي ي - 016https://attanweerlibrary.blogspot.com106 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ تتم إال من خدال الجماعات (المجتمعات ) ،وذلك ألن هذه الثقافة دراسة الثقافة ال ّ تمثل عادات المجتمعات وقيمهم ،وليست عادات األفراد كأفراد .وإن كانت النظم الثقافية تختلف ف مدى شموليتها االجتماعية .فهناك نظم ّ تطبق عىل أفراد المجتمع ي ّ ّ سيما ف الثقافات المتمدنة ،ال ّ كثثة ،وال ّ تطبق إال عىل نظم هناك المقابل وف ر ي جميعهم ،ي ّ جماعة ّ معينة داخل المجتمع الواحد ،وال تطبق عىل الجماعات األخرى .وهذا ما يدخل وصق ،4794 ،ص )91-94 يف الثقافات الفرعية( . ي ّ - 0 /0 تطورية /تكاملية :عىل الرغم من ّأن ّ بشية ّ لكل جماعة ر معينة ثقافة خاصة ّ ّ متطورة مع ّ ّ تطور المجتمع من حال إل ه بها ،إال أن هذه الثقافة ليست جامدة ،بل ي ً ّ ّ حال أفضل وأرف .وال ّ التطور يف جوهر الثقافة ومحتواها فحسب ،وإنما أيضا يف يتم ّ المتطور. الممارسة والطريقة العملية لسلوكات اإلنسان الذي يعيش يف المجتمع ّ التطور ال يعت ّأن ّ كل مرحلة ثقافية منعزلة عن األخرى ،بل ّ ثمة تكامل وهذا ّ ثقاف يف ثقافة المجتمع الواحد .وذلك ألن الثقافة بتكاملها ،تشبع حاجات اإلنسان ي ّ وبي المسائل والفكر، بالروح صلة المت المسائل بي تجمع وه والمعنوية، المادية ر ر ي ّ ّ ّ المتصلة بحاجات الجسد .أي أنه تحقق التكامل ربي الحاجات البيولوجية والنفسية واالجتماعية والفكرية والبيئية. ّ -5/0استمرارية /انتقالية :بما أن الثقافة تنبع من وجود الجماعة ورضاهم عنها، ً ّ ّ ّ معي ،وال تنحرص يف مرحلة محددة ..لذا ال فه بذلك ليست ملكا لفرد ر وتمسكهم بها ،ي ّ ّ جماع وتراث يرثه أفراد المجتمع جميعهم .كما أنه تموت الثقافة بموت الفرد ،ألنها ملك ي ّ ال يمكن القضاء عىل ثقافة ما ،إال بالقضاء عىل أفراد المجتمع الذي يتبعها ،أو بتذويب أكث أو أقوى ،تفرض ثقافة جديدة الت تمارس هذه الثقافة ،بجماعة ر تلك الجماعة ي ّ بالقوة( .نارص ،4795 ،ص )421 -422 - 107https://attanweerlibrary.blogspot.com107 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ً ً ّ وإذا كانت الثقافة تشكل إرثا اجتماعيا ،فننها إذن قابلة لدانتقال من جيل الكبار إل جيل الصغار بواسطة عملية التثقيف أو التنشئة الثقافية /االجتماعية ،أي العملية تعت يف بعض جوانبها ( :نقل ثقافة الراشدين إل الذين لم يرشدوا بعد ) .كما الت ي الثبوية ي يمكن أن ّ يتم هذا االنتقال (االنتشار) إل جماعات إنسانية أخرى من خدال وسائل ّ االتصال المختلفة . ّ ّ فالثقافة ال توجد إال بوجود المجتمع ،والمجتمع من جهته ال يقوم ويبق إال ّ ّ الت بالثقافة ،ألن الثقافة طريق ر وه ي متمث لحياة الجماعة ونمط متكامل لحياة أفرادها ،ي ّ تمد هذه الجماعة األدوات الدازمة الطراد الحياة فيها ،وإن كانت ّ ثمة آثار يف ذلك لبعض العوامل البيولوجية والجغرافية . ً ّ والشخصية ثالثا -الثقافة ّ ّ ّ الثقاف الذي وتتطور ،من جوانبها المختلفة ،داخل اإلطار شخصية الفرد تنمو إن ي الت تنشأ فيه وتعيش ،وتتفاعل معه حت تتكامل وتكتسب األنماط الفكرية والسلوكية ي ّ تسهل ت ّ االجتماع العام . كيف الفرد ،وعداقاته بمحيطه ي ّ ّ وليس ّ ّ شخصية، األكث من محتوى أية ثمة شك يف أن الثقافة مسؤولة عن الجزء ر ّ ّ السطح للشخصيات ،وذلك عن طريق تشديدها وكذلك عن جانب مهم من التنظيم ي ّ عىل اهتمامات أو أهداف ّ ّ معينة .ويكمن ش مشكلة العداقة ربي الثقافة والشخصية يف التال " :إل أي مدى يمكن اعتبار الثقافة مسؤولة عن التنظيم المركزي السؤال ي ّ للتأثثات يمكن هل : أخرى وبعبارة السيكولوجية؟ األنماط عن أي ات؟ للشخصي ر ّ ّ الشخصية وتعدلها؟ " (لينتون ،4751 ،ص )527 الثقافية أن تنفذ إل لباب - 018https://attanweerlibrary.blogspot.com108 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ ه عملية تربوية إن الجواب عىل هذا التساؤل ،يكمن يف أن عملية تكوين الشخصية ي الت يحصل عليها من البيئة /تعلمية – تثقيفية ،حيث يجري فيها اندما ر خثات الفرد ي ّ ً ّ ّ المحيطة ،مع صفاته التكوينية ،لتشكل معا وحدة وظيفية متكاملة تكيفت عنارصها، ّ ً فا متبادال ا ،وإن كانت ر أكث فاعلية يف مراحل النمو األول من حياة بعضها مع بعض تكي الفرد . ويمكن أن نطلق اسم التثقيف أو المثاقفة ،Enculturationعىل جوانب تجربة ّ التعليم الت ّ ويوصل بها إل إتقان معرفة غثه من المخلوقات، يتمث بها اإلنسان عن ر ر ي ر ثقافته .والتثقيف يف جوهره ،سياق تشيط شعوري أو ال شعوري ،يجري ضمن الحدود الت ّ تعينها مجموعة من العادات .وال ينجم عن هذه العملية التداؤم مع الحياة ي ً االجتماعية القائمة فحسب ،بل ينجم أيضا الرض ،وهو نفسه جزء من التجربة التعبث الفردي وليس عن الثابط مع اآلخرين يف الجماعة. االجتماعية ،ينجم عن ر (هرسكوفيث ،4791 ،ص ) 21 ّ وإذا كان /هرسكو فيث /ركز عىل االستمرارية التاريخية يف الثقافة ،من خدال عملية ً ّ ّ سابث /سشدد عىل العداقة ربي الثقافة والشخصية ،استنادا إل (المثاقفة ) ،فنن / ر ر سابث " :هناك األساس اللغوي الذي كان لـه الكبث يف األنثوبولوجيا البنيوية .يقول ر التأثث ر ر ّ ّ ّ ّ ّ عداقة أساسية ربي الثقافة والشخصية .فدا شك يف أن أنماط الشخصية المختلفة ،تؤثر ً ً تفكث عمل المجموعة بكاملها ،وعملها ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى، تأثثا عميقا يف ر ر ّ تث ّ ّ الشخصية االجتماع ،يف بعض األنماط المحددة من أنماط السلوك أشكال بعض خ س ي ّ ّ نسبية " )Sapir, 1967), p.75 ،حت وإن لم يتداءم الفرد معها إال بصورة وإذا كانت المفاهيم العلمية األول ،تصف سلوك اإلنسان وتربطه بعدد من الدوافع - 109https://attanweerlibrary.blogspot.com109 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ أهمية العوامل النفسية واالجتماعية والقيم والسمات العامة ،فنن العلم الحديث يؤكد الت تظهر يف هذا السلوك . السائدة يف المجتمع ،ي ً ً ّ ّ تكون رافدا أساسيا من روافد هذه بالشخصية ،حيث فالثقافة إذن ترتبط ّ ّ ّ ّ ّ الشخصية وتحدد سماتها .ولذلك ،فنن دراسة الثقافة والشخصية ،تمثل نقطة التقاء ربي ً ّ ً علم النفس وعلم اإلنسان ( ر جيدا ،من األنثبولوجيا ) .فدا يمكن فهم أي شخص فهما ّ لت نشأ عليها .كما ال يمكن فهم أي ثقافة إال بمعرفة دون األخذ يف االعتبارات الثقافية ا ي ّ بالتال يف سلوكاتهم الملحوظة ،حيث األفراد الذين ينتمون إليها ويشاركون فيها ،وتتجىل ي النواج التالية : تأثثات الثقافة عىل الفرد يف تبدو ر ي ً ّ تجث كثثا ما ر -4الناحية الجسمية :إن الثقافة السائدة لدى شعب من الشعوب ،ر ّ ّ جثية وإلزام ،وسيطرة مستمدة من العادات والقيم والتقاليد -عىل الفرد – بما لها من قوة ر ً ً ّ كبثا .فعىل سبيل المثال :كانت أعمال وممارسات قد ترص بالناحية الجسمية رصرا ر ّ الصي ،أن تثت أصابع الطفلة ر األنت ،وتطوى المرفهة يف العادات لدى بعض الطبقات ر ّ ر تمىس مشية خاصة. تحت القدم ،وتلبس حذاء سساعد يف إيقاف نمو قدمها ويجعلها ي ّ التشوه الذي يحصل للقدم ،فقد كانت تلك المشية باإلضافة إل صغر فعىل الرغم من القدم ،من أهم دالئل الجمال . ّ ً ّ ّ تأثثا -0الناحية العقلية :ال شك يف أن الثقافة بأبعادها المادية والمعنوية ،تؤثر ر ا للشخصية ،وال ّ ّ المعرف /الفكري .فالفرد سيما من الجانب فاعال يف الناحية العقلية ي الذي يعيش يف جماعة (مجتمع) تسود ثقافتها العقائد الدينية أو األفكار السحرية ،تنشأ ّ غث الت تسود يف المجتمع الهندي أو الصيت ،ر ي عقليته وأفكاره متأثرة بذلك .فالمعتقدات ي ّ الطبيىع أن وبالتال فننه من العرن، األمريك أو الت تسود يف المجتمع ري ي ي ي تلك المعتقدات ي - 001https://attanweerlibrary.blogspot.com110 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ المتحرص ،بثقافة مجتمعه ،وال ّ سيما البدان ،أو يف المجتمع يتأثر الفرد سواء يف المجتمع ي عن طريق األشة ،باعتبار ّأن من ّ االجتماع وتأييده أهم وظائف األشة ،مساندة الثكيب ي . ّ االنفعال ،ما لدى الشخص من يتضمن الجانب -2الناحية االنفعالية : ي ً ّ والت يزود بها منذ تكوينه وطفولته. ، نسبيا الثابتة الغريزية االستعدادات والدوافع ي ً ا ّ بالنواج الكيميان والغددي والدموي ،وتتصل اتصاال وثيقا وتعتمد عىل التكوين ي ي ّ ً ً ّ ر كبثا يف تربية الفثيولوجية والعصبية .وتؤكد الدراسات األنثوبولوجية ،أن للثقافة دورا ر ر ً فكثثا ما نجد مزا الشخص وتهذيب انفعاالته ،وإن لم يكن لها الدور الحاسم يف ذلك. ر ً البيولوج ،عوامل (استعدادات) تثث لديه الغضبّ ، لكن شخصا قد ورث يف تكوينه ر ر ي ّ التنشئة االجتماعية /الثقافية ،ونبذ المجتمع لتلك الصفة ،يجعله يعدل من سلوكه. ُ ُ الناحيتي العقلية واالنفعالية ،باعتبارهما المواد -1الناحية الخلقية :تستند إل ر ُ ُ ّ ه الت تبت عليها الصفات الخلقية .ولذا فنن األخداق السائدة يف المجتمع ،ي الخام ي ّ نواج الحصيلة الناتجة من تفاعل القوى العقلية واالنفعالية ،مع عوامل البيئة .أي أن ال ي ً األخداقية ر االجتماع والثقافة المهيمنة عىل أكث قربا إل العوامل البيئية ،والوسط ي ّ ً ّ بالمعايث األخداقية أخداف خاص ينساق فيه الفرد ،متأثرا فلكل ثقافة نسق الشخص. ر ي ر الخث والش ،والصواب والخطأ ،وما يجوز وما ال يجوز ،وإن كانت السائدة من ناحية ر ّ نسبية تختلف يف معانيها ودالالتها من مجتمع إل مجتمع آخر .ولذلك، المعايث هذه ر ً ً نست ..والسلوك الشاذ يف ثقافة ما ،قد يكون سلوكا عاديا أمر ، المعايث تلك عن فالجنوح ر ري ّ ا لمعايث وقيم ثقافة أخرى .فالشقة مثال :تعد من الجرائم يف المجتمعات بالنسبة ر ّ ّ كثث من الشعوب البدائية والقديمة ،حت أنها كانت الحديثة ،ولكنها كانت مباحة عند ر ً الساعان ،4792 ،ص )049-042 نوعا من أنواع البطولة( . ي - 111https://attanweerlibrary.blogspot.com111 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ األنثوبولوجيون النفسيون عىل حدوث ّ ر ّ الشخصية العامة تغثات يف ويتفق ر ً ّ ّ ّ متنوعة لتأثث عوامل عث الزمان ،ولكن معدالت تلك التغثات تختلف تبعا ر ر للمجتمع ر ّ ّ ّ ّ ّ تغث شخصية التغيث ومتشابكة ،ومن أهمها الثقاف ..ويتجه الرأي العام إل التعميم ،بأن ر ر ي ّ ّ ّ عث األجيال. ضح يت ما وهذا ، الثقاف التعيث ل معد من أبطأ سسث بمعدل ر ر المجتمع ر ي ّ ّ ّ الت رتثز فاختداف شخصيات األبناء عن شخصيات اآلباء ،من الظواهر النفسية ي ّ ّ ّ الثقاف .ولذلك ترى / التغث تمث بوضوح عملية ر والت ر ي بوضوح يف المجتمعات المتمدنة ،ي ّ ّ ّ مارغريت ميد /عالمة االجتماع األمريكية ،أن كل عضو (فرد) يف كل جيل سسهم – من وبالتال سسهم أعضاء الطفولة وحت الشيخوخة – يف إعادة رشح األشكال الثقافية، ي ّ ّ ّ ّ الت تصطدم الثقاف .ولكن يجب مداحظة أن التغث عملية المجتمع يف ر ر ي التغثات الثقافية ي ّ ّ التأثث بالشخصية العامة للمجتمع ،يكون مآلها الفشل يف أغلب األحيان .وهكذا ،فنن ر والشخصية ،وذلك بالنظر لحدوث ّ ّ تغث يف أحدهما أو يف بعضهما متبادل ربي الثقافة ر ً وصق ،4795 ،ص ) 425 معا( . ي ّ وإذا كان ّ ّ الشخصية والثقافة ،فنن ذلك يعود إل الفرق يف األسس ثمة فرق ما ربي ّ ّ العصت ،ودورة الت تقوم عليها كل منهما .فالشخصية تعتمد عىل دماغ الفرد وجهازه ري ي ّ اإلنسانّ .أما الثقافة ،فتستند إل الجسم حياة دورة مظاهر من مظهر إال ه ما حياتها ي ي ّ مجموع أدمغة األفراد الذين يؤلفون المجتمع .. ً ّ ّ تتطور هذه األدمغة ّ ّ وتستقر ّثم تموت ،تتقدم دوما أدمغة جديدة كل بمفرده وبينما ّ ّ ّ حاالت الت طمستها قوى والثقافات المجتمعات من ة كثث توجد ه أن ومع . ها لتحل محل ر ي ّ ّ ّ خارجة عنها ،إال أنه من الصعب أن نتصور أن المجتمع أو ثقافته ،يمكن أن يموت بسبب الشيخوخة( .لينتون ،4751 ،ص ) 299 - 002https://attanweerlibrary.blogspot.com112 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ االجتماع السائد ،ويتجىل ذلك فتأثث الثقافة قوي وفاعل يف الحفاظ عىل النسق ر ي ّ عفيق ،4790 ،ص )414 فيما تقدمه إل إفراد المجتمع يف الجوانب التالية ( : ي ّ ينبىع أن يكون الت -4توفر الثقافة للفرد ،صور السلوك ر ي والتفكث والمشاعر ،ي ّ عليها ،وال ّ سيما يف مراحله األول ،بحيث ينشأ عىل قيم وعادات تؤثر يف حياته ،بحسب الت عاش فيها . طبيعة ثقافته ي ّ تفسثات جاهزة عن الطبيعة والكون وأصل اإلنسان -0توفر الثقافة لألفراد، ر ودورة الحياة . ّ توفر الثقافة للفرد المعان والمعايث الت سستطيع أن ّ يمث – يف ضوئها -ما هو -2 ر ر ي ي صحيح من األمور ،وما هو خاىطء. ّ -1 الضمث ّ الضمث – فيما بعد- الح عند األفراد ،بحيث يصبح هذا تنم الثقافة ر ر ي ي الرقيب القوي عىل سلوكاتهم ومواقفهم . ً ّ -5 تنم الثقافة المشثكة يف الفرد ،شعورا باالنتماء والوالء ،فثبطه باآلخرين يف ي جماعته بشعور واحدّ ، وتمثهم من الجماعات األخرى . ر ً وأخثا ،تكسب الثقافة الفرد ،االتجاهات السليمة لسلوكه العام ،يف إطار -5 ر السلوك المعثف به من قبل الجماعة. ّ ّ إن ردود فعل الفرد تجاه النظام ،هو الذي يؤدي إل نموذ السلوك الذي ندعوه " ّ ّ الشخصية " .وتصنف النظم يف أنظمة أولية ونظم ثانوية .فالنظم األولية :تنشأ عن ّ ر الت يمكن أن يتحكم فيها الفرد( ،كالغذاء والعادات الجنسية ،وأنظمة التعليم الشوط ي - 113https://attanweerlibrary.blogspot.com113 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ المختلفة )ّ .أما النظم الثانوية :فتنشأ من إشباع الحاجات وانخفاض التوتر الناجم عن النظم األولية .مثال ذلك :اعتقاد بعض الشعوب بآلهة ،تطمي القلق الناجم عن حاجة ّ إن ما ّ يمث هذا الرأي عما سبقه ،هو صفته تأمي موارد غذائية دائمة. ر هذه الشعوب إل ر ّ ّ الشخصية األساسية ينتج عن تحليل النظم االجتماعية ،وتحليل الديناميكية ،ألن بنيان أثرها عىل األفراد يف ثقافة بعد أخرى( .هرسكوفيث ،4791 ،ص)54 ّ ولذلك يداحظ أنه عندما تختلف الثقافة يتبعها اختداف يف أنماط السلوك .فننسان ً العرص الحجري القديم يختلف عن إنسان العرص الحجري الجديد ،ويختلف أيضا عن الثونزي والعرص الحديدي .فاإلنسان الذي سستخدم األدوات البدائية إنسان العرص ر ر والحشات والطيور ،ويخاف من كاألحجار والعظام والخشب ،ويأكل البذور والجذور ّ ً النار ،ال يتوافق ثقافيا مع اإلنسان الذي سستخدم الكهرباء أو يتحكم باآلالت عن بعد، ّ وغث ذلك .وحت يف ويأكل الطعام من المطبخ ويتفي يف صنع األنواع المختلفة منه ،ر ّ هذا العرص ،فاإلنسان الذي يعيش يف دولة متحرصة وتختلف ثقافته عن ثقافة اإلنسان ً ّ ّ فنن سلوك ّ الثان ،تبعا األول – وال شك – يختلف عن سلوك الذي يعيش يف دولة نامية، ي ّ للزاد الثقاف الذي ّ تزودت به شخصيته( .غالب ،4774 ،ص ) 422 ي ّ ّ ّ استغلها العلماء ر ّ ّ األنثوبولوجيون األوائل الت وقد أدى التخىل عن الفرضية التطورية ي ي ّ ،فيما بعد ،إل تسهيل الدمج بي األسلوبي :ر والسيكولوج ..،والواقع أن وبولوج األنث ر ر ر ي ر ي ّ ّ ّ التطورية تداشت ،وحل محلها مفهوم الثقافات بوصفها وحدات وظيفية الفرضية (النظرية) ّ متكاملة ،كما ظهر االتجاه إل دراسة المجتمعات البدائية باعتبارها كيانات قائمة بذاتها ،وهذا مالينوفسك /الرائد األول لهذه الحركة( .لينتون ،4759 ،ص )479 ما دعا إليه / ي ّ تضق عىل حياة الفرد قيمة ومعت ،وتكسب وجوده وهكذا يمكن القول :إن الثقافة ي - 004https://attanweerlibrary.blogspot.com114 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ تمد األفراد بالقيم واآلمال واألهداف الت ّ توحد مشاعرهم بالتال وه ي ي غرضا لـه أهميته .ي ّ يعت – بأي حال من وأساليب حياتهم .ر غث أن تشكيل الثقافة للفرد عىل هذا النحو ،ال ي ّ األحوال – إلغاء فرديته ،إذ بواسطة الثقافة تنمو إمكانياته وتتحرر قواه ،ويكتسب قدراته ً ّ الواع( .حسن ،4799 ،ص والتميث بالتال قادرا عىل االختيار الصحيح المتعددة ،ويصبح ر ي ي ّ )7هذا مع األخذ يف الحسبان الفروق الفردية ربي األشخاص ،من حيث تأثرهم بالثقافة أو تأثثهم فيها . ر ا ر األنثوبولوجيا ،سستطيع دراسة لقد ناقش العلماء طويال فيما إذا كان عالم ّ النفىس .ولم الشخصية يف المجتمعات البدائية ،دون أن يخضع – هو نفسه -للتحليل ي ّ يدر حديث طويل ّ يهتم بالدراسة النفىس الذي عما إذا كان يجب عىل عالم التحليل ي ّ ر الت المقارنة للثقافات ،أن يحصل عىل معلومات مستمدة من ر خثة مباشة بالمجتمعات ي ً تختلف عن مجتمعه اختدافا اتاما ،يف الجزاء واألهداف وأنظمة الحوافز والضبط االجتماع . ي ّ النفىس ،الذين أبدو اهتمامهم بهذه المشكدات، فالواقع أن القليل من علماء التحليل ي ً أجروا بأنفسهم أبحاثا ميدانية الختبار نظرياتهم ربي جماعات ،تقع خار نطاق الثقافات / ً ّ التقليديي ،الذين األورو -أمريكية ./وهذا ينطبق أيضا– وإل حد ما -عىل علماء النفس ر يتناولون بالبحث سيكولوجية الثقافة ،وعىل العلماء الذين سستخدمون طرائق ومفاهيم المدرسة التحليلية (.هرسكوفيث ،4791 ،ص )59 ّ ّ ّ ّ الشخصية األساسية تختلف باختداف مجرد اإلقرار بأن تركيبات غث أن ر ّ ً ّ ما ر ير السيكولوج .وال يكتسب هذا الثقاف النمط مفهوم من أكث تقد ق يحق ال المجتمعات، ي ّ ّ إال إذا أمكننا ّ تقض طريق ّ ّ ّ الشخصية األساسية ،وإرجاعها إل تكون أهمية علمية اإلقرار ي - 115https://attanweerlibrary.blogspot.com115 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ التوصل إل تعميمات ّ ّ هامة بشأن العداقة التعرف إليها ..،وإذا أمكننا أيضا أسباب يمكن ّ بي ّ ّ وبي اإلمكانات الفردية الخاصة يف مجاالت تكون الثكيب األساش للشخصية ،ر ر ي ّ التكيف( .لينتون ،4759 ،ص )022 ّ ا ّ خط ّ ّ ّ تطوري يكاد يكون مماثال الشخصية ،سارت يف ومما يداحظ أن سيكولوجية ّ تأثث العلوم الطبيعية، لخط تطور األثنولوجيا .فقد وقع هذا الفرع يف بادىء األمر ،تحت ر ّ تفسث أوجه التشابه والفروق الفردية عىل أسس نفسية. فحرص اهتمامه يف الفرد ،وحاول ر ّ ّ ّ ّ ومع أن علماء النفس شعان ما أدركوا أهمية البيئة يف تشكيل الشخصية ،فنن فائدتها تفسث الفروق الفردية. اقترصت – يف البداية -عىل استخدامها يف ر ّ لقد اعتمد الباحثون النفسيون – يف الواقع -عىل نتائج مداحظاتهم المحدودة ،كما لو أنها ّ ّ بصحتها ،فافثضوا وجود غرائز عامة ّ متنوعة لتعليل ما الحظوه من ظاهرات .. قضايا مسلم ّ ّ ّ الشخصية تختلف باختداف المجتمعات والثقافات ،فكان معايث تبي لهؤالء العلماء أن ر ّثم ر ّ ّ اضطرتهم إل اتخاذ خطوات جذرية إلعادة تنظيم مفهوماتهم. هذا االكتشاف بمثلة صدمة (لينتون ،4759 ،ص )22 ً ّ ّ ّ ّ الشخصية ليست يف واقع الحال ،إال نتاجا للعوامل ولذلك ،فننه عىل الرغم من أن ّ ّ تبت الثقافية يف المقام األول ،فنن الفرد يثع – من خدال تجربته الثقافية – إل ي ً ّ ّ ّ ولكن نجاح ذلك ال يتحقق بالكامل أبدا، الت ترغب فيها جماعته. الشخصية النموذجية ي ّ أكث مرونة من غثهم ،وبعضهم اآلخر يقاوم عملية التثقيف ر ألن بعض األشخاص ر أكث ر غثه . من ر وهنا يمكن أن ّ الثقاف. وبي وسطه ر نمث ربي ثداث طرائق يف بحث التفاعل ربي الفرد ر ي - 006https://attanweerlibrary.blogspot.com116 www.facebook.com/tanweerlibrary الت تسىع إل تحديد األنماط ه طريقة "األشكال الثقافية " ،ي الطريقة األوىل :ي ّ ّ والت تحبذ نمو بعض نماذ الشخصية . السائدة يف الثقافات ،ي ّ ّ الت تؤكد ردود فعل الفرد ه طريقة " الشخصية النموذجية " ي الطريقة الثانية :ي وه طريقة أثنولوجية يف أساسها ،ألن المرجع فيها تجاه الوسط ي الثقاف الذي ولد فيه .ي ّ ً الت ينمو بداخلها بنيان األطر ل تشك الت الثقافية، واألنماط االجتماعية، النظم دائما هو ي ي ّ ّ فه تركز اهتمامها عىل الفرد ،معتمدة عىل تطبيق الشخصية السائد لدى الجماعة .ي ّ النفىس عىل الدراسة المقارنة لمشكدات أوسع ،تتمثل يف مشكدات التداؤم التحليل ي االجتماع. ي الت تستخدم طرائق اإلسقاط ه " طريقة اإلسقاط "Projectionي الطريقة الثالثة :ي ّ الحث ،وذلك لتحديد نطاق المختلفة يف التحليل ،وال سيما مجموعة /رورشاخ /من بقع ر ّ ّ ّ ّ وف هذه الطريقة يتمثل كل من الفرد والثقافة .وال شك يف بنيان الشخصية يف مجتمع ر معي .ي ّ ّ ّ ّ ّ ّ أن استخدام اختبار موحد ترجع إليه النتائج كلها ،يزود بأداة منهجية لمعرفة بيان شخصية أفراد جماعة ما ،يف ضوء تثقيفهم عىل النظم االجتماعية والقيم يف ثقافتهم( .هرسكوفيث، ،4791ص )19-19 ّ فالثقافة ال تؤثر يف أفراد المجتمع جميعهم ،بطريقة واحدة ،ولهذا يمكن أن يقسم أساسيتي : فئتي ر ر تأثث الثقافة يف الفرد إل ر الت تحدثها الثقافة يف الشخصيات وه أولهما – ر ّ التأثثات ي التأثثات العامة :ي ّ ينتم إل هذه الثقافة . الذي المجتمع أعضاء جميع المتطورة ،من ي الت تحدثها الثقافة يف أشخاص، وه ر وثانيهماّ - التأثثات ي التأثثات الخاصة :ي - 117https://attanweerlibrary.blogspot.com117 www.facebook.com/tanweerlibrary ينتمون إل جماعات أو قطاعات ،أو فئات ّ معينة من األفراد ،يعثف المجتمع بوجودها. (نارص ،4795 ،ص )97 ّ يكق ألن وعىل الرغم من ذلك ،يصبح الجميع – بوجه اإلجمال – ر متشابهي إل حد ي ّ يجد المرء – إذا ما طاف حول العالم – أن الناس يختلفون بعضهم عن بعض ،من ً مجتمع إل آخر ،تبعا الختداف الثقافات الواحدة عن األخرى .ولكن بينما سسىع األفراد إل نيل الموافقة والحصول عىل الطمأنينة ،ويحاولون االمتثال ألنماط السلوك الت ّ تقرها ي ّ ّ ّ الت ينشدونها وطرق الجماعة أو التفوق عىل أقرانهم ،فنن ثقافتهم تحدد لهم األهداف ي الوصول إليها .وهذا هو موضع اهتمام (سيكولوجية الثقافة Psychology of ،Cultureأو السيكو أثنوغرافيا ،Psychoethnographyوهو دراسة الفرد من خدال ّ التثقيق الذي يؤدي إل تداؤمه مع قواعد السلوك القائمة يف مجتمعه عندما السياق ي ً يصبح عضوا فيه( .هرسكو فيث ،4791 ،ص 27و )14وهنا يكمن جوهر إحدى ّ التثقيق يف تأثث السياق المشكدات األساسية يف دراسة الثقافة ،والمتمثلة يف معرفة ر ي ّ والنفىس. وتطورها العضوي والفكري المجتمع ،عىل نمو الشخصيات الفردية ي ّ ّ نفسية ،تعيش يف عقول األفراد ،وال وبما أن الثقافة – يف جوهرها – ظاهرة اجتماعية ً ّ ّ ّ الشخصيات الفردية يف اإلبقاء عىل الثقافة تعبثا عن نفسها إال عن طريقهم ،فنن دور تجد ر ّ ًّ ّ الت تتمكن بها أية ثقافة من البقاء عىل قيد الحياة ،حت يتضح بصورة جلية جدا ،يف الطريقة ي خارج ظاهري ،وحت بعد زوال المجتمع الذي كان يحمل بعد انقطاع ر التعبث عنها يف سلوك ر ي هذه الثقافة يف األصل .ولذلك ،سستطيع عالم األثنولوجيا أن سستعيد العنارص األساسية بق عىل قيد الحياة .كما سستطيع أن لثقافة مجتمع منقرض ،من آخر رجل من هذا المجتمع ي سستعيد المهارات الخاصة الت سبق أن ّ تدرب عليها هذا الرجل( .لينتون ،4751 ،ص ) 291 ي - 008https://attanweerlibrary.blogspot.com118 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ ّ ّ فه وتأسيسا عىل ما تقدم ،نجد أن ثمة عداقة وثيقة وتفاعلية ربي الثقافة وأبنائها ،ي ّ الت ّ ّ يترصفون بطريقة منسجمة توجههم يف جوانب حياتهم المختلفة ،لدرجة أنهم ي ّ وآلية ،يف معظم األحيان .واألفراد يف المقابل ،يؤثرون يف هذه الثقافة ويسهمون يف ّ والفنية والعلمية .ولذلك ،نرى تطويرها وإغنائها ،من خدال نتاجاتهم وإبداعاتهم الفكرية ر ّ للتعرف إل السمات واألنثوبولوجية ،بدراسة الثقافة اهتمام علماء الثبية واالجتماع ّ ّ بالتال إل العامة للفرد أو الجماعة (المجتمع) يف إطار مكونات هذه الثقافة ،والتعرف ي والتميث فيما بينها . وتفسثها أنماط الحياة االجتماعية للناس، ر ر مصادر الفصل ومراجعه ّ النهضة،بثوت . والشخصية ،دار ،سام حسن ( )4792الثقافة الساعان ر ي ي اإلنسان ،ترجمة :عبد القادر يوسف، سكيث ،ب .ف ( )4792تكنولوجيا السلوكي عالم المعرفة ( )20الكويت . - 119https://attanweerlibrary.blogspot.com119 www.facebook.com/tanweerlibrary اللبنان ،ربثوت. الفلسق ،دار الكتاب صليبا ،جميل ( )4794المعجمي ي عفيق ،دمحم الهادي ( )4790يف أصول الثبية ،مكتبة األنجلو المرصية ،القاهرة . ي غالب ،مصطق ( )4774السلوك ،دار الهدال ،ربثوت . الغامري ،دمحم حسن ( )4797المدخل الثقاف ف دراسة الشخ ّالجامىع صية ،المكتب ي ي ي الحديث ،االسكندرية . كلوكهون ،كدايد ( )4751اإلنسان يف المرآة ،ترجمة :شاكر سليم ،بغداد لينتون ،رالف ( )4751دراسة اإلنسان ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبةالعرصية ،ربثوت . لينتون ،رالف ( )4759راألنثوبولوجيا وأزمة العالم الحديث ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية ،ربثوت . ّ دمحم غنيمّ ،الشخصية ،دار النهضة العربية ،القاهرة . سيد ( )4779سيكولوجية ّ عىل الصاوي ،عالم المعرفة مجموعة من الكتاب ( )4779نظرية الثقافة ،ترجمة :ي( ،)002الكويت . ّ ّ ر والنش، المؤسسة الجامعية للدراسات الشخصية، عىل ( )4772نظرية المرصي ،يربثوت. العال ،دمشق. ميداد ،محمود ( )4779علم نفس االجتماع ،وزارة التعليمي نارص ،ابراهيم ( )4795راألنثوبولوجيا الثقافية – علم اإلنسان الثقافّ ، عمان – ي - 021https://attanweerlibrary.blogspot.com120 www.facebook.com/tanweerlibrary . األردن ) أسس ر4291( ، رباح النفاخ: ترجمة،األنثوبولوجيا الثقافية . ميلفيل، هرسكوفيث. دمشق،وزارة الثقافة ّ . دار المعارف بمرص،والشخصية ) الثقافة4795( عاطف،وصق ي - Barnuow , V. (1972) Cultural Anthropology, Homewood Illiois , Irwen Inc . - Morin , Edgar (1969) De La Culture - Analyse a La politique Culturelle, Communication, No: 14 , Paris . - Spradley, James (1973) Culture and Cognation, Chandle Publishing Company, san Francisco . - Sapir, Edward (1967) Anthropologies , Minuit, Col, Points, Paris . - 111 https://attanweerlibrary.blogspot.com121 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل الرابع ر األنثوبولوجية الثقافية Cultural Anthropology ا أول -مفهوم ر األنثوبولوجيا الثقافية ثانيا-نشأة ر األنثوبولوجيا الثقافية ومراحل ّ تطوراها ثالثا-أقسام ر األنثوبولوجيا الثقافية -4علم اللغويات -0علم اآلثار -2علم الثقافات المقارن - 022https://attanweerlibrary.blogspot.com122 www.facebook.com/tanweerlibrary ا أوال-تعريف ر األنثوبولوجيا الثقافية ّ تعرف ر ّ األنثوبولوجيا الثقافية -بوجه عام -بأنها العلم الذي يدرس اإلنسان من ً حيث هو عضو ف مجتمع لـه ثقافة ّ معينة .وعىل هذا اإلنسان أن يمارس سلوكا يتوافق ي ّ مع سلوك األفراد يف المجتمع (الجماعة) المحيط به ،يتحىل بقيمه وعاداته ويدين ّ بنظامه ويتحدث بلغة قومه . ّ ر ّ يهتم بدراسة الثقافة ه ذلك العلم الذي ولذلك ،فنن األنثوبولوجيا الثقافية :ي وه تدرس اإلنسانية ،ويعت بدراسة أساليب حياة اإلنسان وسلوكاته النابعة من ثقافته .ي الشعوب القديمة ،كما تدرس الشعوب المعارصة( .بيلز وهويجر ،4795 ،ص )04 ر فاألنثوبولوجيا الثقافية إذن ،تهدف إل فهم الظاهرة الثقافية وتحديد عنارصها. الثقاف ،وتحديد الخصائص الثقاف والتماز التغيث كما تهدف إل دراسة عمليات ر ي ي ّ ّ ّ ّ معي . وتفش المتشابهة ربي الثقافات، بالتال المراحل التطورية لثقافة معينة يف مجتمع ر ي ر الت أجروها ولهذا استطاع علماء األنثوبولوجيا الثقافية أن ينجحوا يف دراساتهم ي عىل حياة اإلنسان ،سواء ما اعتمد منها عىل الثاث المكتوب لإلنسان القديم وتحليل ّ االجتماع المعاش . آثارها ،أو ما كان منها يتعلق باإلنسان المعارص ضمن إطاره ي ّ ّ يعت تحليل وهذا يدخل – إل حد بعيد -فيما سسم (علم اجتماع الثقافة) والذي ي طبيعة العداقة ربي الموجود من أنماط اإلنتا الفكري ،ومعطيات البنية االجتماعية ،وتحديد ّ ويتضمن هذا التعريف الطبق. وظائف هذا اإلنتا يف المجتمعات ذات الثكيب التنضيدي أو ي االعتبارات التالية ( :لبيب ،4799 ،ص)05 -01 - 113https://attanweerlibrary.blogspot.com123 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ بالمعنيي : الثقاف يعت أن التجانس ر ي -4إن الحديث عن أنماط اإلنتا الفكري ،ي ً ّ ألن هذا التجانس ّ يغط وجودا غث عمليات علم االجتماع. الفلسق واأل رنث وبولوج ،هو ر ر ي ي ي ً ً حقيقيا ألنماط مختلفة من الثقافة ،قد تتناقض مضمونا ووظيفة يف المجتمع الواحد. ًّ فعىل الرغم من وجود بعض العوامل ( ر موضوعيا يف األنثوبولوجية) المشثكة ،فدا توجد ّ الطبق "" ثقافة للجميع " ،حت وإن ادعت أو أرادت هذه المجتمعات ذات الثكيب ي ّ الثقافة لنفسها ،أن تكون كذلك .فهناك من وجهة نظر اجتماعية نمطية ثقافية (ربما يف االجتماع يفض تصنيفها وتحليلها ،إل إبراز التمايز الجماهثية) ذلك أنماط الثقافة ر ي ي الذي ّ ه اجتماعية ر يعت أن اجتماعية الثقافة يف نهاية األمر ،ي تعث عنه بالرصورة .وهذا ي الثقاف . التباين يف الثقافة وعدم مساواة يف المجال ي ً ّ ّ -0إن الحديث عن المجتمعات المنضدة (الطبقية) ليس حرصا بقدر ما هو تأكيد ّ تعبث عن مرحلة ّ معينة من التمايز ربي األصناف االجتماعية عىل أن اإلنتا الفكري هو ر االقتصادية .وأن استعمال مفهوم الثكيب التنضيدي ،Stratificationعىل الرغم من االجتماع مجتمعات تاريخية قبل رأسمالية ،قد يكون غموضه ،يقحم يف حقل التحليل ي ّ الت تخر مضمونها الطبق محل نقاش .وعىل هذا األساس ،تكون المجتمعات الوحيدة ي ي ّ والت لم تصل من الحقل الت تسم عادة بالمجتمعات (البدائية ) ،ي ه تلك ي االجتماع ،ي ي ّ معي . فيها أنماط اإلنتا الفكري إل درجة كافية من التمايز تسمح لها بتصنيف ر ّ المهم من وجهة النظر التحليلية إثبات العداقة ربي اإلنتا -2ليس والواقع االجتماع ،بقدر ما هو تحليل أشكال هذه العداقة ف مرحلة ّ معينة لمجتمع ي ي ّ ًّ ً ّ ّ أساسيا يف المناقشات المتعلقة بالروابط الموجودة ربي معي .ويعد هذا التحليل مصدرا ر الفكري الدياليكتيك القائم والت أفضت إل تأكيد فكرة التبادل البنية التحتية والبنية الفوقية، ي ي ّ ّ بينهما .وتجدر اإلشارة هنا ،إل أن اجتماعية األدب والفن ،ساهمت مساهمة متطورة يف - 024https://attanweerlibrary.blogspot.com124 www.facebook.com/tanweerlibrary تحليل أشكال العداقة ربي اإلنتا الفكري ،ومعطيات البنية االجتماعية . ا -1إن تحديد الكيفية الت ّ ّ كالقص أو المشح مثال ،معطيات يحول بها إنتا فكري، ي الواقع ،ال يكق ،بل ال ّبد من إبراز الوظيفة االجتماعية /السياسية لهذا اإلنتا ،وال ّ سيما ي ً ّ ّ ّ في يؤدون أدوارا قد يعونها أو ال يعونها لصالح أن المنتجي ينتمون إل فئات من المثق ر ر ً ً ً ّ ه أصناف أو طبقات اجتماعية معينة .وهذه الوظيفة ليست مظهرا ثانويا أو تكميليا ،بل ي ٌ تفسث أي حدث فكري من دونها. بعد من أبعاد العداقة ربي الثقافة والمجتمع ،وال يمكن ر ًّ حال لما ّ سسم " استقدالية " القيم الفكرية والجمالية ،وذلك وه يف الوقت ذاته ،توجد ي ّ من خدال اكتشاف وظيفة استمرارية هذه القيم ،أو بعثها يف ظروف تاريخية محددة. ّ إن دراسة الوسط الثقاف ،تكشف عن اآللية السيكولوجية الت ّ توجه سلوك الفرد، ي ي ّ وترصف الثعة العدوانية يف مجاالت تنفيس مهذب .والمثال عىل ذلك يف بعض النظم اآلشانت Ashantiيف ساحل الت تمارسها قبائل ي االجتماعية ،كما يف طقوس (اآلبو )Apoي الذهب يف أفريقيا الغربية . فق احتفاالت اآلبو ،ال سسمح فقط ،بل يجب ،أن سسمع أصحاب السلطة، ي الت ارتكبوها .ويعتقد رجال السخرية واللوم واللعنات من رعاياهم بسبب المظالم ي ّ ّ الغاضبي. لك ال تتعذب أرواح الحكام بسبب كبت استياء ر اآلشانت أن يف هذا ضمانة ي ي ولوال ذلك ،ألفض تراكم االستياء وتعاظم ّ قوته ،إل إضعاف سلطة الحكام ،بل وإل ّ قتلهم .وال تتطلب فعالية هذه اآللية (الفرويدية الجوهر) يف التنفيس عن الكبت أي ً ّ أكث عىل ما تقوم به من أشكال السلوك المنظمة يف نظم تلق ضوءا ر إيضاح .ي فه ي اجتماعية ،من تصحيح الختدال التوازن يف نمو شخصيات األفراد الذين تشملهم. (هرسكوفيث ،4791 ،ص ) 57 - 115https://attanweerlibrary.blogspot.com125 www.facebook.com/tanweerlibrary ر ّ األنثوبولوجيا الثقافية بالثاث والحياة داخل نطاق تهتم ومن هذا المنطلق المجتمع ،ويمكن بوساطتها الخوض يف جوهر الثقافات المختلفة ،ومعرفة كيف تحيا األمم ،من خدال اإلجابة عن التساؤالت التالية : ّ الت يتبعونها يف تربية أبنائهم ؟ ه الطرائق ي ه سبل العيش المتبع لديهم؟ ما ي ما ي كيف ّ ه العلوم واآلداب ما عباداتهم؟ أداء ف طريقتهم ه ما أنفسهم؟ عن ون يعث ر ي ي ي وغث والفنون السائدة عندهم؟ وكيف ينقلون تراثهم إل أجيالهم الجديدة من بعدهم؟ ر ذلك من العادات والقيم وأساليب التعامل فيما بينهم. ً ثانيا-نشأة ر األنثوبولوجيا الثقافية ومراحل ّ تطورها : ّ ر لم تظهر ر ّ األنثوبولوجيا العامة ،إال يف مستقل عن األنثوبولوجيا الثقافية كفرع النصف الثان من القرن التاسع ر عش . ي ّ ّ يعد من ّ رواد اإلنكلثي /إدوارد تايلور /الذي وربما يعود الفضل يف ذلك إل العالم ر ّ ر األنثوبولوجيا ،والذي قدم أول تعريف شامل للثقافة عام 4994يف كتابه " الثقافة ّ ر البدائية " .وقد ّ الحي حت األنثوبولوجيا الثقافية بمراحل متعددة ،منذ ذلك مرت ر ه عليه يف العرص الحارص( Barnouw, 1972, p.7 ) . وصلت إل ما ي ّ وتمتد من ظهور هذه ر األنثوبولوجيا وحت نهاية القرن التاسع مرحلة البدية : ّ ر عش .وكانت عبارة عن محاوالت لرسم صورة عامة لتطور الثقافة منذ القدم ،والبحث ً سان. أيضا عن نشأة المجتمع اإلن ي األمريك /بواز / اإلنكلثي /تايلور ،/العالم وظهر يف هذه الفثة إل جانب العالم ر ي - 026https://attanweerlibrary.blogspot.com126 www.facebook.com/tanweerlibrary جانبي ؛ أولهما : التاريح يف دراسة الثقافات اإلنسانية ،وذلك من الذي أخذ باالتجاه ر ي صغثة ،كالقبائل والعشائر ،ومراحل إجراء دراسات تفصيلية لثقافات مجموعات ر ّ تطورها. ّ الثقاف ،عند مجموعة من القبائل ،بغية التطور وثانيهما :أجراء مقارنة ربي تاريـ ــخ ي ّ قواني عامة أو مبادىء ،تحكم نمو الثقافات اإلنسانية وتطورها .وهذا ما الوصول إل ر ً ّ ر ّ ّ أهمية لألنثوبولوجيا باعتبارها علما لـه منهجيته الخاصة . يعط ي ّ المرحلة الثانية :وتقع ما ربي ( 4745 -4722م) ،وتعد المرحلة التكوينية ،حيث ّ ّ صغثة محددة لمعرفة تاري ــخ تركزت الجهود يف األبحاث والدراسات ،عىل مجتمعات ر ثقافتها ومراحل ّ وبالتال تحديد عنارص هذه الثقافة قبل أن تنقرض . تطورها، ي ً واستنادا إل ذلك ،جرت دراسات عديدة عىل ثقافة الهنود الحمر يف أمريكا، ّ األمريك /وسلر /إل أسلوب يمكن بوساطته من دراسة أي إقليم أو وتوصل الباحث ي منطقة يف العالم تعيش فيها مجتمعات ذات ثقافات متشابهة ،أو ما أصطلح عىل تسميته ّ بـ (المنطقة الثقافية ) .وقد ّ شبه /وسلر /المنطقة الثقافية بدائرة ،تثكز معظم العنارص ّ ّ وتقل هذه العنارص كلما ابتعدت عن المركز. الثقافية يف مركزها، ّ وتعد فثة االزدهار ،حيث ّ تمثت المرحلة الثالثة :وتقع ما ربي ( 4722 -4745م) ر ر ر الت تدخل يف صلب علم األنثبولوجيا الثقافية، بكثة البحوث والمناقشات يف القضايا ي ّ ّ الت تركزت يف أمريكا . وال سيما تلك الدراسات ي ويرجع ازدهار ر األنثبولوجيا يف تلك الفثة ،إل نضج هذا العلم ووضوح مفاهيمه ومناهجه .وترافق ذلك بازدهار المدرسة التاريخية يف أمريكا ،وظهور المدرسة االنتشارية - 117https://attanweerlibrary.blogspot.com127 www.facebook.com/tanweerlibrary ف إنكلثا ،وال ّ سيما بعد األخذ بمفهوم (المنطقة الثقافية) الذي طرحه /وسلر /كنطار ي ّ والتوصل إل العنارص المشثكة ربي الثقافات وتفسثها، لتحليل المعطيات الثقافية ر المتشابهة. ّ ومدتها ر عش سنوات فقط ،وتقع ما ربي ( 4712 -4722م) .وعىل المرحلة الرابعة : ّ التوسعية ،حيث ّ ّ تمثت باعثاف الجامعات الرغم من قرص مدتها ،فقد أطلق عليها الفثة ر ألنثوبولوجيا الثقافية كعلم خاص ف إطار ر األمريكية واألوروبية با ر األنثوبولوجية العامة، ي ّ ّ ومقررات دراسية يف أقسام علم االجتماع يف الجامعات. وخصصت لها فروع ّ سابث /عالم االجتماع الت تبناها / ر وظهرت يف هذه الفثة النظرية (التكاملية) ي اإلنسان، األمريك ،واستطاع من خدالها تحديد مجموعة متناسقة من أنماط السلوك ي ي ّ ّ معي ،حيث أن والت يمكن اعتمادها يف دراسة السلوك الفردي ،لدى أفراد مجتمع ر ي ّ جوهر الثقافة هو يف حقيقة األمر ،ليس إال تفاعل األفراد يف المجتمع بعضهم مع بعض، وما ينجم عن هذا التفاعل من عداقات ومشاعر وطرائق حياتية مشثكة . ّ ّ ر تأثرت ر باألنثوبولوجيا االجتماعية، األنثوبولوجيا يف هذه الفثة -إل حد بعيد- وقد سيما ف مفاهيمها ومناهجها ،وذلك بفضل األبحاث الت قام بها ّ وال ّ كل من / ي ي ر مالينوفسك وبراون /يف مجاالت األنثبولوجيا االجتماعية . ي الت بدأت منذ عام ،4712وما زالت حت وه الفثة المعارصة ي المرحلة الخامسة :ي ر ّ الوقت الحارص .وتمتاز هذه المرحلة بتوسع نطاق الدراسات األنثوبولوجية ،خار أوروبا وأمريكا ،وانتشار ر األنثوبولوجيا الثقافية يف العديد من جامعات الدول النامية ،يف أفريقيا وآسيا وأمريكا الداتينينية. - 028https://attanweerlibrary.blogspot.com128 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ وترافق ذلك مع ظهور ّاتجاهات جديدة ف الدراسات ر األنثبولوجية ،كان االتجاه ي ّ ّ االتجاهات الحديثة ف ر األنثوبولوجيا الثقافية ،والذي يهدف إل القوم يف مقدمة هذه ي ي ّ ّ القومية .وقد أخذت بهذا االتجاه الباحثة األمريكية / تحديد الخصائص الرئيسة للثقافة الت قامت بدراسة الثقافة اليابانية خدال الحرب العالمية الثانية . روث بيندكيت /ي ّ ّ تعت :أن القوم يف تقييم الثقافة " :االنطوائية القومية " ويسم االتجاه والت ي ي ي ّ ه النتيجة االنسان يفضل طريقة قومه يف الحياة ،عىل طرائق األقوام األخرى جميعها .تلك ي ّ والت يتفق بها شعور معظم األفراد نحو ثقافتهم الخاصة، المنطقية لعملية التثقيف األول ،ي سواء أفصحوا عن هذا الشعور أو لم يفصحوا . ّ األساطث وتتجىل االنطوائية القومية لدى الشعوب البدائية بأحسن أشكالها ،يف ر والقصص الشعبية ،واألمثلة والعادات اللغوية ..فأسطورة أصل العروق ر البشية لدى ا ًّ حيا عن االنطوائية القومية .تقول األسطورة : وك) تعطينا مثاال هنود ( ر الشث ي ا ً " ّ صور الخالق اإلنسان بأن صنع أوال فرنا وأوقد النار فيهّ ،ثم صنع من عجينة ثداثة ّ تماثيل عىل شكل اإلنسان ،ووضعها ف الفرن وانتظر ّ غث أن لهفة شيها (شواءها ) .ر ي ّ الخالق إل رؤية نتيجة عمله الذي ّ يتو تجربته يف الخلق ،كانت من الشدة بحيث أخر ً ً غث ناضج شاحبا باهت اللون ،ومن نسله كان التمثال األول مبكرا ،فكان – ولألسف -ر ً ّ ً ّ ّ جيدا ألن مدته يف الشواء كانت مضبوطة الثان ،فكان ناضجا العرق األبيضّ .أما التمثال ي وكافية ،فأعجبه شكله األسمر الجميل ،وكان هذا سلف الهنود .وانرصف الخالق إل ّ تأمل ً ّ اشتم رائحة االحثاق .فتح باب صورته ،ناسيا أن سسحب التمثال الثالث من الفرن حت ً الفرن فجأة ،فوجد هذا التمثال متفحما أسود اللون ..فكان ذلك مدعاة لألسف ،ولكن لم يعد باإلمكان حيلة ،وكان هذا أول رجل أسود ( ".هرسكوفيث ،4791 ،ص ) 90 - 119https://attanweerlibrary.blogspot.com129 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ يرص الكثث من الشعوب ..حيث بهذه الصورة تبدو االنطوائية القومية لدى ر التعبث عن صفات قومه الحميدة ..ولهذا يحكم أي إنسان عىل اإلنسان /الفرد عىل ر الت تربط هذا الشعب القيم/ النظام االجتماع لدى أي شعب آخر ،من خدال العداقة ي ي ي والت قد تصل إل حدود الرفض المطلق أو بشعبه ،وفق درجة الرغبة والقبول يف ذلك ،ي ً لمعايث عامة . القبول المطلق ،وفقا ر ً أيضا ف ر وكانت من ّ األنثوبولوجيا الثقافية ،تلك الدراسات أهم االتجاهات الحديثة ي ّ الت عنيت بالمجتمعات المتمدنة ،وما أطلق عليها " دراسة الحالة " .كدراسة أوضاع ي ّ قرية أو عدد من القرى المتجاورة ،أو يف منطقة معينة ،أو دراسة ثقافة خاصة بمجموعة ّ تتعلق بخصائص ر أو بفئة من ر األنثوبولوجيا الثقافية البش .إضافة إل دراسات أكاديمية وغثها ّ مما سسهم يف إجراء الدراسات ومبادئها ،ومناهج البحث فيها وطرائقها وأساليبها ..ر ّ عىل أسس موضوعية وعلمية تحقق األهداف المرجوة منها. ً ثالثا-أقسام ر األنثوبولوجيا الثقافية : ّ عىل الرغم من تعدد العنارص الثقافية ،وتداخل مضموناتها وتفاعلها يف النسيج ّ األنثوبولوجيون عىل تقسيم ر ر األنثوبولوجيا اإلنسان ،فقد اتفق العام لبنية المجتمع ي ّ ه ( :علم اآلثار – علم اللغويات – وعلم الثقافات الثقافية إل ثداثة أقسام أساسية ،ي المقارن) وفيما يىل رشح ّ لكل منها : ي -4علم اللغويات : والحية ،وال ّ ّ سيما هو العلم الذي يبحث يف تركيب اللغات اإلنسانية ،المنقرضة ّ المكتوبة منها يف السجالت التاريخية فحسب ،كالداتينية أو اليونانية القديمة ،واللغات - 001https://attanweerlibrary.blogspot.com130 www.facebook.com/tanweerlibrary واإلنكلثية . .ويـ ّ ّ ـهتم دارسو اللغات الحية المستخدمة يف الوقت كالعربية والفرنسية ر بالرموز اللغوية المستعملة ،إل جانب العداقة القائمة ربي لغة شعب ما ،والجوانب ا األخرى من ثقافته ،باعتبار اللغة وعاء ناقال للثقافة. ّ إن اللغة من الصفات الت ّ ّ الحية غثه من الكائنات يتمث بها الكائن اإلنسان عن ر ر ي ي فه طريقة التخاطب والتفاهم ربي األفراد والشعوب ،بواسطة رموز صوتية األخرى ،ي ّ ّ ّ الثقاف وأشكال كدامية متفق عليها ،ويمكن تعلمها ..عداوة عىل أنها وسيلة لنقل الثاث ي /الحضاري ،حيث يمكن استخدام معظم اللغات يف كتابة هذا الثاث . ً ً ّ ينتم إليها ؛ فهو ليس الت ي يحتل علم اللغة مكانا ممتازا يف مجمل العلوم االجتماعية ي ً ً ّ ّ علما اجتماعيا كالعلوم األخرى ،بل العلم الذي قدم إنجازات عظيمة ،وتوصل إل صياغة وضىع ومعرفة الوقائع الخاصة .ولذلك ،ارتبط علماء النفس واالجتماع منهج ي ّ ّ واألثنوغرافيا بالحرص عىل تعلم الطريق المؤدية إل المعرفة الوضعية للوقائع االجتماعية ،من علم اللغة الحديث . ر والثقاف ،يف المكان والزمان. االجتماع األنثوبولوجيا ،اللغة يف سياقها يدرس علماء ي ي ّ ّ ويقوم بعضهم باستنتاجات تتعلق بالمقومات العامة للغة وربطها بالتماثدات الموجودة ان .ويقوم آخرون بإعادة بناء اللغات القديمة من خدال مقارنتها يف الدماغ اإلنس ي ّ بالمتحدرات عنها يف الوقت الحارص ،ويحصلون من ذلك عىل اكتشافات تاريخية عن اللغة. وما يزال عدد من علماء ر األنثوبولوجيا اللغوية ،يدرسون اختدافات اللغة ليكتشفوا االدراكات والنماذ الفكرية المختلفة ،يف عدد وافر من الحضارات .ويدخل يف ذلك، االجتماع) االجتماع ،وهو ما يدع (علم اللغة دراسة االختدافات اللغوية يف سياقها ي ي - 131https://attanweerlibrary.blogspot.com131 www.facebook.com/tanweerlibrary الذي يدرس االختداف الموجود يف لغة واحدة ،ليظهر كيف يعكس الكدام الفروقات االجتماعية ( Kattak,1994, 10 ). ّ ر واألنثوبولوجيا من جهة ،وعلم اللغة المنهح الشديد ربي علم االجتماع إن التشابه ر ي ً ً من جهة أخرى ،يفثض واجبا خاصا من التعاون فيما بينها ،حيث سستطيع علم اللغة أن ّ اهي المساعدة يف دراسة مسائل القرابة ،من خدال تقديم أصول الكلمات وما يقدم ر الث ر ينتج عنها من عداقات ف بعض ألفاظ القرابة الت لم تكن مدركة بصورة ر مباشة ،من قبل ي ي األنثبولوجيا أو عالم االجتماع ،وبذلك يلتق علماء ر عالم ر األنثوبولوجيا ،بهدف مقارنة ي ر آملي يف الت ينتجها هذان العلمان .ويقثب اللغويون من علماء األنثوبولوجيا ،ر الفروع ي ّ ّ أكث واقعية ،وف المقابل ،يلتمس ر جعل دراساتهم ر للغويي كلما توسموا ا وبولوجيون األنث ر ي ُ فيهم القدرة عىل إخراجهم من االضطراب الذي ألقتهم فيه عىل ما يبدو ،ألفتهم الزائدة مع الظاهرات المادية والتجريبية( .سثوس ،4799 ،ص 17و)70 ً ّ أكث فروع ر حاليا من ر األنثوبولوجيا الثقافية، ولذلك ،يداحظ أن فرع اللغويات هو ا ا كبث استقداال وانعزاال عن الفروع األخرى .فدراسة اللغات يمكن أن تجري دون اهتمام ر كثثة .ومما بعداقاتها مع الجوانب األخرى يف النشاط اإلنسان ،وهذا هو الواقع يف حاالت ر ي ّ ّ ّ ال شك فيه ،أن اللغات – بما فيها من تراكيب معقدة وغريبة ،وما تنطوي عليه من تنوع سيما عند الشعوب البدائيةّ ، تزود الباحث بمادة دراسية ّ هائل ،وال ّ غنية ال يمكن حرصها ( .لينتون ،4759 ،ص )02 ُّ َ ّ ويعتثها أحد األركان األساسية يف أهمية بالغة ِللغ ِة ليق سثوس / ولذلك، ر يعط /ي ي ّ ه الخاصية علم اإلنسان ،إن لم تكن حجر الزاوية يف ذلك العلم ،وعىل أساس أن اللغة ي الرئيسة الت ّ ّ يعتثها الظاهرة الثقافية تمث اإلنسان عن الكائنات الحية األخرى .ولذلك ،ر ي ر - 002https://attanweerlibrary.blogspot.com132 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ األساسية الت يمكن عن طريقها ،فهم ّ كل صور الحياة االجتماعية .وهذا ما يؤكده يف ي العرن باسم (اآلفاق الحزينة) كتابه (المناطق المدارية الحزينة) والذي يعرف يف العالم ري وهو نوع من السثة الذاتية ف قالب ر حي نقول اإلنسان .. أنث ر وبولوج ،حيث يقول " :ر ر ي ي ّ ّ وحي نقول اللغة ...فنننا نقصد المجتمع ".. نعت اللغة .ر فنننا ي وهذا ما دفعه إل استخدام مناهج اللغويات الحديثة وأساليبها ،يف تحليله ّ ّ األهمية يعط الكلمة (الدال) من غث لغوية .كما جعله للمعلومات الثقافية ،وكل مادة ر ي ّ ر أكث ّ مما يعط للمعت (المدلول ) ،وال ّ سيما أن الدال الواحد (الكلمة الواحدة) قد يكون ي ً ّ مختلفي ،وذلك تبعا الختداف تجاربــهما .بل أن لشخصي لـه مدلوالن مختلفان بالنسبة ر ر وف أوقات أو الدال الواحد ،قد تكون لـه مدلوالت مختلفة بالنسبة للشخص نفسه ،ي ظروف مختلفة( .أبو زيد ،0224 ،ص ) 95 ّ ّ وعىل الرغم من أن علماء اللغة لم يتمكنوا من تحديد أسبقية لغة عىل أخرى ،فقد ّ توصلوا من خدال دراساتهم إل تصنيف اللغات المختلفة بحسب طبيعتها واستخدامها، ه: يف ثداثة أقسام ي الت تتخاطب بها فئات منعزلة عن الفئات األخرى، وه اللغات ي اللغات المنعزلة :يّ ّ وه لغة ال تكتب وليس لها تاري ــخ . وال تفهمها إال تلك الفئات المتحدثة بها .ي ّ كبثة ،ولكنها ملتصقة الت تتخاطب بها شعوب ر وه اللغات ي اللغات الملتصقة :يّ وه لغات معروفة ،ولكن ليس لها قواعد ،وإنما تعتمد عىل المقاطع بهم وبثاثهم .ي ّ الصينية . والكلمات ،مثل :اللغة الت تستخدمها وه اللغات الحديثة ي اللغات ذات القواعد (النحو والرصف) :ي - 133https://attanweerlibrary.blogspot.com133 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ األمم المتحرصة ،لها قواعد نحوية ورصفية ،تضبط جملها وقوالبها اللغوية ،مثل :اللغة العربية ،واللغات األوربية (،زرقانة ،4759 ،ص )419 ُ ّ ّ ومهما يكن هذا التقسيم ،فنن اللغات المستعملة يف العالم ،جميعها ،شكلت من ّ تدل عىل هذه اللغة أو تلك ،وفق أصول وقواعد خاصة بها .ولهذا أصوات متناسقة فرعية ،من ّ ّ الوصق ،وعلم أصول أهمها :علم اللغات يقسم علم اللغويات إل أقسام ي اللغات . ّ ّ يهتم بتحليل اللغات يف زمن محدد ،ويدرس النظم -1/1علم اللغات الوصف : الصوتية ،وقواعد اللغة والمفردات .ويعتمد عالم اللغات يف دراساته هنا عىل اللغة ّ الكدامية ،ولذلك سستمع إل األفراد ،وال ّ سيما إذا كانت الدراسة متعلقة بلغات لم تكتب. فيقوم عالم اللغة بكتابة تلك اللغات عن طريق استخدام الرموز المتعارف عليها . ّ ومهما يكن األمر ،فنن عملية تحليل اللغات وتصنيفها ،كعملية تحليل األجناس ّ ّ ّ ر المهمة .فاللغات، لغثها من الدراسات البشية وتصنيفها ،ال تشكل إال الخطوة األول ر ّ ّ ّ عىل اختداف أنواعها ،تمثل أداة ّ قيمة يف يد العالم ..وال شك يف أنها ستساعده يف النهاية، ّ التوصل إل فهم أعمق لسيكولوجية األفراد والمجتمعات (.لينتون ،4759 ،ص )02 عىل ّ الت تستخدم اللغة الكدامية، وتثكز معظم تلك الدراسات يف المجتمعات البدائية ي ّ إنسان – مهما تخلفت ثقافته – من دون ولم تعرف القراءة والكتابة .فدا يوجد مجتمع ي لغة كدامية يتفاهم بها أبناؤه . - 004https://attanweerlibrary.blogspot.com134 www.facebook.com/tanweerlibrary -0/4علم أصول اللغات : ّ التاريح يختص بالجانب يهدف إل تحديد أصول اللغات اإلنسانية .ولذلك، ي ّ الت يمكن متابعة تاريخها ،عن والمقارن ،حيث يدرس العداقات التاريخية ربي اللغات ي ً ر الت لم تثك أية طريق وثائق مكتوبة .وتكون المشكلة أكث تعقيدا بالنسبة للغات القديمة ي وثائق مكتوبة ّ تدل عليها .ولكن ّ ثمة وسائل خاصة يمكن للباحث أن سستخدمها يف دراسة تاري ــخ تلك اللغات. ّ ر ألنه عىل ّ كل الثقاف ،وذلك وبولوج واألنث وهناك عداقات تعاونية ربي عالم اللغة، ي ر ي ر االجتماع ،أن يدرس لغة المجتمع الذي يجري بحثه وبولوج واألنث األثنولوج من ر ي ر ي ي عليه. ّ وبناء عىل ذلك ،تقدم علم اللغويات – يف العرص الحارص – وأصبح سستخدم مناهج ّ يتوصل إل علمية وآليات دقيقة ،يف دراسة لغات العالم ..واستطاع من خدال ذلك أن ّ قواني أساسية وعامة ،ال ُّ ّ وصق، قواني العلوم الطبيعية( . أهمية يف دقتها عن تقل ر ر ي ،4794ص )20-24 ّ بميدان : تثث (مورفولوجية) أية لغة ،أسئلة بعيدة المدى تتصل ومن المحتم أن ر ي ّ ّ ّ الفثياء والقيم ..فاللغة ليست مجرد أداة لداتصال أو الستثارة االنفعاالت فحسب ،وإنما ر ً ّ ّ ه أشبه ما تكون بخط متصل األجزاء ،يمكن الخثات. ر ه أيضا وسيلة لتصنيف ر والخثة ي ي تقسيمه بطرق مختلفة (.لينتون ،4759 ،ص )490 ولذلك ،فنن الدراسات اللغوية المقارنة ،توضح ّأن الكائن ر البشي عىل الرغم من الت سستخدمها. غث واعية استخدامه لغة واحدة ،فهو يقوم بعملية انتقائية ر ي للمعان ي - 135https://attanweerlibrary.blogspot.com135 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ الخارج . المتنوعة يف محيطه للمنبهات وذلك ألنه ال سستطيع االستجابة الدقيقة ر ي -0علم اآلثار القديمة (الحفريات :)Archeology ّ ّ والمخلفات ر سستدل منها البشية وتحليلها ،بحيث يعت بشكل خاص بجمع اآلثار ر الت لم تكن فيها كتابة ،وليس عىل التسلسل ي التاريح لألجناس البشية ،يف تلك الفثة ي ثمة وثائق ّ ّ مدونة (مكتوبة) عنها . ويبحث هذا الفرع من علم ر األنثوبولوجيا الثقافية ،يف األصول األول للثقافات ً ولعل علم اآلثار القديمة ر ّ اإلنسانية ،وال ّ أكث شيوعا ربي فروع سيما الثقافات المنقرضة. األنثوبولوجياّ ، وربما كانت مكتشفاته مألوفة لدى الشخص العادي ر ر أكث من مكتشفات ّ الفروع األخرى .ومثال ذلك ،أن اسم (توت عنخ آمون) أحد ملوك قدماء المرص ريي ،يكاد ً يكون معروفا لدى األوساط الشعبية العامة( .لينتون ،4759 ،ص ) 00 وعىل الرغم من ّأن الهدف ّ األول من هذه األبحاث ،هو الحصول عىل معلومات عن ّ ّ ّ القراء والدارسي ،ف ّ يتمثل ف مساعدة ّ تفهم النهان الشعوب القديمة ،إال أن الهدف ر ي ي ي ّ وبالتال إدراك العمليات المتصلة بنمو الثقافات أو (الحضارات) وازدهارها أو انهيارها، ي ّ التغثات . العوامل المسؤولة عن تلك ر ّ ر حوال أربعة األنثوبولوجيا ،أن الكتابة ظهرت منذ ومن المعروف لدى علماء ي والباحثي، الدارسي آالف سنة قبل الميداد ،وما كتب من ذلك التاري ــخ معروف لدى ر ر الكثث عن اإلنسان( .نارص ،4795 ،ص )50 ويمكن بواسطة هذه اآلثار المكتوبة معرفة ر ّ والت تمثل الت خلفها اإلنسان القديم، ي فعالم اآلثار يعتمد يف دراسته ،عىل البقايا ي - 006https://attanweerlibrary.blogspot.com136 www.facebook.com/tanweerlibrary طبيعة ثقافاته وعنارصها .وقد ّ توصل علماء اآلثار إل أساليب دقيقة لحفر طبقات ّ يتوقع وجود بقايا حضارية فيها .كما ّ توصلوا إل مناهج دقيقة لفحص تلك الت األرض ي ّ ّ البقايا وتحديد مواقعها ،وتصنيفها من أجل التعرف إليها ،ومن ثم مقارنتها بعضها مع الكثث من المعلومات بعض .ويستطيع علماء اآلثار باستخدام تلك المناهج ،استخداص ر عن الثقافات القديمةّ ، وتغثاتها ،وعداقة ّ بغثها. كل منها ر ر ويستخدم علماء ر األنثوبولوجيا بقايا المواد كمعطيات رئيسة الستخدام المعرفة ّ الت العلمية والنظرية ،حيث يقوم علماء اآلثار بتحليل النماذ الحضارية والتطورات ي طرأت عليها ،فتكشف النفايات عن األوضاع الخاصة باالستهداك والنشاطات. ا الثية والحبوب المثلية /مثال :تمتلك خصائص مختلفة تسمح لعلماء فالحبوب ر ً اآلثار أن ّ ّ ّ يمثوا ربي النبات الذي تم جلبه ،وذلك الذي تمت العناية به محليا .كما يكشف ر ّ ّ الت تم ذبحها ،ويزود بمعلومات فحص عظام الحيوانات ،عن أعمار هذه الحيوانات ي ّ تحدد فيما إذا كانت هذه األنواع ّ ّ برية أو مدجنة .ويقوم علماء اآلثار من أخرى مفيدة، خدال بحثهم يف هذه المعلومات ،بإعادة بناء نماذ اإلنتا والتجارة واالستهداك )Kattak, 1994,8). ّ ومع أن الهدف القريب الواضح لألبحاث (األرخلوجية ) ،هو استكمال معارفنا ّ فنن الهدف النهان هو مساعدتنا ف ّ تفهم العمليات ماض اإلنسان، ومعلوماتنا عن ي ي ي ّ المتصلة ،بنمو الحضارات وازدهارها وانهيارها ،وإدراك العوامل المسؤولة عن هذه ّ الظاهرات التاريخية .وقد أصبحت نتائج الدراسات (األرخلوجية) المتصلة بعمليات التطور ،مألوفة لدى العلماء ر ّ وبولوجيي جميعهم ،والذين يعنون بدراسة ظاهرات األنث ر الثقاف( .لينتون ،4759 ،ص)01 التغيث ر ي - 137https://attanweerlibrary.blogspot.com137 www.facebook.com/tanweerlibrary ر األنثبولوجيون – إل االستفادة من أبحاث علماء ولذلك ،يلجأ علماء اآلثار – ّ الت يكتشفونها ،وتاري ــخ وجودها .كما الجيولوجيا والمناخ ،للتحقق من (هوية) البقايا ي ً ّ األنثوبولوجيا الطبيعية ،وذلك ر ر لكثة صي يف يتعاون علماء اآلثار أيضا ،مع المتخص ر ُ وجود( اللق) اإلنسانية يف الحفريات ،مع البقايا الثقافية .وقد نجح علماء اآلثار ّ ّ المشع) كوسيلة لتحديد عمر " البقايا " بدقة. المحدثون ،يف استخدام (الكربون وصق ،4794 ،ص )24 ( ي ّ ويمكن القول – بوجه عام -إن علماء اآلثار القديمة ،يحاولون اكتشاف ذلك الجزء ّ من التاريـ ــخ الماض الذي ال ّ تتعرض لـه السجالت المكتوبة .ويقبل عالم اآلثار القديمة ي ّ والمثثات الدوافع من بمجموعة ن يقث عمله ألن بحماسة، اختصاصه عىل ميدان ر المغرية ،كالرغبة يف إجراء أبحاث علمية شائقة ،واحتمال العثور عىل كنوز ثمينة (... لينتون ،4759 ،ص ) 02 ً إذا ،يدرس تاري ــخ اإلنسان وما رافقه من ّ تغثات ثقافية ،يف محاولة لبناء فعلم اآلثار ر ّ الت عاشتها المجتمعات القديمة ،مجتمعات ما قبل تصور كامل عن الحياة االجتماعية ي ّ ّ التاريـ ــخ .وإذا كان علم اآلثار يعتمد – إل حد ما عىل التاري ــخ – فننه يختلف عن علم ّ ّ ّ الت عاشها التاريـ ــخ يف أنه ال يدرس المراحل الحضارية المؤرخة ،وإنما يدرس تلك الفثات ي اإلنسان قبل اخثاع الكتابة وتدوين التاري ــخ. المجتمع ي -3علم الثقافات المقارن (األثنولوجيا : )Ethnology تعتث األثنولوجيا من أقرب العلوم إل طبيعة ر األنثوبولوجيا ،بالنظر إل التداخل ر ومثاتها الكبث فيما بينهما من حيث دراسة الشعوب وتصنيفها عىل أساس خصائصها ،ر ر السدالية والثقافية واالقتصادية ،بما يف ذلك من عادات ومعتقدات ،وأنواع المساكن - 008https://attanweerlibrary.blogspot.com138 www.facebook.com/tanweerlibrary والمدابس ،والمثل السائدة لدى هذه الشعوب. ً ّ فرعا من ر ّ يختص بالبحث والدراسة عن األنثوبولوجيا، ولذلك ،تعد األثنولوجيا نشأة السداالت ر البشية ،واألصول األول لإلنسان .وترجع لفظة (أثنولوجيا) إل األصل وتعت دراسة الشعوب .ولذلك تدرس األثنولوجيا ،خصائص اليونان (أثنوس )Ethnos ي ي الشعوب اللغوية و الثقافية والسدالية( .اسماعيل ،4792 ،ص )152 ّ الماض والحارص – عىل أنه تفسث توزيـ ــع الشعوب – يف وتعتمد األثنولوجيا يف ر ي ر ّ الت ترجع إل كثة الحوادث نتيجة لتحرك هذه الشعوب واختداطها ،وانتشار الثقافات ي ّ فه تبحث، مدايي) من ر الت بدأت مع ظهور اإلنسان منذ مليون ( ر السني .ي المعقدة ،ي ا مسألة المصادر التاريخية للشعوب ،من أين أتت قبائل الهنود الحمر؟مثال ،وأي طريق ّ سلكت؟ ومت احتلت هذه الشعوب المناطق الموجودة فيها اآلن ،وكيف؟ ومن أية ّ ر ه جهة تسللت إل أمريكا؟ وكيف انتشت فيها؟ ومت ظهرت أجناس الهنود الحمر؟ وما ي المثات اللغوية والمدامح الثقافية الت ر نشتها ثقافة الهنود الحمر ،قبل احتكاكها بالثقافة ر ي ّ ّ وغث ذلك مما يفيد يف الدراسات الوصفية المقارنة للمجتمعات اإلنسانية األوروبية؟ ر وثقافاتها( .رشوان ،4799 ،ص ) 94 وتدخل يف ذلك دراسة أصول الثقافات والمناطق الثقافية ،وهجرة الثقافات وانتشارها والخصائص النوعية ّ لكل منها ،دراسة حياة المجتمعات يف صورها المختلفة. ّ أي أنه العلم الذي يبحث يف السداالت القديمة وأصولها وأنماط حياتها ،كما يبحث يف ّ الحياة الحديثة يف المجتمعات الحارصة ،وتأثرها بتلك األصول القديمة. ّ ّ وف ضوء نظريات ولذلك ،تعرف األثنولوجيا بأنها :دراسة الثقافة عىل أسس مقارنة ي ّ وقواعد ثابتة ،بقصد استنباط تعميمات عن أصول الثقافات وتطورها ،وأوجه االختداف - 139https://attanweerlibrary.blogspot.com139 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ا فيما بينها ،وتحليل انتشارها تحليال تاريخيا (،كلوكهون ،4751 ،ص )24 ّ القواني المقارنة ،وال ّ سيما وتهتم النظرية األثنولوجية بدراسة الثقافة ،عن طريق ر ّ يهتم علماء القانون المقارن بدراسة بعض قواني الشعوب البدائية ،حيث مقارنة ر األموم ،سلطة األب ،الحياة العادات والنظم والقيم والتقاليد ،مثل :النسب األبوي أو ي الجنىس ،وطرائق الزوا المختلفة( .حمدان ،4797 ،ص )422 اإلباحية ،االختداط ي الت ال تزال موجودة يف عرصنا ويبحث علم األثنولوجيا يف طرائق حياة المجتمعات ي الت يعود تاري ــخ انقراضها إل عهد قريب ،وتتوافر لدينا عنه الحارص ،أو المجتمعات ي ّ ّ الت يطلق عليها وه ي سجالت تكاد تكون كاملة .فلكل مجتمع طريقته الخاصة يف الحياة ،ي ّ ر ّ الت العلماء األنثوبولوجيون مصطلح " الثقافة " .ويعد مفهوم الثقافة من أهم األدوات ي األثنولوج( .لينتون ،4759 ،ص )05 يتعامل معها الباحث ر ي ّ عمليت التحليل والمقارنة ،فتكون عملية مثات األثنولوجيا ،أنها تعتمد ومن ر ي ر ثقافتي أو أكث. التحليل يف دراسة ثقافة واحدة ،بينما تكون عملية المقارنة يف دراسة ر ّ ّ التعرف إليها بالعيش ربي والت يمكن الحية (المعارصة) وتدرس األثنولوجيا الثقافات ي ّ أهلها ،كما تدرس الثقافات المنقرضة (البائدة) بواسطة مخلفاتها األثرية المكتوبة ّ ّ الثقاف من خدال البحث التغيث وتهتم إل جانب ذلك ،بدراسة ظاهرة المدونة. والوثائق ر ي ّ وصق ،4799 ،ص ) 22 يف تاري ــخ الثقافات وتطورها (. ي ً ا وقد كان هذا الفرع من ر األنثوبولوجيا الثقافية ،يلق اهتماما قليال قياسا للفروع األنثوبولوجية األخرى ،حيث قام بعض علماء ر ر األنثوبولوجيا ف القرن ر العشين ،بدراسة ي ّ الت تؤثر من خدالها المفاهيم االجتماعية المحدودة يف سلوك األشخاص الطرائق ي ّ الت ما زالت تحيا حياة بسيطة ،وال سيما وأمزجتهم ،ومعرفة الحياة اإلنسانية للشعوب ي - 041https://attanweerlibrary.blogspot.com140 www.facebook.com/tanweerlibrary وف بعض المناطق يف الت تعيش يف :أسثاليا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا ،ي تلك الشعوب ي آسيا . ًّ وكان علماء األثنولوجيا ،وإل عهد قريب جدا ،يقرصون أبحاثهم يف الظواهر ّ ّ مجرد ناقل يعتثون الفرد كما لو أنه االجتماعية واإلنسانية للمجتمعات الثقافية .وكانوا ر الت يمكن أن تستبدل الواحدة منها للثقافة ،أو حلقة من سلسلة من الوحدات المتماثلة ي ّ ّ المعايث الشخصية ،تختلف تبي لهؤالء العلماء أن ر بأخرى .ولكن ،وبعد دراسات عديدة ،ر باختداف األفراد والمجتمعات والثقافات( .نارص ،4795 ،ص )55 ّ لتطور األبحاث األثنولوجية ،والعلماء يحاولون اكتشاف فمنذ البدايات األول معينةّ ، ّ األسباب الت تجعل مجتمعات ّ وتتقبل أو تنبذ تطور محاور اهتمام خاصة بها، ي ّ تجديدات مختلفة من النوع الذي يبدو أنه ال ينطوي عىل ّأية عوامل نفعية ،وكذلك ّ ّ المتنوعة تعكس – بصورة منتظمة – اتجاهات مختلفة يف الت تجعل الثقافات األسباب ي ً ّ ّ ّ تطورها .وساد االعتقاد حينا من الزمن أن هذه الظاهرات يمكن عزوها إل وقائع تاريخية ّ الجدل الذي ال سستند إل أي برهان ه رصب من االفثاض عارضة ،ر ي غث أن هذه النظرية ي أو دليل( .لينتون ،4759 ،ص )20 ّ ّ الت تعمد ويتفق معظم العلماء عىل أن مصطلح (أثنوجرافيا) يطلق عىل الدراسة ي ّ الت إل وصف ثقافة ما يف مجتمع ر معي ،بينما يطلق مصطلح (أثنولوجيا) عىل الدراسات ي قواني فاألثنولوج يهدف من تلك المقارنات الوصول إل تجمع ربي الوصف والمقارنة. ر ر ي الثقاف وآثار االتصال ربي الثقافات المختلفة، التغيث عامة للعادات اإلنسانية ،ولظاهرة ر ي ً األثنولوج أيضا إل تصنيف الثقافات ضمن مجموعات أو أشكال ،عىل أساس كما يهدف ر ي ّ وصق ،4794 ،ص )05 معايث) معينة( . مقاييس ( ر ي - 111https://attanweerlibrary.blogspot.com141 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ه يف األساس ،مماثلة ألهداف للعالم يعت أن األهداف النهائية ِ ر ي األثنولوج ،ي وهذا ي ّ وعالم االقتصاد ..فكل عالم من هؤالء ،يحاول أن يفهم كيف تعمل عالم االجتماع ِ ِ ّ ّ تتغث الثقافات؟ كما يحاول أن يتوصل إل المجتمعات والثقافات؟ وكيف ولماذا ر ّ تعميمات ّ التنبؤ قواني " بحسب المصطلح الدار للمفهوم ،لتساعده يف معينة ،أو " ر ّ ّ سث األحداث ،بقصد التحكم به يف النهاية( .لينتون ،4759 ،ص ) 09 باتجاه ر ّ فنذا كان القول بأن األثنولوجيا تدرس الظواهر الثقافية دراسة رأسية ،أي دراسة ّ وتطورها الماض ،مع متابعة دراسة تلك الثقافات مقارنة زمانية تاريخية لثقافات ي ّ ّ عث التاريـ ــخ ،فنن األثنوجرافيا تدرس الظواهر الثقافية دراسة أفقية محددة ومقارنتها ر المكان ،وهكذا تكون األثنولوجيا دراسة مقارنة يف الزمان ،بينما تكون األثنوجرافيا دراسة مقارنة يف المكان( .اسماعيل ،4792 ،ص )05 وكان من نتائج االحتكاك بي علم االجتماع وعلم األثنولوجيا ،أن ّ تزود علم االجتماع ر ّ االجتماع ،الذي يعت بدراسة بأساليب جديدة ثبت أنها ذات قيمة خاصة للباحث ي المجتمعات الحديثة الصغثة .أضف إل ذلكّ ،أن االحتكاك بي العلمي ّ وسع مجال علم ر ر ر ّ وأدى بالتال إل ّ تغث بعض صيغه النظرية( .لينتون ،4759 ،ص ) 20 االجتماع، ر ي ّ لقد تبلورت األثنولوجيا بعد الحرب العالمية الثانية ،وشكلت ما يمكن اإلشارة إليه ر األنثوبولوجيي يف باألنثوبولوجيا المعارصة .وساعد عىل هذا االتجاه ودعمه ،ازدياد عدد ر ً الغربيي .ولم تعد الباحثي البلدان النامية ،بعد إن كانت هذه المهنة وقفا عىل ر ر ّ المحلية ذات األثنولوجيا تقرص مجال دراستها عىل المجتمعات الصغ رثة الحجم ،أو ّ غث الغربية ،وإنما اتجهت لتوسيع مجالها بحيث تشمل الثقافات والمجتمعات الثقافات ر ّ كلها ،وعىل اختداف حجمها وموقعها( .فهيم ،4795 ،ص )25 - 042https://attanweerlibrary.blogspot.com142 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ غث ّأن هذا ّ التنوع الذي اتصفت به األثنولوجيا ف القرن ر العشين ،أدى إل حدوث ر ي األكاديم ،عداوة عىل الكثث من االستقرار بعض التضارب يف الدراسات ،وهذا ما أفقدها ر ي أكث من ّ المنهجية ر ّ ّ توصلها إل نظريات علمية ،األمر الذي أثار العديد بالنواج تمسكها ي ّ ّ وعلميتها ،وصلتها بقضايا اإلنسان كيفية دراسة الثقافات اإلنسانية من التساؤالت حول المعارص - 113https://attanweerlibrary.blogspot.com143 www.facebook.com/tanweerlibrary مصـادر الفصل ومراجعـه ّ العرن ،الكويت . العرن ،15مجلـة أبو زيد ،حامد ( )0224الطريق إل المعرفة ،كتابري ري اسماعيل ،قباري دمحم ( )4792راألنثوبولوجيا العامة ،منشأة المعارف باالسكندرية . ّ مقدمة ف ر األنثوبولوجيا العامة ،ترجمة :دمحم بيلز ،رالف ؛ هويجرا ،هاري ()4799ي الجوهري وآخرون ،دار النهضة المرصية ،القاهرة . حمدان ،دمحم زياد ( )4797الثقافات االجتماعية المعارصة ،دار الثبية الحديثةّ ،عمان . رشوان ،حسي عبد الحميد ( )4799راألنثوبولوجيا يف المجال النظري ،االسكندرية . ر زرقانة ،ابراهيم ( )4759راألنثوبولوجيا ،مكتبة النهضة المرصية ،القاهرة . سثوس ،كلود ليق ( )4799راألنثوبولوجيا البنيوية ،ترجمة :مصطق صالح ،وزارة ي الثقافة ،دمشق . فهيم ،حسي (ّ )4795قصة ر األنثوبولوجيا – فصول يف تاري ــخ اإلنسان ،عالم المعرفة ر ( ،)479الكويت . كلوكهون ،كدايد ( )4751اإلنسان يف المرآة ،ترجمة :شاكر سليم ،بغداد . لبيب ،الطاهر ( )4799سوسيولوجية الثقافة ،دار الحوار ،الداذقية . لينتون ،رالف ( )4759راألنثوبولوجيا وأزمة العالم الحديث ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية ،ربثوت . - 044https://attanweerlibrary.blogspot.com144 www.facebook.com/tanweerlibrary نارص ،ابراهيم ( )4795راألنثوبولوجيا الثقافية – علم اإلنسان الثقاف ّ ،- عمان. ي -هرسكوفيث ،ميلفيل. ( )4791أسس ر األنثوبولوجيا الثقافية ،ترجمة :رباح النفاخ، وزارة الثقافة ،دمشق . وصق ،عاطف ( )4794راألنثوبولوجيا الثقافية ،دار النهضة العربية ،ربثوت. ي ّ والشخصية ،دار المعارف بمرص. وصق ،عاطف ( )4799الثقافة ي - Barnouw , V .(1972) Cultural Anthropology , Home wood Illinois, Irwen Inc . - 115https://attanweerlibrary.blogspot.com145 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل الخامس ر األنثوبولوجيا االجتماعية Sociology Anthropology ا أول-تعريف ر األنثوبولوجيا االجتماعية ثانيا -نشأة ر ّ وتطورها األنثوبولوجيا االجتماعية ثالثا-أهداف ر األنثبولوجيا االجتماعية -4تحديد نماذ لألبنية االجتماعية -0تحديد مظاهر التداخل والثابط ربي النظم االجتماعية االجتماع التغيث -2تحديد عمليات ر ي - 046https://attanweerlibrary.blogspot.com146 www.facebook.com/tanweerlibrary ا أوال -تعريف ر األنثوبولوجيا االجتماعية ّ ّ تعرف ر ّ االجتماع الذي يتخذ يف األنثوبولوجيا االجتماعية بأنها :دراسة السلوك ي السياش ،واإلجراءات العادة شكل نظم اجتماعية كالعائلة ،ونسق القرابة ،والتنظيم ي وغثها .كما تدرس العداقة ربي هذه النظم سواء يف القانونية ،والعبادات الدينية ،ر الت يوجد لدينا عنها معلومات المجتمعات المعارصة أو يف المجتمعات التاريخية ،ي مناسبة من هذا النوع ،يمكن معها القيام بمثل هذه الدراسات( .بريتشارد،4795 ، ص)42 ولذلك ،فمن الرصوري ف دراسة اإلنسان وأعماله ،أن ّ نمث ربي عبارة " ثقافة " ر ي ه طريقة حياة شعب ما، وعبارة " مجتمع " المرافقة لها .فالثقافة – كما يف تعريفاتها – ي ّ ّ ّأما المجتمع فهو تكتل منظم لعدد من األفراد ،يتفاعلون فيما بينهم ويتبعون طريقة ّ ّ ه ثقافتهم . حياة معينة ..وبعبارة أبسط :المجتمع مؤلف من أناس ،وطريقة سلوكهم ي ّ ّ المؤسسات واألنظمة االجتماعية ،أدوات نافعة لألغراض وهنا تعد تصنيفات ّ الوصفية ،كما أن التعميمات بالنسبة للعداقات المتداخلة والمتبادلة ربي النماذ ّ ّ مشوشة والمؤسسات ،تساعد يف االهتداء إل نوع من النظام وسط أوضاع تبدو وف الوقت ذاته ،يعتمد هذا وف زيادة الفهم الحقيق للعمليات االجتماعية .ي وغامضة ،ي ي ّ ّ ً ّ االجتماع جزءا منه .ويضم هذا الكىل الذي يؤلف النظام الفهم عىل دراسة النسق ي ي ّ ّ ّ ه :شخصيات األفراد الذين يؤلفون المجتمع ،والبيئة النسق ثداثة عنارص ر متمثة ،ي ً ّ ّ وأخثا المجموعة معها، وثقافته حياته ف يكي أن المجتمع عىل يتعي الت ر ر الطبيعية ي ّ الت تضمن استمرار بقاء المجتمع عن طريق الكاملة من الوسائل الفنية الدازمة للمعيشة ،ي نقلها من جيل إل جيل( .لينتون ،4751 ،ص ) 259 - 117https://attanweerlibrary.blogspot.com147 www.facebook.com/tanweerlibrary اجتماع، ولكن ،هل يمكن أن نفصل عىل هذا الشكل ربي اإلنسان كحيوان ي ً ً َ ّ االجتماع يف الواقع سلوكا ثقافيا؟ ألم نر أن واإلنسان كمخلوق ذي ثقافة؟ أليس السلوك ي ُُ ر ّ ه مثل اإلنسان أو الحقيقة ر ه اإلنسان نفسه أكث مما ي الكثى يف دراسة اإلنسان ،ي ّ بتكتدات ّ نسميها " مجتمعات "؟ الت نجمت عن ارتباطه مادية ال األشياء حت نظمه ،أو ي فالنظام االجتماع إذن ،هو التعبث التقت ر ّ يدل عىل المظهر وبولوج الذي األنث ر ر ي ي ي ّ ً الت تؤلف إطارا ألنواع السلوك النظم سشمل وهو اإلنسانية، الجماعة األساش يف حياة ي ي ً ً جميعها ،سواء كان فرديا أو اجتماعيا( .هرسكوفيث ،4791 ،ص )04-02 ّ ّ المنظمةّ ، زودتا اإلنسان بأدوات لنقل الثقافات ،مهما إن اللغة والحياة االجتماعية غث إيجابية .وعملت الحياة االجتماعية بلغت من التعقيد ،والمحافظة عىل تراثها بصورة ر ً اجتماع ،يفوق يف ثروته ما تحتا إليه أيضا عىل جعل اإلنسان يف حاجة إل إرث ي الحيواناتّ . وتمت المحافظة عىل المجتمعات ر البشية ،بتدريب أجيال متداحقة من ه نفسها ،حصيلة الثقافة( .لينتون ،4751 ،ص )447 األفراد ..ولذا كانت المجتمعات ،ي ر األنثوبولوجيا االجتماعية إل تحديد العداقات وبناء عىل ذلك ،تهدف دراسة الت تدرس من خدال آثارها المتبادلة ربي هذه النظم ،سواء يف المجتمعات القديمة ي الت تدرس من خدال المداحظة المادية والفكرية ،أو يف المجتمعات الحديثة والمعارصة ،ي ر المباشة لمنجزاتها وتفاعداتها الخاصة والعامة. ً ثانيا-نشأة ر ّ وتطورها األنثوبولوجيا االجتماعية ّ ر ر واألنثوبولوجيا االجتماعية خاصة ،بدراسة األنثوبولوجيا عامة، يعد اهتمام ًّ ً أساسيا من فلسفة علم المجتمعات اإلنسانية ،وعىل المستويات الحضارية كافة ،منطلقا - 048https://attanweerlibrary.blogspot.com148 www.facebook.com/tanweerlibrary ر األنثوبولوجيا وأهدافها ،وال ّ سيما دراسة أساليب حياة المجتمعات المحلية ،إل جانب دراسات ما قبل التاريـ ــخ ،ودراسات اللغات واللهجات المحلية ..وهذا ما ّ يمث ر ر األنثوبولوجيا من العلوم اإلنسانية /االجتماعية األخرى ،وال ّ سيما علم االجتماع . ّ بأنه علم حديث العهد ،ال بل من ر ويوصف علم ر أكث األنثوبولوجيا االجتماعية ر ّ للمرة العلوم االجتماعية حداثة .فقد استخدم مصطلح (االنثوبولوجيا االجتماعية) األول ف عام /4792/عندما ّ كرمت جامعة ليفربول يف بريطانيا السيد /جيمس فريزر/ ي ومنحته لقب األستاذ. ّ ومما ّ التطبيق ،من البت الطبيىع / يدل عىل حداثة هذا العلم الذي يدرس الجانب ي ي ً االجتماعية ،ذلك االختداف الذي ما يزال قائما ربي علماء االجتماع حول هذه التسمية : ( ر األنثوبولوجيا االجتماعية ) .ولكن عىل الرغم من حداثة هذا العلم ،فقد ّ مر بمراحل ً ّ ّ ّ وتطوره واستكمال عنارصه إل حد بعيد ،بدءا من القرن الثامن متعددة أسهمت يف نشوئه ر عش وحت الوقت الحارص. _4القرن الثامن ر عش : ّ تعد الدراسات الت أجريت ف القرن الثامن ر عش حول األبنية االجتماعية ،وأنساق ي ي أهم الدراسات الت ّ مهدت لظهور ر القيم السائدة فيها ،من ّ األنثوبولوجيا االجتماعية. ي ّ ّ القواني " الذي ألفه /مونتسيكو /عالم االجتماع وكان يف مقدمتها كتاب " روح ر ّ ّ ّ ر يتكون من مجموع نظم البشي وما يحيط به، الفرنىس ،والذي أكد فيه أن المجتمع ي ّ القواني عند أي شعب من الشعوب ،إال إذا درست فهم يمكن ال بحيث ابطة، مث ر الت تحكم هذا النظام أو ذاك ،بما فيها البيئة والحياة االقتصادية ،والسكان العداقات ي ّ الفرش /مونتسيكو /ربي البناء مث الفيلسوف والمعتقدات واألخداق السائدة ،حيث ر ي - 119https://attanweerlibrary.blogspot.com149 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ القيم ،عىل الرغم من العداقة بينهما .وأوضح أن المجتمع ذاته وما االجتماع والنظام ي ي ًّ ّ ّ وبالتال ال يمكن فهم ، ا وظيفي ارتباطا ببعض بعضها يرتبط نظم من ن يتكو به، يحيط ي ّ ّ القواني كلها، القانون العام لدى أي شعب من الشعوب ،إال إذا درسنا العداقات ربي هذه ر ّ ّ الطبيعية والحياة االقتصادية ،وعدد السكان قواني بالبيئة ومن ثم دراسة عداقة تلك ال ر الت كانت سائدة (.الجباوي ،4790 ،ص)424 واألعراف والتقاليد السائدة أو ي ً ّ الفرنىس أيضا ،يعد أول من رأى رصورة إنشاء ولكن /سان سيمون /عالم االجتماع ي ّ ّ واعتث أن مهمة علماء وضىع للعداقات االجتماعية. علم للمجتمع ،واقثح إنشاء علم ر ي ّ ّ االجتماع ال تقترص عىل دراسة المفاهيم والتصورات االجتماعية فحسب ،وإنما يجب أن تشمل تحليل الوقائع والحقائق الت ّ تعززها. ي ً ّ تماما إنشاء علم /ر األنثوبولوجيا االجتماعية /وإنما وإذا كان /سيمون /لم يقصد ّ ّ قصد إيجاد علم خاص يدرس النظم االجتماعية وعداقاتها دراسة موضوعية ،فنن ذلك ّ ّ تحقق فعال بجهود تلميذه /أوغست كونت . / هذا ف فرنسا ّ ..أما ف إنكلثا ،فقد ظهرت دراسات تمهيدية لعلم ر األنثوبولوجيا ي ي ُ ّ االجتماعية ،وال ّ سيما أبحاث /دافيد هيوم وآدم سميث /حيث نظر إل كل مجتمع ّ ّ ينشأ من الطبيعة ر البشية ،وليس عن طريق التعاقد .ولذلك طبيىع إنسان عىل أنه نسق ي ي ر واعتث المجتمع (أي الطبيىع. انتشت مفاهيم جديدة ،مثل :األخداق الطبيعية والدين ر ي ّ ان ،عند إنسان) ظاهرة طبيعية ،ال بد من استخدام المنهج مجتمع التجريت واالستقر ي ي ري ّ دراسته بدال من المناهج العقلية /الفلسفية . ً ّ البدان ،اعتمادا عىل التمهيدية بوادر االهتمام بالمجتمع وظهرت يف هذه المرحلة ي ُ البدان رحدات االستكشاف لآلثار والمتاحف والمصادر المختلفة .وقد نظر إل اإلنسان ي - 001https://attanweerlibrary.blogspot.com150 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ وهمح ف سلوكاته ..يتناقض ّ كلية مع إنسان المجتمع متوحش يف مجتمعه، عىل أنه ر ي ي ّ ّ وخث مثال عىل ذلك ،ما كتبه /جون لوك /عن الهنود الحمر يف المتمدن والمتقدم .ر ً وغث دقيقة ،عن هذه الشعوب البدائية . أمريكا ،حيث أصدر أحكاما عامة ر ّ عش وفداسفته ،مهما تكن آراؤهمّ ، إن علماء القرن الثامن ر مهدوا بشكل والخداصة، أساش لظهور علم دراسة ر األنثوبولوجيا االجتماعية ،وذلك نتيجة الهتمامهم بالنظم ي ً االجتماعية من جهة ،واعتبارهم المجتمعات اإلنسانية أنساقا طبيعية ،يف إطار (الطبيعة ّ ر البشية) من جهة أخرى يجب أن تدرس من خدال المناهج التجريبية ،عىل الرغم من أن المعنيي كانت بعيدة عن طبيعة هذه المناهج ،وكانت تعتمد عىل دراسات هؤالء ر الشكىل ). التحليل الصوري ( ي -0القرن التاسع ر عش : ّ عش ،فثة نشوء ر يعد النصف الثان من القرن التاسع ر األنثوبولوجيا كعلم معثف ي الت بحثت يف هذا العلم به ..وقد أسهم يف ذلك صدور العديد من الدراسات والكتب ي ّ ّ مؤلفات ّ وحددت معالمه األساسية ،وال ّ كل من (تايلور وماكلينان) يف إنكلثا ،و سيما ّ اهتم هؤالء بجمع المعلومات عن الشعوب البدائية، بافوفي) يف سويشا ،حيث ( ر ّ وف حدود األبنية وأبرزوها بصورة منهجية منظمة ،من خدال دراسة النظم االجتماعية ،ي االجتماعية لهذه المجتمعات ،وليس يف حدود الفلسفة وعلم النفس .فوضعوا بذلك أسس علم ر األنثوبولوجيا االجتماعية. فقد ّ فش /ماكلينان /مثدا :تحريم زوا المحارم يف بعض هذه المجتمعات ً األكسوجام ) ،استنادا إل ظواهر اجتماعية أو عقائد خاصة بتلك البدائية (نظام الزوا ي ً ّ الت المجتمعات ،رافضا إرجاعه إل أسباب بيولوجية أو نفسية .كما أن طريقة الزوا ي - 151https://attanweerlibrary.blogspot.com151 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ تتمثل يف عملية خطف العروس ،لم تستند إل نظريات نفسية أو فلسفية ،وإنما ترجع إل لطق)90 ،4797 ، عادات مث ّسبة من الست واالغتصاب ( .ي الماض يف ممارسة ر ي ي ر األنثوبولوجيا االجتماعية ف القرن التاسع ر عش ،سستخدمون ولم يكن رواد ي والمستكشفي ورجال اإلدارة .. الدراسات الميدانية ،بل اعتمدوا عىل أقوال الرحالة ر ّ ّ ولذلك ،تعد هذه المرحلة فثة نشوء هذا العلم ،وليست فثة كماله ونضجه ،ألن ّ الدراسات الميدانية /التطبيقية تعد من الركائز األساسية لتكامل هذا العلم ،بطبيعته ّ ومنهجيته . ّ وقد ّ والتطورية. متداخلتي ،هما :النشوئية تمثت هذه المرحلة بظهور مدرست ري ر ر ّ ويعود تداخلهما إل أن العالم ر ر بتفسث يقوم عندما االجتماع العالم أو ، وبولوج األنث ر ِ ي ي ّ ّ ّ الماض إل الحارص ،ال بد أن يعمد إل تحديد من ، اجتماع التطور يف أي نظام عملية ي ي نشأة هذا النظام ،وذلك بالعودة إل المجتمعات البدائية لدراستها واستخداص صفاتها ّ تمثل التاري ــخ المبكر للجنس ر البشي . وعداقاتها ،باعتبارها ّ مثال ذلك ( :نشأة األشة وتطورها) من حيث اإلباحية الجنسية ،وتعدد الزوجات ا وصوال إل وحدانية الزوجة .وكذلك االنتساب إل األم ومن ّثم إل األب .وهذه العودة إل الشعوب البدائية ،ال تقترص عىل ر األنثوبولوجيا فحسب ،بل تشمل سائر فروع المعرفة الخاصة بالعلوم اإلنسانية . ّ ّ وف مقدمتهم /إدوارد تايلور /بنظرية /داروين ،يف وقد تأثر رواد هذه المدرسة ،ي ّ البشية ،وتستند هذه النظرية إل ّأن العنارص المر ّ ّ الطبيعية للكائنات ر كبة يف تطور الحياة ّ ّ الحضارة اإلنسانية ،تتطور باستمرار من األشياء البسيطة إل األشياء المعقدة ،وهذا ما ينسحب عىل ّ تطور النظم االجتماعية. - 002https://attanweerlibrary.blogspot.com152 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ المثقفي يف العالم ،بأنه الرجل األقل يف أذهان عامة ويرتبط اسم /داروين /عىل ر ّ ّ ّ التطور متحديا فكرة الخلق ،وذهب يف ذلك إل حد القول بانحدار الذي نادى بنظرية ً ّ ر ر تعبث األستاذ / البش من القردة العليا .ولكن الحقيقة أكث تعقيدا من ذلك ،حسب ر ّ كبث من كريستوفر بوكر ./فلم يكن داروين هو مؤسس تلك النظرية ،إذ سبقه إليها عدد ر ّ ّ ّ الطبيعيي الذين كانوا يرون أن صور الحياة المختلفة ،تطورت كلها عىل شكل العلماء ر ً ّ ً ّ ًّ ّ ومتمثا كل منها عن اآلخر . واحد بسيط ،أي أن هذه األشكال لم تخلق خلقا مستقال ر وقد ر بسبعي انتشت هذه األفكار قبل ظهور كتاب داروين عن " أصل األنواع " ر ّ األقل .وكان ّ ّ كل ما فعله /داروين ،هو أنه قام بتجميع تلك األفكار واآلراء سنة عىل ر ّ والتعمق. كبث من محاولة الفهم قدر فيها منهجية، بطريقة وتحليلها لمتناثرة، وا المبعثة ر ّ ّ ّ األهم من ولكن التطور وترسيخها. ومن هنا ساعد كتاب " أصل األنواع " يف توطيد فكرة ّ ّ ّ الت حدث فيها التطور ،ووضع ذلك ،هو أن الكتاب يقدم نظرية متماسكة عن الطريقة ي الشهث عن " االنتخاب الطبيىع " الذي ّ فش به استمرار بعض األنواع يف يف ذلك مبدأه ر ي الكثى ورصاعها من اجل الحياة. الحياة ،واختفاء بعضها اآلخر يف معركتها ر ّ ّ ّ ً مفيدا ر وف لألنث بيولوج يف األصل ،إال أنه كان وعىل الرغم من أنه مبدأ ر وبولوجيي .ي ر ي ّ ذلك يقول األستاذ /ألفريد كروبر /وهو من أكث علماء ر األنثوبولوجيا المعارصين " :إن ر ً هناك نوعا من عدم التناسب ربي اإلسهام المحدود الذي أسهم به داروين يف العلم، والذي ينحرص ف وضع مبدأ االنتخاب الطبيىع وتجسيده ،وبي ّ التأثث الهائل كل ذلك ر ر ي ي ّ ر الكىل " .فقد دفع هذا المبدأ علماء القرن العلم عىل البيولوج المبدأ تأسيس الذي تركه ي ي التاسع ر كثثة تتناول أصل عش ،إل البحث عن أصول األشياء .وظهرت بذلك كتابات ر الت اللغة وأصل الحضارة ،وأصل المجتمع والعائلة والدين ،وما إل ذلك بالطريقة نفسها ي تناول بها داروين مشكلة أصل األنواع( .أبو زيد) 01-02 ،0224 ، - 153https://attanweerlibrary.blogspot.com153 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ التطوريون ،عىل موضوعات ّ معينة :كالدين والعائلة ،والنسب، ولذلك ركز العلماء ّ ّ ّ ّ التطور واعتثوا أن الحضارات البدائية المعارصة ،تمثل شواهد دالة عىل مراحل ر ّ ّ الت مرت بها الحضارة الحالية المتقدمة . االجتماع ي ي ّ ّ ولكن ّ جد ًا ،وال ّ سيما التطور يف العصور القديمة ثمة صعوبات قابلتهم ،يف دراسة التخمي واالفثاض من أجل عصور ما قبل التاري ــخ ،فعمدوا إل دراسة علم اآلثار أو ر إثبات نظريتهم)Nicholson , 1968, p.7( . عش ،استكمل ر األخث من القرن التاسع ر األنثوبولوجيون وضع العنارص وف الربــع ر ي ر ّ ر األساسية لعلم األنثوبوجيا االجتماعية ،عندما قام بعضهم بتصنيف المجتمعات البشية عىل أسس أبنيتها االجتماعية ،وليس عىل أسس ثقافاتها فحسب .وهذا ما ّأدى إل ّ تمث ر األنثوبولوجيا االجتماعية عن األنواع ر ر بالتال، األنثوبولوجية األخرى ،وأصبح موضوعها ي ّ يختص بالعداقات االجتماعية وليس بالظواهر الثقافية . ً ّ ر األنثوبولوجيا إل الدراسات الميدانية. واستنادا إل ذلك ،امتد منهج دراسة االنكثي /هادون /عىل منطقة مضائق (تورليس) الت قام بها العالم ر ر واعتثت الدراسة ي األنثوبولوجيا االجتماعية ،حيث ّ تحول أساسية ف تاري ــخ ر مع بعثة علمية ،نقطة ّ رسخت ي أساسيي : أمرين ر ّ ّ أولهما :النظر إل ر تخصص كامل. األنثوبولوجيا االجتماعية ،عىل أنها علم يحتا إل ًّ ً رئيسيا يف هذا العلم . وثانيهما:اعتماد الدراسة الميدانية منهجا ّ ومع أن /مورغان /و /بواز /سبقا /هادون /يف دراسة بعض قبائل الهنود الحمر، - 004https://attanweerlibrary.blogspot.com154 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ يحدد أساسيات منهج ر األنثوبولوجيا وبعض قبائل األسكيمو ،فقد استطاع /هادون /أن ّ االجتماعية ،ويجذب بعض العلماء إل ميدان هذا العلم الجديد ،بعدما تخلوا عن أئمة ر اختصاصاتهم األصلية وأصبحوا من ّ ر العشين، األنثوبولوجيا االجتماعية يف القرن ّ ً من أمثال :العالم /ريفر /الذي كان متخصصا يف علم النفس ،والعالم /سليجمان / ّ ّ ً ّ ّ تخصصه متخصصا يف علم األمراض .بل أن /هادون /نفسه ،تخىل عن الذي كان ر ّ لطق،4797 ، األصىل يف (الحيوانات البحرية) وتحول إل األنثوبولوجيا االجتماعية (. ي ي ص )75 ّ عش نشأة ر مثل القرن التاسع ر األنثبولوجيا االجتماعية ،وإن كانت صورتها وهكذا، قصثة ،حيث الكثث من جهود العلماء ولفثة من الوقت ليست غث ناضجة وتحتا إل ر ر ر بدأت عنارص صورتها تستكمل وتزدهر يف نهاية هذا القرن والنصف األول من القرن ر العشين. -2القرن ر العشون : ّ وصلت ر األنثوبولوجيا مع بداية القرن ر التخصص بدراسة البت العشين إل مرحلة االجتماعية للمجتمعات ،وال ّ سيما المجتمعات القديمة ،حيث ازدادت الدراسات ّ األنكلثي /رادكيف براون /عىل سكان خليج الت قام بها ر الميدانية ،ي وف مقدمتها الدراسة ي اعتثت المحاولة األول لفحص النظريات االجتماعية بالعودة إل مجتمع والت ر البنغال ،ي ّ مالينوفسك /لسكان جزر (الثوبوبرياند) لمدة أربــع سنوات، بدان .وكذلك دراسة / ي ي ّ واستخدم فيها لغة أهال هذه الجزر .فكان بذلك ّأول ر ير وبولوج يتمكن من فهم حياة أنث ي الناس وعداقاتهم االجتماعية ،من خدال ّ تتبع عاداتهم وتقاليدهم ،وتحليل مدلوالتها االجتماعية . - 155https://attanweerlibrary.blogspot.com155 www.facebook.com/tanweerlibrary فخدال الربــع ّ ر األنثوبولوجيون عىل جمع األول من هذا القرن ،عكف الباحثون الت يحتاجون إليها من أجل إثبات ظاهرة االقتباس ربي الثقافات المختلفة. الوثائق ي ّ ر ّ التاريح ،من وجهة نظر تاريـ ــخ الطريقة األنثوبولوجية ،احتل مكان ويداحظ أن العامل ي الصدارة يف دراسة المجتمعات ،حت يف المحاوالت المبذولة إلثبات ظاهرة االنتشار ّ الباحثي ،كانوا الثقاف ،الناجمة عن االحتكاك ربي الشعوب .ويعود ذلك إل أن هؤالء ر ي ّ ً ّ ّ التاريخية يف فهم العوامل الثقافية الدينامية( .لينتون، أهمية البيانات جيدا يدركون ،4759ص ) 057 العشين ،فقد أصبحت ر ّأما ف الربــع الثان من القرن ر لألنثوبولوجيا االجتماعية فروع ي ي ّ مستقلة ّ ّ ر وانتش الثيطانية .. الجامعات ف ما سي وال األوروبية، الجامعات ف س تدر ر ي ي مالينوفسك /الذي بدأ منذ عام لتأثث علم / تطبيق منهج الدراسة الميدانية نتيجة ر ي ،4701بتدريب ر وبولوجيي عىل القيام بالدراسات الميدانية . األنث ر وف عام ،4729أعاد /براون /تنظيم معهد ر األنثوبولوجيا يف جامعة أكسفورد، ي ّ الخثة يف مالينوسك وبراون /وتدامذتهما من ذوي وطور مناهجه .وبفضل جهود / ر ي ّ ر صغثة يف الدراسات األنثوبولوجية الميدانية ،أجريت دراسات متعددة عىل مجتمعات ر األفريق يف الدول أفريقيا (دراسة نظم القرابة والطقوس والسياسة ) ،وأحدث المعهد ي ي ّ ّ متخصصة ف علم ر األنثوبولوجيا االجتماعية . جامعة أكسفورد ،تصدر عنه مجلة ي ّ وتابعت ر الثان من القرن األنثوبولوجيا االجتماعية دراساتها المتقدمة ،يف النصف ي ّ ّ ر وبالتال إل التقارب ربي العشين ،مما أدى إل اتساع هذه الدراسات وازدهارها، ي ر ّ التجريت األن رثوبولوجيا االجتماعية واألنثوبولوجيا الثقافية ..وتم اعتماد تطبيق المنهج ري ا كل باحث ر بدال من المنهج المقارن ،حيث سستند ّ وبولوج – يف تطبيق المنهج أنث ر ي - 006https://attanweerlibrary.blogspot.com156 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ بالتأكد من ّ ّ صحة معي ،ويقوم بدوره التجريت – إل نتائج دراسة باحث آخر لمجتمع ر ري ّ هذه النتائج من خدال قيامه بدراسة مجتمعات أخرى .وبذلك ،تصبح الفرضيات المتفق ً مبادئا عامة ف نهاية األمر ،أو معارف متداولة ف مجال ر األنثوبولوجيا االجتماعية .. عليها ي ي ّ عزز من علم ر األنثوبولوجيا يف العرص الحديث . وهذا ما ُ ثالثا -أهداف ر األنثوبولوجيا االجتماعية تحديد نماذ عالية لألبنية االجتماعية : ً ً ّ ّ ّ التوصل إل نوع من التصنيفات والنماذ لألبنية االجتماعية ،يعد أمرا صعبا إن ّ بالنظر إل عدم اتفاق العلماء عىل هذه النماذ من جهة ،ولعدم وجود مصطلحات عالمية لمفاهيم ر األنثوبولوجيا االجتماعية من جهة أخرى .هذا باإلضافة إل المشكلة ّ ّ الت تتمثل يف عدم وجود الدراسات الميدانية الشاملة للمجتمعات اإلنسانية األساسية ،ي جميعها ،عىل الرغم من محاوالت الكثث من العلماء الوصول إل ذلك الهدف . ر ّ فاإلنسان وحده -من ربي المخلوقات – يتمتع بإمكانية تطوير سلوكه المكتسب ّ ّ ّ ّ ّ بالتنوع وبدرجة من التعقيد ومؤسساته االجتماعية ،تتصف ونقله بالتعلم ،وأن نظمه ّ ّ مما تتصف به األشكال االجتماعية ألي نوع آخر من أنواع الحيوان . أكث ر ّ المنطق لما يجرى من أبحاث حول المجتمع ،هو دراسة ولذلك نجد أن المنطلق ي معينة واعتبار ّ كل منها وحدة متكاملةّ . أنظمة اجتماعية ّ ومما سسهل المشكلة بعض ّ ّ ر متمثة عن المجتمعات ،إذ يمكننا ذلك من تجاهل المدى الىسء ،اعتبار األنظمة كيانات ر ي كث عىل النماذ نفسها الواسع لداختدافات الفردية يف التعبث عن نماذ النظام ،ومن الث ر ر ّ ّ ّ ّ ّ ه وعداقاتها المتبادلة .بيد أن المشكلة تظل معقدة بما فيه الكفاية ،وأول مهمة للباحث ي - 157https://attanweerlibrary.blogspot.com157 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ التحقق من النماذ وطبيعتها. ّ ّ ّ يتكون من عنارص يجمعها االجتماع كله، الت يرسمها باحث النظام ي إن الصورة ي ّ تتجمع الت واحدة واحدة ،أي من النماذ الداخلة يف تركيب النظام ،ومن المداحظات ي ّ لديه عن ّ تكيفها وعداقاتها المتبادلة ،كما تتكشف لـه يف أثناء ممارسة الناس الفعلية لها. وال سستطيع العضو العادي يف أي مجتمع ،أن سساعد الباحث يف هذا العمل ،إذ ما من ّ ّ ّ ً ّ الت تنظم التفاعدات االجتماعية ،تشكل نظاما إال يف حالة أحد يدرك أن النماذ ي الصي وبداد الت بلغت درجة عالية من التعقيد والث ّمت ،كالمجتمعات يف ر المجتمعات ي اإلغريق يف العصور القديمة ،وأوروبا الحديثة( .لينتون ،4751 ،ص )215-215 ً ّ ولما كان اإلنسان قادرا عىل التفاهم مع أمثاله بواسطة أشكال اللغة الرمزية ً المبان االجتماعية والمفاهيم ،فهو وحده الذي استطاع أن يوجد أنواعا ال تحض من ي األساسية كبنيان األشة .وإذا نظرنا إل حياة الجماعة يف أي نوع من أنواع ما دون اإلنسان من الكائنات الحيوانية ،وجدنا ّأن مبانيها االجتماعية ر المبان اإلنسانية، أكث رتابة من ي ّ ّ ّ وبالتال يمكن توقعها ألن كل جيل من أجيالها يتعلم السلوك المشثك ربي معارصيه ي جميعهم ،بينما يبت اإلنسان عىل تجارب ّ كل من سبقه( .هرسكوفيث ،4791 ،ص ) 20 ي ً ثداثي عاما يف الدراسة ،للوصول إل بعض وقد أنفق العالم /رادكليف براون / ر النماذ العامة لألبنية االجتماعية .وبفضل جهوده وجهود علماء آخرين ،أصبح هناك العشثة -القبيلة - االجتماع ،مثال( : اتفاق شبه عام عىل بعض النماذ األساسية للبناء ر ي الدولة – ّ األمة –المجتمع) . واستطاع هؤالء العلماء تحديد األشكال األشية الرئيسة ،يف المجتمعات اإلنسانية. ّ ّ الت يثتب عليها ذلك ويعد ذلك خطوة هامة نحو الوصول إل ر القواني االجتماعية ،ي - 008https://attanweerlibrary.blogspot.com158 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ التنوع الملحوظ يف األبنية االجتماعية المختلفة ،وما أطلق عليه اصطداحا ( :الدراسات المورفولوجية ). -0تحديد مظاهر التداخل والثابط ربي النظم االجتماعية : ّ ر ّ األنثوبولوجية ،يف الكىل /المتكامل يف الدراسات أهمية استخدام المنهج تبدو ي ّ الت االجتماعية، النظم بي المتبادل التأثث تحديد ف ل يتمث الذي الهدف ذلك تحقيق ر ر ي ي ّ االجتماع الواحد .ويــهتم العلماء اليوم ،بهذا الهدف ،إذ ال يوافقون تدخل يف نطاق البناء ي ّ ّ ر الوصق فحسب ،وإنما ال بد من عىل اقتصار الدراسة األنثوبولوجية عىل الجانب ي التأثث التحليل للكشف عن الوظائف االجتماعية للنظم االجتماعية ،عن طريق تحديد ر المتبادل فيما بينها. كثثة عن هذا الموضوع ،حيث يطلق العالم /براون /عىل وقد عرضت أمثلة ر ً ً تميثا لها الفثيولوجية) ر ترم إل تحقيق ذلك الهدف اصطداحا ( :الدراسة ر الت ي الدراسة ي عن الدراسات الخاصة بالهدف السابق (الدراسات المورفولوجية ). ّ إن مشكلة حقيقة األنظمة االجتماعية ،ه مشكلة فلسفية ر أكث منها مشكلة عملية. ي ّ ّ ّ ً ّ ّ تكيفا تتكيف بعضها مع بعض الت والمهم يف األمر هو أن مركب النماذ االجتماعية ي ا ّ االجتماع – يتطور ويعمل بارتباط متبادال _ وهو ما اصطلح عىل تسميته بالنظام ي ً ّ ّ مستمر مع سائر عنارص الثقافة ،وأن النماذ يجب أن تتكيف مع هذا النسق تماما كما ّ ً تتكيف بعضها مع بعضّ .أما المجموع الكىل للثقافة ،فيجب أن ّ ّ يتكيف بدوره أيضا ،مع ي ّ ّ ّ ومتنوعة للسيطرة عىل كثثة البيئة الطبيعية للمجتمع ،ألن اإلنسان قد يطور وسائل ر ً ّ ّ يتحرر من أثرها . البيئة واستغدالها ،ولكنه ال سستطيع أبدا أن - 159https://attanweerlibrary.blogspot.com159 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ اجتماع ،هو جزء من وحدة متناسقة متكاملة، ولذلك ،يمكن القول :إن كل نظام ي ًّ ّ ّ فه الت تتكون منها هذه الوحدة ،ي أوسع جدا يف مداها من النظام نفسه ،أما العنارص ي ّ االجتماع ،إال إذا درس يف ضوء عداقته متشابكة ومتداخلة .وال يمكن فهم النظام ي ً ّ ّ تظل تفرض باستمرار حدودا عىل تضم عنارص أخرى الت بالوحدة المتناسقة ر الكبثة ،ي ّ نموه وعمله( .لينتون ،4751 ،ص )219 وبذلك يكون عىل الباحث – من وجهة النظر الوظيفية -أن يأخذ يف الحسبان ً ً ا االجتماع أو ذاك ،وهما: أساسيي يلعبان دورا تبادليا وفاعال يف هذا النظام عاملي ر ر ي ّ الت ينشأ عليه هؤالء النموذ الذي يعرفه األفراد ويؤثر يف سلوكاتهم من جهة ،والثقافة ي ّ ّ الكلية للمجتمع من جهة أخرى ،وذلك ألن األنظمة والت تعت بتلبية الحاجات األفراد، ي ّ ّ ّ الكىل للثقافة . االجتماعية ال يمكن أن تؤدي وظيفتها ،إال كجزء من المجموع ي االجتماع : التغيث -2تحديد عمليات ر ي تهدف الدراسات ر االجتماع التغيث األنثوبولوجية االجتماعية ،إل تحديد خصائص ر ي ّ التغيث أو والت تحدث يف األبنية االجتماعية ،سواء ذات المعدل الشيـ ــع يف وعملياته، ر ي ّ ّ ّ البطء . ل المعد أو ط المتوس المعدل ي ّ ّ اهتمت بدراسة أثر وقد ال حظ /براون /أن الدراسات الخاصة بذلك الهدف، ّ االجتماع التغيث ولكن القبائىل يف أفريقيا وآسيا. الحروب االستعمارية عىل النظام ر ي ي ّ ّ فه أعمق يف دراستها من عملية معقدة ،متعددة الجوانب ومختلفة العوامل .ولذلك ،ي ّ التطور ،تستلزم ظهور التغيث أو مختلفتي .فعملية حضارتي حيث الجمع ربي عنارص ر ر ر ً أشكال جديدة من األنماط واألبنية االجتماعية ،كما تستلزم أيضا ،االنتقال من األشكال ّ وصق ،4775 ،ص )491 البسيطة إل األشكال المركبة( . ي - 061https://attanweerlibrary.blogspot.com160 www.facebook.com/tanweerlibrary فلكل مجتمع طريقته الخاصة ف الحياة ،والت يطلق عليها العلماء ر ّ األنثوبولوجيون ي ي ّ الت يتعامل معها الباحث مصطلح " الثقافة ". ر ويعتث مفهوم الثقافة من أهم األدوات ي ر ه الحال يف األبحاث العلمية األخرى ،تنحرص الخطوة األول يف األنث ر ي وبولوج .وكما ي ّ األثنولوج ،القيام جمع الحقائق عن األنماط الثقافية المختلفة ،ويتطلب هذا من العالم ر ي بأبحاث ميدانية يف أماكن نائية ،وإل العمل يف أنوع مختلفة من المجتمعات( .لينتون، ،4795ص ) 05 ّ البشية تعيش ف ّ وبما ّأن الكائنات ر وتطور طرقها الخاصة يف تجمعات (مجتمعات) ي ً ً ّ كبثا يف عمليات الحياة بما يتداءم مع أوضاعها الخاصة والعامة ،فنن للثقافة هنا دورا ر والسلوك . االجتماع ،الفكري التغيث ر ي ي ّ يتعي عىل الدراسات ر ّ االجتماع، التغيث األنثوبولوجية أن تحدد عمليات ر ومن هنا ر ي كيفية ّ ّ تطور بطريقة الكشف عن األنماط واألبنية االجتماعية الجديدة ،وكذلك تحديد ّ ّ الظواهر االجتماعية البسيطة ،إل ظواهر اجتماعية مركبة ..وهذا يتطلب الدراسات ّ ّ والمعمقة. الميدانية المركزة، - 111https://attanweerlibrary.blogspot.com161 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه العرن ،الكويت. العرن ،15مجلـة أبو زيد ،حامد ( )0224الطريق إل المعرفة ،كتابري ري بريتشارد ،إدوارد ( )4795راألنثبولوجيا االجتماعية ،ط ،5ترجمة :أحمد أبو زيد، الهيئة المرصية العامة للكتاب ،االسكندرية . الجباوي ،عىل ( )4779/ 4775راألنثوبولوجيا – علم اإلناسة ،جامعة دمشق . ي لطق ،عبد الحميد )4797( ،راألنثوبولوجيا االجتماعية ،دار المعارف بمرص ،القاهرة. ي لينتون ،رالف ( )4751دراسة اإلنسان ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية،ربثوت. لينتون ،رالف ( )4759راألنثوبولوجيا وأزمة العالم الحديث ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية ،ربثوت. -هرسكوفيث ،ميليفل. ( )4791أسس ر األنثوبولوجيا االجتماعية ،ترجمة :رباح النفاخ ،وزارة الثقافة ،دمشق . ّ والشخصية ،دار المعارف بمرص . وصق ،عاطف ( )4799الثقافة ي - Nigholson , C (1968) Anthropology Development and Personality , 2 nd Ed , New York, Harper . - 062https://attanweerlibrary.blogspot.com162 www.facebook.com/tanweerlibrary - 113 https://attanweerlibrary.blogspot.com163 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل السادس المنهج ر األنثوبولوج والدراسات الميدانية ّ مقــدمـة ا أول -ر األنثوبولوجيا ّبي النظرية والتطبيق ثانيا -الباحث ر األنثوبولوج والميدان ثالثا -طرائق البحث ر األنثوبولوج الميدان وأدواته - 064https://attanweerlibrary.blogspot.com164 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ مقــدمـة ّ يعد علم اإلنسان ( ر األنثوبولوجيا) التال :هل قد يكون من المفيد أن نبدأ بالسؤال ي ً ّ علما؟ واإلجابة عن هذا السؤال تبدو إيجابية يف ظاهرها ،وسلبية يف ضمنيتها .فثمة ً ّ ّ ممثلون للعلوم (الحقيقية) يرون أن هناك ثغرة (عائقا) تحول دون عضوية علم اإلنسان ّ ّ ّ المسم بـ(العلوم اإلنسانية ). يف زمرة العلوم ،وتتمثل يف تخلفه عن ذلك العالم المهيب ّ ّ إن الواجب الذي يقع عىل عاتق العلوم جميعها ،يتمثل يف دراسة الثوابت ّ ّ ّ ومكوناتها الت تبث الحياة يف مجاالتها ؛ فعلم األحياء ،يدرس أشكال الحياة ر والمتغثات ي ّ ّ الدامتغثات ،وثمة تنافس يف هذا المجال بينه يف العالم .وعلم االجتماع ،يركز عىل دراسة ر وبي علم األعراق. ر ّ ّ ّ بأن علم اإلنسان ،لـه ّ مهمة محددة عليه إنجازها ،وأن وعندما نبدأ بالفكرة القائلة ً ّ ّ ّ للتثير عمليا ،وأنه ليس يف مستطاع أي مجال من العلوم هذه المهمة حيوية ،وأنها قابلة ر ّ ً ّ األخرى االضطداع بها ،حت وإن كان ذلك مؤقتا .وأن هذا القطاع أو ذاك من علم األحياء، ّ ً ّ فنن ذلك ّ يغث بشكل جذري يعلن اكتشافه لطريقة تمكنه من فعل كذا وكذا – يوما ما - ر األسلوب الذي نرى به المشكلة . ّ ومن هذا المنطلق ّ تميث الثعة العلمية لعلم اإلنسان ،فيما يتصل بالعداقة ربي يتم ر الت يكتسبها يف طريقه ألداء مهامه. الت يضعها علم اإلنسان ذاته ،ر وبي الوسائل ي الغاية ي ّ ولك نقثب من جوهر المشكلة ،ال بد من مقارنة الثعة العلمية المفثضة عند (علم ي اإلنسان) بحقيقة علمية معلومة ،وذلك بغية تحديد أوجه التوافق واالختداف ،أو علم ) .وهذا ما الت تمنع علم اإلنسان من أن يتوافق مع نموذ ( ي باألحرى أوجه النقص ي سنحاول مناقشته يف هذا الفصل. - 115https://attanweerlibrary.blogspot.com165 www.facebook.com/tanweerlibrary ا أوال -ر األنثوبولوجيا ربي النظرية والتطبيق ً ً إذا كان علم اإلنسان ( ر األنثوبولوجيا) ليس علما ،وال سشبه أبدا أي علم من العلوم ّ ّ ينته ألنه لن يكون الطبيعية (التطبيقية ) ،فنن النقاش يف طبيعة هذا العلم شعان ما ي ّ ّ ّ ر ع بالمنهجية العلمية. مجديا، ي وبالتال ال يحق لألنثبولوجيا أن تد ي ّ لكن الميدان هو مخث عالم ر األنثبولوجيا الثقافية -كما يقول /هرسكوفيث ،/حيث ر ً ر لك يقوم بعمله إل موطن الشعب الذي اختاره موضوعا للدراسة، يذهب األنث ر ي بولوج ي فيستمع إل أحاديثهم ويزور بيوتهم ،ويحرص طقوسهم ويداحظ سلوكهم العادي .. ويسألهم عن تقاليدهم ،ويتآلف مع طريقة حياتهم حت تصبح لديه فكرة شاملة عن ّ ً ً ر اف ثقافتهم ،أو يحلل جانبا خاصا من جوانبها .فعالم األنثوبولوجيا ،يف عمله هذا ،أثنوغر ي ّ وجامع للمعلومات ،يحللها ويربطها بمعلومات أخرى ،عندما يرجع من الميدان. تطبيق. علم وف ذلك جانب (هرسكوفيث ،4791،ص )95ي ي ي ّ ً ر التطبيق إذن ،تشكل فرعا من فروع الميدان / فاألنثوبولوجيا يف جانبها ي ي الفنية ر ّ األنثوبولوجيا، العمىل للمعلومات واألساليب األثنولوجيا ،حيث يدرس التطبيق ي ّ ّ والت يحتك بها اإلنسان المتحرص ،سواء بسيطة، بدائية الت تعيش حياة ي عىل الشعوب ي الخارج ( .كلوكهون ،4751 ،ص عن طريق الدراسة ،أو عن طريق االستعمار أو االحتدال ر ي )252 ّ ر األنثوبولوجية الميدانية ،نشطت بشكل واسع ولذلك ،يداحظ أن الدراسات وازدهرت ،ف أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث لجأت الدول المستعمرة ،وال ّ سيما ِ ي الت تستعمرها ،بغية (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) إل تشجيع هذه الدراسات عىل الشعوب ي - 066https://attanweerlibrary.blogspot.com166 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ التوصل إل معارف دقيقة عن األنظمة السياسية واالجتماعية السائدة عند هذه ّ الشخصية والمعيشية ،بما يف ذلك من طقوس دينية والت تنعكس يف أحوالها الشعوب ،ي وعادات وتقاليد ،وأساليب تعاملية ربي أفراد المجتمع . ّ ّ المستعمرة إدارة الحكم يف مجتمعات الشعوب سسهل عىل الدول وهذا كله ِ َ خثاتها ،بذريعة تنميتها وتطويرها. المستعمرة ،واستغدال مواردها االقتصادية ونهب ر ً وهكذا ،برزت ر األنثوبولوجيا الميدانية /التطبيقية ،علما سساعد يف تحقيق أمرين أساسيي ،يف المجتمعات المدروسة : ر ّ ّ المحىل ،يف المجتمعات البدائية حل المشكدات الناتجة عن اإلدارة والحكم -4 ي والمحلية . التغيث الحضاري الشي ــع يف هذه المجتمعات ،والمساعدة يف -0معالجة مشكدات ر ّ التكيف المناسب( .نارص ،4795 ،ص ) 90 ّ ر األنثوبولوجيا النجاح ألهدافه وبحوثه ودراساته ،فقد جرى ولك يحقق عالم ي الت تعيش خار التيار التقليد أن يقوم بأبحاثه الميدانية لدى الشعوب (البدائية) ي ّ الت تعرف الكتابة، ة المتحرص التاريح للثقافة األورو -أمريكية ،أو الثقافات األخرى ي ي ّ وذلك بغية المقارنة وإيجاد أوجه التشابه واالختداف يف السياقات التاريخية التطورية للثقافات اإلنسانية المختلفة. ً ر بولوج والميدان ثانيا -الباحث األنث ر ي ّ ر الت يعمل يف ربوعها ،ألنه سستطيع أن يحصل يدرس عالم األنثبولوجيا ،الشعوب ي - 117https://attanweerlibrary.blogspot.com167 www.facebook.com/tanweerlibrary تلق الضوء عىل المشكدات الرئيسة ،يف طبيعة الثقافة وعملها، الت ي منها عىل المعلومات ي االجتماع .وبــهذا النوع من التقاط المعلومات ،نتمكن من دراسة وف سلوك اإلنسان ي ي بعض المشكدات العامة ،مثل :أثر المناخ أو العرق أو االستعدادات السيكولوجية ّ ّ المؤثرة يف ثقافة اإلنسان ،وتنوع أشكالها وسياق تاريخها. غثها من العوامل الفطرية ،أو ر (هرسكوفيث ،4791 ،ص)95 ّ أال يغفل الباحث ر تعتث بالنسبة لـه األنث يعت، الت ر ر ي وبولوج أحداث التاري ــخ ي وهذا ي ًّ ً الحتم الت يمكنه اإلفادة منها يف محاولته الكشف عن ي مصدرا مهما للتجارب ي ّ ً الداشعوري للظواهر .ونظرا لعدم إمكان التنبؤ يف التاري ــخ ،فننه يصبح من الرصوري ّ ّ بسجل دقيق ومضبوط لألحداث التاريخية ،وإل حد بعيد .وإذا كان /سثوس االحتفاظ /سشث ف كتابه " ر الشهثة " :إن ر البش هم األنثوبولوجيا البنائية " إل عبارة /ماركس / ر ر ي ّ ّ الت رتثز الذين يصنعون تاريخهم ،ولكنهم ال يدركون هذه الحقيقة " ،فنن هذه العبارة ي ً أيضا ر األنثوبولوجيا( .أبو زيد ،0224 ،ص ) 91 التاريـ ــخ ،رتثز وقد ّأدت الحاجة إل ّ األخثة –أينما وجدت ،إل زيادة تقض المعلومات يف السنوات ر ي استخدام مناهج علم ر األنثوبولوجيا الميدانية ،يف دراسة الشعوب ،ليس البدائية فحسب، ّ ّ وف أماكن متعددة من العالم . بل والشعوب المتعلمة أيضا ا ،ي ً ّ ً ولذلك ،ينتهج الباحث ر وبولوج منهجا محددا يف بحثه ،ويستخدم مجموعة األنث ر ي من الوسائل واألدوات للحصول عىل بياناته ..ويتبع مجموعة من الخطوات قبل القيام وف أثنائه ،كما يواجه بعض الصعوبات والمشكدات ،عليه أن يتعامل معها بالبحث ي ًّ ّ ر وبولوج األول ،منصبا عىل مداحظة ببدائل مناسبة .فقدكان اهتمام الباحث األنث ر ي الت تحكم المجتمعات اإلنسانية ،أو الكشف عنها ،وواجهته ر القواني الرئيسة العامة ي - 068https://attanweerlibrary.blogspot.com168 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ا ّ سيما أن نموذ الثقافة مجموعة من الصعوبات ،لكنه لم ييأس من إنجاز بحثه كامال ،وال ً ا اإلنسانية ليس بسيطا وليس سهال( .جابر ،4774 ،ص ) 49 ّ الميدان ،ذلك االرتباط الوثيق ربي العلم / المثات األساسية للمنهج إن من ر ي ي ّ الكمية يف بالتال عىل استخدام التقنيات المنهح ،والمنطوي النموذ النظري والنموذ ر ي ي ّ ر األنثوبولوجية ،والذي سشبه – إل حد بعيد -ذلك االرتباط ربي النظرية الدراسات الت ما زالت موضع نقاشات حادة . والمنهج يف العلوم الجديدة ،ي ّ ّ ر األنثوبولوجية بميادينها المختلفة ،تتمثل يف ولكن األسس الهامة يف الدراسات إقامة الباحث ف مكان دراسته ،يعاسش الجماعة كما ه ف الواقع ،ويحصل عىل ّ كل ما ي ي ي ّ يريده من عداقات وقيم وعادات وأنماط حياة ،تحدد طبيعة هذا المجتمع وهويته ّ ّ فنن ّ مالينوفسك -ال بد أن سستند إليها ثمة مبادىء أساسية – كما يرى الثقافية .ولذلك، ي ر وه : وبولوج يف بحثه األنث ي ر ي الميدان ،ي ً ًّ ًّ ر األنثوبولوجية ،وأن تاما بالمعلومات ملما إلماما الميدان -4أن يكون الباحث ي علم واضح لموضوع بحثه . يكون لديه هدف ي -0أن يعيش الباحث ( ر الميدان ،يف المجتمع الذي يدرسه ،ويقطع وبولوج) األنث ي ر ي ّ الت يدرسها . اتصاله بالعالم ر ي الخارج بصورة تامة ،ويحرص اهتمامه بالجماعة ي ً ّ -2أن ّ وتفسثها ..أي أن يطبق عددا من األساليب ،يف جمع المعلومات وتبويبها ر ّ ّ الميدان ،ألن بعض الطرائق عليه أن سستخدم طرائق عدة مختلفة من طرائق البحث ي ّ الت يمكن أن تصلح لدراسة ظاهرة ر أنثوبولوجية محددة ،قد ال يصلح تطبيقها يف دراسة ي ظاهرة أخرى( .نارص ،4795 ،ص )92 - 119https://attanweerlibrary.blogspot.com169 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ر بولوج عامل واحد فحسب ،يف الحالة الميدانية ،فنن الطريقة ولكن بما أن األنث ر ي ً الت الت يحسن استخدامها ،إذ يجب إن يأخذ الجماعة ي ه الطريقة ي المثىل ليست دائما ،ي ّ الت قد تهيمن عىل ه ي يدرسها يف الحسبان ،ألن تصوراتها وأحكامها المسبقة ومخاوفها ،ي الميدان .وهذا الموقف العام الذي ال يلق االهتمام الكاف من الباحث ر وبولوج ،هو األنث ر ي ي اإلنسان الذي تجب دراسته بعناية فائقة . من صميم العنرص ي وإذا كان االعتقاد السائد لسنوات عديدة ف مجال البحث ر الميدان، وبولوج األنث ي ر ي ي ّ هو أن األشخاص الراشدين هم وحدهم القادرون عىل إعطاء الباحث صور حقيقية عن ّ ّ ّ يصح اليوم ،ألن الثقافة ه ما تصنعه الثقافةّ ، وتنوع الثقافة ، ..فنن هذا االعتقاد ال ي ً ً ّ السلوك المقبول لدى الجماعة ،سسمح بأن يتخذ الرجال سلوكا مغايرا لسلوك النساء .وأن ً ً ّ ّ يتخذ سلوك األحداث سلوكا مغايرا لسلوك الراشدين ..ولذلك ،فنن أفضل طريقة يتبعها ّ ر ه أن يتحدث إل الرجال والنساء، األنث العالم ر ي وبولوج يف البحث عن الثقافة ،ي ر وف أكث ما يمكن من األوضاع. واألحداث والراشدين ،ومداحظة ر أكث عدد من األفراد ،ي (هرسكوفيث ،4791 ،ص )77 وبما ّأن علم ر ّ يتضمن يف بعض فروع دراسته ،المنهج المقارن ،كما يف األنثوبولوجيا، ّ ّ ّ يدل عىل نوع من فرع للمقارنة ،طالما أنه (األثنولوجيا ) ،فنن التجريب هو شكل ي ّ التوصل إل مقارنات .وتسىع التجربة إل إنشاء اتصال منتظم ربي الت تهدف إل الطرائق ي ّ احتماالت عدة ،تكون مقارنة بعضها قبل التجربة ،وبعضها اآلخر بعد التجربة .. ّ ّ ّ الت تحاول الطريقة تنفيذها بإتقان ،إال فيما يتصل وباختصار ،تتم مقارنة المواقف ي ّ محددة عىل نطاق ّ ضيق . بمشكلة ً ّ ّ وإذا كان علم اإلنسان ( ر كبثا يف بضعة عقود األنثوبولوجيا) الوصق ،قد حقق تقدما ر ي - 001https://attanweerlibrary.blogspot.com170 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ وتأثثاتها النفسية من نشأته ،فنن ذلك لم يعد كافيا لدراسة ثقافة ما بمظاهرها وأبعادها ر والسلوكية ،ف الناس الذين يعيشون ف ّ ظل هذه الثقافة ،ما لم تقثن هذه الدراسات ي ي ّ ّ المهمات األساسية للباحث الحية ..وهذه من الوصفية بالشواهد الواقعية، ّ ر ّ علمية ودقيقة عن المجتمع الذي يدرسه . لك يقدم نتائج األنث ر ي وبولوج ،ي ً ً ّ أساسيا ر ّ وبولوج الذي لألنث التمسك الشديد بالمنهجية ،رشطا وبناء عىل ذلك ،يعد ر ي ر وبولوج األنث يريد النجاح يف أبحاثه الميدانية .وهناك رصورة أساسية يف البحث ر ي ّ ّ ّ ّ قاطعا ّ ّ لكل أحكام القيمة. العلم الذي يتطلب طرحا بالتجرد التحىل وه (األثنوغر ي ي ي اف ) ،ي إذ يجب عىل الباحث يف الثقافة اإلنسانية أن يداحظ تقاليد الشعب الذي يدرسها ّ الت العالم ويصفها ،شأنه يف ذلك شأن ِ ي الكيميان الذي يكرس نفسه ،لفهم العنارص ي ّ يحللها وفهم سلوك ّ كل منها يف عداقته مع العنارص األخرى( .هرسكوفيث ،4791 ،ص )99 ّ ً ر ّ بالتجرد تجاه وبولوج ،بوصفه عالما ،أن يتحىل األنث وباختصار ،يجب عىل ر ي ّ العلم عن الحقيقة ..ويجب يف هذا المجال معطياته .وهذا ما يتصف به الباحث ي ّ ّ ر وبالتال شء آخر، ي البحث أن يتأكد الباحث :أن البحث عن الحقيقة يجب أن سسبق أي ي ّ األنثوبولوجية ،يجب أن ّ فنن اإلسهام ف الدراسات ر ّ لحل المشكدات األساسية يف يوجه ي المجتمعات المدروسة . ّ ّ ّ ر وبولوج ،أن يعد نفسه لطرائق الدراسة األنث وهذا كله يتطلب من الباحث ر ي ّ الميدانية ،ال يت تؤهله للخوض يف هذا العلم الذي لم يعد باإلمكان تجاهله ،يف الدراسات االجتماعية /الثقافية .وإن كانت الدراسات النظرية حول طرائق البحث ر وبولوج األنث ر ي ً الميدان ،ما زالت قليلة قياسا باالهتمام بالمشكدات التقنية للمنهج. ي - 171https://attanweerlibrary.blogspot.com171 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ر بولوج الميدا ين وأدواته ثالثا -طرائق البحث األنث ر ي ّ ر أهم إسهامات ر إن ّ واألنثوبولوجيا الثقافية بوجه خاص، األنثوبولوجيا بوجه عام، ّ ّ البحت ..وبما أن أحد ر ر العلم ،هو الشوط األساسية يف منهج البحث يتمثل يف منهجها ي ي الت حصل بوساطتها عىل مجموعة من المعلومات، أن يعرض ِ العالم بوضوح ،الوسائل ي ّ ر ّ المهم أن يتداف أسباب نقص هذه الوسائل يف الدراسات األنثوبولوجية. فنن من ّ ر الت يتبعها يف الت يواجهها الباحث األنث ر ي بولوج ،تنشأ يف وصف الطرائق ي فالصعوبة ي وبي العالم الذي يعمل يف الت يدرسها ،ر الدراسة الميدانية ،عن االختداف ربي المواد ي ً الت ر مختث .فلم تكن لدى الباحث يف الثقافة اإلنسانية –سابقا -سوى القليل من األدوات ي ّ ّ ّ ّ تحسسه بالحاالت يصفها ،ولذلك فنن نجاحه يتوقف – وإل حد بعيد – عىل درجة ّ اإلنسانية الت يجابهها ،ر أكث ّ مما يتوقف عىل مهارته يف استعمال أنابيب االختبار أو ي الموازين ،أو الحاضنات( .هرسكوفيث ،4791 ،ص )99 ّ كونتها ر ولكن العداقات الت ّ األنثوبولوجيا مع العلوم األخرى ،اإلنسانية والتطبيقية، ي ً ً ً ّ الت أصبحت تؤدي دورا يف أدخلت عنرصا حيويا عىل النظريات والتقنيات الميدانية ،ي الدراسات ر األنثوبولوجية ،وال ّ الت التساؤالت، ووضع المشكدات سيما من حيث فرض ي أثمرت بفاعلية ف المكتشفات ر األنثوبولوجية. ي ر األنثوبولوجيا ،وال ّ سث حياة بعض رواده وعندما ينظر المرء إل تاري ــخ سيما ر ّ ّ ّ خي ومصن يق هذا الفرع من العلوم ،يذكرون بصفة عامة المرموقي ،يجد أن المؤر ر ر ّ الفثات الزمنية المتعلقة بمجال العمل ،ومكانه ...ولكن حدثت يف فثة الستينات من العشين ،أن أثثت فجأة مسألة " ر ر الميدان " ودخلت وبولوجيي يف الحقل األنث القرن ر ر ي - 002https://attanweerlibrary.blogspot.com172 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ حث النقاش والجدل. ر الحي ،أصبحت أشكال العداقات والمشاركات المختلفة ،ربي ومنذ ذلك ر ّ ر وبولوجيي والناس الذين هم موضع الدراسة ،تشكل نقطة هامة لدى مراجع العلم األنث ر ّ ر ر األنثوبولوجيا من تساؤالت،باعتبارها وسائل يثثه عالم األنث وبولوج ،وتتعلق بما ر ر ي ر لتفسث تلك األلغاز األنثوبولوجية . وأدوات ال بد منها ر ّ تتطلب ما هو ر أكث من وجود الباحث ومراقبته فالدراسة الميدانية (الحقلية) ً ّ ّ التحري السلبية لما هم عليه الناس .وذلك ،ألن الباحث يحتا – غالبا -يف مداحظته ،إل ّ عن ر المرجىع (النظري) يمده بمجموعة من أكث ما يظهر يف ّأول المداحظة ،واإلطار ي التساؤالت والموضوعات ،وعندما سشاهد واقعة ما ،يحاول أن يكتشف العداقة بينها ّ المرجىع كله( .غانم ورفيقاه ،4797 ،ص )009 وبي اإلطار ر ي ً ر واستنادا إل المنطلقات السابقة ،فقد ّ األنثوبولوجيا بعض الطرائق أقر علماء ً الميدان ،ومنها :طريقة الت يمكن اعتبارها أيضا أدوات عمل فاعلة يف العمل ي الميدانية ي ر المداحظة المباشة ،وطريقة االستمارة ،وطريقة المشاركة وطريقة الحالة الفرضية. وإذا كان ّ كل مفهوم نظري لـه بدائل إجرائية ،Proceduresing Alternative ّ ّ مطبقة يف الدراسة العلم ،فنن الفكرة ذاتها نجدها تستخدم للمداحظة واإلجراء ي أكث من مقياس ،ر األنثوبولوجية ،حيث سستخدم الباحث ر ر وأكث من طريقة للمداحظة ،يف دراسة النظم الثقافية /االجتماعية)Pretti, 1970, p 89 ) . وهكذا ،تختلف وسائل ّ كل طريقة وفائدتها عن األخرى ،باختداف الوضع الذي يجد الت يدرسها ،أو اختداف المشكلة الخاصة الباحث نفسه فيه ،وباختداف نمط الثقافة ي الت يدرسها. ي - 173https://attanweerlibrary.blogspot.com173 www.facebook.com/tanweerlibrary ر المباشة :Direct Observation -4طريقة المداحظة (المشاهدة) الت سستخدمها الباحث المقيم ،يف دراسة الشعوب البدائية. ه أحد األساليب ي ي ويقوم هذا األسلوب عىل مراقبة أو معاينة أفراد الشعب الذي تجري عليه الدراسة ،يف ّ الت يقيمها أبناء أثناء تأدية أعمالهم اليومية المعتادة .وكذلك حضور المناسبات العامة ي هذا الشعب ،كالحفدات واالجتماعات (الدينية أو الشعبية) وحلقات الرقص ،ومراسم ّ والترصفات ،وتسجيل ما يجدر تسجيله من وغثها ..ورصد الحركات دفن المون ،ر الت يبديها األفراد يف هذه المناسبات. حوارات وأغان وتراتيل ،وما إل ذلك من ر التعبثات ي (كلوكهون ،4751 ،ص ) 09 وهذا يقتض من الباحث ر وبولوج أن يقيم فثة ال ّ تقل عن ( )9-9أشهر ،يف األنث ر ي ي ّ المجتمع المدروس ،و ّ تفهم ما يدور فيه .فالباحث المحثف ال بد وأن يغرق نفسه يف ّ ّ ّ يتم إال باإلقامة الطويلة لشهور عديدة يف المجتمع حياة الناس ،وذلك ألن البحث ال ّ األهال ،حت وإن كان السلوك المحىل .كما يجب أن يحسن الباحث لغة التخاطب بلغة ي ي تعت مداحظة دقائق الحياة لفط .واإلقامة يف مجتمع البحث، غث الذي سشاهده ر ي ي ّ تتكرر ّ ّ مرات اليومية كما تجري ربي الناس ..وهكذا يرى الباحث عنارص الحياة اليومية ّ ومرات أمامه ،وتصبح من األمور العادية بالنسبة له( .غانم ورفيقاه ،4797 ،ص ) 009 ًّ ملما بأهداف بحثه وبطبيعة المجموعة وتحتا هذه الطريقة ،إل أن يكون الباحث ّ الت يقوم كبث من االهتمام المدروسة .وأن يتمتع بقدر ر والوع ،بأبعاد الظاهرة ي ي ّ ّ ّ وكيفية رصد هذه األبعاد بدقة وموضوعية ،حيث يتوقف عىل ذلك صدق بدراستها، ّ العلمية . المعلومات ،وفائدتها - 004https://attanweerlibrary.blogspot.com174 www.facebook.com/tanweerlibrary -0طريقة المشاركة : Participation ر وبولوج ،أي أن يقوم بأعمال تقوم بها األنث الت يتبعها الباحث ر ي وه الطريقة ي ي ّ ً ّ ًا ّ بالتال إل أدق التفاصيل الجماعة المدروسة ،وذلك تقربا منها وكسباً لودها ،والدخول ي يف ممارسات أفراد هذه الجماعة ،الخاصة والعامة .كأن يمارس الباحث بعض الطقوس ّ اليوم للجماعة ،وال الدينية أو االجتماعية ،أو يقوم ببعض األعمال ال يت تعد من النشاط ي ّ سيما األعمال اليدوية ،الفردية والجماعية (.كلوكهون ،4751 ،ص )09 والمعلومات الت تأن من المداحظة بالمشاركةّ ، مهمة بالنسبة للوسائل األخرى، ي ي ّ حيث ّأن المعلومات ّ األولية الناتجة عن المداحظة بالمشاركة ،تمد الباحث باستبصارات ّ البحثية وغثها من الوسائل الزمة لتصميم االستمارات واالختبارات السيكولوجية ،ر ّ ّ ّ مهمة الختيار المعلومات الحقلية المتخصصة .كما أن المداحظة بالمشاركة األخرى الحقىل، الزمت للبحث الت جمعت بالوسائل األخرى .فالجدول ي ي الدازمة لتقييم الشواهد ي ّ يتضمن التداخل ربي المداحظة بالمشاركة ،واألساليب األخرى لجمع المادة( .غانم ورفيقاه ،4797 ،ص)009 ّ الحية للمجتمع المدروس ،والمشاركة الفاعلة يف ومن خدال هذه المعاسشة مناشطه ،يكتسب الباحث مهارة يف أداء هذه األعمال ،وقدرة عىل كتابة تجربته ّ ّ الشخصية فيها وممارسته لها .وهذا ما يؤدي يف النهاية إل تصوير واقع الشعب ّ ّ المدروس ،بتفصيدات تتسم بالشمولية والدقة. -2طريقة االستمارة (االستبانة : )Questionnaire كثث من ه من أقدم الطرائق البحثية ،وما زالت مستخدمة عىل نطاق واسع يف ر ي - 175https://attanweerlibrary.blogspot.com175 www.facebook.com/tanweerlibrary الدراسات المسحية /الميدانية .وقد أخذت هذا االسم من عنوان ر نشة أصدرتها لجنة ّ من المعهد ر الثيطانية) عام ،4995ثمّ وبولوج األنث الملك ،التابع لرابطة( تقدم العلم ر ر ي ي جرت عليها خمس تنقيحات ،إل أن ظهرت الطبعة السادسة منها عام . 4754 وغث المادية ،عىل قامت فكرة إعداد استمارة شاملة تغط جوانب الثقافة المادية ،ر ي ّ ّ ّ الباحثي بأن ثقافات الشعوب البدائية جميعها ،مهددة بالزوال ،ولذلك ،يجب ادعاء ر ّ أكث قدر ممكن من المعلومات ،طالما هذه الشعوب موجودة .وتؤدي الحصول عىل ر ّ ر الكثث من وبولوج ،إل جمع غث مؤهل للبحث األنث ر هذه الطريقة إذا استعملها مداحظ ر ر ي ّ كيفية ارتباط هذه الوقائع كلّ ّ تعط القليل من المعلومات ،سواء عن الوقائع ،ولكنها ي ّ منها ف ّ اإلنسان يف الحياة اليومية لدى شعب من الكل الذي يؤلف الثقافة ،أو العنرص ي ي الشعوب . ّ ولكنها – ف المقابل – تساعد ر الت األنث ر ي ي وبولوج المختص ،يف التحقق من النقاط ي ّ يكون قد أهملها .وهذا ما دعا ر ناشي الطبعة السادسة إل وصفها بأنها " مذكرة يدوية ر لألنثوبولوج المختص الذي يقوم ببحث ميدان"( .هرسكوفيث ،4791،ص ) 420 فق الدراسات وهذه الطريقة شبيهة بطرائق البحث يف العلوم االجتماعية .ي ّ ّ ر األنثوبولوجية عىل المجتمعات المتقدمة ،يوزع الباحث االستمارة (االستبانة) عىل ّ ًّ غث أن أسلوب التنفيذ األفراد المدروسي ،ويثك كال منهم يجيب عن األسئلة بطريقته .ر ر الت ال تعرف الكتابة ،حيث والتطبيق يختلف يف دراسة الشعوب البسيطة (البدائية) ي ّ ويدون الجواب الذي سسمعه ،وكذا الحال يف الحوارات يقوم الباحث بطرح السؤال والمناقشات . - 006https://attanweerlibrary.blogspot.com176 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ فرضية : Hypothesis Case -1طريقة الحالة ال تقوم هذه الطريقة عىل بناء افثاضات حول عنارص لظاهرة اجتماعية /ثقافية، ّ ّ سسىع البحث إل إثباتها والتحقق منها ،حيث ال تظهر جماعة ما هذه العنارص إال يف حوادث أو حاالت ّ معينة. ً وبناء عىل ذلك ،تسىع هذه الطريقة إل " فصل حاالت يف حياة الناس تبعا ّ والت ألشخاص وعداقات وحوادث فرضية تتفق مع النماذ السائدة يف ثقافة الجماعة ،ي سستخدمها الباحث إلدارة المناقشات وتوجيهها ،مع أفراد الجماعة الموضوعة تحت غيت سحري مشؤوم ،مثل الدراسة ".ولذلك ،فعندما تكون الحوادث مصطبغة بمعت ر ي ّ تتضمن المسائل االقتصادية وقائع ،ال يريد الفرد أن يكشف عنها إذا الوالدة ،أو عندما ً تعت شخصا آخر ،يمكن أن تجري المناقشة بحرية إذا لم يكن الشخص كانت تعنيه أو ي ً المعت موجودا . ي ّ ّ يتحول الحديث – يف أغلب األحيان -عن حاالت وأشخاص إنه لمن المدهش أن قيي ،وال ّ سيما يف حالة وصف الحوادث فرضيي ،إل مناقشة حاالت وأشخاص حقي ر ر ّ مرت ف تجربة ُ الت ّ وتتبي قيم الثقافة وأهدافها ،يف آرائهم حول تقييم خث نفسه، الم ِر ر ي ي الفر ّ المعضدات َ الت يطرحها أحد أفراد الجماعة ( .هرسكوفيث، 4791 ،ص ) 421 ة، ضي ي ّ ر وف الميدان الثقا يف منها خاصة ،يحتفظ إن النظام يف ميدان األنثوبولوجيا عامة ،ي بقيمته يف الدراسة طالما يقوم بوظيفته ،يف حياة أولئك الذين سستخدمونه بصورة ُم َ رضية ..وهذا يقود إل النقاط التالية ( :هرسكوفيث ،4791 ،ص)090 ّ ينبىع أن يؤخذ -4يعد التصنيف خطوة أول هامة يف دراسة المعلومات ،ولكن ال ي ّ غاية بحد ذاته. - 177https://attanweerlibrary.blogspot.com177 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ التنوع عند تصنيف المعلومات ،بحيث -0يجب أن يؤخذ يف الحسبان عامل ّ ّ ّ تتمتع التصنيفات بمرونة ال تتمتع بها التصنيفات المبنية عىل مفهوم (النموذ ) . ّ ّ ّ -2إن تشكيل (اخثاع) مجموعة زمر لظاهرة معقدة ،مبنية عىل معيار وحيد ،يعد ّ الت تنشأ عنه . مبالغة يف تبسيط المعلومات ،تؤدي إل تشويه قيمة األصناف ي ّ ّ -1إن بناء التصنيف عىل أحكام قيمة ،إنما هو استخدام معيار ال يصمد أمام العلم ،الذي يأخذ الوقائع جميعها يف الحسبان . اختبار التحليل ي ً الت يمكن الحصول – من خدالها -عىل وأخثا، -5 ر ر تعتث هذه النقاط ،الحدود ي تصنيف مقبول للظواهر الثقافية. ّ ر منهح والبحث الميدان من ّ أهم مقومات األنثوبولوجيا ،علم والخداصة ،إن ر ي ي ّ ً الت عليه أن سستخدمها ،واضعا نصب نجاحه .وهذا يتطلب من الباحث معرفة الطريقة ي ّ ّ ر البحت ه يف األساس مشكلة إنسانية .كما أن الواجب ي الت يدرسها ،ي عينيه أن المشكلة ي ّ يقتض أن يتمتع الباحث ،بدرجة عالية من الحساسية تجاه قيم الناس الذين يتعامل ي الت تحكم سلوكاتهم وأساليب التعامل معهم ،وهذا ما يتيح لـه معهم ،ومعرفة ر القواني ي ّ بناء عداقة ّ بالتال الحصول عىل ما يريده من معلومات . ل وتسه معهم، ة ودي ي - 008https://attanweerlibrary.blogspot.com178 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه ّ العرن ،الكويت. العرن ،15مجلـة أبو زيد ،حامد ( )0224الطريق إل المعرفة ،كتابري ري الغت ورفيقاه ( )4797المدخل إل علم اإلنسان ،المكتب غانم ،عبد هللا عبدي الجامىع الحديث ،االسكندرية . ي كلوكهون ،كدايد ( )4751اإلنسان يف المرآة ،ترجمة :سليم شاكر ،بغداد . نارص ،ابراهيم ( )4795راألنثوبولوجيا الثقافية – علم اإلنسان الثقافّ ، عمان . ي -هرسكوفيث ،ميلفيل. ( )4791أسس ر األنثوبولوجيا الثقاقية ،ترجمة :رباح النفاخ، وزارة الثقافة ،دمشق . - Pretti , Pelto (1970) Anthropology Research , London . - 179https://attanweerlibrary.blogspot.com179 www.facebook.com/tanweerlibrary - 081 https://attanweerlibrary.blogspot.com180 www.facebook.com/tanweerlibrary - 111 https://attanweerlibrary.blogspot.com181 www.facebook.com/tanweerlibrary الباب الثالث المنظور ر األنثوبولوج للنظم االجتماعية الفصل ّ االجتماع ووظيفته األول -البناء ي ا االجتماع وخواصه أوال -مفهوم البناء ي ً ثانيا -الوظيفة ف ر األنثوبولوجيا االجتماعية ي الفصل الثان -ر األنثوبولوجيا يف المجتمع الحديث ي الفصل الثالث -نحو رأنثوبولوجيا عربية - 082https://attanweerlibrary.blogspot.com182 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل ّ األول البناء االجتماع ووظيفته ّ مقــدمة ا أول -مفهوم البناء االجتماع وخواصه ثانيا -الوظيفة ف ر األنثوبولوجيا االجتماعية - 113https://attanweerlibrary.blogspot.com183 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ مقــدمة ً ّ ر األنثوبولوجيا ،تدرس اإلنسان /الفرد وأعماله ضمن النوع أصبح واضحا أن البشي ،وما طرأ عليه من تغيث أو ّ ر تطور نحو األفضل ،سواء يف عضويته أو يف مظهره ر بتأثث الظروف الطبيعية واالجتماعية المحيطة به ..إضافة إل دراسة الخارج ،وذلك ر ر ي ً بشية (مجتمع ر اإلنسان من طبيعته االجتماعية بصفته عضوا ف جماعة ر بشي ) ،حيث ي ّ سشارك علم ر ّ سم بعلم ما ظهور إل أدى ما وهذا . األخرى األنثوبولوجيا العلوم اإلنسانية ي ( ر األنثوبولوجيا االجتماعية) . أي ّأن ر الت األنثوبولوجيا االجتماعية ،تدرس المجتمعات ر الصغثة وشبه البدائية ي ّ ً ً ً ً ّ األمية تشكل نسيجا اجتماعيا بسيطا ومحدودا ،بفنونها واقتصادها ،وحيث تسود ا ّ تطورها ،وصوال إل دراسة المجتمعات الحديثة واألعمال اليدوية األولية ،وتتابع ّ والثقاف واالقتصادي . االجتماع والمعقدة يف نسيجها ي ي ا االجتماع وخواصه : أوال-مفهوم البناء ي ّ يتكون البناء االجتماع من عنارص متشابكةّ ، إيجان يتم التفاعل فيما بينها بشكل ري ي الت تعمل عىل تنظيم الحياة وتكامىل ) .ولذلك يرتبط البناء تبادل ( ي االجتماع باألسس ي ي ي االجتماعية والبيولوجية . ّ ّ ّ يتمث بدرجة االجتماع بأنه " :نسق يعرف /إيفانز بريتشارد /البناء اجتماع ر ي ي ّ ّ معينة من الثبات واالستقرار ..ويتألف من جماعات وزمر ،مثل :العشائر والقبائل واألمم ،تقوم ّ كل منها بتنظيم عداقات األفراد الذين ينتمون إليها". - 084https://attanweerlibrary.blogspot.com184 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ووافق /براون /عىل تعريف /بريتشارد ،/ولكنه أضاف إليه بعض العنارص، كالعداقات الت تجمع بي شخصي أو ر أكث ،مثال ( :نظام القرابة – العداقات الثنائية ر ر ي التميث ربي األفراد عىل أساس الدور كعداقة األب بابنه واألخ بأخته) وكذلك عمليات ر االجتماع ،كأدوار النساء أو الرجال أو الزعماء . ي ّ ّ تتكرر فيها األنماط الت وقد ركز /براون /عىل العداقات االجتماعية العامة ي ّ ّ االجتماع .وربط ذلك كله بموضوع ثبات يتكون منها البناء والت االجتماعية باستمرار، ي ي ّ يتغث بدرجات متفاوتة . االجتماع واستمراره ،من خدال االستقرار البناء الديناميك الذي ر ي ي ّ ّ ّ تتجسد فيها تلك العداقات االجتماعية، الت ويؤكد /براون : /أن الحاالت الفردية ي ّ ّ المتكرر لعدد من االجتماع ،إنما هو السلوك ه موضوع الدراسة العملية للبناء ي ليست ي ّ ً ً ً ّ ّ االجتماع من هذه وبالتال يتكون البناء األفراد ،والذي يمثل نمطا اجتماعيا معينا، ي ي لطق ،4797 ،ص) 99 األنماط مجتمعة ( .ي يىل : ّأما قاموس العلوم االجتماعية ،فيطرح ثداثة تعريفات للبناء االجتماع ،كما ي ي ّ ّ ّ الداخىل المستقر للتنظيم االجتماع بأنه النموذ التعريف األول :يحدد البناء ي ي ّ ّ يتضمن مجموعة العداقات الموجودة ربي أفراد الجماعة ،بعضهم مع لجماعة ما .أي أنه بعض من جهة ،والعداقات الموجودة ربي الجماعة وجماعة أخرى من جهة ثانية . ّ ويتكون من أجزاء التعريف الثان :يرتبط بخصائص الجماعات ونماذ الثقافات. ً ا يعتمد بعضها عىل بعضها اآلخر اعتمادا متبادال . التعريف الثالث ّ : االجتماع ،حيث يقسم إل : نوعي من البناء يمث ربي ر ر ي - 115https://attanweerlibrary.blogspot.com185 www.facebook.com/tanweerlibrary صغثة ،ومنها إل وحدات زمثات ر الت تنقسم بدورها إل ر الزمر االجتماعية :يّ ّ يتمث كل منهم عن أصغر منها .وتقسم تلك الزمثات (الوحدات) إل أفراد أو أعضاء ،ر ر ّ ّ معي يحتله ربي األفراد اآلخر بوظائف اجتماعية يعمل عىل تحقيقها .وبوضع اجتماع ر ي اآلخرين . ّ النموذج الثقاف :أي أن كل نموذ من النماذ الثقافية ،يقسم إل العنارصّ المكونة له ،كالثقافة المرتبطة بالعادات الشعبية ،أو النماذ الثقافية المرتبطة بالقيم واألعراف وأساليب التعامل المختلفة( .األخرس ،4791،ص ) 27 ً ّ ّ ّ االجتماع يتسم بالخصائص التالية : واستنادا إل ما تقدم ،يمكن القول :إن البناء ي ّ االجتماع من أنماط العداقات االجتماعية ،ولذلك ،ال يمكن يتكون البناء -4/4 ي ّ ر مباش ،إال من خدال الصورة المحسوسة للعداقات االجتماعية ربي مداحظته بشكل ّ معي . األفراد أو الجماعات ،يف مجتمع ر ّ -0/ 4البناء االجتماعّ ، كل متكامل أو نسيج متشابك األجزاء .وتعد دراسة أجزاء ي ّ ر ّ تمثها من االجتماع كلها ،من أهم خصائص األنثوبولوجيا االجتماعية، البناء والت ر ي ي ر ر الت ة، المباش وغث ة المباش العداقات عن بالكشف وذلك . األخرى االجتماعية العلوم ر ي الجتماع . توجد ربي أي عنرص وأجزاء البناء ا ي نسبي ًا ،إذ ّإن من ّ ّ ّ أهم رشوطه ،الحفاظ عىل مستقر وثابت االجتماع -2/4البناء ي تماسكه واستمراريته فثات طويلة من الزمن .ولكن هذا االستمرار ال يقصد به الجمود، ّ الح. بل االستمرار ر ه الحال يف استمرار البناء العضوي للجسم ي المتغث كما ي - 086https://attanweerlibrary.blogspot.com186 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ التنوع الغريب يف الماض ،قد بهرهم وإذا كان علماء األ رنثوبولوجيا يف الجيل ي ّ ّ الثقافات الت ّ التوصل إل تعميمات صحيحة تعرفوا إليها ،فخامرهم الشك يف إمكان ي ّ ّ بشأنها ،فدا بد من اإلقرار ،يف هذا المقام ،أنه يكاد يكون من المستحيل ،صوغ تعميمات عن سلوك الجماعات ر البشية ،أي عن الظاهرات االجتماعية والثقافية ،دون أن تكون ّ الت تشذ عن القاعدة العامة( .لينتون ،4759 ،ص هناك بعض االستثناءات الواضحة ي ) 29 ً ثانيا-الوظيفة ف ر األنثوبولوجيا االجتماعية : ي ّ يرى عالم االجتماع /إميل دوركهايم /أن فكرة تطبيق الوظيفة يف دراسة المجتمعات اإلنسانية ،تقوم عىل المماثلة ربي الحياة االجتماعية والحياة العضوية ،حيث ّ ّ يتعذر أن نطرح أسئلة تتعلق بالطبيعة أو باألصل ،قبل تحديد هويات الظاهرات الت تربط فيما بينها ،من أجل رشحها. وتحليلها ،والكشف عن مدى كفاية العداقات ي (سثوس ،4792 ،ص ) 04 ً واستنادا إل هذه الفكرةّ ، تفسث نشأة الوظيفية يف علم ثمة اتجاهان يف ر ر األنثوبولوجيا االجتماعية : ّ ّ الوظيفية نشأت ف ّ ّ األورون بعد الثورة ظل التكالب االتجاه األول :يرى أن هذه ري ي ر الصناعية ،ف نهاية القرن التاسع ر العشين ،عىل شعوب العالم وال عش وبداية القرن ي ّ تأمي األسواق لترصيف منتجاته الصناعية اآلخذة يف النمو سيما الضعيفة منها ،من أجل ر وتأمي مواد الخام األولية لتغذية صناعاته المختلفة من جهة أخرى . من جهة، ر ّ ر األنثوبولوجيا يف األبحاث العلمية من أجل تهيئة فقد سخر االستعمار علم - 117https://attanweerlibrary.blogspot.com187 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ر والبشية وبأقل الخسائر المادية الفعليي ألهدافه ، المناخات المدائمة للمنفذين ر ّ المؤسسات االجتماعية القائمة يف المجتمع الذي يراد الممكنة .وذلك عن طريق دراسة ّ ّ ّ الت تحتلها هذه المؤسسات االجتماعية يف نفسية استعماره واستغداله ،ومعرفة المكانة ي أفراد ذلك المجتمع ،وبالتال الوقوف عىل نقاط ّ القوة والضعف عند الشعب المراد ي إخضاعه . ّأما االتجاه الثان :فثى ّأن نشوء الوظيفية ف علم ر األنثوبولوجيا االجتماعية ،كانت ر ي ّ ر كثثة، والت ال تخلو من عيوب ر الت امتاز بها القرن التاسع عش ي ردة فعل تجاه الدراسات ي ّ تتمثل يف : ر ينيي أو -4االعتماد عىل جمع المعلومات عن مجتمع ما ،عن طريق المبشين الد ر ً هواة الرحدات ،وأحيانا تجمع البيانات عن طريق األصدقاء الذين يوجدون يف المناطق المستعمرة أو المراد استعمارها. -0تحليل الدراسات ر األنثوبولوجية لظاهرة اجتماعية ّ معينة ،كالمعتقدات الروحية ّ ا المتبادلي مع المظاهر االجتماعية األخرى، التأثث والتأثر مثال ،من دون ربطها بوشائج ر ر لطق ،4797 ،ص )95 كنظام القرابة أو العادات والتقاليد ..ر وغثها (.ي وعىل الرغم من هذا التقارب الملحوظ بي علم ر األنثوبولوجيا واجتماعية الثقافة ر ّ ّ (سوسيولوجية الثقافة )ّ ، معايث ثداثة ،يتحدد معياره األول يف فثمة تمايز فيما بينهما ذو ر ً اهتمت ر ّ ّ ّ األنثوبولوجيا عمليا، حي فق ر الت اهتمت بها كل منهما .ي طبيعة المجتمعات ي ّ بالمجتمعات الموصوفة بالبدائية ،مع أن ّ ثمة مشاري ــع نظرية وبعض المحاوالت الفرعية ّ ّ اهتم علم اجتماع الثقافة ،بالظواهر االجتماعية المتعلقة بالمجتمعات الحديثة ،فقد الطبق. ذات الثكيب ي - 088https://attanweerlibrary.blogspot.com188 www.facebook.com/tanweerlibrary والمنهح ،من المفهوم الطبيىع أن تنتج عن هذا التمايز ،مشكلة التحويل وكان من ر ي ي ي األساش ،يجعل من مفهوم الثقافة نفسه ،نقطة اختداف ربي حقل إل آخر .هذا التمايز ي ً ً ّ االختصاصيي .فالثقافة ال تصبح مفهوما عمليا يف علم االجتماع ،إال بعد تجريدها من ر االنسجامية الت أضفاها عليها االستعمال ر ير وبولوج. األنث ي ّ ا انتقاال من مفهوم ّ موسع وشامل للثقافة الثان ،إل أن هناك ويشث التمايز (المعيار) ر ي ّ تصنيق حسب (لواله لم تظهر نظريات بأكملها ،كالتطورية واالنتشارية) إل مفهوم ي االجتماع الموجودّ .أما النوع الثالث من التمايز ،فمصدره التباين معطيات الثكيب ي العلمي( .لبيب ،4799 ،ط ،2ص )49 المنهح ربي ر ر ي ويرى /براون ّ /أن فكرة الوظيفة الت ّ االجتماعية ،تستند إل تطبق عىل النظم ٍ ي التماثل (المماثلة) ربي الحياة االجتماعية والحياة البيولوجية ..وبذلك تكون وظيفة أي ّ ّ االجتماع المؤلف من ه ذلك الدور الذي يؤديه هذا النظام يف البناء نظام ي اجتماع ،ي ي مرتبطي بعضهم مع بعض ،يف وحدة متماسكة من العداقات االجتماعية. أفراد ر ّ ّ وهذا يعت ّأن ّ ّ مهمة محددة ،تؤديها ضمن إطار البنية لكل ظاهرة اجتماعية ي االجتماعية ألي مجتمع ما ،وشكل متناسق ومتكامل مع الظواهر األخرى يف هذا ّ الوظيق ألية المجتمع .ومن دون اإلطار الشامل للبنية االجتماعية ،ال يتحقق الوجود ي ظاهرة اجتماعية (.الجباوي ،4790 ،ص )421 ّ ّ ويتحقق استمرار هذا البناء ،من خدال الحياة االجتماعية ذاتها ،ألن أي نظام تم إليه .فالنظام اجتماع يفقد طبيعته إذا ما نزع من النسق االجتماع الذي ين ي ي ي ّ ّ ينبىع دراسته الذي الشامل االجتماع النسق ضمن إال وجوده، ق يحق ال االجتماع ي ي ي ًّ الت يقوم بها . الوظائف تحديد أجل من ميدانيا) ( ي - 119https://attanweerlibrary.blogspot.com189 www.facebook.com/tanweerlibrary ر ّ األنثوبولوجية ،بواقع النظم تهتم المدرسة الوظيفية / وعىل هذا األساس، ّ االجتماعية وحارصها من دون العودة إل ماضيها ،وذلك لعدم وجود سجالت دقيقة ً ّ ً ّ تصورا واضحا عن أبنيتها . وتعط تحدد تاري ــخ هذه النظم، ي ّ ّ ّ ّ ر وبولوجيي خالفوا هذا االتجاه ،ورأوا أن دراسة تاري ــخ النظم األنث إال أن بعض ر ّ االجتماعية ،تساعد يف فهم طبيعة أي مجتمع قديم وعنارص حضارته .ويتفق أنصار المدرسة الوظيفية /االجتماعية ،عىل ّأن ر األنثوبولوجيا االجتماعية ال تستهدف الوصول ّ ّ قواني العلوم الطبيعية ،ألن ذلك من الصعوبة بمكان ،وإنما يمكن قواني عامة مثل إل ر ر ّ الوصول إل نوع من التصنيفات أو النماذ واألنماط العامة ..ولذلك ،تصنف ّ ر األنثوبولوجيا االجتماعية كفرع من العلوم االجتماعية /اإلنسانية ،ألن تعميماتها لم ّ ه الحال يف العلوم الطبيعية . تصل بعد إل مستوى الدقة كما ي ّ فنن لهذا العلم أهميته ف دراسة تكوين المجتمعات ر البشية ومهما يكن األمر، ي ّ الت تربط اإلنسان، وطبيعتها ،كما أن لهذا العلم دوره يف تحديد العداقات االجتماعية ي ً ً الت ينتظم فيها ويتفاعل معها . باعتباره حيوانا اجتماعيا بطبعه ،بأفراد الجماعة ي - 001https://attanweerlibrary.blogspot.com190 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه األخرس ،صفوح ( )4791راألنثوبولوجيا االجتماعية ،دمشق . الجباوي ،عىل ( )4790راألنثوبولوجيا االجتماعية ،جامعة دمشق . ي سثوس ،كلود ليق ( )4792راألنثوبولوجيا البنيوية ،ترجمة :صالح مصطق ،دمشق. ي لبيب ،الطاهر ( )4799سوسيولوجيا الثقافة ،دار الحوار ،الداذقية . لطق ،عبد الحميد ( )4797راألنثوبولوجيا االجتماعية ،دار المعارف بمرص. ي لينتون ،رالف ( )4759راألنثوبولوجيا وأزمة العالم الحديث ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية ،ربثوت . - 191https://attanweerlibrary.blogspot.com191 www.facebook.com/tanweerlibrary - 002 https://attanweerlibrary.blogspot.com192 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل الثان ر األنثوبولوجيا ف المجتمع الحديث ّ مقــدمة ّ ا أول -نظرية االتصال الثقاف ّ التطورية الجديدة ثانيا -النظرية ّ الموجه ) التغيثي ( -4االتجاه ر ّ التثقيق -0االتجاه ي ثالثا -النظرية الماركسية رابعا -النظرية المعرفية -4المدرسة البنائية -0المدرسة األثنولوجية الجديدة - 193https://attanweerlibrary.blogspot.com193 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ مقــدمة انتقل الفكر ر وبولوج مع بداية النصف الثان من القرن ر العشين ،يف الدراسات األنث ي ر ي ّ والتطورية ،إل البحوث الميدانية ،حيث الثقافية /االجتماعية ،من البحوث التاريخية ّ ه يف واقعها الراهن أثناء فثة الدراسة. تتم دراسة الثقافة كما ي ّ موضوعي للبحث كانا :موضوع العائلة وموضع الدين، يقول /بريتشارد /إن أحب ر ّ ً وعلماء القرن التاسع ر الموضوعي ،وقد وصلوا عش ،لم يملوا أبدا من الكتابة يف هذين ر ّ محل نقاش بينهم لفثة طويلة .ولكن عىل الرغم من اختداف هؤالء فيهما إل نتائج كانت ً ً العلماء اختدافا شديدا ،عىل ما يمكن استخداصه من وقائع وبينات كانت تحت أيديهم، ّ ّ وصق،4794 ، التطور( . وه إثبات ي الت يرمون إليها ،ي فقد كانوا يتفقون عىل األهداف ي ص ) 07 فقد كانت المشكدات الت درسها علماء ر األنثوبولوجيا ،حت وقت قريب ،بعيدة عن ي مجاالت الحياة اليومية ،وكان من الصعب التوفيق بي المشكدات النظرية حول ّ تطور ر الت الثقافة أو االنتشار الثقاف أو وصف الطرائق الثقافية ،ر ي وبي مشكدات الرصاع والتداؤم ي كانت تجذب االنتباه ،سواء داخل الثقافات اآلخذة بالنمو ،أو يف مناطق االحتكاك ربي الثقافات . ر غث مصابة بالعدوى) وما ينجم فرغبة علماء األنثوبولوجيا يف دراسة أنماط حياة (،ر تضق عىل أعمالهم صفة تختلف عن صفة الثقاف ،كانت التغيث عنها من نسيان مظاهر ر ي ي ّ الطبيعية (.هرسكوفيث ،4791 ،ص المخثية يف العلوم الصحيحة والعلوم األبحاث ر )225 - 004https://attanweerlibrary.blogspot.com194 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ر يتعلق بما ّ سسم ب (الدراسة األنثوبولوجيا إل موضوع جديد ولذلك انتقلت ّ ّ لمكونات الثقافة وعنارصها األساسية والعداقات المتبادلة فيما بينها ) .وبرزت المثامنة ّ الثقاف، نتيجة ذلك النظريتان التاليتان يف دراسة الثقافة اإلنسانية :نظرية االتصال ي ّ التطورية الجديدة . والنظرية ا الثقاف (التثاقف والمثاقفة) : أوال -نظرية االتصال ي ّ احتلت مسألة تعريف كلمة التثاقف (المثاقفة ) ،وتحديد نطاق العمل الذي تنطبق ّ االجتماع" عليه ،مكان الصدارة منذ عام ،4725حيث قدمت لجنة " مجلس البحث ي ً ا ّ وينص التعريف تعريفا لها كجزء من مذكرة أعدتها لتكون دليال يف البحث عن التثاقف. ّ ّ ر والمستمر ،ربي المباش الت تنجم عن االحتكاك عىل أن " :التثاقف سشمل الظواهر ي تجره هذه الظواهر من ّ مختلفتي ف الثقافة ،مع ما ّ تغثات يف جماعتي من األفراد ر ر ر ي المجموعتي أو كلتيهما "( .هرسكوفيث ،4791 ،ص نماذ الثقافة األصلية ،لدى إحدى ر )004 ّ ّ يعت أن التثاقف (المثاقفة) هو تأثر الثقافات بعضها ببعض ،نتيجة وهذا التعريف ي ّ ّ االتصال ربي الشعوب والمجتمعات ،مهما كانت طبيعة هذا االتصال وأهدافه ،وإن كانت ّ ّ التغيث، معي من عمليات معظم دراسات االتصال ر الثقاف ركزت بالدرجة األول ،عىل نوع ر ي التغيث عىل الثقافة . تغيث الحياة االجتماعية ،وانعكاس ذلك التغيث وهو ر االجتماع أو ر ر ي ّ وثمة مفهوم آخر مرادف لكلمة (المثاقفة) وهو (المناقلة الثقافية ّ )Transculturationالذي ظهر ّ الكون / للمرة األول يف عام .4712ويعلل الباحث ري ّ ّ أورتث / Ortizاستعمال هذا المفهوم بقوله " :إن يت أؤيد الرأي بأن كلمة المناقلة ر - 195https://attanweerlibrary.blogspot.com195 www.facebook.com/tanweerlibrary الثقافيةّ ، تعث بشكل أفضل من مراحل سياق االنتقال المختلفة ،من ثقافة إل ثقافة ر ً ّ ّ أخرى .ألن هذا السياق ال سشتمل فقط عىل اكتساب ثقافة أخرى ،بل يتضمن أيضا بالرصورة ،فقدان مقدار ما من ثقافة سابقة ،أي االنثاع منها .وهو ما يمكن تعريفه (: ّ بالتال إل فكرة ظاهرة الثقاف )Deculturationأضف إل ذلك ،أنه يقود بالتجريد ي ي نشأة ثقافة جديدة ،وهو ما يمكن تسميته " التثقيف الجديد " (.هرسكوفيث ،ص)009 وأيا كان المفهوم (المثاقفة أو االنتقال الثقاف ) ،فقد ّ ّ مهد لدراسة ر األنثوبولوجيا ي ّ ّ الباحثي يف أمريكا وأوروبا ،أسهموا إل حد بعيد يف وضع أسس وفق هذا االتجاه عدد من ر ر األنثوبولوجيا الحديثة . ّ ّ تبت االتجاه -1ف أمريكا :تعد الباحثة األمريكية /ماغريت ميد /الرائدة األول يف ي اف .فقد أجرت /ميد /يف أوائل التغيث التثاقق) يف دراسة التواصىل ( ر االجتماع /الثق ي ي ي ي ّ ر الثداثينات من القرن العشين دراسة عىل مجتمع من الهنود الحمر يف أمريكا ،ومدى تأثره الت حصلت يف بالمستعمرين البيض ،من خدال احتكاكه بهم ،والحظت االضطرابات ي الحياة االجتماعية التقليدية عند الهنود الحمر نتيجة لذلك .فقد كان مجتمع الهنود الحمر يف فثة الدراسة ،يعيش حالة من الرصاع الشديد ،ربي األخذ بالثقافة الجديدة سيما ّأنه لم يكن قد ّ الوافدة ،وبن الثقافة القديمة الت اعتاد عليها ،وال ّ تكيف بعد مع ي األوضاع الجديدة. ً ّ وف المقابل ،وجدت /ميد /أيضا ،أن المستعمرين البيض لم يهدفوا إل التبادل ي ّ الثقافتي ،وإنما أرادوا للهنود الحمر أن يندمجوا يف ثقافتهم بصورة كاملة. بي ) التفاعل ( ر ر وعىل الرغم من موقف البيض هذا ،فلم سسمحوا للهنود الحمر أن سشاركوا يف أنشطتهم، أو أن يتعاملوا وإياهم عىل قدم المساواة (Freidle, 1977, p.491) . - 006https://attanweerlibrary.blogspot.com196 www.facebook.com/tanweerlibrary المقررة الت استطاع علماء ر ّ األنثوبولوجيا بوساطتها، وقد ّتم اللجوء إل الطرق ي النفاذ إل العنارص الثقافية الكامنة تحت األشكال الثقافية ،لك ّ تزودهم بأساس لتقريب ي الت ستضع إدارة شؤون الهنود يف أيدي الهنود أنفسهم .وعهد للمكتب الخاص السياسة ي بالهنود ،إل علماء ر في الذين قاموا بتغطية الدراسات االقتصادية المحث وبولوجيا األنث ر ّ يهتم بها الحاكم بالدرجة األول ،وميادين الدين والفن والقيم ،وبنيان الت والسياسية ،ي ّ االجتماع األخرى( .هرسكوفيث ،4791 ،ص الشخصية ونظم الثبية ،وأنماط الضبط ي )229 ً ر األنثوبولوجيا يف أمريكا ،مقترصا عىل وبــهذا ،لم يعد تطبيق مكتشفات علم ر استخدام المفهومات واألساليب ووجهات النظر األنثوبولوجية ،يف معالجة المشكلة ّ الهندية فحسب ،بل امتدت طرائق دراسة القضايا العملية لتشمل مشكدات الجماعات ً ّ ّ والت أصبحت تمثل غالبية سكان أمريكا . المتمدنة أيضا ،ي -0ف أوروبا :فق إنكلثا ،رّكز معظم الباحثي ّ جل اهتماماتهم عىل دراسة عمليات ر ي وف هذا التواصل الثقاف (التثاقف) عند الشعوب األفريقية ،وما أحدثه من ر ثقاف .ي تغيث ي ي اإلطار ،دعمت دراسات /هرسكو فيث /فكرة النسبية الثقافية ،حيث تساءل :كيف ً ّ الت ال تعرف الكتابة؟ يمكن أن نطلق أحكاما تقييمية عىل الثقافة البدائية ،تلك الثقافة ي ّ وأن كل فرد ينتم إل هذه الثقافةّ ، يفش الحياة اإلنسانية يف حدود ثقافته الخاصة؟ ي ولذلك ،فمن الخطأ أن تسىع الثقافة الغربية (األمريكية أو األوروبية) إلطداق أحكام ًّ ّ ً ّ أساسيا للممارسات مثرا مسبقة عىل الثقافات األخرى ،وتتخذ من هذه األحكام ر االستعمارية ،عىل أهل تلك الثقافات( .فهيم ،4795 ،ص )417 ّ الفرنسيي مواقف مشابهة الباحثي وكذلك الحال يف فرنسا ،حيث اتخذ العديد من ر ر - 197https://attanweerlibrary.blogspot.com197 www.facebook.com/tanweerlibrary لموقف /هرسكوفث /ف دعم ّ تبت مفهوم النسبية الثقافية ومناهضة الثعة ي ي ّ الت تنظر إل التثاقف عىل أنه عملية تقوم عىل أساس من السيطرة، االستعمارية ،ي الغرن عىل الشعوب األخرى . بالتال الفوارق التثاقفية واالستعداء ورفضوا ري ي ّ ّ ّ جثار لكلرك : /إن االستعمار قد أتاح الفرنىس وف هذا االتجاه التحرري ،كتب /ر ي ي ّ ر للباحثي من قبل ،وبذلك أسهم التقدم لألنثوبولوجيا رشوط عمل وتسهيدات لم تتح ر ّ الحاصل ف العلوم اإلنسانية ف ر نش فكرة تجدد العلوم اإلنسانية الفرنسية .فاإلنسانية لم ي ي تعد ّ ممثة بتبعيتها للزمان ،بل ّ ّ الت ال بتنوعها ر ي المكان عىل مر الزمن ،وبتعدد المدنيات ي ّ يحق لواحدة منها أن تكون الوحيدة أو الفريدة .ولذلك ،يجب أن نتناول حالة الثقافة ّ ّ طبيعية لنتائج علم تعتث نفسها باألساس ،محصلة الت ر النسبية ،تلك المدرسة ي ر األنثوبولوجيا (.فهيم ،4795 ،ص )459 ً ً ً وإذا كان مفهوم النسبية الثقافية عكس اتجاها أيديولوجيا خاصا ،وارتبط بمرحلة معينة ،فنن الظروف الت رافقتهّ ، تاريخية ّ تغثت بعد الحرب العالمية الثانية ،حيث ر ي َ ّ مصثها بنفسها ،ولم وتقرر المستعمرة تنال استقدالها بدأت الشعوب يف المجتمعات ر ر وبولوجيي للدفاع عنها وإثبات وجودها يف إطار النسبية األنث تعد بحاجة إل دفاع ر الثقافية. ولذلك ،كان من الرصوري إيجاد فكر ر وبولوج جديد ينسجم مع هذه انث ر ي ّ ّ المستجدات االجتماعية والسياسية والثقافية .فكان أن تخىل عدد من ر وبولوجيي األنث ر ّ ّ واتجهوا ّ التطورية ،تحت اسم (النظرية مرة أخرى إل إحياء الفكرة عن النسبية الثقافية، ّ التطورية الجديدة) . - 008https://attanweerlibrary.blogspot.com198 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ التطورية الجديدة : ثانيا-النظرية ر العشين ،عدد من ظهر يف نهاية النصف األول وبداية النصف الثا ين من القرن ر وبولوجيي الذين بدأوا يضعون نظرية خاصة لدراسة المجتمعات اإلنسانية ومراحل األنث ر ّ اإلنكلثي (جوردن الثقاف يف ذلك .وكان من أبرز هؤالء ،عالم اآلثار التغيث تطورها ،وموقع ر ر ي واألمثيكيان ( :جوليان ستيوارد) و ( رلث يل هوايت) الذي دعا إل عدم استخدام تشايلد )، ر ّ ّ النظم األوروبية كأساس لقياس التطور ،ورصورة إيجاد محكات أخرى يمكن قياسها وتقليل األحكام التقديرية بشأنها . ّ ّ ّ ّ المهم أال فقد أكد /هوايت /يف كتابه " علم الثقافة " المنشور عام ،4717أن من ّ ّ ّ التطورية عىل تحديد مراحل ّ الثقاف ،وإنما ال بد من معينة لتسلسل النمو تقترص النظرية ي ّ ّ ّ الت تحدد هذا التطور .ويمثل عامل " الطاقة " يف رأيه ،المحك إبراز العامل أو العوامل ي ّ ّ ّ االجتماع التكنولوج يف ثقافة ما ،يحدد كيانها الرئيس لتقدم الشعوب .أي أن المضمون ر ي ي ّ واتجاهاتها األيديولوجية( .فهيم ،4795 ،ص)022 ّ ّ التطوري ،إل ثداث مدارس تنادي ّ كل منها الثقاف وقد انقسم هذا االتجاه ي وصق ،4794 ،ص )155 بمجموعة من القضايا العامة ( : ي ّ ّ حي المدرسة األوىل :تأخذ بالمسلمة القائلة بأن التاري ــخ إنما يتجه يف تتابع وحيد ر ً ّ ّ استنادا إل مبدأ الوحدة السيكولوجية لبت ر تتطور البش .ومن هنا تتطور النظم والعقائد، ي الثقافة ف العالم اإلنسان ،حيث تتشابه الظروف العقلية والتار ّ يخية . ي ي ّ التطوري للنظم حي تعالج هذا التتابع المدرسة الثانية :تأخذ بالمنهج المقارن ر ّ ّ المنهجية المنظمة ربي الشعوب والثقافات ،يف والمعتقدات اإلنسانية ،بعقد المقارنات - 199https://attanweerlibrary.blogspot.com199 www.facebook.com/tanweerlibrary ً سائر المراحل المبكرة ألطوار الثقافة ،بحثا عن المصادر األثنولوجية للسمات الثقافية. ّ المدرسة الثالثة :تأخذ بفكرة البقايا أو المخلفات والرواسب الثقافية ،عىل اعتبار ّ ّ ّ ّ المنطقية ،وأن المجتمع ه شواهد من الناحية أن هذه البقايا القائمة يف المجتمع ،إنما ي ً ّ ً ً تطورا ومراحل ر أقل ّ قد م ّر ف مراحل ّ أكث تركيبا وتطورا. ي وقد ّ ّ ّ أثنولوج جديد يبحث يف تخصص التطورية الجديدة ،إل نشوء مهدت أفكار ر ي العداقات المتبادلة ربي البيئة الطبيعية والثقافة ،وعرف فيما بعد باسم األيكولوجيا الت يعود تاريخها إل / والت تستند إل النظرية البيئية ي الثقافية ( .(Cultural Ecology-ي اليونان ،ومن ّثم إل /مونتسيكو /الذي وضع أسس هذه النظرية هيبوقراط / ي ّ (المدرسة) والت يتبعها بعض علماء ر األنثوبولوجيا يف العرص الحديث .وتتلخص آراء ي ّ ناخية ،قد ّ سيما الظروف الم ّ الطبيعية للمنطقة ،وال ّ ّ كونت هذه المدرسة ،بأن العوامل وعينت طراز حياتهم .وقضت عىل ّ الخارج لألفرادّ ، كل فرد ال يملك الصفات المظهر ر ي ّ الت تتفق وتلك البيئة (حمدان ،4797،ص ) 424 ي تفسث التباين ربي ثقافات الشعوب المختلفة، ويعتمد األيكولوجيون الثقافيون يف ر ّ ّ ّ تأثث الثقافة مع ما يحدث يف يهتمون بالكشف عن البيت كما التنوع عىل ظاهرة كيفية ر ي ّ االجتماع(Freidle, 1977, . تغثات جذرية ،عىل تكيف الفرد وتفاعله البيئة من ر ي )p307 ّ ّ الطاع للبيئة) وأن أثر البيئة التأثث القوي / وتتلخص وجهة نظرهم هذه ،يف جملة ( ر ي كثثة .ويستشهدون عىل ذلك ،بسكان األسكيمو ،وسكان كبث عىل الثقافة يف مجاالت ر ر ّ ّ ّ ّ األصليي ،وتأثر ثقافة كل من هذه الشعوب بالبيئة المحيطة .ولكن ثمة أوسثاليا ر ّ ً ّ كثثا من البيئات المتشابهة، معارضون يف العرص الحديث لهذه النظرية ،ألنهم يرون أن ر - 211https://attanweerlibrary.blogspot.com200 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ تضم ثقافات وحضارات مختلفة( .حمدان ،ص ) 424 ّ ً ً وهكذا بدأت ر األنثوبولوجيا تأخذ مسارا جديدا لتأكيد النسبية الثقافية واالتجاه الموضوع يف الدراسات األثنولوجية ،حيث بذلت محاوالت جادة للنظر إل العلم / ي ي ّ الثقافة من خدال مفهومات أفراد المجتمع وتصوراتهم ،وليس من منطلق الباحث األثنولوج ونظرته الخاصة . ر ي ّ ّ استمرت حت وكان من نتيجة ذلك ،ظهور أربعة اتجاهات يف الدراسة األثنولوجية، ّ ر ر يوحدوا األنثوبولوجيون بعدها أن العشين ،استطاع نهاية السبعينات من القرن ّ ّ ويوجهوا دراساتهم االجتماعية /الثقافية ،من أجل ّ تحرر اإلنسان وتقدمه . اهتماماتهم ّ يىل عرض موجز لهذه االتجاهات األربعة : وفيما ي ّ ّ الموجه : التغيثي -4االتجاه ر المستعمرة عىل استقدالهاّ ، بعد ر َ قل تداش االستعمار وحصول معظم المجتمعات ي ّ ّ اهتمام ر التغثات وبولوجيي بدراسة عملية المثاقفة ،واتجهوا إل دراسة طبيعة األنث ر ر االقتصادية واالجتماعية الناجمة عن استخدام التكنولوجية الغربية الحديثة إل ّ وشجعتهم عىل ذلك، الت خضعت لداستعمار ،بقصد تنميتها وتطويرها. المجتمعات ي ّ تغثات الحكومات الغربية المنتجة لهذه التكنولوجية ،والهادفة من ورائها إل تحقيق ر أيديولوجية ّ معينة /سياسية وثقافية واجتماعية ./ التغيثات كبثة لدراسة حركية ر لقد أعطت الظروف السياسية الجديدة ،دفعة ر الناجمة عن عمليات نقل التكنولوجية الحديثة إل الثقافات التقليدية يف المجتمعات - 101https://attanweerlibrary.blogspot.com201 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ قدم العالم ر األمريك /جور فوسث /يف كتابه " الثقافات وبولوج األنث المتخلفة .وقد ر ي ي ا الت تساعد يف قبول والتغيث التقليدية ر ر ي التكنولوج – عام "4752تحليال للعوامل ي ّ الت تحبطه ،وركز يف مناقشة هذه العوامل عىل المضمونات التغي رث ،والعوامل ي ّ والنفسية (.فهيم ،4795 ،ص )029 االقتصادية والثقافية ّ ّ الت كانت وراء نقل التكنولوجية إل المجتمعات التقليدية تحت إال أن األهداف ي ّ الت قد مصطلح " التنمية" ،أثارت ر الكثث من القضايا األخداقية ،وال سيما تلك األرصار ي تصيب اإلنسان وبيئته ،وذلك بسبب عدم حاجة المجتمعات النامية إل هذه التكنولوجية ،أو عدم مناسبة استخدامها يف تلك المجتمعات .وعىل الرغم من ذلك ،فقد ّ االتجاه أثر كبث وواضح ف ر األنثوبولوجيا التطبيقية . كان لهذا ر ي ّ التطبيق : -0االتجاه ي ّ التحررية ف الفكر ر ّ وبولوج ،يف الستينات والسبعينات األنث تنام االتجاهات أدى ر ي ي ي ًّ من القرن ر العشين ،إل تراجع توظيف األثنولوجيا لخدمة األهداف السياسية ،أيا كانت ّ ّ تخصص جديد يعرف بـ " ر األنثوبولوجيا طبيعة دراساتها وأنواعها .ونشأ بدال من ذلك ر خثاتهم المعرفية /النظرية التنموية " حيث يقوم الباحثون األنثوبولوجيون بتقديم ر ّ ر المشوعات االقتصادية واالجتماعية .أي أن نتائج والميدانية /التطبيقية ،يف خدمة ّ الدراسات ر األنثوبولوجية التطبيقية ،أصبحت توظف لخدمة الدول النامية يف عمليات ّ التغيث التنموي المخطط. ر ً ً ً واستنادا إل ذلك ،أصبحت مسألة استخدام المعرفة ر األنثبولوجية (إيجابا أو سلبا) ّ والمسؤولي عىل حد سواء .وهذا ما دفع الباحثي الت أثارت اهتمام ر ر من القضايا الهامة ي الجمعية ر األنثبولوجية األمريكية إل تشكيل لجنة يف عام ،4759لبحث المسؤوليات - 212https://attanweerlibrary.blogspot.com202 www.facebook.com/tanweerlibrary ر ّ الت الت يجب أن يتحملها الباحثون األنثوبولوجيون ،تجاه المجتمعات ي األخداقية ي ر ّ الت تستخدم نتائج البحوث األنثوبولوجية يقومون بدراستها ،وال سيما تلك المصلحة ي من أجلها. وانته ذلك إل إصدار بيان " وثيقة األخداقيات ر األنثوبولوجية " عام ،4792 ّ ر المدروسي من جهة، وبولوجيي باألفراد (الجماعات) األنث حددت بموجبها عداقة ر ر ّ ومسؤولياتهم تجاه الدول يف المجتمعات المضيفة من جهة أخرى .وهذا كله يدخل يف مسؤوليات الباحث ر وبولوج ،وال ّ سيما األمانة المهنية واألخداقية ،وحماية األفراد األنث ر ي ّ الذين يتعامل معهم .وكان من نتيجة ذلك ،ظهور ثداثة اتجاهات فرعية بشأن إجراء الدراسات ر األنثوبولوجية واستخداماتها . ّ االتجاه األول :ذو نزعة تقليدية ،يرى أن القيم العامة والسياسة ،ال عداقة لهما ّ بالعلوم االجتماعية ،وما عىل الباحث ر الت يحصل عليها األنث ر ي وبولوج إال تقديم الحقائق ي ّ ه ومن دون االهتمام بنتائجها ،عىل اعتبار أن العلم منفصل عن القيم األخداقية . كما ي ً غثفيتش /تعريفا الجتماعية المعرفة سشمل موضوع هذا وهنا يقثح /جور ر ّ االختصاص مع اعتبارات منهجية أساسية .وإذا اقترصنا عىل الحد األدن منه ،كانت ا الت يمكن ه أوال دراسة الثابطات الوظيفية ي اجتماعية المعرفة (سوسيولوجيا المعرفة) ي جانبي : إيجادها ربي ر أولها :أنواع المعرفة المختلفة ،ودرجة تبلور األشكال المختلفة داخل هذه األنواع من المعرفة وأنظمتها المختلفة ،أي (تراتب هذه األنواع) . وثانيهما :األطر االجتماعية ،بما فيها المجتمعات الشاملة ،والطبقات االجتماعية، - 103https://attanweerlibrary.blogspot.com203 www.facebook.com/tanweerlibrary التعبثات المجتمعية المختلفة (العنارص الميكرو اجتماعية ). والمجموعات الخاصة ،و ر ّ ّ ّ ّ وهذا ر يتم إال بدراسة مدققة لجوانب أخرى ،تتلخص يف : المشوع ال -4العداقة ربي تراتب أنواع المعرفة ،وتراتب المستحدثات األخرى للحضارة. ّ للتعبث والتواصل ،ر ونش المعرفة . -0دور المعرفة وممثليها ،واألنماط المختلفة ر -2مظاهر االقثاب واالبتعاد ربي أنواع المعرفة المختلفة ،وذلك بحسب ارتباطاتها بأطر اجتماعية ّ معينة . -1الحاالت الخاصة من التباعد ربي األطر االجتماعية والمعرفة (.لبيب،4799 ، ط ،2ص)00-04 ّ أساسيتي ؛ تصنيف أنواع المعرفة محاولتي غثفيتش /هذا ويتضمن عمل /ر ر ر وأشكالها من جهة ،وتحديد العداقة ربي المعرفة واألطر االجتماعية من جهة أخرى. ّ االتجاه الثان :ركز عىل فكرة مبدأ النسبية الثقافية الذي يتناول يف جوهره ،مشكلة ّ طبيعية ودور القيم يف الثقافة .ويمثل معالجة علمية استقرائية لمشكلة فلسفية قديمة، ً وه مستخدما معطيات حديثة عن شعوب عديدة ،لم تكن من قبل يف متناول ر الباحثي ،ي ّ مستمدة من دراسة أنظمة القيم يف مجتمعات ذات تقاليد وعادات وأعراف مختلفة . ّ ّ ويعث عن مبدأ النسبية الثقافية باختصار :عىل أن األحكام فيها تبت عىل التجربة، ر ويفش ّ ّ كل فرد التجربة حسب ثقافته الخاصة .ف ّ تأثث المفاهيم لدى ثمة أمثلة توضح لنا ر الغرن من الطبيىع ..فالهنود يف الجنوب شعب ما ،عىل نظرة هذا الشعب إل العالم ري ي - 214https://attanweerlibrary.blogspot.com204 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ا ّ الواليات المتحدة األمريكية ،يقولون بوجود ستة اتجاهات رئيسية بدال من أربعة ،فهم ً ر والشق والغرب ،وذلك انطداقا من يضيفون (األعىل واألسفل) إل الشمال والجنوب ً ّ وجهة النظر القائلة بأن الكون ذو ثداثة أبعاد .وهم يف ذلك واقعيون تماما. ّ ّ سثى أن لدى بعض المجتمعات أنظمة تجعله وإن من يقول بوجود قيم ثابتة ،ر ّ ّ التحقق من ّ صحة نظريته .فهل ّ ثمة قيم أخداقية ثابتة؟ أم أن القيم يؤمن برصورة إعادة ّ ّ األخداقية تكون ثابتة طالما اتفقت مع اتجاهات شعب ما ،يف فثة زمنية معينة من ّ الكثى يف تاريخه؟ واإلجابة عن هكذا أسئلة ،تؤلف إحدى إسهامات علم األثروبولوجيا ر تحديد مكان اإلنسان ف العالم وتحليل ّ مقوماته( .هرسكوفيث ،4791 ،ص)55-55 ي ّ ّ وهذا يتطلب عدم التدخل يف شؤون اآلخرين ،ورصورة وضع قواعد أخداقية تضبط ّ ّ إال ّأن بعض ر وبولوجيي األنث تتوصل إليها الدراسات األثنولوجية. الت ر استخدام النتائج ي ً ّ ً يرى أنه من الصعوبة أن يكون الباحث محايدا تماما تجاه ما يجري أمامه أو حوله .ولذلك ّ فنن مسؤولية الباحث ر وبولوج ،توجب أن يطلع األفراد الذين يتعامل معهم عىل األنث ، ر ي لتغيث واقعهم ،وبما يتناسب مع إمكاناتهم المادية نتائج بحثه ،واختيار أفضل السبل ر ر والبشية من جهة ،وأوضاعهم الثقافية من جهة أخرى . ّ ً ّ ّ ّ ر وبولوج ،أن يتخذ موقفا األنث يتوجب عىل الباحث االتجاه الثالث :يرى أنه ر ي ّ ً ّ ً ر كاتلي أيديولوجيا محددا قبل القيام بالدراسة .وقد أكدت األنثوبولوجية ر الثيطانية ( ر ّ جوف) رائدة هذا االتجاه ،يف كتابها " ثورة العالم وعلم اإلنسان " الصادر عام ،4759أن ّ عىل ر وبولوجيي أن يحددوا موقفهم تجاه أمرين ّ :إما خدمة االستعمار أو مناهضته. األنث ر ّ تبت أيديولوجية غربية واضحة المبادىء واألهداف ،وال ّ سيما تجاه وذلك من خدال ي مصالح المجتمعات النامية . - 105https://attanweerlibrary.blogspot.com205 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ ّ وإذا كانت الثقافات ّ العبارتي هاتي تقيم أحيانا، ر بعبارن ( :متمدن و بدان ) ،فنن ر ي ّ بسيطتان بساطة خادعة ،إذ دلت المحاوالت لتحديد الفرق بينهما ،عىل وجود صعوبات ّ ّ المتضادتي ،هام بالنسبة العبارتي هاتي التميث ربي غث أن ر غث متوقعة .ر ر ر ر ر ر الت الشعوب لوصف عادة، تستخدم ) بدان ( فكلمة . خاص بشكل ، وبولوجيي لألنث ر ي ي ً ّ غالبا -علم ر ّ الت منحت الشعوب وه وبولوجيا، األنث – بها يهتم أن عىل جرى التقليد ي ي ر دراستها عالم األنثوبولوجيا معظم المعطيات األولية الدازمة له. ّ ّ الكثث من األحكام ،عىل طرائق يتضمنه مثل هذا االستعمال يف ويؤثر المفهوم الذي ر ّ ّ ّ الت يكشف عنها التنقيب يف األرض ،أن التبدل وتدل آثار حياة الشعوب. الماض ي ي ً ّ ّ وبالتال ،يمكن أن نستخلص أنه ما من . العامة القاعدة هو – بطيئا كان المستمر – وإن ي شعب ّ ج يعيش اليوم ،كما كان يعيش أجداده أو أجدادنا( .هرسكوفيث ،4791 ،ص)91 ي ً ثالثا-النظرية الماركسية ّ ّ كىس ولكنها لم تجد تعد النظرية (المادية التاريخية) الر ر كثة األساسية للفكر المار ي ّ الغرن ،إال بعد انتصار الثورة االشثاكية يف روسيا عام ،4749حيث طريقها إل الفكر ري ليني) قائد هذه الثورة ،تثجم إل اللغات األوروبية الرئيسة. بدأت أعمال ( ر فدادميث ر ّ وهذا ما أدى إل النهوض الثوري يف العديد من البلدان األوروبية ،ومن ّثم تأسيس ًّ ر واإليطال) من جهة ،وإيجاد الحلول األلمان الفاش ( األحزاب الشيوعية ،ردا عىل الفكر ي ي ي الت خلقتها الرأسمالية – آنذاك – من جهة أخرى. لألزمة االقتصادية العالمية ي فقد أصبحت المادية الجدلية المنهج األساس ف العلوم اإلنسانية ،وال ّ سيما يف ي تفسث جوهر المجتمع اإلنسان ومبادىء ّ التاريح المادية قيمة أظهر ما وهذا تطوره. ر ي ي - 216https://attanweerlibrary.blogspot.com206 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ اإلنسان ،وفق كفلسفة مؤثرة وفاعلة ،يف دراسة الظواهر الطبيعية واالجتماعية والفكر ي وتفسثه . فلسق يعتمد عىل الفكرة الثورية العلمية يف تحليل الواقع منهج ر ي وتنطلق الماركسية من طريقة الحصول عىل العيش ف ّ كل مجتمع ،باعتبارها أساس ي الت يدخل فيها بنيته .وذلك من خدال إقامة الصلة ربي هذه الطريقة ،ر وبي العداقات ي ّ الناس ضمن عملية اإلنتا .فالعداقات اإلنتاجية إذن ،تشكل األساس الرئيس والقاعدة الحقيقية ّ لكل مجتمع( .روزنتال ويودين ،4791 ،ص )122-124 ّ فقد جاء يف الموسوعة الفلسفية (السوفيتية) أن الماركسية تنظر إل اإلنسان" :عىل ّأنه موجود اجتماع .ويعتث من وجهة النظر البيولوجية ،أعىل مرحلة ف مراحل ّ تطور ر ي ي ّ فنن اإلنسان ّ الحيوانات عىل األرض .وبينما ّ يكيف يكيف الحيوان نفسه مع الطبيعة، ً إنتاج .واإلنسان أيضا ،ال يمكن أن الطبيعة مع نفسه من خدال ما يقوم به من نشاط ر ي ّ وبالتال فهو منصهر يف ظروف اجتماعية محددة ". يعيش بمعزل عن الناس اآلخرين، ي ً ً ّ ً ّ وكامنا ف نفس ّ كل فرد ،بل مجردا وهكذا يرى ماركس ،أن جوهر اإلنسان ليس شيئا ي ّ تطور الجنس الت يعيش يف إطارها .فهو نتا هو يف حقيقته نتا العداقات االجتماعية ي ّ كله ،سستوعب (يمتلك) المعرفة الت حصل عليها الجنس ر ر عث تاريخه البشي البشي ر ي ّ ّ ّ ّ الطويل .ولذلك ،تعد التشكيلة االجتماعية /االقتصادية ،مرحلة تاريخية معينة يف تطور ّ وأن أساسها هو أسلوب اإلنتا الذي ّ تتمث به وحدها. المجتمع، ر ّ إن هذا المفهوم ف الفكر الماركىس ،يتيح ر وبولوجيي أن يكشفوا عن الظواهر لألنث ر ي ي التميث ربي العامة لألنظمة االجتماعية يف عدد من البلدان .كما يتيح يف الوقت ذاته، ر االختدافات السائدة فيما بينها داخل نطاق التشكيلة ذاتها ،إذ تأخذ ّ كل تشكيلة من ً ً ً التشكيدات االجتماعية واالقتصادية ،كيانا اجتماعيا خاصا لـه قوانينه من حيث النشوء ّ ّ والتحول إل تشكيلة أخرى (.برمان ،4792 ،ص )024-022 والتطور، - 107https://attanweerlibrary.blogspot.com207 www.facebook.com/tanweerlibrary لقد ّ وجه ر األنثوبولوجيون المعارصون اهتمامهم إل دراسة التباين القائم ربي نظرية ماركس عن المادية التاريخية ،ونظرية المادية الثقافية الت وضعها ر األمريك وبولوج األنث ر ي ي ي ّ المعارص /مارفيل هاريس ./فالماركسيون الحديثون يتفقون مع دعاة نظرية المادية ّ الثقافية ،عىل أن األوضاع المادية للحياة اإلنسانية ،لها األولوية يف الدراسات ر ّ ّ أهميتها عىل النظم االجتماعية واألنساق الفكرية وتتفوق يف األنثوبولوجية، والمعتقداتية . ّ ّ ّ الحديثي ،يركزون عىل االقتصاد كنسق متكامل من كسيي ر إال أن هؤالء المار ر ّ حي يركز الماديون الثقافيون عىل العداقات االجتماعية والقيمية والتكنولوجية ،يف ر ً األوضاع األيكولوجية ( ّ ويعتثونها نسقا من العداقات البيولوجيةKessing, . البيئية) ر ))1981, p.170 ّ كالماديي الثقافيي الماديي وعىل الرغم من ذلك ،يرى /هاريس /أن ر ر ر ّ الدياليكتيكيي ،من حيث الهدف الذي يمكن تحقيقه من خدال دراسة التحديات ر ّ ّ ّ ّ ر الت يتعرض لها الجنس البشي ،وال سيما متطلبات الغذاء والسكن وأدوات (المحددات) ي ّ تأثثات البيئة ،وما يتعلق بالقضايا البيولوجية / االستعماالت المختلفة .يضاف إل ذلك ر الوراثية ،عىل التكاثر ر البشي . ّ ً أيضاّ ،أن عىل الماديي الثقافيي األخذ ّ بتنوع وجهات ولذلك يؤكد /هاريس / ر ر السياسية عند ر ّ النهان الذي يجمع فيما وبولوجيي ،رشيطة أن يكون الهدف األنث النظر ر ي بينهم هو " العمل عىل تطوير الثقافة اإلنسانية "))Harris, 1968, p.325 - 218https://attanweerlibrary.blogspot.com208 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ّ المعرفية رابعا-النظرية ّإن االنتقادات الت ّ الوظيق ،بسبب اعتماده عىل البنان / وجهت إل االتجاه ي ي ي سلوكات األفراد الظاهرة وما يقوم بينهم من عداقات عىل أرض الواقع ،وإغفاله الجانب ّ ّ تبت نظرية جديدة يف الدراسة الحرك ( الديناميك) يف دراسة الثقافة اإلنسانية ،أدت إل ي ي ي الت أعقبت الحرب العالمية تتناسب مع ر التغيثات االجتماعية والثقافية والسياسية ي والت تبحث يف الثانية .ومن هنا برزت فكرة النظرية المعرفية يف دراسة الثقافة اإلنسانية ،ي التفكث الت تكمن وراء هذا طرائق ر ر تفكث الناس وأساليب إدراكهم لألشياء ،والمبادىء ي ّ ّ الت يصلون بوساطتها إل كل منهما ..فهم أصحاب المجتمع، واإلدراك ،ومن ثم الوسائل ي ومن العدل أن ّ نتعرف إل آرائهم فيها . ًّ الت يقول فيها عالم االجتماع كما جاءت النظرية المعرفية ردا عىل الماركسية ،ي ّ الكثث من االهتمامات ،ولكنها الفرنىس المعارص /ميشيل فوكو : /أنها أثارت يف نفسه ر ي ً ً ّ ّ ّ أخفقت يف إشباع هذه االهتمامات إخفاقا شنيعا .بل إنه ذهب إل حد القول " :إن ّ ّ ّ مجرد نوع من الماركسية كانت تجتذب إليها الشباب ،ولكنهم كانوا يدركون بشعة أنها الت تدور حول إمكان وجود عالم آخر أفضل من هذا العالم الذي نعيش أحدام المراهقة ،ي فيه ". ّ ً ً تخصصا جديدا أضق عليه " تاري ــخ أنساق الفكر " يف إطار ولذلك ،ابتكر /فوكو/ الت ما أطلق عليه مصطلح " إبستيمة " Epistemeوالمستمد من أصل الكلمة اليونانية ي ّ تشث إل العلم والمعرفة .ولذا يمكن ترجمتها بعبارة " إطار المعرفة " .ويحدد فوكو ثداثة ر (انقطاعات) أساسية ّ يتمث ّ معرف خاص : بإطار منها كل ر ي - 109https://attanweerlibrary.blogspot.com209 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ االنقطاع ّ األول :حدث ف أواسط القرن السابع ر عش وأدى إل القضاء عىل االتجاه ي ً الذي كان سائدا من قبل ،نحو إبراز و (توكيد) أوجه الشبه ربي األشياء المختلفة ،أو ربي ّ (مخلوقات هللا كلها) حسب ما يقول /أوتو فريدريش / Otto Friedrichوظهور الميل الذي ساعد (عرص العقل) نحو إبراز و توكيد أوجه التفاوت واالختداف والتفاضل ربي تفكث القرن الثامن ر عش بوجه خاص. األشياء .وهو ميل سيطر عىل ر ّ ّ االنقطاع الثان :حدث بعد الثورة الفرنسية بقليل ،ويتمثل يف ظهور فكرة الثقدم ّ وتعتث هذه الفكرة بمثلة اإلطار والعلم ،عىل السواء. االجتماع المجالي : التطوري يف ر ر ي ي المعرف الذي ّ يمث العرص الحديث ويسيطر عليه سيطرة تكاد تكون تامة. ر ي ً ّأما القطع الثالث :هو ما يمكن أن يتبلور فيما ّ يمر به العالم اآلن ،ويصبح قطعا يف ّ ّ مجرى التاريـ ــخ .وعىل الرغم ّ مما كتبه حول هذه النقطة ،فننه لم يقدم أي تحديد دقيق ّ ّ تفسث مقنع عن الطريقة الت ّ تتم بها واضح المعالم لذلك (القطع ) .كما أنه لم يقدم أي ر ي ّ هذه التوقعات واالنكسارات ،أو االنقطاعات وأسباب حدوثها. ّ ّ ولكن ،إذا كانت المعرفة ّ قوة ،كما يقول /فوكو /فننه انته من ذلك إل االعتقاد بأن ّ ّ ًّ ّ ّ ّ تتضمن إحداهما األخرى بالرصورة ،وأن كال منهما تتطلب األخرى وتؤدي القوة والمعرفة ّ ّ الت تكلم عنها ،قد أفلح يف تكوين إليها .وعىل هذا األساس ،فنذا كان كل عرص من العصور ي صور وأشكال معرفية جديدة وتطويرها وإبرازها ،بما ّ ّ ومقومات الحياة يعث عن ذلك العرص ر ّ ّ ّ يعت يف نهاية األمر أن كل عرص من هذه العصور، فيه ،ويمكن عن طريقها التعرف إليه ،فهذا ي ا ّإنما كان يمارس ف حقيقة األمر ،أشكاال جديدة من ّ القوة (.أبو زيد،0224 ،ص)71 ي ّ ّ ً المعرف مفهوما جديدا للثقافة وطبيعتها الفكرية الثقافية، وقد أعط هذا االتجاه ي ّ باعتبارها تشكل (خريطة معرفية إدراكية) كما قال /جيمس داونز /يف كتابه " الطبيعة - 201https://attanweerlibrary.blogspot.com210 www.facebook.com/tanweerlibrary اإلنسانية " .فالخريطة اإلدراكية ألي شعب من الشعوب ،تحتفظ بمدامح عامة ّ ومقومات أساسية وثابتة ،ولكنها – مع ذلك – ال تخلو من بعض االختدافات والتفاصيل وف المرحلة الزمنية الدقيقة من جيل إل آخر ،ال بل من فئة اجتماعية إل فئة أخرى ،ي ّ الواحدة .وهذا يعت ّأن ّ تصوراته الخاصة عن العالم والكون ،تختلف عن لكل مجتمع، ي ّ غثه من المجتمعات األخرى (أبو زيد) 017 ،4799 ، تصور ر تبلورت النظرية المعرفية ف الدراسات ر األنثوبولوجية /الثقافية ،يف الستينات من ي ر سيتي :المدرسة البنائية يف فرنسا ،والمدرسة العشين ،ومن خدال القرن مدرستي رئي ر ر األثنوجرافية الجديدة يف أمريكا . -1المدرسة البنائية : ّ ّ مؤسس المدرسة البنائية يف الدراسات الثقافية / ليق سثوس / يعد /كلود ي ّ ر األنثوبولوجية .فهو ّ التميث ربي الصورة يعرف النظرية البنائية (البنيوية) بأنها تقوم عىل ر والمضمون ،بحيث تكمن أصالتها ف طريق ّ تصورها لدارتباط بينهما .ولكن ما أخذ عىل / ي ّ ّ ّ سثوس /هو أنه أدرك المجتمع كقواعد ال كترصفات ..أي أنه يصطنع لنفسه معقولية ّ ّ ّ ر يبت هذه كاملة عىل أساس يرد البش والزمر االجتماعية إل وظيفة محددة ،بدال من أن ي ّ الوظيفة عىل عدامات مشخصة ،يعتقدونها فيما بينهم( .أوزياس ،4792 ،ص ) 15 ّ ويأخذ مفهوم البنية عند /سثوس /طابع النسق (النظام) ،حيث تتألف البنية من ّ ا ّ تحوال ما يف العنارص تحول يف أحدها أن يحدث مجموعة عنارص ،يمكن ألي ّ ّ العثة يف دراسة الظواهر (النظم) االجتماعية ،إنما إن / وس األخرى.ولذلك يقول /سث ر ّ ه للوصول إل العداقات القائمة فيما بينها .والدافع إل ذلك ،هو أن حقيقة الظواهر ي ً االجتماعية ليست يف ظاهرها كما تبدو عيانا للمداحظ ،بل تكمن يف مستوى أعمق من - 111https://attanweerlibrary.blogspot.com211 www.facebook.com/tanweerlibrary بكثث ،أال وهو مستوى داللتها( .ابراهيم ،4795 ،ص )25 ذلك ر ّ ر فنن ّ واألنثبولوجية مهمة الباحث األساسية ،يف العلوم اإلنسانية عامة ومن هنا ّ ً ً ّ ر ر ّ خاصة ،تكمن يف التصدي للظواهر اإلنسانية األكث تعقيدا ،أو األكث تفككا وعدم اتساق. بالتال إل وذلك بقصد الكشف عن عوامل هذا التعقيد أو هذا االضطراب .والوصول ي ّ الت تحدد العداقات الكامنة يف الظواهر واألشياء . البنية أو (البت) ي ً ّ يعتث (البنائية) منهجا وليست نظرية أو فلسفة خاصة ،فننه وإذا كان /سثوس /ر ّ من جهة أخرى يحدد هدف األثنولوجيا بالكشف عن العمليات المعرفية (العقلية ّ تفسث حول تعدد واإلدراكية) عند األفراد داخل المجتمعات اإلنسانية ،بغية الوصول إل ر اإلنسان الثقافات واختداف بعضها عن بعض .وهذه العمليات تنشأ وتتبلور داخل العقل ي ّ ّ وتكون ما أطلق عليه من خدال التعلم ،حيث يتعلمها الفرد منذ الصغر عن طريق اللغة، َّ ّ الت تشكل الثقافات عىل أساسها .ولذلك ،يمكن أن تتخذ هذه البناءات (األبنية العقلية ،ي الشكلية للثكيب اللغوي ،نماذ يقتدي بها الباحثون يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية، ّ ّ كما يمكن أن تتحقق معها الدقة العلمية عند دراسة اإلنسان( .زكريا ،4792 ،ص )7 منهح ،ربي الدراسات اللغوية لقد سىع /سثوس /إل أن يربط بشكل ر ي كبثة وعميقة يف الفكر ر واالجتماعية واألثنولوجية ،وكان لهذه المحاولة أصداء ر وف الدراسات األدبية األنث وبولوج التقليدي الخاص بالعلوم االجتماعية المختلفة ،بل ي ر ي واإلنسانية بوجه عام (.حجازي ،4790 ،ص )492 ّ ّ اجتماع ،ال يمكن أن تفهم إال يف إطار عملية إن العداقات االجتماعية يف أي نظام ي ّ االجتماع .وذلك عن طريق التواصل والتبادل ربي األفراد الذين سشكلون هذا النظام ي ّ وتوجه سلوكاتهم وعداقاتهم تفكث هؤالء األفراد، الت تحكم ر دراسة العمليات العقلية ي - 202https://attanweerlibrary.blogspot.com212 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ الت تؤلف ثقافتهم . ضمن البنية ي -0المدرسة األثنوجرافية الجديدة : ظهرت هذه المدرسة ف أمريكا مع بدايات الستينات من القرن ر العشين ،مثافقة مع ي المدرسة البنائية سابقة الذكر .وتستند هذه النظرية إل نتائج علم اللغة ،والعداقة ّ تبت منهج بالتال من هذين المتبادلة ربي علم اللغة واألثنولوجيا ،واالستفادة ر ي العلمي يف ي متكامل للبحث يف العلوم االجتماعية . حي اقثح وقد برز اهتمام األ مريكيي بالصلة ربي اللغة والثقافة ،منذ عام 4751ر ر ً ّ ً ر /ديل هايمز /مصطلحا جديدا لتلك الصلة ،يتمثل يف (األنثوبولوجيا اللغوية) والذي ّ االجتماع ( .حجازي ،4790 ،ص .)451 يعتمد عىل دراسة اللغة يف إطارها ي ً ر األنثوبولوجيون اللغويون المعارصون يهتمون وانطداقا من هذا المصطلح ،بدأ ّ بتطوير المدخل اللغوي يف دراسة الثقافة ،بحيث تؤدي دراساته عن أصل اللغة ومراحل ّ ّ الت تطورها ،إل مجاالت دراسية جديدة حول تطوير األسس االجتماعية واإلعدامية ،ي تقوم عليها الحياة اإلنسانية الحارصة والمستقبلية (Freidle,1977,p.280) .ولذلك قام عدد من الباحثي ر وبولوجيي يف أمريكا ،بإجراء دراسات لغوية بقصد تأكيد األنث ر ر ً ّ لتصورات علمية دراسة الثقافة اإلنسانية ،وذلك من خدال وصف الثقافة وتحليلها وفقا ّ الت تتجىل يف سلوكاتهم اللغوية . األفراد ومفاهيمهم ،ي ً ّ التحليىل ،أظهرت نتائج دراسات أثنوجرافية متعددة، واستنادا إل هذا المنهج ي ّ والت يصنف األفراد بموجبها يف المجتمعات والمعايث ربي الشعوب، اختدافات األسس ر ي ّ ّ المختلفة مفاهيمهم واتجاهاتهم ،فيما يتعلق بتصنيف األشياء المختلفة ،كاأللوان أو - 113https://attanweerlibrary.blogspot.com213 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ يعت أن مكونات البيئة المحيطة .وهذا وغثها من الطعام أو الحيوان أو النبات ،ر ي األثنوجرافيا الجديدة ،تسىع إل دراسة الثقافة من خدال وصفها وتحليلها ،كما يراها أصحابها ،وليس كما يراها الباحث ر الت األنث ر ي وبولوج ،وذلك باالعتماد عىل تحليل اللغة ي سستخدمها أفراد المجتمع. ر العشين، افيي الجدد منذ بداية السبعينات من القرن لقد برز اهتمام األثنوجر ر ر بالدراسات الميدانية لجمع المعلومات عن اللغات والثقافات المرتبطة بها ،ونشت كتب ّ ّ كثثة حول ذلك .إال أن هذا االتجاه – عىل الرغم من أهميته يف دراسة الثقافة –واجه ر ً ر ّ جثتز /الذي دعا وبولوجيي نقدا من بعض األنث األمريكيي ذاتهم ،وال سيما /جيلفورد ر ر ر سسم اآلن بـ ( ر ّ ّ يهتم الباحث بالمعت والرمز األنثوبولوجيا الرمزية ) ،وطالب أن إل ما ا المصاحبي للممارسات الثقافية ،بدال من االعتماد عىل ما يقوله األفراد عن ثقافتهم. ر ً ّ ّ ّ ورأى أنه ليس من المهم مطلقا أن نسىع إل تأكيد تكامل العنارص الثقافية ،ألنها ليست ّ الت يتناقض بعضها مع بعض إال مجموعة منفصلة من العواطف والمعتقدات والقواعد ،ي كثثة (.فهيم ،4795 ،ص )021 يف أحيان ر ً ّ ّ تقدم ،نجد ّأن فروع الدراسات ر األنثبولوجية المعارصة ،تعددت وتأسيسا عىل ما ّ ّ ّ مظلة علم ر ّ شتغلي يف هذا األنثوبولوجية العامة ،.مما أدى إل زيادة الم وتنوعت تحت ر ّ وف أوروبا وأمريكا خاصة .ومع ذلك ،فنن الباحثي الميدان ،من ر ر واألكادميي ،يف العالم عامة ،ي ر ر تعان من التشتت وعدم إثبات هويتها وشعيتها كعلم من العلوم األنثوبولوجيا ما زالت ي ر اإلنسانية /االجتماعيةّ ، المحدثي إلنقاذه ورسم وبولوجيي وثمة محاوالت جادة من األنث ر ر ّ ومتغثاته الشيعة معالم مستقبلية له ،تكون واضحة وثابتة تتناسب مع معطيات العرص، ر والمتداحقة. - 204https://attanweerlibrary.blogspot.com214 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ً ر العالم وتأكيد لألنثوبولوجيا المعارصة دورا هاما يف تعزيز السدام يعط وهذا ما ي ي ّ ر الت يتبناها األنثوبولوجيون يف مناهضة إنسانية اإلنسان ،وذلك من خدال المواقف ي ّ والتميث ،واستعمار الشعوب األخرى والسيطرة عىل مقدراتها .وتعزيز دور التفرقة ر ّ الدراسات ر ّ وف مقدمتها اإلنسانية، القضايا خدمة ف ال والفع اإليجان وبولوجية، األنث ري ي ي التحرر بأشكاله المختلفة ،والبناء والتنمية الشاملة ،وال ّ ّ الت تسىع إل البلدان ف ما سي ي ي ذلك. - 115https://attanweerlibrary.blogspot.com215 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه : ابراهيم ،زكريا ( )4795مشكلة البنية – أضواء عىل البنيوية ،مكتبة مرص ،القاهرة .ّ أبو زيد ،أحمد ( )4799ماذا يحدث يف علوم اإلنسان والمجتمع ،مجلة عالم الفكر،ّ الكويت ،مجلد ،9العدد (. )4 ّ العرن، العرن ،15مجلة أبو زيد ،أحمد ( )0224الطريق إل المعرفة ،كتابري ري الكويت . ّ ّ االجتماع – طبيعتها واستخداماتها ،دار التقدم، التطور قواني غلث ()4792 برمان ،رر ي موسكو . فهم ( )4790أصول البنيوية يف علم اللغة والدراسات حجازي ،محمودي ّ ر األنثوبولوجية ،مجلة عالم الفكر ،عدد حزيران (يونيو) ،الكويت. حمدان ،زياد ( )4797الثقافات االجتماعية المعارصة ،دار الثبية الحديثةّ ،عمان . ّ سمث كرم ،دار الطليعة، الفلسفية ،ترجمة : رونتال و يودين ( )4791الموسوعةر ربثوت . ّ كلية اآلداب ،العدد ّ مجلة ّ األول ،جامعة زكريا ،فؤاد ( )4792الجذور الفلسفية البنائية،الكويت . فهيم ،حسي (ّ )4795قصة ر األنثوبولوجيا -فصول يف تاري ــخ اإلنسان ،عالم المعرفة ر ( ،)479الكويت . - 206https://attanweerlibrary.blogspot.com216 www.facebook.com/tanweerlibrary . الداذقية، دار الحوار،) سوسيولوجية الثقافة4799( الطاهر، لبيب أسس ر،)4791( ، رباح النفاخ: ترجمة،األنثوبولوجيا الثقافية . مليفيل، هرسكوفيث. دمشق،وزارة الثقافة - Freidle , John (1977) Anthropology , Harper and Row Publishers , New York . - Harris, Marvin (1968) A History of Theories of Culture, Thomas Crowell Company , New York . - Kessing ,Roger (1981) Culture Anthropology : A Contemporary perspective , Holt Rinehart and Winston , 2 th Edition - 117 https://attanweerlibrary.blogspot.com217 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل الثـالث نحـو ر أنثوبولوجيا عربية ّ مقــدمـة ا أول -واقع ر األنثوبولوجيا العربية ثانيا -نحو رأنثوبولوجيا عربية معارصة - 208https://attanweerlibrary.blogspot.com218 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ مقــدمـة ر ّ وتطورها ،وفروعها ومجاالت األنثوبولوجيا بعد هذا العرض المسهب لنشأة ّ ر العرن من الدراسات األنثوبولوجية، دراستها ،أال يحق لنا أن نتساءل :أين هو المجتمع ري ثمة ر بل أين ر أنثوبولوجيا عربية خاصة بطبيعة ّ األنثبولوجيا العربية ذاتها ،إذا كان ّ األمة العربية وثقافتها التاريخية /الحضارية؟ قد تكون اإلجابة عن هذا السؤال من الصعوبة بمكان ،حيث ال توجد معطيات جاهزة وكاملة لهكذا إجابة ،عىل الرغم من وجود محاوالت ر ألنثبولوجيا عربية ،سواء يف ّ تصور – إن أمكن الماض أو يف الحارص .وهذا ما سنحاول تبيانه والوصول من خداله إل ي – ر ألنثوبولوجيا عربية معارصة . ّ ر ّ والتطور ،فهذا ال غرن المنشأ إن كون األنثوبولوجيا كعلم لـه خصوصيته وطرائقه ،ر ي ّ األوروبيي) يف دراسة الثقافات يعت تجاهل أو إنكار ،أن العرب كانوا أسبق من الغرب ( ر ي ً ّ المنهجية للبحث والدراسة يف وف وضع المبادىء واألسس األخرى ،وصفا ومقارنة ،ي ّ والطبيعية. العلوم االجتماعية ّ وإذا ما عدنا إل الفثة الممتدة من منتصف القرن الثامن الميدادي إل نهاية القرن ّ الحادي ر عش الميدادي ،نجد أن العرب كانوا – عىل مدى أربعة قرون ونصف القرن " ّ عباقرة ر وغثها ،بينما كانت اللغة الشق " يف علوم الفلك والطب واالجتماع والفلسفة ر ه اللغة األساسية يف العلوم اإلنسانية . العربية ،ي ّ ّ ولكن هذه العلوم كلها ذهبت إل الغرب بعد سقوط الدولة العربية (العباسية) والت أسهمت يف إضعافه العرن، وتتال الغزوات االحتدالية واالستعمارية عىل الوطن ري ي ي - 119https://attanweerlibrary.blogspot.com219 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ً ً ّ ويطورها ،منذ فجر اجتماعيا وثقافيا وعلميا ،بينما راح الغرب سستفيد من علوم العرب نهضته وحت يومنا هذا. ا وال-واقع ر األنثوبولوجيا العربية : أ ّ ّ الشيال " : /انقلب األوروبيون إل ديارهم بعدما العرن /جمال الدين المؤرخ يقول ري منوا بالهزيمة يف الحروب الصليبية ،وقد بهرتهم أنوار الحضارة العربية /اإلسدامية، ّ فتفرغوا لها ...يقتبسون من آللئها وينقلون آثارها، وأخذوا مفاتيح تلك الحضارة، ويدرسون توليفاتها .وقد ساعدتهم عوامل أخرى ،جغرافية وتاريخية واجتماعية واقتصادية ،عىل أن سسثوا بالحضارة ف طورها الجديد ،عىل طريقة جديدة تعتمد ر أكث ر ي ّ ً ّ ا ثانياّ . فمهد هذا كله الحر ّأوال وعىل المداحظة والتجربة واالستقراء التفكث ما تعتمد ،عىل ر ّ ر القرني ،التاسع عش لهم السبيل إل كشوف علمية جديدة شكلت الطدائع لحضارة ر ر والعشين". ّ ّ حي كان ر الشق – بما فيه ويتابع / الشيال : /كان األوروبيون يفعلون هذا كله ،يف ر ً ّ ّ َ َ العالم العرن -قد اتخذ لنفسه ،أو اتخذ لـه القدر ،أسلوبا آخر من الحياة ،يختلف كلّ ري االختداف عن هذا األسلوب الذي اصطنعته أوروبا لنفسها ،أو اصطنعه القدر لها". ( ّ الشيال ،4759 ،ص )5 العرن عىل بتأثث الثاث الحضاري وعىل الرغم من اعثاف بعض مفكري أوروبا ر ري ّ ّ الحضارة الغربية الحديثة ،فقد ساد اتجاه ناكر ومتنكر لهذه الحقيقة التاريخية ،من ّ السىع نحو طمسها ،أو التقليل من شأنها .وقد دعم هذا االتجاه ،حركة االستعمار خدال ي ّ والمسلمي عن االبتكار واإلسدام ،مؤكدا عجز العرب العرن للعالمي : األورون ر ر ري ري ي - 221https://attanweerlibrary.blogspot.com220 www.facebook.com/tanweerlibrary ً واإلبداع ،واإلسهام يف ركب الحضارة اإلنسانية ،األمر الذي يجعل من " التغريب " أمرا ً وريا لمواكبة ّ تطورات العرص الحديث. رص ّ بتنوعه اإلسدام، العرن / ولهذا ،فمن الرصوري العمل عىل فحص الثاث ري ي ّ ومتعمقة ،وال ّ ر سيما تلك األعمال ذات الصلة المباشة وغزارته،ودراسته دراسة متأنية ّ ر باألنثوبولوجيا ،من أمثال :مؤلفات أخوان الصفا ،وكتاب " الحيوان " للجاحظ ،وكتابا ّ وتحول األحياء بعضها من بعض، ت /أحمد ابن مسكويه /الخاصة بآرائه عن النشوء كثث. وغثها ر ر ّ تؤدي هذه الدراسات إل إعادة تاري ــخ ر ّ األقل، األنثوبولوجيا من جديد ،أو عىل فقد ّ ّ ّ والمنهجية ،بحيث ال ترد جميعها إل عرص النهضة (التنوير) يف المعرفية إعادة أصولها الكثث من المفهومات العرن، أوروبا فحسب ،بل قد يوجد يف هذا الثاث الحضاري ر ري ّ والنظريات عن الجنس ر البشي والحضارة اإلنسانية ،وأوجه الحياة اليومية ومشكداتها، مما ال يزال سشغل بال الباحثي ر ّ وبولوجيي المعارصين( .فهيم ،4795 ،ص )057 األنث ر ر ّ فنن علم اإلنسان ( ر األنثوبولوجيا) رن، وعىل الرغم من غت العلوم يف هذا الثاث الع ر ي َ ّ المؤسسات ه الحال يف كما العربية، لم يلق االهتمام يف الدوائر العلمية والبحثية ي العلمية الغربية وباحثيها ،سواء يف البحوث الميدانية /التطبيقية ،أو يف الدراسات األكاديمية ،كالدراسات الفلسفية والنفسية والثبوية.. وثمة بعض الباحثي (األكاديميي) العرب سشثون إل ّأن ر ّ األنثوبولوجيا ،دخلت إل ر ر ر ر العشين تحت اسم " علم االجتماع المقارن" العرن ،يف الثداثينات من القرن العالم ري ر يطانيي ،مثل ( :إيفانز بريتشارد – الث كبث من علماء األنثوبولوجيا ر وذلك عىل أيدي عدد ر ر ّ ّ وبريستاف) ممن تولوا التدريس يف الجامعة المرصية (جامعة القاهرة اآلن ). هو كارت – ي - 111https://attanweerlibrary.blogspot.com221 www.facebook.com/tanweerlibrary ّثم جاء بعدهم ف األربعينات ،عميد ر الحي ،األستاذ /رادكليف وبولوجيي يف ذلك األنث ر ر ي ر األنثوبولوجيا يف جامعة اإلسكندرية ،تحت اسم (علم براون /الذي قام بتدريس ً الحي – االجتماع المقارن) أيضا ،وذلك لعدم احتواء برامج التدريس الجامىع – يف ذلك ر ي عىل مادة ر األنثبولوجيا (.فهيم ،4795 ،ص)052 ّ ّ ّ ا الت ّتم تشييدها مثال ،عن الثقافة والمجتمع إن التوقف قليال عند التصويرات ي ر وبولوج ،وال ّ سيما تلك التصويرات الناتجة عن عداقة األنث العرن يف الفكر ري ر ي ر األنثوبولوجيا بالمجتمعات العربية ،لهو أمر عىل غاية من األهمية. ر الغرن، وبولوج األنث ولذلك ،فنذا أردنا القيام بمحاولة تأري ــخ لعداقة الفكر ري ر ي ّ ّ العرن ،فنن إيفانز بريتشارد وإرنست غيلث ،سيتصدران ليس بالمجتمع والثقافة يف العالم ري فقط قائمة عدد من ر العرن وبولوجيي الذين تعاملوا مع ثقافات ومجتمعات العالم األنث ر ري ً ّ ً ّ معا ّ تعث عن أحد أشكال تجليات هذه العداقة، االثني واإلسدام ،وإنما أيضا ألن تجربة ر ر ي األورون عىل األقل. يف جانبها ري فقد حاول ّ كل من بريتشارد و غيلث ،ومن واقع انتمائهما للثقافة األوربية المعارصة، والثقاف ذي االجتماع أكاديميي ،فهم هذا الواقع مثقفي قبل أن يكونا أي باعتبارهما ر ر ي ي واالجتماع. الثقاف الخاصية العربية اإلسدامية ،هذا الواقع الذي يقع يف مقابل الغرب ي ي ّ وكان الهاجس األهم الذي سشكل صلب اهتمام غيلث يف هذا الجانب – وما زال ،-ليس ّ ّ ه البحث يف الممثة للثقافة العربية والمجتمع التفصيدات األثنوغرافية ر ري العرن ،وإنما ي االجتماع يف هذه البقعة من العالم. الت يعمل وفقها النظام اآلليات ر ي والقواني المنطقية ،ي (يتيم ،0224 ،ص )405 ا لقد قام /إرنست غيلث /ر وعث دراساته اإلثنولوجية أوال األنث وبولوج والفيلسوف ،ر ر ي - 222https://attanweerlibrary.blogspot.com222 www.facebook.com/tanweerlibrary ً ر األهميةّ ، ّ يكونان من الثوابت الرئيسة جانبي عىل غاية من واألنثوبولوجية ثانيا ،بتحليل ر البارزة يف البت االجتماعية العربية ،أال وهما :اإلسدام والقبلية .فقد قادته محاولته االستقرائية إل عمله الحقىل (الميدان) ر العرن، وبولوج يف جبال األطلس يف الغرب األنث ري ي ر ي ي الشعت / العشثة ،البداوة /الحرص، بقصد اختبار مفهوم " االنقسامية " مثال :األشة / ر ري ّ ه السنة البنيوية البارزة الرسم ،ر وغثها من الثنائيات .وذلك باعتبار أن االنقسامية ي ي للنظم القرابية والسياسية يف المجتمعات العربية القبلية . ّ ّ المحلية المساعدة ومثلما ذهب المعلم /إيفانز بريتشارد /إل البحث يف العوامل ّ ً يف إعادة التوازن يف االنقسامية القبلية ،أي فيما رآه المعلم من دور لإلسدام باعتباره نظاما ً ّ وف الحركة الصوفية تجسد يف التنظيم أيديولوجيا، االجتماع ألبناء برقة ( يف ليبيا) ي ي ً حي السنوسية ،هكذا أيضا سىع /غيلث . /وهذا ما أوضحه يف كتابه " أولياء األطلس " ر ً ّ ّ تعتث التصوف حاول إيضاح كيف كان عث نظام الزوايا واألولياء ،أدوارا ر اإلسدام ،يؤدي ر ي البيت) نحو مفصلية يف إعادة التوازن إل بت اجتماعية ،يدفع بها نظامها ر ي اإليكولوج ( ي المتتال( .يتيم ،ص ) 405 االنقسام ي الباحثي العرب عدم الثحيب هذا من جهةّ ،أما من الجهة األخرى ،فقد عزا معظم ر ر أساسيي : سببي العرن ،إل باألنثوبولوجيا وانتشارها يف العالم ر ر ري ّ أولهما :عدم ّ التطور الحيوي عند اإلنسان ،بالنظر لتعارضها مع الفكر تقبل فكرة ّ ّ الديت وتفسثاته الت تؤكد أن اإلنسان مخلوق من عمل هللا ،وليس نتا حلقة ّ تطورية ر ي ي ّ ذات أصل حيوان .ولكن ّ ثمة بعض المفكرين العرب من دعا إل التوفيق ربي الفكر رتي، ي واألخذ منهما ما يفيد العلم. الجيولوج الدكتور /عبد هللا نصيف /يف كتاب " العلوم فبينما يقول الباحث ر ي - 113https://attanweerlibrary.blogspot.com223 www.facebook.com/tanweerlibrary ً والطبيعية " :ليس ّ ّ ثمة تعارض – مطلقا -ربي اإليمان ومعرفة اإلنسان عن االجتماعية ّ ّ زك نجيب محمود /يقول الكون ،واستخدامه هذه المعرفة ر للخث ..نجد أن المفكر /ي ّ الت تجعلنا نتصور يف كتابه " هذا العرص وثقافته " :ليست الشطارة يف تخري ــج ي المعان ي ّ ّ وإنما المهارة ّ ه ارة، المه كل يحء به العلم يف عرصنا .. أن ما جاء به الدين ،هو نفسه ما ر ي ي ف أن تبرصن بالطريق الذي أعرف منه كيف آخذ من الدين حاف ًزاّ ، يحرك اإلرادة إل ي ي ّ لنفىس ولإلنسانية جمعاء (.محمود ،4792 ،ص ) 010 مه أقد جديد علم ) صنع ( ي وثانيهما :ارتباط نشأة ر األنثبولوجيا وبداياتها التاريخية باالستعمار ،حيث كانت ّ الدراسات ّ تتم عىل المجتمعات البدائية والمتخلفة ،بهدف معرفة بنيتها الثكيبية ّ وطبيعتها الثقافيةّ ، يعان العرن مما سسهل استعمارها ،يف الوقت الذي كان فيه المجتمع ي ري ّ ّ من االحتدال واالستعمار ،ويسىع للتحرر والتقدم . ا فكما ارتبطت الجغرافيا مثال ،بمشاري ــع علمية كانت تهدف إل تحقيق كشوفات ّ جديدة تتعلق بتحديد طبيعة الكرة األرضية ،أي التخوم اليابسة منها وأقاليمها وبيئاتها ر األنثوبولوجيا والجغرافية ،وكذلك توزي ــع البحار والمحيطات ،وكذلك ارتبطت واهتماماتها (البيولوجية والثقافية واالجتماعية) بمشاري ــع استكمال معارفها حول ر الت بدأت يف اإلنسان ،وبيئاته االجتماعية والثقافية ،أي بتلك المشاري ــع األنثوبولوجية ي والت آن األوان الستكمالها خار أوروبا .وقد أتت ظروف االستعمار يف القرن الغرب، ي ّ ر اف التاسع عش ،لتمهد الطريق لتلك المشاري ــع العلمية ،وبذلك ارتبط تاري ــخ الفكر الجغر ي ر غث غربية( .يتيم، بولوج بالخثة االستعمارية ،وبأقاليم ومجتمعات وثقافات ر ر واألنث ر ي ،0224ص)421 ّ وكان أن أدت هذه العقلية االخثالية والروح المتحاملة ،إل سيادة ميل هائل نحو - 224https://attanweerlibrary.blogspot.com224 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ المؤسسات والعداقات الناتجة عنها .وكان من أبرز تسييس المعارف والعلوم ،وكذلك ر ضحايا تلك العلوم :الجغرافيا واألنثوبولوجيا .وإذا كانت الجغرافيا قد سلمت بجلدها، ا مثال إل ّ ترسخ هذا العلم يف األكاديميات العربية ،منذ األربعينات من القرن ألسباب تعود ر المسلمي ،البارز يف هذا العلم منذ القدم ،األمر الذي جعل العشين ،وإل إسهام العرب ر َ ّ ر ر العرب المعارصين أكث ألفة معه ،فنن األنثوبولوجيا لم تحظ بهذا القبول ،حيث كان ً نصيب ر ّ بكثث – إن لم يكن معدوما -عند مجاراتهم األنث وبولوجيي العرب األوائل ،أقل ر ر باألوروبيي. ر غرن ،بالمجتمعات العربية أو اإلسدامية التعاىط مع أي اهتمام وهكذا ّتم أورون أو ر ي ري ي ّ وثقافاتها ،عىل أنه يقع يف دائرة األطماع االستعمارية أو التآمر عىل العرب واإلسدام. ً ّ غرن (يبدي شيئا من االهتمام بهذه الموضوعات) موضع شبهة وريبة وأصبح كل إنسان ر ي العرن( .يتيم ،ص )425 يف العالم ري ر ر البشية األنثبولوجية لتشمل المجتمعات وعىل الرغم من اتساع الدراسات ّ ّ ّ المختلفة ،سواء يف تكوينها أو يف درجة تطورها ،فما زالت ثمة رواسب تعوق اعتمادها كعلم يبحث ف مشكدات المجتمع العرن وإيجاد الحلول المناسبة لها ،وال ّ سيما القضايا ري ي االجتماعية والثقافية واالقتصادية. ً ثانيا -نحو ر أنثوبولوجيا عربية معارصة : ّ ّ إن توافر المناخات األساسية لحرية الفكر والجدل والمناقشة الموضوعية ،تعد من ّ ر األنثوبولوجية العربية ،وذلك ألن العرب الرصوريات الدازمة لدانطداق بالدراسات ّ ّ معمقة لثقافتهم ،كما أنهم يف الوقت ذاته ،يحتاجون إل دراسة يحتاجون إل دراسة ثقافات الشعوب األخرى . - 115https://attanweerlibrary.blogspot.com225 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ ّ يعد من ّ أهم المداخل واإلسهامات ال يت قدمتها فمفهوم الثقافة – بحد ذاته – ّربما ّ ر تعبث كدايد اإلنسانيي .فمن خدال الثقافة – وعىل حد األنثوبولوجيا للفكر والعمل ر ر كلوكهون -تضع ر األنثوبولوجيا أمام اإلنسان ،مرآة تمنحه صورة أوضح لنفسه وأقرانه، ّ وتسهم يف نشأة المجتمع وطبيعة وظائفه ومنظماته .كما توضح دوافعنا وسلوكاتنا، ً ا فضال عن دوافع اآلخرين وسلوكاتهم ..ويزداد تأثث ر األنثوبولوجيا وضوحا يف ميادين ر الفلسفة واآلداب والسياسة . ّ كثث من البلدان العربية نحو التحديث واالرتقاء، وف إطار االتجاه الحال ،يف ر ي ي والتكنولوج ،دون إحداث أرصار بالقيم والتعاليم واالجتماع بالمستوى االقتصادي ر ي ي ً ً ّ فنن ر كبثا يف إبراز ا ر دو وبولوجيا لألنث األصيلة، والتقاليد االجتماع الدينية ،وأسس الثاث ر ي ّ هذا الثاث ،ودراسة تلك التقاليد وإحياء الحضارة العربية .ويتضح كذلك ،الدور الفعال ّ يؤديه ر األنثبولوجيون العرب ،ف مجال ر مشوعات التنمية ،وذلك من الذي يمكن أن ي ر خدال تحليل مفهومات األنثوبولوجيا الثقافية ودراستها دراسة (حقلية) ميدانية . (فهيم ،4795 ،ص ) 059 ً ً ا كزيا ف ر ّ األنثوبولوجيا يحتل موقعا مر فنذا تفحصنا مفهوم القبيلة – مثال -نجده ي ّ كتاب ( ر الشق الكثثون من الت يطرحها /إرنست غيلث ،/ويستخدمه ر اإلسدامية ي األوسط) لإلشارة إل كينونات اجتماعية ذات ا بت وأشكال عيش مختلفة. ً ّ لتصور ر ّ فنن ّ ثمة أسئلة مطروحة أمام أنثوبولوجيا عربية، وانطداقا من الرؤى األنثوبولوجيي العرب ،ال ّبد من اإلجابة عنها وتطويرها ،من خدال ّ ر تفهم النقاط التالية ر المثابطة ( :أسد ،0224 ،ص)417 ّ الفاعلي ،عىل ترجمة بالمثقفي -4أن تعمل الروايات األ رنثوبولوجية المتعلقة ر ر - 226https://attanweerlibrary.blogspot.com226 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ في ،وتمثيلها عىل أنها استجابات لخطابات اآلخرين، الخطابات التاريخية لهؤالء المثق ر ا التاريح ألفعالهم . بدال من محاولة التخطيط واالنثاع ي ّ أال ترّكز التحليدات ر النموذجيي، الفاعلي األنثوبولوجية للبنية االجتماعية عىل -0 ر ر ّ ّ ّ المتغثة للعداقات والظروف المجتمعية ،وال سيما ما يدع بل عىل النماذ ر (باالقتصاديات السياسية ). ّ -2إن تحليل االقتصاديات السياسية ( ر اإلسدام، الشق أوسطية) وتمثيل الواقع ي ً ّ هما نوعان من الممارسة المتعددة األوجه ،وهما مختلفان جوهريا ،وال يمكن استبدال أحدهما باآلخر ،عىل الرغم من إمكانية تجسيدهما بصورة معقولة يف البحث نفسه ،إذا ما ّ ّ أخذا – بدقة – عىل أنهما خطابان. ّ ّ -1إنه لمن الخطأ تمثيل نماذ اإلسدام ،عىل أنها مثابطة مع نماذ البنية االجتماع . ضمت عىل البنية الفوقية (األيديولوجية) واألساس عث قياس االجتماعية ،ر ي ي ً ً العرن ،باعتباره موضوعا للمعرفة وأخثا ،يجب أن يدرس اإلسدام يف المجتمع -5 ر ري ّ ّ ر األنثوبولوجية ،وأنه تراث متعدد األوجه ،يرتبط بثسيخ األخداق يف النفوس ،وبتداؤم الناس أو معارضتهم ،وبإنتا معارف مناسبة. ّ ّ ر وبولوجيي العرب إذن ،يف الوقت الحارص ،أال تقترص األنث إن من ربي مهام ر العرن عىل الغرب بصدد بعض المفاهيم النظرية فحسب ،أو جهودهم عىل إبراز النسق ري ً ّ ّ ّ جمع المادة األثنوجرافية ،وإنما ال بد أن تتضمن دراساتهم أيضا ،الفحص الدقيق لألعمال ّ ّ والت يكونون قد المنهجية المشثكة ربي الكتاب، الثاثية بهدف الكشف عن الجوانب ي ً ّ ّ أساسا لها .وذلك ألن الحياة العقلية عند ر قيي استمدوا من معارفهم وتربيتهم الدينية الش ر - 117https://attanweerlibrary.blogspot.com227 www.facebook.com/tanweerlibrary ا الفلسق بالتفكث – كما يقول توفيق الطويل – كانت أوثق اتصاال بحياتهم الدينية منها ر ي الديت يف شت العصور اإلنسانية ،حت ليمكن بالتفكث التفسث الخالص .فقد امث هذا ر ر ي ّ تنته –ال محالة -إل العجز عن فهم القول بأن كل محاولة تهدف إل الفصل بينها، ي كليهما( .فهيم ،4795 ،ص ) 90 ّ ر الكثث من مظاهر الحياة األنثوبولوجيا واسع سعة الحياة ،ويشمل إن مجال ر ّ الفكرية باتجاهاتها وتياراتها ومذاهبها العديدة ،وهو األمر الذي لم يفهمه الكث رثون من ر وبولوجيي ف العالم العرنّ ، ممن ضاقت آفاق أفكارهم بحيث انحرصت يف عدد من األنث ري ر ي الموضوعات التقليدية ،ال يكادون يخرجون عنها ،دون أن يجدوا يف أنفسهم الجرأة ّ المتنوعة والمتباينة ..وقد يكون ذلك راجع الكافية عىل ارتياد ميادين المعرفة المختلفة، ّ الثقاف ،وعدم إدراك مدى اتساع البحث ..ولكنه العلم والتكوين إل ضعف يف اإلعداد ي ي ّ ّ وف المقام األول ،إل قصور يف ملكة التخيل وإل الخوف من يرجع – بدا شك – ي االنطداق والمبادرة( .أبو زيد ،0224 ،ص ) 9 ومهما كان واقع ر ّ أرضية جديدة منذ العرن ،فقد اكتسبت األنثوبولوجيا يف العالم ري ّ ر العشين ،حيث حظيت بتفهم أفضل إلمكانيات استخدامها ،لما الستينات من القرن ّ ّ ّ العرن العرن يف التقدم واالزدهار .وقد تجىل االهتمام يحقق أهداف العالم ري ري ّ ر ّ ومقررات دراسية يف الجامعات العربية كتخصصات باألنثوبولوجيا ،من خدال اعتمادها (جامعة القاهرة ،جامعة االسكندرية ،جامعة دمشق ،الجامعة اللبنانية ،جامعة البحرين وغثها) ...ر ً أيضا ف قيام الكثث من الباحثي ر ّ وبولوجيي العرب ،بتأليف الكتب األنث وتتجىل ر ر ر ي ر حول اإلنسان وأصوله وحضارته ،مفاهيم األنثوبولوجيا وتطبيقاتها يف الدراسات الثقافية - 228https://attanweerlibrary.blogspot.com228 www.facebook.com/tanweerlibrary واالجتماعية ،منها عىل سبيل المثال :كتاب ( ر األنثوبولوجيا) تأليف ابراهيم زرقانة ،عام .4759وكتاب (اإلنسان – دراسة يف النوع والحضارة) تأليف دمحم رياض ،عام .4791 حسي مؤنس عام وكتاب (الحضارة -دراسة يف أصولها وقيامها ،وعوامل تدهورها) تأليف ر االجتماع – مدخل لدراسة المجتمع) تأليف أحمد أبو زيد ،عام .4799وكتاب (البناء ي .4792وكتاب ( ر األنثوبولوجيا االجتماعية) تأليف صفوح األخرس ،عام .4791وكتاب ر وغثها . عىل الجباوي ،عام .4779ر (األنثوبولوجيا -علم اإلناسة) تأليف ي ّ الباحثي العرب ،يف مناطق الت قام بها عدد من ر وثمة بعض الدراسات الميدانية ي ّ متعددة من الوطن العرن ،ر ونشت هذه الدراسات يف الدوريات (المجدات) العلمية ري ّ الت تصدرها وزارة اإلعدام العربية ،ومنها عىل سبيل المثال ( :مجلة عالم الفكر ،ي ّ الت تصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية يف الكويتية ،ومجلة المستقبل ري العرن ،ي العرن يف ربثوت الت تصدر عن مركز اإلنماء ربثوت ،ومجلة الفكر ري ري العرن المعارص ،ي َ ّ الت تصدر عن كليات اآلداب والعلوم اإلنسانية ،يف وباريس ،إضافة إل المجالت ي التحضثي الذي عقده الجامعات العربية .إل الندوات واالجتماعات ،عىل غرار االجتماع ر ر ثان )4795 / االتحاد الدول للعلوم األنثوبولوجية يف مرص( ،كانون ال ي ي ً ّ ا رّ ّ تبش – دون شك – بأن ر لألنثوبولوجيا العربية مستقبال زاهرا، التوجهات، إن هذه رشيطة أن ّ ّ التطبيقية، تعمق هويتها العربية ،سواء يف منطلقاتها النظرية ،أو يف أهدافها وأن تبتعد مادتها عن النقل من دون نقد أو تطوير .وإذا ما ّتم لها ذلك ،يمكن أن ت ّ تعزز ّ أصالتها العربية وإسهاماتها العالمية ،يف هذا الميدان .وهذا ما أكده /كارلتون كوون /منذ عام ،4752ف مقالة لـه بعنوان " ر أنثوبولوجيا العرب " حيث قال : ي ر بالمشوعات الت تقطن البداد العربية " من األمور الحيوية ،أن تقوم الشعوب ي الت ترفع مستويات المعيشة لسكان جميعهم ،ال الخاصة بها ،وأن تجد الوسائل ي - 119https://attanweerlibrary.blogspot.com229 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ لمصلحة هذه الشعوب فحسب ،ولكن لصالح العالم كله ...فعىل العرب أن يعنوا ّ ّ باألنثوبولوجيا ويدرسوها ر ر أكث ّ الت تتلخص يف أن مما درسوها ،مدر ر كي تلك الحقيقة ي ر شء من األشياء ،هو أن ر خث طريق يتبعه أي إنسان أو أي شعب ،إذا أراد أن يصنع أي ي ا يحزم أمره ويصنعه بنفسه " (نقال عن :فهيم ،4795 ،ص )057 ً ّ ّ ّ تحفثا عىل إيجاد ر أنثوبولوجيا عربية ،تتجه دراساتها نحو ال شك إن يف ذلك ر ّ العرن ،وتسهم يف تقدمه بما يتناسب مع معطيات العلوم اإلنسانية مشكدات المجتمع ري ً ّ ّ ر ّ المختلفة ،ألن الجهل بهذه العلوم ،وال سيما علم األنثوبولوجيا ،ما زال سائدا – إل حد ّ ّ الجدية والموضوعية لطبيعة الثقافات األخرى وإسهاماته ويعوق الدراسات ما – ّ حقيق لطبيعة المساهمة العربية يف الثقافة بالتال إل فهم الت تؤدي ي ي اإلنسانية ،ي اإلنسانية ،وحجم هذه المساهمة . وف ذلك دعوة إل فتح النوافذ الثقافية العربية عىل الثقافات األخرى ،وال ّ سيما ي ّ التعرف إل ثقافة العرص ودراستها واالقتداء الت يمكن االستفادة منها يف تلك الثقافات ي الشخصية العربية المتمايزة ،ومع ّ ّ مقومات الثقافة العربية ،بما بها ،بما ينسجم مع جوهر يف ذلك التيارات الفكرية واالتجاهات والمذاهب األدبية والفنية ،واالنتقاء منها واإلغضاء ّ ّ الثقاف .فالثقافات كلها – ومنها الثقافة العربية – تنمو وتزدهر وتتقدم، عن أسطورة الغزو ي ّ والتأثث المتبادل ،واالستعارة واالستيعاب( .أبو زيد ،0224 ،ص)42 باالتصال واالحتكاك ر تؤسس لـه الدراسات ر وهذا ما يجب أن ّ األنثوبولوجية العربية المعارصة ،بحيث تظهر بجداء تلك العداقة ربي الحضارة العربية والحضارة اإلنسانية ،ومن جوانبها ً بعيدا عن األحكام المسبقة ،واألخذ بالفكر ر وبولوج النقدي والمقارن، األنث المختلفة، ر ي ر وتطبيق ما يمكن تطبيقه من نظريات األنثوبولوجيا ،بما يتناسب مع طبيعة المجتمع العرن ،وتركيبته التاريخية (الديمغرافية والثقافية ). ري - 201https://attanweerlibrary.blogspot.com230 www.facebook.com/tanweerlibrary مصادر الفصل ومراجعه : ّ العرن ،الكويت . العرن ،15مجلـة أبو زيد ،أحمد ( )0224الطريق إل المعرفة ،كتابري ري ّ ر ان ،مجلة أسد ،طدال ( )0224فكرة أنثوبولوجيا اإلسدام ،تعريب :سامــر رشو ياالجتهاد ،عدد ،55السنة ،42ربثوت. الشيال ،جمال الدين ( )4759رفاعة الطهطاوي ،دار المعرف بمرص . فهيم ،حسي (ّ )4795قصة ر األنثوبولوجيا – فصول يف تاري ــخ اإلنسان ،عالم المعرفة ر ( ،) 479الكويت الفلسق يف اإلسدام ،مكتبة األنجلو المرصية، التفكث محمود ،عبد الحليم ()4759ر ي القاهرة . ّ يتيم ،عبد هللا عبد الرحمن ( )0224من المحراث إل الكتاب ،مجلة االجتهاد ،عدد ،55السنة ،42ربثوت . - 131https://attanweerlibrary.blogspot.com231 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ العلميـة المصطلحـات A ّ تكيـف Adaptation Alternative بديـل علم ر التشي ــح Anatomy Anthropology علم دراسة اإلنسان ر األنثوبولوجيا التطبيقية Applied Anthropology Archeology علم دراسة حضارات ما قبل التاري ــخ Automatic Behavior اآلل السلوك ي B Behavior سلوك ّ علوم سلوكية ر األنثوبولوجيا البيولوجية Behavioral Sciences Biological Anthropology C Case حالـة Case Study دراسة الحالة ّ ّ تغث – تبدل ر Change Civilization حضارة Cognation معرفـة - 202 https://attanweerlibrary.blogspot.com232 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ معرف ي ّ تواصل – اتصال Cog native Communication Comparative مقارنـة Comparative Study دراسة مقارنة Condition تكييف Construction بنــاء – بنية Culture ثقـافة Cultural Ecology Culture Anthropology البيئة الثقافية ر األنثوبولوجيا الثقافية Cultural Degeneration الثقاف االنتكاس ي Cultural Materialism المادية الثقافية D ّ تطور Development Dialectic- al جدل – جدلية Dialectical Materialism المادية الجدلية Diffusions انتشار Diffusions Theory النظرية االنتشارية ّ اتجاه – توجيه ّ التغيث الموجه ر Directed Directed Change E Enculturation التثقيف Ethnology الدراسة التحليلية المقارنة للثقافة ّ الوصفية للثقافة الدراسة Ethnography - 133 https://attanweerlibrary.blogspot.com233 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ ّ تطور – تقدم Evolution F Family أشة – عائلة Fulfillment إنجـاز Function وظيفـة G Generation جيل Group مجمـوعة H History تـاري ــخ Historical Theory النظرية التاريخية ّ ض التخص التاريح االتجاه ي ي ّ ّ التاريخية المادية Historical Particularism Historical Materialism Human إنسـان Humanity- Nature الطبيعة اإلنسانية ّ اإلنسان التطور ي Humanity Development I Industrial ـاع صن ي ّ صناع تطور ي Industrial Development Interactive تفاعـل K Kinship قـرابة Kinship System نسق (نظام) القرابة - 204 https://attanweerlibrary.blogspot.com234 www.facebook.com/tanweerlibrary L Linguistics علم اللغويات M Model نمـوذ Monography دراسة األشكال N Nature طبيعـة Naturalism طبيىع ي O ّ تطور مفرط Over Development Origin أصـل riginal أصىل ي P Participation مشاركة Para Primitivism بالبدان شبيه ي ّ شخصية Personality ر ّ الجسمية األنثوبولوجية Physical Anthropology Principle عنصـر Political سياسة Political Systems ّ سياسية أنساق Pre-History ما قبل التاري ــخ Primitive Societies المجتمعات البدائية Q - 135 https://attanweerlibrary.blogspot.com235 www.facebook.com/tanweerlibrary Questionnaire )استبيان (استمارة S Science علـم ر األنثوبولوجيا االجتماعية Social Anthropology Sociobiology البيولوجيا االجتماعية Social Science علوم اجتماعية Social Systems أنساق اجتماعية Sociology علم االجتماع Social Role االجتماع الدور ي Social Morphology األشكال االجتماعية Specialties خصوصيات Stratification ) تصنيف (تنضيد FunctionalStructural الوظيق البنان االتجاه ي ي System نسق – نظام T Theory ّ نظرية Theoretical نظري Tribe قبيـلة U Urbanization العمران الحرصي Universal عموم – عام ي - 206 https://attanweerlibrary.blogspot.com236 www.facebook.com/tanweerlibrary المصـادر والمـراجع ّأو ال -الع ّ ـربية ابراهيم ،زكريا ( )4795مشكلة البنية – أضواء عىل البنيوية ،مكتبة مرص ،القاهرة. ابن بطوطة ،أبو عبد هللا ( )4759رحلة ابن بطوطة ،دار الثاث ،ربثوت.ّ عىل عبد الواحد ابن خلدون ،عبد الرحمن ( )4755مقدمة ابن خلدون ،تحقيق :يواف ،القاهرة . ي ّ أبو زيد ،أحمد ( )4799ماذا يحدث يف علوم اإلنسان والمجتمع ،مجلة عالم الفكر،ّ مجلد ،9عدد ( ،)4الكويت . االجتماع – مدخل لدراسة المجتمع ( – 4المفهومات) الهيئة ( )4792البناءي المرصية العامة للكتاب ،القاهرة . ّ العرن ،الكويت . العرن ،15منشورات مجلة ( )0224الطريق إل المعرفة ،كتابري ري ّ مقدمة ف ر األنثوبولوجيا الثبوية ،المطابع التعاونيةّ ، عمان . أبو هدال ،أحمد ()4791ي األخرس ،صفوح ( )4791راألنثوبولوجيا االجتماعية ،دمشق . ّ رشوان ،مجلة أسد ،طدال ( )0224فكرة رأنثوبولوجيا اإلسدام ،تعريب :سامري االجتهاد ،عدد ،55السنة ،42ربثوت . اسماعيل ،قباري ( )4792راألنثوبولوجيا العامة ،منشأة المعارف باإلسكندرية . أوزياس ،جان ماري ( )4792البنيوية ،ترجمة :مخائيل مخول ،دمشق .ّ مقدمة ف ر األنثوبولوجيا العامة ،ترجمة :دمحم بيلز ،رالف و هويجرا ،هاري ()4799ي الجوهري وآخرون ،دار النهضة ،القاهرة . - 137https://attanweerlibrary.blogspot.com237 www.facebook.com/tanweerlibrary بريتشارد ،إدوارد ( )4795راألنثوبولوجيا االجتماعية ط ،5ترجمة :أحمد أبو زيد، الهيئة المرصية العامة للكتاب ،االسكندرية . جابر ،سامية ( )4774علم اإلنسان – مدخل إل راألنثوبولوجيا االجتماعية والثقافية، دار العلوم العربية ،ربثوت . الجباوي ،عىل ( )4790راألنثوبولوجيا االجتماعية ،جامعة دمشق . ي ـ ـ ـ ( )4779راألنثوبولوجيا – علم اإلناسة ،جامعة دمشق . الجسمان ،عبد العال ( )4771علم النفس وتطبيقاته االجتماعية ،الدار العربية ي للعلوم ،ربثوت . الجيوش ،فاطمة ( )4799/4799فلسفة الثبية ،جامعة دمشق – ّ ر كلية الثبية . ي ر الجيوش ،فاطمة و الشماس ،عيىس ( )0222/0220الثبية العامة ( )4جامعة ي دمشق -كلية الثبية. السيد ،و حسي ،علية ( )4795مجاالت ر حامدّ ،األنثوبولوجيا ،دار القلم ،الكويت . ر فهم ( )4790أصول البنيوية يف علم اللغة والدراسات حجازي ،محمودي ر ّ وبولوجية ،عالم الفكر ،عدد يونيو ،الكويت . األنث للمدايي، الحرصي ،ساطع ( )4795أحاديث يف الثبية وعلم االجتماع ،دار العلمر ربثوت. حمدان ،دمحم زياد ( )4797الثقافات االجتماعية المعارصة ،دار الثبية الحديثةّ ،عمان. ّ الخشاب ،أحمد ( )4792دراسات رأنثوبولوجية ،دار المعارف بمرص .ّ هثودت يتحدث عن مرص ،دار العلم ،القاهرة . خفاجة ،دمحم صقر ( )4755ر خشيم ،عىل فهم ( )4759نصوص ّليبية ،دار مكتبة الفكر ،طرابلس – ليبيا. ي ي - 208https://attanweerlibrary.blogspot.com238 www.facebook.com/tanweerlibrary رشوان ،حسي عبد الحميد ( )4799راألنثوبولوجيا يف المجال النظري ،ط،4 ر االسكندرية . ّ سمث كرم ،دار الطليعة، الفلسفية ،ترجمة : رونتال و يودين ( )4791الموسوعةر ربثوت. رياض ،دمحم ( )4791اإلنسان – دراسة يف النوع والحضارة ،دار النهضة العربية ،ربثوت. زرقانة ،ابراهيم ( )4759راألنثوبولوجيا ،مكتبة النهضة المرصية ،القاهرة . ّ مجلة ّ ّ كلية اآلداب ،عدد ( ،)4جامعة الفلسفية البنائية، زكريا ،فؤاد ( )4792الجذورالكويت . ّ والشخصية ،ط ،0دار النهضة ،ربثوت . الساعان ،سامية حسن ( )4792الثقافة ي سثوس ،كلود ليق ( )4792راألنثبولوجيا البنيوية) ترجمة :صالح مصطق ،وزارة ي الثقافة ،دمشق . سليم ،شاكر ( )4794قاموس راألنثوبولوجيا ،جامعة الكويت . اإلنسان ،ترجمة :عبد القادر يوسف ،عالم سكث ،ب .ف ( )4792تكنولوجيا السلوكي المعرفة ( )20الكويت . الشيال ،جمال الدين ( )4759رفاعة الطهطاوي ،دار المعارف بمرص .اللبنان ،ربثوت. الفلسق ،دار الكتاب صليبا ،جميل ( )4794المعجمي ي عفيق ،دمحم الهادي ( )4790يف أصول الثبية ،مكتبة األنجلو المرصية ،القاهرة . ي عيىس ،دمحم طلعت ( )4795مدخل إل علم االجتماع ،دار المعارف ،ربثوت. عيسوي ،عبد الرحمن ( )4797علم النفس يف المجال الثبوي ،دار العلوم العربية، - 139https://attanweerlibrary.blogspot.com239 www.facebook.com/tanweerlibrary ربثوت. غالب ،مصطق ( )4774السلوك ،دار الهدال ،ربثوت .ّ الجامىع الشخصية ،المكتب الثقاف يف دراسة الغامري ،دمحم حسن ( )4797المدخلي ي الحديث ،االسكندرية . الغت و الغامدي ،صالح ( )4797المدخل إل علم اإلنسان ،المكتب غانم ،عبدي الجامىع الحديث ،االسكندرية . ي ّ ّ االجتماع – طبيعتها واستخدامها ،دار التقدم، التطور قواني غيلث ،ربثمان ()4792ر ي موسكو. فراير – هثي -ساركس ( )4759علم النفس العام ،ترجمة :ابراهيم منصور ،بغداد .الفق ،حسن ( )4799الثقافة والثبية ،دار المعارف بمرص . ي فهيم ،حسي (ّ ) 4795قصة ر األنثوبولوجيا – فصول يف تاري ــخ اإلنسان ،عالم المعرفة ر ( )479الكويت . كداكهون ،كدايد ( )4751اإلنسان يف المرآة ،ترجمة :شاكر سليم ،بغداد . لبيب ،الطاهر ( )4799سوسيولوجية الثقافة ،دار الحوار ،الداذقية . لطق ،عبد الحميد ( )4797راألنثوبولوجيا االجتماعية ،دار المعارف بمرص . ي لينتون ،رالف ( )4751دراسة اإلنسان ،ترجمة :عبد الملك الناشف ،المكتبة العرصية،ربثوت . ر األنثوبولوجيا وأزمة العالم الحديث ،ترجمة :عبد الملك ـ ـ ـ ()4759الناشف ،المكتبة العرصية ،ربثوت . ّ دمحم غنيمّ ،الشخصية ،دار النهضة العربية ،ربثوت . سيد ( )4779سوسيولوجية - 241https://attanweerlibrary.blogspot.com240 www.facebook.com/tanweerlibrary دمحم ،رياض ( )4791اإلنسان – دراسة يف النوع والحضارة ،دار النهضة العربية ،ربثوت.الفلسق يف اإلسدام ،مكتبة األنجلو المرصية، التفكث محمود ،عبد الحليم ()4759ر ي القاهرة . ّ عىل الصاوي ،عالم المعرفة مجموعة من الكتاب ( )4779نظرية الثقافة ،ترجمة :ي( )002الكويت . ّ ّ ر والنش، المؤسسة الجامعية للدراسات الشخصية، عىل ( )4772نظرية المرصي ،يربثوت.. مؤنس ،دمحم ( )4799الحضارة – دراسة يف أصول وعوامل قيامها وتدهورها ،عالمالمعرفة (ك )0الكويت . نارص ،ابراهيم ( )4795راألنثوبولوجيا الثقافية – علم اإلنسان الثقافّ ، عمان . ي هرسكوفيث ،مليفيل )4791( .أسس راألنثوبولوجيا الثقافية ،وزارة الثقافة ،دمشق . وصق ،عاطف ( )4794األ رنثوبولوجيا الثقافية ،دار النهضة العربية ،ربثوت . ي ـ ـ ـ ( )4799الثقافة والشخصية ،دار المعارف بمرص . ـ ـ ـ ( )4794راألنثوبولوجيا االجتماعية ،ط ،2دار النهضة العربية ،ربثوت. ّ يتيم ،عبد هللا عبد الرحمن ( )4224من المحراث إل الكتاب ،مجلة االجتهاد ،عدد( )55السنة ،42دار االجتهاد ،ربثوت. - 111https://attanweerlibrary.blogspot.com241 www.facebook.com/tanweerlibrary ّ : األجنبية -ثانيا - Anderson, John (1984) Conjuring with Ibn Khaldun , From an Anthropological Point View , Leiden . - Barnouw, V (1972) Cultural Anthropology , Home wood Illinois. Irwen Inc . - Boorstin , Danial , J (1985) The discovers , A History of Mans Search to know his world and himself, Vintage Books edition . - Burns, Edward (1973) Western Civilization , new York - Daniel, G, Bates and Plug, Fred (1990) Cultural Anthropology, McGrow, Hill Book company , New York.. - Darnell, Regna (1978) Reading in the History of Anthropology , University of Illinois . - Freidle , John & Pfeiffer , John (1977) Anthropology , Harper & Row Publishers , New York . - Harris, Marvin (1968) A History of Theories of Culture , Thomas Crowell Company , New York - Kottak, Phillip (1994) Anthropology: the Exploration of Human Diverty , Mc Grow. Hill INC, New York.. - Kessing , Roger (1981) Cultural Anthropology : A Contemporary Perspective .Holt Rine hart & Winston , 2 th edition - 242 https://attanweerlibrary.blogspot.com242 www.facebook.com/tanweerlibrary - Leach, Edmund (1982( Social Anthropology , Fontana Paperbacks - Mead, Margaret (1973) Changing Styles of Anthropological Work . . Annual Review of Anthropology , Palo Alto. - Mauduit , J.A (1960) Manuel D’ Ethnographie. Payot, Paris . - Morin, Edgar (1969) De La Culture Analyse A La Politique Culturelle , Communication, no: 14, Paris . - Nicholson , C (1968) Anthropology and Education , Columbus, Ohio - Oswalt, Wendell (1972) Other Peoples – Other Customs , Holt Rine . hart and Winston Inc . - Pretti, Olto (1070) Anthropology Research , London. - Rossi , Ino – ed (1980) People in Culture , A Survey of Culture Anthropology , Prager Special Studies . - Sapir, Edward (1967) Anthropologie , Minvit- Col – Points, Paris . - Spradley ,P, James (1972) Culture and Cognition, Chandle Publishing Company , San Francisco . - 113 https://attanweerlibrary.blogspot.com243 www.facebook.com/tanweerlibrary المحتوى تقــديـم 9 .................................................................................................... الباب ّ األول :مفهوم ر األنثوبولوجيــا وأهدافها وعداقتها بالعلوم األخرى44 .................... الفصل األول :مفهوم ر األنثوبولوجيا وطبيعتها وأهدافها40 ...................................... الفصل الثان :نشأة ر األنثوبولوجيا وتاريخها 00 .................................................... ي الفصل الثالث :عداقة ر األنثوبولوجيا بالعلوم األخرى 10 ......................................... الباب الثان :اتجاهات دراسة ر األنثوبولوجيا وفروعها 59 ....................................... ي الفصل ّ األول :دراسة ر األنثوبولوجيا واتجاهاتها المعارصة 59 ................................... الفصل الثان :ر ّ الطبيعية ) 95 ........................................... األنثوبولوجيا العضوية ( ي الفصل الثالث :ر ّ النفسية 75 ......................................................... األنثوبولوجيا الفصل الرابع :ر األنثوبولوجيا الثقافية 400 ......................................................... الفصل الخامس :ر األنثوبولوجيا االجتماعية 419 .................................................. الفصل السادس :المنهج ر وبولوج والدراسات الميدانية 451 ............................. األنث ر ي الباب الثالث :المنظور ر وبولوج للنظم االجتماعية490 ................................. األنث ر ي الفصل ّ االجتماع ووظيفته 492 ...................................................... األول :البناء ي - 244https://attanweerlibrary.blogspot.com244 www.facebook.com/tanweerlibrary الفصل الثان :ر األنثوبولوجيا يف المجتمع الحديث 472 .......................................... ي الفصل الثـالث :نحـو ر أنثوبولوجيا عربية 049 ...................................................... ّ العلميـة 020 ............................................................................. المصطلحـات المصـادر والمـراجع 029 ................................................................................. المحتوى 011 ............................................................................................ - 115https://attanweerlibrary.blogspot.com245 www.facebook.com/tanweerlibrary - 246 https://attanweerlibrary.blogspot.com246