أثار الحرب على الفرد والمجتمع الحرب لها العديد من اآلثار ،ونحن نرى ذلك واضحا ً في كل يوم .يمكن أن تكون آثار الحرب ممتدة على نطاق واسع بشكل طويل األجل أو قصير األجل ،ويمكن أن نالحظ تجربة جنود الحرب بشكل مختلف عن المدنيين ،على الرغم من أن كال منهم يعانوا في أوقات الحرب ، حيث تعاني النساء واألطفال من الفظائع التي ال توصف على وجه الخصوص .في العقد الماضي ،وصل أعداد الضحايا إلى مليوني من األطفال من الذين قتلوا في الصراعات المسلحة ،حيث كانت صدمة واسعة النطاق بسبب الفظائع والمعاناة للسكان المدنيين ،مما يخلق التوتر العاطفي والنفسي الواسع النطاق. عموما فإن الحروب الداخلية في يومنا هذا هو التكون بما له من أثر كبير على المدنيين أكثر من حروب الدولة .والتي جعلت المقاتلين يستهدفوا المدنيين كهدفا استراتيجيا .وفي حالة النزاع المسلح يحدث باستخدام القوة المسلحة بين الطرفين ،واحدة منهم هي حكومة الدولة . وتشمل آثار الحرب أيضا الدمار الشامل للمدن الذي له تأثير طويل األمد على اقتصاد البالد، حيث يكون للصراع المسلح عواقب سلبية غير مباشرة هامة على ،البنية التحتية ،وتوفير الصحة العامة ،والنظام االجتماعي. هناك آثار خفية ناتجة عن التجربة الشخصية للحرب ،ومن المعروف جيدا أنها ألولئك الذين يعيشون معهم .فهناك عالقة عميقة وتقريبا مباشرة بين أفراد حرب الصدمة وأعمال المجتمع والثقافة .وأرى أنه يوجد نوعين أساسيين من الصدمة الناجمة عن الحرب ،واحد هو ضحية الصدمة :مثل التعذيب واالغتصاب والتشويه والضرب ،أو صدم شخص بجروح يعاني منها ، أو نشاهد أسوأ الفظائع التي يمكن أن يرتكبها البشر .واآلخر هو صدمة الجاني :مطلق النار، الجالد ،المغتصب ،القاتل ،وهو الذي يوقع الرعب على الضحايا .وكل نوع من هذه الصدمة يحول األساس الكامل للبشرية في الوقت الراهن إلى شخص آخر ،شخص يفقد أجزاء من نفسه ،أو تعطيلها ،تماما كما لو كان الجراح بتر أطرافهم .ونحن جميعا نعرف الناس الذين تعرضوا لكال النوعين من الصدمة ،أولئك الذين قتلوا أو فعلوا أشياء مروعة أخرى في سياق خوض حربا عادة ما ترفض الحديث عنها ،حيث كان لبعض العائدين من الحرب شعور بأنهم هم الجناة ،ويحاولون البحث إليجاد مبررات ألفعالهم ،وهم الفرق التي تحاول إثبات ألنفسهم والعالم الداخلي أن الذي فعلوه كان على حق ،وانها قيمة الوالء للحكومة التي أرسلتهم لتبرير ما فعلوه .وذلك هو شيء طبيعي ألي شخص يمكن القيام به .هؤالء يعانون األلم العميق ، سواء الجسدي أو النفسي ،ويصبح العالم مكانا أكثر خطورة لهم كل يوم ،حيث يرتابهم الخوف ،من كل صوت ،أو كل حركة مفاجئة ،وكل ومضة من الضوء ،وكل كلمة مفاجئة تنبأهم بالعذاب ،مثل رصاصة أو ضربة أو صدمة كهربائية ،ومثل هؤالء الناس يتسمون بالهدوء ، والوداعة ،والقدرة على التنبؤ ،والتغيير البطيء .وعندما يتعرضون لألحداث التي تؤدي لردود خطورتها ،فإنها تفقدهم االتصال مع العالم الحالي ،وأنهم يصبحوا مغمورون في معاناتهم الماضية. آثار الحرب على المجتمعات البشرية – تندلع الحروب ألسباب مختلفة ،فهناك حروب بين الدول أو األمم وداخل األمة ،ومن المعروف أن هذا األخير بشكل عام يسمي بالحرب األهلية ،ويمكن أن تحدث نتيجة لخالفات على أساس العرق أو الدين أو عدم الرضا االجتماعي واالقتصادي وغيرها .وما إذا كانت تشن الحروب بين الدول أو داخل البالد بين مختلف شرائح المجتمعات ،وما لها من آثار مضرة جدا .ووفقا لما قدره الخبراء ،لألسباب الرئيسية أو العوامل التي تسهم في الحروب هي الجشع البشري للثروة والتعصب تجاه اآلخرين .و ينتج عنها عمليات قتل لمئات اآلالف من المدنيين واألبرياء وكذلك الجنود. آثار الحرب الجسدية والنفسية – تتأثر المجتمعات البشرية بشدة من جراء الحروب ،وخاصة علي المناطق السكنية والبنية التحتية العامة والمستشفيات ويتم تدمير األسس التي يقوم عليها الوجود اإلنساني فماليزيا شهدت أيضا الحرب عندما احتلت مرة واحدة من قبل اليابانيين حيث واجه السكان للعديد من المصاعب والتحديات لتلبية احتياجاتهم األساسيه ،حتى استسلم اليابانيون بعد استخدامهم لألسلحة الغير تقليدية أو المعروفة بإسم األسلحة النووية على هيروشيما وناغازاكي التي أزهقت آالف األرواح وشوهوا وكذلك شلت اآلالف من الناس الذين تعرضوا لإلشعاع .ولحسن الحظ فإن معظم الدول المتحاربة ال تزال تستخدم األسلحة التقليدية مثل القنابل اليدوية والصواريخ وثعالب الماء التي ال تؤدي إلى إلحاق هذا النوع من الضرر مثل االسلحة النووية. فالحروب تجلب مآسي ال توصف فضال عن عدم االستقرار السياسي واالقتصادي ،وحياة الناس والحياة اليومية التي تأتي تحت التهديد ،وسيكون من الصعب العثور على وظائف أو العيش العادي في جو هادئ ،ولكن يتم تشريد السكان ولذا يجب ان تتحرك باستمرار الستقرار االمن .وما حدث في دارفور ،بالسودان هو انعكاس رهيب لمأساة الحروب التي تجلب ضررا ً عاطفيا ً وجسديا ً للحياة .وبالتالي ،يجب أن البشر يتجنب الحروب بكل التكاليف ،والطريقة الوحيدة التي يمكن أن تحمي حياتنا وضمان االستقرار في بالدنا هي أن نمأل أنفسنا بالتسامح واحترام كل األوطان .و إال سوف ننقرض مثل الديناصورات! ســما عـمـر 6F