Uploaded by الشؤون القانونية

الارهاب الدولي بين التعريف والتوصيف

advertisement
‫الدكتور‬
‫مظهر الشاكر‬
‫اإلرهاب الدولي‬
‫بين التعريف والتوصيف‬
‫قراءة في بعض المبادئ‬
‫األولية‪ :‬القانونية‪،‬االمنية‬
‫الدكتور‬
‫مظهر الشاكر‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫اط ال َخي ِل تُر ِهبُ َ‬
‫عد َُّوكُم‬
‫اَّللِ َو َ‬
‫ون بِ ِه َ‬
‫عد َُّو َّ‬
‫((وأ َ ِعدُّوا لَ ُهم َّما است َ َطعتُم ِمن قُ َّو ٍة َو ِمن ِربَ ِ‬
‫َ‬
‫َوآ َخ ِر َ‬
‫ف‬
‫س ِبي ِل َّ‬
‫ين ِمن دُونِ ِهم الَ تَعلَ ُمونَ ُه ُم َّ‬
‫اَّللُ يَعلَ ُم ُهم َو َما تُن ِفقُوا ِمن شَي ٍء فِي َ‬
‫اَّللِ يُ َو َّ‬
‫ِإلَيكُم َوأَنتُم الَ تُظلَ ُم َ‬
‫ون))‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫سورة االنفال‪ :‬اآلية ‪06‬‬
‫االهداء‬
‫الى‬
‫بلدي الضاحك رغم انف كل معتد‪..‬‬
‫بلدي مهد الحضارة وفيه االيمان ينمو ويتجدد‪..‬‬
‫وضوعه ينتشر في كل مكان ويتمدد ‪..‬‬
‫وسنبل قمحه تنمو وارضه فيها الخير يتعدد‪..‬‬
‫وكل مجروح اضره الزمان ولحلمه يتوسد‪..‬‬
‫وكل مظلوم شاكيا ولكنه في قلبه مهتد‪..‬‬
‫تنويه‬
‫وانا اقدم هذا الكتاب بعد حمد هللا وشكره أقول‪:‬‬
‫انا ال أؤيد فكرة الحرب على اإلرهاب اطالقا‪...‬انا كانسان أوال ورجل‬
‫امن وقانون ثانيا أقول ‪:‬‬
‫ان افضل شيء للحد من اإلرهاب هو عن طريق المكافحة‪...‬‬
‫فانا ضد فكرة الحرب على اإلرهاب ومع فكرة مكافحته‪ ..‬ان الحرب‬
‫على اإلرهاب ‪ -‬تعني بداية فتح الباب للخراب‪...‬ألنها تعني‪ :‬الغاء‬
‫السيادة واضعاف المسؤولية‪ ،‬وتقسيم المقسم‪ ،‬وانتهاك الحقوق‬
‫واستباحة الدماء وخلق األعداء‪ ،‬واعالء المصالح‪ ...‬بإختصار انها‬
‫باب النهاية‪..‬‬
‫بين يدي الكتاب‬
‫الحمد هللا الذي جعل الحمد عنوانا لذكره وطريقا للوصول اليه‪ ،‬ثم الصالة والسالم على الرسول‬
‫المصطفى محمد وعلى آله مصابيح الهدى وحملة اللواء بين يديه‪ ،‬وصحبه السائرين خلفه على‬
‫نهجه والقائمين بإمره ‪...‬‬
‫في خضم ما يشهده العالم من ازدياد في معدالت الجريمة‪ ،‬نرى ان من الضروري تناول أحد اهم‬
‫تلك الجرائم والتي اخذت ترمي بظاللها على جميع مناحي الحياة‪ ،‬وال تكاد تخلو منها دولة من‬
‫الدول وشعب من الشعوب او امة من االمم‪ ،‬ان اإلرهاب قد تفوق في الوصف على أعتى الجرائم‬
‫التي حاولت البشرية ان تصنفها وتضع العقوبات المناسبة لها‪ ،‬وكما جاءت بذلك الشرائع واالديان‬
‫السماوية ايضا‪.‬‬
‫نتحدث اليوم عن اإلرهاب بعد ان أصبح ظاهرة عالمية الوجود والتأثير‪ ،‬وفي ظل غياب فهم‬
‫صحيح لها ظهرت الخالفات فيما بين الدول او على المستوى االقليمي وحتى الدولي وتعددت‬
‫التعاريف واختلف في نوع الجرائم التي يجب ان تندرج تحت هذا المسمى‪ ،‬وحصل خالف وفرقة‬
‫بين الفقهاء والمختصين فتعددت المدارس واختلفت التعاريف وتنوعت االجراءات التي تم اتخاذها‬
‫لمواجهة تلك الجريمة‪ ،‬والتي صب غالبيتها في التعدي على حقوق االنسان وحرياته االساسية‪.‬‬
‫وانقسمت الدول في اجراءاتها القانونية بين من يؤيد تشريع قوانين خاصة تتضمن تعريفا او‬
‫توصيفا لإلرهاب وبيان ما يجب اتخاذه من إجراءات لغرض مكافحته‪ ،‬وبين من اكتفى بإضافة‬
‫مواد قانونية الى نظامه القانوني المتمثل بقانون العقوبات ولم يشرع قوانين خاصة باإلرهاب‬
‫ومنهم من ترك الموضوع من غير تشخيص او تصنيف ومنهم من عد بعض الجرائم جرائم‬
‫ارهابية وسكت عمن سواها‪.‬‬
‫ولما كان العراق من بين الدول التي انتهجت نهج وضع قانون خاص باإلرهاب‪ ،‬تضمن ذلك القانون‬
‫المعروف بالرقم (‪ )31‬لسنة ‪ 5662‬تعريفا لإلرهاب‪ ،‬والحقيقة انه ال يرقى الى ان يكون تعريفا‬
‫بالمعنى الحقيقي للتعريف ألنه أغفل اهم العناصر الرئيسية والتي لها عالقة مباشرة بحياة الناس‬
‫مثل موضوع البيئة‪.‬‬
‫وبسبب االختالف وعدم االتفاق وعدم امكانية وضع تعريف عاما وشامال لإلرهاب باعتباره‬
‫جريمة دولية‪ ،‬وجدت انه من المناسب ان اجمع البعض من الجهود المبذولة من اجل تعريف‬
‫اإلرهاب او‬
‫توصيفه‬
‫او التعريف به‪ ،‬بحيث يتم تناول الموضوع من جوانبه القانونية واالمنية وقمت‬
‫بمحاولة لغرض تعريف جريمة اإلرهاب وتوصيفه في إطار قانوني وامني‪ ،‬مستندا على ما في‬
‫جعبتي من معلومات ولكوني احد ابناء البلد الذي عانى ويعاني من اإلرهاب وتبعاته بشكل يومي‬
‫ومستمر من غير وجود افق واضح او بارقة امل‪.‬‬
‫ان هذا الكتاب يحتوي على افكار عامة مجردة يمكن ان يستفاد مما فيه الجميع وال يحتوي على‬
‫معلومات او اسرار تخص اية جهة او دولة‪ ،‬وانه يدور حول فكرة اساسية تبدأ من التعريف وتنتهي‬
‫بالتوصيف‪ ،‬وهو ليس حجة على أحد او انتقاص من جهد أحد كائنا من كان وهو ليس محاولة‬
‫للتعريض بجهود الدول او المجتمع الدولي في هذا المجال‪ ،‬وفي النهاية انه جهد بشري يعتريه‬
‫الخطأ والقصور والعجز‪.‬‬
‫الدكتور‬
‫مظهر الشاكر‬
‫‪Mudher_hraiz@yahoo.com‬‬
‫‪drmhmmemo@gmail.com‬‬
‫بغداد‬
‫‪2015‬‬
‫المحتويات‬
‫الموضوع‬
‫الصفحة‬
‫المقدمة‬
‫أهمية البحث‬
‫أسباب اختيار البحث‬
‫خطة البحث‬
‫الفصل االول‬
‫المالمح وجهود التعريف العامة وتعريف الباحث‬
‫‪3‬‬
‫‪7‬‬
‫‪9‬‬
‫‪36‬‬
‫المبحث االول‪ -‬األصل والمشاهد التاريخية‬
‫المطلب االول‪ -‬التسمية‬
‫‪31‬‬
‫‪34‬‬
‫‪39‬‬
‫المطلب الثاني‪ -‬المدلوالت اللغوية في نصوص الوحيين‬
‫المطلب الثالث‪ -‬المشاهد التاريخية‬
‫المبحث الثاني‪ -‬الجهود المبذولة في تعريف وتوصيف اإلرهاب‬
‫المطلب االول‪ -‬االركان والغاية‬
‫‪52‬‬
‫‪41‬‬
‫‪44‬‬
‫المطلب الثاني‪ -‬نظريات تفسير اإلرهاب‬
‫المطلب الثالث‪ -‬اتجاهات تعريف وتوصيف اإلرهاب‬
‫المطلب الرابع‪ -‬الجهود الخاصة بتعريف وتوصيف اإلرهاب‬
‫الفرع االول‪ -‬الجهود الدولية‬
‫الفرع الثاني‪ -‬جهود الدول العربية‬
‫الفرع الثالث‪ -‬جهود الدول االجنبية‬
‫الفرع الرابع‪ -‬الجهود الفردية‬
‫المبحث الثالث‪ -‬التعريف الخاص بالباحث واطاره‬
‫المطلب االول‪ -‬مصادر اإلرهاب‬
‫المطلب الثاني‪ -‬االشكالية‬
‫المطلب الثالث‪ -‬حقيقة الفعل اإلرهابي‬
‫المطلب الرابع‪ -‬مكمن الخطورة‬
‫المطلب الخامس‪ -‬اإلرهاب البيئة‬
‫المطلب السادس‪ -‬اإلرهاب التقني‬
‫المطلب السابع‪ -‬تعريف وتوصيف الباحث‬
‫‪48‬‬
‫‪52‬‬
‫‪56‬‬
‫‪27‬‬
‫‪81‬‬
‫‪88‬‬
‫‪91‬‬
‫‪363‬‬
‫‪365‬‬
‫‪362‬‬
‫‪336‬‬
‫‪331‬‬
‫‪330‬‬
‫‪351‬‬
‫‪357‬‬
‫الموضوع‬
‫الصفحة‬
‫الفصل الثاني‬
‫اإلرهاب والشريعة االسالمية والكفاح المسلح والجهاد ودور االعالم‬
‫المبحث االول‪ -‬الشريعة اإلسالمية واإلرهاب‬
‫‪343‬‬
‫المطلب األول‪ -‬دالئل إيقاع الرعب في نصوص القران الكريم‬
‫‪345‬‬
‫المطلب الثاني‪ -‬االسالم ورد اإلتهام‬
‫‪342‬‬
‫المطلب الثالث‪ -‬موقف الشريعة االسالمية من اإلرهاب‬
‫‪349‬‬
‫المبحث الثاني‪ -‬الحرب والكفاح المسلح والجهاد‬
‫‪371‬‬
‫المطلب االول‪ -‬الحرب واإلرهاب‬
‫‪374‬‬
‫المطلب الثاني‪ -‬الكفاح المسلح‬
‫‪306‬‬
‫المطلب الثالث‪ -‬الجهاد‬
‫‪396‬‬
‫المبحث الثالث‪ -‬العالقة بين اإلعالم واإلرهاب‬
‫‪399‬‬
‫المطلب االول‪ -‬مفهوم اإلعالم‬
‫‪566‬‬
‫المطلب الثاني‪ -‬اإلعالم واألزمات‬
‫‪561‬‬
‫المطلب الثالث‪ -‬اإلعالم واإلرهاب‬
‫‪560‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫مكافحة اإلرهاب‬
‫المبحث االول‪ -‬مكافحة اإلرهاب وتأثيرها على الحقوق والحريات‬
‫‪531‬‬
‫المطلب االول‪ -‬إمتحان الديمقراطية‬
‫‪532‬‬
‫المطلب الثاني‪ -‬اإلرهاب والحقوق والحريات‬
‫‪530‬‬
‫المطلب الثالث‪ -‬قوانين مكافحة اإلرهاب بين التخطيط والنتيجة‬
‫‪555‬‬
‫المبحث الثاني‪ -‬على هامش اإلرهاب‬
‫‪546‬‬
‫المطلب االول‪ -‬الخوف من وضع تعريف لإلرهاب‬
‫‪543‬‬
‫المطلب الثاني‪ -‬العامل األمني‬
‫‪544‬‬
‫المطلب الثالث‪ -‬المحكمة الجنائية الدولية واإلرهاب‬
‫‪540‬‬
‫المطلب الرابع‪ -‬أقوال واراء في اإلرهاب‬
‫‪525‬‬
‫الموضوع‬
‫الصفحة‬
‫المبحث الثالث‪ -‬إجراءات مكافحة اإلرهاب‬
‫‪506‬‬
‫المطلب االول‪ -‬أساسيات المكافحة‬
‫‪503‬‬
‫المطلب الثاني‪ -‬المبادئ التي تبنى عليها خطط المكافحة‬
‫‪504‬‬
‫المطلب الثالث‪ -‬التخطيط لمكافحة اإلرهاب‬
‫‪509‬‬
‫المطلب الرابع‪ -‬إالجراءات األمنية‬
‫‪571‬‬
‫الفرع االول‪ -‬إجراءات حماية االفراد‬
‫‪577‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬إجراءات حماية المعلومات‬
‫‪506‬‬
‫الفرع الثالث‪ -‬إجراءات حماية المواد والمنشأت‬
‫‪505‬‬
‫الفرع الرابع‪ -‬إجراءات حماية الدول‬
‫‪502‬‬
‫الفرع الخامس‪ -‬إجراءات حماية البيئة‬
‫‪509‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪595‬‬
‫النتائج‬
‫‪591‬‬
‫التوصيات‬
‫‪594‬‬
‫المصادر‬
‫‪590‬‬
‫جدول المصادر‬
‫‪115‬‬
‫العنوان باللغة اإلنكليزية‬
‫‪6‬‬
‫المقدمة‬
‫سعى االنسان في وجوده ان يؤمن حياته ضد االخطار التي تحيط به‪ ،‬تلك االخطار التي‬
‫تأخذ مسميات واتجاهات مختلفة‪ ،‬فكانت الطبيعة حسب فهم االنسان االول عدوه المباشر التي‬
‫ادخلت في قلبه الرعب من قوى الظواهر التي تمتلكها كالزالزل والبراكين والبرق والرعد وامواج‬
‫البحر العاتية والعواصف الشديدة‪ ،‬ووجد ايضا ان في الحيوانات المفترسة خطرا اخر يهدد حياته‬
‫وحياة اسرته فاحتمى منها باالختفاء في الكهوف‪ ،‬حتى اضطرته الحاجة للخروج واالتصال بأخيه‬
‫االنسان‪ ،‬وبعد ذلك تشكلت القرى وانشأت المزارع ونجح االنسان في تدجين بعض الحيوانات وشرع‬
‫االنسان يعمر االرض‪ ،‬فتوسعت األسر وبدأ الناس باالختالط وتشابكت المصالح واخذ االنسان‬
‫يسجل بوجوده في حركة الحياة انجازات اضفت لوجوده معنى‪ ،‬ولكن برز نوع جديد من االخطار‬
‫تمثل بظلم االنسان ألخيه االنسان فظهرت الى الوجود اولى الجرائم‪ ،‬كان سببها الحسد والطمع فسجل‬
‫االنسان بذلك اولى الخطوات في عالم الجريمة‪.‬‬
‫وتحمل كلمة الجريمة في اللغة معاني عديدة منها‪ :‬التعدي ‪ -‬اذا تعدى الشخص اجرم‪ ،‬وما يقترف‬
‫من االعمال‪ ،‬القطع‪ -‬مثل >شجرة‪ -‬مقطوعة>اي>شجرة جريمة‪ ،‬الذنب‪ ،‬االثم‪ ،‬الجناية الكسب‪ ،‬وجب‬
‫وحق‪ ،‬االدعاء‪ ،‬استهجان‪ ،‬اما ما‪ .‬يمكن ان تعنيه كلمة (جريمة)‪ .‬وفق منظور الشريعة االسالمية فقد‬
‫تعني " ‪.‬محظورات شرعية زجر هللا عنها بحد أو تعزير" (‪.)1‬‬
‫اما الجريمة في االصطالح القانوني فهي‪ -‬نشاط خارجي يأتيه االنسان بفعل او امتناع عنه ما دام‬
‫قد فرض القانون له عقوبة او تدبيرا وقائيا (‪ ،)2‬اي انها اي عمل او امتناع عن عمل يرتب القانون‬
‫‪ .1‬الماوردي‪ ،‬ابو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري‪ -‬االحكام السلطانية‪ -‬المكتبة العصرية‪ -‬طبعة‬
‫بيروت لعام‪0222/‬م ص‪،032‬والمحظور هو‪ :‬اما الشروع او القيام بفعل محرم بموجب نصوص الوحيين او‬
‫بموجب الفقه االسالمي او ترك فعل قد تم االمر على اتيانه‪ ،‬وعلى الرغم مما شاب هذا التعريف من قصور‬
‫كونه قد جمع بين الحد‪ -‬والذي هو عبارة عن قواعد موجودة وثابتة في الشريعة ال يجوز تجاوزها وبين‬
‫التعزير‪ -‬والذي هو يخضع لتكيفات كل حالة على حدة والمنوطة بسلطة الحاكم او ولي االمر أي ان‬
‫الموضوع يخضع لالجتهاد وان يتم مراعاة لمجموعة العوامل المحيطة بالحالة مادية كانت او معنوية‪ ،‬الن‬
‫االصل في التعزير هو انه اجراء تأديبي يطبق عندما تكون هناك افعال ال يوجد بحقها كفارات او حدود معينة‬
‫يمكن الرجوع اليها‪ ،‬واحكام التعزير هي اخف من احكام الحدود‪.‬‬
‫‪ .0‬د‪ .‬عامر‪ ،‬عبد العزيز‪ -‬شرح االحكام العامة للجريمة‪ -‬ط‪ -0‬جامعة قار يونس‪ -‬طبعة عام‪1291/‬م ص‪.10‬‬
‫>‬
‫‪-3-‬‬
‫‪.‬‬
‫عليه عقوبة (‪ ،)1‬وعلى الرغم من عدم صعوبة وضع تعريف عام لمفهوم الجريمة الن غالبية‬
‫التعاريف تتناول فكرة اتيان العمل او االمتناع عن اتيانه والذي اوجب له القانون عقوبة وجاء في‬
‫نص المادة‪ )50(.‬من قانون العقوبات العراقي الرقم‪ )333(.‬لسنة ‪ 3909‬في وصف الركن المادي‬
‫للجريمة بانها " سلوك اجرامي بارتكاب فعل جرمه القانون او االمتناع عن فعل امر به القانون"(‪.)2‬‬
‫ولم يشر قانون العقوبات العراقي الى تعريف الجريمة بشكل صريح ولكن الفقرة الرابعة من‬
‫المادة(‪ )39‬من القانون رقم (‪ )333‬لسنة ‪ 3909‬قد تناولت مفهوم الفعل الذي يعد جريمة" الفعل‪:‬‬
‫كل تصرف جرمه القانون سواء كان إيجابيا أم سلبيا كالترك واالمتناع ما لم يرد نص على خالف‬
‫ذلك"‪ ،‬وهو يمثل كل فعل جرمه القانون ووضع له جزاء جنائيا (‪.)3‬‬
‫وعالم الجريمة عالم واسع وواقعي ليس له حد محدود او رقم معدود‪ ،‬وفيه تعريفات‬
‫وتوصيفات كثيرة‪ ،‬ومن بين تلكم التوصيفات هو اإلرهاب‪ ،‬واإلرهاب وان تعددت اشكاله وصوره‬
‫وغاياته‪ ،‬فهو جريمة‪ ،‬ولكن ال توجد الئحة متفق عليها من قبل الجميع بالجرائم التي تدخل ضمن‬
‫هذا المفهوم او الوصف‪ ،‬ولكنه بدأ بعد ان اخذ العمل االجرامي بعدا شموليا غير مبرر غايته اشاعة‬
‫الخوف الرعب‪ ،‬ثم تفنن البعض من بني البشر في هذا العالم المقيت‪ ،‬فكانت الرسل سبل الهداية‬
‫لعودة الناس الى طريق الصواب‪ ،‬فأبى الكثير منهم هذا المنهج القويم واستمروا في سعيهم في‬
‫الدخول اكثر فاكثر في عالم الجريمة‪ ،‬والذي حول البعض منهم الى وحوش كاسرة وبعقول تسلل‬
‫اليها المرض وقلة االيمان واخذت تتفنن في سلوكها االجرامي والالإنساني‪ ،‬واخذت تمارس عملها‬
‫بشكل مخطط وممنهج وتحاول كسب المزيد> من االتباع >والمناصرين>والمتطوعين لتشكل بذلك‬
‫مجاميع تتخذ من اإلرهاب عنوانا لنشاطها وتحت مسميات شتى‪.‬‬
‫‪ .1‬محمود مصطفى‪ -‬شرح قانون العقوبات العام‪ -‬ط ‪ - 12‬دار النهضة العربية‪ -‬طبعة عام‪1293/‬م ص‪.33‬‬
‫‪ .2‬تم نشر قانون العقوبات العراقي الذي حمل الرقم(‪ )111‬لسنة ‪ 1292‬في عدد جريدة الوقائع العراقية‬
‫الرقم(‪ )1119‬الصادر بتاريخ ‪ ،1292/2/13‬وال يزال هذا القانون ساري المفعول لحد االن على الرغم من‬
‫كثرة التعديالت التي طالته‪.‬‬
‫‪>.3‬د‪ .‬الحديثي‪ ،‬فخري عبد الرزاق صلبي‪ -‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ -‬شركة العاتك‪ -‬ط‪ -0‬طبعة‬
‫عام‪0212/‬م ص‪ ،11‬وأشار الدكتور الحديثي الى ان خطة المشرع العراقي في قانون العقوبات جاءت‬
‫خالية من اإلشارة الى نص صريح للجريمة‪.‬‬
‫‪-5-‬‬
‫وكانت الجريمة بسيطة بإسلوبها ومحدودة في اهدافها ثم تطورت لتصبح عمال متطرفا‬
‫واخذت بعض الجرائم بعدا سياسيا او عاما فدخلت في عالم اإلرهاب ذلك العالم الواسع الذي ال‬
‫تحده عوامل الزمان والمكان‪ ،‬وبعد ان كان التطرف جريمة الجرائم اصبح اليوم ينأى بنفسه فاسحا‬
‫الطريق لعالم اإلرهاب العصي على الفهم بدوافعه واهدافه واركانه وكذلك خصوصية وطبيعة‬
‫االشخاص والجهات التي تقف خلفه وتمده بأسباب التوسع والديمومة‪.‬‬
‫وارتقى‪ .‬فكر االنسان ليصنف تلك الجرائم ويحدد مصادرها وبواعثها ويحدد لها العقوبات المناسبة‬
‫إلثبات حق االفراد والدول في العيش بأمان وسالم ومن ثم اصدار التشريعات واتخاذ العديد من‬
‫االجراءات للوقف بوجهها ومحاربتها والتقليل من اخطارها واثارها‪.‬‬
‫واليوم ال نتحدث او نناقش موضوع اإلرهاب بصفته أخطر الجرائم بل نحاول اضافة لذلك الحديث‬
‫عنه بصفته "ظاهرة‪ "Phenomenon-‬اجتاحت العالم باسره واكتوى بنارها الصديق قبل العدو‬
‫وتركت اثارا نفسية (معنوية) ومادية عميقة وجرحا ال تداويه السنين كونها استباحت الدماء وهددت‬
‫مستقبل بعض الدول بالوجود‪.‬‬
‫لقد جاءت الشرائع السماوية لتحث على نبذ العنف بكل انواعه وترسم مالمح حياة االنسان‬
‫اذا ما التزم بالمنهج االلهي القويم الداعي للعيش بسالم‪...‬وكانت الشريعة االسالمية خير معين على‬
‫فهم الطبيعة البشرية التي تحمل الخير والشر معا‪ ،‬واوضحت مسالك وسبل الخير والشر لإلنسان‬
‫وبينت له نهايات مقررة ومؤكدة وواضحة للذين يرغبون سلوك اي من هذين الطريقين‪ ،‬وجاء قوله‬
‫ين)) (‪ ،)1‬اي بيان طريق الخير وطريق الشر كما‬
‫سبحانه وتعالى في وصف ذلك‪((.‬و َهدَينَاهُ النًجدَ ِ‬
‫هو رأي غالبية المفسرين (‪.* )2‬‬
‫‪ .1‬القرآن الكريم سورة البلد‪ :‬اآلية ‪.12‬‬
‫‪ .0‬القرطبي‪ ،‬عبد هللا محمد بن احمد بن ابو بكر‪ -‬الجامع ألحكام القرآن ‪-‬ج‪ -00‬ط‪. -1‬تحقيق الدكتور عبد هللا بن‬
‫عبد المحسن التركي واخرون‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬طبعة عام‪0229/‬م ص‪،029‬االيجي الشيرازي‪ ،‬محمد بن‬
‫عبد الرحمن مع حاشية محمد بن عبد الغزنوي‪ -‬جامع البيان في تفسير القرآن ‪-‬ج‪ - 4‬تحقيق الدكتور عبد‬
‫الحميد هنداوي‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬طبعة بيروت لعام‪0224/‬م ص‪،420‬النيسابوري‪ ،‬ابوالحسن علي بن‬
‫احمد‪ -‬الوسيط في تفسير القرآن المجيد‪ -‬ج‪ -4‬تحقيق عادل احمد واخرون‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬طبعة‬
‫عام‪1224/‬م ص‪.422‬‬
‫*‪ .‬وهناك تفسيرات لمعنى النجدين منها‪ :‬الحق والباطل في االعتقاد‪ ،‬الصدق والكذب في الحديث‪ ،‬الثديين‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-1-‬‬
‫وتناول البعض من نصوص القرآن الكريم المعاني اللفظية للجريمة ومنها‪ :‬قوله سبحانه‬
‫(‪)1‬‬
‫((وي ُِح ُّق َّ‬
‫اّللُ ْال َح َّق ِب َك ِل َماتِ ِه‬
‫وتعالى‪ُ ((.‬كلُوا َوتَ َمتَّعُوا قَ ِليال إِنَّ ُكم ُّم ْج ِر ُمونَ )) ‪ ،‬وقوله سبحانه وتعالى‪َ .‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ضلَّنَا إِالَّ ْال ُم ْج ِر ُمونَ )) (‪ ، )3‬وقوله‬
‫((و َما أ َ َ‬
‫َولَ ْو َك ِرهَ ْال ُم ْج ِر ُمونَ )) ‪ ،‬وكذلك ما جاء في قوله تعالى‪َ .‬‬
‫ض َح ُكونَ * َو ِإذَا َم ُّروا ِب ِه ْم يَتَغَا َم ُزونَ *‬
‫سبحانه وتعالى ايضا‪ِ (( .‬إ َّن الَّذِينَ أ َ ْج َر ُموا َكانُوا ِمنَ الَّذِينَ آ َمنُوا يَ ْ‬
‫علَ ْي ِه ْم‬
‫َو ِإذَا ا ْنقَلَبُوا ِإلَى أ َ ْه ِل ِه ُم ا ْن َقلَبُوا فَ ِك ِهينَ * َو ِإذَا َرأ َ ْو ُه ْم قَالُوا ِإ َّن َهؤ َُال ِء لَ َ‬
‫ضالُّونَ * َو َما أ ُ ْر ِسلُوا َ‬
‫َحا ِف ِظينَ * ْ‬
‫علَى ْاأل َ َرا ِئ ِك َي ْن ُ‬
‫ار َما َكانُوا‬
‫ار َي ْ‬
‫ب ْال ُكفَّ ُ‬
‫ظ ُرونَ * ه َْل ث ُ ِو َ‬
‫ض َح ُكونَ * َ‬
‫فال َي ْو َم الَّذِينَ آ َمنُوا ِمنَ ْال ُكفَّ ِ‬
‫َي ْف َعلُونَ )) (‪ ،)4‬ان االجرام هنا نظيرا للكفر*‪.‬‬
‫واإلرهاب‪ -‬جريمة‪ ،‬الغرض منها اشاعة الخوف والرعب كهدف رئيسي إضافة الى اهداف‬
‫أخرى ال تقل عنه خطورة ولكن محورها الخوف والرعب‪ ،‬ان الخوف متى ما سيطر على االنسان‬
‫وداهمه الرعب والفزع سلبه قدرته على التفكير والعيش بأمان وحشره في زاوية التردد واأللم وفي‬
‫القرآن الكريم صور واقعية تجسد حالة الخوف او الرعب التي يمكن ان تكون نتيجة افعال معينة‬
‫ان صناعة الرعب ونشره ضرب من ضروب الفن يجيده الذين يخططون إليقاعه والحصول على‬
‫نتائج كبيرة منه‪.‬‬
‫ففي قصة سحرة فرعون وموسى عليه السالم والتصوير الواقعي الذي جسدته لنا آيات القرآن‬
‫الكريم في سورة االعراف في سرده القصصي مثال عملي على ان هذا العمل قد تم االعداد له‬
‫والقصد منه اخافة الناس واظهار الحجة بقوة الجهة التي تقف خلفه‪(.‬فرعون) والنتائج التي سيحصل‬
‫عليها كل من فرعون والسحرة بعد ان ادخلوا الرعب في قلوب الحاضرين من خالل استخدام‬
‫ع ِظيم))‪ ،‬ولو ان الحالة انقلبت كما حصل في موضوع‬
‫السحر(( َوا ْست َ ْر َهبُو ُه ْم َو َجاءوا ِبس ْ‬
‫ِحر َ‬
‫‪ .1‬سورة المرسالت‪ :‬اآلية ‪.49‬‬
‫‪ .2‬سورة يونس‪ :‬اآلية ‪.90‬‬
‫‪ .3‬سورة الشعراء‪ :‬اآلية ‪.22‬‬
‫‪ .4‬سورة المطففين‪ :‬اآلية ‪.39-02‬‬
‫* ‪ .‬وهو كناية عن ان المجرمين هم من عموم جنس الكفار‪ ،‬الن المشركين هم من المجرمين وهم وفق ذلك‬
‫كفار‪ ،‬ويشمل ذلك الذين يجهرون بكفرهم او كانوا مستخفين‪ ،‬والكافر في الشرع هو الذي يجحد نعمة هللا‬
‫سبحانه وتعالى وال يؤمن به‪ ،‬ويستوي في ذلك التكفير عن طريق االجرام او التكفير عن طريق الفكر‬
‫والكافِ ُر من األَرض ‪ :‬ما بَعُد عن الناس ال يكاد ينزله أَو يَ ُم ُّر به أَحد من الناس‪.‬‬
‫‪-4-‬‬
‫أصحاب االخدود الى ردة عكسية حيث ساهم الحادثين الى زيادة اعداد وانتشار االيمان على عكس‬
‫مراد أصحاب النوايا السيئة‪ ،‬ان القيام بهذا العمل من اجل الحصول على منافع سياسية او حتى‬
‫منافع عامة هو الذي اشارت اليه اآلية الكريمة‪ ،‬وهل توجد غاية أكبر من اخافة الناس اال تمتين‬
‫ملك فرعون والمنافع االخرى التي كان فرعون يحصل عليها حسب ضنه انه الها او ملكا ((قَا َل‬
‫ت ِإلَ ًها َ‬
‫غي ِْري َأل َ ْج َعلَنَّ َك ِمنَ ْال َم ْس ُجونِينَ )) (‪ ،)1‬وكذلك ذو نواس في اليمن‪.‬‬
‫لَ ِئ ِن ات َّ َخ ْذ َ‬
‫وارتبط‪ .‬مفهوم اإلرهاب في العصر الحديث بالصفة الدولية‪(.‬اإلرهاب جريمة دولية) كونه‬
‫اصبح عابرا للحدود على الرغم من ان الدول هي التي تتولى مهمة التصدي له داخل بلدانها من‬
‫خالل تشريعاتها الوطنية‪ ،‬ولكن المجتمع الدولي ايضا اخذ على عاتقه مهمة التصدي لإلرهاب‬
‫بعد ان اصبح جريمة دولية‪ ،‬والجريمة الدولية هي اي فعل اجرامي مخالف لقواعد القانون الدولي‬
‫والذي من شأنه ان يلحق ضررا بمصالح الدول‪ ،‬تلك المصالح التي يحميها هذا القانون (‪ ،)2‬وهي‬
‫ايضا كل فعل او سلوك‪(.‬ايجابي او سلبي) يحظره القانون الدولي الجنائي ويقرر لمرتكبه جزاء‬
‫جنائيا (‪ ،)3‬سواء عن طريق المحكمة الجنائية الدولية او المحاكم الجنائية الخاصة كما حصل في‬
‫محاكمة مجرمي الحرب في كل من المانيا واليابان‪.‬‬
‫وحتى يصبح اإلرهاب جريمة ذات صفة دولية يجب ان يتوفر لها مجموعة من العوامل منها‪- :‬‬
‫‪.-3‬ان تكون الدول هي مصدر اإلرهاب في الحرب ام في السلم‪ ،‬او ان كان مصدره جهات معينة‬
‫تمتاز بالتنظيم والتمويل والقدرة على التجنيد وقد تمارس عملها في اكثر من دولة‪.‬‬
‫‪.-5‬تسمح به الدول او تشجعه او تدعمه او تمارسه بشكل علني او سري‪ ،‬او ان تكون ممرا له او‬
‫تتهاون في مكافحته بقصد ايذاء الدول االخرى‪.‬‬
‫‪.-1‬يقف بالضد من االمن والسلم المجتمعي لدولة معينة او عدة دول‪ ،‬ويستوي في ذلك القيام‬
‫بالعمل او التهديد به‪.‬‬
‫‪ .1‬سورة الشعراء‪ :‬اآلية ‪. 02‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬عوض‪ ،‬محمد محي الدين‪ -‬الجريمة الدولية‪ ،‬تقنيتها والمحاكمة عليها‪.-‬طبعة لعام‪1291/‬م ص‪.19‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬القهوجي‪ ،‬علي عبد القادر‪ -‬القانون الدولي الجنائي‪ ،‬اهم الجرائم الدولية‪ ،‬المحاكم الدولية الجنائية‪ -‬ط‪1‬‬
‫ منشورات الحلبي الحقوقية‪ -‬طبعة عام‪0221/‬م ص‪.1‬‬‫‪-2-‬‬
‫‪ .-4‬ان يكون له امتدادات خارجية وان كان يقع في دولة معينة او ان يقع في المنطقة الدولية مثل‬
‫اعمال القرصنة‪.‬‬
‫‪.-2‬اذا وقع بالضد من حقوق االنسان‪ ،‬وكان القصد منه اشاعة اجواء الرعب في مكان معين‬
‫وينعكس بالسلب على مواطني البلدان االخرى‪.‬‬
‫‪ .-0‬له تأثير مباشر على االنشطة االجتماعية واالقتصادية والسياسية لدولة معينة او عدة دول‪.‬‬
‫‪.-7‬ان>يحظى باهتمام المجتمع الدولي‪ ،‬من خالل االدانة او تقديم المساعدة او التنظيم الدولي في‬
‫مكافحته والتقليل من اثاره‪ ،‬كما حصل منذ الحرب العالمية االولى مرورا باتفاقية الهاي‬
‫لعام‪3939/‬م وليس اخرا جهود المجتمع الدولي الحالية‪ ،‬من خالل صك واصدار العديد من‬
‫االتفاقيات و اصدار القرارات وغير ذلك‪.‬‬
‫‪.-0‬اذا طلبت احدى الدول العون او المساعدة من دولة اخرى او من المجتمع الدولي من اجل محاربة‬
‫اإلرهاب الموجود فيها‪.‬‬
‫‪.-9‬اذا تزامن مع بعض الجرائم االخرى مثل غسيل االموال واالتجار بالمخدرات واالتجار‬
‫بالسالح والفساد المالي واالداري واالخالقي وانتهاكات حقوق االنسان‪.‬‬
‫‪>-36‬اذا كانت من الجرائم التي تدخل ضمن اهتمامات القانون الدولي االنساني مثل جريمة االبادة‬
‫الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد االنسانية والعدوان‪.‬‬
‫‪ -33‬ويعتبر اإلرهاب جريمة دولية أيضا استنادا الى التكييف القانوني لجريمة معينة بوصفها‬
‫جريمة دولية عندما تخضع للشرعية الدولية المتمثلة في احكام القانون الدولي (‪.)1‬‬
‫وقد يحلو للبعض ان يعتبر ا ية حادثة ارهابا إذا كان من شأأأأأأأأنها الحاق الضأأأأأأرر باألخرين او‬
‫الممتلكات العامة‪ ،‬إذا تعمد مسأأبب هذه الحادثة القيام بها او إذا كانت الوسأأائل التي يمتلكها تسأأبب‬
‫مثل ذلك الضأأأأأأرر والذي قد يشأأأأأأيع اجواء الخوف او الرعب عند الناس‪ ،‬مثل قيادة المركبات‬
‫بسأأأأرعة عالية في المدن او الطرق الخارجية وعدم االلتزام بقواعد المرور والسأأأأالمة فهو عمل‬
‫‪ .1‬دهش‪ ،‬جعفر عبد الرسول‪ -‬مراجعة التشريعات لمكافحة اإلرهاب في العراق ودول عربية أخرى مقابل‬
‫متطلبات الشريعة االسالمية‪ -‬أطروحة دكتوراه مقدمة الى جامعة سانت كليمنتس‪/‬فرع العراق‪ ،‬لنيل درجة‬
‫الدكتوراه في القانون الدولي لعام‪0210/‬م‪.‬‬
‫‪-0-‬‬
‫ار هابي من طراز معين‪ ،‬يمكن تسأأأأأأمي ته "ار هاب الطريق"‪ ،‬ي عاني م نه مسأأأأأأت خدمي الطريق‬
‫وغيرهم‪ ،‬او الغش في مواد البناء ينتج عنه " إرهاب انهيار األبنية"‪.‬‬
‫وقد يكون مفهوم اإلرهاب سلبيا لجماعة معينة ايجابيا لجماعة اخرى حين تعمد بعض الجماعات‬
‫على االنفصأأأال عن الوطن االم نتيجة مصأأأالح ضأأأيقة بغية تحقيق مكاسأأأب على حسأأأاب وحدة‬
‫الوطن االم رغبة في التسلط واالستئثار بالحكم والمنافع ومتى ما جابهت السلطات ذلك بحزم عد‬
‫ذلك عمال ارهابيا‪.‬‬
‫وتعمد الدول الى وضع خطط لغرض مكافحة اإلرهاب وقد تتجاوز فيها ايضا على حقوق‬
‫وحريات االفراد‪ ،‬ان التخطيط لمكافحة اإلرهاب ليس عمال سأأأأأأهال يتوقع منه القضأأأأأأأاء على‬
‫اإلرهاب من خالل تطبيق خطة معينة او اتخاذ اجراءات معينة في داخل البلد‪ ،‬وقد تعجز الكثير‬
‫من الدول ومهما كان لديها من امكانيات من ان تخطط بشأأأأأأكل جيد ومتكامل لمكافحة اإلرهاب‬
‫والسأأأأبب يعود الى ان اإلرهاب يلعب لعبة حرب االشأأأأباح مع الدول فهو يختار الزمان والمكان‬
‫والوسأأأائل التي تناسأأأبه في تخطيط القائمين عليه لتوجيه الضأأأربة والتي تختلف نتائجها باختالف‬
‫الو سائل واال ساليب الم ستخدمة واالماكن الم ستهدفة والغايات المرجوة‪ ،‬ونوع الجماعات العاملة‬
‫في مكان معين ومسأأأتوى الدعم الذي تتلقاه والتدريب التي تحصأأأل عليه ومدى تعاطف االخرين‬
‫معها ووجود الحواضأأن وسأأهولة الحصأأول على عناصأأر جديدة‪ ،‬ومسأأتوى الدعم واالسأأناد الذي‬
‫يمكن ان تحصأأأأأل عليه من خارج الحدود اذا كانت تعمل في دولة معينة او مسأأأأأتوى الدعم الذي‬
‫تحصل على المستوى اإلقليمي او الدولي‪.‬‬
‫اهمية البحث‬
‫انه من المؤكد ان اإلرهاب أ صبح ي شكل أحد أخطر الجرائم في الع صر الحديث والتي ست ساهم‬
‫في خلق ازمات كبيرة على مستوى الصعيد الدولي وسيكون اول المتأثرين به الدول التي تتكون‬
‫من عدة من الطوائف واالقل يات م ثل العراق وسأأأأأأور يا وترك يا وإيران وغير ها وتكمن اهم ية‬
‫البحث المتعلق باإلرهاب في نواحي عديدة باإلمكان اجمالها بشأأأأأأكل عام في مجموعة من النقاط‬
‫‪-7-‬‬
‫والتي تر سم المالمح اال سا سية للبحث وهي تمثل تلخي صا لكثير من االفكار التي سيتم طرحها او‬
‫التركيز عليها وكما مبين في ادناه‪- :‬‬
‫‪ -3‬ان اإلرهاب اصبح في الوقت الحاضر جريمة العصر التي عانت وتعاني منها الكثير من دول‬
‫العالم بالضد من ارادتها ونهجها الوطني وتنظيمها السياسي واالجتماعي والحضاري ورغبتها‬
‫في العيش بأمان وسالم‪.‬‬
‫‪ -5‬يتطرق البحث الى العوامل واالسأأأباب التي تقف وراء اسأأأتفحال هذه الظاهرة ومناقشأأأة تأثير‬
‫ذلك على االستقرار المحلي واالقليمي والعالمي‪.‬‬
‫‪ -1‬يظهر البحث سأأأأعي المجتمع الدولي في التعريف بالظاهرة ووضأأأأع الخطوط العامة في كيفية‬
‫معالجتها او الحد منها‪.‬‬
‫‪ -4‬يطرح الباحث فيه جهوده الشأأأخصأأأية بصأأأدد تعريف هذه الظاهرة والنطاق الذي يتمحور فيه‬
‫التعريف المقدم من قبله‪ ،‬ويرسأأأأأأم المالمح المتوقعة لإلجراءات المطلوب اتخاذها لمنعها او‬
‫الحد منها وعلى اقل تقدير محاولة التقليل من اثارها المادية او النفسأأأأأأية وتحصأأأأأأين االفراد‬
‫تجاهها‪ ،‬وعلى انه ال يزال عمال اجتهاديا يقبل الخطأ والصواب‪.‬‬
‫‪ -2‬االسأأأأأتشأأأأأهاد بنماذج من العمليات اإلرهابية التي حصأأأأألت على مر الزمان والتي تتوافق مع‬
‫المنهجية التي اتبعها البحث بعيدا عن التشأأهير او اإلسأأاءة‪ ،‬ولم يراعى فيها التسأألسأأل التاريخي‬
‫لكونه ليس من متطلبات البحث تناول المراحل التي مر بها العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫‪ -0‬انعكاس االجراءات المتخذة لمكافحة اإلرهاب على الحقوق والحريات وبيان مخاطر اقدام‬
‫الدول الكبرى على سأأن تشأأريعات‪ ،‬والتي سأأتؤدي الى اعتبار العالم سأأاحة مكشأأوفة لمحاربة‬
‫اإلرهاب تحت ذريعة حماية مصأأأالحها وامنها‪ ،‬والتي سأأأتنعكس على االجانب المتواجدين في‬
‫تلك البلدان من مهاجرين والجئين‪.‬‬
‫‪ -7‬بيان موقف ال شريعة اال سالمية من اإلرهاب مع طرح افكار واراء لكبار الفقهاء واال ست شهاد‬
‫ببعض النماذج من الذين اسأأأألموا ووجدوا في االسأأأأالم مالذا أمنا وليس مصأأأأدرا لإلرهاب او‬
‫لإلرهابيين‪ ،‬مع بيان الفرق بين الجهاد واإلرهاب‪.‬‬
‫‪-0-‬‬
‫‪ -0‬التطرق الى موضأأأأأأوع الكفاح المسأأأأأألح‪ ،‬بسأأأأأأبب عدم التفرقة بينه وبين اإلرهاب‪ ،‬ان الكفاح‬
‫المسأألح حق من حقوق الشأأعوب الواقعة تحت نير االحتالل وان عملية فك االرتباط بينه وبين‬
‫اإلرهاب امر مطلوب‪.‬‬
‫اسباب اختيار البحث‬
‫بالنظر الن موضأأأأأأوع اإلرهاب يحتل مسأأأأأأاحة كبيرة من االهتمام الدولي فقد تم اختياره ليكون‬
‫موضوع البحث‪ ،‬وقد تكون تلك االسباب مقنعة او عديمة الجدوى ولكنها تشكل في اطارها العام‬
‫اسباب مقبولة وهي‪- :‬‬
‫‪ -3‬عدم وجود مصادر منهجية او‪ .‬اكاديمية واضحة المعالم تدرس موضوع اإلرهاب على اعتبار‬
‫انه يقع ضمن عدة اختصاصات ولكن السمة الغالبة عليه هو كونه يقع ضمن اهتمامات القانون‬
‫الدولي العام بسأأأأأبب عالمية الظاهرة والوسأأأأأائل المسأأأأأتخدمة فيها والنتائج المترتبة عليها كما‬
‫اكدت على ذلك الكثير من االتفاقيات الدولية وسعي األمم المتحدة المتواصل على الوقوف بكل‬
‫ما يتعلق بهذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -5‬لكوني احد ابناء البلد الذي اصأأأأأأبح سأأأأأأاحة مفتوحة تجلت فيها بشأأأأأأكل ال يقبل اللبس دوافع‬
‫واغراض ونتائج هذه الظاهرة التي اتت على كل ما هو جميل في هذا البلد وحرمت الناس من‬
‫ممارسة حقهم بالعيش بسالم وامان‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم وضأأوح االطار النظري والعملي للفعل اإلرهابي‪ ،‬للتفرقة بين اإلرهاب كجريمة الجرائم‬
‫االخرى مثل الجريمة السياسية ولعلي في السابق كنت احد هؤالء‪.‬‬
‫‪ -4‬سطحية بعض االفكار التي تتعامل مع اإلرهاب والبعض من الجهد الموجود في الساحة حاليا‬
‫منقول من جهات اجنبية ومنها الدول الغربية صأأأأأأاحبة الباع الطويل في التأسأأأأأأيس للظواهر‬
‫الش اذة في المجتمع الدولي من خالل ممارساتها سابقا والنفاق السياسي الذي تمارسه حاليا في‬
‫سأأأبيل تمشأأأية مصأأأالحها الخاصأأأة‪ ،‬ففي الوقت الذي تقوم فيه حركة حماس بإطالق صأأأواري‬
‫على اسأأأأأرائيل تحدث ضأأأأأررا بسأأأأأيطا يتطلب االمر ردا اسأأأأأرائيليا يسأأأأأتمر(‪ )55‬يوم نهاية‬
‫‪-9-‬‬
‫عام‪5660/‬م وبداية عام‪5669/‬م تسأأأتخدم فيه اكثر االسأأألحة دموية وتدمر البنى التحتية لقطاع‬
‫غزة ويسأأأأأفر هذا العدوان عن اكثر من(‪ )3166‬شأأأأأهيد واكثر من (‪ )2666‬جريح‪ ،‬ولو تركنا‬
‫االمر الى اصأأأأأحاب النفوس المريضأأأأأة فانهم سأأأأأوف يضأأأأأعون تعريفات لكل من اإلرهاب‬
‫والعدوان ثم يشأأأرعون قوانين تجيز لهم فعل اي شأأأيء بحجة الشأأأرعية‪ ،‬اال يكفي في ادبياتهم‬
‫ان يكون اإلرهاب صأأأأفة مالصأأأأقة لإلسأأأأالم ليكون سأأأأببا وجيها للكتابة عنه وتناوله بالشأأأأرح‬
‫والتوضيح‪ ،‬إلنصاف الدين واعالء كلمة الحق المبين‪.‬‬
‫خطة ومنهاج البحث‬
‫يعتمد هذا البحث على المنهج الوصأأأأأأفي والتاريخي من اجل التسأأأأأأهيل على القارئ الكريم على‬
‫ايجاد ما يسأأعى اليه بكل سأأهولة ويسأأر وتأسأأيسأأا على ذلك تم افتتاح البحث بمقدمة عامة لغرض‬
‫توضيح مفهوم الجريمة وفق منظور الشريعة االسالمية والقانون الوضعي بشكل موجز لغرض‬
‫اع طاء فكرة عن الموضأأأأأأوع ال جاري بح ثه‪ ،‬واحتوت الم قد مة ايضأأأأأأأا على توضأأأأأأيح اهم ية‬
‫الموضوع‪ ،‬في وقت تعاني الكثير من دول العالم من اإلرهاب او من تبعاته مع بيان اهم االسباب‬
‫التي دفعت بالباحث الى اختيار هذا الموضأأأأأأوع في ظل الظروف التي يمر بها العراق الذي‬
‫عانى وما زال يعاني منه وبشأأأأكل مسأأأأتمر طيلة الفترة الماضأأأأية‪ ،‬ولمراعاة المنهج العلمي فانه‬
‫سيتم تقسيم البحث الى ثالثة فصول كما مبين ادناه‪.‬‬
‫الفصل االول‪ :‬المالمح وجهود التعريف العامة والخاصة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلرهاب والشريعة االسالمية والكفاح المسلح والجهاد ودور االعالم‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫الفصل االول‬
‫المالمح وجهود التعريف العامة والخاصة ويتضمن المباحث االتية‬
‫المبحث االول‪ :‬االصل والمشاهد التاريخية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجهود المبذولة في تعريف وتوصيف اإلرهاب‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التعريف الخاص بالباحث واإلطار‪.‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫المبحث االول‬
‫االصل والمشاهد التاريخية ويتضمن المطالب االتية‬
‫المطلب االول‪ :‬التسمية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المدلوالت اللغوية في نصوص الوحيين‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المشاهد التاريخية‪.‬‬
‫‪- 35 -‬‬
‫المبحث األول‬
‫االصل والمشاهد التاريخية‬
‫ليس من الصحيح االدعاء بان اول عملية ارهابية حصلت في التاري كانت عملية كذا‬
‫فاإلرهاب لم يقترن بزمان او مكان معينين وليس له عالقة بدين او مجموعة بشرية معينة فالكل‬
‫يمارسه والكل يعاني منه في نفس الوقت‪ ،‬ومن يعتبر ان هجمات أفراد أسرة هاسمونيان اليهودية‬
‫المتطرفة على الحكام الرومان في فلسطين القديمة‪ ،‬هي أول أعمال إرهابية في التاري اإلنساني‬
‫فهو واهم‪ ،‬ان اإلرهاب ولد مع البشرية وتطور معها بعد ان تغلغل الحقد والطمع الى النفوس‬
‫المريضة من بني البشر‪.‬‬
‫في بداية حديثنا عن اإلرهاب أجد انه من الضروري ان نتناول الموضوع من زوايا متعددة‬
‫سنحاول في المطلب االول من هذا المبحث الحديث عن موضوع التسمية التي حملها هذا النوع من‬
‫االعمال والمقصود به مصطلح اإلرهاب في اللغة العربية وغيرها والتي تساهم وفي وضع اليد‬
‫على أصل التسمية او محاولة التقرب من معرفة االصل‪ ،‬وما ورد من تعريف او توصيف لها‬
‫بغض النظر عما تحمله من اراء‪.‬‬
‫وفي المطلب الثاني سنتطرق الى مفهوم اإلرهاب من خالل مدلوالته اللغوية الموجودة في‬
‫الشريعة االسالمية السمحاء‪(.‬نصوص الوحيين= القرآن والسنة)‪ ،‬وبشكل عام‪ .‬مع شرح مختصر‪.‬‬
‫اما المطلب الثالث فسنتحدث فيه عن بعض المشاهد التاريخية‪ ،‬ونقصد بها الحوادث اإلرهابية‬
‫التي وقعت والتي تركت عالمات مميزة في مسيرة العمل اإلرهابي منذ فجر التأري ‪ ،‬ولم نراعي‬
‫عند ذكرنا لتلك الحوادث تسلسلها التاريخي‪ ،‬بل انتقينا نماذج منها بحيث تغطي انواع وغايات‬
‫العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫ان الحوادث التاريخية التي سنتطرق اليها تتناغم الى حد كبير مع التعريف الذي سنقدمه وسواء‬
‫كان ذلك التعريف مقبوال ام غير مقبول‪ ،‬أن المشاهد التاريخية التي سيتم عرضها هي لالستشهاد‬
‫وهي اقوال او حوادث تاريخية وقعت في الماضي البعيد او في الزمن الحاضر او ربما ستقع‬
‫مستقبال عاجال ام اجال‪.‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫المطلب االول‬
‫التسمية‬
‫ترجع جذور كلمة اإلرهاب المتداول في اللغة العربية الى الفعل الثالثي الذي يختلف في‬
‫ب‪-‬‬
‫حركات حرفه الوسط ولكنها تعطي او تؤدي الى معنى واحد اال وهو الفعل (رهب) وهي( َرهـَ َ‬
‫ـب‪َ -‬رهـ ِ َب)‬
‫َرهـ ُ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫وتأتي المفردات المأخوذة من هذا اللفظ بعدة معاني منها كلمة (الرهب‪ -‬التي قد‬
‫تأتي بمعنى الناقة الهزيلة او نصل السهم الرقيق)‪ ،‬وتقول‪َ :‬ر ِهبتُ الشيء رهبته رهبا اي‪ :‬خفته‬
‫(‪)2‬‬
‫ب بمعنى خاف‪ ،‬هذه االفعال هي التي جاء منها مصطلح اإلرهاب‬
‫َب= خاف (‪ ،)3‬وايضا َرهـ ٌ َ‬
‫َره َ‬
‫المتداول حاليا بمعنى الخوف او الرعب‪ ،‬اما مصادر هذه االفعال فقد جاءت في سياق التعبد‬
‫مثل‪(.‬الرهبانية)‪ ،‬واما مصطلح اإلرهاب في اللغة العربية حاليا فانه بحاجة الى تعريف او توصيف‬
‫كونه مفهوما اكثر من كونه كلمة‪.‬‬
‫وفي اللغة االنكليزية‪ .‬فان كلمة اإلرهاب والتي هي )‪ (Terrorism‬مأخوذة من‬
‫الفعل )‪ (terror‬الذي يعني الخوف الكبير الذي يؤدي الى حصول حالة الرعب او التهديد به‬
‫و(‪.(Ism‬وتعني (عمل‪ -‬حالة‪ -‬مذهب) ولمعرفة الكلمات التي تقابل كلمة اإلرهاب‪ ،‬فنجد البعض‬
‫من هذه الكلمات منها)‪ (Intimidating‬والتي تعني االكراه بالتهديد‪ ،‬وكلمة>)‪ (Hazing‬والتي تعني‬
‫غموض في الذهن واالدراك العقلي‪ ،‬تشويش‪ ،‬وكلمة )‪ (Hectoring‬وتعني ارهاب الشخص‬
‫بالوعيد )‪ (Huffing‬وتعني اطالق التهديدات‪.‬‬
‫وفي اللغة الفرنسية وهي من اللغات العالمية واحد اللغات الرئيسية المعتمـدة لدى األمم المتحدة‬
‫والتي شهدت اول‬
‫ظهور لإلرهاب كمصطلح او‪(.‬كمفهوم)‪ ،‬فان كلمة اإلرهاب والتي هي‬
‫(‪ )Terrorisme‬تكونت بفعل دمج الكلمتين (‪ )Terror‬وتعني الخوف وكلمة (‪ )Ism‬والتي تعني‬
‫‪ .1‬الجوهري‪،‬اسماعيل بن حماد‪ -‬الصحاح‪ ،‬تاج اللغة وصحاح العربية‪ -‬ج‪ -1‬م‪ -1‬ط‪ -4‬تحقيق احمد عبد الغفور‬
‫عطار‪.-‬دار العلم للماليين‪ -‬طبعة بيروت لعام‪1222/‬م ص‪.142‬‬
‫‪ .0‬الفراهيدي‪،‬كتاب العين‪ -‬ج‪ - 4‬تحقيق الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرائي ‪ -‬طبعة بغداد‬
‫عام‪1290/‬م ص‪.41‬‬
‫‪ .3‬ابن منظور‪ ،‬جمال الدين ابو الفضل محمد بن مكرم بن علي‪ -‬لسان العرب‪ -‬م‪ -3‬تحقيق عبد هللا على الكبير‬
‫واخرون‪ -‬دار المعارف‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪1291/‬م ص‪.1149‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫اسلوب معين‪ -‬او نظام معين ولهذا يمكن ان نصف او ان نقول بان كلمة اإلرهاب قد تعني‪ :‬اسلوب‬
‫نشر او‪ .‬التهديد بنشر الرعب‪.‬‬
‫وجاء في قاموس "أكسفورد‪ " Oxford-‬في معنى اإلرهاب‪-:‬‬
‫‪Terror )1(:‬‬‫‪1. fear.‬‬
‫رعب‪ ،‬ذعر‪ ،‬هول‪ ،‬فزع‬
‫‪2 .person Causing Fear.‬‬
‫شخص يتسبب بالخوف‬
‫‪3. Collo, trouble some person.‬‬
‫اخافة شخص معين‬
‫‪4. terrorism,n-ist,n.‬‬
‫اإلرهاب ‪ ،‬اإلرهابي‬
‫‪5. Terroriz/e,v.t.(ation,n).‬‬
‫ارهب‪ ،‬بث الرعب‬
‫اما في قاموس (‪ (Longman) (2‬فان كلمة اإلرهاب فيه تعني‪ :‬استعمال العنف لتحقيق اهداف‬
‫سياسية‪ ،‬وهذا جزء من الحقيقة اما غير المقبول في االمر ان القاموس يضرب مثال على الية‬
‫استخدام كلمة )‪ (Terror‬والذي جاء فيه‪ :‬ان المقاومة بدأت حملة ارهاب ضد قوات االحتالل وهذا‬
‫خلط واضح بين موضوع اإلرهاب كفعل غير مقبول وبين الكفاح المسلح كحق من حقوق الشعوب‬
‫في مقاومة االحتالل ورد العدوان كحق تقرير المصير الذي اكدت عليه القرارات الدولية ومنها‬
‫القرار المرقم‪ ،)329/45(.‬او ما اكد عليه ميثاق األمم المتحدة في المادة (‪ )23‬منه والتي جاء فيها"‬
‫ليس في هذا الميثاق ما يضعف او ينقص الحق الطبيعي للدولة افرادا او جماعات في الدفاع عن‬
‫انفسهم اذا ما اعتدت قوة مسلحة على احد اعضاء األمم المتحدة‪ ،‬وذلك الى ان يتخذ مجلس االمن‬
‫التدابير الالزمة لحفظ السلم واالمن الدولي"‪ ،‬اي ان تلك االعمال لم تقع تحت وصف االعمال‬
‫المحرمة‪ ،‬وجاء ايضا في قاموس (ورتبات‪ -‬عربي انكليزي) (‪ )3‬ان كلمة رهب في اللغة العربية قد‬
‫‪1. N.S.Doniach- the Oxford English Arabic Dictionary- Oxford at the‬‬
‫‪Clarendon Press- edition,1981,p1255-1256.‬‬
‫‪2. See Longman Dictionary of English Language and Culture-London‬‬
‫‪Edition-1993.‬‬
‫‪>.3‬ورتبات‪ ،‬وليم تومسن واخرون‪ -‬قاموس عربي انكليزي‪ -‬ط‪ -3‬مكتبة لبنان‪ -‬طبعة بيروت لعام‪1294/‬م‬
‫ص‪،032‬ص‪.011‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫تعني او تقابلها في اللغة اإلنكليزية مجموعة كلمات مثل (‪ ،)to fear,dread tofrighten‬او‬
‫توضيحه لمعنى كلمة الرعب بما يقابلها فقد استخدم ايضا كلمات متعددة مثل‬
‫(‪ ،)afraid,terrify,fear‬اما قاموس(ويهر)‬
‫)‪(1‬‬
‫فقد استخدم كلمة (‪ -sabotage‬التخريب) في‬
‫تعريفه لإلرهابي‪.‬‬
‫وقد اختلفت الروايات في أصل الكلمة فمنهم من يرجعها الى اصول رومانية والفريق االخر‬
‫يرجعها الى اصول يونانية واالخر يؤكد انها فارسية االصل‪.‬‬
‫وفي القرآن الكريم جاءت الكلمات المشتقة من الفعل رهب لتدل الى معنى الخوف والرعب‬
‫مثل‪(.‬يرهبون‪ -‬استرهبوهم‪ -‬فارهبون) والتي سيجري الحديث عنها الحقا‪.‬‬
‫وفي اللغة العربية نجد هناك اشارات واضحة الى استخدام المفردات المأخوذة من االفعال المذكورة‬
‫وان جاءت بمعاني عديدة ولكنها تدور في معنى الخوف‪ ،‬وسنتناول البعض مما ورد منها‪ ،‬فقد‬
‫روي عن االمام علي بن أبي طالب عليه السالم وكرم هللا وجهه قوله‪ :‬السخاء ابتداء‪ ،‬وما كان‬
‫بعد مسألة فإنما لرغبة أو رهبة أو حياء (‪.)2‬‬
‫وكانت العرب تستخدم هذه المفردة في نفس السياق اي الخوف والرعب ‪ ...‬جاء عن السيدة‬
‫عاتكة (عاتكة‪ -‬طاهرة) بنت عبد المطلب عمة الرسول الكريم محمد صلى هللا عليه وعلى اله‬
‫وصحبه وسلم قولها بعد معركة بدر ما يدل على هذا المعنى‪...‬‬
‫حكيم وقد ضاقت عليه المذاهب‬
‫وما فر اال رهبة القوم[الموت] منهم‬
‫(‪)3‬‬
‫– ‪1. H.Wehr- A dictionary of Modern Written Arabic- Third Edition‬‬
‫‪Spoken Language Services,inc,q1976,p362.‬‬
‫‪ .2‬البيهقي‪ ،‬ابو بكر احمد بن الحسين‪ -‬الجامع لشعب اإليمان‪ ،‬الرابع والسبعون من شعب اإليمان وهو‬
‫باب في الجود والسخاء حديث رقم(‪ -)12414‬تحقيق مختار احمد الندوي‪ -‬مكتبة الرشيد للنشر‬
‫والتوزيع‪ -‬ج‪ -13‬ط‪ -1‬طبعة عام‪0223/‬م ص‪.304‬‬
‫‪ .3‬الطبراني‪ ،‬ابو القاسم سليمان بن احمد‪ -‬المعجم الكبير‪ ،‬االحاديث الطوال ‪ -‬تحقيق حمدي عبد المجيد‬
‫السلفي ‪ -‬مكتبة ابن تيمية‪ -‬ج‪ -03‬ط‪ -0‬من غير سنة طبع ص‪.091‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫وجاء عن عبد هللا بن المبارك قوله في وصف المتعبدين‪.‬‬
‫وأعينهم من رهبة هللا تدمع‬
‫ومجلس ذكر فيهم قد شهدته‬
‫في حياة العرب في العصر الحديث صور ساخرة تعبر عن اإلرهاب‪ ،‬فما يفعله العرب فهو‬
‫ارهاب في نضالهم ضد االستعمار او المحتل‪ ،‬وما يفعله االخرين فهو دفاع مشروع يستلزم استخدام‬
‫ابشع الوسائل لتطبيقه‪ ،‬وفي هذا السياق نورد بيت الشعر للشاعر التونسي الكبير ابو القاسم الشابي‬
‫من قصيدته "‪.‬فلسفة الثعبان المقدس"‪.‬‬
‫وتصادم اإلرهاب باإلرهاب‬
‫ال عدل اال ان تعادلت القوى‬
‫(‪)1‬‬
‫اما قاموس (‪ )HARRAP‬فيورد تعريفا لإلرهاب ونصه‪- :‬‬
‫)‪Terrorism,n.policy of using violence in apolitical cause.(2‬‬
‫اإلرهاب= سياسة استخدام العنف في قضية سياسية‪.‬‬
‫وهذا التعريف تنقصأأأأأأه النظرة الواقعية الن العنف ليس بالضأأأأأأرورة ان يكون ارهابا وقد يتعدى‬
‫موضوع السياسة ليشمل نواحي عامة اخرى‪.‬‬
‫وبحثنا في المواضأأأأيع التي تدخل في اهتمامات الشأأأأؤون الدولية فوقع بين ايدينا تعريفا لإلرهاب‬
‫جاء فيه " اإلرهاب هو وسأأيلة تسأأتخدمها حكومة مسأأتبدة عن طريق نشأأر الذعر والفزع " (‪ ،)3‬في‬
‫هذا التعريف تم حصر مصدر اإلرهاب بالدولة وهو يعكس واقع حال فرنسا ابان الثورة الفرنسية‬
‫عام ‪3709/‬م على اعتبارها اول من استخدم مصطلح اإلرهاب‪ ،‬وال يصح ان يكون تعريفا واقعيا‬
‫‪ .1‬ابو القاسم الشابي‪ -‬ديوان اغاني الحياة‪ -‬الدار التونسية للنشر‪ -‬طبعة عام‪1212/‬م ص‪.011‬‬
‫‪2. P.H-Collin , and N . Kassis -T. Angel , Harraps-English-Dictionary for‬‬
‫ ‪Speakers of Arab-Kernerman Publishing Inc,Toronto, Canada‬‬‫‪2005,p574.‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬فوق العادة‪ ،‬سموحي ‪ -‬معجم الدبلوماسية والشؤون الدولية‪ -‬مكتبة لبنان بيروت‪ -‬طبعة عام‪1212/‬م‬
‫ص‪.409‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫ألنه يتناول جزءا من المشأأأأأأكلة‪ ،‬وان الظروف التي كانت سأأأأأأائدة في ذلك الوقت قد تغيرت االن‬
‫والوسأأأأأائل والغايات اختلفت أيضأأأأأا والفلسأأأأأفة التي تبنى عليها جريمة اإلرهاب هي غيرها التي‬
‫كانت باألمس القريب بعد ان حاول اإلرهاب ان يبني له كيانا سياسيا‪.‬‬
‫واورد كتاب القاموس السأأأأأياسأأأأأي الصأأأأأادر في القاهرة عام‪3972/‬م تعريفا لإلرهاب ظهر عليه‬
‫االرتباك والخلط بين نظام الحكم واإلرهاب وجاء فيه ان اإلرهاب هو" محاولة نشأأأأأأر‪ .‬الذعر‬
‫والفزع ألغراض سأأياسأأية‪ ،‬واإلرهاب هو وسأأيلة تسأأتخدمها حكومة اسأأتبدادية ألغراض سأأياسأأية‬
‫وهو وسيلة تستخدمها حكومة استبدادية إلرغام الشعب على الخضوع واالستسالم لها‪ ،‬واإلرهاب‬
‫و سيلة تتخذها دولة تفرض سيادتها على شعب من ال شعوب إل شاعة روح االنهزامية والرضوخ‬
‫لمطالبها التعسأأأأأأفية او تسأأأأأأتخدم اإلرهاب جماعة لترويع المدنيين لتحقيق اطماعها حتى تفرض‬
‫االقلية حكمها على االغلبية" (‪.)1‬‬
‫ويستخدم العاملون في مجال علم االجتماع والطب النفسي مصطلح "الرهاب" للداللة على‬
‫المرض النفسي الذي يصيب االشخاص والناتج من المبالغة في ردة العمل تجاه االشياء التي قد‬
‫تسبب ‪.‬الخوف او الهلع او القلق او االعتقاد بذلك‪ ،‬وان كان الخوف حالة اجتماعية ولكن الرهاب‬
‫يتجاوز ما هو طبيعي ليصبح مرضا اجتماعيا‪.‬‬
‫‪ .1‬عطية هللا‪ ،‬احمد ‪ -‬القاموس السياسي‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪1213/‬م ص‪.43‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫المدلوالت اللغوية في نصوص الوحيين‬
‫ان معاني الكلمات التي وردت في القرآن الكريم جاءت لتبين معنى الخوف والخشية وال‬
‫تصح بأي حال من االحوال ان تكون اساسا لمعنى مفهوم كلمة اإلرهاب المستخدمة حاليا والتي‬
‫يستخدمها البعض مع االسف الشديد في االشارة الى اإلرهاب على اعتبار انه ورد ما يؤيد ذلك في‬
‫القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬حيث وردت الكلمات التي تحتوي على تلك المعاني في(‪ )0‬مواضع‬
‫سنوردها حسب تسلسل السور الواردة في القرآن الكريم‪ ،‬وبعض ما جاء في السنة النبوية وكما‬
‫مبين ادناه‪-:‬‬
‫اوال‪ -‬النصوص القرآنية‬
‫وف ِب َع ْه ِد ُك ْم‬
‫علَ ْي ُك ْم َوأ َ ْوفُواْ ِب َع ْهدِي أ ُ ِ‬
‫ي الَّتِي أ َ ْن َع ْمتُ َ‬
‫‪ -3‬قال تعالى (( َيا َبنِي ِإس َْرائِي َل ا ْذ ُك ُرواْ نِ ْع َم ِت َ‬
‫ُون))" (‪،)1‬وتعني كلمة (فارهبون) الواردة في سياق هذه اآلية الكريمة هو‬
‫َّاي فَ ْ‬
‫ار َهب ِ‬
‫َو ِإي َ‬
‫خافوني في نقض العهد (‪.)2‬‬
‫ع ِظيم))‬
‫اس َوا ْست َ ْر َهبُو ُه ْم َو َجاءوا ِبس ْ‬
‫س َح ُرواْ أ َ ْعيُنَ النَّ ِ‬
‫ِحر َ‬
‫‪ -5‬قال تعالى>((قَا َل أ َ ْلقُ ْواْ فَلَ َّما أ َ ْلقَ ْواْ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫استرهبوهم ‪ -‬اخافوهم‪.‬‬
‫ب أ َ َخذَ األ َ ْل َوا َح َوفِي نُ ْس َخ ِت َها ُهدًى َو َر ْح َمةٌ ِللَّذِينَ‬
‫س َك َ‬
‫ض ُ‬
‫سى ْالغَ َ‬
‫ت َ‬
‫عن ُّمو َ‬
‫‪ -1‬قال تعالى (( َولَ َّما َ‬
‫ُه ْم ِل َربِ ِه ْم يَ ْر َهبُونَ )) (‪ )4‬يرهبون‪ ،‬يخشون ربهم ويخافونه *‪.‬‬
‫‪ .1‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.42‬‬
‫‪ .0‬الثعلبي‪،‬ابو اسحاق احمد بن محمد‪ -‬الكشف والبيان في تفسير القرآن ‪ -‬تحقيق ابو محمد بن عاشور‪-‬ج‪-1‬‬
‫ط‪ -1‬دار احياء التراث العربي‪ -‬طبعة بيروت لعام‪0220/‬م ص‪.191‬‬
‫‪ .3‬سورة االعراف‪ :‬اآلية ‪.119‬‬
‫‪ .4‬سورة االعراف‪ :‬اآلية ‪.134‬‬
‫*‪ .‬وقد يكون ذلك كناية عن االيمان والحكمة‪ ،‬والخوف يحصل لما يُتوقع من االحداث‪ ،‬والخشية مخافة مع‬
‫تهيب للمخوف منه‪ ،‬وربما تأتي أيضا بمعنى الخشية على اي القلق ممن يخاف عليه‪ ،‬وللكلمة مرادفات‬
‫كثيرة منها ‪ :‬االحتراس‪ ،‬االتقاء‪ ،‬المهابة‪ ،‬الحذر‪ ،‬الوقاية‪ ،‬التوجس‪.‬‬
‫‪- 39 -‬‬
‫‪ -4‬قال تعالى (( َوأ َ ِعدُّواْ لَ ُهم َّما ا ْست َ َ‬
‫عد َّْو َّ‬
‫ط ْعتُم ِمن قُ َّوة َو ِمن ِربَ ِ‬
‫اّللِ‬
‫اط ْال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِهبُونَ بِ ِه َ‬
‫سبِي ِل َّ‬
‫عد َُّو ُك ْم َوآخ َِرينَ ِمن د ُو ِن ِه ْم الَ ت َ ْعلَ ُمو َن ُه ُم َّ‬
‫ف‬
‫اّللُ يَ ْعلَ ُم ُه ْم َو َما تُن ِفقُواْ ِمن َ‬
‫اّللِ ي َُو َّ‬
‫َو َ‬
‫ش ْيء فِي َ‬
‫إِلَ ْي ُك ْم َوأَنت ُ ْم الَ ت ُ ْ‬
‫ظلَ ُمونَ )) (‪ ،)1‬حيث انه هناك اضافة لموضوع الخوف والردع معنى اخر وهللا‬
‫اعلم تضمنته اآلية الكريمة‪ ،‬حيث يذكر الطبري في كتابه المسمى جامع البيان عن تأويل آي‬
‫القرآن ان كلمة‪(.‬ترهبون) تعني تـُخزون (‪( )2‬من الخزي) االعداء‪ ،‬كما ورد في بيت الشعر‬
‫المنسوب الى الشاعر طفيل الغنوي ‪:‬‬
‫بني كالب غداة الرعب والرهب‬
‫ويل ام حي دفعتم في نحورهم‬
‫‪ -2‬قال تعالى (( َوقَا َل َّ‬
‫ُون)) (‪ )3‬حيث‬
‫اّللُ الَ تَت َّ ِخذُواْ ِإلـ َهي ِْن اثْنَي ِْن ِإنَّ َما ُه َو ِإلهٌ َو ِ‬
‫َّاي فَ ْ‬
‫ار َهب ِ‬
‫احدٌ فَإي َ‬
‫وردت الكلمة في سورة النحل وهي في مقام التوحيد‪.‬‬
‫ارعُونَ فِي‬
‫‪ -0‬قال تعالى ((فَا ْستَ َج ْبنَا لَهُ َو َو َه ْبنَا لَه ُ يَ ْحيَى َوأَ ْ‬
‫صلَ ْحنَا لَهُ زَ ْو َجهُ إِنَّ ُه ْم َكانُوا يُ َ‬
‫س ِ‬
‫عو َننَا َر َ‬
‫غبًا َو َر َهبًا َو َكانُوا لَنَا خَا ِشعِينَ ))(‪ ،)4‬يتضرعون * الينا طلبا للخير ودفعا‬
‫ْال َخي َْرا ِ‬
‫ت َويَ ْد ُ‬
‫للشر(‪.)5‬‬
‫ض ُم ْم إِلَي َْك َجنَا َح َك ِمنَ‬
‫سوء َوا ْ‬
‫ضاء ِم ْن َغي ِْر ُ‬
‫‪ -7‬قال تعالى ((ا ْسلُ ْك يَدَ َك فِي َج ْي ِب َك ت َ ْخ ُرجْ بَ ْي َ‬
‫ع ْونَ َو َملَ ِئ ِه ِإنَّ ُه ْم َكانُوا قَ ْو ًما فَا ِسقِينَ )) (‪ ،)6‬الرهب يعني‬
‫َّ‬
‫الر ْه ِ‬
‫َان ِمن َّر ِب َك ِإلَى ِف ْر َ‬
‫ب فَذَا ِن َك ب ُْرهَان ِ‬
‫الخوف او الفزع‪ ،‬والفزع يحصل فجأة عند مكروه اومن غير مقدمات‪.‬‬
‫‪ .1‬سورة االنفال‪ :‬اآلية ‪.92‬‬
‫‪ .2‬الطبري‪ ،‬ابو جعفر محمد بن جرير‪ -‬جامع البيان في تأويل آي القرآن ‪ -‬تحقيق محمود محمد شااااااااكر‪-‬‬
‫ج‪ -14‬ط‪ -0‬مكتبة ابن تيمية‪ -‬من غير سنة طبع‪ -‬ص‪.33 -34‬‬
‫‪ .3‬سورة النحل‪ :‬اآلية ‪.31‬‬
‫‪ .4‬سورة االنبياء‪ :‬اآلية ‪.22‬‬
‫*‪ .‬تضرع تأتي بمعاني عديدة سنتطرق للبعض منها فقد تعني‪ :‬تقلص‪ ،‬تقرب في لف ودوران‪ ،‬ابتهل ‪ ،‬تشفع‬
‫تذلل وخضع‪ ،‬سأل‪ ،‬توسل ورجا‪.....‬‬
‫‪ .5‬زبدة التفسير من فتح القدير(مختصر تفسير الشوكاني فتح القدير الجامع بين فني الدراية والرواية من‬
‫علم التفسير)‪ -‬طبعة وزارة االوقاف‪ -‬الكويت عام‪1293/‬م ص‪.432‬‬
‫‪ .6‬سورة القصص‪ :‬اآلية‪.30‬‬
‫‪- 56 -‬‬
‫ُور ِهم ِمنَ َّ‬
‫اّللِ ذَ ِل َك بِأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم الَّ يَ ْفقَ ُهونَ )) (‪ ،)1‬ان الكفار واليهود‬
‫‪(( -0‬ألَنت ُ ْم أ َ َ‬
‫شد ُّ َر ْهبَةً فِي ُ‬
‫صد ِ‬
‫كانوا يخشون المسلمين وال يوقعون في انفسهم الخوف من هللا ففضح هللا سبحانه وتعالى‬
‫ذلك وسفه عقولهم‪ ،‬ان غالبية اآليات التي رسمت مالمح الخوف ومدلوالته لها عالقة ببني‬
‫اسرائيل‪ ،‬او (اليهود) اما اية سورة الحشر التي تتكلم عن يهود المدينة وهي اخر اية كريمة‬
‫حسب تسلسل السور في القرآن التي تتحدث عن الخوف والخشية‪ ،‬والرهبة هي الخوف مع‬
‫التحرز (‪ ،* )2‬اما ابطان الخوف واظهار الشر‪ ،‬كما هو حاصل اليوم فالذي ال يخاف هللا‬
‫سبحانه وتعالى في سره وعلنه سيكون مصدرا لنشر الرعب‪ ،‬ان الخوف من هللا يعني الفطرة‬
‫السليمة‪ ،‬والفطرة تقود لإليمان الصحيح فسبحان هللا رب العالمين‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬السيرة النبوية‬
‫في السيرة النبوية العطرة الكثير من النماذج حول استخدام كلمة الرهبة بمعنى الخوف‬
‫والخشية وسنتعرض للبعض من األحاديث التي دلت على هذا المعنى‪ ،‬ألنه في الواقع توجد‬
‫بعض االشارات الى استخدام كلمة الرعب ولكن ليس القصد منها هو الداللة على ما يعنيه‬
‫مصطلح اإلرهاب الحالي وكما مبين ادناه‪.‬‬
‫‪ -3‬بعض االمثلة على استخدام كلمة (الرهبة) بمعنى الخوف والخشية‪- :‬‬
‫‪....‬عن البراء بن عازب قال لي‪ :‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪":‬إذا أتيت مضجعك فتوضأ‬
‫وضوءك للصالة‪ ،‬ثم اضطجع على شقك األيمن‪ ،‬وقل‪ :‬اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت‬
‫أمري إليك‪ ،‬وألجأت ظهري إليك‪ ،‬رهبة ورغبة إليك‪ ،‬ال ملجأ وال منجى منك إال إليك‪ ،‬آمنت‬
‫بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت" قال‪ ":‬فإن مت مت على الفطرة واجعلهن آخر ما‬
‫‪ .1‬سورة الحشر‪ :‬اآلية ‪.13‬‬
‫‪ .1‬ابو السعود‪ ،‬محمد بن مصطفى العمادي‪ -‬ارشاد العقل السليم الى مزايا الكتاب الكريم‪ -‬تحقيق عبد القادر‬
‫احمد عطا‪ -‬ج‪ -1‬مكتبة الرياض الحديثة‪ -‬من غير سنة طبع‪ -‬ص‪.193‬‬
‫*‪ .‬التحرز‪ :‬هو الوقاية والتجنب‪.‬‬
‫‪- 53 -‬‬
‫تقول" قال البراء‪ :‬فقلت أستذكرهن‪ ،‬فقلت‪ :‬وبرسولك الذي أرسلت قال‪" :‬ال ونبيك الذي‬
‫أرسلت" (‪.)1‬‬
‫وعن البراء ابن عازب قال‪" :‬كان رسول هللا ‪ ‬اذا اوى الى فراشه نام على شقه االيمن‬
‫ثم قال‪ :‬اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك‪ ،‬وألجأت ظهري إليك‪ ،‬رهبة * ورغبة‬
‫إليك‪ ،‬ال ملجأ وال منجى منك إال إليك‪ ،‬آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت"(‪ )2‬والمتابع‬
‫ألسلوب رواية الحديث يجد ان صيغة الحديث االول تخص عامة المسلمين‪ ،‬وصيغة الحديث‬
‫الثاني وخاصة عبارة‪ :‬ونبيك الذي أرسلت‪ ،‬تخص الرسول الكريم محمد ‪ ‬نفسه وليس من‬
‫المستغرب ان يقول وهو الرسول المرسل والنبي الخاتم ان يقول على نفسه‪(.‬ونبيك الذي‬
‫أرسلت) الن هذا هو المنطق السليم‪ ،‬اما نقل الكالم عن سيد المرسلين محمد ‪ ‬في غير هذا‬
‫الموضع وكتابته من غير تدقيق وتحقيق هو نوع من انواع اإلرهاب يوجه ضد االمة االسالمية‬
‫بكاملها ولشخص الرسول الكريم محمد ‪ ‬واالصل في ذلك هو ليس الطعن في علماء االمة‬
‫ومحدثيها‪ ،‬ولكن من اجل توخي الحذر والدقة مطلوبة في مثل هذه االمور وخاصة لتجنب‬
‫الطعون التي قد يسوقها اصحاب النفوس المريضة ضد الشريعة االسالمية من بعض من‬
‫المستشرقين والمأجورين‪.‬‬
‫وعن أبي سعيد عن النبي صلى هللا عليه واله وسلم قال‪ :‬ال يمنعن أحدكم رهبة الناس أن‬
‫يقول بالحق إذا رآه‪ ،‬فإنه ال يقرب من أجل‪ ،‬وال يبعد من رزق (‪ ،)3‬وهي دعوة كريمة الى‬
‫القول بالحق والعمل به من غير مخافة االخرين‪ ،‬الن السكوت عن قول الحق بسبب الخوف‬
‫سيؤدي الى ضياع تلك الحقوق واستمراء المعتدي‪.‬‬
‫‪ .1‬ابو داود‪ ،‬سليمان ابن االشعث السجستاني االزدي‪ -‬سنن ابي داود‪ ،‬كتاب األداب‪ ،‬ابواب النوم حديث‬
‫رقم(‪ -)3249‬تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد‪ -‬ج‪ -4‬المكتبة العصرية‪ -‬طبعة بيروت ص ‪.311‬‬
‫*‪ .‬الرهبة وتعني الخوف الشديد والرغبة تعني طلب الشيء والسعة فيه‪.‬‬
‫‪>.2‬النووي‪ ،‬ابو زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي‪ -‬رياض الصالحين‪ ،‬كتاب ادأب النوم او االضطجاع‬
‫الحديث رقم (‪ -)914‬تحقيق عصام موسى هادي‪ -‬ط‪ -1‬جمعية احياء التراث االسالمي‪ ،‬دار الصديق‪ -‬طبعة‬
‫عام‪0224/‬م ص‪.014‬‬
‫‪>.3‬العسقالني‪ ،‬احمد بن علي بن حجر‪ -‬االمالي المطلقة‪ -‬تحقيق حمدي عبد المجيد‪ -‬ط‪ -1‬المكتب االسالمي‬
‫بيروت‪ ،‬دمشق‪ ،‬عمان‪ -‬طبعة بيروت لعام‪1223/‬م ص‪.193‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫وايضا عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله وسلم‪ :‬أال ال يمنعن‬
‫رجال رهبة الناس‪ ،‬إن علم حقا أن يقوم به (‪.)1‬‬
‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه واله وسلم‪ :‬عليكم بصالة الليل‪ ،‬فإنها دأب الصالحين قبلكم‬
‫وإن صالة الليل رهبة إلى هللا‪ ،‬منهاة لإلثم‪ ،‬ومطردة للداء‪ ،‬ومكفرة للسيئات (‪.)2‬‬
‫وفي حديث طويل عن حادثة كسوف الشمس في يوم وفاة ابراهيم ابن الرسول الكريم‪. .‬فانه‬
‫واثناء صالة الكسوف‪ ،‬فان الرسول الكريم ‪ ‬تقدم مرة الى االمام وفي المرة الثانية تأخر‬
‫وبعد انتهاء الصالة روى الرسول الكريم ‪ ‬أسباب قيامه بذلك‪ ،‬وكان مما رواه ع في اسباب‬
‫تراجعه انه عرضت عليه النار فقال عليه السالم‪ :‬وعرضت علي النار فجعلت اتأخر رهبة ان‬
‫تغشاكم (‪ ،)3‬ولم يثبت عن الرسول الكريم محمد ‪ ‬استخدامه لكلمة الرهبة في جميع ما نسب‬
‫اليه في غير معنى الخوف والخشية‪ ،‬ولم يستخدمها لغرض ارهاب االخرين مهما كانوا‬
‫ودخل عليه رجل غريب‪ ،‬فاضطرب من شدة هيبته قال له‪ :‬اقترب مني وربت على كتفه‬
‫قائال‪ :‬هون عليك‪ ،‬إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد * بمكة‪.‬‬
‫‪ -5‬بعض االمثلة على استخدام مدلوالت كلمة الرهبة بمعنى (الرعب)‪-:‬‬
‫‪.‬في حديثنا عن المفردات التي وردت في القرآن الكريم والتي لها عالقة بكلمة "الرهبة" فإننا‬
‫لم نتناول المفردات االخرى التي لها عالقة بكلمة "الرعب" ألنها قد ال تعطي نفس الداللة‬
‫ولكن في الحقيقة ان مفهوم الرهبة قد يعطي مفهوم الرعب‪ ،‬حيث ورد في تفسير اآلية ‪15‬‬
‫ضاء ِم ْن َ‬
‫ض ُم ْم‬
‫سوء َوا ْ‬
‫غي ِْر ُ‬
‫من سورة القصص من قوله تعالى((ا ْسلُ ْك َيدَ َك فِي َج ْي ِب َك ت َ ْخ ُرجْ َب ْي َ‬
‫‪>.1‬ابن حنبل‪ ،‬ابو عبد هللا احمد بن محمد الشيباني الذهلي‪ -‬المسند‪ ،‬مسند ابي سعيد الخدري‪ ،‬حديث‬
‫رقم(‪ -)11193‬ج‪ -12‬دار الحديث في القاهرة‪ -‬طبعة عام‪1223/‬م ص‪.014‬‬
‫‪ .2‬ابن االعرابي‪ ،‬ابو سعيد احمد بن محمد بن زياد‪ -‬كتاب المعجم‪ ،‬الحديث رقم(‪ -)1200‬تحقيق عبد المحسن‬
‫بن ابراهيم الحسيني ‪ -‬م‪ -1‬ط‪ -1‬دار ابن الجوزي‪ -‬طبعة عام‪1221/‬م ص‪.309‬‬
‫‪ .3‬ابو داود الطياليسي‪ -‬مسند ابي داود الطياليسي‪ ،‬احاديث النساء الحديث رقم(‪ -)1991‬تحقيق الدكتور محمد‬
‫بن عبد المحسن التركي‪-‬ج‪ -1‬ط‪ -1‬هجر للطباعة والنشر والتوزيع واالعالن‪ -‬طبعة عام‪1222/‬م ص‪-311‬‬
‫‪.310‬‬
‫الهواء والشمس‪.‬‬
‫*‪ .‬المعجم الوسيط‪ -‬القَدِيدُ من اللحم ‪ :‬ما قُ ِط َع طوالا و ُم ِلح و ُج ِفف في‬
‫ِ‬
‫‪- 51 -‬‬
‫ع ْونَ َو َم َلئِ ِه إِنَّ ُه ْم َكانُوا قَ ْو ًما فَا ِسقِينَ ))‬
‫إِلَي َْك َجنَا َح َك ِمنَ َّ‬
‫الر ْه ِ‬
‫َان ِمن َّر ِب َك إِلَى فِ ْر َ‬
‫ب فَذَانِ َك ب ُْرهَان ِ‬
‫وان المقصود من" من الرهب" يعني" من الرعب" (‪ ،)1‬وقال الطبري مثل ذلك في تفسيره‬
‫للقرآن الكريم‪.‬‬
‫وعن ثوبان مولى رسول هللا ‪ ‬قال‪ :‬يوشك ان تداعى عليكم األمم كما تداعى القوم‬
‫على قصعتهم‪ ،‬قال‪ :‬قيل‪ :‬من قلة؟ قال‪ :‬ال ولكنه كغثاء السيل‪ ،‬يجعل الوهن في قلوبكم‪ ،‬وينزع‬
‫الرعب من قلوب عدوكم‪ ،‬كحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت (‪ ،)2‬وهو من االحاديث التي تظهر‬
‫ان الذي سيتأثر من الرعب هم المسلمون وليس اعدائهم‪ ،‬الن المسلمين سيكونون هم الضعفاء‬
‫واالخرين ال يخافون منهم‪.‬‬
‫وعن ابي هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ " ‬بعثت بجوامع الكلم‪ ،‬ونصرت بالرعب‪ ،‬وبينا انا‬
‫نائم أتيت بمفاتيح خزائن االرض‪ ،‬فوضعت بين يدي" (‪ ،)3‬وفي هذا الحديث اظهار قوة تأثير‬
‫العامل النفسي المعنوي وخاصة في الحروب‪.‬‬
‫وتعدى ذلك الى عدم اخافة حتى الحيوانات وروى البيهقي ‪ ...‬عن عبد هللا بن مسعود‬
‫عن أبيه قال‪ :‬كنا مع رسول هللا في سفر فمررنا بشجرة فيها فرخا حمرة فأخذناهما‪.‬قال‪:‬‬
‫فجاءت الحمرة إلى رسول هللا وهي تفرش‪ ،‬فقال‪ :‬من فجع هذه بفرخيها؟ قال‪ :‬فقلنا‪ :‬نحن‬
‫قال‪ :‬ردوهما‪ ،‬فرددناهما إلى موضعهما فلم ترجع‪.‬‬
‫‪ .1‬الصنعاني‪ ،‬عبد الرزاق بن همام‪ -‬تفسير القرآن ‪ -‬تحقيق الدكتور مصطفى مسلم محمد‪ -‬ج‪ -0‬ط‪ -1‬مكتبة‬
‫الرشيد‪ -‬طبعة الرياض لعام‪1292/‬م ص‪.92‬‬
‫‪ .0‬البوصيري‪ ،‬ابو العباس احمد بن ابي بكر بن اسماعيل‪ -‬اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة كتاب‬
‫الفتن‪ -‬تحقيق ابي عبد الرحمن واخرون‪ -‬ج‪ -12‬م‪ -1‬ط‪ -1‬مكتبة الرشيد‪ -‬طبعة الرياض عام‪1229/‬م‬
‫ص‪.013‬‬
‫‪ .3‬النسائي‪ ،‬أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب‪ -‬السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬حديث رقم(‪ -)4092‬تحقيق حسن‬
‫عبد المنعم‪ -‬ج‪ -4‬ط‪ -1‬مؤسسة الرسالة‪ -‬طبعة عام‪0221/‬م ص‪.093‬‬
‫‪- 54 -‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫المشاهد التاريخية‬
‫سنحاول التطرق الى بعض االمثلة التي تحمل صفة االعمال اإلرهابية والتي تتماشى مع‬
‫منهجية البحث‪ ،‬وان الغرض من ذكر تلك االمثلة هو لتبيان المراحل التي قطعها العمل اإلرهابي‬
‫ليصل الى ما وصل اليه االن بعد ان اصبح ظاهرة عالمية ترمي بظاللها على مقومات العيش على‬
‫هذا الكوكب‪ ،‬وتهدد االنسان في كيانه المادي بالقتل او الفناء وكيانه المعنوي المتمثل بأفكاره وميوله‬
‫واتجاهاته وعقيدته بالحرب وتهدد بقاء الوجود المادي حوله من مواد وممتلكات او بيانات او‬
‫المؤسسات التي تقدم الخدمات اليه‪ ،‬او تتحول البيئة التي نشأ فيها الى قفار وارض عاقر صماء‬
‫ويصبح هواءه دخان ومياه شربه ملوثة وربما تهدد عالمه الذي يعيش فيه فتحتل دولته ويصبح‬
‫في وطنه نازحا او اسيرا او مسجونا تتلقفه ايدي السجانين وتحنوا عليه وتأسى لحاله االشجار‬
‫واالطيار‪ ،‬اما ما سيتم عرضه فانه يمثل نماذج منتخبة تتوافق مع نهج البحث وليس عرض‬
‫لموضوع تاري اإلرهاب‪ ،‬و في التاري عبرة وعضة وحجة‪ ،‬فهو سجل احداث الماضيين ومحل‬
‫الهام القادمين‪ ،‬ولنبدأ حكاية االشرار من قصص االخيار‪...‬‬
‫ابراهيم عليه السالم‪ ،‬فتى اور وصاحب النمرود‪ ،‬الذي كفر وتكبر (‪ )1‬توقد له نارا ألنه دعا‬
‫السلطان لعبادة الرحمن وترك االوثان‪ ،‬كانت جريمة من وجهة نظر المتسلطين على رقاب الناس‬
‫لكونه اوصل صوت الحق الى الحاكم الى صاحب السلطة الدينية والسياسية العليا التي ال تسمح‬
‫س َال ًما‬
‫بالتغيير‪ ،‬فكان القرار‪ ،‬ان يقذف في النار فأنجته العناية االلهية ((قُ ْلنَا يَا ن ُ‬
‫َار ُكو ِني بَ ْردًا َو َ‬
‫يم)) (‪ ،)2‬وموسى يدعو فرعون مصر‪ ،‬مصدر الحكم المطلق فيها الى عبادة الرب الواحد‬
‫َ‬
‫علَى ِإب َْرا ِه َ‬
‫وكان من قبل يرهب الناس ويضربهم بسوط العبودية‪ ،‬حسب ظنه انه الها او ابن اله يحكم في‬
‫االرض بالفساد يقتل الذكور ويستحيي النساء*‪ ،‬فأخذه هللا سبحانه وتعالى بكفره وارهابه للناس‬
‫‪ .1‬الشيخ البسيوني‪ ،‬حامد احمد الطاهر‪ -‬صحيح قصص القرآن ‪ -‬دار الحديث‪ -‬طبعة عام‪0223/‬م ص‪.139‬‬
‫‪ .2‬سورة االنبياء‪ :‬اآلية ‪.92‬‬
‫*‪..‬يستحيي النساء اي يبقيهن على قيد الحياة من اجل الخدمة المجانية‪ ،‬وقد ذهب بعض المفسرين من ان‬
‫المقصود بذلك هو الذهاب بحياء النساء وهذا قد يكون مقبول ولكنه غير قطعي وهللا اعلم‪.‬‬
‫‪- 52 -‬‬
‫وعيسى يرفعه هللا بعد ان اصدر الحاكم قراره بقتله ارضاء لذوي النفوس المريضة الخاطئة‪ ،‬ويحيى‬
‫المولود بعد طول انتظار‪ ،‬كان رأسه مهرا إلحدى البغايا‪ ،‬ان للحاكم صديقة من بني االنسان خطب‬
‫ودها فقالت‪ :‬ان مهري رأس يحيى‪ ،‬قتل يحيى عليه السالم ألنه ارد ان يكون عفيفيا‪ ،‬ألنه رفض‬
‫المنكر وابى اال ان يكون سيدا وحصورا‪.‬‬
‫وهذا سيد الخلق ينشر دعوته باأللم الممزوج بالحسرة وتمارس بحقه صور عديدة من صور‬
‫اإلرهاب المادي والمعنوي وتحاك من حوله الدسائس ألنه اغضب سادة القوم بدعوة التوحيد‬
‫وتسفيه سلطان االلهة التي ال تسمع وال تنفع ويقدم نفسه والمقربين اليه من اجل اعالء قيمة االنسان‬
‫ص َب َر‬
‫فيمدحه الرب القدير هو واخوانه من االنبياء حيث قال تعالى في كتابه الكريم ((فَا ْ‬
‫ص ِب ْر َك َما َ‬
‫عةً ِم ْن نَ َهار‬
‫الر ُ‬
‫أُولُو ْال َع ْز ِم ِمنَ ُّ‬
‫سا َ‬
‫س ِل َو َال ت َ ْستَ ْع ِج ْل لَ ُه ْم َكأَنَّ ُه ْم َي ْو َم َي َر ْونَ َما يُو َ‬
‫عدُونَ لَ ْم يَ ْلبَثُوا ِإ َّال َ‬
‫بَ َال ٌ‬
‫غ فَ َه ْل يُ ْهلَكُ ِإ َّال ْالقَ ْو ُم ْالفَا ِسقُونَ )) (‪.)1‬‬
‫‪.......‬ثم تعرضت هذه االمة بعد الرسول الكريم محمد ‪ ‬الى صور عديدة من اإلرهاب تم بناء‬
‫على دوافع سياسية مثل استشهاد الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب على يد ابو مسلم لؤلؤة‬
‫الفيروزي‪ ،‬وعثمان بن عفان يذهب شهيد االوضاع السياسية المضطربة‪ ،‬وعلي بن ابي طالب عليه‬
‫السالم امام المتقين يذهب شهيدا في المحراب تقتله الفئة الباغية المارقة ذات االهداف السياسية‪.‬‬
‫ثم رسم اإلرهاب صورة قاتمة ومخزية مجللة بالعار والشنار الى يوم القيامة واحداث بشعة‬
‫ببواعثها الالأخالقية والالإنسانية باستشهاد سيد شباب اهل الجنة وأخيه العباس وما صاحب ذلك‬
‫من استباحة للحرمات وما عانته االسرة الشريفة من ظلم وتعسف‪ ،‬ان اي فعل ارهابي مهما كانت‬
‫جسامته يصبح متواضعا امام حادثة الطف‪ ،‬ففيها تم توجيه العمل اإلرهابي الى كل االنسانية بما‬
‫تحمله من ايمان واخالقيات متمثلة بشخص الحسين عليه السالم‪ ،‬وتنكرا للقيم التي زرعها الرسول‬
‫علَ ْي ِه‬
‫الكريم محمد ‪ ‬وخروجا صريحا على اومر الشارع األعلى‪ ،‬قال تعالى ((ِ قُل ال أَسْأَلُ ُك ْم َ‬
‫أ َ ْج ًرا إِالَّ ْال َم َودَّة َ فِي ْالقُ ْر َبى )) (‪.)2‬‬
‫‪ .1‬سورة االحقاف‪ :‬اآلية ‪.33‬‬
‫‪ .2‬جزء من اآلية ‪ :03‬سورة الشورى‪.‬‬
‫‪- 50 -‬‬
‫ان العمليات اإلرهابية تبدو قليلة في وصفها ألنها خارج التوصيف االنساني‪ ،‬وهذا مما اقترفه‬
‫الصليبيون من الجرائم نحو المسلمين والنصارى ما ال يصدر عن غير المهوسين‪ ،‬فكان ال يرى‬
‫في شوارع القدس وميادينها سوى اكداس من رؤوس العرب وايديهم وارجلهم‪ ،‬فال يمر المرء اال‬
‫على جثث قتالهم‪ ،‬ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض مما نالوه (‪ ،)1‬وكان عدد القتلى خالل ثمانية‬
‫أيام هو(‪ )06‬الف شخص‪.‬‬
‫وبعد احتالل مصر توجه نابليون الحتالل بالد الشام وحدثت هناك معارك طاحنة وحاول ان يحتل‬
‫مدينة (عكا) الفلسطينية ففشل في ذلك وكان من نتائج تلك المعارك ان سقط بيد قواته حوالي (‪)4‬‬
‫اربعة االف من أسرى العرب والمسلمين وبسبب طول الحصار وقلة االغذية وفي محاولة يائسة‬
‫منه للخروج من مأزق فشل حصار عكا امر بقتلهم (‪.)2‬‬
‫وبعد استقرار‪ .‬البيض في امريكا وقدوم السود في بداية االمر ‪.‬كمهاجرين او كعبيد في المزارع‬
‫وعند بداية هجرة السود ورغبتهم للعمل في الجزء الجنوبي من امريكا وألسباب عرقية وكنتيجة‬
‫للحرب االهلية في امريكا قام البيض(المحاربون القدامى) للفترة من عام (‪ )3000-3020‬بتشكيل‬
‫منظمة ارهابية حملت اسم‪(.‬كوكالكس كالين) والتي كانت تحمل الرمز( ‪ * ) KKK‬والتي كانت‬
‫تمارس اعمال حرق مزارع السود وبيوتهم وتقوم بتنفيذ حمالت تصفية لهم من خالل نصب المشانق‬
‫واستخدام االشجار في تنفيذ االعدامات بحقهم وبالجملة وابقاء الجثث معلقة فيها لفترات طويلة‬
‫وجاء في مجلة الحرية‪.-‬مجلة التقدميين العرب مقاال حمل اسم‪(.‬الواليات المتحدة والعنصرية‬
‫المتجددة)‪ ،‬ان عدد افراد تلك المنظمة بلغ عام‪3952/‬م حوالي (خمسة ماليين شخص) (‪ ،)3‬وقد‬
‫يكون للمنظمة حاليا وجود (شكلي) او نشاط مجمد‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬لوبون‪ ،‬غوستاف‪ -‬حضارة العرب‪ -‬نقله الى العربية عادل زعيتر‪ -‬نشر مصطفى البابي الحلبي طبعة‬
‫القاهرة لعام‪1294/‬م ص‪،421‬غوستاف لوبون (‪ )1231-1941‬طبيب ومؤرخ وفيلسوف فرنسي‬
‫كان من المهتمين بالحضارة االسالمية وبين في كتابه اسباب ظهور تلك الحضارة ثم تراجعها‪.‬‬
‫‪ .2‬دوالن‪ ،‬فاضل‪ -‬اسرى الحرب في التشريع االسالمي والقانون الدولي‪ -‬مطبعة العاني‪ ،‬بغداد‪ -‬طبعة‬
‫عام‪1293/‬م ص‪.39‬‬
‫*‪ .‬اصل التسمية هي(‪ )Ku Klux Klan‬وقد تعني دائرة عصبة األخوية‪.‬‬
‫‪ .3‬مجلة الحرية‪ -‬مجلة التقدميين العرب على االنترنيت‪ -‬العدد ‪،)0322(1009‬من ‪ -0222/3/9‬الى‬
‫‪.0222/3/14‬‬
‫‪- 57 -‬‬
‫جاءت الثورة الفرنسية لتحرر فرنسا‪ ،‬وتم هدم سجن الباستيل في اشارة الى رفض الظلم‬
‫والعبودية والدعوة الى نشر مبادئ الحرية والعدل وانهاء اإلرهاب بكافة انواعه لقد جاءت تلك‬
‫الثورة لنشر مفاهيم الحرية والعدالة ومن اجل اقامة العدالة استوجب االمر محاكمة او قتل بدون‬
‫محاكمة لــ(‪ )46‬اربعون الف شخص حتى سميت الفترة الممتدة من(‪ )3799-3709‬بـ"فترة‬
‫الرعب"‪ ،‬وان اليعاقبة الفرنسيين هم اول من استخدم مصطلح اإلرهاب المتداول حاليا منذ‬
‫عام‪3791/‬م ومن اشهر زعماء اليعاقبة هو (روبسبير)‪.‬‬
‫وفي الحرب العالمية الثانية وبعد توجيه اليابان ضربة قاسية ألمريكا باستهدافها ميناء بيرل هاربر‬
‫وبفعل الحرب وارهاصاتها * قامت امريكا باعتقال وحجز حوالي (‪ )2‬االف ياباني في معسكرات‬
‫دون ان توجه لهم اي تهمة‪ ،‬وفي عام‪3900/‬م قامت الحكومة االمريكية بتقديم اعتذارا باسم الشعب‬
‫االمريكي‪ ،‬مع امكانية تقديم تعويضات نقدية لألحياء وإلسر المتوفين (‪ ،)1‬ثم جعلت خاتمة ذلك‬
‫قصف مدينتي هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية التي راح ضحيتها االالف واحداث دمار هائل‬
‫للممتلكات والبيئة‪.‬‬
‫وفي فلسطين المحتلة وكعادة اليهود والفكر الصهيوني في استخدام جميع الوسائل بقصد ارهاب‬
‫االخرين تشكلت مجموعة من المنظمات اإلرهابية المسنودة من الكيان الصهيوني مثل منظمة‬
‫(شتيرن) التي تعني النجمة في اللغة االلمانية ومنظمة(هاغانا) وغيرها التي ارتكبت أفظع االعمال‬
‫مثل مذبحة دير ياسين‪ ،‬و(االرجون‪ -‬ארגון) وهي مختصر للمنظمة القومية العسكرية وليدة‬
‫الهاغانا والقاعدة األساسية لجيش الدفاع اإلسرائيلي ومن قادتها مناحيم بيغن‪.‬‬
‫وبتاري ‪ 3934/0/50‬قام احد الصرب باغتيال ولي عهد النمسا الدوق (فرانز فيردناند) وزوجته‬
‫عندما كان في زيارة لمدينة سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك‪ ،‬ان المهم في الموضوع هو نتيجة‬
‫هذا العمل ا لذي افضى بعد فترة قصيرة الى قيام الحرب العالمية االولى التي ذهب ضحيتها‬
‫الماليين‪ ،‬ثم قام الصرب المتشددون بارتكاب الكثير من المجازر الوحشية بحق مسلمو البوسنه‬
‫*‪ .‬ارهاصات= المقدمات‪ ،‬البدايات‪ ،‬التمهيد‪.‬‬
‫‪1. Louis- Fisher‬‬
‫ ‪and Katy J. Harriger-American-Constitution-Law‬‬‫‪Carolina Academic Press-page 297.‬‬
‫‪- 50 -‬‬
‫والهرسك*‪ ،‬ويقدر عدد الذين سقطوا في معارك البوسنة والهرسك للفترة من ‪3992 -3995‬‬
‫حوالي (‪ )166‬الف شخص‪.‬‬
‫ومن اجل الوصول الى غايات كبيرة فقد نجح الصهاينة في المزج بين المسيحية والصهيونية في‬
‫مذهب جديد عقيدته ان المسيح عليه السالم لن يعود الى األرض اال بعد ان تقوم دولة إسرائيل‬
‫الكبرى من النيل والفرات (‪.)1‬‬
‫ويصف بيل كلنتون الرئيس االمريكي محطة هارلم للسكك الحديد بانها مع الوقت قد تحولت الى‬
‫(مكة) يحج اليها المتعاملون بالمخدرات ورجال العصابات‪ ،‬والرئيس بوش يتلقى معلومات من‬
‫بريطانيا حول نية بعض الجماعات تفجير البعض من الطائرات االمريكية فيعلق على ذلك‪ :‬نحن‬
‫ال نزال في حالة حرب من الفاشية اإلسالمية‪ ،‬اما البابا بنديكتوس السادس عشر وفي محاضرة‬
‫له امام انصاره في مدينة رابتسيون ـ جنوب المانيا عام‪5660/‬م يقول بحق خير االنام ونبي‬
‫الرحمة والسالم ‪: ‬ان رسول اإلسالم قد جاء بكل ما هو سيء وال انساني وأمر بنشر االسالم‬
‫بقوة السيف *‪.‬‬
‫ومن ‪.‬قبل ‪.‬كان اإلمبراطور (فوقس‪ )phacas -‬قد ارسل رسالة الى الخليفة العباسي يقول له فيها"‬
‫انت يا من تعيش فوق رمال الصحراء‪...‬خذ حذرك وعد ادراجك الى صنعاء‪ ،‬اذ انني سرعان ما‬
‫اهزم مصر وتصبح ثرواتها اسالبا لي‪ ،‬ولسوف اتحرك الى مكة على رأس جماهير المقاتلين‬
‫الذين يشبهون في كثرتهم جحافل الظالم‪ ،‬ولسوف استولي على هذه المدينة لكي اقيم بها عرش‬
‫الرب‪ ،‬ثم اتوجه الى اورشليم ألقهر الشرق والغرب واقيم رمز الصليب في كل مكان" (‪.)2‬‬
‫*‪ .‬كما حصل في مذبحة سربرنيتشا والتي تقع شرق البوسنة والهرسك وسقط فيها عام‪1223/‬م حوالي‬
‫(‪)9‬االف شخص‪.‬‬
‫طبعة‬
‫‪ .1‬د‪ .‬الداالتي‪ ،‬عبد المعطي عز الدين‪ -‬ربحت محمدا ولم اخسر المسيح‪ -‬ط‪ -1‬مؤسسة الرسالة‪-‬‬
‫عام‪0223/‬م ص‪.12‬‬
‫*‪ .‬يراجع في ذلك خبر منشور في جريدة الدستور األردنية بتاريخ ‪ 0229/2/19‬بعنوان" اعرب عن صدمته‬
‫لقسوة التصريحات المعادية لإلسالم والمسيئة للرسول عليه السالم المنتدى االسالمي العالمي للحوار‬
‫يطالب بابا الفاتيكان بتقديم االعتذار للمسلمين"‪.‬‬
‫‪ .2‬براور‪ ،‬يوشع‪ -‬عالم الصليبيين‪ -‬ترجمة وتعليق وتقديم د‪ .‬قاسم عبدة قاسم و د‪ .‬محمد خليفة حسن‪ -‬ط‪-1‬‬
‫عين للدراسات والبحوث االنسانية واالجتماعية‪ -‬طبعة عام‪1222/‬م ص‪.09‬‬
‫‪- 59 -‬‬
‫اما العراق فقد عانى من اإلرهاب منذ وقت مبكر ففي الخامس عشر من كانون‬
‫األول‪/‬ديسمبر‪،3903‬وعند حوالى الساعة الثانية عشر ظهرا‪ ،‬اقتحمت سيارة محملة بالمتفجرات‬
‫والكراهية مبنى السفارة العراقية وسط العاصمة بيروت لتنفجر بكامل حمولتها وسط المبنى‪ ،‬وقد‬
‫تسبب هذا الحادث الغادر بتدمير مبنى السفارة ومقتل أكثر من ستين دبلوماسيا وموظفا عراقيا‬
‫فضال عن عدد من المراجعين اللبنانيين الذين كانوا في المبنى ساعة وقوع االنفجار (‪ ،)1‬وكان من‬
‫بين من قتل في الحادث (بلقيس) زوجة الشاعر الكبير نزار قباني والذي رثاها بقصيدة جاء فيها‪-:‬‬
‫شكرا ً لكم‪.‬‬
‫شكرا ً لكم‪.‬‬
‫فحبيبتي قتلت‪ ،‬وصار بوسعكم‪.‬‬
‫أن تشربوا كأسا ً على قبر الشهيدة‪.‬‬
‫وقصيدتي اغتيلت‪..‬‬
‫وهل من أمـة في األرض‪ ،‬إال نحن تغتال القصيدة ؟‬
‫وعلى الرغم من تعاطف العالم مع االرمن بسبب المذابح التي حصلت لهم والتي بدأت بشكل‬
‫عام في فترة حكم السلطان عبد الحميد والتي منها مذبحة اضنة وكيليكيا عام‪3969/‬م والتي ذهب‬
‫ضحيتها حوالي (‪ )16‬ثالثون الف شخص (‪ ،)2‬او ما حصل لهم ابان الحرب العالمية االولى من‬
‫مذابح اخرى‪ ،‬لكن من المؤسف له ان االخرين ال يتكلمون عن المذابح التي قامت بها القوات‬
‫االرمنية عند دخولها العراق مع القوات الروسية ‪.‬عام‪3930/‬م‪ ،‬حيث قامت القوات الروسية‬
‫تساندها الوحدات االرمنية والنساطرة * باحتالل بلدة خانقين وقد>قامت القوات االرمنية بقتل خمسة‬
‫آالف من اهالي راوندوز وخانقين والمناطق المجاورة‪ ،‬وقد وصفت السيدة (بيل) الحادث" لم نجد‬
‫‪ .1‬طاقة‪ ،‬نواف شاذل‪ -‬في ذكرى جريمة تفجير السفارة العراقية في بيروت ‪ ،1291‬حكاية شهيد وشاهد‬
‫إثبات‪ -‬جريدة الزمان‪ -‬العدد الصادر بتاريخ ‪.DECEMBER 14, 2012‬‬
‫‪ .2‬المدور‪ ،‬مروان‪ -‬األرمن عبر التاريخ‪ -‬ط‪ -0‬منشورات دار نوبل‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ -‬طبعة عام‪1292/‬م ص‪.421‬‬
‫*‪ .‬النساطرة طائفة من المسيحيين ينسبون الى نسطوريورس بطريراك القسطنطينية وهم يخالفون بقية‬
‫المسحيين في موضوع الوهية عيسى عليه السالم‪.‬‬
‫>‬
‫‪- 16 -‬‬
‫في أي جزء من ميسوپوتاميا ما أمكن مضاهاته بالبؤس والدمار الذين واجهناهما في خانقين البلدة‬
‫التي حصدها الروس حصدا‪ ،‬واتم الترك كنسها بدقة ومثابرة وتركوها عندما إنسحبوا فريسة الجوع‬
‫والمرض" (‪.)1‬‬
‫وتمتد معاناة طائفة الروهينجا في ماينمار(بورما) الى مئات السنين من التشريد والقتل‬
‫والحرق بمأساة تتجدد بين الحين واالخر‪ ،‬منذ ان احتل الملك البوذي البورمي (بوداباي) اقليم‬
‫أراكان (اراغان‪-‬اروخان) في عام‪3704/‬م‪ ،‬وضمه الى بورما على الرغم من ان هذا االقليم يشكل‬
‫وحدة جغرافية مستقلة‪ ،‬وبسبب خوفه من انتشار االسالم في بالده ناصب هؤالء العداء‪ ،‬فعبث في‬
‫االرض فسادا واهالكا ودمر وخرب كثيرا من اآلثار اإلسالمية من مساجد ومدارس‪ ،‬وقتل العلماء‬
‫والدعاة‪ ،‬ومنذ عام‪3945/‬م‪ ،‬واقليم اروخان يشهد مذابح متكررة بعلم السلطات البورمية وبموقف‬
‫مخجل وغير اخالقي من رجال الدين البوذيين من طائفة الماج المتواجدين في بورما‪ ،‬الذين كانوا‬
‫يحرضون الناس على الفتك بالمسلمين ومنعهم من تقديم اية مساعدة لهم وغلق االماكن الدينية او‬
‫االجتماعية بوجههم‪.‬‬
‫وفي مدينة احمد اباد الهندية تتكرر عملية قتل المسلمين واالعتداء عليهم‪ ،‬ومنها خروج جموع‬
‫الهندوس في مدينة أحمد اباد كبرى مدن الوالية لمهاجمة متاجر ومساكن المسلمين في المدينة مما‬
‫أسفر عن مقتل ‪ 766‬شخص‪ ،‬واالنكى ما في الموضوع ان حوالي (‪ )166‬منهم‪ -‬نساء تم‬
‫اغتصابهن ثم حرقهن وهن احياء‪.‬‬
‫وقد يكون المعتقد والتمسك به سببا من وجهة نظر االخرين داخل البلد الواحد لممارسة‬
‫العمل اإلرهابي ضدهم وضد المتمسكين به وباستخدام أقسى انواع الوحشية والهمجية والعدوانية‬
‫والتي تؤسس لحالة دائمة يمكن ان تحصل في اي وقت ففي ‪ 50‬شباط عام ‪ 5665‬وقعت احداث‬
‫مدينة جلبيرج في غوجارات حيث الهند تم احراق بيوت المسلمين في مجتمع جلبيرج وحرق‬
‫حوالي (‪ )12‬منهم وهم احياء‪ ،‬و في ذات السياق في البنجاب الشرقية ودلهي في الهند تعرض‬
‫المسلمون عام‪3947/‬م الى مجزرة رهيبة قتل فيها من المسلمين اكثر من نصف مليون‪ ،‬كانت‬
‫‪ .1‬فتح هللا‪ ،‬جرجيس‪ -‬يقظة الكرد‪ -‬دار ئاراس للطباعة والنشر‪ -‬طبعة اربيل لعام‪0220/‬م ص‪.99‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫مجزرة هائلة وقع فيها من القسوة والهمجية واالعتداء على االطفال والنساء واالعراض ما ال يكاد‬
‫يصدقه المؤرخون (‪.)1‬‬
‫اما اإلرهاب الصهيوني فله الف حكاية وحكاية‪ ،‬يحتار المرء من اين يبدأ فيها او متى ينتهي منها‬
‫ففي اثناء العدوان العسكري الذي قام به الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة نهاية عام‪5660/‬م نتج‬
‫عنه استشهاد اكثر من‪ )3166(.‬شخص وجرح (‪ )2166‬شخص وتم فيه تدمير‪.)56(.‬الف منزل‬
‫منها (‪ )4666‬منزل تمت تسويتها باألرض وتدمير البنى التحتية للقطاع وتهديم (‪ )06‬مدرسة (‪)30‬‬
‫مسجد (‪ ،)2‬وتم في هذا العدوان التركيز على استخدام مادة الفسفور األبيض (‪.)3‬‬
‫ان الكيان الصهيوني في لجوئه للقوة العسكرية يضرب بعرض الحائط جهود المجتمع الدولي‬
‫الرامية الى اشاعة اجواء االمن والسالم في العالم‪ ،‬اما التحجج بموضوع حق الرد او الضرورة‬
‫او الحق بالرد بسبب اجراءات مكافحة اإلرهاب امرا لم يعد مقبوال‪ ،‬ناهيك عن انه ال يوجد هناك‬
‫تناسب في القوى‪ ،‬وان استعمال القوة في القانون الدولي ليس حقا ال تحدده ضوابط او قيود‪ ،‬وان‬
‫هذا العدوان يتكرر بين الفينة واالخرى وبنفس الحجج من غير رادع او عقاب او تحكيم لضمير‪.‬‬
‫‪ .1‬الندوي‪ ،‬ابو الحسن علي الحسني‪ -‬ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين‪ -‬تقديم سيد قطب‪ -‬ص‪،11‬من‬
‫منشورات الموقع‪-:‬‬
‫‪http://www.saaid.net /‬‬
‫‪ .2‬جريدة دار السالم‪ -‬العدد (‪ )993‬الصادر بتاريخ ‪.0222/1/09‬‬
‫‪ .3‬قنابل الفسفور االبيض‪ -‬الفسفور االبيض مادة كيميائية شمعية شفافة لونها ابيض مائل الى الصفرة ‪،‬لها‬
‫رائحة تشبه رائحة الثوم يستخرج من الفوسفات يرمز له بالرمز(‪ )p4‬من خواصه التفاعل السريع مع‬
‫االوكسجين‪ ،‬تكمن خطورة القنبلة انه بعد اطالقها وانفجارها تكون مادة تعرف بــ(بينتوكسيد الفسفور)‬
‫وهي مادة تعتبر مسترطبا قويا يتفاعل مع اي جزيئة ماء في المنطقة التي يتواجد فيها وينتج من هذا‬
‫التفاعل مادة حامض الفسفور الذي هو مذيب عضوي‪ -‬يتفاعل مع جزيئات الماء الموجودة في جسم‬
‫االنسان ليحوله الى كتلة متفحمة بهيكلها العظمي – تنتشر قنبلة الفسفور بعد انفجارها لتغطي منطقة تصل‬
‫ابعادها ما يعدل مساحة ملعب كرة القدم وتنفلق فوق االهداف التي ترمى عليها على علو (‪ )022‬م تقريبا‬
‫وتمتاز بوجود خطوط الدخان البيضاء المتجهة نحو االرض تتحول قنبلة الفسفور الى (‪ )119‬قطعة من لباد‬
‫الفسفور بعد انفجارها‪ -‬استخدمتها اسرائيل ضد لبنان عام‪0229/‬م بعد ان قامت امريكا باستخدامها في‬
‫مدينة الفلوجة في العراق‪ ،‬تكمن خطورة مادة الفسفور االبيض ايضا في كونه من ملوثات البيئة وهو‬
‫يستقر في االرض‪ ،‬اما اذا سقط في االنهار او البحار فانه اما يهدهد الكائنات بالفناء او يلتصق بأجسامها‬
‫مثل االسماك فمتى ما استخدمها االنسان اصابته بأمراض وربما ادت الى وفاته‪ ،‬وتكمن خطورته ايضا في‬
‫حالة وجود مواد مؤكسدة مثل الكبريت فتكون االصابات عندها قوية وشديدة ناتجة عن انفجارات عنيفة‬
‫وتستعمل قنابل الفسفور األبيض لعدة أغراض منها احداث الحروق وعمل ساتر من الدخان‪.‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫اما قادة جيش الكيان الصهيوني الذي جاءوا الى هذه االرض من مختلف اصقاع االرض‬
‫والملطخة ايديهم بدماء االبرياء امثال موشي ديان وشارون وغيرهم فلهم آرائهم الخاصة‪ ،‬فهم ال‬
‫يعملون وفق مبادئ وقواعد القانون الدولي االنساني او االعراف الواجب تطبيقها في الحروب‪ ،‬اال‬
‫ما كان مطابقا لمفهوم الضرورة * التي يحتج به دائما في عدوانه المستمر على من يقف بالضد‬
‫من تصرفاته في الدول المجاورة‪ ،‬فهذا موردخاي هود قائد سالح الطيران في الجيش االسرائيلي‬
‫عام‪3907/‬م ينطق بلسان الحال فيقول في كلمة له في حرب عام‪3907/‬م‪ :‬ان الهزيمة الساحقة‬
‫للعـدو المصري هي وحدها التي ستكفل لنا وألبنائنا ولألجيال القادمة السالم واالمن‪ -‬انقضوا على‬
‫العدو>المصري‪ ،‬دمروه شتتوه في الصحراء‪ ،‬لكي يستطيع شعب اسرائيل ان يعيش ابدا (‪.)1‬‬
‫وهذا ملخص لبعض االفكار المهمة التي وردت في كراس صدر في بيروت في عام‪3971/‬م‬
‫عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية والذي حمل عنوان (من هم اإلرهابيون) جاء فيه">يالحظ ان‬
‫الصهيونية اول من مارست تفجير القنابل في االسواق والمقاهي والبيوت السكنية باإلضافة الى‬
‫عمليات الهجوم على السيارات‪ ،‬وكذلك الرسائل والطرود الناسفة‪ ،‬وقيام المنظمات الصهيونية‬
‫بحادث تفجير فندق سميراميس عام‪3940/‬م‪ ،‬وقيام منظمة شتيرن بقتل الكونت نولك برنادوت‬
‫وسيط األمم المتحدة في فلسطين مع مساعده الكولونيل سيروت في ‪ 37‬ايلول ‪.)2( "3940‬‬
‫بتاري ‪ 3940/2/32‬قامت احدى المنظمات الصهيونية اإلرهابية المعروفة باسم (הגנה)‬
‫الـ (هاغانا) والتي تعني الدفاع‪ ،‬ومنها( צבא ההגנה לישראל‪ -‬جيش الدفاع االسرائيلي) في مدينة‬
‫القدس باستخدام مكبرات الصوت من اجل ايصال رسالة الى سكان المدينة من العرب على تركها‬
‫قبل الساعة ‪ 2:32‬صباحا وجاء في البيان الذي تمت اذاعته" اشفقوا على زوجاتكم واطفالكم‬
‫واخرجوا من حمام الدم‪...‬واذا بقيتم جلبتم الى انفسكم الويل" (‪.)3‬‬
‫*‪ .‬الضرورة ‪ -‬تقييد استعمال االسلحة اال فيما يتعلق بالضرورات الحربية‪ ،‬علما انها من مبادئ القانون‬
‫الدولي اإلنساني وال تخضع لضابط معين‪.‬‬
‫‪ .1‬الصالحي‪ ،‬خضر عباس ‪ -‬تحرير فلسطين‪ -‬طبعة النجف االشرف عام‪1292/‬م ص‪.94‬‬
‫‪ .2‬مجلة مركز الدراسات الفلسطينية‪ -‬م‪ -0‬العدد الثالث‪ ،‬عدد حزيران لعام‪1213/‬م ص‪.022 -123‬‬
‫‪ .3‬من هم االرهابيون‪ -‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ -‬طبعة بيروت لعام‪1213/‬م افكار عامة ليست في صفحة‬
‫محدد‬
‫‪- 11 -‬‬
‫وكذلك ما قامت به تلك العصابات المنظمة والمدعومة من قبل الجماعات الصهيونية بعمليات ضد‬
‫اليهود انفسهم مثل حادث تفجير الباخرة (‪ (patria‬بتاري ‪ 52‬تشرين الثاني ‪ 3946‬والباخرة‬
‫(‪ (Strama‬بتاري ‪ 54‬شباط ‪ 3945‬والتي قامت باألعمال هي الوكالة اليهودية وبتحريض من‬
‫الصهيونية العالمية حيث تم تفجير كلتا الباخرتين من قبل تلك المنظمات بعلم الجميع‪.‬‬
‫وهناك الكثير من المواقف التي قام بها الكيان الصهيوني‪ ،‬والذي يحاول ان يصور نفسه في الغرب‬
‫على انه ديمقراطية في عالم يسوده العنف واالجرام واإلرهاب‪ ،‬وانه يقوم ببعض االعمال وان‬
‫حملت طابع العمل العسكري المسلح‪ ،‬فهي تقع تحت طائلة حقه في الرد والضرورة الحربية‪.‬‬
‫وايغاال في معادة الحق فقد قامت جماعة صهيونية في والية تكساس بإصدار كتاب‬
‫باسم(الفرقان الحق) ليكون بديال عن القرآن الكريم‪ ،‬مكون من (‪ )100‬صفحة‪ ،‬ويحتوي على ما‬
‫يسمى بسور عديدة مثل سورة (االساطير‪ ،‬المحبة‪ ،‬الماكرين‪ ،‬الثالوث‪ ،‬الموعضة)* التي تتناول‬
‫مواضيع مختلفة الغرض منها الطعن بالشريعة االسالمية وبيان دور المسلمين في تهديم دور‬
‫العبادة للمسيح واليهود‪ ،‬وفي مكان اخر من بلد الحرية والديمقراطية تبنت احدى الجهات الحكومية‬
‫مشروع مريب جاء هذه المرة باسم " تحديث اللغة العربية " تم في هذا المشروع اعداد‪)066(.‬‬
‫دراسة تضمنت اساليب العبث في اللغة وتغيير االرقام وحذف عبارات واضافة اخرى وتغيير‬
‫معاني بعض الكلمات وبقى المشروع مستمر لغاية‪5664/‬م ثم صدر عن المشروع بيان جاء فيه‬
‫ما نصه" صعوبة التقاء اللغة العربية مع اللغة االنكليزية‪ ،‬كان الدافـع الرئيسي وراء موجة الكره‬
‫العربي ألمريكا واسرائيل والشعور بالبغض واالنتقام من الذين يتحدثون االنكليزية‬
‫والفرنسية‪ ."..‬كان هذا الذي تم عرضه هو فكرة عن المشروع المقدم من قبل وزارة الخارجية‬
‫االمريكية عام‪3904/‬م وبجهود الخيرين تم التصدي للمشروع" (‪.)1‬‬
‫*‪ .‬وادناه نماذج من التهريج الوارد في تلك السور المزعومة‪:‬‬
‫سورة الثالوث‪" :‬ونحن هللا الرحمن الرحيم ثالوث فرد إله واحد ال شريك لنا في العالمين)!! وال ندري كيف‬
‫يمكن ان يكون ثالوثا وفي نفس الوقت يكون واحد!! !! !! !!‬
‫سورة الموعضة‪":‬زعمتم بأنا قلنا قاتلوا في سبيل هللا وحرضوا المؤمنين على القتال وما كان القتال سبيلنا‬
‫وما كنا لنحرض المؤمنين على القتال إن ذلك إال تحريض شيطان رجيم لقوم مجرمين"‪.‬‬
‫‪ .1‬صحيفة المجد االردنية‪ -‬العدد(‪ )432‬الصادر بتاريخ ‪.0224/3/11‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫وان ملك بريطانيا ادوارد االول وبفعل ما كان يحصل في بالده‪ ،‬اصدر عام‪3596/‬م اعالنا اعتبر‬
‫فيه اليهود الموجودين في بريطانيا دخالء وامرهم بترك بريطانيا خالل ثالثة شهور بعد رحيل‬
‫اليهود عاشت بريطانيا لمدة ثالثة قرون ونصف في فتره ذهبية وسعادة غير متناهية والسبب في‬
‫هذا القرار ان الملك ادوارد شاهد ولمس من قرب دور اليهود في اشاعة اجواء التأمر وتقويض‬
‫اركان الحياة العامة‪ ،‬لقد شاهد سنة‪3596/‬م بان شعبه يُستثمر ويسلب من قبل اليهود االشكنازيين*‬
‫بصورة مرتبة وجعلوا الشعب البريطاني بحالة يرثى لها (‪.)1‬‬
‫ومن اهم المنظمات التي حملت توصيف المنظمات اإلرهابية في التاري هي المنظمات التي‬
‫كانت موجودة في منطقة الشرق االوسط في‪(.‬فلسطين) ومنها (افراد طائفة الزيلوت‪ -‬الغيورون‬
‫السيكاريون‪ ،‬السيكاري) والسيكاري‪ -‬هي نسبة الى اسم االسلحة التي كانوا يستخدموها في عملياتهم‬
‫االجرامية والتي تشبه الخناجر او السيوف الصغيرة التي تعرف باسم"سيكا"‪ ،‬قام بتشكيل تلك‬
‫المنظمة طائفة الزيلوت‪ ،‬الذين جاءوا إلى فلسطين إليمانهم بإمكانية اعادة بناء المعابد اليهودية‬
‫القديمة في القدس ومنها الهيكل المزعوم‪ ،‬ظهرت تلك المنظمة قبل والدة السيد المسيح عليه السالم‬
‫بـفترة غيرة محدد في مدينة القدس فقد اشاعت الرعب في القدس وتم احراق الكثير من المتاجر‬
‫والمنازل وطالت عملياتهم حتى اليهود الرافضين لنهجهم‪ ،‬وانتهت الجماعة عام‪76/‬م على يد‬
‫الرومان‪.‬‬
‫وفي كتاب السرطان االحمر(‪ )2‬نورد بعضا مما جاء فيه حول ما قامت به الشيوعية من مجازر‬
‫بحق المسلمين‪ ،‬ان اإلرهاب في تلك الفترة اخذ بعدا موغال في االجرام والعنف غير المبرر المبني‬
‫على ردة العمل القاسية‪ ،‬والذي اثرته االيدلوجية الشيوعية (‪.)3‬‬
‫*‪ .‬אַ ְׁש ֲּכנָזִ ים‪ -‬اشكنازيم‪ -‬كلمة عبرية تستخدم للدالة على اليهود الذين اصلهم اوروبا وباألخص يهود اوروبا‬
‫الشرقية واشكناز تعني المنطقة المحيطة بنهر الراين وهي المانيا‪ ،‬وعكسهم اليهود السفارديم الذين اصلهم‬
‫اسبانيا والبرتغال‪ ،‬او اليهود الشرقيين‪.‬‬
‫‪ .1‬اتلغان‪ ،‬جواد رفعت ‪ -‬الخطر المحيط باإلسالم‪ -‬طبعة بغداد عام‪1293/‬م ص‪.091‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬عزام‪ ،‬عبد هللا‪ -‬السرطان االحمر‪ -‬ط‪ -1‬مكتبة االقصى‪ ،‬عمان طبعة عام‪1290/‬م ‪ -‬المعلومات متفرقة‬
‫والفقرة الرابعة من الصفحة ‪.30‬‬
‫‪ .3‬محي الدين‪ ،‬محمد مؤنس‪ -‬االرهاب في القانون الجنائي على المستويين الوطني والدولي‪ -‬المطبعة االنجلو‬
‫مصرية‪ -‬الطبعة الثالثة ص‪.34‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫"في تركستان الشرقية التي احتلتها الصين بمساعدة روسيا تمت ابادة مليون واربعمائة‬
‫الف مسلم‪ ،‬وذهب ضحية الثورة الصينية في عام‪3925/‬م حوالي مائة وعشرين الف من المسلمين‬
‫وفي يوغسالفيا كان عدد الذين تمت تصفيتهم من المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية (‪ )54‬الف"‬
‫وثبت من االحصائيات الرسمية ان عدد قتلى المسلمين في عهد ستالين بلغ (‪ )33‬مليون‪ ،‬وهذه‬
‫تمثل احصائيات معلنة اما غير المعلن فانه مجهول‪.‬‬
‫ومن المغاالة في التطرف واالساءة المتعمدة لإلسالم على المستوى الرسمي وحتى الشعبي‬
‫فقد ذ ُكر ان النشيد الذي كان يردده الجنود االيطاليين المتوجهين للحرب في ليبيا فيه من االساءة‬
‫والوقاحة ما يعجز عنه الوصف ولكننا سنعرضه لألمانة العلمية" اماه صلي وال تبكي بل اضحكي‬
‫وتأملي‪ ،‬اال تعلمين ان ايطاليا تدعوني وانا ذاهب الى طرابلس فرحا مسرورا ألبذل دمي في سبيل‬
‫سحق االمة الملعونة‪ ،‬وألحارب الديانة االسالمية وسأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن‪ ،‬ان سألك أحد‬
‫عن عدم حدادك علي فاجيبيه انه مات في محاربة االسالم" (‪.)1‬‬
‫في القرن الثالث عشر تم تشكيل محاكم التفتيش في اوروبا وفي القرن الثامن عشر تم الغاؤها‬
‫اما ضحايا محاكم التفتيش من مسلمين ومسيحيين هو(‪ )9‬ماليين شخص‪ ،‬اما فرق التفتيش فكانت‬
‫تجوب الطرقات فاذا ما شكوا في شخص معين وخاصة من الرجال طلبوا منه ان يخلع سرواله‬
‫فاذا تم ختانه فهذا مسلم او يهودي واما من لم يتم ختانه فهو مسيحي‪ ،‬ومحاكم التفتيش التي شكلها‬
‫االسبان هي غير محاكم التفتيش الباباوية السابقة والتي كانت سائدة في اوروبا في القرون الوسطى‪.‬‬
‫و منذ استقالل الجزائر وهي تحاول السعي لدى فرنسا من اجل تزويدها بخرائط حقول االلغام‬
‫وجاءت االستجابة الفرنسية عام‪5667/‬م‪،‬اي بعد نصف قرن تقريبا‪ ،‬وفي نفس السياق كان‬
‫الجزائريون المتواجدين في فرنسا قد قاموا بمظاهرة سلمية عام‪3903/‬م تدخلت الشرطة وحسمت‬
‫الموضوع بشكل دموي للغاية نتج عنه قتل(‪ )566‬شخص‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬علوان‪ ،‬عبد هللا ناصح‪ -‬االعتقاد في الشريعة االسالمية‪ -‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة‪-‬‬
‫االصدار االول ص‪.34 -33‬‬
‫‪www.abdullahelwan.net‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫في يوغسالفيا السابقة وللفترة ما بين (‪3942 -3943‬م) اباد الكروات المحسوبين على المذهب‬
‫الكاثوليكي (‪ )466‬الف صربي أرثوذكسي اضافة الى(‪.)12‬الف يهودي و(‪ )52‬الف غجري كلهم‬
‫من اهل البالد ومن سكانها الشرعيين (‪.)1‬‬
‫وفي كمبوديا (‪ )2‬وعلى يد الخمير الحمر تم منذ عام ‪3972/‬م وحتى هزيمتهم‪ ،‬قدمت كمبوديا الى‬
‫األمم المتحدة عام‪3996/‬م تقريرا عن الخسائر جاء فيه ان عدد القتلى هو(‪ )1،134،700‬شخص‬
‫وتدمير (‪ )2027‬مدرسة و(‪ )790‬مركزا طبيا‪ ،‬واباد الخمير الحمر حوالي ‪ %76‬من المسلمين‬
‫وتهديم (‪ ) 360‬مسجد‪ ،‬ويعتبر الخمير الحمر من اشد الجماعات العسكرية تطرفا وارتكبت من‬
‫المجازر بحق الكمبوديين ما ال يوصف وال يصدق وتم ذلك بمساعدة البعض من المرتزقة‪ ،‬والذين‬
‫جاءوا اليها من كل اصقاع االرض من اجل اشباع رغباتهم المريضة بالقتل والتدمير والتخريب‬
‫مقابل مبالغ مالية ومكاسب مادية‪.‬‬
‫والجنرال هكتور غراما جو (‪ (Hector Gramago‬يتحدث في مقال تم نشره في صحيفة‬
‫هارفرد الدولية عن التجديدات التي قام بها‪ ،‬االجراءات التي قام بها في التعامل مع المناهضين‪-‬‬
‫لحكومة غواتيماال في منطقة المرتفعات ‪.:‬لقد ابتكرنا استراتيجية اقل تكلفة واكثر انسانية لتكون‬
‫اكثر انسجاما مع النظام الديمقراطي‪ ،‬لقد نظمنا الشؤون المدنية عام‪3905/‬م بحيث تؤمن التقدم لـ‬
‫‪ %76‬من السكان بينما نقتل الـ ‪ %16‬الباقيين‪ ،‬اما قبل ذلك فقد قامت استراتيجيتنا على قتل‬
‫‪ ،)3( %366‬وال نعلم ما موقف هارفرد مما ورد في تلك التصريحات‪.‬‬
‫واما مادلين اولبرايت وزيره الخارجية األمريكية السابقة تقول في حديثها لمراسلة شبكة‬
‫(سي بي أس) في ‪ 3990/2/33‬حين سألت‪ :‬سمعنا أن نصف مليون طفل عراقي توفوا حتى اآلن‬
‫وهذا العدد يفوق بكثير عدد األطفال الذين ماتوا في هيروشيما وأنت تعلمين بذلك فهل يستحقون‬
‫‪ .1‬د‪ .‬معتوق‪ ،‬فردريك‪ -‬معجم الحروب‪ -‬طبعة لبنان‪ -‬عام‪1229/‬م ص ‪.433‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬فردريك معتوق‪ -‬معجم الحروب ‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.11-92‬‬
‫‪ .3‬تشومسكي‪ ،‬نعوم‪ 321 -‬سنة الغزو مستمر‪ -‬ترجمة مي النبهان‪ -‬طبعة دمشق عام‪1221/‬م ص ‪،33‬نعوم‬
‫تشومسكي (‪ )Avram Noam Chomsky‬امريكي مولود في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1209‬فيالدلفيا‪ ،‬بنسلفانيا‬
‫فيلسوف ويعتبر ايضا اب علم اللسانيات في العصر الحديث‪ ،‬ويحاول في كتاباته التعرض بالنقد للظواهر‬
‫الموجودة في المجتمع االمريكي او العالم‪.‬‬
‫‪- 17 -‬‬
‫ذلك ؟ فأجابت الوزيرة قائلة‪ :‬أنا أعتقد أن الخيار صعب للغاية ولكن هل يستحقون ذلك أم ال‪ ،‬نعم‬
‫أنا أعتقد أنهم يستحقون ذلك‪.‬‬
‫وغولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة في تصريحها للصنداي تايمز بتاري‬
‫‪ 3909/0 /32‬وكعادة المسؤولين االسرائيليين الصهاينة وعبر التاري الطويل الحافل باألعمال‪...‬‬
‫غير موجود‪ ،‬ولدعم‬
‫ضه وال طردناه هو أصالً ُ‬
‫تقول‪ :‬ال وجود للشعب الفلسطيني نحن لَم نسلبْه أر َ‬
‫هذه األكذوبة وإثبات َّ‬
‫أن فلسطين كانت صحراء خالية من الس َّكان عمدوا إلى تجريف مئات القرى‬
‫بيوتها‪ ،‬وأسوارها‪ ،‬وقبورها‪َّ ........‬‬
‫وإن فكرة الشعب المختار تعد أكثر األفكار دموية في التاري‬
‫ألنَّها بررت ما نسب إلى يسوع من قتل وإبادة للشعوب األخرى؛ كي يمكن لإلسرائيليين من‬
‫االرض (‪.)1‬‬
‫وفي الثالث من يوليو عام‪3900/‬م وتماشيا مع غرور(جنون) العظمة التي احاطت امريكا به نفسها‬
‫التي توشحت بوشاح القوة تلك القوة الغاشمة التي ترهب بها امريكا من تشاء‪ ،‬فقد قامت البارجة‬
‫الحربية فينسنز(‪ )Vincennes‬التابعة للبحرية األمريكية وبشكل متعمد بإطالق النار تجاه طائرة‬
‫ركاب إيرانية مدنية وفي الممر الجوي التجاري باألجواء اإليرانية في رحلة عادية مما ادى الى‬
‫تدمير تلك الطائرة وقتل جميع من كان فيها والبالغ عددهم(‪ ،)596‬في سابقة خطيرة وغير مبررة‬
‫وبالضد من اتفاقيات األمم المتحدة حول سالمة وامن الطيران المدني وخاصة اتفاقية مونتريال‬
‫الموقعة في كندا بتاري ‪ ،3973/9/51‬وباإلمكان االطالع على وثائق األمم المتحدة والتي تخص‬
‫الموضوع ضمن(مجموعة المعاهدات‪ -‬المجلد‪ -974-‬العدد‪ .)34330-‬لكن جورج بوش األب‬
‫وبدل من ان يحاول تبرير هذا العمل ومواساة اسر الضحايا او تشكيل لجنة لغرض التحقيق‬
‫بالموضوع‪ ،‬نراه يستمرئ ويتبجح ويقول‪ :‬ال أعتذر أبدا عن الواليات المتحدة‪ ،‬وال يهمني أمر‬
‫الحقائق‪ ،‬فلو عكسنا الموضوع وكانت هذه الطائرة تابعة للواليات المتحدة‪ ،‬هل كانت ستكتفي‬
‫باالعتذار؟ ام انها كانت ستجيش الجيوش‪....‬‬
‫‪ .1‬غارودي‪ ،‬روجيه‪ -‬االرهاب الغربي‪ -‬ج‪ - 1‬تعريب د‪ .‬داليا الطوخي‪ ،‬د‪ .‬ناصر عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬سامي مندور‪-‬‬
‫مكتبة الشروق الدولية‪ -‬طبعة عام‪0224/‬م ص‪ ،93‬وهو فيلسوف وكاتب فرنسي ولد عام‪1213/‬م وتوفي‬
‫عام‪0210/‬م‪.‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫‪"I will never apologize for the United States of America - I don't care‬‬
‫‪what the facts are "(1).‬‬
‫ولضمان سالمة النهج الذي اتبعناه في التطرق لألعمال اإلرهابية نتكلم عن اشد الجماعات‬
‫التي عرفها االسالم ومنهم القرامطة ‪..‬لقد كان القرامطة‪ -‬يمارسون القتل والسطو ويبثون الـرعب‬
‫والفـزع‪ ،‬وال يسلم مـن شرهـم صغير وال كبير مسلما كان ام غير مسلم وكانوا يشنون الهجمات‬
‫على القرى والناس االمنين في العراق وبالد الشام‪ ،‬فزعيمهم الملقب ابو الطاهر يجهز جيشا‬
‫ويستبيح به الكوفة يقتل رجالها ويسبي نسائها ويشرد االخرين ليموتوا في الصحراء‪ ،‬ثم يأتي الى‬
‫مكة في اليوم السابع من ذي الحجة فيقتل الحجيج ومن استطاع ان يظفر به من اهل مكة‪ ،‬واخذ‬
‫الباقين من النساء واالطفال سبايا حتى خلت مكة من الحجيج واهلها وابي الطاهر ينظر الى ذلك‬
‫فرحا من خالل خيمة نصوبها له على مشارف البيت الحرام وانتهى بهم االمر الى قلع ابواب الكعبة‬
‫والحجر االسود واخذوه معهم‪ ،‬ورموا بعض الجثث في بئر زمم (‪.)2‬‬
‫ثم ظهر السالجقة الذين عبثوا في االرض فسادا واسسوا دولة لهم داخل الدولة العباسية وفعلوا‬
‫بالناس االفاعيل‪ ،‬ثم جاء دور االسماعيليين (تعود التسمية الى اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‬
‫السالم الذي تم اختياره من قبل هذه الجماعة على اعتباره هو االمام بدل اخيه موسى الكاظم على‬
‫عكس الشيعة االمامية الذين يعتبرون ان موسى الكاظم عليه السالم هو االمام الحق)‪ ،‬والذين انقسم‬
‫الناس معهم بين مؤيد ومعارض ولكن نقول ان الكثير مما فعلوه غير مرضي حيث نصبوا انفسهم‬
‫خصوما وحكام في نفس الوقت واعطوا ألنفسهم االقتصاص من االخرين على أساس انهم والة‬
‫االمر ‪ ،‬ولعل البعض يجد فيهم انصار للحق كونهم كانوا يقتصون من الحكام واصحاب النفوذ‬
‫والمترفين‪ ،‬والبعض االخر يعتبرهم لصوص وخونة‪.‬‬
‫‪ .1‬حجازي‪ ،‬محمد عبد اللطيف ‪ -‬التاريخ اإلرهابي األمريكي‪ -‬منشور على الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://alarabnews.com/alshaab/GIF/12-10-2001/Hegazi.htm‬‬
‫انظر‪ -‬علي عبود معدي‪ -‬عالم بال ثوابت ‪ -‬صحيفة الرياض‪ -‬العدد الصادر بتاريخ ‪. 0220/9/2‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬زكار‪ ،‬سهيل‪-‬الجامع ألخبار القرامطة‪ ،‬في االحساء‪ ،‬الشام‪ ،‬العراق‪ ،‬اليمن‪ -‬ج‪ -0‬ط‪ -3‬دار حسان للطباعة‬
‫والنشر‪ -‬طبعة عام‪1291/‬م ص ‪.343-344‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫اما الحشاشون الذين يعتبرون الفرقة االكثر ارهابية في االسالم فقد قامت بأعمال باطلة حتى انتهى‬
‫االمر بهم في تعاون هذه الفرقة مع الصليبين وفتكت بالكثير من قادة المسلمين ورجاالتهم (‪ ،)1‬ومن‬
‫التشويهات ايضا ما يدرس ضمن االدب الغربي بان صالح الدين االيوبي هو من الحشاشين‬
‫(الحشاشون= السراطون*)‪.‬‬
‫وقد يتوهم اصحاب النوايا المبيتة والمبنية على الكذب واالفتراء والتدليس وفرض األمر الواقع‬
‫او يحاولوا ان يوهموا االخرين بقضيتهم‪ ،‬فعلى لسان جاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق اذ يقول‪:‬‬
‫تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام ‪،5661‬فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب‬
‫مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق[حرب الخليج الثالثة]‪،‬مبررا‬
‫ذلك بتدمير اخر اوكار(يأجوج ومأجوج)‪،‬مدعيا انهما مختبئان االن في الشرق االوسط قرب مدينة‬
‫بابل القديمة‪...‬وان هذا الواجب االلهي المقدس الذي اكدت عليه نبوءات التوراة واالنجيل (‪.)2‬‬
‫اما المغول الذين استباحوا بالد المشرق من الشرق االدنى الى الشرق االوسط‪ ،‬حتى اذا ما‬
‫وصلوا بالد الشام‪ ،‬اتموا مشوارهم بقتل الرجال واخذوا النساء والصبيان وساقوا امامهم االسرى‬
‫واالبقار واالغنام‪ ،‬وحملوا معهم كل نفيس وغال‪...‬وادخلوا الرعب في القلوب‪ ،‬واشبعوا تلك االنفس‬
‫الظامئة الى الشر والعدوان (‪.)3‬‬
‫ويقول غاندي الزعيم الهندي الراحل في وصف قيام الكيان الصهيوني‪. :‬لقد اخطأ اليهود خطأ‬
‫جسيما في فرض انفسهم بالقوة على ارض فلسطين بمساعدة امريكا وبريطانيا واالن بمساعدة‬
‫اإلرهاب السافر )‪.(4‬‬
‫‪ .1‬المطوي‪ ،‬محمد العروسي ‪ -‬الحروب الصليبية في المشرق والمغرب‪ -‬طبعة تونس‪ -‬طبعة عام‪1234/‬م‬
‫ص‪.9 -1‬‬
‫*‪ .‬المعجم‪ :‬الرائد‪ -‬سرط الشيء‪ :‬ابتلعه‪ ،‬السراطون فرقة من المتصوفة يتناولون الحشيش في طقوسهم‪.‬‬
‫‪>.2‬مطر‪ ،‬سليم‪ -‬اخطر اسرار االستراتيجية االمريكية في العراق والشرق االوسط‪ ،‬حقيقة المنظمات السرية‬
‫التي تحكم العالم‪ -‬دار الكلمة الحرة بيروت‪ -‬طبعة عام‪0211/‬م ص‪.93‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬عكاشة‪ ،‬ثروت‪ -‬اعصار من الشرق ‪ -‬دار الشروق‪ -‬طبعة عام‪1220/‬م ص‪.049-043‬‬
‫‪4. Jews and Palestine, by Gandhi - From Harijan- July 21, 1946:‬‬‫‪http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/History/JewsPalestineGandh‬‬
‫‪i.html‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫اما ما حصل ويحصل في العراق فانه له في كل يوم حكاية‪ ،‬ابطالها اهلها الراغبون في الحياة تلك‬
‫الحكاية التي ال تبدو لها نهاية اال اصرار هذا الشعب على البقاء واالمل في الحياة وحسن التوكل‬
‫والصبر على البالء‪.‬‬
‫وما يحصل في العراق االن يدفع ثمنه بالدرجة األساس بسطاء الناس وعامتهم اما أصحاب األموال‬
‫والسحت الحرم والمتصيدين في الماء العكر فهم في ابراجهم العاجية امنون هم وابنائهم ويرتعون‬
‫حد التخمة بأموال العراق وخيراته‪.‬‬
‫وعلى ضعف خبرات هذا البلد في المجال األمني واالستخباري أصبح ساحة مكشوفة وخط الصد‬
‫األول في مواجهة اإلرهاب وليس له حلول اال الحلول العسكرية والتي قد تنجح مرة وتصيب مرة‬
‫أخرى مع ما يعتري المؤسسة العسكرية من ترهل اال انها غير مؤهلة لوحدها للتصدي لإلرهاب‬
‫او الحد منه دون مساعدة خارجية‪.‬‬
‫فنحن بين فكرتين هما موضوع الحرب على اإلرهاب وموضوع مكافحة اإلرهاب والعراق يعمل‬
‫بفكرة الحرب والحرب فيها معارك كثيرة وليس النصر فيها مضمون‪ ،‬ان للحرب أهدافها متى ما‬
‫حصلت فان الحرب تكون قد أدت اغراضها‪ ،‬اما المكافحة فهي عمل مستمر قد تحصل فيه إخفاقات‬
‫ولكن ليس بشكل متكرر الن االضرار تكون جسيمة‪ ،‬والحرب يأتي لها يوم مهما طالت تقف ولكن‬
‫مكافحة اإلرهاب يجب ان ال تتوقف‪.‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الجهود المبذولة في تعريف وتوصيف اإلرهاب‬
‫ويتضمن المطالب االتية‬
‫المطلب االول‪ :‬االركان والغاية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظريات اإلرهاب‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬االتجاهات‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الجهود الخاصة بتعريف وتوصيف اإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الجهود المبذولة في تعريف وتوصيف اإلرهاب‬
‫في هذا المبحث سيتم تناول موضوع الجهود التي بذلتها الجهات المتعددة من اجل ايجاد‬
‫تعريف يحظى باهتمام الجميع ويصبح اساسا يمكن اعتماده عند تناول تلك الظاهرة على النطاق‬
‫المحلي او االقليمي او الدولي‪.‬‬
‫ففي المطلب االول سنتحدث عن االركان التي يستند عليها العمل اإلرهابي مع بيان الغايات‬
‫التي يهدف الى تحقيقها‪ ،‬ولعل انه يوجد هناك من الغايات ما لم يتم التطرق اليه او ذكره فلكل فرد‬
‫او مجموعة او دولة غايات خاصة بها وقد يكشف لنا التطور العلمي والتقني وتطور الحياة في كافة‬
‫مجاالتها غايات جديدة‪.‬‬
‫اما المطلب الثاني فإننا سنتناول فيه بعض النظريات التي تحدث عنها ذوي االختصاص في‬
‫محاولة لغرض تقريب الصورة وفهم الدوافع واالسباب الحقيقية التي تقف وراء تلك الظاهرة من‬
‫حيث تشخيصها والعمل على وضع الحلول المناسبة لها‪.‬‬
‫ولكون موضوع التعريف قد مر بسجال كثير وعدم وجود اتفاق على معنى اإلرهاب لحد االن‬
‫وسنبين في المطلب الثالث موضوع االتجاهات والمدارس التي حاولت تعريفه او توصيفه‪.‬‬
‫وسنبين في المطلب الرابع بشكل مفصل الجهود التي بذلت وتبذل من اجل ايجاد تعريف او‬
‫توصيف لإلرهاب‪ ،‬ومنها الجهود على المستوى الدولي واالقليمي وكذلك جهود بعض الدول‪ ،‬مع‬
‫بيان الجهود الشخصية للفقهاء والباحثين ‪.‬‬
‫ان تلك المطالب تصب في خانة واحدة وهي تدور حول موضوع الجهود المبذولة في ايجاد‬
‫تعريف وتوصيف لمصطلح اإلرهاب المتداول حاليا‪ ،‬فمن غير معرفة االركان والغايات والنظريات‬
‫المطروحة حول اإلرهاب وبيان االتجاهات او المدراس التي تناولت الموضوع فانه سيصعب ايجاد‬
‫تعريف واضح‪ .‬ومحدد وعلى اقل تقدير بيان اسباب االخفاق ولحد االن في ايجاد تعريف اإلرهاب او‬
‫توصيفه‪ ،‬وبالرغم من ان ادبيات األمم المتحدة تتحدث بان المواثيق الرئيسية لجهود األمم المتحدة‬
‫في هذا المجال قليلة‪ ،‬اال اننا سنستعرض جهودها في كل ما يتعلق بتعريف وتوصيف اإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫المطلب االول‬
‫االركان والغاية‬
‫ان العمل اإلرهابي يستهدف باألساس النظام العام ويحاول نشر الرعب والفزع بين الناس‬
‫ويحطم معنوياتهم ويلحق ضررا بمحيطهم المادي والمعنوي‪ ،‬ويقف حائال بين الدول ومشاريعها‬
‫في تحقيق االزدهار والتطور‪ ،‬وتبرز اهمية دراسأأأأة موضأأأأوع اإلرهاب من االركان التي يسأأأأتند‬
‫اليها والتي تعطيه هذه االهمية الكبيرة والغاية التي يهدف اليها وسنتناول ذلك باإليجاز والتبسيط‪.‬‬
‫االركان‬
‫مثلما ان لكل فعل اجرامي اركانه التي اذا ما اجتمعت ادت الى اعطاء وصأأأأأأف للفعل كذلك فان‬
‫للعمل اإلرهابي اركان أيضا (مادي‪ ،‬معنوي) اما أوجه تلك االركان فهي‪-:‬‬
‫‪ -3‬نشر الرعب او التهديد به‪ -‬ان العمل اإلرهابي هدفه االساسي هو نشر الرعب والخوف والذي‬
‫يتم من خالل خطة توضأع لهذا الغرض ويعتمد اسألوب نشأر الخوف من خالل العمل اإلرهابي‬
‫على الجهة التي تقوم به فبعضها ينحو منحى الطابع المادي واالخر يحمل صفة معنوية واالخر‬
‫يجمع كلتا الصفتين‪.‬‬
‫‪ -5‬العنف المستمر‪ -‬ان العنف المستمر يعني حصول سلسلة من االعمال ال تنتهي اال بقيام الجهة‬
‫التي تقوم به بالتوقف نتيجة ضأأغوط تمارس عليها‪ ،‬او تغيير في سأأياسأأتها العامة مثل حصأأول‬
‫الصلح مع الدول التي تمارس فيها اعمالها او االوامر التي تأتيها من الخارج بالنسبة للجماعات‬
‫ذات االرتباطات الخارجية‪.‬‬
‫‪ -1‬التحريض‪ -‬قد يكون جزء من الخطة الموضوعة لتنفذ العمل اإلرهابي هو التحريض على قيام‬
‫العمل ألسأأأأباب منها عدم امكانية الجهة المحرضأأأأة على القيام بالعمل نتيجة عجزها(عدم توفر‬
‫الوسأأأأأأأائل للتنفيذ) او نتيجة كفاءة االجراءات المتخذة للحد منه‪ ،‬او قد يكون العمل يعتمد على‬
‫التهديد فقط دون حصأأول اي عمل‪ ،‬او قد تكون الخطة الموضأأوعة اصأأال تسأأتند على التحريض‬
‫وقد تقوم بالتحريض جهات اخرى مدفوعة من جهات معينة (العمل بالنيابة عن ‪ -‬بالوكالة)‪.‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫‪ -4‬الطابع‪ -‬ونعني محلي او اقليمي دولي‪ ،‬وكذلك السأأأأأمة التي يحملها التي قد تمتد لتشأأأأأمل اكثر من‬
‫مكان داخل الدولة او خارجها‪.‬‬
‫‪ -2‬الجهة التي تقوم به‪ -‬حيث يمكن ان يقوم بهذه االعمال افرادا او جماعات منظمة او حتى دول‬
‫سواء كانت تمتلك مقومات الدولة او تدعي بذلك‪ ،‬حيث ان كثير من الجماعات الم سلحة تحول‬
‫ان تؤسس لها كيانا سياسيا‪.‬‬
‫‪ -0‬الوسااائل المسااتخدمة‪ -‬وتعتمد على امكانيات تلك الجهات وطرق تمويلها او التي تحصأأل عليها‬
‫لتنفيذ عملها وفق الخطة التي ت ضعها‪ ،‬والو سائل في اإلرهاب مفتوحة وال يوجد ضابط لها وهي‬
‫مشاعة للجميع او قد تكون مبتكرة‪.‬‬
‫‪ -7‬االثار المترتبة‪ -‬وهي النتائج التي تحصل عند تنفيذ العمل اإلرهابي او بعدها والتي تكون اثارها‬
‫اما مادية او معنويه‪.‬‬
‫‪ -0‬البعد السااااياسااااي او العام‪ -‬وهو جوهر العمل اإلرهابي الرامي الى تحقيق اهداف اهمها اهداف‬
‫سياسية على ان يخرج خارج توصيف الجريمة السياسية‪.‬‬
‫‪ -9‬العشوائية‪ -‬ان اهداف االعمال اإلرهابية يتم انتخابها ب شكل عام ب شكل ع شوائي فتارة يجري‬
‫اسأأأأأأتهداف مطعم وفي المرة االخرى يجري اسأأأأأأتهداف موكب الحد المسأأأأأأؤولين ومرة باص‬
‫لطالب الجامعات وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -36‬االبتكار‪ -‬الجمع بين االسأألوب البسأأيط واالسأألوب المعقد وابتكار وسأأائل متنوعة منها ما هو‬
‫بدائي ومنها ما هو متطور‪.‬‬
‫‪ -33‬االساااتغالل ‪ -‬وفيه يجري اسأأأتغالل الظرف او االنقسأأأام السأأأياسأأأي التي تمر به الدولة وكذلك‬
‫اسأأأأأأتغالل حاجات الناس‪ ،‬وخاصأأأأأأة في المجتمعات المحرومة او االفراد الذين يجعلون من‬
‫االشتراك في العمليات اإلرهابية إرضاء لنوازع الشر او امتثاال العتقاد ديني‪.‬‬
‫‪ -35‬التدريب‪ -‬وفيه يتلقى اإلرهابين تدريبا للقيام باألعمال التي توكل اليهم وقد يكون ذلك في‬
‫بلدهم او عن طريق جماعات إرهابية في مواقع خاصأأأأأأة او ان يكون في دولة أخرى وقد يتم‬
‫عن طريق وسائل التواصل‪.‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫الغايه‬
‫هي االهداف العامة التي تقف وراء العمل اإلرهابي والتي هي في مخيلة الواقفين من خلفه ولكل‬
‫جهة اهدافها الخاصأأأأأة بها على ان الغاية الرئيسأأأأأية هي اشأأأأأاعة الرعب والخوف وغايات اخرى‬
‫ويمكن ان نجملها باآلتي‪- :‬‬
‫‪ -3‬الحاق الضأأأرر باألفراد والقوانين والمعلومات والمواد والمنشأأأأت الخاصأأأة والعامة او بالدول‬
‫باعتبارها شخوصا معنويه وتهديد حياة االفراد او الدول وربما يصل الضرر الى البيئة واالمن‬
‫والسلم المجتمعي‪.‬‬
‫‪ -5‬فرض االرادة بالقوة عن طريق تنفيذ اجندات خاصة بغية الحصول على مكاسب اقتصادية او‬
‫اجتماعية او عسكرية‪.‬‬
‫‪ -1‬جلب االنتباه والدعاية السياسية (‪.(1‬‬
‫‪ -4‬اثارة المشاكل بين الجيوش او الدول المتحالفة ‪.‬‬
‫‪ -2‬محاولة شق الصف الوطني‪.‬‬
‫‪ -0‬دفع الدول باتجاه التصادم فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -7‬ممارسة اعمال الحرب النفسية‪.‬‬
‫‪ -0‬تشجيع االقاليم على االنفصال‪.‬‬
‫‪ -9‬اقامة انظمة حكم موالية لجهة معينة‪.‬‬
‫‪ -36‬اشباع الرغبات المريضة واالحقاد والثارات القديمة‪ ،‬والمشاكل التاريخية‪.‬‬
‫‪ -33‬التغطية على ممارسات الفساد المالي واالداري واالخالقي‪.‬‬
‫‪ -35‬تطويع التقدم التقني في خدمة العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫)‪1..Dr. Bruce Hofman- The Use of the Internet By Islamic Extremists (2006‬‬‫‪Testimony Presented to the House of Permanent Select Committee on‬‬
‫‪Intelligence, on May 4, 2006 p2.‬‬
‫واصل النص كما ورد في اللغة االنكليزية‪-:‬‬
‫‪“One of the enduring axioms of terrorism is that it is designed to generate‬‬
‫‪publicity and attract attention to the terrorists and their cause”.‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫‪ -31‬هناك اهداف اخرى تنسأأأأأأجم مع توجهات الجماعات التي تتبنا هذا النهج منها اشأأأأأأاعة الظلم‬
‫واالضأأأأأأطهاد والفقر وحرمان االخرين من حقوقهم وحرياتهم او العمل على بذل شأأأأأأتى أنواع‬
‫االيالم والعقوبة الجسأأأأأأدية وربما التعدي على الحق في الحياة من اجل التأثير على فئة معينة‬
‫كما يحصل في بورما‪....‬‬
‫‪ -34‬تطور العمل اإلرهابي للوصأأأأول الى فكرة إقامة النظام السأأأأياسأأأأي الخاص بتلك الجماعات‬
‫سواء كان أساسه مذهبي او عرقي او أي شكل اخر‪.‬‬
‫‪ -32‬الخروج من فكرة المحلية الى فكرة العالمية من خالل‪-:‬‬
‫أ‪ -‬ان يكون العالم كله ساحة مكشوفة لممارسة هذا العمل‪.‬‬
‫ب‪ -‬ان يتم تلقي المساعدات وتطويع افراد جدد‪.‬‬
‫ت‪ -‬ان تكون مواقع الصدارة والتخطيط والقيادة ذات صبغة عامة تصلح للجميع‪.‬‬
‫وقأأد تكون هنأأاك اهأأداف اخرى لم يتم التطرق اليهأأا ولكني اخأأذت بأأاألهأأداف العأأامأأة التي‬
‫تتناسأأأأأأأب مع عالمية الظاهرة‪ ،‬على الرغم من ان غالبية الذين تناولوا موضأأأأأأوع اإلرهاب فانهم‬
‫يح صرون غاية اإلرهاب في تحقيق مكا سب ذات طابع سيا سي‪ ،‬ولي ست مكا سب ذات طابع عام‬
‫قد تشمل جميع نواحي الحياة االخرى‪.‬‬
‫‪- 47 -‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫نظريات تفسير اإلرهاب‬
‫ليس هناك اتفاق واضح المعالم يفسر ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬وان النظريات المطروحة على‬
‫الساحة تستند الى اسس معيارية‪ ،‬تتناول موضوع اإلرهاب بوصفه جريمة متعلقة ومتأثرة بعدة‬
‫عوامل‪ ،‬منها كون اإلرهاب نتاج الوضع االجتماعي العام‪ ،‬او كونه من االمراض العقلية والنفسية‬
‫او التكوين البيولوجي وغير ذلك‪ ،‬وسنتعرض الهم النظريات التي حاولت تفسير ظاهرة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية البناء االجتماعي (روبرت ميرتون)*‪.‬‬
‫وهي محاولة الكشف عن أثر الضغوط التي يمارسها البناء االجتماعي على األشخاص في‬
‫المجتمع‪ ،‬ودرجة تكيف الفرد للمتطلبات االجتماعية والثقافية بحيث يؤدي الى االمتثال إلى سلوك‬
‫منحرف‪ ،‬ويرى (ميرتون) في هذا اإلطار‪ ،‬ومن خالل دراسته لظاهرة االنحراف ان هذه الظاهرة‬
‫تنتج بشكل أساسي عن الفصل بين األهداف الثقافية السائدة من جهة والوسائل المشروعة المتاحة‬
‫أمام الفاعلين من جهة أخرى فالتأكيد على قيمة إيجابية للسلوك العلماني في مجتمع يقوم على‬
‫أساس انتماءات غير علمانية ( دينية أو عشائرية‪ )..‬يعد انحرافا عن أهداف المجتمع ومساراته (‪.)1‬‬
‫‪ -5‬نظرية االختالط التفاضلي(ادوين سذر الند) ‪.‬‬
‫وهي تمثل تطوير منهجي لشرح كيفية انتقال السلوك اإلجرامي عن طريق التعلم من اآلخرين‬
‫عن طريق االتصال بهم والتعلم منهم‪ ،‬واالنحراف والجريمة وفق هذه النظرية سلوك اجتماعي‬
‫يمكن ان يتعلمه الفرد من المجتمع كأي سلوك اخر‪ ،‬والفرضيات األساسية للنظرية هي‪-:‬‬
‫*‪ .‬روبرت كينج مرتون عالم اجتماع امريكي ولد عام‪1212/‬م وتوفي عام‪0223/‬م ومحور نظريته هو البنائية‬
‫الوظيفية‪ ،‬والتي تركز على ما مدى التطابق بين األهداف الثقافية السائدة في مجتمع معين في زمن معين‬
‫والمعايير الموجودة والمتبعة فيه والتي يمكن استخدامها كوسائل مشروعة لتحقيق تلك األهداف‪ ،‬اي ان‬
‫الشخص الذي يحاول التمرد على المجتمع الذي يعيش فيه يحاول ان يغير ذلك المجتمع او يؤثر فيه‬
‫بالطريقة التي يراها هو صحيحة‪.‬‬
‫‪ .1‬مجلة نبع الجزائرية‪ -‬بحث حول روبرت مرتون‪ 1 -‬أبريل‪/‬نيسان ‪.0222‬‬
‫‪http://www.2algeria.org‬‬
‫‪.‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫أ‪ -‬أن السلوك اإلجرامي سلوك في حقيقته سلوك غير موروث يكتسبه اإلنسان بالتعلم وعن‬
‫طريق احتكاكه باألخرين و تفاعله معهم مع وجود الرغبة في تعلم ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬مع أن السلوك اإلجرامي يعد تعبيرا عن حاجات وقيم عامة؛ فإن هذه الحاجات ال تفسر هذا‬
‫السلوك ألن السلوك غير اإلجرامي تعبير عن نفس الحاجات والقيم‪.‬‬
‫ت‪ -‬ترى النظرية أن الفقر والال تجانس العرقي يؤدي إلى التفكك االجتماعي الذي يؤدي‬
‫للصراع الثقافي وإلى االرتباطات المختلفة الموضوعية للجريمة (‪.)1‬‬
‫‪ -1‬نظرية الحرمان النسبي( تيد روبرت كور)‪.‬‬
‫تم طرح هذه النظرية في عام‪3976/‬م وعرضت مرة اخرى بعد احداث سبتمبر عام‪5663/‬م‬
‫وتهدف الى تفسير السلوك االجرامي من خالل تفسير الدعم والتأييد الشخصي والجماهيري للعنف‬
‫السياسي‪ ،‬ويعتقد روبرت كور أن إحساس المرء بالحرمان الناجم عن التناقض المدرك بين ما‬
‫يعتقد المرء بأنه يستحقه شرعيا(التقييم‪.‬المتوقع)‪.‬وبين ما هو قادر على إنجازه والحفاظ‬
‫عليه (التقييم المبني على القدرة والكفاءة) يدعم هذا التنافر الشعور باإلحباط ويقود إلى العنف‬
‫السياسي الموجه ضد من يعتبرهم مسؤولين عن هذا التعارض‪ ،‬وان احتمالية العنف الجماعي‬
‫تتفاوت بقوة مع حدة ومدى الحرمان النسبي التي يعاني منها اعضاء الجماعة (‪.)2‬‬
‫‪ -4‬النظرية االقتصادية ‪.‬‬
‫وهي تركيب النظام الرأسمالي وهو الذي ينتج الجريمة وهي بمثابة رد فعل ضد الالعدالة‬
‫االجتماعية السائدة (‪.)3‬‬
‫‪ .1‬المحارب‪ ،‬فيصل‪ -‬تفسير الجريمة من خالل نظرية االختالط التفاضلي‪-: 0221/9/13 -‬‬
‫‪http://www.ejtemay.com/showthread.php?t=723‬‬
‫‪ .2‬هازور‪ ،‬ايمي بيد‪ -‬ولكن َمن هم؟ نظريات الفوضى‪ -‬لوس انجلوس تايمز‪ -‬ترجمة احسان عبد الهادي‪-‬‬
‫صحيفة المدى‪-:‬‬
‫‪http://almadapaper.net/sub/12-279/p04.htm‬‬
‫ا‪ .‬البيطار‪ ،‬ليلى رشاد‬
‫و‬
‫‪ .3‬د‪ .‬حنون‪ ،‬رسمية سعيد عبد القادر‬
‫‪lailabitar@najah.edu‬‬
‫‪rasmyahannoun@hotmail.com‬‬
‫مؤتمر جامعة الحسين بن طالل الدولي‪ -‬االرهاب في العصر الرقمي‪0229 -‬م‪.‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫وبعد ان تم عرض البعض من النظريات المفسرة لظاهرة اإلرهاب‪ ،‬يبقى السؤال هل ان اإلرهاب‬
‫حالة مالزمة للبشر منذ الخليقة االولى‪ ،‬نمت وتطورت معه حتى وصلت الى ماهي عليه االن ام‬
‫انها وليدة هذا العصر؟‪ ،‬ام انه الزم الحياة البشرية منذ بدايتها ألنه بنظر اهله هو االسلوب االقرب‬
‫للوصول الى االهداف والمصالح (‪ ،)1‬والجواب‪ ،‬هو ما نحاول ان نجده في هذا البحث‪ ،‬والذي‬
‫احتوى امثلة من الماضي والحاضر‪ ،‬وقد يشمل حتى الذين دخلوا فيه وهم على ما هم عليه‪.‬‬
‫ومن االمثلة على ذلك‪ :‬كارلوس الذي ولد عام‪3949/‬م في كاراكاس عاصمة فينزويال‬
‫ماركسي من عائلة معروفة‪ ،‬اما اسمه الحقيقي فهو (فالديمير ايليتش سانشيز راميريز) تدرب في‬
‫كوبا على العمليات الخاصة وحرب العصابات ثم التحق بجامعة في موسكو هي (باترليس لومومبا)‬
‫ثم طرد منها لعدم مواكبته الدراسة‪...‬ويحمل اسماء مستعارة وجوازات سفر عديدة فهو (ادولف‬
‫مولر) في تشيلي و(تشارلز كالرك) في امريكا وغير ذلك‪ ،‬واهم اعماله االجرامية هو حادث‬
‫اختطاف سفير فرنسا في الهاي (جاك سينار) وعشرة أشخاص آخرين بتاري ‪ ،3974/9/31‬ونفذ‬
‫خالل حياته الكثير من العمليات اإلرهابية والجرائم االخرى‪ ،‬وانتهى به االمر في سجن‪(.‬السانتيه)‬
‫الموجود في فرنسا‪(.‬باريس) بعد مشوار طويل قضاه في عالم الجريمة‪ .‬وكارلوس‪ ،‬لم يكن ينقصه‬
‫شيء فهو ابن أحد العوائل الثرية ولكن للجريمة قصة اخرى ال نكاد نعرفها‪.‬‬
‫وكذلك لو امعنا النظر في اعضاء الجماعات اإلرهابية المعروفة ولنأخذ مثل اخر وهو ما يعرف‬
‫بمنظمة بادر‪ -‬مينهوف‪ )Menhof -Badder(.‬نسبة الى اهم عضوين بارزين فيها‪ ،‬حيث ساهم‬
‫كل من (‪ (Andreas Bernd Badder‬المولود عام‪3941/‬م في مدينة ميون االلمانية وكذلك‬
‫أيضا ( ‪ (>Ulrika Maria Menhof‬المولودة عام‪3944/‬م في مدينة نبرج في تأسيس احد اكبر‬
‫المنظمات اإلرهابية‪ ،‬والذي نود ع رضه والتركيز عليه هو ان كال المذكورين قد انتحر بعد القاء‬
‫القبض عليه‪ ،‬حيث انتحرت (اورليكا ماريا مينهوف) في زنزانتها بتاري ‪ 3970/2/9‬اما (اندرياس‬
‫بيرند بادر) فقد انتحر بتاري ‪ ،3977/36/30‬ومن اعضاء المنظمة البارزين والذين انتحروا بعد‬
‫‪ .1‬الصفار‪ ،‬فاضل‪ -‬ظاهرة العنف واالرهاب اسبابها وحلولها‪ -‬مجلة النبأ اللبنانية‪ -‬عددا المجلة المرقمين‬
‫(‪ )99 -91‬لعام‪0223/‬م ص‪.03‬‬
‫‪- 26 -‬‬
‫القاء القبض عليهم‪ ،‬كل من (راسب) الذي انتحر بتاري ‪ 3977/36/37‬اي قبل ان ينتحر بادر بيوم‬
‫واحد‪ ،‬وكذلك فعل (انسلين) الذي انتحر مع بادر في نفس التاري وهو يوم ‪.3977/36/30‬‬
‫ان المتتبع لمسيرة هؤالء يجد امرا غريبا فهم جميعا يحملون شهادات علمية‪ ،‬حيث درس (بادر)‬
‫العلوم االجتماعية‪ ،‬ودرست (منيهوف) الفلسفة‪ ،‬ويحمل (راسب) الليسانس في علم االجتماع‪ ،‬اما‬
‫(انسلين) فقد درس الفلسفة‪ ،‬وهم ليسوا من العوائل الفقيرة او المعدمة‪.‬‬
‫وقد اشار االستاذ نبيل حلمي الى ان هناك مواضيع تتعلق بمسيرة حياة االنسان لها عالقة‬
‫مباشرة بتكون الفكر االجرامي لديه مثل العزلة واالنطواء والشذوذ والعالقات االسرية المضطربة‬
‫وعدم التواصل مع األصدقاء (‪ ،)1‬وتوجد محاوالت عدة لربط موضوع اإلرهاب بالدين كما حصل‬
‫في كتابات صاموئيل هنتجتون‪ ،‬وكذلك مع دافيد رابو بورت‪ ،‬وهي محاوالت القصد منها النيل من‬
‫الشريعة االسالمية ولكن لم يقل لنا هؤالء او يفسروا لنا ما يحصل من عمليات ارهابية في دول‬
‫العالم االخرى والتي قد يكون فيها المسلمون هم الضحية كما حصل ويحصل في ماينمار لطائفة‬
‫الروهينجا‪ ،‬فأينما يوجد النفس االجرامي والعنف والفساد والطائفية السياسية واالعدالة يمكن ان‬
‫يوجد اإلرهاب‪ ،‬والذي يتم تغذيته من خارج الحدود بالمال والسالح والرجال األفكار ايضا‪.‬‬
‫‪<.1‬حلمي‪،‬نبيل‪-‬االرهاب الدولي والسياسة الجنائية الدولية‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬طبعة عام‪1299/‬م ص‪.03‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫اتجاهات تعريف وتوصيف اإلرهاب‬
‫توجد مساهمات جادة في تعريف اإلرهاب وتوصيفه وهذه التعريفات تسير بثالثة اتجاهات‪:‬‬
‫االتجاه االول هو االتجاه الوهمي(التبريري) والذي يتناول اإلرهاب بصفته جريمة وهمية‪ ،‬واالتجاه‬
‫الثاني هو االتجاه المادي والذي يتناول االفعال التي تطال االفراد أنفسهم اي الواقعة عليهم بشكل‬
‫مادي شخصي‪ ،‬واالتجاه الثالث هو االتجاه الموضوعي او المعنوي ويتناول الغاية من االعمال‬
‫اإلرهابية واالتجاه الصحيح هو وجود تعريف يزاوج بين هذه االتجاهات‪.‬‬
‫‪ -3‬االتجاه االول(االتجاه التوهيمي‪ -‬التبريري)‪ -:‬ان اإلرهاب استنادا الى انصار هذا االتجاه هو‬
‫جريمة وهمية (‪ )1‬غير محددة تبريرية‪ ،‬ال تعدو اكثر من كونها جريمة عادية لها ركنها المادي‬
‫والمعنوي‪ ،‬واالصل في اعتبار اإلرهاب جريمة وذلك لضمان استخدام اشد الوسائل من اجل‬
‫محاربتها‪ ،‬ووفق هذا المنظور‪ ،‬اي التوهم او االيهام فان اإلرهاب صفة لصيقة بكل ما هو عربي‬
‫او مسلم‪ ،‬وان فلسفة اإلرهاب وضعت وفق خطة مدروسة محكمة لضمان الهاء المسلمين‬
‫وابعادهم عن قضيتهم المركزية في تحرير بيت المقدس والحد من التوسع المتنامي للشريعة‬
‫االسالمية‪ ،‬ويمكن فهم ذلك من خالل الحروب التي تشنها الواليات المتحدة على طول العالم‬
‫وعرضه بحجة مكافحة اإلرهاب ولكنها في الحقيقة تدافع عن مصالحها‪ ،‬ومصالح حلفائها‬
‫وتستخدم في ذلك قواتها المسلحة بشكل علني غير عابهة بالخسائر التي تنجم عن تلك العمليات‬
‫وبشكل متكرر‪ ،‬ويبدو أن هذه الكلمة (اإلرهاب) المطاطية يحاول كل طرف أن يشكلها حسب‬
‫أيديولوجيته ومصالحه وأهدافه (‪ ،)2‬ألنه يصعب تفسير قيام الطائرات االمريكية المسيرة‬
‫‪ .1‬قواطين‪ ،‬سالم‪ -‬اإلرهاب الدولي‪ ..‬جرائم وهمية وتهم تلفيقية‪ 12:12 0213/2/9-‬ولمعلومات اكثر زيارة‬
‫الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.libya-al-mostakbal.org/news/clicked/38454‬‬
‫‪ .2‬الطائي‪ ،‬عدنان ‪ -‬تعريف االرهاب قانونا وعرفا ‪ 2:31 - 0211/20/12‬الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www2.alwah.net:8007/Post.asp?Id=kSeNARlD8‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫بقصف اي هدف(شخص‪ -‬مكان) تعتقد انه يشكل خطرا عليها حتى لو كان مدنيا وخاصة في‬
‫اليمن والصومال وافغانستان وباكستان‪ ،‬وفي العراق سابقا وتعلل ذلك باستهدافها للمجرمين وان‬
‫هذا الوهم قد يصيب الكثير من االطفال او النساء بالضرر خروجا على مبدأ شخصية الجريمة‬
‫ففي كل ضربة عسكرية يسقط الكثير من االبرياء ولكن ال احد يقول للسبع بان‪ ،.....‬اما فيما‬
‫يخص موضوع التبرير فهو ما تلجأ اليه الدول المتنفذة الن مكافحة اإلرهاب عندها تعني‬
‫الحرب‪ ،‬والحرب لها دائما ما يبررها (‪.)1‬‬
‫ولهذا يصفه نعوم تشومسكي بان "اإلرهاب ما يعتبره قادتنا إرهاب"‪.‬‬
‫‪ -5‬االتجاه الثاني(االتجاه المادي)‪ -:‬ان انصار هذا االتجاه امثال‪(.‬بروس بالمر) يقولون انه‬
‫باإلمكان تعريف اإلرهاب قياسا باألعمال التي تحمل هذا الوصف‪ ،‬وتم االشارة الى مجموعة‬
‫من>االعمال المشمولة بالوصف مثل‪ :‬القتل‪ ،‬الخطف‪ ،‬االغتيال‪ ،‬واحتجاز الرهائن وغير ذلك‬
‫من الجرائم الشخصية‪ ،‬وايد هذا االتجاه التعريف المقدم من قبل الواليات المتحدة االمريكية‬
‫والذي تم طرحه في اجتماع الدورة الثامنة والعشرين للجمعية العامة لألمم المتحدة ونصه" كل‬
‫شخص يقتل شخص او يسبب له ضررا جسديا بالغا او يخطفه او يحاول القيام بفعل كهذا او‬
‫يشارك شخصا قام او حاول القيام بذلك" (‪ ،)2‬وهو ايضا يمثل اتجاه غير عملي او واقعي او شامل‬
‫فندته احداث‪ 33‬سبتمر‪ ،5663‬وهو اتجاه يدور في حلقة عالم الجريمة والتطرف من خالل‬
‫الصور التي يمكن ان تظهر بها تلك الجرائم‪.‬‬
‫‪ -3‬االتجاه الثالث( االتجاه المعنوي‪ -‬النفسي)‪ -:‬يركز على الجانب المعنوي مثل الغاية واالهداف‬
‫هو اشاعة الرعب والفزع الشديد لتحقيق مأرب سياسية أيا كان نوعها (‪ ،)3‬ويرى الدكتور شفيق‬
‫‪ .1‬د‪ .‬الحديدي‪ ،‬طلعت جياد لجي‪ -‬مشروعية الحرب في الشريعة االسالمية والقانون الدولي العام‪ -‬مجلة‬
‫القادسية للقانون والعلوم والسياسة‪ -‬م‪ -3‬العدد(‪ )0 -1‬عددا‪ ،‬حزيران‪ -‬كانون اول ‪ 0212‬ص‪.23‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬عبد القادر‪ ،‬صالح‪ -‬بحث في اصول الظاهرة وابعادها االنسانية للدكتور ادونيس العكرة‪ -‬الموقع‬
‫االلكتروني لصحيفة الرأي العام‪.‬‬
‫‪info@rayaam.net/‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬عطا هللا‪ ،‬فكري‪ -‬االرهاب الدولي‪ -‬دار الكتب الحديث‪ -‬طبعة عام‪0222/‬م ص‪.13‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫المصري ان اإلرهاب هو" استخدام غير شرعي للقوة او العنف او التهديد باستخدامها بقصد‬
‫تحقيق اهداف سياسية" (‪ ،)1‬وهو اتجاه احادي الجانب ايضا وهو يشكل وصفا لواقع الحال فيما‬
‫مضى من سالف االيام‪.‬‬
‫وال يشترط بالعمل اإلرهابي ان يحقق اهداف سياسية فقط بل قد تكون تلك االهداف عامة‬
‫تبعا لنهج الجهة التي تقوم به واالهداف التي ترجوها من جراء ارتكاب مثل هذه االعمال‪ ،‬ويعتمد‬
‫ذلك على مجموعة من العوامل‪ ،‬منها ما تتبناه الجهات اإلرهابية واخرى يفرضها المكان الذي‬
‫تمارس فيه تلك الجماعات عملها‪ ،‬ومدى فاعلية مساندة ووقوف الجهد اإلقليمي والدولي في‬
‫التصدي للمجاميع اإلرهابية‪ ،‬حيث ان فاعلية اجراءات المكافحة ستفرض على تلك الجهات ان‬
‫تختار اساليب معينة في عملها‪ ،‬وان ال تتجاوز حدود مهينة واال انقلبت إجراءاتها الى اعمال‬
‫تعسفية تطال حقوق االنسان وقد تمثل إرهابا أيضا‪.‬‬
‫ان اصحاب االتجاه المادي او (النظرية المادية) (‪ ،)2‬قد ذهبوا أكثر من موضوع الحاق االذى‬
‫باألفراد‪ ،‬واوضحوا انه بإمكان اإلرهاب ان يصل الى المواد والمعلومات وهي ظواهر مادية وان‬
‫الغاية من تلك االعمال هو اشاعة الرعب ايضا‪.‬‬
‫ان تلك النظرية ولوحدها أيضا قد عجزت من ان تجد تعريفا لمعنى اإلرهاب وانما اوجدت توصيفا‬
‫لألعمال اإلرهابية‪ ،‬واوقعت نفسها في اشكاالت قانونية مع الجهات المختصة‪ ،‬ولم تفرق بين انواع‬
‫الجرائم فليس كل جريمة عمال ارهابيا‪.‬‬
‫ان من األمور المسلم بها ان اإلرهاب قد يكون معنويا من خالل التهديد بالعمل اإلرهابي وليس‬
‫القيام به وقد يكون عمال احاديا والنتيجة متعددة االغراض ولكن صدى هذا العمل تكون كبير كما‬
‫حصل في حادث قتل سفير مصر لدى العراق المدعو (إيهاب صالح الدين أحمد الشريف)‬
‫‪ .1‬السينو‪ ،‬محمد ‪ -‬الحوار المتمدن‪-‬العدد(‪-:21:29 -0211/9/00 – )3494‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=272408‬‬
‫وورد نفس التعريف ايضا في مقال د‪ .‬هيثم المناع‪ -‬االرهاب وحقوق االنسان‪ -‬المنشور في مجلة التضامن‬
‫المغربية‪.‬‬
‫‪ .2‬عز الدين‪ ،‬احمد جالل‪ -‬االرهاب في الشرق األوسط ‪ -‬المركز القومي لدراسات الشرق األوسط – العدد(‪)13‬‬
‫لعام‪1223 -1224/‬م ص ‪.12‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫عام‪5662/‬م والذي كان سابقا يقوم بأعمال السفارة المصرية في إسرائيل وكانت األهداف المعلنة‬
‫متعددة منها وهذه كلها معلومات ليست سرية وانما تم تداولها في وسائع االعالم والتواصل‬
‫االجتماعي ومنها‪ :‬لغرض ثني عزم الدول على إقامة عالقات مع العراق في ظل االحتالل‪ ،‬لكون‬
‫السفير سبق وان عمل في إسرائيل‪ ،‬وجود طرف إقليمي يريد ابعاد مصر عن العراق واخالء‬
‫الساحة له‪ ،‬ثني مصر لتحقيق تقارب بين العرب السنة‪ ،‬اما ما صدر عن القاعدة في وقتها فأنها‬
‫كانت مستعدة ألطالق سراح السفير مقابل فدية مالية بسيطة ال تتجاوز (‪ )366‬الف دوالر‪.‬‬
‫اما اصحاب النظرية غير المادية (النظرية الموضوعية) فقد ركزوا على موضوع الغاية‬
‫والهدف من العمل اإلرهابي ولكن غالبية أنصار هذا االتجاه حصروا بواعث اإلرهاب بالحالة‬
‫السياسية فقط‪.‬‬
‫ان التعريف المطلوب هو التعريف الذي يمكن ان يجمع بين كل االتجاهات لينتج تعريفا عمليا‬
‫وواقعيا‪ ،‬الن محاولة تعريف اإلرهاب استنادا الى السلوك المكون للجريمة أو األفعال المكونة لها‬
‫فيكون اإلرهاب هنا فعل أو مجموعة من األفعال المعينة التي تعد من الجرائم يكمن وصفها‬
‫باإلرهاب فانه يعني خروج الكثير من الجرائم من دائرة اإلرهاب ال لشيء سوى انها لم تذكر‬
‫(‪)1‬وتعريف اإلرهاب استنادا الى الغاية واالهداف فانه قد يتعدى موضوع االهداف السياسية ليشمل‬
‫مجمل نواحي الحياة االقتصادية واالجتماعية والدينية والثقافية وغير ذلك‪ ،‬اما الحديث من كون‬
‫اإلرهاب جريمة وهمية فهو يعدل نصف الحقيقة‪.‬‬
‫‪..1‬شبي‪ ،‬كريم مزعل‪ -‬مفهوم االرهاب‪ ،‬دراسة في القانون الدولي والداخلي‪ -‬مجلة اهل البيت‪ ،‬مجلة فصلية‬
‫محكمة‪ -‬العدد الثاني‪ -‬عام‪0223/‬م ص‪.33‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫الجهود الخاصة بتعريف وتوصيف اإلرهاب‬
‫بذل المجتمع الدولي والزال يبذل جهودا استثنائية وحثيثة في سعيه إلعطاء تعريفا وتوصيفا‬
‫لظاهرة اإلرهاب‪ ،‬التي اخذت بالتوسع‪ ،‬واصبحت نتائجها خطيرة‪ ،‬لقد عملت المنظمات الدولية‬
‫واالقليمية في اجتماعاتها المتكررة في محاولة االحاطة بكل ما يخص هذه المفردة ومدلوالتها‬
‫القانونية او السياسية‪ ،‬وسنحاول في هذا المبحث عرض الجهود الدولية المتعلقة بالموضوع وحسب‬
‫تسلسلها الزمني قدر المستطاع وكذلك جهود بعض الدول في ايجاد تعريف وتوصيف اإلرهاب في‬
‫قوانينها العامة او الخاصة‪.‬‬
‫وسنتناول في الفرع االول من هذا المطلب الجهود الدولية اي مستوى المنظمات الدولية‬
‫واالقليمية ولكننا لن نستعرض جميع تلك الجهود وانما سنستعرض المحطات البارزة منها والتي‬
‫يعول عليها في امكانية التعرف على مفهوم اإلرهاب وعلى اقل تقدير المساعدة في امكانية الوصول‬
‫الى محاولة التقرب إليجاد تعريف او توصيف مقبول لإلرهاب على اعتباره جريمة دولية‪.‬‬
‫اما في الفرع الثاني فسنتطرق فيه الى جهود نماذج من جهود بعض الدول العربية وخاصة تلك‬
‫التي عانت من اإلرهاب وال زالت تعاني منه‪،‬‬
‫واما في الفرع الثالث سنتكلم عن جهود نماذج من بعض الدول الغربية‪ ،‬وقد نستعرض أكثر من‬
‫جهد داخل الدولة الواحدة وحسب تعاطيها مع موضوع اإلرهاب وتأثرها به‪.‬‬
‫وسنخصص الفرع الرابع للحديث عن الجهود الفردية لألفراد من الذين لهم اتصال مباشر مع‬
‫موضوع اإلرهاب من فقهاء وسياسيين وفالسفة ورجال االعالم والصحافة او من العاملين في‬
‫مجال مكافحة اإلرهاب‪ ،‬او ما ورد او موجود في بعض البحوث والدراسات على المستوى الثقافي‬
‫او األكاديمي‪.‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫الفرع األول‬
‫الجهود الدولية‬
‫ان الجهود الدولية التي تناولت اإلرهاب جهود متشعبة ومتعددة االوجه‪ .‬تتراوح بين اتفاقيات‬
‫واعالنات وقرارات ومؤتمرات واجراءات‪ ،‬وان عرض جميع تلك الجهود يحتاج الى مساحة‬
‫واسعة‪ ،‬اال اننا سنركز على المهم فيها بما يتناسب مع البحث وكما يأتي‪- :‬‬
‫‪ -1‬اتفاقية جنيف لعام‪3917/‬م التي حصلت بعد حادث اغتيال العديد من الشخصيات منها الملك‬
‫الكسندر ملك الصرب‪(.‬يوغسالفيا) وكذلك وزير خارجية فرنسا(برافو) في مدينة مرسيليا‬
‫عام‪3914/‬م‪ ،‬ولم يتم العمل بهذه االتفاقية بعد ان رفضت ايطاليا تسليم االشخاص الذين اتهمتهم‬
‫فرنسا بالضلوع بهذا العمل وبررت ايطاليا ذلك بان قتل الوزير الفرنسي هو جريمة سياسية وليس‬
‫‪.‬‬
‫لها عالقة باإلرهاب وجاء في االتفاقية ان اإلرهاب هو" االفعال الجنائية الموجهة ضد دولة ما‬
‫يكون غرضها او نتيجتها اشاعة الرعب والذعر لدى شخصيات او جماعات معينة او لدى‬
‫الجمهور" (‪.)1‬‬
‫‪ -0‬بروتوكوالت معاهدة جنيف لعام‪3949/‬م فيها اشارات عامة لإلرهاب وهما البروتوكول االول‬
‫لعام‪3977/‬م والخاص بالمنازعات المسلحة الدولية ‪،‬والبروتوكول الثاني لعام‪3977/‬م والخاص‬
‫بالمنازعات المسلحة غير الدولية‪ ،‬وتعتبر اتفاقيات جنيف االربعة لعام‪3949/‬م وبروتوكوليها‬
‫لعام‪3977/‬م اساس القانون الدولي االنساني والذي يتناول موضوع الحرب من اوجه متعددة‪.‬‬
‫‪.-3‬عام‪3901/‬م تم اقرار االتفاقية الخاصة بالجرائم واالعمال االجرامية التي يمكن ان تحصل في‬
‫الطائرات‪ ،‬وفيها اشارة ضمنية للعمليات اإلرهابية التي تستهدف الطائرات (اتفاقية طوكيو) التي‬
‫تم توقيعها بتاري ‪ 3901/9/34‬بعد تزايد حاالت اختطاف الطائرات او التهديدات التي تصل الى‬
‫هيئات الطيران بكافة الوسائل حول اختطاف طائرات معينة او وجود متفجرات فيها (‪.)2‬‬
‫‪1..Lord Carlile of Berriew QC- The Definition of ‘Terrorism’ in UK Law‬‬‫‪JUSTICE’s Submission to the Review-March 2006,P10.‬‬
‫‪ .2‬انظر الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬مجموعة المعاهدات المجلد‪ 124/‬العدد(‪،)12129‬تتكون االتفاقية‬
‫من (‪ )09‬مادة‪ ،‬دخلت حيز النفاذ بتاريخ ‪،1292/10/4‬ص‪.042-002‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫‪ -4‬عام‪3976/‬م صدرت االتفاقية الخاصة بمكافحة عمليات اختطاف الطائرات والتي جاءت تحت‬
‫اسم اتفاقية مكافحة االستيالء غير المشروع على الطائرات والموقعة بتاري ‪ 3976/35/30‬او ما‬
‫تسمى ( اتفاقية الهاي) (‪.)1‬‬
‫‪ -3‬عام‪3973/‬م تم توقيع االتفاقية الخاصة بمكافحة جميع االعمال التي تستهدف سالمة‬
‫الطيران المدني بتاري ‪( 3973/9/51‬اتفاقية مونتريال) (‪ ،)2‬وكذلك البروتوكول الملحق بها‬
‫>‬
‫>‬
‫والموقع عام‪3904/‬م‪،‬وايضا البروتوكول المتعلق بقمع اعمال العنف غير المشروعة في‬
‫المطارات التي تخدم الطيران المدني الدولي الموقع في مدينة مونتريال بكندا بتاري ‪3900/5/54‬‬
‫وباإلمكان االطالع عليه ضمن وثائق منظمة الطيران المرقمة (‪.(DOC9518‬‬
‫‪ -9‬عام‪3975/‬م حصل تطور مهم فيما يخص موضوع اإلرهاب‪ -‬حيث اصدرت الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة قرارها المرقم‪ )1614(.‬والذي تضمن انشاء لجنة خاصة باإلرهاب الدولي تتكون‬
‫من خمسة وثالثين عضوا من بينهم رئيس الجمعية العامة (المادة(‪ )9‬من القرار) (‪ ،)3‬وقدمت‬
‫اللجنة تقريرين‪ :‬االول عام‪3971/‬م‪ ،‬وفي عام‪3979/‬م قدمت تقريرها الثاني وال يوجد في‬
‫التقريرين اي تعريف لإلرهاب ويعود السبب في ذلك‪ ،‬ان الدول المشاركة قد فسرت‬
‫المصطلح‪(.‬مصطلح اإلرهاب) تبعا لمصالحها واهتماماتها المحلية واالقليمية والدولية‪ ،‬وكذلك‬
‫حصول تجاذبات سياسية وقانونية دفعت باتجاه االخفاق في ايجاد حل للمشكلة‪ ،‬وانتهت المناقشات‬
‫بحث األمم المتحدة جميع االعضاء عام‪3979/‬م على الوفاء بالتزاماتها وفقا للقانون الدولي من‬
‫حيث االمتناع عن التنظيم او التشجيع او المساعدة او االشتراك في اعمال ارهابية ضد دولة‬
‫اخرى‪ ،‬ان الحديث عن حث الدول او الطلب من الدول لم يجدي نفعا وال يسمن وال يغني من‬
‫جوع خاصة في ظل التفسيرات المتعددة لإلرهاب‪.‬‬
‫‪ .1‬انظر الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬مجموعة المعاهدات المجلد‪ 992/‬العدد(‪.)10303‬‬
‫‪>.2‬انظر الوثائق الرسمية‪ .‬لألمم المتحدة‪ -‬مجموعة المعاهدات المجلد‪ 214/‬العدد(‪،)141419‬او وثائق معاهدات‬
‫الواليات المتحدة‪ -‬مجلد‪04/‬ج‪ /1‬ص ‪.1399‬‬
‫‪ .3‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬القرار المرقم(‪ -)3234‬دورة الجمعية‪01/‬‬
‫الجلسة‪ 0114/‬بتاريخ ‪،1210/10/19‬اما اسماء اعضاء اللجنة الخاصة باإلرهاب فباإلمكان االطالع عليها‬
‫ضمن الوثيقة المرفقة بالقرار المرقم(‪ )3234‬والتي تحمل الرقم(‪.)A/8993‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫‪ -1‬عام‪3971/‬م صدرت االتفاقية الخاصة بمكافحة ومعاقبة مرتكبي الجرائم ضد االشخاص‬
‫المتمتعين بحماية دولية بمن فيهم اعضاء السلك الدبلوماسي وأنشأت األمم المتحدة ثالث لجان‬
‫منفصلة‪ :‬االولى لتعريف اإلرهاب‪ ،‬والثانية للبحث والتمعن في أسبابه والثالثة القتراح تدابير‬
‫وقائية‪ ،‬واخفقت اللجنة األولى في ايجاد تعريف لإلرهاب او توصيفه‪ ،‬ومن ثم اخفقت اللجنتان‬
‫األخيرتان في اداء واجبها وبالتالي اقتصر الموضوع على حماية الدبلوماسيين وسميت االتفاقية‬
‫بـ(اتفاقية نيويورك) (‪ )1‬التي تم اعتمادها بتاري ‪.3971/35/34‬‬
‫‪ -9‬عام‪3970/‬م وفي الجلسة ‪ 99/‬للجمعية العامة لألمم المتحدة والمنعقدة بتاري ‪ 3970/35/32‬تم‬
‫الطلب من اللجنة المستقيلة الرجوع عن قرارها‪ ،‬بعد اخفاقها في ايجاد تعريف او توصيف‬
‫لإلرهاب‪ ،‬بسبب اصطدامها بمصالح الدول‪.‬‬
‫‪ -2‬عام‪3979/‬م صدرت االتفاقية الدولية المتعلقة بمكافحة خطف الرهائن‬
‫(‪)2‬‬
‫من ضمن اعمال‬
‫الدورة الرابعة والثالثون بتاري ‪ ،3979/35/37‬وإعتمدت الهيئة العامة في األمم المتحدة نتائج‬
‫أعمال اللجنة الخاصة‪ ،‬وأدانت ايضا إستمرار أعمال القمع واإلرهاب (‪ ،)3‬التي ترتكبها النظم‬
‫اإلستعمارية والعنصرية واألجنبية‪ ،‬في موضوع حق تقرير المصير واإلستقالل‪.‬‬
‫‪ -12‬عام‪3906/‬م صدرت االتفاقية الخاصة بالحماية ضد االنشطة النووية‪.‬‬
‫‪ -11‬عام‪3905/‬م صدرت اإلتفاقية الخاصة بقانون البحار (وهي جزء من القانون الدولي للبحار) *‬
‫‪...‬‬
‫‪..‬‬
‫المتعلقة بالقرصنة البحرية‪ ،‬ويعد تصريح باريس لعام‪3020/‬م من اول االتفاقيات التي تناولت‬
‫موضوع القرصنة البحرية‪ ،‬وتناولت االتفاقية مواضيع اخرى تتعلق بالسفن والموان وحركة‬
‫البضائع و كذلك موضوع التهريب‪.‬‬
‫‪>.1‬الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬مجموعة المعاهدات‪ -‬المجلد‪ 1233/‬العدد(‪،)1342‬يمكن االطالع على‬
‫النص باللغة االنكليزية ضمن نفس الوثائق بالصفحة‪..191‬‬
‫‪ .2‬الوثائق الرسمية لألمم المتحدة(‪ -)01231‬باإلمكان ايضا االطالع على قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫المرقم(‪)149/34‬والصادربتاريخ‪،1212/10/11‬والذي‪.‬تضمن‪.‬االتفاقية‪....................................‬‬
‫‪ .3‬باإلمكان االطالع على تفاصيل اكثر في الوثيقة التي تحمل الرقم(‪.)A/34/37‬‬
‫*‪ .‬القانون الدولي للبحار هو أحد فروع القانون الدولي العام واساسه هو اتفاقيات جنيف االربعة لعام‪1239/‬م‬
‫وهي اتفاقية البحر االقليمي والمنطقة المجاورة‪ ،‬واتفاقية اعالي البحار‪ ،‬واتفاقية الصيد‪ ،‬واتفاقية الجرف‬
‫القاري‪ ،‬وعماده اتفاقية عام‪1290/‬م‪.‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫‪ -10‬عام‪3901/‬م وبتاري ‪ 3901/35/39‬وفي اجتماعات الدورة الثامنة والثالثين للجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة‪ ،‬جرى التركيز في الدورة على موضوع اإلرهاب وجاء في المادة‪ )7(.‬من البند‬
‫‪ *316/10‬من محاضر الدورة والتي " ايدت التدابير المتخذة في عملية التعاون من اجل‬
‫القضاء السريع على مشكلة اإلرهاب الدولي" (‪ )1‬واما المادة(‪ )9‬فقد تم التأكيد فيها على االخذ‬
‫بتوصيات لجنة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -13‬عام‪3904/‬م تبنت الجمعية العامة في دورتها التاسعة والثالثين قرارا حول عدم جواز سياسة‬
‫اإلرهاب الصادر من الدول او اية اعمال اخرى بهدف تقويض النظم االجتماعية والسياسية‬
‫لدول اخرى ذات سيادة (‪.)2‬‬
‫‪ -14‬عام‪3902/‬م اصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة القرار المرقم‪ )03(.‬والذي تم بموجبه‬
‫الدعوة الى تجريم االعمال اإلرهابية بغض النظر عن دوافعها‪ ،‬وايضا في عام‪3902/‬م وفي‬
‫اجتماع الجمعية العامة‪ ،‬تم تناول موضوع اإلرهاب وكذلك الطلب من الدول منع تنظيم اعمال‬
‫ارهابية ضد دول اخرى او التحريض عليها او المساعدة في ارتكابها او المشاركة فيها او‬
‫التغاضي عن انشطة تنظيم تتم داخل اراضيها‪ ،‬وتناولت المادة (‪ )0‬موضوع تبادل المعلومات‬
‫ذات الصلة في مجال مكافحة اإلرهاب(‪ ،)3‬وحث الدول على المساعدة في القضاء على االسباب‬
‫المتعددة والتي تقف وراء جريمة اإلرهاب الدولي‪ :‬مثل االستعمار والعنصرية‪ ،‬واالحتالل‬
‫ومصادرة الحريات‪.‬‬
‫‪ -13‬عام‪3907/‬م اصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة القرار المرقم‪ )329(.‬والذي تم بموجبه‬
‫الطلب من االمين العام لألمم المتحدة اعداد تقرير حول تحديد مكان لعقد مؤتمر دولي لتعريف‬
‫*‪ .‬تضمن البند اعاله عنوان" التدبير الرامية الى منع االرهاب الدولي الذي يعرض ارواح للخطر ارواحا‬
‫بشرية بريئة او يودي بها او يهدد الحريات االساسية‪"....‬‬
‫‪ .1‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثامنة والثالثين‪ -‬الجلسة‪ 121/‬المنعقدة‬
‫بتاريخ ‪.1293/10/12‬‬
‫‪>.2‬انظر>الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة والثالثين‪ -‬الجلسة‬
‫العامة‪،120/‬اوالقرار المرقم (‪ )132/32‬الصادر بتاريخ ‪.1294/10/11‬‬
‫‪>.3‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة االربعون‪ -‬الجلسة العامة‪129 /‬المنعقدة‬
‫بتاريخ ‪.1293/10/2‬‬
‫‪- 06 -‬‬
‫اإلرهاب والتمييز بينه وبين اعمال الكفاح المسلح من اجل التحرير الوطني‪ ،‬ان القرار المرقم‬
‫(‪ )1( )329‬كان بإمكانه فعل الكثير في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -19‬عام‪ 3900/‬م صدر البروتوكول الخاص بمكافحة اعمال العنف في المطارات ذات الطابع‬
‫المدني * والتي تخدم الطيران المدني الدولي‪ ،‬وفي عام‪3900/‬م صدرت االتفاقية الدولية بشأن‬
‫سالمة المالحة البحرية الدولية (‪ ،)2‬وقد تضمن هذا المعنى ايضا القرار المرقم‪ )03/46(.‬حول‬
‫تعزيز امن النقل الجوي والبحري الدولي ضد اعمال اإلرهاب‪.‬‬
‫وفي هذا السياق نورد رأي اللجنة القانونية الدولية الذي صدر عام‪3900/‬م والخاص بتعريف‬
‫اإلرهاب والذي جاء فيه" كافة االفعال ذات الطبيعة االجرامية المرتكبة ضد دولة اخرى او‬
‫سكانها بهدف اثارة الرعب لدى الشخصيات او الجماعات او الشعب" وهو مقارب بشكل كبير‬
‫من التعريف السابق الذي تم طرحه عام‪3917/‬م‪ ،‬وان هذا ال يصح ان يندرج تحت مسمى‬
‫التعريف‪ ،‬ألنه اقرب الى الوصف منه الى التعريف عالوة على ذلك‪ ،‬ان هذا التعريف ايضا‬
‫لم تتبناه األمم المتحدة بشكل رسمي‪.‬‬
‫ان ايجاد تعريف لإلرهاب بقي امرا يشكل هاجسا للكثير من الدول‪ ،‬بيد ان تعريف الدائرة‬
‫القانونية اعاله لم يتحدث عن مصادر اإلرهاب وانما ذكر غايته وهو تعريف غير عملي وال‬
‫يتناسب مع متطلبات التصدي لإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -11‬عام‪3909/‬م وفي محاضر الجلسة‪ )3( )75(.‬للجمعية العامة لألمم المتحدة وردت الكثير من‬
‫االشارات الى موضوع اإلرهاب وعالقته بالجرائم االخرى‪ ،‬ومنها ما ورد بالبند ‪59/54‬‬
‫‪>.1‬انظر>الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬القرار الرقم (‪ )132/40‬او الوثائق الخاصة‬
‫بالجلسة‪ 24/‬المنعقدة بتاريخ‪.1291/10/1‬‬
‫*‪ .‬يسمى ايضا بروتوكول مونتريال لعام ‪ ،1299‬دخل حيز النفاذ بتاريخ ‪ 9‬أب ‪ ،1292‬ولمعلومات أكثر‬
‫االطالع على وثيقة األمم المتحدة(‪ ،)14119‬معاهدات األمم المتحدة ص‪.419-414‬‬
‫‪ ..2‬انظر اتفاقية قمع االعمال غير المشاااااروعة الموجهة ضاااااد ساااااالمة المالحة البحرية والمحررة في روما‬
‫بتاريخ ‪ -1299/3/12‬المنظمة البحرية الدولية‪ -‬وثيقة ‪ ،SUA-CONF-151REV‬وهناك نص جامع‬
‫لالتفاقية مع بروتوكولها صدر عام‪0223/‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الرابعة واالربعين‪ -‬الجلسة‪ 10/‬المنعقدة‬
‫بتاريخ ‪ ،1292/10/4‬وثائق األمم المتحدة للدورة (‪ )44‬ص‪،310 -392‬وقد تم اعتماد ما جاء في هذه‬
‫الجلسة بناء على تقرير االمين العام لألمم المتحدة وتقرير اللجنة السادسة‪.‬‬
‫‪- 03 -‬‬
‫بالمادة (‪ )9‬الفقرة التاسعة‪ -‬حول خطورة تزايد العالقة بين الجماعات اإلرهابية وتجار‬
‫المخدرات‪ ،‬وبالفقرة الثانية عشرة‪ -‬حث منظمة الطيران المدني الدولي على تكثيف عملها من‬
‫اجل وضع نظام حول كشف المتفجرات وبالفقرة الثالثة عشرة‪ -‬تم حث الهيئات التابعة لألمم‬
‫المتحدة على اتخاذ اجراءات لمكافحة اإلرهاب والقضاء عليه‪( ،‬ان االعتقاد السائد وهو اعتقاد‬
‫صحيح جدا ان تجارة المخدرات او االتجار بالسالح هو احد مصادر تمويل اإلرهاب‪ ،‬وهذا‬
‫صحيح ايضا ولكن يجب ان ال ننسى مصادر التمويل االخرى ومنها الدول ايضا)‪ ،‬وتشكل‬
‫عمليات غسيل االموال في الوقت الحاضر والفساد المالي واالداري من اهم مصادر تمويل‬
‫اإلرهاب‪ ،‬وقد جاء في المادة (‪ )34‬من المحضر اعاله الطلب من الدول االعضاء عقد مؤتمر‬
‫دولي لمعالجة هذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -19‬عام‪3993/‬م صأأدرت االتفاقية الخاصأأة بمنع االعتداءات اإلرهابية التي تسأأتخدم المتفجرات‬
‫البالسأأتيكية والمحررة بتاري ‪ 3993/1/3‬او ما تسأأمى ايضأأا باتفاقية مونتريال (‪ )1‬وكذلك في‬
‫عام‪3993/‬م وفي محاضأأر الدورة السأأادسأأة واالربعين للجمعية العامة لألمم المتحدة وردت‬
‫اشأأأأارات الى موضأأأأوع اإلرهاب ومنها ما جاء بالبند ‪ 23/40‬بالفقرة (‪ ،)33،31‬حيث حثت‬
‫الجمعية ايضأأأأأا على اتخاذ كل ما يلزم لمكافحة اإلرهاب والقضأأأأأاء عليه وتعزيز دور األمم‬
‫المتحدة والوكاالت المتخصصة في هذا المجال (‪.)2‬‬
‫‪ -12‬عام‪3994/‬م اصأأأأأأأدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬قرارها المرقم(‪ )49/06‬الذي تناول‬
‫األعمال والطرق والممارسأات التي تشأكل مخالفة صأارخة ألغراض ومبادئ األمم المتحدة‬
‫والتي قد تشأأكل تهديدا للسأأالم واألمن العالميين‪ ،‬وتهدد عالقات الصأأداقة بين الدول‪ ،‬وتعيق‬
‫التعاون الدولي وتهدف إلى تدمير حقوق اإلنسأأان والحريات األسأأاسأأية واألسأأس الديمقراطية‬
‫‪ .1‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الوثيقة المرقمة‪-‬‬
‫‪CORR.1_S-22393‬‬
‫‪ .2‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة السادسة واالربعين‪ -‬الجلسة العامة‪91/‬‬
‫المنعقدة بتاريخ ‪( ،1221/10/2‬مظهر الشاكر) وتناولت الجلسة المواضيع التي تتعلق بالتدابير الرامية‬
‫الى القضاء على االرهاب الدولي‪ ،‬وثائق األمم المتحدة ص‪.394 -390‬‬
‫‪- 05 -‬‬
‫للمجتمع‪ ،‬وفي عام‪3994/‬م صأأدر القرار المرقم‪ )355(.‬حول تزايد عدد االشأأخاص االبرياء‬
‫ومنهم النسأأاء واالطفال وكبار السأأن الذين يقتلهم اإلرهابيون ويذبحونهم ويشأأوهونهم بأعمال‬
‫عنف وارهاب عشوائية (‪.)1‬‬
‫‪ -02‬عام‪3992/‬م جرى عقد مؤتمر القاهرة الدولي والذي جرى فيه حديث عام عن اإلرهاب دون‬
‫اعطاء تعريف له‪ ،‬وقرار الجمعية العامة المرقم‪ )A/RES/49L66(.‬والصادر بتاري‬
‫‪ 3992/5/37‬حول التدابير الرامية للقضاء على اإلرهاب الدولي (‪ )2‬مع التركيز على التدابير‬
‫واالجراءات الوطنية (تحث األمم المتحدة دوما الدول على اتخاذ ما يلزم من قبلها لغرض‬
‫وضع نظام فعال لمكافحة اإلرهاب على ان ال يخرج عن نطاق قواعد القانون الدولي)‪ ،‬ومن‬
‫اهم هذه القواعد هي القواعد المتعلقة بحقوق االنسان‪.‬‬
‫‪ -01‬عام‪3992/‬م صدر قرار الجمعية العامة المرقم(‪ )302‬واكد القرار ادانة جميع اعمال اإلرهاب‬
‫وممارستها بوصفها انشطة ترمي الى تدمير حقوق االنسان وزعزعة استقرار الحكومات‬
‫المشكلة بالطرق المشروعة وتقويض اركان المجتمع المدني التعددي واحداث نتائج ضارة‬
‫بالتنمية االقتصادية واالجتماعية للدول‪ ،‬وكذلك تناول القرار‪ ،‬وبسبب الخسائر المادية‬
‫والمعنوية التي تنتج عن العمليات اإلرهابية عن امكانية انشاء صندوق األمم المتحدة لتعويض‬
‫ضحايا اإلرهاب (‪ ،)3‬وان االصل في موضوع وجود الصندوق هو تقديم المساعدة للدول التي‬
‫تعاني من اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -00‬عام‪3990/‬م اصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة القرار المرقم (‪ )536‬والذي تم بموجبه‬
‫تشكيل لجنه خاصة لوضع مجموعة من الوثائق الدولية ضد اإلرهاب وباألخص الوثيقة العامة‬
‫لمكافحة اإلرهاب بناء على المشروع الذي تقدمت به الهند حول وضع اتفاقية شاملة لغرض‬
‫‪>.1‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثامنة واالربعين‪-1224/0/1 -‬‬
‫القرار(‪.)A/RES/48/122‬‬
‫‪>.2‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة واالربعين‪1223/0/11-‬‬
‫القرار(‪ (A/RES/49/66‬بناء على تقرير اللجنة السادسة ‪. A/49/743‬‬
‫‪ .3‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة واالربعين‪ -‬القرار الذي حمل الرقم‬
‫(‪ )A/RES/49/165‬الصادر بتاريخ ‪ 1223/3/9‬بناء على تقرير اللجنة الثالثة ‪.ADD.2 A/49/610‬‬
‫‪- 01 -‬‬
‫تناول جميع ما له عالقة باإلرهاب (ولم يتم صياغة ووضع تلك االتفاقية لحد االن ومن المتوقع‬
‫على المدى القريب عدم انجاز تلك االتفاقية)‪.‬‬
‫وفي عام‪3990/‬م صدر القرار المرقم‪ )21(.‬حيث ادان االعمال اإلرهابية واعتبرها اعمال‬
‫اجرامية ال يمكن تبريرها وشدد على التعاون بين الدول والمنظمات والوكاالت الدولية وبين‬
‫المنظمات اإلقليمية (‪.)1‬‬
‫‪ -03‬عام‪3997/‬م صدرت االتفاقية الدولية المتعلقة بمنع االعتداءات اإلرهابية بواسطة اسلحة‬
‫الدمار الشامل‪ ،‬سيتم تناول قرار الجمعية حول نفس الموضوع الحقا‪ ،‬ان الخوف مصدره عدم‬
‫السيطرة على تلك االسلحة وامكانية الحصول عليها‪ -‬ويقصد بأسلحة التدمير الشامل االسلحة‬
‫النووية والذرية والكيمياوية وغيرها من االسلحة التي تحدث دمارا كبيرا في حالة اطالقها‬
‫حيث تسعى الكثير من الدول الداعمة لإلرهاب او المنظمات اإلرهابية الحصول عليها‪.‬‬
‫‪.-04‬عام‪3990/‬م صدرت االتفاقية العربية الخاصة بمكافحة اإلرهاب حيث حصل ألول مرة وفي‬
‫محفل دولي وضع تعريف وتوصيف لجريمة اإلرهاب والذي نصه " كل فعل من افعال العنف‬
‫او التهديد به ايا كانت دوافعه يقع تنفيذا لمشروع اجرامي فردي او جماعي ويهدف الى القاء‬
‫الرعب بين الناس او ترويعهم بإيذائهم او تعريض حياتهم او امنهم للخطر او الحاق الضرر‬
‫بالبيئة او بأحد المرافـق او االمالك العامة او الخاصة او احتاللها او االستيالء عليها او‬
‫تعريض احد الموارد الوطنية للخطر" (‪ ،)2‬وقد احتوى هذا التعريف على فكرة كون اإلرهاب‬
‫هو نوع من انواع العنف‪ ،‬واما االتفاقية فقد دخلت حيز التنفيذ بتاري ‪ 3999/2/7‬و قد جاء‬
‫في ديباجة هذه االتفاقية ما يأتي‪-:‬‬
‫((تتعهد الدول الموقعة بعدم تنظيم أو تمويل أو ارتكاب االعمال اإلرهابية واالشتراك فيها بأية‬
‫صورة من الصور‪ ،‬والتزاما منها بمنع وبمكافحة الجرائم اإلرهابية طبقا للقوانين واالجراءات‬
‫‪ .1‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الخمسون‪ -‬القرار الذي حمل الرقم‬
‫(‪ )A/RES/50/53‬والصادر بتاريخ ‪ 1229/1/02‬بناء على تقرير اللجنة السادسة(اللجنة القانونية)‬
‫المرقم ‪.A/50/643‬‬
‫‪ .2‬لالطالع على تفاصيل اكثر مراجعة الكراسة الخاصة باالتفاقية لعام‪1229/‬م‪ ،‬وجمع التعريف الوارد في‬
‫االتفاقية بين األفعال اإلرهابية او التهديد بها‪.‬‬
‫‪- 04 -‬‬
‫الداخلية لكل منها فأنها‪ ))...‬وان تقوم تلك الدول باتخاذ بعض االجراءات الضرورية المتعلقة‬
‫بالموضوع والتي من شأنها‪.‬‬
‫اوال‪ -‬الحؤول دون اتخاذ اراضيها مسرحا لتخطيط أو تنظيم الجرائم اإلرهابية أو الشروع‬
‫او االشتراك فيها بأية صورة بما في ذلك العمل على منع تسلسل العناصر اإلرهابية اليها او‬
‫اقامتها على اراضيها فرادى أو جماعات أو استقبالها أو ايوائها او تدريبها او تسليحها او‬
‫‪.‬‬
‫تمويلها او تقديم اية تسهيالت‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التعاون والتنسيق بين الدول المتعاقدة‪ ،‬وخصوصا المتجاورة منها التي تعاني من‬
‫الجرائم اإلرهابية بصورة متشابهة او مشتركة‪.‬‬
‫‪ -03‬عام‪3997/‬م صدرت االتفاقية الدولية الخاصة بقمع الهجمات اإلرهابية بالقنابل وجاء بالمادة‬
‫(‪ )5‬من االتفاقية ما نصه " يعتبر أي شخص مرتكبا لجريمة في مفهوم هذه االتفاقية إذا قام‬
‫بصورة غير مشروعة وعن عمد بتسليم أو وضع أو إطالق أو تفجير جهاز متفجر أو غيره‬
‫من األجهزة المميتة داخل أو ضد مكان مفتوح لالستخدام العام أو مرفق تابع للدولة أو الحكومة‬
‫أو شبكة للنقل العام أو مرفق بنية أساسي" (‪.)1‬‬
‫‪ -09‬عام‪3999/‬م اصدرت الجمعية العامة القرار(‪ )360‬والذي اقرت ودعت فيه الى الحاجة الى‬
‫تعزيز التعاون الدولي لمنع تمويل اإلرهاب ووضع صك قانوني مناسب‪ ،‬واكد القرار على‬
‫ضرورة القيام بخطوات جدية وفاعلة في مجال مكافحة اإلرهاب مثل تبادل المعلومات‬
‫واالمتناع عن تمويل االنشطة اإلرهابية (‪ ،)2‬وفي عام‪3999/‬م صدرت االتفاقية الدولية لقمع‬
‫تمويل اإلرهاب (‪.* )3‬‬
‫‪ .1‬اعتمدت ونشرت بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم(‪ )194/30‬المؤرخ في ‪ 13‬كانون‬
‫األول‪/‬ديسمبر ‪.1221‬‬
‫‪ .2‬انظر الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثالثة والخمسين‪ -‬البند‪ 133/‬القرار المرقم‬
‫(‪ )A/RES/53/108‬والصادر بتاريخ ‪ 1222/1/09‬بناء على تقرير اللجنة السادسة الذي يحمل الرقم‬
‫(‪. )A/53/636‬‬
‫‪ .3‬اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة (‪)109/34‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 2‬كانون األول‪/‬ديسمبر‪.1222‬‬
‫*‪ .‬تشكل عمليات تمويل اإلرهاب أخطر العمليات اإلرهابية كونها تمد اإلرهاب بأسباب بقاءه وديمومته‪.‬‬
‫‪- 02 -‬‬
‫‪ -01‬عام‪5666/‬م صدر القرار(‪ )304‬بتاري ‪ 3992/5/37‬واكد القرار على رفض تأمين مالذ‬
‫ألولئك الذين يخططون او يمولون او يرتكبون اعمال إرهابية (‪ ،)1‬وايضا في عام‪5666/‬م جرت‬
‫‪.‬‬
‫مناقشات في الجمعية العامة لألمم المتحدة حول اإلرهاب ومنها مناقشات مستفيضة حملت‬
‫طابع سياسي وقانوني ولم يتم التوصل في االجتماع الى وضع تعريف لإلرهاب‪ ،‬وصدور‬
‫القرار المرقم‪ )329(.‬بتاري ‪ 5666/5/52‬وكان محوره بذل الجهد اليجاد االتفاقية الدولية‬
‫الخاصة باإلرهاب‪ ،‬والطلب من جميع الدول المساهمة في مكافحة اإلرهاب والتوقيع عليها او‬
‫االنضمام اليها (‪.)2‬‬
‫‪.-09‬عام‪5663/‬م صدر قرار مجلس االمن الدولي المرقم‪ )3( )3171(.‬بتاري ‪ 5663/9/50‬والذي‬
‫‪.‬‬
‫طلب فيه القيام ببعض االجراءات كما في ادناه‪.‬‬
‫ا‪ -‬تجريم تمويل اإلرهاب‪.‬‬
‫ب‪ -‬القيام بتجميد اي اموال متعلقة باألشخاص المشتركين باألعمال اإلرهابية‪.‬‬
‫ت‪.-‬العمل على منع الجماعات اإلرهابية من الحصول على الدعم المالي‪.‬‬
‫ث‪ -‬عدم توفر المالذ االمن او الداعم او المساندة لإلرهابيين‪.‬‬
‫ج‪ -‬تبادل المعلومات بين الحكومات عن الجماعات اإلرهابية‪.‬‬
‫ح‪ -‬التعاون مع الحكومات االخرى في التحقيق في تلك االعمال اإلرهابية واكتشافها واعتقال‬
‫المشتركين فيها وتسليمهم وتقديمهم للعدالة‪.‬‬
‫خ‪ -‬تجريم مساعدة اإلرهابيين مساعدة فعلية في القوانين المحلية وتقديم مخالفي تلك القوانين‬
‫للعدالة‪.‬‬
‫وأنشأ القرار‪ -‬لجنة مكافحة اإلرهاب التي تضم جميع غالبية أعضاء مجلس األمن الـ‬
‫(‪ )32‬الدائمين وغير الدائمين‪ ،‬لرصد تنفيذ هذا القرار‪ ،‬وتعززت كذلك عملية الرصد عندما‬
‫‪>.1‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الرابعة والخمسين‪ -‬القرار المرقم‬
‫(‪ )A/RES/54/164‬بناء الى تقرير اللجنة السادسة ‪.A/54/605/ADD.2‬‬
‫‪ .2‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الرابعة والخمسين‪ -‬القر ار المرقم‬
‫(‪ (A/RES/54/159‬بناء على تقرير اللجنة السادسة ‪.A/54/615‬‬
‫‪ .3‬تم اتخاذ القرار من قبل مجلس األمن في جلسته (‪،)4393‬بتاريخ ‪ 09‬أيلول‪/‬سبتمبر‪.0221‬‬
‫‪- 00 -‬‬
‫أنشأ مجلس األمن الدولي المديرية التنفيذية للجنة مكافحة اإلرهاب في ‪ 50‬آذار ‪5664‬‬
‫بالقرار(‪ )3212‬لعام‪5664/‬م لمساعدة اللجنة الرئيسية‪ ،‬ان تدخل مجلس االمن جاء كنتيجة‬
‫للتأثيرات التي احدثتها ظاهرة اإلرهاب والتي بدأت تؤثر في جهود المجتمع الدولي من اجل‬
‫السلم واالمن الدوليين وهي محاولة اخرى جادة لحشد الطاقات في مواجهة اإلرهاب‪ ،‬وان كانت‬
‫تلك المحاوالت قد شرعنت لإلرهاب كما حصل في موضوع العراق وافغانستان‪.‬‬
‫‪ -02‬عام‪5665/‬م اصدر مجلس االمن الدولي القرار المرقم‪ .)3200(.‬والذي تم فيه الطلب من الدول‬
‫االعضاء منع اعمال اإلرهاب مع التركيز على ايجاد العقوبات التي تنسجم مع طبيعتها الجسيمة‬
‫واكد القرار على الجرائم التي قد تدخل تحت وصف اإلرهاب كما وردت في االتفاقيات‬
‫والبروتوكوالت السابقة‪( ،‬مع العلم انه ال يوجد اتفاق دولي حول الجرائم التي يمكن ان تقع‬
‫ضمن توصيف اإلرهاب)‪ ،‬اي عدم وجود الئحة او قائمة متفق عليها من قبل الجميع‪.‬‬
‫‪ -32‬عام‪5661/‬م صدر القرار (‪ )556‬والذي تناول االعالن العالمي لحقوق االنسان (‪( )1‬ما ورد في‬
‫>‬
‫االعالن في مجال الحقوق والحريات) في القضايا الخاصة باألمان والحرية وعدم التعرض‬
‫للتعذيب وحرية التنقل والحماية من االحتجاز التعسفي وكذلك موضوع اخذ الرهائن بما في‬
‫ذلك االفعال التي يرتكبها اإلرهابيون والجماعات المسلحة التي تحدث في كل مكان (‪.)2‬‬
‫‪ -31‬عام‪5664/‬م صدر القرار المرقم‪ ،)03(.‬وتناول القرار موضوع تشجيع المنظمات االقليمية‬
‫(االتحاد‪.‬االوربي‪ ،‬جامعة‪.‬الدول‪.‬العربية‪ )....،‬على وضع اتفاقية لمكافحة اإلرهاب وتم الطلب‬
‫من خالل القرار الى عدم تشجيع اإلرهاب بما يشكل مخالفة لتوجهات األمم المتحدة وقواعد‬
‫‪ .1‬صدر االعالن العالمي لحقوق االنسان عام‪1249/‬م بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة المرقم(‪011‬أ‪/‬‬
‫د‪ )3-‬بتاريخ ‪ 12‬كانون االول ‪ 1249‬احتوى على ديباجة و(‪ )32‬مادة تتناول مجموعة من الحقوق‬
‫والحريات‪ ،‬واوصت الجمعية من جميع الدول توزيعه وشرحه واالخذ به والعمل على التثقيف به وامتاز‬
‫هذا االعالن بانه حمل صفة االلتزام االدبي اكثر من االلتزام القانوني بسبب خطابه العام وحاجته الى الكثير‬
‫من االليات واالجراءات لغرض العمل به‪ ،‬ويعتبر هذا االعالن بمثابة بداية مرحلة تنظيم المواضيع المتعلقة‬
‫بالحقوق والحريات في عهد األمم المتحدة‪ ،‬وال يصح اعتباره من اول مصادر تقنين القانون الدولي لحقوق‬
‫االنسان‪.‬‬
‫‪ .2‬انظر الوثااائق الرسااااااميااة للجمعيااة العااامااة لألمم المتحاادة‪ -‬الاادورة السااااااااابعااة والخمسااااااين‪ -‬القرار‬
‫المرقم(‪ )A/RES/57/220‬والصاااادر بتاريخ ‪ 0223/0/01‬بناء على تقرير اللجنة الساااادساااة المرقم ‪4-‬‬
‫‪.A/571556/ADD.2 COOR,2‬‬
‫‪- 07 -‬‬
‫القانون الدولي المتعلقة بالموضوع وكذلك فيما يتعلق بتمويله والطلب ايضا من اللجان الخاصة‬
‫المتشكلة في األمم المتحدة االستمرار في وضع اتفاقية شاملة بشأن اإلرهاب الدولي (‪.)1‬‬
‫وفي سياق متصل‪ ،‬وبسبب اهمية الموضوع وفي عام‪5664/‬م ايضا صدر القرار‬
‫المرقم(‪ )2( )41‬وتضمن القرار وجوب اتخاذ مجموعة من التدابير لمنع اإلرهابيين من حيازة‬
‫اسلحة الدمار الشامل‪ ،‬بعد ورود معلومات حول وجود صالت بين اإلرهاب واسلحة الدمار‬
‫الشامل التي تتمثل في سعي اإلرهابيين الى حيازة مثل تلك االسلحة وقد اكد القرار على‬
‫ضرورة العمل بما جاء بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي تم اتخاذه في المؤتمر العام‬
‫للوكالة والذي يحمل الرقم (‪.)3( )GC/48/RES/1‬‬
‫وكان قد صدر وبتاري ‪ 5664/1/36‬القرار المرقم‪ )374(.‬والذي وجاء فيه ان اإلرهاب‬
‫‪.‬‬
‫يؤدي الى بيئة * تمنع الناس من العيش متحررين من الخوف وركز القرار على امكانية‬
‫استغالل الجماعات اإلرهابية للتكنولوجيات الجديدة في تيسير اعمال اإلرهاب مما قد يسفر‬
‫عن اضرار جسيمة منها خسائر فادحة في االرواح وحث الدول على رفض منح مالذ امن‬
‫لإلرهابيين (‪ )4‬و بعد ذلك صدر ايضا القرار المرقم (‪ )307‬بتاري ‪ 5664/1/55‬بناء على ما‬
‫جاء في قرار اللجنة الثالثة في األمم المتحدة‪(.‬اللجنة االجتماعية واإلنسانية والثقافية)‬
‫المرقم )‪ ،(A/58/508/ADD.2‬والذي تناول موضوع التنسيق مع لجان األمم المتحدة حول‬
‫موضوع التصدي لإلرهاب‪.‬‬
‫‪>.1‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثامنة والخمسين‪ -‬القرار‬
‫المرقم(‪ )A/RES/58/81‬والصادر بتاريخ ‪ 0224/1/9‬بناء على تقرير اللجنة السادسة المرقم ‪.A/58/18‬‬
‫‪ .2‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون للجمعية‪ -‬القرار‬
‫المرقم)‪ )A/RES/60/43‬والصادر بتاريخ ‪ 0224/0/19‬بناء على ما جاء في تقرير اللجنة السادسة‬
‫المرقم‪.A/60/519‬‬
‫‪>.3‬انظر وثائق الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ -‬القرارات والمقررات‪ -‬الدورة العادية الثامنة واالربعين‪-‬‬
‫المنعقدة للفترة من ‪ 0224/2/04-02‬الوثيقة ‪.GC/48/RES/DEC/2004‬‬
‫*‪ .‬المقصود به ان االرهاب يعمل على خلق او إيجاد مناخ او أرضية صالحة وحاضنة له اي بيئة مشحونة‬
‫بأجواء الرعب والخوف‪.‬‬
‫‪>.4‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثامنة والخمسين‪ -‬القرار‬
‫المرقم )‪ ( A/RES/58/174‬بناء على تقرير اللجنة الثالثة‪.A/58/508/ADD.2‬‬
‫‪- 00 -‬‬
‫‪ -30‬عام‪5664/‬م ايضا صدر القرار المرقم‪ )40(.‬بتاري ‪،5664/35/30‬حيث تطرق القرار الى‬
‫عدة موضوعات ومن اهمها تقيد اي تدابير لمكافحة اإلرهاب بالقانون الدولي(ان تكون تلك‬
‫التدابير منسجمة مع قواعد القانون الدولي‪ ،‬فيما يتعلق بالعالقات فيما بين الدول او المواضيع‬
‫التي تتعلق بحقوق االنسان في السلم والحرب) وحث القرار على ان يكون التعامل مع موضوع‬
‫اإلرهاب بالنسبة للدول في اطار قانوني وعدم تبرير اي عمل ارهابي‪ ،‬وجاء في القرار‬
‫توصيف لغاية اإلرهاب " ان االعمال االجرامية التي يقصد او يراد بها اشاعة حالة من‬
‫الرعب بين عامة الجمهور او جماعة االشخاص او اشخاص معينين ألغراض سياسية‪ ،‬اعمال‬
‫ال يمكن تبريرها باي حال من االحوال ايا كان الطابع السياسي او العقائدي او العنصري او‬
‫الديني او اي طابع اخر" (‪.)1‬‬
‫ان ما ورد اعاله يعد تأكيدا على الوقوف بوجه اإلرهاب مهما كانت غاياته‪ ،‬وقد تناول هذا‬
‫التأكيد ايضا رفض اي تبرير لتلك االعمال تحت اي طابع كانت‪.‬‬
‫‪ -33‬عام‪5662/‬م صدر القرار المرقم‪ )393(.‬والذي اشار الى جملة من المواضيع المهمة مثل‬
‫وجوب توافق اجراءات مكافحة اإلرهاب المتخذة من قبل الدول مع التزامات حقوق االنسان‬
‫والممارسات الديمقراطية وسيادة القانون والحريات االساسية في سياق مكافحة اإلرهاب‪ ،‬وتم‬
‫ايضا تعيين خبير مستقل في المواضيع المتعلقة بحقوق االنسان والحريات االساسية (‪ ،)2‬وفي‬
‫عام‪5662/‬م صدر القرار المرقم‪ )392(.‬والذي شدد على موضوع تكثيف الجهود والتعاون في‬
‫مجال الحرب * على اإلرهاب على الصعيد الوطني وتعزيز التعاون الدولي الفعال في مكافحة‬
‫اإلرهاب وفق القانون الدولي (‪ )3‬وفي عام‪5662/‬م صدر القرار المرقم‪)A/RES/59/290(.‬‬
‫‪ .1‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة والخمسين‪ -‬القرار المرقم‬
‫‪(A/RES/59/4‬بناء على تقرير اللجنة السادسة ‪.A/59/514‬‬
‫‪ .2‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة والخمسين‪ -‬القرار‬
‫المرقم )‪ ( A/RES/59/191‬بناء على قرار اللجنة الثالثة ‪.A/59/503/ADD.2‬‬
‫*‪ .‬نالحظ ان تلك القرارات تارة تتحدث عن اجراءات مكافحة وتارة تتحدث عن الحرب على االرهاب‪...‬‬
‫‪ .3‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية‪ .‬العامة لألمم‪. .‬المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة والخمسين ما جاء في‬
‫البند‪123/‬ب‪ -‬القرار المرقم (‪ (A/RES/59/195‬الصادر بتاريخ‪ 0223/3/00/‬بناء على قرار اللجنة‬
‫الثالثة‪.A/59/503/ADD.2‬‬
‫‪.‬‬
‫‪- 09 -‬‬
‫بتاري ‪ 5662/4/32‬والذي تناول موضوع االتفاقية الدولية لقمع اعمال اإلرهاب النووي على‬
‫اعتبار ان اعمال اإلرهاب النووي يمكن ان يسفر عنها عواقب وخيمة تشكل خطرا يهدد السالم‬
‫واالمن الدوليين (نتيجة للخسائر الهائلة التي يمكن ان يحدثها) ومن شأنه ايضا ان يلحق ضررا‬
‫بالبيئة ال يمكن معالجته بسهولة ويحتاج الى فترة طويلة وامكانيات مادية كبيرة‪ ،‬كما حصل‬
‫في الحرب العالمية الثانية في قضية هيروشيما‪ ،‬او ان يحصل نتيجة عمل تخريبي في احد‬
‫اماكن تخزين االسلحة او المفاعالت النووية‪.........‬‬
‫‪ -34‬وفي أيلول‪ ،5662‬اتخذ مجلس األمن الدولي القرار المرقم (‪ )3054‬والذي تناول موضوع‬
‫التحريض على ارتكاب األعمال اإلرهابية‪ ،‬وأضاف القرار إلى والية اللجنة مهمة تضمين‬
‫حوارها مع الدول األعضاء ما تبذله تلك الدول من جهود لتنفيذ التزاماتها‪ ،‬وأُعلن عن ان بداية‬
‫عمل المديرية المذكورة رسميا هو في كانون األول ‪ ،5662‬وجرى كذلك تمديد والية المديرية‬
‫حتى نهاية عام‪5636/‬م بموجب قرار مجلس األمن المرقم (‪ )3062‬لعام‪5660/‬م (تسعى‬
‫المديرية الى تلقي اجابات من الدول وتنسق معها حول الموضوع) وتضم المديرية التنفيذية‬
‫للجنة انفا حوالي (‪ )46‬خبيرا‪ ،‬حـوالي نصفـهم من الخبراء القانـونـيين الذين يحللون التقارير‬
‫التي تقدمها الدول لهم في مجاالت متعددة ومتنوعة مثل صياغة واعداد التشريعات‪ ،‬وتمويل‬
‫اإلرهاب‪ ،‬ومراقبة الحدود والجمارك‪ ،‬وعمل الشرطة وإنفاذ القانون‪ ،‬والقوانين المتعلقة‬
‫بالالجئين * والهجرة‪ ،‬وتهريب األسلحة ايضا‪ ،‬واألمن البحري‪ ،‬وأمن النقل‪ ،‬وللمديرية أيضا‬
‫موظف أقدم معنى بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫وأعدت المديرية التنفيذية للجنة تقريرين االول يحمل الرقم اس‪ 5660/717/‬والثاني‬
‫اس‪ ،5660/59/‬حيث تناول التقريران الردود التي تلقتها اللجنة من بعض أعضاء األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬واجرت المديرية المذكورة نقاشات مع بعض الدول األعضاء حول سبل تنفيذ هذه‬
‫الدول للقرارات ذات العالقة بالموضوع أثناء الزيارات التي تقوم بها اللجنة للدول‪.‬‬
‫*‪ .‬غالبا ما تسببت العمليات االرهابية في زيادة اعداد الالجئين والنازحين كما حصل في العراق وسوريا‬
‫ويوغسالفية السابقة‪ ،‬حيث دفعت االعمال االرهابية بالماليين من الناس الى طلب اللجوء هربا من الخوف‬
‫والرعب الى بلدان اخرى بعيدا عن االرهاب‪.‬‬
‫‪- 76 -‬‬
‫‪ -33‬عام‪5662/‬م اصدرت جمعية اتحاد البرلمانات الدولي في دورتها الثانية عشرة بعد المائة في‬
‫مانيال قرارا تم بموجبه الطلب من كافة البرلمانات وضع تعريف واضح ودقيق ‪.‬لإلرهاب ‪.‬‬
‫‪ -39‬عام‪5660/‬م صدر القرار المرقم‪ )41(.‬والذي تم بموجبه اعادة التأكيد على موضوع التسامح‬
‫والحوار بين الحضارات وتعزيز التفاهم بين مختلف االديان والثقافات والتي تعتبر من العناصر‬
‫الضرورية والمهمة في التشجيع والتعاون والنجاح في محاربة اإلرهاب‪ ،‬وكذلك تضمن القرار‬
‫حق الدول في معاقبة االشخاص والكيانات الذين يدعمون اإلرهاب (‪( ،)1‬ويعتبر هذا القرار من‬
‫القرارات الخطيرة كونه قد اعطى تفويضا للدول في اتخاذ ما تراه مناسبا لها بحجة مكافحة‬
‫اإلرهاب‪ -‬محاربته)‪.‬‬
‫وفي عام‪5660/‬م ايضا صدر القرار المرقم‪ )2( )70(.‬بتاري ‪ 5660/3/33‬الذي تضمن عدة‬
‫محاور من اهمها‪ :‬حث الدول االعضاء على اتخاذ تدابير وطنية وتعزيزها لمنع اإلرهابيين‬
‫من الحصول او حيازة اسلحة تدمير شامل وكذلك مراقبة وسائل ايصالها والمواد‬
‫والتكنولوجيات المتصلة بتصنيعها والدعوة الى ابالغ االمين العام بشكل طوعي بالتدابير‬
‫المتخذة بهذا الخصوص‪ ،‬ان اتخاذ التدابير الوطنية يجب ان يكون مكمال للجهد الدولي المتعلق‬
‫بالموضوع‪ ،‬ويأخذ بنظر االعتبار عدم المساس بحقوق االنسان االساسية وان ال يقيد تلك‬
‫الحقوق والحريات وال يقوم بأعمال تؤدي الى انتهاكات فيها‪ ،‬ان القرار قد تحدث عن االخبار‬
‫الطوعي من قبل الدول فيما يتعلق بهذه المواضيع مع العلم ان الكثير من المافيات في العالم‬
‫لها القدرة على التعامل بها‪.‬‬
‫وفي عام‪5660/‬م كذلك صدر القرار المرقم‪ )71(.‬حول قلق األمم المتحدة ازاء مخاطر حيازة‬
‫اإلرهابيين لمواد او مصادر مشعة تستخدم االنتشار االشعاعي او اتجارهم بها او استخدامهم‬
‫لها‪ ،‬واكد القرار على التنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تدابير السالمة النووية‬
‫‪ .1‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬القرار المرقم‬
‫)‪ )A/RES/60/43‬الصادر بتاريخ ‪ 0229/1/9‬بناء على ما جاء في تقرير اللجنة السادسة المرقم‬
‫‪.A/60/519‬‬
‫‪ .2‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬البند)‪(4/21‬القرار‬
‫المرقم )‪ )A/RES/60/78‬بناء على تقرير اللجنة االولى المرقم ‪. A/60/463‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫واالشعاعية وسالمة النقل وادارة النفايات والتدابير الرامية الى حماية اإلرهاب النووي‬
‫واالشعاعي (‪( ،)1‬المقصود منع اإلرهابين من الحصول على اسلحة نووية او اشعاعية‪ ،‬او‬
‫مخلفاتها بعد الممارسات التي صدرت من الدول والرامية الى القاء النفايات النووية والتخلص‬
‫منها بأي شكل او عدم اتخاذ اجراءات كافية لغرض المحافظة على مخزونات تلك األسلحة او‬
‫ربما المتاجرة بها علنا او في السوق السوداء)‪.‬‬
‫وفي عام‪5660/‬م صدر القرار المرقم‪ )320(.‬في سياق مكافحة اإلرهاب بعد تزايد حاالت‬
‫حصول انتهاكات في مجال حقوق االنسان بسبب تطبيق اجراءات مكافحة اإلرهاب وكذلك فيما‬
‫يتعلق بالقانون الدولي االنساني وقانون الالجئين الدولي (‪ ،)2‬وفي عام‪5660/‬م ايضا كذلك وبتاري‬
‫‪ 5660/9/0‬اصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة قرارا مع ملحقا للقرار الذي يتضمن وضع‬
‫استراتيجية لمكافحة اإلرهاب بعد ان تم انشاء لجنة لمكافحة اإلرهاب (في األمم المتحدة)‬
‫والتي جاءت باسم (‪.‬لجنة مكافحة اإلرهاب‪ ،)Counter Terrorism Committee-‬والتي‬
‫قامت بالتنسيق مع مكتب األمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة الموجود في فيينا *‬
‫بوضع تعليمات ارشادية للدول عند التشريع او تطبيق وسائل محاربة اإلرهاب‪ ،‬وتقوم تلك‬
‫اللجنة وبشكل مستمر باطالع مجلس على كل ما يستجد في مجال مكافحة اإلرهاب واكد ذلك‬
‫القرار المرقم‪ )500(.‬حول موضوع استراتيجية مكافحة اإلرهاب وعدم جواز ربط ذلك بالدين‬
‫‪ .1‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬القرار الصادر بتاريخ‬
‫‪ 0229/1/11‬والمرقم )‪ )A/RES/60/73‬بناء على ما جاء في قرار اللجنة االولى والذي حمل‬
‫الرقم(‪ )A/60/463‬وكذلك باالمكان االطالع على قراري اللجنة الدولية ‪GC/49/RES/10‬‬
‫و ‪ GC/49/RES/9‬حول الموضوع‪ ،‬او قرارات المؤتمر العام للجنة الدولية للطاقة الذرية التاسع‬
‫واالربعين المنعقد للفترة من ‪ 0223/2/32.-09‬والذي تم فيه اتخاذ العديد من القرارات في الوثيقة التي تحمل‬
‫الرقم‪0(.GC/49/RES/DEC/2005‬‬
‫‪ .2‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬القرار الصادر بتاريخ‬
‫‪ 0229/0/09‬والمرقم )‪ )A/RES/60/158‬بناء على ما جاء في قرار اللجنة الثالثة والذي يحمل‬
‫الرقم‪.A/60/509/ADD.2 PART 2‬‬
‫*‪ .‬تم انشاء هذا المكتب بعد الجمع بين برنامج األمم المتحدة الدولي للسيطرة على المخدرات (‪)UNDCP‬‬
‫وقسم مكافحة المخدرات والجريمة التابع لمكتب األمم المتحدة في فيينا ليتحول الى (‪ )UNODC‬ويعتبر‬
‫المكتب ان هناك عالقة بين اإلرهاب والجرائم األخرى او الممارسات األخرى مثل تناول المخدرات والتي‬
‫لها عالقة مباشرة بالمواضيع المتعلقة بالتنمية‪.‬‬
‫‪- 75 -‬‬
‫او الجنسية او حضارة او جماعة عرقية وكذلك حث الدول على معالجة جميع مسببات اإلرهاب‬
‫مثل القمع والقضاء على الفقر وتعزيز النمو االقتصادي وكذلك الحكم الرشيد وحقوق االنسان‬
‫واتخاذ تدابير لمنع اإلرهاب ومكافحته وكذلك سيادة القانون الذي هو ركيزة اساسية في مكافحة‬
‫اإلرهاب (‪.)1‬‬
‫‪ -31‬ومن الجدير بالذكر أنه بتاري ‪ 5667/2/37‬اُفتتحت في فيينا ندوة على مدى يومين بمشاركة‬
‫(‪ )366‬دولة وخبراء دوليين حول تطبيق استراتيجية األمم المتحدة لمكافحة اإلرهاب الدولي‬
‫وكان جون بول البورد رئيس وحدة مكافحة اإلرهاب بمكتب مكافحة الجريمة والمخدرات‬
‫التابع لألمم المتحدة قد صرح بضرورة تطبيق تلك االستراتيجية وجاء في قوله ايضا‪ :‬إنه‬
‫يتعين العمل لجعل تلك الخطة قابلة للتنفيذ حتى ال تتحول الى اوراق موضوعه على الرفوف‪.‬‬
‫‪ -39‬اود في هذا السياق لفت االنتباه الى اني استثنيت قرار مجلس االمن الدولي المرقم (‪)3100‬‬
‫والصادر بتاري ‪ 5663/9/35‬من التسلسالت التي اوردتها سابقا ألسباب عديدة‪ :‬السبب االول‬
‫لكونه صدر من مجلس االمن وليس من الجمعية العامة لألمم المتحدة على اعتبار ان الموضوع‬
‫يهدد السلم واالمن العالمي‪ ،‬والسبب الثاني هو ألنه ربط موضوع النزاع المسلح باإلرهاب‬
‫وهذا ما استغلته اسرائيل في العدوان على جنوب لبنان عام‪5660/‬م وقطاع غزة نهاية‬
‫عام‪5660/‬م على اعتبار انه حق شرعي لها‪ ،‬والسبب الثالث كونه جاء مباشرة بعد احداث‬
‫‪33‬سبتمبر‪ ،5663‬وكان من احد اهم العوامل التي شجعت امريكا في احتالل افغانستان‬
‫والعراق‪ ،‬والتخويل الذي منحه الكونغرس االمريكي للرئيس االمريكي بشن الحرب على‬
‫الدول واألمم التي تقف وراء ذلك‪.‬‬
‫ان الجهود التي تم استعراضها تبين البعض من سعي المجتمع الدولي المستمر للوقوف‬
‫على كل ما يتعلق باإلرهاب وخاصة في مجال التعريف والمكافحة من خالل اصدار العديد من‬
‫القرارات وصك الكثير من االتفاقيات وعقد المؤتمرات والبيانات وعمل اللجان المتخصصة‬
‫‪ .1‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬القرار الذي يحمل المرقم‬
‫(‪) A/RES/60/28‬الصادر بتاريخ ‪.0229/2/02‬‬
‫‪- 71 -‬‬
‫واتخاذ االجراءات المناسبة لمكافحة اإلرهاب وتطبيق القرارات وما ورد باالتفاقيات‪ ،‬والتي‬
‫لم تتكلل بالنجاح في وضع تعريف محدد لإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -32‬االتفاقيات االقليمية وهي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬االتفاقية االقليمية لجنوب اسيا حول اإلرهاب عام‪3904/‬م‪.‬‬
‫ب‪ -‬االتفاقية العربية لعام‪3990/‬م‪.‬‬
‫ت‪ -‬اتفاقية المؤتمر االسالمي حول مكافحة اإلرهاب الدولي لعام‪3999/‬م‪.‬‬
‫ث‪ -‬اتفاقية منظمة الوحدة االفريقية حول اإلرهاب لعام‪3999/‬م‪.‬‬
‫ج‪ -‬اتفاقية شنغهاي حول اإلرهاب لعام‪5663/‬م‪.‬‬
‫ح‪ -‬قرار االتحاد االوربي لعام‪5663/‬م حول وضع اطار خطة مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫خ‪ -‬اتفاقية مكافحة اإلرهاب الخاصة مجلس التعاون لدول الخليج العربي لعام‪5660/‬م‪.‬‬
‫‪ -42‬هناك بعض االتفاقيات الداعمة لموضوع مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫أ‪ -‬اعالن سان بطرسبرغ لعام‪3000/‬م حول حظر استعمال الرصاص المتفجر‪.‬‬
‫ب‪ -‬بروتوكول جنيف لعام‪3952/‬م حول حظر استعمال العتاد الخاص‪.‬‬
‫ت‪ -‬المعاهدة الخاصة بالحماية المادية للمواد النووية والموقعة في فيينا عام‪3979/‬م‪.‬‬
‫ث‪ -‬اتفاقية جنيف لعام‪3906/‬م حول حظر استعمال االسلحة التقليدية المفرطة الضرر‪.‬‬
‫ج‪ -‬البروتوكول االول لعام‪3906/‬م حول حظر استعمال العتاد الذي يتحول الى شظايا ال يمكن‬
‫كشفها بسهولة‪ ،‬استخدمت اسرائيل هذا النوع من القنابل في عدوانها على قطاع غزة نهاية‬
‫عام‪5660/‬م‪.‬‬
‫ح‪ -‬البروتوكول الثالث ‪3906/‬م حول حظر استعمال االسلحة المحرقة‪.‬‬
‫خ‪ -‬البروتوكول الرابع‪3992/‬م حول حظر استعمال اسلحة الليزر المعمي‪.‬‬
‫د‪ -‬البروتوكول الثاني‪3990/‬م حول حظر وتقيد استعمال االلغام‪.‬‬
‫ذ‪.-‬اتفاقية عام‪3997/‬م حول حظر انتاج واستعمال االلغام المضادة لألفراد‪.‬‬
‫ر‪ -‬اتفاقية عام‪5660/‬م بشأن الذخائر العنقودية‪.‬‬
‫‪- 74 -‬‬
‫‪ -41‬المتفرقة‪-:‬‬
‫أ‪ -‬وفي سياق ذكر التعريفات نورد من باب العلم بالشيء التعريف الذي صدر بعد اجتماع دول‬
‫عدم االنحياز لعام‪3904/‬م " اإلرهاب نوع من العنف تقوم به دول استعمارية عنصرية او نظام‬
‫ضد الشعوب المناضلة من اجل الحرية واالستقالل "‪.‬‬
‫ب‪ -‬في عام‪3990/‬م تم عقد مؤتمر دول عدم االنحياز (‪ )1‬في مدينة ديربان جنوب افريقيا للفترة‬
‫من ‪ 3990/9/1-59‬حول موضوع اإلرهاب (سبق وان ذكرنا تعريف اإلرهاب الخاص بدول‬
‫عدم االنحياز)‪.‬‬
‫ت‪>-‬عام‪3999/‬م عقدت وفود دول عدم االنحياز(‪( )2‬على مستوى وزراء الخارجية) اجتماعا خاصا‬
‫في مدينة نيويورك بتاري ‪ 3999/9/51‬وأصدروا بالغا عن ضرورة التعاون الدولي في‬
‫مجال مكافحة اإلرهاب مع التأكيد على حق الكفاح المسلح كحق ثابت مشروع‪ ،‬وان كانت تلك‬
‫االجتماعات او ما ينتج عنها لم تقدم للدول عدم االنحياز اية فائدة تذكر‪ ،‬على الرغم من ان‬
‫غالبية تلك الدول كانت تعاني من موضوع االستعمار‪.‬‬
‫ث‪ -‬عام‪5661/‬م وبتاري ‪ 5661/5/52‬وفي الوثيقة الخاصة بالمؤتمر الثالث عشر لرؤساء دول‬
‫او حكومات بلدان عدم االنحياز التي عقد في كوااللمبور جرى الدعوة الى عقد مؤتمر قمة‬
‫‪.‬‬
‫دولي برعاية األمم المتحدة ألعداد رد منظم ومشترك للمجتمع الدولي ازاء اإلرهاب بجميع‬
‫اشكاله (‪.)3‬‬
‫ان دول عدم االنحياز تحاول في جميع طروحاتها رفض تعميم صفة اإلرهاب ليشمل الكفاح‬
‫المسلح او حتى الجهاد‪ ،‬او التعرض لسيادة الدول وخاصة العربية منها واالسالمية وهي بدعوتها‬
‫‪ .1‬انظر الوثائق الرسااامية لمجلس االمن الدولي‪ -‬الجلساااة الرابعة والخمساااين‪ -‬ملحق تشااارين اول‪ /‬تشااارين‬
‫ثااااناي‪/‬كااااناون اول‪ 1229/‬الافاقارات( ‪ )190-142‬باااالاوثاياقاااة الاتاي تاحامااال الارقام‪ S/1998/1071‬او‬
‫الوثيقة ‪.A/53/667/S/1998/1071‬‬
‫‪>.2‬انظر الوثائق الرسمية لمجلس االمن الدولي‪ -‬ملحق تشرين اول‪ /‬تشرين ثاني‪/‬كانون اول‪ 1222/‬الوثيقة‬
‫‪ S/1999/1063‬او الوثيقة ‪.A/54/469/S/1999/1063‬‬
‫‪ .3‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الوثيقة المصنفة والتي تحمل الرقم‬
‫‪.A/57/759/S/2003/ 332‬‬
‫‪- 72 -‬‬
‫الى مؤتمر قمة دولي تحاول من خالله اثبات حقوق الدول التي تمثلها وكذلك ضمان حضورها‬
‫الفاعل في تلك المؤتمرات وبخاصة تخوفها من استغالل بعض الدول للقرارات الدولية تحت‬
‫حجة مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫وكان تخوف دول عدم االنحياز في محله‪ ،‬حيث حصأأأأل بعد اقل من شأأأأهر على مؤتمر عدم‬
‫االنحياز لعام‪5661/‬م عملية غزو واحتالل العراق تلك العملية التي اسأأأأأأتباحت حرمة أحد‬
‫الدول‪ ،‬تحت حجج وذرائع واهية‪ ،‬لم تكن محاربة اإلرهاب أحدها‪ ،‬بل على العكس سأأأأاهمت‬
‫تلك الحرب للتأسأأأأيس لظاهرة غريبة في المجتمع العراقي كونه أصأأأأبح حاضأأأأنة للكثير من‬
‫المجاميع المسلحة والتي كان بعضها يمارس اعماال مشروعة في مقاومة والتصدي لالحتالل‬
‫واالخر يمارس اعماال ليست لها عالقة بالكفاح المسلح او المقاومة‪.‬‬
‫ج‪ -‬عام‪5662/‬م تم طرح اعالن الرياض(من اهم ما نتج عن اعالن الرياض هو انشاء مركز‬
‫دولي لمكافحة اإلرهاب وبتمويل سعودي) حول اإلرهاب والذي شاركت فيه مجموعة من‬
‫الدول ومنها العراق إما الدول المشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة اإلرهاب في مدينة‬
‫الرياض في المملكة العربية السعودية في الفترة من ‪ 52‬إلى ‪ 50‬ذو الحجة ‪3452‬هـ الموافق‬
‫‪ 2‬إلى ‪ 0‬فبراير ‪ ،5662‬وهي‪ :‬أثيوبيا‪ ،‬األرجنتين‪ ،‬المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬أسبانيا‪،‬‬
‫أستراليا‪ ،‬أفغانستان‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬إندونيسيا‪ ،‬أوزبكستان‪ ،‬أوكرانيا‪،‬‬
‫الجمهورية اإلسالمية اإليرانية إيطاليا‪ ،‬الجمهورية الباكستانية اإلسالمية‪ ،‬مملكة البحرين‪،‬‬
‫البرازيل‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬تركيا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬تونس‪ ،‬الجمهورية الجزائـرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬جنوب‬
‫أفريقيا‪ ،‬الدانمرك اإلتحاد الروسي‪ ،‬سري النكا‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬سنغافورة‪،‬‬
‫السودان الجمهورية العربية السورية‪ ،‬الصين‪ ،‬طاجيكستان‪ ،‬العراق‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬فرنسا‬
‫الفلبين‪ ،‬دولة قطر‪ ،‬كازاخستان‪ ،‬كندا‪ ،‬دولة الكويت‪ ،‬كينيا‪ ،‬الجمهـورية اللبنانية‪ ،‬ماليزيا‪،‬‬
‫جمهـورية مصر العربية‪ ،‬المملكة المغـربية‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬الهـند‪ ،‬هولندا‪ ،‬الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬اليابان‪ ،‬الجمهورية اليمنية‪ ،‬اليونان‪ ،‬والمنظمات الدولية واإلقليمية والمتخصصة‬
‫التي حضرت المؤتمر وهي‪ :‬األمم المتحدة‪ ،‬منظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬جامعة الدول العربية‬
‫‪- 70 -‬‬
‫اإلتحاد األفريقي‪ ،‬اإلتحاد األوروبي‪ ،‬المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (اإلنتربول)‪ ،‬مجلس‬
‫التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬مجلس وزراء الداخلية العرب‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي (‪.)1‬‬
‫وسنتناول بعض الجوانب المهمة في االعالن كما وردت وبتصرف‪.‬‬
‫التأكيد على أن أي جهد دولي سيكون قاصرا عن التصدي الفعال لظاهرة اإلرهاب إذا افتقد‬
‫العمل الجماعي والمنظور االستراتيجي الشامل في التعامل معها‪ ،‬وتمت الدعوة إلنشاء مركز‬
‫دولي لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫االشادة بروح التفاهم والتعاون التي سادت المؤتمر وظهور توافق في الرؤى والمواقف حول‬
‫خطورة ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬وحتمية التصدي لها عبر جهد دولي موحد ومنظم ودائم يحترم‬
‫مبادئ الشرعية الدولية خاصة حقوق اإلنسان والالجئين والقانون اإلنساني ويرس الدور‬
‫المركزي والشامل لألمم المتحدة ويتبنى معالجة شمولية متعددة الجوانب لإلرهاب‪.‬‬
‫وكذلك التأكيد على التزامها بالقرارات الدولية الصادرة عن منظمة األمم المتحدة ذات الصلة‬
‫بمكافحة اإلرهاب التي تدعو المجتمع الدولي إلى إدانة اإلرهاب ومكافحته بكافة السبل‬
‫والتصدي له بجميع الوسائل وفقا ً لميثاق األمم المتحدة نظرا لما تسببه األعمال اإلرهابية من‬
‫تهديد للسالم واالمن الدوليين‪.‬‬
‫كما تم التأكيد على أن األمم المتحدة هي المنبر االساسي لتعزيز التعاون الدولي ضد اإلرهاب‬
‫وتشكل قرارات مجلس االمن ذات الصلة اساسا متينا وشامالً لمحاربة اإلرهاب على المستوى‬
‫العالمي‪ ،‬وينبغي على كل الدول اإلمتثال الكامل ألحكام تلك القرارات‪ ،‬وتدعو جميع الدول‬
‫لإلنضمام والمصادقة وتنفيذ المعاهدات الدولية اإلثنتي عشرة * االساسية لمحاربة اإلرهاب‬
‫وتدعو إلى تشجيع الجهود الذاتية بهدف توسيع المشاركة السياسية‪ ،‬وتحقيق التنمية المستدامة‬
‫وتلبية متطلبات التوازن االجتماعي وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني للتصدي للظروف‬
‫‪ .1‬انظر موجز التقرير النهائي للمؤتمر الدولي لمكافحة االرهاب المنعقد في الرياض في شهر شباط‬
‫عام‪0223/‬م ص‪ 2‬وما تالها‪.‬‬
‫*‪ .‬ان المواضيع المتعلقة باإلرهاب ال تنحصر في االتفاقيات األساسية بل هناك االتفاقيات األخرى ذات العالقة‬
‫االخرى والقرارات واإلجراءات‪.‬‬
‫‪- 77 -‬‬
‫المساعدة على انتشار العنف والفكر المتطرف‪ ،‬تؤكد على أهمية دور وسائل اإلعالم‬
‫والمؤسسات المدنية ونظم التعليم في بلورة استراتيجيات للتصدي لمزاعم اإلرهابيين‪ ،‬وتشجيع‬
‫وسائل اإلعالم لوضع قواعد إرشادية للتقارير اإلعالمية والصحفية بما يحول دون استفادة‬
‫اإلرهابيين منها في اإلتصال او التجنيد أو غير ذلك‪.‬‬
‫والدعوة ايضا إلى زيادة التعاون على المستوى الوطني والثنائي واإلقليمي للتنسيق بين‬
‫االجهزة المختصة بمكافحة اإلرهاب وغسيل االموال واإلتجار باألسلحة والمتفجرات وتهريب‬
‫المخدرات‪ ،‬لتبادل الخبرات والتجارب بما في ذلك التدريب لضمان الفعالية في محاربة‬
‫اإلرهابيين وصالتهم بالجريمة المنظمة‪.‬‬
‫التشديد كذلك على الحاجة إلى تقوية اإلجراءات الدولية الرامية إلى منع اإلرهابيين من امتالك‬
‫أسلحة الدمار الشامل لدعم دور األمم المتحدة في هذا المجال بما في ذلك التنفيذ الكامل لقرار‬
‫مجلس األمن رقم(‪.)3246‬‬
‫والدعوة كذلك إلى دعم ومساعدة الدول التي تطلب ذلك في مجاالت مكافحة اإلرهاب خاصة‬
‫عبر تقديم المعدات والتدريب والمساعدة في بناء القدرات‪ ،‬تطوير التشريعات واإلجراءات‬
‫الوطنية الكفيلة بمنع اإلرهابيين من استغالل قوانين اللجوء والهجرة للحصول على مالذ آمن‬
‫أو استخدام اراضي الدول كقواعد للتجنيد أو التدريب أو التخطيط أو التحريض أو االنطالق‬
‫منها لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الدول األخرى‪.‬‬
‫والتأكيد مجددا على أهمية نشر القيم اإلنسانية الفاضلة وإشاعة روح التسامح والتعايش وحث‬
‫وسائل اإلعالم على االمتناع عن نشر المواد اإلعالمية الداعية للتطرف والعنف‪ ،‬والمتتبع‬
‫إلعالن الرياض يج د انه يتوافق مع توجهات المنظمات الدولية او االقليمية وكما بيناها سابقا‬
‫مع االشارة الى صعوبة ايجاد تعريف شامل ومقبول من قبل الجميع لإلرهاب‪ ،‬وان عدم وجود‬
‫هذا التعريف يعتبر عامال سلبيا عند التعرض الى موضوع مكافحة اإلرهاب‪ ،‬الن اجراءات‬
‫المكافحة ستختلف بين دولة واخرى تبعا لكيفية تعريفها او توصيفها لإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 70 -‬‬
‫اما االشأأارة الى موضأأوع ايجاد تعريف لإلرهاب فقد وردت االشأأارة اليه في المادة(‪ )1‬من‬
‫التوصأأأأأأيات ونصأأأأأأها" غياب االتفاق بشااااااأن تعريف شااااااامل لإلرهاب يكون مقبوال لجميع‬
‫المشاااااااركين يعيق الجهود الدولية لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬ومن ثم يتوجب التغلب على مشااااااكلة‬
‫تعريف اإلرهاب‪ ،‬والمقترحات التي تضمنها تقرير فريق األمم المتحدة عالي المستوى بشأن‬
‫التهديدات والتحديات الجديدة يمكن أن يكون أساسا مفيدا للتوصل إلى توافق سريع في هذا‬
‫الصدد"‪.‬‬
‫ولمعرفة تفاصيل أكثر يمكن االطالع على اوليات الموضوع (‪.)1‬‬
‫وفي عجالة سن ستعرض اهم االحداث التي لها عالقة بتعريف او توصيف اإلرهاب ومنها‬
‫صأأدور قرار األمم المتحدة المرقم ‪ 3901‬لعام‪5636/‬م والذي يؤكد على ما جاء بالقرار(‪)3171‬‬
‫لعأأام‪5663/‬م‪ ،‬وفي الفترة من‪ 39-30‬اذار ‪ 5631‬اقيم في مأأدينأأة بأأاكو في اذربيجأأان المؤتمر‬
‫ا لدولي حول تعزيز الت عاون في م جال م كاف حة اإلر هاب‪ ،‬وا لذي حث في خ تا مه على" تعزيز‬
‫التعاون وتأكيد ضأأأأأأرورة التوصأأأأأأل إلى تعريف لإلرهاب متفق عليه دوليا وتعزيز دور التربية‬
‫والتعليم في نشر قيم التسامح ومكافحة اإلرهاب"‪.‬‬
‫وجاء في مشأأأأأأروع بيان السأأأأأأفير محمد لوليشأأأأأأكي‪ ،‬الممثل الدائم ممثل المغرب ورئيس‬
‫ومكافحة اإلرهاب بتاري ‪ ،5631/2/36‬أن اللجنة سأأأأأأوف تركز على" مكافحة اإلرهاب من‬
‫خالل اسأأأأتخدام االتصأأأأاالت والمعلومات الجديدة ‪-‬التكنولوجيات" (‪ ،)2‬والموضأأأأوع يتعدى فكرة‬
‫اإلرهاب االلكتروني الى استخدام التقنيات الحديثة‪.‬‬
‫وبتأأاري ‪ 5631/0/51‬اقيم في تونس المؤتمر العربي لمكأأافحأأة اإلرهأأاب واكأأد المؤتمر‬
‫على" الدول األعضأأأأاء إلى تشأأأأكيل لجنة وطنية عليا لمكافحة اإلرهاب تتولى رسأأأأم السأأأأياسأأأأية‬
‫‪ .1‬انظر موقع المكتب الدولي لمكافحة االرهاب‪.‬‬
‫‪www.humanitarianibh.net ibh.paris@wanadoo.fr‬‬
‫‪..2‬مجلس االمن‪ -‬لجنة مكافحة االرهاب وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.un.org/ar/sc/ctc/index.html‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫الوطنية في مجال مكافحة اإلرهاب واإلشأأأأأأراف على تنفيذ التوصأأأأأأيات الصأأأأأأادرة عن الهيئات‬
‫واللجان الدولية المعنية بمكافحة اإلرهاب مع مراعاة االحترام الكامل لحقوق اإلنسان" (‪.)1‬‬
‫وللفترة من ‪ 36-9‬تشرين اول ‪ 5631‬عقد في مدينة بغداد وبرعاية وزارة حقوق االنسان‬
‫مؤتمر دولي تحت عنوان" أثر االرهاب على حقوق االنسان في العراق "‪ ،‬والذي تناول اربعة‬
‫محاور اساسية وهي‪-:‬‬
‫‪ -3‬االستراتيجية الوﻃنية لمكافحة االرهاب‪.‬‬
‫‪ -5‬الحوار والتعايش السلمي‪.‬‬
‫‪ -1‬التعاون الدولي في مكافحة االرهاب‪.‬‬
‫‪ -4‬حقوق ضحايا االرهاب‪.‬‬
‫وهي خطوة صحية وعملية من قبل الوزارة لمناقشة المواضيع المتعلقة باإلرهاب من جانبين‬
‫االول من خالل ضرورة وجود استراتيجية واضحة المعالم في مجال مكافحة اإلرهاب وان ال توثر‬
‫تلك االستراتيجية على مضامين حقوق االنسان وحرياته األساسية والجانب االخر ضرورة‬
‫انصاف ضحايا جرائم اإلرهاب (‪.)2‬‬
‫وقد خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات وهو جهد وطني محل اعتزاز وتقدير‪ ،‬وقد ورد في‬
‫التوصية رقم (‪ )30‬ما نصه " تطوير المنظومة التشريعية الوطنية إلدماج القانون الدولي اإلنساني‬
‫[القانون الدولي الجنائي] بما يضمن االختصاص القضائي الوطني للتعامل مع الجرائم ضد‬
‫االنسانية التي تشكل جرائم اإلرهاب أحد أنواعها"‪ ،‬حيث من الصعب اعتبار اإلرهاب من الجرائم‬
‫ضد اإلنسانية‪ ،‬بسبب عدم وجود اتفاق دولي حول الموضوع فكيف يمكن تضمين ذلك االختصاص‬
‫الوطني ذلك‪.‬‬
‫‪ .1‬جريدة العرب‪ -‬العدد(‪ -0213/9/03 - )2029‬المؤتمر العربي لمكافحة اإلرهاب يختتم أعماله بتونس‪-‬‬
‫ص‪.0‬‬
‫‪ .2‬لمعلومات اكثر زيارة موقع الوزارة وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.humanrights.gov.iq/ArticleShow.aspx?ID=2803‬‬
‫االفتتاحية‬
‫‪http://www.humanrights.gov.iq/PageViewer.aspx?id=208‬‬
‫التوصيات‬
‫‪- 06 -‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫جهود الدول العربية‬
‫مما الشك فيه ان الكثير من الدول تعمل جاهدة من اجل إعطاء أهمية كبيرة لموضوع‬
‫اإلرهاب وعلى اقل تقدير في مجال مكافحته من ضمن اهتماماتها المحلية واالقليمية والدولية‬
‫وتحاول التنسيق مع الهيئات الدولية الحكومية وغير الحكومية من اجل الوقوف بحزم امام هذه‬
‫الظاهرة اال اننا وجدنا ان بعض الدول صاحبة االهتمام لديها تعريفاتها الخاصة بها والبعض منها‬
‫قد وردت في تشريعات في قوانينها الداخلية وسنورد بعض تلك التعاريف والتواصيف وخاصة‬
‫الدول التي عانت وتعاني من موضوع اإلرهاب‪ ،‬كذلك سنستعرض تعريف وتوصيف بعض الدول‬
‫صاحبة االهتمام وسنعرض وجهة نظرها وليس بالضرورة ان نتبناها بل نحاول تسليط الضوء‬
‫عليها وبيان جوانب الخلل فيها او مدى مطابقتها للواقع‪.‬‬
‫ان جهود الدول تنبع بالدرجة االساس من االهتمامات السياسية لها ضمن محيطها الداخلي او‬
‫االقليمي والدولي حتى القرارات التي صدرت من األمم المتحدة تطلب من الدول ان تكون‬
‫تشريعاتها الداخلية متوافقة مع تلك القرارات على الرغم من مزجها بين الجانب السياسي‬
‫والقانوني‪ ،‬وسنتناول بعض االمثلة لتقريب الصورة‪.‬‬
‫سنحاول التعريج على بعض التجارب المهمة في هذا المجال وخاصة الدول التي عانت االمرين‬
‫منه مع ذكر العقوبات التي نصت عليها قوانين تلك الدول بعد ان حاولت تعريف اإلرهاب او‬
‫وصفت ماهيته‪.‬‬
‫اوال‪ -‬يعتبر قانون العقوبات اللبناني من اقدم التشريعات العربية التي تناولت بالتجريم والعقاب‬
‫السلوك والفعل اإلرهابي‪ ،‬فقد عرفت المادة (‪ )134‬من قانون العقوبات اللبناني لسنة‪3941‬‬
‫األعمال اإلرهابية بانها" يُعنى باألعمال اإلرهابية جميع األفعال التي ترمي إلى إيجاد حالة‬
‫ذعر‪ ،‬وترتكب بوسائل كاألدوات المتفجرة والمواد الملتهبة والمنتجات السامة أو المحرقة‬
‫والعوامل الوبائية أو الميكروبية التي من شأنها أن تحدث خطرا عاما " وجاء قانون العقوبات‬
‫‪- 03 -‬‬
‫لعام‪3920/‬م ليشدد العقوبة حتى تصل لغاية االعدام اذا ادت الى موت انسان او الحق اضرار‬
‫بأ ي بناية ادى الى هدمهما جزئيا او كليا سواء كانت بناية عامة أو مؤسسة صناعية أو سفينة‬
‫أو منشآت أخرى أو التعطيل في سبل المخابرات والمواصالت العامة‪ ،‬ولم يرد في التعريف‬
‫التطرق الى مصادر اإلرهاب واكتفى بذكر غاية اإلرهاب وبيان بعض وسائله‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬ومن اقدم التعريفات ايضا هو التعريف الرسمي السوري‪ ،‬حيث ورد في المادة (‪ )164‬من‬
‫قانون العقوبات السوري ما نصه " يقصد باألعمال اإلرهابية‪ ،‬االفعال التي ترمي الى ايجاد حالة‬
‫ذعر وترتكب بوسائل كاألدوات المتفجرة‪ ،‬االسلحة الحربية‪ ،‬المواد الملتهبة المنتجات السامة‬
‫او المحرمة‪ ،‬والعوامل الوبائية او الجرثومية التي من شأنها ان تحدث خطرا عاما" (‪ ،)1‬ولقد‬
‫رتب هذا القانون على مرتكبي تلك االفعال عقوبات شديدة قد تصل الى حد عقوبة االعدام اذا‬
‫ادى العمل اإلرهابي الى حصول حالة تخريب او ادى العمل الى وفاة انسان‪ ،‬وجاء التعريف‬
‫السوري مشابها للتعريف اللبناني وفيه بعض االعمال الداخلة تحت وصف اإلرهاب في المادة‬
‫(‪ )160‬وان هذا التعريف ايضا لم يحدد مصادر اإلرهاب انما ذكر غايته وبعض الوسائل التي‬
‫تستخدم خالله‪.‬‬
‫اما القانون رقم (‪ )2( )39‬فقد عرف العمل اإلرهابي على انه‪ ...‬كل فعل يهدف إلى إيجاد حالة‬
‫من الذعر بين الناس او اإلخالل باألمن العام او اإلضرار بالبنى التحتية او االساسية للدولة‬
‫ويرتكب باستخدام األسلحة او الذخائر او المتفجرات او المواد الملتهبة او المنتجات السامة او‬
‫المحرقة او العوامل الوبائية او الجرثومية مهما كان نوع هذه الوسائل او باستخدام أي أداة تؤدي‬
‫الغرض ذاته‪.‬‬
‫وقد اشار القانون ايضا الى بيان المقصود بالمنظمة اإلرهابية والتي هي وفق هذا‬
‫القانون‪ ".....‬جماعة مؤلفة من ثالثة أشخاص أو أكثر بهدف ارتكاب عمل إرهابي أو أكثر" وال‬
‫نعرف ما المقصود بعمل ارهابي او اكثر‪ ،‬فهل القصد منه العدد‪ ،‬وهل يعني ان المنظمة اإلرهابية‬
‫‪ .1‬قانون العقوبات السوري‪ -‬المرقم (‪ )149‬المادة(‪ )329-324‬الصادر عام‪1242/‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬قانون مكافحة االرهاب السوري‪ -‬الرقم (‪ )12‬المادة (‪ )1‬والصادر بتاريخ ‪.0210/1/0‬‬
‫‪- 05 -‬‬
‫التي لم تقوم بأية عمل ارهابي ال تخضع للعقوبات الواردة في نص المادة‪ )35-1(.‬من القانون‬
‫وما هو بحاجة الى تفسير مثل المادة‪" )3/1(.‬يعاقب باألشغال الشاقة من عشر سنوات إلى عشرين‬
‫سنة كل من أنشأ أو نظم أو أدار منظمة إرهابية " فكيف تتوافق كلمة "أدار" مع العقوبة ؟‬
‫ثالثا‪ -‬تعتبر مصر ايضا من الدول السباقة في ايجاد تعريف لإلرهاب واحتوى هذا التعريف على‬
‫عناصر‪ .‬عديدة وقد يكون قد استمد اطاره العام من مشاغل مصر المحلية واالقليمية والدولية‬
‫ومسؤوليتها االخالقية كونها حاضنة الجامعة العربية ومعقد امال الجهد العربي في هذا المجال‬
‫ودورها السباق في ردة الفعل السريعة تجاه المشاغل العالمية وقد جاء التعريف مطوال والذي‬
‫تضمنته المادة‪ )00(.‬من قانون العقوبات المصري" كل استخدام القوة او العنف او التهديد او‬
‫الترويع يلجأ اليه الجاني تنفيذا لمشروع اجرامي او جماعي بهدف االخالل بالنظام العام او‬
‫تعريض سالمة المجتمع وامنه للخطر اذا كان من شأن ذلك ايذاء االشخاص او القاء الرعب‬
‫بينهم او تعريض حياتهم او امنهم للخطر او الحاق الضرر بالبيئة‪ ،‬او االتصاالت او المواصالت‬
‫او االموال او المباني او االمالك العامة او دور العبادة او معاهد العلم العمالها‪ ،‬او تعطيل‬
‫الدستور او القوانين واللوائح"(‪ ،)1‬وان استخدام عبارة االخالل بالنظام العام الواردة في التعريف‬
‫تعطي مساحة واسعة للسلطات المصرية في اعتبار ان اي اخالل بالنظام العام هو عمل ارهابي‬
‫فاذا علمنا ان النظام العام هو كل ما ال يجوز مخالفته فأننا امام مخالفات ال حصر لها‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬فيما يخص العراق فال يوجد نص صريح يدل على تعريف اإلرهاب في السابق ولكن توجد‬
‫اشارة الى هذه المفردة والمتصفح للقانون رقم(‪ )333‬وتحديدا المواد (‪ )5/566‬والمادة (‪)102‬‬
‫وكذلك في المادة(‪ ،)100‬يجد االشارة الى ذلك من خالل النص" استعمال القوة او اإلرهاب او‬
‫اي وسيلة اخرى غير مشروعة" (‪ ،)2‬ان القانون رقم (‪ )333‬قد تطرق الى نقطة مهمة اال وهي‬
‫التهديد باإلرهاب وهو ال يقل اهمية عن استخدام اإلرهاب نفسه(استعمال القوة او العنف او‬
‫اإلرهاب او التهديد او اية وسيلة اخرى غير مشروعة) فالتهديد قد يعطي نتائج مشابهة للفعل‬
‫‪ .1‬انظر قانون العقوبات المصري الرقم)‪ (21‬لعام‪1220/‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬انظر قانون العقوبات العراقي الرقم)‪(111‬المواد(‪ )399-393-0/022‬لعام‪1292/‬م مصدر سابق‪.‬‬
‫<‬
‫‪- 01 -‬‬
‫اإلرهابي فقد تكون الخطة الموضوعة لإلرهاب اساسا تستند على موضوع التهديد وليس القيام‬
‫بالعمل نفسه‪ ،‬ومما الشك فيه تأثير العامل السياسي على مشروع تشريع القوانين ومواكبة‬
‫الظروف التي تحيط بكل دولة‪ ،‬فبينما كان اهتمام الجانب السوري واضح وصريح في التعامل‬
‫مع اإلرهاب بحكم تأثير اإلرهاب االسرائيلي‪ ،‬كان التشريع العراقي الذي جاء بعد (‪ )16‬سنة‬
‫يرسم مالمح الجو العام السائد في العراق عام‪3909/‬م‪ ،‬على ان العراق قد عرف البعض من تلك‬
‫الممارسات التي كانت تحصل فيه نتيجة االوضاع السياسية التي مرت به ومنذ تأسيس الدولة‬
‫العراقية في العصر الحديث ولحد االن‪ ،‬وبعد االحتالل االمريكي للعراق وما سببه االحتالل من‬
‫مظاهر غريبة على المجتمع في العراق فان مشروع قانون مكافحة اإلرهاب لعام‪5662/‬م استند‬
‫الى المادة(‪ )16‬من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة االنتقالية‪ ،‬وجاء في المادة (‪ )1‬منه‬
‫تعريفا عاما للفعل اإلرهابي وحصر مصادر اإلرهاب بالفرد المجرد او مجموعة االفراد ولم‬
‫يتطرق الى الدولة باعتبارها احد مصادر اإلرهاب‪ ،‬وكذلك ال توجد اشارة الى االعمال اإلرهابية‬
‫التي يمكن ان تطال نظام المعلومات والقوانين والقيود‪ ،‬ولكن وردت اشارات لذلك في متن‬
‫القانون اما عن العقوبات فقد وردت في الفصل الثاني وفي المادة (‪ )11‬وبلغت الى حد عقوبة‬
‫االعدام‪ ،‬والمادة (‪ )12‬من القانون حددت اختصاص النظر باألعمال اإلرهابية بالمحكمة الجنائية‬
‫المركزية في العراق والمشكلة بأمر سلطة االئتالف المؤقتة المرقم (‪ )31‬في ‪ 5664/4/55‬للنظر‬
‫والفصل في الجرائم المنصوص عليها في القانون وجاء في المادة (‪ )10‬من القانون "ال تعد‬
‫الجرائم اإلرهابية المنصوص عليها في هذا القانون من الجرائم السياسية او العسكرية" وفي‬
‫المادة (‪ )17‬تطبق احكام قانون العقوبات رقم (‪ )333‬لسنة ‪( 3909‬المعدل) وقانون اصول‬
‫‪.‬‬
‫المحاكمات الجزائية رقم (‪ )51‬لسنة ‪ 3973‬وقانون األسلحة رقم (‪ )31‬لسنة ‪ 3995‬فيما يرد‬
‫به نص هذا القانون‪ ،‬وفي المادة (‪ )10‬تطبق احكام االتفاقيات والمعاهدات الدولية النافذة التي‬
‫يكون العراق طرفا فيها‪ ،‬اما تعريف او توصيف اإلرهاب‪ :‬كل فعل او امتناع عن فعل صادر‬
‫عن فرد او مجموعة افراد يؤدي الى ايقاع الرعب بين الناس او ترويعهم اذا كان من شأن‬
‫ذلك االخالل بالنظام العام او تعريض سالمة المجتمع وامنه للخطر او ايذاء االشخاص او‬
‫‪- 04 -‬‬
‫تعريض حرياتهم او حياتهم او امنهم للخطر او الحاق الضرر بالبيئة او بأحد المرافق او‬
‫االمالك العامة او الخاصة او احتاللها او االستيالء عليها او تعريض احد الموارد الطبيعية‬
‫للخطر‪ ،‬وبعد هذا العرض الموجز وبالرجوع الى ما قلناه سابقا بان القانون رقم (‪ )1( )31‬لسنة‬
‫‪ 5662‬والذي اصبح نافذا من تاري ‪ 5662/5/59‬جاء مغايرا للمسودة وهذا بديهي ولكن الملفت‬
‫للنظر الى ان القانون عندما صدر احتوى على عناصر جديدة منها ان تعريف اإلرهاب جاء‬
‫في المادة االولى ونصه‪(.‬كل فعل اجرامي يقوم به فرد او جماعة منظمة استهدف فردا او‬
‫مجموعة افراد او جماعات او مؤسسات رسمية او غير رسمية اوقع االضرار بالممتلكات‬
‫العامة او الخاصة بغية االخالل بالوضع االمني او االستقرار والوحدة الوطنية او ادخال الرعب‬
‫والخوف والفزع بين الناس او اثارة الفوضى تحقيقا لغايات ارهابية) (‪ ،)2‬وهذا يمكن توقعه او‬
‫قبوله اما الحديث عن تحقيق غايات ارهابية وتضمينها في متن النص يثبت الحرج الحقيقي‬
‫الذي اوقع المشرع العراقي فيه نفسه‪ ،‬ولعل قائل يقول ما الذي حدى بالمشرع العراقي الى‬
‫اصدار مثل هذا القانون ولم يأخذ بالعناصر الواردة في االتفاقية العربية حول اإلرهاب‬
‫لعام‪3990/‬م وخاصة موضوع التعريف كما فعلت مصر‪ ،‬لقد تجاهل هذا التعريف مواضيع‬
‫مهمة سنحاول الوقوف على اثنين منها وهما موضوعين مهمين يحظيان باهتمام عالمي االول‬
‫ارهاب الدولة والثاني موضوع البيئة اما من ناحية بحثية ان ما ورد هو توصيف لألعمال‬
‫اإلرهابية وليس تعريف‪ ،‬وان التعريف الوارد في مسودة القرار افضل من التعريف الوارد‬
‫بالقرار نفسه‪ ،‬ان القرارات التي تخص اإلرهاب يجب ان تساهم فيها فئات متعددة‪ ،‬الن ما يتعلق‬
‫باإلرهاب يتعلق بمجمل نواحي الحياة‪ ،‬وان كان االصل فيه الجانب التشريعي‪ ،‬اال ان مقتضيات‬
‫‪ .1‬انظر مسودة قانون مكافحة االرهاب الذي يحمل الرقم )‪ (13‬لعام‪0223/‬م والمواد الخاصة بالعقوبات‬
‫(الفصل الثاني)‪.‬‬
‫‪ .2‬باإلمكان االطالع على نص القرار المرقم(‪ )13‬لسنة‪ 0223‬او ما يسمى قانون مكافحة االرهاب في عدد‬
‫الوقائع العراقية المرقم(‪ )4222‬الصادر بتاريخ ‪،0223/11/2‬لقد كانت مسودة القانون تتناول جوانب‬
‫متعددة والتعريف الوارد فيه افضل بكثير من التعريف الوارد في القرار بعد التصويت عليه‪ ،‬لعلنا نتجنى‬
‫على الذين ساهموا بإخراجه بهذا الشكل فال نعرف ما هي الظروف التي كانت سائدة في ذلك الوقت‬
‫والحكومة العراقية مطالبة بالتفكير الجدي بأعداد نظام جديد لمكافحة االرهاب يتبنى على اقل تقدير طرح‬
‫تعريف جديد لإلرهاب يتناسب مع هذه المرحلة وبعد ما شهده العراق من حرب مفتوحة على االرهاب‪.‬‬
‫‪- 02 -‬‬
‫الحال قد تتطلب اشراك اكبر عدد ممكن من المختصين والمهتمين في وضع مشاريع قوانين‬
‫تخص عموم المجتمع‪ ،‬من اجل التعريف والتوصيف‪ ،‬ووضع الحلول للمشاكل االجتماعية‬
‫واعتماد خطة لمكافحة اإلرهاب مبنية على اسس واقعية‪.‬‬
‫وجاء في المادة(‪/53‬أ‪ )2/‬لقانون العقوبات الرقم(‪ )333‬لسنة‪ 3909‬مع التعديالت التشريعية‬
‫لسلطة االئتالف المؤقتة للفترة من (‪ )5662-5661‬حيث تم اعتبار جرائم اإلرهاب جرائم‬
‫عادية وان ارتكبت بدافع سياسي‪ ،‬وفي الفقرة(ب) من نفس المادة خولت المحكمة ان تبين في‬
‫قرارها فيما اذا كانت الجريمة الحاصلة سياسية ام ال‪ ،‬وفي المادة(‪ )55‬حل السجن المؤبد محل‬
‫االعدام في الجرائم السياسية (‪.)1‬‬
‫خامسا‪ -‬اما عن البحرين فقد شهدت هي االخرى اضطرابات وتوترات داخلية ادت الى حصول‬
‫التصادم بين قوات االمن وبين المتظاهرين ووقوع العديد من اإلصابات في الذين يطالبون‬
‫باإلصالح‪ ،‬وزاد من تعقيد الموقف وجود القوات العسكرية لدول الخليج والتقيدات التي فرضت‬
‫على الحقوق والحريات‪ ،‬ولم يتناول قانون العقوبات البحريني موضوع اإلرهاب بشكل مفصل‬
‫بل هناك اشارات الى بعض الجرائم التي تندرج تحت هذا الوصف‪ ،‬كأعمال ارهابية مثل ما‬
‫جاء في المواد (‪ )577،579،506،503‬كأعمال الحريق والمفرقعات (‪ ،)2‬وفي عام‪5660/‬م‬
‫صدر قانون حماية المجتمع من االعمال اإلرهابية والذي احتوى على تعريف لإلرهاب‬
‫وللجريمة اإلرهابية وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫‪ -3‬اإلرهاب‪" -‬استخدام للقوة أو التهديد باستخدامها أو أية وسيلة أخرى غير مشروعة تشكل‬
‫جريمة معاقب عليها قانونا‪ ،‬يلجأ إليها الجاني تنفيذا ً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي‬
‫بغرض اإلخالل بالنظام العام أو تعريض سالمة المملكة وأمنها للخطر‪ ،‬أو اإلضرار‬
‫‪ .1‬القاضي‪ ،‬عبد الرحمن نبيل‪ -‬قانون العقوبات العراقي رقم(‪ )111‬لسنة ‪ 1292‬وتعديال ته مع التعديالت‬
‫التشريعية وما اصابها من قرارات سلطة االئتالف المؤقتة ‪ -0223 - 0223‬المكتبة القانونية‪ -‬طبعة‬
‫عام‪0229/‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬الورقاء‪ ،‬علي محسن ‪ -‬قراءة قانونية من هـو اإلرهـابي؟ صحيفة الوسط البحرينية‪ -‬العدد(‪ -)3232‬اإلثنين‬
‫‪ 1‬يوليو ‪0213‬م الموافق ‪ 00‬شعبان ‪1434‬هـ‪.‬‬
‫‪- 00 -‬‬
‫بالوحدة الوطنية أو أمن المجتمع الدولي‪ ،‬أو كان من شأن ذلك إيذاء األشخاص وبث‬
‫الرعب بينهم وترويعهم وتعريض حياتهم أو أمنهم للخطر‪ ،‬أو إلحاق الضرر بالبيئة أو‬
‫الصحة العامة أو االقتصاد الوطني أو المرافق أو المنشآت أو الممتلكات العاملة أو االستيالء‬
‫عليها وعرقلة أدائها ألعمالها‪ ،‬أو منع أو عرقلة السلطات العامة‪ ،‬أو دور العبادة أو معاهد‬
‫العلم عن ممارسة أعمالها"‪.‬‬
‫‪ -5‬الجريمة اإلرهابية‪ "-‬الجنايات المنصوص عليها في قانون العقوبات أو أي قانون آخر‬
‫إذا كان الغرض من ارتكابها إرهابا" (‪.)1‬‬
‫وقد حدد القانون رقم(‪ )20‬في المادة (‪ )5‬منه عشرة انواع من الجرائم تعد من االعمال التي‬
‫يمكن ان ترتكب لغرض ارهابي وربطها بالعقوبات المخصصة ازاؤها والتي تضمنتها‬
‫المادة(‪ )1‬من هذا القانون‪.‬‬
‫وقد استند هذا القانون على مجموعة من التشريعات السابقة ومنها (قانون العقوبات البحريني‬
‫الرقم(‪ )32‬لسنة ‪ 3970‬وتعديالته‪ ،‬المرسوم بقانون رقم(‪ )30‬لسنة ‪ 3970‬والمعدل بالمرسوم‬
‫بقانون رقم (‪ )0‬لسنة ‪ 3990‬والخاص بالمفرقعات‪ ،‬وعلى المرسوم بقانون رقم‪ )4(.‬لسنة ‪5663‬‬
‫والخاص بحظر ومكافحة غسل االموال)‪.‬‬
‫والمال حظ ان الدول العربية لم تتفق على ايجاد تعريف موحد تعتمده في تشريعاتها الوطنية ولعل‬
‫السبب يعود لطبيعة تعاطي تلك الدول مع اإلرهاب في ظل غياب وجود سياسة موحدة لغرض‬
‫مكافحة تلك االعمال‪ ،‬والحقيقة غير المعلنة ان بعض تلك الدول يشترك من حيث يدري او ال‬
‫يدري في نشاطات او اعمال ارهابية‪.‬‬
‫وبعض الدول ال تفرق بين العمل السياسي وبين دعم بعض النشاطات التي تبدو في ظاهرها انها‬
‫اعمال سياسية او كفاح مسلح وفي حقيقتها هي اعمال أقرب الى ان تكون اعمال ارهابية وقد‬
‫يجري ذلك بشكل متعمد من قبل تلك الدول‪.‬‬
‫‪<.1‬المادة االولى من قانون حماية المجتمع من االعمال االرهابية المرقم(‪ )39‬لسنة ‪ 0229‬والمنشور في‬
‫الجريدة الرسمية للبحرين‪،‬العدد(‪ )0130‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬اب‪/‬اغسطس ‪.0229‬‬
‫‪- 07 -‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫جهود الدول االجنبية‬
‫جاءت الدالالت المتعلقة بتعريف باإلرهاب تبعا للظروف التي مرت بها الدول في مواجهتها‬
‫لإلرهاب وسيتم التطرق الى بعض تلك النماذج‪- :‬‬
‫اوال‪ -‬في الواليات المتحدة تعاملت الجهات ذات العالقة مع اإلرهاب تبعا لطبيعة الواجبات التي‬
‫تؤديها لهذا جاءت تلك التعاريف مختلفة ومتباينة‪.‬‬
‫‪ -3‬التعريف الخاص بوزارة العدل االمريكية" عنف متعمد‪ ،‬بدوافع سياسية‪ ،‬ترتكبه ضد أهداف‬
‫غير محاربة جماعات شبه قومية أو عمالء سريون‪ ،‬المقصود منه عادة هو التأثير على‬
‫الجمهور" (‪.)1‬‬
‫ان هذا التعـريف حصر موضوع اإلرهاب باألفراد والجماعات‪ ،‬مع االشارة الى ان هذه‬
‫الجماعات شبه قومية‪ ،‬وعالقة ذلك بالدوافع السياسية‪.‬‬
‫‪ -5‬التعريف الخاص بمكتب التحقيقات الفدرالي" عمل عنيف او عمل يشكل خطرا على الحياة‬
‫االنسانية وينتهك حرمة القوانين الجنائية في اي دولة " وهناك تعريف اخر معتمد أيضا من‬
‫قبل المكتب وهو" االستخدام غير القانوني للقوة أو العنف ضد األشخاص أو الممتلكات‬
‫لتخويف أو إكراه حكومة او اية مجموعة من السكان المدنيين لتحقيق اهداف سياسية أو‬
‫اجتماعية" (‪ ،)2‬وفي التعريف الذي يتناول العمل اإلرهابي بوصفه الوظيفي والذي يدخل من‬
‫‪1..U.S.Department of State ]Foreign ministry[, Office of the Coordinator for‬‬
‫‪Counterterrorism, Country Reports on Terrorism, April 30, 2007.‬‬
‫واصل التعريف في اللغة االنكليزية قد ربط االرهاب بوجود العنف الساسي ولعل هذا التعريف من نتاج‬
‫استخبارات وزارة الخارجية‪-:‬‬
‫‪"premeditated,politically motivated violence perpetrated against‬‬
‫‪noncombatant targets by subnational groups or clandestine agents, usually‬‬
‫‪intended to influence an audience".‬‬
‫‪2..Susan Tiefenbrun-A Semiotic Approach to A legal Definition of‬‬
‫‪Terrorism- ILSA Journal of International & Comparative Law Vol.‬‬
‫‪9:357,2003,P371.‬‬
‫‪- 00 -‬‬
‫ضمن اهتمامات مكتب التحقيقات الفدرالي فيه تشويش وعمومية وعدم حرفية‪ ،‬وقد يشمل اي‬
‫جريمة الن اي جريمة بالطبع ستنتهك القوانين الجنائية‪ ،‬الن قوانين مكافحة اإلرهاب ترتبط‬
‫بشكل او بأخر بقانون العقوبات السائد في اي بلد ان لم تكون مكملة لها‪ ،‬فهي تتعامل مع‬
‫اإلرهاب ليس بوصفه حالة اجتماعية او سياسية عابرة او شاذة وانما على اساس ان هذا‬
‫العمل هو في حد ذاته جريمة‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف البنتاغون" اي استعمال غير قانوني ألعمال العنف او التهديد باستخدامها ضد‬
‫االشخاص والممتلكات بهدف اشاعة الرعب واجبار الحكومة او الشعب على امر ما وبالتالي‬
‫تحقيق اهداف سياسية او دينية او ايدلوجية "‪ ،‬وهناك تعريف اخر يخص البنتاغون وهو"‬
‫االستخدام المحسوب للعنف غير القانوني أو التهديد بالعنف غير القانوني لغرس الخوف‬
‫المقصود إلكراه أو تخويف الحكومات أو المجتمعات في السعي لتحقيق األهداف السياسية‬
‫والدينية‪ ،‬أو األيديولوجية " (‪.)1‬‬
‫‪ -4‬تعريف وكالة االستخبارات األمريكية " اإلرهاب هو التهديد الناشئ عن عنف من قبل أفراد‬
‫أو جماعات"‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ التعريف الخاص بالجيش االمريكي" االستعمال او التهديد باالستعمال غير المشروع للقوة او‬
‫العنف من قبل منظمة ثورية"‪ ،‬ويستخدم هذا التعريف في اغلب الدول التي تتبنى العقيدة‬
‫العسكرية االمريكية مثل استراليا ونيوزلندا او مقارب له‪ ،‬ان هذا يظهر اختالف الجهات التي‬
‫تتعاطى مع موضوع اإلرهاب في الواليات المتحدة تبعا لساحة االهتمام واعدائها التقليديين‬
‫واالعداء الذين تخلقهم بسبب سياساتها‪.‬‬
‫‪ -0‬وجاء في دائرة المعارف االجتماعية االمريكية ان اإلرهاب هو" تعبير يستخدم لوصف *‬
‫منهج او اسلوب‪ ،‬او النظرية او الفكرة التي تقف خلف ذلك المنهج‪ ،‬والذي من خالله تحاول‬
‫مجموعة منظمة او حزب ان تحقق اهدافها المعلنة باستخدام العنف المنظم بصفة اساسية‬
‫‪ .1‬ولمعلومات اكثر مراجعة الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪terrorism.about.com/od/whatisterroris1/ss/DefineTerrorism4.htm‬‬
‫*‪ .‬وهو من التعاريف التي استخدمت فيه كلمة الوصف للداللة على مفهوم اإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 09 -‬‬
‫وتوجه االفعال اإلرهابية ضد االشخاص الذين هم بصفتهم الشخصية او كوكالء او ممثلين‬
‫للسلطة يتداخلون مع اكمال تحقيق اهداف هذه المجموعة " (‪.)1‬‬
‫والمالحظ رغم تعدد التعاريف التي مصدرها الواليات المتحدة اال ان ذلك لم يكن مانعا في‬
‫توجيه االتهام لها في عدم رغبتها في ايجاد تعريف لإلرهاب او االتفاق على االفعال التي يمكن‬
‫ان تدل عليه او تصفه‪ ،‬فقد كشف روبرت فريد الندر عن الموقف االمريكي بقوله ‪ :‬طيلة فترة‬
‫عهد ادارة ريغان التي جعلت من مكافحة اإلرهاب حجر الزاوية في سياستها الخارجية منذ‬
‫اليوم االول لإلدارة في الحكم‪ ،‬كان موقف وزارة العدل‪ ،‬ومكتب التحقيقات الفدرالي‪ ،‬ومكتب‬
‫المشاور القانوني في وزارة الخارجية موقف المعارض بشدة إلدخال أي تعريف لإلرهاب‬
‫محليا او دوليا‪ ،‬في صلب القانون (‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ -‬التعريف الفرنسي" خرق للقانون يقدم عليه فرد من االفراد‪ ،‬او تنظيم جماعي بهدف اثارة‬
‫اضطراب خطير في النظام عن طريق التهديد والترغيب" (‪ ،)3‬وهذا التعريف جاء عاما‬
‫واشار الى جزئيات مثل التهديد ولم يتطرق ايضا الى ارهاب الدولة‪ ،‬علما ان فرنسا وفي‬
‫تشريعاتها الحالية ابتعدت عن فكرة تعريف اإلرهاب‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬التعريف الخاص بالمانيا (مكتب حماية الدستور) اإلرهاب هو" صراع موجه لتحقيق أهداف‬
‫سياسية‪ ،‬يتم باالعتداء على الحياة أو الممتلكات ألشخاص آخرين وخصوصا عن طريق‬
‫ارتكاب جرائم عنيفة مثل القتل العمد وخطف األشخاص والحريق"(‪ ،)4‬ان هذا التعريف‬
‫احادي الجانب يركز عل الجانب المادي وخاصة اذا عرفنا بان مكتب حماية الدستور في‬
‫المانيا هو جهاز امني استخباري‪.‬‬
‫‪1. See Encyclopedia of The Social Sciences- Edwin Seligman-New York , The‬‬
‫‪Macmillan Co.- 1934 Vol - 13,P.575.‬‬
‫‪..2‬الحلو‪ ،‬حسن عزيز‪ -‬االرهاب في القانون الدولي‪ -‬رسالة ماجستير في القانون العام مقدمة الى االكاديمية‬
‫العربية في الدنمارك‪ ،‬لعام‪0221/‬م ص‪.03‬‬
‫‪ .3‬القانون الفرنسي المرقم(‪ )1202‬لعام‪1299/‬م‪ ،‬ومشار اليه ايضا عند د‪ .‬محمد عزيز شكري – االرهاب‬
‫الدولي والنظام العالمي الراهن– ص‪.29‬‬
‫‪ .4‬باإلمكان االطالع على معلومات اكثر عن طريق موقع منظمة هابيليان ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.habilian.ir/ar/legal/‬‬
‫‪- 96 -‬‬
‫رابعا‪ -‬اما التعريفات التي مصدرها الجانب الروسي فأننا سنتناول منها ما ورد في دائرة المعارف‬
‫الروسية (‪ ،)1‬على" انه سياسة التخويف المنهجي للخصوم بما في ذلك استئصالهم ماديا كما‬
‫يعرف العنف عادة بأنه االستعمال المنظم المشروع للقوة داخل المجتمع‪ ،‬وتذهب كثير من‬
‫األنظمة إلى تحديد المشروعية لممارسة القوة بتولي السلطة باسم المجتمع وحماية النظام‬
‫العام داخل الشرعية الحكومية‪ ،‬أي ممارسة العنف خارج هذا النطاق تعد لدى االنظمة‬
‫التقليدية ممارسة للعنف" (‪ ،)2‬ومما يفهم من هذا التعريف انه يتناول موضوع الخصوم وهذا‬
‫ما ال يمكن ربطه في حال اإلرهابين الذين هم خصوم الجميع وليس الموضوع مقتصر على‬
‫الخصومة السياسية‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬اما في المملكة المتحدة وايرلندا ووفقا لما جاء في االحكام المؤقتة لعام‪3909/‬م فان‬
‫اإلرهاب" استخدام العنف لتحقيق غايات سياسية‪ ،‬ويشمل أي استعمال للعنف من اجل اخافة‬
‫الجمهور او اية مجموعة منهم " (‪.)3‬‬
‫ومما يالحظ ان غالبية التعاريف تعتبر اإلرهاب نوعا من انواع العنف‪ ،‬والعنف كلمة تحتمل‬
‫العمل السلبي والعمل االيجابي وهي قد تشكل اشكالية في فصل مفهوم اإلرهاب عن مفهوم الجهاد‬
‫او الكفاح المسلح وحتى موضوع االنتقام ويقول الدكتور ابراهيم الحيدري‪ :‬العنف اغلب وسائله‬
‫وادواته هي غير مشروعة وال اخالقية وهدفه التخلص من العدو بكل الوسائل واالدوات‪ ،‬كالقتل‬
‫واالبادة الجسدية واالغتصاب والتدمير‪ ،‬كما في العنف االعتدائي واإلرهاب‪ ،‬غير ان هناك اساليب‬
‫‪ .1‬سينو‪ ،‬حسين‪ -‬ظاهرة اإلرهاب على الموقع ادناه‪-‬‬
‫‪http://www.pydrojava.net/ara/index.php?option=com_content&view=articl‬‬
‫‪e&id=1109:2011-09-26-22-07-11&catid=41:2011-07-10-1919&Itemid=62‬‬
‫‪ .2‬ابراهيم‪ ،‬سالم‪ -‬العنف واإلرهاب‪ -‬المركز العالمي لدراسات وأبحاث ندوة جامعة الفاتح‪ ،‬ليبيا‪ -‬مصدر‬
‫سابق‪ -‬ص ‪.22‬‬
‫‪.‬‬
‫‪3. Lord Carlile of Berriew Q.C-The Definition of Terrorism-Independent‬‬
‫‪Reviewer of Terrorism Legislation- Presented to Parliament-by the‬‬
‫‪Secretary of State for the Home Department,by Command of Her Majesty‬‬‫‪March 2007,P3.‬‬
‫‪- 93 -‬‬
‫اخرى تعتبر مشروعة تتمثل في شرعية استخدام العنف باعتباره عمال استثنائيا حين يمارس للدفاع‬
‫عن النفس في اوقات الخطر ومن اجل البقاء على الحياة او الدفاع عن الوطن (‪.)1‬‬
‫وقد ال يمكن فهم موضوع العنف أي وجود القوة في كل المجاالت كما هو في موضوع اإلرهاب‬
‫التقني او االلكتروني او اإلرهاب الموجه ضد البيئة من غير استعمال االسلحة مثل انبعاث الغازات‬
‫والمشاكل الصناعية‪ ،‬او قطع المياه‪.‬‬
‫وكذلك يجب ان ال يقف موضوع العنف او اإلرهاب على الوقائع او االحداث المادية بل يجب ان‬
‫يتعدى االمر الى موضوع الجانب المعنوي المتمثل بالتصريحات او التهديدات التي يفهم منها‬
‫إشاعة الجواء احوف والرعب‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪.‬الحيدري‪،‬ابراهيم‪ -‬في سوسيولوجيا العنف واإلرهاب‪ -‬جريدة الشرق االوسط‪ -‬العدد (‪ (9414‬الثالثـاء‬
‫‪ 03‬رمضـان ‪1400‬هـ ‪ 11‬ديسمبر ‪.0221‬‬
‫‪- 95 -‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫الجهود الفردية‬
‫ونقصد بها تلك الجهود التي صدرت من قبل افراد من ذوي االختصاص والخبرة او دوائر‬
‫بحثية‪ ،‬ففي عام‪ 5662/‬م حاول امين عام األمم المتحدة كوفي عنان بيان رأيه غير الموفق وغير‬
‫المسؤول رغم مسؤوليته حيث يقول‪ :‬اي عمل يشكل عمال ارهابيا اذا استهدف التسبب في وفاة او‬
‫احداث ايذاء جسدي خطير لمدنيين وغير مقاتلين بهدف ترهيب سكان او اجبار حكومة او منظمة‬
‫دولية على فعل عمل معين او االمتناع عنه‪ ،‬كأنما تكلم بلسان اصحاب الغرض السيء وخلط بين‬
‫اإلرهاب وحق األمم والشعوب في الكفاح المسلح‪ ،‬التي نصت عليها المواثيق الدولية‪.‬‬
‫في كتابه اإلرهاب السياسي اورد شميدت‬
‫(‪)1‬‬
‫الكثير من التعاريف لإلرهاب تجاوزت المئة‬
‫تعريف‪ ،‬ان الظروف التي اورد فيها تلك التعاريف قد تغيرت االن‪ ،‬فعدم الالمباالة التي كانت‬
‫تبديها بعض الدول قد تغيرت االن واالهتمام باإلرهاب اخذ بعدا دوليا وبوتائر متصاعدة‪ ،‬وقد جاء‬
‫في تعريفه لإلرهاب بانه‪-:‬‬
‫‪"Terrorism is an anxiety-inspiring method of repeated violent action,‬‬
‫‪employed by (semi-)clandestine individual, group, or state actors,for‬‬
‫‪idiosyncratic, criminal, or political reasons, whereby-in contrast to‬‬
‫‪assassination-the direct targets of violence are not the main target".‬‬
‫ويرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني قاسم محمد عثمان بان اإلرهاب هو" العنف المتعمد الذي‬
‫تقوم به جماعات غير حكومية او عمالء سريون بدافع سياسي ضد اهداف غير مقاتلة ويهدف‬
‫عادة للتأثير على الجمهور" (‪.)2‬‬
‫ان هذا التعريف ركز على موضوع العنف وال يعني العنف بالضرورة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪1.}Alex.P.Shmid- Political Terrorism -A Research Guide to Concepts‬‬
‫‪Theories- Data Bases and Literature- Published by NHPC –Amsterdam‬‬
‫‪Holland –Edition 1983.‬‬
‫‪ .2‬مجلة المستقبل‪ -‬العدد(‪ )1‬لعام‪0223/‬م ص‪.14‬‬
‫‪- 91 -‬‬
‫ويقول الدكتور متعب مناف ان اإلرهاب" وسيلة تحاول عن طريقها الجماعات المعزولة‬
‫اجتماعيا البحث عن قوتها والدفاع عن محاولتها التسلط"‪ ،‬ويرى الدكتور امام حاسنين ان اإلرهاب‬
‫هو" االسلوب او الطريقة المستخدمة والتي من طبيعتها اثارة الرعب والفزع بقصد الوصول الى‬
‫الهدف النهائي" (‪.)1‬‬
‫اما عن ربط الموضوع بالمجموعات المعزولة فهذا امر يحتاج الى مراجعة‪.‬‬
‫اما تعريف ويلكنسن فجاء فيه " فعل منظم للرعب من قبل جماعة منظمة من اجل بث الرعب لدى‬
‫االفراد والمجتمع والسلطة " (‪.)2‬‬
‫وصدر عن الدورة (‪ ) 30‬للمجمع الفقهي اإلسالمي التي عقدتها رابطة العالم اإلسالمي بمكة‬
‫المكرمة في شهر يناير ‪ 5665‬تعريفا لإلرهاب ونشر في رسالة الرابطة إلى الشعب األمريكي"‬
‫اإلرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول‪ ،‬بغيا على اإلنسان دينه‪ ،‬ودمه‪،‬‬
‫وعقله‪ ،‬وماله بغير حق وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق وكل فعل من أفعال‬
‫العنف أو التهديد‪ ،‬يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي‪ ،‬ويهدف إلى إلقاء الرعب بين‬
‫الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أموالهم للخطر‪ ،‬ومن صنوفه إلحاق‬
‫الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق واألمالك العامة أو الخاصة أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو‬
‫الطبيعية للخطر"‪.‬‬
‫ويعرف جيكنز (‪ )Brian Jenkins‬اإلرهاب على انه " العنف الذي يهدد ضحاياه سواء كان‬
‫بممارسة األفراد والجماعات للعنف المصمم ميدانيا لتحقيق الخوف أو الرهبة الذي يأتي على‬
‫ضحية اإلرهابي الذي قد ال تكون له أي عالقة بقضية اإلرهابي‪ ..‬إن اإلرهاب هو العنف الموجه‬
‫للعامة ويكون الخوف هو األثر المستهدف تحقيقه"(‪ ،)3‬ولعل المقصود بالعنف المصمم ميدانيا يعني‬
‫‪ .1‬د‪ .‬حسانين‪ ،‬عطا هللا امام‪ -‬االرهاب البنيان القانوني للجريمة‪ -‬طبعة عام‪0224/‬م ص‪.103‬‬
‫‪2. See Paul Wilkinson- Terrorism and the Liberal State- published by‬‬
‫‪Macmillan Press- London Edition-1977 P.49‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬السباعي‪ ،‬هاني مشار اليه عند سالم ابراهيم‪ -‬العنف واالرهاب‪ -‬المركز العربي لألبحاث‪ -‬ندوة جامعة‬
‫الفاتح‪/‬ليبيا ص‪ ،22‬ايضا هاني السباعي‪ ،‬تعريف اإلرهاب في المنظومة الغربية‪ ،‬كما في ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.almaqreze.net/ar/news.php?readmore=1480‬‬
‫‪- 94 -‬‬
‫انه يتم وفق خطة معينة اي موضوعة سلفا‪ ،‬واما ان يقتصر على فكرة التهديد فهو امر قد يتحقق‬
‫او ال يتحقق وهو قد يكون جزءا من الحرب النفسية وان مفهوم اإلرهاب يحتوي تلك الفكرة‪.‬‬
‫ويعرف جورج ليفاسير (‪ )George Levasseur‬اإلرهاب باالستخدام العمدي والمنظم‬
‫لوسائل من طبيعتها أن تنشر الرعب للوصول الى أهداف محددة كاستخدام التخويف لتعجيز الضحية‬
‫أو الضحايا ومهاجمتهم‪ ،‬او نشر الرعب باستخدام العنف‪ ،‬كاالعتداء على الحق في الحياة او الحق‬
‫في سالمة الجسم‪ ،‬او التعذيب او ارتكاب جرائم عنف عمياء بواسطة القنابل او السيارات المفخخة‬
‫او إرسال طرود ملغمة‪ ،‬او االعتداء على األموال بالحريق او التفجير لتحقيق طلبات الجناة‬
‫اإلرهابيين (‪.)1‬‬
‫اما يونا الكسندر (‪ )Yonah Alexander‬فقد عرف اإلرهاب على انه" استخدام العنف ضد‬
‫اهداف مدنية عشوائية من اجل خلق وتعميم حالة الخوف لتحقيق اغراض سياسية"‪.‬‬
‫‪"terrorism is : the use of violence against random civilian targets in‬‬
‫‪order to intimidate or to create generalized pervasive fear for the‬‬
‫‪purpose of achieving political goals")2(.‬‬
‫وقد عرف البروفسور نوام‪(.‬نعـوم) تشومسكي من معهد التكنولوجيا في جامعة "كامبريدج"‬
‫ماساشوست بالواليات المتحدة االمريكية اإلرهاب حيث قال‪ :‬اإلرهاب محاولة إلخضاع أو قسر‬
‫السكان المدنيين أو حكومة ما‪ ،‬عن طريق االغتيال أو الخطف أو أعمال العنف‪ ،‬وذلك لتحقيق‬
‫أهداف سياسية‪ ،‬وورد عنه ايضا تعريفا اخر لإلرهاب وعلى انه " استعمال مدروس للعنف ضد‬
‫المدنيين إلجبار وترهيب السكان المدنيين أو الحكومات من خالل زرع الرعب" (‪.)3‬‬
‫‪ .1‬شافي‪ ،‬نادر‪ -‬نحن والقانون‪ ،‬المفهوم القانوني لإلرهاب‪ -‬مجلة الجيش اللبناني‪ -‬العدد (‪ )003‬كانون‬
‫الثاني ‪.0224‬‬
‫‪2. Dr. Kshitij Prabha, Associate Fellow, IDSA- Defining Terrorism:‬‬
‫‪http://www.idsa-india.org/an-apr-08.html‬‬
‫‪ .3‬حامد بن عقيل‪ -‬اسباب نشوء ظاهرة اإلرهاب‪ -‬صحيفة الشرق‪ -‬العدد رقم (‪ )429‬الصادر بتاريخ‬
‫‪.0213/1/13‬‬
‫‪- 92 -‬‬
‫ولعل ظهور تعريف من شخصية معروفة مثل تشومسكي وبهذه العمومية يعكس حجم المأزق‬
‫الذي يواجه المختصين في ايجاد تعريف لإلرهاب‪ ،‬وان ذلك من شأنه ان يساهم في اتساع الفجوة‬
‫بين رجال القانون من جهة والسياسيين والعاملين في مجال حقوق االنسان من جهة اخرى‪ ،‬حيث‬
‫يذهب كل فريق على اعتبار ان اإلرهاب حالة تقع ضمن اختصاصه ويقوم علماء االجتماع‬
‫والمختصين في البيئة بنفس الدور ايضا‪.....‬ويقول الكسندر ان اإلرهاب هو‪ :‬استخدام متعمد للعنف‬
‫او التهديد به باستخدام العنف من بعض الدول او من قبل بعض الجماعات تشجعها دول معينه‬
‫لتحقيق اهداف استراتيجية وسياسية وذلك من خالل ممارسة افعال خارجة عن القانون وتستهدف‬
‫خلق حالة من الذعر الشامل في المجتمع (‪.)1‬‬
‫اما كوفال فيقول‪ :‬انه القتل العمد المنظم الذي يهدف االبرياء ويلحق االذى بهم بهدف خلق حالة‬
‫من الذعر من شأنها ان تعمل على تحقيق غايات معينة (‪ )2‬فهل ان اإلرهاب هو القتل المنظم فقط؟‬
‫ان هذا التعريف تنقصه الكثير من العناصر االعتبارية كونه لم يتناول مواضيع اخرى تهدد االنسان‬
‫ومحيطه الذي يتأثر او يؤثر فيه‪ ،‬حيث ان هذا التعريف لم يحدد الجهات التي يمكن ان تقوم بهذه‬
‫االعمال وغير ذلك من العناصر‪ ،‬وجاء في تعريف المركز العربي للدراسات المستقلة لعام‪5667/‬م‬
‫بان اإلرهاب هو" تهديد باستخدام القوة بدون حكمة بحيث يوظف سياسيا "‪.‬‬
‫والدكتور حسن علوان يصفه بانه " عنف تمارسه جماعات تساندها دول ويستهدف افرادا‬
‫*‬
‫وجماعات لغرض ترويعه م سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بهدف تحقيق غايات هذه الجماعات‬
‫بغض النظر عن توافقها مع غايات واهداف المجتمع التي تدور فيه احداث العنف" (‪.)3‬‬
‫وهناك من التعاريف التي قد ال تسعف الترجمة في ايضاح المقصود منها او انها في االساس غير‬
‫متماسكة البناء‪ ،‬حيث يمكن فهم البعض منها والبعض االخر بحاجة الى توضيح‪ ،‬او بيان الفكرة‬
‫التي اراد صاحب التعريف ايصالها الى االخرين‪ ،‬ولعل الترجمة تفقدها الكثير من تلك المعاني التي‬
‫‪ .1‬وبيكرد‪ ،‬الكسندر‪ -‬التلفزيون والعنف‪ -‬الطبعة المصرية عام‪0222/‬م ص‪.09‬‬
‫‪ .2‬كوفال‪ .‬م ‪ -‬االوجه المتعددة لإلرهاب‪ -‬طبعة القاهرة عام‪1223/‬م ص‪.3‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬علوان‪ ،‬حسن‪ -‬موضوعة االرهاب في الفضائيات العربية‪ ،‬دراسة في الشكل والمضمون‪ -‬اطروحة‬
‫دكتوراه في االعالم واالتصال مقدمة الى األكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك عام‪0229/‬م‬
‫ص‪،19‬على الرغم من ان االطروحة هي من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في فلسفة‪.‬‬
‫‪- 90 -‬‬
‫وضعت لبيان التعريف او بيان اساسه الفكري او االتجاه الذي ينسب اليه ولعل احد اهم هذه‬
‫التعاريف التعريف الذي قدمه ديفيد رابوبروت (‪ )David Rapoport‬فقد عرف اإلرهاب على انه"‬
‫استخدام العنف من اجل اثارة الوعي واستحضار مشاعر معينة من التعاطف واالشمئزاز"‪.‬‬
‫‪"terrorism is :the use of violence to provoke consciousness, to evoke‬‬
‫"‪certain feelings of sympathy and revulsion‬‬
‫ويعرف مورجان اإلرهاب على انه" نوع من العنف المتعمد تدفعه دوافع سياسية موجه نحو‬
‫اهداف معينة تمارسه جماعات معينة او عمالء سريون الحد الدول" (‪ ،)1‬وهذا التعريف قد قيد‬
‫استعمال اإلرهاب بالجماعات او العمالء وقد تطرق الى ارهاب الدول عن طريق وجود العمالء‬
‫السريون التابعين للدول‪ ،‬من غير االشارة الى ارهاب الدولة العلني‪.‬‬
‫وان توصيف اإلرهاب بانه عنف تدفعه دوافع سياسية قد ال يستقيم فهمه مع جميع العمليات‬
‫اإلرهابية والتي قد تكون دوافعها عامة او مركبة‪ ،‬ان هذا التعريف وغيره من التعاريف ذات الطابع‬
‫الفردي والتي تصدر من االشخاص هي محاوالت لغرض تقريب الصورة او فهم الواقع‪ ،‬كما انه‬
‫حتى هذه اللحظة لم يستقر المجتمع الدولي على تعريف واحد او تعريف محدد يمكن قبوله لمصطلح‬
‫اإلرهاب (‪.)2‬‬
‫ونجد هناك تعاريف امتازت بالشرح والتفصيل‪ ،‬مثل إرتكاب عمل غير مشروع‪ ،‬أو التهديد‬
‫بارتكاب عمل غير مشروع‪ ،‬كسلب اآلخرين كل حقوقهم أو جزء منها سواء كانت مادية أو معنوية‬
‫عنوة وجبرا وبدون وجه حق‪ ،‬لغرض بث الرعب بين الناس وتعريض حياة االبرياء للخطر‬
‫وذلك من اجل تحقيق مصالح غير مشروعة كالطمع في استغالل او احتالل او االستيالء على‬
‫خيرات وثروات فرد او جماعة او دولة‪ ،‬او معاقبة او تهديد الدول وخاصة الضعيفة بالقوة‬
‫‪ .1‬مورجان‪ .‬ك‪ -‬االرهاب والعنف ‪ -‬طبعة القاهرة‪ -‬عام‪1292/‬م ص ‪.14‬‬
‫‪2..Elizabeth Chadwick- Self-Determination, Terrorism and the international‬‬
‫‪Humanitarian Law of Armed Conflict-Martinus Nijhoff Publishers‬‬‫‪Edition , 1996, p2.‬‬
‫‪- 97 -‬‬
‫العسكرية او بالعقوبات االقتصادية‪ ،‬او استغالل موارد هذه الدول بصورة احتالل او استعمار مهما‬
‫كانت الدوافع والحجج (‪ ،)1‬ان التوسع في مفهوم اإلرهاب قد يشمل جميع الجرائم صغيرها وكبيرها‪.‬‬
‫اما هانز بيتر جاسر ‪.‬فقد اورد تعريف مقارب للتعريف الصادر عام‪3917/‬م الخاص بالجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة ولم يقوم بتعريف اإلرهاب وتناول مفهوم اإلرهاب لالطالع على تلك األفكار‬
‫عند قراءة الوثائق الخاصة باللجنة الدولية للصليب االحمر الدولي (‪.)2‬‬
‫اما اللواء الدكتور حسنين المحمدي بوادي فقد اورد في كتابه تجربة مواجهة اإلرهاب تعريفا‬
‫ونصه" يعرف اإلرهاب بانه العنف المستخدم ضد االشخاص بقصد اخافتهم واجبار السلطات‬
‫والهيئات او االحزاب او االشخاص ذوو الشأن على تأييد او تنفيذ المطالب او تحقيق االغراض التي‬
‫من اجلها كانت االعمال اإلرهابية" (‪.)3‬‬
‫وهذا تعريف عليه مأخذ كثيرة منها انه جعل العنف داال على اإلرهاب وليس كل عنف ارهاب‬
‫ووجود مفردات مثل الهيئ ات واالحزاب واالشخاص ذوو الشأن التي هي بحاجة الى توضيح‬
‫ويمكن ان يكون ذلك صحيحا من وجهة الشرطة المحلية اما اإلرهاب كظاهرة عالمية فان هذا‬
‫االمر ال يستقيم‪ ،‬وهو الى حد كبير محاكاة لما ورد في التعريف الوارد في المجلة الدولية للسياسة‬
‫الجنائية الصادرة في القاهرة لعام‪3970/‬م‪.‬‬
‫ويصف اودنيس العكرة اإلرهاب السياسي بانه" منهج نزاع عنيف يرمي الفاعل بمقتضاه وبواسطة‬
‫الرهبة الناجمة عن العنف الى تغليب رأيه السياسي او فرض سيطرته على المجتمع او الدولة من‬
‫اجل المحافظة على عالقات اجتماعية عامة او من اجل تغييرها او تدميرها" (‪.)4‬‬
‫‪ .1‬انظر عبد اللطيف‪،‬خالد ابراهيم ‪ -‬كتاب االرهاب الدولي‪ -‬نشأة االرهاب وتعريفه على الموقع ‪-:‬‬
‫‪http://alerhab.com/m/‬‬
‫‪.‬‬
‫‪2. Hans Peter Gasser-Acts of terror, “terrorism” and international‬‬
‫‪humanitarian law-RICR September IRRC September 2002 Vol. 84 No 847‬‬
‫‪p 547.‬‬
‫هانز بيتر جاسر هو محرر المجلة الدولية للصليب االحمر واحد المستشارين القانونين السابقين في‬
‫اللجنة‪.‬‬
‫‪ .3‬انظر اللواء الدكتور حسنين المحمدي بوادي‪ -‬تجربة مواجهة االرهاب‪ -‬دار الفكر الجامعي‪ -‬االسكندرية‪-‬‬
‫طبعة عام‪0224/‬م ص‪.03‬‬
‫‪ .4‬العكرة‪ ،‬اودنيس ‪ -‬االرهاب السياسي‪ -‬دار الطليعة ‪ -‬طبعة بيروت لعام ‪1223/‬م ص‪.23‬‬
‫‪- 90 -‬‬
‫وتناول شكري بعض الغايات واالهداف التي يمكن ان يسعى اإلرهاب الى تحقيقها وقد تكون‬
‫سياسية او عامة اذ يقول في كتابه اإلرهاب الدولي‪ :‬لتحقيق الوصول الى السلطة او القيام بدعاية‬
‫لمطلب او لمظلمة (‪.)1‬‬
‫اما التعريف الوارد في مجلة السياسة الجنائية " العنف ضد شخص او ضد مجموعة اشخاص بقصد‬
‫اخافة الجمهور عامة في دولة او أكثر واجبار الهيئات او السلطات او االحزاب او االشخاص ذوي‬
‫الشأن على تأييد او تنفيذ المطالب او تحقيق االغراض التي من اجلها كانت من اجلها اعمال‬
‫اإلرهاب" (‪.)2‬‬
‫وسنذكر بقول ستيفن سلون‪.)Stephen Sloan(.‬من باب عدم االتفاق على ايجاد تعريف لإلرهاب‬
‫اذ يقول‪ :‬وقد تطور تعريف اإلرهاب على مر الزمن‪ ،‬ولكن من الناحية العملية فان أهدافه السياسية‬
‫والدينية‪ ،‬واأليديولوجية لم تتغير أبدا‪.‬‬
‫‪"the definition of terrorism has evolved over time, but its political‬‬
‫"‪religious, and ideological goals have practically never change‬‬
‫و توجد اشارات الى ان اول الجهود الفردية في مجال تعريف اإلرهاب جاءت عن طريق‬
‫(هاردمان)‪ ،‬ففي مقال له منشور في موسوعة العلوم االجتماعية قدم تعريفا لإلرهاب وأكد انه‪:‬‬
‫مصطلح يستخدم لوصف المنهج والنظرية التي تسعى وفقا لها جماعة أو حزب لتنفيذ اهدافها‬
‫المعلنة وفي الغالب عن طريق نظام يستخدم العنف (‪.)3‬‬
‫وقد بين أبراش (‪ )5665‬ان تعريف اإلرهاب أصعب من محاربته (‪.)4‬‬
‫‪ .1‬شكري‪ ،‬محمد عزيز‪ -‬االرهاب الدولي‪ -‬دار العلم للماليين‪ -‬طبعة عام‪1221/‬م ص‪.49‬‬
‫‪ .2‬انظر المجلة الدولية للسياسة الجنائية‪ -‬القاهرة‪ -‬العدد(‪ )30‬الصادر عام‪1219/‬م ص‪.2-9‬‬
‫‪..3‬عبد الحليم‪ ،‬اميرة‪ -‬االرهاب كظاهرة ومفهوم‪ -‬االهرام الرقمي‪ 1 -‬يناير ‪ 0222‬وكما مبين في الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=96317&eid=121‬‬
‫‪..4‬د‪ .‬رسمية سعيد عبد القادر حنون‪ -‬ليلى رشاد البيطار‪ -‬رؤية عينة من طلبة الجامعات الفلسطينية لظاهرة‬
‫االرهاب‪ -‬دراسة نفسية استطالعية مقدمة الى مؤتمر جامعة الحسين بن طالل الدولي" االرهاب في العصر‬
‫الرقمي" عام‪0229/‬م مصدر سابق‪ -‬ص‪. 3‬‬
‫‪- 99 -‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫التعريف الخاص بالباحث واطاره‬
‫ويتضمن عدة مطالب‬
‫المطلب االول‪ :‬مصادر اإلرهاب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االشكالية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬ماهية العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مكمن الخطورة‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬اإلرهاب والبيئة‪.‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬اإلرهاب االلكتروني‪.‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬تعريف وتوصيف الباحث‪.‬‬
‫‪- 366 -‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫التعريف الخاص بالباحث واطاره‬
‫ل عل من قال ان تعريف اإلر هاب أصأأأأأأ عب من م حارب ته كان على حق‪ ،‬فال يمكن طرح‬
‫تعريف ينال رضأأأأا او موافقة الجميع‪ ،‬اال ان الموضأأأأوع يسأأأأتحق المحاولة‪ ،‬وال اغالي في القول‬
‫انني عندما اردت ان اطرح التعريف الخاص بي كان يتوجب عليه ان اطرح مقدمات له تضمنتها‬
‫بعض المطالب حتى أستطيع ان اطرح ذلك التعريف‪.‬‬
‫في المطلب االول سأأنحدد ومن وجهة نظرنا مصأأادر اإلرهاب والتي هي كتحصأأيل حاصأأل‬
‫سأأتتضأأمنها التعاريف من خالل تحديد مصأأادر رئيسأأية لإلرهاب مع بيان امكانية وجود مصأأدر‬
‫رابع كوني أحد مواطني البلد الذين عرفوا اإلرهاب وعايشوا تفاصيله ولفترات طويلة‪.‬‬
‫وسأأأنتحدث في المطلب الثاني عن االشأأأكالية التي واجهت وسأأأتواجه الذين يسأأأعون لوضأأأع‬
‫تعريف وتوصأأأيف لألعمال اإلرهابية ومنها مواضأأأيع التمييز بينه وبين الجرائم االخرى وتحديد‬
‫الوسائل المستخدمة‪ ،‬وما يترتب عليها من نتائج وغير ذلك‪.‬‬
‫وسأأنتناول في المطلب الثالث حقيقة العمل اإلرهابي والتي في فهمها تتضأأح مالمح على ما‬
‫يجب ان يتضمنه التعريف الخاص باإلرهاب وحتى توصيف االفعال الدالة عليه‪.‬‬
‫وفي المطلب الرابع سأأأأأنوضأأأأأح فيه اين يمكن ان تكمن الخطورة عند محاولة ايجاد تعريف‬
‫لإلرهاب او التصأأأدي له‪ ،‬وهي مواضأأأيع متعددة تتعلق بالجهات التي تقف وراء تلك االعمال او‬
‫الجهات والدول التي تتصدى لتلك االعمال‪.‬‬
‫اما المطلب الخامس سأأنتعرض فيه الى موضأأوع البيئة واالخطار التي تواجهها وانعكاسأأات‬
‫ذلك على حياة عموم الكائنات الحية‪.‬‬
‫وفي المطلب السادس سنتطرق وبشكل مبسط على أخطر انواع اإلرهاب اال وهو اإلرهاب‬
‫االلكتروني ولكني لم اتوسع فيه وتركت ذلك لذوي االختصاص‪.‬‬
‫في المطلب السأأأأابع سأأأأندلو بدلونا وحسأأأأب خبرتنا المتواضأأأأعة وسأأأأنطرح تعريفنا لمفهوم‬
‫اإلرهاب وسنرسم اطارا نظريا وعمليا له لغرض المساعدة في توضيح مفرداته‪.‬‬
‫‪- 363 -‬‬
‫المطلب االول‬
‫مصادر اإلرهاب‬
‫باإلمكان وبشأأأأأكل عام ان نحصأأأأأر مصأأأأأادر اإلرهاب في االفراد والجماعات والدول‪ ،‬ان‬
‫تصنيف مصادر اإلرهاب على هذا االساس يعطي تبسيطا أللية دراسة الموضوع وان كان ذلك‬
‫غير كافي او نهائي‪.‬‬
‫‪ -1‬االفراد‪ -:‬نعني باألفراد الفرد المجرد او مجموعة االفراد الصأأأأغيرة التي ينظر اليها على انها‬
‫شأأأخص‪ ،‬كأن تسأأأمى تلك الجماعة باسأأأم قائدها‪ ،‬ربما يكون نشأأأاط هذا الفرد او تلك الجماعة‬
‫محليا او اقليميا او دوليا وقد ينفذ هذا الفرد جرائم ارهابية لحساب الجماعة الخاصة او لحساب‬
‫جهات اقليمية او دولية مثل قضية المجرم العالمي كارلوس الذي كان يتجول في العالم ويرتبط‬
‫بعالقات مكشأأوفة ومشأأبوهة مع الكثير من االطراف الدولية وكذلك المجرم الصأأهيوني مائير‬
‫كاهانا‪ ،‬والمدعو فالديمير جابوتنسأأأأأأكي عراب االجرام الصأأأأأأهيوني االب الروحي لمجرمي‬
‫الحرب امثال شأأأأأأامير وبيغن‪ ،‬واما من وجهة نظر الواليات المتحدة وحلفائها فاإلرهابي هو "‬
‫كل من يحاول المساس بالمصالح الغربية سواء بالدفاع المشروع عن النفس أو امتالك وسائل‬
‫القوة أو الحماية الفكرية والثقافية أو التمسك بالدين والعقيدة وتطبيق الشريعة " (‪.)1‬‬
‫‪ -0‬الجماعات المنظمة‪ -:‬هي تلك الجماعات المنظمة المدعومة من الدول او لها مصأأأأأادر تمويل‬
‫خاصأأأأأة وتمتاز بتنظيمها وكثرة عدد منتسأأأأأبيها واهدافها والبعض منها له متحدثين رسأأأأأميين‬
‫وحاليا توجد مواقع لتلك المنظمات على شأأأأأأبكة االنترنيت والبعض االخر له امتدادات عالمية‬
‫وواجهات تجارية او فنية وغير ذلك‪ ،‬وبعضها له تحالف مع منظمات اخرى لتكوين ما يعرف‬
‫بالشأأبكة‪ ،‬وخير مثال على ذلك المنظمات الصأأهيونية مثل(الهاغانا‪ -‬ارغون‪ -‬الوكالة اليهودية)‬
‫وجاء ذكر الجماعات في القرار المرقم(‪.)374‬الصأأادر من األمم المتحدة بتاري ‪5664/1/36‬‬
‫‪..1‬أبو غضة‪ ،‬زكي علي السيد‪ -‬اإلرهاب في اليهودية والمسيحية واإلسالم والسياسات المعاصرة‪ -‬دار الوفاء‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ -‬طبعة عام‪0220/‬م ص‪.01‬‬
‫‪- 365 -‬‬
‫ونص ما جاء فيه هو " اسأأأأأأتغالل جماعات ارهابية للتكنولوجيات الجديدة في تيسأأأأأأير اعمال‬
‫اإلرهاب مما قد يسفر عن اضرار جسيمة منها خسائر فادحة باألرواح "‪.‬‬
‫‪ -3‬الدول‪ -:‬وتكون الدول مصأأأأأأدرا للعمل اإلرهابي من ناحيتين االولى بقيامها بالعمل اإلرهابي‬
‫بشأأأأأأكأأل مبأأاشأأأأأأر او قيأأامهأأا بأأدعم المجموعأأات اإلرهأأابيأأة في الأأدول االخرى ففي النوع‬
‫االول(مصداقا لذلك ما ورد بقرار الجمعية العامة لألمم المتحدة المرقم(‪ ))329/19‬والذي جاء‬
‫فيه" عدم جواز سأأأأياسأأأأة اإلرهاب الصأأأأادر عن الدول او اية اعمال اخرى تصأأأأدر من الدول‬
‫بهدف تقويض النظم االجتماعية والسأأياسأأية لدول اخرى ذات سأأيادة " يظهر العمل اإلرهابي‬
‫من خالل العمليات التي تقوم بها بشأكل مباشأر كالقيام بالعدوان المسألح او احتالل دولة اخرى‬
‫كما حصأأأأأأل في احتالل امريكا للعراق وما نتج عن االحتالل واثناءه من ممارسأأأأأأات ارهابية‬
‫شأأأأملت جميع مرافق الحياة من اسأأأأتخدام االسأأأألحة المحرمة دوليا الى االعتقاالت بالجملة الى‬
‫فرض قوانين واسأأأتخدام االسأأألحة المحضأأأورة التي تلحق ضأأأررا للبيئة او ان يكون حضأأأور‬
‫الدولة من خالل منظمات او افراد يعملون لصالحها (مصداقا لذلك ما ورد في المادة السادسة‬
‫من محاضأأأأأأر الجلسأأأأأأة العامة‪ 360/‬في الدورة االربعين للجمعية العامة لألمم المتحدة بتاري‬
‫‪ -3902/35/9‬منع تنظيم اعمال ارهابية في دول اخرى)‪.‬‬
‫وأقبح انواع اإلرهاب ما تمارسأه الدولة ضأأد ابنائها‪ ،‬ويمكن ان نقول ان هناك ارهاب ما فوق‬
‫الدولي وهو ما تقوم به الهيئات الدولية او االقليمية باسأأأم الشأأأرعية الدولية مثل اسأأأتخدام القوة‬
‫في العراق والصأأومال ويوغسأأالفيا السأأابقة او المحكمة الجنائية الدولية في اصأأدار مذكرات‬
‫اعتقال بحق رؤساء دول وترك االخرين سادرين في غيهم‪.‬‬
‫‪ -4‬الجماعة الدولية او االقليمية‪ -:‬ان بعض القرارات التي خرجت من مجلس االمن قد سأأاعدت‬
‫في اشأأأأأاعة اجواء الرعب والخوف وسأأأأأاهمت في حصأأأأأول اضأأأأأطراب في الميزان الدولي‬
‫واالخطر من ذلك ان تلك القرارات كانت عامل مباشأأأأأأر في محاولة انفصأأأأأأأال الكثير من‬
‫المقاطعات وكأن مجلس االمن اصأأأبح وسأأأيلة عدم امان ان لم ينتبه لذلك واال سأأأنشأأأهد في يوم‬
‫‪- 361 -‬‬
‫من االيام انفضاض المجلس وإندراسه غير مأسوف عليه‪ ،‬وفي بعض الحاالت سكت المجلس‬
‫عن موضوع معين تطور ليصبح خارج السيطرة كما حصل في الحالة السورية‪.‬‬
‫هذا يعني انه باإلمكان القول ان هناك مصأأدرا رابعا لإلرهاب هو ارهاب ما فوق الدول وهو‬
‫اإلرهاب الدولي وهو اإلرهاب الذي تمارسه مجموعة دول او هيئة دولية او اقليمية بمساعدة عدة‬
‫دول(اإلرهاب األممي‪ -‬الدولي) كما حصأأل في الحصأأار االقتصأأادي على العراق لمدة (‪ )31‬عام‬
‫وذهب ضحيته مليون ون صف‪ ،‬وما حصل في ليبيا و سوريا‪ ،‬وما حصل في ال صومال وغرينادا‬
‫وفيتنام سأأأابقا‪ ،‬وعلى الرغم من ان ميثاق األمم المتحدة اجاز اسأأأتخدام القوة اسأأأتنادا الى مقاصأأأد‬
‫األمم المتحدة من اجل المحافظة على االمن والسأأأأأألم واالمن الدولي اال انه قد تم اسأأأأأأتغالل ذلك‬
‫وخا صة من الدول الدائمة الع ضوية والتي تمتلك حق النقض الفيتو وكما ح صل في تدخل مجلس‬
‫االمن الدولي بين العراق والكويت في عملية ترسيم الحدود بين البلدين خروجا على مقاصد األمم‬
‫المتحدة وتجاوز من قبل مجلس االمن على اختصاصاته التي حددها له ميثاق األمم المتحدة (‪.)1‬‬
‫ومن هذه القرارات التي اتخذها مجلس االمن خروجا على اختصاصه هو القرار رقم (‪)011‬‬
‫الصادر بتاري ‪ 3991/2/57‬والذي أكد على العراق ضرورة االلتزام بالقرارات السابقة مثل‬
‫القرار المرقم (‪ )007‬الصادر بتاري‬
‫‪ ،3993/4/1‬والقرار المرقم (‪ )009‬الصادر بتاري‬
‫‪ ،3993/4/9‬وغير ذلك من القرارات‪.‬‬
‫لقد جاء في القرار رقم (‪ )011‬في المادة (‪ )4‬ما نصه" يؤكد من جديد أن قرارات اللجنة فيما يتعلق‬
‫بتخطيط الحدود قرارات نهائية "‪.‬مع العلم ان تخطيط الحدود بين الدول يتم عن طريق االتفاقيات‬
‫الثانية وال توجد لمجلس االمن صالحية اجراء او امضاء او تعميم ذلك‪.‬‬
‫‪ .1‬صدر ميثاق األمم المتحدة بتاريخ ‪09‬حزيران ‪ 1243‬ودخل حيز النفاذ بتاريخ ‪ 04‬كانون اول ‪ 1243‬يتكون‬
‫هذا الميثاق من ديباجة مع تسعة عشر فصال‪ ،‬احتوى على مائة واحدى عشر مادة موزعة على تلك الفصول‬
‫ويعد النظام االساس لمحكمة العدل الدولية جزءا مكمال للميثاق‪ ،‬وتضمن الفصل الخامس من الميثاق تفاصيل‬
‫عن مجلس االمن من حيث التأليف والوظائف والسلطات واالختصاصات وكذلك الية التصويت على‬
‫القرارات التي تصدر عنه‪.‬‬
‫‪- 364 -‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫االشكالية‬
‫تعود االشأأأأكالية في ايجاد تعريف لمعنى اإلرهاب او توصأأأأيفه الى مجموعة من العوامل‬
‫التي ال يمكن تجاهل أحدها كونها ترسأأأأأأم وهي مجتمعة ابعاد واهداف ونتائج العمل اإلرهابي‬
‫وكذلك في االجابة على االسأأأئلة الخاصأأأة بالموضأأأوع‪ ،‬مثل من هو اإلرهابي؟ ما هي الضأأأوابط‬
‫الموضوعة التي تحدد ماهية العمل اإلرهابي؟‪ ،‬هل العمل الذي حصل هو عمل ارهابي ام جريمة‬
‫سياسية ؟ هل ان النتائج التي ترتبت على العمل خطيرة ؟ هل ان العمل تم وفق خطة معينة ؟‪ ،‬هل‬
‫يوجد غرض سأأأأأياسأأأأأي وراء هذا العمل ؟ وغير ذلك وكذلك عملية الفصأأأأأل بين اإلرهاب وبين‬
‫الجرائم االخرى سأأأواء كانت سأأأياسأأأية ام جنائية‪ ،‬ان االجابة على تلك االسأأأئلة هو ما سأأأنقوم به‬
‫الحقا في هذا البحث‪ ،‬وباإلمكان الوقوف على بعض مظاهر هذه االشكالية وكما مبين ادناه‪- :‬‬
‫‪ -3‬نظرة بعض الدول الداعية الى جعل اإلرهاب جريمة عالمية ولهذا يجب ان يصأأأأأدر التعريف‬
‫من جهأأة دوليأأة تحظى بأأاحترام جميع االطراف الأأدوليأأة‪ ،‬وان يكون التعريف موضأأأأأأوعي‬
‫وواقعي وان ال يتم وفق أيدولوجيات وليس كما فعل السأأياسأأي السأأوفيتي السأأابق (فيتشأأنسأأكي)‬
‫حين عرف القانون الدولي على انه" مجموعة القواعد التي تعبر عن ارادة الطبقات الحاكمة‬
‫والتي تهدف الى تنظيم العالقات بين الدول خالل صأأأأأأراعها وخالل تعاونها" (‪ ،)1‬المطلوب‬
‫تعريف ي شترك في صياغته مع الياته اكبر عدد ممكن من ال سيا سيين ورجال القانون واالدباء‬
‫والمفكرين واالكاديميين وحتى الناس البسطاء الذين كانوا ضحية االعمال اإلرهابية‪.‬‬
‫‪ -5‬الخوف من استغالل التعريف ومدلوالته في حالة اقراره من قبل الهيئات الدولية من ان يصبح‬
‫حجة تستغلها الدول في تنفيذ سياسات عدوانية بحجة الشرعية الدولية‪ ،‬وخاصة الدول المتنفذة‬
‫في مجلس االمن‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪.‬ابو هيف‪ ،‬علي صادق ‪ -‬القانون الدولي العام ‪ -‬مطبعة المعارف باالسكندرية‪ -‬طبعة االسكندرية‬
‫لعام‪1290/‬م ص‪،11‬ويعرف الدكتور ابو هيف القانون الدولي بانه‪ :‬مجموعة من القواعد التي تنظم‬
‫العالقات بين الدول وتحدد حقوق كل منها وواجباتها‪.‬‬
‫‪- 362 -‬‬
‫‪ -1‬تفاوت النظرة الى موضوع اإلرهاب فبينما تعتبره بعض الدول وسيلتها في الرد على العدوان‬
‫الذي يقع عليها بفعل السأأياسأأات الخاطئة التي تتبعها الدول صأأاحبة النفوذ في العالم تعتبره تلك‬
‫الدول عمل ارهابيا يسأأتهدف امنها حتى لو وقع خارج ارضأأها‪ ،‬ألنها تعتبره تهديدا لمصأأالحها‬
‫او مصالح حلفائها‪.‬‬
‫‪ -4‬ان احد اهم الموضوعات التي يتناولها اإلرهاب هو تحقيق اهداف سياسية والسياسات تخضع‬
‫العتبارات دينية واقتصأأأأأادية واجتماعية وغير ذلك‪ ،‬فغاية اإلرهاب المكسأأأأأب السأأأأأياسأأأأأي او‬
‫المادي او الدعائي‪ ..‬بينما الجهات التي تقف بالضأأأأأأأد منها تحاول منعها من ذلك وهنا ينشأأأأأأأأ‬
‫صأأراع يذهب ضأأحيته االفراد بالدرجة االسأأاس وهم غالبية الجمهور الذين ال يتم اسأأتشأأارتهم‬
‫في مشأأأأأأاريع القوانين وغيرها وبالتالي قد ال يوجد ذلك الوعي كافي عند الجمهور في التعامل‬
‫مع اإلرهاب‪...‬‬
‫‪ -2‬اما اهم المشأاكل االسأاسأية فتكمن في صأعوبة التميز بينه وبين االفعال االخرى فبينما نجد ان‬
‫الجريمة السأأياسأأية هي وسأأيلة بحد ذاتها وال يقصأأد منها اشأأاعة الرعب او الخوف وال تسأأتلزم‬
‫بالضرورة لفت االنتباه والتي تم تعريفها على انها " جميع األفعال واألقوال المقصودة التي يتم‬
‫فيها االعتداء على رجال الدولة أو أصأأأحاب السأأألك الدبلوماسأأأي‪ ،‬أو قادة الفكر السأأأياسأأأي‪ ،‬أو‬
‫أفراد أو جماعات بسبب ما يحملون من رأي سياسي" (‪ ، )1‬وكذلك نجد ان اإلرهاب يختلف عن‬
‫العدوان فبينما نجد العدوان مرفوض في جميع الشأأأأرائع السأأأأماوية نجد ان الحث على ارهاب‬
‫االعداء حالة مشأأأأأأروعة وقد يجد القائمين باألعمال التي ترهب العدو محل ترحيب الكثير‬
‫وكذلك الحال مع الكفاح المسلح الذي هو حق طبيعي‪.‬‬
‫اما الفرق بين اإلرهاب والحرب * فان للحرب قوانينها واإلرهاب ليس له قانون واالهم من‬
‫ذلك الموقف من الكفاح المسأأأأأألح الذي يعتبر ان اي هدف يخص العدو ومن يؤيده موضأأأأأأع‬
‫اسأأأأأتهداف في جميع انحاء العالم وخاصأأأأأة إذا توفرت االمكانيات لذلك‪ ،‬اما الجريمة المنظمة‬
‫‪ .1‬عوض‪ ،‬هاني رفيق حامد‪ -‬الجريمة السياسية ضد االفراد‪ -‬رسالة ماجستير مقدمة الى كلية الشريعة‬
‫والقانون في الجامعة اإلسالمية في غزة لعام‪0222/‬م ص‪.31‬‬
‫*‪ .‬الحرب على اإلرهاب تدخل من ضمن اعمال االمن في جانبه الوقائي والتعرضي(مكافحة)‪.‬‬
‫‪- 360 -‬‬
‫فتهدف الى الحاق االذى باألفراد من اجل الحصأأأأأول على مكاسأأأأأب مادية او ممارسأأأأأة العمل‬
‫االجرامي لدوافع خاصة‪ ،‬اما االستعمار فهو اإلرهاب بكل انواعه‪.‬‬
‫‪ -0‬وهناك مواضيع عامة يجب الوقوف عليها عند تناول موضوع االشكاليات ومنها‪.‬‬
‫أ‪ -‬من هم االشأأأخاص العاديين او المعنويين او الجماعات التي ينطبق عليها الوصأأأف (معيار‬
‫اطالق التسمية) ؟‬
‫ب‪ -‬الوسيلة التي يتم تنفيذ العمل اإلرهابي بها ‪.‬‬
‫ت‪ -‬القصد من العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫ث‪ -‬النتائج المترتبة على العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫ح‪ -‬االجراءات المتخذة للحد من العمل اإلرهابي(التي قد تكون ارهابية هي االخرى ان لم‬
‫تخضع لضوابط)‪.‬‬
‫ج‪ -‬االجراءات المت خذة ب عد حصأأأأأأول العمل اإلر هابي والتي دائ ما ما تكون مق يدة للحقوق‬
‫وللحريات وقد تتضمن تعليق بعض القوانين وتطبيق اخرى‪.‬‬
‫خ‪ -‬االعمال التي يمكن ان تحصل بشكل تصادفي ولكن نتائجها تكون كبيرة هل تدخل ضمن‬
‫االعمال اإلرهابية ام ال ؟‬
‫د‪ -‬حصول العمل بشكل مباغت من دون وجود تهديد مسبق ‪.‬‬
‫ذ‪ -‬مستلزمات وحدود حق الرد (المعاملة بالمثل)‪.‬‬
‫ر‪ -‬التهديد من خالل التصريحات‪.‬‬
‫‪ -7‬يبقى الموضوع االهم هو ايجاد توافق بين التشريعات الداخلية الخاصة بالدول وبين قرارات‬
‫الهيئات الدولية واالقليمية وبين االهتمامات السياسية لتلك الدول‪.‬‬
‫‪ -0‬أن تعريف او وصف اإلرهاب‪ ،‬لم يتم االتفاق عليه لحد االن او حتى ايجاد تعريف مقارب له‬
‫محدد ومتفق عليه ليكون قاعدة يمكن على ضوئه تقليل نتيجة االختالفات في تناول دراسته‬
‫وتبويب جرائمه‪ ،‬لذلك نحاول توضيح اتجاهات التعريف لما يتناسب وما مطروح من جهد‬
‫سواء كان على المستوى الشخصي او اإلقليمي او الدولي او الجهات والمؤسسات ذات العالقة‬
‫‪- 367 -‬‬
‫المتخصصة في مجال العمل األمني او االستخباري وحتى المؤسسات العسكرية المخصصة‬
‫والمدربة لهذه االغراض‪ ،‬وكما مبين ادناه‪:‬ـ‬
‫االتجاه الوصاااافي‪ :‬هو عنف‪ ،‬وهو فعل غير مبرر وغير قانوني وغير انسأأأأاني وغير حضأأأأاري‬
‫ويعني ايضا وصفا لألفعال التي تكون سببا في حصوله‪.‬‬
‫االتجاه التحليلي‪ :‬ويرسأأم اطارا عاما يتم من خالله تحليل مجموعة من العوامل التي تسأأاعد على‬
‫ظهور العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫االتجاه المادي‪ :‬العمل اإلرهابي هو جريمة مثل باقي الجرائم من خالل مناقشأأأأة الجوانب المادية‬
‫للفعل اإلرهابي‪.‬‬
‫االتجاه الغائي‪ :‬يركز على الغاية التي يسعى إليها القائمين بالعمل اإلرهابي لتحقيقها التي غالبا ما‬
‫تكون متنوعة وليس لها ضابط معين‪.‬‬
‫االتجاه القانوني‪ :‬العمل اإلرهابي موضوع قانوني له جانب سياسي‪.‬‬
‫االتجاه السياسي‪ :‬العمل اإلرهابي موضوع سياسي له جانب قانوني‪.‬‬
‫‪ -9‬مفهوم العنف‪ :‬هو السلوك الفردي او الجماعي المصاحب الستخدام القوة بقسوة للحصول على‬
‫نتائج معينة‪ ،‬وقد يكون العنف متبادل من حيث الممارسة فقد تمارسه الفئات التي تعتقد انها‬
‫مظلومة او تمارسه السلطات حسب ظنها انها تفعل ذلك للمحافظة على االمن ويعتمد العنف‬
‫على فكرة تحقيق مكسب على الخصم مهما كانت الوسائل المستخدمة حتى لو أدى االمر الى‬
‫سقوط ضحايا او الحاق الضرر بالمال العام او الخاص‪ ،‬فهل يكون العنف احد حاالت‬
‫اإلرهاب؟‪ ،‬قـد يكـون العنف سببا لوقـوع اعمال إرهابية اذا تجاوز حدود معينة‪ ،‬كما حصل في‬
‫ساحة تيان انمين في الصين حين تحول العنف المتولد من االحتجاجات الى قيام الصين بإنزال‬
‫المدرعات في الشوارع ومنها ما حصل في الساحة المذكورة عام‪3909/‬م للوقوف بوجه‬
‫احتجاجات حوالي(‪ )36‬مليون شخص مع العلم الذي قاد اعمال التظاهرات هم الطالب ومفكرين‬
‫ثم انظم اليهم العديد من العمال المحتجين على الفساد والتضخم المالي وصعوبة أجواء العمل‬
‫‪- 360 -‬‬
‫وكذلك اعمال العنف التي حدثت في لوس انجلوس عام‪3995/‬م من قبل السود بسبب مقتل‬
‫احدهم على يد الشرطة وكيف تحول ذلك الى اعمال شغب وارهاب متبادل ادى الى سرقة‬
‫المحالت وتحطيم الكثير منها‪ ،‬واصبح الموضوع خارج امكانية الشرطة مما حدى بالسلطات‬
‫االمريكية باالستعانة بالحرس الوطني لغرض فرض االمن والنظام‪.‬‬
‫وقد يحصل العنف ‪ 6‬الشغب) أيضا في المالعب الرياضية بسبب عدم القبول بنتيجة معينة او‬
‫شعور احد األطراف المتبارية بالحيف والظلم‪ ،‬تلك االعمال التي ال تكاد تخلو منها دولة معينة‬
‫فها نستطيع وصف جميع تلك االعمال باإلرهاب؟‬
‫وتقول الدكتورة ليلى عبد الوهاب في تعريفها للعنف على انه‪ :‬سلوك او فعل يتسم بالعدوانية‬
‫يصدر عن طرف قد يكون فردا او جماعة او طبقة اجتماعية او دولية بهدف استغالل او اخضاع‬
‫طرف اخر في إطار عالقة قوة غير متكافئة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا (‪ ،)1‬وعليه يكون‬
‫مفهوم العنف اوسع واشمل من مفهوم اإلرهاب فيصح عندها القول إذا‪ :‬ان كل فعل إرهابي‬
‫هو عنف وليس كل عنف هو فعل ارهابي‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬عبد الوهاب‪ ،‬ليلى‪ -‬العنف االسري‪ -‬الجريمة والعنف ضد المرأة‪ -‬طبعة بيروت عام‪0222/‬م ص‪.19‬‬
‫‪- 369 -‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫حقيقة العمل اإلرهابي‬
‫يمتأأاز العمأأل اإلرهأأابي بمجموعأأة من الصأأأأأأفأأات تميزه عن غيره من االفعأأال االجراميأأة‬
‫وتجعله يشأأكل خطرا مباشأأرا وجسأأيما يهدد مسأأتقبل الدول في البقاء واالسأأتمرار ويقوض جهود‬
‫تلك الدول في التنمية واالسأأأأأأتقرار والتطلع الى مسأأأأأأتقبل امن وربما يسأأأأأأأاهم في تفتيت الدول‬
‫وتجزئتها وخاصة تلك التي تتكون من طوائف وقوميات‪.‬‬
‫وتكمن الخطورة في تلك الدول ايضأأأا في حالة انحياز الدولة الى اي من تلك الطوائف والقوميات‬
‫فعندها سأأأتقدم الدعم واالسأأأناد لتلك الفئة وتترك الباقين مما يكون سأأأببا مباشأأأرا في لجوء الفئات‬
‫االخرى الى القيام بالعمليات اإلرهابية لغرض الحصأأأأأأول على حقوقها‪ ،‬وخاصأأأأأأة بوجود الدعم‬
‫والتمويل التي يمكن ان تحصأأل عليها تلك الفئات من الدول االخرى‪ ،‬وهو يعبر عن مجموعة من‬
‫الحقائق واهمها‪.‬‬
‫‪ -1‬كونه فعل غير انسأأأأاني بسأأأأبب اسأأأأتهدافه وجود االنسأأأأان المادي والمعنوي ويلحق الضأأأأرر‬
‫باألشأأأياء التي تعود االنسأأأان ان يراها ويحس بها من حوله‪ ،‬وبكل ما كان يعتقد ويؤمن به مما‬
‫يدخل في معتقداته الدينية والوطنية‪.‬‬
‫‪ -0‬فعل غير حضاري ال ينسجم مع ما وصل اليه االنسان من تطور ورقي فهو يعمل بالضد من‬
‫الحضأأارة والمدنية ووجودها المادي الذي دفعت البشأأرية من اجله الكثير من التض أحيات حتى‬
‫وصل الى ما عليه االن‪ ،‬والتي سهلت عملية االستفادة مما في االرض من موارد وخيرات‪.‬‬
‫‪ -3‬مخالف للشأأأرائع السأأأماوية الداعية الى نبذ العنف ونشأأأر القيم العليا والدعوة الى العيش بأمان‬
‫وسأأالم‪ ،‬او من خالل الفهم الخاطئ لبعض ما جاء في تلك الشأأرائع من حقوق في رد االعتداء‬
‫والدفاع عن المقدسات‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالف للقوانين فال يوجد تشأأأأأريع يحض او يحرض على االيتاء بهذه االفعال بل العكس نجد‬
‫الكثير من القوانين التي تحاول تعريته ووضأأأع العقوبات المناسأأأبة له‪ ،‬سأأأواء بتعديل واضأأأافة‬
‫مواد الى قوانين العقوبات التي تعمل به‪ ،‬او تشأأأأأرع لذلك قانون خاصأأأأأا يختص بتجريم العمل‬
‫‪- 336 -‬‬
‫اإلرهأاب ي ويحأدد العقوبأات المحأددة وقأد تتضأأأأأأمن ذكر البعض من تلأك الجرائم والتي يرى‬
‫المشأأأأأأرع انها جرائم ارهابية وقد يختلف ذلك ايضأأأأأأأا من دولة الى اخرى‪ ،‬وقد تكون تلك‬
‫االجراءات مو حدة ك ما هو واقع ال حال في االت حاد االوربي والتي تم ات خاذ ها وتعميم ها ب عد‬
‫احداث ‪ 33‬ايلول ‪.5663‬‬
‫‪ -3‬صأأأأأأعوبة مجابهته بالوسأأأأأأائل االعتيادية او التقليدية‪ ،‬الن اإلرهاب يعتبر ان السأأأأأأاحة امامه‬
‫مفتوحة ويحق له استخدام جميع الوسائل المتاحة‪.‬‬
‫‪ -9‬ال يتحدد بزمان او مكان‪ ،‬فاإلرهاب جريمة بدأ مع خلق االنسأأأأأأان ويسأأأأأأتمر الى ان يرث هللا‬
‫سأأبحانه وتعالى االرض ومن عليها‪ ،‬ومكان وجوده وسأأاحة عمله مجمل األرض والفراغ التي‬
‫يمكن ان يطالها‪.‬‬
‫‪ -1‬العمل اإلرهابي عمل استغاللي‪ ،‬يستغل تعاطف البعض او مرضهم او جهل او تحفزهم للقيام‬
‫باي عمل من اجل اثبات صأأحة ما يؤمنون به‪ ،‬وقد يكون االسأأتغالل متمثل في ضأأعف الدولة‬
‫وعجز اجراءات ها في م كاف حة اإلر هاب و قد يت خذ من دول معي نة مقرا له ولتوسأأأأأأ عه‪ ،‬ومن‬
‫جوانب االستغالل ايضا استغالل حاجة الناس الى المال والعمل‪.‬‬
‫‪ -9‬يولد الكره واالحقاد والثارات‪ ،‬وخاصأأة اذا تبنته فئة معينة تجاه فئة او فئات اخرى داخل البلد‬
‫الواحد وربما امتد هذا النشأأأأأأاط ليطال افراد تلك الفئات خارج البلد ايضأأأأأأا او االنشأأأأأأطة التي‬
‫يمارسونها‪.‬‬
‫‪ -2‬يعمل بالضأأأأأأأد من الرغبة والحق في الحياة‪ ،‬العتقاد القائمين على اإلرهاب بانهم يمتلكون‬
‫تفويضا بسفك الدماء وان تلك التضحيات مطلوبة بل البد منها‪.‬‬
‫‪ -12‬يعمل على تعطيل النمو والتطور في الدول‪.‬‬
‫‪ -11‬امكانية اعتماده على جرائم اخرى مثل تجارة المخدرات والسأأأأأأالح والجريمة وغسأأأأأأيل‬
‫االموال‪.‬‬
‫‪ -10‬قد يترك اثار في البيئة تمتد ألالف السنين‪ ،‬وخاصة في حالة استخدام األسلحة الذرية والنووية‬
‫او االحيائية والكيميائية‪.‬‬
‫‪- 333 -‬‬
‫‪ -13‬قد يتسبب باألذى للقائمين به او المتعاطفين معهم‪ ،‬وخاصة في وجود التردد او عند االنسحاب‪.‬‬
‫‪ -14‬وقد تبدو بعض العمليات اإلرهابية كما هو واقع الحال في العراق بانها عمليات اجرامية من‬
‫اجل االجرام‪ ،‬فهي تستهدف الجميع وال يسلم منها احد اال المتحصنون في قالعهم وابراجهم‬
‫العالية‪ ،‬وال يمكن فهم استهداف مدرسة او موقع عزاء يستقبل الكثير من الناس ومن جميع‬
‫المشارب‪ ،‬من غير وجود سبب يبرر ذلك الفعل مع االخذ بنظر االعتبار ان فرضنا جدال‬
‫وجود سبب فان هذا ال يبيح ألي من يكون استباحة الدماء ارضاء لنفوس مريضة تستهوي‬
‫لعبة الحصول على بعض االموال من اجل ملذات زائفة‪.‬‬
‫‪ -13‬ان االعمال اإلرهابية وخاصة عن طريق االحزمة الناسفة اي تفجير اإلرهابي لنفسه هو عمل‬
‫اعتباطي اذا كان من غير حق‪ ،‬يظلم به االنتحاري نفسه واهله ومجتمعه الذي ينتظر منه ان‬
‫يكون عنصرا فاعال في تقدمه وتطوره‪.‬‬
‫‪ -19‬ان اإلرهاب هو سالح العاجزين وضعاف األنفس وقليلي االيمان واالنهزامين‪.‬‬
‫‪ -11‬تظهر اإلرهاب ي بانه يحاول االنتقام من الجميع ويحمل المجتمع ما هو فيه من جهل وتخلف‬
‫وعدم ايمان وفقر وامراض وعقد نفسية‪.‬‬
‫‪ -19‬عجز اإلرهابيي ن وخاصة من المسلمين من التعلم الصحيح لفلسفة االسالم ونظرته الى الحياة‬
‫تعالى((م ْن أ َ ْج ِل ذَ ِل َك‬
‫بإعتبار االنسان قيمة عليا ال يحق الحد ان يسلب حقه في الحياة‪ ،‬قال‬
‫ِ‬
‫اس َج ِميعًا‬
‫علَى َب ِني ِإس َْرا ِئي َل أَنَّهُ َمن قَت َ َل نَ ْف ً‬
‫ساد ِفي األ َ ْر ِ‬
‫َكتَ ْبنَا َ‬
‫سا ِبغَي ِْر نَ ْفس أ َ ْو فَ َ‬
‫ض فَ َكأَنَّ َما قَت َ َل النَّ َ‬
‫يرا ِم ْن ُهم َب ْعدَ ذَ ِل َك ِفي‬
‫سلُنَا ِب ْال َب ِينَا ِ‬
‫اس َج ِميعًا َولَقَ ْد َجا َءتْ ُه ْم ُر ُ‬
‫ت ث ُ َّم ِإ َّن َكثِ ً‬
‫َو َم ْن أ َ ْح َياهَا فَ َكأَنَّ َما أ َ ْح َيا النَّ َ‬
‫ض لَ ُمس ِْرفُونَ )) (‪.)1‬‬
‫األ َ ْر ِ‬
‫‪ -12‬ان ازدياد حاالت اإلرهاب في مجتمع معين تدل على عجز هذا المجتمع من ان يعالج كافة‬
‫المواضيع التي تساهم في تغذية اإلرهاب وتشجعه وتمده بأسباب البقاء‪ ،‬فالحكومات التي تظلم‬
‫شعوبها ال تتوقع ان تنعم باألمن او ان توفر لشعبها االمان‪ ،‬والشعب الذي ال يتعاون مع‬
‫حكومته فال يتوقع ان ينعم باألمن‪ ،‬والدول التي ليس فيها عدل ليس فيها امن‪.‬‬
‫‪ .1‬سورة المائدة‪ :‬اآلية ‪.30‬‬
‫‪- 335 -‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫مكمن الخطورة‬
‫يحصأأأأأأل العمل اإلرهابي نتيجة اجتماع عوامل ذات ابعاد تحمل توجهات معينة تعود للمجموعة‬
‫التي تقوم به‪ ،‬فالمجموعات الدينية توجهاتها تختلف عن دوافع الجماعات والحركات واالحزاب‬
‫السأأأياسأأأية او المنظمات اإلرهابية المحترفة للجريمة ولهذا فهو يختلف ايضأأأا من حيث الوسأأأائل‬
‫واالفكأأار تبعأأا الهتمأأامأأات المجموعأأات التي تنفأأذه ومكمن الخطورة يتمثأأل في مجموعأأة من‬
‫المعطيات التي يتعامل بها وتصبح نهجا عاما او سياسة عامة موجودة في دولة معينة وهي‪- :‬‬
‫‪ -1‬القناعة الراسأأأأخة لدى االشأأأأخاص الذين يقومون باألعمال اإلرهابية ان عقائدهم التي يتبنونها‬
‫تبيح لهم القيام بهذه االعمال ‪.‬‬
‫‪ -0‬القبول بمبدأ سقوط الضحايا من االبرياء وان حصل بشكل متكرر تحت قاعدة تغليب المصالح‬
‫العليا او دفع الضرر االكبر‪.‬‬
‫‪ -3‬احداث الدمار الهائل وا ستهداف اكثر االهداف قربا باإلن سان إلظهار صالبة وقوة الجهة التي‬
‫تقوم بها وبيان امكانياتها‪.‬‬
‫‪ -4‬ا ستمالة االطفال والن ساء وذوي االحتياجات الخا صة (المعاقين) او الفئات المت ضررة او ابناء‬
‫االقليات المضطهدة لتنفيذ تلك االعمال‪.‬‬
‫‪ -3‬امتالك الجماعات اإلرهابية لوسائل اتصاالت واجهزة تصوير وطبع ومواقع على االنترنيت‪.‬‬
‫‪ -9‬وجود التمويل المالي المباشأأأأأأر او عن طريق عمليات غسأأأأأأيل االموال او الفسأأأأأأأاد المالي‬
‫واالخالقي او التعويض باألفراد والذي ربما يأتي من خارج الحدود من خالل التعاطف المبني‬
‫على اساس ديني او عرقي‪.‬‬
‫‪ -1‬احتضأأأأان بعض الدول للكثير من الجماعات اإلرهابية وفتح معسأأأأكرات لتدريب عناصأأأأرها‬
‫وتزويدهم باألسأأأألحة والمعدات االزمة لتنفيذ اعمالهم اإلرهابية وحتى يصأأأأل االمر الى توفير‬
‫الحماية السياسية او القانونية‪ ،‬وقد تشكل تلك الدول عامل جذب للكثير من الذين تستهويهم تلك‬
‫اللعبة‪ ،‬وخاصة بتوفر اموال السحت الحرام‪ ،‬او االموال المشبوهة وغير معروفة المصدر‪ ،‬او‬
‫‪- 331 -‬‬
‫تلك التي تحصأأأأأأل عليها بعض الدول وال تدري كيف تنفقها وتجد في تلك الجماعات متنفسأأأأأأا‬
‫للتعبير عن احالمها المريضة‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم وجود القدرة لدى بعض الدول في الوقوف بوجه الجماعات اإلرهابية ألسباب عديدة منها‬
‫نفوذ تلك الجماعات الواسع والتأييد الذي تحصل عليه في ذلك البلد وضعف االجهزة المختصة‬
‫في مكافحة مثل هذا النوع من الجرائم‪.‬‬
‫‪ -2‬كنتائج عرضأأية تسأأاعد االعمال اإلرهابية على تعطيل مصأأالح الناس وقد تدفع بالبعض منهم‬
‫الى تغيير مكان سكنه وحتى مغادرة البلد‪.‬‬
‫‪ -12‬تسأأأأأأأاعد على اشأأأأأأأاعة الجوانب الالأخالقية مثل المخدرات واالنحراف او زيادة نشأأأأأأأاط‬
‫العصابات االعتيادية‪.‬‬
‫‪ -11‬ان اإلرهاب الموجه ضد البيئة سي سهم وب شكل كبير الى احداث تغييرات ديموغرافية كبيرة‬
‫ربما تدفع بالماليين الى تغيير مناطق سكناهم وحرفهم وستصبح الكثير من االراضي مهجورة‬
‫وبالتالي ترك االعمال وسأأأأينعكس ذلك على زيادة اعداد العاطلين عن العمل وظهور مشأأأأاكل‬
‫اجتماعية متعددة‪.‬‬
‫‪ -10‬في اإلرهاب االلكتروني قد ال تعرف من هو عدوك وال االهداف التي سوف يستهدفها‪.‬‬
‫‪ -13‬احداث صدمة عنيفة‪ ،‬ان ما بنيته في سنين قد ينهار امامك في لحظات‪.‬‬
‫‪ -14‬اظهار الدولة في مظهر العاجز خاصة عند استهداف اإلرهاب لالماكن العامة مثل االسواق‬
‫والحدائق واماكن النقل العام او التجمعات والمناسبات الدينية او االجتماعية او الوطنية‪ ،‬وبالتالي‬
‫يؤدي الى استخفاف الناس بحكومتهم واجهزتهم االمنية وعدم التعاون معها او مساندتها وربما‬
‫الخروج عليها‪.‬‬
‫‪>-13‬استمالة الكثير من العاملين في االجهزة االمنية المكلفة بمكافحة اإلرهاب من خالل الترغيب‬
‫والترهيب‪ ،‬او قيام تلك الجهات بدفع البعض من افرادها للدخول في تلك االجهزة والعمل فيها‪.‬‬
‫‪ -19‬عدم كفاءة اداء االجهزة االمنية المكلفة بمكافحة اإلرهاب من حيث االدارة الجيدة وتوفر‬
‫االجهزة والمعدات وتوفر الخطط االمنية‪ ،‬واالخذ بزمام المبادرة والمبادأة(المبادرة تخص‬
‫‪- 334 -‬‬
‫الفرد‪ -‬المبادأة تخص الجماعة) من خالل التعرض على الجماعات اإلرهابية‪ ،‬ومراقبة نشاطاتها‬
‫وتبديل تلك الخطط بين فترة واخرى بما يعرف في العمل االمني بمبدأ المرونة‪.‬‬
‫‪ -11‬ان تجري عمليات مكافحة اإلرهاب بعيدا عن روح القانون والشعور بالمسؤولية وان ال‬
‫تراعي االجهزة المختصة حقوق االنسان وحرياته االساسية عند تنفيذ واجباتها المتعلقة بالتفتيش‬
‫والتحري والقاء القبض‪.‬‬
‫‪ -19‬من الخطورة بمكان تصدي االجهزة االمنية لمحاربة اإلرهاب من غير وجود غطاء قانوني‬
‫وشرعي ينظم تلك االعمال‪.‬‬
‫‪ -12‬ومن اشد انواع الضرر هو عدم قيام شعب ما بتقديم المساعدة المطلوبة لألجهزة االمنية في‬
‫تصديها لإلرهاب‪ ،‬ان بقاء االجهزة االمنية في الساحة لوحدها من غير مساعدة حقيقية من قبل‬
‫الشعب سيجعل العاملين في تلك االجهزة عرضة لمخاطر اإلرهاب ايضا وبالتالي سينعكس ذلك‬
‫على تنفيذ الخطط االمنية‪.‬‬
‫‪ -02‬واخطر ما في اإلرهاب هو ايصال رسالة الى جميع فئات الشعب بعجز حكومتهم عن اداء‬
‫واجباتها‪ ،‬وبالتالي خلق فجوة بين الشعب وحكومته‪ ،‬وزرع الفتة بين ابناء الشعب الواحد‬
‫وايصال الموظفين الى قناعة بالتخلي عن الجدية والنزاهة في العمل‪ ،‬وانكفاء الكثير من الناس‬
‫من ان يمارسوا دورهم في بناء وخدمة وطنهم‪ ،‬وجعلهم يشكون بأقرب الناس اليهم‪ ،‬ورغبة‬
‫البعض منهم مجبرين على التخلي عن اماكن سكناهم في بلدهم واللجوء الى بلدان اخرى او‬
‫ترك محل اقامتهم والنزوح الى مكان اخر داخل بلدانهم‪.‬‬
‫‪ -01‬زيادة في اعداد المعاقين من الضحايا والذين هم بحاجة الى رعاية‪.‬‬
‫‪ -00‬شيوع االمراض النفسية نتيجة أصوات االنفجارات وعمليات الخطف واستخدام األسلحة‬
‫الكاتمة والتهجير واستهداف العاملين لدى الدولة‪.‬‬
‫‪ -03‬ضعف االستثمار وخروج رأس المال الى خارج البالد‪.‬‬
‫‪ -34‬قيام بعض الفئات بمحاولة الرد على العنف الصادر من فئات أخرى بعيدا عن سلطة الدولة‬
‫وأجهزتها االختصاصية‪.‬‬
‫‪- 332 -‬‬
‫المطلب الخامس‬
‫اإلرهاب والبيئة‬
‫تعني البيئة – ‪ – environment‬المنزل او المكان‪ ،‬وفي اللغة العربية فأن كلمة البيئة‬
‫مأخوذة من الفعل بوأ‪ -‬تبوأ المكان اي نزل في المكان(‪ ،)1‬والبيئة تعني المنزل او الحال وفي النص‬
‫ْ‬
‫ش ْيئًا َو َ‬
‫ي‬
‫القرآني (‪ )2‬كذلك‪ ،‬قال‬
‫ت أ َ ْن َال ت ُ ْش ِر ْك ِبي َ‬
‫يم َم َكانَ ْال َب ْي ِ‬
‫َ‬
‫تعالى((و ِإ ْذ َب َّوأنَا ِ ِإلب َْرا ِه َ‬
‫ط ِه ْر َب ْي ِت َ‬
‫ِل َّ‬
‫ف ِفي‬
‫الر َّكعِ ال ُّ‬
‫((و َكذَ ِل َك َم َّكنَّا ِليُو ُ‬
‫لطا ِئفِينَ َو ْال َقا ِئ ِمينَ َو ُّ‬
‫س َ‬
‫س ُجودِ)) سورة الحج ‪ ،50:‬وقوله تعالى َ‬
‫ض َيتَ َب َّوأ ُ ِم ْن َها َحي ُ‬
‫ضي ُع أَ ْج َر ْال ُم ْح ِسنِينَ )) سورة‬
‫ص ُ‬
‫ْاأل َ ْر ِ‬
‫يب ِب َر ْح َم ِتنَا َم ْن نَشَا ُء َو َال نُ ِ‬
‫ْث َيشَا ُء نُ ِ‬
‫اج َعلُوا بُيُوتَ ُك ْم‬
‫يوسف‪ ،20:‬وقوله‬
‫ص َر بُيُوتًا َو ْ‬
‫سى َوأَ ِخي ِه أ َ ْن ت َ َب َّوآ ِلقَ ْو ِم ُك َما ِب ِم ْ‬
‫تعالى((وأَ ْو َح ْينَا ِإلَى ُمو َ‬
‫َ‬
‫َّار‬
‫ص َالة َ َو َبش ِِر ْال ُمؤْ ِمنِينَ )) سورة يونس‪،07:‬وقوله‬
‫قِ ْب َلةً َوأَقِي ُموا ال َّ‬
‫تعالى((والَّذِينَ تبوؤوا الد َ‬
‫َ‬
‫علَى‬
‫اإلي َمانَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ي ُِحبُّونَ َم ْن هَا َج َر ِإلَ ْي ِه ْم َو َال يَ ِجدُونَ فِي ُ‬
‫ُور ِه ْم َحا َجةً ِم َّما أُوتُوا َويُؤْ ثِ ُرونَ َ‬
‫صد ِ‬
‫َو ْ ِ‬
‫صةٌ َو َم ْن يُوقَ ُ‬
‫ش َّح نَ ْف ِس ِه فَأُولَئِ َك ُه ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ )) سورة الحشر‪.9:‬‬
‫صا َ‬
‫أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َولَ ْو َكانَ ِب ِه ْم َخ َ‬
‫ض َع َها ِل ْألَن َِام)) سورة‬
‫ض َو َ‬
‫((و ْاأل َ ْر َ‬
‫واالرض هي المكان المعد للسكن والعيش واالستخالف َ‬
‫ض َنت َ َب َّوأ ُ ِمنَ ْال َجنَّ ِة‬
‫صدَقَنَا َو ْعدَهُ َوأ َ ْو َرثَنَا ْاأل َ ْر َ‬
‫((وقَالُوا ْال َح ْمد ُ ِ َّّللِ الَّذِي َ‬
‫الرحمن‪ ،36:‬وقوله تعالى َ‬
‫َحي ُ‬
‫املِينَ )) (‪.)3‬‬
‫ْث نَشَا ُء فَ ِن ْع َم أ َ ْج ُر ْالعَ ِ‬
‫وعن ابي سعيد الخدري رضي هللا عنه ان رسول صلى هللا عليه وعلى اله وسلم قال‪ :‬ان‬
‫الدنيا حلوة خضرة وان هللا مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون(‪ ،)4‬والحقيقة ان هذا هو جزء من‬
‫الحديث تم توظيفه للحديث عن موضوع البيئة‪ ،‬وألنه والمنطق يقتضي ان تكون هناك احاديث‬
‫‪ .1‬المعجم الوسيط‪ -‬ابراهيم مصطفى‪ ،‬احمد حسن الزيات‪ ،‬حامد عبد القادر‪ ،‬محمد علي النجار‪ -‬الجزء االول‪-‬‬
‫مطبعة مصر‪ ،‬شركة مساهمة مصرية‪ -‬طبعة عام‪1291/‬م ص‪.13‬‬
‫‪ .2‬جاء في كتاب زبدة التفسير من فتح القدير‪ ،‬لمحمد سليمان عبد هللا االشقر‪ -‬والذي استند الى تفسير‬
‫الشوكاني‪ -‬وزارة االوقاف والشؤون االسالمية في الكويت‪ -‬طبعة عام‪1293/‬م(بوأنا‪ -‬بينا له مكان البيت‬
‫ليبنيه وانزلناه فيه‪ ،‬يتبوأ‪ -‬ينزل منها حيث اراد كما يتصرف الرجل في بيته‪ ،‬تبوؤا‪ -‬سكنوا)‪.‬‬
‫‪ .3‬سورة الزمر‪ :‬اآلية ‪.14‬‬
‫‪ .4‬انظر صحيح مسلم‪ -‬كتاب الرقاق‪ -‬باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة ‪ -‬حديث‬
‫اَّللَ ُمستَخ ِلفُكُم فِي َها فَيَن ُ‬
‫ف تَع َملُونَ‬
‫‪ ،11901-3231 :‬واصل الحديث " إِنَّ الدُّنيَا ُحل َوة َخ ِض َرة َوإِنَّ َّ‬
‫ظ ُر كَي َ‬
‫اء "‪.‬‬
‫س ِ‬
‫سا َء فَ ِإنَّ أ َ َّو َل فِتنَ ِة بَنِي إِس َرائِي َل كَانَت فِي النِ َ‬
‫فَاتَّقُوا الدُّنيَا َواتَّقُوا النِ َ‬
‫‪- 330 -‬‬
‫اخرى تتناول موضوع البيئة او كل ما يتعلق بها ولكن ما وصلنا منها شحيح جدا على الرغم من‬
‫‪.‬‬
‫((وإِلَى ث َ ُمودَ أَخَا ُه ْم‬
‫وجود ما يؤيد ذلك في القرآن الكريم‪ ،‬كما جاء في اآلية‪ 03:‬من سورة هود َ‬
‫صا ِل ًحا قَا َل يَا قَ ْو ِم ا ْعبُد ُوا َّ‬
‫اّللَ َما لَ ُك ْم ِم ْن إِلَه َ‬
‫غي ُْرهُ ُه َو أ َ ْن َ‬
‫ض َوا ْست َ ْع َم َر ُك ْم فِي َها فَا ْست َ ْغ ِف ُروهُ‬
‫شأ َ ُك ْم ِمنَ ْاأل َ ْر ِ‬
‫َ‬
‫يب))‪.‬‬
‫يب ُم ِج ٌ‬
‫ث ُ َّم تُوبُوا إِلَ ْي ِه إِ َّن َر ِبي قَ ِر ٌ‬
‫ويقول الدكتور محمد عبد الرحمن في حديثه عن البيئة‪ :‬ان مظاهر البيئة تتمثل باختصار العالقات‬
‫المكانية والمناخ والبيئة والتضاريس والتربة والماء السطحي والجوفي والحياة النباتية والحيوانية‬
‫برا وبحرا وجوا (‪.)1‬‬
‫وفي ضأأأوء ذلك فالبيئة وكما جاء في اعالن مؤتمر سأأأتوكهولم للبيئة البشأأأرية لعام‪3975/‬م‬
‫هي كأأل مأأا يحيط بأأاإلنسأأأأأأأأان(‪)Every Thing Around-The man‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫امأأا العأأالم االلمأأاني‬
‫المتخصأأص في علم الحياة ارنسأأت هيكل (‪ )Ernest Haeckel‬فقد اسأأتخدم كلمة (‪)Ecologic‬‬
‫المتكونأأة من جزأين وهمأأا (‪ )Oikos‬المنزل او مكأأان الوجود وكلمأأة (‪ )Logos‬ومعنأأاهأأا العلم‬
‫وعرفها بانها العلم الذي يدرس عالقة الكائنات الحية بالوسأأط الذي يعيش فيه وترجمت حديثا الى‬
‫اللغة العربية بعبارة (علم البيئة)‪ ،‬وكانت هذه الكلمة قد ظهرت في نهاية القرن التاسأأأع عشأأأر في‬
‫اللغة االنكليزية (‪ )Environment‬ويقصأأأأأأأد به الداللة على جميع الظروف الخارجية المحيطة‬
‫والمؤثرة في نمو و تنمية حياة الكائنات الحية‪.‬‬
‫و ما عن عالقة اإلرهاب بالبيئة‪ ،‬فهذا ما سأأأأأأنحاول تبيانه‪ ،‬فقد ورد بقرار األمم المتحدة‬
‫المرقم (‪ )596‬الصادر بتاري ‪ 5662/4/32‬والذي جاء فيه (ان اإلرهاب النووي يمكن ان يسفر‬
‫عن عواقب وخيمة وقد تشأأأأكل خطرا يهدد السأأأأالم واالمن الدوليين الن من شأأأأأن تلك المواد ان‬
‫تسبب ازهاق ارواح او الحاق الضرر بالممتلكات والبيئة) (‪.)3‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬الشرنوبي‪ ،‬محمد عبد الرحمن‪ -‬االنسان والبيئة‪ -‬طبعة عام‪1219/‬م ص ‪.11‬‬
‫‪ .2‬الجبان‪ ،‬رياض‪ -‬البيئة والمجتمع‪ ،‬دراسة في علم اجتماع البيئة‪ /‬عبد الحميد احمد رشوان الطبعة االولى‪-‬‬
‫جامعة االسكندرية ‪ 0229 -‬ص‪.92‬‬
‫‪ .3‬انظر الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ -‬الدورة التاسعة والخمسين‪ -‬القرار المرقم‬
‫(‪ )022 /32‬بناء على قرار الجمعية العامة المرقم(‪ )31‬في ‪.1229/0/11‬‬
‫‪- 337 -‬‬
‫ان البيئة هي كل ما يحيط باإلنسأأأأأان سأأأأأواء كانت طبيعية او صأأأأأناعية‪ ،‬وتعجز البيئة عن حماية‬
‫نفسها من االخطار التي تواجهها والتي يتسبب بها االنسان فهو يؤثر فيها وهي بالتالي تعكس ذلك‬
‫على مجمل نواحي الحياة وتؤثر فيه تأثيرا مباشرا‪ ،‬وسعى المجتمع الدولي إلظهار المخاطر التي‬
‫تتعرض لها البيئة من خالل العديد من المواثيق الدولية والمؤتمرات وغيرها من االنشأأأأأأطة ففي‬
‫عام‪3975/‬م قامت األمم المتحدة بعقد اول مؤتمر خاص بالبيئة في مدينة سأأأأتوكهولم في السأأأأويد‬
‫وشأأاركت فيه (‪ )331‬دولة حول البيئة االنسأأانية لتشأأجيع الحكومات والمنظمات الدولية للقيام بما‬
‫يجب لحماية البيئة‪ ،‬وتوصل المؤتمر الى‪-:‬‬
‫‪ -3‬مسأأأأؤولية االنسأأأأان عن حماية البيئة والنهوض بها من اجل الجيل الحاضأأأأر واالجيال المقبلة‬
‫والحفأأاظ على الموارد الطبيعيأأة لألرض بمأأا في ذلأأك الهواء والميأأاه والتربأأة والحيوانأأات‬
‫والنباتات‪.‬‬
‫‪ -5‬االبقاء على قدرة االرض على انتاج من الموارد الحيوية والمتجددة‪.‬‬
‫‪ -1‬استغالل الموارد الطبيعية بشكل يمنع نفادها واشراك الجميع في هذا االستغالل‪.‬‬
‫‪ -4‬وقف القاء المواد السامة بكثافة تتجاوز قدرة البيئة على جعلها غير ضارة‪.‬‬
‫‪ -2‬التعجيل بالتنمية بنقل المساعدات المالية والتكنولوجية للبلدان النامية لمعالجة اوجه القصور‬
‫البيئية الناتجة عن التخلف والكوارث‪.‬‬
‫‪ -0‬حق البلدان النامية في الحصول على اسعار مناسبة للسلع االساسية والمواد الخام‪.‬‬
‫‪ -7‬التوفيق بين حماية البيئة ومتطلبات التنمية وتفادي االثار الضارة بالبيئة عند تخطيط المدن‬
‫والمستوطنات البشرية‪.‬‬
‫‪ -0‬تطبيق العلم والتكنلوجيا إلدارة ومراقبة الموارد البيئية‪.‬‬
‫‪ -9‬تشجيع البحث العلمي في مجال البيئة ونشر الوعي البيئي‪.‬‬
‫‪.-36‬حق الدول في استغالل مواردها بشرط عدم االضرار بالبيئة لدى االخرين وتطوير القانون‬
‫الدولي فيما يتعلق بالمسؤولية وبتعويض ضحايا التلوث‪.‬‬
‫‪ -33‬تعاون الدول على اساس المساواة لمعالجة المسا ئل الدولية المتعلقة بحماية البيئة‪.‬‬
‫‪- 330 -‬‬
‫‪ -35‬السعي إلزالة االسلحة النووية واسلحة التدمير الشامل لحماية البيئة من االثار المترتبة على‬
‫استخدامها‪.‬‬
‫وتناول الفاعوري تفاصيل متعددة عن البيئة‬
‫(‪)1‬‬
‫واالضرار التي يمكن ان تتعرض لها‬
‫وكذلك فعل غيره من الكتاب والباحثين والمهتمين‪ ،‬والذي يهمنا من الموضوع‪ ،‬هو ما تحدثه‬
‫العمليات اإلرهابية من اخطار بحقها‪.‬‬
‫وفي عام‪3904/‬م انشأأأت الجمعية العامة لألمم المتحدة اللجنة العالمية لحماية البيئة والتنمية وفي‬
‫عام‪3907/‬م تم في مدينة تبليسأأأأأأي في االتحاد السأأأأأأوفيتي السأأأأأأأابق عقد مؤتمر خاص بمنظمة‬
‫اليونسكو لبحث موضوع البيئة والتعليم‪.‬‬
‫ان تركيز االهتمام على البيئة يجنب البشأأأأأأرية الكثير من الكوارث التي يمكن ان تجعل‬
‫حياة االنسأأأأان على هذا الكوكب مهددة الن موارد البيئة سأأأأتتأثر بشأأأأكل متسأأأأارع يصأأأأعب معه‬
‫السأأيطرة‪ ،‬ان المحروقات والقطع المسأأتمر لألشأأجار بدون دراسأأة سأأيسأأاعد على زيادة غاز ثاني‬
‫اوكسأأأأأأيد الكاربون ويقلل غاز االوكسأأأأأأجين ويتسأأأأأأبب في ترك السأأأأأأكان لتك المناطق وهجرة‬
‫الحيوانات او نفوقها‪ ،‬وسأأأأأأتتعرض البيئة الى ملوثات كيميائية تؤثر على غذاء االنسأأأأأأأان مثل‬
‫االسأأأأأمدة والمضأأأأأادات الحيوية‪ ،‬وكنواتج للصأأأأأناعة سأأأأأيتم ترسأأأأأيب مواد سأأأأأامة مثل الزئبق‬
‫والرصاص‪ ،‬وستسهم اآلالت والمعدات الى زيادة الحرارة والضوضاء واالشعاعات والمخلفات‬
‫وغير ذلأأك‪ ،‬يوجأأد مأأا يزيأأد على (‪ )526‬عمأأل قأأانوني في مجأأال القأأانون الأأدولي للبيئأأة مأأا بين‬
‫معاهدات واتفاقيات واعالنات واحكام دولية‪ ،‬بدأت منذ ‪ 3965/2/39‬بمعاهدة باريس بشأن حماية‬
‫الطيور المفيأأأدة للزراعأأأة مرورا بأأأأعمأأأال مؤتمر األمم المتحأأأدة المنعقأأأد في ريودي جأأأانيرو‬
‫عام‪3995/‬م والذي أسأأفر عن معاهدتين[اتفاقيتين]* بشأأأن المحافظة على حرارة المناخ وبرنامج‬
‫عمل القرن العشرين واعالن ريو (‪.)2‬‬
‫*‪ .‬التنمية‪ -‬تعني افضل طريقة الستغالل الموارد والطاقات المادية والبشرية من اجل رقي المجتمع‪.‬‬
‫‪ .1‬الفاعوري‪ ،‬وائل ابراهيم‪ -‬الحرب والبيئة ابيض‪ -‬اسود‪ -‬دار الخليج‪-‬عمان‪ -‬طبعة عام‪0223/‬م ص ‪.99-93‬‬
‫*‪ .‬االتفاقيتان هما‪ :‬اتفاقية تغيير المناخ‪ ،‬واتفاقية التنوع الحيوي‪.‬‬
‫‪ .2‬الفاعوري‪ ،‬وائل ابراهيم‪ -‬الحرب والبيئة ابيض‪ -‬اسود‪ -‬مصدر‪ -‬سابق ص‪.013‬‬
‫‪- 339 -‬‬
‫ان اضأأأافة مواد او طاقة جديدة للبيئة سأأأيعرض حياة االنسأأأان او صأأأحته او رفاهيته او مصأأأادر‬
‫الطبيعة للخطر= التلوث (‪.)1‬‬
‫لقد جاء التركيز على موضأأأأأأوع البيئة ايضأأأأأأأا في المادة (‪ )22‬من البروتوكول االول الخاص‬
‫باتفاقيات جنيف لعام‪3977/‬م والمتعلق بحماية ضأأأأأأحايا المنازعات الدولية والمؤرخ بتاري‬
‫‪3977/0/0‬م‪،‬ان هذا البروتوكول قد اعتبر البيئة من العناصأأر االسأأاسأأية التي لها عالقه مباشأأرة‬
‫بحيأأاة االنسأأأأأأأان وبقأأائأأه‪ ،‬ونص المأأادة أعاله " تراعى أثنأأاء القتأأال حمأأايأأة البيئأأة الطبيعيأأة من‬
‫األضأأرار البالغة واسأأعة االنتشأأار وطويلة األمد وتتضأأمن هذه الحماية حظر اسأأتخدام أسأأاليب أو‬
‫وسأأائل القتال التي يقصأأد بها أو يتوقع منها أن تسأأبب مثل هذه األضأأرار بالبيئة الطبيعية ومن ثم‬
‫تضر بصحة أو بقاء السكان تحظر هجمات الردع التي تشن ضد البيئة الطبيعية" (‪.)2‬‬
‫وكأأأذلأأأك مأأأا جأأأاء في المأأأادتين (‪ )32-34‬من البروتوكول الثأأأاني الخأأأاص بأأأاتفأأأاقيأأأات جنيف‬
‫لعام‪3977/‬م (‪ ،)3‬والمتعلق بحماية ضحايا النزاعات المسلحة غير الدولية‪ ،‬حيث ان احكام القانون‬
‫الأأدولي االنسأأأأأأأاني تهأأدف الى توفير الحمأأايأأة القأأانونيأأة للبيئأأة الطبيعيأأة والحفأأاظ على مواردهأأا‬
‫وثرواتها في اوقات الحروب والنزاعات المسلحة (‪.)4‬‬
‫ولقد شهد ت البيئة في العراق استباحة غير مسبوقة منذ عام‪3993/‬م وقال كالرس تويغر‬
‫رئيس برنامج البيئة التابع لألمم المتحدة ان صأأأأأحة العراقيين قد تكون معرضأأأأأة للخطر بسأأأأأبب‬
‫القذائف الخارقة للدروع المحتوية على اليورانيوم المسأأأأأأتنفذ التي اسأأأأأأتخدمت في حرب الخليج‬
‫عام‪3993/‬م وفي الحرب االخيرة عام‪5661/‬م ان نحو (‪ )596‬طنا من اسلحة اليورانيوم المستنفذ‬
‫‪ .1‬د‪ .‬وهبي‪ ،‬صالح ‪ -‬قضايا عالمية معاصرة‪ -‬طبعة دمشق عام‪0221/‬م ص‪.90‬‬
‫‪2.}Article(55) Protocol Additional to the Geneva Conventions of 12 August‬‬
‫‪1949 and relating to the Protection of Victims of International Armed‬‬
‫‪Conflicts (Protocol I), 8 June 1977.‬‬
‫‪3 . A(14-13)) Protocol Additional to the Geneva Conventions of 12 August‬‬
‫‪1949, and relating to the Protection of Victims of Non-International Armed‬‬
‫‪Conflicts (Protocol II), 8 June 1977. .‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬عبد الونيس‪ ،‬احمد ‪ -‬الحماية الدولية للبيئة في اوقات النزاعات المسلحة‪ -‬مجلة القانون الدولي‬
‫المصرية‪ -‬مجلد رقم(‪ )30‬لسنة ‪1229‬م ص‪.41‬‬
‫‪- 356 -‬‬
‫اطلقت في حرب‪3993/‬م كما اطلقت كمية غير معلومة في الحرب التي بدأت في ‪ 56‬اذار‪5661‬‬
‫االمر الأأذي يهأأدد امأأدادات الميأأاه في العراق (‪ ،)1‬وحيأأاة النأأاس وكمأأا هو معروف فأأانأأه المواثيق‬
‫الدولية الم تعلقة بالبيئة تتحدث عن ضأأأأأأرورة المحافظة عليها من كل ما يؤثر فيها‪ ،‬وال زا لت‬
‫االسأأأألحة التي اسأأأأتخدمت او مخالفاتها تشأأأأكل تهديدا حقيقيا ألشأأأأكال الحياة في العراق‪ ،‬كما هو‬
‫حاصأأل في مدينتي الفلوجة والبصأأرة والتي ارتفعت فيهما نسأأبة االصأأابة باألمراض السأأرطانية‬
‫والتشأأوهات الخلقية في المواليد الجدد بعدد االحداث التي شأأهدتها تلك المدينتين بسأأبب اليورانيوم‬
‫المنضأأأأأب *‪ ،‬في حرب الخليج الثانية واحتالل العراق عام‪5661/‬م وخاصأأأأأة اسأأأأأتخدام القوات‬
‫التحالف االعتدة التي تحتوي على اليورانيوم المنضأأأأأأأب في قذائف المدفعية والدبابات‪ ،‬وربما‬
‫كانت موجودة في ما القته الطائرات المقاتلة او المروحية‪.‬‬
‫والمشأأأأأكلة ان االنسأأأأأان ال يتعامل مع البيئة والمواد الطبيعية بما يحفظ لها توازنها وتجددها فمن‬
‫قوانين الطبيعة االساسية ان العلميات التي تحكم النظم البيئية تتصف بالديناميكية وهي عمليات قد‬
‫يصأأيبها االنهاك ولكن سأأرعان ما تسأأتعيد شأأبابها وتوازنها من جديد والنقطة الحرجة التي تحفظ‬
‫لها هذا التوازن هي ما يقصده علماء البيئة بالضغط الحرج (‪.)2‬‬
‫وللمحاكم الجنائية الدولية دور من خالل ادخال الجرائم المتعلقة بالبيئة في اختصأأأأأاصأأأأأها‬
‫حيث تعد االعمال الموجهة ضد البيئة من ضمن جرائم الحرب‪ ،‬الن الضرر الذي سيصب البيئة‬
‫اكبر من مجرد اسأأأأأأتخدام اسأأأأأألحة تقليدية‪ ،‬وهي محاولة لغرض االمتناع عن اسأأأأأأتخدم اسأأأأأألحة‬
‫الكيميائ ية او االحيائية او االسأأأأأألحة المتطورة االخرى من نووية او ذرية او هيدروجينية وغير‬
‫ذلك‪ ،‬اما نص الفقرة فهو" تعمد شن هجوم مع العلم بأن هذا الهجوم سيسفر عن خسائر تبعية في‬
‫األرواح أو عن إصأأأابات بين المدنيين أو عن إلحاق أضأأأرار مدنية أو عن إحداث ضأأأرر واسأأأع‬
‫النطاق وطويل األجل وشأأديد للبيئة الطبيعية يكون إفراطه واضأأحا بالقياس إلى مجمل المكاسأأب‬
‫‪ .1‬جريدة القدس العربية‪ -‬العدد الصادر بتاريخ ‪ 0223/4/09‬مشار اليها في كتاب الدكتور محمد فهاد‬
‫الشاللدة‪ -‬القانون الدولي االنساني‪ -‬توزيع منشأة المعارف باإلسكندرية‪ -‬طبعة عام‪0223/‬م ص‪.093‬‬
‫*‪ .‬لليورانيوم المنضب نفس أنواع اإلشعاعات التي تصدر من اليورانيوم الطبيعي ولكن بنسب اقل‪.‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬البنأ‪ ،‬علي علي‪ -‬المشكالت البيئة وصيانة الموارد الطبيعية‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪0224/‬م‬
‫ص‪.11‬‬
‫‪- 353 -‬‬
‫العسأأأأأكرية المتوقعة الملموسأأأأأة المباشأأأأأرة" (‪ ،)1‬وان من اخطر التحديات التي تواجهها البيئة هو‬
‫مو ضوع اال ستثمار الذي ا صبح ال شغل ال شاغل للدول والذي سيعمل بال ضد من اجراءات حماية‬
‫البيئة‪ ،‬واسأأأتغاللها بشأأأكل عقالني والذي دخلت الدول والشأأأركات في سأأأباق محموم لتحقيقه مما‬
‫سأأأأيؤدي الى سأأأأرعة نفاذ المواد وبالتالي فال يبقى شأأأأيء لألجيال القادمة‪ ،‬فال المسأأأأاحة وألعدد‬
‫السكان مما يعول عليه في القوة السياسية وانما الذي يعول عليه ما في هذه المساحة من امكانيات‬
‫اقتصادية وما في السكان من كفاءة الستغالل هذه اإلمكانيات (‪.)2‬‬
‫ان اسأأأأأأتغالل الموارد الطبي عة من حرارة باطن األرض ال كام نة في ها او التي تخرج مع الم ياه‬
‫والينابيع الساخنة او الطاقة الشمسية او طاقة الهواء او الماء سواء كانت مياه األنهار والبحيرات‬
‫او المياه الملحة في البحار والمحيطات وغير ذلك‪ ،‬هو السأأأأأأبيل الناجح للمحافظة على البيئة‪ ،‬ان‬
‫كل عمل من شأأأأأأنه ان يحدث خلال جسأأأأأيما في أحد مكونات البيئة يعتبر عمال إرهابيا موجها لها‬
‫ولكل اشكال الحياة فيها‪.‬‬
‫‪ .1‬المادة(‪ -0-9‬ب‪ )4-‬من نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية اعتمد من قبل مؤتمر األمم المتحدة‬
‫الدبلوماسي للمفوضين المعنى بإنشاء محكمة جنائية دولية بتاريخ ‪ 11‬تموز‪/‬يوليو ‪1229‬؛تاريخ بدء‬
‫النفاذ‪ 1 :‬حزيران‪/‬يونيه ‪.0221‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬رزقانه‪ ،‬ابراهيم احمد ‪ -‬الجغرافية السياسية‪ -‬دار النهضة العربية ‪ -‬طبعة عام‪1293/‬م ص‪.3‬‬
‫‪- 355 -‬‬
‫المطلب السادس‬
‫اإلرهاب التقني‬
‫ومن أخطر انواع اإلرهاب التي يمكن ان نتلمس تأثيرها في الوقت الحاضر او في المستقبل‬
‫القريب‪ ،‬هو موضوع اإلرهاب التقني‪ ،‬حيث يستهدف اإلرهاب التقني‪( .‬الرقمي‪ -‬االلكتروني)‬
‫بالدرجة االساس انظمة المعلومات ويكاد ال يسلم منه اي نظام في اي مكان من العالم‪ ،‬وهو من‬
‫الخطورة بمكان بحيث يمكن ان نصحو على خبر عملية كبيرة نتجت عن ارهاب الكتروني او‬
‫تقني تم فيها على سبيل المثل اطالق صاروخا نوويا او تحريك طائرة من غير طيار لضرب مكان‬
‫حيوي في احد الدول او تحويل ارصدة بمبالغ ضخمة من مكان ألخر وغير ذلك‪.‬‬
‫والخطورة تكمن ايضا اذا استهدفت الحاجات االساسية لإلنسان مثل الدخول الى مصانع‬
‫المواد الغذائية او المشروبات‪ ،‬او التحكم في بوابات السدود المائية‪ ،‬او مختبرات المواد الكيمياوية‬
‫والبيولوجية‪ ،‬او شركات تصنيع االدوية والمواد الصحية‪ ،‬او القيود والمعلومات الخاصة باألفراد‬
‫والتالعب في الوثائق المدرسية‪ ،‬وحركة وسائط النقل ومصادر الطاقة الكهربائية‪ ،‬وانتاج وتوزيع‬
‫المشتقات النفطية‪ ،‬وحركة البضائع في البحار والمحيطات‪ ،‬واعمال القرصنة البحرية عن طريق‬
‫تغيير وتحويل اتجاهات حركة السفن والبواخر‪ ،‬وتعطيل انظمة المرور‪ ،‬والعيوب التصنيعية في‬
‫العجالت والمكائن والمعدات واالرصدة المالية لألفراد والشركات‪ ،‬وانظمة االتصاالت السلكية‬
‫والالسلكية‪ ،‬وحركة النقل الجوي‪ ،‬و قيود ومعلومات المشتبه بهم‪ ...،‬وال ‪.‬‬
‫اننا في حديثنا عن اإلرهاب التقني (االلكتروني) ال نتحدث عن نشاطات يقوم بها هواة بدافع اللهو‬
‫او التسلية انما نتحدث عن اعمال معدة سلفا تهدف الى غايات سياسية او عامة وقد تسبب اضرارا مادية‬
‫او معنوية جسيمة‪ ،‬وليست اعماال غير مسؤولة يقوم بها قراصنة الكومبيوتر بغية اثبات الذات‬
‫واظهار المقدرة على التسلل والولوج الى انظمة المعلومات وحتى على مستوى الحسابات الشخصية‬
‫او التجسس على الغير من باب العبث‪ ،‬وانما لدوافع اجرامية والمتمثلة بمكاسب مادية او معنوية‬
‫التي يقوم بها بعض اصحاب النفس االجرامي‪ ،‬وقد يتعمد كل من القراصنة والمجرمين والعابثين‬
‫واصحاب المصلحة في الدخول الى عالم اإلرهاب نتيجة دوافع معينة‪ ،‬يقومون بها من تلقاء انفسهم‬
‫‪- 351 -‬‬
‫او نتيجة وجود تأثيرات خارجية من افراد او منظمات او دول ‪ ،‬ويستطيع اإلرهاب التقني ان ينشر‬
‫الرعب في جميع دول العالم من غير استثناء وال يمكن ان ينجو من خطر اإلرهاب التقني حتى‬
‫بسطاء الناس فالجميع يمكن ان يناله خطر ذلك النوع من اإلرهاب‪.‬‬
‫أن اإلرهاب عبر شبكة االنترنت يمكن أن يتسبب في إلحاق الشلل بأنظمة القيادة والسيطرة‬
‫واالتصاالت أو قطع شبكات االتصال بين الوحدات والقيادة أو تعطيل أنظمة الدفاع الجوي أو‬
‫إخراج الصواري عن مسارها أو اختراق النظام المصرفي أو إرباك حركة الطيران المدني أو‬
‫شل محطات الطاقة الحرارية والنووية (‪.)1‬‬
‫واستطاعت المنظمات اإلرهابية ان توجد لها آالف المواقع لنشر أفكارها ومخططاتها وبيان‬
‫امكانياتها لشن عمليات ارهابية وتبادل المعلومات والخبرات مع غيرها‪ ،‬ويقوم البعض من تلك‬
‫المواقع بشر معلومات تفصيلية عن االليات والمواد المستخدمة في صناعة المتفجرات واألسلحة‬
‫الكيماوية واالحيائية الفتاكة او االستفادة مما موجود في سوق السالح العالمي من األلغام وقنابل‬
‫وقنابر‪ ،‬ومواقع أخرى تقدم وبالمجان معلومات تفصيلية عن اختراق وتدمير المواقع وقاعدة‬
‫المعلومات والبيانات واختراق البريد اإللكتروني‪ ،‬وكيفية الدخول على المواقع المحجوبة‬
‫والتجسس اإللكتروني وطريقة نشر الفيروسات‪ ،‬وهناك مواقع اخرى تعرض صورا واحاديث‬
‫وفعاليات لما تقوم به تلك المجموعات من نشاطات اجرامية بشكلها المادي والمعنوي‪ ،‬ومثال ذلك‬
‫ما حدث في الواليات المتحدة األمريكية حين تمكن أحد القراصنة من السيطرة على نظام الكمبيوتر‬
‫في مطار أمريكي صغير‪ ،‬وأطفأ مصابيح إضاءة ممرات الهبوط‪ ،‬مما هدد بحصول كارثة‪.‬‬
‫وما حدث في الواليات المتحدة من محاولة سرقة حسابات مصرف(سيتي بنك) *‪ ،‬ويوضح‬
‫جبرائيل وايمن في كتابه الذي صدر عام‪5660/‬م باسم "اإلرهاب على شبكة االنترنيت"‬
‫(‪)2‬‬
‫المخاطر التي يمكن ان تحملها شبكة األنترنيت مستقبال‪ ،‬وجاء في هذا الكتاب معلومات افكار‬
‫‪ .1‬انظر المستشار محمد األلفي شبكة اإلعالم العربي‪:‬‬
‫‪http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=137476‬‬
‫‪2. Gabriel Weimann- Terror on the Internet, the new arena,the new‬‬
‫‪challenge-Potomac Books, Inc-Edition/2006.‬‬
‫*‪ .‬المعلومات المتداولة تؤكد حصول عملية سرقة ماليين الدوالرات وإدارة البنك تنفي ذلك‪.‬‬
‫}‬
‫‪- 354 -‬‬
‫واراء ومنها قوله‪ :‬إن وجه اإلرهاب قد ازداد قبحا عما كان عليه في الماضي‪ ،‬ووجد اإلرهاب مع‬
‫ظهور االنترنيت مرتعا خصبا يرتع فيه وينمو‪ ،‬وعلى الرغم من أن اإلرهاب الحالي ال يتمركز‬
‫في مكان بعينه‪ ،‬كما أنه ضعيف البنيان وغير منظم‪ ،‬إال ان خطورته اكبر من خطورة إرهاب نهايات‬
‫القرن العشرين العتماده على التكنولوجيا المتطورة لألنترنيت والتي ساعدت المنظمات اإلرهابية‬
‫في التحكم الكامل في اتصاالت أفرادها ما زاد من اتساع مسرح العمليات(‪ ،)1‬ويحدد الكاتب وحسب‬
‫طرحه الفوائد التي يمكن ان يحصل عليها اإلرهابيين من شبكة المعلومات والتي يمكن ان نلخصها‬
‫باالتي‪.‬‬
‫‪ -3‬الحصول على الدعم المادي والمعنوي‪.‬‬
‫‪ -5‬الحصول على المعلومات‪.‬‬
‫‪ -1‬القيام باالتصاالت‪.‬‬
‫أ‪ -‬التنسيق والتعاون بين الجماعات‪.‬‬
‫ب‪ -‬ايصال االوامر‪.‬‬
‫‪ -4‬استمالة العناصر الجديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬القيام بأعمال ارهابية عبر الشبكة‪.‬‬
‫وحاليا أصبحت شبكات ونظم المعلومات وبخاصة في الدول المتقدمة‪ ،‬تمثل العصب الرئيسي لكل‬
‫أنشطة الدولة (‪ )2‬وشرائح المجتمع االخرى من شركات خاصة وبنوك وجامعات وغيرها‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وكلما زاد تعامل الدول مع شبكة االنترنيت زادت المخاطر في تعرضها لهجمات ارهابية‬
‫وتعمل الكثير من الدول المتقدمة في هذا المجال الى انشاء مراكز متخصصة لغرض وضع اليات‬
‫للتصدي ومحاربة الهجمات اإلرهابية االلكترونية من خالل التنسيق مع الهيئات االكاديمية‬
‫والعاملين في مجال االمن الوقائي واعمال مكافحة النشاط المعادي‪.‬‬
‫‪..1‬أ‪ .‬د‪ .‬فهمي‪ ،‬علي علي‪ -‬دور الشبكات االجتماعية في تمويل وتجنيد اإلرهابيين‪ -‬جامعة نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪ ،‬السعودية‪-‬استعمال اإلنترنت في تمويل اإلرهاب وتجنيد اإلرهابيين‪ -‬طبعة عام‪0210/‬م ص‪.20‬‬
‫‪ .2‬خريسان‪ ،‬باسم علي‪ -‬السياسة الدولية ومنطق اإلرهاب الصفري‪ -‬مجلة أوراق دولية‪ ،‬مركز الدراسات‬
‫الدولية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العدد(‪ -)133‬نيسان عام‪0224 /‬م ص‪.13‬‬
‫‪- 352 -‬‬
‫فلقد قامت الواليات المتحدة عل سبيل المثال بأنشاء مركز متخصص في مجال حرب المعلومات‬
‫وظفت فيه العديد من الخبراء وبالتعاون مع الكثير المهتمين في هذا المجال من اجل مواجهة خطر‬
‫اإلرهاب‪ ،‬وقَد ْ‬
‫رت الواليات المتحدة األمريكية خسائرها من جرائم الحاسب اآللي‪ ،‬ما بين ثالثة‬
‫وخمسة باليين دوالر سنويا (‪.)1‬‬
‫ان الذي يستغل الثورة العلمية والتقدم التقني لينفذ هجمات ارهابية فانه يعمل بالضد من‬
‫مقاصد المجتمع الدولي في اشاعة اجواء السلم واالمن واالستفادة من التقدم العلمي والتقني‪ ،‬فبدل من‬
‫ان يستغل هذا التقدم في خدمة البشرية يعمد البعض من ذوي النفوس المريضة الى استخدامه‬
‫ألغراض غير نزيه او ألغراض شخصية او اجرامية‪ ،‬جاء في المادة(‪ )3‬من اإلعالن الخاص‬
‫باستخدام التقدم العلمي والتكنولوجي لصالح السلم وخير البشرية (‪ )2‬ما نصه" على جميع الدول أن‬
‫تنهض بالتعاون الدولي لضمان استخدام نتائج التطورات العلمية والتكنولوجية لصالح تدعيم السلم‬
‫واألمن الدوليين‪ ،‬والحرية واالستقالل‪ ،‬وكذلك لغرض اإلنماء االقتصادي واالجتماعي للشعوب‬
‫وإعمال حقوق اإلنسان وحرياته وفقا لميثاق األمم المتحدة"‪.‬‬
‫‪ .1‬منشاوي‪ ،‬محمد عبد هللا‪ -‬جرائم االنترنت من منظور شرعي وقانوني‪ -‬مكة المكرمة‪1403-11-1-‬هـ وكما‬
‫مبين على الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.khayma.com/education-technology/Study33.htm‬‬
‫‪ .2‬اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪( 3324‬د‪ )32-‬المؤرخ في ‪ 12‬تشرين‬
‫الثاني‪/‬نوفمبر ‪ ،1213‬مجموعة صكوك دولية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك‪ 1223،‬رقم‬
‫الملف‪ ،A.94.XIV-Vol.1, Part 1‬ص ‪.131‬‬
‫‪- 350 -‬‬
‫المطلب السابع‬
‫تعريف وتوصيف الباحث‬
‫استوقفني كثيرا موضوع ايجاد تعريف شامل لمعنى اإلرهاب ذاك انه كان علي ان اجمع‬
‫عناصر عديدة ورحت اقلب يدي فيما عندي من معلومات وما تم عرضه من تعاريف‪ ،‬ان الحيرة‬
‫تكمن في ان يكون التعريف يتناول البشرية واهتماماتها‪ ،‬والمادة بأشكالها‪ ،‬والمعلومات بأنواعها‬
‫والدولة بأركانها‪ ،‬والبيئة بعناصرها‪ -‬ورأيت ان يكون التعريف الذي اضعه شامال لكل تلك المعاني‬
‫فقلت ان اإلرهاب هو" جميع االقوال واالفعال التي تصدر من االفراد والمنظمات والدول‬
‫الموضوعة وفق خطة معينة والتي تهدف الى الحاق ضرر جسيم باألفراد والمواد والمعلومات‬
‫والدول والبيئة بغية تحقيق اهداف سياسية او عامة" والذي يقرر ان ما حصل هو عمل من‬
‫اعمال اإلرهاب هو القضاء المحلي او االقليمي او الدولي‪.‬‬
‫وبالعودة الى موضوع التعريفات الموضوعة سابقا او التعريف الذي قدمناه ولشرح مفهوم جريمة‬
‫اإلرهاب الذي قمنا بتعريفه‪ ،‬سنقوم بدارسة عناصر تلك الظاهرة من خالل اإلطار النظري (مقترح‬
‫لما يكون) واإلطار العملي (ما هو كائن) والتي يمكن ان يدخل ضمن الجهد الخاص بتعريف او‬
‫توصيف اإلرهاب‪.‬‬
‫االطار النظري‬
‫يشمل اإلطار النظري معلومات وافكار عامة عن المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها اي من‬
‫االهداف التي تقع تحت طائلة االعمال اإلرهابية‪.‬‬
‫اوال‪-‬االفراد‬
‫يتعرض الفرد بشكل عام الى نوعين من التهديدات‪ :‬االول يتعلق بوجوده المادي وبكل ما يحيط به‬
‫من وجود مادي الذي يمكن ان يتمثل بالبيئة‪ ،‬والثاني يتعلق بالجانب المعنوي والذي يمكن ان يتمثل‬
‫بأفكاره وميوله واتجاهاته ومشاعره‪ ،‬وكما يأتي‪- :‬‬
‫‪- 357 -‬‬
‫‪ -1‬االفعال المادية‪ :‬وهي االفعال التي تلحق الضرر بالجسد وجاءت بعض تلك االفعال في قرارات‬
‫األمم المتحدة‪ :‬مثل موضوع الرهائن والمختطفين من ضمن مقررات جلسة الجمعية العامة‪75/‬‬
‫بتاري ‪ 3909/35/4‬في الدورة الرابعة واالربعين‪ ،‬وكذلك ما يتعرض له االبرياء من النساء‬
‫واالطفال وكبار السن في القرار المرقم (‪ )355‬الصادر بتاري ‪ ،3994/35/7‬وكذلك موضوع‬
‫التعذيب واالحتجاز التعسفي او اخذ الرهائن في القرار المرقم(‪ )556‬الصادر بتاري‬
‫‪ ،5661/1/57‬او االبادة عن طريق استخدام اسلحة التدمير الشامل الواردة في القرار المرقم‬
‫(‪ )06‬الصادر بتاري ‪ 5664/5/30‬او اعمال السخرة كما كان يحصل في موزمبيق حيث كان‬
‫الموزمبيقيين يقادون من قبل مستعمري بلدهم (البرتغال) للعمل في المزارع والمعامل باجر‬
‫زهيد ال يزيد يوميا عن عشرين فلس (باإلمكان االطالع على تفاصيل لدى علي عبد الوحد‬
‫وافر‪ -‬حقوق االنسان في االسالم ) اما اهم الجوانب المادية‪.‬‬
‫أ‪ -‬القتل‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخطف‪ ،‬اخذ الرهائن (االختفاء القسري) واالحتجاز التعسفي‪.‬‬
‫ت‪ -‬الجرح او االعاقة الجسدية‪.‬‬
‫ث‪ -‬االغتصاب ضد النساء واللواطة مع االطفال او الرجال‪.‬‬
‫ج‪ -‬االبادة عن طريق التطهير العرقي او استخدام االسلحة الشديدة االنفجار او اسلحة الدمار‬
‫الشامل‪.‬‬
‫ح‪ -‬التجويع وحرمان متطلبات الصحة العامة ‪.‬‬
‫خ‪ -‬االعتقال الفردي والجماعي والتعذيب في المعتقالت والسجون‪.‬‬
‫د‪ -‬االتجار باألعضاء البشرية ‪.‬‬
‫ذ‪ -‬استكراء الناس بدون مقابل‪.‬‬
‫ر‪ -‬التجنيد االجباري لتنفيذ اغراض عدوانية ‪.‬‬
‫ز‪ -‬استخدام االفراد في تجارب االسلحة واالدوية‪.‬‬
‫س‪ -‬استخدام ادوية فاسدة او دماء ملوثة بأمراض‪ ،‬وتعمد نقل االمراض واالوبئة‪.‬‬
‫‪- 350 -‬‬
‫ش‪ -‬التهجير والطرد‪.‬‬
‫‪ -0‬االفعال غير المادية‪ :‬تتعلق بالتأثيرات النفسية المحيطة باإلنسان وقد جاءت االشارة الى تلك‬
‫االفعال في العديد من قرارات الجمعية العامة لألمم المتحدة ذات العالقة‪ ،‬ومنها القرار‬
‫المرقم(‪ )393‬الصادر بتاري ‪ 5662/2/36‬حول مسألة حماية حقوق االنسان والحريات‬
‫االساسية والممارسات الديمقراطية او القرار المرقم‪ )500(.‬الصادر بتاري ‪ 5660/9/56‬حول‬
‫عدم جواز ربط موضوع اإلرهاب باي دين او جنسية او حضارة او جماعة عرقية وكفالة احترام‬
‫جميع االديان او القيم والمعتقدات الدينية او الثقافية‪ ،‬اما اهم اوجه االفعال اإلرهابية غير المادية‪.‬‬
‫أ‪ -‬ممارسة الحرب النفسية بقصد تغيير والء االفراد واتجاهاتهم السياسية وثقافتهم عن طريق‬
‫نشر مفاهيم ليس لها عالقة بواقع الحال‪.‬‬
‫ب‪ -‬منع اداء واقامة الشعائر الدينية او تكفير االخرين‪.‬‬
‫ت‪ -‬التهجير القسري إلحداث تغييرات ديموغرافية‪.‬‬
‫ث‪ -‬حرمان تقلد المناصب العليا‪.‬‬
‫ج‪ -‬منع اقامة المهرجانات الرياضية او ممارسة الرياضة بشكل عام‪.‬‬
‫ح‪ -‬استخدام وسائل االعالم في التأثير على المزاج العام لألفراد وقت السلم والحرب بنشر االخبار‬
‫الكاذبة او نشر االشاعات المغرضة التي تتعلق بسمعة الشخصيات العامة او التشهير بهم‪.‬‬
‫خ‪ -‬اثارة الفتن والنعرات الطائفية واهانة الرموز الدينية‪.‬‬
‫د‪ -‬منع النشاطات االجتماعية وتقيد حرية الصحافة وحرمان التعليم‪.‬‬
‫ذ‪ -‬التحريض على عدم اطاعة االوامر او العصيان المدني‪.‬‬
‫ر‪ -‬االساءة الى الشخصيات الدينية والتي لها مساحة من التأثير في الحياة العامة‪.‬‬
‫ز‪ -‬الطرد الفردي او الجماعي من الخدمة وتقليل االجور او حرمان التقاعد‪.‬‬
‫س‪ -‬محاربة التوجهات الديمقراطية واستمرارية العمل بقانون الطوارئ‪.‬‬
‫ش‪ -‬اإلرهاب الفكري ومراقبة وسائل المواصالت واالتصاالت الخاصة‪ ،‬والتجمعات ودور‬
‫ووسائل النشر واالعالم‪.‬‬
‫‪- 359 -‬‬
‫ص‪ -‬االعمال التي تمارس من قبل اصحاب السلطة االجتماعية او المهنية مثل االباء او رؤساء‬
‫العشائر والطوائف او المدراء في دوائرهم والقادة في مناطق عملهم او اصحاب السلطات‬
‫الخاصة في الظروف الطارئة مثل لجان التفتيش او (نقاط) التفتيش المتحركة او الثابتة‬
‫ومفارز القبض والتحري‪.‬‬
‫ض‪ -‬التعسف في استعمال الحقوق‪ ،‬حاالت الطالق في الزواجات المختلطة وغير ذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬المعلومات‬
‫ونقصأأأأأأأد بالمعلومات كل ما يتعلق بالوثائق والبيانات والقواعد واألنظمة القانونية والقيود التي‬
‫تتعلق باألفراد او الجماعات الدينية او العرقية او المعلومات الموجودة في دوائر الدولة او التي‬
‫تعتبر من اسرار الدولة ومنها‪.‬‬
‫‪ -3‬فرض دساتير او قوانين او تعطيل العمل ببعضها لخدمة اغراض غير وطنية‪.‬‬
‫‪ -5‬احداث تغيير في سجالت النفوس او التسجيل العقاري‪.‬‬
‫‪ -1‬تزوير نتائج االنتخابات‪.‬‬
‫‪ -4‬تغيير المناهج الدراسأأأأأأية وزجها بمعلومات تخدم اغراض خاصأأأأأأأة والتالعب بالشأأأأأأهادات‬
‫المدرسية واألكاديمية وتزويرها‪.‬‬
‫‪ -2‬اشاعة فوضى التعامل مع المعلومات المصنفة ‪.‬‬
‫‪ -0‬اعمال القرصنة ضد المعلومات‪.‬‬
‫‪ -7‬اعمال الجاسوسية المنظمة بقصد الحصول على المعلومات‪.‬‬
‫‪ -0‬استعمال وسائل االعالم في الحرب النفسية والتضليل والتحريض على العنف والكراهية‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬المواد‬
‫نقصأأد بالمواد المواد العادية او الموارد الطبيعية او الممتلكات الخاصأأة او العامة او المؤسأأسأأات‬
‫وقد جاءت االشارة لذلك في قرار األمم المتحدة المرقم(‪ )596‬الصادر بتاري ‪ 5662/4/32‬حول‬
‫‪- 316 -‬‬
‫اإلرهاب النووي الذي يمكن ان يلحق الضرر بالممتلكات‪ ،‬ومن اهم اوجه االعمال اإلرهابية ضد‬
‫المواد والمنشأت‪- :‬‬
‫‪ -3‬التخريب المتعمد للمواد الداخلة في الصناعة والزراعة والتجارة او تلفها‪.‬‬
‫‪ -5‬تهريب المواد المستوردة الى خارج البالد‪.‬‬
‫‪ -1‬تهريب االثار واالنتيكات‪.‬‬
‫‪ -4‬التشجيع على زراعة وتداول المخدرات‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل على تقليل اسأأأأأعار المواد الخام مثل النفط والغاز وغير ذلك او اشأأأأأاعة المعلومات عن‬
‫رداءتها او زيادة االسعار وقت الحاجة للمواد عامة في الداخل والخارج‪.‬‬
‫‪ -0‬السرقة المنظمة واالعتيادية للمواد او الموارد‪.‬‬
‫‪ -7‬التخريب بالنسف والتدمير او التخريب الكيميائي و الميكانيكي‪.‬‬
‫‪ -0‬وضع اليد على الموارد والممتلكات والمواد والمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -9‬التدمير بالعدوان المسلح المباشر‪.‬‬
‫‪ -36‬تزيف العمالت‪.‬‬
‫‪ -33‬اختطاف وسائل النقل او تعطيلها او الحاق الضرر بها‪.‬‬
‫‪ -35‬تغيير صالحية المواد الغذائية‪.‬‬
‫‪ -31‬عدم اعطاء الدول المشأأأتركة بالموارد المائية حصأأأتها الكافية من ماء الشأأأرب والسأأأقي‪ ،‬او‬
‫منعها من ممارسة حقها في استخدام الممرات المالحية او المياه االقليمية‪.‬‬
‫‪ -34‬الغش الصناعي‪ ،‬واغراق السوق بالبضائع الرديئة وتقليد الماركات العالمية‪.‬‬
‫رابعا‪-‬الدول‬
‫تتعرض الدول ايضأأأأأأأا الى اعمال ارهابية قد يقوم بها افراد او منظمات او دول ومن صأأأأأأور‬
‫االعمأأال التي يمكن ان تتعرض لهأأا الأأدول مأأا جأأاءت االشأأأأأأأأارة اليأأه في قرار األمم المتحأأدة‬
‫المرقم‪ )329(.‬الصأأأأادر بتاري ‪ 3904/35/37‬والذي جاء فيه (او اية اعمال اخرى تصأأأأدر عن‬
‫الدول بهدف بتقويض النظم االجتماعية والسأأأأأياسأأأأأية لدول اخرى ذات سأأأأأيادة) وكذلك مقررات‬
‫‪- 313 -‬‬
‫الجلسأأأأأأأة‪ 360/‬المنعقدة بتاري ‪ 3902/35/9‬ومنها (الطلب من الدول منع تنظيم اعمال ارهابية‬
‫في دولة اخرى او التحريض علبها او المساعدة على ارتكابها او المشاركة فيها او التغاضي عن‬
‫انشطة تنظم داخل اراضيها بغرض ارتكاب مثل هذه االعمال)‪.‬‬
‫‪ -3‬العدوان او شن الحرب على الدول او غزوها‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام االسلحة المحرمة ضد الدول‪.‬‬
‫‪ -1‬الحصار االقتصادي او العلمي او الثقافي ‪.‬‬
‫‪ -4‬تغيير االنظمة السياسية بالقوة‪.‬‬
‫‪ -2‬توجيه اجهزة االعالم بقصد تحريض االقليات على االنفصال او القيام بأعمال عنف‪.‬‬
‫‪ -0‬نشر البلبلة وتحريك االقليات للخروج على السلطة المركزية‪.‬‬
‫‪ -0‬تشجيع االقاليم على االنفصال‪.‬‬
‫‪ -9‬تدريب الجماعات المناوئة للدول ومدها بوسائل مادية ومعنوية‪.‬‬
‫‪-36‬عدم السأأأأأماح بالمشأأأأأاركة في المحافل الدولية مثل االجتماعات الدولية وااللعاب الرياضأأأأأية‬
‫والمعارض والمؤتمرات العلمية والندوات الثقافية‪.‬‬
‫‪ -33‬طرد رعايا الدول‪ .‬وعدم االهتمام بالالجئين‪.‬‬
‫‪ -35‬احتجاز رعايا الدول في اماكن خاصة‪.‬‬
‫‪ -31‬القيام باالسأأأأأأتعراضأأأأأأات والمعارض العسأأأأأأكرية ان كانت مقامة ألغراض خاصأأأأأأة وليس‬
‫ألغراض االحتفال او التكريم‪.‬‬
‫‪ -34‬االق صاء والتهميش لفئات المجتمع المبني على ا ساس سيا سي او عرقي او ديني‪ -‬مذهبي او‬
‫اي سبب اخر‪.‬‬
‫‪ -32‬ابعاد الكفاءات عن العمل في األماكن المهمة والحساسة داخل الدولة واسناد المناصب على‬
‫أساس حزبي او فئوي عن طريق االمالءات الخارجية‪.‬‬
‫‪ -30‬تشجيع ادخال الممنوعات من مخدرات واسلحة الى الدول‪.‬‬
‫‪ -37‬فتح البالد لتدريب العناصر المعادية بقصد القيام بأعمال إرهابية‪.‬‬
‫‪- 315 -‬‬
‫خامسا‪ -‬البيئة‬
‫ك ما جاء في القرار المرقم (‪ )536‬الصأأأأأأأادر ب تاري ‪3990/35/37‬ا لذي ورد ف يه (او ال حاق‬
‫الضرر بالممتلكات والبيئة) او القرار المرقم (‪ )596‬الصادر بتاري ‪ 5662/4/32‬والذي تضمن‬
‫بعض النقاط المهمة منها‪-:‬‬
‫‪ -3‬استخدام اسلحة تترك اثارا مروعة قد تمتد ألالف السنين‪.‬‬
‫‪ -5‬تجيف البحيرات وتغيير مسارات االنهار‪.‬‬
‫‪ -1‬الحرق المتعمد للغابات واعمال الصيد غير المنظم‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام الغازات السامة‪ ،‬ودخان المصانع والمعامل وعوادم السيارات‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام المواد الكيميائية في الصناعة والتي تمتاز بسميتها العالية مثل الكلور والفسفور‪.‬‬
‫‪ -0‬اسأأأأتخدام العناصأأأأر المعدنية الثقيلة بكثرة مثل الزئبق والكادميوم والرصأأأأاص والخارصأأأأين‬
‫بنسب تزيد عن المسموح به‪.‬‬
‫‪ -7‬التسأأربات النفطية الناتجة من اسأأتخدام البواخر المحملة بالنفط او قلة اجراءات السأأالمة عليها‬
‫او بسبب تقادم تلك الوسائل‪.‬‬
‫‪ -0‬زيادة اعداد المفاعالت التي تعمل بالطاقة الذرية‪ ،‬وكذلك تجارب االسأأأأأألحة الذرية والنووية‬
‫والهيدروجينية وغيرها‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم رمي المواد المصنعة والتي تحتوي على مواد ضارة في امكان طمر خاصة ‪.‬‬
‫‪ -36‬استخدام وسائل صيد شديدة الضرر مثل السموم او الكهرباء او الصيد في موسم التكاثر‪.‬‬
‫‪ -33‬عدم فاعلية نظام الصرف الصحي وتلوث مياه الشرب به وانتشار االوبة واالمراض‪.‬‬
‫‪ -35‬عدم االعتماد على الطاقة البديلة في تجهيز المدن بالطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية‪.‬‬
‫‪ -31‬القاء مخلفات المصانع في االنهر ومصادر مياه الشرب‪.‬‬
‫‪ -34‬انشأأأاء السأأأدود وحجز المياه وتقليل حصأأأص الدول االخر من المياه مما قد يسأأأبب عمليات‬
‫جفاف او نفوق للحيوانات وقد يتسبب في هجر الزراعة من قبل الفالحين وقد يسهم ذلك في‬
‫اختفاء العديد من الكائنات الحية نباتية او حيوانية ‪.‬‬
‫‪- 311 -‬‬
‫االطار العملي‬
‫ونعني به االمثلة الواقعية وقد ال تكون االمثلة التي سأأأأأيجري ذكرها تغطي الموضأأأأأوع السأأأأأابق‬
‫(األفكار التي وردت باال طار النظري) ولكنها قد تشأأأمل المجمل العام لتلك االفكار‪ ،‬وهي تشأأأمل‬
‫بعض االمثلة التي حصأأألت في الماضأأأي والتي احدثت اضأأأرار كبيرة على المسأأأتوى المحلي او‬
‫االقليمي او الدولي‪ ،‬والتي تعتبر من الجرائم التي يمكن تصأأأأأأنيفها تحت باب الجرائم اإلرهاب ية‬
‫بغض النظر عن التبريرات التي تم تسويقها إلعطاء المشروعية تلك االعمال‪.‬‬
‫اوال‪-‬االفراد‬
‫‪ -1‬الجانب المادي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬فيما يخص موضأأوع القتل فهناك شأأواهد كثيرة منها على سأأبيل المثال اسأأتشأأهاد ثالثة من‬
‫الخلفاء الراشأدين‪ ،‬ومجزرة دير ياسأين وحادث قتل ملك يوغسأالفيا ووزير خارجية فرنسأا‬
‫واغتيال دوق النمسأأا الدوق فرانز فيردناد واسأأتشأأهاد العالم العربي المصأأري يحيى المشأأد‬
‫في فرنسأأأأأا على يد العصأأأأأابات الصأأأأأهيونية والذي كان يدير المشأأأأأروع النووي العراقي‬
‫ومذبحة صأأأأبر وشأأأأاتيال عام‪3905/‬م التي ذهب ضأأأأحيتها (‪ )1666‬شأأأأخص اغلبيتهم من‬
‫المدنيين ومعارك الهوتو والتوتسأأأأأي واحداث مومباي في الهند للفترة من ‪ 59-50‬تشأأأأأرين‬
‫ثاني ‪.5660‬‬
‫ب‪ -‬في ما يتعلق بالجرحى فال يو جد عدوان اال ويخلف االف الجرحى والم عاقين و كذ لك كل‬
‫تفجير ارهابي يخلف العشأأأأأأرات او المئات من الجرحى والمعوقين واهم شأأأأأأاهد هو وقوع‬
‫اكثر من (‪ )2166‬جريح في العدوان االسأأرائيلي على قطاع غزة نهاية عام‪5660/‬م وبداية‬
‫عام‪5669/‬م‪ ،‬وحوالي(‪ )5566‬شهيد في عدوان عام‪5634/‬م‪.‬‬
‫ت‪ -‬اما فيما يخص الن ساء االطفال فهناك الحوادث الخاصة بالحروب ال صليبية وال شواهد التي‬
‫حصأألت في المانيا من قبل القوات الروسأأية وغيرها‪ ،‬وما حصأأل في البوسأأنه والهرسأأك او‬
‫‪- 314 -‬‬
‫ما حصأأل في البنجاب عندما تم اغتصأأاب االالف من المسأألمات واالطفال عندما محاولتهم‬
‫الهروب من الهند تجاه باكستان‪.‬‬
‫ث‪ -‬فيما يخص موضأأوع اسأأتخدام االسأألحة الشأأديدة االنفجار او المحرمة دوليا ما حصأأل في‬
‫العراق في الفلوجة والبصأأأأأرة وغيرها وفي العدوان االسأأأأأرائيلي على غزة في نهاية عام‬
‫‪5660/‬م واستمر لمدة (‪ )55‬يوم وتم استخدام قنابل الفسفور فيه‪.‬‬
‫ج ‪ -‬التجويع والحرمان كما حصأأأأأل في الحصأأأأأار االقتصأأأأأادي على العراق والذي ادى بحياة‬
‫مليون ونصف المليون انسان من المرضى واالطفال والنساء والشيوخ والذي استمر لفترة‬
‫(‪ )31‬عام وكذلك الحال ما حصل في مدينة الفلوجة واضطرار االهالي الى دفن موتاهم في‬
‫المالعب‪.‬‬
‫ح‪ -‬االعتقال الجماعي والتعذيب كما حصأأل في اعتقال وحجز اكثر (‪ )726‬الف فلسأأطيني من‬
‫قبل الكيان الصهيوني منذ نشوئه ولحد االن وكذلك االعمال المشينة التي حصلت في سجن‬
‫ابي غريب‪.‬‬
‫‪ -0‬الجانب المعنوي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬ممارسأأأأة الحرب النفسأأأأية عن طريق وسأأأأائل االعالم‪ ،‬كما حصأأأأل في قيام وزير الدعاية‬
‫االلماني غوبلز بتهديد دول الحلفاء بفتح المخازن واسأأتخدام ما فيها وكذلك مقولته الشأأهيرة‬
‫بدل من ان تطلق رصأأأأأأاصأأأأأأة على العدو قل له كلمة تجعله يرخي يديه على زناد البندقية‬
‫وكذلك االفعال التي قامت بها امريكا في العراق واسأأأرائيل ضأأأد الفلسأأأطينيين وما حصأأأل‬
‫للمسلمين في البوسنه والهرسك‪.‬‬
‫ب‪ -‬القاء المن شورات وا ستخدام مكبرات ال صوت في التأثير على المواطنين مثل االعمال التي‬
‫كانت تمارسها العصابات الصهيونية في فلسطين عن طريق اشاعة اجواء الرعب والخوف‬
‫وكذلك استخدام القنابل الصوتية كما الحال في العدوان االمريكي على العراق‪.‬‬
‫ت‪ -‬مراقبة وسائل االتصاالت الخاصة كما حصل بعد التفجيرات التي حصلت في امريكا‪.‬‬
‫ث‪ -‬اإلهانة الكالمية كما في قيام االمريكان بإطالق عبارة(علي بابا) على العراقيين‪.‬‬
‫‪- 312 -‬‬
‫ج‪ -‬عدم مراعاة االخالق العامة والعادات كما حصأأل بقيام الجنود االمريكان بتفتيش النسأأاء او‬
‫حجزهن وكذلك القيام بالمداهمات الليلية وارغام المواطنين على الخروج الى الشأأأأأأوارع‬
‫والوقوف في طوابير الى حين انهاء التفتيش‪.‬‬
‫ح‪ -‬التهجير القسأأري كما حصأأل في قيام الجانب السأأوفيتي بتهجير االالف من سأأكان الشأيشأأان‬
‫واسكانهم في مناطق بالقرب من سيبيريا‪.‬‬
‫خ‪ -‬الحرمان من الخدمات كما حصأأأأأأل في قطاع غزة والعراق فبينما كانت القوات االمريكية‬
‫تتعرض الى حوادث اطالق نار كانت تقوم بردود فعل منها قطع الكهرباء واحاطة المناطق‬
‫بأسيجة كونكريتية واالعتقاالت بالجملة‪.‬‬
‫ذ‪ -‬التكسأأأأأب غير المشأأأأأروع عن طريق القاء القبض على االفراد ومسأأأأأاومة ذويهم بقصأأأأأد‬
‫الحصول على مبالغ مالية لفرض اطالق سراحهم‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬المعلومات‬
‫‪ -3‬سأأأأأرقة الوثائق الرسأأأأأمية والعبث بها وتلفها او تسأأأأأليمها الى الدول االخرى كما حصأأأأأل في‬
‫العراق‪ ،‬او تزوير وثائق رسأأأأأمية كما حصأأأأأل عندما قام الكيان الصأأأأأهيوني بتزوير جوازات‬
‫بعض الدول في حاثة قتل عضأأأأو حركة حماس (المبحوح) في االمارات والتي تعتبر سأأأأابقة‬
‫خطيرة في العالقات الدولية وخرق واضح لقواع القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ -5‬تغيير القوانين واالنظمة ‪.‬‬
‫‪ -1‬اشاعة اجواء الغش في االمتحانات‪.‬‬
‫‪ -4‬تزوير الشأأأأهادات كما حصأأأأل في الشأأأأهادات التي كان يحملها المرشأأأأحين النتخابات مجالس‬
‫المحافظات في العراق‪.‬‬
‫‪ -2‬تسريب المعلومات الخاصة بالحسابات المصرفية الى بعض الجهات لالستفادة منها في اعمال‬
‫الخطف واالبتزاز‪.‬‬
‫‪ -0‬كشف اسماء المتعاونين مع الدولة في حفظ االمن والنظام وتعريض حياتهم للخطر‪.‬‬
‫‪- 310 -‬‬
‫‪ -7‬سأأأأرقة المواد التاريخية كما حصأأأأل في سأأأأرقة االرشأأأأيف اليهودي من المتحف العراقي مع‬
‫الكثير من الرقم الطينية‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬المواد‬
‫‪ -3‬كما حصأأأأل في نقل وبيع جميع المواد واآلالت في المصأأأأانع والمعامل الى خارج العراق بعد‬
‫االحتالل االمريكي للعراق‪.‬‬
‫‪ -5‬تهرب ونهب المتاحف واالماكن العامة والمواقع االثرية وخاصأأأأة االثار والحلي كما حصأأأأل‬
‫في العراق بعد االحتالل االمريكي‪.‬‬
‫‪ -1‬تخر يب و تدمير المرافق التي ت قدم خد مات عا مة لل ناس مثل مح طات الكهر باء وال ماء ك ما‬
‫حصل في العراق وقطاع غزة‪.‬‬
‫‪ -4‬الق صف الع سكري المبا شر للمرافق الحيوية في البلد كما ح صل في ق صف الكيان ال صهيوني‬
‫للمفاعل العراقي تموز وكذلك قيام الكيان الصأأأأأأهيوني بتدمير البنية التحتية للبنان وقطاع غزة‬
‫وكذلك تهديم المساجد ودور العلم والقصف الصهيوني لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في‬
‫تونس عام‪3902/‬م وكذلك قيام القوات الصأأأهيونية بقصأأأف مدينة قانا عام‪3990/‬م وفي المرة‬
‫الثانية عام‪5660/‬م وكذلك مدارس االونروا في قطاع غزة عام‪5669 -5660/‬م وقصأأأأأأف‬
‫الكيان الصهيوني للموقع السوري على اساس انه مفاعل نووي وقيام الواليات المتحدة بقصف‬
‫موقع سوداني على اساس انه مصنع إلنتاج اسلحة كيمياوية‪.‬‬
‫‪ -2‬تفجير المبنى االتحادي في امريكا عام‪3992/‬م وحرق المسأأأجد االقصأأأى من قبل العصأأأابات‬
‫الصهيونية عام‪3909/‬م وتدمير البنى التحتية للعراق عام‪3993/‬م‪.‬‬
‫رابعا‪-‬الدول‬
‫‪ -3‬احتالل الدول كما في االحتالل االسأأرائيلي لفلسأأطين واالحتالل االمريكي للعراق وافغانسأأتان‬
‫وفيتنام سابقا‪.‬‬
‫‪ -5‬االعتداء والعدوان اإلسرائيلي المتكرر ضد لبنان وقطاع غزة‪.‬‬
‫‪- 317 -‬‬
‫‪ -1‬تدخل دول الجوار‪ -‬كما حصل في الشأن العراقي بعد االحتالل االمريكي للعراق‪.‬‬
‫‪ -4‬اظهار الدول بمظهر العاجز وارباك عمل الدوائر المهمة‪.‬‬
‫‪ -2‬تصريحات المسؤولين وممارسة الحرب النفسية‪.‬‬
‫‪ -0‬فتح الدول حدودها لعبور الجماعات اإلرهابية كما حصل في العراق ويحصل من عام‪5661/‬م‬
‫ولحد االن‪.‬‬
‫‪ -7‬تحويل الدول الى ما يعرف بالدول الفاشأألة عن طريق إشأأاعة التصأأرفات السأأيئة مثل سأأرقة‬
‫المال العام والفسأأاد اإلداري والمالي والغش في االمتحانات‪ ،‬ومنح الوظائف ألشأأخاص ليسأأت‬
‫لديهم الخبرة او الكفاءة‪.‬‬
‫‪ -0‬تقديم الخبرات والتدريب والدعم المالي واالستخباري واللوجستي‪.‬‬
‫خامسا‪-‬البيئة‬
‫‪ -3‬اسأأتخدام القنابل الذرية في ضأأرب مدينتي هيروشأأيما وناكا زاكي وقنابل الفسأأفور في العراق‬
‫وفلسأأطين ولبنان وافغانسأأتان وباكسأأتان وكذلك اسأأتخدام القنابل المنضأأبة والمصأأممة الختراق‬
‫الدروع التي تم استخدامها في معارك الدبابات ضد العراق ومدينة البصرة والناصرية ال تزال‬
‫المعاناة من تلك االثار مستمرة وخاصة على الوالدات الحديثة‪.‬‬
‫‪ -5‬حرق وقطع الغابات المتعمد‪.‬‬
‫‪ -1‬تلويث الموار المائية بمخلفات المصأأأأأأانع والمعامل التي ترمي نفاياتها في االنهار‪ ،‬واو نواتج‬
‫بزل االراضي الزراعية‪.‬‬
‫‪ -4‬االسأأأتهالك السأأأريع وغير المنظم للموارد الطبيعية مثل النفط والغاز وكثرة المخلفات الناتجة‬
‫التي لم يجري معالجتها في بشكل صحيح‪.‬‬
‫‪ -2‬تحويل مسارات االنهار التي تتشارك فيها اكثر من دولة‪.‬‬
‫‪ -0‬عدم ابداء المساعدة في ازالة مخلفات الحروب‪.‬‬
‫‪ -7‬تجريف األرضي الزراعية‪.‬‬
‫‪ -0‬التحويل العشوائي للمناطق الزراعية الى مناطق سكنية او صناعية‪.‬‬
‫‪- 310 -‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫اإلرهاب والشريعة االسالمية والكفاح‬
‫المسلح والجهاد وعالقة االعالم باإلرهاب‬
‫ويتضمن المباحث االتية‬
‫المبحث االول‪ :‬الشريعة االسالمية واإلرهاب‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحرب والكفاح المسلح والجهاد‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬العالقة بين اإلرهاب واالعالم‪.‬‬
‫‪- 319 -‬‬
‫المبحث األول‬
‫الشريعة االسالمية واإلرهاب‬
‫ويتضمن المطالب االتية‬
‫المطلب االول‪ :‬داللة ايقاع الرعب في نصوص القرآن الكريم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االسالم ورد االتهام‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬موقف الشريعة االسالمية من اإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 346 -‬‬
‫المبحث االول‬
‫الشريعة االسالمية واإلرهاب‬
‫اهتمت الشأأريعة االسأأالمية بموضأأوع اإلرهاب ومن نواحي عديدة‪ ،‬وتتمثل تلك النواحي بما‬
‫تعرض اليه الرسأأأأأول الكريم محمد ‪ ‬واصأأأأأحابه عند بدء الدعوة‪ ،‬او معالجتها لبعض الظواهر‬
‫التي كانت موجودة قبل ظهور االسأأأأالم مثل موضأأأأوع وأد البنات او االغارة على القوافل االمنة‬
‫واسأأترقاق الناس وغيرها‪ ،‬وبعد ان انتشأأر االسأأالم حاول الكثير النيل منه وحاولوا لصأأق صأأفة‬
‫اإلرهاب به‪.‬‬
‫ومن المؤسأأأف ان نجد في المجتمع االسأأأالمي من ال يفرق بين اإلرهاب بشأأأكل عام ومصأأأطلح‬
‫اإلرهاب المتداول حاليا‪ ،‬ان كلمة اإلرهاب ال تحمل في مدلوالتها اي جوانب للخير‪.‬‬
‫البعض يحلو له الحديث عن الحالة وكأنها جزء ال يتجزأ من واقع حال المسأألمين ويصأأر على ان‬
‫اإلرهاب موجود وهناك اشأأارات اليه في الشأأريعة االسأأالمية‪ ،‬ومنهم من يذهب الى ان اإلرهاب‬
‫قسأأأمان‪ :‬االول غير محمود واالخر هو ارهاب محمود حثت علية الشأأأريعة االسأأأالمية وهناك ما‬
‫يدل على ذلك‪.‬‬
‫ان االستشهاد بالنصوص الموجودة في القرآن الكريم والتي وردت فيها الكلمات التي المشتقة من‬
‫الفعل (رهب‪ -‬ارهب) يدل على قصأأور في الفهم‪ ،‬وكانت عامال مشأأجعا في ان يتجرأ الغير على‬
‫النيل من ال شريعة اال سالمية ال سمحاء ويحاول ل صق صفة اإلرهاب بها وي ساعده في ذلك بعض‬
‫التصأأأرفات واالقوال من اشأأأخاص داخل النسأأأيج االسأأأالمي‪ ،‬يدفع بعضأأأها الجهل او سأأأوء الفهم‬
‫واالخر يدفعه سوء الدفاع والحجة‪.‬‬
‫ومن المؤسأأأأف في الموضأأأأوع ان يخرج هذا الكالم من اشأأأأخاص مسأأأأؤولين او دعاة وحتى من‬
‫أكاديميين معروفين‪ ،‬واالدهى ان يتحدث به العوام من غير دليل او برهان‪.‬‬
‫وسأأأأأأنتطرق في المطلب األول من هذا المبحث الى دالئل ايقاع الرعب في نصأأأأأأوص القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬وفي المطلب الثاني سأأأنتناول موضأأأوع االسأأأالم ورد االتهام وفي المطلب الثالث سأأأنبين‬
‫بشكل موجز موقف الشريعة االسالمية من اإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 343 -‬‬
‫المطلب االول‬
‫دالئل ايقاع الرعب في نصوص القرآن الكريم‬
‫من باب التأدب مع هللا سبحانه وتعالى ال نستخدم اإلرهاب‪ ،‬على اعتبار ان هناك كلمات‬
‫قد وردت في القرآن الكريم تتحدث عن هذا المعنى‪ ،‬اي المعنى االصطالحي للكلمة المتداولة حاليا‬
‫وانما نقول بدل عن ذلك ايقاع الرعب كجزء من متطلبات نشر الدعوة وتحقيق مفهوم التعرض‬
‫للخصم واستخدام الحرب النفسية والعامل المعنوي والحرب الوقائية وغير ذلك مما ورد من مفردات‬
‫في نصوص (القرآن) كدالالت على هذه المعاني‪.‬‬
‫ْب بِ َما أ َ ْش َر ُكواْ بِ َّ‬
‫ب الَّذِينَ َكفَ ُرواْ ُّ‬
‫اّللِ‬
‫سنُ ْل ِقي فِي قُلُو ِ‬
‫الرع َ‬
‫حيث ورد في سورة ال عمران قوله تعالى(( َ‬
‫س َمثْ َوى َّ‬
‫س ْل َ‬
‫الظا ِل ِمينَ )) (‪ )1‬في هذه اآلية الكريمة ان هللا سبحانه‬
‫َما لَ ْم يُن َِز ْل بِ ِه ُ‬
‫طانًا َو َمأ ْ َوا ُه ُم النَّ ُ‬
‫ار َوبِئْ َ‬
‫وتعالى هو الذي تكفل بإيقاع الرعب في قلوب الكفار النهم يستحقون ذلك بسبب عدم ايمانهم‬
‫وخوفهم من هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬ليعلموا تأثير ذلك عليهم فعقوبتهم من جنس ما ال يجعلونه في‬
‫انفسهم من خشية هللا‪ ،‬وادخال الرعب والخوف في نفوس االعداء هو جزء من الحرب النفسية‬
‫وجاء في تفسير هذه اآلية المباركة " قذف في قلوبهم الخوف يوم احد[معركة احد] حتى تركوا‬
‫القتال ورجعوا من غير سبب ولهم القوة والغلبة‪ ،‬وقيل ذهبوا الى مكة فلما كانوا ببعض الطريق‬
‫قالوا ما صنعنا شيئا قتلنا منهم ثم تركناهم ونحن قاهرون ارجعوا فاستأصلوهم فعند ذاك القى هللا‬
‫تعالى في قلوبهم الرعب فامسكوا" (‪.)2‬‬
‫ُوحي َرب َُّك ِإلَى ْال َمال ِئ َك ِة أَنِي َم َع ُك ْم َفث َ ِبتُواْ الَّذِينَ‬
‫وفي سورة االنفال يقول سبحانه وتعالى ((ا ْذ ي ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫ق َواض ِْربُواْ ِم ْن ُه ْم ُك َّل َبنَان))‬
‫ْب فَا ْ‬
‫ب الَّذِينَ َكفَ ُرواْ ُّ‬
‫سأ ُ ْل ِقي فِي قُلُو ِ‬
‫الرع َ‬
‫آ َمنُواْ َ‬
‫ض ِربُواْ َف ْوقَ األ َ ْعنَا ِ‬
‫وفي هذه اآلية ايضا اشارة واضحة الى استخدام العامل النفسي كسالح في اخافة الكفار(اعداء‬
‫المسلمين) كونه من االسلحة التي يكون تأثيرها واضحا في المعارك‪ ،‬وتفسير هذه اآلية الكريمة‬
‫‪ .1‬سورة ال عمران‪ :‬اآلية ‪.131‬‬
‫‪ .2‬ابو السعود‪ ،‬محمد بن محمد بن مصطفى العمادي‪ -‬ارشاد العقل السليم الى مزايا الكتاب الكريم‪ -‬تحقيق‬
‫عبد القادر احمد عطا‪ -‬ج‪ -1‬مكتبة الرياض الحديثة‪ -‬من غير سنة طبع ص ‪.311-319‬‬
‫‪ .3‬سورة االنفال‪ :‬اآلية ‪.10‬‬
‫‪- 345 -‬‬
‫يحتمل ان تقوم المالئكة بتثبيت * المسلمين من خالل ازالة الخوف من نفوسهم بوجدهم بقربهم‬
‫والشد على ايديهم وتقوية عزائمهم ومن جهة اخرى ايقاع الرعب في نفوس االعداء‪ ،‬وقد ورد في‬
‫تفسير هذه اآلية الكريمة "الرعب يعني الخوف‪ ،‬ويحتمل احد وجهين وهللا اعلم‪ :‬اما ان يكون القاء‬
‫الرغب بتخاذلهم‪ ،‬واما ان يكون بتكثير المسلمين في اعينهم" (‪.)1‬‬
‫وفي سورة الحشر تصور اآلية الكريمة كيف ان هللا سبحانه وتعالى عاقب يهود المدينة‬
‫المنورة بسبب عنادهم وكفرهم واعتدادهم بقوة الحصون التي يتحصنون بها وادخل هللا الرعب في‬
‫ار ِه ْم ِأل َ َّو ِل ْال َح ْش ِر‬
‫قلوبهم حتى تملكهم الخوف (( ُه َو الَّذِي أ َ ْخ َر َج الَّذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ِمن ِد َي ِ‬
‫ظنَنت ُ ْم أَن َي ْخ ُر ُجوا َو َ‬
‫َما َ‬
‫اّللُ ِم ْن َحي ُ‬
‫اّللِ فَأَتَا ُه ُم َّ‬
‫صونُ ُهم ِمنَ َّ‬
‫ف‬
‫ظنُّوا أَنَّ ُهم َّما ِن َعت ُ ُه ْم ُح ُ‬
‫ْث َل ْم َي ْحت َ ِسبُوا َوقَذَ َ‬
‫ار)) (‪.)2‬‬
‫فِي قُلُو ِب ِه ُم ُّ‬
‫الرع َ‬
‫ْب ي ُْخ ِربُونَ بُيُوت َ ُهم ِبأ َ ْيدِي ِه ْم َوأَ ْيدِي ْال ُمؤْ ِمنِينَ فَا ْعت َ ِب ُروا يَا أُو ِلي األ َ ْب َ‬
‫ص ِ‬
‫ويقول محمد سيد طنطاوي في تفسير ما جاء في قوله تعالى (وقذف في قلوبهم الرعب)‪ :‬اي انزله‬
‫انزاال شديدا فيها‪ ،‬فامتألت خوفا ورعبا‪ -‬وخصوصا بعد مقتل كبيرهم كعب بن االشرف وبعد‬
‫خذالن المنافقين لهم (‪.)3‬‬
‫وجاء في تفسير هذه اآلية المباركة ايضا" قذف في قلوبهم الرعب‪ :‬اي الخوف (من غير قتال)‬
‫حتى أيسو من الرجوع الى مكانهم باستغاثة من غيرهم فصاروا يخربون بيوتهم لئال يسكنها‬
‫المسلمون" (‪.)4‬‬
‫((وأَنزَ َل الَّذِينَ َ‬
‫ف ِفي قُلُو ِب ِه ُم‬
‫ظاه َُرو ُهم ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ص َي ِ‬
‫ب ِمن َ‬
‫اصي ِه ْم َوقَذَ َ‬
‫وفي سورة األحزاب َ‬
‫ْب فَ ِريقًا ت َ ْقتُلُونَ َوتَأ ْ ِس ُرونَ فَ ِريقًا)) (‪ ،)5‬اما الصياصي فهي قرون الثور وهي تمثل مصدر قوة‬
‫ُّ‬
‫الرع َ‬
‫*‪ .‬التثبيت له معاني اخرى منها‪ :‬الثبات على الموقف‪ ،‬االستقرار على االرض‪ ،‬التبشير بالنصر‪ ،‬إزالة ما‬
‫حصل من قلق واضطراب نفسي‪ ،‬وهللا اعلم بالمراد‪.‬‬
‫‪..1‬الماوردي‪ ،‬ابو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري‪ -‬النكت والعيون‪ -‬مراجعة وتعليق السيد بن عبد‬
‫المنصور بن عبد الرحيم‪-‬ج‪ -0‬دار الكتب العلمية‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ -‬طبعة بيروت – من غير سنة‬
‫طبع ص‪.321‬‬
‫‪ .2‬سورة الحشر‪ :‬اآلية ‪.0‬‬
‫‪ .3‬طنطاوي‪ ،‬محمد سيد ‪ -‬بنو اسرائيل في القرآن والسنة‪ -‬طبعة عام‪1299/‬م ص‪.393‬‬
‫‪..4‬المهايمي‪ ،‬علي بن احمد بن ابراهيم‪ -‬تبصير الرحمن وتيسير المنان‪-‬ج‪ -0‬ط‪ - 3‬وبهامشه‪ ،‬نزهة القلوب‬
‫في تفسير غريب القرآن البي بكر السجستاني ‪-‬عالم الكتب‪ -‬طبعة عام‪1293/‬م ص‪.332‬‬
‫‪ .5‬سورة االحزاب‪ :‬اآلية ‪.09‬‬
‫‪- 341 -‬‬
‫ومنعة له‪ ،‬والرعب هو الخوف الشديد الذي اذا ما تملك االنسان اصبح عاجزا عن التفكير‬
‫والتخطيط السليم مما يجعله منكسرا نفسيا‪ ،‬فاصبحوا تحت طائلة القتل او االسر لقد كان للرعب‬
‫الذي القاه سبحانه وتعالى في قلوب هؤالء االثر الكبير في حصول الهزيمة على الرغم من انهم‬
‫كانوا في حصونهم وقالعهم فيها من الرجال والسالح والمؤن الشيء الكثير وكان بإمكانهم ان‬
‫يصمدوا فترة طويلة ولكن ارادة هللا سبحانه وتعالى هي الغالبة واستحق هؤالء تلك العقوبة النهم‬
‫ساندوا االحزاب في محاولتهم حصار المدينة المنورة‪ ،‬وجاء في تفسير بعض هذه اآلية الكريمة‬
‫قذف في قلوبهم الرعب يعني" حين انهزم االحزاب" (‪.)1‬‬
‫اي ان الرعب قد كان سببا مباشرا في حصول الهزيمة في الحرب او في مرحلة ما قبل او مرحلة‬
‫ما بعد الحرب‪ ،‬وقد شاع في العصر الحديث مفهوم الحرب النفسية والتي يقصد منها التأثير على‬
‫معنويات الخصم بغية ادخال الرعب في نفسوهم وبالتالي الحاق الهزيمة بهم‪.‬‬
‫الش َما ِل َو َك ْلبُ ُهم بَا ِس ٌ‬
‫سبُ ُه ْم أ َ ْيقَا ً‬
‫ط‬
‫ات ِ‬
‫ين َوذَ َ‬
‫ظا َو ُه ْم ُرقُودٌ َونُقَ ِلبُ ُه ْم ذَ َ‬
‫((وت َ ْح َ‬
‫ات ْاليَ ِم ِ‬
‫اما في سورة الكهف َ‬
‫صي ِد لَ ِو َّ‬
‫ت ِم ْن ُه ْم ُر ْعبًا)) (‪.)2‬‬
‫ارا َولَ ُم ِلئْ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم لَ َولَّي َ‬
‫اطلَ ْع َ‬
‫ْت ِم ْن ُه ْم فِ َر ً‬
‫ت َ‬
‫ع ْي ِه بِ ْال َو ِ‬
‫ذ َِرا َ‬
‫والرعب الوارد في هذه اآلية الكريمة هو المشهد الذي يتمثل في عدة صور او مشاهد منها‬
‫كونهم نيام وعيونهم مفتوحة‪ ،‬وكذلك تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال من غير ارادتهم او حس او‬
‫شعور (‪ )3‬او قد يكون الرعب ناتج من الهالة االيمانية التي تحيط بالمكان وهو منعة لهم من التعرض‬
‫لهم بقصد االيذاء او تغيير الحالة التي هم فيها من غير تحقيق مراد هللا سبحانه وتعالى في استمرار‬
‫حمايتهم وجعلهم اية الى الوقت المحدد والمعلوم بعلمه تعالى‪.‬‬
‫‪..1‬السمرقندي‪ ،‬ابو الليث نصر بن محمد بن احمد بن ابراهيم‪ -‬بحر العلوم‪ ،‬تفسير السمرقندي‪ -‬تحقيق الشيخ‬
‫علي محمد معوض واخرون‪ -‬ج‪ -3‬ط‪ -1‬دار الكتب العلمية‪ -‬طبعة عام‪1223/‬م ص‪.41‬‬
‫‪..2‬سورة الكهف اآلية‪.19:‬‬
‫‪..3‬البغوي‪ ،‬ابو محمد الحسين بن مسعود‪ -‬معالم التنزيل‪ ،‬تفسير البغوي‪ -‬دار ابن حزم‪ -‬ط‪ -1‬طبعة عام‪0220/‬م‬
‫ص‪.110‬‬
‫‪- 344 -‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫االسالم ورد اإلتهام‬
‫علينا ان نفرق بين اإلسالم كتشريع سماوي وبين التصرفات والسلوكيات التي تصدر من‬
‫االفراد ممن يدعون اإلسأأأأأالم يحاول الغرب ان يلصأأأأأق صأأأأأفة اإلرهاب باإلسأأأأأالم والمؤكد بان‬
‫االسالم هو الذي يتعرض الى اشد انواع اإلرهاب شراسة اال وهو اإلرهاب الفكري وبالرغم من‬
‫اننا ال نؤيد اإلرهاب من اجل اإلرهاب فقد تنفجر قنبلة في مكان معين ويسأأأأأقط ضأأأأأحايا وتدمير‬
‫لبعض الممتلكات ولكن ان يتعرض اكثر من مليار م سلم لعملية منظمة بق صد تغيير عقيدتهم فهذا‬
‫هو قمة اإلرهاب فالحملة على االسأأأأأأالم شأأأأأأاملة عامة‪ ،‬من الطعن في العقيدة الى اهانة الرموز‬
‫الدينية الى الرسأأأأأأوم الكاريكاتيرية واالفالم العادية الى عمل مالهي ومراقص واجهاتها تشأأأأأأبه‬
‫الكعبة المشرفة والقائمة تطول‪.‬‬
‫كان الطابع االولي للمسأألم في نظر الغرب هو التخلف والجهل‪ ،‬ثم بعد حين احتلوا بالد المسأألمين‬
‫فمارسوا كل انواع اإلرهاب الموجود مما نعرف ومما ال نعرف وبعد حين بعد ان انقشعت الغيوم‬
‫وبدأ المسأألمون يرون اول القبلتين وثاني الحرمين تباع وتهدى بأبخس االثمان وحين عال صأأوت‬
‫االسأأالم بدأنا نسأأمع ان في االسأأالم متشأأددين الغرب كله ينادي احذروا المتشأأددين حتى صأأدقنا‬
‫انفسأأأأأأنا‪ ،‬احتلوا البالد وقتلوا وشأأأأأأردوا العباد وحين نادى من نادى بالجهاد‪ ،‬قالوا ظهر في الدين‬
‫االصوليين‪.‬‬
‫ومضى الوقت تضرب المدن وتهان المقدسات‪ ،‬وعندما التجأ الناس الى الجهاد او لنقل للدفاع‬
‫عن انفسهم‪ ،‬تحول االعالم الى الحديث عن نوع جديد من االجرام‪ ،‬انه التطرف االسالمي واستهلك‬
‫هذا المصطلح سريعا‪ ،‬ثم بدا المنظرون يصنفون ذلك فقالوا لنا ان النزاع بين الجيش الجمهوري‬
‫االيرلندي السري مع بريطانيا العظمى هو صراع عقائدي‪ ،‬وان القتل بالجملة الذي وقع بين قبيلتي‬
‫التوتسي والهوتو في راوندا وبورندي هو صراع عرقي‪ ،‬وان شتيمة االخرين وقتلهم هي حرية‬
‫التعبير عن الرأي ‪ ،‬وذا هرب مجرم سياسي الى دولة أخرى منح حق اللجوء ولم تجوز سلطات‬
‫ذلك البلد تسليمه كونه الجئ سياسي‪ ،‬فاذا ما اراد المسلمون ان يستعيدوا حقوقهم وكرامتهم كان‬
‫‪- 342 -‬‬
‫اإلرهاب صفتهم وهوية دينهم وسببا في تدمير واحتالل دولهم واستباحتها السنا نحن ضحايا‬
‫اإلرهاب (‪ ،)1‬نحن ضحايا اإلرهاب من جهتين *‪.‬‬
‫ان االمة التي تنجب هؤالء الرجال ال تستحق ان يطلق عليها امة ارهابية امثال‪ :‬علي بن ابي‬
‫طالب‪ ،‬والحسن والحسين وعلي السجاد وجعفر الصادق وموسى الكاظم‪ ،...‬الكرجي‪ ،‬الفارابي‬
‫االدريسي‪ ،‬المقدسي‪ ،‬الرازي‪ ،‬الخوارزمي‪ ،‬الزهراوي‪ ،‬الطبري‪ ،‬البتاني‪ ،‬سيبويه ابن ماجه‪ ،‬ابن‬
‫رشد‪ ،‬ابن طفيل‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬ابن خلدون‪ ،‬ابن حيان‪ ،‬ابن البيطار‪ ،‬ابن النفيس ابن الخطيب‪ ،‬ابن‬
‫االثير‪ ،‬ابن جبير‪ ،‬ابن بطوطه‪ ،‬ابن يونس‪ ،‬ابن الهيثم‪ ،‬صدر الدين الشيرازي‪ ،‬الكندي‪ ،‬احمد بن‬
‫ماجد‪ ،‬عباس بن فرناس‪ ،‬ابن خرداذبة‪ ،‬الطوسي‪ ،‬المجريطي‪ ،‬البيروني‪ ،‬الجزري‪ ،‬ابن الخطيب‬
‫جابر بن حيان‪ ،‬اإلصطخري‪ ،‬ابن القف‪ ،‬ابن باجة‪ ،‬يقول فولتير‪ :‬ان االعمى هو الذي يؤثر على‬
‫الدين الطبيعي الذي يمتاز بالبساطة ويشارك في االيمان به جميع الناس‪ ،‬عقيدة متناقضة سفاكة‬
‫للدماء‪ ،‬ينتصر لها الجالدون وتحيط بها عصبة من االشرار الوصولين عقيدة ال يذعن لها اال الذين‬
‫افادوا منها سطوة وثراء (‪.)2‬‬
‫مجموع ضحايا جميع المعارك الرئيسية التي حدثت على عهد الدولة اإلسالمية في عهد‬
‫الرسول الكريم محمد ‪ - ‬وفي خالل عشرون غزوة وسرية رئيسية وقع فيها قتال وثبتت فيها‬
‫دعائم الدولة اإلسالمية وقواعد الحرب واالشتباك في تسع سنوات‪ -‬لم يتجاوز فيها عدد القتلى‬
‫عن(‪ )100‬قتيال من الفريقين‪ )561( ،‬قتلى المشركين‪ ،‬و(‪ )301‬شهداء المسلمين‪ ،‬بينما بلغ ضحايا‬
‫الحروب الدينية في أوروبا بين الكاثوليك وبين البروتستانت عشرة ماليين‪ ،‬وفق إحصاء الفيلسوف‬
‫الفرنسي (فولتير) (‪.)3‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬ابو الوفا‪ ،‬احمد محمد‪ -‬الشريعة اإلسالمية وظاهرة اإلرهاب الدولي‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات العربية‪-‬‬
‫العدد(‪ )12‬لعام‪1221/‬م من غير صفحة محددة‪.‬‬
‫*‪ .‬ونكون نحن ضحايا االرهاب إذا كانت جريمة االرهاب بالنسبة لنا جريمة وهمية ليس لها أساس‪ ،‬او كانت‬
‫حاضنتها منا وفينا‪.‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬الطويل‪ ،‬توفيق‪ -‬قصة النزاع بين الدين والفلسفة‪ -‬السلسة الفلسفية واالجتماعية مكتبة األداب بمصر‪-‬‬
‫طبعة عام‪1241/‬م ص‪.190‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬معمر‪ ،‬حمدي سلمان ‪ -‬محددات االسالم التربوية للوقاية من االرهاب‪ -‬ص‪.03‬‬
‫‪E-mail: hmdysm@yahoo.com‬‬
‫‪hmdysm@hotmail.com‬‬
‫‪- 340 -‬‬
‫وجاء في صأأأأأأحيفة (هاآرتس‪ -‬הארץ‪ -‬االرض) ان يائير نتنياهو وهو جندي في الجيش‬
‫االسأأأأرائيلي نشأأأأر تعليقات مناهضأأأأة لإلسأأأأالم بصأأأأفحته على موقع الفيس بوك‪ ،‬بعد مقتل عائلة‬
‫يهودية في مارس اذار في الضأأأأفة الغربية المحتلة ان "اإلرهاب له دين وهو االسأأأأالم‪ ..‬ليس كل‬
‫المسلمين ارهابيون لكن كل اإلرهابيين مسلمون" (‪.)1‬‬
‫ومن المهازل ان يكون من يصأأأأأنع اإلرهاب هو من ينظر له‪ ،‬فهذا بنيامين نتنياهو رئيس وزراء‬
‫الكيان الصأأأهيوني وخالل مسأأأيرة عمله السأأأياسأأأي يخرج علينا بفرية جديدة اسأأأماها "اإلرهاب‬
‫الدولي االسالمي"‪ ،‬ارهاب ودولي واسالمي‪...‬؟ وهم الذين اسسوا لهذه الظاهرة منذ الزمن الغابر‬
‫ولحد اليوم وال زالوا كذلك‪.‬‬
‫في مؤتمر" جوناثان"‬
‫(‪)2‬‬
‫حول اإلرهاب‪ ،‬في هذه المؤتمر صعد اثنان إلى المنصة ليقوال‪ :‬بأن‬
‫اإلسالم هو في الواقع دين إرهابي‪ ،‬وعليه فإن مصطلح "اإلرهابيون اإلسالميون" هو مصطلح‬
‫مشروع سوف يخدم في تعليل وإلى حد كبير في توضيح اللجوء إلى استعمال اإلرهاب السياسي‬
‫في أيامنا هذه (‪.)3‬‬
‫اما الدكتور ادم سنكري فيقول‪ :‬أن الدين االسالمي ينبذ اإلرهاب وينبذ سفك الدماء موضحا‬
‫أن االسالم ال يجيز قتل االبرياء بغير حق ومنع قتل االطفال والشيوخ والعجزة في ساحة المعركة‬
‫فكيف يتهم بأنه يجيز قتلهم وهم آمنون في بيوتهم (‪.)4‬‬
‫‪ .1‬لمعلومات أكثر زيارة الموقع ادناه‪- :‬‬
‫‪http://www.bramjnet.com/vb3/showthread.php?t=1294688‬‬
‫‪ .2‬عقد المؤتمر االول المعروف باسم "جوناثان" في القدس عام‪1212/‬م واستمر بعد من خالل عقده بين‬
‫فترة واخرى‪ ،‬علما ان جوناثان هو شقيق المدعو بنيامين نتنياهو والذي قتل في عملية عينتيبي‬
‫عام‪1219/‬م‪،‬اما المؤتمر الثاني فقد عقد في واشنطن عام‪1294/‬م‪.‬‬
‫‪>.3‬د‪ .‬السباعي‪ ،‬هاني‪ -‬تعريف االرهاب في المنظومة الغربية‪ -‬شبكة البصرة‪ ،‬الثالثاء المصادف ‪19‬‬
‫صفر ‪ 02 / 1409‬آذار ‪،0223‬ولمعلومات اكثر‪-:‬‬
‫‪http://www.albasrah.net/maqalatmukhtara/maqalat_mukhtara0305.‬‬
‫وكذلك مراجعة الدكتور طاهر مهدي عضو المجلس األوربي لإلفتاء والبحوث‪ -‬مفهوم االرهاب في الفكر‬
‫االنساني‪ ،‬دراسة وتحليل وتعريف ص‪.11‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬سنكري‪ ،‬ادم‪ -‬اإلسالم سبق جميع القوانين في مكافحة اإلرهاب وحماية المجتمعات من شروره‪ -‬صحيفة‬
‫الرياض‪ -‬العدد (‪)10329‬السنة ‪.0220/2/11 -39‬‬
‫>‬
‫‪- 347 -‬‬
‫ان تشويه صورة االسالم كشريعة هو غير تجريم االشخاص‪ ،‬لقد أثار الغربيون بوسائل شتى ذلك‬
‫الموقف ضد اإلسالم‪ ،‬وأعدوا الخطط ليجعلوا من اإلسالميين دعاة اإلرهاب المذموم في العالم‬
‫حتى ترتبط صورة المسلم في أذهان الناس بمنظر العنف والدماء واألشالء‪ ،‬وحتى يصير المسلم‬
‫عند العامة رمز الخراب والدمار(‪ ،)1‬ان الكثير من المستشرقين والمؤرخين من العدول ينصفون‬
‫االسالم في كتاباتهم ومنهم المؤرخ كونية اذ يقول في وصف التسامح الذي تعامل به العرب‬
‫المسلمين مع االخرين" ان العربي لم يفكر قط وهو في اوج تحمسه لدينه ان يصطفي بالدم دينا‬
‫منافسا لدينه" (‪.)2‬‬
‫ولكن منصفين فليس كل من في الغرب يتهم االسالم باإلرهاب ففيهم المنصفون والمدافعون عنه‬
‫وفيهم المسلمون والعدول‪ ،‬وفيهم اصحاب الغرض السيء‪ ،‬وفي الجهة األخرى يوجد من يدعي‬
‫اإلسالم واإلسالم منه براء ويبح لنفسه ما لم ينزل هللا سبحانه وتعالى من سلطان اال اتباع الظن‬
‫وما تهوى االنفس‪.‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬يوسف‪ ،‬عبد الحي‪ -‬الفرق بين اإلرهاب والمقاومة المسلحة المشروعة ‪ -‬ورقة مقدمة لملتقى (اقرأ‬
‫الفقهي)‪ -‬المنعقد بشرم الشيخ ـ جمهورية مصر العربية – ‪11-19‬رجب ‪ 1409‬الموافق ‪01‬ـ‪ 00‬أغسطس‬
‫‪ 0223‬ص‪.4‬‬
‫‪ .2‬معروف‪ ،‬ناجي‪ -‬اصالة الحضارة العربية‪ -‬مطبعة التضامن‪ -‬طبعة بغداد لعام‪1292/‬م ص‪.021‬‬
‫‪- 340 -‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫موقف الشريعة االسالمية من اإلرهاب‬
‫ان االسالم عندما جاء اعطى للوجود البشري قيمة عليا من خالل ربط الجوانب المادية‬
‫بالجوانب المعنوية وتوجيهها باتجاه صحيح‪ ،‬حيث الناس متفقون على ان من االعمال ما هو نافع‬
‫ومنها ما هو ضار‪ ،‬وبعبارة اخرى منها ما هو حسن ومنها ما هو قبيح (‪.)1‬‬
‫ان اندفاع المسلمين او من غير المسلمين للقيام ببعض االعمال التي تدخل ضمن توصيف اإلرهاب‬
‫يستند على عدم فهم واضح لطبيعة حركة االسالم‪ ،‬ان التمسك بمنهج اإلرهاب يعني خسارة المسلم‬
‫لنفسه وال نقل خسارة لإلسالم‪.‬‬
‫ان االسالم يدعو الى السالم ويتمثل ذلك في النصوص القرآنية او ما ورد في السنة النبوية الشريفة‬
‫وكذلك اقوال وافعال الصحابة وآل البيت عليهم السالم والتابعين وسنتناول بعض من هذه الشواهد‪.‬‬
‫ان الحرب في االسالم عمل غير مشروع وال يسمح بها اال في حاالت منها (نشر الدعوة او رد‬
‫االعتداء) وقد جاءت النصوص القرآنية لتؤيد هذا االتجاه وتحث عليه حيث ورد في سورة البقرة‬
‫اآلية‪(( 560:‬ا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ا ْد ُخلُواْ فِي الس ِْل ِم َكافَّةً َوالَ تَتَّبِعُواْ ُخ ُ‬
‫ش ْي َ‬
‫ت ال َّ‬
‫عد ُو‬
‫ط َوا ِ‬
‫ان ِإنَّهُ لَ ُك ْم َ‬
‫ط ِ‬
‫ُّم ِب ٌ‬
‫ين)) وهي دعوة كريمة الى التمسك بخيار السالم‪.‬‬
‫نت‬
‫ض ُكلُّ ُه ْم َج ِميعًا أَفَأ َ َ‬
‫((ولَ ْو شَاء َرب َُّك آل َمنَ َمن فِي األ َ ْر ِ‬
‫وجاء ايضا في سورة يونس اآلية‪َ 99:‬‬
‫اس َحتَّى َي ُكونُواْ ُمؤْ ِمنِينَ )) اي ترك استخدام القوة او االكراه للتأثير على الجانب المعنوي‬
‫ت ُ ْك ِرهُ النَّ َ‬
‫اّلل الَّذِينَ يُقَا ِتلُو َن ُك ْم َوالَ ت َ ْعتَد ُواْ ِإ َّن َّ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬
‫اّللَ‬
‫((وقَا ِتلُواْ ِفي َ‬
‫لإلفراد وجاء في سورة البقرة اآلية‪َ 396:‬‬
‫الَ ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ )) وهي دعوة صريحة بعدم ممارسة االعتداء الذي غالبا ما يوصف بالعمل‬
‫اإلرهابي ونتائجه غالبا ما تكون قاسية وشديدة وربما يورث الندم ‪.‬‬
‫وشددت الشريعة االسالمية على موضوع عدم االعتداء وحددت العقوبات ازاء ذلك‪.‬‬
‫ان المبالغة في ردة الفع ل او االعتداء بقصد ايقاع اكبر خسائر ممكنة في صفوف المقابل امر غير‬
‫مقبول بل ان النصوص القرآنية قد حثت على موضوع المسامحة والصفح كما جاء في اآلية ‪31‬‬
‫‪ .1‬محمد عبده ‪ -‬رسالة التوحيد – الطبعة المصرية لعام‪1292/‬م ص‪.99‬‬
‫‪- 349 -‬‬
‫صفَ ْح إِ َّن َّ‬
‫اّللَ ي ُِحبُّ ْال ُم ْح ِسنِينَ )) وخير مثال على ذلك ما قام به‬
‫ع ْن ُه ْم َوا ْ‬
‫من سورة المائدة (( فَاع ُ‬
‫ْف َ‬
‫صالح الدين االيوبي بإطالق سراح جميع االسرى الذين كانوا بحوزة الجيش االسالمي‪ ،‬في‬
‫الحروب الصليبية (‪ ..)1‬لقد كان موقف صالح الدين معاكسا للمذابح التي ارتكبتها القوات المشاركة‬
‫في الحروب الصليبية فأطلق سراح االسرى وقدم الهبات لألرامل واليتامى من امواله الخاصة (‪.)2‬‬
‫ويتجسد موضوع الحث على عدم اشاعة الخوف او الرعب فيما جاء في وصايا الرسول‬
‫الكريم محمد ‪ ‬للمسلمين وخاصة لقادة الجيش‪ ،‬جاء في سنن الترمذي" كان رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى هللا ومن معه من المسلمين‬
‫خيرا فقال اغزوا بسم هللا وفي سبيل هللا قاتلوا من كفر اغزوا وال تغلوا وال تغدروا وال تمثلوا‬
‫وال تقتلوا وليدا" (‪.)3‬‬
‫وهي قواعد اخالقية جاءت في الكثير من المواثيق الدولية والمتعلقة بقواعد واعراف الحرب فيما‬
‫يعرف ب(أنسنه الحرب‪ -‬اي جعل الحرب اكثر إنسانية ومنها عدم التعرض للمدنيين) سواء ما‬
‫يطبق منها في الحرب والخاصة بالقانون الدولي االنساني او الحاالت االخرى في القانون الدولي‬
‫لحقوق االنسان‪ ،‬ولو تمعنا في تلك الوصايا لوجدناها تتعلق باألفراد من حيث الجانب المادي‬
‫والمعنوي لعدم القتل او المبالغة في القتل للرجال كبار السن واالطفال والنساء وعدم التعرض‬
‫لألديان االخرى واحترام خصوصياتها او ما يتعلق بالمواد مثل ال تحرقن نخال او ال تهدمن بيتا او‬
‫كقوله ‪ ": ‬ال تقتلوا اصحاب الصوامع " (‪.)4‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬مصطفى ابراهيم الزلمي ‪ -‬مجموعة االبحاث العلمية ‪ -‬طبعة بغداد لعام‪0223/‬م ص‪.41‬‬
‫‪2. Rom Landau-Islam and the Arabs-Macmillan Company- New York‬‬
‫‪Edition 1959,P 85.‬‬
‫واصل النص في اللغة االنكليزية‪-:‬‬
‫‪"Saladin released captive husbands and gave gifts to widows and orphans‬‬
‫‪from his own treasury".‬‬
‫‪ .3‬الترمذي‪،‬ابو عيسى محمد بن عيسى ‪ -‬الجامع الكبير‪ -‬كتاب الديات عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫باب ما جاء في النهي عن المثلة‪ ،‬حديث رقم‪ -1429‬تحقيق الدكتور بشار عواد معروف‪ -‬دار الغرب‬
‫االسالمي‪ -‬م‪ -3‬ط‪ -1‬طبعة عام‪1229/‬م ص‪.11‬‬
‫‪ .4‬ابو يعلي‪ ،‬احمد بن علي بن المثنى الموصلي‪ -‬مسند ابي يعلي‪ -‬مسند ابن عباس الحديث‬
‫رقم(‪ -)303/0330‬تحقيق الشيخ خليل مأمون شيحا‪ -‬ط‪ -1‬دار المعرفة‪ -‬طبعة بيروت لعام‪0223/‬م‬
‫ص‪.342‬‬
‫‪- 326 -‬‬
‫وحتى ان االشارة الى عدم التعرض الى رجال الدين في الصوامع فتعني ماديا ومعنويا والمحافظة‬
‫على تلك الصوامع من التخريب والتهديم الن من واجب المسلمين احترام جميع الشرائع السماوية‬
‫السابقة واصبحت من المسلمات في الحديث العام والخاص للمسلمين في حالة ذكر اي نبي او‬
‫رسول من االنبياء السابقين ان يتم الصالة والسالم عليهم واوصت الشريعة السمحاء بعدم التفريق‬
‫بين االنبياء والمرسلين وعدم التعرض لهم بسوء‪ ،‬وفي قصة الشجار الذي حصل بين اثنان من‬
‫المسلمين و بائع من اليهود في سوق المدينة المنورة والذي دفع اليهودي الى القول‪.:‬ال ابيعها له‬
‫والذي اصطفى موسى على البشر‪ ،‬فسمع بذلك احد االنصار فتوجه الى اليهودي فلطمه فقال له‬
‫اتقول هذا ومحمد بين اظهرنا‪ ،‬فذهب اليهودي فشكا ذلك الى الرسول ‪ ‬وقال له يا ابا القاسم ان‬
‫لي ذمة وعهد ثم قص عليه ما حصل له مع الرجل االول والثاني فغضب الرسول الكريم ‪ ‬لهذا‬
‫العمل والتصرف وقال ‪.:‬ال تفضلوا بين انبياء هللا ومدح موسى عليه السالم بما هو اهل له (‪ ،)1‬قال‬
‫اّللُ ِمن ِكتَاب َوأ ُ ِم ْرتُ أل َ ََ ْع ِد َل بَ ْي َن ُك ُم َّ‬
‫تعالى((وقُ ْل آ َمنتُ بِ َما أَنزَ َل َّ‬
‫اّللُ َربُّنَا َو َربُّ ُك ْم َلنَا أ َ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم‬
‫َ‬
‫أ َ ْع َمالُ ُك ْم الَّ ُح َّجةَ َب ْينَنَا َو َب ْي َن ُك ُم َّ‬
‫ير)) (‪.)2‬‬
‫ص ُ‬
‫اّللُ يَ ْج َم ُع بَ ْينَنَا َوإِلَ ْي ِه ْال َم ِ‬
‫في الوقت الحاضر نشهد وجود النفس التحريضي للصق صفة اإلرهاب باإلسالم على ان الشواهد‬
‫والوقائع تقول غير هذا فلو كان االسالم يدعو الى اإلرهاب لما تزايد اعداد الناس الداخلين فيه‪.‬‬
‫وسنضرب بعض االمثلة من االشخاص الذين دخلوا بالدين االسالمي بعدما وجدوا فيه االمن‬
‫واالمان‪ -‬واننا عندما نقوم بذكر اسماء اولئك من الذين دخلوا في االسالم في الوقت التي تزداد فيه‬
‫الهجمة ضد االسالم والمسلمين‪ ،‬والتي هي تأكيد على اصالة هذه الشريعة وعدم عدوانيتها‪.‬‬
‫الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي‪ ،‬وارثر ميالنتوس الرجل الثالث في مجمع كنائس قارة اسيا‬
‫محمد اسد(ليوبولد فايس ‪ (Leopold Weiss -‬المنحدر من اسرة اشتهرت بسلسلة طويلة من‬
‫الحاخامات(‪ .. )3‬الدكتور مراد ويلفريد هوفمان (دكتوراه في القانون) صاحب كتاب االسالم كبديل‪،‬‬
‫‪ .1‬سورة الشورى‪ :‬اآلية ‪.13‬‬
‫‪ .2‬عبد الباقي‪ ،‬ابراهيم محمد‪ -‬مشكاة الواعظ‪ -‬ط‪ -1‬مكتبة القاهرة‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪1291/‬م ص‪-092‬‬
‫‪،091‬ومعنى ال تفضلوا‪ :‬ال تقولوا ان النبي ‪ ...‬افضل من النبي ‪،......‬وهو من المفاضلة‪.‬‬
‫‪.3‬؟عبد الرزاق‪ ،‬صالح‪ -‬المفكرون الغربيون المسلمون‪ -‬دوافع اعتناقهم االسالم‪ -‬الجزء االول‪ -‬منشورات دار‬
‫الهادي للطباعة والنشر‪ -‬بغداد عام‪0223/‬م بيروت‪0229،‬م ص‪.111‬‬
‫‪.‬‬
‫‪- 323 -‬‬
‫وكذلك كتاب الطريق الى مكة سفير المانيا السابق في المغرب‪ ،‬الدكتور عبد الكريم‬
‫جرمانوس‪(.‬جوالجر جرمانيوس) المجري االصل الذي قال عنه العقاد (انه عشرة علماء في عالم‬
‫واحد) حيث له اكثر من مائة وخمسين مؤلف ويتكلم بثمانية لغات من مؤلفاته‪ :‬قواعد اللغة التركية‬
‫(‪3952‬م)‪ ،‬والثورة التركية والقومية العربية (‪3950‬م)‪ ،‬واألدب التركي الحديث (‪3913‬م)‬
‫والتيارات الحديثة في اإلسالم (‪3915‬م)‪،‬واكتشاف الجزيرة العربية وسوريا والعراق وغزوها‬
‫(‪3946‬م) ونهضة الثقافة العربية (‪3944‬م)‪،‬وكتب اخرى متنوعة مثل‪ :‬دراسات في التركيبات‬
‫اللغوية العربية (‪3924‬م)‪ ،‬وابن الرومي (‪3920‬م)‪،‬وبين المف ِكرين (‪3920‬م)‪ ،‬ونحو أنوار‬
‫الشرق(‪3900‬م)‪ ،‬والدكتور ماريس بوكاي رئيس قسم الجراحة في جامعة باريس والطبيب‬
‫الشخصي للملك فيصل آل سعود ومن اشهر كتبه كتاب التوراة االنجيل القرآن والعلم‪ ،‬والدكتور‬
‫روبرت كرين رئيس جمعية هارفرد للقانون الدولي مستشار الرئيس االمريكي نكسون للشؤون‬
‫الخارجية‪ ،‬جون سنت (المبشر االنجليزي) والعالم الفرنسي رينيه جينو وعالم النفس األلماني فيلي‬
‫بوتولو‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫لقد عمدت الة االعالم الغربية والتي تسير في ركابها وسائل التواصل االجتماعي على‬
‫تشويه صورة االسالم والمسلمين بناء على ما تتبناه الدول من سياسات تدفع باتجاه التصادم وبذلك‬
‫تقول عالمة االجتماع ديانا روتنتشكوك‪ :‬ان اهل اوروبا في امس الحاجة الى االسالم ولكن الوضع‬
‫السياسي حاليا يشوه اإلسالم (‪ ،)1‬وعالم االحياء واالجنة الدكتور(‪ )T. V. N. Persaud‬يستشهد‬
‫بااليات القرأنية واالحاديث النبوية ويصف الحديث النبوي المتعلق بخلق الجنين في قوله‪:‬‬
‫‪“The way it was explained to me is that Muhammad was a very ordinary‬‬
‫‪man. He could not read, didn’t know [how] to write. In fact, he was an‬‬
‫‪illiterate…. amazingly accurate about scientific nature...”.‬‬
‫" يبدو لي أن محمد ا كان رجل عاديا جدا ‪ ،‬لم يكن يعرف القراءة وال الكتابة وفي الحقيقة‪ ،‬كان‬
‫أميا‪...‬التصريحات المعمقة عن الطبيعة العلمية" وغيرها من الحديث الذي المنصف‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬االهدل‪ ،‬عبد هللا احمد قادري‪ -‬حوارات مع مسلمين اوربيين – ط‪ -1‬طبعة دار القلم‪ ،‬الدار الشامية –‬
‫طبعة عام‪1222/‬م ص ‪.13 -11‬‬
‫‪- 325 -‬‬
‫ويقول الكندي موري كيل‪ :‬لقد أعطاني اإلسالم التوازن في الحياة ال نجد في القرآن الكريم او‬
‫السنة النبوية نصا واحدا يشجع او يؤيد اإلرهاب بمعناه المتداول حاليا بل نجد ان االسالم يحث‬
‫على المحبة والسالم والنصوص الدالة على الرعب والخوف ومصادرها لها عالقة بجانب الحرب‬
‫النفسية والحرب‪ ،‬وليس القصد منها اشاعة أجواء الرعب‪ ،‬واما القرآن الكريم فقد تحدث عنه‬
‫الكثير من المستشرقين باحترام وتقدير عالي مثل المستشرق ارثر اربري حيث يقول في وصفه‬
‫للقرآن ‪ :‬عندما استمع الى القرآن يتال بالعربية فكأنما استمع الى نبضات قلبي (‪ ،)1‬وهناك اخرين‬
‫امعنوا في االساءة الى كل ما هو يخص الشريعة االسالمية من البعثة النبوية ولحد االن‪.‬‬
‫ويقول المستشرق ادم متز في كشفه للحقائق‪ ":‬ان عدد اليهود في العراق وحدها يبلغ ستمائة‪ ،‬وال‬
‫تنطبق هذه االرقام على الشام في القرن الرابع الهجري‪ ،‬الن السياسة التي جرى عليها قواد‬
‫الصليبين ازاء اليهود كادت تفني الطائفة االسرائيلية‪ ،‬ويقدر بنيامين عدد سكان الحي الخاص‬
‫باليهود في القدس بأربعة انفس" (‪.)2‬‬
‫ان االسالم يدعو الى الحضارة والمدينة والتسامح ونشر السالم واالمان وخاصة مع اصحاب‬
‫الشرائع والديانات األخرى وغيرهم‪ ،‬قال تعالى((ال يَ ْن َها ُك ُم َّ‬
‫ِين َولَ ْم‬
‫اّللُ َ‬
‫ع ِن الَّذِينَ لَ ْم يُقَاتِلُو ُك ْم فِي الد ِ‬
‫ار ُك ْم أَن تَبَ ُّرو ُه ْم َوت ُ ْق ِس ُ‬
‫ِطينَ *إِنَّ َما يَ ْن َها ُك ُم َّ‬
‫اّللُ َع ِن الَّذِينَ‬
‫اّلل ي ُِحبُّ ْال ُم ْقس ِ‬
‫طوا إِلَ ْي ِه ْم ِإ َّن َّ َ‬
‫ي ُْخ ِر ُجو ُكم ِمن ِديَ ِ‬
‫ار ُك ْم َو َ‬
‫اج ُك ْم أَن تَ َولَّ ْو ُه ْم َو َمن َيتَ َولَّ ُه ْم فَأُو َل ِئ َك‬
‫ظاه َُروا َ‬
‫علَى ِإ ْخ َر ِ‬
‫ِين َوأَ ْخ َر ُجو ُكم ِمن ِد َي ِ‬
‫قَاتَلُو ُك ْم ِفي الد ِ‬
‫ُه ُم َّ‬
‫الظا ِل ُمونَ )) (‪.)3‬‬
‫و ان الحضارة الغربية التي ركزت على الجانب المادي وتركت الجانب الروحي ورائها ساهمت‬
‫في خلق حاالت شاذة مثل االستعمار واالمبريالية والعدوانية وكانت السبب في اشعال حربيين‬
‫‪>.1‬عبادي‪ ،‬احمد‪-‬اإلسالم في عيون المستشرقين‪ ،‬أرثر أربري يقدم للعالم الترجمة المفسرة لمعاني القرآن‬
‫الكريم‪ -‬جريدة االتحاد االماراتية العدد الصادر بتاريخ‪.0229/2/03‬‬
‫‪ .2‬متز‪ ،‬ادم‪ -‬الحضارة االسالمية في القرن الرابع الهجري‪ -‬تعريب محمد عبد الهادي ابو ريدة‪ -‬م‪ -1‬ط‪ -0‬دار‬
‫الكتاب العربي‪ -‬طبعة بيروت لعام‪1241/‬م ص‪ -)Adam Mez(،29.‬ادم ميتز(‪ 1333 -1093‬هـ‪-1992 /‬‬
‫‪1211‬م) فهو احد اهم المستشرقين السويسريين‪ -‬أاللمان‪ ،‬وعنوان الكتاب في اللغة االلمانية ( ‪Die‬‬
‫‪ )Renaissance des Islams‬ومعناه عصر النهضة االسالمي ويتناول الكتاب حال الدولة االسالمية‬
‫في القرن الرابع الهجري‪ ،‬علما ان الكتاب تم نشره عام‪1200/‬م بعد حوالي (‪ )9‬سنوات من وفاة ميتز‪.‬‬
‫‪ .3‬سورة الممتحنة‪ :‬اآلية ‪.2 -9‬‬
‫‪- 321 -‬‬
‫عالميتين راح ضحيتها الماليين من االفراد وخسائر كبيرة في الممتلكات وتغييرا في خرائط الدول‬
‫وتلوثا مروعا للبيئة‪ ،‬وكانت سبابا مباشرا في ظهور العديد من الظواهر الغريبة مثل اإلرهاب‬
‫بسبب عدم عدالتها وشعورها بالتعالي على االخرين‪.‬‬
‫واالسالم يحث على القيم واالخالق التي تدفع بالسلوك اإلرهابي خارج مدى التفكير فهو‬
‫يحث على رعاية االسرة والعناية باألسرة واالطفال‪ ،‬ان غاية االسالم هو االنسان الذي يتوجب‬
‫عليه ان يتصف بعدة صفات منها االمانة واالخالص وصدق الحديث وعدم اللجوء الى الكذب‬
‫والغش والخداع وليس من طبعه الحث على سوء ومفاسد االخالق‪.‬‬
‫والمشكلة تكمن هي في نظرة االخرين من اصحاب الرؤى الضيقة والمصالح المتشابكة والسياسات‬
‫التي ال تعرف غير لغة القوة فبينما كان االسالم بعيدا عن روح االنتقام الذي تعززه المقولة‬
‫المشهورة والتي هي (العفو عند المقدرة ‪-‬اعفو عمن ظلمك) نجد ان الواليات المتحدة حتى وصلت‬
‫الى مرحلة اصبحت فيها دولة استلزم ذلك حدوث عمليات قتل للكثير من سكان امريك من الهنود‬
‫الحمر والزنوج وتذكر االحصائيات ان عدد القتلى من الهنود الحمر بلغ (‪ 06‬مليون) والزنوج‬
‫والسود بلغ (‪ 366‬مليون) (‪.)1‬‬
‫وكان المسلمون يقتدون بالرسول الكريم محمد ‪ ‬ومنها " تعامله مع المخالفين له والمنكرين‬
‫عليه‪ ،‬انه يتعامل مع نفوس بشرية مكرمة فال يجوز اهانتها او ظلمها او التعدي على حقوقها او‬
‫التقليل من شأنها" (‪.)2‬‬
‫ان االسالم يطلب من المسلم ان يراجع نفسه عند االقوال واالفعال غير الصائبة والتي يمكن‬
‫ان تلحق الضرر باألخرين وخاصة فيما يتعلق بالحكم‪ ،‬ونسوق الحكاية االتية لتقريب الصورة "‬
‫وردت معلومات الى السلطان العثماني سليم االول ان بعض االقليات من االرمن والروم واليهود‬
‫بدأوا في اثارة المشاكل بالدولة العثمانية فاصدر امره بان يقوم اصحاب هذه االقليات باعتناق الدين‬
‫‪ .1‬غارودي‪ ،‬روجيه‪ -‬االساطير المؤسسة للسياسة االسرائيلية‪ -‬ترجمة محمد هشام‪ -‬ط ‪ -4‬دار الشروق‪-‬‬
‫طبعة عام‪022/‬م ص‪.12‬‬
‫‪ .2‬أ‪ .‬د‪ .‬السرجاني‪ ،‬راغب‪ -‬فن التعامل النبوي مع غير المسلمين‪ -‬دار الكتب المصرية‪ -‬طبعة القاهرة‬
‫لعام‪0212/‬م ص‪.01‬‬
‫‪- 324 -‬‬
‫االسالمي والذي ال يقبل يتم قتله او نفيه فتصدى لذلك الشي زمبيلي علي جمالي افندي (‪ )1‬ونصح‬
‫السلطان بترك ذلك الن فيه مخالفة للشرع على الرغم من الموقف السيء لتلك االقليات فترك‬
‫السلطان االمر"‪.‬‬
‫ان التعدي على حقوق الغير او التهديد بالحرب والعدوان واستخدام وسائل الحرب النفسية بقصد‬
‫التأثير على االخرين ومحاولة اخافتهم هو ظلم يمارسه االنسان على اخيه االنسان وهو ليس‬
‫من مقاصد الشرع‪ ،‬لقد جاءت الشريعة االسالمية لتقف بوجه ذلك بحزم‪ ،‬خاصة ما ورد في‬
‫الحديث القدسي من قوله تعالى"‪ .‬يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما‬
‫فال تظالموا " (‪ ،)2‬وصح عن الرسول الكريم محمد ‪ ‬قوله‪ ":‬الظلم ظلمات يوم القيامة" (‪.)3‬‬
‫واالسأأالم يدعو الى الحوار وليس الى الصأأدام كما هو الحال في وصأأف ما يجري حاليا على انه‬
‫صأراع بين الحضأارات واالديان يقول وليم سأليمان‪ :‬ومن هنا كان الحوار في حقيقة االمر معبرا‬
‫عن رغبة وبشأأأأرية‪ ،‬وهدفا تسأأأأعى اليه الجماعة االنسأأأأانية‪...‬ووجد الجميع ان ثمة ما يقرب بينهم‬
‫ويربطهم بل ويجبرهم على التعايش والتعاون واالحترام المتبادل لتحقيق الخير المشأأأأأأترك على‬
‫هذا الكوكب (‪.)4‬‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬
‫جاء في عهد الرسول الكريم محمد ‪ ‬لنصارى نجران" بِس ِْم هللاِ َّ‬
‫الر ِح ِيم‪ِ ،‬م ْن ُم َح َّمد النَّبِي ِ‬
‫ت أ َ ْيدِي ِه ْم ِم ْن َق ِليل َو َك ِثير‬
‫ِل ْ‬
‫س أا ِق َف ِة ن َْج َرانَ ‪َ ،‬و َك َهنَ ِت ِه ْم‪َ ،‬و ُر ْه َبا ِن ِه ْم‪َ ،‬و ُك ِل َما ت َ ْح َ‬
‫ارثِ‪َ ،‬وأ َ َ‬
‫ألس أقُف أ َ ِبي ْال َح ِ‬
‫ب ِم ْن َر ْه َبا ِنيَّ ِت ِه‪َ ،‬وال َكا ِه ٌن ِم ْن َك َهانَ ِت ِه‪َ ،‬وال‬
‫سقف ِم ْن أسقفَ ِت ِه‪َ ،‬وال َرا ِه ٌ‬
‫ار هللاِ َو َر ُ‬
‫ِج َو ُ‬
‫سو ِل ِه‪ ،‬ال يُغَي َُّر أ ُ ٌ‬
‫سأأأأأأو ِل ِه أ َ َبدًا َما‬
‫ار هللاِ َو َر ُ‬
‫يُغَي َُّر َحق ِم ْن ُحقُوقِ ِه ْم‪َ ،‬وال ُ‬
‫علَ ْي ِه ِم ْن ذَ ِل َك‪ِ ،‬ج َو ُ‬
‫سأأأأأأ ْل َطان ُه ْم‪َ ،‬وال َما َكانُوا َ‬
‫غيْر ُم ْبتَلَيْنَ ِب ُ‬
‫ظ ْلم َوال َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫ظا ِل ِمينَ " (‪.)5‬‬
‫أَ ْ‬
‫ص ُحوا َ‬
‫صلَ ُحوا َونَ َ‬
‫‪ .1‬محمد علي‪ ،‬اورخان‪ -‬السلطان وشيخ االسالم ‪ -‬مجلة صوت المسلم ‪ -‬العدد االول لعام ‪ -0223‬ص‪.19‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬الطاهر‪ ،‬حامد احمد‪ -‬صحيح االحاديث القدسية‪ -‬دار الفجر للتراث‪ -‬ط‪ -1‬طبعة القاهرة لعام‪0223/‬م‬
‫ص‪.2‬‬
‫‪ .3‬الصنعاني‪ ،‬محمد بن اسماعيل اليمني‪ -‬سبل السالم‪ ،‬الموصلة الى بلوغ المرام – تحقيق محمد صبحي‬
‫حسن حالق –ج‪ -9‬ط‪ -1‬دار ابن الجوزي‪ -‬طبعة عام‪1221/‬م ص‪.011‬‬
‫‪ .4‬سليمان‪،‬وليم ‪ -‬الحوار بين االديان‪ -‬الطبعة المصرية عام‪1219‬م ص‪.13-10‬‬
‫‪ .5‬ابن كثير‪ ،‬ابو الفداء عماد الدين اسماعيل بن عمر‪ -‬البداية والنهاية‪ -‬تحقيق عبد هللا بن عبد المحسن‬
‫التركي‪ -‬ج‪ -1‬هجر للطباعة والنشر والتوزيع‪ -‬طبعة عام‪1221/‬م ص‪.029‬‬
‫‪- 322 -‬‬
‫كلنا يعلم مقولة الرسول الكريم محمد ‪ ‬في فتح مكة ما ترون اني فاعل بكم؟ قالوا اخ كريم وابن‬
‫اخ كريم‪ ،‬قال‪ :‬اذهبوا فانتم الطلقاء‪ ،‬وهذا الرسأأول الكريم محمد ‪ ‬واالمام علي عليه السأأالم في‬
‫فتح مكة يناديان‪ :‬اليوم يوم المرحمة‪ ،‬اليوم تصأأأان ال ُح َرمة (‪ ،)1‬بعد ان سأأأمعوا من يقول اليوم يوم‬
‫الملحمة‪ ،‬اليوم تسبى الحرمة‪ ،‬اليوم تذل قريش‪.‬‬
‫وكان لتسأأأأأأامح المسأأأأأألمون مع غيرهم اال داللة على حسأأأأأأن الخلق الذي يتمتعون به والذي كان‬
‫حاضرا في تصرفات رسولهم الكريم محمد ‪ ‬الذي احبهم واحبوه وتعلموا منه كل طيب وجميل‬
‫في تعاملهم فيما بينهم او مع االخرين‪ ،‬ويقول بوسأأه‪ :‬لم يتسأأامح المسأألمون مع اليهود والنصأارى‬
‫الموجودين تحت سأأألطانهم فقط‪ ،‬بل تم االعتراف رسأأأميا بالشأأأرائع المطبوعة بطابع الوحي على‬
‫الرغم من ان العالقات المتبادلة بين العالم النصأأأأراني والعالم االسأأأأالمي طبعت بطابع الصأأأأراع‬
‫العسكري لقرون طويلة (‪.)2‬‬
‫في شهادة جاءت على لسان احد الجنود االسرى في الحروب الصليبية والتي وردت في كتاب‬
‫المولف "بورجا" الحروب الصليبية على لسان احد الجنود حيث قال‪ :‬هؤالء (يعني المسلمون)‬
‫الذين قتلنا اباءهم وابناءهم ونساءهم بشتى الطرق‪ ،‬وسلبناهم اموالهم واخرجناهم من منازلهم عراة‬
‫ تداركونا وسدوا خلتنا‪ ،‬واطعمونا بعد ان اهلكنا الجوع وما زال يحسنون الينا حتى غمرونا ببرهم‬‫واحسانهم (‪.)3‬‬
‫ان اشاعة اجواء التسامح بين المسلمين انفسهم مع التأكيد على اقامة العدل والحق‪ ،‬كان السبب‬
‫المباشر في تقديم التسامح عند التعامل مع االخرين من غير المسلمين من اهل الكتاب او غيرهم‬
‫وفي كتابه المعروف باسم (‪ )short history of the world‬يقول الكاتب االنكليزي‬
‫‪ .1‬الحائري‪ ،‬محمد مهدي‪ -‬شجرة طوبى‪ -‬انتشارات المكتبة الحيدرية‪ -‬ط‪ -1‬من غير سنة طبع‪ -‬ص‪-091‬‬
‫‪.099‬‬
‫‪>.2‬بوسه‪ ،‬هيربرت‪ -‬أسس الحوار في القرآن الكريم ‪،‬دراسة في عالقة االسالم باليهودية والمسيحية‪ -‬ترجمة‬
‫احمد محمد هويدي‪ -‬المجلس االعلى للثقافة‪ -‬المشروع القومي للترجمة العدد(‪ -)229‬طبعة عام‪0223/‬م‬
‫ص‪.31‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬علوان‪ ،‬عبد هللا ناصح ‪ -‬معالم الحضارة في االسالم واثرها في النهضة االوربية‪ -‬دار السالم للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ -‬االصدار االول ‪ -‬ص‪.13‬‬
‫‪www.abdullahelwan.net‬‬
‫‪- 320 -‬‬
‫‪ : H.G.WELLS‬ان العنصر الثالث لقوة االسالم يكمن في اصراره على االخوة الكاملة والمساواة‬
‫التامة امام هللا بين كل المؤمنين مهما اختلفت الوانهم او مراكزهم القانونية واالجتماعية (‪.)1‬‬
‫ومن يدعي من المستشرقين وغيرهم بان اإلسالم انتشر بالسيف فانه قد جانب الحقيقة ولعدة‬
‫أسباب يمكن ايجازها باالتي‪-:‬‬
‫‪ -3‬بقاء الرسول محمد عليه الصالة والسالم فترة طويلة في مكة يدعو الناس وتحمله تعرضه مع‬
‫اهل بيته و وبعض اقاربه الى األذى ومنها المقاطعة في شعب ابي طالب وخسارته نتيجة ذلك‬
‫الهم شخصيتين وقفت معه وساندته خالل مشواره وهما السيدة خديجة زوجته وعمه أبو طالب‪.‬‬
‫‪ -5‬لو كانت القوة بيد المسلمين لما طلب الرسول الكريم محمد ‪ ‬أصحابه بالهجرة الى الحبشة‬
‫تلك الهجرة التي استمرت لمدة(‪ )34‬عام فلو كان الموضوع موضوع قتال لكان من باب أولى‬
‫االستفادة من جهود هؤالء الذين هاجروا‪ ،‬وفي ذلك يقول جورجي زيدان‪:‬‬
‫"ال بد من القول بأن هجرة المسلمين إلى الحبشة وبكل ما رافقها من متاعب ومضايقات تثبت‬
‫لنا أن اإلسالم لم ينتشر بقوة السيف وإنما كان بقوة التبليغ واإلقناع‪ ،‬مع العلم أن المسلمين في‬
‫تلك المرحلة بالمقارنة مع المشركين لم يكونوا يمتلكوا شيئا ً من وسائل القوة والغلبة"‪.‬‬
‫‪ -1‬زيادة اذى قريش دفع الرسول الكريم محمد ‪ ‬ان يهاجر هو أيضا الى المدينة المنورة ويلتحق‬
‫بأصحابه الذين سبقوه الى هناك‪.‬‬
‫‪ -4‬ان الذي يطلب الحرب البد ان يحقق غايات ومنها مكاسب مادية ويبحث عن مناصب وليس‬
‫ان يضحي بحياته في سبيل نشر القيم والمبادئ السامية‪.‬‬
‫‪ -2‬تخلي الصحابة عن ما يملكون لقاء نشر الدعوة وليس ان ينالوا مكاسب‪.‬‬
‫‪>.1‬الحصين‪ ،‬صالح بن عبد الرحمن‪ -‬التسامح والعدوانية بين االسالم والغرب‪ -‬مؤسسة الوقف االسالمي‪-‬‬
‫ط‪ -1‬طبعة عام‪1402/‬هـ ص‪.32‬‬
‫‪- 327 -‬‬
‫مظاهر االفعال اإلرهابية التي شخصتها الشريعة اإلسالمية‬
‫حددت الشأأأأريعة مجموعة من االفعال التي تدخل ضأأأأمن دائرة االفعال اإلرهابية مثل وأد البنات‬
‫واالسترقاق والصيال وغير ذلك سنتناول احدى هذه المظاهر وكيف عالجتها الشريعة‪.‬‬
‫وأد البنات وقتل األوالد‬
‫والوأد (‪ ...)1‬وهي من االفعال التي كانت شأأأأأائعة في المجتمع العربي والتي حثت الشأأأأأريعة على‬
‫ض َي ْخلُ ُق‬
‫السأأأأأ َم َاوا ِ‬
‫تركها ونجحت في ذلك ايما نجاح‪ ،‬جاء في اآلية الكريمة (( ِ َّّللِ ُم ْلكُ َّ‬
‫ت َواأل َ ْر ِ‬
‫ور*أ َ ْو يُزَ ِو ُج ُه ْم ذ ُ ْك َرانًا َو ِإنَاثًا َو َي ْج َع ُل َمن َي شَاء‬
‫ب ِل َم ْن َي شَاء ِإنَاثًا َو َي َه ُ‬
‫َما َي شَاء َي َه ُ‬
‫ب ِل َمن َي شَاء الذُّ ُك َ‬
‫اجنَا َوذ ُ ِريَّاتِنَا قُ َّرة َ‬
‫ع ِلي ٌم قَد ٌ‬
‫ع ِقي ًما ِإنَّهُ َ‬
‫َ‬
‫ِير)) (‪ )2‬وجاء ايضأأأأا(( َوالَّذِينَ يَقُولُونَ َربَّنَا هَبْ لَنَا ِم ْن أ َ ْز َو ِ‬
‫اج َع ْلنَا ِل ْل ُمتَّقِينَ ِإ َما ًما)) (‪.)3‬‬
‫أ َ ْعيُن َو ْ‬
‫ان وأد البنات فعال ارهابيا من الطراز االول ويعني المسأأأاهمة في ابادة نصأأأف المجتمع وتحطيم‬
‫النصأأأف الثاني بدون وجه حق‪ ،‬مبني على اعتقاد خاطئ‪ ،‬ان القضأأأاء على موضأأأوع وأد البنات‬
‫يعني رفع مكانة المرأة ورفع الظلم والمعاناة التي كانت تعانيها‪ ،‬وفق ما كان سأأأأأأائدا بان االناث‬
‫هن من شركاء الجن والشياطين اضافة الى موضوع العار عند السبي‪.‬‬
‫هذه اآليات الكريمة التي تبين ان موضأأأأأأوع االنوثة والذكورة واعدادهم وتوزيعهم والغلبة فيه‬
‫يخضع العتبارات تقع خارج إدراك االفراد في اهتماماتهم الحياتية وهي من المسائل التي اختص‬
‫بها هلل سأأأأبحانه‪ ،‬وأنها أحد اوجه الحكمة االلهية‪ ،‬والتي تقتضأأأأي ان االشأأأأياء خاضأأأأعة لقدر هللا‪،‬‬
‫والعاقل المؤمن باهلل هو الذي ال يجعل لموضأأأوع االنوثة والذكورة سأأأببا إلغضأأأاب هللا سأأأبحانه‬
‫وتعالى والخروج على الفطرة السليمة‪.‬‬
‫‪ .1‬البستاني‪ ،‬بطرس‪ -‬محيط المحيط‪ ،‬قاموس طويل للغة العربية‪ -‬مكتبة لبنان‪ -‬طبعة عام‪1291/‬م ص‪،234‬وأد‬
‫بنته يئدها دفنها حية فهي وئيد ووئيدة وموؤودة‪ ،‬والوئيد الصوت العالي او الشديد او هو هدير البعير‬
‫وأد‪ -‬تعني قضى على‪ ،‬ومنها القضاء على الفتنة في وقت مبكر‪ ،‬وأد‪ -‬تعني كبت وقيد‪ ،‬مثل كبت وتقيد‬
‫الحريات‪.‬‬
‫‪ .2‬سورة الشورى‪ :‬اآلية ‪.32-42‬‬
‫‪ .3‬سورة الفرقان‪ :‬اآلية ‪.41‬‬
‫>‬
‫‪- 320 -‬‬
‫وقد توجد محاوالت لغرض تحديد جنس المولود وتغليب الذكور على االناث عدوانا على الفطرة‬
‫وقانون التوازن الذي اوجده هللا سأأبحانه وتعالى ‪..‬لقد صأأورت لنا الشأأريعة السأأمحاء حال البعض‬
‫في الجاهلية (( َوإِذَا ب ُِش َر أ َ َحد ُ ُه ْم بِاألُنثَى َ‬
‫وء‬
‫ارى ِمنَ ْالقَ ْو ِم ِمن ُس ِ‬
‫ظ َّل َو ْج ُههُ ُم س َْودًّا َو ُه َو َك ِظي ٌم*يَت َ َو َ‬
‫س أاء َما يَ ْح ُك ُمونَ )) (‪ )1‬لقد جاءت الشأأريعة‬
‫علَى ُهون أ َ ْم يَد ُُّس أهُ فِي الت ُّ َرا ِ‬
‫َما ب ُِش أ َر بِ ِه أَي ُْم ِس أ ُكهُ َ‬
‫ب أَالَ َ‬
‫السمحاء لتتقضي على هذه الجريمة البشعة وبشكل نهائي ومن غير رجعة اال من ارتضى لنفسه‬
‫ان يكون غير انسان‪.‬‬
‫بعد توجيه الخطاب القرآني للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ان ايها الناس ان هللا خلقكم‬
‫من ذكر وانثى وجعل من النساء امثلة وقدوة حسنة مثل مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد‬
‫وفاطمة الزهراء البتول‪.‬‬
‫ان الطفلة الصغيرة هي االم واالخت والخالة والعمة‪ ،‬جاء في معنى ان يتم اطالق اسم "فاطمة "‬
‫على المولدة الصغيرة ان اهل المولودة يتمنون ان ابنتهم تنمو وتكبر ثم تتزوج وتلد وتقوم بإرضاع‬
‫اطفالها حتى تفطمهم فتصبح فاطمة‪ ،‬وهي ايضا فاطمة نفسها عن الشهوات والصغائر (‪.)2‬‬
‫من طرائف ما يروى ان اميرا من امراء العرب يكنى بابي حمزة تزوج من امرأة وكعادة العرب‬
‫كان موضوع االبناء الذكور هو الشاغل االساسي للرجل‪ ،‬الن الصبيان هم الذين يحملون اسم االب‬
‫ويدافعون عن القبيلة ويتفاخر بهم‪ ،‬المهم ان زوجة ابو حمزة ولدت له بنتا هجر الرجل البيت وبعد‬
‫عام مر امام بيته فسمع زوجته تقول‪.‬‬
‫ما البي حمزة ال يأتينا‬
‫يظل في البيت الذي يلينا‬
‫غضبان اال نلد البنينا‬
‫تاهلل ما ذلك في ايدينا‬
‫وانما نأخذ ما اعطينا‬
‫‪ .1‬سورة النحل‪ :‬اآلية ‪.32 -39‬‬
‫‪ .2‬االرناؤوط‪ ،‬شفيق‪ -‬قاموس االسماء العربية‪ -‬دار العلم للماليين‪ -‬ط‪ -0‬طبعة عام‪1292/‬م ص‪.133‬‬
‫>‬
‫‪- 329 -‬‬
‫فتقدم الرجل ومشى حتى دخل البيت بعد ان اعطته درسا في االيمان والرضى‪ ،‬وثبات اليقين فقبل‬
‫رأس امرأته وابنتها ورضي بعطاء هللا المقدر وهبته المقسومة (‪.)1‬‬
‫جاء في الحديث الشريف ( من كان له ثالث بنات‪ ،‬او ثالثة اخوات‪ ،‬او بنتان او اختان فاحسن‬
‫(وإِذَا‬
‫ُ‬
‫صحبتهن‪ ،‬وصبر عليهن واتقى هللا فيهن دخل الجنة)‪،‬وفي هذا الصدد نذكر بقوله تعالى( َ‬
‫ت* ِبأَي ِ ذَ ْنب قُ ِتلَ ْ‬
‫س ِئلَ ْ‬
‫ت)) (‪ ،)2‬لقد ذم هللا سبحانه وتعالى تلك الفعلة الشنيعة‪ ،‬واقرت‬
‫ْال َم ْوؤُ ودَة ُ ُ‬
‫الشريعة السمحاء عقوبات بحق مرتكبي هذه االفعال على اعتبارها جرائم‪ ،‬والتي هي انحراف عن‬
‫المسار االنساني لصالح الظلم والخطيئة‪.‬‬
‫جاء في الحديث الصحيح‪ ،‬حدثنا أبو أمية‪ ،‬ثنا عبيد هللا بن موسى‪ ،‬ثنا شيبان‪ ،‬عن منصور عن‬
‫الشعبي عن وراد‪ ،‬كاتب المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪ ":‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬إن هللا حرم عليكم عقوق األمهات ووأد البنات ومنع وهات‪ ،‬وكره لكم قيل وقال وكثرة‬
‫السؤال وإضاعة المال" (‪.)3‬‬
‫اما قتل االوالد عموما اي الذكور واالناث فقد كانت عادة معروفة ايضا في الجاهلية ومنها ما جاء‬
‫ي‬
‫في قوله سبحانه وتعالى في وصف النساء الالتي بايعن الرسول الكريم محمد ‪ َ(( ‬يَا أَيُّ َها النَّ ِب ُّ‬
‫علَى أَن ال يُ ْش ِر ْكنَ بِ َّ‬
‫ش ْيئًا َوال يَس ِْر ْقنَ َوال َي ْزنِينَ َوال يَ ْقت ُ ْلنَ أ َ ْوالدَ ُه َّن‬
‫اّللِ َ‬
‫إِذَا َجا َء َك ْال ُمؤْ ِمنَاتُ يُبَا ِي ْعن ََك َ‬
‫صين ََك ِفي َم ْع ُروف فَ َبا ِي ْع ُه َّن َوا ْستَ ْغ ِف ْر لَ ُه َّن َّ‬
‫َوال َيأْتِينَ ِببُ ْهتَان َي ْفت َ ِرينَهُ َبيْنَ أ َ ْيدِي ِه َّن َوأ َ ْر ُج ِل ِه َّن َوال َي ْع ِ‬
‫اّللَ‬
‫ِإ َّن َّ‬
‫اّللَ َ‬
‫ور َّر ِحي ٌم)) (‪ ،)4‬وقد كان البعض ممن عاش في زمن الجاهلية يقوم بقتل اوالده بسبب‬
‫غف ُ ٌ‬
‫الفقر ومنها ما جاء في قوله تعالى(( َوالَ ت َ ْقتُلُواْ أوالدَ ُك ْم َخ ْش َيةَ ِإ ْمالق نَّ ْح ُن ن َْر ُزقُ ُه ْم َو ِإيَّا ُكم)) (‪.)5‬‬
‫‪ .1‬د‪.‬علوان‪ ،‬عبد هللا ناصح‪ -‬تربية االوالد في االسالم‪ -‬المجلد االول‪ -‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪-‬‬
‫االصدار االول ص ‪.41-49‬‬
‫‪www.abdullahelwan.net‬‬
‫‪ .2‬سورة التكوير‪ :‬اآلية ‪.2-9‬‬
‫‪ .3‬ابوعوانه‪ ،‬يعقوب بن اسحاق االسفرائني‪ -‬مسند ابي عوانه‪ -‬كتاب االحكام ـ باب الخبر الموجب نصيحة‬
‫الحاكم واالمام‪ ،‬الحديث رقم(‪ -)9399‬تحقيق ايمن بن عارف الدمشقي‪ -‬ط‪ -1‬ج‪ -4‬دار المعرفة‪ -‬طبعة‬
‫عام‪1229/‬م ص‪.199‬‬
‫‪ .4‬سورة الممتحنة‪ :‬اآلية ‪.10‬‬
‫‪ .5‬سورة االسراء‪ :‬اآلية ‪.31‬‬
‫‪- 306 -‬‬
‫وقد وصف هللا سبحانه وتعالى قتل االوالد بانه سفه وخروج عن المألوف والفطرة ((قَ ْد َخ ِس َر الَّذِينَ‬
‫عبَّاس‪،‬‬
‫ع ِن اب ِْن َ‬
‫سفَ ًها بِ َغي ِْر ِع ْلم)) (‪ ،)1‬وقد جاء في شعب االيمان للبيهقي فيما روي َ‬
‫قَتَلُواْ أوالَدَ ُه ْم َ‬
‫سلَّ َم‪َ " :‬م ْن ُو ِلدَ ْ‬
‫صلَّى َّ‬
‫سو ُل َّ‬
‫قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬
‫ت لَهُ أ ُ ْنثَى فَلَ ْم يَئِ ْدهَا‪َ ،‬ولَ ْم يُ ِه ْن َها َولَ ْم يُؤْ ثِ ْر َولَدَهُ‬
‫اّللُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫اّللِ َ‬
‫ور أ َ ْد َخلَهُ َّ‬
‫اّللُ ِب َها ْال َجنَّةَ "‪.‬‬
‫َ‬
‫علَ ْي َها َي ْع ِني الذُّ ُك َ‬
‫وقد جاء عن احمد شوقي قوله‪- :‬‬
‫أنثى وكل الطيبات بنات‬
‫موالي إن الشمس في عليائها‬
‫االفعال اإلرهابية التي عانى منها اإلسالم‬
‫االسالم كغيره من االديان تعرض للكثير من الجرائم اإلرهابية ورصد لها اشد العقوبات ولعل‬
‫الردة والبغي والحرابة أقرب صور الجرائم الى األعمال اإلرهابية‪.‬‬
‫الردة‬
‫الردة في اللغة‪ :‬الرجوع عن الشيء‪ ،‬ومنها الرجوع في الطريق الذي جاء منه‪.‬‬
‫الردة في الشرع‪ ":‬الرجوع عن االسالم الى الكفر‪ ،‬او قطع االسالم بنية الكفر او قول كفر او فعل‬
‫كفر‪ ،‬سواء أكان على جهة االستهزاء او العناد او االعتقاد" (‪ ،)2‬واالصل في الردة وجود االختيار‬
‫ع ِن ال َّ‬
‫سبِي ِل‬
‫ش ْه ِر ْال َح َر ِام قِتَال فِي ِه قُ ْل قِتَا ٌل ِفي ِه َك ِب ٌ‬
‫صد َ‬
‫وليس االكراه‪ ،‬قال تعالى((يَسْأَلُون ََك َ‬
‫عن َ‬
‫ير َو َ‬
‫اّللِ َو ُك ْف ٌر بِ ِه َو ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام َو ِإ ْخ َرا ُج أ َ ْه ِل ِه ِم ْنهُ أ َ ْكبَ ُر ِعندَ َّ‬
‫َّ‬
‫اّللِ َو ْال ِفتْنَةُ أَ ْك َب ُر ِمنَ ْالقَتْ ِل َوالَ يَزَ الُونَ‬
‫ى َي ُردُّو ُك ْم َعن دِي ِن ُك ْم ِإ ِن ا ْست َ َ‬
‫عن دِي ِن ِه فَ َي ُم ْ‬
‫ت َو ُه َو َكا ِف ٌر فَأُولَ ِئ َك‬
‫طا ُ‬
‫عواْ َو َمن َي ْرت َ ِد ْد ِمن ُك ْم َ‬
‫يُقَا ِتلُونَ ُك ْم َحت َّ َ‬
‫َح ِب َ‬
‫ط ْ‬
‫ار ُه ْم فِي َها خَا ِلد ُونَ )) (‪ ،)3‬وفي معنى الردة‬
‫ص َح ُ‬
‫ت أ َ ْع َمالُ ُه ْم فِي الدُّ ْن َيا َو ِ‬
‫اآلخ َر ِة َوأُولَئِ َك أ َ ْ‬
‫اب النَّ ِ‬
‫‪ .1‬سورة االنعام‪ :‬اآلية ‪.142‬‬
‫‪>.2‬محمد‪ ،‬عبد الرحمن كمال‪ -‬توضيح المسالك للسائل والناسك‪-‬؟رقم االيداع في دار الكتب والوثائق(‪)429‬‬
‫في ‪ 0221/1/2‬ص‪،343‬وهذا الكالم ينسب الى قليوبي وعميرة الشافعيين حاشيتا قليوبي وعميرة على‬
‫شرح المحلى على منهاج الطالبين‪ ،‬وهو يمثل موقف المذهب الشافعي من موضوع الردة‪.‬‬
‫‪ .3‬سورة البقرة‪ :‬اآلية‪.011‬‬
‫‪- 303 -‬‬
‫ب لَ ْو َي ُردُّو َن ُكم ِمن َب ْع ِد إِي َما ِن ُك ْم‬
‫والرجوع عن الدين جاء قوله سبحانه‬
‫وتعالى((ودَّ َك ِث ٌ‬
‫ير ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ي َّ‬
‫اّلل‬
‫سدًا ِم ْن ِعن ِد أَنفُ ِس ِهم ِمن َب ْع ِد َما تَبَيَّنَ لَ ُه ُم ْال َح ُّق فَا ْعفُواْ َوا ْ‬
‫اّللُ بِأ َ ْم ِر ِه إِ َّن َّ َ‬
‫ُكفَّارا ً َح َ‬
‫صفَ ُحواْ َحتَّى يَأتِ َ‬
‫ِير)) (‪ ،)1‬اي يرجعونكم الى حال الكفر بعد ان فارقتموه (‪ ،)2‬وقوله تعالى((يَا أَيُّ َها‬
‫علَى ُك ِل َ‬
‫ش ْيء قَد ٌ‬
‫َ‬
‫ف يَأْتِي َّ‬
‫علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ أ َ ِع َّزة‬
‫اّللُ بِ َق ْوم ي ُِحبُّ ُه ْم َوي ُِحبُّونَهُ أَذِلَّة َ‬
‫الَّذِينَ آ َمنُواْ َمن يَ ْرتَدَّ ِمن ُك ْم َ‬
‫عن دِينِ ِه فَ َ‬
‫س ْو َ‬
‫شاء َو َّ‬
‫ض ُل َّ‬
‫اّللِ يُؤْ ِتي ِه َمن َي َ‬
‫اّلل َوالَ َيخَافُونَ لَ ْو َم َة ال ِئم ذَ ِل َك فَ ْ‬
‫اّللُ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬
‫َ‬
‫علَى ْال َكا ِف ِرينَ يُ َجا ِهد ُونَ ِفي َ‬
‫ع ِلي ٌم)) (‪.)3‬‬
‫َوا ِس ٌع َ‬
‫وعلى الرغم من ان الردة انواع مختلفة فمنها الردة عن االعتقاد بالشريعة االسالمية قوال وفعال‬
‫ومنها ما يحصل بالقول او العمل او الترك‪ ،‬ولكننا سنتحدث عن الردة عن الشريعة االسالمية‬
‫لشريعة او دين اخر او تعطيل ركنا منها‪ ،‬والتي حصلت بموجبها حروب الردة‪ -‬هي المعارك التي‬
‫خاضها المسلمين بعد وفاة الرسول الكريم محمد ‪ ‬في عهد ابو بكر الصديق‪ ،‬فقد صح عن عثمان‬
‫بن عفان قوله قال‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪ :‬ال يحل دم أمرئ مسلم اال بإحدى ثالث‪ :‬رجل زنى‬
‫بعد احصان فعليه الرجم‪ ،‬او قتل عمدا فعلية القود او ارتد * بعد اسالمه فعليه القتل (‪.)4‬‬
‫اشتهرت حروب الردة باسم اشهر المرتدين ومنهم‪.‬‬
‫‪ ‬االسود العنسي‪ -:‬هو عيهلة بن كعب بن عوف العنسي يلقب ذي الخمار واطلق على نفسه اسم‬
‫"رحمن اليمن" انتهت قصة في مقتله في قصره على يد زوجته‪.‬‬
‫‪ ‬طليحة االسدي‪ -:‬هو طلحة بن خويلد من بني مخزوم من بني اسد بن خزيمة حاول االغارة‬
‫على المدينة المنورة‪ ،‬خرج اليهم المسلين وفي معركة يسيره تغلبوا عليهم وطاردوهم وساهم‬
‫هذا الحادث على رفع معنويات المسلمين وبعد ذلك تم ارسال خالد بن الوليد لقتال طليحة‬
‫‪ .1‬قادري‪ ،‬عبد هللا احمد‪ -‬الردة في االسالم وخطرها على العالم االسالمي‪ -‬ط‪ -0‬مكتبة طيبة في المدينة‬
‫المنورة‪ -‬طبعة عام‪1293‬م ص‪.13‬‬
‫‪ .2‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.122‬‬
‫‪ .3‬سورة المائدة‪ :‬اآلية ‪.34‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬السامرائي‪ ،‬نعمان عبد الرزاق‪ -‬احكام المرتد في الشريعة االسالمية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ -‬ط‪ -0‬دار العلم‬
‫للطباعة والنشر‪ -‬طبعة عام‪1293/‬م ص‪، -34‬ويستعرض الكاتب مفهوم الردة من خالل عرض اراء كبار‬
‫فقهاء المذاهب الخمسة (الحنفي‪ ،‬الشافعي ‪،‬المالكي‪ ،‬الحنبلي‪ ،‬االمامية)‪.‬‬
‫*‪ .‬مظهر‪ -‬ارتد عن اإلسالم‪ -‬تراجع عن اسالمه بالكفر عن طريق العمل او الفكر او االعتقاد‪.‬‬
‫‪- 305 -‬‬
‫واذا فرغ منه سار الى مالك بن نويرة‪ ،‬وسار خالد الى بزاخة والتقى بجيش طليحة وانتهت‬
‫المعركة بهزيمة المرتدين وهروب طليحة مع زوجته الى الشام وظل مختبأ هناك وبعد فترة‬
‫جاء معتمرا فمر من قرب المدينة فقيل البي بكر هذا طليحة فقال ‪ :‬ماذا اصنع به قد اسلم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫بني تميم ومالك بن نويرة – تحالف مالك بن نويرة مع سجاح التي تزوجت من مسيلمة‬
‫الكذاب‪ ،‬اما مالك فقتل في البطاح بالقصة المعروفة‪ ،‬وان كان فيها خالف‪.‬‬
‫‪‬‬
‫مسيلمة الكذاب‪ -‬غر بني حنيفة فاتبعوه في اليمامة عندما سار اليه خالد كان عدد جيش مسيلمة‬
‫حوالي (‪ )46‬الف مقاتل‪ ،‬تم قتل مسيلمة على يد وحشي‪ ،‬استشهد في معركة اليمامة الكثير‬
‫من الصحابة أمثال ( ابو دجانه االنصاري‪ -‬ضرار بن االزور‪ -‬الطفيل بن عمرو)‪.‬‬
‫اما المناطق التي ارتدت فتمت معالجتها من خالل الجيوش التي خرجت من المدينة المنورة ومن‬
‫اشهر قادة هذه الجيوش‪.‬‬
‫‪ -3‬خالد بن الوليد ‪ -‬توجه لقتال طليحة ثم سار بعد ذلك الى البطاح‪.‬‬
‫‪ -5‬عكرمة بن ابي جهل‪ -‬سار الى مسيلمة‪.‬‬
‫‪ -1‬المهاجر بن قيس‪ -‬قتال االسود العنسي‪ ،‬وقيس بن مكشوح وكندة وحضرموت‪.‬‬
‫‪ -4‬خالد بن سعيد‪ -‬الى مشارف الشام‪.‬‬
‫‪ -2‬العالء بن الحضرمي الى اليمن‪.‬‬
‫ان الردة كانت اخطر تحدي واجهته االمة االسالمية‪ ،‬لقد حاول المرتدين القضاء على هذه الدولة‬
‫الفتية‪ ،‬وانزال الرعب في صفوف المسلمين من القبائل العربية‪ ،‬وكذلك في محاولتهم الهجوم على‬
‫المدينة المنورة‪ ،‬وقيامهم بتشويه الشريعة االسالمية‪ ،‬وادعاء البعض منهم النبوة وقيامهم بتأليف‬
‫اسجاع على اعتبارها تشريعات ربانية بقصد اضالل الناس‪ ،‬ان القرآن الكريم اشارة الى احتمالية‬
‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬
‫ت‬
‫اكيدة في ارتداد البعض عن االسالم مهما قلوا او كثروا‪ ،‬قال‬
‫تعالى((و َما ُم َح َّمدٌ إِالَّ َر ُ‬
‫َ‬
‫ض َّر َّ‬
‫ش ْيئًا‬
‫اّللَ َ‬
‫ع ِق َب ْي ِه فَلَن َي ُ‬
‫س ُل أَفَإِن َّم َ‬
‫الر ُ‬
‫ِمن قَ ْب ِل ِه ُّ‬
‫ى َ‬
‫علَى أ َ ْعقَا ِب ُك ْم َو َمن َينقَلِبْ َ‬
‫ات أ َ ْو قُ ِت َل انقَلَ ْبت ُ ْم َ‬
‫علَ َ‬
‫اّللُ ال َّ‬
‫س َي ْج ِزي َّ‬
‫شا ِك ِرينَ )) (‪.)1‬‬
‫َو َ‬
‫‪ .1‬سورة ال عمران‪ :‬اآلية ‪.144‬‬
‫‪- 301 -‬‬
‫ولقد حاول البعض من الكتاب التقليل من موضوع الردة وربطوا ذلك في موضوع االمتناع عن‬
‫دفع الزكاة‪ ،‬والحقيقة ان المرتدين صنفان‪ :‬صنف خرج عن الدين فهو كافر‪ ،‬واالخر منع الزكاة‬
‫وهناك اشكالية في موضوع كفر او ارتداد مالك بن النويرة‪ ،‬وما حصل له مع ابو بكر وذلك ما‬
‫حصل له مع خالد وجيشه في موضوع االذان والصالة‪ ،‬وهللا اعلم‪.‬‬
‫وجاء في نص كتاب ارسله مسيلمة الكذاب الى الرسول الكريم محمد ‪ " ‬من مسيلمة رسول‬
‫هللا الى محمد رسول هللا‪ :‬سالم عليك‪ ،‬اما بعد فإنني ا ُشركت معك في االمر وان لنا نصف االرض‬
‫ولقريش نصفها‪ ،‬ولكن قريشا قوم يعتدون"(‪ )1‬فرد عليه الرسول الكريم " بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫من محمد رسول هللا الى مسيلمة الكذاب‪ ،‬اما بعد فالسالم على من اتبع الهدى فان االرض هلل‬
‫يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"‪.‬‬
‫رب قائل يقول ما هو الرابط بين حروب الردة واإلرهاب والعالقة بينهم ان الردة كانت تستهدف‬
‫الدين كعقيدة والمسلمين هم وعوائلهم فهل بعد ذلك من جرم‪ ،‬انه إرهاب لمنع ان تكون كلمة هللا‬
‫هي العليا وان تكون كلمة الذين كفروا السفلى‪.‬‬
‫البغي‬
‫ان لكلمة البغي في اللغة العربية معاني متعددة منها (بغى‪ ،‬يبغي‪ -‬اعتدى وخرج عن القانون‬
‫البغي‪ -‬الظلم‪ ،‬بغى‪ ،‬يبغي‪ ،‬بغاء للمرأة يعني الزنا‪ ،‬الكذب) (‪ ،)2‬وايضا(بغى بغيا‪ -‬تجاوز عن الحد‬
‫واعتدى‪ ،‬وبغى‪ -‬تسلط وظلم) (‪ ،)3‬واما البغي كمفهوم فقهي عام فهي حالة دينيه سياسية تقع ضد‬
‫السلطة بناء على دوافع سياسية بالدرجة االساس‪ ،‬والبغاة هم مسلمون يخرجون عن طاعة امامهم‬
‫وال يحملون هذا الوصف اال اذا كانت لهم قوة مميزة واهداف معلنة ويشترط لقتالهم هو خروجهم‬
‫على سلطة او حكم االمام‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬احمد‪ ،‬مهدي رزق هللا‪ -‬السيرة النبوية في ضوء المصادر االصلية‪ -‬ط‪ -1‬مركز الملك فيصل للبحوث‬
‫والدراسات االسالمية‪ -‬طبعة عام‪1220/‬م ص‪،303‬وايضا سيرة ابن هشام(‪.)302/4‬‬
‫‪ .2‬مسعود‪ ،‬جبران‪ -‬القاموس الرائد‪ -‬ط‪ -1‬دار العلم للماليين‪ -‬طبعة عام‪1220/‬م ص‪.111‬‬
‫‪>.3‬كتاب مجمع اللغة العربية‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ -‬المعجم الوسيط‪ -‬ط‪ -4‬مكتبة الشروق‪ -‬طبعة‬
‫عام‪0224/‬م ص‪.93 -94‬‬
‫‪- 304 -‬‬
‫والبغي ايضا هو التعدي وهو جزء من عملية التنافس على الدنيا‪ ،‬كما فعـل قـارون في بغيه على‬
‫وز َما ِإ َّن َمفَاتِ َحهُ لَتَنُوأ ُ‬
‫قـوم موسى ((إِ َّن قَ ُ‬
‫سى فَ َبغَى َ‬
‫ارونَ َكانَ ِمن َق ْو ِم ُمو َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َوآتَ ْينَاهُ ِمنَ ْال ُكنُ ِ‬
‫اّلل ال ي ُِحبُّ ْالفَ ِر ِحينَ ))(‪ )1‬جاء في الحديث الشريف‬
‫بِ ْالعُ ْ‬
‫صبَ ِة أُو ِلي ْالقُ َّوةِ إِ ْذ قَا َل لَهُ قَ ْو ُمهُ ال ت َ ْف َرحْ إِ َّن َّ َ‬
‫(إِ َّن َّ‬
‫علَى أ َ َحد)(‪ )2‬على ان‬
‫ي أ َ ْن ت َ َوا َ‬
‫علَى أ َ َحد‪َ ،‬و َال يَ ْفخ ََر أ َ َحدٌ َ‬
‫ي أ َ َحدٌ َ‬
‫اّللَ أَ ْو َحى إِلَ َّ‬
‫ضعُوا َحتَّى َال َي ْب ِغ َ‬
‫يجرى التميز بين البغي بحق(المقصود هنا ليس البغي بمعناه المستخدم وان جرت العادة على‬
‫استخدام مصطلح البغي بغير الحق‪ ،‬ويراد به الوقوف بوجه الظلم) والبغي بغير حق والذي هو ما‬
‫يجب وصفه بالجريمة وقد يكون الباغي هو الحاكم لذلك يجب الوقوف مع البغاة إذا كانوا على‬
‫حق وكان اإلمام هو الجائر(الباغي)‪.‬‬
‫والبغي يخص كل من له القدرة في الخروج على حد معين‪ ،‬وجاء في الحديث النبوي الشريف(لَ ْستُ‬
‫ضلِينَ ‪ِ ،‬إ ْن‬
‫علَى أ ُ َّم ِتي ُجو ً‬
‫عد ًُّوا َي ْجتَا ُح ُه ْم َو َل ِك ِني أَخ ُ‬
‫أَخ ُ‬
‫علَى أ ُ َّم ِتي أَئِ َّمةً ُم ِ‬
‫َاف َ‬
‫عا َي ْقتُلُ ُه ْم‪َ ،‬وال َ‬
‫َاف َ‬
‫أَ َ‬
‫ص ْو ُه ْم قَتَلُو ُه ْم) (‪ ،)3‬وإما إذا كان البغاة هم على باطل وكانت اسبابهم ال‬
‫طا ُ‬
‫عو ُه ْم فَتَنُو ُه ْم‪َ ،‬و ِإ ْن َع َ‬
‫(و ِإ ْن َ‬
‫ان ِمنَ‬
‫طائِ َفت َ ِ‬
‫تصل الى درجة االقناع فيجب قتالهم قال تعالى في سورة الحجرات اآلية‪َ ( 9:‬‬
‫ص ِل ُحوا بَ ْي َن ُه َما فَإ ِ ْن بَغ ْ‬
‫علَى ْاأل ُ ْخ َرى فَقَاتِلُوا الَّتِي ت َ ْب ِغي َحتَّى ت َ ِفي َء ِإلَى‬
‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ ا ْقتَتَلُوا فَأ َ ْ‬
‫َت ِإ ْحدَا ُه َما َ‬
‫ص ِل ُحوا بَ ْينَ ُه َما بِ ْالعَ ْد ِل َوأ َ ْق ِس ُ‬
‫اّللِ فَإ ِ ْن فَا َء ْ‬
‫طوا إِ َّن َّ‬
‫أ َ ْم ِر َّ‬
‫ِطينَ ))‪،‬وعن عبد هللا بن‬
‫اّللَ ي ُِحبُّ ْال ُم ْقس ِ‬
‫ت فَأ َ ْ‬
‫مسعود قال‪ :‬ان النبي محمد صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬يا ابن مسعود‪ ،‬اتدري ما حكم هللا فيمن بغى‬
‫من هذه االمة؟ قال ابن مسعود هللا ورسوله اعلم قال‪ :‬فان حكم هللا فيهم ان ال يتبع مدبرهم‪ ،‬وال يقتل‬
‫اسيرهم وال يذف (يجاز‪ -‬يجهز) على جريحهم‬
‫(‪)4‬‬
‫وفي رواية اخرى‪ ،‬وال يقسم فيؤهم * ‪،‬وسئل‬
‫االمام علي عليه السالم عن اهل البغي من اهل الجمل وصفين امشركون هم؟ فقال ال‪ ،‬من الشرك‬
‫‪ .1‬سورة القصص‪ :‬اآلية ‪.19‬‬
‫‪>.2‬الفريوائي‪ ،‬عبد الرحمن عبد الجبار‪ -‬كتاب الزهد لإلمام وكيع بن الجراح (‪ -)014‬ط‪ -1‬مكتبة الدار‪ ،‬المدينة‬
‫المنورة‪ -‬طبعة عام‪1294/‬م ص‪،493‬رواه مسلم وابو داود وابن ماجه الزهد للمعافى بن عمران الموصلي‪.‬‬
‫‪ .3‬الطبراني‪ ،‬ابو القاسم سليمان بن احمد‪ -‬المعجم الكبير‪ ،‬حديث(‪-)1933‬ج‪ -9‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.119‬‬
‫‪>.4‬البيهقي‪ ،‬ابو بكر احمد بن الحسين الخراساني‪ -‬السنن الكبرى للبيهقي‪ ،‬كتاب قتال اهل البغي‬
‫الحديث(‪ - )11133‬تحقيق محمد عبد القادر عطا‪ -‬ج‪ -9‬ط‪ -0‬دار الكتب العلمية‪ ،‬منشورات محمد علي‬
‫بيضون‪ -‬طبعة عام‪0223/‬م ص‪.319‬‬
‫*‪ .‬الفيء هي األموال بكافة أنواعها التي يحصل عليها المسلمين من غير قتال‪.‬‬
‫‪- 302 -‬‬
‫فروا‪ ،‬فقيل امنافقون ؟ قال‪ :‬ال الن المنافقين ال يذكرون هللا اال قليال‪ ،‬فقيل له‪ :‬فما حالهم ؟ قال‪:‬‬
‫اخواننا بغوا علينا (‪ ،)1‬ومن غير علي عليه السالم يطبق وصايا الرسول الكريم محمد ‪ ‬ويحرص‬
‫على التمسك باالحاديث الشريفة ويطبقها بمنتهى الدقة ويحرص على ان يعلم ويوصي اصحابه‬
‫باتباع تلك االوامر والتوجيهات‪ ،‬ومن ابرز حاالت البغي التي حصلت في االسالم هم خروج‬
‫الخوارج حيث استخدم االمام علي كرم هللا وجه معهم كل الثوابت الخاصة في التعامل معهم وهي‬
‫قمة النبل االنساني وهي تمثل ارقى قواعد يمكن ان تطبق في الحروب ومنها ‪-:‬‬
‫‪ -1‬النصح‪ :‬حيث تم ارسال عبد هللا بن عباس الى الخوارج ليناظرهم فيما يدعون ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -0‬التخويف والتحذير‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬االنذار بالقتال‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -4‬في القتال (لم يتم مالحقة الفارين منهم‪ ،‬عدم التعرض للجرحى‪ ،‬عدم قتل االسرى من القى‬
‫‪.‬‬
‫السالح فهو في امان‪ ،‬عدم وجود غنائم‪ ،‬االحتفاظ االسرى ثم اطالق صراحهم‪ -‬ومن القى السالح‬
‫فهو في امان‪ ،‬عدم وجود غنائم‪ ،‬عدم التعرض للنساء)‪.‬‬
‫ويختلف مفهوم البغي عند الشيعة االمامية عن ما موجود في المذاهب االربعة اختالفا جوهريا‬
‫الن الشيعة االمامية يكفرون كل من يخرج على االمام العادل‪ ،‬وروي عن االمام علي عليه السالم‬
‫وكرم هللا وجهه قوله‪" :‬امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ففعلت ما امرت" (‪ ،)2‬اما الناكثين‬
‫فهم من نكثوا بعد ان بايعوا بالخالفة لإلمام علي عليه السالم فهم اصحاب الجمل‪ ،‬والقاسطون هم‬
‫من لم يبايعوا وخرجوا فهم اصحاب صفين واما المارقين فهم الخوارج‪ ،‬ان عدم الطاعة والخروج‬
‫على االمام علي عليه السالم كونه االمام والخليفة فهو فساد كبير‪ ،‬ويقول الطوسي‪ :‬الباغي من‬
‫‪ .1‬انظر الجامع ألحكام القرآن‪ -‬مصدر سابق ج‪ -19‬ص‪،.304-303‬وحديث مشابه له مع بعض االختالفات‬
‫في السنن الكبرى للبيهقي‪ ،‬وقد روي نفس الحديث مع بعض االختالفات‪ ،‬حديث رقم(‪ -)19100‬مصدر‬
‫سابق ص‪،320‬ويستشف من تعدد االحاديث ان االمام علي كرم هللا وجهه وعليه السالم سار فيهم بما جاء‬
‫في كتاب هللا سبحانه وتعالى وسنة نبيه الكريم محمد ‪، ‬وهي من القواعد التي تم تبنيها في القانون‬
‫الدولي االنساني على مستوى االسالم والعالم‪.‬‬
‫‪ .2‬النجفي‪ ،‬محمد حسن‪ -‬جواهر الكالم في شرح شرائع االسالم‪ ،‬كتاب الجهاد‪ -‬تحقيق الشيخ عباس القوجاني‪-‬‬
‫ج‪ -01‬ط‪ -1‬دار احياء التراث العربي‪ -‬طبعة عام‪1291/‬م ص‪.304‬‬
‫‪- 300 -‬‬
‫خرج على امام عادل وقاتله ومنع تسليم الحق اليه وفي اصحابنا من يقول انه كافر (‪ ،)1‬ان الطوسي‬
‫في حديثه قد تحدث عن مسائل جوهرية اهمها وجود االمام العادل واالمام العادل من متطلبات‬
‫لحكم الشرعي‪ ،‬الخروج على االمام العادل وقتاله مفسدة كبيرة‪ ،‬مع العلم ان الشيعة االمامية ليس‬
‫كلهم من يكفرون الباغي‪.‬‬
‫ان حالة البغي التي عانى منها المسلمون كانت تشكل اكبر تهديدا للشريعة االسالمية وتهدد السلم‬
‫المجتمعي وحياة الناس وامنهم ومعاشهم ومستقبل اوالدهم وتطعن في الصميم عقائدهم وتكفر‬
‫ساداتهم وتستبيح دمائهم واموالهم‪ ،‬على الرغم من اتخاذها من االسالم كذريعة للخروج على الحكم‬
‫العادل او على سلطة القانون‪ ،‬فكانت الجرائم التي ارتكبها البغاة من اشد الجرائم ايالما للمسلمين‬
‫وغيرهم‪ ،‬ووفق هذا التوصيف فان جرائم البغي والرتباطها بالعامل السياسي وتهديدها مجمل‬
‫نواحي الحياة االخرى فهي ال تخرج عن اطار توصيفها بانها جرائم ارهابية ومن الطراز االول‪.‬‬
‫اننا لم نستعرض مفهوم البغي من وجهة نظر المذاهب األخرى * الن هذا الكتاب ليس كتابا دينيا‬
‫يتناول كل شيء من وجهة نظر الشريعة االسالمية‪.‬‬
‫والذي يهمنا من موضوع البغي هو الخروج على ولي االمر‪ ،‬الن في ذلك فساد وضرر كبير كما‬
‫حصل في موضوع الخوارج الذين رفضوا التحكيم في معركة صفين وانتهى بهم االمر الى تكفير‬
‫جميع الصحابة ثم الشروع بتأسيس حاالت شاذة في المجتمع االسالمي‪ ،‬وبعد ان أصبح البغي‬
‫التعدي بالقوة الى طلب ما ليس بمستحق‪...‬واالمر بقتال البغاة ((فَقَا ِتلُوا الَّ ِتي ت َ ْب ِغي َحتَّى ت َ ِفي َء ِإلَى‬
‫أ َ ْم ِر َّ‬
‫اّللِ)) مخاطب به الوالة دون غيرهم (‪.)2‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬خالد رشيد الجميلي‪ -‬احكام البغاة والمحاربين في الشريعة االسالمية والقانون‪ -‬الجزء االول‪ -‬دار الحرية‬
‫للطباعة‪ -‬طبعة عام‪1212/‬م ص‪.41‬‬
‫*‪>.‬وباالمكان االطالع على مفهوم البغي في الكثير من الكتب اخترنا منها ما يأتي‪-:‬‬
‫‪ ‬البغي في المذهب الحنفي‪ :‬كتاب حاشية ابن عابدين‪.‬‬
‫‪ ‬البغي في المذهب المالكي‪ :‬كتاب ابن عرفة‪ -‬مواهب الجليل‪.‬‬
‫‪ ‬البغي في المذهب الحنبلي‪ :‬كتاب البهوتي‪ -‬كشف القناع‪.‬‬
‫‪ ‬البغي في المذهب الشافعي‪ :‬كتاب الرملي‪ -‬نهاية المحتاج‪.‬‬
‫‪ .2‬الماوردي‪ ،‬ابو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري(الشافعي)‪ -‬الحاوي الكبير‪ - -‬تحقيق الشيخ علي‬
‫محمد معوض والشيخ عادل احمد عبد الموجود‪ -‬ج‪ -13‬ط‪ -1‬دار الكتب العلمية‪ -‬طبعة عام‪1224/‬م ص‪-22‬‬
‫‪.122‬‬
‫‪- 307 -‬‬
‫اما الشيعة االمامية فان البغي عندهم اضافة الى كونه الخروج على صاحب السلطة او االمام ان‬
‫يكون ذلك الخروج على أحد االئمة المعصومين عليهم السالم اجمعين فقد جاء في كتاب اللمعة‬
‫الدمشقية ما يؤيد هذا التوجه" من خرج على المعصوم من األئمة (عليهم السالم) فهو باغ ويجب‬
‫قتاله حتى يفيء" (‪.)1‬‬
‫على انه يصعب فهم هذا الكالم‪ ،‬من كون االئمة المعصومين لم يكن كلهم والة وان كانوا ائمة‬
‫حيث لم يكن من االئمة المعصومين من الوالة او اصحاب السلطة اال (االمام علي عليه السالم‪،‬‬
‫االمام الحسن عليه السالم)‪ ،‬وما سيكون ان شاء هللا لصاحب الحكومة العظمى للمهدي المنتظر‬
‫عليه السالم‪.‬‬
‫وقد تناول محمد تهامي دكير الموضوع بالشرح والتعليق ثم اعطى توصيفا لمعنى البغاة او البغي‬
‫وهو "إعالن فئة أو جماعة مسلمة لها قوة ومنعة وبتأويل مشروع (أي مبرر أو باعث سياسي)‬
‫العصيان المسلح على السلطة الشرعية‪ ،‬أو االمتناع عن أداء الحقوق الشرعية لها بهدف إسقاطها‬
‫أو تغييرها" (‪.)2‬‬
‫والبغي ي عني ايضا كل ظلم يقع بقصد التعدي على الغير او ما ينتفع به‪ ،‬كما جاء في قوله تعالى‬
‫ظ َه َر ِم ْن َها َو َما َب َ‬
‫ش َما َ‬
‫ي ْالفَ َو ِ‬
‫ق َوأَن ت ُ ْش ِر ُكواْ بِا َّّللِ‬
‫اح َ‬
‫طنَ َو ِ‬
‫ي ِبغَي ِْر ْال َح ِ‬
‫اإلثْ َم َو ْال َب ْغ َ‬
‫((قُ ْل ِإنَّ َما َح َّر َم َر ِب َ‬
‫س ْل َ‬
‫علَى َّ‬
‫اّللِ َما الَ ت َ ْع َل ُمونَ )) (‪ ،)3‬ومما يفهم من اآلية الكريمة ان البغي‬
‫َما لَ ْم يُن َِز ْل ِب ِه ُ‬
‫طانًا َوأَن تَقُولُواْ َ‬
‫يكون دوما بغير حق‪ ،‬وليس هناك بغي بحق‪ ،‬الن عبارة " بغير الحق" هي وصف وتوضيح لمعنى‬
‫البغي‪ ،‬وال تعني وجود بغي بحق‪ ،‬وهللا اعلم‪.‬‬
‫‪ .1‬العاملي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن جمال الدين مكي‪ -‬اللمعة الدمشقية في فقه اإلمامية‪ -‬ط‪ -1‬دار التراث والدار‬
‫اإلسالمية‪ ،‬طبعة عام‪1222 /‬م ص‪.93‬‬
‫‪ .2‬أ‪ .‬دكير‪ ،‬محمد تهامي‪ -‬جريمة البغي أو الجريمة السياسية وعقوبتها في الشريعة اإلسالمية والقوانين‬
‫الوضعية‪ -‬مجلة البصائر‪ -‬العدد (‪ )39‬السنة ‪1409 - 19‬هـ‪0223/‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬سورة االعراف‪ :‬اآلية ‪.33‬‬
‫‪- 300 -‬‬
‫الحرابة‬
‫الحرابة في اللغة تعني السلب واخذ المال وفي الفقه تعني قطع الطريق بنية اخذ المال او القتل او‬
‫لإلرهاب االخرين مع استعمال السالح او التهديد به‪ ،‬والحرابة هي الكفر (‪ ،)1‬والقصد في ذلك ان‬
‫الطريق أيا كان وصفه فإنما ُخص النتفاع الجميع واي جريمة سرقة تحصل عليه فإنها تستهدف‬
‫فكرة االمن واالمان وحق االنتفاع العام‪.‬‬
‫ولقد بينت الشريعة موضوع الحرابة واخرجته من دائرة جريمة السرقة العادية ووضعت اليات‬
‫اربُونَ َّ‬
‫ض‬
‫اّللَ َو َر ُ‬
‫سو َلهُ َو َي ْس َع ْونَ فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫للتعامل معها‪ ،‬جاء في القرآن الكريم (( ِإنَّ َما َجزَ ا ُء الَّذِينَ يُ َح ِ‬
‫صلَّبُوا أ َ ْو ت ُ َق َّ‬
‫ي‬
‫ط َع أ َ ْيدِي ِه ْم َوأ َ ْر ُجلُ ُه ْم ِم ْن ِخ َالف أ َ ْو يُ ْنفَ ْوا ِمنَ ْاأل َ ْر ِ‬
‫فَ َ‬
‫سادًا أ َ ْن يُقَتَّلُوا أ َ ْو يُ َ‬
‫ض ذَ ِل َك َل ُه ْم ِخ ْز ٌ‬
‫ع ِظي ٌم)) (‪.)2‬‬
‫عذ َ ٌ‬
‫اب َ‬
‫فِي الدُّ ْنيَا َولَ ُه ْم فِي ْاآل ِخ َر ِة َ‬
‫فكل شخص او مجموعة او دولة تجد في نفسها قوة وتعمل بالضد من التشريع االلهي فهي في‬
‫حالة حرب معه‪ ،‬والحرابة في اللغة مصدر للفعل حارب‪ ،‬وقد يأتي الفعل بعدة معان منها القتل‬
‫وبمعنى المعصية وحارب هللا إذ عصاه كما يأتي حرب بمعنى سلب‪.‬‬
‫وعند األحنف فان الحرابة هي (الخروج على المارة على سبيل المغالبة على وجه يمنع‬
‫المارة من المرور وقطع الطريق) (‪ )3‬وعند الشافعية فان الحرابة هي (البروز آلخذ المال أو قتل أو‬
‫إرهاب ويضيف بعضهم أن يكون ذلك مكابرة أو اعتمادا على الشوكة مع البعد عن الغوث) (‪)4‬اما‬
‫الشيعة االمامية فالحرابة عندهم تعني استخدام السالح إلخافة الناس او االعتداء عليهم في البر او‬
‫البحر في المدن او خارجها ويدخل السارق الذي يستخدم السالح او يهدد باستخدامه مندرجا تحت‬
‫‪ .1‬ابن العربي‪ ،‬ابو بكر محمد بن عبد هللا المعافري (المالكي)‪ -‬احكام القرآن ‪ -‬تحقيق محمد عبد القادر عطا‪-‬‬
‫ق‪ -0‬ط‪ -3‬دار الكتب العلمية‪ -‬طبعة عام‪0223/‬م ص‪.21‬‬
‫‪ .2‬سورة المائدة‪ :‬اآلية ‪،33‬وقد رتب فقهاء المسلمين تسلسل العقوبات حسب الجرم المقترن بالحرابة وهي‬
‫القتل والصلب والتقطيع والنفي‪.‬‬
‫‪ .3‬الكاساني الحنفي‪ ،‬عالء الدين ابي بكر بن مسعود ‪ -‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬كتاب قطاع الطرق‪-‬‬
‫تحقيق الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل احمد عبد الموجود‪-‬ج‪ -2‬ط‪ -0‬دار الكتب العلمية‪ -‬طبعة‬
‫عام‪0223/‬م ص‪.392‬‬
‫‪ .4‬ابن حجر الهيتمي‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي(الشافعي)‪ -‬تحفة المحتاج في شرح المنهاج‪ ،‬مع حاشية اإلمام‬
‫عبد الحميد الشرواني‪ ،‬وحاشية اإلمام أحمد بن قاسم العبادي‪ -‬ج‪ -2‬المكتبة التجارية الكبرى بمصر‬
‫لصاحبها مصطفى محمد‪ -‬طبعة عام‪1293/‬م ص‪.131‬‬
‫‪- 309 -‬‬
‫هذا الوصف‪ ،‬والحرابة مفهوم واسع يدخل فيه موضوع قتال مانعي الزكاة كما حصل في احد‬
‫اهداف حروب الردة‪ ،‬والحرابة قد تشمل كل طائفة ممتنعة عن التزام بأي فرع من فروع شريعة‬
‫االسالم الظاهرة المعروفة بالتواتر حتى لو كانوا من الناطقين بالشهادة‪ ،‬حيث جاء في اآلية الكريمة‬
‫((وقَاتِلُو ُه ْم َحتَّى الَ تَ ُكونَ فِتْنَةٌ َويَ ُكونَ الد ُ‬
‫ِين ُكلُّهُ ِ َّّلل فَإ ِ ِن انت َ َه ْوا فَإ ِ َّن َّ‬
‫ير)) (‪.)1‬‬
‫ص ٌ‬
‫اّللَ ِب َما َي ْع َملُونَ بَ ِ‬
‫َ‬
‫والذي عليه جمهور الفقهاء والعلماء ان من قاتل على اخذ المال بالسالح او بالعصى او‬
‫بالحجارة او بأي نوع اخر من انواع القتال فهو محارب يجري عليه حكم المحاربين‪ ،‬وفي الفقه‬
‫المقارن بين بعض المذاهب االسالمية حول موضوع شمول الذي يحارب داخل البلد او خارجه‬
‫اي داخل االمصار وخارجها بصفة المحارب" فقال مالك‪ :‬داخل المصر وخارجه سواء‪ ،‬واشترط‬
‫الشافعي الشوكة‪ ،‬وإن كان لم يشترط العدد‪ ،‬وإنما معنى الشوكة عنده قوة المغالبة ولذلك يشترط‬
‫فيها البعد عن العمران‪ ،‬ألن المغالبة إنما تتأتى بالبعد عن العمران وكذلك يقول الشافعي‪ :‬أنه إذا‬
‫ضعف السلطان ووجدت المغالبة في المصر كانت محاربة وأما غير ذلك فهو عنده اختالس‪ ،‬وقال‬
‫أبو حنيفة ‪ :‬ال تكون المحاربة في المصر" (‪.)2‬‬
‫وعند االمامية ان كل من جرد السالح إلخافة الناس في البر او في البحر ليال او نهارا في اي‬
‫بلد او غيره فهو محارب تجري عليه احكام المحاربين (‪ ،)3‬وجاء في تفسير الطبرسي ان المحارب‬
‫هو كل من شهر السالح واخاف الطريق‪..‬وان اللص المحارب في المصر وخارجه سواء (‪.)4‬‬
‫ومع كون الحربة جريمة فقد أغلظ هللا سبحانه وتعالى لها العقوبة‪ ،‬إذن فال أقل من أن يعاقب‬
‫اإلرهابي في قياس النظر الشرعي بعقوبة المحاربين‪ ،‬ألن اإلرهاب بمفهومه أوسع نطاقا وأخطر‬
‫جرما في تفكك األمن وسالم المجتمع (‪.)5‬‬
‫‪ .1‬سورة االنفال‪ :‬اآلية ‪.32‬‬
‫‪ .2‬القرطبي‪ ،‬ابو الوليد محمد بن احمد بن محمد بن رشد‪ -‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪،-‬كتاب الحرابة‪ -‬دار‬
‫ابن حزم‪ -‬طبعة عام‪1222/‬م ص‪.194‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬عامر‪ ،‬عبد العزيز‪ -‬التعزير في الشريعة االسالمية‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬طبعة عام‪1219/‬م ص‪.11-19‬‬
‫‪ .4‬الطبرسي‪ ،‬أبو علي الفضل بن الحسن‪ -‬مجمع البيان في تفسير القرآن ‪ -‬ج‪ -3‬ط‪ -1‬دار المرتضى‪ -‬طبعة‬
‫بيروت لعام‪0229/‬م ص‪.099‬‬
‫‪ .5‬د‪ .‬لطفي‪ ،‬اسماعيل ‪ -‬االرهاب والعنف والتطرف في ميزان الشرع‪ -‬طبعة عام‪0212/‬م‪ -‬ص‪.12‬‬
‫‪- 376 -‬‬
‫واننا نحاول ان نقدم النصح إلخواننا الذين يتناولون موضوع اإلرهاب الى عدم اللجوء الى‬
‫التقسيمات التي تقسم اإلرهاب على انه هناك نوع من اإلرهاب يسمى باإلرهاب المحمود الذي‬
‫يمارسه المسلمين وفي هذا تجني على الشريعة واالستشهاد باأليات القرآنية التي وردت فيها‬
‫الكلمات التي اصلها الفعل (رهب) هو استشهاد في غير محله وغير موفق فبدل من اإلرهاب‬
‫المحمود نستخدم حقنا السماوي في الجهاد وحقنا وفق المواثيق الدولية في الكفاح المسلح‪ ،‬فنحن‬
‫امة لها دين وهذا الدين اعطانا حقوقا تنسجم مع الرغبة الحقيقية في اقامة الدولة االسالمية والدفاع‬
‫عنها بكل الوسائل من غير ان نلجأ الى استخدام مصطلح اإلرهاب للمطالبة بحقوقنا من غير‬
‫التجني على القرآن والسنة ونعطي خصومنا حجة علينا‪.‬‬
‫ان الشريعة اإلسالمية قد اعطت الحرابة والبغي بغير حق اهتماما كبيرا على الرغم من‬
‫كونها من نوع الجرائم التي يمكن ان تحصل في كل زمان ومكان‪ ،‬اال ان المهم في الموضوع ان‬
‫تلك الجرائم لها خصوصية كونها تهدد االمن والسلم المجتمعي وهي صور من الصور التطبيقية‬
‫التي تتصدر جرائم اإلرهاب‪ ،‬اما حقيقة االمر ان اإلرهاب أبعد في اهدافه من جرائم الحرابة التي‬
‫قد تكون جزء منها اعمال ارهابية‪ ،‬الن اإلرهاب قد يحتوي هذه الجرائم ويتعداها الى ما هو ابعد‬
‫من ذلك واعظم خطرا‪.‬‬
‫لقد استخدم أنصار الثورة الفرنسية مصطلح اإلرهاب مع مصطلحات اخرى مثل اعداء‬
‫الثورة اعداء الشعب او اعداء الحرية او اعداء االنسانية‪ ،‬والعدو عندم كل من خالف نهجهم او‬
‫عمل بالضد من تطلعاتهم‪ ،‬الذي يهمنا ان نعي ما نقول‪ ،‬وتكمن الخطورة في الحرابة والبغي كونهما‬
‫من نتاج الفكر الرجعي والذي يكفر االخر ويعد الخروج بغيا او بقصد المغالبة عمال شرعيا ان لم‬
‫يكن واجبا وطنيا‪.‬‬
‫‪- 373 -‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الحرب والكفاح المسلح والجهاد‬
‫ويتضمن المطالب االتية‬
‫المطلب االول‪ :‬الحرب واإلرهاب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الكفاح المسلح‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الجهاد‪.‬‬
‫‪- 375 -‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الحرب والكفاح المسلح والجهاد‬
‫لعل من اهم المواضأأأأيع المهمة التي يجب فك ارتباط مفهوم اإلرهاب عنها هي موضأأأأوع‬
‫الحرب والكفاح الم سلح ومو ضوع الجهاد‪ ،‬فأما الحرب فهي حالة من النزاع او ال صراع تح صل‬
‫بين جهتين ألسأأأأأأباب شأأأأأأتى‪ ،‬وان الكفاح المسأأأأأألح هو حق طبيعي اقرته قواعد واعراف القانون‬
‫الدولي عبر مسأأأأأيرته الطويلة‪ ،‬وهو حق الدول التي تتعرض الى عدوان او احتالل في ان تلتجئ‬
‫الى خيار العمل المسلح لغرض تحقيق مطالبها‪.‬‬
‫اما الجهاد فهو حق اعطته العناية االلهية للمسلمين كما الشرائع السابقة‪ ،‬لنشر الدين ورد العدوان‬
‫بكافة انواعه‪ ،‬وتخليص األمم والشأأأأعوب الغارقة في ظالم الجهل والعبودية واالنحالل والخروج‬
‫بهم الى جو رحب من العمل والعبادة ونشأأر اجواء العدل والمحبة والسأأالم وتبادل الخبرات وسأأد‬
‫النقص والتكافل االجتماعي‪.‬‬
‫اننا في حديثنا عن اإلرهاب ومصأأادره وانواعه واهدافه نهدف الى توضأأيحه لألخرين بقصأأد ان‬
‫نفرق بينه وبين مقاصد الشريعة االسالمية وتوجهاتها ونقطع الطريق على كل من يحاول ان يجد‬
‫رابطا بين االسأأأالم واإلرهاب‪ ،‬بمعنى ان أصأأأل اإلرهاب هو االسأأأالم كما يزعمون وكما يروج‬
‫البعض من المسلمين لفكرة اإلرهاب المحمود‪.‬‬
‫اننا احوج ما نكون اليوم الى رد الهجمة التي يتعرض لها االسأأأأأأالم‪ ،‬فنحن الذين تم اسأأأأأأتعمارنا‬
‫ونهب خيراتنا‪ ،‬وتقتيل ابنائنا وتشأأأأأأريد نسأأأأأأائنا واطفالنا‪ ،‬ونحن الذين نتعرض الى هجمة لتغيير‬
‫اخالقنا وعاداتنا وتطويع اجيالنا بقبول اوهام الحضأأأأأأأارة الغربية‪ ،‬ونحن الذين يهرول سأأأأأأأاداتنا‬
‫وحكامنا إلرضاء الغريب والتشديد على ابناء الوطن‪.‬‬
‫وسنتحدث في المطلب االول من هذا المبحث عن الحرب وعالقتها باإلرهاب وفي المطلب الثاني‬
‫سأأأنتناول موضأأأوع الكفاح المسأأألح وفي المطلب الثالث سأأأنتكلم عن الجهاد لضأأأمان بيان عالقتها‬
‫باإلرهاب‪ ،‬وبيان كيف توصيف كل حالة منها ومدى اختالفها عن مفهوم اإلرهاب او عالقته به‪.‬‬
‫‪- 371 -‬‬
‫المطلب األول‬
‫الحرب واإلرهاب‬
‫كانت الحرب وما زالت أحد ادوات العمل السياسي‪ ،‬فالحرب الزمت البشرية منذ وجودها‬
‫على االرض الن الحرب ظاهرة اجتماعية وإنسانية (‪ ،)1‬اننا في تناولنا لموضوع الحرب نحاول‬
‫التفريق بينه وبين اإلرهاب او ما يعرف بالحرب على اإلرهاب‪ ،‬فالحرب صراع بين مسلح بين‬
‫دولتين او فريقين من الدول ويكون الغرض منه الدفاع عن حقوق ومصالح الدول المحاربة (‪.)2‬‬
‫وحاليا فان يجب إعادة صياغة مفهوم الحرب لينسجم مع واقع الحال خاصة بعد ان اصبحت بعض‬
‫الحروب تدار عن طريق الهيئات الدولية او االقليمية او بموافقتها‪ ،‬وكما حصل في الحرب على‬
‫العراق وليبيا‪ ،‬وقد عرف شارل روسو الحرب بانها‪ :‬قتال مسلح بين الدول بغية تغليب وجهة نظر‬
‫سياسية وفقا لوسائل نظمها القانون الدولي (‪.)3‬‬
‫وتعتبر الحرب من المواضيع التي يهتم به القانون الدولي االنساني‪ ،‬بل ان القانون الدولي‬
‫االنساني كان يعرف سابقا باسم قانون الحرب‪ ،‬ويميز القانون الدولي االنساني بين نوعين من‬
‫الحروب االول هو النزاعات المسلحة الدولية والنزاعات المسلحة غير الدولية وهو كذلك يميز بين‬
‫الحرب واإلرهاب‪ ،‬وكذلك يفرق القانون الدولي االنساني بين النزاع المسلح غير الدولي وبين‬
‫الحرب االهلية وحرب التحرير والمقاومة المسلحة‪ ،‬ويميز ايضا بين النزاعات المسلحة غير‬
‫الدولية وبين التوترات واالضطرابات الداخلية‪ ،‬ويتعامل مع كل واحدة منها وفق ضوابط معينة‬
‫وان كانت تبدو متداخلة في بعض االحيان‪ ،‬ولفهم تلك العالقات يجب ان نفهم القواعد التي يعمل‬
‫بموجبها القانون الدولي االنساني من خالل تنظيمه لتلك الجوانب‪ ،‬على ان القانون الدولي االنساني‬
‫‪ .1‬د‪ .‬عطيه‪ ،‬أبو الخير‪ -‬المحكمة الجنائية الدولية الدائمة ‪ -‬دار النهضة العربية ‪ -‬الطبعة المصرية لعام‪/‬‬
‫‪1222‬م ص‪.121‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ -‬اثار الحرب في الفقه االسالمي‪ -‬ط ‪ - 3‬دار الفكر‪ -‬طبعة عام‪1229/‬م ص‪.33‬‬
‫‪ .3‬روسو‪ ،‬شارل‪ -‬القانون الدولي العام‪ -‬الشركة االهلية للطباعة والنشر‪ -‬طبعة بيروت لعام‪1290/‬م‬
‫ص‪، 303‬وهو اقرار من قبله بان الحرب احد واجهات العمل السياسي‪ ،‬وما يعاب على هذا التعريف كونه‬
‫حصر النزاع المسلح بالدول فقط‪.‬‬
‫>‬
‫‪- 374 -‬‬
‫ليس معني بالدرجة االساس بالحرب وانما يعني بما يمكن ان ينتج عنها او يتـأثر بها استنادا الى‬
‫اتفاقيات جنيف لعام‪3949/‬م‪،‬والبروتوكول االول لعام‪3977/‬م والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات‬
‫الدولية المسلحة‪ ،‬والبروتوكول الثاني لعام‪3977/‬م والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية‬
‫المسلحة غير الدولية التي يمكن ان تحصل داخل الدولة الواحدة‪ ،‬وفي الحقيقة فانه يوجد بروتوكول‬
‫ثالث يتناول موضوع حمل الشارة الدولية (الكرستالة الحمراء) والتي تماثل الهالل او الصليب‬
‫األحمر ويمكن ان تستخدم بدل اية عالمة اخرى مماثلة لها مثل الشمس الحمراء واالسد االحمر‪.‬‬
‫ولبيان موقف القانون الدولي االنساني من اإلرهاب‪ ،‬ومن اجل ذلك يتوجب علينا التمييز بين‬
‫الحرب كونها عنف وبين اإلرهاب كونه عنف ايضا على الرغم من انه ليس كل عنف هو ارهاب‪،‬‬
‫وقد وردت بعض التعاريف التي اعدت الحرب نوعا من انواع العنف ومنها التعريف الذي قدمه‬
‫الدكتور البدوي إذا يصف الحرب بانها‪ :‬عنف نستهدف به اكراه الخصم على تنفيذ ارادتنا (‪.)1‬‬
‫ووفق هذا المنطق فان الحرب عنف له ما يبرره ولكن اإلهاب وان كان عنفا فليس هناك ما يبرره‪،‬‬
‫على الرغم من وجود اشكالية في فهم بعض الناس لتوصيف الشريعة االسالمية لمفهوم اإلرهاب‬
‫ومدلوالته‪ ،‬ومنهم من يعتقد بشرعية اإلرهاب ويسميه اإلرهاب المحمود وال يفرقون بينه وبين‬
‫الجهاد‪ ،‬والجهاد احد اهم وسائله هي الحرب‪ ،‬ويمكن فهم كون الحرب عنفا او إرهابا‪ ،‬فـاذا كانت‬
‫مما يرفع بها الظلم ويدفع العدوان وترد به الحقوق فهي عنف له ما يبرره واما اذا كانت وسيلة‬
‫لقهر الشعوب وسلب خيراتها حرياتها واستنزاف خيراتها أحيانا أخرى (‪ ،)2‬فهو اإلرهاب بعينه‪.‬‬
‫ان القانون الدولي االنساني قد تناول مواضيع متعددة لها عالقة بالحرب مثل اإلرهاب‪ ،‬كما ورد‬
‫في نص المادة (‪ )11‬من اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية األشخاص المدنيين في وقت الحرب‬
‫والمؤرخة في ‪35‬آب‪/‬أغسطس ‪ 3949‬ونصها "ال يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم‬
‫يقترفها هو شخصياً‪ ،‬تحظر العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد أو اإلرهاب * " وكذلك‬
‫‪ .1‬د‪ .‬بدوي‪ ،‬محمد طه‪ -‬مدخل الى علم العالقات الدولية‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬طبعة بيروت لعام‪1291/‬م‬
‫ص‪.31‬‬
‫‪ .2‬د‪.‬ا لحديدي طلعت جياد لجي‪ -‬مشروعية الحرب في الشريعة االسالمية والقانون الدولي العام‪ -‬مجلة‬
‫القادسية للقانون والعلوم والسياسة‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.99‬‬
‫*‪ .‬قد ينصرف المعنى الى نشر الخوف او الرعب او التعرض للعقوبات الجماعية‪.‬‬
‫‪- 372 -‬‬
‫ايضا وفق ما جاء بالمادة (‪ )5/23‬من البروتوكول االول لعام‪3977/‬م والمتعلق بحماية ضحايا‬
‫المنازعات الدولية المسلحة " ال يجوز أن يكون السكان المدنيون بوصفهم هذا وكذا األشخاص‬
‫المدنيون محالً للهجوم‪ ،‬وتحظر أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساسا إلى بث الذعر بين السكان‬
‫المدنيين"‪ ،‬وما ورد في المادة(‪/5/4‬د) من البروتوكول الثاني لعام‪3977/‬م والمتعلق بحماية ضحايا‬
‫المنازعات الدولية المسلحة غير الدولية‪ ،‬والتي اشارت الى مجموعة من االعمال المحظورة التي‬
‫توجه ضد االشخاص ومنها اعمال "اإلرهاب"‪ ،‬وكذلك ما جاء في متن المادة(‪ )5/31‬من‬
‫البروتوكول الثاني لعام‪3977/‬م ونصه " ال يجوز أن يكون السكان المدنيون بوصفهم هذا وال‬
‫األشخاص المدنيون محالً للهجوم وتحظر أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساسا إلى بث الذعر‬
‫بين السكان المدنيين"‪ ،‬ويفهم مما سبق ان القانون الدولي االنساني ال يقر استهداف المدنيين من‬
‫خالل نشر الرعب زمن الحرب‪ ،‬وكذلك يحظر التعرض على االعيان التي لها عالقة مباشرة‬
‫بحياة الناس مثل مصادر المياه والطاقة ومخازن االغذية والمتاحف واماكن العبادة وغيرها‪.‬‬
‫وفي النزاعات المسلحة غير الدولية فان اية جماعة مسلحة ال تلتزم بقواعد واعراف الحرب‬
‫وتستهدف المدنيين او االعيان التي تمدهم بأسباب الديمومة والبقاء في نشاطها فانه يجري تصنيفها‬
‫على اساس انها من المنظمات اإلرهابية ويجري التعامل معها على هذا االساس على المستوى‬
‫المحلي واالقليمي والدولي وقد تدخل ضمن تنصيف الدول او األمم المتحدة الخاص بالمنظمات‬
‫اإلرهابية ويترتب على ذلك حرمانها من مصادر التمويل الدعم مع امكانية مالحقة عناصرها‬
‫قانونيا‪ ،‬وحتى عند احتالل اي دولة أخرى‪.‬‬
‫فيجب على الجميع التمسك بقواعد الحرب واعرافها ولكننا لم نلمس ذلك في التصرفات التي‬
‫مارستها شركة بالك ووتر االمريكية في العراق وممارساتها االجرامية ومنها حادث قتل (‪)37‬‬
‫من العراقيين في ساحة النسور عام‪5667/‬م خروجا على وثيقة (مونتيرو)‬
‫(‪)1‬‬
‫التي نظمت عمل‬
‫‪1.}THE MONTREUX DOCUMENT On pertinent international legal‬‬
‫‪obligations and good practices for States related to operation of private‬‬
‫‪military and security companies during armed conflict Montreux, 17‬‬
‫‪September 2008, www.icrc.org © ICRC, August 2009.‬‬
‫‪- 370 -‬‬
‫الشركات االمنية‪ ،‬من غير ان تشير الى دور العاملين في هذه الشركات في مجال الخدمات القتالية‬
‫المباشرة (‪.)1‬‬
‫وجاء في مؤتمر اللجنة الدولة للصليب االحمر الدولي " إن الهدف النهائي للنزاع المسلح‬
‫هو االنتصار على القوات المسلحة للعدو‪ ،‬ولهذا السبب‪ ،‬يسمح لألطراف بمهاجمة األهداف‬
‫العسكرية التابعة للخصم‪ ،‬أو على األقل ال يحظر عليهم ذلك‪ ،‬فالعنف الموجه إلى هذه األهداف‬
‫محظورا من قبل القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬بغض النظر عما إذا كانت تتم ممارسته من قبل‬
‫ليس‬
‫ً‬
‫دولة طرف‪ ،‬أو من قبل طرف من غير الدول‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فإن أعمال العنف ضد‬
‫المدنيين واألعيان المدنية هي أعمال غير مشروعة‪ ،‬ألن أحد األغراض الرئيسية للقانون الدولي‬
‫ضا‪ ،‬من آثار العمليات العدائية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬
‫اإلنساني هو حماية المدنيين واألعيان المدنية أي ً‬
‫القانون الدولي اإلنساني ينظم أعمال العنف المشروعة وغير المشروعة وهو الفرع الوحيد من‬
‫القانون الدولي الذي يأخذ مثل هذا النهج بشقيه" (‪.)2‬‬
‫واما فيما يتعلق بمفهوم الحرب على اإلرهاب على مستوى الدول او حتى على مستوى‬
‫الجهود االقليمية او الدولية فهو مفهوم مبني على خطأ في حساب عقلية الجماعات المسلحة والتي‬
‫غالبيتها من العرب او المسلمين‪ ،‬ان عدم معرفة البناء النفسي والعقائدي للعربي او المسلم جعل من‬
‫واضعي الخطط في مواجهة اإلرهاب او بما يعرف بالحرب على اإلرهاب ينظرون نظرة أحادية‬
‫عقيمة لم تؤدي اغراضها واثبتت فشلها ثم عجزها‪ ،‬وعلى الرغم من انها جاءت مؤيدة من غالبية‬
‫الحكومات العربية او االسالمية‪ ،‬اال انها اثبتت حقيقة ان الشعوب العربية او االسالمية في واد‬
‫وحكوماتها في واد اخر‪ ،‬وهذا ما يفسر زيادة اعداد افراد تلك المنظمات‪ ،‬فبدل من ان نستخدم‬
‫مفهوم مكافحة اإلرهاب نستخدم الحرب على اإلرهاب وهذا يعني في حالة الحرب انها ستكون‬
‫‪ .1‬عرسان‪ ،‬خديجة‪ -‬الشركات األمنية الخاصة في ضوء القانون الدولي اإلنساني‪ -‬مجلة جامعة دمشق‬
‫للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ 09‬العدد األول‪ -‬لعام ‪ 0210‬ص‪.420‬‬
‫‪..2‬المؤتمر الدولي الحادي والثالثون للصليب األحمر والهالل األحمر‪ -‬جنيف‪ ،‬سويسرا ‪ 09‬تشرين‬
‫الثاني‪/‬نوفمبر‪ 1-‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪ 02‬تقرير عن القانون الدولي اإلنساني وتحديات النزاعات‬
‫المسلحة المعاصرة‪ -‬وثيقة أعدتها اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ -‬ص‪،33‬اصل النص االنكليزي‬
‫بالوثيقة ‪.AR/ 31IC/11/: 5.1.2‬‬
‫‪- 377 -‬‬
‫شاملة لجميع مناحي الحياة مع فكرة القبول بوقوع الخسائر وربما تمتد هذا الحرب لتكون عابرة‬
‫للقارات وال تستثني احد‪.‬‬
‫ان االستخدام المفرط للقوة تجاه المسلمين جعلهم يجدون في لإلرهاب متنفسا عن عدم قدرتهم او‬
‫ضعفهم تجاه قضيته المركزية في تحرير القدس‪ ،‬حيث ان توجيه العمليات العسكرية ضدهم في‬
‫افغانستان او العراق او الصومال كلها عوامل ساعدت توجيه االنظار بشكل مؤقت الى التصدي الى‬
‫الواليات المتحدة كونها هي من يدعم الكيان الصهيوني وهي من حاربتهم في الدول االخرى‪.‬‬
‫ان هذا الكالم يقودنا الى استنتاج مفاده ان الحرب على اإلرهاب حسب ما تدعي الواليات المتحدة*‬
‫يشبه عمل مبضع الجراح الذي يوسع الجرح وال يعالجه‪ ،‬وبدا هذا مبكرا بعد غزو الواليات المتحدة‬
‫لكل من افغانستان والعراق ثم الضربات العسكرية هنا وهناك‪ ،‬ومفهوم الحرب على اإلرهاب‬
‫يشمل الحرب على الدول بالدرجة االساس او ما تسمى عند االمريكان بالدول المارقة او دول‬
‫محور الشر‪ ،‬وتقول الكاتبة نهلة الشهال‪ :‬اال أن ذلك كله ال يؤثر في السيد بوش وفريقه الحاكم في‬
‫واشنطن‪ ،‬أصحاب "الحرب العالمية على اإلرهاب"‪ ،‬غير القابلة للقياس والتقويم‪ ،‬ناهيك بالمراجعة‪،‬‬
‫بدليل ما يجري في العالم‪ ،‬الذي شهد عالوة ظاهرة التذرر او التشظي السالفة‪ ،‬تفريخا ً لـ "قواعد"‬
‫متماسكة الى هذا الحد او ذاك (‪.)1‬‬
‫فاذا كان واقع الحال في عام‪5662/‬م بهذا الشكل فان الواقع الحالي فانه يثبت عجز جميع الدول‬
‫عن مجتمعة او فرادى في محاربة اإلرهاب ما دامت الواليات المتحدة تحارب اإلرهاب على‬
‫مزاجها ووفقا لمصالحا وتسخر في ذلك مجلس االمن‪ ،‬والذي اجاز لها ولحلفائها التدخل العسكري‬
‫في أفغانستان بمبرر الدفاع عن النفس (‪.)2‬‬
‫وافادت قناة الجزيرة القطرية انه" في مايو ‪ 5636‬قررت إدارة الرئيس األميركي باراك أوباما‬
‫التخلي عن مصطلح "الحرب على اإلرهاب" والتركيز على ما يوصف بـ"اإلرهاب الداخلي"‬
‫وذلك في استراتيجيتها الجديدة لألمن القومي‪ ،‬ونصت الوثيقة على أن الواليات المتحدة "ليست في‬
‫*‪ .‬ان مفهوم الحرب على االرهاب سوقته الواليات المتحدة عام‪0221/‬م‪ ،‬الحرب العالمية على اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ .1‬الشهال‪ ،‬نهلة‪ -‬اإلرهاب والحرب على اإلرهاب ‪ :‬الحصاد المر‪ -‬صحيفة الحياة‪ -‬العدد(‪.0223/3/9 )13311‬‬
‫‪ .2‬المصري‪ ،‬شفيق‪ -‬االرهاب في ميزان القانون الدولي‪. -‬شؤون الوسط‪ -‬العدد(‪ )123‬لعام‪0220/‬م‪.‬‬
‫>‬
‫‪- 370 -‬‬
‫حالة حرب عالمية على "اإلرهاب" أو على "اإلسالم"‪ ،‬بل هي حرب على شبكة محددة هي تنظيم‬
‫القاعدة و"اإلرهابيين" المرتبطين به" (‪ ،)1‬وال ندري كيف يمكن ان تكون تلك الحرب محدودة‬
‫وساحتها مفتوحة تمتد من باكستان وحتى موريتانيا‪.‬‬
‫وفي الظرف الحالي قد تأخذ الحرب بعدا اخر بعد ان أصبح للجماعات اإلرهابية انصار واعوان‬
‫في اماكن متفرقة من العالم‪ ،‬ومنها الجماعات التي تدعي اإلسالم والتي يمتد ساحة عملها الى جميع‬
‫دول العالم تقريبا‪ ،‬وعندها يمكن القول ان الحرب على اإلرهاب في بعض البلدان وخاصة في‬
‫اوروبا والواليات المتحدة ستأخذ شكل اعمال المكافحة‪ ،‬وخاصة مع افراد تلك الجماعات‬
‫المتواجدين على أراضيها من الجئين ووافدين‪ ،‬ام هل من الممكن ان نشهد يوما عودة الصراع‬
‫بين الكاثوليك والبروتوستانت في اوروبا او حرب بين الشمال والجنوب في الواليات المتحدة من‬
‫اجل االنفصال وعندها ستكون اعمال المكافحة عديمة الجدوة ويبقى صوت السالح والحرب هو‬
‫المسموع فقط ال غير؟‬
‫‪ .1‬موقع قناة الجزيرة القطرية كما مبين ادناه‪- :‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/news/pages/534e4170-fd79-4116-b6ce1b04047‬‬
‫‪- 379 -‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫الكفاح المسلح‬
‫الكفاح المسلح هو حق ثابت لألمم والشعوب التي تعاني من العدوان واالحتالل بغية استعادة‬
‫ارضها والعيش بكرامة وعزة واعادة بناء دولتها على اسس من العدالة والمشاركة واستغالل‬
‫وتوزيع الثروات على جميع ابناء الشعب‪.‬‬
‫الكفاح المسلح يعني استخدام القوة لغرض تحقيق اهداف الجهات التي تتبناه كطريق لتحقيق‬
‫اهدافها‪ ،‬للكفاح المسلح ايضا واجه سياسية ويعمل على اساس برنامج سياسي‪ ،‬قد يأخذ الكفاح‬
‫المسلح طابع الثورة عندما يشمل جميع نواحي الحياة ويشترك فيه الكثير‪ ،‬وقد يلجأ الذين يتبنون‬
‫الكفاح المسلح كوسيلة السترداد حقوقهم الى ممارسة العنف‪ ،‬ان العنف الذي قد يلجا اليه الثوار‬
‫اجراء مشروع لتجريد اعداء الثورة من المقدرة العنيفة على تثبيت نظام قانوني يجب ان يسقط‬
‫لمصلحة الجماهير (‪.)1‬‬
‫قد يكون الكفاح المسلح ضد المحتل او ضد االنظمة العنصرية يدخل تحت وصف النزاعات‬
‫الدولية وعليه يترتب على ذلك مجموعة من االلتزامات تجاه المجتمع الدولي ان ميثاق األمم‬
‫المتحدة اجاز استخدام القوة إذا كان استخدامها يتفق ومقاصد األمم المتحدة (‪ ،)2‬ومن تلك المقاصد‬
‫نيل الحرية وإشاعة أجواء االمن والسالم وحق تقرير المصير والمحافظة على حقوق االنسان‪.‬‬
‫وغاية الكفاح المسلح هو التحرر من احتالل او االستعمار ورد العدوان او رفع الظلم عن االقليات‬
‫الدينية او العرقية التي تتعرض الى اضطهاد او تصفية‪ ،‬ويخضع لضوابط القانون الدولي العام‬
‫ومتى ما خرج عن هذا الوصف أصبح عمال ارهابيا الن الحق في استخدام القوة ال يعني عمل اي‬
‫شيء‪ ،‬فان خرج العمل المسلح عن اهدافه فقد شرعيته‪.‬‬
‫جاء في المادة الحادية والخمسون من ميثاق األمم المتحدة "اذا وقع هجوم مسلح على احد اعضاء‬
‫األمم المتحدة فال يوجد في هذا الميثاق ما يضأأأأأعف او ينقص الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس‬
‫‪ .1‬د‪ .‬سيف الدولة‪ ،‬عصمت‪ -‬الطريق الى الوحدة العربية ‪ -‬طبعة بيروت عام‪1299/‬م ص‪.92‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬الراوي‪ ،‬جابر ابراهيم ‪ -‬المنازعات الدولية‪ -‬طبعة بغداد عام‪1219/‬م ص‪.023‬‬
‫‪- 306 -‬‬
‫فرادى او جماعات" (‪ ،)1‬وخالل مسأأيرة المجتمع الدولي صأأدرت العديد من القرارات التي كانت‬
‫تصأأأأب في صأأأأالح الكفاح المسأأأألح الذي لجأت اليه األمم والشأأأأعوب لتقرير مصأأأأيرها ‪،‬ومن اهم‬
‫االمثلة التي اكدت او تناولت موضوع الكفاح المسلح هو ما صدر عن الهيئات الدولية‪ ،‬وسنتناول‬
‫البعض من تلك الجهود والتي غالبا ما كانت قرارات او توصأأأأأيات تصأأأأأدر عن المنظمة الدولية‬
‫سابقا وبشكل مستمر وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫‪ -3‬القرار المرقم (‪ )2( )3234‬لعام‪3906/‬م والصأأأأأأادر عن الجمعية العامة لألمم المتحدة وهو من‬
‫القرارات المهمة التي اكدت حق األمم والشأأعوب في اللجوء للخيار العسأأكري لنيل اسأأتقاللها‬
‫‪،‬ويمثل القرار احد اهم محاور حق تقرير المصير‪.‬‬
‫‪ -5‬القرار المرقم(‪ )3( )3215‬لعام‪3902/‬م والذي اعترف بشأرعية الكفاح المسألح لشأعوب الواقعة‬
‫تحت االستعمار من ممارسة حقها في تقرير المصير‪.‬‬
‫‪ -1‬القرار المرقم(‪ )5075‬لعام‪3976/‬م والذي تضأأأأمن شأأأأجب انكار(الوقوف ضأأأأد كل من ينكر)‬
‫حق تقرير الم صير ل شعبي جنوب افريقيا وفل سطين‪ ،‬واحترام شرعية كفاح ال شعوب الرازحة‬
‫تحت الهيمنة االجنبية واالعتراف بحقها في اسأأأترداد ارضأأأها باي وسأأأيلة في حوزتها (‪ ،)4‬ان‬
‫القرار تناول بالشأأأأأأجب على من ينكر حق األمم والشأأأأأأعوب في الكفاح المسأأأأأألح بعد ظهور‬
‫اآلراء(من اصأأحاب الغرض السأأيء‪ ،‬وبمسأأاندة بعض االطراف من الدول صأأاحبة النفوذ في‬
‫المحافل الدولية) التي تطالب باعتبار بعض اشكال الكفاح المسلح اعماال ارهابية‪.‬‬
‫‪ .1‬غولت‪ ،‬توم ‪ -‬كيف تعمل األمم المتحدة‪ -‬ترجمة كمال االنصاري‪ -‬طبعة بغداد عام‪1290/‬م‪،‬وما يميز هذا‬
‫النص الحديث عن موضوع الهجوم المسلح‪ ،‬واالصل فيه هو االعتداء وليس الهجوم‪.‬‬
‫‪. .2‬وثائق األمم المتحدة "إعالن منح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة "كما مبين ادناه‪-:‬‬
‫‪"Declaration on the granting of independence to colonial countries and‬‬
‫‪peoples- A/RES/1514(XV)-A/PV.947 14 Dec. 1960 -89-0-9-A/L.323 and‬‬
‫‪Add.1-6".‬‬
‫‪ .3‬وثائق األمم المتحدة "تنفيذ إعالن منح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة" وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫‪"Implementation of the Declaration on the Granting of Independence to‬‬
‫‪Colonial Countries and Peoples-A/RES/2105(XX)-A/PV.1405 20 Dec. 1965‬‬
‫‪74-6-27-A/L.476/Rev.1, Rev.1Cor.1 and Rev.1/Add.1.‬‬
‫‪ .4‬حسين‪ ،‬نعمة علي ‪ -‬مشكلة االرهاب الدولي‪ -‬طبعة بغداد‪-‬عام‪1294/‬م ص‪.32‬‬
‫‪- 303 -‬‬
‫‪ -4‬وفي عام‪3976/‬م ايضا اكدت الجمعية العامة لألمم المتحدة على وجوب ان يتم معاملة‬
‫المشاركين في حركات المقاومة كأسرى حرب عند القاء القبض عليهم تطبيقا التفاقية الهاي‬
‫لعام‪3967/‬م واتفاقيات جنيف االربعة لعام‪3949/‬م‪ ،‬والتي اشترطت وجود بعض الشروط في‬
‫تلك الجماعات لشمولها بما جاء باالتفاقية‪ ،‬منها حملها السالح علنا ووجود شخص مسؤول وان‬
‫تلتزم بتطبيق قواعد الحرب ووجود شارات تميز افراد تلك الجماعة وان يكون هدفها النهائي‬
‫مقاومة المحتل واخراجه‪.‬‬
‫‪.-2‬القرار المرقم(‪ )1( )1614‬لسنة‪3975/‬م الصادر بتاري ‪ 3975/35/30‬حيث جاء في المادة (‪)1‬‬
‫منه " تأييد حق الشعوب في الكفاح المسلح وحق تقرير المصير على اعتباره منهجا مشروعا"‪.‬‬
‫‪ -0‬عام‪3971/‬م اكدت لألمم المتحدة على حق الكفاح المسلح من اجل االستقالل لجميع الشعوب او‬
‫الدول التي ال تزال تناضل من اجل استقاللها‪ ،‬حيث يعتبر هذا العام بداية التأكيد المستمر من‬
‫قبل هيئة األمم المتحدة على الدعم الذي تقدمه في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -7‬القرار المرقم (‪)361‬‬
‫‪>.‬‬
‫>‬
‫>(‪)2‬‬
‫والصادر بتاري‬
‫‪ 3970/35/32‬من اعمال الجلسة العامة‪99/‬‬
‫الدورة‪ 13/‬حيث جاء في المادة ‪ 1/‬منه فيما يتعلق بحق تقرير المصير ما نصه" تؤكد من جديد‬
‫الحق غير القابل للتصرف في تقرير المصير واالستقالل لجميع الشعوب المناهضة لنظم‬
‫استعمارية وعنصرية ولغيرها من اشكال السيطرة االجنبية وتقرير شرعية كفاحها المسلح‬
‫والسيما كفاح حركات التحرير الوطني"‪.‬‬
‫‪ .1‬انظر وثائق األمم المتحدة " التدابير الرامية الى منع االرهاب الدولي" والتي تطال االبرياء وكما مبين‬
‫ادناه‪-:‬‬
‫‪"Measures to prevent international terrorism which endangers or takes‬‬
‫‪innocent human lives or jeopardizes fundamental freedoms, and study of the‬‬
‫‪underlying causes of those forms of terrorism and acts of violence which lie‬‬
‫‪in misery, frustration, grievance and despair and which cause some people to‬‬
‫‪sacrifice human lives, including their own, in an attempt to effect radical‬‬
‫‪changes-A/RES/3034(XXVII)-A/PV.2114 18 Dec. 1972 76-35-17-A/8969,‬‬
‫‪A/L.696".‬‬
‫‪ .2‬انظر وثائق األمم المتحدة "صياغة اتفاقية دولية لمنع اخذ الرهائن" وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫‪"Drafting of an international convention against the taking of hostages‬‬‫‪A/RES/31/103 -A/31/PV.9915 Dec. 1976-A/31/430".‬‬
‫‪- 305 -‬‬
‫‪ -0‬القرار المرقم(‪ )1( )369‬الصادر بتاري ‪ 3903/35/36‬من ضمن اعمال الجلسة العامة‪95/‬‬
‫>‬
‫‪.‬‬
‫الدورة‪ 10/‬حيث تم التأكيد على حق الكفاح المسلح لألمم والشعوب‪.‬‬
‫‪ -9‬القرار المرقم (‪ )2( )316‬الصادر بتاري ‪ 3901/35/39‬من اعمال الجلسة‪ 363/‬الدورة‪ 10/‬في‬
‫‪.‬‬
‫عام‪3901/‬م‪ ،‬اعتبرت الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬ان النزاعات المسلحة التي تنطوي على‬
‫كفاح تشنه الشعوب ضد الهيمنة االستعمارية واالنظمة العنصرية نزاعات مسلحة دولية وهذا‬
‫الوصف يشمل االفراد المشاركين فيها‪.‬‬
‫‪ -36‬القرار المرقم (‪ )365‬الصادر بتاري ‪ 3904/35/37‬في الجلسة العامة‪ 365/‬الدورة‪ 19/‬والذي‬
‫‪.‬‬
‫جاء فيه " تأكيد الحق غير القابل للتصرف لجميع الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وتحديد‬
‫سبل تنميتها بحرية "‪.‬‬
‫‪ -33‬القرار المرقم(‪ )03‬الصادر بتاري ‪ 3902/35/9‬الجلسة‪ 360/‬الدورة‪ 46/‬كذلك اثبت حق‬
‫الشعوب في الكفاح المسلح ‪.‬‬
‫‪ -35‬القرار المرقم (‪ )43‬لسنة‪3900/‬م والذي دعمت فيه الجمعية العامة لألمم المتحدة الشعب‬
‫الفلسطيني في كفاحه وحقه في تقرير المصير وفي القرار الصادر عام‪3907/‬م اكد حق الشعب‬
‫الفلسطيني في تقرير المصير مع عدم االشارة الى حقه في الكفاح المسلح‪ ،‬وكذلك القرار المرقم‬
‫(‪ )329‬الصادر بتاري ‪ 3907/35/7‬في الجلسة ‪ 94/‬الدورة ‪.45/‬‬
‫‪ -31‬القرار المرقم (‪ )361‬الصادر عام‪3907/‬م من الجمعية العامة لألمم المتحدة والذي اكد على‬
‫‪.‬‬
‫دعم حق تقرير المصير من خالل استخدام الكفاح السياسي والكفاح المسلح‪ ،‬المالحظ في هذ‬
‫القرار تأكيده على موضوع تقديم الدعم لغرض تقرير المصير‪.‬‬
‫‪ .1‬وثائق األمم المتحدة" تدابير منع اإلرهاب الدولي والذي يهدد حياة االبرياء" وكما مبين ادناه‪- :‬‬
‫‪"Measures to prevent international terrorism which endangers or takes‬‬
‫‪innocent human lives or jeopardizes fundamental freedoms and study of the‬‬
‫‪underlying causes of those forms of terrorism and acts of violence which lie‬‬
‫‪in misery, frustration, grievance and despair and which cause some people to‬‬
‫‪sacrifice human lives, including their own, in an attempt to effect radical‬‬
‫‪changes-A/RES/36/109-A/36/PV.92 10 Dec. 1981-A/36/777".‬‬
‫‪2. A/RES/38/130- A/38/PV.101- 19 Dec. 1983- A/38/663 .‬‬
‫‪- 301 -‬‬
‫‪ -34‬القرار المرقم (‪ )1( )59‬الصادر بتاري ‪ 3909/35/4‬الجلسة العامة‪ 75/‬الدورة‪ 44/‬الذي اثبت‬
‫‪.‬‬
‫حق الكفاح المسلح لجميع المشمولين بأحكامه‪.‬‬
‫‪ -32‬عام‪3993/‬م اكدت الجمعية العامة لألمم المتحدة حق الشعوب في تقرير المصير بجميع‬
‫‪.‬‬
‫الوسائل القرار المرقم (‪.)2( )23‬‬
‫وبعد استعراض البعض من الجهود الدولية في دعم الكفاح * المسلح وتثبيته البد من ان نقف على‬
‫ما يعنيه هذا المصطلح او المفهوم الذي تسعى الدول صاحبة الغرض السيء الى عدم االشارة اليه‬
‫في القرارات التي تصدر من الهيئات الدولية وقد يأتي اليوم الذي ال نسمع فيه هذا المفهوم يتداول‬
‫في الهيئات الدولية‪ ،‬التي تمر بمرحلة المهادنة والموادعة للبعض وتحد اسنانها تجاه البعض االخر‪.‬‬
‫لقد كان الكفاح المسلح وال يزال خيار الشعوب الراغبة في العيش بحرية وممارسة حقها الطبيعي‬
‫في االستقالل والتحرير‪ ،‬لكن بعض الدول قد ال يعجبها هذا النهج‪ ،‬ذاك انه متى ما تمت االشارة‬
‫الى موضوع الكفاح المسلح وبشكل مستمر سيصبح من الصعوبة بمكان تجاوزه ولكن إذا تم تجاهله‬
‫مرة بعد مرة فان ذلك مدعاة الى نسيانه او الحاجة الى قرارات جديدة تؤكد عليه او تخرجه للنور‬
‫مرة اخرى وعند ذلك سوف ال يتم التعامل معه بنفس الروحية واالهتمام‪.‬‬
‫فاليوم قد تحتل الدول تحت دعاوي محاربة اإلرهاب فاذا حمل اهل البلد المحتل السالح ليدافعوا‬
‫عن بلدهم تم وصفهم باإلرهابيين وتمت مطاردتهم واستخدام أقسى انواع االسلحة ضدهم وبالضد‬
‫من جميع القرارات الدولية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يقول الدكتور صالح الدين عامر في وصفه اعمال المقاومة الشعبية التي تتخذ من‬
‫الكفاح المسلح طريقا لها لغرض تحقيق اهدافها‪ :‬عمليات القتال التي تقوم بها عناصر وطنية من‬
‫غير افراد القوات المسلحة النظامية دفاعا عن المصالح الوطنية او القومية ضد قوى اجنبية سواء‬
‫كانت تلك العناصر تعمل في إطار تنظيم يخضع إلشراف وتوجيه سلطة قانونية او واقعية او كانت‬
‫‪1..A/RES/44/29- A/44/PV.72 - 4 Dec. 1989- A/44/762.‬‬
‫‪2..Measures to eliminate international terrorism- A/RES/46/51- A/46/PV.67- 9‬‬
‫‪Dec. 1991- A/46/654.‬‬
‫*‪ .‬الكفاح في اللغة يعني ‪ :‬النضال‪ ،‬المواجهة وجها لوجه‪.‬‬
‫‪- 304 -‬‬
‫تعمل بناء على مبادرتها الخاصة سواء باشرت هذا النشاط فوق االقليم الوطني او فوق قواعد‬
‫خارج هذا اإلقليم (‪.)1‬‬
‫ويجب ان تتصف اي مقاومة تتخذ من الكفاح المسلح منهجا لها بعدة صفات تميزها‪.‬‬
‫‪ -3‬ان تكون الغاية من عملها المسلح هو تحرير بلدها‪.‬‬
‫‪ -5‬ان تتمتع بتأييد من الشعب الذي تعمل لصالحه‪.‬‬
‫‪ -1‬ان تكون لها مؤسسات داعمة لها في االراضي التي تسيطر عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود الدافع الوطني‪ ،‬المقصود به ان يكون مواطنو البلد هم الذين يحملون السالح‬
‫وليست عناصر تأتي من خارج الحدود ومنهم المرتزقة‪.‬‬
‫‪ -2‬ان تستخدم الوسائل المشروعة في كفاحها‪.‬‬
‫‪ -0‬ان ال تلجأ الى العنف عير المبرر عند تنفيذ عملياتها المسلحة‪.‬‬
‫‪ -7‬ان تعمل ضمن قواعد القانون الدولي وحقوق االنسان والقانون الدولي االنساني الذي‬
‫يطبق وقت النزاعات المسلحة‪.‬‬
‫لقد صدرت العديد القرارات من األمم المتحدة حول تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومنها القرار‬
‫المرقم (‪ )2( )336‬والقرار المرقم (‪.)3( )316‬‬
‫وقد جرى االتفاق من غير ما ور في ادبيات القانون الدولي االنساني على ان يتم تقسيم النزاعات‬
‫المسلحة بشكل عام الى قسمين‪.‬‬
‫‪ -3‬النزاعات المسلحة الدولية‪ -:‬وهي النزاعات التي تكون عادة بين دولتين او وبوجود جيوش‬
‫نظامية وان تخضع هذه النزاعات لقواعد القانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫لعام‪3949/‬م ويتجلى موضوع اإلرهاب في تلك النزاعات من خالل مجموعة من االفعال التي‬
‫‪ .1‬د‪ .‬صالح الدين عامر‪ -‬المقاومة الشعبية المسلحة‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪1292/‬م ص‪.41-42‬‬
‫‪>.2‬انظر الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬الدورة السادسة والثالثين‪ -‬الجلسة العامة‪ 20/‬القرار‬
‫المرقم(‪ )112/39‬الصادر بتاريخ ‪.1291/10/12‬‬
‫‪ .3‬انظر الوثائق الرسااامية لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الساااابعة والثالثين‪ -‬القرار المرقم(‪ )12/31‬الصاااادر بتاريخ‬
‫‪ ،1290/10/13‬او الملحق ‪ A-38-33 -33‬الفقرتان ‪.122،112‬‬
‫‪- 302 -‬‬
‫تلحق ضررا كبير بالبنية االقتصادية للدول المتحاربة ونتائجها تكون قاسية خاصة اذا كان هناك‬
‫عدم تكـافأ في القوى بين طرفي النزاع‪ ،‬حيث يجري في تلك النزاعات استخدام اسلحة متنوعة‬
‫والبعض منها يترك اثارا نفسية ومادية كبيرة والبعض منها يلحق اضرارا كبيرة بالبيئة والبعض‬
‫االخر بحاجة الى مال كثير ووقت طويل لغرض اعادة اعماره ومنها ما يستهدف المدنيين او‬
‫االهداف التي تمدهم بأسباب الحياة‪ ،‬ومن الجرائم التي يمكن ان تطال المدنيين وقت النزاعات‬
‫المسلحة كما مبين ادناه‪-:‬‬
‫اوال‪ -‬جرائم ضد االنسانية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬جرائم ابادة للجنس البشري‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬جرائم الحرب‪.‬‬
‫‪ -5‬النزاعات المسلحة غير الدولية‪ -:‬هي النزاعات التي تحصل بين القوات المسلحة لدولة ما‬
‫وقوة او قوات منشقة عنها‪ ،‬او اي تنظيمات مسلحة داخل تلك الدولة‪ ،‬وعد القانون الدولي جميع‬
‫المشتركين في مثل هذا النوع من النزاعات محاربين ينطبق عليهم الوصف الوارد في الفقرة‬
‫الثانية من البروتوكول الثاني لعام‪3977/‬م الخاص بضحايا النزاعات الدولية الواقعة بين القوات‬
‫المسلحة واكد القانون على ان االعمال التي توجه ضد الذين يتركون القتال او االشخاص‬
‫المدنيين اعمال إرهابية (‪ ،)1‬اال في حالة حركات التمرد بسبب العصيان او عدم اطاعة االوامر‪.‬‬
‫وجاء في الفقرة الثانية من الالئحة الملحقة باتفاقية الهاي لعام‪3976/‬م تعريفا للشعب المقاوم"‬
‫مجموعة من المواطنين من سكان االرضي المحتلة الذين يحملون السالح ويتقدمون لقتال العدو‬
‫سواء كان ذلك بأمر من حكومتهم او بدافع من وطينتهم او واجبهم " واعتبرتهم محاربين إذا‬
‫توفر فيهم شرطين هما‪.‬‬
‫أ‪.-‬حمل السالح بشكل علني‪.‬‬
‫ب‪ -‬االلتزام بأعراف الحرب وقوانينها‪.‬‬
‫‪ .1‬د ‪ .‬يازجي‪ ،‬امل ‪ -‬االرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن‪ -‬طبعة دمشق لعام‪0220/‬م ص‪.02‬‬
‫‪- 300 -‬‬
‫اي انه ليس كل من يحمل السالح يعتبر من المقاومين‪ ،‬فهناك الكثير من المجاميع تحمل السالح‬
‫ألغراض اخرها‪ ،‬منها التطهير العرقي‪ ،‬او تستهدف فئات من المجتمع التي تعمل فيه وألسباب‬
‫شتى‪ ،‬ومنها جماعات تنشط لغرض ابتزاز الناس او خطف االطفال وميسوري الحال وطلب‬
‫االموال لقاء إطالق سراحهم وغير ذلك‪.‬‬
‫اما اذا كان المقاومون من المليشيات او قوات تحرير‪ ،‬فهؤالء يندرجون تحت وصف المادة االولى‬
‫من الالئحة الملحقة باالتفاقية الرابعة لعام‪3967/‬م على شروط وهي‪.‬‬
‫اوال‪ -‬ان يكونوا تحت امرة شخص مسؤول‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬ان يحملوا عالمات مميزة وثابته يمكن تميزها من بعد‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬ان يحملوا السالح علنا‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬ان يتمسكوا في قتالهم بأعراف الحرب وقوانينها‪.‬‬
‫وجرى بعد ذلك تضمين المادة (‪ )44‬من البروتوكول االول لعام‪3977/‬م الملحق باتفاقية جنيف‬
‫عام‪3949/‬م شروط تخص المقاتلين في مجال الكفاح المسلح وهما‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع شارة مميزة‪.‬‬
‫‪ -5‬حمل السالح علنا‪.‬‬
‫والتعليل الذي يقف وراء ايجاد هذين الشرطين هو لضمان وقوع المحاربين الموصوفين تحت‬
‫القانون الدولي وفي هذا مخالفة لقواعد عمل الكفاح المسلح التي تركن الى السرية التي تتبناها‬
‫جميع حركات التحرر في العالم‪ ،‬وعلى الرغم من ان الذي حصل وهو عدم التشديد على تطبيق‬
‫هذين الشرطين‪ ،‬والعامل المهم في الكفاح المسلح ان تكون غايته تصب في المصلحة الوطنية مع‬
‫االخذ بنظر االعتبار حماية حقوق االفراد الذين تعمل لصالحهم من حيث عدم اجبارهم على القتال‬
‫او اختيار صغار السن للقتال او القتال في االماكن المزدحمة وتعريض حياة االطفال والشيوخ‬
‫والنساء للخطر‪ ،‬ان اعمال الكفاح المسلح يجب ان تراعي القانون الدولي لحقوق االنسان وكذلك‬
‫القانون الدولي االنساني وقت المعارك والحروب ومعرفة الفئات واالشياء الواجب حمايتها وقت‬
‫النزاعات المسلحة‪ ،‬وبجب على قادة الجماعات المسلحة ان يقوموا بتدريب االفراد العاملين معهم‬
‫‪- 307 -‬‬
‫على اليات التعامل مع الحاالت التي يتواجد فيها اشخاص مدنيين‪ ،‬وخاصة الفئات التي تدخل في‬
‫اهتمامات القانون الدولي االنساني الذي يطبق اثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬وعلى الرغم من حق‬
‫الشعوب في الكفاح المسلح اال ان ذلك ال يعني التصرف كيفما اتفق وان يكون العمل المسلح يخضع‬
‫لضوابط لضمان تميزه عن اإلرهاب‪ ،‬المهم يجب مراعاة ضوابط العمل في القانون الدولي‬
‫االنساني الذي لم يظهر للوجود اال بعد منتصف القرن الماضي بعد ان نضجت جهود المجتمع‬
‫الدولي في اخراجه للنور وبعد ان اولت هيئة األمم المتحدة حقوق االنسان اهتماما كبيرا (‪ ،)1‬ان‬
‫القيام بهذه االجراءات يثبت صفة المحارب ألعضاء افراد المقاومة وبالتالي شمولهم وخضوعهم‬
‫لقواعد واعراف الحرب التي ينظمها القانون الدولي اإلنساني ويتبناها والذي هو احد فروع القانون‬
‫الدولي العام‪.‬‬
‫الشرعية الدولية التي اعطت الحق للشعوب المحتلة من ممارسة حقها الطبيعي في مقاومة االحتالل‬
‫ومنها الشعب الفلسطيني ال تعجب امريكا واسرائيل‪ ،‬فوزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي لفي‬
‫تقول في مقابله مع قناة(اي بي سي) وتناقلتها وكالت االنباء يوم ‪ : 5660/4/33‬ضرروه مواجهة‬
‫الشرعية التي يعطيها المجتمع الدولي لإلرهابيين" (‪ )2‬تقصد الفلسطينيين‪ ،‬وكذلك الحال يقوم اللوبي‬
‫الصهيوني عام‪5660/‬م لحث مجلس النواب االمريكي إلصدار قانون يحمل اسم (قانون مكافحة‬
‫اإلرهاب الفلسطيني)‪ .‬وهذا يتعارض مع القوانين التي تم سردها سابقا حول حق الكفاح المسلح‬
‫للشعوب المحتلة‪.‬‬
‫يقول لي ذوان في وصف الكفاح‪ :‬ان النضال المسلح شكل اساسي للنضال له أثره الحاسم والمباشر‬
‫في تحطيم القوى العسكرية للعدو وبالتالي في احباط مخططات العدو العسكرية والسياسية (‪.)3‬‬
‫ان الكفاح المسلح حق الشعوب واألمم التي تتعرض الى غزو او عدوان خارجي او ان تشن الحرب‬
‫عليها في الدفاع عن نفسها وباستخدام كافة الوسائل المشروعة ومنها الكفاح المسلح بكافة صوره‪.‬‬
‫‪..1‬القطاعنة‪ ،‬ناجي‪ -‬العالقة بين القانون الدولي االنساني والقانون الدولي لحقوق االنسان‪ -‬كلية الحقوق‬
‫جامعة دمشق‪0229-0223 -‬م ص‪.2‬‬
‫‪ .2‬ميدل ايست اون الين‪.0229/4/11 -‬‬
‫‪ ..3‬لي ذوان ‪ -‬الثورة الفيتنامية‪ -‬المشاكل االساسية والمهمات الرئيسية‪ -‬ترجمة طاهر عبد الكريم‪ -‬طبعة‬
‫بيروت عام‪1211/‬م ص‪.41‬‬
‫‪- 300 -‬‬
‫وخالصة الموضوع ان من يمارس اإلرهاب وفق لقواعد القانون الدولي االنساني سواء كان النزاع‬
‫المسلح دوليا او غير دولي‪ ،‬فردا او جماعات ال يمنح صفة اسير حرب‪ ،‬حيث تستثنى من الحماية‬
‫الممنوحة ألسرى الحرب الجماعات اإلرهابية " التي تعمل لصالحها الخاص وبدون العالقة‬
‫>‬
‫المطلوب توافرها مع دولة أو كيان مماثل (‪.)1‬‬
‫ان الكفاح المسلح سيبقى حقا ثابتا لجميع األمم والشعوب‪ ،‬ولكن اإلشكالية تكمن في الدول صاحبة‬
‫النفوذ في ازدواجية المعايير التي تتبعها في التعامل مع بعض الحاالت ومنها على سبيل المثال ما‬
‫حصل في العراق بعد الغزو واالحتالل األمريكي للعراق عام‪5661/‬م حيث تم اتهام العديد من‬
‫المقاومين بانهم ارهابين وتم التعامل معهم على هذا األساس من قبل القوات المتعددة الجنسية‬
‫بقيادة الواليات المتحدة االمريكية‪.‬‬
‫‪ .1‬اللجنة الدولية للصليب االحمر‪ -‬مالءمة القانون الدولي اإلنساني في حاالت اإلرهاب‪ -‬األسئلة الشائعة‪-‬‬
‫‪.0211/1/1‬‬
‫‪- 309 -‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫الجهاد‬
‫شرع هللا سبحانه وتعالى الجهاد وامر به وحث عليه كان ذلك لتستقيم به األمور وتعلو كلمة‬
‫هللا ويتوافق مع فكرة التدافع التي هي صفة مالزمة لبشر‪ ،‬ولسنا هنا بصدد عرض موضوعا دينيا‬
‫بقدر ما هو التكلم عن الجهاد من اجل بيان اوجه الخالف بينه وبين اإلرهاب وعموما يكون الجهاد‬
‫في عدة صور منها‪.‬‬
‫‪ -3‬جهاد النفس‪.‬‬
‫‪ -5‬جهاد الشيطان‪.‬‬
‫‪ -1‬جهاد المنافقين‪.‬‬
‫‪ -4‬جهاد التحصيل العلمي‪.‬‬
‫‪ -2‬جهاد الكفار‪.‬‬
‫فالجهاد (‪ )1‬فريضة في الشريعة االسالمية كما كان سابق العهد في الشرائع االخرى‪ُ ،‬‬
‫شرعت‬
‫من اجل نشر الدين ومحاربة المعتدين وتخليص الناس من العبودية والشرك ونشر قيم المحبة‬
‫والسالم واالصل في الجهاد ان يكون في سبيل هللا‪ ،‬قال تعالى((أُذِنَ ِللَّذِينَ يُ َقاتَلُونَ ِبأَنَّ ُه ْم ُ‬
‫ظ ِل ُموا َو ِإ َّن‬
‫اّللُ َولَ ْو َال دَ ْف ُع َّ‬
‫ار ِه ْم ِبغَي ِْر َحق ِإ َّال أ َ ْن َيقُولُوا َربُّنَا َّ‬
‫َّ‬
‫علَى نَ ْ‬
‫ص ِر ِه ْم لَقَد ٌ‬
‫اّللِ‬
‫اّللَ َ‬
‫ِير*الَّذِينَ أ ُ ْخ ِر ُجوا ِم ْن ِد َي ِ‬
‫ض ُه ْم ِببَ ْعض َل ُه ِد َم ْ‬
‫اجد ُ يُ ْذ َك ُر فِي َها ا ْس ُم َّ‬
‫ص َر َّن‬
‫يرا َولَيَ ْن ُ‬
‫اّللِ َك ِث ً‬
‫اس َب ْع َ‬
‫صلَ َواتٌ َو َم َ‬
‫س ِ‬
‫ص َو ِام ُع َو ِبيَ ٌع َو َ‬
‫ت َ‬
‫النَّ َ‬
‫ص َالة َ َوآَتَ ُوا َّ‬
‫ع ِز ٌ‬
‫ص ُرهُ ِإ َّن َّ‬
‫َّ‬
‫الز َكاة َ َوأ َ َم ُروا‬
‫ض أَقَا ُموا ال َّ‬
‫اّللُ َم ْن َي ْن ُ‬
‫يز*الَّذِينَ ِإ ْن َم َّكنَّا ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫اّللَ لَ َق ِوي َ‬
‫ور)) (‪.)2‬‬
‫ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر َو ِ َّ ِ‬
‫ّلل َ‬
‫وف َو َن َه ْوا َ‬
‫عاقِبَةُ ْاأل ُ ُم ِ‬
‫لقد ترك الجهاد في االسالم اثرا كبيرا في نفوس األمم والشعوب التي فتحها المسلمين الن‬
‫المجاهدين" كانوا يذهبون بأسرهم وبأدبائهم الى البالد المفتوحة ليستقروا فيها ولينشئوا لهم ولسكان‬
‫هذه البالد المدارس للتعليم والمعاهد لألبحاث والمكتبات الغنية للقراء وكان لهم مبدأ واضح هو‬
‫‪..1‬الجهاد في اللغة هو الوسع او الطاقة‪ ،‬واالصل فيه المشقة‪.‬‬
‫‪ .2‬سورة الحج‪ :‬اآلية ‪.41-32‬‬
‫‪- 396 -‬‬
‫نشر الدعوة االسالمية ومنهج سياسي بين هو استتباب االمن واستثمار الموارد االقتصادية لحساب‬
‫البلد المفتوح وسكانه" (‪ ،)1‬وال يشتمل مفهوم الجهاد على المواضيع المتعلقة بالقتال فقط بل يشمل‬
‫ذلك كل ما يتعلق بالجانب المعنوي ايضا‪ ،‬عن طريق االقوال واالفعال‪.‬‬
‫ان الجهاد في االسالم يخضع لضوابط شديدة ومتابعة وحضور فعلي من والة امر المسلمين‬
‫وقضاتهم ولنا في قضية اهالي سمرقند الذين قدموا لمقابلة عمر بن عبد العزيز حول وجود جيوش‬
‫المسلمين على ارض سمرقند بدون اذن اهلها‪ ،‬الن تلك المدنية لم يتم فتحها من قبل الجيوش‬
‫االسالمية‪ ،‬ولكنها من الناحية العملية اي على ارض الواقع اصبحت منطقة اسالمية فقام عمر بن‬
‫عبد العزيز بإحالة الموضوع الى القاضي (ابن خاطر الباجي) الذي اوضح بطالن تواجد جيش‬
‫المسلمين على ارض سمرقند فأمر عمر بن عبد العزيز بسحب جيش المسلمين ثم الوقوف على‬
‫مشارف المدينة وعرض االسالم او الجزية او الحرب وكما هو متعارف عليه عند التعامل مع‬
‫االمصار التي لم يتم فتحها بعد‪.‬‬
‫ان الشريعة االسالمية كانت الضابط لعمل المجاهدين‪ ،‬وهي كدين سماوي فهي نظام شامل‬
‫للحياة ويعد الدين من اهم اساليب ضبط السلوك البشري وهو اسلوب رقابي واسع المدى يتعقب‬
‫الفرد في كافة مراحل نشاطه في عالم الواقع والشهادة (‪.)2‬‬
‫وال يسمى الجهاد جهادا حقيقيا اال إذا قصد به وجه هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬واريد به اعالء كلمته ورفع‬
‫راية الحق‪ ،‬ومطاردة الباطل‪ ،‬وبذل النفس في مرضاة هللا‪ ،‬فاذا اريد به شيء دون ذلك من حظوظ‬
‫الدنيا‪ ،‬فانه ال يسمى جهادا على الحقيقة (‪ ،)3‬ويصح في ذلك استحضار النية تمتشيا مع قول الرسول‬
‫الكريم محمد ‪ :‬إنما األعمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إلى هللا‬
‫ورسوله‪ ،‬فهجرته إلى هللا ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها‪ ،‬فهجرته إلى‬
‫ما هاجر إلي ‪ ،‬ان االمة االسالمية اليوم وفي ظل هذه الظروف التي تحيط بها او التي ادخل حكام‬
‫الدول االسالمية فيها انفسهم‪ ،‬في حالة جهاد فكري‪ ،‬تدافع به عن نفسها وعن قيمها اما تلكم الهجمات‬
‫‪..1‬د‪ .‬عون‪ ،‬حسن‪ -‬صور ملهمة من واقع المجتمع العربي‪ -‬طبعة االسكندرية عام‪1291/‬م ص‪.114-113‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬عبد المنعم‪ ،‬محمد‪ -‬المجتمع االنساني ‪ -‬مكتبة القاهرة الحديثة‪ -‬طبعة عام‪1212/‬م ص‪.130‬‬
‫‪ .3‬بدوي‪ ،‬عبد العظيم‪ -‬الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز‪ -‬الطبعة المصرية عام‪0221/‬م ص‪.491‬‬
‫‪- 393 -‬‬
‫المتتابعة من المحسوبين عليها اوال ومن اعدائها ثانيا‪ ،‬حتى اصبحت مقدساتها نهبا ومجدها تاريخا‬
‫فلم يبقى امامها اال رفع السالح‪ ،‬بل ان ذلك الجهاد هو الخطوة السديدة الن يؤتي بذل الدم اكله في‬
‫النصر واعالء كلمة هللا في دنيا الناس (‪.)1‬‬
‫ان الحديث عن الجهاد حديث متشعب ولكن باإلمكان الوقوف على بعض الجوانب المهمة فيه مثل‬
‫تعريفه وبيان مفهومه‪ ،‬الغاية منه‪ ،‬احكامه‪ ،‬الترغيب والترهيب * فيه‪ ،‬من اجل دفع الشبهة عنه‬
‫وبيان اختالفه عن اإلرهاب‪.‬‬
‫الغاية من الجهاد‬
‫عندما شرع هللا سبحانه وتعالى الجهاد اصبح من الفرائض الدالة على هوية االسالم‪ ،‬ومن هذا‬
‫المنطلق نتناول موضوع الجهاد لضمان التفرق بينه وبين جريمة اإلرهاب والذي هو عامة‬
‫المقصود منه قتال العدو‪.‬‬
‫ان الظروف التي كانت سائدة في فيما مضى لم تعد قائمة االن فيما يتعلق بقوة المسلمين البشرية‬
‫والمادية‪ ،‬حين كانت الدولة االسالمية تسعى لنشر الدعوة او رد االعتداء‪ ،‬ان الجهاد فرض لم‬
‫يتغير وال تغيرت اهدافه ألنه جزء حيوي ومهم في الشريعة االسالمية وهو تشريع رباني ال يجوز‬
‫في حال من االحوال التخلي عنه‪ ،‬وانما الذي تغيير هو اللعب على حبائل السياسة حيث تمت‬
‫احاطته ثم تخطيه‪.‬‬
‫ان عدم الفهم الحقيقي لطبيعة التشريع االلهي تقتضي اتخاذ مجموعة من المواقف تجاه ثوابت‬
‫الدين‪ ،‬قد يحصل لبس وقتي نتيجة ظروف معينة ولكنها تنزال بمجرد حضور الفطرة السليمة‪.‬‬
‫ففي قصة صالح الدين االيوبي وحواره مع اخيه العادل درس بليغ للذين اختلطت عليهم‬
‫((و ِإن‬
‫االوراق والتبس عليهم االمر يذكر العادل صالح الدين ان يعمل بمقتضى اآلية الكريمة َ‬
‫علَى َّ‬
‫س ِمي ُع ْال َع ِلي ُم)) (‪ )2‬فيرد عليه صالح الدين يا أخي‬
‫اّللِ ِإنَّهُ ُه َو ال َّ‬
‫س ْل ِم فَ ْ‬
‫َج َن ُحواْ ِلل َّ‬
‫اجن َْح لَ َها َوت َ َو َّك ْل َ‬
‫‪ .1‬د‪ .‬الدسوقي‪ ،‬محمد‪ -‬مقدمة كتاب ظاهرة انتشار االسالم وموقف بعض المستشرقين منها للكاتب محمد فتح‬
‫الزيادي‪ -‬الطبعة الليبية عام‪1293/‬م‪.‬‬
‫*‪ .‬الترغيب والترهيب‪ -‬مفهومان اساسيان في موضوع الدعوة الى هللا‪.‬‬
‫‪ .2‬سورة االنفال‪ :‬اآلية ‪.91‬‬
‫‪- 395 -‬‬
‫س ْل ِم َوأَنت ُ ُم األ َ ْعلَ ْونَ َو َّ‬
‫اّللُ َم َع ُك ْم َولَن َيتِ َر ُك ْم‬
‫عوا إِلَى ال َّ‬
‫لماذا ال تذكرني بقوله تعالى ((فَال ت َ ِهنُوا َوت َ ْد ُ‬
‫أ َ ْع َمالَ ُك ْم)) (‪ ،)1‬ان الجيوش االوربية جاءت بدعوى استرداد االرض المقدسة وارتكبت افظع‬
‫الجرائم وتمت تلك الحروب لمقاصد غير انسانية ارتكبت باسم الدين المسيحي‪ ،‬اليوم وبسبب‬
‫السياسة وتحول الدولة االسالمية الى دول متفرقة اذا لم نقول متصارعة فيما بينها تتسابق إلرضاء‬
‫االقوياء وتغليب المصالح الضيقة اصبح الجهاد اليوم على لسان الحكام وفي قلوب بسطاء الناس‪.‬‬
‫كانت غايات الجهاد تدور حول نشر الشريعة ورد العدوان اما اليوم فان الجهاد لم يتغير ولكن‬
‫تطورت الياته وهو باقي الى ان يرث هللا االرض ومن عليها‪ ،‬واليوم أصبح الجهاد أكثر تأثيرا من‬
‫خالل جملة امور‪.‬‬
‫‪ -3‬اشاعة اجواء الرعب في القوات المعادية والمتحالفة معها‪.‬‬
‫‪ -5‬امكانية ايقاع الخسائر بالجهد الساند للقوات المعادية في اي بلد‪.‬‬
‫‪ -1‬الحصول على مكاسب كأوراق ضغط على الجهات المعادية‪.‬‬
‫‪ -4‬التأثير على الرأي العام في الدول المعتدية‪.‬‬
‫‪ -2‬امكانية نقل المعركة الى ارض العدو بغية التأثير عليه‪.‬‬
‫ان الجهاد يتم ألغراض نبيلة مثل تخليص الناس من العبودية والشرك ونشر قيم االسالم والمحبة‬
‫ان ايقاع الرعب المستخدم في االسالم ليس بقصد ارهاب االخرين انما هو جزء من متطلبات اعداد‬
‫القوة الالزمة إلخافة العدو وغايته نشر الدعوة ومنع االعتداء او رد االعتداء‪.‬‬
‫و الجهاد في االصطالح هو بذل الجهد في سبيل اقامة المجتمع االسالمي بان تكون كلمة هللا هي‬
‫العليا وان تسود شريعة هللا العالم كله (‪.)2‬‬
‫والجهاد من أفضل االعمال على االطالق كونه يفضي الى بذل النفس‪ ،‬وقد قيل الجود بالنفس‬
‫اقصى غاية الجود وهو من اجل القربات وأعظمها فهو ذروة سنام االسالم وطريق الى دار السالم‬
‫وفضله كثير من العلماء على نوافل الصالة والصيام‪ ،‬وهو جدير بهذا االمر (‪.)3‬‬
‫‪ .1‬سورة محمد‪ :‬اآلية ‪.33‬‬
‫‪ .2‬محمد‪ ،‬عبد الرحمن كمال ‪ -‬توضيح المسالك للسائل والناسك‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.341‬‬
‫‪ .3‬المقدسي‪ ،‬عز الدين‪ -‬تنبيه الراحل الى اهم ما يحتاجه من المسائل‪ -‬ط‪ -1‬طبعة عام‪1409/‬هـ ص‪.143‬‬
‫‪- 391 -‬‬
‫ومن اجل الوقوف على موضوع الجهاد يجب الوقوف على مقاصد الشريعة في تشريعه واجازته‬
‫سبِي ِل َّ‬
‫اّللِ الَّذِينَ‬
‫((وقَاتِلُوا فِي َ‬
‫ووضع الضوابط الخاصة به والحث عليه جاء في اآلية الكريمة َ‬
‫يُقَاتِلُونَ ُك ْم َو َال ت َ ْعتَد ُوا إِ َّن َّ‬
‫اّللَ َال ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ )) (‪.)1‬‬
‫ان الجهاد في االسالم جاء لرد الحقوق وانصاف المظلوم وحماية الضعفاء كما جاء في اآلية‬
‫ان الَّذِينَ َيقُولُونَ‬
‫اّلل َو ْال ُم ْستَ ْ‬
‫س ِ‬
‫الر َجا ِل َو ِ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬
‫الن َ‬
‫((و َما لَ ُك ْم َال تُقَا ِتلُونَ ِفي َ‬
‫ض َعفِينَ ِمنَ ِ‬
‫اء َو ْال ِو ْلدَ ِ‬
‫الكريمة َ‬
‫َربَّنَا أَ ْخ ِر ْجنَا ِم ْن َه ِذ ِه ْالقَ ْر َي ِة َّ‬
‫يرا)) (‪.)2‬‬
‫اج َع ْل لَنَا ِم ْن لَد ُ ْن َك َو ِليًّا َو ْ‬
‫الظا ِل ِم أ َ ْهلُ َها َو ْ‬
‫َص ً‬
‫اج َع ْل َلنَا ِم ْن َلد ُ ْن َك ن ِ‬
‫والمجاهد من يحمل السالح ليدافع عن العقيدة والدين وثوابت االسالم‪ ،‬من خالل بذل النفس والمال‬
‫وقد يكون الصبر من اول شروط الجهاد‪ ،‬جاء عن امير المؤمنين علي عليه السالم وكرم هللا وجهه‬
‫في ذلك قوله‪ :‬من صبر على طاعة هللا وعن معاصيه فهو المجاهد الصبور (‪ ،)3‬حيث ال ايمان لمن‬
‫ال صبر له‪.‬‬
‫حكم الجهاد‪ -:‬نشر الدعوة وقتال المعتدين او القصد من الجهاد باستخدام القوة المسلحة‪.‬‬
‫‪ -3‬جهاد الطلب‪ -‬هو السعي لنصر الدعوة اإلسالمية ونشرها وادخال االقوام االخرى في االسالم‬
‫ويبدأ بالدعوة لإلسالم ثم الجزية ثم القتال‪ ،‬قال تعالى ((ان ِف ُرواْ ِخفَافًا َو ِثقَاالً َو َجا ِهد ُواْ ِبأ َ ْم َوا ِل ُك ْم‬
‫س ِبي ِل َّ‬
‫اّللِ ذَ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَّ ُك ْم ِإن ُكنت ُ ْم ت َ ْع َل ُمونَ )) (‪ ،)4‬وال يشترط فيه القتال فقط بل كل‬
‫َوأَنفُ ِس ُك ْم فِي َ‬
‫يشارك من موقعه عند توفر المقاتلين‪.‬‬
‫‪ -5‬جهاد الدفع‪ -‬وهو التصدي للمعتدين على األرض الدفاع عن والدين واالموال واالعراض‬
‫واالنفس قال الرسول الكريم محمد ‪ ":‬من قتل دون ماله فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون أهله فهو‬
‫شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دمه فهو شهيد" (‪.)5‬‬
‫‪ .1‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.122‬‬
‫‪ .2‬سورة النساء‪ :‬اآلية ‪.13‬‬
‫‪ .3‬االمدي‪ ،‬عبد الواحد التميمي‪ -‬حكم االمام علي‪ ،‬غرر الحكم ودرر الكلم‪ -‬مؤسسة االعلمي للمطبوعات‪-‬‬
‫طبعة عام‪0220/‬م ص‪.301‬‬
‫‪ .4‬سورة التوبة‪ :‬اآلية‪.41‬‬
‫‪ .5‬ابن حزم‪ ،‬أبو محمد علي بن احمد االندلسي‪ -‬المحلى‪ -‬كتاب قتال اهل البغي‪ ،‬مسألة (‪ -)0139‬تحقيق حسان‬
‫عبد المنان‪ -‬بيت االفكار الدولية‪ -‬طبعة عام‪0223/‬م ص‪.0232‬‬
‫‪- 394 -‬‬
‫مالحظة‪ :‬لألنصاف يجوز لنا ان نقول ان الغزوات في زمن الرسول الكريم على وجه التحديد‬
‫تجمع بين جهاد الطلب وجهاد الدفع‪ ،‬وهذا يفسر لنا ما حصل في المدينة المنورة وباقي لمناطق‬
‫بعد وفاة الرسول الكريم محمد ‪ ‬وحصول حروب الردة‪.‬‬
‫جاء في الحديث النبوي الشريف‪ ،‬عن انس رضي هللا عنه قال‪ :‬قال النبي محمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ :‬جاهدوا المشركين بأموالكم وانفسكم والسنتكم (‪.)1‬‬
‫عن ابي موسى االشعري رضي هللا عنه قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫الرجل يقاتل للمغنم‪ ،‬والرجل يقاتل للذكر‪ ،‬والرجل يقاتل ليرى مكانه‪ ،‬فمن في سبيل هللا؟ قال‪ :‬من‬
‫قاتل لتكون كلمة هللا هي العليا‪ ،‬فهو في سبيل هللا (‪.)2‬‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال هجرة بعد الفتح ولكن‬
‫جهاد ونية‪ ،‬وإذا استنفرتم فانفروا (‪.)3‬‬
‫وقال هللا سبحانه وتعالى في بيان فضل الجهاد والترغيب فيه وعدم التخلي عنه ((يا أَيُّ َها‬
‫عذَاب أ َ ِليم* تُؤْ ِمنُونَ ِب َّ‬
‫س ِبي ِل‬
‫اّللِ َو َر ُ‬
‫نجي ُكم ِم ْن َ‬
‫الَّذِينَ آ َمنُوا ه َْل أَد ُلُّ ُك ْم َ‬
‫سو ِل ِه َوت ُ َجا ِهد ُونَ فِي َ‬
‫ارة ت ُ ِ‬
‫علَى تِ َج َ‬
‫َّ‬
‫اّللِ بِأ َ ْم َوا ِل ُك ْم َوأَنفُ ِس ُك ْم ذَ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَّ ُك ْم إِن ُكنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ * َي ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُو َب ُك ْم َويُد ِْخ ْل ُك ْم َجنَّات ت َ ْج ِري ِمن‬
‫ساكِنَ َ‬
‫عدْن ذَ ِل َك ْالفَ ْو ُز ْالعَ ِظي ُم)) (‪ ،)4‬وجاء عن أبي هريرة قوله‪:‬‬
‫ط ِيبَةً فِي َجنَّا ِ‬
‫ت َ ْحتِ َها األ َ ْن َه ُ‬
‫ت َ‬
‫ار َو َم َ‬
‫ٌ‬
‫إيمان باهلل‬
‫خير قال‪:‬‬
‫سئل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أي األعمال أفضل أو أي األعمال ٌ‬
‫ورسوله‪ ،‬قيل‪ :‬ثم أي شيء قال‪ :‬الجهاد سنام العمل‪ ،‬قيل‪ :‬ثم أي شيء يا رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬ثم حج‬
‫مبرور (‪ ،)5‬وسنام الشيء أعاله ومن األرض اوسطها ومن الناس اشرفهم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ .1‬الصااانعاني‪ ،‬محمد بن اساااماعيل اليمني‪ -‬سااابل الساااالم‪ ،‬الموصااالة الى بلوغ المرام الجزء الرابع‪ -‬مصااادر‬
‫سابق ص‪.41‬‬
‫‪ .2‬الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي‪ -‬نيل االوطار في منتقى االخبار‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ -3032/19،‬تحقيق محمد‬
‫صبحي حالق‪-‬ج‪ -14‬ط‪ -1‬دار ابن الجوزي‪ -‬طبعة عام‪1401/‬هـ ص‪.09‬‬
‫‪ .3‬الترمذي‪ ،‬ابو عيسى محمد بن عيسى ‪ -‬الجامع الكبير‪ ،‬ابوب الجهاد‪ ،‬باب ما جاء فيمن يقاتل رياء وللدنيا‬
‫حديث(‪ -)1949‬م‪ -3‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.090‬‬
‫‪ .4‬سورة الصف‪ :‬اآلية ‪.10-12‬‬
‫‪..5‬الترمذي‪ ،‬ابو عيسى محمد بن عيسى ‪ -‬الجامع الكبير‪ ،‬ابوب الجهاد‪ ،‬باب ما جاء في اي االعمال افضل‬
‫حديث(‪ -)1939‬م‪ -3‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.022‬‬
‫‪- 392 -‬‬
‫الترهيب من ترك الجهاد‬
‫ان الموضوع المهم ايضا اضافة الى موضوع الجهاد هو ترك الجهاد الذي فيه ضياع الدين فاذا‬
‫ما اراد المسلمون حاليا التمسك بالجهاد تم نعتهم باإلرهابيين‪ ،‬حتى لو تم غزو بالدهم واحتاللها‬
‫و ان الجهاد احد االسلحة التي تصلح لكل زمان ومكان فبها تصان الحرمات وتعلو كلمة هللا وتذل‬
‫كلمه الكافرين وتحبط نواياهم ويدافع به عن االوطان‪ ،‬يقول الرسول الكريم محمد ‪ :‬إذا تبايعتم‬
‫بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد‪ ،‬سلط هللا عليكم ذال ال ينزعه حتى‬
‫ترجعوا إلى دينكم (‪.)1‬‬
‫ان الشريعة التي حثت على الجهاد وحددت مقاصده‪ ،‬وهي ايضا من حذرت من ترك الجهاد‬
‫س ِبي ِل َّ‬
‫اّللِ َو َال ت ُ ْلقُوا ِبأ َ ْيدِي ُك ْم ِإلَى الت َّ ْهلُ َك ِة‬
‫((وأَ ْن ِفقُوا فِي َ‬
‫لما فيه من خطر يحيط باألمة‪ ،‬قال تعالى َ‬
‫َوأ َ ْح ِسنُوا ِإ َّن َّ‬
‫اّللَ ي ُِحبُّ ْال ُم ْح ِسنِينَ )) (‪ )2‬وتعني ان عدم قيامكم بإنفاق المال في سبيل هللا والجهاد في‬
‫سبيل هللا فهي سبب من اسباب هالككم‪.‬‬
‫اّلل اثَّاقَ ْلت ُ ْم‬
‫سبِي ِل َّ ِ‬
‫وجاء ايضا في قوله تعالى ((يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َما لَ ُك ْم إِذَا قِي َل لَ ُك ُم ا ْن ِف ُروا فِي َ‬
‫ضيت ُ ْم بِ ْال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا ِمنَ ْاآل ِخ َرةِ َف َما َمتَاعُ ْال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا فِي ْاآل ِخ َر ِة إِ َّال قَ ِلي ٌل إِ َّال تَ ْن ِف ُروا‬
‫إِلَى ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض أ َ َر ِ‬
‫ش ْيئًا َو َّ‬
‫ش ْيء قَدِي ٌر))(‪ )3‬وتعني ان‬
‫علَى ُك ِل َ‬
‫ض ُّروهُ َ‬
‫عذَابًا أ َ ِلي ًما َويَ ْست َ ْبد ِْل قَ ْو ًما َغي َْر ُك ْم َو َال ت َ ُ‬
‫اّللُ َ‬
‫يُعَ ِذ ْب ُك ْم َ‬
‫تركتم الجهاد عذبكم هللا بالقهر واالذالل‪.‬‬
‫ان الجهاد شرع ايضا لمحاربة الذين ال يلتزمون في العهود التي قطعوها هلل سبحانه وتعالى‬
‫وللمسلمين وكذلك للرد على االعتداءات التي تصدر منهم بحق الدين وثوابته الرئيسية غير القابلة‬
‫للتأويل او التفسير تبعا ألهواء اصحاب المصالح‪ ،‬وهو فريضة محكمة وسنة واجبة وضرورة‬
‫قائمة في كل زمان ومكان‪ ،‬وباب من ابواب العزة والكرامة فتحه هللا للتقرب اليه وابقاه مفتوحا‬
‫الى ان يرث هللا االرض ومن عليها كأحد ثوابت الدين التي ال غنى عنها‪ ،‬اما في نقض العهود فان‬
‫‪..1‬االصفهاني‪ ،‬ابو نعيم احمد بن عبد هللا‪ -‬حلية االولياء وطبقات االصفياء‪ ،‬عطاء بن ميسرة‪ -‬ج‪ -3‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ -‬طبعة عام‪1229/‬م ص‪.022‬‬
‫‪ .2‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.123‬‬
‫‪ .3‬سورة التوبة‪ :‬اآلية ‪.32-39‬‬
‫‪- 390 -‬‬
‫ع ْه ِد ِه ْم َو َ‬
‫ط َعنُوا فِي دِي ِن ُك ْم فَقَاتِلُوا أ َ ِئ َّمةَ ْال ُك ْف ِر‬
‫((وإِ ْن َن َكثُوا أ َ ْي َمانَ ُه ْم ِم ْن بَ ْع ِد َ‬
‫هللا سبحانه وتعالى يقول َ‬
‫إِنَّ ُه ْم َال أ َ ْي َمانَ لَ ُه ْم لَعَلَّ ُه ْم يَ ْنت َ ُهونَ )) (‪.)1‬‬
‫ان االصل في الجهاد ان ال يتخذ غرضا اي ال يكون هو الغرض وانما االصل هو اتخاذ‬
‫الجهاد كوسيلة إلعالء كلمة هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وصح عن الرسول الكريم محمد ‪ ‬قوله‪ :‬أما‬
‫رأس األمر فاإلسالم‪ ،‬وأما عموده فالصالة‪ ،‬وأما ذروة سنامه فالجهاد (‪.)2‬‬
‫وخير من وصف الجهاد و بيان منزلته‪ ،‬هو سيد البلغاء امير المؤمنين علي عليه السالم‪-:‬‬
‫صااااااا ِة‬
‫ب ال َجنَّااااااا ِة‪ ،‬فَت َ َحاااااااهُ هللاُ ِل َخا َّ‬
‫الج َهاااااااادَ بَااااااااب ِمااااااان أَبا َ‬
‫ااااااوا ِ‬
‫"أ َ َّماااااااا بَعااااااادُ‪ ،‬فَااااااا ِإ َّن ِ‬
‫الوثِيقَاااااااااةُ‬
‫ااااااااو ِلبا‬
‫ااااااااوى‪َ ،‬ودِر ُ‬
‫ع هللاِ ال َح ِصاااااااااينَةُ‪َ ،‬و ُجنَّتُاااااااااهُ َ‬
‫اااااااااس التَّق َ‬
‫أَو ِليَائِاااااااا ِه‪َ ،‬و ُها َ‬
‫ُ‬
‫اااااملَهُ الاااااا َبالَ ُء‪َ ،‬ود ُِيا َ‬
‫اااااث‬
‫ب الااااااذُّ ِل‪َ ،‬و َ‬
‫شا ِ‬
‫فَ َماااااان ت َ َر َكااااااهُ َرغ َبااااااةا عَنااااااهُ أَل َب َ‬
‫سااااااهُ هللاُ ثَااااااو َ‬
‫ق ِمناااااااهُ‬
‫ب َ‬
‫ب‪َ ،‬وأُدِياااااا َل ال َحاااااا ُّ‬
‫ِبال َّ‬
‫ُاااااار َ‬
‫علَااااااى قَل ِبااااااا ِه ِباألَساااااا َها ِ‬
‫صااااااغَ ِار َوالقَ َمااااااا َء ِة‪َ ،‬وض ِ‬
‫ف" (‪.)3‬‬
‫ف َو ُمنِ َع النَّ َ‬
‫الج َهادِ‪َ ،‬و ِ‬
‫ص َ‬
‫سي َم ال َخس َ‬
‫يع ِ‬
‫ِبتَض ِي ِ‬
‫‪ .1‬سورة التوبة‪ :‬اآلية ‪.10‬‬
‫‪ .2‬النيسابوري‪ ،‬محمد بن عبد هللا الحاكم‪ -‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬حديث رقم(‪ -)0429‬تحقيق مصطفى‬
‫عبد القادر عطا‪ -‬ج‪ -0‬ط‪ -1‬دار الكتب العلمية – طبعة عام‪1222/‬م ص ‪.99‬‬
‫‪ .3‬الشريف الرضي‪ ،‬أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى‪ -‬نهج البالغة‪ -‬محمد عبدة‪ -‬ج‪ -1‬ط‪ -1‬مؤسسة‬
‫المعارف‪ -‬طبعة بيروت لعام‪1222/‬م ص‪.142‬‬
‫>‬
‫‪- 397 -‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫العالقة بين اإلعالم واإلرهاب‬
‫ويتضمن المطالب االتية‬
‫المطلب االول‪ :‬مفهوم اإلعالم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إعالم االزمات‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلعالم واإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 390 -‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫العالقة بين االعالم واإلرهاب‬
‫نتناول في هذا المبحث الدور المهم لإلعالم كأحد المفاصل المهمة التي يجب التعرض لها‬
‫عند دراستنا لموضوع اإلرهاب‪ ،‬ويلعب االعالم دورا اساسيا في هذا الموضوع فمن غير وسائل‬
‫االعالم ما كان الحد ان يطلع على اثار الخراب والدمار التي تسأأأأأأببها العمليات اإلرهاب ية‪ ،‬ان‬
‫اإلرهاب قد يحصأأأأأأل بالقول او العمل وكالهما يحتاج الى وسأأأأأأائل االعالم واالتصأأأأأأال لغرض‬
‫توصأأأأأيلة الى جمهور المتلقيين‪ ،‬وكلما كان دور االعالم فاعال كلما انعكس بالسأأأأألب او االيجاب‬
‫على موضوع اإلرهاب‪.‬‬
‫واالعالم المسؤول هو الذي يلعب الدور الرئيسي في ايصال المعلومات الى المتلقيين بقصد تبيان‬
‫اثار العمليات اإلرهابية لزيادة الوعي وتقديم المساعدة المادية والمعنوية للضحايا وذويهم‪ ،‬وبيان‬
‫مخاطرها على المجتمع من النواحي االقتصأأادية واالجتماعية والسأأياسأأية وحث الناس فيما بينهم‬
‫على محاربة اإلرهاب وكال حسب امكانياته ودوره كونه عضوا في الجماعة االنسانية‪.‬‬
‫وقد يسأأأأأتغل االعالم ازمة معينة فيحاول توظيف هذا االسأأأأأتغالل لتحقيق منافع في االغلب‬
‫االعم تكون مادية او شأأخصأأية‪ ،‬وبحكم التطور الحاصأأل في وسأأائل االعالم واالتصأأال واتاحتها‬
‫للجميع أصبح االن بإمكان اي مجموعة لها موارد مالية ان تقوم بإنشاء محطات بث تلفزيونية او‬
‫راديوية‪ ،‬وحتى مواقع على االنترنيت تنشأأأر فيها ما يحلو لها‪ ،‬تحت قاعدة حرية العمل االعالمي‬
‫والصحفي وحرية التعبير عن الرأي‪.‬‬
‫وقد تسأأأأاهم تلك الوسأأأأائل في التحريض على العنف وغيره وتلعب دورا غير مسأأأأؤول في اثارة‬
‫االحقاد الدينية والطائفية او العرقية‪ ،‬وقد تكون عامال مشأأأأأأجعا للجماعات اإلرهاب ية في زيادة‬
‫نشأأاطها‪ ،‬وقد يكون االعالم المسأأؤول اول ضأأحايا اإلرهاب فيذهب من يعمل فيه ضأأحية كشأأفه‬
‫وفضحه ألساليب الجهات التي تمارس اإلرهاب‪.‬‬
‫وسنبين في المطلب االول من هذا البحث فكرة موجزة عن االعالم‪ ،‬وسنوضح في المطلب الثاني‬
‫دور االعالم في االزمات‪ ،‬اما في المطلب الثالث سنناقش فيه عالقة االعالم باإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 399 -‬‬
‫المطلب االول‬
‫مفهوم االعالم‬
‫االعالم في اللغة مصطلح مشتق من كلمة اعلم‪-‬اعالما ويقابله الفعل(‪ )Inform‬في اللغة‬
‫االنكليزية واالعالم يقابل كلمة (‪ ،)Information‬ويعني االخبار واالطالع على المعلومات‬
‫وعرض الحقائق ومحاولة الوقوف على كل ما يتعلق باإلنسان في محيطه الذي يعيش فيه ويتفاعل‬
‫معه ويوثر او يتأثر به‪.‬‬
‫ويقوم االعالم بدور مهم بتزويد االفراد بالمعلومات عن القضايا التي يهتمون بها ويتفاعلون معها‬
‫من وقائع واحداث ولهذا أصبح االعالم وسيلة قائمة (‪ )media‬بذاتها وليست غاية ويقول‬
‫(اتوجرت) المفكر االلماني (‪ )3902-3072‬المهتم باإلعالم‪ :‬انه التعبير الموضوعي عن عقلية‬
‫الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه (‪.)1‬‬
‫ووسائل االعالم متنوعة وتتباين في حجم تأثيرها وهي مصادر قوة إلنتاج القيم وتشكل الوعي‬
‫والوجدان (‪ ،)2‬ووظائف عامة منها‪ ،‬االخبار‪ ،‬الترفيه‪ ،‬التعليم وغير ذلك‪ ،‬وتعمل وسائل االعالم على‬
‫نشر االبداع االنساني وزيادة المعرفة‪ ،‬وبالتالي تحصين االنسان ضد المشاكل التي تواجهه في‬
‫مسيرة حياته اضافة الى دورها في تقريب وجهات النظر‪.‬‬
‫وتعتبر وسائل االعالم واالتصال سالحا خطيرا بيد الجهات والجماعات المغرضة تستخدمه‬
‫لتحقيق اغراضها البعـيدة عن رسالة االعالم واخالقياته ومبادئه‪ ،‬كما هو واقع الحال في كونه احد‬
‫وسائل الحرب النفسية‪ ،‬والوسائل التي تروج ألفكار معينة او التي تتبع فئة او طائفة معينة او التي‬
‫تمول من قبل احزاب سياسية‪ ،‬وتزداد الحاجة الى وسائل االعالم واالتصال كلما احجمت الدول‬
‫عن نشر الحقائق امام شعوبها‪ ،‬ويشهد العالم االسالمي حربا نفسية مفتوحة وارهابا فكريا ال يقل‬
‫حدة وخطورة عن العمليات العسكرية‪ ،‬والبد من التعامل مع وسائل االعالم بحذر شديد حتى ال‬
‫‪ .1‬اسعد‪ ،‬موفق ‪ -‬االعالم والحرب العراقية االيرانية‪ -‬طبعة بغداد لعام‪1299/‬م ص‪.30‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬عبد الوهاب‪ ،‬كمال خورشاااااايد ‪ -‬عولمة الثقافة المخاطر وكيفية معالجتها‪ -‬بيت الحكمة‪ -‬دراساااااااات‬
‫اجتماعية عام‪0222/‬م ص‪.34‬‬
‫‪- 566 -‬‬
‫تذوب الشخصية االسالمية ويضمحل الفكر االسالمي وينقاد المسلم ألفكار غريبة عن عقيدته‬
‫وشريعته واخالقه (‪.)1‬‬
‫على اننا ال نتهم االعالم كونه هو الذي يقف وراء زيادة تأثير الحرب النفسأأأأأأية او حرب‬
‫اإلرهاب الفكري فهي وسيلة خير بيد الخيرين ووسيلة شر بيد االشرار‪ ،‬ان االنسانية اليوم بحاجة‬
‫الى وسأأأأائل االعالم واالتصأأأأال لتسأأأأتمر في سأأأأعيها نحو التطور وادامة االتصأأأأال الن المجتمع‬
‫االنساني بحاجة الى التفاهم والتبادل ونقل االفكار والخبرات (‪.)2‬‬
‫ويلعب االعالم دورا مهما وحيويا في عملية تزويد المتلقين‪ ،‬ممثلين بالجماهير باألخبار ا لدقيقة‬
‫والمعلومات ال سليمة والحقائق التي تجد لها ر صيدا على االرض‪ ،‬والتي ت ساعد على تكوين رأي‬
‫واقعي بأية حادثة من الحوادث او مشكلة من المشاكل (‪.)3‬‬
‫وتمارس وسأأأأأأأائل االعالم ايضأأأأأأأا دورا فاعال في الرد على االفكار والعقائد والتوجيهات‬
‫المضأأأأأادة (‪ ،)4‬وان هذا الرد يجب ان يكون عقالنيا وموجها وال يقصأأأأأد منه اثارة المشأأأأأاكل الن‬
‫االعالم اليوم ا صبح سلطة تمارس ادورا متعددة في حياة الدول واألمم وال شعوب‪ ،‬ان االعالم قد‬
‫يساهم في إشاعة اجواء الرعب او الخوف او ان يكون عامال مهما في الحد منها وخاصة االعالم‬
‫الهادف الواعي لمخططات الجهات المعادية او قد يساهم من حيث ال يدري في نشر ثقافة الخوف‬
‫والعنف‪ ،‬حيث تشأأأأأأكل احتياجات االمان في سأأأأأأعي االنسأأأأأأأان الى التحرر من الخوف والتهديد‬
‫والحرمان الذي قد ينشأأأ من اختالل االمن او عن المرض او عن الفصأأل او عن االضأأطهاد وما‬
‫شابه ذلك من اسباب (‪.)5‬‬
‫وتكمن اهمية دور االعالم في المسأأأاعدة على التغلب على االمراض التي تصأأأيب المجتمع ألنه‬
‫يمارس دورا تربويا يلبي احتياجات جميع االفراد في كافة المجاالت‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬ابابطين‪ ،‬احمد بن محمد‪ -‬المرأة راعية في بيتها داعية‪ -‬الطبعة السعودية لعام‪0224/‬م ص‪.33‬‬
‫‪ .2‬خضير‪ ،‬حسين كريم ‪ -‬التضليل االعالمي المعادي للعراق‪ -‬طبعة العراق عام‪1229/‬م ص‪.10‬‬
‫‪ .3‬محسن‪ ،‬سعدون‪ -‬الدعاية الموجهة ضد العرب والمسلمين في الواليات المتحدة االمريكية للفترة من ‪0221‬‬
‫الى ‪ -0221‬رسالة ماجستير مقدمة الى جامعة سانت كليمنتس‪ -‬ص‪.3‬‬
‫‪...4‬نصر‪ ،‬صالح‪ -‬الحرب النفسية القائم والمعتقد‪ -‬الجزء االول‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪1219/‬م ص‪.31‬‬
‫‪ .5‬د‪ .‬التهامي‪ ،‬مختار ‪ -‬الراي العام والحرب النفسية‪ -‬الطبعة المصرية لعام‪1214/‬م ص ‪.22‬‬
‫‪- 563 -‬‬
‫وقد ساهمت وسائل التواصل االجتماعي المتعددة في سرعة نقل الخبر او وصوله او عرض‬
‫المعلومات والتي قد ال تتوفر لدى وسائل االعالم وان كانت وسائل االعالم تستخدم وسائل التواصل‬
‫االجتماعي في بث برامجها او الترويج ألعمالها‪.‬‬
‫ان فتح المجال امام الجميع في استخدام وسائل االعالم واالتصال ومنها وسائل التواصل‬
‫االجتماعي عن طريق شبكة المعلومات الدولية (االنترنيت) او الهواتف النقالة قد سهل على‬
‫الجماعات اإلرهابية نشر افكارها والترويج لها‪ ،‬اضافة الى عرض ما تقوم به من نشاطات وربما‬
‫عرض دروس ومحاضرات عن كيفية تفخي العجالت وصنع العبوات الناسفة وكيفية استخدامها‬
‫وكذلك امكانية التواصل بين اعضاء تلك المجموعات من غير الحاجة الى اللقاء المباشر في مكان‬
‫معين وبالتالي يكونوا في مأمن من عرضة التعقب او المسك‪ ،‬وان تلك المواد الفلمية يمكن الرجوع‬
‫اليها بشكل مستمر وعند الحاجة الى ان يتم رفعها او حجب المواقع التي تقوم بنشرها من قبل‬
‫الجهات المعنية والتي غالبا ما تحتاج الى وقت طويل في العثور عليها ومن ثم حجبها بعد ان تكون‬
‫قد ادت اغراضها‪.‬‬
‫ويعتبر االنترنيت اليوم سالح ذو حدين ووسيلة متعددة األغراض تم تسخيرها بشكل كامل‬
‫في خدمة أغراض الجماعات اإلرهابية او المؤيدين والمساندين لها‪ ،‬وهو من الوسائط القوية األثر‬
‫والفعالة في خدمة عمليات العنف واإلرهاب الدولية فهذه الشبكات تنشر األفكار والمعلومات‬
‫والتصريحات واألحكام بين األطراف المشتركين فيها على امتداد العالم كله (‪.)1‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬الحسين‪ ،‬أسماء بنت عبد العزيز‪ -‬بحث بعنوان‪ -‬أسباب اإلرهاب والعنف والتطرف‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬مقدمة‬
‫الى المؤتمر العلمي عن موقف االسالم من االرهاب‪ -‬جامعة االمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ -‬السعودية‬
‫عام‪0224/‬م ص‪.32‬‬
‫‪- 565 -‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫االعالم واالزمات‬
‫يلعب االعالم دورا مهما في نقل االخبار الى المتلقين بسرعة عالية بعد التطور الهائل الذي‬
‫شهدته وسائل االتصال واالعالم في عصر العولمة وازدياد وعي الناس الى الدور الذي يمكن ان‬
‫تلعبه تلك الوسأأأأائل‪ ،‬واصأأأأبحت تلك الوسأأأأائل وبحكم ما تمتلكه من تقنيات جزءا فاعال في الحياة‬
‫اليومية‪ ،‬ومما ال يستغنى عنه‪.‬‬
‫واالزمة تحصأأأأل في اي مجتمع مهما كان تطوره‪ ،‬فهي عبارة عن حادث خطير يؤثر على‬
‫سأأأأأأبيل المثال في الناس والبيئة (‪ )1‬ويؤدي الى تهديد السأأأأأألم المجتمعي يكون هدفا لتناوله من قبل‬
‫وسأأأأائل االعالم ووسأأأأائل التواصأأأأل االجتماعي والتي تمتلك مسأأأأاحة واسأأأأعة في تناول الحدث‬
‫والتعاطي معه حتى من قبل اشخاص ليس لهم اية دراية او معرفة بمبادئ العمل االعالمي‪.‬‬
‫أن األعالم يتعامل مع األزمة من خالل مراحل ثالث (‪ )2‬وكما مبين ادناه‪- :‬‬
‫‪ -3‬مرحلة نشر المعلومات ويكون ذلك في بداية األزمة ليواكب اإلعالم رغبة الجماهير في مزيد من‬
‫المعرفة واستجالء الموقف عن األزمة ذاتها وآثارها وأبعادها‪ ،‬وفي هذه المرحلة قد تمثل عملية النشر‬
‫سبقا اعالميا تحرص الكثير من وسائل االعالم على القيام به وفق ضوابط معينة او لشروط ممارسة‬
‫المهنة التي تعمل بها غالبية الدول اما في وسائل التواصل االجتماعي فتكاد تكون تلك المرحلة في‬
‫بعض حاالتها خارجة عن حدود الرقابة السيطرة‪.‬‬
‫‪-5‬مرحلة تفسير المعلومات * أي أن تقوم وسائل اإلعالم في هذه المرحلة بتحليل عناصر األزمة والبحث‬
‫في جذورها وأسبابها ومقارنتها بأزمات أخرى مماثلة وهنا تفسح وسائل اإلعالم المجال أمام كل من‬
‫يساعد على بيان الحقيقة وتوضيحها للرأي العام سواء من المسؤولين وصانعي القرار أم من النخب‬
‫والمثقفين وأهل االختصاص‪ ،‬وتخصص وسائل االعالم الكثير من امكانياتها المادية والبشرية من اجل‬
‫‪..1‬أ‪ .‬د‪ .‬مكاوي‪ ،‬حسن عماد‪ -‬االعالم ومعالجة االزمات‪ -‬الدار المصرية اللبنانية‪ -‬طبعة عام‪0223/‬م ص ‪.42‬‬
‫‪..2‬مصاااطفى‪ ،‬هويدا ‪ -‬دور االعالم في االزمات الدولية‪ -‬مركز المحروساااة للبحوث والتدريب والنشااار‪ -‬طبعة‬
‫عام‪0222/‬م ص‪.43‬‬
‫*‪ .‬وان مرحلة التفسير تعتمد اعتمادا كليا على عملية جمع المعلومات وكيفية الحصول عليها‪.‬‬
‫‪- 561 -‬‬
‫انجاح برامجها التي تتصدى للتعامل مع االزمات‪ ،‬وفي هذه المرحلة ايضا يمكن ان تبرز بعض‬
‫الجهات لتنظر لالزمة من منظورها الخاص تبعا لطبيعة توجه الجهة التي تقف وراء تمويل هذه‬
‫الوسيلة‪ ،‬سواء كانت تلك الجهة حكومية او شبه حكومية او خاصة‪.‬‬
‫‪ -1‬المرحلة الوقائية وهي مرحلة ما بعد األزمة وانحسأأأأأارها حيث ال يتوقف دور وسأأأأأائل اإلعالم على‬
‫مجرد تفسأأأأأأير األزمة والتعامل مع عناصأأأأأأرها المختلفة بل يجب أن تتخطى الوظيفة اإلعالمية هذا‬
‫الهدف لتقدم للرأي العام طرق الوقاية المناسبة واألسلوب األفضل في التعامل مع أزمات مشابهة‪.‬‬
‫ان دور المرحلة الوقائية لما بعد االزمة سأأأأيسأأأأاعد الجهات المختصأأأأة على وضأأأأع خطط تتضأأأأمن‬
‫معالجات واقعية وعملية تفاديا لتكرار حصول االزمة مرة اخرى او التقليل من اخطارها‪.‬‬
‫أن الوسأأأيلة اإلعالمية تظل هي أداة التواصأأأل بين السأأألطة السأأأياسأأأية والرأي العام ولذلك‬
‫تصأأأأأأبح هذه العالقة وثيقة ومؤثرة وقت األزمات (‪ )1‬الن االعالم في الوقت الحاضأأأأأأر يمتلك من‬
‫االمكانيات ما يجعله يواكب اي حدث بسأأأأأأرعة وفاعلية‪ ،‬وان دورة المعلومات التي تمر بمراحل‬
‫متعددة تتعدى عملية نشر الخبر فقط‪ ،‬حيث هناك التحليل واالرشيف واستخدام الوسائل المساعدة‬
‫مثل وسأأأائل االيضأأأاح‪ ،‬والتواجد االني والمباشأأأر في منطقة الحدث‪ ،‬وربما هناك المسأأأاعدة التي‬
‫تتلقاها وسأأأائل االعالم من االشأأأخاص المعنيين بحدث معين او الهواة‪ ،‬او التعاون والتنسأأأيق مع‬
‫الجهات األخرى‪ ،‬االعالم الهادف في وقت االزمات يسأأأأأعى الى اثبات وجوده من خالل الحيادية‬
‫والموضأأأأأأوعية والحرفية التي يتعامل بها وايجاد توازن عملي وواقعي في تناول الحدث وتقريبه‬
‫الى الجمهور بشكل يقبله ويتفاعل معه‪.‬‬
‫ان عملية جمع المعلومات ثم تحليلها وتقيمها وتفسأأأأأيرها * والتثقيف بها او نحوها عملية ليسأأأأأت‬
‫بالسأأهلة وهي بحاجة الى جهود مضأأنية وخبرة وموارد بشأأرية ومادية متاحة اضأأافة الى تفهم من‬
‫قبل الجهات المسأأؤولة عن تلك الوسأأائل والتي يجب ان تمتاز بالحيادية والكفاءة والمهنية اضأأافة‬
‫الى المساندة والتأييد الذي يبديه الجمهور الى تلك الوسائل‪.‬‬
‫‪..1‬مصطفى‪ ،‬هويدا ‪ -‬دور اإلعالم في األزمات الدولية‪ -‬مصدر سابق ‪ -‬ص‪.49‬‬
‫*‪ .‬ان هذه الدورة التي تمر به المعلومات هي التي تثبت مصداقية الجهة اإلعالمية التي تقف خلفها‪.‬‬
‫‪- 564 -‬‬
‫وفي الوقت الحاضأأأر فان االعالم هو صأأأاحب الكلمة الفصأأأل في وقت االزمات فبيده نقل‬
‫الحقائق وتقديمها الى الجمهور او قلبها ألغراض او منافع خاصأأأأأة‪ ،‬واصأأأأأبحت اليات نقل الخبر‬
‫سريعة ومتطورة من خالل شبكة المراسلين التي تكاد تغطي جميع العالم او التعاون الحاصل بين‬
‫الوكاالت العالمية في نقل المعلومات‪ ،‬واصأأبحت تلك الجهات تملك ارشأأيفا من المعلومات ولديها‬
‫اختصأأأاصأأأيين في كافة مجاالت الحياة‪ ،‬وبعضأأأها يقوم بإعداد برامج ونشأأأر وثائق قد ال تمتلكها‬
‫الدول نفسأأأأأأها‪ -‬تنامي اعتماد الجمهور على وسأأأأأأائل اإلعالم في أوقات األزمات التي تهدد أمن‬
‫المجتمع فلقد أوضأأأأأأحت الدراسأأأأأأات المتخصأأأأأأصأأأأأأة في هذا المجال أنه كلما زادت درجة عدم‬
‫االستقرار في المجتمع زاد اعتماد أفراده على الوسائل اإلعالمية (‪.)1‬‬
‫وقد تتبنى بعض وسائل االعالم واالتصال خلق االزمات نتيجة سياسة عامة تنتهجها بغية‬
‫الحصول على مكاسب معينة‪ ،‬وقد يكون في تلك الوسائل فريق متخصص بخلق االزمات والتريج‬
‫لها بينما المنطق يقتضي " اعداد فريق عمل من ضمن موظفي االعالم مهمته ادارة االعالم وقت‬
‫االزمات مع اعطائه التدريب الالزم في هذا الصدد ال لكي يعالج وبسرعة ردود الفعل المحلية‬
‫لالزمات فقط ولكن ليواكب تلك الردود الهائلة في الكم والنوع واآلتية من الرأي العام العالمي‬
‫بوسائل اعالمه المتعددة من أجل التصدي لحاالت طارئة تحدث في أيام غير عادية" (‪.)2‬‬
‫وتحاول البعض من وسائل االعالم افتعال االزمات ولكن اظهار ذلك من خالل طرح الموضوع‬
‫بشكل حاجة وطنية ملحة او ربط ذلك بمفاهيم دينية مستغلة في ذلك عواطف الناس‪ ،‬وال ينتهي‬
‫الموضوع عند اثارة االزمة ولكن ترك نهاياتها سائبة من غير معالجة‪.‬‬
‫‪..1‬الطرابيشي‪ ،‬مها كامل‪ -‬مدى اعتماد الجمهور على الصحف المصرية في معالجتها لألزمات الطارئة‪ :‬دراسة‬
‫حالة على حادث سقوط الطائرة المصرية‪ -‬المجلة المصرية لبحوث الرأي العام‪ -‬كلية اإلعالم جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬يوليو ـ سبتمبر ‪0221‬م ص‪.113‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬بوعالي‪ ،‬جاسم‪ -‬دور االعالم في االزمات (‪ -)0 -0‬االيام‪ -‬العدد (‪ )90192‬الجمعة ‪ 2‬ديسمبر ‪ 0211‬كما‬
‫مبين في الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.alayam.com/writers/1821‬‬
‫‪- 562 -‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫االعالم واإلرهاب‬
‫في نظر الدول ان اإلرهاب شبحا تطارده وهو يحاول ان يغشاها‪ ،‬اما في وسائل االعالم‬
‫فان اإلرهاب حالة تتعامل معها بالسلب او باإليجاب‪ ،‬وظهرت على الساحة عدة دراسات تناولت‬
‫دور االعالم وعالقته باإلرهاب من حيث نشره او الترويج له‪ ،‬على الرغم من ان ما يقدم من‬
‫ابحاث ودراسات ليس كبيرا مقارنة بالقدر الذي يتطور فيه عالم االتصال في مختلف العالم (‪ ،)1‬في‬
‫هذا الصدد سنتناول اهم دراستين بإيجاز‪- :‬‬
‫‪ -3‬عام‪3900/‬م قدم روبرت ج بيكارد (‪ )2‬دراسته المتعلقة بدور وسائل االعالم في المساعدة على‬
‫ازدياد ظاهرة اإلرهاب وقد حاول بيكارد ان يثبت وجود عالقة وثيقة بينهما وركز على‬
‫موضوع ابراز انعكاس ما تبثه وسائل االعالم وخاصة التلفزيون من مظاهر عنف وتأثيرها‬
‫على المتلقين‪ ،‬واشارت تلك النتائج الى أن وسائل االعالم تبالغ في تغطية أحداث اإلرهابيين‬
‫بشكل غير حيادي أو موضوعي وألغراض مختلفة‪ ،‬ومما يؤيد هذا االتجاه ما صرح به‬
‫الدكتور الدعجة في هذا الصدد " فقد ذكر الكثير من االشخاص المنخرطين في العمل اإلرهابي‬
‫الذين ألقي القبض عليهم في العراق‪ ،‬انهم تأثروا بما كانت تعرضه قناة الجزيرة او غيرها في‬
‫هذا المجال فقرروا االلتحاق بالمنظمات التي تحرض على القيام بالتفجيرات والعمليات‬
‫االنتحارية" (‪.)3‬‬
‫‪ -5‬دراسة قام بها كل من برونو فري و دومينيك رونر من جامعة زيورخ في سويسرا عام ‪5660‬‬
‫والتي حملت اسم (الدم والحبر! لعبة المصلحة المشتركة بين اإلرهابيين واالعالم) والتي‬
‫‪..1‬شكري‪ ،‬عبد المجيد‪ -‬االعالم االسالمي الواقع‪ ..‬التحديات والمستقبل‪ -‬العربي للنشر والتوزيع‪ -‬طبعة‬
‫القاهرة لعام‪1222/‬م ص‪.13‬‬
‫‪ .2‬بيكارد‪ ،‬روبرت ج‪ -‬االعالم والعنف‪ -‬نقله الى العربية اشرف الصباغ‪ -‬طبعة القاهرة عام‪1299/‬م‪،‬مشار اليه‬
‫ايضا عند د‪ .‬علوان‪ ،‬حسن‪ -‬اطروحة دكتوراه ‪ -‬موضوعة االرهاب في الفضائيات العربية‪ ،‬دراسة في‬
‫الشكل والمضمون‪ -‬األكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك عام‪0229/‬م‪.‬‬
‫‪..3‬د‪ .‬الدعجة‪ ،‬هايل ودعان‪ -‬حول االرهاب في العصر الرقمي‪ -‬ورقه مقدمة الى مؤتمر جامعة الحسين بن‬
‫طالل الدولي عام‪0229/‬م‪ -‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪- 560 -‬‬
‫توصل فيها الباحثان الى" ان الطرفين‪ :‬االعالم‪ ،‬واإلرهابيين يستفيدان من االعمال اإلرهابية‬
‫فاإلرهابيون يحصلون على دعاية مجانية ألعمالهم‪ ،‬واالعالم يستفيد ماليا الن التقارير التي‬
‫تنشر في هذا المجال تزيد من عدد قراء الجريدة وعدد مشاهدي التلفزيون وبالتالي تزداد‬
‫مبيعات الجريدة وقيمة الدعاية المنشورة عليها وزيادة قيمة الدعاية التي يبثها التلفزيون" (‪.)1‬‬
‫ان االعالم وحسب طبيعة عمله التي تعتمد على نقل وايصال المعلومات قد يساهم في اشاعة‬
‫اجواء من العنف او التحريض عليه‪ ،‬وقد يختلف هذا التأثير من مكان ألخر وعندما يكون االعالم‬
‫مملوك لدولة معينة فأنها بالتأكيد ستوجهه بالطريقة التي تريدها هي وبما يتناسب مع سياستها‬
‫العامة‪ ،‬وليس ان يؤدي رسالته بحيادية وموضوعية‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه ان االعالم يلعب دورا اساسيا في موضوع اإلرهاب ليس بصفته التحريضية‬
‫ولكن بطبيعة عمله المتعلقة باألهداف التي يسعى لتحقيقها على اعتباره وسيلة قائمة بذاتها وليس‬
‫على اعتباره اداة بيد اصحاب النفوس المريضة والمأجورة‪ ،‬ان التغطية االعالمية واإلرهاب‬
‫تربطهما عالقة وثيقة وهما عمليا متالزمان ضمن حدود تلك العالقة‪...‬اذ يغذي كل منهما االخر‬
‫لتحقيق دوافع سياسية وايديولوجية فضال عن تحقيق الربح التجاري (‪.)2‬‬
‫من المهم االعتقاد الجازم ان وسائل االعالم ليس من صلب اهدافا نشر العنف او التحريض عليه‬
‫ولكنها تمارس عملها ويدخل في دائرة اهتمامها نشر االخبار بصورة عامة مع التركيز على‬
‫االخبار التي تهم المجتمع‪ ،‬ان االعالم قد يوجه خاطبه للنخبة في توجهاته بقدر ما يوجه خطابه‬
‫للجميع ويتفاوت االفراد في تلقيهم للمعلومات بين غير مهتم او متحمس بشكل انفعالي‪.‬‬
‫وقد قام البروفيسور األمريكي العربي األصل جاك شاهين بعمل دراسة أكاديمية عن صورة‬
‫العربي في أفالم هوليوود حصر فيها حوالي (‪ )1266‬فيلم أمريكي تصور العربي بصورة عدوانية‬
‫‪..1‬القاضي عبد الستار غفور بيرقدار‪ -‬االعالم واالرهاب‪ -12:22:22 29-29-0212 -‬موقع مجلس القضاء‬
‫االعلى في العراق‪-:‬‬
‫‪http://www.iraqja.iq/view.388/‬‬
‫‪..2‬د‪ .‬عبد الرزاق‪ ،‬انتصار ابراهيم و د‪ .‬الساموك‪ ،‬صفد حسام‪ -‬االعالم الجديد‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬وزارة التعليم‬
‫العالي والبحث العلمي‪ ،‬العراق‪ -‬طبعة عام‪0221/‬م ص‪.14-13‬‬
‫‪- 567 -‬‬
‫شريرة ومنفرة‪ ،‬صورة بغيضة ومقززة‪ ،‬ويقول شاهين‪ :‬إن الصورة التي رسمتها هوليوود للعرب‬
‫في أفالمها شبيهة بتلك التي رسمها النازيون لليهود (‪.)1‬‬
‫وطبعا السبب وراء هذا التشويه والمغاالت المتعمد فيها هو النفوذ والسيطرة الصهيونية الطاغية‬
‫على اإلعالم الغربي وعلى السينما األمريكية أما اإلعالم العربي فيكاد لم يكن له وجود يذكر‬
‫بالمقارنة فقد ترك العرب الساحة شبة خالية لإلعالم الصهيوني لسنوات وعقود طويلة (‪.)2‬‬
‫بعد احداث ‪33‬سبتمبر‪ 5663‬ظهرت على الساحة العديد من االعمال التي تتناول موضوع الجريمة‬
‫والتطرف واإلرهاب من زوايا ومنها الفلم المسمى" سيريانا" اخراج ستيفن كاجن أنتاج‬
‫عام‪5662/‬م‪،‬وفكرة الفيلم تدور حول دولة شرق أوسطية نفطية تدعى "سيريانا" تدار من قبل‬
‫عائلة مالكة‪ ،‬وان وجود الصراع بين تيارين يمثالن تلك العائلة مع وجود الجاليات والعمالة‬
‫اآلسيوية التي ال تحصل على حقوقها كاملة والتي تمثل بيئة خصبة لنشؤ السلوك االجرامي‪ ،‬والفيلم‬
‫االخر يسمى "االداء" والذي تم انتاجه في عام‪5667/‬م ويتناول موضوع السجون السرية الموجودة‬
‫في أماكن متفرقة من العالم وخاصة تلك الموجودة في العالم العربي واالسالمي‪ ،‬ودخول وكالة‬
‫(‪ * )CIA‬كطرف في التحقيقات التي تجري هناك والتي يمكن ان تكون مأوى لالرهابين‪.‬‬
‫ان وسائل االعالم واالتصال المتعددة قد ساهمت في نقل وتوثيق اخبار اإلرهاب في كل مكان من‬
‫العالم البعض منها كان حياديا وموضوعيا واالخر كان منحازا‪ ،‬على اننا نؤيد انه كلما تعددت‬
‫وسائل االعالم كلما ساعدت على خلق صورة دقيقة واضحة المعالم للحدث الذي تتناوله يقول‬
‫بهنسي حسن‪ :‬كلما تعددت هذه الوسائل كلما تحسنت ظروف وحرية االختيار بما يلبي اشباع‬
‫حاجات الجمهور (‪.)3‬‬
‫‪ .1‬العرب األشرار‪ :‬أكثر من مئة عام من " تشويه هوليوود " للعرب و اإلسالم‪PM24:30 0221/11/13 ،‬‬
‫على الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.alnaadi.com/showthread.php?t=758‬‬
‫‪..2‬حجازي‪ ،‬مسعد‪ -‬االرهاب والمقاومة واالعالم‪ 9 -‬مايس ‪ -0223‬كاتب وصحفى مصرى ـ كندى‪.‬‬
‫‪Mossad_Hegazy@hotmail.com‬‬
‫*‪ .‬وكالة المخابرات المركزية أو سي آي آيه (‪.Central Intelligence Agency (CIA‬‬
‫‪..3‬حسن‪ ،‬بهنسي‪ -‬مدى تأثير االتجاه السائد بوسائل االعالم المصرية على تشكيل اتجاهات الرأي‪ /‬مجلة‬
‫بحوث الرأي العام‪-‬العدد(‪ -)13‬لعام‪0221/‬م ص‪.10‬‬
‫‪- 560 -‬‬
‫ان أقرب الوسائل حسب اعتقادنا هو التلفزيون او الوسيلة المرئية التي تستحوذ على وقت الكثير‬
‫من االفراد وبمختلف المستويات‪ ،‬حيث تحاول كل قناة عرض أفضل ما عندها من برامج وحسب‬
‫اهتمامها‪ ،‬فنرى القنوات االخبارية تحاول ان تنقل االخبار اول بأول من خالل شبكة مراسليها التي‬
‫تغطي غالبية الدول او االماكن المهمة فيها‪ ،‬او على وجه العموم التواجد في المناطق الساخنة‬
‫وتعرضت الكثير من تلك القنوات الى عمليات ارهابية طالتها او طالت العاملين فيها مثلما حصل‬
‫لطاقم قناة الشرقية في مدينة الموصل عام‪5660/‬م‪5631/-‬م‪.‬‬
‫على ان المعيب في التلفزيون بشكل عام (بعض القنوات وخاصة الفضائية) هو عرضها افالم‬
‫ومسلسالت ال تنسجم مع الواقع اليومي والكثير منها يحمل أيحات والبعض منها يحمل افكارا‬
‫واراء واشارات تحريضية‪.‬‬
‫والبعض االخر توجد شأأأكوك حول مصأأأادر تمويلها وارتباطاتها وكذلك في ما تعرضأأأه البعض‬
‫من تلك القنوات من افكار دخيلة وصأأأأأأور هجينة تتقاطع مع االخالق واألداب العامة ومنها من‬
‫يتعمد الى نشأأأأأر تفاصأأأأأيل دقيقة وافكار يسأأأأأتفاد من المجرمين في تنفيذ عملياتهم االجرامية‪ ،‬كما‬
‫حصأأأأل في شأأأأباط عام ‪ 5636‬حيث قامت مجموعة بالتعدي على احدى العوائل في مدينة بغداد‬
‫وقاموا بقتل(ذبحهم) افراد العائلة البالغ ثمانية افرادا تقليدا لما ورد في احدى المسلسالت التركية‪،‬‬
‫ان عرض تلك المادة احدث صدمة في نفوس االهالي بالنظر لما صاحب تلك الجريمة من جرائم‬
‫اعتداء على المال والعرض ان تلك المواد التلفزيونية قد تتضأأمن التحريض على ارتكاب االفعال‬
‫غير المشأأأروعة قانونا او يشأأأكل تجاوزا على اعراف وتقاليد المجتمع او انه يروج لمفاهيم تمثل‬
‫اعتداء على كرامة الفرد (‪.)1‬‬
‫وبالرجوع الى الدراسأأأأأأة المقدمة من قبل "بيكارد" فان وسأأأأأأائل االعالم بكافة انواعها قد تتحمل‬
‫المسأأأأؤولية المباشأأأأرة عن ازدياد وانتشأأأأار ظاهرة العنف واإلرهاب اضأأأأافة الى وجود العوامل‬
‫المساعدة االخرى مثل العوامل االقتصادية واالجتماعية والسياسية (‪.)2‬‬
‫‪..1‬عبد الحميد‪ ،‬ليلى ‪ -‬التشريعات االعالمية‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪1221/‬م ص‪.10‬‬
‫‪..2‬بيكارد‪ ،‬روبرت ‪ -‬االعالم والعنف‪ -‬ترجمة اشرف الصباغ‪ -‬الطبعة المصرية لعام‪1299/‬م‪،‬مصدر سابق‪-‬‬
‫افكار عامة من غير صفحة محددة‪.‬‬
‫‪- 569 -‬‬
‫ثم جاء دور شاهيناز بسيوني‬
‫(‪)1‬‬
‫التي حاولت الوصول الى نتيجة مفادها ان التعرف على مدى‬
‫نجاح وسائل االتصال في بلورة وتدعيم اتجاهات ترفض اإلرهاب عن طريق اخذ عينة‪ ،‬أن مشاعر‬
‫الرفض لإلرهاب بين أفراد العينة تزداد كلما زاد معدل استخدام وسائل االتصال‪ ،‬ان االعالم سواء‬
‫كان حكوميا ام اهليا يجب ان يكون جزءا فاعال من حركة المجتمع وان تلك الحركة ومهما بدأت‬
‫متسامحة مع وسائل االعالم‪ ،‬فان ذلك يفرض عليها التزاما‪ ،‬يتحتم عليها ان تكون جزءا من‬
‫االستراتيجية االعالمية والتي يجب عليها ان تدعم اهداف االستراتيجية العسكرية والسياسية‬
‫بالشكل الذي ال يؤدي االخالل بحقوق الرأي العام في الحصول على المعلومات (‪.)2‬‬
‫وقد يتفق الجميع على ان اإلرهاب القادم عبر الحدود مهما كانت خطورته فهو غريب ان لم‬
‫يجد حاضنة ومرتع خصب له‪ ،‬وقد أحسن من قال‪ :‬مهما كان عدد االعداء الذين يحيطون بنا من‬
‫هنا ومن هناك‪ ،‬فال اهمية او قيمة لهم‪ ،‬ما دمنا نستطيع ان نتخلص من العدو الذي يعيش بداخلنا‬
‫ينفث في نفوسنا سموم التخلف (‪.)3‬‬
‫والحقيقة ان الخطر الحقيقي فيما يتعلق بموضوع اإلرهاب هو ما يتم تعاطيه من خالل وسائل‬
‫التواصل االجتماعي والتي غالبا ما تنشر موضوعات مختلفة مثل نشر صور العمليات اإلرهابية‬
‫او كيفية صنع العبوات او استخدام اجهزة القتل االخرى‪ ،‬والتي غالبا ما تكون خارج السيطرة او‬
‫الرقابة عن الجهات المسؤولة‪.‬‬
‫ان العاملين في وسائل االعالم والتواصل االجتماعي يجب ان يقدموا مصلحة المجتمع على‬
‫مصالحهم الشخصية‪ ،‬وان الحرية هي حق وقيد في نفس الوقت ويجب ان يكون هناك توازن بين‬
‫حرية الفرد من ناحية وبين مصالح المجتمع من ناحية اخرى وهو ما يعرف بالحرية المسؤولة (‪.)4‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬بيسوني‪ ،‬شاهيناز‪ -‬العالقة بين التعرض لوسائل االتصال وطبيعة االتجاه نحو مشكلة اإلرهاب‪ .‬جامعة‬
‫القاهرة‪ -‬كلية االعالم‪ -‬مجلة بحوث االتصال العدد العاشر‪ ،‬لعام‪1223/‬م‪.‬‬
‫‪..2‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬الدليمي‪ ،‬نزهت محمود‪ -‬دور اجهزة االعالم في ادارة االزمات‪ -‬مجلة الباحث االعالمي‪ ،‬مجلة فصلية‬
‫محكمة تصدر عن كلية االعالم في جامعة بغداد‪ -‬العدد الخامس‪ -‬لعام‪0222/‬م ص‪.032‬‬
‫‪..3‬االزهري‪ ،‬ايهاب‪ -‬الناس على دين اذاعاتهم‪ -‬ط‪ -1‬دار الشروق‪ -‬طبعة عام‪1294/‬م ص‪.032‬‬
‫‪..4‬د‪ .‬ابو زيد‪ ،‬فاروق‪ -‬مدخل الى عالم الصحافة‪ -‬عالم الكتب‪ -‬طبعة عام‪1299/‬م ص‪.129‬‬
‫‪- 536 -‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫مكافحة اإلرهاب‬
‫ويتضمن المباحث االتية‬
‫المبحث االول‪ :‬مكافحة اإلرهاب وتأثيرها على الحقوق والحريات‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬على هامش اإلرهاب‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اجراءات مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 533 -‬‬
‫المبحث االول‬
‫مكافحة اإلرهاب وتأثيرها على الحقوق الحريات‬
‫ويتضمن المطالب االتية‬
‫المطلب االول‪ :‬امتحان الديمقراطية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلرهاب والحقوق والحريات‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬قوانين مكافحة اإلرهاب بين الواقع والنتيجة‪.‬‬
‫‪- 535 -‬‬
‫المبحث األول‬
‫مكافحة اإلرهاب وتأثيرها على الحقوق والحريات‬
‫احتاجت البشرية خالل رحلتها الطويلة الى الكثير من الوقت والجهد لتصل الى ما وصلت‬
‫عليه االن من دعم واسناد واضحا للحقوق والحريات‪ ،‬وتبنى المجتمع الدولي من بعد تشكيل عصبة‬
‫األمم المتحدة ومن ثم تشكيل األمم المتحدة بصيغتها الحالية الكثير من المواثيق الدولية التي ارست‬
‫دعائم حقوق االنسان على المستوى الدولي واالقليمي والمحلي‪.‬‬
‫ان المواثيق الدولية وعلى رأسها ميثاق األمم المتحدة قد تناول موضوع الحقوق والحريات واشار‬
‫اليها في أكثر من موضع‪ ،‬وبعد ذلك صدر االعالن العالمي لحقوق االنسان عام‪3940/‬م ليؤسس‬
‫لمرحلة جدية في التعاطي مع تلك الحقوق والحريات وان كان ذلك االعالن يحمل صفة ادبية بسبب‬
‫خطابه العام * وعدم تناوله لجميع الحقوق‪.‬‬
‫وتوالت المواثيق الدولية والتي من أشهرها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية‬
‫والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وهنالك الكثير من‬
‫تلك المواثيق والتي شملت جميع نواحي الحياة‪.‬‬
‫وتقوم الدول باإلشارة الى موضوع الحقوق والحريات في دساتيرها وال يكاد يخلو دستور في‬
‫العالم اليوم من االشارة الى موضوع الحقوق والحريات‪ ،‬وفي الوقت الحاضر ركب الجميع موجة‬
‫التصدي لإلرهاب وبدأت تلك الحقوق والحريات تتقلص في مساحتها بحجة مكافحة اإلرهاب‬
‫والتنظيم القانوني‪.‬‬
‫وحيث ان القانون يعبر عن القواعد العامة المجردة الحاكمة سلبا او ايجابيا حقا ام التزاما للسلوك‬
‫دونما اي تمييز بين المخاطبين بأحكامه (‪ )1‬ولهذا فالدولة ال يجوز لها ان تمد سلطانها الى حقوق‬
‫االفراد اال بمقدار ما تتطلبه الضرورة من حماية حقوق االخرين (‪ ،)2‬اما االن فالكل يتعدى على‬
‫*‪ .‬ومنها موضوع حرية التعبير والدين‪ ،‬فاإلرهابي يعتقد بحرية تعبيره‪ ،‬والدين كالم يحتمل الصالح والطالح‪.‬‬
‫‪..1‬حلمي‪ ،‬محمود ‪ -‬المبادئ الدستورية العامة‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬طبعة عام‪1291/‬م ص‪.31‬‬
‫‪..2‬عبد الواحد‪ ،‬علي‪ -‬المساواة في االسالم من الناحية الدستورية‪ -‬دار المعارف‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪1290/‬م‬
‫ص‪.032‬‬
‫‪- 531 -‬‬
‫تلك الحقوق بحجج قد يكون البعض منها واقعيا ومقبوال واالخر ليس له تطبيقات على ارض‬
‫الواقع‪ ،‬ولكنه قد يدخل ضمن باب االجراءات االحترازية‪ ،‬واصبحت الدول التي كانت تتغنى‬
‫بالحقوق والحريات تقدم العامل االمني وحماية مصالحها او مصالح شركائها ونظامها االجتماعي‬
‫والسياسي واالقتصادي على موضوعة الحقوق والحريات وان كانت لم تقدم نموذجا يصلح للجميع‬
‫والن اإلرهاب يشكل انتهاكا صارما وصريحا لحقوق اإلنسان وللشرعية الدولية والقواعد القانونية‬
‫من جهة‪ ،‬وللقواعد العرفية والدينية من جهة أخرى ويؤدي إلى إثارة الرعب والخوف والفزع في‬
‫النفوس بين عامة الجمهور او جماعة من األشخاص والمعنيين‪ ،‬ويشكل هذا تهديدا لألمن والسلم‬
‫الدوليين (‪ ،)1‬اال ان ذلك يمكن القبول به وفق قاعدة تقدير المصالح‪.‬‬
‫وسنتن اول في المطلب االول من هذا المبحث االمتحان الذي اخضعت الديمقراطيات‬
‫الحديثة له عند تعاملها مع اإلرهاب وكيف انها فشلت فيه وان حكم الشعب يتجسد برغبات‬
‫وهواجس الفئة الحاكمة‪ ،‬وفي المطلب الثاني سنتطرق الى مدى تأثر الحقوق والحريات بإجراءات‬
‫مكافحة اإلرهاب حتى في أكثر الدول تقدما‪ ،‬اما في المطلب الثالث سنبين مدى واقعية وفاعلية‬
‫قوانين مكافحة اإلرهاب بين ما تم التخطيط له وبين النتائج التي تم الحصول عليها من جراء تطبيق‬
‫تلك الخطط‪.‬‬
‫‪..1‬أ‪.‬د‪ .‬محمد‪ ،‬حمدان رمضان‪ -‬اإلرهاب الدولي وتداعياته على األمن والسلم العالمي‪،‬دراسة تحليلية من‬
‫منظور اجتماعي‪ -‬مجلة أبحاث كلية التربية األساسية‪ ،‬المجلد ‪ ،١١‬العدد (‪ )1‬ص‪.093‬‬
‫‪- 534 -‬‬
‫المطلب االول‬
‫امتحان الديمقراطية‬
‫يقول غاي ديبور(‪ :)1‬ان هذه الديمقراطية وصأأألت من االكتمال بحيث اخذت تصأأأنع عدوها‬
‫اللدود بنفسأأأها وتريد باألحرى ان يتم تقيمها بوسأأأاطة اعدائها قبل محصأأألة انجازاتها (‪ ،)2‬وهو ما‬
‫عليه الواقع حاليا‪ ،‬ويضأأأأأأيف ديبور‪" :‬البعض ال يرى في اإلرهاب شأأأأأأيئا أكثر من تالعب قذر‬
‫تمارسأأه األجهزة السأأرية والبعض اآلخر يرى أنه ال ينبغي سأأوى انتقاد االفتقاد الكلي لدى هؤالء‬
‫اإلرهابيين لكل حس تاريخي‪ ،‬في حين أن إعمال قليل من المنطق التاريخي يسمح بأن نستنتج أنه‬
‫ال يوجد تناقض في القول بإمكان وجود أشخاص مفتقدين لكل حس تاريخي بحيث يمكن التالعب‬
‫بهم من طرف األجهزة السرية‪ ،‬وتوريطهم بالتالي في مثل هذه األنشطة اإلرهابية" (‪.)3‬‬
‫ان اإلرهاب لم يكن حدثا طارئا وليد اليوم‪ ،‬ان اإلرهاب عاصأأر االنسأأان منذ البداية منذ ان تسأألل‬
‫الحسأأأد الى النفوس المريضأأأة المهوسأأأة بالعنف واشأأأاعة الرعب‪ ،‬والديمقراطيات الحديثة تحمل‬
‫معها عيوبها ومشاكلها واألمر من ذلك محاولة نشر الديمقراطية بالقوة بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫واغتصاب فلسطين المحتلة وما تعرض له الشعب العربي واالسالمي من ظلم وتعسف‪ ،‬وب سبب‬
‫مد القوى القابعة في الظالم لربيبتها بالسأأأأالح والمال وتسأأأأويغ اعمالها والسأأأأكوت على جرائهما‬
‫وب سبب قلة ذات اليد حاول ا صحاب الحق العمل باي و سيلة ال ستراد حقهم فكانت لهم ديمقراطية‬
‫االخرين بالمرصاد تلك الديمقراطية التي تعمل بوجهين‪.‬‬
‫وعندما كانت اوروبا سأأاحة لالقتتال بين الخصأأوم من داخل تلك الدول او من الوافدين اليها‬
‫كان تغليب المصأأالح وتطيب الخواطر هي الموجة السأأائدة في ذلك الوقت حتى وصأألت العمليات‬
‫‪..1‬غاي ديبور(‪ )Guy Ernest Debord‬فرنسي االصل‪ -‬مؤلف كتاب" تعليقات حول مجتمع‬
‫المشهد(الفرجة)" عام‪1291/‬م من مواليد عام‪1231/‬م وتوفى عام‪1224/‬م كان احد ابرز المفكرين‬
‫الماركسيين في القرن العشرين‪.‬‬
‫‪..2‬الحمدي‪ ،‬عبد الجبار‪ -‬من منا بال ارهاب‪ -‬صحيفة المثقف العربي‪ ،‬صفحة مقاالت‪ -‬العدد (‪ )0213‬االربعاء‬
‫‪.0210/23/09‬‬
‫‪..3‬تيروز‪ ،‬ابراهيم‪ -‬االرهاب باإلرهاب‪ -‬الحوار المتمدن‪ -‬العدد ( ‪.0221/1/11-)1213‬‬
‫‪- 532 -‬‬
‫الى امريكا اتي بدأت بالتهديدات ثم جاءت الضأأأأأأربة الموجعة ألمريكا في حوادث التفجير التي‬
‫طا لت مركز الت جارة ال عالم ية عام‪3991/‬م والمبنى االت حادي في أوكلو ها ما عام‪3992/‬م و ما‬
‫صأأأأاحب ذلك من انفعاالت وعلى اعلى المسأأأأتويات‪ ،‬لقد بقيت امريكا وعلى مدى خمسأأأأين عاما‬
‫تقريبا بمنأى عن تلك االعمال حتى اذا ما بدأ السأأأأاسأأأأة االمريكان ومنظريهم باسأأأأتخدام وسأأأأائل‬
‫االعالم لنشأأأأر افكارهم التي كانت موجهة بالدرجة االسأأأأاس ضأأأأد االسأأأأالم‪ ،‬بدأت تروج لمفاهيم‬
‫جديدة وتعلن صأأأأراحة ان في نيتها محاربة اإلرهاب في العالم واختارت الدول االسأأأأالمية مكانا‬
‫لتحارب اإلرهاب فيه‪.‬‬
‫ولنفرض جدال ان االدارة االمريكية ترغب بان تسأأأأأأود قيم الديمقراطية العالم ولكن ليس على‬
‫مقياس واحد ي صلح للجميع ويمكن تطبيقه في اي زمان واي مكان‪ ،‬فليس بال ضرورة ان ما يمكن‬
‫تطبيقه في امريكا يصلح لكي يتم تطبيقه في أفغانستان‪.‬‬
‫لقد دفعت امريكا وقدمت الجهود الكبيرة واالموال الطائلة من اجل الوصأأأأأأول الى ما هي عليه‬
‫االن وان الكثير من منظريها الذين ابهروا الدنيا بأفكارهم وآرائهم التي هي بحاجة الى مراجعة‬
‫وتمحيص يحاولون ربط اإلرهاب باإلسأأأأأالم‪ ،‬فهذا فرنسأأأأأيس فوكو ياما االكاديمي يقول‪ :‬ان كان‬
‫هناك عدوا قادما للحضأأارة الغربية فهو االسأأالم وهذه االيدلوجية سأأتصأأبح النقيض لأليديولوجية‬
‫الغربية وبالتالي البد ان ينتصر احدهما وينهزم االخر(‪.)1‬‬
‫بهذه اآلراء وغيرها التي تدفع باتجاه التصأأأأأأادم ومن قبله كانت اآلراء التي تنوه الى موضأأأأأأوع‬
‫تصأأادم الحضأأارات‪ ،‬فكانت البداية غير معروفة النهاية تُصأأنع في الدهاليز المظلمة وتطب على‬
‫نار هادئة‪ ،‬على جهل من غالبية الشعوب المبتالت بالحكام المتسلطين والحاشية الفاسدين‪.‬‬
‫لقد فشأأأألت الديمقراطيات في اول امتحان لها من خالل محاولة نشأأأأرها بالقوة وباإلجراءات التي‬
‫اتخذت ضمن ما يسمى خطط مكافحة اإلرهاب * التي همشت مفهوم الحقوق والحريات ودفعت‬
‫به بعيدا خارج التوصيف االنساني‪ ،‬فمن اجل مكافحة اإلرهاب يتوجب على الناس معرفة البعض‬
‫‪..1‬د‪ .‬حلمي‪ ،‬مصطفى‪ -‬الفكر االسالمي في مواجهة الغزو الثقافي‪ -‬دار الدعوة‪ -‬طبعة عام‪1229/‬م ص ‪.122‬‬
‫*‪ .‬غالبا ما يرتبط اسم خطط مكافحة اإلرهاب باسم قانون معين‪ ،‬كونه يتناول مواضيع متعددة تتعدى موضوع‬
‫الجانب األمني واالستخباري لتشمل كافة نواحي الحياة‪ :‬سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪...‬‬
‫‪- 530 -‬‬
‫من قواعد ومبادئ واعراف القانون الدولي لحقوق االنسأأأأأان في السأأأأألم او في التوترات الداخلية‬
‫واذا ما حصأأأألت حرب فعليهم معرفة حقوقهم ضأأأأمن القانون الدولي االنسأأأأاني واما اذا اسأأأأتمر‬
‫االحتالل ومكافحة اإلرهاب فان على من يتضأأأأأأرر من ابناء البلد عليه ان يعرف قواعد العمل‬
‫للتشأأأأأأرد الداخلي او قانون الالجئين الدولي هؤالء الالجئين الذين وجدوا انفسأأأأأأهم بين عشأأأأأأية‬
‫وضحاها مسجونين او محرومين او مهددين‪.‬‬
‫والنازحين من ضأأأأأحايا اإلرهاب وخاصأأأأأة في األنظمة الشأأأأأمولية او التسأأأأألطية او الطائفية فلم‬
‫تسأأتطيع تلك الديمقراطيات الزائفة من معالجة مشأأاكل ال نها طرف أسأأاسأأي في صأأناعتها وبقاء‬
‫الحال كما هو عليه اال بعض في الحلول الترقيعية‪.‬‬
‫‪- 537 -‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫اإلرهاب والحقوق والحريات‬
‫الحرية تلك الكلمة الساحرة التي يتغنى بها الكثير وتقام لها النصب ويذبح على محرابها‬
‫الفقراء او المناوئين‪ ،‬فالحرية قيم‪ ،‬الحرية اخالق‪ ،‬الحرية مسؤولية‪ ،‬وتعني حسن التصرف في‬
‫حدود االخالق واالعراف والقوانين‪.‬‬
‫والحق صفة شرعية تتيح لصاحبها التمتع بما حوله في الحدود الطبيعية المرسومة له ولغيره‬
‫والحقوق متبادلة بين الناس أنفسهم وبين الناس ودولتهم وبينهم وبين الدين الذي يجمعهم وهناك‬
‫حقوق هلل على جميع العباد‪.‬‬
‫والحق وفق انصار المذهب الموضوعي امثال (اهرنج) يمثل مصلحة يحميها القانون‬
‫والمصلحة هنا فوق االرادة‪ ،‬ويمثل الحق وفق انصار المذهب االرادي او الفردي امثال (سافيني)‬
‫سلطة ارادية يعترف بها القانون للفرد يكفل له بذلك نطاق تسود فيه ارادته مستقلة عن اي ارادة‬
‫أخرى (‪ ،)1‬واما انصار المذهب المختلط الذي يجمع االرادة والمصلحة أمثال (يلينيك) فتارة يقدمون‬
‫المصلحة وتارة يقدمون االرادة‪ ،‬وهناك مذهب رابع يتحدث عن فكرة التسلط (االنفراد‪ -‬االستئثار)‬
‫والذي ال يشرط وجود االرادة ومن انصار هذا المذهب (دابين) والذي يركز على فكرة جوهر‬
‫الحق (‪ )2‬وليس على صاحبه او الغاية منه‪.‬‬
‫وللحق في االصطالح اللغوي معاني متعددة حيث يقول الفيروزآبادي في تعريفه وتوصيفه‬
‫لكلمة الحق‪ :‬من أسماء هللا تعالى أو من صفاته‪ ،‬والقرآن ‪ ،‬وضد الباطل‪ ،‬واألمر المقضي‪ ،‬والعدل‬
‫واإلسالم‪ ،‬والمال‪ ،‬والملك‪ ،‬والموجود>الثابت‪ ،‬والصدق‪ ،‬والموت‪ ،‬والحزم وواحد الحقوق‬
‫(‪)3‬‬
‫ويعرف الرازي ايضا الحق‪ ،‬بانه ضد الباطل (‪ ،)4‬اما ما يعنيه الحق في المعنى االصطالحي‪ ،‬فهو‬
‫‪ .1‬د‪ .‬سرور‪ ،‬شكري‪ -‬النظرية العامة للقانون‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬طبعة عام‪1229/‬م ص‪.9‬‬
‫‪>.2‬د‪ .‬الهواري‪ ،‬احمد رشاد‪ -‬التصور القانوني والشرعي للحق‪ -‬ج‪ -1‬مركز االعالم االمني‪ -‬طبعة عام‪0211/‬م‬
‫ص‪.11‬‬
‫‪..3‬الفيروزابادي‪ ،‬محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الشيرازي‪ -‬القاموس المحيط ‪ -‬تحقيق محمد نعيم‬
‫العرقسوسي‪ -‬ط‪ -9‬مؤسسة الرسالة‪ -‬طبعة عام‪0223/‬م ص‪.914‬‬
‫‪..4‬الرازي‪ ،‬محمد بن ابي بكر بن عبد القادر‪ -‬مختار الصحاح‪ -‬مكتبة لبنان‪ -‬طبعة عام‪1299/‬م ص‪.90‬‬
‫‪- 530 -‬‬
‫اما ان تكون عالقة او ضمانات تقرها قواعد قانونية واليات تبادلية الغاية والمنفعة او انها تعني‬
‫المكنة التي تمنح صاحبها التمتع والمطالبة والتيسير‪.‬‬
‫اي‪ .‬ان الحق هو مركز شرعي او قانوني ينتفع به صاحبه او غيره‪ ،‬فهو اما ان يكون مادي يمكن‬
‫ادراكه او ان يكون معنوي‪ ،‬وبذلك فهو عام إذا كان االنتفاع به يشمل الجميع ويشمل كل حق‪ ،‬وهو‬
‫خاص إذا كان االنتفاع به يخص فرد او فئة معينة او كونه يختص بحق معين‪.‬‬
‫فاصحاب النظرية الشخصية (الفردية) والتي تزعمها الفقهاء االلمان كل من فيندشايد‬
‫(‪ )Windsheid‬وسافيني (‪ )Savigny‬وجيرك (‪ )Gierke‬اعتبروا ان الحق قوة ارادية يحميها‬
‫ويقرها المجتمع لشخص معين ويرسم ابعادها بموجب القانون‪ ،‬ان الحق وفق النظرية الشخصية‬
‫اسير القانون‪ ،‬وفي الواقع ان هناك حق ينظمه القانون وال يعطيه مثل حق الزواج وحق التعلم‬
‫وحق التنقل وغيرها‪.‬‬
‫والحقوق والحريات مفهومان متالزمان ويصف جان لوك(‪ )3764-3015‬وهو أحد واضعي‬
‫نظرية العقد االجتماعي بان الحق هو الحرية‪ ،‬وجاء في اعالن حقوق االنسان والمواطن الفرنسي‬
‫الصادر عام‪3709/‬م ان الحرية هي اول حق لإلنسان سابق على غيره من الحقوق‪.‬‬
‫وهناك تقسيمات عديدة للحقوق فهناك الحقوق الثنائية وهي الحقوق المادية والمعنوية فالمادية هي‬
‫الحقوق المتعلقة بالحاجات المادية كحرية الملكية والعمل والسكن‪ ...‬والمعنوية هي المتعلقة بالفكر‬
‫اإلنساني كحرية العقيدة والرأي (‪ ،)1‬وهناك تقسيمات ثالثية ورباعية (‪ )2‬التي تشمل الجانب السياسي‬
‫والمدني والثقافي واالقتصادي فعندما تتبنى الدول موضوع الحقوق ومنها حقوق االنسان تقيس‬
‫ذلك على مواطنيها ومواطني الدول التي تربطها معها عالقات او وجود قواسم مشترك بينها‪.‬‬
‫اما الفقيه ليون ديجي (ديكي) فان حقوق االنسان عنده ووفق مفهوم التضامن االجتماعي‬
‫ليست امتيازات اعطيت لألشخاص وانما سلطة يمنحها القانون للشخص باعتباره فردا اجتماعيا‬
‫على ان يكون هناك تضامن اجتماعيا مع وجود تلك الحقوق لألفراد داخل هذا المجتمع‪.‬‬
‫‪..1‬الفقير‪ ،‬رائد سليمان‪ -‬تاريخ نشأة مفاهيم حقوق االنسان‪ -‬الحوار المتمدن‪ -‬العدد(‪– )1913‬‬
‫تاريخ‪.0222/2/14‬‬
‫‪..2‬د‪ .‬بدوي‪ ،‬ثروة ‪ -‬النظم السياسية‪ -‬ط‪ -4‬دار النهضة العربية‪ -‬طبعة عام‪1213/‬م ص‪ 421‬وما تالها‪.‬‬
‫‪- 539 -‬‬
‫ويمكن القول بان الحق عالقة مادية او معنوية تنشأ في كنف القانون فيتمتع المستفيدين منها بسلطة‬
‫قوامها الحرمة وااللزام‪ ،‬والحرمة هنا تعني صون الحق ويقابله التزام على االخرين باحترامه وعدم‬
‫التجاوز عليه‪ ،‬اما االلزام فيعني ان لصاحب الحق القدرة في إلزام غيره في ان يحترم حقه (‪ ،)1‬ان‬
‫كان ذلك في ظل وجود مصلحة مشروعة‪.‬‬
‫ومفهوم الحقوق اوسع من مفهوم الحريات‪ ،‬والحق سابق على الحرية‪ ،‬والحرية ال يمكن فهمها اال‬
‫في إطار قانوني محدد وقد يخص مجتمع معين دون اخر وقد يكون هناك اكثر من قانون‪ ،‬فمثال‬
‫يستطيع صحفي ان يمارس عمله في بلده وفق قانون الصحافة المعمول به فاذا ما ذهب الى بلد‬
‫اخر فعليه ان يلتزم بقانون الصحافة في ذلك البلد‪.‬‬
‫اما الشريعة االسالمية فقد قسمت الحقوق من حيث المقاصد الى (حق حماية الدين‪ -‬حق‬
‫الحياة‪ -‬حق حماية العرض‪ -‬حق حماية الملكية والمال‪ -‬حق حماية العقل)‪ ،‬وتناولت الشريعة‬
‫االسالمية مجموعة اخرى من الحقوق بالذكر والتفصيل او االشارة الضمنية مثل حق التنقل‬
‫واللجوء والتعلم والزواج وحقوق الزوجة واالطفال والبيع والشراء وحق التداوي والرعاية‬
‫االجتماعية وغيرها‪.‬‬
‫ومن الحقوق التي اقرتها الشريعة االسالمية هو حق المسلمين في مواجهة المعتـدين والـرد‬
‫عليهم بنفس مقـدار االعتـداء الواقـع عليهم‪ ،‬وفي رد الظلم واالعتداء الواقع عليهم وجد الغرب في‬
‫ش ْه ُر ْال َح َرا ُم ِبال َّ‬
‫ذلك تحريضا على اإلرهاب لقد جاء في اآلية الكريمة ((ال َّ‬
‫ش ْه ِر ْال َح َر ِام َو ْال ُح ُر َماتُ‬
‫اّللَ َوا ْعلَ ُمواْ أ َ َّن َّ‬
‫علَ ْي ُك ْم َواتَّقُواْ َّ‬
‫اّللَ َم َع‬
‫ص ٌ‬
‫علَ ْي ِه ِب ِمثْ ِل َما ا ْعتَدَى َ‬
‫علَ ْي ُك ْم فَا ْعتَد ُواْ َ‬
‫اص فَ َم ِن ا ْعتَدَى َ‬
‫قِ َ‬
‫ْال ُمتَّقِينَ )) (‪ ،)2‬ان الحقوق التي اعطتها الشريعة االسالمية في الدفاع عن االرض والعرض والدين‬
‫ال تتعارض مع الديمقراطية * باي شكال من االشكال بل هي عامل ضبط وموازنة لها‪ ،‬اال اذا‬
‫حاولت تلك الديمقراطية الصعود فوق حقوق االخرين‪ ،‬فاذا ما تعرضت الديمقراطية لهزة الغيت‬
‫االمتيازات وقلصت الحقوق وضيقت الخناق على عباد هللا‪.‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬الزلمي‪ ،‬مصطفى ابراهيم‪ -‬حقوق االنسان في االسالم‪ -‬مطبعة الخنساء‪ -‬طبعة بغداد لعام‪0223/‬م ص‪.3‬‬
‫‪ .2‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.124‬‬
‫*‪ .‬ليس لمفهوم الديمقراطية والذي يعني حكم الشعب تطبيق مشابه جامع لكل معاني الكلمة في االسالم‪.‬‬
‫‪- 556 -‬‬
‫اما الحرية فقد فتعني المكنة في ان يختار االنسان ما يراه مناسبا من غير وجود لتدخل خارجي‬
‫وبمعزل عن السلطة وان كان الكثير من الحريات تخضع لتنظيم السلطة او ضوابط مجتمعية ذات‬
‫جوانب سياسية واجتماعية واقتصادية او مؤسساتية مثل حرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي‬
‫فهي تخضع لضوابط يفرضها الواقع‪ ،‬ان الحريات حقوق لإلنسان ولكن ليس جميع حقوق اإلنسان‬
‫حريات‪ ،‬اي ان مفهوم حقوق االنسان اوسع من مفهوم حريات االنسان‪.‬‬
‫اما عن عالقة اإلرهاب بالحقوق والحريات‪ ،‬فان اإلرهاب يعمل بالضد منها وفي كافة‬
‫االتجاهات‪ ،‬واإلرهاب يعني العنف والعنف يعني القوة‪ ،‬وحق استخدام القوة من الحقوق التي تم‬
‫استغاللها بشكل كبير وكانت احد االسباب التي تقف وراء استفحال ظاهرة اإلرهاب الدولي وكذلك‬
‫حق النقض(الفيتو) في مجلس االمن هو باألحرى كان سبابا الستفحال تلك الظاهرة‪ ،‬حيث ان‬
‫الكثير من تلك الحقوق قد تم غبنها بحجة وجود الفيتو وخاصة فيما يخص العالم العربي واالسالمي‬
‫ان وجود حق النقض الفيتو في ميثاق األمم المتحدة حكرا للدول الكبرى الدائمين جعل القانون‬
‫الدولي مشلوال ال يؤدي واجبه اضافة الى ان تطبيقه يأخذ جانب االنحياز فيطبق على البعض‬
‫كالعراق وافغانستان دون بعض كالكيان الصهيوني (‪.)1‬‬
‫والحق‪ :‬مركز قانوني يستطيع بموجبه المتمتع سواء كان شخصا ماديا او معنويا الحصول على‬
‫منفعة او درء مفسدة خاصة او عامة وهو عالقة تبادلية اساسها المعرفة والحرمة وااللزام‪.‬‬
‫والحرية‪ :‬الممارسة ضمن الصالحيات والحدود التي يقرها الشرع والقانون‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬الزلمي‪ ،‬مصطفى ابراهيم ‪ -‬مجموعة االبحاث العلمية‪ -‬من غير سنة او دار طبع‪ -‬ص ‪.31‬‬
‫‪- 553 -‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫قوانين مكافحة اإلرهاب بين التخطيط والنتيجة‬
‫ان الكثير من الدول قد تلجأ الى القيام بجملة من االجراءات التي من شأنها حماية مصالحها‬
‫العليا وحماية مواطنيها او حماية حلفائها‪ ،‬ومن تلك االجراءات هو تشريع قوانين جديدة او تفعيل‬
‫قوانين الطوارئ او عقد تحالفات اقليمية‪ ،‬وان تلك التشريعات تتفاوت من دولة الى اخرى بسبب‬
‫تأثرها باإلرهاب وقد يصاحب تلك التشريعات اتخاذ بعض االجراءات التعسفية التي تطال الحق‬
‫والحريات‪ ،‬وسنتناول إجراءات بعض الدول في هذا المجال‪.‬‬
‫اوال ‪-‬الواليات المتحدة االمريكية‬
‫في عام‪3991/‬م تعرض مركز التجارة العالمي للتفجير وفي عام‪3992/‬م تعرض المبنى‬
‫االتحادي في اوكلوهاما للتفجير ايضا(على يد جندي مشاة البحرية االمريكية المدعو تيموثي‬
‫ماكفاي) ومن ذلك الوقت قامت باتخاذ مجموعة من االجراءات‪ ،‬وقامت بتحشيد طاقات كل‬
‫اجهزتها وعمالئها في الداخل والخارج‪ ،‬كان التصور االمريكي للواقع ان امريكا تدفع ثمن‬
‫ديمقراطيتها ونظامها في مواجهة طوفان العنف المتنامي ضدها‪ ،‬وتناست عنجهيتها ومواقفها‬
‫في المحافل الدولية وتأييدها المستمر للكيان الصهيوني في جميع افعاله‪ ،‬وماكنة اعالمها‬
‫الموجهة ضد االسالم والمسلمين‪ ،‬ومواقفها تجاه حركات التحرر وتشجيعها االقليات في األمم‬
‫المتحالفة على االنفصال‪ ،‬ثم طرحت السؤال‪ ،‬لماذا يكرهوننا ؟‬
‫عرف باسم قانون مكافحة اإلرهاب‬
‫وفي عام‪3990/‬م أصدر الكونغرس االمريكي قانونا ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫والذي احتوى على مجموعة من العناصر تعتبر جميعها تجاوزا على القوانين والحريات في‬
‫امريكا ومنها‪-:‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬سرور‪ ،‬احمد فتحي‪ -‬حكم القانون في مواجهة االرهاب‪ -‬القاهرة عام‪0221/‬م ولمعلومات اكثر زيارة‬
‫الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.hccourt.gov.eg/elmglacourt/mkal/12/mkala_srour.html‬‬
‫‪- 555 -‬‬
‫‪ -3‬امكانية حبس االجانب بمجرد االشتباه بهم‪.‬‬
‫‪ -5‬قيام المحاكم العسكرية بمحاكمة المتهمين باإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -1‬وضع قيود على التواصل بين المتهمين والمحامين‪.‬‬
‫اصدرت االدارة االمريكية مجموعة من التعليمات واالوامر واتخذت جملة من‬
‫االجراءات لضمان مكافحة الجماعات اإلرهابية‪ ،‬وفي شهر اكتوبر عام‪5666/‬م تعرضت‬
‫المدمرة االمريكية (كول) الى حادث تفجير قبالة سواحل اليمن‪ ،‬فقامت امريكا بإرسال فريق‬
‫لغرض التحقيق في الحادث يتكون من (‪ )526‬شخص برئاسة جون اونيل الذي توفي الحقا في‬
‫حادث برج مركز التجارة العالمي في احداث‪33‬سبتمبر‪ ،5663‬المهم في االمر ان سفيرة‬
‫الواليات المتحدة في وقتها برباره بودين وصفت ما قام به الفريق " بان تحقيقاته اتسمت بعنف‬
‫كان يمكن ان يدمر العالقة بين الواليات المتحدة واليمن" (‪.)1‬‬
‫في ‪33‬سبتمبر‪ 5663‬كانت امريكا على موعد مع الحدث االكبر في حياتها والذي هزها بعنف‬
‫وطعن غرورها وانزل كبريائها‪ ،‬كانت صدمة عنيفة تلقتها امريكا بدهشة واتضح عدم فاعلية‬
‫االجراءات التي اتخذتها في السابق وعجز ادارة بوش عن ايجاد التبريرات لذلك سوى قول‬
‫بوش‪ :‬ان ما شاهدتموه كان حقيقيا‪ ،‬وهو يرى برجي مركز التجارة العالمي ينهاران امامه في‬
‫شاشة التلفاز‪ ،‬بعد اول حديث له تم بثه بعد الحادث وتناقلته جميع الشبكات العالمية ويعتبر هذا‬
‫الحادث من اهم الخروقات التي حصلت في المنظومة االمنية االمريكية‪.‬‬
‫ثم اعقبه قيام الكونغرس االمريكي بتاري ‪30‬سبتمبر‪ 5663‬بإصدار قرارا خول بموجبه‬
‫الرئيس االمريكي اتخاذ جميع االجراءات الالزمة لمنع اإلرهاب ومكافحته ومنها القيام بعمليات‬
‫عسكريه مع تفويض باستخدام القوة االزمة لتنفيذ ذلك مهما كانت الجهات التي تقف وراء تلك‬
‫االعمال سواء كانوا افرادا او جماعات او امم‪ ،‬من الذين لهم عالقة مباشرة او غير مباشرة‬
‫بأحداث ‪33‬سبتمبر‪ ،‬وكان ذلك مدعاة الى ان يستخدم الرئيس االمريكي هذا التفويض بشن‬
‫الحرب على افغانستان‪.‬‬
‫‪ .1‬جريدة الشرق االوسط الدولية‪ -‬العدد (‪ )9231‬الصادر في ‪ 10‬مايو ‪.0223‬‬
‫‪- 551 -‬‬
‫عرف بقانون "باتريوت" الذي انتهى العمل‬
‫واقر الكونغرس االمريكي في عام‪5663/‬م قانون ُ‬
‫به عام‪5662/‬م والذي احتوى على (‪ )30‬فصال تتعلق باإلجراءات الخاصة بمكافحة االعمال‬
‫اإلرهابية‪ ،‬وبتاري ‪ 31‬تشرين الثاني ‪ 5663‬وقع الرئيس االمريكي االمر التنفيذي الذي يكاد‬
‫ال يصدق والذي وقعه الرئيس بوش نفسه (دون الرجوع الى الكونجرس) والذي جعل من الجائز‬
‫قانونيا محاكمة اإلرهابيين االجانب في محاكم عسكرية ال تتقيد بالقانون الجنائي او حماية قواعد‬
‫تقديم البيانات (‪ ،)1‬وبتاري ‪ 39‬مارس‪/‬اذار‪ 5661‬شنت الواليات المتحدة عدوانها على العراق‬
‫بحجج واعذار واهية‪.‬‬
‫عرف‬
‫بعد انتهاء فترة العمل بقانون باتريوت عام‪5662/‬م اقر الكونغرس االمريكي قانونا اخر ُ‬
‫باسم (نصوص الغروب)‪ ،‬ان االجراءات التي اتخذتها الواليات المتحدة وخاصة تجاه االجانب‬
‫(مقيمين الجئين) وجهت ضربة لجهودها المتعلقة بالحقوق والحريات ومبادئ الديمقراطية‬
‫واالنفتاح واقتصاد السوق والعولمة‪.‬‬
‫ومن االمثلة على انعكاس تطبيق القوانين على الحريات قيام امريكا بوضع مجموعة كبيرة‬
‫من العرب والمسلمين تحت المراقبة السرية‪ ،‬كذلك وضع اجهزة تنصت على وسائل االتصاالت‬
‫وتضيق الخناق على الجاليات العربية واالسالمية‪ ،‬وتعقب حركة رأس المال للكثير من‬
‫الجمعيات اإلنسانية والخيرية بحجة دعم الجماعات اإلرهابية‪ ،‬وتقليل موافقات الدخول لألجانب‬
‫وكذلك المنح الدراسية‪.‬‬
‫في حادث حجز(‪.)2‬االف ياباني * في الحرب العالمية الثانية في معسكرات خاصة اقرت‬
‫المحكمة الدستورية االمريكية اجراء الحكومة االمريكية بحجة ان ذلك يصب في مصلحة‬
‫عرفت باسم رئيسها(‪)Church‬‬
‫امريكا‪ ،‬واشارت لجنة تم تشكيلها في مجلس الشيوخ االمريكي ُ‬
‫"ان مكتب التحقيقات الفدرالي قد قام بحملة واسعة ضد جماعات سياسية لم تتورط في اعمال‬
‫غير مشروعة مثل اعمال اقتحام المنازل والمكاتب وتسجيل المحادثات الشخصية"‪.‬‬
‫‪..1‬بوت‪ ،‬كين‪ -‬تيم ديون‪ -‬مجموعة مقاالت – المقال الخاص بالكاتب مايكل كوكس‪ -‬عنوان الكتاب(عوالم‬
‫متصارعة‪ -‬االرهاب ومستقبل النظام العالمي)‪ -‬طبعة االمارات لعام‪0223/‬م ص‪.029-021‬‬
‫*‪ .‬وقامت الواليات المتحدة بتصحيح هذا الموقف باالعتذار مع احقية المتضررين او ذويهم بالتعويض‪.‬‬
‫‪- 554 -‬‬
‫ان قرارا لتخويل إجراء (محاكم عسكرية * ‪ )1( )Military Tribunals -‬لألجانب المتهمين‬
‫بالقيام بأعمال ارهابية على أرض الواليات المتحدة األمريكية أو خارجها سواء كانت بشكل‬
‫علني او سري يعتبر سابقة خطيرة في مجال حقوق االنسان والعالقات الدولية‪ ،‬حيث انه يخول‬
‫الرئيس االمريكي صالحية تحديد المتهمين او تخصيص القضاة وحتى التدخل في اليات عمل‬
‫المحاكم على اعتبار ان بوش يشغل اضافة لمنصبة كرئيس منصب القائد العام للقوات المسلحة‬
‫االمريكية التي تنتشر في جميع اصقاع االرض وهذا يعني انها تطال اي مكان وبتعبير ادق‬
‫يعني اطالق يد القوات االمريكية واالجهزة االمنية في القاء القبض على من تشاء‪.‬‬
‫ويعني ايضا ان الرئيس بوش او من سيأتي بعده لم يعد بحاجة للرجوع الى مجلسي الشيوخ‬
‫والنواب أو المحكمة الدستورية العليا في كثير من األحيان وان حصل وذهب الى مجلس الشيوخ‬
‫فهو اما لغرض طلب الدعم المالي او لغرض الحصول على تـأييد الخصوم من الحزب‬
‫المعارض (والتي سبق وان ايدت االدارة االمريكية عندما قامت بحجز اليابانيين الموجودين‬
‫في امريكا ابان الحرب العالمية الثانية) ‪.‬‬
‫وبإمكان تلك المحاكم ان تتخذ ما تراه مناسبا وفق هذه الصالحيات وقد تصل قرارات هذه‬
‫المحاكم إلى حد اإلعدام الفوري وغير قابلة لالستئناف اال في حاالت معينة ومحدودة‪ ،‬مثل‬
‫ظهور مستجدات او تدخل بعض القوى الفاعلة‪ ،‬او الوساطات الخارجية على سبيل المثال‪ ،‬اما‬
‫الخبراء العاملين في مجال القانون العسكري فقد اوضحوا‪ :‬بأن المحاكمات المذكورة تمنح‬
‫المتهم حقوقا قليلة قياسا بالمحاكمات العسكرية العادية التي تشرف عليها مجالس عسكرية‬
‫‪.)2( Court-martial‬‬
‫والحقيقة المسكوت عنها هي ان هذه المحاكم المقترحة هي محاكم شكلية او صورية القصد منها‬
‫اغراض دعائية كون تلك المحاكم تعاملت مع اناس ليس للكثير منهم عالقة باإلرهاب وكانت‬
‫‪..1‬د‪ .‬علوش‪ ،‬ابراهيم ‪ -‬قوانين مكافحة االرهاب االمريكية اجراءات مؤقتة ام انقالب على الدستور‪ -‬مجلة‬
‫األداب اللبنانية‪ -‬العدد (‪ )10-11‬تشرين ثاني‪.0221‬‬
‫*‪ .‬تتولى المحاكم العسكرية محاكمة العسكريين او المدنيين عند االحتالل او في االحكام العرفية‪ ،‬وربما يتعدى‬
‫ذلك الى جميع المتهمين باإلرهاب‪.‬‬
‫‪ .2‬جريدة نيو يورك تايمز‪ -‬العدد الصادر بتاريخ‪..........................0221/11/14/‬‬
‫‪- 552 -‬‬
‫اجراءاتها تعسفية‪ ،‬وال تتماشى مع متطلبات ودواعي حقوق االنسان والحريات التي تضمنها‬
‫الدستور األمريكي‪ ،‬لقد استند الرئيس بوش الى سلطته كما فعل الرؤساء الذين اتوا قبله وشكل‬
‫لجان عسكرية تتولى محاكمة المحاربين من االعداء المتهمين بارتكابهم جرائم حرب‪ ،‬فهي‬
‫تعفي المحلفين والقضاة والمحاكم االمريكية من المخاطر التي يتعرضون لها في قضايا‬
‫اإلرهاب (‪ ،)1‬ويفهم من ذلك إمكانية حصول الخطأ‪.‬‬
‫أن بوش أعطى لنفسه تلك الصالحيات المتمثلة في امكانية محاكمة األجانب المتهمين‬
‫بالقيام بالعمليات اإلرهابية على أرض الواليات المتحدة نفسها في محاكم عسكرية‪ ،‬والغريب‬
‫في االمر ولضمان تطبيق تلك االجراءات كان االصرار على ارتباط من يحكم العراق عند‬
‫احتالله عام‪5661/‬م مثل الجنرال االمريكي المتقاعد جي غارنر وبول بريمر في وزارة الدفاع‬
‫االمريكية بشخص رامسفيلد‪ ..‬احد ابناء المحافظين الجدد * الذين تنكروا لجهود ألمريكا في‬
‫العدل والحرية وادخلوها نفق الهستيريا المحمومة بالعدوان بحجة محاربة اإلرهاب والشيء‬
‫االكيد ان الكثير من الذين كانوا يؤيدون االدارة االمريكية ومن جميع شرائح المجتمع االمريكي‬
‫وخاصة المهتمين والناشطين في مجال حقوق االنسان او رجاالت القانون قد بذلوا جهدهم عندما‬
‫صدرت تلك القوانين المتعلقة بمكافحة اإلرهاب مثل قانون مكافحة اإلرهاب مثل‬
‫(‪ )Combating Terrorism Act‬وقانون (‪ )USA Patriot Act‬في الحديث عن سلبيات‬
‫وعيوب تلك القوانين والذي يعني ايضا بيان التجاوز على القوانين كافة وخاصة الدستور‬
‫االمريكي وموقفه الواضح من الحقوق والحريات‪ ،‬وما جرى عليه النظام السياسي واالجتماعي‬
‫في الواليات المتحدة ولفترات طويلة‪.‬‬
‫وقد يقول البعض ان الواليات المتحدة قد نجحت في موضوع تصديها إلرهاب كما يقول‪:‬‬
‫ديفيد توكر(‪ :) David Tucker‬وهكذا تصدق الفكرة القائلة ان النجاحات التي حققتها الواليات‬
‫‪ .1‬غونزاليس‪ ،‬البرتو‪ -‬القضاء العسكري العادل الشامل‪ -‬من كتاب ‪ 11‬ايلول ‪ 0221‬الخديعة المرعبة‪-‬‬
‫الكاتب تيري ميسان‪ -‬ترجمة سوزان قازان ومايا سلمان‪ -‬دار كنعان للدراسات والنشر‪ -‬طبعة دمشق‬
‫عام‪0220/‬م ص‪.112‬‬
‫*‪ .‬مجموعة سياسية أمريكية يمينية ترتكز على مفهوم ديني(بروتستانتية) تؤمن بالهيمنة االمريكية واستخدام‬
‫القوة العسكرية لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪>.‬‬
‫‪- 550 -‬‬
‫المتحدة في مواجهتها لإلرهاب كونها عملت بإسلوب الشبكة مقابل الشبكة (‪..)1‬وللكالم بقية ولو‬
‫ان هذا الكالم مرجعه خريف عام‪5663/‬م فهو اال انه ال يمثل الواقع‪ ،‬وبعد ذلك كونت امريكا‬
‫شبكة لها من الدول وقامت بغزو افغانستان والعراق والنتيجة ان الشبكة االخرى حسب ادعاء‬
‫الكاتب لم تضعف ولم تتراجع بل كانت في كل مرة تجدد اساليبها في العمل‪ ،‬بل تطور الحال‬
‫ليصبح لإلرهاب عنوانا سياسيا واقعيا كما حصل في العراق وسوريا‪.‬‬
‫والدارس للقانون االمريكي يرى بوضأأأأأوح ان تلك االجراءات ال مبرر لها ولم تعطي اية‬
‫نتائج ملموسأأأة وعجزت من ان تثبت وجودها محليا ودوليا اال بما سأأأببته من ضأأأرر للمعتقلين‬
‫وجاءت بشأأأكل غير مدروس ومبالغ فيه ايضأأأا‪ ،‬وتقوم الصأأأحف االمريكية بين الحين واالخر‬
‫بنشأأأر تفاصأأأيل تحمل بعض المعلومات عن تلك المسأأأائل ومنها ما جاء في صأأأحيفة نيويورك‬
‫تايمز في عددها الصادر بتاري ‪ 59‬تشرين الثاني‪ 5663‬ان عدد الذين تم اعتقالهم وفق قوانين‬
‫مكافحة اإلرهاب(‪ )3566‬فردا اغلبهم من العرب او المسأأأأأألمين‪ ،‬وبالتأكيد هذا الرقم هو ليس‬
‫الرقم الحقيقي والواقعي‪.‬‬
‫وقد اوضح البروفي سور بويل انه وفقا لمعايير القانوني الدولي فان الواليات المتحدة‪ -‬منغم سة‬
‫في مؤامرة إجرامية مسأأأتمرة ألنها تخطط وتنفذ سأأأياسأأأات حربية عدوانية‪ ،‬تشأأأابه من الناحية‬
‫القانونية السياسات التي نفذها النظام النازي في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية (‪.)2‬‬
‫وجاء ايضأأا في أسأأبوعية (االمة ‪ )The Nation -‬األمريكية في عددها الصأأادر يوم ‪ 50‬في‬
‫شهر تشرين األول ‪ 5663‬بعض االفكار العامة لقانون مكافحة اإلرهاب وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫‪1. David Tucker-Terrorism and Political Violence- Naval Postgraduate‬‬
‫‪School 13 Autumn, 2001),p8, pp. 1–14‬‬
‫‪"The successes of the United States in its confrontation with terrorism thus‬‬
‫‪validate the notion that it takes a network to fight a network. But we should‬‬
‫‪not think of such fights as struggles of invincible titans. Networks have‬‬
‫‪weaknesses; this is the second reason that terrorists have not posed a‬‬
‫‪greater threat،At least one of the theorists of leaderless resistance‬‬
‫‪recognizes this".‬‬
‫‪ .2‬بويل‪ ،‬أ‪ .‬فرنسيس‪ -‬تدمير النظام العالمي‪ -‬كالريتي برس‪ -‬طبعة عام‪0224/‬م ليس في صفحة محددة‪.‬‬
‫‪- 557 -‬‬
‫‪ .-3‬السأأأأماح باعتقال وسأأأأجن غير المواطنين ومنع حملة (البطاقة الخضأأأأراء) من العودة إلى‬
‫الواليات المتحدة‪ ،‬بسبب آرائهم المعارضة‪.‬‬
‫‪.-5‬التخفيف من القيود التي كانت مفروضة على القضاء والمتعلقة بإجراءات مراقبة الهواتف‬
‫واإلنترنت حتى لو لم تكن متعلقة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪.-1‬التوسأأأأأع في الصأأأأأالحيات الممنوحة لألجهزة األمنية في القيام بعمليات تفتيش دون مذكرة‬
‫رسمية (اذن قضائي)‪،‬ودون معرفة صاحب العالقة‪.‬‬
‫‪ -4‬اعطاء المدعي العام ووزير الخارجية صالحية تصنيف أية مجموعة موجودة في الواليات‬
‫‪.‬‬
‫المتحدة كمجموعة إرهابية‪ ،‬ليتم التعامل معها على هذا األساس‪ ،‬ومنع أي أجنبي ينتمي إليها‬
‫حتى من حملة البطاقة الخضراء من دخول الواليات المتحدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬جعل دفع رسوم عضوية المنظمات السياسية (الداخلة في قائمة المنظمات اإلرهابية) فعال‬
‫‪.‬‬
‫إجراميا يعاقب عليه القانون باإلبعاد من الواليات المتحدة ‪.‬‬
‫‪ -0‬منح مكتب التحقيقات الفدرالية ـأأأأأ ‪ FBI‬صالحية الحصول على السجالت المالية أو الطبية‬
‫‪.‬‬
‫أو التعليميأة ألي شأأأأأأخص دون أمر من المحأاكم أو حتى بأدون وجود دليأل إجرامي(دليأأل‬
‫محسوس او دليل معنوي) ‪.‬‬
‫‪ -7‬السأأأأأماح بالقيام بعمليات مراقبة واسأأأأأعة النطاق ألغراض امنية دون إبراز او تقديم دالئل‬
‫‪.‬‬
‫اشتباه في المحاكم ‪.‬‬
‫‪ -0‬اعطاء صالحية لوكالة المخابرات المركزية األمريكية( ‪ )CIA‬في تحديد أهداف للتجسس‬
‫‪.‬‬
‫داخل الواليات المتحدة‪ ،‬اسأأأأأوة بالصأأأأأالحية الموجدة في القانون عند العمل خارج الواليات‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫‪ -9‬التوسأأع في مفهوم "اإلرهاب المحلي" بحيث انه يمكن أن يضأأم أعمال االحتجاج السأأياسأأي‬
‫‪.‬‬
‫السلمي‪.‬‬
‫ولم تقف الفعاليات التي اتخذتها االدارة االمريكية والتي تتماشى مع خطة مكافحة اإلرهاب‬
‫الموضوعة من قبلها الى قوانين مكافحة اإلرهاب بل تعدى ذلك الى اتخاذ العديد من القرارات‬
‫‪- 550 -‬‬
‫والقيام بالكثير من اإلجراءات في جانب االمن الوقائي‪ ،‬اما فيما يتعلق بالجانب التعرضي فقد‬
‫اوردت صحيفة الواشنطن بوست ‪ Washington Post‬في عددها الصادر بتاري‬
‫‪ 5663/36/50‬تقريرا مطوال جاء فيه أن وكالة المخابرات المركزية األمريكية (‪ ) CIA‬تنظر‬
‫في أمر القيام باغتياالت فردية حول العالم ضمن تفويض رسمي من بوش ولكن الوكالة ال تريد‬
‫اختيار األهداف بنفسها‪ ،‬بل تريد أن يختارهم الرئيس لها (‪.)1‬‬
‫امأأا صأأأأأأحيفأأة نيويورك تأأايمز ‪ New York Times‬في عأأددهأأا الصأأأأأأأأادر بتأأاري‬
‫‪ 5663/33/5‬فقد جاء فيها " أن بوش االبن أصأأأدر قرارا ً رئاسأأأيا يسأأأمح بإبقاء وثائق الرئيس‬
‫ونائب الرئيس سأأأأأأرية حتى ولو رأى الرئيس الالحق غير ذلك"‪ ،‬ان جميع هذه االجراءات‬
‫تصب في متطلبات العمل االمني واالستخباري الذي اصبح الهاجس االول لصناع القرار في‬
‫الواليات المتحدة منذ حادث تفجير المبنى االتحادي في اوكلوهاما عام‪3992/‬م وجاءت احداث‬
‫‪33‬سأأأأأأبتمبر‪ ،‬لتحول الهوس االمريكي في التشأأأأأأدد في االجراءات المتخذة لمنع وقوع احداث‬
‫مشأأأأأأأابهة الى تعطيل العمل بالعديد من االنظمة والقوانين وتزيد من الصأأأأأأالحيات الممنوحة‬
‫لألجهزة االمنية واالسأأتخبارية ولتتحول امريكا طبقا لذلك الى دولة بوليسأأية من الطراز االول‬
‫ان التشأأأدد في اسأأأتخدام التفويض المعطى لإلدارة االمريكية دفعها لخوض حربين االولى في‬
‫افغانسأأأأتان واالخرى في العراق وجعلها تتصأأأأرف بعيدا عن العقالنية‪ ،‬وجعلها تعلن ان العالم‬
‫بأسره ساحة مكشوفة لمحاربة اإلرهاب من دون الرجوع الى القانون الدولي‪.‬‬
‫ان الحديث عن اسأأأأتخدام القوة وفق مفهوم المبدأ الذي يقضأأأأي بان افضأأأأل وسأأأأيلة للدفاع هي‬
‫الهجوم‪ ،‬سأأأأأأيعني نقل الحرب الى الطرف االخر من غير وجود حالة حرب حقيقية هو حالة‬
‫شأأاذة في القانون الدولي وهي من اختراع الواليات المتحدة‪ ،‬وقد اسأأتقر في فقه القانون الدولي‬
‫عدم مشروعية ما يسمى بالدفاع الشرعي * الوقائي (‪.)2‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬علوش‪ ،‬ابراهيم‪ -‬قوانين مكافحة االرهاب االمريكية اجراءات مؤقتة ام انقالب على الدستور‪ -‬مجلة‬
‫األداب‪ -‬العدد(‪ )10-11‬تشرين ثاني عام‪0221/‬م‪ -‬مصدر سابق‪.‬‬
‫*‪ .‬هناك رأي ال يعتبر الدفاع الشرعي حق‪ -‬وانما يعتبره رخصة وعمل مباحا استثناء عن القاعدة‪.‬‬
‫‪..2‬عامر‪ ،‬صالح الدين ‪ -‬القانون الدولي في عالم مضطرب ‪ -‬السياسة الدولية‪ -‬العدد (‪ )133‬يوليو‪/‬تموز‬
‫‪ 0220‬ص ‪.91‬‬
‫‪- 559 -‬‬
‫ورغم تبدل الزعامة في الواليات المتحدة من الجمهوريين الى الديمقراطيين‪ ،‬لم يحصل‬
‫شيء جديد في عهد الرئيس اوباما سوى تغيير في أسلوب تنفيذ الخطط واستمرت الواليات‬
‫المتحدة في حربها الكونية على اإلرهاب ففي خطابه الذي ألقاه في ‪ 23‬مايو‪/‬أيار‪ ،2013‬عاد‬
‫الرئيس باراك أوباما إلى الحديث عن إطار إدارته الستراتيجية الواليات المتحدة لمكافحة‬
‫اإلرهاب عقب أربع سنوات من خطاب مماثل ألقاه في واليته األولى وبينما ض َّمن الرئيس‬
‫إشارات مشجعة في خطابه األخير إال أن استمرار غياب أية إشارة إلى القانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان عن هذا اإلطار يظل مبعث قلق لنا (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ -‬بعض دول االتحاد االوربي وكندا‬
‫ومنها على سبيل المثال فرنسا ففي عام‪3900/‬م اصدرت فرنسا قانونها الخاص باإلرهاب‬
‫والذي ورد فيه توصيفا ايضا جاء فيه " خرق للقانون يقدم عليه فرد او تنظيم جماعي بهدف‬
‫اثارة اضطراب في النظام العام عن طريق التهديد بالترهيب" (‪.)2‬‬
‫وفي عام ‪3992/‬م اصدرت القانون رقم(‪ )71‬حول اإلرهاب‪.‬‬
‫بتاري ‪ 51‬كانون ثاني ‪ 5660‬صدر قانون مكافحة اإلرهاب والذي تضمن تعديالت على‬
‫القانون السابق وكذلك تم فيه حشد جميع القوانين في البالد لمكافحة اإلرهاب على انه احتوى‬
‫ايضا على بعض الجوانب االنسانية مثل موضوع التعويضات عن االضرار الناتجة من ممارسة‬
‫االعمال الخاصة بأعمال مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫والقانون ايضا فرض قيودا على االجانب‪ ،‬وعلى الحريات العامة‪ ،‬وموضوع الهجرة وغير‬
‫ذلك‪ ،‬ونعرض لكم ما تم عرضه على الموقع االلكتروني الخاص بهيئة االذاعة البريطانية‬
‫(‪ )BBC Arabic.Com‬األربعاء ‪ 65‬يوليو ‪ : GMT 65:13 5660‬قوانين مكافحة اإلرهاب‬
‫‪ .1‬منظمة العفو الدولية‪ -‬الواليات المتحدة األميركية الخطاب والحرب وحكم القانون‪ -‬رقم الوثيقة ‪AMR‬‬
‫‪ -51/032/2013‬الطبعة األولى ‪.0213‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬يازجي‪ ،‬امل‪ ،‬د‪ .‬شكري‪ ،‬محمد عزيز‪-‬االرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن‪ -‬دار الفكر‪ -‬دار الفكر‬
‫المعاصر الطبعة السورية لعام‪0220/‬م ص‪.29‬‬
‫‪- 516 -‬‬
‫الفرنسية "تستخف بالحقوق"‪ :‬جاء في تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش * أن قوانين مكافحة‬
‫اإلرهاب في فرنسا تنتهك حقوق اإلنسان‪ ،‬وتقول المنظمة ‪-‬التي يوجد مقرها في الواليات‬
‫المتحدة‪-‬إن السلطات الفرنسية تستخدم تعبيرا فضفاضا التهام مشتبه بهم حتى لو كانت لديهم‬
‫عالقة واهية بمنظمة إرهابية مزعومة‪ ،‬وترى المنظمة أن تهمة " تجمع إجرامي ذو عالقة‬
‫بأنشطة إرهابية" تعبير يكتنفه غموض كبير‪ ،‬وتعني‪ -‬حسب التقرير‪ -‬أن األشخاص معرضين‬
‫للمتابعة القضائية لمجرد االشتباه في عالقة واهية بعملية إرهابية‪.‬‬
‫وبتاري ‪ 5662/33/59‬اقرت الجمعية الوطنية الفرنسية مشروع قانون مكافحة اإلرهاب المقدم‬
‫من وزير الداخلية الفرنسي والذي تضمن مجموعة من االهداف منها‪ :‬تشديد العقوبات‬
‫واإلجراءات‪ ،‬وامكانية مثول المشتبه بهم في ارتكابهم أعماال إرهابية أمام محكمة جنايات‬
‫خاصة وإسقاط الجنسية الفرنسية عن أي فرد اكتسبها خالل خمسة عشر عاما في حالة ثبوت‬
‫إدانته في جرائم ذات صلة باإلرهاب‪.‬‬
‫اما في المانيا تم عام‪5664/‬م انشاء المركز المشترك لمكافحة اإلرهاب والذي يضم‬
‫حوالي (‪ )46‬جهة حكومية‪ ،‬وقد اثارت اجراءات مكافحة اإلرهاب في المانيا بعد عام‪5663/‬م‬
‫اشكاال دستوريا بسبب صالحيات االجهزة االمنية التي اثرت على الالجئين والمقيمين اضافة‬
‫ان تعريف اإلرهاب والتطرف ال تزال غامضة للغاية (‪.)1‬‬
‫وفي كندا القريبة من الواليات المتحدة وبحكم موقعا الجغرافي وتأثرها المباشر‬
‫باإلجراءات التي اتخذتها وفي محاكاة واضحة لها‪ ،‬قامت كندا بإقرار قانون مكافحة اإلرهاب‬
‫الكندي الذي حمل اسم (الالئحة ‪.‬سي ‪ (BILL C 36) 10‬والذي تم اقراره من البرلمان الكندي‬
‫في ‪ 5663/33/50‬وتم التصديق عليه في ‪ ،5663/35/30‬والذي احتوى على بعض‬
‫الصالحيات التي تم استحداثها لمواجهة حاالت الكوارئ مثل‪.:‬منح مجلس الوزراء صالحية‬
‫*‪ .‬تأسست المنظمة عام‪1219/‬م‪ ،‬مهمتها مراقبة حقوق اإلنسان في العالم‪ ،‬مقرها في مدينة نيويورك تأسست‬
‫في البداية لمراقبة حقوق االنسان في االتحاد السوفيتي‪ ،‬وهي من المنظمات الدولية غير الحكومية وتمتاز‬
‫بحياديتها ورغبتها في تحري الدقة في التقرير التي تنشرها‪.‬‬
‫‪ .1‬لمعلومات اكثر‪ ،‬زيارة الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.wsws.org/en/articles/2001/12/germ-d05.html‬‬
‫‪- 513 -‬‬
‫إصدار قرارات تسري لمدة عام لمواجهة حاالت الطوارئ (‪ )1‬وللمشتبه فيهم والمتهمين بارتكاب‬
‫جرائم إرهابية يتمتعون بنفس الضمانات اإلجرائية المطبقة في القضايا االخرى‪ ،‬باستثناء‬
‫وجوب باإلجابة بالنسبة للمتهمين في قضايا اإلرهاب حتى لو كانت إجابتهم ستؤدي إلي ادانتهم‪،‬‬
‫والتشدد حول منح حق اللجوء لألفراد الذين تحوم حولهم الشبهات عندم وجود معلومات حول‬
‫ارتباط اي منهم بتنظيمات إرهابية‪.‬‬
‫ولكون ايطاليا من المنظمات اإلرهابية خاصة منظمة االلوية الحمراء التي كانت تقف‬
‫وراء حادث اغتيال رئيس الوزراء االيطالي السابق الدو مورا وجاءت االجراءات االيطالية‬
‫متناغمة مع اجراءات الدول االوربية‪ ،‬ففي عام‪5663/‬م صدر القانون رقم(‪ ،)410‬وايضا في‬
‫عام‪5662/‬م صدر القرار المرقم (‪ (322‬والذي دخل حيز التنفيذ في ‪ 5‬اب ‪ 5662‬والذي هو‬
‫باألساس تعديل لقانون العقوبات بعد ان تم توسيع نطاق تعريف اإلرهاب‪ ،‬وقد ورد في هذين‬
‫القانونين بعض االجراءات منها‪ :‬التوسع في نطاق الصالحيات الممنوحة للشرطة وأجهزة‬
‫التحقيق األخرى في مالحقتها للمشتبه بهم في ارتكابهم ألعمال إرهابية‪ ،‬وخول القانون وزير‬
‫الداخلية صالحية إبعاد األجانب إذا كانوا يشكلون تهديدا ً للنظام العام أو ألمن الدولة‪.‬‬
‫وفي المملكة المتحدة عام‪5666/‬م صدر قانون اإلرهاب والذي تكون من ثمانية اقسام‬
‫واحتوى على مواضيع تتعلق بالنشاط اإلرهابي واالجراءات المطلوب اتخاذها لمكافحة‬
‫االنشطة اإلرهابية‪ ،‬واعطى القانون صالحيات واسعة لألجهزة االختصاصية وفيه اشارات الى‬
‫موضوع العقوبات‪ ،‬وركز القانون على موضوع اإلرهابيين الدوليين وامكانية اعتقالهم او‬
‫طردهم‪ ،‬وعام‪5662/‬م وبناء على ما قامت به دول االتحاد االوربي من تحديث وتعديل وسن‬
‫قوانينها صدر القانون الجديد والذي احتوى على توجه ضد الحريات وهو امكانية اعتقال اي‬
‫شخص من غير اجراء محاكمة‪ ،‬وفي عام‪5660/‬م وبعد موجة االعمال التي اجتاحتها اصدرت‬
‫تعديال لقانون مكافحة اإلرهاب احتوى على االفعال التي تعد اعمال ارهابية وعدت من العوامل‬
‫‪ .1‬د‪ .‬عبد الغفار‪ ،‬مصطفى‪ -‬ضوابط حماية حقوق اإلنسان في إطار إجراءات منع ومكافحة اإلرهاب دراسة‬
‫في ضوء التطورات التشريعية والقضائية الحديثة‪ ،‬كما مبين في الموقع ادناه‪-‬‬
‫‪http://www.cdf-sy.org/paper/Dr%20mustafa.htm‬‬
‫‪- 515 -‬‬
‫المشجعة على اإلرهاب التصريحات المنشورة في وسائل االعالم التي يمكن ان ينشا عنها فعل‬
‫اجرامي مباشر او غير مباشر‪.‬‬
‫قد سبق ذلك إقرار قانون لمكافحة اإلرهاب في ديسمبر ‪ 5663‬تضمن العديد من اإلجراءات‬
‫االستثنائية مثل السماح لألجهزة األمنية بمراقبة الهواتف ومراقبة الرسائل المرسلة بالبريد‬
‫اإللكتروني والمواد المنشورة على شبكة المعلومات حيث يلتزم مزودو الخدمة بإتاحة هذه‬
‫البيانات واالحتفاظ بها فترة طويلة‪.‬‬
‫وجاء في احد التقارير الخاصة بحقوق اإلنسان‪ -‬والتي حمل عنوان" نكـث الوعود" (‪ -)1‬ينبغي‬
‫أن يكون للمواطنين حقوق دستورية إلنفاذ حقوقهم في محاكم المملكة المتحدة‪ ،‬وفي أغسطس‪/‬‬
‫آب ‪ ،5662‬حذَّر رئيس الوزراء توني بلير في أعقاب تفجيرات يوليو‪ /‬تموز التي وقعت في‬
‫َّ‬
‫يشكن في ذلك أحد "‪ ،‬عندما تحدث عن حزمة من‬
‫لندن قائالً‪ " :‬لقد تغيرت قواعد اللعبة‪ ،‬وال‬
‫التدابير التي ُوصفت بأنها تهدف إلى مكافحة اإلرهاب‪ ،‬والتي تشكل تهديدا ً لحقوق اإلنسان‬
‫واستقالل القضاء وحكم القانون‪ ،‬ويقول توني بلير اننا نستطيع ان نعتقل اي اجنبي بناء على‬
‫طلب بسيط من اي وزير ولن يكون من حق هذا االجنبي ان يعرف عناصر االتهام الموجه اليه‬
‫(‪ ،)2‬وحصل بعد التشدد على االجانب وان كان البعض منهم له اتصاالت مع عناصر مشبوهة‪.‬‬
‫وقد عانت اسبانيا ايضا من موضوع اإلرهاب ابتداء من ارهاب الدولة الذي كان موجود‬
‫في زمن حكم الجنرال فرانكو حيث كانت القوة والتعسف هما السائدتان في تلك الفترة من خالل‬
‫القمع الشامل واستخدام القوات المسلحة‪ ،‬ونحن بهذا الصد ال نتكلم عن موضوع منظمة ايتا‬
‫االنفصالية ألننا ليس معنيين بالمسائل السياسية والداخلية منها بشكل خاص ونهجت اسبانيا في‬
‫التصدي لموضع اإلرهاب نهج مثيالتها في الدول االوربية وبسبب استمرار‪ .‬عمال التفجيرات‬
‫والقتل قامت الحكومة القيام بجملة من االجراءات منها‪- :‬‬
‫‪ .1‬تقرير منظمة العفو الدولية رقم الوثيقة ‪: EUR 45/004/2006‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬فبراير‪/‬شباط ‪،0229‬‬
‫ومنظمة العفو الدولية منظمة غير حكومية مقرها لندن وتتولى الدفاع عن طائفة من حقوق االنسان منها‬
‫الحق في عدم االعتقال أو الحجز التعسفي‪ ،‬وحق التعبير الحر عن الرأي والمعتقدات‪.‬‬
‫‪..2‬غارودي‪ ،‬روجيه‪ -‬االرهاب الغربي‪ -‬ج‪ - 1‬تعريب د‪ .‬داليا الطوخي‪ ،‬د‪ .‬ناصر عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬سامي مندور‪-‬‬
‫مكتبة الشروق الدولية‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.13‬‬
‫‪- 511 -‬‬
‫‪ -3‬عام‪3977/‬م تم انشاء المحكمة الوطنية لتتولى النظر في الجرائم واالعمال اإلرهابية‪.‬‬
‫‪ -5‬وفي عام‪ 3907/‬م وبعد اعتراضات من بعض االحزاب قامت المحكمة الدستورية العليا‬
‫بإلغاء بعض البنود التي وردت في القانون المتعلق باإلرهاب لعام‪3904/‬م مثل موضوع فترة‬
‫االحتجاز التي كانت (‪ )36‬ايام‪.‬‬
‫‪ -1‬عام‪3900/‬م جرى التوقيع على ميثاق أخوريا نيا (‪ * "Ajuria Anea " )1‬لغرض وقف‬
‫العنف واحالل السالم في الباسك‪ ،‬والذي تم تبنيه من قبل غالبية اعضاء األحزاب السياسية‬
‫الموجودة في البرلمان االسباني‪ ،‬بعد توقيع ميثاق عام‪3907/‬م المعروف باسم ميثاق مدريد‪.‬‬
‫‪ -4‬عام‪ 3900/‬م تم التوصل إلى اتفاقية مماثلة من قبل القوى والكيانات السياسية واالجتماعية‬
‫وكانت هذه االتفاقية بالدرجة االساس مخصصة للتعامل مع موضوع قضية اقليم الباسك‪.‬‬
‫‪ -2‬عام‪3900/‬م تم الغاء التشريعات السابق الخاصة بمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫ونص قانون اإلجراءات الجنائية المعدل لسنة ‪ 3900‬على توسيع سلطة الشرطة في التنصت‬
‫على االتصاالت والمراسالت بدون اذن قضائي‪ ،‬وبإطالة مدة االحتجاز المتعارف به وليصل‬
‫إلى خمسة أيام بعد ان كان ال يتجاوز ثالثة ايام بموافقة القاضي (المادة ‪ 256‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجنائية) وذلك تأسيسا على المادة (‪ )5/37‬من الدستور بدال من ‪ 40‬ساعة في‬
‫غير جرائم اإلرهاب (‪.)2‬‬
‫‪-0‬عام‪3992/‬م صدر قانون العقوبات الجديد والذي احتوى فصال كامال في االجراءات الخاصة‬
‫بمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪-7‬عام‪5663/‬م جرى تعديل على القانون أعاله وأصبح متوافقا ومتماشيا مع األحداث الداخلية‬
‫ومنسجما مع ما يحدث على المستوى العالمي‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬سرور‪ ،‬احمد فتحي‪ -‬حكم القانون في مواجهة االرهاب‪ -‬القاهرة عام‪0221/‬م‪ -‬مصدر سابق‪.‬‬
‫*‪ -Ajuria Anea .‬هو احد اهم القصور الموجودة في مدينة فيتوريا في إقليم الباسك االسباني وقد‬
‫اتخذ بعد عام‪1299/‬م مقرا لحاكم اإلقليم بني عام‪1202/‬م ويعتبر القصر معلم من معالم الحكم الذاتي‬
‫لإلقليم الباسك‪.‬‬
‫‪2..terrorism in Italy receding and Emerging Issues-confronting terrorism, op.‬‬
‫‪cit., p. 95 etc .‬‬
‫‪- 514 -‬‬
‫‪ -0‬عام‪5665/‬م أقر البرلمان االسباني قانونا جديدا لألحزاب يسمح للحكومة‪ ،‬وبناء على طلب‬
‫‪.‬‬
‫من البرلمان‪ ،‬أن تمارس إجراءات قضائية لحظر نشر الجماعات السياسية التي ال تدين‬
‫اإلرهاب أو التي تحتفظ بعالقات مع اي منظمة إرهابية‪.‬‬
‫‪ -9‬وجاء في تقرير مجلس حقوق االنسان التابع لألمم المتحدة لعام‪5660/‬م والخاص بإسبانيا‬
‫بعض المالحظات منها (عدم وجود تعريف لإلرهاب يعطي الفرصة بالتوسع في شمول جرائم‬
‫العنف االخرى‪ ،‬وجود فقرة "اإلرهاب اإلسالمي" بدل من تسمية المنظمات باسمها الحبس‬
‫االنفرادي‪ ،‬طول مدة الحجز قبل المحاكمة والتي قد تصل في بعض األحيان الى أربعة‬
‫سنوات‪ ....‬وغير ذلك) (‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ -‬الدول العربية (مصر نموذجا)‬
‫تعتبر مصر من الدول السباقة في التعامل مع موضوع اإلرهاب بسبب مشاغلها االقليمية‬
‫والعربية والعالمية وحرصت مصر على ان تكون تلك االجراءات مطابقة ألحكام الدستور وهذا‬
‫امر يصعب تحقيقه على ارض الواقع‪ ،‬وكانت تلك االجراءات تتعلق بالدرجة االساس بإحداث‬
‫تغييرات على قانون العقوبات واستحداث قوانين لها عالقة بمنظومة المكافحة وليس قانون‬
‫يخص المكافحة واوضح الخبير االمني اللواء نشأت الهاللي ان‪ :‬مصر ليس بحاجة إلصدار قانون‬
‫جديد لمواجهة اإلرهاب وان قانون العقوبات قد غطى كل ما يتعلق بجرائم اإلرهاب (‪ ،)2‬ولقد‬
‫انعكس الجانب السياسي في مصر بعد احداث ما يعرف بالربيع العربي على كافة جوانب الحياة‬
‫فيها وخاصة في الجانب األمني * حيث تشهد مصر بين الحين واألخر اعتداءات إرهابية تطال‬
‫‪1.>M.Scheinin-Human Rights Council -A/HRC/10/3/Add.2- 16/12/2008.‬‬
‫‪"Report of the Special Rapporteur on the promotion and protection of‬‬
‫‪human rights and fundamental freedom while countering terrorism".‬‬
‫‪..2‬عامر‪ ،‬سعيدة‪ -‬خبير امني‪ :‬قانون العقوبات يكفي ولسنا بحاجة الى قانون مكافحة االرهاب‪ -‬صحيفة‬
‫المصريون‪ -‬عدد يوم ‪ 1‬سبتمبر ‪.0213‬‬
‫*‪ .‬ومن العمليات اإلرهابية ايضا عملية الدير البحري التي حصلت بتاريخ ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1221‬وذهب‬
‫ضحيتها حوالي مائة شخص بين قتيل وجريح من بينهم العديد من السواح األجانب‪ ،‬وكمذلك حادث‬
‫تفجير كنيسة القديسين في عام ‪.0211‬‬
‫‪- 512 -‬‬
‫حتى العالمين في المؤسسة العسكرية ومنها االحداث التي وقعت وتقع في صحراء سيناء واهم‬
‫هذه اإلجراءات التي اتخذتها مصر في مجال مكافحة اإلرهاب‪-:‬‬
‫‪-3‬عام‪3995/‬م صدر القرار المرقم‪ )97(.‬والذي جرى فيه اضافة مواد لقانون العقوبات تحت‬
‫القسم األول من الباب الثاني من هذا القانون (الجنايات والجنح المضرة بالحكومة من جهة‬
‫الداخل) وقد تضمنت هذه المواد تعريف اإلرهاب الذي جاء في (المادة ‪ )00‬وتحديد الجرائم‬
‫والعقوبات وفق (المواد ‪ 00‬مكررا‪،‬و‪ 00‬مكررا (أ) و‪ 00‬مكررا (ب) و‪ 00‬مكررا (جـ) و‪00‬‬
‫مكررا (د) و‪ 00‬و‪ 00‬مكررا من قانون العقوبات)‪،‬حيث ان الشارع المصري عندما اصدر‬
‫القانون رقم (‪ )97‬لسنة ‪ 3995‬والذى قام بمقتضاه بتعديل وإضافة نصوص إلى قانون‬
‫العقوبات قد وضع إطارا لرؤية الشارع لجرائم اإلرهاب (‪.)1‬‬
‫‪ -5‬عام‪3906/‬م صدر القرار المرقم (‪ )362‬الذي تم بموجبه انشاء محاكم أمن الدولة ونصت‬
‫المادة السابعة من هذا القانون في فقرته الثالثة على أن يكون لمأمور الضبط القضائي إذا‬
‫توافرت لديه دالئل كافية على اتهام شخص بارتكاب إحدى الجرائم المنصوص عليها في القسم‬
‫األول من الباب الثاني من الكتاب الثاني من قانون العقوبات (والذي يحتوي على المواد التي‬
‫تعاقب على اإلرهاب) أن يتخذ اإلجراءات التحفظية المناسبة وأن يطلب من النيابة العامة خالل‬
‫أربعة وعشرين ساعة على األكثر أن تأذن له في القبض على المتهم وللنيابة العامة في هذه‬
‫الحالة وألمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع أن تأذن بالقبض على المتهم لمدة ال‬
‫تتجاوز سبعة أيام‪ ،‬ويجب على مأمور الضبط القضائي أن يسمع أقوال المقبوض عليه ويرسله‬
‫إلى النيابة العامة المختصة بعد انتهاء المدة المشار إليها في الفقرة السابقة‪ ،‬ويجب على النيابة‬
‫العامة أن تستجوبه في ظرف اثنتين وسبعين ساعة واما تأمر بحبسه أو إطالق سراحه‪.‬‬
‫‪ -1‬عام‪5661/‬م صدر القانون المرقم(‪ * )92‬والذي تم بموجبه الغاء القانون السابق ذي الرقم‬
‫(‪ )362‬لعام‪3906/‬م بإنشاء محاكم أمن الدولة وتم بذلك الغاء كافة الصالحيات التي منحتها‬
‫‪.‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬شمس الدين‪ ،‬اشرف توفيق‪ -‬السياسة التشريعية لمكافحة اإلرهاب ومدى اتفاقها مع أصول الشرعية‬
‫الجنائية‪ ،‬دراسة نقدية للقانون المصري‪ -‬مجلة الدستورية‪ ،‬العدد (‪.)13‬‬
‫*‪ .‬م‪ .1‬تؤول اختصاصات هذه المحاكم إلى المحاكم المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬
‫‪- 510 -‬‬
‫المادة السابعة من ذلك القانون لمأمور الضبط القضائي في جرائم اإلرهاب‪ ،‬إال أن القانون‬
‫رقم (‪ )92‬لسنة ‪ 5661‬عدل نص المادة (‪ )560‬مكررا من قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وأصبح‬
‫ألعضاء النيابة العامة من درجة رئيس نيابة على األقل سلطات قاضي التحقيق في جرائم‬
‫اإلرهاب فضال عن سلطة محكمة الجنح المستأنفة منعقدة في غرفة المشورة المبينة في المادة‬
‫(‪ )341‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬
‫‪ -4‬عام‪5661/‬م ايضا صدر القانون المرقم‪ )06(.‬والمتعلق بمكافحة غسيل األموال حيث اعتبر‬
‫‪..‬‬
‫غسيل األموال من المصادر األساسية في تمويل الجماعات اإلرهابية‪ ،‬واستنادا الى ذلك‬
‫أنشئت في البنك المركزي جهة امنية خاصة لمكافحة غسيل األموال‪ ،‬وتمارس تلك الجهة‬
‫واجباتها من خالل مجموعة من االليات تتمثل بالفحص والتدقيق والتحري ومن خالل‬
‫التعاون والتنسيق مع النيابة العامة المادة (‪ ،)2‬ونالحظ ان اجراءات منظومة مكافحة اإلرهاب‬
‫بدأت بالتشعب يصح معها اصدار قانون خاص باإلرهاب بدال من ان تكون موضع هذه‬
‫االحكام قوانين متعددة (‪.)1‬‬
‫‪ -2‬عام‪5661/‬م صدر القانون المرقم (‪ )04‬الذي تم بموجبه حضر إنشاء الجمعيات السرية التي‬
‫تمارس نشاط تكوين التشكيالت العسكرية أو تهديد الوحدة الوطنية‪ ،‬كما اشترط هذا القانون‬
‫حصول موافقة الجهات االدارية عند تلقي الجمعيات تبرعات من الخارج سواء كانت تلك‬
‫التبرعات من األشخاص العاديين أو األشخاص المعنويين‪.‬‬
‫‪ -0‬فيما يخص العمل بقانون الطواري المعروف بقانون رقم (‪ )305‬لسنة ‪ 3920‬بشأن حالة‬
‫الطوارئ فقد أصدر مجلس الشعب المصري القرار رقم (‪ )313‬لسنة ‪ 5660‬الذي تم بمقتضاه‬
‫مد حالة الطوارئ المعلنة بقرار رئيس الجمهورية المؤقت رقم (‪ )206‬لسنة ‪ 3903‬لمدة‬
‫سنتين اعتبارا من أول حزيران لعام‪5660/‬م حتى ‪ 13‬مايس‪/‬ايار ‪ 5660‬أو لمدة تنتهى‬
‫بصدور قانون لمكافحة اإلرهاب أيهما أقرب‪.‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬هنداوي‪ ،‬نور الدين‪ -‬السياسة الجنائية للمشرع المصري في مواجهة جرائم اإلرهاب ‪ -‬دار النهضة‬
‫العربية‪ -‬طبعة عام‪1223/‬م ص‪.19‬‬
‫‪- 517 -‬‬
‫‪ -7‬في ‪ 5667/2/59‬صدر‪.‬التعديل الدستوري الثالث حيث تم استحداث المادة (‪ )379‬من‬
‫الدستور التي نصت على أن تعمل الدولة على حماية األمن والنظام العام في مواجهة أخطار‬
‫اإلرهاب وسبق وان بينا ان ربط مفهوم مكافحة اإلرهاب باألمن والنظام العام يسبب اشكالية‬
‫في الجانب القانوني‪ ،‬ونظم القانون ايضا أحكاما خاصا بإجراءات االستدالل والتحقيق التي‬
‫تقتضيها حالة الضرورة وهو ايضا مدلول واسع بحيث ال تحول اإلجراءات المنصوص عليها‬
‫وربما التي لها عالقة بالضرورة في تلك المواجهة‪.‬‬
‫يقول الدكتور مصطفى عبد الغفار‪ :‬إن تباين موقف األجهزة القضائية المعنية بحقوق‬
‫اإلنسان من كيفية حل إشكالية تنفيذ االلتزامات الدولية المتصلة بإجراءات مكافحة اإلرهاب في‬
‫إطار من احترام حقوق اإلنسان‪ ،‬والخطوات التراجعية التي شهدتها وتشهدها العديد من الدول‬
‫الغربية في مجال تشريعات مكافحة اإلرهاب إنما تعكس أن اإلرهاب قد بات يشكل خطرا ً مزدوجا‪،‬‬
‫فمع ما يمثله من تهديد والممتلكات فإنه يهدد وبشكل أكبر تراثا ضخما من القيم والتقاليد القانونية‬
‫اإلنسانية كافحت البشرية كثيرا ً في سبيل الحصول عليه ويبدو أن أمامها تحديا ً أكبر في أن تحافظ‬
‫على ما اكتسبته (‪.)1‬‬
‫والمالحظ ان قوانين واجراءات مكافحة اإلرهاب في جميع الدول التي تم تناولها بشكل موجز او‬
‫الدول التي لم يتم التطرق اليها قد طالت بالدرجة االساس كل ما له عالقة بحقوق االنسان وحرياته‪،‬‬
‫وقد تنوعت تلك االجراءات من شن الحرب والعدوان العسكري الى ابسط حقوق االنسان وتدخلت‬
‫حتى في خصوصياته الشخصية‪.‬‬
‫وكانت من اشد الفئات تأثرا بتلك االجراءات هم االجانب المقيمين او الالجئين في بلدان اخرى‬
‫حيث جرت عمليات حجز وسجن وترحيل للبعض منهم‪ ،‬وغلق الكثير من واجهات العمل االنساني‬
‫التي كان يمارسها البعض من هؤالء بحجة دعم اإلرهاب‪.‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬عبد الغفار‪ ،‬مصطفى‪ -‬ضوابط حماية حقوق اإلنسان في إطار إجراءات منع ومكافحة اإلرهاب ‪ -‬دراسة‬
‫في ضوء التطورات التشريعية والقضائية الحديثة‪ -‬رواق عربي‪ ،‬العدد (‪.)41-42‬‬
‫‪- 510 -‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫على هامش اإلرهاب‬
‫ويتضمن المطالب االتية‬
‫المطلب االول‪ :‬الخوف من وضع تعريف لإلرهاب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العامل االمني‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المحكمة الجنائية الدولية واإلرهاب‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬اقوال واراء في اإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 519 -‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫على هامش اإلرهاب‬
‫ان البحث في المواضيع التي لها عالقة باإلرهاب يساعد على ايجاد اجابات للكثير من‬
‫المسائل التي ال تزال تتداخل موضوعاتها مع موضوع اإلرهاب‪ ،‬ومن اهم تلك المواضيع هو‬
‫موضوع الخوف من وضع تعريف لإلرهاب كما سيتم تناوله في المطلب االول من هذا البحث‬
‫الن من شأن ذلك ان يكبح جماح الدول الساعية في الحصول على مكاسب بحجة مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫وفي المطلب الثاني سنناقش موضوع العامل االمني‪ ،‬الن جميع الدول تعطي للعامل االمني‬
‫مساحة كبيرة من ضمن مساحة اهتماماتها العامة‪ ،‬حيث يلعب العامل االمني دورا مهما في‬
‫االستقرار السياسي وينعكس باإليجاب او بالسلب على جميع نواحي الحياة االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والعلمية وغيرها‪.‬‬
‫اما في المطلب الثالث سنبين اهم المواضيع المطروحة على الساحة الدولية حاليا وما هو‬
‫الدور المطلوب ان تلعبه المحكمة الجنائية الدولية في موضوع اإلرهاب‪ ،‬ان المتتبع لطبيعة عمل‬
‫المحكمة سيجد ان طبيعة عملها تتعلق بالدرجة االساس ضمن المواضيع التي لها عالقة بحقوق‬
‫االنسان في السلم والحرب‪ ،‬وان كانت تتناول التجاوزات التي يمكن ان تحصل في اوقات الحروب‬
‫بالدرجة االساس‪.‬‬
‫والمحكمة الجنائية الدولية انشأت للنظر في بعض انواع من الجرائم التي تحصل اثناء الحروب او‬
‫االضطرابات الداخلية‪ ،‬وهناك جهود حثيثة لتوسيع اختصاصات المحكمة لتشمل جرائم أكثر ومنها‬
‫جريمة اإلرهاب‪.‬‬
‫وسنتناول في المطلب الرابع ايضا مجموعة من اآلراء واالقوال التي تحدثت عن موضوع‬
‫اإلرهاب وسنعرضها بما فيها من افكار لألمانة العلمية‪ ،‬وهي مواضيع عامة نتطرق فيها الى بعض‬
‫نتاجات الجهات السياسية والقانونية واالجتماعية وكيفية تعاطيها او تنظيرها لموضوع مهم مثل‬
‫موضوع اإلرهاب‪.‬‬
‫‪- 546 -‬‬
‫المطلب االول‬
‫الخوف من وضع تعريف لإلرهاب‬
‫ان موضوع وضع تعريف لإلرهاب واالتفاق عليه امر في غاية الصعوبة ذاك ان‬
‫الموضوع سيقوم بغبن حقوق ناس ويعطي مشروعية لتصرفات ناس اخرين وخاصة إذا كانت‬
‫كلمة الفصل في الموضوع الى الدول الكبرى التي همها الوحيد هو الحفاظ على مصالحها وفي‬
‫بعض االحيان مصالح حلفائها وخططها االستراتيجية ومشاريعها المستقبلية ويمكن ان تبرز مالمح‬
‫الخوف في النقاط االتية‪.‬‬
‫‪ -3‬الخوف الحاصل من التشدد في اجراءات مكافحة اإلرهاب حتى تصبح نفسها اعمال ارهابية‬
‫تمارسها الدول ضد مواطنيها والمقيمين فيها وحتى الدول االخرى‪.‬‬
‫‪ -5‬اعطاء مساحة ضيقة للدول التي تستغل الظرف الراهن في تحقيق اهدافها العدوانية او االلتفاف‬
‫عليه تحت طائلة الشرعية وبالتي تحاول تلك الدول تجنب تحديد تعريف وتوصيف لإلرهاب‬
‫الن ذلك من شأنه ان يكون حجر عثرة في تنفيذ مخططاتها‪.‬‬
‫‪ -1‬التركيز على الدول العربية واالسالمية لتبني مفاهيم الديمقراطية على النمط الغربي وهذا يعني‬
‫التساهل في تطبيق الحدود في الشريعة االسالمية وفي المقابل سيتم التعامل مع موضوع‬
‫الجهاد بحدية وعدم فهم‪.‬‬
‫‪ -4‬الخوف ان تستمر الجهود دون الوصول الى تعريف واضح ومحدد وبالتالي تلجأ الدول الى سن‬
‫قوانين متشددة مع اإلرهاب من جهة ومتساهلة في وضع الحلول للمسببات من جهة اخرى‬
‫اي تكون اجراءاتها احادية الجانب‪.‬‬
‫‪ -2‬الخوف من ان تتحول االجهزة المكلفة بمكافحة اإلرهاب الى اجهزة قمعية تمارس اعمال‬
‫ارهابية هي ايضا من خالل تجاوزها على الكثير من القوانين واالنظمة وخاصة بغياب الدور‬
‫القضائي او الرقابي للبرلماني‪ ،‬ووجود النفس الطائفي التحريضي وتسلل عناصر تتولى إدارة‬
‫المناصب العليا ذات العالقة بموضوع مكافحة اإلرهاب من ضعاف النفوس وقليلي الخبرة‬
‫وضعف الوالء للوطن‪.‬‬
‫‪- 543 -‬‬
‫‪ -0‬استغالل بعض اجهزة االعالم لقربها من مصادر صنع القرار في الترويج لألفكار الخاصة‬
‫باألجهزة األمنية وان تتبنى تلك االفكار بحجة المصلحة العامة وتطبيق القانون وخاصة اذا‬
‫كانت تلك االفكار تحمل مخالفة للدستور والقوانين الداخلية او االتفاقيات االقليمية والدولية‪.‬‬
‫‪ -7‬ان وضع تعريف لإلرهاب سيقف بالضد من الكثير من الممارسات التي تقوم بها الدول صاحبة‬
‫‪.‬‬
‫النفوذ مثل الحرب الوقائية وحرب الضرورة وغيرها‪.‬‬
‫‪ -0‬ان تعريف اإلرهاب سيشمل او يشير الى الجرائم األخرى التي تمده بأسباب البقاء والديمومة‬
‫‪.‬‬
‫مثل االتجار بالمخدرات والسالح وغسيل االموال‪.‬‬
‫‪.-9‬سيؤدي بالضرورة الى وضع خطط من اجل محاربة الفساد المالي واالداري واالخالقي‪.‬‬
‫‪ .-36‬تعريف اإلرهاب على المستوى الدولي سيجعل الدول تقف عند خط شروع واحد في مكافحة‬
‫اإلرهاب‪.‬‬
‫‪.-33‬تعريف اإلرهاب سينعكس على التعاريف التي تعتمدها الدول وبالتالي ستتبدل مفاهيم الكثير‬
‫من تلك الدول في مجال تطبيق قانون مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -35‬االتفاق على تعريف معين لإلرهاب على المستوى الدولي مع وجود تأييد له من اية دولة في‬
‫المحافل الدولية قد يدفع المتضررين من الدول االخرى وحتى المنظمات واالفراد في المطالبة‬
‫بدفع تعويضات لها‪ ،‬بسبب الممارسات التي قامت بها تلك الدول ازاء تلك الجهات وسببت لها‬
‫الضرر‪ ،‬واذا كان من شأن هذا التعريف ادانة جميع اشكال العنف ومنها ما سببته تلك الدول‪.‬‬
‫‪ -31‬ايجاد تعريف محدد لإلرهاب قد يظهر اجراءات مكافحة اإلرهاب فيها والتعديالت التي تمت‬
‫على االنظمة القانونية فيها ستظهر تلك الدول بمظهر العدائية والتسلط بما يتنافى ومبادئ‬
‫الديمقراطية التي تنادي بها انظمة الحكم القائمة في تلك الدول‪.‬‬
‫‪ -34‬اظهار الخلل الذي اعترى منظومة حقوق االنسان في تلك الدول نتيجة تطبيق اجراءات‬
‫مكافحة اإلرهاب‪ ،‬والذي سيؤدي الى فضح ممارسات تلك الدول في هذا المجال وبيان زيف‬
‫ادعائها وبطالن ما قامت به‪.‬‬
‫‪- 545 -‬‬
‫‪ -32‬االتفاق على تعريف محدد يكبح جماح الدول في االستمرار في تنفيذ سياساتها العدوانية ومنها‬
‫شن الحرب واستخدام االسلحة المتطورة في التعقب والتصدي لكل من يعلن صراحة مناهضته‬
‫لتصرفات البعض من تلك الدول والتي قامت بها بحجة مكافحة اإلرهاب وتعرضت فيها‬
‫للمدنيين وللمناطق السكنية‪.‬‬
‫‪ -30‬في حالة وجود قائمة ملحة باألعمال التي تعد اعمال ارهابية فيعني بان الدول لم تعد بحاجة‬
‫الى اصدار تشريعات خاصة بها وفي حالة اصدار تلك التشريعات فانه يجب ان تتوافق مع‬
‫تلك التوجهات‪.‬‬
‫‪ -37‬سيكون ذلك بمثابة دق اخر مسمار في نعش الكثير من االنظمة االستبدادية الظالمة لشعبها‬
‫والمستغلة لثرواتها‪.‬‬
‫‪ -30‬االبقاء على الجهد الدولي المهلهل والمتشابه والذي ال يختلف من مكان ألخر وخاصة ذلك‬
‫الجهد الموجود في االنظمة االقليمية مثل الجامعة العربية‪.‬‬
‫‪ -39‬ان التعريف اما سيخلي ساحة الشريعة االسالمية وابعاد صفة اإلرهاب عنها او انه سيكرس‬
‫هذا المفهوم وعندها سيكون الخوف متبادل‪.‬‬
‫‪ -56‬ان التعريف سوف يظهر هشاشة المنظومة القانونية الدولية خاصة في جانب االرتباط‬
‫المعنوي‪ ،‬والم تمثلة بالقانون الدولي العام وفرعه المتعددة خاصة القانون الدولي لحقوق‬
‫االنسان والقانون الدولي االنساني والقانون الدولي الدبلوماسي‪ ،‬مما يتطلب اعادة النظر في‬
‫الكثير من قواعده ومبادئه‪.‬‬
‫‪ -53‬وجود التعريف يعني مرحلة بدء انتهاك السيادة للكثير من الدول‪.‬‬
‫‪- 541 -‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫العامل االمني‬
‫يشكل العامل االمني هاجس السياسيين ورجال القانون ويدخل في دائرة اهتمام الكثير من‬
‫االختصاصات‪ ،‬ويدخل العامل االمني في جميع نواحي الحياة‪ ،‬ان غالبية االعمال واالقوال‬
‫للسياسيين تنصب في إطار االمن‪.‬‬
‫واالمن بمفهومة العام‪ ،‬هو اتخاذ كل ما يلزم لحماية مصالح البالد من االعتداءات الموجهة ضد‬
‫عناصر االهتمام االمني المتمثل باألفراد والمعلومات والمواد والمنشأت‪ ،‬واالمن يعني المحافظة‬
‫على المكاسب التي يحققها المجتمع‪ ،‬لهذا تقدم جميع الدول العامل االمني وتعطيه االولوية في‬
‫اهتماماتها العامة وترصد له الكثير من ميزانياتها العامة‪.‬‬
‫وتعتبر القوات المسلحة ألي دولة اعلى جهاز أمنى فيها اضافة الى اجهزتها االختصاصية‬
‫االخرى‪ ،‬ويستمد العمل االمني قوته من النظام القضائي واالنظمة المعمول بها في الدولة والتي‬
‫تستند على الشرعية والمواطنة الصالحة والوالء للوطن‪ ،‬وان تجري جميع االعمال االمنية وفق‬
‫القانون مع مراعاة الحقوق والحريات التي اقرها المجتمع الدولي وتضمنتها التشريعات الداخلية‪.‬‬
‫اليوم أصبح العامل االمني مقدما على كل شيء‪ ،‬وكل دولة تشرع الكثير من القوانين وتتخذ العديد‬
‫من االجراءات حتى لو تم فيها تقيد الحريات او التعدي عليها بحجة الهاجس االمني واصبحت‬
‫الديمقراطيات تدور في فلك العامل االمني‪.‬‬
‫ومن اجل االمن والمصالح تتخذ القرارات بمحاصرة الدول او احتاللها‪ ،‬ويتم استخدام المحافل‬
‫الدولية في اصدار القرارات المتعددة الن بعض الدول تهدد السلم واالمن الدولي وكذلك يعمد‬
‫الساسة والمفكرين والباحثين في استغالل المنابر الدولية للترويج واعطاء المشروعية للقرارات‬
‫التي تتخذها الدول لدواعي امنية‪.‬‬
‫ومن اجل الوقوف على عالقة العامل االمني باإلرهاب‪ ،‬فان العامل االمني يؤثر او يتأثر بمجموعة‬
‫من العوامل ومنها على سبيل المثال‪- :‬‬
‫‪- 544 -‬‬
‫‪ -3‬كلما كان الوضع السياسي في البالد غير مستقر انعكس ذلك بشكل سلبي على االمن في داخل‬
‫ذلك البلد‪ ،‬وكلما كان السياسيين في ذلك البلد ال يضعون مصلحة بلدهم امام نصب اعينهم‬
‫ويفضلون مصلحتهم او مصلحة فئات معينة كانوا عامال مهما في زعزعة االمن في ذلك البلد‬
‫وعدم استقراره‪.‬‬
‫‪-5‬ان عدهم مه ارة وكفاءة اداء النظام السياسي في البلد وخاصة في الجانب التشريعي والرقابي‬
‫يؤدي الى عدم وجود تفهم لطبيعة عمل االجهزة االمنية وتشخيص نقاط الضعف التي تظهر عند‬
‫تطبيق خططها االمنية‪.‬‬
‫‪-1‬عدم العدالة في تطبيق القانون أحد اهم االسباب التي تؤثر على االمن في البلد‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود السالح في غير يد الدولة عامل مهم في زعزعة االمن في اي بلد‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم تعاون المواطنين من ابناء البلد مع االجهزة االمنية يؤدي الى حصول قصور في عملها‬
‫‪.‬‬
‫وربما الفشل او الشلل‪.‬‬
‫‪.-0‬ضعف االجهزة االمنية يشكل اخطر حلقة في مجال التصدي لألمن‪.‬‬
‫‪.-7‬دور المعارضة السياسية غير االيجابي في اي بلد يشكل معول هدم في النظام االمني لذلك البلد‬
‫مهما كانت قوة اجهزته االمنية‪.‬‬
‫‪ -0‬الظلم والقهر االجتماعي سكين في خاصرة جهود العمل االمني مهما كانت نوعية الخطط‬
‫‪.‬‬
‫االمنية الموضوعة للتصدي لمشاكل االمن‪.‬‬
‫‪ -9‬الفساد المالي واالداري واالخالقي عوامل تقف بالضد من النهوض بقطاع االمن او تطبيق‬
‫‪.‬‬
‫االجراءات العقابية بحق مرتكبي هذا األفعال‪ ،‬والطامة الكبرى اذا كانت هذه الصفات السيئة‬
‫موجودة لدى العاملين في مجال مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -36‬عدم االستقرار االمني ينعكس على جميع مناحي الحياة ومنها على سبيل المثال‪- :‬‬
‫أ‪ -‬الحقوق والحريات‪.‬‬
‫ب‪ -‬النشاط التجاري‪.‬‬
‫ت‪ -‬النشاط الرياضي‪ ،‬اقامة االلعاب‪ ،‬استضافة الفرق االجنبية‪ ،‬اقامة الدورات‪.‬‬
‫‪- 542 -‬‬
‫ث‪ -‬يساعد في زيادة اعداد الالجئين والنازحين‪.‬‬
‫ج‪ -‬يعطل خطط التنمية‪.‬‬
‫ح‪ -‬يؤثر على مجمل النشاط االقتصادي في البلد‪.‬‬
‫خ‪ -‬يلحق الضرر البليغ بنظام التعليم‪.‬‬
‫د‪ -‬يجعل البلد متخلف عن اللحاق بركب التطور‪.‬‬
‫ذ‪ -‬يؤدي الى تدهور الوضع والواقع الصحي‪.‬‬
‫ر‪ -‬تخلف قطاع السياحة‪.‬‬
‫ز‪ -‬هجرة رجال االعمال‪.‬‬
‫س‪ -‬هروب رؤوس االموال الى الخارج‪.‬‬
‫ش‪ -‬فشل نظام االمن الغذائي‪.‬‬
‫ص‪ -‬تعطيل العمل ببعض القوانين‪.‬‬
‫ض‪ -‬العمل بقانون الطوارئ لفترات طويلة‪.‬‬
‫ط‪ -‬يعطل المشاريع واالجراءات المتعلقة بالبيئة‪.‬‬
‫ظ‪ -‬تخلف في النظام المالي والمصرفي‪.‬‬
‫ع‪ -‬اشاعة اجواء الحرب النفسية‪.‬‬
‫غ‪ -‬التشجيع على ظهور الطفيليين‪.‬‬
‫ف‪ -‬اشاعة اجواء عدم االخالص للوطن‪.‬‬
‫ق‪ -‬خلق فجوة بين المواطنين وحكومتهم المنتخبة من جهة وبينهم وبين اجهزتهم االمنية من‬
‫جهة اخرى‪ ،‬وقد يكون هذا بموجب خطة موضوعة لذلك تعمل على تنفيذها جهات خارجية‬
‫مع وجود عناصر او جهات تابعة لها او تنفذ ارادتها‪ ،‬يضاف لذلك احجام الدولة عن اطالع‬
‫مواطنيها على الخطوط العامة لتلك الخطط الموجة ضدهم من اجل زيادة الوعي األمني‬
‫وتحصينهم ضد تلك الممارسات ورفع الشعور الوطني للمواطنين لإلبالغ عن اية‬
‫معلومات او شكول تتعلق بنشاط تلك الجهات او اتباعها‪.‬‬
‫‪- 540 -‬‬
‫ك‪ -‬ان عدم االهتمام بالعامل االمني من قبل المسؤولين في البلد سيجعل ذلك البلد عرضة الن‬
‫يكون مرتعا خصبا للجماعات اإلرهابية من اجل التحشد والتدريب او القيام باألعمال‬
‫اإلرهابية لحساب جهات معينة‪ ،‬ومن مظاهر االهتمام فتح كلية او معهد متخصص بالعلوم‬
‫األمنية واالستخبارية تدرس فيه المواضيع النظرية والعملية‪.‬‬
‫ل‪ -‬االهتمام بالجيش وتطويره هو أحد اهم مظاهر االهتمام باألمن‪ ،‬فال امن من غير وجود‬
‫قوات عسكرية مدربة ومجهزة‪ ،‬الن الجيش هو خط الدفاع االول واالخير في االمن‬
‫والدولة التي ال تهتم بجيشها ال تعرف معنى االمن‪.‬‬
‫‪- 547 -‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫المحكمة الجنائية الدولية واإلرهاب‬
‫على الرغم من ان موضوع اإلرهاب قد حضي باهتمام الهيئات الدولية اال اننا ال نزال‬
‫نرى ان موضوع اإلرهاب يقع خارج اختصاصات المحكمة الجنائية الدولية والسبب في ذلك هو‬
‫عدم وجود تعريف قانوني واضح يمكن اعتماده من قبل تلك المحكمة وكذلك الجرائم التي تدخل‬
‫ضمن دائرة اإلرهاب‪ ،‬ولكن قد يحصل ان تتمكن الجماعات اإلرهابية من ان تؤسس لها كيانا‬
‫سياسيا وعندها يصار الى ادخال ما تقوم به تلك الجماعات من اعمال ضمن ساحة عمل المحكمة‬
‫الجنائية الدولية وبموجب اتفاق واجماع دولي‪.‬‬
‫ان المحكمة الجنائية الدولية هي احد الوسائل الساندة لقانون الدولي االنساني‪ ،‬ففي‬
‫عام‪3994/‬م اعدت لجنة القانون الدولي مشروع النظام االساسي للمحكمة الجنائية الدولية وكان‬
‫المشروع يتضمن سبعة جرائم وهي (االبادة الجماعية‪ ،‬الجرائم ضد االنسانية‪ ،‬جرائم الحرب‬
‫العدوان‪ ،‬االعتداء على موظفي األمم المتحدة‪ ،‬االتجار بالمخدرات‪ ،‬اإلرهاب) اال انه في مؤتمر‬
‫روما تم تحديد اختصاص المحكمة بالجرائم الثالثة االولى‪ ،‬اما موضوع العدوان فهو محل تداول‬
‫ومناقشات‪ ،‬والجرائم الثالثة االخرى تم استبعادها من اختصاص المحكمة اال ان هناك جانبا مهما‬
‫من الفقه القانوني يرى ادخال موضوع اإلرهاب ضمن اختصاص المحكمة بعد ان يتم تكيف‬
‫االفعال اإلرهابية على انها جرائم حرب او جرائم ضد االنسانية (‪.)1‬‬
‫اال اننا ندعو الى عدم ادخال توصيف االفعال اإلرهابية تحت وصف جرام الحرب او جرائم ضد‬
‫االنسانية بسبب اختالف الغايات والوسائل واالهداف والطبيعة والمصادر‪ ،‬وخاصة اذا كانت من‬
‫ضمن األفعال التي يجرمها قانون العقوبات‪ ،‬اال اذا خرجت تلك الجرائم عما هو مألوف وكانت‬
‫الخسائر المادية او البشرية الناتجة عن تلك االعمال جسيمة تتعدى حدود ومجال قانون العقوبات‬
‫‪..1‬د‪ .‬عبد اللطيف‪ ،‬براء منذر كمال ‪ -‬استاذ القانون الجنائي الدولي كلية القانون‪-‬جامعة تكريت‪.‬‬
‫‪braa_munther@yahoo.com‬‬
‫‪http://braa.getgoo.us‬‬
‫‪- 540 -‬‬
‫من حيث نوعية الجرائم واألساليب المستخدمة فيها والغايات التي ترجو تلك الجهات الوصول‬
‫اليها وصعوبة معالجتها او وضع حد لغرض دفع الضرر الذي يصيب المجتمع المحلي او اإلقليمي‬
‫او الدولي إضافة الى حاجتها التي موارد مالية ضخمة لغرض ديمومة معالجتها‪.‬‬
‫وعلينا ان نعرف االختصاص النوعي(الموضوعي) والذي يتطلب بيان الجرائم التي تدخل ضمن‬
‫اختصاص المحكمة‪ ،‬الن المحكمة عند انشائها كانت تستند على فكرة مفادها انها تمارس‬
‫اختصاصها على جميع الجرائم التي تنظمها االتفاقيات الدولية (‪.)1‬‬
‫وتسند بالدرجة المسائل المتعلقة بالقانون الدولي االنساني‪ ،‬اال إذا حصل اتفاق على ذلك من قبل‬
‫المجتمع الدولي‪ ،‬اخذين بنظر االعتبار ان االعمال اإلرهابية يمكن ان تحصل في زمن السلم او‬
‫في الحرب أيضا‪ ،‬ان الكثير من الباحثين والفقهاء ورجال القانون والمهتمين يرون أن التوسع في‬
‫االختصاص[اختصاصات المحكمة الجنائية] سوف يقلل من مقبوليتها دوليا بسبب إحجام عدد‬
‫كبير من الدول عن الموافقة عليها (‪.)2‬‬
‫وعلى الرغم من الكثير من الدول اخذت تصدر قوانين خاصة باإلرهاب تتناغم مع جهود‬
‫المجتمع الدولي من ضمن مبدا الجهود التصدي الشمولي لتلك الظاهرة اضافة الى ان الكثير منها‬
‫بدأ يأخذ بما في القانون الدولي من قواعد تنضم العملية‪ ،‬وخاصة بعد ما جرى في محاكمة مجرمي‬
‫الحرب في المانيا واليابان او راوندا او يوغسالفيا السابقة‪.‬‬
‫ويرى الكثير من المهتمين من رجال القانون والسياسة ان ال تتولى المحكمة الجنائية الدولية‬
‫البعض من تلك الجرائم مثل اإلرهاب بسبب بوجود التشريعات الداخلية وباإلمكان االستعانة بما‬
‫موجود في القانون الدولي‪ ،‬فقد أصبح مالحقة ومحاكمة مجرمي الحرب التزاما دوليا غير قابل‬
‫للنقاش من خالل مبادئ عامة مثل مبدأ المسؤولية الفردية‪ ،‬ومبدأ عدم التقادم‪ ،‬وعدم التحجج بعدم‬
‫معرفة القوانين او االعراف وغيرها‪.‬‬
‫‪..1‬انظر الوثائق الخاصة الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ -‬تقرير لجنة القانون الدولي عن أعمال دورتها الثالثة‬
‫واألربعون‪ -‬ص‪.43‬‬
‫‪..2‬د‪ .‬السامرائي‪ ،‬إبراهيم أحمد‪ -‬المحكمة الجنائية الدولية‪ -‬مجلة العلوم القانونية‪ -‬كلية القانون‪ -‬بغداد‪ -‬العدد‬
‫(‪ )0-1‬لعام‪0221/‬م ص‪.109‬‬
‫‪- 549 -‬‬
‫ان القانون الدولي االنساني قد اقر ‪.‬ما يعرف االن باالختصاص القضائي العالمي حيث يمكن‬
‫اية دولة موقعة على اتفاقيات جنيف االربعة لعام‪3929/‬م من مالحقة المتهمين بارتكاب جرائم‬
‫حرب ومحاكمتهم وهو ما أكدته المادة (‪ )00‬من البروتوكول األول التفاقيات جنيف لعام‪3977/‬م‬
‫الخاصة بقمع االنتهاكات الجسيمة التي تنجم عن التقصير في أداء عمل واجب األداء (‪.)1‬‬
‫ان الجرائم التي تدخل في صلب اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في الوقت الحاضر هي ثالثة‬
‫جرائم وكما مبين ادناه‪- :‬‬
‫‪ -3‬جريمة اإلبادة الجماعية )‪ * (Genocide‬من امثلة جرائم االبادة الجماعية ما جاء في المادة(‪)0‬‬
‫من نظام روما االساس مثل( قتل أفراد الجماعة‪ -‬إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد‬
‫الجماعة‪ -‬إخضاع الجماعة عمدا ً ألحوال معيشية يقصد بها إهالكها الفعلي كليا ً أو جزئيا َ‪ -‬فرض‬
‫تدابير تستهدف منع اإلنجاب داخل الجماعة‪ -‬نقل أطفال الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى)‪.‬‬
‫‪ -1‬الجرائم ضد اإلنسانية (‪ (Crimes against humanity‬ومن امثلتها ما جاء في المادة (‪)7‬‬
‫من نظام روما االساس (القتل العمد‪ ،‬اإلبـادة‪ ،‬االسترقاق‪ ،‬إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان‬
‫السجن أو الحرمان الشديد على أي نحو آخر من الحرية البدنية‪ ،‬بما يخالف القواعد األساسية‬
‫للقانون الدولي‪ ،‬التعذيب‪ ،‬االغتصاب‪ ،‬أو االستعباد الجنسي‪ ،‬أو اإلكراه على البغاء‪ ،‬أو الحمل‬
‫القسري أو التعقيم القسري‪ ،‬أو أي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي‪ ،‬على مثل هذه الدرجة‬
‫من الخطورة‪ ،‬االختفاء القسري لألشخاص‪ ،‬جريمة الفصل العنصري‪ ،‬األفعال الالإنسانية‬
‫األخرى ذات الطابع المماثل‪ ،‬التي تتسبب عمدا ً في معاناة شديدة)‪.‬‬
‫‪ -1‬جرائم الحرب (‪ )War crimes‬وتتمثل بجميع االنتهاكات الجسيمة التي تعد خروجا على ما‬
‫جاء باتفاقيات جنيف المؤرخة ‪ 35‬آب‪/‬أغسطس ‪ ،3949‬وردت االشارة الى تلك الجرائم في‬
‫المادة (‪ )0‬من نظام روما االساس هي الجرائم التي تحصل عادة في اوقات النزاعات المسلحة‬
‫دولية كانت ام غير دولية‪.‬‬
‫‪..1‬د‪ .‬الزمالي‪ ،‬عامر‪ -‬الفئات المحمية بموجب أحكام القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬دراسات في القانون الدولي ‪-‬‬
‫دار المستقبل العربي ‪ -‬اللجنة الدولية للصليب األحمر ‪-‬الطبعة األولى ‪ -‬ص‪.101‬‬
‫*‪ .‬وهي سياسة القتل الجماعي المنظمة ـ قد تقوم الحكومات وغيرها ـ ضد مختلف الجماعات والفئات‪.‬‬
‫‪- 526 -‬‬
‫وجاء في ديباجة نظام روما األساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية " أن أخطر الجرائم التي‬
‫تثير قلق المجتمع الدولي بأسره يجب أال تمر دون عقاب ومقاضاة مرتكبيها‪ ،‬وقد عقدت العزم‬
‫على وضع حد إلفالت مرتكبي هذه الجرائم من العقاب وعلى اإلسهام بالتالي في منع الجرائم‪ ،‬وإذ‬
‫تذكر بأن من واجب كل دولة أن تمارس واليتها القضائية الجنائية على أولئك المسؤولين عن‬
‫ارتكاب جرائم دولية" (‪.)1‬‬
‫ان المحكمة الجنائية الدولية لم تعتبر اإلرهاب من الجرائم الرئيسية التي يدخل في ساحة عملها‬
‫رغم خطورتها وعلى الرغم مما يمكن ان توصف به الجرائم التي تدخل في اختصاصها بانها‬
‫جرائم ارهابية‪.‬‬
‫‪..1‬ان نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية قد اعت ُمد من قبل مؤتمر األمم المتحدة الدبلوماسي‬
‫للمفوضين الخاص بإنشاء محكمة جنائية دولية بتاريخ ‪ 11‬تموز‪/‬يوليو‪1229‬؛تاريخ بدء النفاذ‬
‫في‪1‬حزيران‪/‬يونية‪،0221‬وباالمكان االطالع هذا النظام ضمن الوثائق الخاصة باألمم المتحدة المتعلقة‬
‫بالمحكمة الجنائية الدولية بالوثيقة المرقمة (‪.)PCNICC/1999/INF/3‬‬
‫‪- 523 -‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫اقوال واراء في اإلرهاب‬
‫في هذا المطلب سيتم التطرق الى مواضيع عامة لها عالقة بموضوع اإلرهاب واالفعال‬
‫التي تحمل طابع العمل اإلرهابي وفيه عرض لبعض اراء المحللين والكتاب والمقاالت وكل ما له‬
‫عالقة بالموضوع‪ ،‬بعد ان أصبح العالم االن مشحون بالعديد من االفكار واآلراء التي تتناول‬
‫موضوع اإلرهاب وتحاول سبر غوره‪ ،‬وبعد ان ادلى المختصين في مختلف االختصاصات دلوهم‬
‫فيه وظهرت العديد من االفكار والطروحات منها الغث والسمين ومنها من ساير دول اخرى طمعا‬
‫في مكاسب معينة‪ ،‬والكثير من الدول وجدت نفسها بين عشية وضحاها ساحة لحرب اإلرهاب‪.‬‬
‫‪...‬نشرت جريدة الدستور االردنية مذكرة أعدها رامسفيلد وزير الدفاع االمريكي السابق الذي كان‬
‫له الدور الكبير في شن الحرب على العراق جاء فيها ان هزيمة اإلرهاب ال تكون بالقوة العسكرية‬
‫فحسب وانما ايضا بحرب األفكار (‪ ،)1‬واقترح رامسفيلد اقامة وكالة معلومات في القرن الحادي‬
‫والعشرين للمساعدة في خوض معركة االفكار‪.‬‬
‫في كتاب (الحرب وقرار خوضها) لـ دوغ فيث نائب "رامسفيلد" ومهندس موضوع غزو واحتالل‬
‫العراق يقول‪ :‬ويأتي في مقدمة االسباب وراء ذهاب االدارة الى الحرب‪ ،‬تلك االسباب لم تكن‬
‫القضاء على اسلحة الدمار الشامل لكنها كانت مجابهة تهديد كبير لألمن القومي للواليات المتحدة‬
‫لقد كانت وجهة النظر بعد ‪ 33‬ايلول هي القضاء على الهجوم اإلرهابي القادم‪ ،‬يعني ذلك قمع‬
‫مجموعة من الالعبين الخطرين من ضمنهم دول كالعراق (‪.)2‬‬
‫وفي حادث اخر‪ ،‬وفي رسالته التي بعث بها االستاذ الجامعي اليهودي االصل اندري نوشي‬
‫االكاديمي في جامعة نيس الفرنسية الى سفير اسرائيل في باريس يقول فيها‪ :‬انه لم يعد من الممكن‬
‫الصمت ازاء سياسة االغتياالت والتوسع االمبريالي "إلسرائيل" تغتالون النساء واالطفال من دون‬
‫‪ .1‬جريدة الدستور االردنية‪ -‬العدد الصادر بتاريخ ‪.0223/12/03‬‬
‫‪ .2‬جريدة الصباح العراقية‪ -‬العدد(‪ )1499‬الصادر بتاريخ ‪.0229/9/19‬‬
‫‪- 525 -‬‬
‫خشيه عقاب (‪ ،)1‬إنكم تتصرفون تماما كما تصرف هتلر في أوروبا‪ ،‬وإنني شخصيا سوف أحاربكم‬
‫َّ‬
‫ولينزلن إلهكم على قادتها النقمة التي يستحقونها‪ ،‬وإني كيهودي‬
‫بكل ما أملك من قوة بئسا ً إلسرائيل‪،‬‬
‫من قدماء الحرب العالمية الثانية فإني أخجل عنكم‪ ،‬لعنكم ربكم إلى أبد اآلبدين‪ ،‬أتمنى أن تلقوا‬
‫جزاءكم‪.‬‬
‫"خريطة طريق لضرب اإلرهاب" (‪ )2‬كتاب مشترك يعرض فيه كل من ديفيد فروم وريتشارد‬
‫‪.‬‬
‫بيرل االفكار التي تبنتها االدارة االمريكية‪ ،‬والتي يمكن تلخيصها باالتي‪- :‬‬
‫‪ -3‬حماية الداخل االمريكي حتى لو تضايق المسلمون االمريكيون‪.‬‬
‫‪ -5‬ضرب الدول التي ترعى اإلرهاب وتساعده‪.‬‬
‫‪ -1‬ضرب اإلرهاب في عقول المسلمين والعرب‪.‬‬
‫واوردت وكالة انترناشيونال برس سيرفس التحليل السياسي للمحلل "جيم لوب" جاء فيه‪ ،‬ان‬
‫الحرب العالمية ضد اإلرهاب التي يحتمل ان يبقى بوش يذكر كلما جاء ذكرها قد احدثت ما لم‬
‫يسبق له مثيل في سمعة الواليات المتحدة على نطاق العالم‪ ،‬ان االكثر تدميرا لصورة الواليات‬
‫المتحدة غزو العراق سنة ‪ 5661‬واستخدام تقنيات عدوانية شنيعة في التحقيق مع المحتجزين (‪.)3‬‬
‫مشروع وايفد هارس‬
‫وهو مشروع اللجنة اليهودية األمريكية * وهو عبارة عن مشروع من عشر نقاط قدمه "وايفد‬
‫هارس" المدير التنفيذي للجنة اليهودية يرى أن الحكومة يجب أن تتبناها من أجل مكافحة النشاطات‬
‫اإلرهابية‪ ،‬وقد تم االعالن عن هذا المشروع عام‪3994/‬م ويالحظ ان هذا المشروع يرسم مالمح‬
‫لما يجب ان تكون عليه سياسة مكافحة اإلرهاب الواجب اقرارها والسعي الى تنفيذ كافة فقراتها‬
‫وان تقود امريكا تلك التوجهات واهم ما جاء بالمشروع‪- :‬‬
‫‪ .1‬جريدة دار السالم العراقية‪ -‬العدد(‪ -)390‬الصادر بتاريخ ‪.0222/1/13‬‬
‫‪ .2‬حنا‪،‬الياس‪ -‬هكذا تريد الواليات المتحدة الشرق االوسط الكبير‪ -‬جريدة النهار العدد الصادر بتاريخ‬
‫‪.0224/3/9‬‬
‫‪ .3‬جريدة النور العراقية‪ -‬العدد (‪ )132‬الصادر بتاريخ ‪.0222/1/19‬‬
‫*‪ .‬تأسست اللجنة عام‪1229/‬م في الواليات المتحدة من اجل الدفاع عن حقوق اليهود‪.‬‬
‫‪- 521 -‬‬
‫‪( -3‬يجب على الكونغرس ان يضاعف قيمة الميزانية المخصصة لمكافحة اإلرهاب واعتبار ذلك‬
‫أولوية وكذلك البد من اخضاع أعمال إصدار التأشيرات األمريكية لمكتب التحقيقات الفيدرالية‬
‫وبقية الوكاالت‪ ،‬كما يجب على الكونجرس أن يصدر تشريعات خاصة بقضايا اإلرهاب‬
‫واإلرهابيين‪ ،‬والموازنة بين قضايا المدنيين والحماية من اإلرهابيين ونشاطاتهم‪.‬‬
‫‪ -5‬يُطلب من الرئيس إصدار قرار رئاسي أمني قومي يحدد االستراتيجية التي تتبناها اإلدارة تجاه‬
‫اإلرهاب وسبل مكافحته‪.‬‬
‫‪ -1‬دعم جهود اإلدارة األمريكية الرامية إلى الحفاظ على المقاطعة المفروضة على العراق كما‬
‫يمكن أن يؤثر على اإلستقرار في منطقة الشرق األوسط‪.‬‬
‫‪ -4‬تشجيع الدول األخرى وخصوصا ً دول أوروبا الغربية والشرق األقصى على إيقاف أو تقليص‬
‫مبادالتهم التجارية العادية وصالتهم السياسية مع إيران خصوصا ً في مجال التكنولوجيا‬
‫واإلعانات المالية والديون‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكيد للحكومات األجنبية على أهمية وخطورة وشمولية الخطر اإلرهابي والحاجة إلى حماية‬
‫الحدود‪ ،‬وتطويع مشاريع المتابعات لكل المجموعات اإلرهابية مثل "حماس" وغيرها من‬
‫المنظمات اإلرهابية‪.‬‬
‫‪ -0‬تشجيع الواليات المتحدة والدول األخرى على أن يأخذوا على عاتقهم العمل على إنهاء اإلرهاب‬
‫العالمي‪ ،‬وتطوير التعاون الحكومي بين الدول من أجل ذلك‪ ،‬وتشجيع التعاون اإلقتصادي مع‬
‫الدول العربية المعتدلة األمر الذي يشكل حاجزا ً ضد انتشار اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -7‬استمرار الدعم القومي لعملية السالم في الشرق األوسط‪ ،‬ومعيار ذلك التطور اإلقتصادي‬
‫واتاحة الفرص اإلستثمارية‪ ،‬األمر الذي يخفف من بريق حركة "حماس" والطوائف األخرى‬
‫الرافضة للسالم‪.‬‬
‫‪ -0‬تعليم وإعالم الرأي العام األمريكي حول اإلرهاب والخطر اإلرهابي الذي يشكله اإلسالم‬
‫المتطرف لألمن والمصالح األمريكية ولكل األمريكان‪.‬‬
‫‪- 524 -‬‬
‫‪ -9‬الطلب من الحكومة األمريكية والحكومات في العالم أن يجمدوا أموال اإلرهابيين ويمنعوا‬
‫مواطنيهم من إرسال تبرعات خاصة من شأنها أن تساعد في نشاطات إرهابية‪.‬‬
‫‪ -36‬على الدول الراعية أو المساعدة للحركات اإلرهابية منعها من الحصول على مساعدات من‬
‫الواليات المتحدة أو الصندوق الدولي أو أية منظمات دولية أخرى)‪.)1(.‬‬
‫وفعالً تبنى الرئيس بيل كلينتون مشروع اللجنة اليهودية وأصدر قرارا رئاسيا استنادا الى المادة‬
‫(‪564‬ب) من قانون الطوارئ القومي‪ ،‬وكذلك قيامه بتوقيع قرار رئاسي يقضي بتجميد أرصدة‬
‫وممتلكات واصول مالية (‪ )35‬منظمة و(‪ )30‬شخصية معروفة‪ ،‬كما ينص القرار أيضا على‬
‫إيقاف أية تحويالت مالية مصدرها االشخاص المتواجدين في الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬سواء‬
‫كان مواطنا أو طالبا‪ ،‬إلى هذه المنظمات والشخصيات بما في ذلك التبرعات الخيرية المالية أو‬
‫السلع أو الخدمات‪.‬‬
‫اإلرهاب ظاهرة عالمية ضربت العالم من أقصاه الى أقصاه وهي نتاج حالة مركبة من الشعور‬
‫باإلحباط والظلم والرغبة في االصالح التوهيمي وفرض االرادات‪ ،‬لذلك فإن جهود الدول‬
‫لوحدها ال تكفي أبدا للوقوف امام هذا الخطر الداهم‪ ،‬بل يتطلب االمر تعاونا اقليميا ودوليا ال‬
‫يقتصر على وضع االتفاقيات فحسب‪ ،‬بل يتعدى ذلك الى تطبيق وتنفيذ ما اتفق عليه فعال دون‬
‫تأويل او تهرب من هذا الطرف أو ذاك (‪.)2‬‬
‫في كتابه "ال نهاية للحرب"‬
‫(‪)3‬‬
‫يحدد والتر الكور المتخصص في شؤون اإلرهاب المعايير‬
‫التي تسند عليها الواليات المتحدة في محاربة اإلرهاب ومنها‪- :‬‬
‫‪ -3‬منع وقوع احداث مشابهة ألحداث ‪33‬سبتمبر ‪ 5663‬على االراضي االمريكية‪.‬‬
‫‪ -5‬منع قيام اي منافس ألمريكا على الصعيد الدولي‪.‬‬
‫‪ -1‬نشر قيم الديمقراطية االمريكية ولو بحد السيف‪.‬‬
‫‪ .1‬قضايا دولية‪ -‬العددان (‪ )011-012‬السنة السادسة ‪ -‬ص‪.3‬‬
‫‪..2‬ا‪.‬د‪ .‬الفتالوي‪ ،‬صاحب‪ -‬نظرة على قوانين واتفاقيات مكافحة االرهاب‪ -‬موقع قناة الفيحاء العراقية‪ -‬تشرين‬
‫اول‪.0229‬‬
‫‪..3‬حنا‪ ،‬الياس ‪ -‬هكذا تريد الواليات المتحدة الشرق االوسط الكبير‪ -‬جريدة النهار ‪ - 0224/3/9‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪- 522 -‬‬
‫تشن الـواليات المتحـدة حـملة ثقافية واجتماعية‪ ،‬تستهدف تشويه صورة العرب والعروبة واالسالم‬
‫والمسلمين بهدف تكريس قناعة لدى الرأي العام العالمي بان " هناك جذورا عميقة لإلرهاب في‬
‫نفوسهم (المسلمين) يعود اصولها الى الدين االسالمي والقرآن الكريم"* اي ان كل العرب‬
‫والمسلمين هم مشروع ارهاب ان من يحارب اإلرهاب حقا عليه ان يقضي على اإلسالم (‪.)1‬‬
‫>‬
‫وجرى التنظير على ان يجري التركيز على تنظيمات معينة تمارس العمل اإلرهابي بعد‬
‫عام‪5636/‬م وليس الصاق صفة اإلرهاب بجميع المسلمين‪ ،‬وقد تكون هذه خديعة يراد منها تقسيم‬
‫المقسم وايجاد انصار من الدول العربية واالسالمية من اجل اجندات خاصة بحجة مكافحة اإلرهاب‬
‫والربيع وإيجاد التغيير‪.‬‬
‫اما موضوع الحرب على العراق فهل جاء كنتيجة لخطة مكافحة اإلرهاب االمريكية؟ والتي لم‬
‫تكن متماشية مع قواعد القانون الدولي‪ ،‬اما انها جاءت نتيجة استغالل فرصة تاريخية املتها‬
‫ظروف المنطقة والظروف الدولية حين أصبح العالم اسير القطبية االحادية وتفرد الواليات المتحدة‬
‫بالعالم‪ ،‬والتي اب احت لنفسها ومن منطلق القوة ان توجه قواتها العسكرية الى المناطق التي تعتقد‬
‫هي بانها تشكل خطرا عليها‪ ،‬وغالبا ما تقوم بالعمل وتدعي ان ذلك كان يصب في مصلحة االمن‬
‫القومي االمريكي‪ ،‬وكأن االمن القومي ألمريكا ال يمكن تحقيقه اال من خالل احتالل الدول‬
‫وتدميرها وتشريد أهلها‪.‬‬
‫فقد رفضت الواليات المتحدة على لسان وزير خارجيتها االسبق كولن باول ورئيس‬
‫الحكومة البريطانية االسبق توني بلير وانتقدت بشدة تصريح السيد عنان بعدم شرعية الحرب‬
‫واكدتا على ان بلديهما لم تنتهكا ميثاق األمم المتحدة وال القانون الدولي وال قرارات مجلس االمن‬
‫الدولي واشارا الى ان الخبراء القانونيين في بلديهما درسوا االمر وأفتوا بقانونية وشرعية شن‬
‫الحرب على العراق (‪.)2‬‬
‫*‪ .‬وقد يعود ذلك الى استخدام البعض بشكل خاطئ مفهوم االرهاب المحمود والصاقه باإلسالم‪ ،‬من ضمن‬
‫التسويق لألفكار واثبات الحجة‪.‬‬
‫‪..1‬شحادة‪ ،‬امال‪ -‬تحت غطاء محاربة االرهاب في العالم‪ ،‬حملة اسرائيلية لتشويه القرآن واالسالم‪ -‬جريدة‬
‫الحياة‪.0224/4/09 -‬‬
‫‪..2‬المصري‪ ،‬اسامة‪ -‬كيف انتهكت امريكا وبريطانيا ميثاق األمم المتحدة والقانون الدولي‪.0221/3/02 -‬‬
‫‪- 520 -‬‬
‫وتتمحور استراتيجية محاربة اإلرهاب االمريكية حول ثالثة مرتكزات أساسية (‪ )1‬وهي‪- :‬‬
‫‪ -3‬مالحقة التنظيمات اإلرهابية بالوسائل العسكرية والمخابراتية والقانونية المالئمة‪.‬‬
‫‪ -5‬السعي للقضاء على اسلحة الدمار الشامل ومالحقة االنظمة التي تنتجها واسقاطها عند‬
‫الضرورة‪.‬‬
‫‪ -1‬نشر قيم الديمقراطية في المناطق المحرومة منها‪.‬‬
‫ان في محاولة الكثير من السياسيين او الباحثين واالعالميين وحتى رجال القانون في‬
‫الحث على اصدار قوانين تجرم العمل اإلرهابي وتخصص تعويضات لضحاياه والوقوف بوجه‬
‫التنظيمات والدول التي تم يد العون له (باإلمكان ايضا االطالع على موضوع تعويض ضحايا‬
‫اإلرهاب في قرار األمم المتحدة المرقم (‪ )302‬الصادر عام‪3902/‬م) انما تعمل على ايضاح‬
‫وبيان االغراض واالهداف التي يسعى اإلرهاب الى تحقيقها من خالل اشاعة جو من الفوضى‬
‫والفزع وعدم االستقرار االمني في المجتمع والذي بدوره سينعكس بالسلب على مجمل نواحي‬
‫الحياة ولعله سيعطل الحياة ان لم يكن في االساس يستهدف الحياة بكافة صورها‪ ،‬ووسيلته في ذلك‬
‫العشوائية في اختيار ضحاياه وارتكاب الجريمة وفق نمط اجرامي معين قوامه اشاعة الخوف‬
‫والرعب بين الجمهور (‪.)2‬‬
‫وقد يبدو انه من الصعب االتفاق او ايجاد تعريف لإلرهاب داخل الدولة الواحدة ناهيك ان امكانية‬
‫تحقق مثل هذا الشيء على المستوى االقليمي او الدولي‪ ،‬ويبدو ايضا ان التوافق على ايجاد تعريف‬
‫غير ممكن التحقق ايضا‪ ،‬وقد يبقى المجال مفتوحا لغرض توصيف األفعال بانها إرهابية وهذا‬
‫أيضا قد يخضع للمزاج السياسي للدول ومصالحه‪ ،‬وعلى اقل تقدير في الوقت الحاضر‪ ،‬ولكن هذا‬
‫ال يمنع من استمرار المحاوالت‪ ،‬ويمكن ان تكون هناك نقاط التقاء وتعاون في مجال مكافحة‬
‫اإلرهاب بغض النظر عن وجود تعريف له من عدمه‪ ،‬وعندما يصبح اإلرهاب حقيقة واضحة ال‬
‫يمكن تجاوزها وعندها قد نشهد تعاون دولي في مكافحته وان اختلفت الغايات والمصالح ولكن قد‬
‫‪..1‬د‪ .‬السيد ولد اباه‪ -‬عالم ما بعد ‪ 11‬سبتمبر ‪ 0221‬االشكاالت الفكرية واالستراتيجية ‪ -‬طبعة بيروت‬
‫عام‪0224/‬م ص‪.92‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ -‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ -‬طبعة بيروت عام‪0223/‬م ص‪.19‬‬
‫‪- 527 -‬‬
‫نصل الى نتيجة واحدة تخدم الجميع بما فيهم الجهات األكثر تضررا او التي تكون اراضيها ساحة‬
‫مواجهة متقدمة له وقد تكون تلك المواجهة مفتوحة على المستوى اإلقليمي والدول وقد تتحول‬
‫أيضا المواجهات بين فترة وأخرى الى مناطق جديدة مثل الدوامات وقد تخبو تارة وقد تزداد تارة‬
‫أخر ى ولو ان االوضاع متجه الى التصعيد دائما بسبب المكاسب التي تحصل عليها الجماعات‬
‫اإلرهابية في ظل ‪ :‬عدم كفاءة األجهزة األمنية‪ ،‬والفساد المالي‪ ،‬ووجود النفس التحريضي وتقاعس‬
‫المواطنين عن الدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم وتفضيل اللجوء والنزوح‪ ،‬ووصول أسلحة ووسائل‬
‫بيد الجماعات المسلحة وقدرتها على استقطاب عناصر جديدة‪ ،‬والظلم الذي تعانيه بعض الشرائح‬
‫من المجتمع وغير ذلك‪...‬‬
‫وقد صرح روهان بيريرا رئيس لجنة األمم المتحدة الخاصة بمكافحة اإلرهاب‪ ،‬لوكالة انتر بريس‬
‫سيرفس‪ ،‬بأن السبيل الوحيد للتوصل إلى توافق في اآلراء بشأن تعريف اإلرهاب في مشروع‬
‫اإلتفاقية [ لعله كان يقصد مشروع االتفاقية الذي قدمته الهند في عام ‪ 5663‬لغرض وضع اتفاقية‬
‫شاملة لمكافحة اإلرهاب]‪ ،‬يكون باعتماد تعريف عملي أو قانون جنائي لإلرهاب بدال من وضع‬
‫تعريف شامل له (‪.)1‬‬
‫‪ .1‬ديين‪ ،‬ثاليف‪ -‬بعد ‪ 13‬عاما من النقاش والتفاوض‪ -‬شلل أممي في تعريف مفهوم "اإلرهاب"‪ -‬وكالة انتر‬
‫بريس سيرفس‪ 3 ،‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪،0212‬على الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.ipsinternational.org/arabic/nota.asp?idnews=2033‬‬
‫‪- 520 -‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫اجراءات مكافحة اإلرهاب‬
‫ويتضمن المطالب االتية‬
‫المطلب االول‪ :‬اساسيات المكافحة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المبادئ التي تبنى عليها خطط المكافحة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التخطيط لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬االجراءات االمنية‪.‬‬
‫‪- 529 -‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫اجراءات مكافحة اإلرهاب‬
‫تعتبر اجراءات مكافحة اإلرهاب من أكثر المواضأأأأأأيع اثارة للجدل‪ ،‬ألنها تضأأأأأأرب في‬
‫الصميم جهود المجتمع الدولي في تعزيز الحقوق والحريات‪ ،‬وخالفت نصوص كثير من الدساتير‬
‫في تلك البلدان التي اتخذت من موضأأأأأأوع مكافحة اإلرهاب سأأأأأأببا للخروج عن القواعد الوطنية‬
‫الواردة في دسأأاتير تلك الدول‪ ،‬وقامت بتشأأريع الكثير من القوانين التي تتقاطع مع المبادئ العامة‬
‫الموجودة في تلك الدساتير‪.‬‬
‫والذي يفكر في وضأأأأع اجراءات لمكافحة اإلرهاب عليه ان ال يغفل عن اليات عمل اسأأأأاسأأأأيات‬
‫المكافحة كما سأأيتم تناوله في المطلب األول والتي تسأأاهم في وضأأع تصأأور لخطة المكافحة التي‬
‫يجب ان تبنى على اسأأس علمية سأأليمة وان تكون اضأأرارها الجانبية او المتوقعة الحدوث مقبولة‬
‫على المستوى المحلي واالقليمي والدولي‪.‬‬
‫وفي المط لب ال ثاني سأأأأأأيتم التركيز على الم بادئ ال عا مة التي ي جب ان ترتكز علي ها خ طة‬
‫المكافحة والتي يجب ان تأخذ بنظر االعتبار الجوانب االنسانية واالجتماعية وان تلك االجراءات‬
‫يجب ان ال تستمر من غير قيود خاصة إذا كانت تقيد من الحقوق والحريات‪.‬‬
‫وقد تختلف تلك القيود من بلد ألخر تبعا لدرجة تأثرها بالنشأأأأأأأاط اإلرهابي القريب منها او الذي‬
‫يهددها بشكل مباشر‪ ،‬وقد ال تتخذ قيودا ولكنها قد تشدد في اجراءاتها العامة والتي يمكن ان تشمل‬
‫قيودا على الالجئين او الوافدين او فئات معينة من المجتمع او االقليات او االثنيات‪.‬‬
‫وتكمن فاعلية االجراءات التي يكمن ان تدخل في خطة مكافحة اإلرهاب على مقدرة االشأأأأخاص‬
‫الذين يخططون لوضأأأأأأع تلك االجراءات وال يقتصأأأأأأر الحال بالطبع على االجهزة االمنية وانما‬
‫يتعدى ذلك الى التشأأأريعات القانونية واإلجراءات التي تحمل طابع سأأأياسأأأي كما سأأأيتم تبيانه في‬
‫المط لب ال ثا لث والمط لب الرابع‪ ،‬ورب ما يت عدى ذ لك الى اآلراء واالف كار التي يطرح ها الفق هاء‬
‫والباحثين وحتى الرسأأأأأأائل واالطاريح العلمية‪ ،‬وما تقوم به وسأأأأأأائل االعالم والدور الرئيسأأأأأأي‬
‫لمنظمات المجتمع المدني‪ ،‬والشعور الوطني والوعي االمني لدى المواطنين بالدرجة االساس‪.‬‬
‫‪- 506 -‬‬
‫المطلب االول‬
‫اساسيات المكافحة‬
‫ال تعطي اجراءات مكافحة اإلرهاب نتائجها اال بعد اتخاذ جملة من االجراءات التي تساهم‬
‫في تحقيق قاعدة رصينة يمكن االستناد عليها في تطبيق االجراءات االخرى‪.‬‬
‫لضمان نجاح اي اجراءات يجب التفكير اوال في مسببات الحالة المطلوب معالجتها وكلما كانت‬
‫الحالة عامة كانت االجراءات المطلوبة أكثر شمولية ويجب ان تعالج تلك االجراءات اوضاعا‬
‫عامة وقد تتطلب تشريع العديد من القوانين ومنها‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع الحلول الحقيقية والصادقة في معالجة امراض المجتمع من فقر ومرض وجهل وتخلف‬
‫واضطهاد وقهر وغير ذلك‪ ،‬والمهم هو التربية الصحيحة‪ ،‬تقول الدكتورة سارة صالح ان‬
‫التربية‪ :‬هي عملية لتكييف الفرد ليتمشى ويتالئم مع تيار الحضارة الذي يعيش فيه وبهذا تصبح‬
‫التربية عملية خارجية يقوم بها المجتمع لتنشئة االفراد ليجاروا المستوى الحضاري (‪ ،)1‬واعطاء‬
‫االقليات حقوقها وتعزيز برامج الرعاية االجتماعية والحث على ان تكون الرواتب والمعاشات‬
‫كافية والمخصصات وخاصة للمتقاعدين وتوفير فرص عمل للجميع والعدالة في توزيع‬
‫الخدمات والمناصب وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬رفع كفاءة اداء االجهزة القانونية واالمنية وتعزيزها بالعناصر المتدربة والكفؤة وان يكون‬
‫والئها للوطن‪ ،‬وتزويدها بأحدث المعلومات عن الخاليا والتنظيمات اإلرهابية وادخالها دورات‬
‫مستمرة داخل وخارج البلد‪.‬‬
‫‪ -1‬انشاء هيئة امنية تتولى مراقبة حركة رؤوس االموال في الداخل والخارج والتي تساهم ايضا‬
‫في تقويض اقتصاد البلد‪ ،‬وتصدر هذه الجهة تعليمات وتعمل بموجب اجراءات صارمة تلزم‬
‫بها المؤسسات العاملة في مجال القطاع المالي والمصرفي الحكومي واالهلي واالجنبي‪ ،‬وحتى‬
‫على مستوى المكاتب االهلية الصغيرة‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬عيادة‪ ،‬سارة صالح ‪ -‬دور التربية االسرية في حماية االبناء من االرهاب‪ :‬المؤتمر العالمي عن موقف‬
‫اإلسالم من اإلرهاب‪ ،‬الرياض‪ ،‬لعام‪0224/‬م ص‪.3‬‬
‫‪- 503 -‬‬
‫‪ -4‬ممارسة الدور الرقابي الذاتي على وسائل االعالم واالتصال حتى ال تكون سببا في الترويج‬
‫لإلرهاب‪ ،‬وان تتولى الجهات المسؤولة عن االعالم واالتصال وضع ضوابط واجراءات تلزم‬
‫بها الجهات العاملة في هذا المجال بعدم الخروج عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظيم قاعدة بيانات باألشخاص المشتبه بهم وكذلك التنظيمات المدرجة في قائمة اإلرهاب‬
‫والتنسيق مع الهيئات الدولية واالقليمية مثل االنتربول‪.‬‬
‫‪ -0‬محاربة الفقر من خالل القضأأاء على البطالة والعمل بنظام الرعاية االجتماعية الفعال ليشأأمل‬
‫اكبر شأأأأأريحة ممكنة واعطاء قروض وتسأأأأأهيالت لذوي الحاجة واالهتمام باألحياء الفقير من‬
‫حيث الخدمات وعلى الرغم من الجريمة يمكن ان تصأأأأأأأدر من غير الفقراء‪ ،‬ان الجريمة كما‬
‫تقترف من الفقراء يمكن ان تقترف ايضأأأأأا من غير الفقراء (‪ )1‬اال ان االسأأأأأاس وهو في وجود‬
‫الفقر ووجود بيئة صالحة النتشار الكثير من االفعال االجرامية ومنها العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫‪ -7‬تنسيق الجهود لضمان السيطرة على روافد تغذية اإلرهاب وهي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬تجارة المخدرات‪.‬‬
‫ب‪ -‬تجارة االسلحة‪.‬‬
‫ت‪ -‬غ سيل االموال‪ ،‬وقد يقوم بهذا العمل اناس على اعلى الم ستويات كما ح صل في اوكرانيا‬
‫حيث عمد رئيس الوزراء ال سابق " لوزانيكو " الذي شغل هذا المن صب للفترة بين عامي‬
‫(‪ )3997 -3994‬الذي كان يتعامل مع عصابات المخدرات واألسلحة وحصل نتيجة هذا‬
‫التعامل على مبالغ مالية وصلت الى حوالي(‪ )966‬مليون دوالر‪.‬‬
‫ث‪. -‬تفكيك العصابات االجرامية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدول من خالل عدم التزامها بقواعد القانون الدولي‪.‬‬
‫ح‪ -‬تجنب االساءة للبيئة واستغالل مواردها بشكل عقالني‪.‬‬
‫خ‪ -‬منع االستثمار المحموم غير المنظم والذي يستدعي دخول دول وجماعات مختلفة وعمال‬
‫من مختلف القوميات والتوجهات وقد يندس الكثير منهم ويدعم الجماعات اإلرهابية او ان‬
‫‪ .1‬د‪ .‬حبيب‪ ،‬محمد شالل ‪ -‬اصول علم االجرام‪ -‬الطبعة المصرية عام‪0221/‬م ص‪.020‬‬
‫‪- 505 -‬‬
‫يكون أحدها‪ ،‬وقد يدفع االستثمار وجلب العمالة من الخارج الى زيادة االحتقان واالحتكاك‬
‫بين مواطني البلد واالفراد االجانب العاملين في تلك المشاريع‪.‬‬
‫د‪ -‬محاربة الفساد المالي واالداري‪ ،‬والعمل على القضاء على البطالة‪ ،‬ورفع االجور وكذلك‬
‫رواتب الضمان االجتماعي وغيرها كلما دعت الحاجة لذلك‪.‬‬
‫ذ‪ -‬محاربة الظواهر الالأخالقية في البلد‪.‬‬
‫ر‪ -‬محاربة التسرب المدرسي واالمية‪.‬‬
‫ز‪ -‬العدالة في توزيع المقاعد الدراسية وخاصة في مجال التعليم العالي‪.‬‬
‫س‪ -‬وضع رقابة صارمة لمراقبة أداء الموظفين والمعلمين منهم على وجه الخصوص الن‬
‫الطالب هم اكثر الفئات حماسا وبالتالي سهولة تمردهم على الواقع الذي يعيشون فيه‬
‫وخاصة عند شعورهم بالغبن والظلم‪.‬‬
‫ش‪ -‬مراقبة حركة البضائع التموينية والخضروات كونها تستلك غالبية موارد الطبقة الفقيرة‪.‬‬
‫‪ -0‬انشأأأأاء معاهد امنية متخصأأأأصأأأأة في مجال العمل االمني واالسأأأأتخباري‪ ،‬وتتولى تلك المعاهد‬
‫القيام بالواجبات االتية‪-:‬‬
‫أ‪ -‬تخريج ضباط او مراتب او موظفين او فنيين مدربين ومؤهلين للعمل في مجال االمن‬
‫واالستخبارات‪.‬‬
‫ب‪ -‬فتح دورات تدريبية وتعليمية عامة لجميع الذين يشغلون مناصب في الدولة‪.‬‬
‫ت‪ -‬تقديم االستشارة االمنية واالستخبارية للدوائر الحكومية او الجهات االهلية واالجنبية حتى‬
‫لو كانت مقابل مبلغ رمزي‪.‬‬
‫ث‪ -‬اعداد الدراسات والبحوث واقامة المؤتمرات وعقد الندوات‪.‬‬
‫ج‪ -‬امكانية فتح المجال لغرض الدراسات العليا لمواكبة التطورات وإلعداد عاملين في مجال‬
‫االمن ذو علم ودراية ومعرفة‪.‬‬
‫ح‪ -‬فتح مختبرات لغرض تصنيع اجهزة متنوعة االغراض تصب في مجال اسناد العمل‬
‫االمني واالستخباري‪.‬‬
‫‪- 501 -‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫المبادئ التي تبنى عليها خطط المكافحة‬
‫من اجل بناء نظام مكافحة (امن تعرضي) فعال فانه يجب مراعاة العديد من المبادئ التي تساهم‬
‫وهي مجتمعة في رسم نظام متكامل وقابل للتطوير يسهم وبشكل جدي في مكافحة االنشطة‬
‫اإلرهابية واهم هذه المبادئ‪.‬‬
‫‪ -3‬الوالء للوطن‪ -:‬وهذا يعني ان على العاملين في مجال مكافحة اإلرهاب ان يكون والئهم‬
‫المحسوم للوطن وان ال يقدموا انتمائهم الديني او العرقي عليه وتحت اية ظرف وألي سبب‪.‬‬
‫‪ -5‬التفاني واالخالص‪ -:‬ان التفاني في اداء الواجب واخالص العمل يعطي نتائج اكيدة والتي‬
‫ستنعكس على الجدية والحرص وااللتزام والتفوق وغير ذلك وكلها تصب في خانة تطوير‬
‫المهارات الفردية واعطاء العمل حقه وان ال تكون اماكن العمل مكان لقضاء الوقت وتحصيل‬
‫المكاسب‪ ،‬وان على الدولة ان تقر بالمقابل نظام مميز للتكريم‪.‬‬
‫‪ -1‬التدريب المستمر‪ -:‬ال يتم تطوير المهارات ومواكبة التطور والتعرف على اساليب الجهات‬
‫المعادية اال من خالل التدريب المتواصل والمستمر لضمان العمل تحت اقصى الظروف‬
‫واصعب درجات التحمل‪.‬‬
‫‪ -4‬االستمرارية‪ -:‬ونعني بها ان جهود الجهات المكلفة بمكافحة اإلرهاب يجب ان ال تتوقف في‬
‫السلم او الحرب او ازدياد حاالت التوترات واالضطرابات الداخلية ‪،‬الن هناك من الجهات‬
‫المعادية ما يجمد نشاطه لفترة وهناك عناصر جديدة تنضم للعناصر القديمة وغالبا ما تكون‬
‫غير معروفة او مكشوفة والبعض االخر يعمل بأسلوب المجاميع او الخاليا النائمة ان عدم‬
‫االستمرارية سيحرم الجهات المكلفة بأعمال المكافحة من تحديث المعلومات ومتابعة نشاط‬
‫الجهات المعادية‪.‬‬
‫‪ -2‬المرونة‪ -:‬ان المرونة تعني ان تكون لدى الجهات المكلفة بأعمال المكافحة خططا بديلة تلجأ‬
‫اليها عند الحاجة اثناء قيامها بواجباتها تتضمن تلك الخطط اساليب وطرق تنقل وزج موارد‬
‫‪- 504 -‬‬
‫بشرية ومادية عند الحاجة لضمان القام بالواجب على اكمل وجه وتجنب ضياع الفرصة التي‬
‫يمكن ان ال تتكرر مرة اخرى‪ ،‬ومن اعمال المرونة تبديل الخطط االمنية بين الوقت واالخر‪.‬‬
‫‪ -0‬العمل وفق القانون‪ -:‬على العاملين في مجال المكافحة االلتزام باألنظمة والتشريعات الداخلية‬
‫والقواعد الدولية المتبعة في القانون الدولي العام وكذلك قواعد العمل الخاصة بالقانون الدولي‬
‫الخاص في حالة وجود عنصر اجنبي وان تتم جميع اعمال المكافحة بشكل قانوني وبتخطيط‬
‫مسبق بعيدا عن االرتجال والشخصية‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم التعرض للحقوق والحريات‪ -:‬ان اعمال المكافحة ستتعرض بالتأكيد لحقوق وحريات‬
‫االفراد ويجب ان تتم تلك االعمال مع االخذ بنظر االعتبار حقوق وحريات االخرين حيث يجب‬
‫ان تكون تلك الحقوق والحريات مصانة ومحل احترام وتقدير وان تتحمل الجهات المنفذة‬
‫والمتجاوزة على تلك الحقوق والحريات التعويض المادي والمعنوي والقانوني في حالة تسببها‬
‫في التجاوز غير المبر او المبالغ فيه او في حالة وقوع اخطاء غير مقصودة او خارج عن‬
‫االرادة اثناء تأدية الواجبات‪.‬‬
‫‪ -0‬مواكبة التطور العلمي والتقني‪ -:‬ان على الجهات العاملة في مجال المكافحة ان تواكب التطور‬
‫العلمي والتقني وذلك لسببين االول الن لجهات المعادية ستعمد الى استخدام تلك االجهزة‬
‫والوسائل العلمية والتقنية والثاني ان استخدام تلك الوسائل سيقلل من الجهد المادي والبشري‬
‫المبذول وكذلك مراعاة لعامل الوقت الذي يجب عدم التهاون فيه‪.‬‬
‫‪ -9‬العمل على زيادة الوعي االمني لدى المواطنين عموما‪ -:‬ان زيادة وتعميق الوعي لدى‬
‫المواطنين هو عامل مهم في اعمال المكافحة ال ن المواطن متى ما كان له وعيا وحسا امنيا‬
‫فانه سيتعاون مع االجهزة المختصة في محاربة الجريمة بشكل عام وكلما زاد الوعي كلما قلت‬
‫فرصة الجهات المعادية على تجنيد اشخاص لحسابها او العمل بحرية‪ ،‬ان زيادة الوعي لدى‬
‫المواطنين يتطلب خطة تتظافر فيها جهود كافة الجهات المعنية في الدولة ويسهم االعالم‬
‫ووسائل االتصال فيها بالدور االكبر وتبدأ من رياض االطفال وحتى كبار السن‪ ،‬وان تكون‬
‫جزء من ثقافة مجتمعية تكون سمة مميزة ألبناء هذا البلد‪.‬‬
‫‪- 502 -‬‬
‫‪ -36‬التعرض‪ -:‬قديما قيل ان احسن وسيلة للدفاع هي الهجوم‪ ،‬وليس الهجوم الذي نريده هو الهجوم‬
‫بالمعنى الحرفي له وانما نريد التعرض‪ ،‬اي اخذ زمام المبادأة والتعرض مبدأ اساسي في اعمال‬
‫المكافحة ويعني التعرض للخصم في عقر داره وارباك خططه وافشال نواياه ويفضل ان يتم‬
‫تهيئة جهة مختصة تتولى اعمال التعرض من غير تلك التي تكلف بواجبات االمن الوقائي‪،‬‬
‫وعلى ان ال تكون مستقلة عنها استقالال تاما‪ ،‬واالصل فيه وجود جهة واحدة تتولى موضوع‬
‫االمن الوقائي والتعرضي‪ ،‬ويصح في ذلك تشبيه جهاز االمن بفريق كرة القدم حيث فيه‬
‫المدافعون(العاملون في مجال االمن الوقائي) وفيه المهاجمون (العاملون في مجال المكافحة)‬
‫وفيه االشباه‪ ،‬خط الوسط(العاملون في مجال االسناد االداري والفني)‪ ،‬وفيه المدرب والمساعد‬
‫وهم االدارة‪ ،‬ويستند التعرض بالدرجة االساس على عدة امور ومسائل اهمهما‪.‬‬
‫أ‪ -‬ان تكون لدى الجهة المعنية امكانية تجنيد متعاونين معها يغطون ساحة اهتمامها ويتواصلون‬
‫معهما من خالل تزويدها بأحدث المعلومات عن الجهات المعادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬امكانية استمالة افراد الجهات االخرى عن طريق الحوافز التشجيعية او قرارات العفو او‬
‫تخفيف االحكام القانونية بحق البعض من المعنيين‪.‬‬
‫ت‪ -‬امكانية استخدام المعدات والوسائل الخاصة مثل الكاميرات او اجهزة التنصت او مراقبة‬
‫ارصدة الجماعات المشبوهة وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -33‬التنسيق والتعاون المحلي‪ -‬ونعني بالتعاون ان على جميع اجهزة الدولة ان تتعاون فيما بينها‬
‫لضمان محاربة اإلرهاب وكذلك يجب على الدول ايضا ان تتعاون فيما بينها على التصدي‬
‫لإلرهاب وبجميع اشكاله وايضا تعاون المواطنين مع الدولة في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -35‬المراقبة‪ -:‬ان المراقبة تعني ان جهود الجهات المعنية بمكافحة اإلرهاب يجب ان تخضع‬
‫لمراقبة الجهات التي تحمل الصفة الرقابية مثل البرلمان او منظمات المجتمع المدني وتلعب‬
‫وسائل االعالم الدور االكبر في ذلك‪.‬‬
‫‪ -31‬ذكر الحقائق‪ -:‬واالهم في الموضوع هو ذكر الحقائق للشعب عند حصول كل حالة حتى ال‬
‫تحصل فجوة بين المواطنين واجهزتهم االختصاصية‪.‬‬
‫‪- 500 -‬‬
‫‪ -34‬اجراءات الفحص‪ -:‬من اجل ضمان ان تأخذ االجراءات الخاصة بالمكافحة مكانتها وتثبت‬
‫فاعليتها يتوجب بين فترة واخرى ان تتم اجراءات فحص على تلك اإلجراءات لبيان نقاط‬
‫الضعف والخلل فيها‪.‬‬
‫‪ -32‬التواصل‪ -:‬يجب االطالع وبشكل مستمر على تجارب الدول االخرى في مجال المكافحة‬
‫وكذلك ارسال الوفود لالطالع على تلك التجارب وربما االشتراك بدورات في تلك الدول وكذلك‬
‫امكانية فتح دورات تدريبية‪.‬‬
‫‪ -30‬التعاون الدولي‪-:‬الن اإلرهاب ظاهرة عالمية فال تستطيع دولة لوحدها ومهما اوتيت من قوة‬
‫عسكرية واستخبارية وامنية ان تحارب او تواجه اإلرهاب‪ ،‬وعلى الرغم مما مطلوب من الدولة‬
‫من موقف حاسم وجاد تجاه اإلرهاب اال ان ذلك ال يمنعها من ان تقوم بالتعاون مع الدول‬
‫االخرى في التصدي له الن مصادر اإلرهاب وتمويله قد تكون له امتدادات خارجية والتعاون‬
‫هو السبيل االهم في الحد من الظاهرة وتجب استعمال القوة العسكرية من بعض الدول الن ذلك‬
‫سيؤدي الى توسيع الفجوة بدال من تضيقها وال يعطي نتائج جيدة وقد يهدد حياة االبرياء ويدفع‬
‫تجاه خلق اعداء جدد‪.‬‬
‫‪ -37‬عدم اللجوء الى االستفزاز والتحدي‪ -:‬ويعني ذلك عدم تحدي الجهات اإلرهابية من اجل ان‬
‫تقوم بأعمال بحجة قوة االجراءات االمنية من قبل الدولة‪ ،‬ان التحدي قد يؤدي الى نتائج عكسية‬
‫قد تدفع بالجهات التي تقوم بتلك االعمال الى محاولة اثبات قوتها وتقوم بتوجيه ضربات قاسية‬
‫ألهداف غير متوقعة وقد يبلغ التحدي اوجه اذا كان القائمين به يعملون بأسلوب العمل االنتحاري‬
‫مما يسبب في حصول خسائر لم تكن الحاجة موجبة لها‪.‬‬
‫‪ -30‬الرقابة و السيطرة‪ -:‬وتعني على جرائم المخدرات وتزييف العملة وتهريب اآلثار والتحف‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫واالنتيكات وتجارة الرقيق والدعارة والنساء واالطفال‪ ،‬الجرائم العابرة للدول او الجريمة عبر‬
‫الوطنية‪ ،‬والتي تمد اإلرهاب بوسائل ديمومته واستمراره‪ ،‬ان الكثير من الجرائم العادية هي‬
‫باب من أبواب اإلرهاب فمتى ما شاعت تلك الجرائم استفحل خطر اإلرهاب وازداد تأثيره‬
‫واصبح من الصعوبة معالجته اال في الدول المتقدمة فقد يوجد هناك فصل بين تلك الجرائم‬
‫‪- 507 -‬‬
‫واإلرهاب بسبب طبيعة المتلقين والرغبة في التمتع بملذات الحياة وخاصة ما محظور منها فقد‬
‫نفصل ولو بشكل جزئي بين تلك الجرائم واإلرهاب‪.‬‬
‫‪-39‬التصدي للجرائم‪ -:‬العمل بكل جدية وحرص على مكافحة الفساد المالي واالداري واالخالقي‬
‫ومراقبة حركة المال السياسي والذي يمكن ان يصل بسهولة الى اإلرهابيين‪ ،‬وما دام هناك فساد‬
‫كان هناك ارهاب‪ ،‬وعلى الجهات االمنية البحث عن المستفيد‪.‬‬
‫ان الخروج على تلك المبادئ التي يتم العمل بها تجعل من الدولة مصدرا لإلرهاب وليس‬
‫محاربا له‪ ،‬ان المبادئ التي تم التعرض لها هي ليس كل المبادئ وانما اهمها‪ ،‬ان الدول التي‬
‫تريد ان تحارب اإلرهاب يجب عليها اوال ان تعرف من تحارب الن اإلرهاب اشبه ما يكون‬
‫بالشبح تحاربه الدولة وقد تربح مرة وتخفق مرة اخرى وعلى الجهات المعنية ان تعرف ان تفرق‬
‫بين اإلرهاب وغيره من الجرائم حتى تستطيع التصدي له‪ ،‬وان اخطر شيء هو ان تعمد الدولة‬
‫بحجة محاربة اإلرهاب على التعرض لحقوق االخرين وتنتهكها‪ ،‬ومحور هذه اإلجراءات هو‬
‫وجود اإلدارة الجيدة والمعلومات‪.‬‬
‫‪- 500 -‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫التخطيط لمكافحة اإلرهاب‬
‫تعتمد الدول في تخطيطها لمكافحة اإلرهاب على مجموعة من االسأأأأأاليب تجري بشأأأأأكل‬
‫متزامن‪ ،‬على انه يجب االخذ بنظر االعتبار ان تلك االساليب ال تعطي ثمارها ان لم يكن القائمين‬
‫على عملية التخطيط من اصأأأأحاب الكفاءة والنزاهة ومشأأأأهود لهم بالهمة والتفاني والذي يميزهم‬
‫هو الحس والدافع الوطني‪.‬‬
‫ال تسأأأأأأتطيع دولة لوحدها ان تحارب اإلرهاب ألنه ظاهرة عالمية ولكن عليها اتحاذ اجراءات‬
‫فاعلة على ارضأأأأأأها لضأأأأأأمان محاربة اإلرهاب لوحدها او بالتعاون مع الدول في المنطقة او ان‬
‫تكون جزءا من المجتمع الدولي في محاربة لإلرهاب‪.‬‬
‫ان الدول التي تعتمد في مكافحة اإلرهاب على اجهزتها االمنية واال ستخبارية ستف شل بالتأكيد ان‬
‫لم تضمن مساعدة الشعب لتلك االجهزة‪ ،‬وال يستطيع اي جهاز اختصاصي بعناصره المكونة من‬
‫بضعة االف من الرجال ان يقوم بتلك المهمة لوحده انما يمكن ان يكون دوره محصورا باألعمال‬
‫الرئيسية‪ ،‬والتي تدخل في صلب موضوع المكافحة واهمها‪.‬‬
‫اوال‪ -‬اجراءات االمن التعرضي‪-:‬‬
‫‪ -3‬ان يقوم بالتعرض على الجماعات اإلرهاب ية ودس عناصأأأأأأره المدربة فيها مثل موضأأأأأأوع‬
‫‪.‬‬
‫المسلسل المصري (رأفت الهجان)‪.‬‬
‫‪.-5‬محاولة كسب احد العناصر الفاعلة في تلك الجماعات واقناعه للعمل لصالح ذاك الجهاز‪.‬‬
‫‪.-1‬التعويض عن االمكانيات البشأأأأأرية المحدودة باألجهزة والتقنيات التي تسأأأأأهل الوصأأأأأول الى‬
‫كشأأف االسأألحة والمواد المتفجرة بسأأهولة‪ ،‬على انه يجب االنتباه الى ان العنصأأر الفاعل في‬
‫الموضأأأوع هو الجهد البشأأأري ألنه يمكن ان يتم التمويه على اآللة والجهاز اما خبرة االنسأأأان‬
‫فهي قد تكون محل اختبار‪ ،‬والذي يعجز عن ايجاده الجهاز يسأأأأتطيع العنصأأأأر المدرب تدريبا‬
‫جيدا كشفه وبأبسط الوسائل واالمكانيات‪.‬‬
‫‪- 509 -‬‬
‫‪.-4‬زيادة الوعي االمني للمواطنين وهذا يمكن ان يعطي ثماره من خالل االتي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬ضمان تعاون المواطنين الذاتي( التلقائي) مع تلك االجهزة‪.‬‬
‫ب‪ -‬انشاء شبكة من المتعاونين مقابل بعض المنافع المادية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التخطيط االستراتيجي‪-:‬‬
‫اما على مسأأأتوى التخطيط االسأأأتراتيجي للدولة في موضأأأوع مكافحة اإلرهاب فانه يجب ان‬
‫يسبقه التفكير في العديد من االمور ومنها‪.‬‬
‫‪ -3‬توزيع المهام المتعلقة بمكافحة اإلرهاب على عدة دوائر اختصأأأاصأأأية لكل واحد منها سأأأاحة‬
‫عمل خاصأأأأأة به وال تتقاطع تلك السأأأأأاحات ابدا‪ ،‬مع وجود جهة اعلى تدير عمل تلك االجهزة‬
‫وضمان وجود عالقة تنسيق وتعاون بين تلك االجهزة‪.‬‬
‫‪ -5‬ليس القصد من مكافحة اإلرهاب ان تتوجه امكانيات االجهزة االختصاصية لجهود المكافحة‬
‫حصرا‪ ،‬ان الدول التي تفكر في اعمال المكافحة وتنسى الجوانب االخرى ستفشل بالتأكيد‪ ،‬ان‬
‫على تلك الدول اوال وضع اجراءات وقائية مثل الحراسات‪ ،‬ونظام معلومات متكامل عن االفراد‬
‫والمشتبه بهم لضمان ابعادهم من العمل في االماكن المهمة‪ ،‬واليات حماية المعلومات المصنفة‬
‫واستخدام اجهزة الكشف والكاميرات وغير ذلك‪ ،‬ان نجاح خطة المكافحة يعتمد على اجراءات‬
‫وقائية فاعلة‪ ،‬ويعتبر من المعيب ان تطلب من العاملين في المجال الوقائي ان يقوموا بأعمال‬
‫مكافحة‪ ،‬اي ان تطلب من الحرس الموجود في بناية معينة ان يقوم بحملة مراقبة وتتبع الحد‬
‫العناصر المشبوه‪ ،‬اال ان تكون هناك مصلحة متحققة من جراء ذلك‪ ،‬ان عمل الجهاز‬
‫االختصاصي كما بينا سابقا اشبه بما يكون بفريق كرة القدم‪ ،‬فالكل يعمل على ان يفوز ولكن‬
‫لكل مجموعة اهداف معينة فالدفاع مع حامي الهدف يشتركون في الدفاع عن‬
‫مرماهم(اجراءات وقائية) اي منع الخصم من تحقيق اهدافه والقسم االخر هم الوسط الذين‬
‫يقدمون الدعم واالسناد للدفاع والهجوم في نفس الوقت والذي يمكن ان يتمثل( بالجانب الفني‬
‫واالداري)‪ ،‬والقسم الثالث هو الهجوم الذي يحاول التعرض على مرمى الخصم لتسجيل اهداف‬
‫‪- 576 -‬‬
‫وهذا هو عمل المكافحة أساسا‪ ،‬فال يمكن إنجاح دور المكافحة من غير امن وقائي جيد‬
‫ومتطور يعالج الخلل في اهداف االمن بشكل مستمر ويعمل على حمايتها‪.‬‬
‫‪ -1‬انشاء اماكن متخصصة لغرض تدريب العناصر العاملة في االجهزة االختصاصية وارسالهم‬
‫دورات خارج البالد لزيادة مهاراتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬تبادل المعلومات مع الدول االخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬اعتبار الجيش هو اعلى مؤسسة امنية في البالد دوره االساسي هو حماية الوطن وهو حلقة‬
‫خارجية في نظام الحماية‪ ،‬ويجب ان يكون والء الجيش للوطن فقط‪ ،‬وان يكون حضوره فاعال‬
‫عندما تعجز امكانيات االجهزة االخرى عن تحقيق االهداف المرسومة لها بسبب ما يمتلكه‬
‫الجيش من امكانيات واسلحة وتدريب عالي‪ ،‬والقدرة على كسب احترام الناس وقت الكوارث‬
‫والمحن‪ ،‬وكونه المعول عليه في حماية االمن الخارجي وتأمين الحدود ورد العدوان‪ ،‬ويكون‬
‫الركون اليه عند عجز االجهزة االختصاصية في حماية مكاسب الشعب وان يكون والئه للشعب‬
‫وليس سالح بيد الحاكم يستخدمه ضد ابناء بلده وعلى ان ال يبقى في المدن لفترة طويلة يمارس‬
‫اعمال شرطوية ويخسر بذلك ثقة الناس ويصيب افراده الليونة والتراجع‪.‬‬
‫رابعا‪-‬إجراءات عامة ‪-:‬‬
‫‪ -3‬هناك اراء وافكار توجب على الدول عندما تريد ان تخطط ألمن جيد ان تفكر في اتجاهين‬
‫االتجاه االول ان تبدأ بتوفير االمن من منطقة القلب فيها ولتكن العاصمة مثال ثم التوسع باتجاه‬
‫الحدود‪ ،‬واالتجاه الثاني يبدأ من الحدود باتجاه منطقة القلب‪ ،‬والصحيح ان يجري كال االتجاهين‬
‫بوقت واحد فتكون مسؤولية القوات المسلحة (الجيش وحرس الحدود) الدوائر الخارجية وتكون‬
‫الدوائر الداخلية من مسؤولية االجهزة االخرى ويحتفظ الجيش بمؤسسة امنية استخبارية تدعمه‬
‫في السلم والحرب‪ ،‬ويسمى هذا االسلوب بأسلوب الدوائر‪ ،‬وتلك الدوائر افتراضية ليس لها‬
‫وجود على ارض الواقع‪ ،‬حيث ال يجوز عزل المناطق بسور واسيجة بحجة معالجة اإلرهاب‬
‫الن من شأن ذلك الدفع باتجاه اثارة المشاكل وتعطيل مصالح الناس وهدم لنظام العالقات‬
‫‪- 573 -‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬والخروج على مقاصد الشريعة في اشاعة اجواء التسامح والمحبة وحرية التنقل‬
‫والعمل وتمشية مصالح الناس وغيرها‪.‬‬
‫‪ -5‬ان التخطيط ألعمال مكافحة اإلرهاب يجب ان تتواله وتنفذه جهات متدربة وكفؤة لها القدرة‬
‫على مواجهة التحديات والصبر وقت االزمات والضرب بيد من حديد على المجاميع اإلرهابية‬
‫وان تضع نصب اعينها انها تحارب اشباح وان الجميع يمكن ان يحملوا هذ الوصف‪.‬‬
‫‪ -1‬ان ابعاد العناصر المسيئة وغير المدربة وغير مضمونة الوالء عامل اساس في انجاح خطة‬
‫المكافحة‪ ،‬فما الفائدة من وجود خطط جيدة وادارة كفؤة مع وجود عناصر تقدم الدعم واالسناد‬
‫للجماعات اإلرهابية‪ ،‬او تتغافل عنها‪.‬‬
‫‪- 575 -‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫االجراءات األمنية‬
‫من اجل ضمان عدم حصول عمليات ارهابية ضد االفراد والمعلومات والمواد والدولة‬
‫والبيئة يتوجب اتخاذ جملة من االجراءات والتدابير التي تساعد على منع العمليات اإلرهابية او‬
‫التقليل من اثارها عند وقوعها وسرعة سد الخلل الناتج عن حصول حالة خرق امني‪ ،‬ويعتبر ما‬
‫سيتم عرضه في هذا المطلب يمثل اجراءات مقترحة عامة تعتبر من االساسيات حيث بإمكان‬
‫اضافة او حذف اي اجراء حسب مقتضيات الحالة ولكنها تمثل اطارا عاما لما يمكن اتخاذه من‬
‫اجراءات او ما مطلوب اتخاذه منها‪.‬‬
‫وقبل الدخول في الموضوع يتوجب علينا توضيح مفهوم االمن واالجراءات االمنية ومن هذه‬
‫التعاريف التعريف الذي قدمه باري بوزان‪ ،‬أحد أبرز المختصين في الدراسات األمنية‪ ،‬وهو‬
‫يعرف األمن بأنه "العمل على التحرر من التهديد" وفي سياق النظام الدولي فهو "‪.‬قدرة المجتمعات‬
‫والدول على الحفاظ على كيانها المستقل وتماسكها الوظيفي ضد قوى التغيير التي تعتبرها‬
‫معادية"‪ ،‬واألمن يمكن فقط أن يكون نسبيا وال يمكن أن يكون مطلقا" (‪ ،)1‬وقسم "بوزان" االمن‬
‫الى ابعاد ومستويات اخرى وهي‪ :‬االمن العسكري‪ ،‬االمن السياسي‪ ،‬االمن االقتصادي‪ ،‬االمن‬
‫االجتماعي‪ ،‬االمن البيئي‪.‬‬
‫اما االمن القومي فهو مفهوم موسع لألمن‪ ،‬فهو يشمل مجموع عناصر عديدة مثل الناحية‬
‫السياسية والعسكرية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والدينية والتعليم والصحة والبيئة‬
‫واالستثمار والتعامل مع الموارد الطبيعية والطاقات البشرية وغير ذلك من العناصر‪ ،‬ويمكن القول‬
‫ان االمن القومي" القدرة الشاملة للدولة والمؤثرة على حماية قيمها ومصالحها من التهديدات‬
‫الخارجية والداخلية" (‪.)2‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬حسين‪ ،‬خليل‪ -‬مفهوم األمن في القانون الدولي العام‪ 0222/21/19 -‬وكما مبين في المدونة ادناه‪-:‬‬
‫‪http://drkhalilhussein.blogspot.com/2009/01/blog-post_16.html‬‬
‫‪ .2‬مهدي‪ ،‬سحر‪ -‬بحوث ودراسات‪ :‬في مفهوم االمن القومي‪ -‬جريدة االتحاد‪-:‬‬
‫‪http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=22433‬‬
‫‪- 571 -‬‬
‫وتقسم اجراءات االمن الى قسمين رئيسيين وهي اجراءات االمن الوقائي واالمن التعرضي‬
‫ويعرف االمن التعرضي ايضا بالمكافحة‪ ،‬وتقسم اجراءات االمن الى اجراءات االمن المادي‬
‫واجراءات االمن غير المادي (المعنوي‪ -‬النفسي)‪ ،‬اي ان االمن في طبيعة الحال عبارة عن‬
‫مجموعة من االجراءات تتضمنها خطة موضوعة وهي تختلف من دولة الى اخرى وان كانت‬
‫جميع الدول تشترك في اجراءات الحماية للعناصر في الدولة من افراد ومنشأت ومعلومات‪.‬‬
‫في كتابه جوهر األمن يصف روبرت مكنمارا وزير الدفاع االمريكي السابق االمن بانه‪ ":‬إن‬
‫األمن يعني التطور والتنمية‪ ،‬سواء منها االقتصادية أو االجتماعية أو السياسية في ظل حماية‬
‫مضمونة"‪ ،‬واستطرد قائالً‪" :‬إن األمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد‬
‫مختلف قدراتها ومواجهتها؛ إلعطاء الفرصة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كافة المجاالت‬
‫سواء في الحاضر أو المستقبل" (‪.)1‬‬
‫ومفهوم االمن تناولته الشريعة االسالمية من نواحي متعددة منها انه عكس الخوف كما في‬
‫س ْل َ‬
‫َاف َما أ َ ْش َر ْكت ُ ْم َوالَ تَخَافُونَ أَنَّ ُك ْم أ َ ْش َر ْكتُم بِ َّ‬
‫ي‬
‫قوله‬
‫علَ ْي ُك ْم ُ‬
‫ْف أَخ ُ‬
‫اّللِ َما لَ ْم يُن َِز ْل بِ ِه َ‬
‫طانًا فَأ َ ُّ‬
‫تعالى((و َكي َ‬
‫َ‬
‫سواْ ِإي َما َن ُهم بِ ُ‬
‫ظ ْلم أ ُ ْولَئِ َك َل ُه ُم األ َ ْم ُن َو ُهم‬
‫ْالفَ ِريقَي ِْن أ َ َح ُّق بِاأل َ ْم ِن إِن ُكنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ *الَّذِينَ آ َمنُواْ َولَ ْم يَ ْلبِ ُ‬
‫عدَ َّ‬
‫ت‬
‫ُّم ْهتَد ُونَ )) (‪ ،)2‬وايضا ما جاء في قوله سبحانه‬
‫صا ِل َحا ِ‬
‫اّللُ الَّذِينَ آ َمنُوا ِمن ُك ْم َو َع ِملُوا ال َّ‬
‫وتعالى((و َ‬
‫َ‬
‫ضى لَ ُه ْم َو َليُ َب ِدلَنَّ ُهم‬
‫ف الَّذِينَ ِمن قَ ْب ِل ِه ْم َولَيُ َم ِكن ََّن لَ ُه ْم دِينَ ُه ُم الَّذِي ْ‬
‫َل َي ْست َ ْخ ِل َف َّن ُهم ِفي األ َ ْر ِ‬
‫ارت َ َ‬
‫ض َك َما ا ْست َ ْخ َل َ‬
‫ش ْيئًا َو َمن َكفَ َر َب ْعدَ ذَ ِل َك فَأُولَ ِئ َك ُه ُم ْالفَا ِسقُونَ )) (‪.)3‬‬
‫ِمن َب ْع ِد خ َْو ِف ِه ْم أ َ ْمنًا َي ْعبُد ُونَ ِني ال يُ ْش ِر ُكونَ ِبي َ‬
‫لقد كان تحقيق االمن بمفهومه الشامل العام‪ ،‬هو أول أهداف الدولة االسالمية منذ قيامها (‪ )4‬واما‬
‫عواْ‬
‫االمن بمفهومه الشامل فقد جاء ذكره في قوله‬
‫ف أَذَا ُ‬
‫تعالى((و ِإذَا َجا َء ُه ْم أ َ ْم ٌر ِمنَ األ َ ْم ِن أ َ ِو ْالخ َْو ِ‬
‫َ‬
‫‪...1‬د‪ .‬حسين‪ ،‬زكريا‪ -‬االمن القومي‪ -‬على الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.khayma.com/almoudaress/takafah/amnkaoumi.htm‬‬
‫‪...2‬سورة االنعام‪ :‬اآلية‪.90 -91‬‬
‫‪..3‬سورة النور‪ :‬اآلية ‪.33‬‬
‫‪..4‬د‪ .‬الغنطوسي‪ ،‬عبد الرحمن إبراهيم حمد‪ -‬مفهوم االمن في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‪ -‬ورقة‬
‫بحثية(بحث)‪ -‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي(العراق)‪ -‬الجامعة اإلسالمية‪ -‬كلية التربية‪/‬الطارمية‪-‬‬
‫بغداد عام‪0211/‬م ص‪.14‬‬
‫‪- 574 -‬‬
‫سأأأأو ِل َوإِلَى أُو ِلي األ َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْسأأأأتَنبِ ُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم َولَ ْوالَ فَ ْ‬
‫الر ُ‬
‫بِ ِه َولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫ضأأأأ ُل ا َّّللِ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َر ْح َمتُهُ الَتَّبَ ْعت ُ ُم ال َّش ْي َ‬
‫طانَ إِالَّ قَ ِليالً)) (‪ ،)1‬ان الشريعة االسالمية في تناولها لموضوع االمن‬
‫َ‬
‫انما ربطت ذلك بشأأروط معينة منها االيمان والعمل الصأأالح وعدم جحد النعمة وعمارة االرض‪،‬‬
‫َت ِآمنَةً ُّم ْ‬
‫اّللُ َمثَالً قَ ْريَةً َكان ْ‬
‫ب َّ‬
‫ط َمئِنَّةً يَأْتِي َها ِر ْزقُ َها َر َ‬
‫غدًا‬
‫كما جاء في قوله سأأأبحانه‬
‫وتعالى((و َ‬
‫ضأأأ َر َ‬
‫َ‬
‫ِمن ُك ِل َم َكان فَ َكفَ َر ْ‬
‫اّللِ فَأَذَاقَ َها َّ‬
‫ت ِبأ َ ْنعُ ِم َّ‬
‫صنَعُونَ )) (‪.)2‬‬
‫اس ْال ُجوعِ َو ْالخ َْو ِ‬
‫ف ِب َما َكانُواْ َي ْ‬
‫اّللُ ِل َب َ‬
‫ان الشريعة االسالمية في ربطها لموضوع االمن بوجود االيمان والعمل الصالح او بوجود العدل‬
‫كما هو واقع حال الدول التي ال تدين بدين االسأأأأأالم ولكنها حريصأأأأأة على اقامة العدل فيما بينهم‬
‫فهم ينعمون بنعمة االمن العام وليس االمن النف سي الذي ي صلهم الى مراد هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬ان‬
‫هذه النعمة التي اسأأمها االمن هي نعمة مشأأروطة وجودها بوجود االيمان وبوجود العمل الصأأالح‬
‫وترتفع تلقائيا الى إذا وجد العكس ان االمن ال يتبعض (‪.)3‬‬
‫واالمن واألمان مفهومان متقاربان ولكنها مختلفان وحسب تقديرنا وكما مبين ادناه‪- :‬‬
‫األمان‬
‫األمن‬
‫‪ -3‬حالة دائمية‪.‬‬
‫‪ -3‬حالة مؤقتة‪.‬‬
‫‪ -5‬عكس الظلم والقهر وفقدان الحماية‪.‬‬
‫‪ -5‬االمن عكس الخوف‪.‬‬
‫‪ -1‬إجراءات مادية ومعنوية‪،‬تبنى على الشك‪ -1 .‬إحساس نفسي(معنوي)‪،‬يبنى على اليقين‪.‬‬
‫‪ -4‬لما يتوقع من االحداث السيئة والمكروه‪ -4 .‬لما موجود في الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬مرهون بصاحب السلطة او ولي االمر‪.‬‬
‫‪ -2‬يتحقق من قبل الجميع‪.‬‬
‫‪ -0‬تطوع‪ ،‬مثل الخشية من هللا‪.‬‬
‫‪ -0‬مفروض‪،‬احترام إجراءات السلطة‪.‬‬
‫‪ -7‬يعطيه الشرع او القانون‪.‬‬
‫‪ -7‬ينظمه الشرع او القانون‪.‬‬
‫‪ -0‬يزداد وينقص حسب القرب من هللا‪.‬‬
‫‪ -0‬يتطور ويزداد بشكل مستمر‪.‬‬
‫‪ -9‬وجود االمن مرتبط بوجود مؤسأأأأأأسأأأأأأأات ‪ -9‬قد يرتبط بالفرد الواحد كما هو الحال مع‬
‫عأأأديأأأدة تتولى حفظأأأه والعمأأأل على تطبيق الرسأأأأأأول محمأأد ‪ ‬في عأأدم تعأأذيأأب هللا‬
‫سبحانه وتعالى لقومه بسبب وجوده‪.‬‬
‫إجراءات متعددة لتحقيقه‪.‬‬
‫‪..1‬سورة النساء‪ :‬اآلية ‪.93‬‬
‫‪ .2‬سورة النحل‪ :‬اآلية ‪.110‬‬
‫‪ .3‬أ‪.‬د‪ .‬البوشيخي‪ ،‬الشاهد‪ -‬مفهوم االمن في القرآن الكريم‪ -‬مجلة حراء‪ -‬السنة الرابعة‪ -‬العدد(‪ -)13‬عدد‬
‫اكتوبر‪ -‬ديسبمبر‪ ،‬سنة ‪ 0229‬ص‪.13‬‬
‫‪- 572 -‬‬
‫وقد روى اإلمام الترمذي في سأأأننه من حديث عبيد هللا بن محصأأأن الخطمي‪ :‬أن النبي صأأألى هللا‬
‫عليه وسأأأألم قال‪" :‬من أصأأأأبح منكم آمنًا في سأأأأربه‪ ،‬معافى في جسأأأأده‪ ،‬عنده قوت يومه‪ ،‬فكأنما‬
‫حيزت له الدنيا"‪.‬‬
‫واالمن في السرب قد يعني االمن في المال العام و( المواشي جميعها) واألموال الظاهرة والعيال‬
‫والمسأأأكن والعرض ويثمل ذلك أيضأأأا طريق الذهاب واإلياب و ما يغلب على النفس من التحرز‬
‫من الغدر واالعداء‪ ،‬والمضي في قضاء الحوائج‪ ،‬منها امن القلب وغير ذلك‪.‬‬
‫وسنوضح في الفرع االول‪ ،‬االجراءات الخاصة بحماية االفراد‪ ،‬وسنتناول في الفرع الثاني‬
‫اجراءات حمأأايأأة المعلومأأات‪ ،‬وسأأأأأأنبين في الفرع الثأأالأأث اجراءات حمأأايأأة المواد والمنشأأأأأأأأت‬
‫وسأأنتطرق في الفرع الرابع الى االجراءات الخاصأأة بحماية الدول‪ ،‬اما في الفرع الخامس سأأنقدم‬
‫بعض االفكار الخاصة بحماية البيئة‪.‬‬
‫‪- 570 -‬‬
‫الفرع االول‬
‫اجراءات حماية االفراد‬
‫وتقسأأم االجراءات المتخذة لحماية االفراد من النشأأاطات المعادية الى اجراءات مادية واجراءات‬
‫غير مادية كما مبين في البعض منها‪-:‬‬
‫اوال‪-‬االجراءات المادية‬
‫‪ -1‬توفير الحماية لألشخاص المهمين في الدولة وسفرائها الموجودين في الخارج وسفراء الدول‬
‫الموجودين لديها لضأأأمان عدم تعرضأأأهم للقتل او الخطف او اإلصأأأابة من خالل دفع الضأأأرر‬
‫الشخصي المباشر عنهم‪.‬‬
‫‪ -5‬تدريب المواطنين على كيفية التصأأأرف واالبالغ عن وجود اهداف مشأأأكوك فيها مثل وجود‬
‫مواد مشكوك فيها او عناصر مشبوهة‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم التواجد في المناطق المزدحمة او المرشحة الن تكون هدفا لألعمال اإلرهابية‪.‬‬
‫‪ -4‬مراقبة االماكن المهمة والسأأأاحات والطرق الرئيسأأأية والمؤسأأأسأأأات التي يتواجد فيها االفراد‬
‫بكثرة بأجهزة مراقبة‪.‬‬
‫‪ -2‬تغيير مسارات حركة الشخصيات المهمة باستمرار لضمان عدم رصدها‪.‬‬
‫‪ -0‬ربط جميع الدوائر المهمة بوسائل اتصال سريعة ومتطورة‪.‬‬
‫‪ -7‬منع تجمهر االفراد في حالة وجود حالة مشأأأكوك فيها او عند حصأأأول انفجار في مكان معين‬
‫بسب احتمالية حصول انفجارات متسلسلة‪.‬‬
‫‪ -0‬تجنب االعتقاالت بالجملة بدون موافقات قانونية وكذلك تجنب او استخدام الطرق التعسفية او‬
‫الممارسات الالأخالقية مع السجناء‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم تسأأليم االفراد الذين كانوا يشأأغلون مناصأأب مهمة الى الدول االخرى عند تغيير االنظمة‬
‫السياسية مثل كبار ضباط الجيش وكبار الموظفين‪.‬‬
‫‪ -36‬تعزيز اجراءات الحماية الصحية ورعاية االمومة والطفولة‪.‬‬
‫‪- 577 -‬‬
‫‪ -33‬توفير المالجئ والمسأأأتلزمات االخرى لحماية االفراد ضأأأد االسأأألحة ذات التدمير الشأأأامل‬
‫واالسلحة شديدة االنفجار‪.‬‬
‫‪ -35‬منع استخدام االفراد في تجارب االسلحة او االدوية‪.‬‬
‫‪ -31‬مراقبة وفحص الرسائل والطرود الموجه لألفراد‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬االجراءات غير المادية‬
‫‪ -3‬توعية االفراد بمخاطر الحرب النفسأأأأأأية عن طريق نشأأأأأأر الحقائق للمعلومات التي تتناقلها‬
‫وسائل االعالم او التي تنتشر عن طريق االشاعة‪.‬‬
‫‪ -5‬السماح لألفراد بممارسة طقوسهم وشعائرهم او المناسبات الدينية او الثقافية او العرقية‪.‬‬
‫‪ -1‬اعمار المناطق الفقيرة وخاصأأأأأأأة مناطق تواجد االقليات لضأأأأأأمان اسأأأأأأتقرارهم فيها وعدم‬
‫اضطرارهم للنزوح منها بحثا عن فرص للتعليم او العمل او غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬احتواء واعادة تأهيل العناصر المغرر بها ووضع حوافز تشجيعية لمنتسبي الخاليا اإلرهابية‬
‫للعودة الى الصف الوطني ووضع ترتيبات خاصة لذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬تدريب عناصأأأأأأر كفؤة للتعامل مع الحاالت الطارئة لتقليل اثار حالة الخوف الناشأأأأأأئة من‬
‫ممارسة االعمال اإلرهابية وخاصة بعد وقوع تلك االعمال‪.‬‬
‫‪ -0‬الزام وسائل االعالم واالتصال بعدم نشر االخبار واآلراء التي تغذي المشاعر التي تؤدي الى‬
‫حصأأول االعمال اإلرهابية او مسأأاعدة الخاليا اإلرهابية عن طريق المعلومات التفصأأيلية عن‬
‫االهداف المرشحة الن تكون هدفا لألعمال اإلرهابية ‪.‬‬
‫‪ -7‬رفع المسأأتوى المعاشأأي للطبقات الفقيرة والمتوسأأطة التي غالبا ما تكون مرتعا خصأأبا لتجنيد‬
‫عناصر جديدة لألعمال اإلرهابية ‪.‬‬
‫‪ -0‬حث معاهد العلم ودور العبادة ومنظمات المجتمع المدني على ممارسأأأأأأأة دورها التوجيهي‬
‫واالرشأأأأأأادي في التعريف بمخاطر اإلرهاب وكذلك الحال فيما يخص الجهات الثقافية وجميع‬
‫االنشطة االجتماعية االخرى ‪.‬‬
‫‪- 570 -‬‬
‫‪ -9‬تشريع قوانين لتجريم االفعال اإلرهابية وتحديد العقوبات المناسبة لكل منها‪.‬‬
‫‪ -36‬العمل على تعزيز ثقة المواطن بأجهزته الوطنية‪.‬‬
‫‪ -33‬احياء المواضيع المتعلقة بحب الوطن والتفاني من اجله والحرص على ممتلكاته‪.‬‬
‫‪ -35‬تكريم ضحايا اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -31‬رصأأد المبالغ لمعالجة حالت الطوارئ المتعلقة بعمليات النزوح وتعويض المتضأأررين من‬
‫العمليات اإلرهابية او العسأأكرية الموجهة لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬وتوجيه نشأأاط الجهات الرسأأمية‬
‫وغير الرسمية لتلبية احتياجات المتضررين ومن جميع الفئات‪.‬‬
‫‪ -34‬تجنب تشأأأكيل قوات عسأأأكرية من فئات معينة لمقاتلة تنظيمات إرهابية محسأأأوبة على فئات‬
‫أخرى داخل البلد او على المستوى االقليمي والدولي‪.‬‬
‫‪ -32‬تجب اجبار االخرين على اتباع نهج ديني او فئوي معين‪.‬‬
‫‪ -30‬ابعاد األحزاب السياسية عن موضوع منهاج التعليم والتعينات والمناصب‪.‬‬
‫‪- 579 -‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫اجراءات حماية المعلومات‬
‫هي اجراءات الحماية المتخذة لحماية كل ما يتعلق بالوثائق والبيانات التي تحتوي المعلومات مثل‬
‫القوانين واالنظمة والقيود والمعلومات وتقسم الى اجراءات مادية وغير مادية وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫اوال‪ -‬االجراءات المادية‬
‫‪.-3‬منع فرض او انشأأأاء دسأأأاتير او قوانين في وقت االزمات او االحتالل التي تعمل بالضأأأد من‬
‫تطلعات الشعوب واألمم‪.‬‬
‫‪.-5‬تدقيق سأأأجالت النفوس وسأأأجالت السأأأجل العقاري للتأكد من عدم حصأأأول حاالت تالعب او‬
‫تزوير فيها‪.‬‬
‫‪.-1‬عدم تغيير المناهج الدراسأأأأأية ألغراض خاصأأأأأة وكشأأأأأف الشأأأأأهادات‪ ،‬االعدادية والجامعية‬
‫المزورة ‪.‬‬
‫‪.-4‬العمل على اسأأأتنباط وسأأأائل جديدة لحماية المسأأأتمسأأأكات والبيانات الخاصأأأة بالمواطنين مثل‬
‫(الجوازات‪ ،‬بطاقة االحوال الشخصية ‪ ،‬شهادة الجنسية ‪...‬ال )‪.‬‬
‫‪.-2‬عمل خزانات محصنة توضع فيها المعلومات المصنفة وكذلك وضع تلك الخزانات في غرف‬
‫محمية وتحديد المداخل والخارج اليها‪.‬‬
‫‪.-0‬تحديد االشأأأخاص الذين يتعاملون بتلك المعلومات(جمع‪ ،‬تفسأأأير‪ ،‬تثبيت) واسأأأتبعاد العناصأأأر‬
‫المشكوك فيهم ‪.‬‬
‫‪.-7‬الحد من اعمال القرصأأنة المعلوماتية فيما يتعلق بأنظمة تشأأغيل الحاسأأبات وارتباطها بشأأبكة‬
‫المعلومات الدولية (االنترنت)‪.‬‬
‫‪.-0‬عمل نسأأأأ على االقراص المدمجة ووضأأأأعها في اماكن خاصأأأأة وسأأأأرية للرجوع اليها عند‬
‫الحاجة‪ ،‬ولألشخاص المخولين بذلك‪.‬‬
‫‪- 506 -‬‬
‫‪.-9‬الفرز الدقيق المصأأاحب لعملية االنتخابات‪ ،‬ونشأأر النتائج بوسأأائل االعالم او جعلها متيسأأرة‬
‫لذوي العالقة‪.‬‬
‫‪ -36‬معاقبة كل من يقوم بتسريب وثائق مصنفة‪.‬‬
‫‪ -3‬السيطرة على االختام والعالمات الحرارية‪.‬‬
‫‪ -35‬حماية البيانات التي لها عالقة مباشرة بحياة الناس مثل سجالت التسجيل العقاري والجنسية‬
‫والجوازات والمرور‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬اجراءات غير مادية‬
‫‪ -3‬زيادة الوعي القانوني لألفراد والموظفين بشأأأأأكل خاص وللطلبة في جميع المسأأأأأتويات حول‬
‫مخاطر نشأأأأأأر او اسأأأأأأتخدام المعلومات غير المصأأأأأأنفة والتي يمكن ان تسأأأأأأتفيد منها الجهات‬
‫اإلرهابية في حالة وقوعها بيدها‪.‬‬
‫‪ -5‬تعزيز الدور الرقابي على د ستورية القوانين واالنظمة عن طريق لجان قانونية او سيا سية او‬
‫لجان مشتركة‪.‬‬
‫‪ -1‬فضح اساليب الجهات اإلرهابية للحصول على المواد المصنفة او العامة‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع فوانين صارمة لمكافحة اعمال الجاسوسية الموجهة ضد المعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬و ضع ضوابط بالنسبة لتداول المعلومات المصنفة من قبل و سائل االعالم وان تلتزم الجهات‬
‫االعالمية وو سائل االت صال بذلك ضمن ت شريع ي صدر من ال سلطة الت شريعية‪ ،‬او على شكل‬
‫اجراءات تقوم بها السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -0‬تزكية العناصأأر العاملة في مجال تداول المعلومات وابعاد العناصأأر المشأأكوك فيها من دائرة‬
‫التعامل بالمعلومات من خالل نقلها وتداولها وحفظها‪.‬‬
‫‪- 503 -‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫اجراءات حماية المواد والمنشأت‬
‫نقصد باإلجراءات المتخذة لحماية المواد هي تلك االجراءات التي تقوم بتوفير الحماية للمواد‬
‫والموارد والممتلكات الشخصية والعامة وتقسم الى اجراءات مادية وغير مادية وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫اوال‪ -‬االجراءات المادية‬
‫‪ -3‬تشأأأأأأديد نقاط الحراسأأأأأأة وتعزيز اجراءات االمن المادي(اسأأأأأأالك ‪ ،‬كاميرات‪ ،‬اقفال ‪ ،‬كالب‬
‫بوليسية‪...‬ال )‪.‬‬
‫‪ -5‬توفير الحماية المشددة للسدود والجسور والمالجئ وطرق النقل السريعة‪.‬‬
‫‪ -1‬تعزيز اجراءات الحماية المتخذة في المطارات والموانئ ومحطات سأأكك الحديد والمترو عن‬
‫طريق تزويدها بأجهزة كشأأأف المتفجرات واالسأأألحة والمواد السأأأامة او المخدرات او االدوية‬
‫ذات السأأأأأأمية العالية او اآلالت الدقيقة او اي جزء من قطع االجزاء التي يمكن تركيبها مع‬
‫بعض لتشكل مصدر تهديد ‪.‬‬
‫‪ -4‬حماية المواد الداخلة في االنشأأأأأأطة االقتصأأأأأأأادية ومنع العبث بها او تهريبها او جعلها غير‬
‫صالحة لالستعمال‪.‬‬
‫‪ -2‬حماية المؤسأأأسأأأات المالية والبنوك من عمليات السأأأطو المسأأألح وقرصأأأنة المعلومات وتهديد‬
‫خزينها من العمالت او المواد الثمينة ‪.‬‬
‫‪ -0‬منع تهريب االثار والمخطوطات والقطع النقدية القديمة واالنتيكات وكل ما يدخل تحت هذا‬
‫التوصيف والتي تحمل صفة تاريخية او تراثية‪.‬‬
‫‪ -7‬منع احتكار المواد وتصأأنيع المعدات واآلالت واالجهزة والمواد التي لها عالقة مباشأأرة بحياة‬
‫الناس وحرمان االخرين منها ‪.‬‬
‫‪ -0‬توفير الحماية العسأأأأأأكرية المهمة ضأأأأأأد االعتداءات العسأأأأأأكرية االخرى(االعمال الحربية)‬
‫لالماكن الحيوية في البلد‪.‬‬
‫‪- 505 -‬‬
‫‪ -9‬تحديث وتطوير فرق مكافحة الحريق وفرق معالجة القنابل والمتفجرات وتزويدها بأ حدث‬
‫االجهزة لممارسة عملها ‪.‬‬
‫‪ -36‬السيطرة على المواد ذات االستخدام المزدوج مثل العقاقير والسموم في المستشفيات والمواد‬
‫المختبرية في دور العلم‪.‬‬
‫‪ -33‬مراقبة المواد الكيمائية المستخدمة في النشاط الزراعي‪ ،‬مثل االسمدة والمبيدات وغيرها‪.‬‬
‫‪ -35‬السأأيطرة على المواد المسأأتخدمة في تعقيم مياه الشأأرب‪ ،‬وان تكون النسأأب المسأأتخدمة في‬
‫التعقيم من النسب المسموح بها دوليا‪.‬‬
‫‪ -31‬اال ستعانة باألجهزة الحديثة الخاصة بكشف المتفجرات‪ ،‬وك شف عمليات التهريب واالتجار‬
‫بالمخدرات‪ ،‬والمواد الطبية والصحية الخطرة‪.‬‬
‫‪ -34‬اسأأتخدام التقنيات الحديثة في تعقب وسأأائل اطالق المقذوفات‪ ،‬وتفكيك القنابل المعدة للتفجير‬
‫وإزله االلغام وغيرها‪.‬‬
‫‪ -32‬انارة االماكن الحيوية في المنشأت العامة‪ ،‬وفق نظام يعد لهذا الغرض‪ ،‬وتزويد تلك االماكن‬
‫بأجهزة كشأأأأأأف‪ ،‬واجراءات مادية اخرى متعددة األغراض مثل االسأأأأأأالك الشأأأأأأائكة‪ ،‬الكتل‬
‫الكونكريتية الحاجزة‪ ،‬اجهزة المراقبة‪.‬‬
‫‪ -30‬شراء محاصيل الفالحين بأسعار تنافسية‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬االجراءات الغير مادية‬
‫‪ -3‬ابعاد العناصر المشكوك فيها من العمل في االماكن الحساسة‪.‬‬
‫‪ -5‬تحقيق هوية االشأأخاص العاملين باألماكن الحسأأاسأأة بشأأكل مسأأتمر وتبديلهم بين فترة واخرى‬
‫لضمان عدم اطالعهم على معلومات كبيرة‪ ،‬ماعدا الذين ال يوجد شك في تصرفاتهم ومواقفهم‬
‫ومعلوماتهم الشخصية‪.‬‬
‫‪- 501 -‬‬
‫‪ -1‬تدريب العناصأأأأر العاملة في االماكن الحسأأأأاسأأأأة على اجراءات مكافحة االنشأأأأطة االجرامية‬
‫وخا صة العاملين في و سائط النقل وحماية ال شخ صيات المهمة او اي مرفق حيوي في الدولة‪،‬‬
‫وكذلك اجراءات السالمة عند الطوارئ‪.‬‬
‫‪ -4‬التعريف باألماكن السأأأأياحية واالثرية واالثار لضأأأأمان اسأأأأترجاعها في حالة تعرضأأأأها الى‬
‫السرقة او التخريب‪.‬‬
‫‪ -2‬التنسيق مع الهيئات االقليمية والدولية حول االجراءات التي تتخذها تلك الهيئات في المحافظة‬
‫على المواد‪.‬‬
‫‪ -0‬االهتمام بموضوع غسيل االموال في البنوك‪.‬‬
‫‪ -7‬مراقبة حركة االموال المشبوهة فيما بين الدول‪.‬‬
‫‪ -0‬عمل دورات تدريبية‪ ،‬واعداد ملصقات ونشرات حول مخاطر المواد السامة والمتفجرة‪.‬‬
‫‪ -9‬ا شاعة ثقافة االنتفاع الم سؤول عند ا ستخدام او التعامل مع المرافق العامة والتي تقدم غالبيتها‬
‫خدمات مجانية او شأأأأأأبه مجانية مثل المسأأأأأأتشأأأأأأفيات والمدارس والكليات واماكن الترفيه‬
‫والنشاطات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -36‬حث الناس على تشجيع االبتكار واالختراع‪.‬‬
‫‪ -33‬تشجيع استخدام المنتوج الوطني‪.‬‬
‫‪ -35‬دعم النشاط الزراعي والصناعي والتجاري‪.‬‬
‫‪- 504 -‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫االجراءات الخاصة بحماية الدول‬
‫ان االجراءات التي تتخذ لحماية الدول تقسأأأأأأم الى ثالث اقسأأأأأأأام وهي اجراءات مادية وقائية‬
‫واجراءات غير مادية وإجراءات تعرضية وكما مبين ادناه‪-:‬‬
‫اوال‪ -‬االجراءات المادية‬
‫‪ -3‬مراق بة ال حدود عن طريق نشأأأأأأر ا عداد كاف ية من قوات ال حدود او الشأأأأأأر طة او الو حدات‬
‫العسأأأأأأكرية في وقت الضأأأأأأرورة‪ ،‬على ان تتواجد بالقرب من الحدود حتى ال يعتبر ذلك من‬
‫اعمال العدوان تجاه الدول االخرى‪.‬‬
‫‪ -5‬تزويد تلك العناصأأأأأأر بأجهزة متطورة ووسأأأأأأائل اتصأأأأأأاالت حديثة وحتى طائرات مروحية‬
‫واستطالع وعمليات قتالية لتقوم بتنفيذ واجباتها بدقة عالية ‪.‬‬
‫‪ -1‬الفحص الدقيق للعجالت الداخلة والخارجة عبر الحدود عن طريق اسأأأأتخدام اجهزة الكشأأأأف‬
‫الخاص المتعلقة بالمتفجرات والمواد السامة واالسلحة‪.‬‬
‫‪ -4‬تدقيق الجوازات للداخلين والخارجين وتحديث المعلومات بصأأأأأأأدد العناصأأأأأأر المطلوبة او‬
‫المشبوهة عن طريق التعاون مع الدول االخرى او نقاط الحدود مع المركز االم‪.‬‬
‫‪ -2‬عمل سأأواتر ترابية او خنادق حاجزة او اسأأيجة كونكريتية او ركائز كونكيريتية لضأأمان عدم‬
‫تسلل العناصر اإلرهابية من الحدود ‪.‬‬
‫‪ -0‬التعبئة العسكرية في مواجهة التهديد العسكري المباشر‪.‬‬
‫‪ -7‬وضأأأأأأع نظام مروري متكامل للتقليل من اثار الكوارث‪ ،‬بدءا من الطرق المعبدة والواسأأأأأأعة‬
‫وليس انتهاء بجودة المركبات واحتوائها لعنا صر ال سالمة ال ضرورية تقليال إلرهاب الطريق‪،‬‬
‫ووضع قيد عام لجميع المركبات ووسائط النقل العام لغرض االحصاء والسيطرة‪.‬‬
‫‪- 502 -‬‬
‫‪ -0‬انشأأأأاء شأأأأركات او مكاتب امنية خاصأأأأة‪ ،‬تتولى القيام ببعض المهام وبتوجيه من السأأأألطات‬
‫المركزية او المحلية وتتولى حماية االهداف المدنية الخاصة‪.‬‬
‫‪ -9‬نصب كاميرات المراقبة متعددة االغراض في االماكن العامة‪.‬‬
‫‪ -36‬اسأأتخدام اجهزة السأأونار واجهزة الكشأأف االخرى في السأأيطرات الرئيسأأية او عند مداخل‬
‫المدن او االهداف الحيوية‪.‬‬
‫‪ -33‬استخدام المناطيد والطائرات المسيرة في رصد وتعقب الجماعات اإلرهابية‪.‬‬
‫‪.-35‬وضع نظام لتصنيف المعلومات‪.‬‬
‫‪ -31‬انشاء مكتب تحقيقات متخصص‪ ،‬ومكاتب لمراقبة حركة االموال‪.‬‬
‫‪ -34‬انشاء كليات متخصصة في مجال العلوم االمنية والشرطوية‪.‬‬
‫‪ -32‬السيطرة على اللقاحات واالدوية المهمة ومراقبة عمل الجهات الصحية والطبية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬اجراءات غير مادية‬
‫‪ -3‬زيادة الوعي االمني والقانوني والسأأياسأأي اتجاه مخاطر اإلرهاب عن طريق تسأأخير وسأأائل‬
‫االعالم واالتصأأأأأال في التعريف باإلرهاب ووسأأأأأائله واهدافه والنتائج المترتبة على االعمال‬
‫اإلرهابية ‪.‬‬
‫‪ -5‬اطالق الحريات المسأأأأأأؤولة ونشأأأأأأر مفاهيم الديمقراطية ومنح االقليات حقوقها ونشأأأأأأر روح‬
‫المحبة والتسامح بين االفراد ‪.‬‬
‫‪ -1‬التنسأأأأأيق مع الدول االخرى من اجل وضأأأأأع خطط لمكافحة اإلرهاب تحتوي على عناصأأأأأر‬
‫مشتركة مثل تسليم المتهمين ومنع الجماعات المشبوهة من ممارسة االعمال اإلرهابية انطالقا‬
‫من اي دولة تجاه دولة اخرى ‪.‬‬
‫‪ -4‬المسأأأأأأاهمة مع هيئات المجتمع الدولي والجهات االقليمية في وضأأأأأأع خطط لمكافحة االعمال‬
‫اإلرهابية والتمسأأأأك بجميع القرارات الصأأأأادرة من المحافل الدولية الخاصأأأأة بموضأأأأوع منع‬
‫ومكافحة اإلرهاب ‪.‬‬
‫‪- 500 -‬‬
‫‪ -2‬اصدار القوانين التي تجرم العمل اإلرهابي وتضع العقوبات المناسبة له‪.‬‬
‫‪ -0‬التصأأأدي لبعض محاوالت صأأأندوق النقد الدولي في فرض اصأأأالحات او اتخاذ قرارات من‬
‫شأنها خلق مشاكل داخلية‪.‬‬
‫‪ -7‬وضع برنامج إلعادة تأهيل المغرر بهم لكي يعودوا الى الحياة بشكل طبيعي‪.‬‬
‫‪ -0‬تكريم وانصاف ضحايا اإلرهاب‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬االجراءات التعرضية‬
‫هو حق الدولة الحصري الذي تمارسه بموجب تشريعات خاصة وفي ظروف معينة‪.‬‬
‫‪ -3‬مطاردة وضأأأأأأرب التجمعات اإلرهاب ية في عقر دارها عن طريق العمليات االسأأأأأأتخبارية‬
‫المنظمة التي تجري وفق القانون والتنسأأأأأأيق مع الدول االخرى او الهيئات الدولية حول نفس‬
‫الموضأأأأأأوع وان تجري تلأك العمليأات وفق القأانون وبمنتهى الحرفيأة وعأدم التعرض على‬
‫حقوق المواطنين االبرياء‪.‬‬
‫‪ -5‬رصأأأأأأأأد حركأأة رؤوس االموال المشأأأأأأبوهأأة التي من الممكن ان تكون تقف وراء تممول‬
‫الجماعات اإلرهابية ‪.‬‬
‫‪ -1‬وضأأع االشأأخاص المشأأبوهين او المشأأكوك فيهم تحت دائرة الضأأوء (المراقبة) على ان تكون‬
‫تلك االعمال قانونية ‪.‬‬
‫‪ -4‬امكانية اسأأتخدام القوات المسأألحة في رد العدوان التي تقوم بها الجماعات اإلرهابية المسأأنودة‬
‫من الدول او التي تقوم بها الدول نفسها (رد ارهاب الدولة)‪.‬‬
‫‪ -2‬مراقبة عمل شركات االستثمار‪ ،‬والعمال االجانب‪.‬‬
‫‪ -0‬امكانية اصدار اوامر بإبعاد العناصر المشكوك فيها‪.‬‬
‫‪ -7‬التعاون مع الهيئات الدولية‪ ،‬في المواضأأأأأأيع المشأأأأأأتركة مثل مالحقة المجرمين والهاربين‬
‫المطلوبين للعدالة‪ ،‬في جرائم حقوق االنسان وغيرها‪.‬‬
‫‪ -0‬اجراء عمليات وفحص وتدقيق ألهداف عشوائية‪.‬‬
‫‪- 507 -‬‬
‫‪.-9‬بناء جهاز قوي لمكافحة النشاطات المتعلق بالهدم والتخريب والتجسس‪.‬‬
‫‪ -36‬استخدام االقمار الصناعية ألغراض االمن والدفاع‪.‬‬
‫‪ -33‬استخدام الطائرات المسيرة ألغراض مراقبة ومعالجة المجاميع اإلرهابية‪.‬‬
‫‪ -35‬اسأأأأتخدام المناطيد لغرض تغطية المناطق االكثر تعرضأأأأا للعمليات اإلرهابية او التي تكون‬
‫مناطق تجمع للمجاميع اإلرهابية‪.‬‬
‫‪ -31‬انشاء جهاز لمتابعة غسيل االموال‪.‬‬
‫‪ -34‬مراقبة وسأأأأائل االعالم ووسأأأأائل التواصأأأأل االجتماعي وخاصأأأأة المحطات والمواقع التي‬
‫تحرض على العنف‪.‬‬
‫‪- 500 -‬‬
‫الفرع الخامس‬
‫االجراءات الخاصة بحماية البيئة‬
‫وتقسأأأأأأم تلك االجراءات المتعلقة بحماية البيئة والتي لها عالقة بمكافحة اإلرهاب الى اجراءات‬
‫مادية وغير مادية كما مبين ادناه‪-:‬‬
‫اوال‪-‬االجراءات المادية‬
‫‪ -3‬التقليل من مخاطر الغازات المنبعثة من المصأأأأأأأانع والمعامل وتحديد اسأأأأأأتخدام الغازات‬
‫الصناعية التي تساعد في زيادة ظاهرة االحتباس الحراري‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم رمي النفايات النووية والكيميائية واالحيائية في االراضي المكشوفة او في مصادر المياه‬
‫والبحيرات وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬منع اسأتخدام االسألحة ذات التدمير الشأامل لكونها من ملوثات البيئة وتلحق الضأرر باإلنسأان‬
‫والحيوان والنبات واالرض وعوامل المناخ والتي يصأأأأأعب معالجتها او حاجتها الى امكانيات‬
‫مادية وب شرية كبيرة و ضررها الواقع على الب شر والثروة المالية يكون كبير جدا ب سب اثارها‬
‫التي قد تستمر الى االف السنين ‪.‬‬
‫‪ -4‬منع تجريف االراضي او تجفف المسطحات المائية او تغيير مسارات االنهار‪.‬‬
‫‪ -2‬اعادة التوازن الطبيعي من خالل تنظيم اسأأأأتغالل الغابات والموارد البحرية وحماية مصأأأأادر‬
‫الشأأرب ومعالجة تلوث المياه وتنظيم عمليات الصأأرف الصأأحي (تفعيل الدور الرقابي للجهات‬
‫المسؤولة عن البيئة)‪.‬‬
‫‪ -0‬تنسأأيب عناصأأر من البيئة في االماكن التي يمكن ان تكون مصأأدرا للتلوث مثل محطات توليد‬
‫الكهرباء‪ ،‬المصانع والمعامل‪ ،‬محطات معالجة المياه الثقيلة‪.‬‬
‫‪ -7‬العمل على ازالة مخلفات الحروب‪.‬‬
‫‪- 509 -‬‬
‫‪ -0‬التشأأأجيع والدعم لبراءات االختراع‪ ،‬والكتب والرسأأأائل الجامعية التي تتناول موضأأأوع البيئة‬
‫وخاصة الحث على موضوع الطاقة البديلة او الطاقة المتجددة‪.‬‬
‫‪.-9‬التقليل من اعداد اآلالت والمكائن التي تستعمل الوقود العادي‪.‬‬
‫‪ -36‬مراقبة مصأأادر التلوث التي تصأأب في مصأأادر المياه مثل انابيب الصأأرف الصأأحي او مياه‬
‫المبازل المحملة باألسمدة الكيماوية والتي تصب في االنهار‪.‬‬
‫‪.-33‬ضرورة اخضاع عمليات حفر االبار االرتوازية الى ضوابط مشددة‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬االجراءات الغير مادية‬
‫‪ -3‬التعريف بمخاطر االعمال اإلرهابية عند اسأأأأتخدام اسأأأألحة التدمير الشأأأأامل من خالل نشأأأأر‬
‫الحقائق واالحصائيات عن الحوادث السابقة ‪.‬‬
‫‪ -5‬تنظيم الندوات والمؤتمرات وانشاء الهيئات الخاصة بالبيئة ووضع عناصر مراقبة بالمصانع‬
‫والمعامل وتحديد انواع الوقود المسأأتخدمة في محطات الكهرباء والمحطات االنتاجية‪ ،‬واليات‬
‫حفر االبار‪.‬‬
‫‪ -1‬رفد الجهات المتخصأأصأأة بعناصأأر كفؤة مدربة وادامة االتصأأال بالهيئات الدولية حول كل ما‬
‫يتعلق بالبيئة‪.‬‬
‫‪ -4‬حث االفراد على ان يكونوا اصأأأدقاء للبيئة من خالل تشأأأجيع وتطوير الوسأأأائل التي تسأأأتخدم‬
‫الموارد الطبيعية مثل اشأأأأعة الشأأأأمس وكذلك في انارة المدن وانتاج سأأأأيارات تكون صأأأأديقة‬
‫للبيئة‪ ،‬مع الدفع باتجاه التقليل من مخاطر اسأأأأأأتخدام المبيدات في مكافحة اآلفات الزراعية‬
‫وتثقيف المزارعين على ذلك ‪.‬‬
‫‪ -2‬تبني الجهات المسأأأؤولة عن البيئة وخاصأأأة في العراق الى دعم البحوث العلمية والدراسأأأات‬
‫االكاديمية التي تتعلق بالبيئة والتنسأيق مع وزارة التعليم العالي ألرسأال بعثات متخصأصأة في‬
‫موضوع البيئة للغرض الوقوف على تجارب الدول االخرى في هذا المجال‪.‬‬
‫‪- 596 -‬‬
‫‪ -0‬الحث باتجاه حماية مناطق تواجد وتكاثر الحيوانات المهاجرة وجعلها محميات طبيعية وتثبيت‬
‫ذلك رسميا في المحافل الدولية‪.‬‬
‫‪ -7‬امكانية ايجاد صأأأأأرح علمي يهتم بالبيئة‪ ،‬الن البيئة والصأأأأأحة عامالن رئيسأأأأأيان في تقدم اية‬
‫دولة‪ ،‬وان التركيز على العامل الصأأأأحي وترك العامل البيئي مؤشأأأأر خطر في مجال التعامل‬
‫مع موضوع مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -0‬ضرورة وجود جهاز امني يتولى شؤون البيئة‪.‬‬
‫‪- 593 -‬‬
‫الخاتمة‬
‫ان ما تم عرضأأه من افكار واراء ومعلومات انما هي محاولة للوقوف على بعض جوانب ظاهرة‬
‫اإلرهاب التي اصأأأأأأبحت الشأأأأأأغل الشأأأأأأاغل للدول والهيئات الدولية ودخلت بقوة في االهتمامات‬
‫السياسية لتلك الدول‪.‬‬
‫ان اإلرهاب هذا المرض الذي وصأأأأل الى ما وصأأأأل عليه االن لم يكن وليد العصأأأأر الحالي لقد‬
‫عرفت البشأأأأأرية وخالل مراحل تطورها العديد من االعمال اإلرهابية‪ ،‬تناول البحث موضأأأأأوع‬
‫اإلرهاب‪ ،‬وتم التطرق الى بعض المشأأأأأأاهد التاريخية من خالل سأأأأأأرد لبعض الوقائع التاريخية‬
‫لألعمال اإلرهابية التي حصأأأألت في السأأأأابق لبيان بشأأأأاعة االسأأأأاليب المسأأأأتخدمة والنتائج التي‬
‫تمخضأأأأأأت عن تلك العمليات‪ ،‬وايضأأأأأأا التعرف على مدلوالت المصأأأأأأطلح المسأأأأأأتخدم حاليا في‬
‫توصأأأأأأيف اإلرهاب وتوضأأأأأأيح دالالت اصأأأأأأل التسأأأأأأمية وبيان ان فكرة اإلرهاب الذي ورد في‬
‫نصأأأأوص الوحيين هو غير اإلرهاب الموجود على السأأأأاحة حاليا‪ ،‬ان اإلرهاب وبعد ان اصأأأأبح‬
‫ظاهرة عالمية بدأ المجتمع يهتم بإيجاد توصأأأيف وتعريف له‪ ،‬واسأأأتغرق الموضأأأوع وقتا طويال‬
‫من خالل تظافر جهود هيئات المجتمع الدولي‪ ،‬وقد واجهات تاك الجهود اشأأأأأأكاليات متعددة في‬
‫االت فاق على تعريف م حدد لإلر هاب‪ ،‬ثم تب نت بعض ا لدول تعري فا خاصأأأأأأأا ب ها و كذ لك طرح‬
‫الباحثين والمختصأأأين آرائهم في موضأأأوع‪ ،‬وحاول المختصأأأين وضأأأع نظريات لغرض فهم تلك‬
‫الظاهرة من اجل التعامل معها بشأأأأأأكل صأأأأأأحيح‪ ،‬وبعد ما تم عرضأأأأأأه من تلك الجهود‪ ،‬عرض‬
‫الباحث وبتواضأأع رأيه وطرح تعريفا خاصأأا به بعد دراسأأة المعطيات التي وقعت بين يديه وهو‬
‫اجتهاد يقبل الخطأ والصأواب والتصأحيح كونه جهد بشأري اوال واخيرا ووضأح الباحث االركان‬
‫التي يسأأأأأأتنأأد عليهأأا العمأأل اإلرهأأابي‪ ،‬ثم تم التعرض الى طبيعأأة العمأأل اإلرهأأابي وبيأأان مكمن‬
‫الخطورة فيه عن طريق توضأأأيح االطار النظري والعملي الذي يشأأأكله وبعد ذلك تم التطرق الى‬
‫اإلرهاب ومدلوالته وعالقته بالشأأأريعة االسأأأالمية والكفاح والجهاد بعد ان تم توضأأأيح الغاية من‬
‫كل منهما‪ ،‬وبعد ان اتسأأأعت دائرة العمليات اإلرهابية تم توجيه اصأأأابع االتهام الى االعالم على‬
‫اساس انه من االسباب الرئيسية الزدياد الظاهرة وحاولنا دفع الشبه عن االعالم الهادف صاحب‬
‫‪- 595 -‬‬
‫الرسأأالة الواضأأحة وفرقنا بينه وبين االعالم الذي يمارس دورا تخريبيا‪ ،‬او االعالم الذي يسأأتغل‬
‫االز مات في نشأأأأأأر مواد تحريضأأأأأأ ية او ت لك التي تمول من بعض الج هات المعرو فة االنت ماء‬
‫والوالء‪ ،‬وركزنا على أهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه االعالم في التصدي لإلرهاب‪.‬‬
‫وبعد ازدياد االعمال اإلرهابية وخاصأة بعد الحوادث التي تعرضأت لها الواليات المتحدة والدول‬
‫االوربية تم تشأأأأأأريع العديد من القوانين واتخاذ اجراءات كانت تصأأأأأأب في خانة تقييد الحريات‬
‫وكانت تعسأأأأأأفية الى ابعد الحدود‪ ،‬وحاولنا التعريج على بعض اراء ذوي االختصأأأأأأاص في هذا‬
‫المجال من المعنيين بموضوع اإلرهاب من سيأسين وكتاب وباحثين‪ ،‬ثم بعد ذلك تم عرض جملة‬
‫من االجراءات التي يرى الباحث انها تسأأأأأأأاهم في الحد او التقليل من مخاطر اإلرهاب‪ ،‬ان تلك‬
‫االجراءات التي عرضها الباحث هي افكار تساعد على وضع معالجات لغرض مكافحة اإلرهاب‬
‫والتي لها صلة بمباشرة بتعريفه او توصيفه‪.‬‬
‫النتائج‬
‫ان اإلرهاب بعد ان أصأأأبح ظاهرة عالمية وكثر حوله الحديث وأصأأأبح العقدة المسأأأتعصأأأية على‬
‫الحل بعد ان تنازع االختصأأاص فيه الدول بتشأأريعاتها الداخلية والسأأياسأأيين في تلك الدول وبين‬
‫هيئات المجتمع الدولي‪ ،‬خلص البحث الى النتائج االتية‪- :‬‬
‫‪ -3‬ان الداللة اللغوية والتوصأأأيف الذي ورد في البحث فيما يخص الشأأأريعة االسأأأالمية ال يدخل‬
‫ضأأمن دائرة الوصأأف المسأأتخدم لإلرهاب حاليا والذي يعتبر عمل غير مبرر وغير مشأأروع‬
‫وغير شرعي‪.‬‬
‫‪ -5‬ان االسأأالم لم يكن في يوم من االيام مصأأدر لنشأأر الشأأر‪ ،‬وان محاولة لصأأق صأأفة اإلرهاب‬
‫بالشريعة االسالمية هو تشويه مقصود من قبل اصحاب النوايا السيئة‪.‬‬
‫‪ -1‬ان صعوبة ايجاد تعريف وتوصيف لإلرهاب يعود بالدرجة االساس الى صعوبة ايجاد توافق‬
‫بين اهتمامات الدول المحلية في ت شريعاتها الداخلية التي ت ستند على واقع سيا سي معين وبين‬
‫اهتمامات المجتمع الدولي‪.‬‬
‫‪- 591 -‬‬
‫‪ -4‬مشأأأأأروعية الخوف من التجني على حق الدول في الكفاح المسأأأأألح إذا ما صأأأأأدر تعريف يتم‬
‫اعتماده عالميا إذا كان يساوي بين الكفاح المسلح واإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -2‬ان الجهاد من الحقوق الشأأأأأرعية في الدين االسأأأأأالمي ومحاولة ربط اإلرهاب باإلسأأأأأالم هو‬
‫محاولة لتعطيله وهضم الحقوق االساسية للمسلمين‪.‬‬
‫‪ -0‬ان االعالم الهادف هو المعول عليه في محاربة اإلرهاب وان االعالم غير الهادف هو الذي‬
‫يحرض على ازدياد الظاهرة وانتشارها‪.‬‬
‫‪ -7‬بإمكان االجراءات التي تتخذ لمكافحة اإلرهاب ان تتحول الى اعمال ارهابية ايضا تساهم في‬
‫تعطيل القوانين وتقيد الحريات‪.‬‬
‫‪ -0‬اجراءات المكافحة الفاعلة تساعد على الحد من اإلرهاب وتقليل نتائجه‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫‪ -3‬تظافر الجهود من اجل وضأأأع تعريف وتوصأأأيف لإلرهاب ال يغبن حق الدول والشأأأعوب في‬
‫الكفاح المسأأألح ضأأأد العدوان واالحتالل وان ال يسأأأهم ايضأأأا في تعطيل الجهاد كونه فريضأأأه‬
‫قائمة ال يجوز تعطيلها‪.‬‬
‫‪ -5‬ينتدب لوضأأأأأأع تعريف وتوصأأأأأأيف اإلرهاب اشأأأأأأتراك جهات متعددة ذات اتجاهات قانونية‬
‫وسياسية واجتماعية واعالمية واهتمامات اخرى مثل البيئة وجهود الباحثين‪.‬‬
‫‪ -1‬العمل على ايجاد حلول ألمراض المجتمع مثل الفقر والمرض والجهل والتخلف كونها عوامل‬
‫رئيسية تساعد على ايجاد ارضية خصبة النتشار العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫‪ -4‬مسأأأأأأأاهمة وسأأأأأأأائل االعالم في توعية االفراد على مخاطر االعمال اإلرهاب ية وان ال يكون‬
‫االعالم محرضا على العنف وزرع الكراهية او الترويج لتلك االعمال‪.‬‬
‫‪ -2‬ان تكون اجراءات مكافحة اإلرهاب اجراءات فاعلة وموضأأأأأأوعية تبتعد عن تقيد الحريات‬
‫وتعطيل القوانين‪.‬‬
‫‪- 594 -‬‬
‫‪ -0‬اجراء توع ية وتثقيف لألفراد بم خاطر اإلر هاب‪ ،‬وان تأ خذ مؤسأأأأأأسأأأأأأأات المجتمع ال مدني‬
‫والجامعات ودور العبادة دورها في الحث على نبذ العنف ومحاربة اسبابه‪.‬‬
‫‪ -7‬الحث على زيادة الدراسأأأات والبحوث في موضأأأوع اإلرهاب ومن مختلف االختصأأأاصأأأات‬
‫لوضع الية عمل ناجحة في مواجهته والحد منه‪.‬‬
‫‪ -0‬التنسأأأأأيق مع الهيئات االقليمية والدولية في جهودها في وضأأأأأع تعريف وتوصأأأأأيف لإلرهاب‬
‫واالشتراك في المؤتمرات والندوات التي تقام حول الموضوع‪.‬‬
‫‪ -9‬فك االرتباط بين مصأأأأأأطلح اإلرهاب المتداول حاليا ودالئل االفعال الواردة في الشأأأأأأريعة‬
‫االسأأأالمية حول الخشأأأية والخوف تجاه هللا سأأأبحانه وتعالى واالبتعاد عن اسأأأتخدام مصأأأطلح‬
‫اإلرهاب المحمود الموجود في كتب الكثير من الباحثين‪ ،‬فال يوجد شيء اسمه ارهاب محمود‬
‫واخر مذموم‪ ،‬اإلرهاب هو اإلرهاب‪ ،‬ان اإلرهاب الحالي ليس له عالقة بثوابت الشأأأأأأريعة‪،‬‬
‫وارجو من اخواني االنتباه الى ذلك‪ ،‬نحن امة اعزنا هللا باإل سالم وبجهاده نحيا الذي هو حقنا‬
‫في الدفاع عن الدين وعن انفسأأأنا واعراضأأأنا واوطاننا واموالنا وكل نفيس عندنا‪ ،‬ولكن نقول‬
‫انما االمر جهاد ونية وليس ارهاب واجرام‪.‬‬
‫‪ -36‬األصل في اإلرهاب هو مكافحته اما الحرب على اإلرهاب فهذا يبقينا في المربع األول فلسنا‬
‫بحاجة الى رفع السالح ما دمنا نستطيع نحول المتذمرين المتضررين والحانقين الى أصدقاء‬
‫وان حضن اية دولة يسع الجميع‪.‬‬
‫ارجو من الجميع ان يعذروني في جهدي المتواضأأأأأع‪ ،‬واسأأأأأأل هللا سأأأأأبحانه وتعالى ان يقبل مني‬
‫ذلك‪ ،‬وارجو التوفيق لكل الجهود الخيرة التي تبتغي وجه هللا واسأأأأل هللا العافية لي ولكم وللعراق‬
‫وهللا خير حافظا وهو ارحم الراحمين والصالة والسالم مسك الختام على المبعوث رحمة للعالمين‬
‫واله الطيبين وصأأأأأأحبه القائل‪ :‬اطلب العلم من المهد الى اللحد‪ ،‬اللهم اجعلنا من عبادك المتعلمين‬
‫والحمد هلل رب العالمين في كل وقت وحين‪.‬‬
‫‪- 592 -‬‬
‫المصادر‬
‫القرآن الكريم‬
‫المصادر العربية‬
‫اوال‪ .‬الكتب‬
‫‪ -1‬ابن كثير‪ ،‬ابو الفداء عماد الدين اسأأأأأماعيل بن عمر‪ -‬البداية والنهاية‪ -‬تحقيق عبد هللا بن عبد‬
‫المحسن التركي‪ -‬ج‪ -7‬هجر للطباعة والنشر والتوزيع‪ -‬طبعة عام‪3997/‬م‪.‬‬
‫‪ -0‬ابن العربي‪ ،‬ابو بكر محمد بن عبد هللا المعافري(المالكي)‪ -‬احكام القرآن ‪ -‬تحقيق محمد‬
‫عبد القادر عطا‪ -‬ق‪ -5‬ط‪ -1‬دار الكتب العلمية‪ -‬طبعة عام‪5661/‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن االعرابي‪ ،‬ابو سأأأأأأعيد احمد بن محمد بن زياد‪ -‬كتاب المعجم‪ ،‬الحديث رقم(‪-)3655‬‬
‫تحقيق عبد المحسن بن ابراهيم الحسيني ‪ -‬م‪ -3‬ط‪ -3‬دار ابن الجوزي‪ -‬طبعة عام‪3997/‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب المحيط ‪ -‬المجلد االول‪ -‬طبعة بيروت‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن حنبل‪ ،‬ابو عبد هللا احمد بن محمد الذهلي‪ -‬المسأأأأأند‪ ،‬مسأأأأأند ابي سأأأأأعيد الخدري‪ ،‬حديث‬
‫رقم(‪ -)33701‬ج‪ -36‬دار الحديث في القاهرة‪ -‬طبعة عام‪3992/‬م‪.‬‬
‫‪-9‬‬
‫ابن حجر الهيتمي‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي‪ -‬تحفة المحتاج في شرح المنهاج‪ ،‬مع حاشية‬
‫اإلمام عبد الحميد الشرواني‪ ،‬وحاشية اإلمام أحمد بن قاسم العبادي‪-‬ج‪ -9‬المكتبة التجارية‬
‫الكبرى بمصر لصاحبها مصطفى محمد‪ -‬طبعة عام‪3901/‬م‪.‬‬
‫‪ -1‬ابن حزم‪ ،‬ابو محمد علي بن احمد بن سعيد االندلسي‪ -‬كتاب المحلى (باألثار)‪ -‬كتاب قتال اهل‬
‫البغي‪ ،‬مسألة(‪ -)5320‬تحقيق حسان عبد المنان‪ -‬بيت االفكار الدولية‪ -‬طبعة عام‪5661/‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬ابراهيم مصطفى‪ ،‬احمد حسن الزيات‪ ،‬حامد عبد القادر‪ ،‬محمد علي النجار‪،-‬المعجم الوسيط‬
‫‪،‬الجزء االول‪ -‬مطبعة مصر‪ ،‬شركة مساهمة مصرية‪ -‬طبعة عام‪3903/‬م‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫د‪ .‬ابراهيم احمد رزقانه‪ -‬الجغرافية السياسية‪ -‬دار النهضة العربية ‪ -‬طبعة عام‪3901/‬م‪.‬‬
‫‪- 590 -‬‬
‫‪ -12‬ابراهيم محمد عبد الباقي‪.-‬مشكاة الواعظ‪ -‬ط‪ -3‬مكتبة القاهرة‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪3907/‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬د‪ .‬أبو الخير عطية‪ -‬المحكمة الجنائية الدولية الدائمة ‪ -‬دار النهضأأأأأأأة العربية ‪ -‬الطبعة‬
‫المصرية لعام‪3999 /‬م‪.‬‬
‫‪ -10‬ابو داود‪ ،‬سأأليمان ابن االشأأعش السأأجسأأتاني االزدي‪ -‬سأأنن ابي داود‪ ،‬كتاب األداب‪ ،‬ابواب‬
‫النوم‪ ،‬حديث رقم(‪ -)2640‬تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد‪ -‬ج‪ -4‬المكتبة العصأأأأأأرية‪-‬‬
‫طبعة بيروت‪.‬‬
‫‪ -13‬ابو داود الطياليسأأأأي‪ -‬مسأأأأند ابي داود الطياليسأأأأي‪ ،‬احاديث النسأأأأاء الحديث رقم(‪-)3003‬‬
‫تحقيق الدكتور محمد بن عبد المحسأأن التركي‪ -‬ج‪ -3‬ط‪ -3‬هجر للطباعة والنشأأر والتوزيع‬
‫واالعالن‪ -‬طبعة عام‪3999/‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬أبو عوانه‪ ،‬يعقوب بن اسأأحاق االسأأفرائني‪ -‬مسأأند ابي عوانه‪ -‬كتاب االحكام ـأأأأأأأ باب الخبر‬
‫الموجب نصأأأأيحة الحاكم واالمام‪ ،‬الحديث رقم(‪ -)0100‬تحقيق ايمن بن عارف الدمشأأأأقي‪-‬‬
‫ط‪ -3‬ج‪ -4‬دار المعرفة‪ -‬طبعة عام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬ابو السأأعود‪ ،‬محمد بن محمد بن مصأأطفى العمادي ‪ -‬ارشأأاد العقل السأأليم الى مزايا الكتاب‬
‫الكريم‪ -‬تحقيق عبد القادر احمد عطا‪ -‬ج‪ -3‬مكتبة الرياض الحديثة‪ -‬من غير سنة طبع‪.‬‬
‫‪ -19‬ابو القاسم الشابي‪ -‬ديوان اغاني الحياة‪ -‬الدار التونسية للنشر‪ -‬طبعة عام‪3976/‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬ابو يعلي‪ ،‬احمد بن علي بن المثنى الموصأألي‪ -‬مسأأند ابي يعلي‪ -‬مسأأند ابن عباس الحديث‬
‫رقم(‪ -)151/5225‬تحقيق الشأأأأأي خليل مأمون شأأأأأيحا – ط‪ -3‬دار المعرفة‪ -‬طبعة بيروت‬
‫لعام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -19‬احمد عطية هللا‪ -‬القاموس السياسي‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪3972/‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬أحمد بن حنبل‪ ،‬المسأأأند‪ ،‬ومن مسأأأند بني هاشأأأم‪ -‬مسأأأند أبي سأأأعيد الخدري رضأأأي هللا عنه‬
‫حديث‪..37057-33065-‬‬
‫‪ -02‬د‪ .‬احمد رشأأأاد الهواري‪ -‬التصأأأور القانوني والشأأأرعي للحق‪ -‬ج‪ -3‬مركز االعالم االمني‪-‬‬
‫طبعة عام‪5633/‬م‪.‬‬
‫‪- 597 -‬‬
‫‪ -01‬د‪ .‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ -‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ -‬طبعة بيروت عام‪5661/‬م‪.‬‬
‫‪ -00‬د‪ .‬احمد بن محمد البابطين‪ -‬المرأة راعية في بيتها داعية‪ -‬الطبعة السعودية لعام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪ -03‬ادم متز‪ -‬الحضأأأأأأارة االسأأأأأأالمية في القرن الرابع الهجري‪ -‬تعريب محمد عبد الهادي ابو‬
‫ريدة‪ -‬م‪ -3‬ط‪ -5‬دار الكتاب العربي‪ -‬طبعة بيروت لعام‪3947/‬م‪.‬‬
‫‪ -04‬د‪ .‬اسماعيل لطفي‪ -‬اإلرهاب والعنف والتطرف في ميزان الشرع‪.‬‬
‫‪ -03‬اسأأأأأأامة المصأأأأأأري‪ -‬كيف انتهكت امريكا وبريطانيا ميثاق األمم المتحدة والقانون الدولي‪-‬‬
‫‪5667/1/59‬م‪.‬‬
‫‪ -09‬االصفهاني‪ ،‬ابو نعيم احمد بن عبد هللا‪ -‬حلية االولياء وطبقات االصفياء‪ ،‬عطاء بن ميسرة‪-‬‬
‫ج‪ -2‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ -‬طبعة عام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪ -01‬االيجي‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن بن محمد الشأأيرازي‪ -‬جامع البيان في تفسأأير القرآن ‪ -‬ج‪-4‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ -‬طبعة بيروت لعام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪ -09‬البغوي‪ ،‬ابو محمد الحسين بن مسعود‪ -‬معالم التنزيل‪ ،‬تفسير البغوي‪ -‬دار ابن حزم‪ -‬ط‪-3‬‬
‫طبعة عام‪5665/‬م‪.‬‬
‫‪ -02‬البوصأأأأأأيري‪ ،‬ابو العباس احمد بن ابي بكر بن اسأأأأأأماعيل‪ -‬اتحاف الخيرة المهرة بزوائد‬
‫المسأأأانيد العشأأأرة‪ ،‬كتاب الفتن ‪ -‬تحقيق ابي عبد الرحمن واخرون‪ -‬ج‪ -36‬م‪ -3‬ط‪ -3‬مكتبة‬
‫الرشيد‪ -‬طبعة الرياض عام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪ -32‬البيهقي‪ ،‬ابو بكر احمد بن الحسأأأأين‪ -‬الجامع لشأأأأعب اإليمان‪ ،‬الرابع والسأأأأبعون من شأأأأعب‬
‫اإليمان وهو باب في الجود والسأأأأأأخاء حديث رقم( ‪ -)36434‬تحقيق مختار احمد الندوي ‪-‬‬
‫مكتبة الرشيد للنشر والتوزيع‪ -‬ج‪ -31‬ط‪ -3‬طبعة عام‪5661/‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ -‬السنن الكبرى للبيهقي‪ ،‬كتاب قتال اهل البغي –‬
‫تحقيق محمأأد عبأأد القأأادر عطأأا‪ -‬ج‪ -0‬ط‪ -5‬دار الكتأأب العلميأأة‪ ،‬منشأأأأأأورات محمأأد علي‬
‫بيضون‪ -‬طبعة عام‪5661/‬م‪.‬‬
‫‪- 590 -‬‬
‫‪ -30‬البرتو غونزاليس‪ -‬القضأأأاء العسأأأكري العادل الشأأأامل‪ -‬من كتاب ‪ 33‬ايلول ‪ 5663‬الخديعة‬
‫المرعبة‪-‬الكاتب تيري ميسأأأان‪ -‬ترجمة سأأأوزان قازان ومايا سأأألمان‪ -‬دار كنعان للدراسأأأات‬
‫والنشر‪ -‬طبعة دمشق عام‪5665/‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬الترمذي‪ ،‬ابو عيسأأى محمد بن عيسأأى ‪ -‬الجامع الكبير‪ -‬كتاب الديات عن رسأأول هللا صأألى‬
‫هللا عليه وسلم‪ -‬باب ما جاء في النهي عن المثلة‪ -‬تحقيق الدكتور بشار عواد معروف‪ -‬دار‬
‫الغرب االسالمي‪ -‬م‪ -1‬ط‪ -3‬طبعة عام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪ -34‬الثعلبي‪ ،‬ابو اسحاق احمد بن محمد‪ -‬الكشف والبيان في تفسير القرآن ‪ -‬تحقيق ابو محمد بن‬
‫عاشور‪-‬ج‪ -3‬ط‪ -3‬دار احياء التراث العربي‪ -‬طبعة بيروت لعام‪5665/‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬الجوهري‪ ،‬اسأأأأأماعيل بن حماد ‪ -‬تاج اللغة وصأأأأأحاح العربية‪ -‬ج‪ -3‬م‪ -3‬ط‪ -4‬تحقيق احمد‬
‫عبد الغفور عطار‪-‬دار العلم للماليين‪ -‬طبعة بيروت لعام‪3996/‬م‪.‬‬
‫‪ -39‬الرازي‪ ،‬محمأأد بن ابي بكر بن عبأأد القأأادر‪ -‬مختأأار الصأأأأأأحأأاح‪ -‬مكتبأأة لبنأأان‪ -‬طبعأأة‬
‫عام‪3900/‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬السمرقندي‪ ،‬ابو الليث نصر بن محمد بن احمد بن ابراهيم‪ -‬بحر العلوم‪ ،‬تفسير السمرقندي‪-‬‬
‫تحقيق الشأأأأأأي علي محمأأأد معوض واخرون‪ -‬ج‪ -1‬ط‪ -3‬دار الكتأأأب العلميأأأة‪ -‬طبعأأأة‬
‫عام‪3991/‬م‪.‬‬
‫‪ -39‬د‪ .‬السيد ولد اباه‪ -‬عالم ما بعد ‪ 33‬سبتمبر ‪ 5663‬االشكاالت الفكرية واال ستراتيجية ‪ -‬طبعة‬
‫بيروت عام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪ -32‬الشأأأأأأأوكأأأاني‪ ،‬محمأأأد بن علي‪ -‬نيأأأل االوطأأأار في منتقى االخبأأأار‪ ،‬كتأأأاب الجهأأأاد‬
‫والسأأأير‪ -1526/30،‬تحقيق محمد صأأأبحي بن حسأأأن حالق‪-‬ج‪ -34‬ط‪ -3‬دار ابن الجوزي‪-‬‬
‫طبعة عام‪3457/‬هـ‪.‬‬
‫‪ -42‬الشريف الرضي‪ ،‬أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى‪ -‬نهج البالغة‪ -‬محمد عبدة‪ -‬ج‪-3‬‬
‫ط‪ -3‬مؤسسة المعارف‪ -‬طبعة بيروت لعام‪3996/‬م‪.‬‬
‫‪- 599 -‬‬
‫‪ -41‬الصأأأنعاني‪ ،‬عبد الرزاق بن همام‪ -‬تفسأأأير القرآن ‪ -‬تحقيق الدكتور مصأأأطفى مسأأألم محمد‪-‬‬
‫ج‪ -5‬ط‪ -3‬مكتبة الرشيد‪ -‬طبعة الرياض لعام‪3909/‬م‪.‬‬
‫‪ -40‬الطبراني‪ ،‬ابو القاسأأأأأأم سأأأأأأليمان بن احمد‪ -‬المعجم الكبير‪ ،‬االحاديث الطوال‪ ،‬حديث رؤيا‬
‫عاتكة بنت عبد المطلب‪ -‬تحقيق حمدي عبد المجيد السأألفي ‪ -‬مكتبة ابن تيمية‪ -‬ج‪ -52‬ط‪-5‬‬
‫من غير سنة طبع‪.‬‬
‫‪ -43‬الطبري‪ ،‬ابو جعفر محمأأد بن جرير‪ -‬جأأامع البيأأان في تأأأويأأل اي القرآن ‪ -‬تحقيق محمود‬
‫محمد شاكر‪ -‬ج‪ -34‬ط‪ -5‬مكتبة ابن تيمية‪ -‬من غير سنة طبع‪.‬‬
‫‪ -44‬الطبرسأأأي‪ ،‬أبو علي الفضأأأل بن الحسأأأن‪ -‬مجمع البيان في تفسأأأير القرآن ‪ -‬ج‪ -1‬ط‪ -3‬دار‬
‫المرتضى‪ -‬طبعة بيروت لعام‪5660/‬م‪.‬‬
‫‪ -43‬العاملي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن جمال الدين مكي‪ -‬اللمعة الدمشقية في فقه اإلمامية‪ -‬ط‪ -3‬دار‬
‫التراث والدار اإلسالمية‪ ،‬طبعة عام‪3996 /‬م‪.‬‬
‫‪ -49‬الفراهيأأدي‪ ،‬كتأأاب العين ‪ -‬الجزء الرابع ‪ -‬تحقيق الأأدكتور مهأأدي المخزومي والأأدكتور‬
‫ابراهيم السامرائي ‪ -‬طبعة بغداد عام‪3905 /‬م‪.‬‬
‫‪ -41‬الفيروزابادي‪ ،‬محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الشأأأأيرازي‪ -‬القاموس المحيط‪ -‬تحقيق‬
‫محمد نعيم العرقسوسي‪ -‬ط‪ -0‬مؤسسة الرسالة‪ -‬طبعة عام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -49‬القرطبي‪ ،‬محمد بن أحمد بن أبي بكر‪ -‬الجامع ألحكام القرآن ‪-‬ج‪ -55‬ط‪ -3‬مؤسسة الرسالة‪-‬‬
‫طبعة عام‪5660/‬م‪.‬‬
‫‪ -42‬القرطبي‪ ،‬ابو الوليأد محمأد بن احمأد بن محمأد بن رشأأأأأأأد الحفيأد‪ -‬بأدايأة المجتهأد ونهأايأأة‬
‫المقتصد‪ -‬كتاب الحرابة‪ -‬دار ابن حزم‪ -‬طبعة عام‪3999/‬م‪.‬‬
‫‪ -32‬الكاسأأأأاني الحنفي‪ ،‬عالء الدين ابي بكر بن مسأأأأعود ‪ -‬بدائع الصأأأأنائع في ترتيب الشأأأأرائع‪،‬‬
‫كتاب قطاع الطرق‪ -‬تحقيق الشأأأأي علي محمد معوض والشأأأأي عادل احمد عبد الموجود‪-‬‬
‫ج‪ -9‬ط‪ -5‬دار الكتب العلمية‪ -‬طبعة عام‪5661/‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬الكسندر وبيكرد‪ -‬التلفزيون والعنف‪ -‬الطبعة المصرية عام‪5666/‬م‪.‬‬
‫‪- 166 -‬‬
‫‪ -30‬الماوردي‪ ،‬ابو الحسأأأن علي بن محمد بن حبيب البصأأأري(الشأأأافعي)‪ -‬االحكام السأأألطانية‪-‬‬
‫المكتبة العصرية‪ -‬طبعة بيروت لعام‪5666/‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ -‬النكت والعيون‪ -‬مراجعة وتعليق السيد بن عبد‬
‫المنصأأور بن عبد الرحيم‪-‬ج‪ -5‬دار الكتب العلمية‪ ،‬مؤسأأسأأة الكتب الثقافية‪ -‬طبعة بيروت ‪-‬‬
‫من غير سنة طبع‪.‬‬
‫‪ -34‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ -‬الحاوي الكبير ‪ -‬تحقيق الشي علي محمد‬
‫معوض والشأأأأأأي عأأأادل احمأأأد عبأأأد الموجود‪ -‬ج‪ -31‬ط‪ -3‬دار الكتأأأب العلميأأأة‪ -‬طبعأأأة‬
‫عام‪3994/‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬المهايمي‪ ،‬علي بن احمد بن ابراهيم‪ -‬تبصير الرحمن وتيسير المنان‪-‬ج‪ -5‬ط‪ - 1‬وبهامشه‪،‬‬
‫نزهة القلوب في تفسأأأأأأير غريب القرآن البي بكر السأأأأأأجسأأأأأأتاني ‪ -‬عالم الكتب‪ -‬طبعة‬
‫عام‪3901/‬م‪.‬‬
‫‪ -39‬النجفي‪ ،‬محمد ح سن‪ -‬جواهر الكالم في شرح شرائع اال سالم‪ ،‬كتاب الجهاد‪ -‬تحقيق ال شي‬
‫عباس القوجاني‪ -‬ج‪ -53‬ط‪ -7‬دار احياء التراث العربي‪ -‬طبعة عام‪3903/‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬الندوي‪ ،‬ابو الحسن علي الحسني ‪ -‬ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين‪ ،‬مكتبة االيمان‪.‬‬
‫‪ -39‬النيسأأأابوري‪ ،‬محمد بن عبد هللا الحاكم‪ -‬المسأأأتدرك على الصأأأحيحين‪ ،‬حديث رقم(‪-)5460‬‬
‫تحقيق مصطفى عبد القادر عطا‪ -‬ج‪ -5‬ط‪ -3‬دار الكتب العلمية – طبعة عام‪3996/‬م‪.‬‬
‫‪ -32‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ -‬الوسيط في تفسير القرآن المجيد‪ -‬ج‪ -4‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ -‬طبعة بيروت لعام‪3994/‬م‪.‬‬
‫‪ -92‬النسأأأأأأأائي‪ ،‬ابو ع بد الرحمن اح مد بن شأأأأأأع يب‪ -‬السأأأأأأنن الكبرى‪ ،‬ك تاب الج هاد‪ ،‬حد يث‬
‫رقم(‪ -)4506‬تحقيق حسن عبد المنعم‪ -‬ج‪ -4‬ط‪ -3‬مؤسسة الرسالة‪ -‬طبعة عام‪5663/‬م‪.‬‬
‫‪ -91‬النووي‪ ،‬ابو زكريا يحيى بن شرف النووي الدم شقي‪ -‬رياض ال صالحين‪ ،‬كتاب أداب النوم‬
‫او االضأأأأطجاع‪ ،‬الحديث(‪ -)034‬تحقيق عصأأأأام موسأأأأى هادي‪ -‬ط‪ -3‬جمعية احياء التراث‬
‫االسالمي‪ ،‬دار الصديق‪ -‬طبعة عام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪- 163 -‬‬
‫‪ -90‬امام حسانين عطا هللا‪ -‬اإلرهاب البنيان القانوني للجريمة‪ -‬طبعة عام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪ -93‬د‪.‬امل يازجي‪ ،‬د‪ .‬محمد عزيز شأأأأأأكري‪ -‬اإلرهاب ا لدولي والنظام العالمي الراهن‪ -‬دار‬
‫الفكر‪ -‬دار الفكر المعاصر الطبعة السورية لعا‪5665/‬م‪.‬‬
‫‪ -94‬د‪ .‬انتصأأار ابراهيم عبد الرزاق و د‪ .‬صأأفد حسأأام السأأاموك‪ -‬االعالم الجديد‪ -‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬العراق‪ -‬طبعة عام‪5663/‬م‪.‬‬
‫‪ -93‬اودنيس العكرة‪ -‬اإلرهاب السياسي‪ -‬دار الطليعة ‪ -‬طبعة بيروت لعام ‪3991/‬م‪.‬‬
‫‪ -99‬اورخان محمد علي ‪ -‬السلطان وشي االسالم ‪ -‬مجلة صوت المسلم‪ ،‬العدد االول‪.5661‬‬
‫‪ -91‬ايهاب االزهري‪ -‬الناس على دين اذاعاتهم‪ -‬ط‪ -3‬دار الشروق‪ -‬طبعة عام‪3904/‬م‪.‬‬
‫‪ -99‬بطرس البسأأأأأأتأأاني‪ -‬محيط المحيط‪ ،‬قأأاموس طويأأل للغأأة العربيأأة‪ -‬مكتبأأة لبنأأان‪ -‬طبعأأة‬
‫عام‪3907/‬م‪.‬‬
‫‪ -92‬توم غولت ‪ -‬كيف تعمل األمم المتحدة‪ -‬ترجمة كمال االنصاري‪ -‬طبعة بغداد عام‪3905/‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬د‪ .‬توفيق الطويل‪ -‬قصأأأة النزاع بين الدين والفلسأأأفة‪ -‬السأأألسأأأة الفلسأأأفية واالجتماعية مكتبة‬
‫األداب بمصر‪ -‬طبعة عام‪3947/‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬د‪ .‬ثروة بدوي ‪ -‬النظم السياسية‪ -‬ط‪ -4‬دار النهضة العربية‪ -‬طبعة عام‪3972/‬م‪.‬‬
‫‪ -10‬د‪ .‬ثروت عكاشة‪ -‬اعصار من الشرق‪ ،‬جنكيزخان‪ -‬دار الشروق‪ -‬طبعة عام‪3995/‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬د‪ .‬جابر ابراهيم الراوي‪ -‬المنازعات الدولية‪ -‬طبعة بغداد عام‪3970/‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬جبران مسعود‪ -‬القاموس الرائد‪ -‬ط‪ -7‬دار العلم للماليين‪ -‬طبعة عام‪3995/‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬جرجيس فتح هللا‪ -‬يقظة الكرد‪ -‬دار ئاراس للطباعة والنشر‪ -‬طبعة اربيل لعام‪5665/‬م‪.‬‬
‫‪ -19‬جواد رفعت اتلغان‪ -‬الخطر المحيط باإلسالم‪ -‬طبعة بغداد عام‪3902/‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬حامد احمد الطاهر البسيوني‪ -‬صحيح قصص القرآن ‪ -‬دار الحديث‪ -‬طبعة عام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -19‬د‪ .‬حامد احمد الطاهر‪ -‬صأأأحيح االحاديث القدسأأأية‪ -‬دار الفجر للتراث‪ -‬ط‪ -3‬طبعة القاهرة‬
‫لعام‪5661/‬م‪.‬‬
‫‪- 165 -‬‬
‫‪ -12‬أ‪.‬د‪ .‬حسأأأأأأن عماد مكاوي‪ -‬االعالم ومعالجة االزمات‪ -‬الدار المصأأأأأأرية اللبنانية‪ -‬طبعة‬
‫عام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -92‬د‪ .‬حسن عون‪ -‬صور ملهمة من واقع المجتمع العربي‪ -‬طبعة االسكندرية عام‪3907/‬م‪.‬‬
‫‪ -91‬اللواء الدكتور حسأأأأأأنين المحمدي بوادي‪ -‬تجربة مواجهة اإلرهاب‪ -‬دار الفكر الجامعي‪-‬‬
‫االسكندرية‪ -‬طبعة عام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪ -90‬حسين كريم خضير‪ -‬التضليل االعالمي المعادي للعراق‪ -‬طبعة العراق عام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪ -93‬د‪ .‬خالد رشأأأيد الجميلي‪ -‬احكام البغاة والمحاربين في الشأأأريعة االسأأأالمية والقانون‪ -‬الجزء‬
‫االول‪ -‬دار الحرية للطباعة‪ -‬طبعة عام‪3979/‬م‪.‬‬
‫‪ -94‬خضر عباس الصالحي‪ -‬تحرير فلسطين‪ -‬طبعة النجف االشرف عام‪3909/‬م‪.‬‬
‫‪ -93‬أ‪.‬د‪ .‬راغب السأأرجاني‪ -‬فن التعامل النبوي مع غير المسأألمين‪ -‬دار الكتب المصأأرية‪ -‬طبعة‬
‫القاهرة لعام‪5636/‬م‪.‬‬
‫‪ -99‬روبرت ج بيكارد‪ -‬االعالم والعنف‪ -‬نقله الى العربية اشأأأأأأرف الصأأأأأأباغ‪ -‬طبعة القاهرة‬
‫عام‪3900/‬م‪.‬‬
‫‪ -91‬روجيه غارودي‪ -‬االساطير المؤسسة للسياسة االسرائيلية‪ -‬ترجمة محمد هشام‪ -‬ط‪ -4‬دار‬
‫الشروق‪ -‬طبعة عام‪566/‬م‪.‬‬
‫‪ -99‬ــــــــــــــــــــــــ ‪ -‬اإلرهاب الغربي‪ -‬ج‪ - 3‬تعريب د‪ .‬داليا الطوخي‪ ،‬د‪ .‬ناصر عبد الحميد‬
‫د‪ .‬سامي مندور‪ -‬مكتبة الشروق الدولية‪ -‬طبعة عام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪ -92‬رياض الجبان ‪ :‬البيئة والمجتمع‪ ،‬دراسأأأأأة في علم اجتماع البيئة‪ /‬عبد الحميد احمد رشأأأأأوان‬
‫الطبعة االولى‪ -‬جامعة االسكندرية ‪ -‬عام‪5660/‬م‪.‬‬
‫‪ -22‬د‪ .‬سارة صالح عيادة‪ -‬دور التربية االسرية في حماية االبناء من اإلرهاب عام‪5633/‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬سأأأليم مطر‪ -‬اخطر اسأأأرار االسأأأتراتيجية االمريكية في العراق والشأأأرق االوسأأأط‪ ،‬حقيقة‬
‫المنظمات السرية التي تحكم العالم‪ -‬دار الكلمة الحرة بيروت‪ -‬طبعة عام‪5633/‬م‪.‬‬
‫‪- 161 -‬‬
‫‪ -20‬د‪ .‬سأأأموحي فوق العادة ‪ -‬معجم الدبلوماسأأأية والشأأأؤون الدولية‪ -‬مكتبة لبنان بيروت‪ -‬طبعة‬
‫عام‪3979/‬م‪.‬‬
‫‪ -23‬د‪ .‬سأأهيل زكار‪ -‬الجامع ألخبار القرامطة‪ ،‬في االحسأأاء‪ ،‬الشأأام‪ ،‬العراق‪ ،‬اليمن‪ -‬ج‪ -5‬ط‪-1‬‬
‫دار حسان للطباعة والنشر‪ -‬طبعة عام‪3907/‬م‪.‬‬
‫‪ -24‬شأأأأأارل روسأأأأأو‪ -‬القانون الدولي العام‪ -‬الشأأأأأركة االهلية للطباعة والنشأأأأأر‪ -‬طبعة بيروت‬
‫لعام‪3905/‬م‪.‬‬
‫‪ -23‬شفيق االرناؤوط‪ -‬قاموس االسماء العربية‪ -‬دار العلم للماليين‪ -‬ط‪ -5‬طبعة عام‪3909/‬م‪.‬‬
‫‪ -29‬د‪ .‬شكري سرور‪ -‬النظرية العامة للقانون‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬طبعة عام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬صالح بن عبد الرحمن الحصين‪ -‬التسامح والعدوانية بين االسالم والغرب‪ -‬مؤسسة الوقف‬
‫االسالمي‪ -‬ط‪ -3‬طبعة عام‪3459/‬هـ‪.‬‬
‫‪ -29‬د‪ .‬صالح وهبي‪ -‬قضايا عالمية معاصرة‪ -‬طبعة دمشق عام‪5663/‬م‪.‬‬
‫‪ -22‬د‪ .‬صالح الدين عامر‪ -‬المقاومة الشعبية المسلحة‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪3909/‬م‪.‬‬
‫‪ -122‬صالح نصر‪ -‬الحرب النفسية القائم والمعتقد‪ -‬الجزء االول‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪3970/‬م‪.‬‬
‫‪ -121‬د‪ .‬صأأأأأالح عبد الرزاق‪ -‬المفكرون الغربيون المسأأأأألمون‪ ،‬دوافع اعتناقهم االسأأأأأالم‪ -‬دار‬
‫الهادي‪ -‬طبعة عام‪5660 -5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -120‬د‪ .‬عامر الزمالي ‪ -‬الفئات المحمية بموجب أحكام القانون الدولي اإلنسأأاني ‪ ،‬دراسأأات في‬
‫القانون الدولي ‪ -‬دار المستقبل العربي ‪ ،‬اللجنة الدولية للصليب األحمر ‪ -‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -123‬ع بد الرحمن ع بد الج بار الفريوائي‪ -‬ك تاب الز هد لإل مام وكيع بن الجراح (‪ -)534‬ط‪-3‬‬
‫مكتبة الدار‪ ،‬المدينة المنورة‪ -‬طبعة عام‪3904/‬م‪.‬‬
‫‪ -124‬عبد الرحمن كمال محمد‪ -‬توضأأأيح المسأأأالك للسأأأائل والناسأأأك‪ -‬رقم االيداع في دار الكتب‬
‫والوثائق(‪ )490‬في ‪.5663/7/9‬‬
‫‪ -123‬د‪ .‬عبد هللا احمد قادري االهدل‪ -‬حوارات مع مسأأأأأألمين اوربيين – ط‪ -3‬طبعة دار القلم‪،‬‬
‫الدار الشامية – طبعة عام‪3996/‬م‪.‬‬
‫‪- 164 -‬‬
‫‪ -129‬د‪.‬عبد هللا ناصأأح علوان‪ -‬معالم الحضأأارة في االسأأالم واثرها في النهضأأة االوربية‪ -‬دار‬
‫السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ -‬االصدار االول‪.‬‬
‫‪ -121‬ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ -‬تربية االوالد في االسالم‪ -‬المجلد االول‪.‬‬
‫‪ -129‬ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ - -‬االعتقاد في الشريعة االسالمية‪ -‬االصدار االول ‪ -‬دار السالم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة‪.‬‬
‫‪www.abdullahelwan.net‬‬
‫‪ -122‬د‪ .‬عبد هللا عزام ‪ -‬السرطان االحمر‪ -‬ط‪ -3‬مكتبة االقصى‪ ،‬عمان طبعة عام‪3906/‬م‪.‬‬
‫‪ -112‬عبد هللا احمد قادري‪ -‬الردة في االسأأالم وخطرها على العالم االسأأالمي‪ -‬ط‪ -5‬مكتبة طيبة‬
‫في المدينة المنورة‪ -‬طبعة عام‪3902‬م‪.‬‬
‫‪ -111‬د‪ .‬عبد المعطي عز الدين الداالتي‪ -‬ربحت محمدا ولم اخسأأأأأر المسأأأأأيح‪ -‬ط‪ -3‬مؤسأأأأأسأأأأأة‬
‫الرسالة‪ -‬طبعة عام‪5661/‬م‪.‬‬
‫‪ -110‬د‪ .‬عبأأد العزيز عأأامر‪ -‬التعزير في الشأأأأأأريعأأة االسأأأأأأالميأأة‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬طبعأأة‬
‫عام‪3970/‬م‪.‬‬
‫‪. -113‬د‪ .‬عبد العزيز عامر‪ -‬شأأأأأأرح االحكام العامة للجريمة‪ -‬ط‪ -5‬جامعة قار>يونس‪. -‬طبعة‬
‫عام‪3907/‬م‪.‬‬
‫‪ -114‬عبأأد العظيم بن بأأدوي‪ -‬الوجيز في فقأأه السأأأأأأن أة والكتأأاب العزيز‪ -‬الطبع أة المصأأأأأأريأأة‬
‫عام‪5663/‬م‪.‬‬
‫‪ -113‬عبد الواحد االمدي التميمي‪ -‬حكم االمام علي‪ ،‬غرر الحكم ودرر الكلم‪ -‬مؤسأأأسأأأة االعلمي‬
‫للمطبوعات‪ -‬طبعة عام‪5665/‬م‪.‬‬
‫‪ -119‬عبد الرحمن كمال محمد‪ -‬توضأأأيح المسأأأالك للسأأأائل والناسأأأك‪ -‬رقم االيداع في دار الكتب‬
‫والوثائق(‪ )490‬في ‪.5663/7/9‬‬
‫‪ -111‬عبد المجيد شأأأأأأكري‪ -‬االعالم االسأأأأأأالمي الواقع‪..‬التحديات والمسأأأأأأتقبل‪ -‬العربي للنشأأأأأأر‬
‫والتوزيع‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪3999/‬م‪.‬‬
‫‪- 162 -‬‬
‫‪ -119‬عز الأأدين المقأأدسأأأأأأي ‪ -‬تنبيأأه الراحأأل الى اهم مأأا يحتأأاجأأه من المسأأأأأأأأائأأل‪ -‬ط‪ -3‬طبعأأة‬
‫عام‪3450/‬هـ‪.‬‬
‫‪ -112‬د‪ .‬عصمت سيف الدولة‪ -‬الطريق الى الوحدة العربية ‪ -‬طبعة بيروت عام‪3900/‬م‪.‬‬
‫‪ -102‬د‪ .‬علي صأأأأأأادق ابو هيف‪ -‬القانون الدولي العام ‪ -‬مطبعة المعارف باإلسأأأأأأكندرية‪ -‬طبعة‬
‫االسكندرية لعام‪3905/‬م‪.‬‬
‫‪ -101‬د‪ .‬علي عبأأد القأأادر القهوجي‪ -‬القأأانون الأأدولي الجنأأائي‪ ،‬اهم الجرائم الأأدوليأأة‪ ،‬المحأأاكم‬
‫الدولية الجنائية‪ -‬ط‪ -3‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ -‬طبعة عام‪5663/‬م‪.‬‬
‫‪ -100‬علي عبد الواحد‪ -‬المساواة في االسالم من الناحية الدستورية‪ -‬دار المعارف‪ -‬طبعة القاهرة‬
‫لعام‪3905/‬م‪.‬‬
‫‪ -103‬د‪ .‬علي علي البنأ‪ -‬المشأأأكالت البيئة وصأأأيانة الموارد الطبيعية‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬طبعة‬
‫القاهرة لعام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪ -104‬أ‪.‬د‪ .‬علي علي فهمي‪ -‬دور الشأأأأأأبكات االجتماعية في تمويل وتجنيد اإلرهابيين‪ -‬جامعة‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪-‬اسأأأأأأتعمال اإلنترنت في تمويل اإلرهاب وتجنيد اإلرهابيين‪-‬‬
‫طبعة عام‪5635/‬م‪.‬‬
‫‪ -103‬د‪ .‬غوستاف لوبون‪ -‬حضارة العرب‪ -‬نقله الى العربية عادل زعيتر‪ -‬نشر مصطفى البابي‬
‫الحلبي طبعة القاهرة لعام‪3904/‬م‪.‬‬
‫‪ -109‬د‪ .‬فاروق ابو زيد‪ -‬مدخل الى عالم الصحافة‪ -‬عالم الكتب‪ -‬طبعة عام‪3900/‬م‪.‬‬
‫‪ -101‬فاضأأأل دوالن‪ -‬اسأأأرى الحرب في التشأأأريع االسأأأالمي والقانون الدولي‪ -‬مطبعة العاني‬
‫بغداد‪ -‬طبعة عام‪3902/‬م‪.‬‬
‫‪ -109‬فاضأأأأأأل الصأأأأأأفار‪ -‬ظاهرة العنف واإلرهاب اسأأأأأأبابها وحلولها‪ -‬مجلة النبأ اللبنانية‪-‬عددا‬
‫المجلة (‪ )00-07‬لعام‪5661/‬م‪.‬‬
‫‪ -102‬د‪ .‬فخري عبد الرزاق صلبي الحديثي‪ -‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ -‬شركة العاتك‪-‬‬
‫ط‪ -5‬طبعة عام‪5636/‬م‪.‬‬
‫‪- 160 -‬‬
‫‪ -132‬د‪ .‬فردريك معتوق‪ -‬معجم الحروب‪ -‬طبعة لبنان‪ -‬عام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪ -131‬د‪ .‬فكري عطا هللا‪ -‬اإلرهاب الدولي‪ -‬دار الكتب الحديثة‪ -‬طبعة عام‪5666/‬م‪.‬‬
‫‪ -130‬د‪ .‬كمال خورشأأأأأأيد عبد الوهاب‪ -‬عولمة الثقافة المخاطر وكيفية معالجتها‪ -‬بيت الحكمة‪-‬‬
‫دراسات اجتماعية عام‪5666/‬م‪.‬‬
‫‪ -133‬كوفال‪ .‬م ‪ -‬االوجه المتعددة لإلرهاب‪ -‬طبعة القاهرة عام‪3992/‬م‪.‬‬
‫‪ -134‬كين بوت‪ -‬تيم ديون‪ -‬مجموعة مقاالت ‪ -‬المقال الخاص بالكاتب مايكل كوكس‪ -‬عنوان‬
‫الكتأأاب(عوالم متصأأأأأأأأارعأأة‪ -‬اإلرهأأاب ومسأأأأأأتقبأأل النظأأام العأأالمي)‪ -‬طبعأأة االمأأارات‬
‫لعام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -133‬لي ذوان ‪ -‬الثورة الفيتنامية‪ -‬المشأأاكل االسأأاسأأية والمهمات الرئيسأأية‪ -‬ترجمة طاهر عبد‬
‫الكريم‪ -‬طبعة بيروت عام‪3973/‬م‪.‬‬
‫‪ -139‬ليلى عبد الحميد‪ -‬التشريعات االعالمية‪ -‬طبعة القاهرة لعام‪3997/‬م‪.‬‬
‫‪ -131‬د‪ .‬ليلى ع بد الو هاب‪ -‬العنف االسأأأأأأري‪ -‬الجري مة والعنف ضأأأأأأأد المرأة‪ -‬طب عة بيروت‬
‫عام‪5666/‬م‪.‬‬
‫‪ -139‬محمد العروسأأأأأأي المطوي‪ -‬الحروب الصأأأأأأليبية في المشأأأأأأرق والمغرب‪ -‬طبعة تونس‬
‫عام‪3924/‬م‪.‬‬
‫‪ -132‬د‪ .‬محمد الدسأأوقي‪ -‬مقدمة كتاب ظاهرة انتشأأار االسأأالم وموقف بعض المسأأتشأأرقين منها‬
‫للكاتب محمد فتح الزيادي‪ -‬الطبعة الليبية عام‪3901/‬م‪.‬‬
‫‪ -142‬محمد بن اسأأماعيل اليمني الصأأنعاني‪ -‬سأأبل السأأالم‪ ،‬الموصأألة الى بلوغ المرام – تحقيق‬
‫محمد صبحي حسن حالق –ج‪ -0‬ط‪ -3‬دار ابن الجوزي‪ -‬طبعة عام‪3997/‬م‪.‬‬
‫‪ -141‬محمد سيد طنطاوي‪ -‬بنو اسرائيل في القرآن والسنة‪ -‬طبعة عام‪3900/‬م‪.‬‬
‫‪ -140‬د‪ .‬محمد شالل حبيب‪ -‬اصول علم االجرام‪ -‬الطبعة المصرية عام‪5667/‬م‪.‬‬
‫‪ -143‬د‪ .‬محمد طه بدوي‪ -‬مدخل الى علم العالقات الدولية‪ -‬دار النهضأأأة العربية‪ -‬طبعة بيروت‬
‫لعام‪3903/‬م‪.‬‬
‫‪- 167 -‬‬
‫‪ -144‬محمد عبده ‪ -‬رسالة التوحيد ‪ -‬الطبعة المصرية لعام‪3909/‬م‪.‬‬
‫‪ -143‬د‪ .‬محمد عبد الرحمن الشرنوبي‪ -‬االنسان والبيئة‪ -‬طبعة عام‪3970/‬م‪.‬‬
‫‪ -149‬محمد عزيز شكري‪ -‬اإلرهاب الدولي‪ -‬دار العلم للماليين‪ -‬طبعة عام‪3993/‬م‪.‬‬
‫‪ -141‬د‪ .‬محمد عبد المنعم‪ -‬المجتمع االنساني‪ - -‬مكتبة القاهرة الحديثة‪ -‬طبعة عام‪3976/‬م‪.‬‬
‫‪ -149‬د‪ .‬محمد محي الدين عوض‪ -‬الجريمة الدولية‪ ،‬تقنيتها والمحاكمة عليها‪ -‬طبعة القاهرة‬
‫لعام‪3907/‬م‪.‬‬
‫‪ -142‬محمد مهدي الحائري‪ -‬شأأأأجرة طوبى‪ -‬انتشأأأأارات المكتبة الحيدرية‪ -‬ط‪ -3‬من غير سأأأأنة‬
‫طبع‪.‬‬
‫‪ -132‬محمد مؤنس‪ -‬اإلرهاب في القانون الجنائي على المسأأأأأأتويين الوطني والدولي‪ -‬المطبعة‬
‫االنجلو مصرية‪ -‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ -131‬محمود حلمي‪ -‬المبادئ الدستورية العامة‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬طبعة عام‪3903/‬م‪.‬‬
‫‪ -130‬محمود مصأأأأأأطفى‪ -‬شأأأأأأرح قانون العقوبات العام‪ -‬ط‪ -36‬دار النهضأأأأأأأة العربية‪ -‬طبعة‬
‫عام‪3901/‬م‪.‬‬
‫‪ -133‬د‪ .‬مختار التهامي‪ -‬الراي العام والحرب النفسية‪ -‬الطبعة المصرية لعام‪3974/‬م‪.‬‬
‫‪ -134‬مروان المدور‪ -‬االرمن عبر التاري ‪ -‬ط‪ -5‬منشأأورات دار نوبل‪ ،‬دمشأأق‪ ،‬سأأوريا‪ -‬طبعة‬
‫عام‪3906/‬م‪.‬‬
‫‪ -133‬مسلم‪ ،‬الصحيح‪ -‬كتاب الرقاق‪ -‬باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان‬
‫الفتنة ‪ -‬حديث ‪ ،37057-2613 :‬باب الجهاد‪.‬‬
‫‪ -139‬د‪ .‬مصطفى ابراهيم الزلمي ‪ -‬مجموعة االبحاث العلمية ‪ -‬طبعة بغداد لعام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -131‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ -‬حقوق االنسان في االسالم‪ -‬مطبعة الخنساء‪ -‬طبعة بغداد‬
‫لعام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -139‬د‪ .‬مصأأأأأأطفى حلمي‪ -‬الفكر االسأأأأأأالمي في مواج هة الغزو الث قافي‪ -‬دار ا لدعوة‪ -‬طب عة‬
‫عام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪- 160 -‬‬
‫‪ -132‬موفق اسعد‪ -‬االعالم والحرب العراقية االيرانية‪ -‬طبعة بغداد لعام‪3900/‬م‪.‬‬
‫‪ -192‬د‪ .‬مهدي رزق هللا احمد‪ -‬السأأيرة النبوية في ضأأوء المصأأادر االصأألية‪ -‬ط‪ -3‬مركز الملك‬
‫فيصل للبحوث والدراسات االسالمية‪ -‬طبعة عام‪3995/‬م‪.‬‬
‫‪ -191‬مورجان‪ .‬ك‪ -‬اإلرهاب والعنف ‪ -‬طبعة القاهرة‪ -‬عام‪3909/‬م‪.‬‬
‫‪ -190‬ناجي معروف‪ -‬اصالة الحضارة العربية‪ -‬مطبعة التضامن‪ -‬طبعة بغداد لعام‪3909/‬م‪.‬‬
‫‪ -193‬ناجي القطاعنة‪ -‬العالقة بين القانون الدولي االنسأأأأأاني والقانون الدولي لحقوق االنسأأأأأان‪-‬‬
‫كلية الحقوق جامعة دمشق‪5660-5662 -‬م‪.‬‬
‫‪ -194‬نبيل حلمي‪ -‬اإلرهاب الدولي والسأأأأأياسأأأأأة الجنائية الدولية‪ -‬دار النهضأأأأأة العربية‪ -‬طبعة‬
‫عام‪3900/‬م‪.‬‬
‫‪ -193‬نبيل عبد الرحمن‪ ،‬القاضأأأأي‪ -‬قانون العقوبات العراقي رقم ‪ 333‬لسأأأأنة ‪ 3909‬وتعديال ته‬
‫مع التعديالت الت شريعية وما ا صابها من قرارات سلطة االئتالف المؤقتة ‪-5662-5661‬‬
‫المكتبة القانونية‪ -‬طبعة عام‪5660/‬م‪.‬‬
‫‪ -199‬نعوم تشومسكي‪ 263 -‬سنة الغزو مستمر‪ -‬ترجمة مي النبهان‪ -‬طبعة دمشق عام‪3993/‬م‪.‬‬
‫‪ -191‬نعمة علي حسين‪ -‬مشكلة اإلرهاب الدولي‪ -‬طبعة بغداد‪-‬عام‪3904/‬م‪.‬‬
‫‪ -199‬د‪ .‬نعمان عبد الرزاق السأأامرائي‪ -‬احكام المرتد في الشأأريعة االسأأالمية‪ ،‬دراسأأة مقارنة‪-‬‬
‫ط‪ -5‬دار العلم للطباعة والنشر‪ -‬طبعة عام‪3901/‬م‪.‬‬
‫‪ -192‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬نزهأأت محمود الأأدليمي‪ -‬دور اجهزة االعالم في ادارة االزمأأات‪ -‬مجلأأة البأأاحأأث‬
‫االعالمي‪ ،‬مجلة ف صلية محكمة ت صدر عن كلية االعالم في جامعة بغداد‪ -‬العدد الخامس‪-‬‬
‫لعام‪5669/‬م‪.‬‬
‫‪ -112‬د‪ .‬نور الدين هنداوي‪ -‬ال سيا سة الجنائية للم شرع الم صري في مواجهة جرائم اإلرهاب ‪-‬‬
‫دار النهضة العربية‪ -‬طبعة عام‪3991/‬م‪.‬‬
‫‪ -111‬هويدا مصأأأطفى‪ -‬دور االعالم في االزمات الدولية‪ -‬مركز المحروسأأأة للبحوث والتدريب‬
‫والنشر‪ -‬طبعة عام‪5666/‬م‪.‬‬
‫‪- 169 -‬‬
‫‪ -110‬د‪ .‬هاني السأأأأأأباعي مشأأأأأأأار اليه عند سأأأأأأأالم ابراهيم‪ -‬العنف واإلرهاب‪ -‬المركز العربي‬
‫لالبحاث‪ -‬ندوة جامعة الفاتح‪/‬ليبيا‪.‬‬
‫‪ -113‬هيربرت بوسأأأأه‪ -‬أسأأأأس الحوار في القرآن الكريم‪ ،‬دراسأأأأة في عالقة االسأأأأالم باليهودية‬
‫والمسأأأأأأيحية‪ -‬ترجمة احمد محمد هويدي‪ -‬المجلس االعلى للثقافة‪ -‬المشأأأأأأروع القومي‬
‫للترجمة العدد(‪ -)960‬طبعة عام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -114‬وائأأأل ابراهيم الفأأأاعوري‪ -‬الحرب والبيئأأأة ابيض اسأأأأأأود‪ -‬دار الخليج‪-‬عمأأأان‪ -‬طبعأأأة‬
‫عام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -113‬وليم سليمان ‪ -‬الحوار بين االديان‪ -‬الطبعة المصرية عام‪3907/‬م‪.‬‬
‫‪ -119‬وليم تومسأأأن ورتبات واخرون‪ -‬قاموس عربي انكليزي‪ -‬ط‪ -2‬مكتبة لبنان‪ -‬طبعة بيروت‬
‫لعام‪3904/‬م‪.‬‬
‫‪ -111‬د‪ .‬وهبة الزحيلي‪ -‬اثار الحرب في الفقه االسالمي‪ -‬ط‪ -1‬دار الفكر‪ -‬طبعة عام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪ -119‬يوشأأأأع بروار‪ -‬عالم الصأأأأليبيين‪ -‬ترجمة وتعليق وتقديم‪ ،‬د‪ .‬قاسأأأأم عبدة قاسأأأأم و د‪ .‬محمد‬
‫خليفة حسن‪ -‬ط‪ -3‬عين للدراسات والبحوث االنسانية واالجتماعية‪ -‬طبعة عام‪3999/‬م‪.‬‬
‫‪ -112‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬جمهورية مصأأأأر العربية‪ -‬المعجم الوسأأأأيط‪ -‬ط‪ -4‬مكتبة الشأأأأروق‪-‬‬
‫طبعة عام‪5664/‬م‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬الرسائل واالطاريح‬
‫‪ -1‬حسأأن علوان ‪ -‬موضأأوعة اإلرهاب في الفضأأائيات العربية‪ ،‬دراسأأة في الشأأكل والمضأأمون‪-‬‬
‫اطروحة دكتوراه في االعالم‪ -‬األكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك عام‪5660/‬م‪.‬‬
‫‪ -0‬ح سن عزيز الحلو‪ -‬اإلرهاب في القانون الدولي‪ -‬ر سالة ماج ستير في القانون العام مقدمة الى‬
‫االكاديمية العربية في الدنمارك لعام‪5667/‬م‪.‬‬
‫‪- 136 -‬‬
‫‪ -1‬جعفر عبد الرسأأأأأول دهش‪ -‬مراجعة التشأأأأأريعات لمكافحة اإلرهاب في العراق ودول عربية‬
‫أخرى مقابل متطلبات الشأأأأأأريعة االسأأأأأأالمية‪ -‬أطروحة دكتوراه مقدمة الى جامعة سأأأأأأأانت‬
‫كليمنتس‪/‬فرع العراق‪ ،‬لنيل درجة الدكتوراه في القانون الدولي لعام‪5635/‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬سعدون محسن‪-‬الدعاية واالعالم الموجهة ضد العرب والمسلمين في الواليات المتحدة للفترة‬
‫من ‪ 5663‬الى ‪ -5667‬رسالة ماجستير مقدمة الى جامعة سانت كليمنتس‪.‬‬
‫‪ -3‬هاني رفيق حامد عوض‪ -‬الجريمة السأأياسأأية ضأأد االفراد‪ -‬رسأأالة ماجسأأتير مقدمة الى كلية‬
‫الشريعة والقانون في الجامعة اإلسالمية في غزة لعام‪5669/‬م‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬الدوريات والبحوث والندوات والمؤتمرات الجرائد والمجالت‬
‫‪ -1‬د‪ .‬ابراهيم علوش‪ -‬قوانين مكأأافحأأة اإلرهأأاب االمريكيأأة اجراءات مؤقتأأة ام انقالب على‬
‫الدستور‪ -‬مجلة األداب اللبنانية‪ -‬العدد ‪ 35-33‬تشرين ثاني‪.5663‬‬
‫‪ -0‬د‪ .‬ابراهيم احمد السأأأأأأأامرائي‪ -‬المحكمة الجنائية الدولية‪ -‬كلية القانون جامعة بغداد‪ -‬مجلة‬
‫العلوم القانونية‪-‬العدد‪ 5-3/‬لعام‪5663/‬م‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫د‪ .‬ابراهيم الحيدري‪ -‬في سأأأوسأأأيولوجيا العنف واإلرهاب‪ -‬جريدة الشأأأرق االوسأأأط‪ -‬العدد‬
‫(‪ (0434‬الثالثـاء ‪ 52‬رمضـان ‪ 3455‬هـ ‪ 33‬ديسمبر ‪.5663‬‬
‫‪ -4‬ابراهيم تيروز‪ -‬اإلرهاب باإلرهاب‪ -‬الحوار المتمدن‪ -‬العدد ( ‪.5667/7/33 -)3971‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬احمد محمد ابو الوفا‪ -‬الشأأأأأأريعة اإلسأأأأأأالمية وظاهرة اإلرهاب الدولي‪ ،‬مجلة البحوث‬
‫والدراسات العربية‪ -‬العدد(‪ )39‬لعام‪3993/‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬د‪.‬ا حمد عبد الونيس‪ -‬الحماية الدولية للبيئة في اوقات النزاعات المسأأأأأألحة‪ -‬مجلة القانون‬
‫الدولي المصرية‪ -‬مجلد رقم(‪ )25‬لسنة ‪3990‬م‪.‬‬
‫‪-1‬‬
‫احمد عبادي‪ -‬اإلسأأأالم في عيون المسأأأتشأأأرقين‪ ،‬أرثر أربري يقدم للعالم الترجمة المفسأأأرة‬
‫لمعاني القرآن الكريم‪ -‬جريدة االتحاد االمارتية العدد الصادر بتاري ‪.5660/9/51‬‬
‫‪- 133 -‬‬
‫‪-9‬‬
‫د‪ .‬أسأأأأأماء بنت عبد العزيز الحسأأأأأين‪ -‬بحث بعنوان‪ -‬أسأأأأأباب اإلرهاب والعنف والتطرف‪،‬‬
‫دراسأأة تحليلية‪ ،‬مقدمة الى المؤتمر العلمي عن موقف االسأأالم من اإلرهاب‪ -‬جامعة االمام‬
‫محمد بن سعود االسالمية‪ -‬عام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫د‪ .‬ادم سأأأنكري‪ -‬اإلسأأأالم سأأأبق جميع القوانين في مكافحة اإلرهاب وحماية المجتمعات من‬
‫شروره‪ -‬صحيفة الرياض‪ -‬العدد (‪ )35260‬السنة ‪.5665/6/37 -10‬‬
‫‪ -12‬د‪ .‬اشأأأأرف توفيق شأأأأمس الدين‪ -‬السأأأأياسأأأأة التشأأأأريعية لمكافحة اإلرهاب ومدى اتفاقها مع‬
‫أصول الشرعية الجنائية‪ ،‬دراسة نقدية للقانون المصرى‪ -‬مجلة الدستورية‪ ،‬العدد (‪.)31‬‬
‫‪ -11‬الياس حنا‪ -‬هكذا تريد الواليات المتحدة الشرق االوسط الكبير‪ -‬جريدة النهار‪.5664/1/0‬‬
‫‪ -10‬د‪ .‬الشأأأأأأأاهد البوشأأأأأأيخي‪ -‬مفهوم االمن في القرآن الكريم‪ -‬مجلة حراء‪ -‬السأأأأأأنة الرابعة‪-‬‬
‫العدد(‪ -)31‬عدد اكتوبر‪ -‬ديسمبر ‪.5660‬‬
‫‪ -13‬امال شأأأأأأحادة‪ -‬تحت غطاء محاربة اإلرهاب في العالم‪ ،‬حملة اسأأأأأأرائيلية لتشأأأأأأويه القرآن‬
‫واالسالم‪ -‬جريدة الحياة‪.5664/4/50 -‬‬
‫‪ -14‬باسم علي خريسان‪ -‬السياسة الدولية ومنطق اإلرهاب الصفري‪ -‬مجلة أوراق دولية مركز‬
‫الدراسات الدولية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العدد(‪ -)311‬نيسان عام‪5664/‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬بهنسأأي حسأأن‪ -‬مدى تأثير االتجاه السأأائد بوسأأائل االعالم المصأأرية على تشأأكيل اتجاهات‬
‫الرأي‪ /‬مجلة بحوث الرأي العام‪ ،‬العدد(‪ -)31‬لعام‪5667/‬م‪.‬‬
‫‪ -19‬حامد بن عقيل‪ -‬أسباب نشوء ظاهرة اإلرهاب‪ -‬صحيفة الشرق‪ -‬العدد رقم (‪ )460‬الصادر‬
‫بتاري ‪.5631/3/31‬‬
‫‪ -11‬د‪ .‬حمدان رمضأأأان محمد‪ -‬اإلرهاب الدولي وتداعياته على األمن والسأأألم العالمي‪ ،‬دراسأأأة‬
‫تحليلية من منظور اجتماعي‪ -‬مجلة أبحاث كلية التربية األساسية‪ ،‬المجلد(‪،)١١‬العدد (‪)3‬‬
‫‪ -19‬خديجة عرسان‪ -‬الشركات األمنية الخاصة في ضوء القانون الدولي اإلنساني‪ -‬مجلة جامعة‬
‫دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية – المجلد ‪ - 50‬العدد األول لعام‪5635/‬م‪.‬‬
‫‪- 135 -‬‬
‫‪ -12‬رائأأد سأأأأأأليمأأان الفقير‪ -‬تأأاري نشأأأأأأأأأة مفأأاهيم حقوق االنسأأأأأأأأان‪ -‬الحوار المتمأأدن‪ -‬العأأدد‬
‫المرقم(‪.5660/9/34 -)3071‬‬
‫‪ -02‬زكي علي السأأأأيد ابو غضأأأأة‪ -‬اإلرهاب في اليهودية والمسأأأأيحية واإلسأأأأالم والسأأأأياسأأأأات‬
‫المعاصرة‪ -‬دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪ -‬طبعة عام‪5665/‬م‪.‬‬
‫‪ -01‬سأأعيدة عامر‪ -‬خبير امني‪ :‬قانون العقوبات يكفي ولسأأنا بحاجة الى قانون مكافحة اإلرهاب‪-‬‬
‫صحيفة المصريون‪ -‬عدد يوم ‪ 3‬سبتمبر ‪.5631‬‬
‫‪ -00‬شأأأأاهيناز بسأأأأيوني‪ -‬العالقة بين التعرض لوسأأأأائل االتصأأأأال وطبيعة االتجاه نحو مشأأأأكلة‬
‫اإلرهاب‪ .‬جامعة القاهرة‪ -‬كلية االعالم‪ -‬مجلة بحوث االتصال العدد العاشر لعام‪3991 /‬م‪.‬‬
‫‪ -03‬شأأفيق المصأأري‪ -‬اإلرهاب في ميزان القانون الدولي‪ -‬مجلة شأأؤون الوسأأط‪ -‬العدد(‪)362‬‬
‫لعام‪5665/‬م‪.‬‬
‫‪ -04‬صأأالح الدين عامر ‪ -‬القانون الدولي في عالم مضأأطرب ‪ -‬السأأياسأأة الدولية‪ -‬العدد (‪)321‬‬
‫يوليو‪/‬تموز ‪.5665‬‬
‫‪ -03‬د‪ .‬عبد الحي يوسأأأأف‪ -‬الفرق بين اإلرهاب والمقاومة المسأأأألحة المشأأأأروعة ‪ -‬ورقة مقدمة‬
‫لملتقى (اقرأ الفقهي)‪ -‬المنعقد بشأأأرم الشأأأي ـأأأأأأأأأ جمهورية مصأأأر العربية – ‪37-30‬رجب‬
‫‪ 3450‬الموافق ‪53‬ـ‪ 55‬أغسطس ‪.5662‬‬
‫‪ -09‬عبد الجبار الحمدي‪ -‬من منا بال ارهاب‪ -‬صأأأأأحيفة المثقف العربي‪ ،‬صأأأأأفحة مقاالت‪ -‬العدد‬
‫(‪ )5671‬االربعاء ‪.5635/61/50‬‬
‫‪ -01‬د‪ .‬عبد الرحمن إبراهيم حمد الغنطوسأأأأأي‪ -‬مفهوم االمن في القرآن الكريم والسأأأأأنة النبوية‬
‫الشأأأريفة‪ -‬ورقة بحثية‪ -‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي(العراق)‪ -‬الجامعة اإلسأأأالمية‪-‬‬
‫كلية التربية‪/‬الطارمية‪ -‬بغداد عام‪5633/‬م‪.‬‬
‫‪ -09‬علي محسن الورقاء ‪ -‬قراءة قانونية‪ ...‬من هـو اإلرهابي؟‪ -‬صحيفة الوسط البحرينية ‪ -‬العدد‬
‫‪ - 1926‬اإلثنين ‪ 63‬يوليو ‪5631‬م الموافق ‪ 55‬شعبان ‪3414‬هـ‪.‬‬
‫‪- 131 -‬‬
‫‪ -02‬كريم مزعل شبي‪ -‬مفهوم اإلرهاب‪ ،‬دراسة في القانون الدولي والداخلي‪ -‬مجلة اهل البيت‪،‬‬
‫مجلة فصلية محكمة‪ -‬العدد الثاني‪ -‬عام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -32‬أ‪ .‬محمد تهامي دكير‪ -‬جريمة البغي أو الجريمة السأياسأية وعقوبتها في الشأريعة اإلسأالمية‬
‫والقوانين الوضعية‪ -‬مجلة البصائر‪ -‬العدد (‪ )10‬السنة ‪3450 - 30‬هـ‪5662 /‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬د‪.‬مصأأأأطفى عبد الغفار‪ -‬ضأأأأوابط حماية حقوق اإلنسأأأأان في إطار إجراءات منع ومكافحة‬
‫اإلرهاب ‪ -‬دراسأأة في ضأأوء التطورات التشأأريعية والقضأأائية الحديثة‪ -‬رواق عربي العدد‬
‫‪.43-46‬‬
‫‪ -30‬مها كامل الطرابيشي‪ -‬مدى اعتماد الجمهور على الصحف المصرية في معالجتها لألزمات‬
‫الطارئة‪ :‬دراسة حالة على حادث سقوط الطائرة المصرية‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث الرأي‬
‫العام‪ .‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬يوليو ـ سبتمبر ‪.5663‬‬
‫‪ -33‬نادر شافي‪ -‬نحن والقانون‪ ،‬المفهوم القانوني لإلرهاب‪ -‬مجلة الجيش اللبناني‪ -‬العدد (‪)551‬‬
‫كانون الثاني ‪.5664‬‬
‫‪ -34‬نهلأأة الشأأأأأأهأأال‪ -‬اإلرهأأاب والحرب على اإلرهأأاب‪ :‬الحصأأأأأأأأاد المر‪ -‬صأأأأأأحيفأأة الحيأأاة‪-‬‬
‫العدد(‪.5662/2/0 )32177‬‬
‫‪ -33‬نواف شأأأأأاذل طاقة‪ -‬في ذكرى جريمة تفجير السأأأأأفارة العراقية في بيروت ‪ ،3903‬حكاية‬
‫شهيد وشاهد إثبات‪ -‬جريدة الزمان‪ -‬العدد الصادر بتاري ‪.DECEMBER 14, 2012‬‬
‫‪ -39‬مجلة مركز الدراسات الفلسطينية ‪ -‬المجلد الثاني ‪ -‬العدد الثالث حزيران ‪.3971‬‬
‫‪ -31‬المجلة الدولية للسياسة الجنائية‪ -‬القاهرة‪ -‬العدد‪ 15/‬الصادر عام‪3970/‬م‪.‬‬
‫‪ -39‬جريدة نيو يورك تايمز‪ -‬العدد الصادر بتاري ‪.5663/33/34/‬‬
‫‪ -32‬جريدة الشرق االوسط الدولية‪ -‬العدد‪ 0913/‬الصادر بتاري ‪ 35‬مايو ‪.5661‬‬
‫‪ -42‬جريدة الدستور االردنية‪ -‬العدد الصادر بتاري ‪.5661/36/52‬‬
‫‪- 134 -‬‬
‫‪ -41‬جريدة القدس العربية‪-‬العدد الصأأأأأأادر بتاري ‪ 5661/4/50‬مشأأأأأأار اليها في كتاب الدكتور‬
‫محمد فهاد الشأأاللدة‪ -‬القانون الدولي االنسأأاني‪ -‬توزيع منشأأأة المعارف باإلسأأكندرية‪ -‬طبعة‬
‫عام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -40‬صحيفة المجد االردنية‪ -‬العدد (‪ )426‬الصادر بتاري ‪.5664/2/37‬‬
‫‪ -43‬مجلة المستقبل‪ -‬العدد(‪ (3‬لعام‪5662/‬م‪.‬‬
‫‪ -44‬جريدة الصباح العراقية‪ -‬العدد ‪ 3400‬الصادر بتاري ‪.5660/0/30‬‬
‫‪ -43‬جريدة النور العراقية‪ -‬العدد ‪-326‬الصادر بتاري ‪.5669/3/30‬‬
‫‪ -49‬جريدة دار السالم‪ -‬العدد ‪ 002/‬الصادر بتاري ‪ ،5669/3/50‬جريدة دار السالم العراقية‪-‬‬
‫العدد‪ -205 -‬الصادر بتاري ‪.5669/3/32‬‬
‫‪ -41‬مجلأأأة الحريأأأة‪ -‬مجلأأأة التقأأأدميين العرب على االنترنيأأأت‪ -‬العأأأدد ‪،)5166(3550‬من‬
‫‪ -5669/1/0‬الى ‪.5669/1/34‬‬
‫‪ -49‬جريأدة العرب‪ -‬العأدد(‪ -5631/0/51 - )9590‬المؤتمر العربي لمكأافحأة اإلرهأاب يختتم‬
‫أعماله بتونس‪.‬‬
‫‪ -42‬قضايا دولية‪ -‬العددان (‪ ) 573-576‬السنة السادسة‪.‬‬
‫رابعا‪.‬المواثيق والوثائق الدولية‬
‫الوثائق باللغة العربية‬
‫‪ -1‬اتفاقية األمم المتحدة الخاصة بقمع تمويل اإلرهاب لسنة ‪.3999‬‬
‫‪ -0‬اتفاقية األمم المتحدة الخاصة بقمع الهجمات اإلرهابية بالقنابل لسنة ‪.3997‬‬
‫‪-3‬‬
‫القرار المرقم(‪ )3171‬الصادر من قبل مجلس األمن في جلسته (‪ ،)4102‬بتاري ‪50‬‬
‫أيلول‪/‬سبتمبر‪.5663‬‬
‫‪- 132 -‬‬
‫‪-4‬‬
‫الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬مجموعة المعاهدات المجلد‪ 764/‬العدد‪( 36360/‬اتفاقية‬
‫طوكيو) التي تم توقيعها بتاري ‪ 3901/9/34‬بعد تزايد حاالت اختطاف الطائرات او‬
‫التهديدات التي تتلقاها هيئات الطيران حول اختطاف طائرات معينة او وجود متفجرات فيها‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬مجموعة المعاهدات المجلد‪ 006/‬العدد‪35152/‬االتفاقية‬
‫الخاصة بمكافحة عمليات اختطاف الطائرات التي جاءت تحت اسم اتفاقية مكافحة االستيالء‬
‫غير المشروع على الطائرات والموقعة بتاري ‪.3976/35/30‬‬
‫‪ >-9‬الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬مجموعة المعاهدات المجلد‪974/‬العدد‪،343430/‬او وثائق‬
‫معاهدات الواليات المتحدة‪ -‬مجلد‪54/‬ج‪ /3‬ص ‪،3100‬االتفاقية الخاصة بمكافحة جميع‬
‫االعمال التي تستهدف سالمة الطيران المدني بتاري ‪( 3973/9/51‬اتفاقية مونتريال)‪.‬‬
‫‪>-1‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪-‬القرار المرقم(‪ -)1614‬دورة الجمعية‪57/‬‬
‫الجلسة‪ 5334/‬بتاري ‪،3975/35/30‬اما اسماء اعضاء اللجنة الخاصة باإلرهاب فباإلمكان‬
‫االطالع عليها ضمن الوثيقة المرفقة بالقرار المرقم(‪ )1614‬والتي تحمل الرقم‪.A-8993 /‬‬
‫‪-9‬‬
‫الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬مجموعة المعاهدات‪ -‬المجلد‪3612/‬‬
‫العدد‪،3246/‬يمكن االطالع على النص باللغة االنكليزية ضمن نفس الوثائق بالصفحة‪307/‬‬
‫االتفاقية بـ(اتفاقية نيويورك) الخاصة بحماية الدبلوماسيين‪ ،‬التي تم اعتمادها بتاري‬
‫‪.3971/35/34‬‬
‫‪ -2‬قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة المرقم‪ 340/14/‬والصادر بتاري ‪ 3979/35/37‬االتفاقية‬
‫الدولية المتعلقة بمكافحة خطف الرهائن في الدورة الرابعة والثالثون لعام‪3979 /‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬الوثيقة التي تحمل الرقم‪،A-34-37 /‬الخاصة بالدورة الرابعة والثالثون بتاري‬
‫‪،3979/35/37‬اعتمدت الهيئة العامة نتائج أعمال اللجنة الخاصة‪ ،‬وأدانت إستمرار أعمال‬
‫القمع واإلرهاب التي ترتكبها النظم االستعمارية والعنصرية واألجنبية‪ ،‬في حق تقرير‬
‫المصير واالستقالل‪.‬‬
‫‪- 130 -‬‬
‫‪ -11‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثامنة والثالثين‪ -‬الجلسة‪ 363/‬المنعقدة‬
‫بتاري ‪،3901/35/39‬التدابير المتخذة في عملية التعاون من اجل القضاء السريع على‬
‫مشكلة اإلرهاب الدولي‪.‬‬
‫‪ -10‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة والثالثين‪ -‬الجلسة العامة‪365/‬‬
‫‪،‬او القرار(‪ )329/19‬الصادر بتاري‬
‫‪،3904/35/37‬قرارا حول عدم جواز سياسة‬
‫اإلرهاب الصادر من الدول او اية اعمال اخرى بهدف تقويض النظم االجتماعية والسياسية‬
‫لدول اخرى ذات سيادة‪.‬‬
‫‪ -13‬الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬الدورة االربعون‪ -‬الجلسة العامة‪360/‬المنعقدة بتاري‬
‫‪،3902/35/9‬الدعوة الى القضاء السريع على اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -14‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬القرار رقم‪ 329/45/‬او الوثائق الخاصة‬
‫بالجلسة‪ 94/‬المنعقدة بتاري ‪.3907/35/7‬‬
‫‪ -13‬اتفاقية قمع االعمال غير المشروعة الموجهة ضد سالمة المالحة البحرية والمحررة في‬
‫روما بتاري ‪ -3900/1/36‬وثائق المنظمة البحرية الدولية‪ -‬وثيقة رقم‬
‫‪SUA-CONF-151REV‬‬
‫‪ -19‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الرابعة واالربعين‪ -‬الجلسة‪ 75/‬المنعقدة‬
‫بتاري ‪،3909/35/4‬حول حث الهيئات التابعة لألمم المتحدة على اتخاذ اجراءات لمكافحة‬
‫اإلرهاب والقضاء علية‪.‬‬
‫‪ -11‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الوثيقة المرقمة‪-‬‬
‫‪CORR.1_S-22393‬‬
‫االتفاقية الخاصة بمنع االعتداءات اإلرهابية التي تستخدم المتفجرات البالستيكية والمحررة‬
‫بتاري ‪ 3993/1/3‬او ما تسمى ايضا باتفاقية مونتريال‪.‬‬
‫‪- 137 -‬‬
‫‪ -19‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة السادسة واالربعين‪ -‬الجلسة العامة‪07/‬‬
‫المنعقدة بتاري ‪،3993/35/9‬حثت الجمعية على اتخاذ كل ما يلزم لمكافحة اإلرهاب‬
‫والقضاء عليه‪.‬‬
‫‪ -12‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثامنة واالربعين‪ -3994/5/7 -‬القرار‬
‫‪.A-RES-48-122‬‬
‫‪ -02‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة واالربعين‪3992/5/37-‬‬
‫القرار ‪ A-RES-49-66‬بناء على تقرير اللجنة السادسة‪. A-49-743‬‬
‫‪ -01‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة واالربعين‪ -‬القرار رقم‪A-‬‬
‫‪RES-49-165‬الصادر بتاري ‪ 3992/1/0‬بناء على تقرير اللجنة الثالثة‪A-49-610-‬‬
‫‪.ADD.2‬‬
‫‪ -00‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الخمسون‪ -‬القرار الذي يحمل المرقم‬
‫‪ A-RES-50-53‬والصادر بتاري ‪ 3990/3/59‬بناء على تقرير اللجنة السادسة المرقم‪A-‬‬
‫‪.50-643‬‬
‫‪ -03‬الكراسة الخاصة باالتفاقية‬
‫لعام‪3990/‬م‪،‬االتفاقية العربية الخاصة بمكافحة اإلرهاب‬
‫لعام‪3990/‬م‪.‬‬
‫‪ -04‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثالثة الخمسين‪ -‬البند‪ 322/‬القرار‬
‫المرقم‪A-RES-53-108‬والصادر بتاري ‪ 3999/3/50‬بناء على تقرير اللجنة السادسة‬
‫الذي يحمل الرقم ‪. A-53-636‬‬
‫‪ -03‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الرابعة والخمسين‪ -‬القرار المرقم ‪A-‬‬
‫‪RES-54-164‬بناء الى تقرير اللجنة السادسة‪.A-54-605-ADD.2‬‬
‫‪ -09‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الرابعة والخمسين‪ -‬القر ار المرقم‬
‫‪A-RES-54-159‬بناء الى تقرير اللجنة السادسة‪. A-54-615‬‬
‫‪- 130 -‬‬
‫‪ -01‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة السابعة والخمسين‪ -‬القرار المرقم‪A-‬‬
‫‪ RES-57-220‬والصادر بتاري ‪ 5661/5/57‬بناء على تقرير اللجنة السادسة المرقم ‪-4‬‬
‫‪.COOR,2A-571556-ADD.2‬‬
‫‪ -09‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثامنة والخمسين‪ -‬القرار المرقم‪A-‬‬
‫‪ RES-58-81‬والصادر بتاري ‪ 5664/3/0‬بناء على تقرير اللجنة السادسة المرقم ‪A-‬‬
‫‪.58-18‬‬
‫‪ -02‬الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ ----‬القرار المرقم‪ A-RES-60-43‬والصادر‬
‫بتاري ‪ 5664/5/30‬بناء على تقرير اللجنة السادسة المرقم‪.A-60-519‬‬
‫‪ -32‬وثائق الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ -‬القرارات والمقررات‪ -‬الدورة العادية الثامنة واالربعين‪-‬‬
‫المنعقد للفترة من ‪ 5664/9/54-56‬الوثيقة‪.GC-48-RES-DEC-2004‬‬
‫‪ -31‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الثامنة والخمسين‪ -‬القرار المرقم‪A-‬‬
‫‪ RES-58-174‬بناء على تقرير اللجنة الثالثة‪.A-58-508-ADD.2‬‬
‫‪ -30‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة والخمسين‪ -‬القرار المرقم ‪A-‬‬
‫‪ RES-59-46‬بناء على تقرير اللجنة السادسة‪. A-59-514‬‬
‫‪ -33‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة والخمسين‪ -‬القرار المرقم‪A-‬‬
‫‪ RES-59-191‬بناء على قرار اللجنة الثالثة‪. A-59-503-ADD.2‬‬
‫‪ -34‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة التاسعة والخمسين البند‪362/‬ب‪ -‬القرار‬
‫المرقم‪ A-RES-59-195‬الصادر بتاري ‪ 5662/1/55/‬بناء على قرار اللجنة الثالثة‪A-‬‬
‫‪. 59-503-ADD.2‬‬
‫‪ -33‬الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬القرار المرقم‪A-‬‬
‫‪ RES-60-43‬الصادر بتاري ‪ 5660/3/0‬بناء على تقرير اللجنة السادسة المرقم ‪A-‬‬
‫‪.60-519‬‬
‫‪- 139 -‬‬
‫‪ -39‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬البند‪4/97/‬القرار المرقم‪A-‬‬
‫‪ RES-60-78‬بناء على تقرير اللجنة االولى المرقم‪. A-60-463‬‬
‫‪ -31‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬القرار الصادر بتاري‬
‫‪ 5660/3/33‬والمرقم‪ A-RES-60-73‬بناء على قرار اللجنة االولى والذي يحمل الرقم‪A-‬‬
‫‪ 60-463‬وكذلك باالمكان االطالع على قراري اللجنة الدولية‪ GC-49-RES-10‬وكذلك‬
‫‪ GC-49-RES-9‬حول الموضوع‪ ،‬او قرارات المؤتمر العام للجنة الدولية للطاقة الذرية‬
‫التاسع واالربعين المنعقد للفترة من ‪ 5662/9/16 -50‬في الوثيقة التي تحمل الرقم ‪GC-‬‬
‫‪ )49-RES-DEC-2005) 2‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪-‬‬
‫‪ -39‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬القرار الصادر‬
‫بتاري ‪ 5660/5/50‬والمرقم‪ A-RES-60-158‬بناء على قرار اللجنة الثالثة والذي يحمل‬
‫الرقم‪.A-60-509-ADD.2 PART 2‬‬
‫‪ -32‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الدورة الستون‪ -‬القرار الصادر بتاري‬
‫‪ 5660/9/56‬والمرقم ‪.A-RES-60-288‬‬
‫‪ -42‬الوثائق الرسمية لمجلس االمن الدولي‪ -‬الجلسة الرابعة والخمسين‪ -‬ملحق تشرين اول‪ /‬تشرين‬
‫ثاني‪/‬كانون اول‪ 3990/‬الفقرات من ‪ 349‬الى ‪ 305‬بالوثيقة التي تحمل الرقم‬
‫‪ S-1998-1071‬او الوثيقة‪.A-53-667-S-1998-1071‬‬
‫‪ -41‬الوثائق الرسمية لمجلس االمن الدولي‪ -‬ملحق تشرين اول‪ /‬تشرين ثاني‪/‬كانون اول‪3999/‬‬
‫الوثيقة‪ S-1999-1063‬او الوثيقة‪. A-54- 469-S-1999-1063‬‬
‫‪ -40‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة‪ -‬الوثيقة المصنفة والتي تحمل الرقم ادناه‬
‫‪.A-57-759-S-2003- 332‬‬
‫‪ -43‬الوثائق الرسمية للجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ -‬الدورة التاسعة والخمسين‪ -‬القرار المرقم‬
‫‪ 596 /29/‬بناء على قرار الجمعية العامة المرقم‪ 536/23/‬في ‪.3990/5/37‬‬
‫‪- 156 -‬‬
‫‪ -44‬الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬الدورة السادسة والثالثين‪ -‬الجلسة العامة‪ 95/‬القرار‬
‫المرقم‪ 336/10/‬الصادر بتاري ‪.3903/35/36‬‬
‫‪ -43‬الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬الدورة السابعة والثالثين‪ -‬القرار المرقم‪ 36/17‬الصادر‬
‫بتاري ‪ ،3905/35/32‬او الملحق ‪ A-38-33 -11‬الفقرتان ‪.369،336‬‬
‫‪ -49‬الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬الدورة السادسة والثالثين‪ -‬الجلسة العامة‪ 95/‬القرار‬
‫المرقم‪ 336/10/‬الصادر بتاري ‪.3903/35/36‬‬
‫‪ -41‬الوثائق الرسمية لألمم المتحدة‪ -‬الدورة السابعة والثالثين‪ -‬القرار المرقم‪ 36/17‬الصادر‬
‫بتاري ‪ ،3905/35/32‬او الملحق ‪ A-38-33 -11‬الفقرتان ‪.369،336‬‬
‫‪ -49‬الوثائق الخاصة بالجمعية العامة لألمم المتحدة‪-‬تقرير لجنة القانون الدولي‪،‬اعمال الدورة‬
‫الثالثة واالربعون للجمعية ‪.41‬‬
‫‪ -42‬اإلعالن الخاص باستخدام التقدم العلمي والتكنولوجي لصالح السلم وخير البشرية اعتمد‬
‫ونشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪( 1164‬د‪ )16-‬المؤرخ في ‪ 36‬تشرين‬
‫الثاني‪/‬نوفمبر‪،3972‬مجموعة صكوك دولية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬األمم المتحدة نيويورك‪،‬‬
‫‪ ،3991‬رقم الملف‪.A.94.XIV-Vol.1, Part 1‬‬
‫‪ -32‬نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية قد اعتمد من قبل مؤتمر األمم المتحدة‬
‫الدبلوماسي‬
‫للمفوضين‬
‫الخاص‬
‫بإنشاء‬
‫محكمة‬
‫جنائية‬
‫دولية‬
‫بتاري‬
‫‪37‬‬
‫تموز‪/‬يوليو‪3990‬؛تاري بدء النفاذ في‪3‬حزيران‪/‬يونية‪،5663‬وباالمكان االطالع هذا النظام‬
‫ضمن الوثائق الخاصة باألمم المتحدة المتعلقة بالمحكمة الجنائية الدولية بالوثيقة المرقمة‬
‫(‪.)PCNICC/1999/INF/3‬‬
‫‪ -31‬االعالن العالمي لحقوق االنسان عام‪3940/‬م بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫المرقم(‪537‬أ‪ /‬د‪ )1-‬بتاري ‪ 36‬كانون االول ‪.3940‬‬
‫‪ -30‬المؤتمر الدولي الحادي والثالثون للصليب األحمر والهالل األحمر‪ -‬جنيف‪ ،‬سويسرا ‪50‬‬
‫تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪ 3 -‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪ 56‬تقرير عن القانون الدولي اإلنساني‬
‫‪- 153 -‬‬
-‫ وثيقة أعدتها اللجنة الدولية للصليب األحمر‬- ‫وتحديات النزاعات المسلحة المعاصرة‬
. IC/11/: 5.1.2 /AR13 ‫اصل النص االنكليزي بالوثيقة‬،22‫ص‬
‫ رقم الوثيقة‬-‫ الواليات المتحدة األميركية الخطاب والحرب وحكم القانون‬-‫ منظمة العفو الدولية‬-33
.5631 ‫ الطبعة األولى‬-AMR 51/032/2013
‫الوثائق باللغة اإلنكليزية‬
1- Declaration on the granting of independence to colonial countries and
peoples- A/RES/1514(XV)-A/PV.947 14 Dec. 1960 -89-0-9-A/L.323
and Add.1-6.
2- Implementation of the Declaration on the Granting of Independenc to
}
Colonial Countries and Peoples-A/RES/2105(XX)-A/PV.1405 20
Dec.1965 74-6-27-A/L.476/Rev.1, Rev.1Cor.1 and Rev.1/Add.1.
3- Measures to prevent international terrorism which endangers or takes
innocent human lives or jeopardizes fundamental freedoms, and study
of the underlying causes of those forms of terrorism and acts of
violence which lie in misery, frustration, grievance and despair and
which cause some people to sacrifice human lives, including their
own, in an attempt to effect radical changes-A/RES/3034(XXVII)A/PV.2114 18 Dec. 1972 76-35-17-A/8969, A/L.696.
4- Drafting of an international convention against the taking of hostagesA/RES/31/103 -A/31/PV.9915 Dec. 1976-A/31/430.
5- Measures to prevent international terrorism which endangers or takes
innocent human lives or jeopardizes fundamental freedoms and study
- 155 -
of the underlying causes of those forms of terrorism and acts of
violence which lie in misery, frustration, grievance and despair and
which cause some people to sacrifice human lives, including their
own, in an attempt to effect radical changes-A/RES/36/109A/36/PV.92 10 Dec. 1981-A/36/777."
6- Measures to prevent international terrorism which endangers or takes
innocent human lives or jeopardizes fundamental freedoms and study
of the underlying causes of those forms of terrorism and acts of
violence which lie in misery, frustration, grievance and despair and
which cause some people to sacrifice human lives, including their
own, in an attempt to effect radical changes-A/RES/36/109A/36/PV.92 10 Dec. 1981-A/36/777".
7- A/RES/38/130- A/38/PV.101- 19 Dec. 1983- A/38/663 .
8- A/RES/44/29- A/44/PV.72 - 4 Dec. 1989- A/44/762 .
9- Measures to eliminate international terrorism- A/RES/46/51A/46/PV.67- 9 Dec. 1991- A/46/65 .
‫التشريعات والقوانين‬.‫خامسا‬
.‫م‬3949/‫) الصادر عام‬164-160(‫ المادة‬340/ ‫ المرقم‬-‫قانون العقوبات السوري‬
-1
.‫م‬3909/‫ لعام‬333/‫قانون العقوبات العراقي الرقم‬
-0
‫م والمواد الخاصة بالعقوبات(الفصل‬5662/‫ لعام‬31/‫ مشروع قانون مكافحة اإلرهاب الرقم‬-3
.‫الثاني) الجمهورية العراقية‬
.‫م‬3900/‫ القانون الفرنسي الصادر عام‬-4
- 151 -
‫‪ -3‬الالئحة سأأأي ‪ ( BILL C 36) 10‬وتم اقراره من البرلمان الكندي في ‪ 5663/33/50‬وتم‬
‫التصديق عليه في ‪.5663/35/30‬‬
‫‪ -9‬التشأأأأأأريعات االيطالية عام ‪5663/‬م صأأأأأأدر القانون رقم(‪،)410‬وفي عام ‪5662/‬م صأأأأأأدر‬
‫القرار المرقم (‪ (322‬والذي دخل حيز التنفيذ في ‪5‬اب ‪ 5662‬والذي هو باألسأأأأأأاس تعديل‬
‫لقانون العقوبات االيطالي‪.‬‬
‫‪ -1‬التشأأأأريعات المصأأأأرية‪ -‬قانون العقوبات المصأأأأري الرقم‪ 97 /‬لعام‪3995/‬م‪ ،‬عام ‪3995/‬م‬
‫صأأأأأأأدر القرار المرقم(‪ ) 97‬والذي جرى فيه اضأأأأأأأافة مواد لقانون العقوبات المصأأأأأأري‬
‫عام‪3906/‬م صأأأأأأدر القرار المرقم (‪ )362‬الذي تم بموجبه انشأأأأأأاء محاكم أمن الدولة في‬
‫مصأأر‪ ،‬عام‪5661/‬م صأأدر القانون المصأأري المرقم( ‪ ) 92‬والذي تم بموجبه الغاء القانون‬
‫السأأابق ذي الرقم ( ‪ )36‬لعام‪ 3906 /‬م بإنشأأاء محاكم أمن الدولة عام‪5661/‬م ايضأأا صأأدر‬
‫القانون المصأأأأأأري المرقم(‪ )06‬والمتعلق بمكافحة غسأأأأأأيل األموال‪ ،‬حيث اعتبر غسأأأأأأيل‬
‫األموال يعد مصأأأأأدرا أسأأأأأاسأأأأأيا لتمويل الجماعات اإلرهابية‪ ،‬عام‪5661/‬م صأأأأأدر القانون‬
‫المرقم(‪ )04‬الذي تم بموجبه حضأأأأر إنشأأأأاء الجمعيات السأأأأرية التي تمارس نشأأأأاط تكوين‬
‫التشكيالت العسكرية أو تهديد الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫‪-9‬‬
‫قانون حماية المجتمع من االعمال اإلرهاب ية المرقم(‪ )20‬لسأأأأأأنة ‪ 5660‬والمنشأأأأأأور في‬
‫الجريدة الرسمية للبحرين‪ ،‬العدد(‪ )5725‬الصادر بتاري ‪ 30‬اب‪/‬اغسطس ‪.5660‬‬
‫‪ -2‬قانون مكافحة اإلرهاب السوري‪ -‬الرقم (‪ )39‬والصادر بتاري ‪.5635/7/5‬‬
‫سادسا‪.‬المواقع والعناوين االلكترونية‬
‫‪ -1‬د‪.‬سأأأرور‪،‬احمد فتحي‪ -‬حكم القانون في مواجهة اإلرهاب‪ -‬القاهرة عام‪5667/‬م ولمعلومات‬
‫اكثر زيارة الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪www.hccourt.gov.eg/elmglacourt/mkal/12/mkala_srour.html‬‬
‫ا‪ .‬ليلى رشاد البيطار‬
‫و‬
‫‪ -0‬د‪ .‬رسمية سعيد عبد القادر حنون‬
‫‪lailabitar@najah.edu‬‬
‫‪rasmyahannoun@hotmail.com‬‬
‫‪- 154 -‬‬
‫مؤتمر جامعة الحسين بن طالل الدولي‪ -‬اإلرهاب في العصر الرقمي‪5660 -‬م‪.‬‬
‫‪ - 3‬د‪.‬صأأالح عبد القادر‪ -‬بحث في اصأأول الظاهرة وابعادها االنسأأانية للدكتور ادونيس العكره‪-‬‬
‫الموقع االلكتروني لصحيفة الرأي العام‪. info@rayaam.net/‬‬
‫‪-4‬‬
‫موقع المكتب الدولي لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ibh.paris@wanadoo.fr‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪-9‬‬
‫‪www.humanitarianibh.net‬‬
‫خأأأالأأأد ابراهيم عبأأأد اللطيف‪ -‬كتأأأاب اإلرهأأأاب الأأأدولي‪ -‬نشأأأأأأأأأأة اإلرهأأأاب وتعريفأأأه‪.‬‬
‫‪http://alerhab.com/m/‬‬
‫المستشار محمد األلفي شبكة اإلعالم العربي‪:‬‬
‫‪http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=137476‬‬
‫‪-1‬‬
‫د‪ .‬حمدي سلمان معمر‪ -‬محددات االسالم التربوية للوقاية من اإلرهاب‪ -‬ص ‪.52‬‬
‫‪E-mail: hmdysm@yahoo.com‬‬
‫‪hmdysm@hotmail.com‬‬
‫‪ - 9‬د‪ .‬هاني السباعي‪ -‬تعريف اإلرهاب في المنظومة الغربية‪ -‬شبكة البصرة‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫ميدل ايست اون الين‪.5660/4/33 -‬‬
‫‪ -12‬مسعد حجازي ‪ -‬اإلرهاب والمقاومة واالعالم‪ 0 -‬مايس ‪ -5662‬كاتب وصحفى مصرى ـ‬
‫كندى‪.‬‬
‫‪Mossad_Hegazy@hotmail.com‬‬
‫‪ -11‬د‪ .‬براء منذر كمال عبداللطيف ‪ -‬اسأأأأأأتاذ القانون الجنائي الدولي كلية القانون‪ -‬جامعة‬
‫تكريت‪.‬‬
‫‪braa_munther@yahoo.com‬‬
‫‪http://braa.getgoo.us‬‬
‫‪ -10‬ا‪ .‬د‪ .‬صأأأأأأاحب الفتالوي‪ -‬نظرة على قوانين واتفاقيات مكافحة اإلرهاب‪ -‬موقع قناة الفيحاء‬
‫العراقية‪ -‬تشرين اول‪.5660‬‬
‫‪ -13‬مجلة نبع الجزائرية‪ -‬بحث حول روبرت مرتون‪ 7 -‬أبريل‪/‬نيسان ‪.5669‬‬
‫‪http://www.2algeria.org‬‬
‫‪ -14‬المحارب‪ ،‬فيصل‪ -‬تفسير الجريمة من خالل نظرية االختالط التفاضلي‪-: 5667/0/32 -‬‬
‫‪- 152 -‬‬
‫‪http://www.ejtemay.com/showthread.php?t=723‬‬
‫‪ -13‬ايمي بيد هازور‪ -‬ولكن َم ْن هم؟ نظريات الفوضى‪ -‬لوس انجلوس تايمز‪ -‬ترجمة احسان عبد‬
‫الهادي‪ -‬صحيفة المدى‪-:‬‬
‫‪http://almadapaper.net/sub/12-279/p04.htm‬‬
‫‪ -19‬محمد السينو ‪ -‬الحوار المتمدن‪-‬العدد( ‪-:67:60 -5633/60/55 – )1404‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=272408‬‬
‫‪ -11‬حجازي‪،‬محمد عبد اللطيف ‪ -‬التاري اإلرهابي األمريكي‪ -‬منشور على الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://alarabnews.com/alshaab/GIF/12-10-2001/Hegazi.htm‬‬
‫‪ -19‬موقع وزارة الدفاع االمريكية‪-:‬‬
‫‪-U.S. Department of Defense Definition of Terrorism‬‬
‫‪terrorism.about.com/od/whatisterroris1/ss/DefineTerrorism4.htm‬‬
‫‪ -12‬موقع منظمة هابيليان ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.habilian.ir/ar/legal/‬‬
‫‪ -02‬د‪.‬هاني السباعي‪ -‬تعريف اإلرهاب في المنظومة الغربية‪ -‬شبكة البصرة‪ .‬الثالثاء ‪30‬‬
‫صفر ‪ 59 / 3450‬آذار ‪،5662‬ولمعلومات اكثر‪-:‬‬
‫_‪http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/maqalat_mukhtara‬‬
‫‪ -01‬القاضي عبد الستار غفور بيرقدار‪ -‬االعالم واإلرهاب‪ -36:66:66 60-60-5636 -‬موقع‬
‫مجلس القضاء االعلى في العراق‪-:‬‬
‫‪http://www.iraqja.iq/view.388/‬‬
‫‪ -00‬العرب األشأأأأرار‪:‬أكثر من مئة عام من " تشأأأأويه هوليوود " للعرب و اإلسأأأأالم‪-32-33 ،‬‬
‫‪ PM 64:25 ,5667‬على الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.alnaadi.com/showthread.php?t=758‬‬
‫‪ -03‬الموقع‪-:‬‬
‫‪http://www.bramjnet.com/vb3/showthread.php?t=1294688‬‬
‫‪ -04‬سالم قواطين‪ -‬اإلرهاب الدولي‪..‬جرائم وهمية وتهم تلفيقية‪ 6/9/2013 12:12-‬ولمعلومات‬
‫اكثر زيارة الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.libya-al-mostakbal.org/news/clicked/38454‬‬
‫‪ .03‬عدنان الطائي‪ -‬تعريف اإلرهاب قانونا وعرفا ‪ 9:23 - 5633/65/36‬الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪- 150 -‬‬
http://www2.alwah.net:8007/Post.asp?Id=kSeNARlD8
-"‫ شلل أممي في تعريف مفهوم "اإلرهاب‬-‫ عاما من النقاش والتفاوض‬32 ‫ بعد‬-‫ ثاليف ديين‬-09
-:‫على الموقع ادناه‬،5636 ‫ ديسمبر‬/‫ كانون األول‬2 ،‫وكالة انتر بريس سيرفس‬
http://www.ipsinternational.org/arabic/nota.asp?idnews=2033
-‫ ظاهرة اإلرهاب‬-‫ حسين سينو‬-01
http://www.pydrojava.net/ara/index.php?option=com_content&view
=article&id=1109:2011-09-26-22-07-11&catid=41:2011-07-10-1920-19&Itemid=62
09. Dr. Kshitij Prabha, Associate Fellow, IDSA- Defining Terrorism:
http://www.idsa-india.org/an-apr-08.html
‫ وكما مبين في المدونة‬5669/63/30 -‫ مفهوم األمن في القانون الدولي العام‬-‫ خليل حسين‬.‫ د‬-29
-:‫ادناه‬
http://drkhalilhussein.blogspot.com/2009/01/blog-post_16.html
-:‫ جريدة االتحاد‬-‫ في مفهوم االمن القومي‬:‫ بحوث ودراسات‬-‫ سحر‬،‫ مهدي‬-32
http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=
22433
-:‫ على الموقع ادناه‬-‫ االمن القومي‬-‫ زكريا حسين‬.‫د‬. -31
http://www.khayma.com/almoudaress/takafah/amnkaoumi.htm
30- Jews and Palestine, by Gandhi - From Harijan- July 21, 1946:http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/History/JewsPalestineG
andhi.html
-:‫ لجنة مكافحة اإلرهاب وكما مبين ادناه‬-‫ مجلس االمن‬-33
http://www.un.org/ar/sc/ctc/index.html
‫ وكما مبين‬5669 ‫ يناير‬3 -‫ االهرام الرقمي‬-‫ اإلرهاب كظاهرة ومفهوم‬-‫ اميرة عبد الحليم‬-34
-:‫في الموقع ادناه‬
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=96317&eid=1
-:‫ موقع قناة الجزيرة‬-33
http://www.aljazeera.net/news/pages/534e4170-fd79-4116‫ ضأأأوابط حماية حقوق اإلنسأأأان في إطار إجراءات منع ومكافحة‬-‫ مصأأأطفى عبد الغفار‬.‫ د‬-39
‫ كما مبين في الموقع‬،‫اإلرهاب دراسأأة في ضأأوء التطورات التشأأريعية والقضأأائية الحديثة‬
-‫ادناه‬
- 157 -
‫‪http://www.cdf-sy.org/paper/Dr%20mustafa.htm‬‬
‫‪ -31‬لمعلومات اكثر‪ ،‬انظر الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.wsws.org/en/articles/2001/12/germ-d05.html‬‬
‫‪ -39‬محمد عبد هللا منشأأأأأاوي‪ -‬جرائم االنترنت من منظور شأأأأأرعي وقانوني‪ -‬مكة المكرمة‪-3-‬‬
‫‪3451-33‬هـ وكما مبين على الموقع ادناه‪-:‬‬
‫‪http://www.khayma.com/education-technology/Study33.htm‬‬
‫سابعا‪.‬المتفرقة‬
‫‪-1‬‬
‫اللجنة الدولية للصأأأأأأليب االحمر‪ -‬مالئمة القانون الدولي اإلنسأأأأأأاني في حاالت اإلرهاب‪-‬‬
‫األسئلة الشائعة‪.5633/3/3 -‬‬
‫‪ -0‬من هم اإلرهابيون‪ -‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ -‬طبعة بيروت عام‪3971/‬م‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫احمد جالل عز الدين‪ -‬اإلرهاب في الشأأأرق االوسأأأط ‪ -‬المركز القومي لدراسأأأات الشأأأرق‬
‫االوسط ‪ -‬العدد‪ 31/‬لعام‪.3992 -3994/‬‬
‫‪-4‬‬
‫موجز التقرير النهائي للمؤتمر الدولي لمكافحة اإلرهاب المنعقد في الرياض في شأأأأأأهر‬
‫شباط عام‪5662/‬م‪ ،‬تلخيص مظهر الشاكر‪.‬‬
‫ثامنا‪.‬المصادراالجنبية‬
‫‪1- David Tucker-Terrorism and Political Violence- Naval Postgraduate‬‬
‫‪School 13 Autumn, 2001),p8, pp. 1–14‬‬
‫‪2- Dr. Bruce Hofman- The Use of the Internet By Islamic Extremists‬‬
‫‪(2006)-Testimony Presented to the House of Permanent Select‬‬
‫‪Committee on Intelligence, on May 4, 2006 p2.‬‬
‫‪- 150 -‬‬
3- Susan Tiefenbrun-A Semiotic Approach to A legal Definition of
Terrorism- ILSA Journal of International & Comparative Law ,Vol.
9:357,2003,P371.
4- Longman Dictionary of English Language and Culure-London Edition1993.
.
5- P. H- Collin ,N .Kassis –T . Angel ,Harraps-English-Dictionary _for
speakers of Arab-Kernerman
publishing inc,Toronto, Canada-
2005,p574.
.
6- Louis –Fisher - American- Consititution -La Carolina Academic –
PRESS-page 297.
.
7- Encyclopaedia of The Social Sciences- Edwin Seligman-, New York ,
The Macmillan Co.- 1934 Vol - 13,P.575.
.
8- Alex.P.Shmid- Political Terrorism_A Research Guide to
Concepts
}
Theories- Data Bases and Literature- Published by NHPC –Amsterdam
Holland –Edition 1983.
9- Paul Wilkinson- Terrorism and the Liberal State- published by
Macmillan Press- London Edition-1977 P.49.
10- Elizabeth Chadwick. Self –Determination,
.
Terrorism
and
the
international Humanitarian Law of Armed Conflict . Edition , 1996,
p2.
11- Hans Peter Gasser -Acts of terror, “terrorism” and international
humanitarian law-RICR September IRRC September 2002 Vol. 84 No
847 p547.
- 159 -
12- Gabriel Weimann- Terror on the Internet, the new arena,the new
challenge-Potomac Books, Inc-Edition/2006.
13- terrorism in Italy receding and Emerging Issues -confronting
terrorism, op. cit., p. 95 etc.
York
14- Rom Landau-Islam and the Arabs-Macmillan Company- New York3Edition 1959,P 85.
13-}U.S. Department of State, Office of the Coordinator for
Counterterrorism, Country Reports on Terrorism, April 30, 2007.
19- N.S.Doniach- the Oxford English Arabic Dictionary- Oxford at the
Clarendon Press- edition,1981,p1255- 1256.
11- Protocol Additional to the Geneva Conventions of 12 August 1949
and relating to the Protection of Victims of International Armed
Conflicts (Protocol I), 8 June 1977.
19- Protocol Additional to the Geneva Conventions of 12 August 1949,
and relating to the Protection of Victims of Non-International Armed
Conflicts (Protocol II), 8 June 1977.
12- H .Wehr - A dictionary of Modern Written Arabic-Third Edition –
Spoken Language Services,inc,q1976,p362.
02-}Lord Carlile of Berriew Q.C-The Definition of Terrorism-Independent
Reviewer of Terrorism Legislation- Presented to Parliament-by the
Secretary of State for the Home Department,by Command of Her
Majesty-March 2007,P3.
- 116 -
21- Lord Carlile of Berriew QC- The Definition of ‘Terrorism’ in UK
Law- JUSTICE’s Submission to the Review-March 2006,P10.
20- THE MONTREUX DOCUMENT On pertinent international legal
obligations and good practices for States related to operation of private
military and security companies during armed conflict Montreux, 17
September 2008, www.icrc.org © ICRC, August 2009.
23->Martin Scheinin-Human Rights Council,A/HRC/10/3/Add.2- 16
December 2008, Report of the Special Rapporteur on the promotion and
protection of human rights and fundamental freedom while countering
terrorism.
- 113 -
‫ملخص المصادر‬
‫الوصف‬
‫العدد‬
‫الكتب العربية‬
‫‪112‬‬
‫الرسائل واالطاريح‬
‫‪3‬‬
‫الدوريات والبحوث والمجالت‬
‫‪42‬‬
‫المواثيق‪ :‬عربية‪ -‬اجنبية‬
‫‪2+33‬‬
‫التشريعات والقوانين‬
‫‪2‬‬
‫المواقع االلكترونية‬
‫‪39‬‬
‫المتفرقة‬
‫‪4‬‬
‫المصادر االجنبية‬
‫‪23‬‬
‫المجموع‬
‫‪392‬‬
‫‪- 115 -‬‬
International Terrorism Between The definition
And Characterization
Reading In Some Of The Fundamental Principles
Legal , Security
BY
Dr.Mudher Al Shaker
BAGHDAD
‫به يؤمن وعليه ي تو ك ل‬
0213
‫هللا ثقة مظهر‬
0 - 111
0
0
0
Download
Study collections