Uploaded by nooralrooh7

1111

advertisement
‫إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫اﻟﻣﻠﺧص ‪:‬‬
‫ﻧﺎﺻر ﻣراد‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺷﻛل اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻣن أﺧطر اﻟظواﻫر اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬و اﻟذي إﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت ‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺿرورة ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ‪،‬‬
‫و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ .‬ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﺟب‬
‫اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺳﺑل اﻟﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ‪ .‬ﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﺑراز ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ‬
‫و ﻣﺧﺗﻠف أﺿ اررﻩ‪ ،‬و ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻋرض اﻹﺟراءات‬
‫وأﺷﻛﺎﻟﻪ ‪ ،‬ﺛم ﺗﺣدﯾد ﻋواﻣل إﻧﺗﺷﺎر اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎح‪:‬اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻠوث‪ ،‬اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺑﯾﺋﻲ‪ ،‬اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‪ ،‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬
‫أدى اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي و ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣـن ﺗطـور ﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ و إﺑﺗﻛـﺎر ﺗﻘﻧﯾـﺎت ﺣدﯾﺛـﺔ ﻹﺳـﺗﻐﻼل‬
‫اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋـﺔ ‪،‬‬
‫و أﺻـﺑﺢ اﻟﺗﻠـوث اﻟﺑﯾﺋـﻲ ﻣـن ﺑـﯾن اﻵﻓـﺎت اﻟﺧطﯾـرة اﻟﺗـﻲ ﯾﻌـﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬـﺎ‬
‫اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﻔﺎﻗﻣت ﻣﺧﺎطرﻩ و ﺗﻌددت ﻣظﺎﻫرﻩ ﻣﻊ إﻧﺗﻘﺎل آﺛﺎرﻩ إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟدول ‪ .‬و ﯾﺗﺟﻠﻰ اﻟﺗدﻫور اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻓﻲ‬
‫إرﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻠوث ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ إﺗﺳﺎع ﺛﻘب اﻷوزون و ﺗﻔﺎﻗم ظﺎﻫرة اﻹﺣﺗﺑﺎس اﻟﺣراري ‪.‬‬
‫ﻟﻘد إرﺗﺑطت إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﻬﺟﺔ ﻣﻧذ‬
‫اﻹﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺣﯾث أﻫﻣﻠت اﻹﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم‬
‫اﻟﺗﻠوث اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و ﺗدﻫور اﻹطﺎر اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻸﻓراد ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﺻﺣر‬
‫و ﺗدﻫور اﻟﻐطﺎء‬
‫اﻟﻧﺑﺎﺗﻲ ‪ .‬و ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺷﻬدت اﻟﺟزاﺋر إﺻﻼﺣﺎت إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻹﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ إﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق و‬
‫اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ اﻹﻧدﻣﺎج ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ و رﻏم إدراك اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ إﻻ أﻧﻪ ﺗﻔﺎﻗم ﺣدة اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻوﺿﺎع أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿروري إﺗﺧﺎد إﺟراءات ﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻠوث ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﻧﺿﻊ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪ :‬ﻣﺎ ﻫو واﻗﻊ اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ؟ و ﻣﺎ ﻫﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺗﻪ ؟‬
‫و ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﺳﺗﻌرض اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ و أﺷﻛﺎﻟﻪ‬‫ ﻋواﻣل إﻧﺗﺷﺎراﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ‬‫‪ -‬أﺿرار اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ‬
‫‪ -‬إﺟراءات ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ‬
‫‪ : 1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ و أﺷﻛﺎﻟﻪ‬
‫أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ .‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﻠﯾدة‬
‫‪0‬‬
‫‪1‬‬
‫ﯾرﺗﺑط اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﺑﺎﺧﺗﻼل اﻟﻧظﺎم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﻲ ﺣﯾث أن ﻛﻔﺎءة ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺗﻧﺧﻔض ﻋﻧد ﺣدوث ﺗﻐﯾر ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺗواﻓﻘﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻫو ) ﺣدوث ﺗﻐﯾر أو ﺧﻠل ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺗواﻓﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم‬
‫ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻔﻘدﻩ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻟﺔ اﻟﺣﯾﺎة (‬
‫‪2‬‬
‫و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك‬
‫ﻋدة أﺿرار ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺑﯾﺋﻲ و اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻪ ﻟﺗﻌظﯾم إﺷﺑﺎﻋﻪ اﻟﻣﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺗﻛﺛﯾف‬
‫إﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ﻛﻣﺻدر ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ و ﻛوﻋﺎء ﻹﻟﻘﺎء ﻧﻔﺎﯾﺎﺗﻪ‪ .‬و ﯾﻧﺟم اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ طرح ﻧﻔﺎﯾﺎت‬
‫اﻹﻧﺗﺎج و اﻹﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﻲ ﺑﺄﺣﺟﺎم ﺗﻔوق ﻗدرة إﺳﺗﯾﻌﺎﺑﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻣواد ﻣﻌﻘدة ﯾﺻﻌب‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ أو ﻣواد ﺳﺎﻣﺔ ﺿﺎرة ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﻌرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ أﻧﻪ ) ﻛل ﺗﻐﯾﯾر ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬ﯾﺗﺳﺑب ﻓﯾﻪ ﻛل ﻓﻌل ﯾﺣدث‬
‫وﺿﻌﯾﺔ ﻣﺿرة ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ و ﺳﻼﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن و اﻟﻧﺑﺎت و اﻟﺣﯾوان و اﻟﻬواء و اﻟﺟو و اﻟﻣﺎء و اﻷرض و اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﻔردﯾﺔ ( ‪. 3‬‬
‫ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻧوﻋﺎ ﻣن أﻧواع ﻓﺷل اﻟﺳوق ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎءة و ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد‬
‫إﻟﻰ ﻋدم اﻷﺧد ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر اﻵﺛﺎر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﻊ و اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪. 4‬‬
‫ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ إﻟﻰ أرﺑﻊ أﺷﻛﺎل رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻫﻲ ‪ :‬اﻟﺛﻠوث اﻟﻬواﺋﻲ ‪ ،‬اﻟﺛﻠوث اﻟﻣﺎﺋﻲ ‪ ،‬اﻟﺛﻠوث اﻷرﺿﻲ و‬
‫اﻟﺛﻠوث اﻟﺳﻣﻌﻲ ‪.‬‬
‫‪ 1.1‬اﻟﺛﻠوث اﻟﻬواﺋﻲ ‪:‬‬
‫ﯾﺷﻛل اﻟﻬواء ﻣن أﻫم اﻟﻣوارد اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷي ﻛﺎﺋن ﺣﻲ اﻹﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻪ ‪ ،‬و ﻣن أﻛﺛر أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻠوث‬
‫اﻟﺑﯾﺋﻲ إﻧﺗﺷﺎ ار ﻟﺳﻬوﻟﺔ إﻧﺗﻘﺎﻟﻪ ﻣن ﻣﻧطﻘﺔ إﻟﻰ أﺧرى و ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻗﺻﯾرة ‪ .‬و ﯾﻌرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري‬
‫اﻟﺛﻠوث اﻟﻬواﺋﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ) إدﺧﺎل أﯾﺔ ﻣﺎدة ﻓﻲ اﻟﻬواء أو اﻟﺟو ﺑﺳﺑب إﻧﺑﻌﺎت ﻏﺎزات أو أﺑﺧرة أو أدﺧﻧﺔ أو‬
‫ﺟزﯾﺋﺎت ﺳﺎﺋﻠﺔ أو ﺻﻠﺑﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺗﺳﺑب ﻓﻲ أﺿرار و أﺧطﺎر ﻋﻠﻰ اﻹطﺎر اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ( ‪. 5‬‬
‫و ﯾﺣدث اﻟﺗﻠوث اﻟﻬواﺋﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗواﺟد ﺟﺳﯾﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻬواء و ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﺑﯾﺋﻲ و ﺗﺷﻛل ﺿر ار ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ 2.1‬اﻟﺗﻠوث اﻟﻣﺎﺋﻲ ‪:‬‬
‫ﯾﻣﺛل اﻟﻐﻼف اﻟﻣﺎﺋﻲ أﻛﺛر ﻣن ‪ % 70‬ﻣن ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻛرة اﻷرﺿﯾﺔ ‪ ،‬و ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺻدر ﻫﺎم و‬
‫ﺿروري ﻟﻠﺣﯾﺎة و أي ﺿرر ﯾﻠﺣﻘﻬﺎ ﺳﯾﻬدد إﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة ‪ .‬و ﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻠوث اﻟﻣﺎﺋﻲ إﺣدات ﺧﻠل و ﺗﻠف ﻓﻲ‬
‫ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﯾﺎﻩ ﺑﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻺﺳﺗﻌﻣﺎل ‪ ،‬و ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ) إدﺧﺎل أﯾﺔ ﻣﺎدة ﻓﻲ اﻟوﺳط‬
‫اﻟﻣﺎﺋﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻐﯾر اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻔﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ و اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ و اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎء ‪ ،‬و ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻣﺧﺎطر ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﺣﺔ اﻹﻧﺳﺎن ‪ ،‬و ﺗﺿر ﺑﺎﻟﺣﯾواﻧﺎت و اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت اﻟﺑرﯾﺔ و اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ و ﺗﻣس ﺑﺟﻣﺎل اﻟﻣوﻗﻊ أو ﺗﻌرﻗل أي إﺳﺗﻌﻣﺎل‬
‫) ‪ ( 2‬زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻏﻨﯿﻤﻲ ‪ ،‬ﻗﻀﺎﯾﺎ ﺑﯿﺌﯿﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮة ‪ ،‬ﻣﻨﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ‪ ، 2000‬ص ‪. 148‬‬
‫) ‪ ( 3‬اﻟﻤﺎدة رﻗﻢ ‪ 04‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 10-03‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺒﯿﺌﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪، 2003/07/20‬‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪.‬‬
‫) ‪ ( 4‬أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻨﺪور ‪ ،‬أﺣﻤﺪ رﻣﻀﺎن ﻧﻌﻤﺔ ﷲ ‪ ،‬اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻤﻮارد و اﻟﺒﯿﺌﺔ ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺷﺒﺎب اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﺑﺪون‬
‫ﺳﻨﺔ اﻟﻨﺸﺮ ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬
‫) ‪ (5‬اﻟﻤﺎدة ‪ 04‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ، 10-03‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫طﺑﯾﻌﻲ آﺧر ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ ( ‪. 6‬‬
‫و ﻟﻘد أﺻﺑﺢ اﻟﺗﻠوث اﻟﻣﺎﺋﻲ ظﺎﻫرة ﻣﻧﺗﺷرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﻠﻣواد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋﺑر اﻟﺑﺣﺎر ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن ﻣﻌظم اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﺗوﺟد ﻋﻠﻰ ﺳواﺣل اﻟﺑﺣﺎر و اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻧﻔﺎﯾﺎﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣﺎر ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺛروة اﻟﺳﻣﻛﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ 3.1‬اﻟﺛﻠوث اﻷرﺿﻲ ‪:‬‬
‫ﺻدر أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻠﻐذاء و ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺿرورة ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﻠوث و‬
‫ﺗﺷﻛل اﻷرض ﻣ ا‬
‫اﻟﺗدﻫور ‪ ،‬إﻻ أن زﯾﺎدة إﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺑﯾدات‬
‫و اﻷﺳﻣدة ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻷرض ﺧﺎﺻﺔ اﻷﺳﻣدة‬
‫اﻟﻧﯾﺗروﺟﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻠوث اﻟﺗرﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣواد اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ و ﺗدﻫور ﻣﻘدرﺗﻬﺎ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن زﯾﺎدة اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أدى إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﺻﻠﺑﺔ و اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻻرض أو ﺗدﻓن ﻓﻲ ﺑﺎطﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن و اﻟﺣﯾوان و اﻟﻧﺑﺎت ‪.‬‬
‫‪ 4.1‬اﻟﺗﻠوث اﻟﺳﻣﻌﻲ ‪:‬‬
‫ﻟﻘد أﺻﺑﺣت اﻟﺿوﺿﺎء ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﯾﺋﯾﺔ ﺧطﯾرة ﻟﻣﺎ ﺗﺳﺑﺑﻪ ﻣن أﺧطﺎر ﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫و ﺻﺣﯾﺔ ‪ ،‬و ﯾرﺗﺑط اﻟﺗﻠوث‬
‫اﻟﺳﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣﺿرﯾﺔ و اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أﯾن ﯾﺗزاﯾد إﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌدات و اﻟﻣرﻛﺑﺎت و اﻵﻻت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‬
‫‪ .‬و ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻠوث اﻟﺳﻣﻌﻲ ) ﻣزﯾﺞ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و اﻷﺻوات ﻏﯾر اﻟﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ‬
‫طﺎﻗﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻗدرة اﻟوﻋﻲ ﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎم اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ ( ‪.7‬‬
‫وﻏﯾر اﻟﻣرﻏوﺑﺔ ذات‬
‫و اﻷﺻوات و ﺗﺳﯾﺊ إﻟﻰ ﺻﺣﺔ اﻷﺟﻬزة اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ و ﺗؤﺛر‬
‫و ﺗﺳﺑب اﻟﺿوﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺗوﺗر اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺿﻐوط اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﺿﻠﻲ و اﻟﻔﻛري ﻟﻠﻌﻣﺎل‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻗدرﺗﻬم اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪.‬‬
‫و ﻣن ﻣظﺎﻫر ﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫ إرﺗﻔﺎع درﺟﺔ ﺣ اررة اﻷرض‬‫ ﺗدﻫور اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬‫‪ -‬ﺗﺂﻛل طﺑﻘﺔ اﻷزون‬
‫‪ -‬ﺗدﻫور اﻟﺗرﺑﺔ و ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﯾﺎﻩ‬
‫‪ 2‬ﻋواﻣل إﻧﺗﺷﺎراﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ‬
‫ﻟﻘد إرﺗﺑطت إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗدﻫوراﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﻬﺟﺔ ﻣﻧذ‬
‫) ‪ (6‬ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ‪.‬‬
‫) ‪ (7‬ﺳﻼم إﺑراﻫﯾم ﻋطوف ﻛﺑﺔ ‪ ،‬ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣﻠﺣﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد‬
‫‪WWW.ULUM.NL‬‬
‫‪15‬‬
‫‪: 2004‬‬
‫) ‪ (8‬ﺑﻮﻓﺎﺳﺔ ﺳﻠﯿﻤﺎن ‪ ،‬اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﺌﺔ ﻷﺟﻞ ﺗﻨﻤﯿﺔ ﻣﺴﺘﺪﯾﻤﺔ ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪ اﻹﻗﺘﺼﺎد ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ، 03‬اﻟﺠﻤﻌﯿﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻺﻗﺘﺼﺎدﯾﯿﻦ‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﯿﻦ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2008 ،‬ص ص ‪. 192-191‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻹﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺣﯾث أﻫﻣﻠت اﻹﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم‬
‫اﻟﺗﻠوث اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و ﺗدﻫور اﻹطﺎر اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻸﻓراد ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﺻﺣر و ﺗدﻫور اﻟﻐطﺎء اﻟﻧﺑﺎﺗﻲ ‪.‬‬
‫و ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺷﻬدت اﻟﺟزاﺋر إﺻﻼﺣﺎت إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻹﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ إﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق و اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ‬
‫اﻹﻧدﻣﺎج ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ‪ .‬و رﻏم إدراك اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ إﻻ أﻧﻪ ﺗﻔﺎﻗم ﺣدة اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ و ذﻟك راﺟﻊ‬
‫إﻟﻰ ﻋدة ﻋواﻣل ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻫﻣﺎل ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ‪ :‬ﻣﻧذ اﻹﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت إﻫﺗﻣت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ أﻫﻣﻠت ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﺣﯾث ﻟم ﺗدرج ﺿﻣن اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﯾﺎم ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻛﺛف ﻟﻠطﺎﻗﺔ‪ :‬ﺗﻣﺗﻠك اﻟﺟزاﺋر ﺛروة ﻧﻔطﯾﺔ و ﻏﺎز طﺑﯾﻌﻲ ﻫﺎم‪ ،‬ﻣﻣﺎ أﺛر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻛﺛف ﻟﻠطﺎﻗﺔ ﻣﺛل ﻗطﺎع اﻟﺣدﯾد و اﻟﺻﻠب و ﻗطﺎع‬
‫اﻟﺑﺗروﻛﯾﻣﯾﺎء و ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻬواﺋﯾﺔ ﻧظ ار ﻻﻧﺑﻌﺎث اﻟﻐﺎزات اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن إﺣﺗراق اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ‪ .‬و ﻗد ﺗﻔﺎﻗم اﻟوﺿﻊ ﺧطورة ﻣﻊ ﻏﯾﺎب أﺟﻬزة اﻟﺗﺣﻛم ﻣن إﻧﺑﻌﺎث اﻟﻐﺎزات ‪ .‬و ﺗﺷﻛل اﻷﻧﺷطﺔ‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻷﻧﺷطﺔ ﺗﻠوﯾﺛﺎ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﻌﻣل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل اﻟﻣوارد اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺻورة‬
‫ﻏﯾر ﻣﻠوﺛﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ إﻟﻰ ﺻورة أﻛﺛر ﺗﻠوﯾﺛﺎ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻐﺎزات و اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ‪.9‬‬
‫‪ -‬ﺿﻌف ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺟﻣﻊ و ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ‪ :‬ﺗﺗﻛﻔل اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى‬
‫اﻟﺑﻠدﯾﺎت إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧﻼﺣظ ﺿﻌف ﻣﺳﺗوى ﺟﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻋدم ﻧظﺎﻓﺔ ﻣﺧﺗﻠف ﺷوارع اﻟﻣدن و‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ .‬و اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫* ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎدﯾﺔ و اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻔل ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫* إﻧﺧﻔﺎض أﺟور ﻋﻣﺎل اﻟﻧظﺎﻓﺔ و ﻧﻘص اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﻣﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌرض ﻟﻌدة أﻣراض و‬
‫ﻣﺧﺎطر ﻣﻬﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫* ﻋدم إﺣﺗرام اﻟﻣواطﻧﯾن ﻣواﻋﯾد إﺧراج ﻧﻔﺎﯾﺎﺗﻬم و ﻛذﻟك اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻬﺎ ‪.‬‬
‫* وﺟود أﺣﯾﺎء ﻋﻣراﻧﯾﺔ ﻓوﺿوﯾﺔ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗراﻛم اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ﻓﻲ ﺟواﻧب اﻟطرﻗﺎت ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻻ ﺗوﺟد إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﺣﺿرﯾﺔ‬
‫و اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻓق اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗراﻋﻲ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،10‬ﺑﺣﯾث ﺗﻠﺟﺄ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺣرق اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻻ ﺗوﺟد ﻋﻣﻠﯾﺔ رﺳﻛﻠﺔ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت و اﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺳﺗرﺟﺎع ‪.‬‬
‫ ﺿﻌف ﺑراﻣﺞ إﻋﺎدة اﻟﺗطﻬﯾر ٕواﺳﺗﻐﻼل ﻣﯾﺎﻩ اﻟﺻرف ‪ :‬ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ 46‬ﻣﺣطﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗطﻬﯾر ﻣﯾﺎﻩ‬‫اﻟﺻرف ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﻣﺣطﺎت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋدة ﻣﺷﺎﻛل ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻛﺛرة اﻟﻌطب و ﻗﻠﺔ اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ و ﺳوء اﻹﺳﺗﻐﻼل و ﻧﻘص‬
‫اﻟﻐﻼف اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺿﻌف ﻣردودﯾﺗﻬﺎ و اﻟذي ﺳﺎﻫم ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺗﻧﻘﻠﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﯾﺎﻩ و ﺗﻔﺎﻗم درﺟﺔ اﻟﺗﻠوث ‪.‬‬
‫ﺗﻔﺷﻲ اﻷوﺑﺋﺔ‬
‫ ﺳوء إﺳﺗﻐﻼل ﻣوارد اﻟطﺎﻗﺔ ‪ :‬ﺗؤدي اﻟطﺎﻗﺔ دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﺷﻛل ﺧط ار ﻋﻠﻰ‬‫) ‪ (9‬ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻮزي أﺑﻮ اﻟﺴﻌﻮد و آﺧﺮون ‪ ،‬ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ إﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت اﻟﻤﻮارد و اﻟﺒﯿﺌﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ‪ ،2005 ،‬ص ‪.397‬‬
‫) ‪ (10‬وزارة ﺗﮭﯿﺌﺔ اﻹﻗﻠﯿﻢ و اﻟﺒﯿﺌﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﻮطﻨﻲ ﻟﻸﻋﻤﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺒﯿﺌﺔ و اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2001 ،‬ص ‪. 46‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣن ﺧﻼل ظﺎﻫرة اﻹﺣﺗﺑﺎس اﻟﺣراري ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻓﺈن ﺳوء إﺳﺗﻐﻼل اﻟطﺎﻗﺔ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ زﯾﺎدة‬
‫إﺳﺗﻬﻼك اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﻠوﺛﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺿﺎﻋف اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟوطﻧﻲ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ‪ 12‬ﻣﻠﯾون طن‬
‫ﺳﻧﺔ ‪2006‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ .‬و ﻛذﻟك ﻧﻘص اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻠوﺛﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ و‬
‫اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣن اﻟرﯾﺎح ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻧﻣو اﻟدﯾﻣﻐراﻓﻲ ‪ :‬ﺗﺷﻛل اﻟﺿﻐوطﺎت اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺔ ﻣن أﻫم أﺳﺑﺎب اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻧﺟد‬
‫ﺗوﺳﻊ اﻟﻌﻣران أدى إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻐﺎﺑﺎت‬
‫و اﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗرﻛﯾز ﻏﺎز ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺳﯾد‬
‫اﻟﻛرﺑون ﻓﻲ اﻟﺟو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟزﯾﺎدة إﺳﺗﻬﻼك اﻟطﺎﻗﺔ ‪ .‬و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎﻫم اﻟﻧﻣو اﻟدﯾﻣﻐراﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺗدﻫور اﻟﺑﯾﺋﻲ و ذﻟك‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬زﯾﺎدة اﻟﺿﻐوطﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬
‫ ﻏﯾﺎب ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻣدﯾﻧﺔ و اﻟرﯾف أدى إﻟﻰ اﻟﻧزوح اﻟرﯾﻔﻲ ﻧﺣو اﻟﻣدن اﻟﻛﺑرى ﻣﻣﺎ ﺷﻛل‬‫ﺿﻐوطﺎت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣدن و أدى إﻟﻰ ﺗوﺳﻊ اﻟﻌﻣران ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋدم ﻣراﻋﺎة اﻟﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺟزة ﻟﻠﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻌﺻرﯾﺔ ﻟﻠﻣدن ﻛﺈﻧﺟﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﺿرورﯾﺔ ﻣﺛل ﺷﺑﻛﺎت‬
‫اﻟﺻرف اﻟﺻﺣﻲ و اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺧﺿراء ‪.‬‬
‫و ﻗد أدت اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم اﻟﺗﻠوث ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎﻟﻪ ) اﻟﻬواء ‪ ،‬اﻟﻣﺎء ‪ ،‬اﻟﺗرﺑﺔ ‪ ،‬اﻟﺿوﺿﺎء ( ‪،‬‬
‫ﻣﺻﺎدر ﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫و ﺗﺗﻣﺛل‬
‫‪ -‬اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ‪ :‬ﺗﺷﻛل اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ و اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﺣدى ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣرﻗﻬﺎ إذ ﺗﻠوث‬
‫اﻟﻬواء ﺑﺎﻟدﺧﺎن و اﻟﻐﺎزات ‪ ،‬أو ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺣﺎر إذ ﺗﻠوث اﻟﻣﯾﺎﻩ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺑﯾدات اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ‪ :‬ﺗﺷﻛل اﻟﻣﺑﯾدات اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﻣﺻد ار ﻟﻠﺗﻠوث ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺧط ار ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن و ﻣﺣﯾطﻪ‬
‫ﺑﺣﯾث ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت و آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺑﯾﺔ ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن و اﻟﺣﯾوان و اﻟﻧﺑﺎت ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿﺟﯾﺞ اﻟﺳﯾﺎرات ‪ :‬ﻟﻘد أﺻﺑﺢ اﻟﺿﺟﯾﺞ ﻣﺻد ار ﺧطﯾ ار ﻟﻠﺗﻠوث ﺑﺣﯾث ﻣرور اﻟﺳﯾﺎرات ﻓﻲ اﻟﺷوارع و ﺣرﻛﺔ‬
‫اﻟطﺎﺋرات ﻓﻲ اﻟﻣطﺎرات و ﺗﻧﻘل اﻟﻘطﺎرات ﺗﺟﻠب ﺻوت ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﻧﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ راﺣﺔ‬
‫اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ و اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻔوﺿوي ‪ :‬ﯾﺷﻛل اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻔوﺿوي ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺳﺎﻋدا ﻓﻲ ﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻧﺷﺎء ﻣﺳﺎﻛن ﻻ ﺗﺧﺿﻊ‬
‫ﻷي إﺷراف و ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺎت ﺻرف اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺻﺣﻲ و اﻟﻣراﻓق اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻌﯾش ‪ ،‬ﻟذﻟك ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺣطﺎت‬
‫ﻟﻠﺗﻠوث و ﻫذا ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺧﺿراء ‪.‬‬
‫‪ 3‬أﺿرار اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ‬
‫ﯾؤدي اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ إﻟﻰ ﻋدة أﺿرار ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ إﻟﻰ ﺗدﻫور اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬أﺿرار إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ 1.3‬ﺗدﻫور اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ :‬و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫) ‪ (11‬و ازرة اﻟطﺎﻗﺔ و اﻟﻣﻧﺎﺟم‬
‫‪4‬‬
‫ ﺗﻔﺎﻗم ظﺎﻫرة اﻹﺣﺗﺑﺎس اﻟﺣراري ﺑﺣﯾث أدى إﻟﻰ إﻧﻘﻼب اﻟﻧظﺎم اﻟﻛوﻧﻲ ﺑﺣﯾث ﻋدم إﻧﺗظﺎم اﻟﻔﺻول و ﺣدوث‬‫اﻟﻔﯾﺿﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎطق و اﻟﺟﻔﺎف ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق أﺧرى ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺧﺳر اﻷرض ﺳﻧوﯾﺎ ‪ 25‬ﻣﻠﯾﺎر طن ﻣن اﻟﺗرﺑﺔ‬
‫‪12‬‬
‫ﺑﺳﺑب اﻷﺣوال اﻟﺟوﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﺎؤل ﻣﺳﺎﺣﺔ‬
‫اﻷرض اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ إﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷﺳﻣدة و اﻟﻣﺑﯾدات اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻠوﯾث ﻣﺻﺎدر اﻟﺣﯾﺎة ‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾؤدي ﺗدﻫور اﻟﺗرﺑﺔ إﻟﻰ ﻧﻘص اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻧﻣو اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻊ إﺧﺗﻔﺎء أﻧواع ﻧﺑﺎﺗﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ و إﻧﻘراض‬
‫ﻋدة ﺣﯾواﻧﺎت ‪.‬‬
‫ إﺣدات ﺛﻘب ﻓﻲ طﺑﻘﺔ اﻷوزون ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻌرض اﻷرض ﻟﻸﺷﻌﺔ ﻓوق اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﯾﺔ اﻟﺿﺎرة ‪.‬‬‫‪ -‬أﺛرت اﻟﺣوادث اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣﺛل ﺑﻘﻌﺔ اﻟﻧﻔط ﻟﻧﺎﻗﻠﺔ أﻛﺳون ﻓﺎﻟدﯾز ﻓﻲ أﻻﺳﻛﺎ ‪،‬‬
‫و اﻟﺗﺳرب اﻹﺷﻌﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻋل‬
‫ﺗﺷرﻧوﺑﯾل ﻓﻲ أوﻛراﻧﯾﺎ ‪ ،‬و ﺗﺳرب أﻧﺎﺑﯾب اﻟﻧﻔط ﻓﻲ ﺷﻣﺎل روﺳﯾﺎ إﻟﻰ أﺿرار ﻓﺎدﺣﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ و إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ‪.‬‬
‫‪ 2.3‬اﻷﺿرار اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﻔﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﺿﻼ‬
‫ﻋن ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻧواﻋﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻛﻠﻔﺔ إﯾﺟﺎد ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﺻدﯾﻘﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ‬
‫‪13‬‬
‫‪ .‬و ﺗﺗﺣدد‬
‫اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺿﺣﯾﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷﺿرار اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻟﻸﻧﺷطﺔ و اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ آﺛﺎر ﺿﺎرة ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ .‬أﻣﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟزﺋﻲ ﻓﺗﺗﺣدد اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺿﺣﯾﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ‬
‫ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺑراﻣﺞ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺳواء ﺑطرﯾﻘﺔ إﻟزاﻣﯾﺔ أو إﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ‪.‬‬
‫و ﯾؤدي اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ إﻟﻰ ﻋدة أﺿرار ﺗﻌرﻗل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬‬
‫و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫ إﻧﺧﻔﺎض إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻛﺎﻟزراﻋﺔ و ﺻﯾد اﻷﺳﻣﺎك ‪.‬‬‫‪ -‬إرﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف إﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﺛل إرﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﯾﺎﻩ اﻟﺷرب ‪.‬‬
‫ إرﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﻔﺎق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺧﻔﯾض و ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﻠوث ﻗﺻد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪.‬‬‫‪ -‬اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة و ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺿﯾﺎع اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ و ﻣوارد اﻟطﺎﻗﺔ ‪.‬‬
‫‪ 3.3‬اﻷﺿرار اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺻﺣﯾﺔ ‪:‬‬
‫إن ﺗﻔﺎﻗم اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎﻟﻪ ) اﻟﻬواء ‪ ،‬اﻟﻣﺎء ‪ ،‬اﻟﺗرﺑﺔ ‪ ،‬اﻟﺿوﺿﺎء ( ﺳﺎﻫم ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺣدة اﻷﻣراض ﻣﻣﺎ‬
‫أﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻷﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷﻣراض اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﻠوث اﻟﻣﺎء ‪ :‬ﺗﺷﻛل اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻘل ﻋدواﻫﺎ ﻋﺑر اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋوﯾﺻﺔ ﻣن ﻣﺷﺎﻛل‬
‫اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻧﺟد ‪ :‬اﻟﺗﯾﻔوﺋﯾد ‪ ،‬اﻟﻛوﻟﯾرا‪ ،‬إﻟﺗﻬﺎب اﻟﻛﺑد و اﻟدﻓﺗرﯾﺎ‪ .‬و ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺑﺎب‬
‫ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻓﻲ ﺗدﻫور ﺷروط اﻟﻧظﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺷرب و ﻋدم ﺗوﻓر ﺷﺑﻛﺎت اﻟﺻرف اﻟﺻﺣﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷﻣراض اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﻠوث اﻟﻬواء ‪:‬‬
‫) ‪ (12‬رداوﯾﺔ ﻣﻌﻤﺮ ‪ ،‬اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﺤﻤﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻮث اﻟﺒﯿﺌﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ‬
‫اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺒﻠﯿﺪة ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 51‬‬
‫) ‪ (13‬أﺣﻤﺪ زﻏﺪار ‪ ،‬اﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﺒﯿﺌﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎد و اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ و اﻟﺘﺠﺎرة ‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و‬
‫ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ، 2005 ، 12‬ص ‪. 210‬‬
‫و ﻋﻠﻮم‬
‫‪5‬‬
‫ﯾؤدي ﺗﻠوث اﻟﻬواء إﻟﻰ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔس و اﻟﺻدر ‪ ،‬وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻧﺟد ‪ :‬اﻟرﺑو ‪،‬‬
‫اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬إﻟﺗﻬﺎب اﻟﻘﺻﺑﺔ اﻟﻬواﺋﯾﺔ ‪.‬‬
‫و اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣراض ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺣﺎدة‬
‫اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ‪ :‬ﯾؤدي ﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ إﻟﻰ ﺷﻌور اﻟﻔرد ﺑﻌدم اﻟراﺣﺔ‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗوﺗر اﻟﻌﺻﺑﻲ ‪ ،‬اﻷرق ﻓﻲ اﻟﻧوم ‪ ،‬اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺿﯾق و ﻓﻘدان اﻟﺗرﻛﯾز و اﻹﺳﺗﯾﻌﺎب ‪.‬‬
‫‪ 4‬ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫إن ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﯾﺗطﻠب ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﺑﺣﯾث إذا إﺳﺗطﺎﻋت اﻟدوﻟﺔ إﺟﺑﺎر اﻟﻣﻠوﺛﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل‬
‫ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺗﻠوﯾﺛﻬم ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ﻓﺈﻧﻬم ﺳوف ﯾراﺟﻌون ﺳﻠوﻛﻬم و ﺣﺟم ﻧﺷﺎطﻬم‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬‬
‫و ﻋﻣﻠت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻓﻘد ﺗم إﺻدار أول ﻗﺎﻧون ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺳﻧﺔ ‪1983‬‬
‫و اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‬
‫‪15‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬
‫ إﺗﻘﺎء ﻛل ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ‬‫‪ -‬ﺗﺣﺳﯾن إطﺎر اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ و ﻧوﻋﯾﺗﻬﺎ‬
‫و ﯾﻌﻣل ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ إدﻣﺎج اﻹﻧﺷﻐﺎﻻت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم‬
‫‪ 03‬ﻋﻠﻰ ) ﺗﻘﺿﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﺿروري ﺑﯾن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي و ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ إطﺎر ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﺳﻛﺎن ( ‪ .‬و ﯾﺷﻣل ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣواد ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺑﻧﻲ‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺔ وطﻧﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﺣدد اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ أداء ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺣدد‬
‫اﻷوﺳﺎط اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪،‬‬
‫و ﻛذﻟك اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺄﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ‪.‬‬
‫و ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1997‬إزداد اﻟوﻋﻲ اﻟرﺳﻣﻲ ﺑﺧطورة اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺣﯾث أﻋﺗﻣد اﻟﻣﺧطط اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﺳﯾﯾر‬
‫و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬و اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺑﯾﺋﻲ ‪ ،‬و ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫ ﺗﻌزﯾز اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ‬‫‪ -‬ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻠوث و اﻷﺿرار اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‬
‫ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧوع اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ و اﻟﻣواﻗﻊ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬‫ ﺗﻛوﯾن و إﻋﻼم و ﺗﺣﺳﯾس اﻟﺟﻣﻬور‬‫ ﺗﻌزﯾز اﻟﺗﻧظﯾم و وﺳﺎﺋل اﻟﻌﻣل‬‫‪ -‬إﺣﯾﺎء اﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ‪.‬‬
‫و ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 2003‬ﺻدر اﻟﻘﺎﻧون ‪ 10/03‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ‪ ،‬و اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق‬
‫) ‪ (14‬ﻣﺤﻤﺪي ﻓﻮزي أﺑﻮ اﻟﺴﻌﻮد و اﺧﺮون ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 387‬‬
‫) ‪ (15‬اﻟﻣﺎدة ‪ 01‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 03-83‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 5‬ﻓﯾﻔري ‪ 1983‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪.‬‬
‫‪(16 ) Ministère de l’intérieur, Environnement enjeux , défis, Revue des collectivités locales , n 2 , 1997 , Alger , p 23.‬‬
‫‪6‬‬
‫ﺑﺧﺿوع اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﺣﺳب أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ‪ ،‬و اﻷﺧطﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن إﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺑﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف‬
‫ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ‪.‬‬
‫و ﯾﻬدف ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪17‬‬
‫ ﺗرﻗﯾﺔ ﺗﻧﻣﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺑﺗﺣﺳﯾن ﺷروط اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ‪ ،‬و اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن إطﺎر ﻣﻌﯾﺷﻲ ﺳﻠﯾم ‪.‬‬‫ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻠوث و اﻷﺿرار اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ و ذﻟك ﺑﺿﻣﺎن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﻛوﻧﺎﺗﻬﺎ ‪.‬‬‫‪ -‬إﺻﻼح اﻷوﺳﺎط اﻟﻣﺗﺿررة‬
‫ ﺗرﻗﯾﺔ إﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹﯾﻛوﻟوﺟﻲ اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟﻠﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ‪ ،‬و ﻛذﻟك إﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻷﻛﺛر ﻧﻘﺎء ‪.‬‬‫‪ -‬ﺗدﻋﯾم اﻹﻋﻼم و اﻟﺗﺣﺳﯾس و ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻲ ﺗداﺑﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪.‬‬
‫و ﯾﻌﻣل اﻟﻘﺎﻧون ‪ 10/03‬ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﺷﺎﻣل ﺑﺣﯾث ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧوع اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ‪ :‬ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟﻧب إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﺗﻧوع اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺑدأ ﻋدم ﺗدﻫور اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ‪ :‬ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟﻧب إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﺎء و اﻟﻬواء و‬
‫اﻷرض ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺑدأ اﻹﺳﺗﺑدال ‪ :‬ﻣن ﺧﻼل إﺳﺗﺑدال ﻋﻣل ﻣﺿر ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﺂﺧر ﯾﻛون أﻗل ﺧطر ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ .‬و ﯾﺧﺗﺎر ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻷﺧﯾر ﺣﺗﻰ و ﻟو ﻛﺎﻧت ﺗﻛﻠﻔﺗﻪ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣﺎ داﻣت ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﯾم اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺑدأ اﻹدﻣﺎج ‪ :‬ﻣن ﺧﻼل دﻣﺞ اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻧد إﻋداد اﻟﻣﺧططﺎت و‬
‫اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ و ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺑدأ اﻟﻧﺷﺎط اﻟوﻗﺎﺋﻲ و ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﺿرار اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﺑﺎﻷوﻟوﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﺻدر ‪ .‬و ﯾﻠزم ﻛل ﺷﺧص ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق‬
‫ﻧﺷﺎطﻪ ﺿر ار ﻛﺑﯾ ار ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣراﻋﺎة ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐﯾر ﻗﺑل اﻟﺗﺻرف ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﻠوث اﻟداﻓﻊ ‪ :‬اﻟذي ﯾﺗﺣﻣل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﻛل ﺷﺧص ﯾﺗﺳﺑب ﻧﺷﺎطﻪ ﻓﻲ إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ ﻧﻔﻘﺎت ﺗداﺑﯾر‬
‫اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻠوث و اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣﻧﻪ و إﻋﺎدة اﻷﻣﺎﻛن و ﺑﯾﺋﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ ‪.‬‬
‫و ﻧظ ار ﻟﻐﯾﺎب ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﯾﺋﯾﺔ واﺿﺣﺔ و ﺗﻔﺿﯾل اﻟﻣﻧطق اﻟﺗﻧﻣوي ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻋدم‬
‫اﻹﻫﺗﻣﺎم ‪ ،‬ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣن ﺑراﻣﺞ و رﺳوم ﺑﯾﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻟم ﺗﻌرف اﻟرﺳوم اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ إزدﻫﺎ ار‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إﻻ ﺣدﯾﺛﺎ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1992‬أﺳس رﺳم ﺳﻧوي ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﻠوﺛﺔ و اﻟﺧطﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬و‬
‫اﻟذي ﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺣﺳب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2000‬ﺑﺣﯾث ﯾطﺑق ﻟﻛل ﺻﻧف ﻣن أﺻﻧﺎف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﺗرﺧﯾص ﺣﺳب درﺟﺔ اﻷﺧطﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن إﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ‪ ،‬و اﻟﺗﻲ ﺗﺻﻧف إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻧﺎف ﺑﺣﯾث ﺗﺧﺿﻊ‬
‫إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻟﻛل ﺣﺟم ﻣن أﺣﺟﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺑﻠﻎ راﺑﻊ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺻرﯾﺢ ‪،‬‬
‫و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻗل ﺧط ار ﻣن اﻷﺻﻧﺎف اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬و اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ﻗﯾﻣﺔ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت‬
‫اﻟﻣﻠوﺛﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ‪:‬‬
‫) ‪ (17‬اﻟﻤﺎدة ‪ 02‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 10/03‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺒﯿﺌﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ‪.‬‬
‫) ‪ (18‬اﻟﻤﺎدة ‪ 03‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 10/03‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺒﯿﺌﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ﺟدول رﻗم ‪ :1‬اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﻠوﺛﺔ و اﻟﺧطﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ )اﻟوﺣدة دج(‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺻﻧﻔﺔ ﺗﺷﻐل‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺻﻧﻔﺔ ﺗﺷﻐل‬
‫طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ‬
‫أﻗل ﻣن ﺷﺧﺻﯾن‬
‫‪2.000‬‬
‫أﻛﺛر ﻣن ﺷﺧﺻﯾن‬
‫‪9.000‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﺻرﯾﺢ‬
‫‪ -‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ‬
‫ﻟﺗرﺧﯾص رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس‬
‫‪3.000‬‬
‫‪20.000‬‬
‫اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي‬
‫‪ -‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ‬
‫‪18.000‬‬
‫‪90.000‬‬
‫ﻟﺗرﺧﯾص اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص‬
‫‪ -‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ‬
‫ﻟﺗرﺧﯾص وزﯾر اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫‪24.000‬‬
‫‪120.000‬‬
‫اﻟﻣﺻدر ‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪. 2000‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣوﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم ﺗطﺑﯾق ﻣﻌﺎﻣل ﻣﺿﺎﻋف ﯾﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 1‬و ‪10‬‬
‫ﯾﺗم ﺿﺑطﻪ ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫و ﻧﺷﺎطﻬﺎ و ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت و ﻛﻣﯾﺎﺗﻬﺎ ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺻص ﻣداﺧﯾل ﻫذا‬
‫اﻟرﺳم ﻟﻠﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ و ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﻠوث ‪.‬‬
‫و ﻗد ﺗﺄﺳﺳت ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1996‬إﺗﺎوة اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺟودة اﻟﻣﯾﺎﻩ‪ ،‬و اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺻﻧدوق‬
‫اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺗﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن ﺑراﻣﺞ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟودة اﻟﻣﯾﺎﻩ‬
‫و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬﺎ و‬
‫ﺗطﺑق ﺑﺎﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ % 2‬ﻣن ﻣﺑﻠﻎ ﻓﺎﺗورة اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺷرب أو ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ أو ﻟﻠﻔﻼﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟوﻻﯾﺎت اﻟﺟﻧوب ‪.‬‬
‫‪ % 4‬ﻣن ﻣﺑﻠﻎ ﻓﺎﺗورة اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺷرب أو ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ أو ﻟﻠﻔﻼﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟوﻻﯾﺎت اﻟﺷﻣﺎل ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗوﺟد ﻣﻌﺎﻣﻼت ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 1‬و ‪ 5‬ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﻣﻧطﻘﺔ )‬
‫ﺣﺟم اﻟﻣدن ‪ ،‬ﻛﺛﺎﻓﺔ ﻣﯾﺎﻩ اﻟﺻرف ﻧوﻋﯾﺔ ﻣﯾﺎﻩ ﻣﺟﺎري اﻟﺻرف ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟواﺟب ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر‬
‫اﻟﺗﻠوث ‪ ،‬ﻫﺷﺎﺷﺔ وﺳط إﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﻣﯾﺎﻩ ‪ ،‬اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻔﻠﻲ ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ ( ‪.‬‬
‫و ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2000‬أﺳس رﺳم اﻟﺗطﻬﯾر اﻟﺧﺎص ﺑرﻓﻊ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﻣوﯾل‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺟﻣﻊ و ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ اﻟﻣوﻛﻠﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺎت ‪ .‬و ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 2002‬أﺟرﯾت ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟرﺳم‬
‫ﺣﯾث ﻣﻧﺢ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻎ اﻟرﺳم ﺣﺳب اﻟﺗﻘدﯾرات اﻟﺗﻘرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﻟﺗﻛﺎﻟﯾف إزاﻟﺔ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ﻓﻲ إﻗﻠﯾﻣﻪ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ و ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻓق اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫اﻟﺟدول رﻗم ‪ : 2‬اﻟرﺳم اﻟﺧﺎص ﺑرﻓﻊ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ )اﻟوﺣدة دج (‬
‫ﻣﻌدل اﻟرﺳم اﻟﺳﻧوي اﻟﺛﺎﺑت‬
‫ﺑﯾن ‪ 500‬و ‪1.000‬‬
‫طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻛن أو اﻟﻣﺣل‬
‫‪ -‬ﻣﺧﺻص ﻟﻠﺳﻛن‬
‫ﺑﯾن ‪ 1.000‬و ‪10.000‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌد ﻟﻧﺷﺎط ﻣﻬﻧﻲ أو ﺗﺟﺎري أو ﺣرﻓﻲ أو ﺷﺑﻪ‬
‫ﺑﯾن ‪ 5.000‬و ‪20.000‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺧﯾﻣﺎت و اﻟﻌرﺑﺎت اﻟﻣﻘطورة‬
‫ﺗﺟﺎري‬
‫ﺑﯾن ‪ 10.000‬و ‪ - 100.000‬ﺣرﻓﻲ أو ﺷﺑﻪ ﺗﺟﺎري أو ﺻﻧﺎﻋﻲ ﺗﻔوق ﻛﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻷﺻﻧﺎف أﻋﻼﻩ‬
‫اﻟﻣﺻدر ‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪2002‬‬
‫و ﻟﻠﺗﺣﻔﯾز ﻋﻠﻰ إﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑﻧزﯾن اﻷﻗل ﺗﻠوﺛﺎ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 2000‬ﺗم إﺳﺗﺣداث اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟوﻗود اﻟﻣﺣﺗوي ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟرﺻﺎص و اﻟذي ﯾﻔرض ب ‪ 1‬دج ﻟﻛل ﻟﺗر ﻣن اﻟﺑﻧزﯾن اﻟﻌﺎدي و اﻟﻣﻣﺗﺎز و ﯾﺧﺻص إﯾرادﻩ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺻﻧدوق‬
‫اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ و إزاﻟﺔ اﻟﺗﻠوث و ﻛذﻟك ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠطرﻗﺎت و اﻟطرﻗﺎت اﻟﺳرﯾﻌﺔ و ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي‬
‫‪.‬‬
‫و ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة رﻗم ‪ 205‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2002‬أﺳس اﻟرﺳم اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠوث اﻟﺟوي ذي‬
‫اﻟﻣﺻدر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﻧﺑﻌﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺣدود اﻟﻘﺻوى ‪ ،‬و دﻟك ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ‬
‫اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﻠوﺛﺔ و اﻟﺧطﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬و ﯾطﺑق ﻣﻌﺎﻣل ﻣﺿﺎﻋف ﯾﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 1‬و ‪ 5‬ﺣﺳب‬
‫ﻧﺳﺑﺔ ﺗﺟﺎوز ﺣدود اﻟﻘﯾم ‪ ،‬و ﯾﺧﺻص ﺣﺎﺻل ﻫذا اﻟرﺳم ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ % 10‬ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺑﻠدﯾﺎت‬
‫‪ % 15‬ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫‪ % 75‬ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ و إزاﻟﺔ اﻟﺗﻠوث‬
‫و رﻏم وﺟود ﺟﺑﺎﯾﺔ ﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗرق إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣطﻠوب و ذﻟك ﻧظ ار ﻟﻸدوات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻔروﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ ﻋﻘﺎﺑﻲ أﻛﺛر ﻣﻧﻪ ﺗﺣﻔﯾزي‬
‫‪19‬‬
‫‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻠﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﺑﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﻏﯾر‬
‫ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻷﺿرار اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ و ﺗﺣﺳﯾن اﻹطﺎر اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻸﻓراد ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟرﺳم اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠوث‬
‫اﻟﺟوي ذي اﻟﻣﺻدر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و ﻛذﻟك ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟرﺳم اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟوﻗود ﻏﯾر ﻣوﺟﻬﺔ ﺑﺻورة ﻛﻠﯾﺔ ﻷﻏراض‬
‫إﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﻠوث و إﺑﻌﺎد اﻟرﺳوم اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻋن أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬و ﯾؤدي ﻫذا اﻟوﺿﻊ إﻟﻰ ﺗﺿﺧﯾم اﻟرﺳوم اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪20‬‬
‫‪.‬‬
‫ﻟذﻟك ﯾﺟب إرﺳﺎء ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﯾﺋﯾﺔ و اﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﻧﺷر اﻟوﻋﻲ اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻟدى ﻛﺎﻓﺔ ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬و اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﺻﻼح ﺟﺑﺎﺋﻲ‬
‫) ‪ (19‬ﺑﺎﺷﻲ أﺣﻤﺪ ‪ ،‬دور اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺘﻠﻮث اﻟﺒﯿﺌﻲ ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎد و اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2003 ،‬ص ‪146‬‬
‫) ‪ (20‬وﻧﺎس ﯾﺤﻲ ‪ ،‬ﺗﺒﻠﻮر اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪﯾﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و‬
‫ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﯿﺮ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أدرار ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 237‬‬
‫و اﻟﺘﺠﺎرة ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ، 9‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم‬
‫‪9‬‬
‫أﺧﺿر ﺷﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺳﯾﻊ ﻋدد اﻷوﻋﯾﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ و ﺗﻛﺗﯾف‬
‫اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻠوﺛﺔ ﻗﺻد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﻓق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺧﻼﺻﺔ‬
‫ﯾﺷﻛل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺿرورة ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗﺣﺳﯾن اﻹطﺎر اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻸﻓراد‪ ،‬و رﻏم‬
‫اﻟﺟﻬود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻣن طرف اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ إﻻ أن ذﻟك ﻟم ﯾرق إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣطﻠوب‬
‫‪ ،‬و ﻟﺗﻔﻌﯾل ذﻟك اﻟﻣﺳﻌﻰ ﻧﺿﻊ اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬إدﺧﺎل اﻟﺑﻌد اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطط و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت و ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك اﻹداري‬
‫و اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ أدوات اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻓﻲ إدارة اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻛﺑدﯾل ﻋن أدوات اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟذي‬
‫ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣؤﺷرات اﻟﻧﻣو و ﯾﺗﺟﺎﻫل اﻷﺿرار اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ و اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺣﺿرﯾﺔ ﻣﺛل ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻬواء ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣﺿرﯾﺔ ‪ ،‬و إدارة اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ و‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن أﻧﻣﺎط اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻔرط ‪ ،‬و ﺗطوﯾر أﺳﺎﻟﯾب إﻧﺗﺎج ﻧظﯾﻔﺔ‬
‫اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ‪.‬‬
‫و رﻓﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺧﻠف اﻟﺣد‬
‫‪ -‬ﺗﺣدﯾث طرق إدارة اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت و اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟوﺻول‬
‫اﻟﻌﺎدل إﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌدﯾل ﻣﺳﺎر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻟﺗﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻊ ﺿرورة رﺑط ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ و ﺟﻌل اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻋﻧﺻ ار إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗﻛﺎﻟﯾف‬
‫اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ‪ ،‬و ﺗﺣﺳﯾن ﻓرص وﺻول اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﺳواق‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿرورة اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم إﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑروﺗوﻛول ﻛﯾوﺗو ﻟﻠﺗﻐﯾر اﻟﻣﻧﺎﺧﻲ‬
‫وﺑروﺗوﻛول ﻛﺎرﺗﺎﺧﯾﻧﺎ ﻟﻠﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ‬
‫‪ -1‬أﺣﻣد زﻏدار ‪ ،‬اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎد و اﻟﺗﺳﯾﯾر و اﻟﺗﺟﺎرة ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪. 2005 ، 12‬‬
‫‪ -2‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﻧدور ‪ ،‬أﺣﻣد رﻣﺿﺎن ﻧﻌﻣﺔ اﷲ ‪ ،‬اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣوارد و اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ﺑدون ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺑﺎﺷﻲ أﺣﻣد‪ ،‬دور اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎد و اﻟﺗﺳﯾﯾر و اﻟﺗﺟﺎرة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪، 09‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -4‬ﺑوﻓﺎﺳﺔ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻷﺟل ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺳﺗدﯾﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺟدﯾد اﻹﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 03‬اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪10‬‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -5‬رداوﯾﺔ ﻣﻌﻣر ‪ ،‬اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ ‪ .‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﻠﯾدة ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2006 ،‬‬
‫‪ -6‬زﯾن اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻏﻧﯾﻣﻲ ‪ ،‬ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣﻌﺎﺻرة ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪. 2000 ،‬‬
‫‪ -7‬ﺳﻼم إﺑراﻫﯾم ﻋطوف ﻛﺑﺔ ‪ ،‬ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣﻠﺣﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪: 2004 ، 15‬‬
‫‪WWW.ULUM.NL‬‬
‫‪ -8‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 03-83‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 05‬ﻓﯾﻔري ‪ 1983‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪.‬‬
‫‪ -9‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 11-99‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪. 2000‬‬
‫‪ -10‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 21-01‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪. 2002‬‬
‫‪ -11‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 10-03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2003‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -12‬ﻣﺣﻣد ﻓوزي أﺑو اﻟﺳﻌود و آﺧرون ‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣوارد‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -13‬و ازرة ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻹﻗﻠﯾم و اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺧطط اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﻋﻣﺎل ﻣن أﺟل اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫‪. 2001‬‬
‫و اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫‪ -14‬و ازرة اﻟطﺎﻗﺔ و اﻟﻣﻧﺎﺟم ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬
‫‪ -15‬وﻧﺎس ﯾﺣﻲ ‪ ،‬ﺗﺑﻠور اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗدﯾﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أدرار ‪. 2003 ،‬‬
‫‪16- Ministère de l’intérieur, Environnement enjeux , défis, Revue des collectivités locales , n 2 , Alger‬‬
‫‪, 1997‬‬
‫‪11‬‬
Download