�أ�سدرته منظمة �ليون�سكو عام 1996 عدد � – 143لأربعاء 7متوز (يوليو) 2010 �أوديب �سوفوكلي�س ترجمة :طه ح�سني ر�سوم� :سامر �إ�سماعيل �ملوؤ�س�سة �لر�عية �ل�رشيك �لثقايف �جلابر � MBI Al Jaberملبعوث �خلا�س ملنظمة �ليون�سكو للت�سامح و�لدميقر�طية و�ل�سالم. معايل �ل�سيدة �إيرينا بوكوفا � ،Irina Bokovaملديرة �لعامة ملنظمة �لأمم �ملتحدة للرتبية و�لعلم و�لثقافة �-ليون�سكو -ومعايل �ل�سيخ حممد بن عي�سى َ �إميان ًا منه� ب�أهمية ن�رش املعرفة وت�شجيع القراءة ودعم الفن الت�شكيلي ملواجهة الأزمة الثق�فية اخل�نقة يف الع�مل العربي ،و�إ�سهام ًا يف اإعداد ع�رشي عربي ق�در على امل�ش�همة يف بن�ء احل�ش�رة احلديثة جيل ّ والتو�شل عرب الرتبية والعلم والثق�فة اإىل اإدراك الدميقراطية وال�شالم مت�شي ً� مع مب�دئ امليث�ق الت�أ�شي�شي لليون�شكوُ ،ت�شد ُِر م�ؤ�س�سة حممد ّ بن عي�سى �جلابر MBI Al Jaber Foundationب�لتع�ون مع منظمة اليون�شكو UNESCO /وب�ل�شرتاك مع كربي�ت ال�شحف العربية توؤازره� نخبة من كب�ر الأدب�ء والك ّت�ب ومن ورائهم اليومية ّ ّ املاليني من الق�رئني، كتاب يف جريدة القراء يف �شهري ً� وب�شكل جم�ين ومنتظم ّ هدي ًة منه� اإىل اأكرب فئة من ّ جميع العوا�شم العربية والعرب يف الع�مل. �ل�سفحة �لرئي�سية للموقع �للكرتوين ل"كتاب يف جريدة" �لأربعاء �لأول من كل �سهر على www.kitabfijarida.com 2 �أُ ْو ِديب �سوفوكلي�س.. منوذج لالأدب �لرفيع على �أكرث من �سعيد "واح�رشت�ه! واح�رشت�ه! لقد ا�شتب�ن كل �شيء .اأيه� ال�شوء ،لعلي اأراك الآن للمرة الأخرية .لقد اأ�شبح الن��س جميع ً� يعلمون ،لقد ولدت له واأن علي اأن اأولد ملن ُ ك�ن حمظوراً ّ اأحي� مع من اأحي� معه .وقد قتلت َم ْن مل يكن يل اأن اأقتله". هذه هي عب�رة �شوفوكلي�س على ل�ش�ن اأوديب ملك طيبة ،عب�رة تلخ�س نقطة التحول والك�شف املفجع للحقيقة يف م�شرية هذا البطل الرتاجيدي الذي اكت�شف اإنه ق�تل اأبيه ،وزوج اأمه ،ووالد اأخوته! هذا الك�شف املفزع �شيدفعه اإىل اقتالع عينيه اقت�ش��ش ً� مل� جنته يداه، يف حم�ولة ل�شتع�رة حي�ة جديدة ،وت�شحيح مت�أخر وغري ممكن مل�ش�ر القدر .وه� هو يخ�طب عينيه لأنهم� ا�شرتكت� يف ارتك�ب كل هذه الآث�م معه�" :شتظالن يف الظلمة فال تري�ن من ك�ن يجب األ تري�ه ،ول تعرف�ن من ل اأريد اأن اأعرف بعد اليوم". يعود اأ�شل هذه احلك�ية امل�أ�ش�وية اإىل م� قبل �شوفوكلي�س ،اإذ تع ُّد واحد ًة من اأهم الرتاجيدي�ت الإغريقية التي و�شلتن� ،ويبدو اأنه� ك�نت معروف ًة على نط�ق وا�شع اإىل م� قبل القرن اخل�م�س قبل امليالد حيث كتبه� �شوفوكلي�س يف الربع الأول منه ،اإذ وردت يف كت�ب�ت عدد من �ش�بقيه ومع��رشيه ،فقد وردت التي تلخ�س واحدة من امل�شكالت الكربى يف الت�ريخ م� قبل الع�رش الإغريقي ،والق�ئمة على اأن الإن�ش�ن ل ميكن له اأن يهرب من اأقداره ،ولي�س بو�شعه اأن يحدث تغيرياً ح��شم ً� يف م�شريه ،بل اأنه يف طريق هروبه من ذلك القدر ،ورحلته لتغيري امل�شري ي�شنع ،يف الواقع ،ف�شول ذلك ومالمح م�شريه املحتوم بيديه. القدر الغيبي، َ وقد ُ كرثت املع�جل�ت امل�رشحية لأوديب �شوفوكلي�س يف القرن الع�رشين ،ك�ن اأبرزه� م�رشحية اأندريه جيد "اأوديب" وحم�ولته تقوي�س ثقل الأ�شطورة والكث�فة الغيبية يف الأ�شل ال�شوفوكلي ،ل�ش�لح نزوات الإن�ش�ن وقواه الداخلية واإره��ش�ته الطبيعية ،ومب� يتن��شب مع فل�شفة جيد نف�شه ،الذي ك�ن اأول من ترجم �شوفوكلي�س من اليون�نية اإىل الفرن�شية ،وكذلك ا�شتلهم "ج�ن كوكتو" اأوديب �شوفوكلي�س، يف م�رشحيته "الآلة اجلهنمية" ذات النكهة ال�شوري�لية ،كم� فتحت مع�جلة اأندريه جيد التي ترجمه� طه ح�شني اأي�ش�ً ،ب�ب ً� ملع�جل�ت و�شي�غ�ت عربية عديدة لعل اأبرزه� "امللك اأوديب" لتوفيق احلكيم ،و"م�أ�ش�ة اأوديب" لعلي اأحمد ب�كثري. واأوديب �شوفوكلي�س ،التي نن�رشه� هن� ،هي يف الواقع عمالن م�رشحي�ن منف�شالن زمني�ً، ومت�شل�شالن فني�ً ،فقد كتبهم� �شوفوكلي�س يف زمنني خمتلفني ،ففي العمل الأول" :اأوديب ملك�ً" نقراأ �شرية اأوديب �ش�ب ً� يف م�شقط راأ�شه "طيبة" التي ُن ِب َذ منه� طف ًال ر�شيع�ً ،ثم ع�د اإليه� ه�رب ً� من قدره ،الذي ا�شطدم به يف الطريق اإليه�. اإ�ش�رات له� يف كت�ب�ت هومريو�س ،وحتديداً يف الأودي�شة ،كم� جتلت بو�شفه� بنية مركزية، يف كت�ب�ت "ا�شخيليو�س" ،وكذلك يف فينيقي�ت "يوربيدي�س" ،لكن اكتم�له� الرتاجيدي، وفرادته� الفنية يف عمل فني ،مل ينجز اإل على يد "�شوفوكلي�س" يف عدد من اأعم�له امل�رشحية اخل�لدة حتى ع َّده� اأر�شطو يف "فن ال�شعر" مث� ًل منوذجي ً� للم�أ�ش�ة ،والعمل الأكمل للرتاجيدي� يف ال�شعر امل�رشحي. واإذا ك�ن هومريو�س هو الأب "الأ�شطوري" للملحمة ال�شعرية ،ف�إن �شوفوكلي�س هو الأب احلقيقي للرتاجيدي� ال�شعرية ب�متي�ز و�ش�حب منوذجه� الأرقى. وقد مثل �شوفوكلي�س 406 – 496قبل امليالد" نقطة التحول املف�شلية يف امل�رشح اليون�ين ،فك�ن اأول من ا�شتخدم تعدد الأ�شوات وال�شخ�شي�ت يف العمل امل�رشحي ،بعد اأن ك�ن ا�شخيليو�س يعتمد على ممثلني اثنني لت�أدية عمله ،اإ�ش�فة اإىل كونه اأول من اأعطى اأهمية لل�شينوغرافي� يف العمل امل�رشحي ،فنقله ب�لت�يل يعرب اأر�شطو. من ال ِّرثة اإىل اجلالل ،كم� ّ وقد يكون من اأكرث عوا�شف الع�شف والتجني التي حلقت هذا العبور اله�ئل لأوديب عرب الع�شور ،هو اختزال هذا العمل اخل�لد يف اأذه�ن الأجي�ل املع��رشة ،بتف�شريات علم النف�س وحتليالت فرويد حتديداً ،وتنظرياته املت�شلة عن "عقدة اأوديب". تقوم خال�شة حك�ية اأوديب على حم�ك�ة اإ�شك�لية العالقة بني الإرادة والقدر ،تلك الثن�ئية اأم� العمل الث�ين "اأوديب يف كولون�" وهي اإحدى مق�طع�ت اأثين� املج�ورة وم�شقط راأ�س �شوفوكلي�س نف�شه ،فري�شد �شرية اأوديب يف منف�ه املزدوج ،حيث املك�ن الآخر والعمى الأبدي، ومواجهته مل�شريه املحتوم الذي ل فرار منه. وفيه� يظهر امللك ال�ش�ب �شيخ ً� اأعمى منفي�ً، ي�شري متوكئ ً� على ابنتيه "اأنتيغون� واإ�شمين�" وم�شتعرياً نبوءات العراف الأعمى "تري�شي��س" الذي "يرى" م� ل يراه املب�رشون ،يف روؤي� جديدة للعن�ت ق�دمة ،وم�ش�ئر غ�م�شة .كم� يظهر اأوديب متم�شك ً� مبنف�ه بقوة ،مبواجهة حم�ولت اإع�دته اأو اأع�دة اإبنتيه اإىل "طيبة". وهذا العمل اخل�لد الذي نن�رشه هو عمل اأدبي منوذجي ب�متي�ز ،وعلى اأكرث من �شعيد، فهو ميثل كم� اأ�رشن� الذروة الفنية للرتاجيدي� الإغريقية والكال�شيكية املتم��شكة بلغته�، يف ع�رش ال�شعود الذروي لالأدب الرفيع يف اليون�ن. وهو منوذجي ،مب� ميثله من اإ�شتيع�ب لفت للن�س الأ�شلي عرب ترجمة ممت�زة وفريدة لعميد الأدب العربي الدكتور طه ح�شني 1889 ،1973ترجمة جعلت من هذا العمل يقراأ يفالعربية ،ك�أيقونة متم��شكة يف البالغة ،وكث�فة ال�شبك ،وجم�لية العب�رة ،حتى بدا وك�أنه مكتوب ب�للغة العربية ،رغم اأنه نقله عن لغة و�شيطة ولي�س عن اللغة الإغريقية الأم. حممد مظل�م �سوفوكلي�س ولد �س�ف�كلي�س يف قرية «دمي��س» يف ك�ل�نا� ،أحدى �س��حي مدينة �أثينا يف �لعام 496 قبل �مليالد لعائلة مي�س�رة ،مار�س �ل�سيا�سة يف حياته وتقلد بع�س �ملنا�سب ،كما �أ�سبح قائد�ً يف �لأ�سط�ل �لبحري �لي�ناين ،وه� يف �لثالثينات من عمره.كما �أ�سبح كاهن ًا يف مرحلة من مر�حل حياته. عا�رص �مل�ؤرخ هريودوت ،و�لفيل�س�ف �سقر�ط ،وه� و�حد من �أعظم كتاب �لرت�جيديا �لإغريقية �إىل جانب �إ�سخلي��س وي�ربيد�س. �ألف �س�ف�كلي�س �أكرث من مائة وع�رصين م�رصحية ،مل ي�سل منها �س�ى �سبع م�رصحيات هي�« :أوديب ملك ًا» «�أنتيغ�نا» «�أوديب يف ك�ل�نا» «�أجاك�س» «�ألكرت�» «فيل�كتيت�س» و«�لرت�خينيات» �أو «بنات تر�خي�س» كان يحرز �ملرتبة �لأوىل يف �أغلب �ملباريات �مل�رصحية يف مهرجان دوني�سيخ��س ،وكان �مل�ؤدي �لرئي�سي لأدو�رها، ت�يف �س�ف�كلي�س يف �لعام 406قبل �مليالد وه� يف �لت�سعني من عمره. 3 عدد 143 7متوز 2010 الراعي حممد بن عي�سى اجلابر MBI AL JABER FOUNDATION امل�ؤ�ص�س �سوقي عبد الأمري املدير التنفيذي ندى ّ دلل دوغان �صكرتاريا وطباعة هناء عيد املحرر الأدبي حممد مظلوم املَقَّ ر بريوت ،لبنان ي�سدر بالتعاون مع وزارة الثقافة Mind the gap, Beirut الإ�صت�صارات الفنية �سالح بركات غالريي اأجيال ،بريوت. املطبعة پول نا�سيميان الإ�صت�صارات القان�نية "القوتلي وم�ساركوه -حمامون" املتابعة والتن�صيق حممد ق�سمر كتاب يف جريدة �شنرت دلفن ،الطابق ال�شاد�ض �شارع �شوران ،الرو�شة بريوت ،لبنان تلفون /فاك�ض +961 )0(1 868 835 kitabfj@cyberia.net.lb kitabfijarida@hotmail.com ت�صميم و اإخراج عدد رقم ( 7متوز )2010 143 ال�صحف ال�رشيكة الهيئة الإ�صت�صارية الأحداث -اخلرطوم الأيام -رام اللـه الأيام -املنامة ت�رشين -دم�شق الثورة � -شنعاء اخلليج -الإمارات الد�ستور -ع ّمان الراأي -ع ّمان الراية -الدوحة الريا�ض -الريا�ض ال�سعب -اجلزائر ال�سعب -نواك�شوط ال�سباح -بغداد العرب -تون�ض ،طرابل�ض الغرب ولندن جملة العربي -الكويت القاهرة -القاهرة القد�ض العربي -لندن النهار -بريوت الوطن -م�شقط اأدوني�ض اأحمد ال�س ّياد اأحمد بن عثمان التويجري اأحمد ولد عبد القادر جابر ع�سفور جودت فخر الدين �سيد يا�سني عبد اللـه الغذامي عبد اللـه يتيم عبد العزيز املقالح عبد الغفار ح�سني عبد الوهاب بو حديبة فريال غزول حممد ربيع مهدي احلافظ نا�رش الظاهري نا�رش العثمان نهاد ابراهيم با�سا ه�سام ّ ن�سابة مينى العيد خ�سع ترتيب اأ�سماء الهيئة الإ�ست�سارية وال�سحف للت�سل�سل الألفبائي ح�سب ال�سم الأول. 4 �سامر �إ�سماعيل فن�ن ت�شكيلي 1986 1990 1999 2009 2008 2007 2004 2003 2001 معهد فنون جميلة ع�شو ن�دي الت�شوير ال�شوئي ع�شو نق�بة الفنون اجلميلة يكتب يف جم�ل الفن الت�شكيلي وال�شورة بع�مة ،وله العديد من املق�لت والأبح�ث املن�شورة يف ال�شح�فة املحلية والعربية وله العديد من العم�ل املقتن�ة يف دول الع�مل وله عمل عن دون كي�شوت مقتنى من قبل متحف ثرب�نت�س يف املك�شيك. معر�س اخلريف ال�شنوي لفن�ين القطر معر�س م�شرتك يف �ش�لة روؤى دم�شق معر�س فردي يف املركز الثق�يف العربي يف مدريد معر�س فردي يف �ش�لة ك�ريزم� يف الكويت معر�س فردي يف الك�دي ه�ر�س يف ا�شب�ني� معر�س فردي يف مدينة ليون ،فرن�ش� برع�ية بلدية ليون لقد حمل الفن�ن �ش�مر ا�شم�عيل هذا اجلم�ل الوادع البكر الذي تتمتع فيه بلدته يف قلب وخالي� ج�شده وتكوينه ع�مة وككل ال�شب�ب الذين تلم�شوا الدرب اإىل �شيغة مثلى للعدل وتك�فوؤ الفر�س ،التزم الفن�ن مبكرا الق�ش�ي� الن�ش�نية النبيلة ،لكن دون اأن يوؤثر ذلك على نزوعه الآخر املجبول عليه ،وهذا التوزع بني �شوت العقل و�شغط الح�ش��س وال�شعور واحالم الروح العذبة ،انعك�س يف جتربته الفنية ويف ن�ش�ط�ته البداعية الأخرى مم� يوؤكد �شدق هذه التجربة والت�ش�قه� املب��رش بنف�شه الط�فحة ب�رشاع�ت خفية ،ي�شيطر عليه� العقل اأو الوعي احي�ن� ، ويقوده� الح�ش��س العفوي التلق�ئي اأحي�ن� اأخرى. د :حمم�د �ساهني جريدة ت�رصين �ل�س�رية عام 1991 �ش�مر ا�شم�عيل فن�ن � ،ش�ب �شوري يعر�س لأول مرة يف فرن�ش� ،يعطي نظرة جديدة يف الفن للعالقة بني الرجل واملراأة يف الع�مل العربي ،يف �شخ�شي�ته امل�شطربة الفن�ن يتالعب ب�لري�شة بني الظل وال�شوء ،وجوه غري حمددة غ�م�شة تقراأ يف وجوههم اأنهم ي�أملون ب�شيء غ�م�س خميف يف بع�س الحي�ن ،فرتاهم ك�لتم�ثيل مرة ،كم� تراهم حركيني دين�ميكيني مرة اأخرى ،كلهم مي�شون ب�جت�ه ال�شوء املنبثق من كل مك�ن ،اأفرادا وجموع� � ،ش�مر ا�شم�عيل ي�شع يف لوح�ته العالق�ت الن�ش�نية ب�أكرث ب�ش�طته� وم�ش�عره� ،الرجل واملراأة �شوية تخلق بلبلة يف ع�مل املجتمع ،ينظرون اإلين� ،م�شتعدون للدخول اأو اخلروج من اأبواب غري وا�شحة املع�مل ..ب�جت�ه اأين ؟ �لرتجمة �حلرفية عن �لفيجارو �لفرن�سية عام 2002 5 عدد 143 7متوز 2010 �أوديب �سوفوكلي�س ترجمة :طه ح�سني كان لي��س بن لبدك��س ملك ًا على مدينة ثيبة « طيبة» ،فاأنذره وحي �لآلهة باأنه �سيقتل بيد �بن ي�لد له .وما هي �إل �أن ولد له �سبي فاأمر �مللك بطرحه يف �لعر�ء على جبل يقال له «كيتريون» ولكن �لر�عي �لذي �أُمِ َر بذلك �أ�سفقَ على �ل�سبي فاأ�سلمه �إىل رعاة ب�ليب��س ملك مدينة ك�رنت��س .وه�ؤلء �أ�سلم�ه �إىل م�لهم فرباه وقام دونه حتى �سب .ثم �أخذ �لفتى ي�سمع تعري�س ًا مب�لده فخرج ي�ست�سري �لآلهة ،فاأوح�� �إليه �أنه �إن عاد �إىل وطنه ف�سيقتل �أباه و�سيتزوج �أمه .فعدل �لفتى عن مدينة ك�رنت��س .وق�سد �إىل مدينة ثيبة «طيبة» و�لتقى يف طريقه �إليها برجل �سيخ يف بع�س حر�سه فكان بينهم وبني �ل�سيخ �سجار ،فعد� �لفتى على �ل�سيخ فقتله. وم�سى يف طريقه حتى و�سل �إىل مدينة ثيبة «طيبة» .و�إذ� حي��ن غريب مهلك قد قام على �سخرة قريب ًا من �ملدينة يلقي على كل من مرّ به لغز�ً فاإن مل يحلّه عد� عليه �حلي��ن فافرت�سه. وكان �أهل ثيبة «طيبة» قد عرف�� م�ت ملكهم �ل�سيخ يف طريقه ،ومل يعرف�� قاتله .وكان �لهلع قد مالأ قل�بهم ملكان هذ� �حلي��ن من مدينتهم و�س�ء �أثره فيهم ،فاأعلن كري�ن �ل��سي على ��ستطاع �أن �لنا�س �مللك يف �ملدينة � ْإن � ُّأي ِ َ ُيخل َّ�س �ملدين َة من هذ� �لبالء فله عر�سها ،وله �أن يتزوج �مللكة .فلما �أقبل �لفتى �ألقى عليه �حلي��ن لغزه وخر �حلي��ن �رصيع ًا ،و�آلَ ملكُ ثيبة «طيبة» �إىل هذ� �لفتى �أويديب��س وتزوج �مللكة وولد له منها �أبناء .ثم ظهر وباء يف �ملدينة و��ست َّد خطره على �أهله ،فاأر�سل �مللك ي�ست�سري �لآلهة ،فاأوحى �لآلهة �أن هذ� �ل�باء لن ُيرفع عن �ملدينة حتى ُيعاقب قات َل �مللك على جرميته .و�أعلن �أويديب��س يف �لنا�س �أن قاتل �لت�سرت �مللك عدو لل�سعب ،فال ينبغي �إي��وؤه ول ُّ عليه .ثم ��ستك�سف �أنه ه� قاتل �مللك ،و�أنه ترفع راأ�شه� ،وقد اأحدقت به� الأخط�ر الدامية من كل مك�ن ،اإنه� تهلك فيم� حتتوي الأر�س من البذر ،اإنه� تهلك يف القطع�ن الراتعة يف املراعي، اإنه� َتهلك مب� ت�شيب الن�ش�ء من اإجه��س عقيم. اإن الإله الذي يحمل ن�ر احلمى قد اندفع يف املدينة مدمراً خمرب�ً ،اإنه الوب�ء املهلك ي�أتي على مدينة ك�دمو�س وير�شى اآد�س املخوف مب� يبلغه من اأنينن� وبك�ئن� ،نعم اإن� ل نرفعك اإىل مك�نة الآلهة ل اأن� ول هوؤلء الأبن�ء من حويل حني نطيف بق�رشك! ولكن� نراك اأحق الن��س ب�أن نفزع اإليك حني تلم بن� اخلطوب .فقد اأنقذت مدينة ك�دمو�س ورفعت عنه� تلك ال�رشيبة التي كن� نوؤديه� اإىل املغنية الق��شية( ،)1دون اأن نعينك على ذلك ب�شيء اأو نعلمك من اأمره �شيئ�ً .اأع�نك أ�شلحت اأمرن�، فيم� نعتقد جميع ً� بع�س الآلهة ف� َ ورددت حي�تن� اإىل ال�شتق�مة والعتدال .وه� َ نحن اأولء اليوم ،نعود اإليك �ش�رعني متو�شلني اأن تعينن� وت�أخذ ب�أيدين�� ،شواء اأع�نك على ذلك وحي الآلهة ،اأو اأ�ش�ر عليك فيه بع�س الن��س، ف�إين اأرى اأن م�شورة اأ�شح�ب الراأي والتجربة هي التي تنفع وتغني يف مثل هذه املواطن .هلم ي� اأحكم الن��س اأ�شلح اأمر املدينة ،فكر يف �شهرتك وم� ينبغي لك من ح�شن الأحدوثة .اإن هذا البلد ي�شميك اليوم منقذه مب� قدمت اإليه فيم� م�شى. ف�حر�س على اأن ل تذكر يف يوم من الأي�م اأنك اأنقذتن� مرة لنهوى يف املكروه مرة اأخرى ،بل اأنقذ وطنن� وارفع اأمره .لقد اأر�شدك الآلهة اإىل اإنق�ذن� فيم� م�شى فكن اليوم كم� كنت اأم�س. فقد اأرى اأنه اإذا اأتيح لك اأن حتكم هذه الأر�س، ف�خلري يف اأن حتكمه� معمور ًة ل مقفر ًة .م� قيمة الأ�شوار ،وم� قيمة ال�شفن اإذا خلت ومل يوجد من يلوذ به� ويحتمي من ورائه�؟ �أويديب��س – اأيه� الأبن�ء اإنكم خلليقون ب�لإ�شف�ق .اإن الذي تطلبونه لي�س غريب ً� ب�لقي��س يل ف�إين اأعرفه ،نعم اأعرفه حق املعرفة .ل�شت اإ ّ اأجهل اأنكم ت�أملون جميع�ً ،ولكن ثقوا ب�أن لي�س منكم من ي�أمل كم� اآمل .كل واحد منكم ي�أمل لنف�شه ،ل يتج�وزه الأمل اإىل غريه ،اأم� اأن� ف�إين اآمل لثيبة «طيبة» واآمل لك واآمل لنف�شي ،واإذن ف�إنكم ل توقظون بهذا احلديث مني رج ًال ن�ئم�ً، تعلمون اأين �شفحت كثرياً من الدمع واأين فكرت يف كثري من الو�ش�ئل اإىل النج�ة .فلم اأجد اإل ظفرت به� بعد طول التفكري ،فلم و�شيلة واحدة ُ اأتردد يف ابتغ�ئه� واللتج�ء اإليه� .فقد اأر�شلت كريون ابن مني�شيو�س اإىل معبد اأبولون ،ليعلم يل من الإله م� ينبغي اأن اأ�شنع .وقد ط�لت غيبته اإذا ذكرت الأي�م التي م�شت منذ ف�شل عن املدينة. ُ قد تزوج �أمه ،و�أن �أبناءه هم يف فاقت�س �ل�قت نف�سه �إخ�ته لأمه، َّ من نف�سه وفقاأ عينيه بيده ونفى وقتلت �أم ُه نف�سه من �ملدينة، ْ نف�سها َخنق ًا. َ وهذه �لق�سة �لتي �سنرتجمها ت�س�ر �جلزء �لأخري من هذ� �حلديث فتعر�س �إملام �ل�باء باملدينة و�أمر �لآلهة بعقاب �لقاتل و��ستك�ساف �مللك �أنه ه� �لقاتل و�قت�سا�سه من نف�سه. تقع �لق�سة يف مدينة ثيبة «طيبة» �أمام ق�رص �مللك حيث يق�م �أمام كل باب من �أب��به مذبح مرتفع على بع�س �لدرج .وقد كللت هذه �ملذ�بح باأغ�سان من �لغار و�لزيت�ن جمع بع�سها �إىل بع�س ب�رص�ئط بي�س ،وجثا �أهل �ملدينة �أمام هذه �ملذ�بح يف هيئة �ل�سارعني ،وقد �ختلفت طبقاتُهم و�أعمارهم ،وقام بينهم �سيخ ه� كاهن زو�سُ .يفتح �لباب �لأو�سط من �أب��ب �لق�رص ويخرج منه �أويديب��س فينظر �إىل هذه �جلماعة حلظة ،ثم يتح َّدث �إليها يف حنان �لأب. �أويديب��س – اأي اأبن�ئي ،اأيته� الذرية الن��شئة من ن�شل ك�دمو�س م� ب�لكم جتثون تتوجه� على هذا النحو ومعكم هذه الأغ�ش�ن ِّ هذه ال�رشائط؟ على حني قد مالأ املدينة دخ�ن البخور وارتفعت فيه� الأ�شوات ب�لأن��شيد و�ش�ع بني اأهله� الأنني .مل اأرد اأن اأتلقى جواب هذا ال�شوؤال من فم اأجنبي ومن اأجل ذلك اأقبلت اإىل هذا املك�ن اأن� اأويديبو�س الذي يعرفه الن��س هلم اأيه� ال�شيخ حتدث ف�إن �شنك توؤهلك جميع�ًّ . للني�بة عنهم ،م� م�شدر هذه الهيئة التي اأنتم عليه�؟ اأرهب ٌة اأم رغبة؟ ثق ب�أين �شديد احلر�س على معونتكم .فقد اأكون خليق ً� ب�لغلظة والق�شوة اإن مل مي�ش�شني الإ�شف�ق عليكم مم� ت�شيقون به وت�شكون منه. �لكاهن – اأي ملك وطني اأويديبو�س! اأترى اإلين� كيف اجتمعن� هن� حول مذبح الق�رش ،اأترى اإىل اأعم�رن� ،من� من ل يزال �شعيف ً� مل ي�شب ،ومل ي�شتطع اأن يبعد عن املدينة ،ومن� من ثقلت به ال�شن فهو ل ي�شتطيع انتق�لً ،ومن� كهنة زو�س اأمث�يل ،ومن� هوؤلء �شفوة ال�شب�ب و�ش�ئر ال�شعب قد اتخذوا اأك�ليل من الغ�ر ،واأح�طوا مبعبد بال�س قريب ً� من الرم�د املقد�س ملوقد اأبولون. هذه ثيبة «طيبة» كم� ترى تهز ه ًّزا عنيف�ً ،وقد ا�شطرت اإىل هوة عميقة ،فهي ل ت�شتطيع اأن 6 م�ذا ي�شنع؟ لقد جت�وزت غيب ُته م� كنت اأق ّدر له� علي اأن اأم�شي كل من الوقت .ولكن اإذا ع�د فحق ّ ق�رش ُت يف بع�س م� ي�أمر به الإله واأن� اآثم اإن ّ ذلك. �لكاهن – ح ًّق� لقد تكلمت يف الوقت املالئم فهوؤلء ينبئونني مبقدم كريون. (يرى كري�ن مقب ًال من �سمال �مل�رصح وعلى ر�أ�سه تاج) �أويديب��س – اإي اأبولون اإيذن يف اأن يكون م� يحمل اإلين� من اأمرك م�رشق ً� كهذا الإ�رشاق الذي يرى على وجهك. يل اأن اأخب�راً �ش�رة واإل �لكاهن – نعم يخيل اإ ّ مل� اأقبل مبتهج ً� قد توج راأ�شه ب�إكليل الغ�ر. �أويديب��س – �شنعلم جلية ذلك ف�إنه قد �ش�ر قريب ً� من� – اأيه� الأمري ي� ابن مني�شيو�س ،اأي جواب حتمل اإلين� من الإله؟ كري�ن – جواب ميمون ف�إين اأرى اأن الأحداث ال�شيئة نف�شه� خري اإذا ك�نت ع�قبته� خرياً. �أويديب��س – ولكن م�ذا ك�ن جواب الإله ف�إن كالمك ل يذيع يف قلبي ثقة ول خوف�ً. كري�ن (م�سري�ً �إىل �أهل �ملدينة �جلاثني) – اإن �شئت اأن ت�شمع يل اأم�مهم تكلمت كم� اأين اأ�شتطيع اأن ننتظر حتى ندخل الق�رش. �أويديب��س – تكلم اأم�مهم جميع�ً ،اإن اآلمهم علي ،واإن الأمر لأخطر من اأن مي�شني لتثقل ّ وحدي. كري�ن – �ش�أقول اإذاً م� �شمعته من فم الإله. اإن امللك اأبولون ي�أمرن� اأن ننقذ هذا الوطن من رج�س اأمل به ،واأل ن�شمح لهذا الرج�س ب�أن يبقى حتى ينمو وي�شبح �شف�وؤه ع�شرياً. �أويديب��س – ب�أي نوع من اأنواع الطهر؟ واإىل اأي نوع من اأنواع ال�رش ي�شري الإله؟ كري�ن – اأم� الطهر ف�أن ننفي جمرم ً� واأن نقت�س من الق�تل ب�لقتل ف�إن الإجرام والقتل هم� اأ�شل ال�رش يف ثيبة «طيبة» . �أويديب��س – عن اأي قتيل يتحدث الإله؟ كري�ن – اأيه� امللك لقد حكم هذه املدينة ليو�س قبل اأن ي�شري اأمره� اإليك. �أويديب��س – اأعرف ذلك اأنبئت به ولكني مل اأر هذا امللك فقط. كري�ن – اأم� وقد قتل ف�إن الإله ي�أمر بعق�ب ق�تليه مهم� يكونوا. �أويديب��س – اأين هم؟ كيف نق�س اآث�ر هذه اجلرمية القدمية؟ كري�ن – ق�ل الإله اإنهم يف هذا الوطن ،من بحث عن �شيء وجده ،ومن اأهمل �شيئ ً� اأفلت من َ يده. (�أويديب��س يفكر قلي ًال) �أويديب��س – اأَ ُقتِلَ امللك يف ق�رش ِه اأم قُتل يف احلقول اأم قُتل يف اأر�س غريبة؟ كري�ن – اأعلن اأنه يريد اأن ي�شت�شري الآلهة فخرج من املدينة ثم مل يعد اإليه�. �أويديب��س – اأمل ينبئكم ر�شول من ر�شله اأو رفيق من رف�قه ب�أنه راأى م� يفيدكم اأن تعرفوه؟ كري�ن – قُتل رف�قه جميع ً� مل ينج منهم اإل ففر ومل رجل واحد ولكن اخلوف ملك عليه اأمره َّ يقل اإل �شيئ ً� واحداً. �أويديب��س – اأي �شيء؟ اإن اأي�رش الأمر اإذا عرف ك�ن خليق ً� اأن يدل على اأعظمه. كري�ن – ق�ل :اإن جم�عة من قط�ع الطريق لقوا امللك فقتلوه ،مل يقتله واحد واإمن� قتلته جم�عة. �أويديب��س – كيف ميكن للق�تل اأن يقدم على عمل جريء كهذا اإذا مل يكن قد دبر اأمره هن� رغبة يف امل�ل؟ كري�ن – خطر لن� هذا اخل�طر ولكن امل�ش�ئب تت�بعت علين� بعد موت امللك فلم يفكر اأحد يف اأن يقت�س له. �أويديب��س – واأي خطب منعكم من التفكري تعرف الأمر بعد اأن زال �شلط�ن امللك. يف ّ كري�ن – ذلك احليوان ،وم� ك�ن يلقى من الألغ�ز ا�شطرن� اإىل اأن نعر�س عن �شيء م�شكوك فيه لن�شغل ب�أمر كن� ن�شهده ونراه ب�أعينن�. �أويديب��س – اإذن ف�ش�أرجع ب�لأمر اإىل اأ�شله حتى اأر ّده اإىل اجلالء .خليق ب�أبولون ،وخليق بك ،اأن تعني� بهذا الأمر اخلطري .ومن اأجل هذا �شرتي�نني ج� ًّدا يف معونتكم� حتى اأث�أر لهذا البلد ولالآلهة اأنف�شهم .لن اأحمو هذا الرج�س اإيث�راً لأ�شدق�ء بعداء بل اإيث�راً لنف�شي .اأي الن��س علي ب�ل�رش قتل امللك فهو خليق اأن يب�شط يده ّ نف�شه .ف�أن� حني اأعينكم اإمن� اأوثر نف�شي ب�خلري. هلم اإذن ي� اأبن�ئي قوموا عن هذا الدرج وخذوا ّ اأغ�ش�نكم هذه التي تتو�شلون به� �ش�رعني، وليدع اإىل الجتم�ع هن� �شيوخ ك�دمو�س فلن ُ لنبلغن مبعونة اأُهمل �شيئ ً� ولن اأُحجم عن �شيء، َّ الآلهة م� نريد من ال�شع�دة جهرة مب�شهد من لنهوين اإىل الق�ع. الن��س جميع ً� اأو َّ �لكاهن – هلم ي� بني .ف�إمن� جئن� هن� لنلتم�س منه م� هو اآخذ فيه الآن .فلعل اأبولون الذي اأر�شل اإلين� وحيه اأن ي�رشع اإىل معونتن� لريفع عن� هذا الوب�ء. 7 عدد 143 7متوز 2010 (يخرج �أويديب��س وكري�ن وكاهن زو�س و�ل�سعب ثم تقبل �جل�قة م�ؤلفة من خم�سة ع�رص من �أ�رص�ف ثيبة«طيبة») �جل�قة (يف �سعة وح�سن ت�قيع) – اأيته� الكلمة احللوة كلمة زو�س م�ذا حتملني من دلف الغنية مب� فيه� من ذهب اإىل ثيبة«طيبة» ذات ال�شوت البعيد؟ اإن قلبي ليملوؤه الإ�شف�ق ،اإين لأرتعد من اخلوف اأي اأبولون �ش�يف العلل! اإله ديلو�س حني اأ�ش�أل نف�شي عم� ا ّدخرت يل من غيب الق�ش�ء الآن اأو فيم� ي�شتقبل من الزم�ن .اأَنبئني بهذا ال�رش ي� ابن الأمل الذهبي الالمع .اأيه� ال�شوت اخل�لد. اإين لأبد أا بدع�ئكِ ي� ابنة زو�س ،اإين لأ�ش�لكِ اأي اأَتين� اخل�لدة كم� اأ�ش�أل اأختك اآلهة هذا البلد اأرمتي�س هذه التي جتل�س على عر�س جميد يف امليدان امل�شتدير ،واأ�ش�أل اأبولون الذي يرمي �شه�مه فيبعد علي واأن تعينوين املرمى ،اأ�ش�ألكم جميع ً� اأن تقبلوا ّ اإن كنتم قد رددمت عن املدينة ن�ر ال�شق�ء الذي ك�ن يحيق به� قدمي ً� ف�أقبلوا اليوم. (يف حدة) واح�رشت�ه! اإين لأحتمل اآلم ً� ل حت�شى .لقد �رشت العدوى يف ال�شعب كله ،وعجز العقل عن اأن يخرتع �شالح ً� يذود به عن اإن�ش�ن ،لقد جمدت دت الأمه�ت وهم ِ ثمرات الأر�س فهي ل تنموَ ، مراقدهن قد اأحلت عليهن اآلم فهن ل ينه�شن من َ الو�شع ،وجعل املوت ُير�شل �شح�ي�ه متت�بعة يف �رشعة الن�ر التي ل ترد اإىل اآلهة اجلحيم. وجعلت املدينة وقد فقدت اأبن�ءه� بغري ويلح عليه� الدم�ر يف غري رحمة ح�ش�ب تهلك ُّ ول رفق .وهذه اجلثث جمندلة على الأر�س ل جتد من يبكيه� وهي تن�رش العدوى يف املدينة ن�رشاً، وهوؤلء الأزواج وهوؤلء الأمه�ت ذوات ال�شعر حطن ب�ملعبد من كل وجه ،واأقمن الن��شع قد اأَ َ على َدرج ِه ب�كي�ت �ش�كي�ت ب�عث�ت اأنين�ً، م�لئ�ت به الف�ش�ء� ،ش�رع�ت اإىل الآلهة يف اأن ت�شع ح ًّدا لهذا ال�شق�ء ،وهذا ن�شيد الدع�ء يندفع ممزوج ً� ب�لعويل .من اأجل هذا كله ن�رشع اإليك ي� ابنة زو�س يف اأن متنحين� معونتك الب��شمة يف حدة وعنف. اأعينين� على اآر�س هذا الذي ي�شليني ن�ره يف غري حرب ،وبني ال�شك�ة والبك�ء حوليه عن� ()2 اإىل ذلك ال�رشير الرحب اله�دئ �رشير انفيرتيت اأو اإىل ذلك البحر امل�شطرب اخلطر املهلك يف «تراقي�» فقد األح علين� هذا الإله ب�رشه حتى اإن النه�ر ليفنى م� حفظ الليل .اأي زو�س اإله القوة ومدبر الربق اخل�طف اأ�شحقه ،هذا الإله الذي ل ط�قة يل به ول �شرب يل عليه. اأعلن اإليكم اأيه� املواطنون اأين اآمر اأيكم عرف ق�تل ليو�س بن لبدكو�س ب�أن يدلني عليه ،حتى واإن اأ�شفق من ذلك حتى واإن ك�ن هو الق�تل، ف�إن اأق�شى م� يتعر�س له اإن دلَّ على نف�شه اإمن� هو اأن ينفى من الأر�س دون اأن تتعر�س حي�ته خلطر .واأيكم عرف اأن الق�تل لي�س من اأهل املدينة فلينبئني بذلك ف�شين�ل مك�ف�أته و�شيظفر ب�شكري ،ولكن اإذا اآثرمت ال�شمت اأو اأخفى اأحد منكم الق�تل اإيث�راً له و�ش ًّن� مبودته ف�إليكم م� ينبغي اأن تنتظروا مني .اإين اأحظر على اأهل هذه املدينة التي اأن� �ش�حب العر�س وال�شلط�ن فيه� اأن ي�شتقبلوا هذا الرجل ك�ئن ً� من يكون ،اأو اأن ي�شوقوا اإليه حديث ً� اأو اأن ي�رشكوه يف �شلواتهم وت�شحي�تهم اأو اأن يق��شموه امل�ء املقد�س .يجب اأن يردوه جميع ً� عن بيوتهم، ف�إنه رج�س ب�لقي��س اإىل املدينة كله� ،قد اأنب�أن� بذلك وحي الإله .كذلك اأريد اأن اأنفذ اأمر الآلهة واأن اأث�أر للملك املقتول .واإين لأمتنى ملقرتف هذا الإثم �شواء اأك�ن فرداً اأم جم�عة عي�ش ً� ملوؤه الوحدة والذلة بعيداً عن اأر�س وطنه .كم� اأمتنى اأن تلح عليه هذه اللعن�ت التي اأر�شلته� حتى ولو ك�ن من اأهل بيتي ي�ش�ركني يف العي�س على غري علم مني .اإين اآمركم اأن تنفذوا هذا كله لرت�شوين ولرت�شوا الآلهة ولرت�شوا هذا الوطن الذي يهلكه اجلدب وان�رشاف الآلهة عنه .فقد ك�ن من احلق اأي اأبولون م� اأ�شد حر�شي على اأن ت�شد قو�شك الذهبية فرت�شل منه� �شه�مك ال�ش�ئبة لتعينني وحتميني ،وم� اأ�شد حر�شي على اأن تعينني اأرمتي�س مب�ش�عِ له� امل�شطرمة اأي�ش ً� التي تطوف به� يف جبل لوك�يو�س ،كذلك اأدعو الإله ذا القلن�شوة الذهبية الذي ينت�شب اإىل هذه املدينة .اأدعو ب�كو�س ذا الوجه الأرجواين اإله ال�شيح�ت املرحة متو�ش ًال اإليه يف اأن ي�رشع اإلين� غري متبوع ومعه م�شعله امل�شطرم ليعنن� على اآر�س ذلك الإله البغي�س الذي ينفرد من بني الآلهة ب�ن�رشاف الن��س عنه واإعرا�شهم عن عب�دته. (يخرج اأويديبو�س يف اأثن�ء القطعة الأخرية من الغن�ء) �أويديب��س (لرئي�س �جل�قة) – اإنك لت�رشع اإىل الآلهة ،واإمن� دع�وؤك يف اأن يحموك ويعينوك، ويردوا عنك ال�رش م�شتج�ب اإن ا�شتمعت يل واأجريت اأمرك و�شريتك كم� تق�شي �رشورة ال�رش الذي ن�شقى به� .ش�أحتدث اإليك مب� اأريد دون اأن اأعرف �شيئ ً� عن ق�شة القتل ،دون اأن اأعرف �شيئ ً� عن الق�تل نف�شه .ف�إين ل اأ�شتطيع وحدي اأن اأقت�س اآث�ر املجرم اإذا مل تعينوين ب�شيء من الإر�ش�د ،اإنكم لتعلمون اأين مل اأ�شبح مواطن ً� لكم اإل بعد اأن وقعت احل�دثة ف��شمعوا يل .ف�إين 8 عليكم اأن تطهروا املدينة وتع�قبوا املجرم ولو مل ي�أمركم الآلهة بذلك ،ف�إن ملككم املقتول قد ك�ن رج ًال خرياً كرمي�ً .قد ك�ن يجب عليكم اأن يل �شلط�ن تبحثوا وت�شتق�شوا .ف�أم� الآن وقد اآل اإ ّ يل �رشيره واأ�شبحت امللك الذي ك�ن قبلي واآل اإ ّ امراأته يل زوج ً� وك�د اأبن�وؤن� يكون اإخوة لو مل ي�شب يف ذريته .الآن اأدافع عنه كم� لو ك�ن اأبي واأ�شلك كل �شبيل اإىل اكت�ش�ف الق�تل لبن لبدكو�س �شليل بوليدور وك�دمو�س واأجنور .واإين لأمتنى على الآلهة اأن ينزلوا غ�شبهم على الذين يخ�لفون عن اأمري فال تنبت لهم اأر�شهم الزرع ول تلد لهم ن�ش�وؤهم البنني ،واإمن� يلم بهم من ال�شق�ء مثل م� يلم بن� اأو اأ�شد ثقال .اأم� اأنتم ي� اأبن�ء كدمو�س اأنتم الذين يطيعونني وي�شمعون يل ف�إين اأمتنى اأن يكون العدل لكم حليف ً� وعون�ً. رئي�س �جل�قة – �ش�أتكلم اأيه� امللك لأن هذه اللعن�ت التي تر�شله� ت�شطرين اإىل الكالم .مل اأقتل ول اأ�شتطيع اأن اأدل على الق�تل .فقد ك�ن ح ًّق� على اأبولون الذي ي�أمرن� ب�لبحث وال�شتق�ش�ء اأن يدلن� على املجرم. �أويديب��س – اإنك لتقول احلق ولكن لي�س لأحد اأن يكره الآلهة على م� ل تريد. رئي�س �جل�قة – اأاأ�شيف اإىل م� قيل �شيئ ً� ث�ني�ً؟ �أويديب��س – بل اإن ك�ن عندك �شيء ث�لث يحدثون مثل هذه الثورة اأي�ش ً� ولكنك تلومني وحدي. �أويديب��س – من ذا الذي ل يثور حني ي�شمع هذا الكالم الذي تهني به املدينة كله�. تري�سيا�س – �شتتك�شف الأحداث عن نف�شه� على رغم هذا ال�شمت الذي اأ�شرته� به. �أويديب��س – واإذن ف�خلري يف اأن تنبئني مب� ل بد من وقوعه. تري�سيا�س – لن اأزيد على هذا �شيئ�ً، ف�إن �شئت ف�أ�شلم نف�شك اإىل اأ�شد الغ�شب ق�شوة وعنف�ً. �أويديب��س – اإذن فلن اأخفي مم� يف نف�شي �شيئ ً� م� دام الغ�شب مل ي�شكت عني .تعلم اأين اأتهمك ب�أنك ا�شرتكت يف اجلرمية ،دبرته� وهي�أت له� ،ومل ترباأ منه� اإل يدك .ولو اأنك كنت ب�شرياً مل� ترددت يف اأن اأوؤكد اأنك وحدك الق�تل. تري�سيا�س – اأحق هذا؟ اإين اإذن اأكلفك اأن تنفذ الأمر الذي اأ�شدرته ،واأل تتحدث منذ اليوم يل ول اإىل هوؤلء ،ف�أنت الرج�س الذي اإىل اأحد ل اإ ّ يدن�س املدينة. �أويديب��س – اأيبلغ بك فقدان احلي�ء اأن تنطق مبثل هذا الكالم؟ واأين ت�شتطيع اأن ت�شع نف�شك مب�أمن مم� ت�شتحق من العق�ب؟ تري�سيا�س – لقد ق�شى الأمر ،اإين اأحتفظ يف نف�شي ب�حلقيقة التي ل حد لقوته�. �أويديب��س – من اأنب�أك بهذه احلقيقة؟ مل ينبئك به� فنك. تري�سيا�س – اأنت ،اأنت اأكرهتني على اأن اأتكلم. �أويديب��س – م�ذا تقول؟ اأعد لأفهم خرياً مم� فهمت. تري�سيا�س – اأمل تفهم لأول ولهة اأم تريد اأن حتملني على الكالم لي�س غري؟ �أويديب��س – مل اأفهم يف و�شوح هلم اأعد. تري�سيا�س – اأوؤكد اأنك ق�تل هذا الرجل الذي تبحث عمن اأورده املوت. �أويديب��س – اآه ،ولكنك لن تعيد هذا احلديث مرة اأخرى. تري�سيا�س – اأتريد اأن اأتكلم اأي�ش ً� لأزيد غ�شبك. �أويديب��س – قل م� �شئت ف�إن حديثك ل اأثر له. تري�سيا�س – اأزعم اأنك تعي�س على غري علم عي�شة اخلزي مع اأقرب الن��س اإليك واأدن�هم منك. �أويديب��س – اأتظن اأنك �شتحمد ع�قبة كالمك هذا؟ (يدخل �لكاهن تري�سيا�س بني خادمني من خد�م �مللك وه� �سيخ �رصير قد �أخذ بيده قائده �ل�سبي) فال تتحرج من اإ�ش�فته. رئي�س �جل�قة – اإين اأعرف اإن�ش�ن ً� ملك ً� يخرتق راأيه حجب الغيب ويرى م� وراءه� كم� يراه� اأبولون نف�شه وهو تري�شي��س ف�إذا �ش�ألته اأيه� امللك ف�شينبئك �ش�دق ً� بكل م� ك�ن. �أويديب��س – مل اأهمل هذه اخلطة ،لقد ا�شتمعت مل�شورة كريون واأر�شلت خ�دمني يدعوانه اإيلّ ،واإين لده�س لت�أخره اإىل الآن. رئي�س �جل�قة – اأكرب الظن اأن الأنب�ء التي تطريه� الإ�ش�ع�ت ب�طل وغرور. عني بكل م� �أويديب��س – اأي اأنب�ء؟ اإين َم ّ يق�ل. رئي�س �جل�قة – زعموا اأن ليو�س قد قتل ب�أيدي قوم م�ش�فرين. �أويديب��س – �شمعت ذلك اأي�ش�ً ،ولكن اأحداً مل يلق من �شهد الواقعة بنف�شه. رئي�س �جل�قة – اإذا ك�ن املجرم عر�شة للخوف ولو قليال فلن ي�شتطيع اأن يخفي نف�شه اإذا �شمعت مب� ا�شتنزلت من اللعن�ت. �أويديب��س – اإن من مل يخف عمل ال�شوء ل ي�شفق من الكالم. رئي�س �جل�قة – هذا هو الذي �شيدلن� عليه، اإن هوؤلء الن��س يقودون الك�هن الذي تلهمه الآلهة والذي ي�شتطيع وحده اأن ينبئن� ب�خلرب اليقني. �أويديب��س – اأي تري�شي��س ،اأنت الذي يظهر على كل �شيء ،على م� ميكن اأن يعلم وم� ينبغي اأن يخفى ،على اآي�ت ال�شم�ء وعالم�ت الأر�س. اإنك لتعرف ال�رش الذي ت�شقى به املدينة ،اإن� نريد اأن ندفعه عنه� ،اإن� نريد اأن ننقذه� اأيه� امللك(،)3 فال جند اإىل ذلك �شبيال غريك ،يجب اأن تعلم اإن مل يكن ر�شولي قد اأنب�آك اأن اأبولون قد اأج�بن� ب�أن خال�شن� من هذا الوب�ء رهني ب�أن ن�شتك�شف ق�تل ليو�س فنقتله اأو ننفيه من الأر�س .فقد اآن لك األ تبخل مب� توحيه اإليك الطري من العلم ومب� تلقيه يف نف�شك الآي�ت املختلفة من املعرفة. اأنقذ املدينة ،اأنقذ نف�شك ،اأنقذين اأن� اأي�ش�ً ،ارفع عن� كل رج�س .اإن اأمرن� كله اإليك ،واإن الرجل القوي ح ًّق� هو الذي ي�شتطيع اأن ينفع الن��س حني تت�ح له و�ش�ئل النفع. تري�سيا�س – وااأ�شف�ه اإن العلم لعظيم ال�رشر اإذا مل َينفع اأ�شح�به .لقد كنت اأعرف ذلك ثم اأن�شيته ،ولول هذا مل� اأقبلت اإىل هذا املك�ن. �أويديب��س – م�ذا! اإين لأراك حمزون ً� ف�تر الهمة ،م�شت�شلم ً� للي�أ�س. تري�سيا�س – ردين اإىل بيتي و�شدقني فهذا خري لك ويل. �أويديب��س – هذا كالم ل حظّ له من العدل ول مك�ن فيه للرحمة واحلب لهذه املدينة التي غذتك ورعتك واأنت تبخل عليه� الآن ب�جلواب. تري�سيا�س – ذلك لأين اأعلم اأن �شوؤالك هذا ل يالئم منفعتك ،واإذن فتجنب ً� لل�رش واإيث�راً للع�فية. �أويديب��س – بحق الآلهة ل تعر�س عن� اأنبئن� مب� تعلم ،ه� نحن اأولء جميع ً� نتو�شل اإليك �ش�رعني. تري�سيا�س – ذلك لأنكم جميع ً� حمقى ،اأم� اأن� فلن اأعلن م�ش�ئبي واأحزاين ،بل م�ش�ئبك اأنت واأحزانك. �أويديب��س – م�ذا تقول؟! اإنك تعرف احلق ثم ل تعلنه! اأنت تفكر يف اأن تخونن� وتهلك املدينة! تري�سيا�س – ل اأريد اأن اأوذيك ول اأن اأوذي نف�شي .مل�ذا ت�ش�ألني يف غري ط�ئل؟ لن تظفر مني ب�شيء. �أويديب��س – م�ذا؟ ي� اأ�شد الن��س �شعة واأجدرهم ب�ملقت اإنك لتثري قلب ال�شخر األ تريد ترق ول تلني؟ اأن تتكلم؟ اأتلبث مك�نك ج�مداً ل ُّ تري�سيا�س – اإنك لت�أخذين مب� اأحدث يف نف�شك من ثورة .اإنك ل ترى اأن الذين ي�ش�كنونك 9 قوي�. تري�سيا�س – نعم اإن ك�ن احلق ًّ �أويديب��س – اإن احلق قوي اإل ب�لقي��س اإليك .ف�إنه يف فمك �شعيف ،لقد اأغلق �شمعك وب�رشك ،وعقلك. تري�سيا�س – اأنت اأيه� ال�شقي ت�شفني بذلك الذي �شي�شفك به الن��س جميع ً� عم� قليل. �أويديب��س – اأنت ل تعي�س اإل من الظلمة ،لن ت�شتطيع اأن ت�شوءين ،ول اأن ت�شوء اأحداً من الذين يرون ال�شوء. تري�سيا�س – مل يق�س عليك ب�أن تقع النقمة عليك من يدي .اإمن� ينه�س بذلك اأبولون وهو عليه ق�در. �أويديب��س – اإمن� هذا تدبريك وتدبري كريون. تري�سيا�س – لي�س كريون م�شدر �رش لك واإمن� اأنت م�شدر ال�رش لنف�شك. �أويديب��س – اأيته� الرثوة ،اأيه� ال�شلط�ن ،اأي تفوق الفن ،اأي ح�شد تثريين يف النفو�س ب�لقي��س اإىل الرجل الب�رز الذي يلحظه الن��س .هذا كريون يل ثيبة «طيبة» قد اأحفظه ال�شلط�ن الذي اأهدته اإ ّ دون اأن اأطلبه اإليه� ،ف�إذا هو ين�شل من حتتي يريد اأن ي�شقطني ويث َّل عر�شي م�شتعين ً� على ذلك بهذا ال�ش�حر ،بهذا امل�كر ،بهذا امل�شعوذ اخل�ئن، الذي ل يرى اإل امل�ل والذي هو اأعمى يف فنه، واإل ف�أنبئني متى كنت ك�هن ً� ب�شرياً :م� ب�لك حني ك�نت تلك الكلبة تلقي عليك األغ�زه� مل تلق كلمة لتنقذ اأهل هذه املدينة؟ فلم يكن تف�شري ذلك اللغز لأول ط�رق على املدينة ،واإمن� ك�ن خليق ً� بكه�نة الكه�ن .لقد ظهر حينئذ األ حظَّ لك من علم تلقيه يف نف�شك الطري ،اأو توحيه اإليك الآلهة. واأقبلت اأن� الذي مل يكن يعلم �شيئ ً� ف��شطررت تلك الكلبة اإىل ال�شمت .األهمني عقلي ذلك اجلواب يل الطري .اأم� الآن ف�أنت حت�ول ردي مل توحه اإ َّ عن ال�شلط�ن ،تريد اأن جتل�س اإىل ج�نب عر�س كريون .وم� اأرى اإل اأنك �شتدفع مع �رشيكك ثمن ً� ف�ن لعرفت غ�لي ً� لتطهري املدينة .ولول اأنك �شيخ ٍ كيف اأردك اإىل العقل واأحولك عن اخلي�نة. رئي�س �جل�قة – اأرى اأن الغ�شب هو الذي اأنطق تري�شي��س وهو الذي اأنطقك اأنت اأي�ش�ً. ول�شن� يف ح�جة اإىل اخل�شومة واإمن� نحن يف ح�جة اإىل اأن نتبني كيف ننفذ اأمر الآلهة. تري�سيا�س – مهم� تكن ملك ً� ف�إن يل اأن اأحتدث اإليك كم� يتحدث الند اإىل نده ،هذا حقي. ل�شت عبدك اإمن� اأدين ب�لط�عة لأبولون ولن اأكون موىل لكريون يف يوم من الأي�م .فالأقل لك يف �رشاحة اإذن م� دمت تعريين فقدان الب�رش اأن عينيك مفتوحت�ن لل�شوء ،ولكنك ل ترى م� عدد 143 7متوز 2010 اأنت فيه من �رش ول م� اتخذت لنف�شك من منزل، ول من تع��رش من الن��س .اأتعرف ممن ولدت؟ اإنك جتهل اأنك بغي�س اإىل اأ�رشتك يف الدني� ويف دار املوتى و�شت�شيبك اللعنة من اأبيك واأمك يف يوم واحد فتخرجك عن اأر�س الأمن والطم�أنينة. اإنك لرتى ال�شوء الآن ولكنك عم� قليل �شتعي�س يف ظلمة الليل� ،شتهيم ب�شك�تك يف كل مك�ن. �شرت ّدد اجلب�ل كله� اأ�شداء �شي�حك حني تعلم َو ُ هذا الزواج التع�س الذي انتهيت اإليك يف بيتك الب�ئ�س بعد �شفر �شعيد .اإنك جتهل اأي�ش ً� هذه ال�رشور الكثرية التي حتيط بك ،والتي �شرتدك اإىل مو�شعك الذي ينبغي لك ،وجتعلك موا�شي ً� يف ويف لأبن�ئك .والآن ت�شتطيع اأن ت�شيء الق�لة ّ كريون .فلن ُت�شب امل�ش�ئب على اأحد من الن��س كم� �شت�شب عليك. �أويديب��س – اأمن املحتمل اأن اأ�شمع منه مثل هذا الكالم؟ األ مت�شي م�رشع ً� اإىل الهلكة؟ األ تن�رشف عن هذا الق�رش ع�ئداً اإىل دارك؟ تري�سيا�س – لو مل تدعني مل� اأقبلت. �أويديب��س – مل اأكن اأعلم اأنك �شتقول هذه احلم�ق�ت ،ولو قدرت ذلك ل�شت�أنيت يف دعوتك اإىل ق�رشي. تري�سيا�س – اإين لأحمق يف راأيك ولكني كنت ع�ق ًال ور�شيداً يف راأي اأبويك اللذين منح�ك احلي�ة. �أويديب��س – اأي اأبوين؟ اأمتم ،من منحني احلي�ة؟ تري�سيا�س – اإن هذا اليوم �شيمنحك احلي�ة واملوت. �أويديب��س – م� اأ�شد الغمو�س والألغ�ز فيم� تقول. تري�سيا�س – األ�شت بطبيعتك م�هراً يف حل الألغ�ز؟ �أويديب��س – اأه ِّني يف م�شدر عظمتي. تري�سيا�س – ومع ذلك فهذه العظمة قد اأهلكَتكَ . �أويديب��س – ولكن اإذا اأنقذت املدينة فم� يعنيني بعد ذلك. تري�سيا�س – �ش�أن�رشف اإذن ،قدين اأيه� ال�شبي. �أويديب��س – نعم ليقدك هذا ال�شبي ف�إن حم�رشك ي�شوءين وغيبتك تريحني. تري�سيا�س – �ش�أن�رشف ولكني �ش�أقول قبل ذلك فيم جئت هن� ف�إين ل اأخ�ف وجهك لأنك ل ت�شتطيع اأن تهلكني .واإذن ف�أن� اأعلن اإليك اأن الرجل الذي تبحث عنه موعداً منذراً لأنه قتل ليو�س مقيم هن� على اأنه غريب و�شيعرف الن��س اأنه من اأهل ثيبة «طيبة» ولن ي�شتمتع بهذا ال�شتك�ش�ف ،اإنه يرى ولكنه �شيفقد ب�رشه. اإنه عظيم الرثاء ،ولكنه �شي�ش�أل القوت ليعي�س، و�شي�شعى على قدميه اإىل منف�ه متلم�ش ً� طريقه بع�ش�ه� .شيعلم الن��س اأنه يف الوقت نف�شه اأب واأخ لل�شبية الذين يعي�شون معه ،واأنه زوج وابن للمراأة التي ولدته ،واأنه قد اقرتن بزوج اأبيه بعد اأن قتل اأب�ه .اذهب اإىل ق�رشك وفكر يف هذا كله علي الكذب فقل حينئذ اإن الكه�نة ل ف�إذا اأثبت ّ تعلمني �شيئ�ً. (يدخل كري�ن وه� �سديد �لتاأثر) كري�ن – اأيه� املواطنون لقد �شمعت اأن يل تهم ً� خطرية ،واإذ �شيدن� اأويديبو�س يوجه اإ ّ كنت ل اأ�شتطيع اأن اأحتمل ذلك فقد اأ�رشعت اإىل هذا املك�ن ،ف�إين ل اأ�شتطيع اأن اأعي�س مثق ًال بهذه التهمة ،هي اأين قد اأ�ش�أت اإليه ب�لقول اأو ب�لفعل يف اأثن�ء هذه الآلم التي ن�شقى به� جميع�ً ،اإنه ل يهينني اإه�نة ي�شرية واإمن� يهينني اإه�نة ل قبل يل به� حني يعر�شني لأن اأدعى منكم ومن اأهل املدينة ب�خل�ئن. رئي�س �جل�قة – لعل الذي دفعه اإىل هذه الإه�نة اأن يكون الغ�شب ل التفكري اله�دئ. كري�ن – م� الذي طوع لأويديبو�س اأن يظن اأن الك�هن اإمن� اأعلن م� اأعلن من الكذب مت�أثراً بتحري�شي له؟ رئي�س �جل�قة – لقد ق�ل ذلك ،ولكني ل اأدري مل�ذا. كري�ن – اأتراه ك�ن م�شتقيم النظر م�شتقيم التفكري حني اتهمني بذلك؟ رئي�س �جل�قة – ل اأدري ف�إين عيني ل تنقد اأعم�ل ال�ش�دة ولكن ه� هو ذا يخرج من الق�رش. (يخرج تري�سيا�س ويدخل �أويديب��س يف �لق�رص) رئي�س �جل�قة (يف حدة وعنف) – من ع�شى اأن يكون هذا الذي اأنب�أت �شخور دلف ب�أنه مقرتف الإثم ال�شنيع بيديه الأثيمتني؟ ،لقد اآن له اأن يندفع اإىل فرار عنيف �رشيع ك�أنه اخليل ت�شبه يف عدوه� الزوبعة الق��شفة ،ف�إن الذي يطلبه هو اأبولون ابن زو�س ،وقد اتخذ له من الن�ر �شالح ً� وتبعته اآلهة النتق�م .لقد انبعث من جبل الربن��س ذلك الذي تك�شوه الثلوج �شوت عظيم مالأ الف�ش�ء ،ي�أمر الن��س جميع ً� ب�أن يق�شوا اآث�ر هذا املجرم املجهول ،اإنه ليهيم يف الغ�ب�ت املتك�ثفة ويف ثن�ي� الأغوار وال�شخور ك�أنه الثور اله�ئج .اإنه ل�شقي ،اإن عدوه التع�س ليقطع م� بينه وبني الن��س من �شلة ،اإنه ليح�ول اأن يفلت من هذه النذر التي �شدرت عن حمور الع�مل( ،)4ولكن هذه النذر حتيط به ومتالأ اجلو من حوله يف ثب�ت عنيف ،نعم عنيف هذا ال�شطراب الذي يثريه يف نف�شي هذا الك�هن الب�رع ،ل اأ�شوبه ول اأخطئه ،ل اأعرف كيف اأقول؟ اإن عقلي ليهيم مرتدداً ل يرى �شيئ ً� يف احل��رش ول يف امل�شتقبل .اأي خ�ش�م ك�ن فيم� م�شى بني ه�تني الأ�رشتني اأ�رشة لبدكو�س واأ�رشة بوليبيو�س( ،)5مل اأعلم قدمي ً� ول حديث ً� �شيئ ً� يبيح يل اأن اأعيب اأويديبو�س اأو اأن اآخذه بذنب مل يجنه واأنتقم منه جلرمية ل يعرف مقرتفه� .ولكن زو�س واأبولون ب�شريان ب�لغيب خبريان مب� اأتى الن��س من الأعم�ل .لي�س من احلق اأن يكون الك�هن اأعلم مني بجلية الأمر ،اإمن� يتم�يز الن��س بحظوظهم من الرباعة .لن اأقر الذين يتهمون اأويديبو�س قبل اأن اأرى الدليل على م� زعم الك�هن .فقد راآه الن��س جميع ً� حني اأقبلت عليه العذراء( )6ذات اجلن�حني ف�أظهر من الرباعة وامله�رة م� حمل املدينة على اأن حتبه وتوؤثره .فلن يحمل عليه عقلي جرمية من اجلرائم. (يدخل �أويديب��س فجاأة) �أويديب��س – ه� اأنت ذا ،م�ذا ت�شنع هن�؟ اأتبلغ بك اجلراأة اأن ت�أتي اإىل هذا املك�ن واأنت حري�س على اأن تهلكني وتنتزع مني ال�شلط�ن؟ لننظر ،حدثني بحق الآلهة اأعرفت قط اأين جب�ن حتى تخيل اإىل نف�شك القدرة على م� دبرت؟ اأكنت تظن اأين ل اأعرف م� ت�شنع يف اخلف�ء، واأين ل اأبط�س بك عق�ب ً� لك على م� جتني؟ األي�س من اجلنون اأن يطمع الإن�ش�ن يف ال�شلط�ن ولي�س له ثروة ول �شديق مع اأن ال�شلط�ن ل �شبيل اإليه بغري امل�ل وال�شديق؟ كري�ن – اأتعرف م�ذا يجب اأن ت�شنع؟ دعني اأرد على م� قلت ثم ا�شنع بعد ذلك م� �شئت. �أويديب��س – اإنك ب�رع يف القول ول�شت عدوا م�شتع ًّدا لأن اأ�شتمع لك ،وقد ا�شتك�شفت فيك ًّ خطراً. كري�ن – ا�شتمع قبل كل �شيء جلوابي. �أويديب��س – ل تزعم اأنك مل تقرتف اإثم�ً. كري�ن – اإن زعمت اأن الإ�رشار على احلمق خري ف�أنت خمطئ. �أويديب��س – اإن ظننت اأنك ت�شتطيع اأن تعتدي على قريب لك دون اأن تلقى عق�ب ً� ف�أنت واهم. كري�ن – اأنت حمق يف هذا ،ولكن نبئني مب� جنيت عليك من ذنب. 10 علي �أويديب��س – اأحق اأم ب�طل اأنك اأ�رشت ّ ب�أن اأر�شل ر�شول اإىل الك�هن؟ كري�ن – هذا حق ،وم� زلت اأرى هذا الراأي. �أويديب��س – اأي اأمد م�شى على ليو�س منذ... كري�ن – م�ذا؟ مل اأفهم. �أويديب��س – اأتراه ذهب مقتول؟ كري�ن – م�شى على ذلك زمن طويل. �أويديب��س – اأك�ن هذا الك�هن ي�شطنع فنه حينئذ؟ كري�ن – نعم .ك�ن ي�شطنعه وك�ن كم� هو الآن ب�رع ً� م�رشف�ً. أ�شم�ين يف ذلك الوقت؟ �أويديب��س – ا ّ كري�ن – كال مل ي�شمك مبح�رش مني على اأقل تقدير. �أويديب��س – اأمل تلتم�شوا احلقيقة يف م�رشع امللك؟ كري�ن – بحثن� من غري �شك ولكن� مل نهتد اإىل �شيء. �أويديب��س – م� ب�ل هذا الرجل الب�رع مل يقل حينئذ م� يقوله اليوم؟ كري�ن – ل اأدري .واإذا مل اأفهم فمن احلق علي اأن اأوؤثر ال�شمت. ّ �أويديب��س – اأنت ل جتهل مع ذلك ،وقد تقول حني حتني الفر�شة. كري�ن – م� الذي �ش�أقول؟ اإن كنت اأعرفه فلن اأبطئ يف اجلهر به. �أويديب��س – اإنه مل يكن يقول اأين ق�تل ليو�س لو مل يكن قد دبر هذا الأمر معك. كري�ن – اإن ك�ن يوؤكد هذا ف�أنت تعرفه، ولكن من حقي اأن اأ�ش�ألك الآن. علي جرمية �أويديب��س – �شلني فلن تثبت ّ القتل. كري�ن – لننظر ،لقد تزوجت من اأختي؟ �أويديب��س – ل اأ�شتطيع اأن اأجيب عن �شوؤالك هذا ب�لنفي. كري�ن – واأنت متلك على هذا البلد مثله� بهذا ال�شلط�ن الذي ت�ش�ركك فيه. �أويديب��س – اإنه� تظفر مني بكل م� تريد؟ كري�ن – األ�شت ن ًّدا لكم� واأن� ث�لثكم�. �أويديب��س – ومن اأجل هذا كنت �شديق ً� خ�ئن�ً. كري�ن – كال .لو فكرت كم� اأفكر� ،شل نف�شك اأيف�شل الإن�ش�ن العر�س وم� يحيط به من اخلوف على الهدوء والآن اإذا �شمن� له من ال�شلط�ن مثل م� ل�ش�حب العر�س .اأم� اأن� ف�أوؤثر �شلط�ن امللك على اأن اأكون ملك�ً ،واأرى اأن هذا �ش�أن الن��س جميع ً� اإذا عرفوا كيف يحدون من �شهواتهم .اإين اأبلغ منك كل م� اأريد دون اأن اأتعر�س خلوف م�، ولو قد كنت ملك ً� لأقدمت على كثري من الأمر واإين له ل�شديد الكره ،فكيف تظن اأين اأوؤثر العر�س عر�شني ملكروه .ل�شت من على �شلط�ن ل ُي ّ احلمق بحيث اأعدل �شيئ ً� مب� اأن� فيه من �رشف وج�ه .اإن الن��س جميع ً� يحيونني ،اإن الن��س جميع ً� يحتفون بي ،اإن الن��س جميع ً� يتو�شلون بي اإليك اإن ك�نت لهم عندك ح�جة ،اإنهم يرون اأنهم يظفرون عندي بكل م� يريدون .فكيف اأعر�س عن هذا كله لأطلب م� تزعم اأين اأطلبه. هذه اخلي�نة حمق اإن جنيته� ،ل�شت اأميل اإىل مثل هذا املطمع ،ولو قد اأع�نني الن��س عليه مل� َ�ش َم َت نف�شي اإىل حتقيقه .والدليل على ذلك اأنك ت�شتطيع اأن تذهب اإىل دلف لتتبني اأكنت اأمين ً� فيم� حملت اإليك من وحي الإله .ودليل اآخر على علي م� براءتي ،وهو اأنك اإن ا�شتطعت اأن تثبت ّ علي ب�ملوت؛ بل تتهمني به فلن تق�شي وحدك ّ �شينطق بهذا الق�ش�ء �شوت�ن� ،شوتك ،و�شوتي. ل تتهمني مبجرد الوهم ،بل دون اأن ت�شمع يل. ولي�س من العدل اأن تق�شي يف خفة على الأخي�ر ب�أنهم اأ�رشار ،وعلى الأ�رشار ب�أنهم اأخي�ر .اإين اأرى اأن الذي ينبذ �شديق ً� اأمين ً� اإمن� ينبذ حي�ته كري�ن – كنت خمطئ ً� يف هذا الراأي. �أويديب��س – يجب اأن تطيع برغم ذلك. كري�ن – كال ،ل ط�عة اإذا ك�ن الق��شي ج�ئراً. �أويديب��س – ي� للمدينة! ي� للمدينة! كري�ن – واأن� اأي�ش ً� اأحد اأبن�ء املدينة ،لي�شت املدينة لك وحدك. رئي�س �جل�قة – ح�شبكم� اأيه� الأمريان ،هذه يوك��شتيه تخرج من الق�رش يف وقت ح�جتكم� اإليه� ف�جتهدا يف اأن ت�شتعين� به� على اإ�شالح هذا الأمر. العزيزة عليه .اإن الزمن �شيعلمك حقيقة الأمر يف غري �شك ،ف�لزمن وحده يظهر الرجل اخلري ،ف�أم� ال�رشير ف�إن يوم ً� واحداً يلقى عنه القن�ع. رئي�س �جل�قة – اأم� ب�لقي��س اإىل من يخ�شى التورط يف اخلط�أ فقد تكلم هذا الرجل واأح�شن الكالم ،اإن الذي ي�رشع اإىل احلكم خليق اأن يجور عن الق�شد. �أويديب��س – اإذا اأ�رشع الن��س يف العدوان علي اأن اأ�رشع يف الدف�ع علي خفية ،ك�ن ح ًّق� ّ ّ عن نف�شي .ولو قد انتظرت ه�دئ ً� حلقق هذا علي كل تدبري. الرجل اآم�له ولف�شد ّ كري�ن – م�ذا تريد اإذن ،اأتريد اأن تنفيني من هذه الأر�س؟ �أويديب��س – كال ،اإمن� اأريد موتك ل نفيك. كري�ن – بعد اأن تبني يل اأين قد اقرتفت يف ذاتك اإثم�ً. �أويديب��س – اأتتكلم كم� لو كنت تريد املق�ومة؟ كري�ن – ل�شت اأراك حت�شن احلكم. �أويديب��س – بل اأن� اأح�شنه فيم� يعنيني. كري�ن – يجب اأن حت�شنه فيم� يعنيني اأي�ش�ً. �أويديب��س – ولكنك خ�ئن. (تدخل ي�كا�ستيه) ي�كا�ستيه – مل�ذا اآثرمت� اأيه� الب�ئ�ش�ن هذه اخل�شومة احلمق�ء؟ األ تخجالن من اإث�رة اخل�شومة اخل��شة يف اأثن�ء هذه الك�رثة اله�ئلة التي ح�قت ب�ملدينة؟ عد اإىل الق�رش ي� اأويديبو�س ،وعد اأنت اإىل دارك ي� كريون .ل حتول اأمراً ي�شرياً هين ً� اإىل اأمر ذي خطر. كري�ن – اأيته� الأخت! اإن زوجك اأويديبو�س يرى من العدل اأن ي�شومني اخل�شف فيخريين بني �رشين :النفي من اأر�س الوطن اأو املوت. �أويديب��س – هذا حق فقد اأثبت عليه اأيته� 11 املراأة اأنه ك�ن يخونني وي�أمتر بي. َ علي كري�ن – م� اأ�شق�ين! لأ ُم ْت ولتنزل ّ اللعنة اإن كنت قد اأتيت �شيئ ً� مم� تتهمني به. ي�كا�ستيه – بحق الآلهة اإل م� قبلت منه قوله ي� اأويديبو�س ،اإكب�راً للق�شم العظيم الذي اأق�شمه واحرتام ً� يل ولهوؤلء ال�شيوخ. رئي�س �جل�قة (يف بطء) – اأجب اإىل م� تدعى اإليه اأيه� الأمري يف حرية وروية. �أويديب��س – اإلم تريد اإذن اأن اأجيب؟ إرع حرمة هذا الرجل الذي رئي�س �جل�قة – ا َ تقدمت به ال�شن واأكرب ق�شمه. طلب اإيلّ؟ �أويديب��س – اأتعرف م�ذا َت ُ رئي�س �جل�قة – نعم اأعرفه. �أويديب��س – اأَبِن عنه. رئي�س �جل�قة (يف �رصعة) – هذا الرجل الذي ي�شتنزل بنف�شه اللعنة على نف�شه ليرباأ مم� تتهمه بعالت غ�م�شة ول اأن به ل ينبغي اأن يوؤخذ ظلم ً� ٍ يغ�س من �رشفه. يل ذلك �أويديب��س – تعلم اأنك حني تطلب اإ ّ اإمن� تريدين على اأن اأموت اأو على اأن اأنفي نف�شي من هذه الأر�س. رئي�س �جل�قة (م�سطرب ًا) – كال ،اأق�شم على ذلك بكبري الآلهة جميع�ً ،اأق�شم ب�أبولون .لأمت عدد 143 7متوز 2010 �شقي� مقتو ًل مطرح ً� من الآلهة والن��س اإن ك�ن ًّ �شقي تع�س يقر�س هذا اخل�طر قد اأ َّ مل بي .ولكني ّ احلزن نف�شي قر�ش ً� حني اأرى اأنن� ن�شيف اإىل تلم بهذا البلد اآلم ً� هذه الآلم اجل�ش�م التي ُّ اأخرى. �أويديب��س – ليذهب اإذن ،واإن مل يكن يل بد من اأن اأموت لذلك اأو اأنفى من هذا البلد .اإن دع�ءك هو الذي يبلغ قلبي ويثري اإ�شف�قي ل �رشاعته هو، �ش�أبغ�شه اأ�شد البغ�س يف اأي مك�ن وجدته. كري�ن – اإنك ل جتيب اإل ك�ره�ً ،اإين اأرى ذلك راأي العني ،ولكنك �شتثقل على نف�شك حني ي�شكت عنك الغ�شب ،اإن اأخالق ً� ك�أخالقك م�شدر اأمل لأ�شح�به�. �أويديب��س – األ تريد اأن ترتكني؟ األ تريد اأن تخرج من ثيبة«طيبة»؟ علي منك، كري�ن – �ش�أذهب مغ�شوب ً� ّ ولكني �ش�أظل يف نفو�س هوؤلء الن��س كم� عرفوين دائم�ً. (يخرج) رئي�س �جل�قة (يف بطء) – اأيته� املراأة مل تبطئني يف العودة ب�أويديبو�س اإىل الق�رش؟ ي�كا�ستيه – �ش�أفعل حني اأعرف م�ذا جرى. رئي�س �جل�قة – األف�ظ اأث�رت �شكوك ً� يف وقت تف�شد القلوب فيه حتى مل� لي�س له اأ�شل. ي�كا�ستيه – وك�نت هذه الألف�ظ متب�دلة؟ رئي�س �جل�قة – نعم. ي�كا�ستيه – وم�ذا ك�ن� يقولن؟ رئي�س �جل�قة (م�رصع ًا) – ح�شبك� ،شدقيني ح�شبك ،يجب اأن تقفي حيث وقفت خ�شومتهم�. �أويديب��س – ترى اإىل اأين تنتهي حني يفرت حبك يل ويفرت دف�عك عني مهم� يكن وف�وؤك يل. رئي�س �جل�قة (م�سطرب ًا) – اأيه� الأمري لقد قلت لك كثرياً اإين اأرى نف�شي اأحمق ج�هال اإن اأعر�س عنك اأو ق�رشت يف ذاتك ،واأن� اأعلم اأنك اأنقذت وطني العزيز من ذلك البالء العظيم ،واأنك الآن تقوده اإىل اخلري وال�شع�دة م� ا�شتق�مت لك الأمور. (�سمت) ي�كا�ستيه – بحق الآلهة اأنبئني اأيه� الأمري فيم هذا الغ�شب العظيم الذي دفعت اإليه؟ �أويديب��س – �ش�أنبئك بذلك لأين اأُكربك اأيته� املراأة اأكرث مم� يكربك هوؤلء الن��س ،اإمن� دفعني اإىل هذا الغ�شب كريون وائتم�ره بي. ي�كا�ستيه – اأبن عم� تريد لأتبني اأحق م� ال�شيب راأ�شه وك�نت فيه مالحمك. يل اأين اإمن� �أويديب��س – م� اأ�شق�ين ..يخيل اإ ّ ا�شتنزلت اللعنة على نف�شي منذ حني وبغري علم. ي�كا�ستيه – م�ذا تقول؟ اإين لأخ�ف اأن اأرفع اإليك عيني اأيه� الأمري. �أويديب��س – اأخ�شى اأ�شد اخل�شية اأن يكون الك�هن قد راأى جلية الأمر ،ولكنك تزيدينني علم ً� اإن اأ�شفت كلمة واحدة. ي�كا�ستيه – واأن� اأي�ش ً� قلقة ولكنك لن تلقى �شوؤال اإل اأ�رشعت ب�لإج�بة عنه. �أويديب��س – اأك�ن م�ش�فراً يف جم�عة �شغرية اأم ك�ن يتبعه حر�س �شخم كم� ي�شنع الأقوي�ء؟ ي�كا�ستيه – ك�نوا خم�شة لي�س غري ،وك�ن بينهم ُمن�دٍ ،وك�نت عجلة واحدة حتمل ليو�س. �أويديب��س – اآه ،الآن يت�شح الأمر ولكن من اأنب�أك بهذا كله اأيته� املراأة؟ ي�كا�ستيه – خ�دم جن� وحده. �أويديب��س – اأهو الآن يف الق�رش؟ ي�كا�ستيه – ل ،لقد ع�د فراأى اأمور املدينة يل اآخذاً بيدي يف اإليك بعد موت ليو�س فتو�شل اإ ّ اأن اأر�شله مع القطع�ن يرع�ه� بعيداً عنك وعن املدينة .وقد اأجبته اإىل م� اأراد فقد ك�ن ي�شتحق مني اأح�شن م� ي�شتحقه املوىل الأمني. �أويديب��س – اأميكن اأن يعود اإلين� م�رشع�ً؟ ي�كا�ستيه – من غري �شك ،ولكن مل تريد ذلك؟ اأويديبو�س – اأخ�شى اأيته� املراأة اأن اأكون قد اأ�رشفت يف القول ،ولهذا اأريد اأن اأراه. ي�كا�ستيه – �شيعود ولكني اأ�شتحق فيم� اأظن اأن تنبئني مب� يقلقك اأيه� امللك. �أويديب��س – �ش�أنبئك مب� يقلقني بعد اأن مل يبق يل اإل هذا الأمل الوحيد ،واإىل من اأحتدث يف حرية و�رشاحة اإذا مل اأحتدث اإليك ،وقد ا�شطررت اإىل هذا املوقف احلرج؟ ترميه به من اخلي�نة. �أويديب��س – يزعم اأين ق�تل ليو�س. ي�كا�ستيه – اأيعرف ذلك بنف�شه اأم اأنب�أه به �شخ�س اآخر؟ يل بذلك ك�هن ً� �رشيراً، �أويديب��س – اأر�شل اإ ّ ف�أم� هو فزعم اأنه ل يعرف �شيئ�ً. ي�كا�ستيه – ل حتفل بهذا القول وا�شمع يل ف�إين اأعتقد اأن لي�س بني الن��س من يح�شن فن الكه�نة .و�ش�أثبت لك هذا يف األف�ظ قليلة .لقد األقى فيم� م�شى من الزم�ن اإىل ليو�س وحي ل اأقول من اأبولون نف�شه ،ولكن من بع�س خدامه، وك�ن هذا الوحي ينبئ ب�أن امللك مقتول بيد ابنه الذي يولد له مني .ومع ذلك ف�لن��س جميع ً� يوؤكدون اأن ل�شو�ش ً� من الأج�نب قد قتلوا ليو�س منذ زمن بعيد يف طريق ذات ثالث �شعب .ف�أم� ابنه فلم مت�س على مولده ثالثة اأي�م حتى قيده ودفعه اإىل يد اأجنبية طرحته ب�لعراء على جبل وعر .وكذلك مل يتمم اأبولون وحيه فلم يقتل ابن ليو�س اأب�ه ،ومل يقتل ليو�س بيد ابنه. وم� اأكرث م� ك�ن قد ر�شمه الوحي فال حتفل بذلك ول تلتفت اإليه ،اإذا راأى الآلهة اأن يظهروا الن��س على �شيء من علمهم اأعلنوه اإليهم ب�أنف�شهم. (�سمت) �أويديب��س – اأيته� املراأة م� اأ�شد م� تثري هذه الق�شة يف نف�شي من ال�شك وال�شطراب! ي�كا�ستيه – م� هذا اخلوف الذي يثريه يف نف�شك رجوعك اإليه�؟ �أويديب��س – اأظنني �شمعتك تقولني اإن ليو�س قد قتل يف طريق ذات �شعب ثالث. ي�كا�ستيه – قيل ذلك وم� زال يق�ل. �أويديب��س – ويف اأي مك�ن وقع هذا احلدث املنكر؟ ي�كا�ستيه – يف بالد الفوكيني حيث تلتقي الطريق�ن الآتيت�ن من دلف ودولي�س. �أويديب��س – وكم م�شى على هذا احلدث من الزمن؟ ي�كا�ستيه – اأذيع نبوؤه يف املدينة قبل اأن ترقى اإىل عر�شه� بزمن قليل. �أويديب��س – اأي زو�س م�ذا اأردت اأن ت�شنع بي؟ ي�كا�ستيه – م�ذا ي� اأويديبو�س؟ م�ذا يدفعك اإىل هذا القلق؟ �أويديب��س – ل ت�ش�أليني .كيف ك�ن ليو�س؟ وم�ذا ك�نت �شنه؟ ي�كا�ستيه – ك�ن رجال طويال وقد خط (�سمت) اإن اأبي هو بوليبيو�س ملك كورنت ،واأمي مريوب� دورية الأ�شل .وكنت اأعظم الن��س خطراً يف املدينة ،ولكن ح�دث ً� وقع م�ش�دفة وك�ن خليق ً� اأن يدعوين اإىل التفكري فيه ،ل اأن ميلك على اأمري كله كم� حدث ب�لفعل .اأه�نني رجل يف بع�س جم�مع اللهو ،وك�ن قد اأ�رشف يف ال�رشب حتى �شكر فزعم اأين مل اأولد لر�شدة(.)7 ف�أث�رين ذلك حتى اأنفقت اليوم كله ل اأك�د اأملك نف�شي .فلم� ك�ن الغد لقيت اأبي واأمي وجعلت اأ�ش�ألهم� ،فيثور يف نف�شيهم� ال�شخط على من 12 يل هذه الإه�نة ،وي�رشين ذلك منهم� ،ولكن وجه اإ ّ َّ علي كل �شيء لأنه� تلك الكلمة ك�نت تنغ�س ّ ك�نت قد نفذت اإىل اأعم�ق نف�شي ،ف�أذهب اإىل دلف على غري علم من اأمي واأبي ،فلم� �ش�ألت يل يف اأبولون ردين بغري جواب ،ولكنه اأعلن اإ ّ و�شوح كوارث اأخرى ،كوارث بغي�شة ل تط�ق. علي اأن اأتزوج اأمي، اأنب�أين ب�أن القدر قد كتب ّ واأن اأترك يف الن��س ذرية ممقوتة ،واأن اأكون أحتول عن املدينة ق�تل الذي منحني احلي�ة ،ف� َّ التي يقيم فيه� اأبواي م�شت�شرياً جنوم ال�شم�ء فيم� اأ�شلك من طريق ،مقدراً اأين �ش�أنفي نف�شي اإىل مك�ن ل يت�ح فيه لهذه النبوءات البغي�شة اأن تتح َّقق .وم� اأزال اأم�شي اأم�مي حتى اأبلغ املك�ن الذي تنبئينني ب�أن امللك قد قتل فيه. و�ش�أنبئك ب�حلق كله اأيته� املراأة .كنت م��شي ً� يف طريقي فلم� ق�ربت املك�ن ذا ال�شعب الثالث، راأيت عجلة يقوده� من�دٍ وعليه� رجل ك�لذي و�شفته يل وك�نت العجلة تدنو مني .فيدفعني ق�ئد العجلة ويدفعني ال�شيخ اأي�ش ً� يف عنف لينحي�ين عن الطريق ،ف�أثور واأ�رشب الق�ئد الذي نح�ين .واإذا ال�شيخ ينتظر حتى اأح�ذي العجلة، ثم يرفع �شوطه املزدوج ويهوي به على راأ�شي. وقد اأدى ثمن هذه ال�رشبة غ�لي ً� فم� هي اإل اأن اأ�شب على راأ�شه ع�ش�ي بهذه اليد التي ترين فيهوى �رشيع�ً ،واأقتل كل الذين ك�نوا معه .ف�إذا ك�ن هذا الرجل الغريب الذي قتلته مت�ش ًال على نحو م� ،باليو�س ف�أي الن��س اأ�شد مني �شق�ء؟ واأي الن��س اأ�شد مني مقت ً� عند الآلهة .لي�س لأحد من �شك�ن هذه املدينة �شواء اأك�ن غريب ً� اأم مواطن ً� اأن يتلق�ين يف داره ،يجب عليهم جميع ً� اأن ينبذوين نبذاً .وال�رش كل ال�رش اأين اأن� الذي اأ�شتنزل على نف�شي هذه اللعنة مل ي�شتنزله� علي اأحد غريي .اإين اأُدن�س زوج هذا القتيل حني ّ اأ�شمه� بني ذراعي ،لأن ذراعي هم� اللت�ن قتلت� زوجه� .األ�شت ب�ئ�ش�ً؟ األ�شت دن�ش ً� اإىل اأق�شى علي اأن اأنفي نف�شي، غ�ي�ت الدن�س؟ اإذاً وجب ّ علي بعد ذلك اأن اأرى اأهلي واأن تط�أ واإذاً حرم ّ قدمي اأر�س الوطن ،ف�إن فعلت كنت معر�ش ً� لأن اأتخذ اأمي يل زوج�ً ،واأقتل اأبي بوليبيو�س وهو من ْوت ،واأي الذي منحني احلي�ة ،ون�ش�أين حتى َ َ الن��س ي�شتطيع اأن يدافع عني حني يعلم اأن هذا كله قد وقع مني بق�ش�ء من اإله ق��س؟! كال ،كال، علي اإين اأعوذ بجالل الآلهة املقد�س من اأن تطلع ّ �شم�س لذلك اليوم الذي اأقرتف فيه هذه الآث�م، أمح من الأر�س حمواً قبل اأن لأحمق حمق ً� ول َ اأجني ثمره� البغي�س. رئي�س �جل�قة – ونحن كذلك اأيه� امللك املكروه عق�ب ً� له على جراءته الآثمة ،على م� اكت�شب من امل�ل يف غري حق ،على م� اقرتف من ا�شتخف�ف بحرمة الآلهة ،على م� انتهك يف جنونه حرمة الأ�شي�ء املقد�شة .اأي الن��س ي�شتطيع اأن يحتفظ يف نف�شه ب�لهدوء والطم�أنينة اإذا انتهكت هذه احلرم�ت .واإذا اقرتفت مثل هذه الآث�م ف�أي نفع يف اأن اأوؤلف اجلوقة (.)9 لن اأذهب اإىل قلب( )10الأر�س لأعبد الآلهة ول اإىل معبد اآبي� ول اإىل اأوملبي� اإذا مل يكن وحي الآلهة مالئم ً� مل� يقع من الأحداث بحيث تكون مو�شع العربة واملوعظة للن��س جميع�ً .ا ْأي زو�س اأيه� الإله اجلب�ر ،اإن كنت خليق ً� بهذا ال�شم فال يفلت منك هذا( )11ول يخرج عن �شلط�نك اخل�لد. لقد فقد الوحي الذي األقى اإىل ليو�س قيمته، اإنه يزدري ،اإن الن��س ليق�رشون فيم� ينبغي لأبولون من الإجالل ،اإن حقوق الآلهة لتهمل. ميلوؤن� كل هذا خوف�ً ،ولكن احتفظ ب�لأمل حتى يو�شح لك ال�ش�هد جلية الأمر. �أويديب��س – نعم مل يبق يل اإل هذا الأمل يف مقدم هذا الرجل الراعي. ي�كا�ستيه – وفيم ينفعك مقدم هذا الرجل؟ �أويديب��س – �ش�أنبئك بذلك ف�إن هذا الرجل اإن يقل مثل م� تقولني ينجني من ال�شق�ء. ي�كا�ستيه – اأي كلمة خطرية �شمعت مني؟ �أويديب��س – اأمل تنبئيني ب�أنه يزعم اأن جم�عة من قط�ع الطريق هم الذين قتلوا امللك، ف�إذا اأع�د علين� هذا فل�شت اأن� الق�تل فرجل واحد لي�س جم�عة ،ولكنه اإذا مل يتحدث اإل عن ق�تل واحد ف�أن� مقرتف الإثم. ي�كا�ستيه – تعلم اأنه اأنب�أن� مب� قلت لك، وم� اأراه ي�شتطيع اأن يغري قوله فلم اأ�شمعه وحدي، واإمن� �شمعته املدينة كله� .ومع ذلك فلو غري كالمه فلن ي�شتطيع اأن يثبت اأن م�رشع ليو�س قد مت كم� تنب�أ به الوحي .فقد اأعلن اأبولون اأنه �شيقتل بيد ابن يولد له مني .ومن املحقق اأن هذا البن لي�س هو الذي قتل ليو�س لأنه هلك قبل اأبيه .ومن هن� لن األتفت اإىل ميني ول اإىل �شم�ل لأتلقى الف�أل(.)8 �أويديب��س – اأنت حمقة ومع ذلك ف�أر�شلي يف طلب العبد. ي�كا�ستيه – �ش�أر�شل من فوري ،ولنعد اإىل الق�رش ،فلن اأ�شنع �شيئ ً� ي�شوءك. (تدخل ي�كا�ستيه ومعها و�سائفها) ي�كا�ستيه – اأي روؤ�ش�ء املدينة لقد خطر يل اأن اأذهب اإىل معبد الآلهة اأحمل اإليه� بيدي هذه التيج�ن وهذا الطيب ،ف�إن اأويديبو�س يقلق نف�شه ب�أوه�م خمتلفة ،ول يف�رش الوحي اجلديد ب�لوحي القدمي كم� يفعل الرجل الع�قل ،واإمن� ي�شت�شلم لكل من حتدث اإليه م� دام ينبئه ب�لفظيع من الأمر ،وم� دمت ل اأبلغ منه �شيئ ً� ف�إين اأفزع اإليك اأي اأبولون مقربة اإليك هذا القرب�ن لت�رشف عن� الرج�س ولتحمل اإلين� الأمن وتنقذن� من ال�رش ،فقد ا�شت�أثر اخلوف بن� جميع ً� ف�أ�شبحن� ك�لبح�رة حني يرون اأمري ال�شفينة وقد ا�شتوىل عليه الفزع. (يخرجان) رئي�س �جل�قة (يف ثبات) – م� اأ�شد حر�شي على اأن ي�شبغ الآلهة على الطهر يف كل م� اأقول، ويف كل م� اأفعل .فمن اأجل هذا الطهر �رشعت القوانني العلي� التي هبطت من ال�شم�ء ،اأنتجه� الآلهة اأنف�شهم ،مل حتدثه� طبيعة الن��س اله�لكني، لن يدركه� الن�شي�ن ،ولن يدفعه� اإىل النوم ،فيه� يحي� اإله عظيم ل تدركه ال�شيخوخة. اإن الكربي�ء لتلد الطغ�ة ،اإن الكربي�ء اإذا جت�وزت احلد واأ�ش�فت جهال اإىل جهل وغروراً اإىل غرور وانتهت اإىل اأق�ش�ه� ل تلبث اأن تنحدر اإىل هوة من ال�شق�ء دون اأن جتد منه� خمرج�ً. ولكني اأ�رشع اإىل الآلهة يف األ ي�رشفوا الن��س عن هذا اجله�د ال�رشيف يف �شبيل الوطن ،اإن واثق ب�أن الآلهة �شيحمونني دائم�ً. (وبينما تقدم قربانها يدخل �لر�س�ل من ناحية �ل�سمال) �لر�س�ل – اأت�شتطيعون اأن تنبئوين اأيه� الغرب�ء اأين يكون ق�رش اأويديبو�س؟ اأنبئوين بنوع خ��س اأين امللك اإن كنتم تعرفون ذلك؟ رئي�س �جل�قة – اإنك ترى ق�رش امللك اأيه� الغريب واإن امللك لفي ق�رشه وهذه امراأته اأم بنيه. �لر�س�ل – لتتح له� ال�شع�دة دائم ً� ولتتح له� احلي�ة بني قوم �شعداء هذه الزوج الكرمية لهذا الرجل. ي�كا�ستيه – ليتح لك مثل م� تتمنى يل اأيه� الغريب ف�أنت خليق بذلك من اأجل كلم�تك الطيبة ،ولكن اأنبئني فيم اأقبلت وم�ذا تريد اأن تعلن اإلين�؟ (م�رصع ًا) اإن الذي ي�شرت�شل مع الكربي�ء يف قوله اأو فعله ،دون اأن يخ�شى العدل ويرعى الأم�كن املقد�شة حيث تقيم الآلهة ،خليق اأن يحيق به 13 �لر�س�ل – اأنب�ء �ش�رة لبيتك ولزوجك اأيته� املراأة. ي�كا�ستيه – م�ذا تعني؟ ومن اأين اأقبلت؟ �لر�س�ل – اأقبلت من كورنتو�س والنب�أ الذي اأحمله ميكن اأن ي�رشك بل �شي�رشك من غري �شك ولكنه ميكن اأن ي�شوءك اأي�ش�ً. ي�كا�ستيه – م� هذا النب�أ؟ وم� هو الأثر املزدوج الذي ميكن اأن يحدثه؟ ()12 �لر�س�ل – اإن �شك�ن امل�شيق �شيخت�رون اأويديبو�س ملك ً� عليهم كم� �شمعت منهم. ي�كا�ستيه – م�ذا؟ اأاأفلت ال�شلط�ن من يد بوليبيو�س ال�شيخ. �لر�س�ل – نعم لأن املوت قد رده اإىل القرب. ي�كا�ستيه – م�ذا تقول اأم�ت بوليبيو�س؟ �لر�س�ل – لأمت اأن� اإن مل يكن هذا ح ًّق�. ي�كا�ستيه – اأيته� املراأة اأ�رشعي ف�حملي النب�أ اإىل امللك ،اأي وحي الآلهة اإلم انتهيت؟ لقد نفى اأويديبو�س نف�شه خم�فة اأن يقتل هذا الرجل هذا هو املوت ي�شت�أثر به. (يدخل �أويديب��س) �أويديب��س – اأيته� الزوج العزيزة يوك��شتيه فيم دعوتني من الق�رش؟ ي�كا�ستيه – ا�شتمع لهذا الرجل وانظر اإىل اأين يذهب بن� وحي الآلهة. �أويديب��س – من هذا الرجل ومب�ذا اأقبل ينبئني؟ ي�كا�ستيه – اأقبل من كورنته ينبئ ب�أن اأب�ك بوليبيو�س قد م�ت. �أويديب��س – م�ذا تقول اأيه� الغريب؟ تكلم اأنت. �لر�س�ل – اإذا ك�ن اأول م� ينبغي اأن اأعلن اإليك ف�علم اأن اأب�ك قد م�ت. �أويديب��س – اأقتلته اخلي�نة اأم اأ�ش�بته علة من العلل؟ �لر�س�ل – ا َّإن اأي�رش �شدمة تق�شي على من تقدمت بهم ال�شن. �أويديب��س – اإنه مل�شكني اأراه قد ق�شت عليه اإحدى العلل. �ش�ب�. �لر�س�ل – ومل يكن ًّ �أويديب��س – اأيته� املراأة فيم ن�رشف يف العن�ية بوحي دلف وب�شي�ح الطري يف جو ال�شم�ء؟ لو �شدق هذا كله لكنت ق�تل اأبي ،فه� هو ذا قد م�ت وواراه الرتاب وه�أنذا هن� مل اأجرد �شيف ً� (�ساخر�ً) اإل اأن يكون قد قتله احلزن لفراقي، واإذن ف�أن� �شبب موته ،وعلى كل ح�ل فقد هبط بوليبيو�س اإىل دار املوتى ح�م ًال معه وحي عدد 143 7متوز 2010 الآلهة ،كال اإن هذا الوحي ل يدل على �شيء. ي�كا�ستيه – اأمل اأنبئك بهذا منذ وقت طويل؟ �أويديب��س – لقد اأنب�أتني ب�حلق ،ولكن اخلوف ك�ن ي�شلني. ي�كا�ستيه – ل حتفل ب�لوحي منذ الآن. �أويديب��س – وكيف ل اأخ�ف �رشير اأمي؟ ي�كا�ستيه – م�ذا يجدي على الإن�ش�ن اأن ميالأ نف�شه ذعراً؟ اإمن� امل�ش�دفة وحده� هي امل�شيطرة على اأمره كله دون اأن ي�شتطيع التنبوؤ ب�أي�رش م� �شيعر�س له .واخلري يف اأن ي�شت�شلم الإن�ش�ن للحظ م� ا�شتط�ع .اأم� اأنت فال تخف من فكرة القرتان ب�أمك فكثري من الن��س من اقرتنوا ب�أمه�تهم يف اأحالم الليل .ومن ازدرى هذا اخلوف الذي ي�شدر عن الوهم ك�ن خليق ً� اأن يحتمل احلي�ة يف كثري من الي�رش. �أويديب��س – كنت خليقة اأن ت�شيبي يف هذا كله لو مل تكن اأمي بني الأحي�ء ،ف�أم� وهي حية ف�إين م�شطر على رغم م� تقولني من احلق اإىل �شيء من اخلوف. ي�كا�ستيه – ومع ذلك ف�إن قرب اأبيك يحط عنك ثق ًال عظيم�ً. �أويديب��س – ل اأ�شك يف ذلك ولكني م� زلت اأخ�ف اأمي التي مل متت. �لر�س�ل – ومن هذه املراأة التي تثري يف نف�شك هذا الهلع؟ �أويديب��س – هي مريوب� التي ك�ن يع�ي�شه� بوليبيو�س اأيه� ال�شيخ. �لر�س�ل – وم�ذا يخيفك منه�؟ �أويديب��س – وحي من الآلهة ،وحي خطري اأيه� الغريب. �لر�س�ل – اأت�شتطيع اأن تنبئني به؟ اأم يحظر على غريك اأن يعرفه؟ �أويديب��س – �شتعلم ،لقد تنب�أ اأبولون ب�أين �ش�أتزوج اأمي و�ش�أ�شفك بيدي دم اأبي .من اأجل هذا اأقمت بعيداً عن كورنته منذ زمن طويل. وكنت حم ًّق� يف ذلك .ومع ذلك فحبيب اإىل النف�س اأن نرى وجوه اآب�ئن� واأمه�تن�. �لر�س�ل – من اأجل هذا اخلوف نفيت نف�شك من املدينة؟ �أويديب��س – نعم مل اأرد اأن اأكون ق�تل اأبي اأيه� ال�شيخ. �لر�س�ل – ِ َ مل مل اأنقذك من هذا اخلوف اأيه� امللك ،وقد اأقبلت ميلوؤين احلب لك؟ �أويديب��س – اإذن اأك�فئ هذه اخلدمة مب� ت�شتحق. �لر�س�ل – ومن اأجل هذا اأقبلت راجي ً� اأن ينفعني ذلك بعد عودتك اإىل كورنته. �أويديب��س – ولكن لن اأعي�س مع اأهلي يف مك�ن واحد. �لر�س�ل – وا�شح ج ًّدا ي� بني اأنك ل تعرف م� ت�شنع. �أويديب��س – وكيف ذلك اأيه� ال�شيخ؟ اأنبئني بحق الآلهة. �لر�س�ل – اإذا ك�نت هذه هي الأ�شب�ب التي متنعك من العودة اإىل وطنك. �أويديب��س – اأخ�شى اأن ت�شدق نبوءة اأبولون. �لر�س�ل – اأتخ�شى اأن ت�أتي الإثم مع اأبويك؟ �أويديب��س – هذا م� يفزعني دائم ً� اأيه� ال�شيخ. �لر�س�ل – اأتعلم اأن خوفك ل اأ�ش��س له. �أويديب��س – كيف ذلك اإذا كنت ابن هذين ال�شخ�شني؟ �لر�س�ل – لأن بوليبيو�س مل تكن بينه وبينك �شلة الن�شب. �أويديب��س – م�ذا تقول؟ مل يكن بوليبيو�س اأبي؟ �لر�س�ل – مل يكن اأب�ك كم� اأين ل�شت اأب�ك. �أويديب��س – وكيف يكون اأبي م�ش�وي ً� ملن ل �شلة بينه وبيني؟ �لر�س�ل – لأنه مل يلدك كم� اأين مل األدك. �أويديب��س – و َ مل ك�ن يدعوين ابنه اإذن؟! �لر�س�ل – تعلم اأنه تلق�ك هدية مني. �أويديب��س – وعلى رغم اأنه تلق�ين من يد اأجنبية فقد اأحبني كل ذلك احلب؟ �لر�س�ل – ذلك لأنه ك�ن عقيم ً� ل ولد له. �أويديب��س – واأنت كنت قد ا�شرتيتني اأم التقطتني حني اأهديتني اإليه؟ �لر�س�ل – التقطتك يف واد من تلك الودي�ن التي تظلله� الغ�ب�ت يف جبل كتريون. �أويديب��س – وفيم ذهبت اإىل هذه الودي�ن؟ �لر�س�ل – كنت اأرعى القطع�ن يف اجلبل. �أويديب��س – كنت راعي ً� اإذن تهيم حل�ش�ب غريك؟ �لر�س�ل – وكنت يف ذلك الوقت منقذك ي� بني. �أويديب��س – اأي اأمل كنت اأحتمل حني وجدتني يف تلك احل�ل ال�شيئة؟ �لر�س�ل – تنبئ بهذا مف��شل قدميك. �أويديب��س – اإنك لتذكرين ب�آلم قدمية ق��شية. �لر�س�ل – فككتك وك�نت قدم�ك قد ثقبت� يف اأطرافهم�. �أويديب��س – اأي ذكرى �شيئة اأحتفظ به� لأعوام ال�شب�! ()13 ا�شتق ا�شمك . ال�رش ّ �لر�س�ل – من هذا ّ �أويديب��س – بحق الآلهة اأنبئني ،اأج�ءين هذا ال�رش من اأمي اأم من اأبي؟ �لر�س�ل – ل اأدري واإمن� علم ذلك عند الذي دفعك اإيلّ. �أويديب��س – فقد تلقيتني اإذن من رجل اآخر ومل جتدين يف الطريق؟ �لر�س�ل – تلقيتك من راع اآخر. �أويديب��س – من ع�شى اأن يكون؟ اأت�شتطيع اأن تدل عليه؟ �لر�س�ل – ك�ن يق�ل اإنه من خدم ليو�س. �أويديب��س – من خدم امللك القدمي لهذا البلد؟ �لر�س�ل – نعم ك�ن راعي ً� لهذا الرجل. حي�؟ اأاأ�شتطيع اأن �أويديب��س – اأم� زال ًّ اأراه؟ �لر�س�ل (لأع�ساء �جل�قة) – اأنتم اأعلم بهذا لأنكم من اأهل هذه املدينة. �أويديب��س (للج�قة) – اأيوجد بينكم من يعرف هذا الراعي �شواء راآه يف املينة اأم يف ريفه�؟ اأجيبوا فقد اآن اأن يتبني الأمر. �جل�قة – اأظن اأنه لي�س اإل هذا الريفي الذي 14 كنت تريد اأن تراه منذ حني ،ولكن يوك��شتيه اأعلم بذلك من�. �أويديب��س – اأيته� املراأة اأتظنني اأن هذا الرجل الذي كن� ننتظره منذ حني هو الذي ي�شري اإليه الر�شول. ي�كا�ستيه – م�ذا؟ عمن تتحدث؟ ل تلتفت اإىل هذا .اجتهد يف اأن تن�شى هذا الكالم الذي ل يغني. �أويديب��س – لي�س من املعقول األ تعينني هذه الأم�رات على اأن اأعرف مولدي. ي�كا�ستيه – بحق الآلهة اإل م� تركت هذا معني� بحي�تك اخل��شة (لنف�سها) البحث اإن كنت ًّ اإن �شق�ئي يكفي. �أويديب��س – ل ب�أ�س عليك فلو قد ثبت اأين ابن اأجي�ل ثالثة من الرقيق مل يلقك من هذا اأي ع�ر. ي�كا�ستيه – مهم� يكن من �شيء ف�إين اأ�رشع اإليك يف اأن ت�شمع يل واأل مت�شي يف هذا البحث. �أويديب��س – ل �شبيل اإىل ط�عتك .ل بد من اأن يتبني هذا اللغز. ي�كا�ستيه – ومع ذلك ف�أن� اأفكر يف منفعتك واأن�شح لك يف امل�شورة. �أويديب��س – عن هذا الذي تراه .األقيته قط؟ �خلادم – ل اأ�شتطيع اأن اأجيب من الفور لأين ل اأذكر. �لر�س�ل – ل غرابة يف ذلك ي� مولي .لقد ن�شي كل �شيء ولكني �ش�أذكره يف و�شوح وجالء. اأن� واثق ب�أنه عرفني حني ك�ن يرعى ط�ئفتني من القطع�ن ،وكنت اأرعى ط�ئفة واحدة وقد اأقمن� مع ً� على الكتريون ثالثة ف�شول من الربيع اإىل اأن ظهر الدب .فلم� اأقبل ال�شت�ء عدت اإىل حظ�ئري وع�د هو اإىل حظ�ئر ليو�س .اأهذا حق؟ اأمل جتر الأمور كم� و�شفت؟ �خلادم – ح ًّق� ولكن هذا بعيد العهد. �شبي� �لر�س�ل – والآن اأتذكر اأنك دفعت اإ ّ يل ًّ لأربيه كم� لو ك�ن ابني؟ �خلادم – م�ذا تقول؟ مل تلق هذا ال�شوؤال؟ �لر�س�ل – ه� هو ذا اأيه� ال�شديق ذلك الذي �شبي� حينئذ. ك�ن ًّ �خلادم – لتهلكك الآلهة ،األ توؤثر ال�شمت. �أويديب��س – ل تغ�شب عليه اأيه� ال�شيخ ف�إن األف�ظك اأنت هي اخلليقة اأن تثري الغ�شب ل األف�ظه. �خلادم – اأي خطيئة اقرتفت ي� خري ال�ش�دة. �أويديب��س – خطيئتك اأنك ل جتيب ب�شيء عن اأمر الطفل الذي ي�ش�ألك عنه. �خلادم – اإنه يتحدث عن غري علم وي�شيع وقته. �أويديب��س – اإن مل جتب ط�ئع ً� ف�شتجيب ك�ره�ً. �خلادم – اإين اأق�شم عليك ب�لآلهة األ تعذبني علي ف�إين �شيخ كبري. ول ت�شق ّ �أويديب��س – األ تريدون اأن ت�رشعوا فتجمعوا يديه خلف ظهره. �خلادم – م� اأ�شق�ين! فيم هذا العذاب؟ م�ذا تريد اأن تعلم؟ �أويديب��س – هذا ال�شبي الذي يتحدث عنه. هل دفعته اإليه؟ �خلادم – نعم وددت لو مت يف ذلك اليوم. �أويديب��س – �شينزل بك املوت اإن مل تقل م� يجب اأن تقول. �خلادم – واأ�شد من ذلك ت�أكيداً اأين ه�لك اإن تكلمت. يل اأن هذا الرجل يريد �أويديب��س – يخيل اإ َّ اأن يدور. �خلادم – كال ،لقد اأنب�أتك ب�أين دفعت ال�شبي اإليه. �جل�قة (يف ن�ساط وفرح)( – )14اإن كنت ك�هن�ً، اإن كنت ذكي القلب ،ف�إين اأق�شم ب�أبولون اأي جبل كتريون اأن القمر لن يتم يف ال�شم�ء حتى ترى اإقب�لن� عليك واحتف�لن� بك ،اأنت موطن اأويديبو�س .اأنت الذي غذاه وك�ن له اأب�ً� ،شنحتفل بك راق�شني لأنك كنت م�شدر اخلري ل�ش�دتن� .اأي اأبولون ح�مين� ،اأرجو اأن يروقك م� اأقول. من ي� بني؟ من ولدتك؟ من ع�شى اأن تكون هذه العذراء اخل�لدة التي منحتك احلي�ة بعد اأن اقرتنت ب�لآله پ�ن اأبيك الذي يهيم يف اجلب�ل بعد اأن ك�ن اأثرياً عند اأبولون؟ اإنه يحب ال�شهول الريفية كله� .ومن يدري لعل الإله هرمي�س الذي ميلك على جبل كيلني حيث يقيم ب�كو�س نزيل اجلب�ل ال�ش�هقة قد تلق�ك ر�شيع ً� من اإحدى العذارى اخل�لدات الالتي يع�شن يف جبل اليكون والالتي يداعبهن الإله كثرياً. (يرى �لر�عي للملك لي��س وه� يقبل بني عبدين) �أويديب��س – نعم ولكن ن�شحك هذا يوؤذيني منذ حني. ي�كا�ستيه – اأيه� ال�شقي وددت لو جهلت دائم ً� من تكون. يل بهذا �أويديب��س – األ يراد اأن يوؤتى اإ ّ الراعي (ي�رصع �أحد �خلدم يف طلبه) دعوه� تفخر ب�أ�رشته� العظيمة. ي�كا�ستيه – واح�رشت�ه اأيه� ال�شقي ..هذا الإ�شم الذي اأ�شتطيع اأن اأ�شميك به ولن اأ�شتطيع اأن اأدعوك ب��شم اآخر. (تخرج) رئي�س �جل�قة – مل�ذا انطلقت زوجك ي� اأويديبو�س ميلوؤه� ي�أ�س فظيع؟ اإين لأخ�شى اأن ينفجر من هذا ال�شمت �رش عظيم. �أويديب��س – لينفجر م� يريد اأن ينفجر، ولكني حري�س على اأن اأعرف اأ�شلي مهم� يكن و�شيع�ً ،اإن هذه املراأة قد مالأته� الكربي�ء فهي ت�شتخزي من مولدي الو�شيع ،اأم� اأن� ف�أرى نف�شي ابن اجلدود اخلرية ول يغ�س من �ش�أين ن�شب مهم� يكن .نعم هذه اجلدود هي التي كربت معي قد خف�شتني حين ً� ورفعتني حين ً� اآخر .هذا هو ن�شبي ل �شبيل اإىل تغيريه .مل�ذا اأعدل عن ا�شتك�ش�ف مولدي؟ علي اأيه� ال�شيوخ �أويديب��س – اإذا ك�ن ح ًّق� ّ اأن اأتو�شم رج ًال مل اأره قط ف�إين اأظن اأن هذا املقبل هو الراعي الذي نبحث عنه منذ زمن طويل .ف�إن �شيخوخته التي بعد العهد به� تالئم �شيخوخة هذا الر�شول .على اأين اأعرف هذين اللذين يقودانه فهم� من خدمي .ولكنك اأنت وقد راأيت هذا الراعي من قبل ت�شتطيع اأن تنبئن� بعلم ذلك. رئي�س �جل�قة – تعلم اأين اأعرفه فقد ك�ن ملك ً� لاليو�س وك�ن من اأ�شد رع�ته اأم�نة له ووف�ء. �أويديب��س – �ش�أبداأ ب�شوؤالك اأنت اأيه� الغريب الكورنتي اأهذا هو الرجل الذي تتحدث عنه؟ �لر�س�ل – هو بعينه .اإنك لرتاه. يل واأجب عن �أويديب��س – اأيه� ال�شيخ انظر اإ ّ كل م� األقي عليك من �شوؤال ..اأكنت فيم� م�شى من الدهر ملك ً� لاليو�س؟ �خلادم – كنت عبده مل ي�شرتين ،ولكني ولدت ون�ش�أت يف ق�رشه. �أويديب��س – م�ذا كنت ت�شنع؟ واأي حي�ة كنت حتي�؟ �خلادم – اأنفقت معظم حي�تي راعي ً� للقطع�ن. �أويديب��س – يف اأي مك�ن كنت تقيم؟ �خلادم – كنت اأقيم على جبل الكتريون اأحي�ن ً� واأحي�ن ً� يف بلد يج�وره. �أويديب��س – هذا الرجل اأتذكر اأنك راأيته هن�ك؟ �خلادم – م�ذا ك�ن ي�شنع؟ عن اأي الرج�ل تتحدث؟ 15 �أويديب��س – وممن تلقيت هذا ال�شبي؟ اأك�ن ابنك اأم تلقيته من اإن�ش�ن اآخر؟ �خلادم – مل يكن ابني بل تلقيته من بع�س الن��س. �أويديب��س – من اأي املواطنني من هن�؟ من اأي بيت؟ �خلادم – بحق الآلهة ي� مولي ل ت�شلني عن اأكرث من هذا. �أويديب��س – اإنك ميت اإن ا�شطررت اإىل اأن اأعيد عليك هذا ال�شوؤال. �خلادم – اإذن فقد ولد هذا ال�شبي يف ق�رش ليو�س. �أويديب��س – اأولد لعبد من عبيده؟ اأم ولد له هو؟ �خلادم – واح�رشت�ه! هذا م� يفظعني اأن اأقوله. �أويديب��س – ويفظعني اأن اأ�شمعه .ومع ذلك يجب اأن تتكلم. �خلادم – ك�ن يق�ل اإنه ابن امللك ،ولكن يف الق�رش امراأتك ت�شتطيع اأن تنبئك بجلية الأمر. �أويديب��س – اأهي التي دفعته اإليك؟ �خلادم – نعم اأيه� امللك. �أويديب��س – مل�ذا؟ �خلادم – لأهلكه. �أويديب��س – "ا ّأم" تقدم على ذلك؟ م� اأ�شق�ه�! �خلادم – خوف ً� من وحي م�شئوم. �أويديب��س – اأي وحي؟ �خلادم – ك�ن يق�ل اإن هذا ال�شبي لو ع��س لقتل اأبويه. �أويديب��س – و َ مل دفعته اإىل هذا ال�شيخ؟ �خلادم – اإ�شف�ق ً� عليه ي� مولي .قدرت اأن �شيحمله اإىل بلد اآخر حيث يعي�س هو .وهو اأنقذ حي�ته فك�ن ذلك م�شدر �شق�ء عظيم .فلو قد �شدق م� يقول لكنت اأ�شقى الن��س واأنكدهم حظًّ �ً. اأويديبو�س – واح�رشت�ه! واح�رشت�ه! لقد ا�شتب�ن كل �شيء .اأيه� ال�شوء ،اأيه� ال�شوء لعلي اأراك الآن للمرة الأخرية .لقد اأ�شبح الن��س جميع ً� علي اأن اأولد ملن ولدت يعلمون ،لقد ك�ن حمظوراً ّ له واأن اأحي� مع من اأحي� معه .وقد قتلت من مل يكن يل اأن اأقتله. (ي�رصع �إىل �لق�رص .ويذهب �لر�عيان� .أما �لك�رنتي فاإىل �ل�سمال ،و�أما �لآخر فاإىل �ليمني� .مللعب خال) �جل�قة (يف هدوء وحزنٍ ) – واح�رشت�ه اأي اأبن�ء اله�لكني! اإن وجودكم عندي ليعدل العدم، عدد 143 7متوز 2010 اأي الن��س عرف من ال�شع�دة غري م� تخيل ،اإمن� يل الوهم ثم ل تلبثون اأن تردوا اإىل تدفعون اإ ّ ال�شق�ء! اإذا ك�ن حظك مثالً ،نعم اإذا ك�ن حظك مث ًال اأيه� ال�شقي اأويديبو�س ،فلن اأرى حي�ة الن��س اأه ًال لل�شع�دة. لقد رمى ف�أبعد ،لقد ظفر ب�لنعيم واجلد، اأي زو�س! لقد اأهلك تلك العذراء ذات املخ�لب احلجن والأغ�ين الغ�م�شة ،ولقد ك�ن ق�ئم ً� يف بلدن� ك�أنه الربج ال�ش�هق يرد عن� املوت .منذ اخلري ذلك الوقت .اأي اأويديبو�س ،دعون�ك امللك ِّ وقدمن� اإليك اأعظم ال�رشف فجعلن�ك �ش�حب الأمر والنهي يف هذه املدينة القوية مدينة ثيبة«طيبة». (يف �أناة) واليوم اأي الن��س ي�شقى مب� هو اأ�شد اإيالم ً� من هذا؟ اأي الن��س يغرق يف اأمواج من العذاب اأعنف من هذا العذاب؟ واح�رشت�ه! اأيه� العزيز اأويديبو�س ذا ال�شوت البعيد كيف كتب عليك اأن تكون ابن ً� واأب ً� وزوج ً� واأن يوؤويك نف�س املرف�أ الذي اآوى اأب�ك ويوؤوي والدتك ،كيف ا�شتط�ع حرث اأبيك اأن يحتملك يف �شمت طول هذا الوقت. لقد ا�شتك�شفك على الرغم منك هذا الزم�ن الذي يرى كل �شيء ،اإنه ليمقت زواجك هذا البغي�س الذي جعل لك من اأمك اأولداً .ي� ابن ليو�س ،ليتني مل اأرك قط .اإين لأ�شكو اأن فمي ل ي�شتطيع اأن يبعث اإل �شيح�ت الأمل .ومع ذلك فيجب اأن اأقول احلق ،بف�شلك ا�شتطعت اأن اأتنف�س، بف�شلك ا�شتطعت اأن اأغم�س عيني. (يدخل خادم مقبل من �لق�رص) �خلادم – اأي اأ�رشاف هذه الأر�س واأحق اأهله� ب�لكرامة! على اأي عمل �شتقدمون ،واإىل اأي اأمل �شتنظرون ،ويف اأي حداد �شتمعنون! اإن كنتم م� تزالون حتبون اأ�رشة لبدكو�س ففي احلق اأين ل اأظن اأن م� يجري يف نهر الأ�شتري والف��س من امل�ء ي�شتطيع اأن يغ�شل هذا الق�رش مم� علق به من اأو�ش�ر اجلرم ،على اأنه �شيفتح بعد حني عن اآلم اأخرى ك�شبته� الإرادة ك�شب ً� دون اأن يكره إيذاء للن��س م� عليه� اأ�شح�به� ،واأ�شد الآلم ا ً يجنيه الن��س على اأنف�شهم ب�أنف�شهم. رئي�س �جل�قة – اإن م� نعرفه ليكفي ليدفعن� اإىل ال�شك�ة والأنني .فم�ذا تريد اأن تنبئن�؟ �خلادم – ب�شيء ي�شري اأن يق�ل وي�شري اأن ُيعلم اأي�ش�ً .اأن يوك��شتيه ملكتن� قد ف�رقت احلي�ة. رئي�س �جل�قة – ي� له� من ب�ئ�شة! وم�ذا �خلادم – اإنه ي�شيح ب�خلدم اأن اقتحموا الأبواب واأظهروا لأهل ثيبة«طيبة» جميع ً� ق�تل اأبيه ،البن الذي ك�ن من اأمه ..ل اأ�شتطيع اأن اأعيد عليكم هذه الكلم�ت الآثمة ،اإنه يزعم اأنه �شينفي نف�شه من الأر�س ،واأنه لن يقيم يف الق�رش بعد اأن �شبت عليه اللعنة التي ا�شتنزله� هو .وهو مع ذلك حمت�ج اإىل كل من يعينه ومن يهديه، ف�إن اآلمه اأثقل من اأن ي�شتطيع له� احتم�لً. و�شيظهرك عليه هذه الأبواب تفتح� ،شرتى منظراً يثري اإ�شف�ق العدو نف�شه. ق�شى عليه� املوت؟ �خلادم – قتلت نف�شه� وقد جنبتم من هذا كله م� هو اأ�شد نكراً فلم ت�شهدوه ،ومل تروا فظ�عته .ومع ذلك ف�شتعلم مقدار م� احتملت تلك الب�ئ�شة من الأمل كم� حفظته ذاكرتي .لقد م�شت ذاهلة ،حتى اإذا عربت البهو قذفت نف�شه� نحو �رشير الزوجية م�شت�أ�شلة �شعره� بكلت� يديه� .ثم تدخل وتغلق الب�ب من دونه� يف عنف داعية ليو�س ذلك الذي م�ت منذ وقت طويل م�شتح�رشة ذكر ابنه� الذي منحته احلي�ة منذ �شنني ،ابنه� الذي ك�ن يجب اأن يلقى ليو�س املوت من يده ليرتك الأم تلد اأبن�ء (اإن �شح اأن ي�شموا بهذا ال�شم) لبنه� .وك�نت تعول وتنتحب على هذا ال�رشير الذي تلقى من ولده� جيلني، اأزواج ً� من زوجه� واأبن�ء من ابنه� .كيف م�تت بعد ذلك ل اأدري ،لقد اأقبل اأويديبو�س �ش�رخ ً� �ش�خب ً� فلم ا�شتطع اأن اأرى موت امللكة ،اإمن� وقفن� اأب�ش�رن� عليه وهو يهيم م�شطرب ً� غ�ئب الر�شد .ك�ن يذهب اإىل غري وجه ي�ش�ألن� اأن نعطيه �شيف ً� واأن ننبئه عن مك�ن امراأته بل عن مك�ن تلك التي حملته وحملت اأبن�ءه ومنحتهم جميع ً� احلي�ة .ثم هداه اإليه� يف هذه الثورة اإله ل اأدري من هو ،ولكن املحقق اأنن� مل ندله على مك�نه� .هن�لك بعث �شيحة منكرة واندفع اإىل الب�ب املغلق فيدير حديده املجوف ثم يقذف نف�شه يف احلجرة .وهن�ك نرى امراأته خنقت نف�شه� ،وك�ن احلبل املربم ل يزال يزور حول عنقه� .فال يك�د ال�شقي ي�شهد هذا املنظر حتى يدفع من فمه زئرياً مروع ً� فيحل العقدة التي ك�نت تعلقه� يف الهواء وت�شقط املراأة الب�ئ�شة على الأر�س هن�لك راأين� هو ًل اأي هول ،نرى اأويديبو�س ينتزع امل�ش�بك الذهبية التي ك�نت قد اتخذته� زينة ،ثم يدفع به� يف عينيه �ش�ئح ً� اأنه لن يرى �شق�ءه ول جرائمه ،ثم يتحدث اإىل عينيه ق�ئالً�" :شتظالن يف الظلمة فال تري�ن من ك�ن يجب األ تري�ه ،ول تعرف�ن من ل اأريد اأن اأعرف بعد اليوم" .ك�ن يدفع هذه ال�شيح�ت ويرفع جفنيه م�ش�عف ً� �رشب�ته وه�ت�ن عين�ه الداميت�ن تخ�شب�ن ذقنه مل تكون� تر�شالن قطرات رطبة من الدم ،واإمن� ك�ن ينفجر منهم� مطر مظلم دام .لقد ا�شرتك� يف اأحداث هذه الآث�م ف��شرتك� فيم� اأنتجت من �شق�ء ،لقد ا�شتمتع� من قبل برتاث قدمي من ال�شع�دة فلم يبق منه الآن اإل اأنني ولعن�ت وموت وخزي ،كل الآلم ل ينق�س منه� �شيء. رئي�س �جل�قة – والآن م� ب�ل ال�شقي ع�د اإليه الهدوء؟ (يدخل �أويديب��س د�مي ًا وقد فقئت عيناه) رئي�س �جل�قة (يف غناء) – ي� لالأمل ذي املنظر الفظيع اأفظع م� راأيت قط! اأي جنون قد ُ�ش َّب عليك اأيه� ال�شقي؟ اأي اإله قد انتهى ب�لق�ش�ء فيك اإىل ف�شب عليك من الآلم م� يتج�وز ط�قة اأق�ش�ه، َّ الن��س؟ اآه اإنك لتع�س ل اأجد القوة على اأن اأدير طريف نحوك ،ومع ذلك فم� اأ�ش ّد حر�شي على اأن بلغ اأ�ش�ألك واأ�شمع لك ،واأنظر اإليك ،اإىل هذا احل ّد َ م� تثري يف نف�شي من الهول والفزع. �أويديب��س (وه� يتقدم متحم�س ًا) – اآه م� اأ�شق�ين! اأين اأذهب؟ اإىل ا ِّأي بلد؟ اإىل اأين يحمل الهواء �شوتي؟ اأي ج�شدي الع�ثر اأين هويت؟ رئي�س �جل�قة (متحدث ًا) – يف حزن ل يط�ق و�شفه ول النظر اإليه. �أويديب��س (م�سطرب ًا) – اأيه� ال�شح�ب املظلم، علي ،ي� لل�شح�ب ي� لل�شح�ب البغي�س الذي �شب ّ الذي ل يو�شف ول يقهر ول يتقي! واح�رشت�ه! نعم واح�رشت�ه! ب�أي �شن�ن يطعنني الأمل والذكرى. رئي�س �جل�قة – من حقك وقد اأحلت عليك امل�ش�ئب اأن ت�ش�عف ال�شك�ة كم� تت�ش�عف اآلمك. �أويديب��س – اأيه� ال�شديق! اأنت الرفيق الوحيد الذي بقي يل هن� ،م� دمت تر�شى اأن تعطف على �رشير! واح�رشت�ه! اإين اأعرف اأنك لأين وقد غمرتني الظلمة م� اأزال اأ�شمع �شوتك! رئي�س �جل�قة – على اأي اأمر فظيع اأقدمت؟ كيف وجدت ال�شج�عة التي مكنتك من اإطف�ء عينيك؟ اأي اإله دفعك اإىل ذلك؟ �أويديب��س (م�سطرب ًا) – دفعني اإىل ذلك اأبولون ،نعم اأبولون اأيه� ال�شديق هو م�شدر عيني اإل اأن� اآلمي التي ل تط�ق ،ولكن مل يفق�أ ّ وحدي اأن� ال�شقي! مل�ذا ك�ن ينبغي اأن اأب�رش بعد علي األ اأرى �شيئ ً� يحلو منظره. اأن ق�شي َّ رئي�س �جل�قة – اأك�ن الأمر كم� تقول ح ًّق�؟ 16 �أويديب��س – م�ذا اأ�شتطيع اأن اأرى اأو اأحب؟ اأي كالم اأ�شتطيع اأن اأ�شتمع له يف لذة اأيه� الأ�شدق�ء؟ قودوين اإىل مك�ن بعيد عن هذه الأر�س يف اأ�رشع وقت .قودوا اأيه� الأ�شدق�ء مو�شوع البغ�س واللعنة اأبغ�س الن��س اإىل الآلهة. رئي�س �جل�قة – اإنك خلليق ب�لرث�ء ل�شق�ئك وتقديرك لهذا ال�شق�ء ،ووددت لو اأين مل اأعرفك قط. �أويديب��س (م�سطرب ًا) – ليهلك ذلك الرجل الذي فكَّ رجلي من القيد يف مك�ن قفر ،وا�شتنقذين من مت حينئذ املوت وجن�ين لل�شق�ء وحده ،فلو ق ْد ِّ مل� كنت الآن م�شدر اأمل لأ�شدق�ئي ويل. رئي�س �جل�قة – وددت ذلك كم� توده. �أويديب��س – اإذن مل� قتلت اأبي ومل� دعيت زوج ً� للتي ولدتني؟ اأم� الآن فقد تخلى الآلهة عني ف�أن� �شليل ا ٍّأم دن�شة ،واأن� اأب لإخوتي ،ف�إذا ك�ن هن�ك �شق�ء اأفظع من ال�شق�ء نف�شه فقد ق�شم لأويديبو�س وكتب عليه. رئي�س �جل�قة – اأكنت م�شيب ً� فيم� اأقدمت عليه ،ل اأدري! لقد ك�ن خرياً لك اأن متوت من اأن تعي�س �رشيراً. �أويديب��س – ل حت�ول اأن تظهر يل اأين كنت علي اأ�شتطيع اأن اأفعل خرياً مم� فعلت ،ل ت�رش ّ فل�شت اأدري ب�أي نظرة كنت اأقبل على اأبي يف دار املوتى اأو على اأمي التع�شة ،فقد اقرتفت يف ذاتهم� اآث�م ً� ل يكفر عنه� املوت خنق�ً .واأواجه اأبن�ئي الذين ولدوا كم� تعلم؛ اأك�ن منظراً جمي ًال لعيني؟ كال مل يكن لعيني اأن تري�هم ،كم� مل يكن لعيني اأن تري� املدينة والأ�شوار ول اأ�شن�م الآلهة املقد�شة ،واح�رشت�ه! لقد ع�شت يف ثيبة«طيبة» ا�شعد العي�س واأرغده ،ثم �رشفت نف�س هذا العي�س بنف�شي حني اأ�شدرت الأمر اإىل الن��س جميع ً� اأن ينبذوا ق�تل امللك ،فقد ظهر اأن ق�تل ليو�س هو �شليل ليو�س .فبعد اأن اأظهر الن��س كلهم على هذا الإثم اأكنت اأ�شتطيع اأن اأراهم دون اأن اأغ�س الطرف خزي�ً؟ كال ولو ك�ن من املمكن اأن مينع ال�شوت من الو�شول اإىل النف�س ،اإذن حلرمت ال�شمع على هذا اجل�شم احلقري حتى ل اأدري �شيئ�ً ،ول اأ�شمع �شيئ�ً .ف� َّإن من الراحة األ ت�شل اإىل النف�س هذه الآلم. (�سمت) اأي جبل كتريون مل�ذا تلقيتني؟ مل�ذا مل تقتلني حني تلقيتني؟ اإذن مل� اأظهرت الن��س على ن�شبي؟ اأي بوليبيو�س .اأي كورنته ،اأيه� منيت الق�رش الذي كنت اأدعوه ق�رشي ،اأي خزي َ 17 يف دون ذلك اجلم�ل الذي ك�ن ي�شرته .ف�أن� َّ الآن جمرم قد ولدت ل�شخ�س جمرم ،كل الن��س يعرف ذلك ،اأيته� الطريق املثلثة ،اأيه� الوادي الظليل ،اأي غ�بة البلوط ،اأيه� املمر ال�شيق يف املف�رق الثالثة :اأننت الالتي �رشبن دمي – دمي الذي �شفحته بيدي حني قتلت اأبي .اأتذكرن اجلرمية التي دن�شتكن به� ،اأتذكرن اجلرائم التي اقرتفته� بعد اأن بلغت هذه املدينة .اأيه� الزواج، اأيه� الزواج لقد منحتني احلي�ة ،ثم مل تلبث اأن اأنبت البذر نف�شه مرة اأخرى ،اأظهرت لل�شوء اآب�ء اإخوة لأبن�ئهم ،واأبن�ء اإخوة لآب�ئهم ،وزوج�ت هن لأزواجهن اأمه�ت وزوج�ت ،وظهرت لل�شوء اأ�شنع م� ميكن اأن يكون بني الن��س من الآث�م وال�شيئ�ت ،هلم فلي�س يح�شن اأن نقول م� ل يح�شن اأن نعمل ،اأ�رشعوا بحق الآلهة ف�أخفوين حيث �شئتم يف مك�ن بعيد عن هذه الأر�س ،اقتلوين، األقوين يف البحر يف حيث ل ترونني اآخر الدهر. ادنوا ل ت�شتكربوا اأن مت�شوا رج ًال تع�ش�ً� ،شدقوين ل تخ�فوا �شيئ�ً ،اإن �شق�ئي لأعظم واأثقل من اأن يحتمله بني الن��س اأحد غريي. (يدخل كري�ن) رئي�س �جل�قة – هذا كريون قد اأقبل وهو الذي ي�شتطيع اأن يجيبك اإىل م� تريد ،واأن ي�شري عليك ن��شح ً� لك ف�إليه وحده يوؤول الأمر من بعدك. �أويديب��س – اآه م�ذا اأ�شتطيع اأن اأقول له؟ واأي �شيء يحق يل اأن اأنتظر منه؟ لقد اأ�رشفت يف اجلور عليه اآنف�ً. كري�ن – مل اآت اإىل هذا املك�ن لأ�شوءك ي� اأويديبو�س ول لألومك على م� قدمت من خط�أ. ولكن ا�شمعوا يل اأنتم ي� اأبن�ء ثيبة«طيبة» اإذا مل ترعوا حرمة الن��س فال اأقول من اأن ترعوا حرمة هذه اجلذوة ،جذوة الإله هليو�س( )15هذه اجلذوة التي تغزو كل �شيء ،واأن تخجلوا من اأن تظهروا هذا الك�ئن الدن�س ب�رزاً غري مقنع ،هذا الذي ل ت�شتطيع اأن تتلق�ه الأر�س ول الغيث املقد�س ول ال�شوء .قودوه م�رشعني اإىل الق�رش ،اإمن� تفر�س التقوى على الأقربني وعليهم وحدهم اأن يروا واأن ي�شمعوا �شق�ء ذوي قرب�هم. �أويديب��س – بحق الآلهة اإل م� ا�شتمعت يل م� دمت قد كذبت ظني واأظهرت هذا العطف ال�شديد على اأ�شد الن��س اإجرام�ً ،ف�إين �ش�أقول م� ينفعك ل م� ينفعني. كري�ن – م�ذا تطلب اإيلّ؟ �أويديب��س – اقذفني بعيداً عن هذه املدينة يف حيث ل يراين اأحد اأحتدث اإىل اإن�ش�ن. عدد 143 7متوز 2010 كري�ن – تعلم اأين كنت خليق ً� اأن اأفعل ذلك لول اأين اأريد اأن اأتلقى فيه الأمر من الإله. �أويديب��س – اإن اأمر الإله معروف ،ف�إن ق�تل اأبيه واخل�رج عن ط�عة الآلهة يجب اأن يقتل. كري�ن – نعم بذلك اأمر الإله ولكنن� يف هذه ال�رشورة الق��شية نوؤثر اأن نعرف يف و�شوح ودقة م� ينبغي اأن نفعل. �أويديب��س – وكذلك تريد اأن ت�شت�أمر الوحي يف �ش�أن ب�ئ�س جمرم؟ كري�ن – ولن تكذب يف هذه املرة م� يقول. �أويديب��س – واأتو�شل اإليك يف اأن متنح القرب الذي تراه اأنت مالئم ً� لهذه التي يف الق�رش ،ف�أنت �ش�حب احلق يف اأداء هذا الواجب لك�ئن جتمع بينه وبينك �شلة الدم .اأم� اأن� فال تتمن يوم ً� من الأي�م اأن تراين مدينة اأبي م� حييت ،ولكن دعني اأع�س يف اجلب�ل حيث يقوم «كترييون» وطني احلزين الذي اخت�ره يل اأمي واأبي يوم ولدت ليكون يل قرباً ،فقد اآن اأن اأموت حيث اأراد يل املوت .على اأن هن�ك �شيئ ً� اأعرفه حق املعرفة لن يختم حي�تي مر�س اأو �شيء ي�شبه املر�س ،فم� جنوت من املوت لو مل اأكن مهيئ ً� ل�شق�ء فظيع. ولكن ليبلغ بي الكت�ب اأجله مهم� يكن .اأم� ابن�ي فال تتكلف يف اأمرهم� جهداً ،فهم� رجالن ولن تخطئهم� و�ش�ئل العي�س حيثم� وجدا .ولكن ابنت�ي التع�شت�ن م� اأ�شد ح�جتهم� اإىل ال�شفقة. مل يقدم اإليهم� الطع�م قط على امل�ئدة اإل وقد كنت ح��رشاً .ومل متتد يدي اإىل طع�م قط اإل وقد ك�ن لهم� منه ن�شيب .ا�شملهم� بعطفك اإين اأ�رشع اإليك يف ذلك ،ودعني اأم�ش�شهم� بيدي واأندب �شق�ءهم� .اإين اأتو�شل اإليك اأيه� امللك الذي حتدر من اأ�شل نبيل .ف�إين اإن اأم�ش�شهم� بيدي اأخيل اإىل نف�شي اأين اأحققهم� كم� كنت اأفعل حني بعيني .بل م�ذا اأقول؟ ي� لالآلهة. كنت اأراهم� ّ ابنتي تبكي�ن؟ اأاأ�شفق األ�شت اأ�شمع غري بعيد ّ علي واآثرهم علي كريون ف�أر�شل اإىل اأعز اأبن�ئي ّ ّ عندي؟ اأهذا حق؟ كري�ن – نعم اأن� الذي دع�هم� ،فقد كنت اأعلم ح�جتك اإليهم� ،ورغبتك يف لق�ئهم�. (تدن� �أنتيج�نا و�أ�سمينا من �أبيهما ،وقد جاء بهما خادم باإ�سارة من كري�ن ،وهما يف ن�رصة �ل�سباب) �أويديب��س – اإذن فكن �شعيداً ،وليك�فئك الآلهة على م� مكنتني من لق�ئهم� ،فيحفظوك خرياً مم� حفظوين .اأيته� ال�شبيت�ن اأين اأنتم�؟ ادنوا مني ،ادنوا من يدي ..الأخويتني .هم� عيني اأبيكم� اللت�ن حرمت� ال�شوء ،كم� تري�ن ّ اللتني ك�نت� تب�رشان منذ حني .مل اأكن اأرى يف اأطوار حي�تك كله�. ابنتي ،وكذلك بهم� اإذ ذاك ،ومل اأكن اأعلم �شيئ ً� ي� ّ اأخرجتكم� من الأح�ش�ء التي خرجت منه� .واإين لأبكي عليكم� بعد اأن حيل بيني وبني روؤيتكم�. اأبكي عليكم� حني اأقدر كل الآلم املرة التي يجب اأن تلقي�ه� طول حي�تكم� من الن��س .اإىل اأي جممع من جم�مع ثيبة«طيبة» ،اإىل اأي عيد من اأعي�ده� ت�شتطيع�ن اأن تذهب� دون اأن تعودا ب�كيتني وقد كنتم� توؤثران اأن تبقي� لرتي� م� يرى غريكم� .واإذا بلغتم� هذه ال�شن املزهرة� ،شن الزواج ،ف�أي الن��س ،اأي الن��س يبلغ من اجلراأة اأن يحتمل كل هذه املخزي�ت التي �شتكون م�شدر �شق�ء لذريتي؟ اأي �شق�ء مل ينزل بكم� اأبوكم�. قتل اأب�ه وتزوج اأمه ،ومنحتكم� احلي�ة من حيث اأ�شتمده� .هذه هي الإه�ن�ت التي �شت�ش�ق اإليكم�. واإذن ف�أي الن��س ي�شتطيع اأن يتزوجكم�؟ لن ابنتي� .شت�شطران اإىل اأن تفني� يتزوجكم� اأحد ي� ّ حي�تكم� يف العقم والوحدة .ي� ابن مني�شيو�س، لقد بقيت لهم� وحدك اأب ً� بعد اأن هلك اأبواهم� اللذان منح�هم� احلي�ة .ل تدعهم� ،اإنهم� من اأ�رشتك ،ل تخل بينهم� وبني البوؤ�س واجلوع ،ل �شو �شق�ءهم� ب�شق�ئي .ا�شفق عليهم� حني تراهم� ُت ّ يف هذه ال�شن قد حرمت� كل عون اإل عونك .اأظهر اآية قبولك مل� اأعر�س عليك اأيه� الرجل الكرمي، ابنتي ،لقد كنت خليق ً� ام�ش�شني بيدك ،واأنتم� ي� ّ اأن اأوجه اإليكم� الن�شح لو اأن لكم� حظًّ � من ر�شد. ح�شبكم� اأن تتمني� مهم� تكن داركم� اأن تكون حي�تكم� خرياً من حي�ة اأبيكم�. كري�ن – ح�شبك م� بكيت ،ادخل اإىل الق�رش. �أويديب��س – لك الط�عة واإن كنت عليه� مرغم�ً. كري�ن – كل �شيء ح�شن اإذا وقع يف اإب�نه. �أويديب��س – اأتعرف على اأي �رشط اأم�شي؟ كري�ن – قل ..ف�ش�أعرف بعد اأن اأ�شمع لك.. �أويديب��س – اأن تنفيني من هذه الأر�س. كري�ن – اإنك تطلب م� ي�شتطيع الإله وحده اأن مينحك. �أويديب��س – ولكني بغي�س اإىل الآلهة. كري�ن – اإذاً ف�شتج�ب فوراً اإىل م� تريد. �أويديب��س – اأتقول ح ًّق�؟ كري�ن – ل اأقول اإل م� اأعتقد. اأويديب��س – اأخرجني اإذن من هذا املك�ن. كري�ن – تع�ل اإذن و ّدع ابنتيك. �أويديب��س – ل تنتزعهم� مني ،اإين اأ�رشع اإليك يف ذلك. كري�ن – ل حت�ول دائم ً� اأن تكون �ش�حب الأمر ،ف�إن م� اأف�دك ظفرك قدمي ً� مل ي�ش�حبك (يدخل �أويديب��س �إىل �لق�رص يق�ده كري�ن يف بطء وتتبعه �بنتاه و�خلدم) رئي�س �جل�قة – اأي اأبن�ء ثيبة«طيبة» وطني العزيز ،انظروا اإىل اأويديبو�س هذا الذي حل اللغز العجيب الذي اأعجز غريه من الن��س .هذا الرجل القوي ،اأي اأبن�ء املدينة مل يكن ينظر اإىل رخ�ئه و�شع�دته يف �شيء من احل�شد! والآن يف اأي بحر ه�ئل من ال�شق�ء قذف به! م� ينبغي اأن نقول عن اأحد من الن��س اإنه �شعيد قبل اأن يق�شي ال�ش�عة الأخرية من حي�ته دون اأن يتعر�س ل�رش م�. �أويديب��س يف ك�ل�نا �أر�د �ل�ساعر �أن ي�س�ر يف هذه �لق�سة خامتة حياة �أويديب��س بعد �أن ثبت �أنه قتل �أباه وتزوج �أمه ففقاأ عينيه ونزل عن عر�سه و�رتقى �إىل هذ� �لعر�س �بنه ب�ليني�س ،فقد نفي �مللك �لبائ�س من وطنه وخرج طريد�ً �رصيد�ً تق�ده �بنته �أنتيج�نا حتى �نتهى �إىل ك�ل�نا قرية �سغرية يف �ل�سمال �لغربي ملدينة �أتينا ،ويف هذه �لقرية تقع �لق�سة �لتي تنتهي مب�ت �مللك �لبائ�س كما �سرتى: طريق خ�ل ب�إزاء غ�بة كثيفة موقوفة على الآلهة الالتي يعرفن ب�لأومينيدي�س – ال�ش�فح�ت – يظهر اأويديبو�س وهو �شيخ مكفوف ولكن عليه جال ًل مييزه من الن��س وتقوده ب�ئ�س ّ ابنته اأنتيجون� وهي ت�شعى ح�فية. فيه فمك�ن مقد�س من غري �شك ف�إنه مغطى ب�لغ�ر والزيتون والكرم ومن وراء اأوراقه اخل�رش تغني بالبل ل حت�شى ،فهن� ف�أرح ج�شمك على هذه ال�شخرة اخل�شنة ف�إن هذه الطريق التي قطعته� طويلة �ش�قة ب�لقي��س اإىل �شيخ مثلك. �أويديب��س – اأجل�شيني اإذن واحت�طي لراحة الأعمى ال�رشير. �أنتيج�نا – لقد علمني الزمن م� ينبغي لك من العن�ية. (جتل�س �أباها على �ل�سخرة قريب ًا من �لغابة �ملقد�سة) �أويديب��س – اأت�شتطيعني اأن تنبئيني اأين نحن؟ (�أنتيج�نا م�سرية باأ�سبعها �إىل �لأكروب�لي�س �لتي تظهر يف �ل�س�ء وقد ت�جها �لربتين�ن) ل �شك يف اأين اأرى اأتين� ،اأم� هذا املك�ن الذي نحن فيه فال اأعرفه. �أويديب��س – كذلك ك�ن ينبئن� كل من لقين� من الن��س. �أنتيج�نا – اأتريد اأن اأذهب لأ�ش�أل عن هذا املك�ن الذي انتهين� اإليه؟ �أويديب��س – ل ب�أ�س ي� ابنتي اإن وجدت بع�س ال�شك�ن. �أنتيج�نا – ل �شك يف اأن املك�ن م�شكون على اأين ل�شت يف ح�جة اإىل الذه�ب ف�إين اأرى �شخ�ش ً� يقبل. �أويديب��س – اأي�شعى اإلين�؟ اأي�رشع اخلطى؟ (يدخل رجل) �أويديب��س – ي� ابنة ال�شيخ ال�رشير ،ي� اأنتيجون� ،اإىل اأي اأر�س بلغن� وب�أي مدينة نزلن�؟ من ذا الذي �شيتلقى اليوم اأويديبو�س ال�شعيف ويقدم اإليه عط�ء ي�شرياً؟ اإنه ليطلب قلي ًال وين�ل اأقل مم� يطلب ومع ذلك فهذا يكفيني ،اإن الآلم التي احتملته� والدهر الطويل الذي ع�شته وقوة نف�شي و�شدة اأ�رشه� كل ذلك يعلمني الإذع�ن والر�ش� ،هلم ي� ابنتي انظري ف�إن راأيت مك�ن ً� ميكن اجللو�س فيه ،مك�ن ً� غري مقد�س اأو قريب ً� من الغ�بة املوقوفة على الآلهة فقفي بي لن�شرتيح ولنعلم اأين نحن ،اإمن� نحن غريب�ن يف هذه الأر�س فعلى اأهله� اأن ير�شدون� وعلين� اأن ن�شمع مل� يقولون. �أنتيج�نا – اأيه� الأب التع�س ،اأي اأويديبو�س، اإذا مل اأخطئ ف�إين اأرى بروج ً� ترتفع وت�رشف من بعيد وحتمي مدينة ،اأم� هذا املك�ن الذي نحن 18 �أنتيج�نا – ه� هو ذا قد اأقبل� ،شله عم� ترى اأن ت�ش�أله عنه ،اإنه قريب. �أويديب��س – اأيه� الغريب اإن ابنتي التي ترى لن� جميع ً� لنف�شه� ويل تنبئني ب�أنك قد اأقبلت يف وقت احل�جة اإليك لتعلمن� من الأمر م� جنهل. �لغريب (يف حدة) – قبل اأن تزيد على هذا حرف ً� يجب اأن تخرج من هذا املك�ن ف�إنك يف مو�شع ل ينبغي لإن�ش�ن اأن يط�أه بقدمه. �أويديب��س – م� هذا املك�ن؟ وعلى اأي اآلة اأقف؟ �لغريب – مك�ن مقد�س غري معمور ت�شكنه الآلهة املخوفة ،بن�ت الأر�س والليل. �أويديب��س – اأنبئني ب�ل�شم املقد�س الذي اأ�شتطيع اأن اأدعوهن به. �لغريب – الأومينيدي�س الالتي ل يخفى عليهن �شيء ،كذلك يدعوهن الن��س هن� ،ولكن َّ الع�دات والأ�شم�ء تتغري بتغري البالد. لعلهن اأن يتقبلنني �أويديب��س (يف ق�ة) – َّ علي ف�إين لن اأدع املك�ن الذي انتهيت ع�طف�ت ّ اإليه. �لغريب – م�ذا تقول؟ علي الق�ش�ء! �أويديب��س – بذلك حكم ّ �لغريب – ل اأ�شتطيع من غري �شك اأن اأخرجك قهراً دون اأن اأتلقى يف ذلك اأمر املدينة بعد اأن اأنبئه� بق�شتك. �أويديب��س – بحق الآلهة اأيه� الغريب ل علي مب� اأ�ش�ألك يحملك اإزدراوؤك يل على اأن تبخل ّ عنه. �لغريب – اأو�شح م� تريد فلن اأبخل عليك بجواب م�. �أويديب��س – م� هذا البلد الذي دخلن�ه؟ �لغريب – �ش�أنبئك بكل م� اأعرف ،هذا املك�ن كله مقد�س ،اإنه م�شتقر بو�شيدون وم�شتقر ح�مل الن�ر برومثيو�س ،والأر�س التي مت�شي عليه� ت�شمى العتبة النح��شية لهذا البلد اأ�ش��س اأثين�، وهذه احلقول املج�ورة ت�رشف ب�أنه� يف حم�ية الف�ر�س كولونو�س هذا – (ي�سري �إىل متثال ك�ل�ن��س �لذي �سميت �لقرية با�سمه) – الذي يت�شمى ب��شمه اأهل القرية جميع�ً .هذا م� اأعرف عن هذا املك�ن اأيه� الغريب .اإن الن��س ي�رشفونه مب� يقيمون فيه من العب�دة اأكرث مم� ي�رشفونه مب� يطلقون عليه من الأ�شم�ء؟ �أويديب��س – واإذن فهذا املك�ن ي�شكنه بع�س الن��س. �لغريب – نعم .وهم ينت�شبون اإىل هذا ال�شخ�س الإلهي. َ �أويديب��س – اأ َل ُه ْم �شيد؟ اأم اأمرهم اإىل كرثتهم؟ �لغريب – اإن امللك الذي يقيم يف املدينة يحكم هذه القرية. �أويديب��س – من هذا امللك الذي ي�شود بقوته وكلم�ته؟ �لغريب – هو ثي�شيو�س بن اأجيو�س الذي ملك من قبله. �أويديب��س – اأيكم� يريد اأن يذهب اإليه ر�شول من قبلي؟ �لغريب – مل�ذا؟ لنحمل له ر�ش�لة؟ لندعوه اإىل احل�شور؟ يل معونة ي�شرية ج ًّدا �أويديب��س – ليقدم اإ ّ فيجني منه� ف�ئدة عظيمة ج ًّدا. الغريب – واأي نفع ي�شتطيع اأن ي�أتي من رجل ل يرى. �أويديب��س – كل الكلم�ت التي ن�شتطيع اأن نقوله� �شتكون مب�رشة. �لغريب – اأتعرف اأيه� ال�رشير م� ينبغي اأن ت�شنع لتتجنب اخلط�أ؟ اإن منظرك يدلُّ على اأنك من اأ�شل نبيل ولكنك �شقي ،اأقم هن� حيث وجدتك حتى اأذهب ف�أحمل كالمك ل اإىل اأهل املدينة بل اإىل اأهل هذه القرية ،فهم الذين �شيقررون بق�ءك اأو ذه�بك. حتى تنحيني عن الطريق ،اأخفيني يف الغ�بة املقد�شة حتى اأ�شمع مل� �شيقولون فمن الواجب اأن نعلم قبل اأن نعمل .بذلك يق�شي احلذر. �أحد �أع�ساء �جل�قة (يف عجل وحدة وقلق) – انظر ،من ع�شى اأن يكون؟ اأين هو؟ اإىل اأي مك�ن فر اأعظم الن��س حظًّ � من اجلراأة والوق�حة. بعيد َّ ع�س� �آخر من �أع�ساء �جل�قة – ابحث، اجتهد يف اأن تراه .التم�شه يف كل وجه. رئي�س �جل�قة – اإمن� هو �رشيد ه�ئم. نعم يجب اأن يكون �رشيداً ه�ئم�ً .ل ميكن اأن يكون من اأهل هذه الأر�س ،ولو قد ك�ن منهم مل� وطئت قدمه قط هذه الغ�بة املقد�شة غ�بة العذارى الالتي ل ن�شتطيع ت�شميتهن دون اأن ميلكن� ال�شطراب ،والتي منر به� دون اأن ننطق بكلمة اأو نلقي نظرة واإمن� ن�شلي �ش�متني يف تفكرين� الأخر�س ،وهذا رجل جمهول فيم� يق�ل قد اأقبل ل يرعى ل�شيء حرمة ...اإين لأنظر يف كل وجه حول هذا املك�ن املقد�س دون اأن اأ�شتك�شف خمب�أه. (يخرج) �أويديب��س – اأم�شى الغريب ي� بنيتي العزيزة؟ �أنتيج�نا – لقد م�شى ،وت�شتطيع اأن تقول م� ت�ش�ء ي� اأبتِ ،ف�إين وحيدة اإىل ج�نبك. �أويديب��س (يفكر ثم يرفع �س�ته يف جالل) – اأيته� الآلهة اجلليالت ذات الأعني املروعة اأننت �ش�دة هذه الأر�س التي جل�شت عليه� فال تق�شون على علي ،اإن هذا الإله حني تنب�أ اأبولون ول تق�شون ّ يل ب�أنه� �شتنتهي يل مب� لقيت من اآلم اأوحى إا ّ بعد وقت طويل حني اأبلغ اأر�ش ً� تتلق�ين فيه� اآلهة معظمة فتمنحني منه� مك�ن ً� لأ�شتقر ولأ�شرتيح. يف هذا املك�ن اأختم حي�تي الب�ئ�شة كم� اأنب�أين، و�شتكون هذه احلي�ة م�شدر نعمة وخري للذين يتلقونني ،وم�شدر لعنة و�رش للذين اأخرجوين من الوطن ونفوين عنه .واأنب�أين ب�أن اآي�ت �شتظهر فتدلُّ على ذلك� .شتزلزل الأر�س اأو يق�شف الرعد اأو يخفق الربق من عند زو�س ،ف�أن� واثق ب�أين مل اأقطع هذه الطريق البعيدة ال�ش�قة اإل وقد دفعني منكن دافع اأمني اإىل هذه الغ�بة املقد�شة، اإىل ذلك َّ ولول ذلك مل� لقيتكن قط يف طريقي ،اأننت الالتي ل يقرب اإليكن النبيذ ولي�س يل منه م� اأ�شتطيع تقريبه ،لول ذلك مل� جل�شت على خ�شونة هذه ال�شخرة املقد�شة .هلم اأيته� الآلهة �شدقن وحي يل اخل�متة ،خ�متة حي�تي ،اإذا اأبولون واأهدين إا ّ مل اأكن كذلك غري اأهل بعد اأن احتملت من الآلم واملحن اأ�شد م� احتمل الن��س ،اأقبلن اأيته� البن�ت الوادع�ت بن�ت اأيريب واأقبلي اأنت اأي�ش ً� اأيته� املدينة التي ا�شتقت ا�شمه� من ا�شم الإلهة بال�س، مدينة اأثين� اأعظم املدن جمداً واأبعده� �شوت�ً، ارفقن ب�أويديبو�س ،اأ�شفقن على ظله الب�ئ�س ،ف�إن هذا اجل�شم املمتهن لي�س ج�شمي. (يظهر اأويديبو�س وابنته فج�أة) �أويديب��س (متغني ًا) – اإليكم هذا الرجل ،اأن� هو .اإمن� اأذن�ي هم� عين�ين كم� يق�ل. رئي�س �جل�قة (مرت�جع ًا) – اآه! اإن منظره ليخيف واإن كلم�ته لتثري الفزع! �أويديب��س (لأع�ساء �جل�قة وقد �أقبل�� �إليه من كل يل نظركم وجه) – اإين اأ�رشع اإليكم يف األ تنظروا اإ ّ اإىل العدو. رئي�س �جل�قة – اأي ح�مين� زو�س! من ع�شى اأن يكون هذا ال�شيخ؟ �أويديب��س – رجل مل يتح له الق�ش�ء اأن يعد اأ�شعد الن��س واأح�شنهم حظ ً� اأي �ش�دة هذه الأر�س ،واإليكم دليلي على ذلك .لو كنت �شعيداً مل� م�شيت على هذا النحو مب�رشاً بعني غريي على طول ق�متي وارتف�عه� يف ال�شم�ء (م�سري�ً �إىل �بنته �لتي يعتمد عليها) اإذن لك�ن يل معتمد اأقل �شعف�ً. �أحد �أع�ساء �جل�قة (يف عجلة وحدة وقلق) – اآه! ولدت بعينني ل تب�رشان؟ اإنك ل�شقي قد اأثقلته �شح راأيي فيك. ُّ ال�شن اإن َّ ع�س� �آخر من �أع�ساء �جل�قة – اأم� ب�لقي��س اإيلّ ،فلن ت�شيف اإىل �شق�ئك هذا النكر اجلديد. رئي�س �جل�قة – نعم اإنك لت�رشف على نف�شك كل الإ�رشاف حني تتقدم يف غري حذر حتت هذه الغ�بة اخل�رشاء املقد�شة ال�ش�متة ،حيث يقرب اإىل الآلهة امل�ء ممزوج ً� ب�لع�شل – احذر اأن (يرى �سي�خ يقبل�ن متفرقني وكل منهم ينظر هنا وهناك كاأمنا يبحث عن �إن�سان) �أنتيج�نا – ال�شمت ي� اأبي ،اإين اأرى قوم ً� ال�شن يريدون يدنون فيهم �شيوخ قد تقدمت بهم ُّ اأن ي�شتك�شفوا املك�ن الذي اأقمت فيه. �أويديب��س – �ش�أوثر ال�شمت ،واأنت فقوديني 19 عدد 143 7متوز 2010 مت�شه� اأيه� الغريب التع�س – ت�أخر ،دع هذا املك�ن ،اإن بينن� وبينك لأمداً بعيداً ،اأت�شمعني اأيه� اله�ئم ال�شقي؟ اإذا ك�ن عندك م� تريد اأن تقوله جلم�عتن� ف�خرج من هذا املك�ن املحرم حتى اإذا بلغت الأر�س التي ي�شتطيع الن��س اأن عم� تريد ،اأم� قبل ذلك فال يتحدثوا فيه� ف� ْ أبن َّ تنطق بحرف. (�أويديب��س يظل يف �لغابة مرتدد�ً) �أويديب��س (متغني ًا) – مب�ذا ت�شريين ي� ابنتي؟ �أنتيج�نا – من الواجب اأن ن�شطنع م� ي�شطنع اأهل هذا البلد من ع�دة فنذعن ونطيع حني تدعو اإىل ذلك ال�رشورة. �أويديب��س – اإذن ف�منحيني يدك. �أنتيج�نا – هذه يدي خذه�. �أويديب��س (للجماعة) – اأيه� الغرب�ء ل ت�شيئوا يل – لرئي�س �جل�قة – اأن� واثق بك� ،ش�أحتول عن اإ ّ مك�ين. رئي�س �جل�قة – لن يخرجك اأحد اأيه� ال�شيخ من هذا املك�ن على رغمك. �أويديب��س (مرتدد�ً ومقطع ًا كالمه بال�سمت) – اأيجب اأن اأتقدم اأي�ش�ً؟ رئي�س �جل�قة – نعم بع�س خطوات. �أويديب��س – اأي�ش�ً؟ رئي�س �جل�قة – ق ّدميه اأنت اأيته� الفت�ة ف�إنك تفهمني عني. �أنتيج�نا ... -هلم معي ي� اأبي..تق َّدم �أويديب��س ... -اآه ...اآه �أنتيج�نا – اتبعني ،اتبعني وام�س بقدمك العمي�ء ي� اأبتِ اإىل حيث اأقودك. �أويديب��س ... - رئي�س �جل�قة – وطّ ن نف�شك اأيه� الغريب يف اأر�س غريبة على اأن تكره كل م� تكرهه املدينة وترعى حرمة كل م� حتب. �أويديب��س (متغني ًا) – قوديني اإذن ي� ابنتي اإىل حيث نر�شى م� يفر�شه الدين واإىل حيث ن�شتطيع اأن نقول واأن ن�شمع ولنتجنب مق�ومة ال�رشورة. رئي�س �جل�قة – قف هن� ول تتج�وز هذه العتبة املت�شلة بهذه ال�شخرة. �أويديب��س (يف تردد ومقطع ًا كالمه بال�سمت) – على هذا النحو؟ رئي�س �جل�قة – نعم قد فهمت عني، ح�شبك. �أويديب��س – اأيجب اأن اأجل�س؟ رئي�س �جل�قة – اإىل ج�نبك على ح�فة يلم بن� �أويديب��س (لأنتيج�نا) – م� ع�شى اأن َّ ي� ابنتي؟ رئي�س �جل�قة (يف �أدب وخ�ف) – اذهب .اخرج من هذه الأر�س. �أويديب��س (�ساكن ًا هادئ ًا) – ووعدك م�ذا ت�شنع به؟ رئي�س �جل�قة (مندفع ًا يف غري ت�قف) – اإن من جزى ال�رش مبثله ل يتعر�س للعقوبة ،اإن من خدع الن��س ف�أب�ح لنف�شه اأن يخدعوه ل يتلقى منهم �شكراً ول ثن�ء واإمن� يتلقى منهم ال�رش والنكران، دع جمل�شك هذا .اخرج من هذه الأر�س ،اأ�رشع. اإين اأ�شفق من اأن تقيم فيعظم م� اأحلقت بوطني من دن�س. �أنتيج�نا (يف حدة وق�ة للج�قة كلها) – اأيه� الغرب�ء الرحم�ء! اأم� وقد اأبيتم اأن ت�شمعوا من اأبي ال�شيخ م� كتب عليه الق�ش�ء ف�إين اأ�رشع اإليكم يف اأن ترحموين اأن� اأيه� الغرب�ء .اأ�رشع اإليكم يف ذلك ب��شم والدي ،نعم اأ�رشع اإليكم. اإين ل اأنظر اإليكم بعينني ل تب�رشان واإمن� اأنظر يف عيونكم ف�رحموين كم� لو كنت �شليلة لكم جتري يف عروقي دم�وؤكم ،لعل هذا ال�شقي يظفر منكم ببع�س الإ�شف�ق .اإن حظن� بني اأيديكم كم� لو ا�شتقر بني يدي اإله .ت�شجعوا وامنحون� هذا العطف الذي ل نك�د نرجوه( .لرئي�س �جل�قة) – اإين اأتو�شل اإليك اأنت مبن ميكن اأن يكون يف بيتك من عزيز عليك من ولد اأو زوجة اأو مت�ع اأو اإله منزيل ،ف�إنك لن جتد مهم� تبحث اإن�ش�ن ً� ق�دراً على اأن يفلت من الهالك اإن ق�شته عليه الآلهة. رئي�س �جل�قة – تعلمني ي� ابنة اأويديبو�س اأ ّن� ن�شفق عليك كم� ن�شفق عليه من �شق�ئكم� ولكنن� نخ�ف الآلهة ول ن�شتطيع اأن ن�شيف كلمة اإىل م� قلن�. �أويديب��س (وقد نه�س) – اأيته� ال�شهرة ،اأيه� ال�شيت الذائع ب�ملجد الك�ذب م� خطركم� وم� غن�وؤكم� ،وفيم التمدح ب�أن اأتين� هي اأتقى املدن واأ�شده� اإمي�ن ً� واأنه� وحده� الق�درة على اأن تنقذ الالجئ اإليه� من ال�شق�ء وتعينه على البوؤ�س؟! فيم التمدح بهذا كله واأنتم تنتزعونني من جمل�شي لتخرجوين من الأر�س خوف ً� من اأ�شمي لي�س غري؟ ف�إنكم ل تخ�فون من �شخ�شي ول من اأعم�يل ،اإن الأعم�ل التي اأقدمت عليه� علي والتي تخيفك مني اإىل هذا احلد قد فر�شت ّ فخ�شعت له� ،ومل اأقدم عليه� ع�مداً ول مريداً. أق�س واإنك لت�شتطيع اأن تعرف ذلك اإن ا َ أذن يل ب�أن ا َّ حق عليك م� �شنع اأبي واأمي .اإين لأعلم هذا كله َّ العلم .وكيف اأجرم من تلق�ء نف�شي؟ اإمن� دفعت ال�رش عن نف�شي ب�ل�رش بحيث لو اأين اأقدمت ع�مداً انحن ،اجل�س. ال�شخرِ ، يل ي� اأبتِ مهال. �أنتيج�نا – هذا اإ ّ �أويديب��س – م� اأ�شق�ين! �أنتيج�نا – نظم خط�ك على خط�ي واأ�شند ج�شمك الذي اأثقلته ال�شنون على ذراعي ال�شديقة. �أويديب��س – واح�رشت�ه! اإن حظي لنكد! (يجل�س) رئي�س �جل�قة – اأيه� ال�شقي! الآن وقد اأتيح لك الهدوء ت�شتطيع اأن تتكلم :من اأبوك؟ من اأنت؟ وم� هذه احلي�ة اله�ئمة التي حتي�ه�؟ وم� وطنك؟ اأنبئن� بذلك. �أويديب��س (يف �سمت وت�قف) – اأيه� الغريب اأن� رجل طريد ،رحم�ك... (ي�سكت) رئي�س �جل�قة – مل ل تريد اأن تتكلم اأيه� ال�شيخ؟ �أويديب��س – ل .ل .ل ت�شل عن ا�شمي .ل تبعد يف امل�ش�ألة. رئي�س �جل�قة – م� معنى هذا؟ �أويديب��س – اإن من�شئي ،لب�شع! رئي�س �جل�قة – تكلم. �أويديب��س (لأنتيج�نا) – واح�رشت�ه ي� ابنتي، م�ذا يجب اأن اأقول؟ رئي�س �جل�قة – م� ن�شبك اأيه� الغريب ،من اأبوك؟ حتدث. �أويديب��س (لأنتيج�نا) – م� اأ�شق�ين! م�ذا يجب اأن اأ�شنع ي� ابنتي؟ �أنتيج�نا – تكلم م� دمت ُملج�أ اإىل هذه ال�رشورة الق��شية. �أويديب��س – اإذن �ش�أتكلم فل�شت اأ�شتطيع اأن اأخفي �شيئ�ً. رئي�س �جل�قة – اإنك لتبطئ ،هلم اأ�رشع اإىل اجلواب. �أويديب��س – اأتعرفون ابن ليو�س؟ رئي�س �جل�قة (يف حركة ��ستب�ساع) – اآه .اآه. �أويديب��س – واأ�رشة لبدكو�س؟ رئي�س �جل�قة (م�ستب�سع ًا) – اأي زو�س! �أويديب��س – اأتعرفون ال�شقي اأويديبو�س؟ رئي�س �جل�قة (يف �سك) – اأنت اأويديبو�س؟ �أويديب��س – ل يخفكم كالمي. رئي�س �جل�قة (يظهر �ل�ستب�ساع) – اآه .اآه. �أويديب��س – لقد ع�ك�شه احلظ. رئي�س �جل�قة (يرت�جع ويدير ر�أ�سه) اآه .اآه. 20 على م� اأقدمت عليه مل� كنت يف حكم العقل اآثم�ً، ويف احلق اأين �شلكت الطريق التي دفعت اإليه� غري ع�مل ب�شيء على حني ك�ن الذين دفعوين اإىل هذه الطريق يعلمون اأنهم ك�نوا يدفعونني اإىل التهلكة .من اأجل هذا اأ�رشع اإليكم اأيه� الغرب�ء اأن تنقذوين وحتموين بعد اأن اأخرجتموين من هذه الغ�بة املقد�شة واأل تنبذوين فتهينوا الآلهة وتخرجوا على قوانينهم .فكروا يف اأنهم يرون الن��س جميع�ً ،يرون الأخي�ر والأ�رشار ول يفلت منهم اآثم( .لرئي�س �جل�قة) – ا�شلك طريقهم واحذر اأن ت�شيء اإىل �رشف اأثين� ال�شعيدة ب�قرتاف الآث�م التي يكرهونه� ،اإمن� احلق عليك وقد اأجرتني اأن حتميني وتقوم دوين .ول تهن وجهي هذا الذي اأ�ش�ءت اإليه الأحداث .اإمن� اأقبلت عليك بريئ ً� حتوطني حرمة الآلهة واأحمل خرياً عظيم ً� لأهل هذه املدينة ،ف�إذا اأقبل �شيد املدينة وق�ئده� ف�شت�شمع كل �شيء و�شتعرف كل �شيء ،ف�حذر اأن تخلف وعدك حتى يقبل. علي رئي�س �جل�قة – اإن ال�رشورة تفر�س ّ اأيه� ال�شيخ اأن اأ�شمع مل� تقول ف�إن كالمك مل ير�شل عبث ً� ولكن من احلق اأن ل اأق�شي اأن� يف هذا الأمر. �أويديب��س – واأين يكون م�لك هذه البالد اأيه� الغريب؟ رئي�س �جل�قة – اإنه ي�شكن املدينة حيث ملك اأبوه من قبله .وقد ذهب لدع�ئه ذلك الر�شول الذي دع�ين اإىل هذا املك�ن. �أويديب��س – اأتظن اأنه �شيحفل بي و�شيعنى ب�أمر هذا ال�رشير في�شعى اإليه؟ رئي�س �جل�قة – من غري �شك حني يعرف ا�شمك. �أويديب��س – ومن الذي �شينبئه ب��شمي؟ رئي�س �جل�قة – اإن الطريق بعيدة ولكن اأح�ديث امل�ش�فرين حتب النت�ش�ر والذيوع ،واإذا �شمعه� ف�شيقبل من غري �شك .اإن ا�شمك اأيه� ال�شيخ لعلى األ�شنة الن��س جميع ً� واإن الن��س جميع ً� ليعرفونه ،ومع اأن ال�شن قد اأثقلت امللك فلن يت�أخر عن ال�شعي اإليك حني يعرف مك�نك. �أويديب��س – ليقبل ففي ذلك خري لبالده، وخري يل اأن� اأي�ش�ً .األي�س من احلق على الإن�ش�ن اأن يفكر يف م�شلحته اخل��شة؟ (تظهر من �ل�سمال على بعد �مر�أة ر�كبة) �أنتيج�نا – اأي زو�س م�ذا اأقول؟ م�ذا اأفكر ي� اأبتِ ؟ �أويديب��س – م�ذا ترين ي� ابنتي؟ �أنتيج�نا – اأرى امراأة ،اإنه� ت�شعى اإلين� وقد ركبت بغلة من �شقلية ،واتخذت لوق�ية راأ�شه� من حر ال�شم�س قلن�شوة �شقلية اأي�ش�ً .م�ذا اأقول؟ اأهي هي اأم �شخ�س اآخر؟ اأتراين خمدوعة؟ نعم هي ..كال ..ل اأدري م�ذا اأفكر ،اإين ل�شقية! (يف �أثناء هذ� تنزل �ملر�أة �ملجه�لة وتدع �لد�بة خلادم يتبعها وت�سعى هي نح� �مل�رصح) نعم هي! اإنه� لفرحة واإنه� لتالطفني بعينيه� كلم� دنت مني! نعم هي ل �شك يف ذلك، هي اأختي العزيزة اأ�شمين�! �أويديب��س – م�ذا تقولني ي� ابنتي؟ �أنتيج�نا – اأقول اإن ابنتك ،اإن اأختي قد اأقبلت و�شت�شمع �شوته� فتعرفه�. �أ�سمينا – اأي اأبي ،اأي اأختي ،م� اأعظم �رشوري ب�لتحدث اإليكم�! م� اأكرث م� احتملت من اجلهد يف لق�ئكم�! اإين لأعرف وجهيكم� يف م�شقة من اأثن�ء هذه الدموع التي تنهمر من عيني! �أويديب��س – اأاأنت هن� ي� ابنتي؟ �أ�سمينا – اأي اأبي! م� اأ�شد الأمل الذي يثريه يف نف�شي منظرك يف هذا ال�شق�ء! �أويديب��س – اأاأنت اإذن هن� ي� ابنتي؟ �أ�سمينا – مل اأبلغك اإل بعد جهد �شديد. اأق�م� يف دارهم� ك�لعذارى وه� اأنتم� ه�ت�ن تقوم�ن مق�مهم� وحتمالن وحدكم� ثقل �شق�ئي. ف�أم� اإحداكم� فلم تكد جت�وز الطفولة حتى �شقيت بذلك وه�مت معي تعينني وتقودين وم� اأكرث م� ت�شعى على غري هدى يف الغ�ب�ت املهملة ج�ئعة ح�فية معر�شة حلر ال�شم�س وللمطر املت�شل، وهي على هذا كله ل حتفل ب�حلي�ة اله�دئة يف داره� واإمن� يعنيه� اأن جتد من القوت م� تقيم به اأو َد اأبيه� ،واأم� اأنت ي� ابنتي فقد اأقبلت على غري علم من الكدميني حتملني اإىل اأبيك اأنب�ء الوحي الذي يت�شل به وقد اأقمت نف�شك ح�ر�ش ً� يل حني طردت من بالدي ،واليوم م�ذا اأقبلت حتملني اإىل اأبيك من الأنب�ء؟ م� الذي اأخرجك من دارك؟ ف�إنك مل تقبلي عبث ً� م� اأ�شك يف ذلك ،اإمن� اأقبلت يل بع�س م� يثري يف نف�س اخلوف. حتملني اإ ّ �أ�سمينا – لن اأ�شف لك ي� اأبتِ م� احتملت من اأمل حني كنت اأبحث عن امللج�أ الذي اأويت اإليه ،فل�شت اأريد اأن اأعيد و�شف الأمل الذي لقيته، اإمن� اأقبلت لأنبئك ب�ل�شق�ء الذي اأمل ب�بنيك التع�شني :لقد ث�ر بينهم� التن�ف�س اأول الأمر اأيه� يرتك العر�س لكريون ول يدن�س املدينة ب�لت�شلط عليه� ،ك�ن� فيم� يزعم�ن يفكران يف ال�شق�ء املوروث الذي كتب على اأ�رشتهم� وات�شل ببيتك التع�س ،اأم� الآن فقد دفعهم� �شوء الطبع وبع�س الآلهة اإىل تن�ف�س خطري مهلك ،يريدان اأن يظفرا ب�حلكم وال�شلط�ن وقد نه�س اأ�شغرهم� ف�زدرى ق�نون ال�شن واأخرج اأخ�ه بوليني�س من املدينة واأق�ش�ه عن بالده ،وذهب هذا الطريد كم� يق�ل منفي� اإىل جب�ل اأرجو�س فتزوج واتخذ لنف�شه ًّ حلف�ء واأن�ش�راً مقدراً اأن مدينة اأرجو�س �شتغري على �شهول الكدميني فت�شت�أثر به� وتغلب عليه� وترفع جمده اإىل ال�شم�ء .لي�س م� اأنبئك به لغواً من القول ي� اأبتِ واإمن� هي حق�ئق مفزعة ،ف�أم� اآلمك فل�شت اأدري اإىل اأين يريد الآلهة اأن يبلغوا به� قبل اأن مي�شوك بجن�ح من الرحمة! �أويديب��س – اأظننت قط اأن الآلهة �شيعنون بي اأقل العن�ية و�شينقذونني يف يوم من الأي�م؟ �أ�سمينا – نعم ي� اأبتِ بذلك يخربن� الوحي احلديث. �أويديب��س – اأي وحي؟ ومب�ذا اأنب�أ ي� ابنتي؟ �أ�سمينا – اأنب�أ الوحي ب�أن اأهل ثيبة«طيبة» حي� اأو ميت ً� �شيجتهدون يف اأن يردوك اإىل الوطن ًّ لي�شمنوا لأنف�شهم ال�شالمة والأمن. �أويديب��س – واأي الن��س ي�شتطيع اأن يرجو اخلري من مثلي؟ �أويديب��س – لتم�ش�شني يدك ي� ابنتي. �أ�سمينا – �ش�أقبلكم� مع�ً. �أويديب��س – اأي بنيتي ،اأي خال�شة نف�شي! �أ�سمينا – ي� حلي�تكم� الب�ئ�شة! �أويديب��س – حي�ة اأنتيجون� وحي�تي؟ �أ�سمينا – وحي�تي اأن� اأي�ش�ً! �أويديب��س – فيم جئت ي� ابنتي؟ حب� لك وعطف ً� عليك ي� اأبي. �أ�سمينا – ًّ �أويديب��س – اأك�نت غيبتي حتزنك؟ �أ�سمينا – واأقبلت اأي�ش ً� اأحمل اإليك الأنب�ء ي�شحبني اخل�دم الوحيد الذي اأق�م على الوف�ء يل. �أويديب��س – واأخواك اأين هم�؟ اأين هذان ال�ش�ب�ن؟ لقد ك�ن ذلك ح ًّق� عليهم�. �أ�سمينا – هم� حيث هم� ،اإن م� ث�ر بينهم� من ال�رش لعظيم. �أويديب��س – اإن اأخالقهم� و�شريتهم� يف احلي�ة لت�شبه امل�ألوف من ع�دات امل�رشيني! ففي م�رش يقيم الرج�ل يف بيوتهم مقبلني على الغزل والن�شج ،ف�أم� قرين�تهم في�شعني يف غري انقط�ع لك�شب القوت .اأنتم اإخوة اأربعة ف�أم� اللذان ك�ن يجب عليهم� اأن يعني� ب�أبيهم� فقد 21 �أ�سمينا – يوؤكدون اأن قوة اأهل ثيبة«طيبة» م�شتقرة يف �شخ�شك. قوي� حني �أويديب��س – اأاأ�شبح �شخ�ش ً� ًّ �رشت اإىل هذا العدم؟ �أ�سمينا – اليوم ترفعك الآلهة بعد اأن و�شعتك قدمي�ً. �أويديب��س – م� اأهون هذا ال�شنيع! يرفعني الآلهة بعد اأن اأدركني الفن�ء وقد خف�شني الآلهة قوي�. �ش�ب� ًّ حني كنت ًّ �أ�سمينا – ومع ذلك ف�علم اأن كريون �شيقبل عليك هن� من اأجل ذلك ويف غري اإبط�ء. ف�رشي يل �أويديب��س – فيم يقبل ي� ابنتي؟ ِّ ذلك. �أ�سمينا – ليحملك اإىل حيث تكون قريب ً� من اأر�س الوطن فيم�شكك هن�ك م�لك ً� لك ،م�نع ً� اإي�ك من اأن تط�أ هذه الأر�س قدم�ك. �أويديب��س – وم� نفعهم من ميت يدفن على اأبوابهم؟ �أ�سمينا – اإنهم اإن اأهملوا قربك اأ�ش�بهم من ذلك �رش عظيم. �أويديب��س – ذلك �شيء ل ح�جة اإىل الوحي للعلم به. �أ�سمينا – من اأجل ذلك يريدون اأن يرتكوك قريب ً� منهم وي�أبون اأن يدعوك بعيداً تت�رشف يف نف�شك كم� ت�ش�ء. �أويديب��س – اأيريدون اأن يغطوا ج�شمي برتاب ثيبة«طيبة»؟ �أ�سمينا – اإن دم �شخ�س مثلك ل ي�شمح بذلك ي� اأبتِ . �أويديب��س – اإذن فلن يظفروا بي اآخر الدهر. �رشا عظيم ً� �أ�سمينا – اإذن ف�شيكون هذا ًّ لأهل ثيبة «طيبة». �أويديب��س – مل�ذا ي� ابنتي؟ �أ�سمينا -لغ�شبك عليهم كلم� دنوا من قربك. �أويديب��س – من اأنب�أك بهذا الذي تقولني ي� ابنتي؟ �أ�سمينا – من ثيور الذي اأقبل من معبد دلف. �أويديب��س – اأحمققة اأنت اأن اأبولون قد ق�ل ذلك؟ �أ�سمينا – يوؤكده من اأقبلوا من دلف. �أويديب��س – اأعرفه اأحد ابني؟ �أ�سمينا – كالهم� يعرفه حق املعرفة. �أويديب��س – يعرف�نه وعلى رغم ذلك يوؤثران ال�شلط�ن على العن�ية ب�أبيهم�. عدد 143 7متوز 2010 �أ�سمينا – اإين ليوؤملني اأن اأ�شمعك تتحدث عنهم� على هذا النحو ،ومع ذلك فلي�س من هذا بد. �أويديب��س – ليت الآلهة ل يخمدون جذوة م� يثور بينهم� من هذا اخلالف املهلك .ولي�شت اأمر هذه املعركة التي ي�رشع�ن فيه� الرم�ح رهني ب�إرادتي .اإذن لنزل عن العر�س من ي�شغله ولألقى ال�شوجل�ن من مي�شكه .واإذن مل� ع�د املنفي اإىل وطنه يف يوم من الأي�م .فقد اأخرجت ّ من وطني طريداً م�رشداً واأن� اأبوهم� فلم مي�شك�ين ومل يحمي�ين واإمن� ترك� الأمور جتري كم� �ش�ء ابن�ي اأن يعين�ين وك�ن ذلك عليهم� ح ًّق� .لقد ك�ن� ي�شتطيع�ن اأن يردا ال�رش عني بكلمة واحدة ولكنهم� اأ�شلم�ين اإىل النفي والبوؤ�س .اإمن� تعنى بي ه�ت�ن الفت�ت�ن تبذلن م� متلك�ن من قوة لتظفرا لأبيهم� ب�لقوت وامل�أوى ولتوؤدي� حقه عليهم� .اأم� هم� فقد خلع� اأب�هم� لي�شت�أثرا من دونه ب�لعر�س وال�شوجل�ن وال�شلط�ن .كال لن يظفرا مبح�لفتي ولن ي�شتمتع� ب�مللك يف ثيبة«طيبة» .ذلك �شيء اأعرفه لأين اأعرف م� حتمل اأ�شمين� من الوحي ولأين اأق�رن بينه وبني م� اأوحى به اأبولون يف اأمري قدمي ً� ثم حققه ذات اأعدائي فنفيت وطردت وهم� ينظران� .شتقولني لقد ك�ن النفي خرياً طلبته لنف�شي واأج�بتني املدينة اإليه .ولي�س هذا ح ًّق� .ففي ذلك اليوم الذي ك�ن ي�شطرم فيه غ�شب ،والذي ك�ن اأحب يل اأن اأموت اأو اأرجم ،يف ذلك اليوم �شيء فيه اإ ّ مل يظهر اأحد الدف�ع عني اأو العن�ية بي ،هن�لك طلبت النفي ،فلم� م�شى الزمن و�شكت الغ�شب وهداأ الأمل وجعلت اأفهم اأن الغ�شب قد دفعني اإىل اأن اأ�شق على نف�شي يف العق�ب على اأغالطي ال�ش�بقة .هن�لك اأخرجتني املدينة ب�لقوة والعنف بعد اأن مرت على ذلك اليوم اأعوام .واأبى 22 يوم .فلري�شال كريون اأو غريه من اأهل املدينة فلن اأعود اإليهم� .فلو قد قبلتم اأيه� الغرب�ء وقبل معكم اآلهة قريتكم هذه اأن جتريوين وحتموين �رشا ل�شمنتم ملدينتكم حم�ية قوية ولأعدائكم ًّ عظيم�ً. رئي�س �جل�قة – اإنك خلليق ي� اأويديبو�س ب�لرث�ء لك ولبنتيك ه�تني .وم� دمت تقدم نف�شك اإىل املدينة لتكون له� ح�مي ً� وعنه� ذائداً ف�إين اأريد اأن اأ�شري عليك. �أويديب��س – اأيه� ال�شديق ثق اأين م�شتعد علي وكن يل مر�شدا. لأن اأقبل كل م� تريد ،ف�أ�رش ّ قرب قبل كل �شيء قرب�ن رئي�س �جل�قة – ّ الندم اإىل هوؤلء الآلهة الذين وطئت اأر�شهم. �أويديب��س – كيف اأقرب؟ علموين اأيه� الغرب�ء. رئي�س �جل�قة – اغ�شل يديك وطهرهم� ثم اذهب اإىل ذلك الينبوع الغزير ف�حمل من م�ئه الطهور. �أويديب��س – ف�إذا ا�شتقيت هذا امل�ء الطهور؟ رئي�س �جل�قة – ف�شتجد اآنية اأبدعه� �ش�نع فتوج ح�فته� ومقب�شه�. م�هر ّ أتو ُجه�؟ ب�لأغ�ش�ن اأم �أويديب��س – ِ َ ب ا ِّ بخ�شل ال�شوف اأم ب�أي �شيء اآخر؟ رئي�س �جل�قة – بخ�شل ال�شوف الذي ج َّز حديث ً� عن �ش�ة ن��شئة. �أويديب��س – ح�شن! ثم م�ذا يجب اأن اأ�شنع لأمت القرب�ن؟ رئي�س �جل�قة – توجه اإىل حيث ي�رشق الفجر و�شب امل�ء على الأر�س. �أويديب��س – اأاأ�شبه من هذه الآنية التي و�شفته�. رئي�س �جل�قة – نعم ت�شبه من كل اإن�ء على ثالث مرات حتى اإذا انتهيت اإىل الإن�ء الأخري ف�شب م� فيه دفعة واحدة. �أويديب��س – ومب�ذا يجب اأن اأمالأه قبل اأن اأرده اإىل الأر�س؟ رئي�س �جل�قة – ب�مل�ء والع�شل ول ت�شف اإليهم� نبيذاً. �أويديب��س – ف�إذا تقبلت الأر�س التي تظله� هذه الأغ�ش�ن املورقة قرب�ين؟ رئي�س �جل�قة – ف�شع عليه� بيمن�ك وي�رشاك اأغ�ش�ن الزيتون ثالث مرات ،ت�شع يف كل مرة منه� ت�شعة اأغ�ش�ن ،ثم تقرب بهذا الدع�ء. �أويديب��س – �ش�أ�شمع لهذا الدع�ء فهو عظيم اخلطر. رئي�س �جل�قة – اإن� ندعوهن املح�شن�ت فليتلن يف اإح�ش�ن ورحمة ال�ش�رع اإليهن املتو�شل بهن الذي يرفع اإليهن حتي�ته .هذا م� يجب اأن تقول لهن يف �شوت ه�دئ خ�فت .ثم يجب اأن مت�شي دون اأن تلتفت .هن�لك اأدنو منك، ف�أم� قبل ذلك ف�إين اأ�شفق عليك اأيه� الغريب. �أويديب��س – اأت�شمع�ن ي� ابنتي حديث هوؤلء الغرب�ء �شك�ن الأر�س املج�ورة. �أنتيج�نا – لقد �شمعن� فمرن� مب� تريد اأن ن�شنع. �أويديب��س – اأم� اأن� فال اأ�شتطيع اأن اأ�شعى فال قوة يل ول�شت ب�شرياً ،اإنه� اآفة م�ش�عفة. بل تذهب اإحداكم� ولتقدم القرب�ن كم� �شمعت و�شفه .اإن �شخ�ش ً� واحداً قد يعدل فيم� اأرى اأ�شخ��ش ً� كثريين وقد ي�شتطيع اأن يوؤدي الواجب على وجهه اإذا اأخل�س النية .اأ�رشع� ولكن ل تدع�ين وحيداً .فل�شت اأ�شتطيع اأن اأخطو خطوة واحدة اإن تركتم�ين ول ق�ئد يل. �أ�سمينا – �ش�أذهب لأقدم القرب�ن ،ولكن اإىل اأين ينبغي اأن اأذهب؟ رئي�س �جل�قة – يف هذا اجلزء من الغ�بة جتدين كل �شيء اأيته� الغريبة ،ف�إن احتجت اإىل بع�س الإر�ش�د ف�شتجدين من ير�شدك. �أ�سمينا – �ش�أذهب ف�أقيمي اأنت ي� اأنتيجون� وامنحي اأب�ن� عن�يتك .اإن من يحتمل امل�شقة يف �شبيل من منحوه احلي�ة ل ينبغي اأن يحفل بهذه امل�شقة ول اأن يذكر منه� �شيئ�ً. (تخرج) رئي�س �جل�قة (يف بطء) – من الق�شوة اأيه� الغريب اأن اأوقظ الأمل الذي ن�م منذ وقت طويل ولكني على ذلك �شديد الرغبة يف املعرفة. �أويديب��س – م�ذا تريد؟ رئي�س �جل�قة – اأريد اأن اأعرف الأمل العنيف الذي يثري الإ�شف�ق والذي ات�شل بك ولزمك لزوم�ً. �أويديب��س – اإين اأق�شم عليك بحق م� متنحني من اجلوار اأن ل تكلفني اإعالن اخلزي الذي اأحمله. رئي�س �جل�قة – لقد ا�شتف��شت به الأح�ديث ولهج به الن��س جميع ً� ف�أريد اأن اأعرف منك حقيقة اأمره اأيه� الغريب. �أويديب��س – واح�رشت�ه. رئي�س �جل�قة – اإين اأ�رشع اإليك يف اأن ت�شتجيب مل� اأريد منك. �أويديب��س – واح�رشت�ه! واح�رشت�ه! رئي�س �جل�قة – هذا ملكن� ثي�شيو�س ابن اأج�يو�س يقبل كم� متنيت ليحقق م� اأملت. رئي�س �جل�قة – ا�شتجب يل فقد ا�شتجبت لك. �أويديب��س – لقد اأثقلني ال�شق�ء اأيه� الغريب. نعم اأثقلني ال�شق�ء على الرغم مني .يجب اأن تعلم الآلهة ذلك ف�إين مل اأرد منه �شيئ�ً. رئي�س �جل�قة – وكيف ذلك؟ �أويديب��س – لقد ورطتني املدينة يف زواج خطر بغي�س مل اأكن اأعرف من دخيلته �شيئ�ً. رئي�س �جل�قة – اأحق م� �شمعت من اأنك اقرتنت ب�أمك؟! �أويديب��س – واح�رشت�ه! اإن ا�شتم�عي لهذا اأيه� الغريب ليعدل املوت .وهذان الك�ئن�ن اللذان منحتهم� احلي�ة... رئي�س �جل�قة – م�ذا تقول؟ �أويديب��س – اإنهم� نتيجة اجلرمية. رئي�س �جل�قة – ي� لزو�س! �أويديب��س – قد ولدتهم� اأم هي اأمي يف الوقت نف�شه. رئي�س �جل�قة (م�رصع ًا) – هم� ابنت�ك اإذن و... �أويديب��س – وهم� اأخت� اأبيهم� ،ولدتهم� جميع ً� اأم واحدة. رئي�س �جل�قة – واح�رشت�ه! �أويديب��س – واح�رشت�ه لآلم تتت�بع ول تنق�شي! رئي�س �جل�قة – قد فعلت. �أويديب��س – مل اأفعل �شيئ�ً. رئي�س �جل�قة – م� معنى هذا؟ اأويديبو�س – لقد تلقيت من ثيبة«طيبة» اأن� ال�شقي منحة م� ك�ن يجب اأن اأتلق�ه� بعد اأن نفعته� نفع ً� عظيم�ً. رئي�س �جل�قة – اأيه� ال�شقي ب�أي ا�شم اآخر اأ�شتطيع اأن اأ�شميك؟ لقد ق�شيت املوت... �أويديب��س – م�ذا اأي�ش�ً؟ م�ذا تريد اأن تعلم؟ رئي�س �جل�قة – على اأبيك؟ �أويديب��س – واح�رشت�ه! جرح اآخر توؤذيني به بعد اجلرح الأول! رئي�س �جل�قة – قد قتلت. �أويديب��س – لقد قتلت ولكن يل... رئي�س �جل�قة – لك م�ذا؟ �أويديب��س – يل م� يقوم عني ب�لعذر. رئي�س �جل�قة – م�ذا؟ �أويديب��س – �ش�أنبئك به ،لقد قتلت .لقد نزعت احلي�ة ولكن دون اأن اأعرف م� كنت اأ�شنع. واإذن ف�أن� بريء اأم�م الق�نون .وقد اقرتفت اجلرمية على غري علم به�. (يدخل ثي�سي��س) ثي�سي��س – لقد عرفتك ي� ابن ليو�س، وط�مل� �شمعت عن ه�تني العينني الداميتني اللتني فق�أتهم� .ولكن علمي ب�ش�أنك اليوم اأكرث دقة و�شعة لكرثة م� �شمعت من احلديث عنك يف طريقي اإىل هذا املك�ن .وي�شدق علمي هذا م� اأراه من مظهرك ومن وجهك الذي عبثت به اخلطوب .ولقد ملكني الإ�شف�ق عليك ف�أقبلت اأ�ش�ألك اأيه� ال�شقي اأويديبو�س عن ح�جتك التي تطلبه� اإىل املدينة واإيلّ ،اأنت وهذه الب�ئ�شة التي ت�شحبك .يجب اأن يكون م� تطلبه ع�شرياً �ش� ًّق� منفي� فذقت لأرف�شه( )16فلقد اأعلم اأين ن�ش�أت ًّ مثلك اآلم النفي وج�هدت م� و�شعني اجله�د يف اأر�س غريبة لأتقي اأخط�راً ل حت�شى ك�نت حتدق بي وت�رشف بي على املوت ،ومن اأجل هذا منفي مثلك ،واإمن� اأن� ل اأ�شتطيع اأن اأحتول عن ّ مدفوع اإىل معونته واإنق�ذه .واأن� مع ذلك اأعلم يل ول اإليك. اأين اإن�ش�ن واأن اأمر الغد لي�س اإ ّ �أويديب��س – اأي ثي�شيو�س! لقد ا�شتطعت يف كلم�ت ق�شرية اأن ت�شعرين بكرم خلقك ونبل �شج�ي�ك ،فلن اأحت�ج بعد هذا اإىل اأن اأطيل احلديث يف عر�س ح�جتي عليك .من اأن�؟ من اأبي؟ من اي بلد اأقبلت؟ لقد اأنب�أت اأنت بهذا كله فلم يبق يل اإل اأن اأعر�س عليك م� اأريد. ثي�سي��س – نعم حتدث ،اأنبئني. �أويديب��س – لقد اأقبلت اأحمل اإليك ج�شمي لذري ،ولكن م� يقدم اإليك من التع�س .اإن منظره ّ نفع اأعظم من جم�له خطراً. ثي�سي��س – اأي نفع تزعم اأن مقدمك يحمله اإيلّ؟ �أويديب��س – لن تعرف ذلك الآن بل فيم� يقبل من الأي�م. ثي�سي��س – متى تظهر لن� قيمة هذه الهدية؟ �أويديب��س – بعد اأن اأموت وبعد اأن تواريني يف الرتاب. ثي�سي��س – اإنك ل تفكر اإل يف اآخر اأي�مك ولكن م� بقي بينك وبني املوت م�ذا ت�شنع به، اأتن�ش�ه اأم تهمله؟ �أويديب��س – ذلك لأن هذا الذي اأفكر فيه يحوي كل �شيء ب�لقي��س اإيلّ. يل ي�شري ثي�سي��س – ولكن الذي تطلبه اإ َّ ج ًّدا. �أويديب��س – فكر ف�إن اجله�د الذي اأنت 23 مقبل عليه لن يكون هين�ً. ثي�سي��س – اأتتحدث عن ابنيك اأم عني؟ �أويديب��س – اإنهم� يزعم�ن اأنهم� �شريدانني اإىل ثيبة«طيبة». ثي�سي��س – ولكن لي�س من اخلري اأن تعي�س منفي�. برغمهم� غريب ً� ًّ علي احلي�ة يف �أويديب��س – ولكنهم� اأبي� ّ اأر�س الوطن حني كنت اأريده�. ثي�سي��س – اإنك لأحمق ،لي�س من اخلري اأن حتتفظ ب�ملوجدة حني يلم بك ال�شق�ء. علي بعد اأن ت�شمع �أويديب��س – لك اأن ت�شري ّ يل ،ف�أم� الآن فدعني وم� اأريد. ثي�سي��س – ب�رشين ب�أمرك فم� ينبغي اأن اأحتدث عن غري علم. �أويديب��س – اأي ثي�شيو�س ! لقد احتملت اآلم ً� عنيفة مت�شلة. ثي�سي��س – اأتريد اأن تذكر ال�شق�ء القدمي الذي اأمل ب�أ�رشتك؟ �أويديب��س – كال ف�إن اليون�ن جميع ً� يتحدثون به. ثي�سي��س – فم�ذا يحملك اإذن من الآلم اأكرث مم� يطيق الن��س اأن يحملوا؟ �أويديب��س – هذه ق�شتي ،لقد نف�ين ابن�ي عن اأر�س الوطن ولي�س يل اأن اأعود اإليه� لأين قتلت اأبي. ثي�سي��س – واإذن فكيف يدعوانك اإىل املدينة م� دام يجب عليك اأن تعي�س بعيداً عنه�؟ �أويديب��س – �شي�أمرهم� بذلك وحي الآلهة. ثي�سي��س – م�ذا يخ�ف�ن من الوحي؟ �أويديب��س – لقد كتب عليهم� الق�ش�ء اأن رهم� هذه املدينة. َت ْق َه ُ ثي�سي��س – وكيف ت�شبح مدينتي لهم� عدوا؟ ًّ علي ،اأي ابن �أويديب��س – اأيه� العزيز ّ اأجيو�س! اإن الآلهة وحدهم خ�لدون ل يعرفون ال�شيخوخة ول املوت ،وكل �شيء غري الآلهة معر�س لال�شطراب ي�رشفه الدهر القوي كم� ي�ش�ء .اإن قوة الأر�س لتذهب واإن قوة اجل�شم لتفنى واإن وف�ء الن��س ليزول واإن اخلي�نة والغدر ليقوم�ن مق�مه واإن الريح الطيبة املواتية ل تهب دائم ً� بني الأ�شدق�ء .واإن الأمور لتتقلب يف وقت قريب اأو بعيد ف�إذا م� ي�رش الن��س ي�شووؤهم واإذا م� ي�شوء الن��س يحمل اإليهم الغبطة وال�رشير .واإذا ك�ن اأهل ثيبة«طيبة» ينفقون الآن يف ظل ال�شلم بينك وبينهم اأي�م ً� �شعيدة فم� اأكرث اللي�يل والأي�م التي يلده� الزمن اخل�لد يف حركته املت�شلة .ويف اأثن�ء هذه عدد 143 7متوز 2010 اللي�يل والأي�م �شيمحقون برم�حهم هذا الوف�ق الذي ي�شل بينهم وبني اأهل هذه البالد .هن�لك ي�رشب ج�شمي اله�مد الب�رد ،وقد ووري يف اأثن�ء الرتاب ،دمهم احل�ر الغزير اإن ك�ن زو�س هو زو�س واإن ك�ن وحي ابنه اأبولون .ولكني ل اأريد اأن اأتقدم ب�لك�شف عم� يجب اأن يظل م�شتوراً فدعني اأقف عندم� ابتداأت به وثق ب�أنك لن تقول اإنك ا�شتقبلت يف هذه الأر�س �شخ�ش ً� ل نفع فيه، اإن �شدقني الآلهة ومل يخدعوين. رئي�س �جل�قة – اأيه� امللك اإن هذا الرجل يعد منذ زمن طويل ب�أن هذه الأنب�ء واأمث�له� مم� ت�أذن الوحي ب�أن فيه لوطنن� نفع ً� �شيتحقق يف يوم من الأي�م. ثي�سي��س – من ذا الذي ي�شتطيع اأن يرف�س عطف رجل كهذا الرجل؟ لقد ك�نت �شي�فتي له مب�حة دائم ً� وهو بعد ذلك قد اأقبل م�شتجرياً يل �رشيبة عظيمة ب�لآلهة ف�أدى اإىل املدينة واإ ّ علي اأن اأيف له واأن ل اأرد اخلطر .فمن احلق ّ اإح�ش�نه اإلين��( .إىل رئي�س �جل�قة) اإن اأراد الغريب اأن يقيم يف هذا املك�ن ف�ش�أكل اإليك العن�ية بحم�يته ،واإن اأراد اأن ي�شحبني فله م� ي�ش�ء. واخرت اأنت ي� اأويديبو�س مك�ن اإق�متك كم� حتب وتهوى. �أويديب��س – اأي زو�س كن مواتي ً� لأمث�ل هذا الرجل. ثي�سي��س – م�ذا تريد اإذن؟ اأت�شحبني اإىل ق�رشي؟ �أويديب��س – وددت ذلك لو اأنه مب�ح يل ولكن يف هذه القرية... ثي�سي��س – م�ذا تريد اأن ت�شنع يف هذه القرية؟ لن اأحول بينك وبني �شيء. �أويديب��س – �ش�أنت�رش يف هذه القرية على الذين نفوين. ثي�سي��س – م� اأعظم �شع�دتن� مبح�رشك. �أويديب��س – اإذا وفيت لوعدك واأجنزته. ثي�شيو�س – ل ب�أ�س عليك فل�شت اأخ�شى اأن اأخونك. �أويديب��س – لن اأقيد ب�لق�شم كم� يقيد اخلونة. ثي�سي��س – لن يعطيك الق�شم اأكرث مم� اأعط�ك وعدي. �أويديب��س – م�ذا تريد اإذن اأن ت�شنع للوف�ء مب� وعدت؟ ثي�سي��س – اأي الأ�شي�ء تخ�ف؟ �أويديب��س – �شيقبل بع�س الن��س. ثي�سي��س – �شيتلق�هم هوؤلء. �أويديب��س – احذر اأن ترتكني. ثي�سي��س – ل تعلمني م� ينبغي اأن اأعمل. �أويديب��س – يكرهني اخلوف على ذلك. ثي�سي��س – ولكن قلبي اأن� ل يخ�ف. �أويديب��س – اأنت ل تعرف النذير. ثي�سي��س – اعلم اأن اأحداً لن يخرجك من هذه الأر�س برغمي .اإن الن��س اإذا غ�شبوا اأكرثوا النذير ف�إذا ع�دت اإليهم عقولهم ذهبت نذرهم هب�ء. اإن الذين اجرتاأوا على اأن ينطقوا بهذه الكلم�ت اخلطرية وينذروا ب�أنهم �شيخرجونك من هذه الأر�س �شيجدون دون الو�شول اإليك بحراً وا�شع ً� �شديد ال�شطراب .اأمن نف�شك اإذن فلي�س عليك ب�أ�س حتى ولو مل اأقم دونك م� دام اأبولون هو الذي اأر�شلك ،حتى لو غبت عنك ف�إن ا�شمي �شيحميك من كل اإه�نة ،م� اأ�شك يف ذلك. �جل�قة (يف ق�ة وهدوء) – اإن القرية التي و�شلت اإليه� اأيه� الغريب ذات اجلي�د الرائعة والتي ل ي�شبهه� مك�ن يف الدني� هي كولون� ذات الأر�س البي�ش�ء ،هن� يتنف�س البلبل ذو ال�شوت الن�فذ يف اأعم�ق الأودية اخل�رش اأكرث مم� يتنف�س يف اأي مك�ن .يغني يف اأعم�ق اللبالب التي ي�شتخفي فيه� من دون الأوراق اخل�رش املرتاكمة املوقوفة على الآلهة .وقد اأثقله� اأثم�ر ل تنفذ منه� ال�شم�س مهم� تع�شف به� العوا�شف .هن� يحب ديوني�شو�س اأن يهيم يف عبثه املقد�س بني العذارى الالتي قمن على تربيته. يف كل يوم ينمو الرنج�س ذو العن�قيد اجلميلة حني ي�شتقبل الندى ،ينمو الرنج�س الذي ك�نت تتخذ منه الإلهت�ن العظيمت�ن ت�جيهم� وينمو معه الزعفران املذهب .ل تن�م يف يوم من الأي�م الين�بيع الغزيرة لنهر كيفي�س الذي ين�ش�ب متلوي ً� هن� وهن�ك ك�أنه ثعب�ن يف كل يوم يهدى م�وؤه ال�ش�يف اإىل الأر�س خ�شب ً� �رشيع�ً ،بلد مل تف�رقه قط جوقة العذارى اخل�لدة ومل تف�رقه قط اأفروديت ذات اللجم الذهبية. وهو م�شدر الكربي�ء لهذا البلد ،هو قوة خيله وعتقه� ،وقوته يف البحر .اأي زو�س ابن كرونو�س اأنت الذي رفع اأثين� اإىل هذه املنزلة من املجد. اأي بو�شيدون اأنت الذي اخرتع لهذه البالد جلم اخليل التي تكبح جم�حه� ،واأنت الذي اخرتع هذا املنظر الرائع منظر املج�ديف وقد اأحكمت عليه� يد البح�رة فهي تتواثب على املرح تزاحم اآلهة البحر. (يرى من بعيد كري�ن مقب ًال ومعه �حلر�س) �أنتيج�نا – اأيه� البلد الذي يرفع �ش�أنه مثل هذا املديح الذي �شمعن�ه لقد اآن لك اليوم اأن حتقق م� قيل فيك. �أويديب��س (وقد �أدركه �لقلق فجاأة) – اأي �شيء حدث على غري انتظ�ر ي� ابنتي؟ �أنتيج�نا – هذا كريون ي�شعى اإلين� ،اإنه يدنو ول يعوزه احلر�س الذي ي�شحبه ي� اأبتِ . �أويديب��س (للج�قة) – اأيه� ال�شيوخ الأعزاء! فيكم وحدكم اأ�شع ثقتي واآخر اأمل يل يف النج�ة. رئي�س �جل�قة – اطمئن لن نخونك .اإن يكن الهرم قد اأدركني ف�إن قوة هذه البالد ل تهرم. (يدخل كري�ن) كري�ن – اأيه� القوم الكرام �شك�ن هذه الأر�س! اإين لأرى يف اأعينكم اأن مقدمي يثري يف نفو�شكم بع�س اخلوف .ل تخ�فوا ول تلقوين �رشا بكالم غري مالئم ف�إين مل اأقدم وقد دبرت ًّ اأو عنف�ً .لقد تقدمت �شني واأن� اأعلم اأن هذه املدينة التي اأن� فيه� مدينة اأثين� قوية بل هي اأقوى مدن اليون�ن جميع�ً .اإمن� اأقبلت مكلف ً� اأن اأقنع هذا الرجل ال�شيخ ب�أن يعود معي اإىل اأر�س الكدميني ،مل يكلفني ذلك رجل واحد واإمن� اأمرين به املواطنون جميع�ً ،واإمن� اخت�روين لذلك ملك�ين من قرابته ولأين اأحق الن��س ب�لرث�ء له. هلم اأيه� التع�س اأويديبو�س ا�شمع يل وعد اإىل وطنك .اإن الكدميني جميع ً� واأن� اأولهم يدعونك اإىل وطنك ويدفعهم اإىل ذلك الراأفة بك واحلدب عليك فلن ي�رشف عنك الراأفة اإل اأقل الن��س وح�ش� .اإين اأراك تع�ش ً� يف اأر�س غريبة �شعوراً ًّ ه�ئم ً� دائم ً� معتمداً على رفيقة وحيدة حتي� حي�ة ملوؤه� ال�شق�ء .وم� قدرت قط وااأ�شف�ه اأن ابنتك ت�شقط يوم ً� من الأي�م اإىل هذا البوؤ�س! م� اأ�شق�ه�! اإنه� تعنى بحي�تك وترفق ب�شعفك واآفتك وحتي� حي�ة الب�ئ�شة يف هذه ال�شن التي بلغته� معر�شة للخطر من اأول معتد عليه� .م� اأ�شق�ين! م� اأ�شد هذه الو�شمة التي و�شمتك به� (يف بطء وجالء) اإين لأعرف �شجرة مل اأ�شمع قط اأن الأر�س قد اأنبتت مثله� ل يف اآ�شي� ول يف اأر�س بيلوب�س، �شجرة ل تقهر� ،شجرة تن�ش�أ من تلق�ء نف�شه� م�شدر خوف لرم�ح العدو تنمو خ��شة يف هذه الأر�س ،هي �شجرة الزيتون ذات الورق ال�ش�حب والتي تغذو الأطف�ل .لن ي�شتطيع زعم�ء العدو �شيوخ ً� اأو �شب�ب ً� اأن مي�شوه� ب�أذى لأن عني زو�س وعني اأثين� �ش�هرت�ن عليه�. اأ�شتطيع اأن اأذكر مبجد اآخر هو اأعظم م� ميت�ز به وطنن� من املجد منحن� اإي�ه اإله من الآلهة 24 وو�شمت به� نف�شي وو�شمت به� اأ�رشتن� كله�! ولكن م� دام من امل�شتحيل اأن تخفي م� ل �شبيل اإىل اإخف�ئه ف�إين اأق�شم عليك ب�آلهة الوطني ي� اأويديبو�س اإل م� �شمعت يل ف�أخفيت هذا اخلزي وعدت اإىل ثيبة«طيبة» يف ق�رش اآب�ئك .ودع اأثين� وداع ال�شديق ف�إن هذا حق له� ولكن وطنك اأحق ب�إكرامك فهو الذي غذاك منذ اأقدم الع�شور. �أويديب��س – اأيه� الرجل الذي بلغ من اجلراأة اأق�ش�ه� ومن اخلداع غ�يته وبرع يف اإظه�ر املكر والده�ء يف �شورة ال�شتق�مة وال�رشاحة! فيم هذه املح�ولة وفيم تريد اأن توقعني يف اأ�رشاك علي ال�شق�ء منذ يوؤذيني اأن اأقع فيه�؟ لقد األح ّ يل وكنت اأريده واألح حني وك�ن النفي حمبب ً� اإ ّ علي فلم� �شكت عني الغ�شب وحببت فيه ف�أبيته ّ يل الإق�مة يف ق�رشي حرمتني ذلك ونفيتني عن اإ ّ اأر�س الوطن ومل حتفل بهذه القرابة التي تذكره�، والآن وقد راأيت هذه املدينة واأهله� يلقونني لق�ء كرمي ً� حت�ول اأن تنتزعني من بينهم وتخفي ق�شوتك وراء األف�ظ حلوة .ومع ذلك ف�أي لذة يف اأن حتب الن��س على رغمهم اإذا اأحلحت على اأحد يف املعونة فلم ي�شمع لك ومل يحفل بك ثم اأقبل عليك مينحك معونته وقد ا�شتغنيت عنه�؟ األ ت�شعر ب�أن لذة هذه املعونة ت�شبح ف�ترة ل علي: غن�ء فيه� .ومع ذلك فهذا هو م� تعر�شه ّ كالم حلو ولكن لي�س من وراءه �شيء (�إىل �جل�قة) – �ش�أحتدث اإىل هوؤلء اأي�ش ً� لأظهرهم على مكرك وغدرك .لقد اأقبلت تقودين ل لأحي� يف ق�رشي ولكن لتنفيني يف اأر�س جم�ورة ولتدفع عن ثيبة«طيبة» ال�رش الذي ميكن اأن ينذره� به هذا البلد .اإن جهدك ل ط�ئل فيه واإليك م� ينتظرك: �شيقيم بينكم روحي �ش�خط ً� منتقم ً� ولن يظفر ابن�ي من الأر�س التي ملكت عليه� اإل مب� ل بد منه ليدركهم� فيه� املوت .األ�شت اأعلم منك ب�أمور ثيبة«طيبة»؟ اإن علمي به� اأ�شح من علمك لأين اآخذه عن الثق�ت عن اأبولون وعن زو�س اأبي اأبولون .لقد اأقبلت بفم ك�ذب .اإن ل�ش�نك حل�د ولكن األف�ظك ت�شووؤك اأكرث مم� حت�شن اإليك .هلم اإين اأعلم اأين لن اأقنعك ب�شيء .ان�رشف ودعن� نع�س يف هذه الأر�س .لن ن�شقى ب�حلي�ة مهم� ت�شوء ح�لن� اإذا ر�شين� عن حي�تن�. كري�ن – اأتظن اإن اإخف�قي يف هذا اجلدال ي�رشين اأكرث مم� ي�رشك. �أويديب��س – اإين �شعيد لأنك ل ت�شتطيع اأن تقنعني ول اأن تقنع من حويل. كري�ن – ي� لك من �شقي! األن يعلمك الزم�ن يوم ً� م� اأن تكون ع�ق ًال حكيم�ً؟ اأت�أبى اإل اأن تخزى �شيخوختك. �أويديب��س – اإن ل�ش�نك لذلق ولكني ل اأعرف اأحداً يذكرك ب�خلري. كري�ن – فرق بني الكالم الكثري والكالم املقنع. �أويديب��س – واإذن ف�أنت قليل الكالم واأنت ل تتكلم اإل حني يكون يف الكالم مقنع! كري�ن – لي�س هذا من غري �شك م� يظنه رجل مثلك. �أويديب��س – اخرج من هذه الأر�س؛ هذا اأمر األقيه اإليك ب��شم هوؤلء الن��س .ل تراقبني ول تتبعني يف هذه الأر�س التي يجب اأن اأنفق فيه� حي�تي. كري�ن – اإين اأحتكم اإىل هوؤلء الن��س ل اإليك ،ف�إم� ردك على اأ�شدق�ئك ف�إذا ظفرت بك. �أويديب��س – من ذا الذي ي�شتطيع اأن يظفر بي على رغم جرياين؟ كري�ن – �شينزل بك العق�ب من غري �شك حتى ولو مل توؤخذ. �أويديب��س – اإنك تنذر فب�أي عمل تتبع هذا النذير؟ كري�ن – لقد اأخذت اإحدى ابنتيك و�ش�آخذ الأخرى عم� قليل. �أويديب��س – ي� لالآلهة! كري�ن – �شتحت�ج بعد حني اإىل دع�ء الآلهة اأكرث مم� حتت�ج الآن. �أويديب��س – اأوقعت ابنتي بني يديك؟ كري�ن – و�ش�آخذ الأخرى يف اأ�رشع وقت. كري�ن – اإذن ف�شتعلن احلرب على ثيبة«طيبة» اإن م�ش�شتني ب�أذى. �أويديب��س – اأمل اأقل ذلك؟ رئي�س �جل�قة (حلار�س من حر�س كري�ن) – دع هذه الفت�ة واأ�رشع. كري�ن – ل ت�أمر م� دام ال�شلط�ن لي�س اإليك. رئي�س �جل�قة (للحار�س نف�سه) – اأقول لك دعه�. كري�ن (للحار�س) – واأن� اآمرك ب�أن مت�شي به�. رئي�س �جل�قة (م�سطربا) – النجدة النجدة! اأ�رشعوا ي� اأهل كولون�! لقد اأهينت اأثين� ،نعم لقد اأهينت واعتدي عليه� .اأ�رشعوا اإىل جندتن�! �أنتيج�نا – اإنهم يقودونني ،م� اأ�شق�ين اأيه� الغرب�ء! �أويديب��س (يندفع متحم�س ًا) – اأين اأنت ي� ابنتي؟ قوي�. �أنتيج�نا – اإنهم يدفعونني دفع ً� ًّ �أويديب��س – مدي ذراعيك ي� ابنتي. �أنتيج�نا – ل اأ�شتطيع. كري�ن (حلر�سه) – األ تقودونه�؟ �أويديب��س – م� اأ�شق�ين! م� اأ�شق�ين! �أويديب��س – اأيه� الذين اأج�روين م�ذا ت�شنعون؟ اأتخفرون ذمتي؟ األ تخرجون هذا الآثم من اأر�شكم؟ رئي�س �جل�قة – ان�رشف اأيه� الغريب، اأ�رشع اإىل الرحيل من هذه الأر�س؛ اإن م� فعلت وم� اأنت مقدم عليه جلرم عظيم. كري�ن (للحر�س �لذي ير�فقه) – لقد اآن اأن تقودوا هذه الفت�ة ق�رشاً اإذا مل تتبعكم. �أنتيج�نا (حتاول �أن تفلت من �حلر�س �لذي يحيط بها) – م� اأ�شق�ين! اأين املهرب؟ اأي معونة اأ�شتطيع اأن اأنتظر من الآلهة اأو من الن��س؟ رئي�س �جل�قة (قائما دون �أنتيج�نا ومنذر�ً) – م�ذا ت�شنع اأيه� الغريب؟ كري�ن – لن اأم�س هذا الرجل ولكني اآخذ هذه الفت�ة لأنه� يل! �أويديب��س – اأي �ش�دة هذا البلد. رئي�س �جل�قة – اأيه� الغريب لي�س م� ت�شنعه عدلً. كري�ن – بل هو العدل. رئي�س �جل�قة – كيف ك�ن ذلك؟ كري�ن – من حقي اأن اأقود اأبن�ء اأ�رشتي. �أويديب��س (م�سطرب ًا) – ي� للمدينة! رئي�س �جل�قة – م�ذا ت�شنع اأيه� الغريب؟ دع هذه الفت�ة واإل ف�شتبلو قوة ذراعي. كري�ن – وراءك. رئي�س �جل�قة – كال لن اأتقهقر اأم�م هذه اجلراأة. (يخرج �حلر�س ومعهم �أنتيج�نا) كري�ن – لن ت�شعى بعد الآن معتمداً على ه�تني الدع�متني ل�شيخوختك ،ف�نت�رش الآن م� دمت تريد اأن تنت�رش على وطنك وعلى اأ�شدق�ئك الذين اأمروين اأن اأفعل م� فعلت و�شيعلمك الزمن اأنك ت�شيء الآن اإىل نف�شك ،م� اأ�شك يف ذلك كم� فعل من قبل معر�ش ً� عن اأ�شدق�ئك م�شتمع ً� لغ�شبك الذي اأ�ش�ء اإليك دائم�ً. (يهم باخلروج) رئي�س �جل�قة – اأق�شم اأيه� الغريب... كري�ن – اأحظر عليك اأن مت�شني. رئي�س �جل�قة – لن اأطلقك حتى ترد ه�تني الفت�تني. كري�ن – اإذن ف�شتفر�س على اأثين� غرامة �شخمة ف�إين لن اأكتفي ب�أخذ ه�تني الفت�تني. رئي�س �جل�قة – وم�ذا تخيل لنف�شك اأي�ش�ً؟ كري�ن – �ش�أقب�س على هذا الرجل و�ش�أقوده. رئي�س �جل�قة – ي� للجراءة؟ أمتن ذلك اإل اأن يردعني عنه �شيد كري�ن – ل َّ هذه الأر�س. 25 �أويديب��س – ي� لك من وقح! اأت�شتطيع اأن مت�شني؟ كري�ن – اآمرك ب�ل�شمت. �أويديب��س – لت�أذن يل اآلهة هذه الأر�س ب�أن اأنطق بهذه اللعنة .اأيه� اجلب�ن! لقد اأخذت مني ال�شخ�شني اللذين ك�ن� يري�ن يل وتريد اأن ت�أخذين ول ح�مي يل! فليق�س عليك الإله الذي ل يخفى عليه �شيء اأبولون ب�حلي�ة التي ق�شى به� علي يف �شيخوختي. ّ كري�ن – اأترون اإىل هذا ي� اأهل هذه الأر�س؟ يل �أويديب��س – نعم اإنهم يرون اإليك واإ ّ وي�شهدون اأنك ت�شووؤين ب�لعمل ول اأ�شووؤك اإل ب�للفظ. كري�ن – كال لن اأكبح غ�شبي (م�سري�ً �إىل �أويديب��س) و�ش�أقوده ق�رشاً واإن تقدمت بي ال�شن واإن كنت وحيداً. (ي�رصع �إىل �أويديب��س لياأخذه) �أويديب��س (م�سطرب ًا) – وا�شقوت�ه! رئي�س �جل�قة – ب�أي وق�حة اأقبلت اأيه� الغريب اإن ظننت اأنك �شتتم م� تنذر به. كري�ن – بل اأن� واثق بذلك. رئي�س �جل�قة – اإذن فلن تكون هذه املدينة �شيئ�ً. كري�ن – اإن ال�شعيف نف�شه ينت�رش على القوي اإذا ك�ن احلق �شالحه. �أويديب��س – اأت�شمعون مل� يقول؟ رئي�س �جل�قة – ولن يتمه ،ذلك �شيء ل اأ�شك فيه. كري�ن – زو�س وحده يعلم ذلك ،اأم� اأنت فال علم لك به. رئي�س �جل�قة – األي�شت هذه اإه�نة؟ كري�ن – اإه�نة ،نعم! ويجب اأن حتتمله�. رئي�س �جل�قة (م�سطرب ًا) – النجدة ي� اأهل املدينة النجدة! ي� �ش�دة هذه الأر�س اأ�رشعوا! اأ�رشعوا اإن هوؤلء الن��س يتعدون كل حد. (يقبل ثي�سي��س م�رصع ًا) م ثي�سي��س – م� هذا ال�شي�ح .م�ذا يجري؟ ِ َ تخ�ف؟ لقد كنت عند املذبح اأ�شحي لإله البحر أبن علي عملي؟ ا ْ ح�مي هذه القرية ،ففيم قطعت ّ يل لأعلم كل �شيء فمن اأجل هذا عدوت اإىل املك�ن عدواً .وقد ك�نت قدم�ي تودان لو ا�شت�أنيت. �أويديب��س – اأيه� العزيز ثي�شيو�س لقد عرفت �شوتك .لقد اأ�رشف هذا الرجل يف اإه�نتي. عدد 143 7متوز 2010 ثي�سي��س – اأي اإه�نة؟ تكلم ،من ذا الذي �ش�قه� اإليك؟ �أويديب��س – كريون هذا الذي تراه قد ابنتي اللتني بقيت� يل! �شلبني ّ ثي�سي��س – م�ذا تقول؟ �أويديب��س – اإنك لتعلم الآن م� احتملت من اأمل. ثي�سي��س (خلدمه م�سري�ً �إىل مذبح ب��سيدون) – األ يذهب اأحدكم اإىل هذا املذبح فيبلغ ال�شعب كله فر�ش�نه وم�ش�ته اأمري ب�أن يرتكوا القرب�ن وي�رشعوا اإىل حيث يلتقي الطريق�ن اللت�ن ي�شلكهم� امل�ش�فرون فيمنعوا اأن يذهب اأحد به�تني الفت�تني واأن اأ�شبح �شحكة هذا اجل�ر بعد م� اأمل به من مكروه (ي�رصع �أحد �خلدم) اذهب ف�أنفذ اأمري م�رشع ً� (م�سري�ً �إىل كري�ن) اأم� هو فلو اأين ا�شتجبت لغ�شبي الذي ي�شتحقه مل� اأفلت من يدي �ش�مل�ً .ف�إنه خليق يف هذه الظروف اأن تنفذ فيه القوانني التي حمله� اإىل هذا املك�ن واأن تنفذ فيه وحده� (�إىل كري�ن) لن تخرج من هذه يل ه�تني الفت�تني .اإن �شريتك الأر�س حتى ترد اإ ّ اإه�نة يل واإه�نة لأ�رشتك واإه�نة ملدينتك .لقد دخلت مدينة تقدر العدل وتدبر القوانني اأعم�له� جميع�ً؛ واإذا اأنت تزدري هذا كله فتقتحم حدوده� وتط�أ اأر�شه� وت�أخذ م� يعجبك اأن ت�أخذه ،متلكه ب�لقوة والعنف .ولعلك ظننت اأن اأثين� قد خلت من الرج�ل واأنه� مل تكن اإل مدينة م�شتعبدة واأين ل�شت �شيئ�ً .ومع ذلك ف�إن ثيبة«طيبة»مل تعلمك ال�رش ف�إنه� ل تغزو من ينحرفون عن العدل ولن تثني عليك حني تعلم اأنك �رشقت م� حق يل ،م� هو حق الآلهة حني اأخذت ب�لقوة هو ٌّ ه�تني ال�شقيقتني اللتني ا�شتج�رت� بي .ذلك �شيء لن اأ�شنعه ولن اأ�شتبيح لنف�شي اإذا وطئت اأر�شك اأن اآخذ اأحداً من اأهله� ب�لعنف حتى لو ك�ن يل احلق يف ذلك ،واإمن� اأنتظر فيه اإذن �ش�حب الأمر مهم� يكن .هن�لك اأعرف كيف تكون �شرية الغريب بني املواطنني من اأهل املدينة .اأم� اأنت ف�إنك تخزى مدينتك ،وكلم� مر الزمن بك جمع عليك ال�شيخوخة واحلمق .لقد اأ�شدرت اأمري منذ يل حني واإين اأعيد الآن هذا الأمر :يجب اأن تع�د اإ ّ ه�ت�ن الفت�ت�ن يف اأ�رشع وقت اإن مل ترد اأن تقيم يف هذه الأر�س على كره منك .هذا كالم يوؤديه اإليك فمي كم� يفكر فيه عقلي. رئي�س �جل�قة – اأترى اإىل اأي ح�ل انتهيت اأيه� الغريب؟ اإن مولدك لينبئ ب�أنك رجل يوؤثر العدل ومع ذلك فقد اقرتفت عم ًال اآثم�ً. كري�ن – ل اأقول ي� ابن اأج�يو�س اإن هذه املدينة قد خلت من الرج�ل ،ومل اأقدم على اأن تفكر يف العدل .هذه هي الآث�م التي تورطت فيه� ،لقد دبر الآلهة كل �شيء .واإذا ك�نت نف�س علي �شيئ�ً. اأبي حية ف�أن� واثق ب�أنه� لن تنكر ّ ولكنك تلومني اأنت اأيه� الرجل اجل�ئر امل�هر يف التحدث بكل �شيء ،مب� ل خطر له ومب� له اخلطر كل اخلطر ،مب� ميكن اجلهر به ومب� يجب اأن يظل �رشا مكتوم�ً. ًّ اإن ترى اخلري يف متلق ثي�شيو�س ويف الثن�ء على اأثين� وقوانينه� ،ويف اأثن�ء هذا التملق تن�شى �شيئ ً� واحداً وهو اأن هن�ك مدينة ترعى حق الآلهة ،والأثينيون يعرفون هذه املدينة .واأنت تريد اأن تنتزعني من هذه املدينة ،اأن� ال�شيخ امل�شتجري به� الالجئ اإليه� ،مت�شني ب�لأذى وتذهب ب�بنتي .من اأجل هذا اأ�رشع اإىل اآلهة هذه الأر�س يف اأن يكونوا معي لتعلم اأي الن��س يحميه� ويذود عنه�. رئي�س �جل�قة – اإن الغريب اأيه� امللك رجل خري! اإن �شق�ءه لعظيم! اإنه خلليق ب�ملعونة. ثي�سي��س – ح�شبن� كالم�ً! اإن املعتدين مي�شون ونحن نقيم يف هذا املك�ن. كري�ن – م�ذا تريد اأن ي�شنع رجل ل �شند له؟ ثي�سي��س – ام�س يف اآث�رهم واأن� معك وكذلك تظهرين على ه�تني الفت�تني اللتني يجب يل مهم� يكن املو�شع الذي اأخفيتهم� اأن تعودا اإ ّ فيه .ف�إذا ك�ن املعتدون قد م�شوا ب�لفري�شة فال ب�أ�س ول خطر ،هن�ك قوم ي�رشعون يف اآث�رهم هلم دلني على ول اأمل يف الإفالت منهمّ . الطريق ،واعلم اأن ال�ش�رق م�رشوق واأن احلظ قد اأوقعك فيم� ن�شبت من ال�رشاك .اإن م� يوؤخذ ب�ملكر واخلداع ل ميكن الحتف�ظ به ،ولن جتد معونة واإن كنت واثق ً� ب�أنك مل تقدم على هذه اجلراءة اإل واأنت معتمد على القوة وال�شالح ،لقد اعتمدت على بع�س الن��س فيم� اأقدمت عليه، فالأحتط لذلك ولأجتهد يف اأن ل تكون هذه املدينة �شعيفة ك�لرجل الوحيد .اأتفهم عني م� اأقول اأم تظنه لغواً ك�لذي قيل لك حني كنت تهيئ مل� عملت؟ كري�ن – لي�س يل م� اأر ّد به على م� تقول م� دمت هن� ،ف�إذا بلغت ثيبة«طيبة» ف�شتعلم م� ينبغي اأن نفعل. ثي�سي��س – اأنذر الآن ،ولكن تقدم ،اأم� اأنت ي� اأويديبو�س ف�أقم ولي�س عليك ب�أ�س .ثق ب�أن لن اأقف قبل اأن اأرد عليك ابنتيك اإل اأن يدركني املوت. �أويديب��س – ليمنحك الآلهة م� اأنت اأهل له من ال�شع�دة مك�ف�أة لك على كرمك وحم�يتك للج�ر. م� اأقدمت عليه بغري �شبب معقول كم� تزعم، ولكني اأعلم اأن اأحداً من الأثينيني لن ي�رشف يف حب ذوي قرب�ي اإىل حيث يحب�شهم يف هذه الأر�س على رغم مني .واأعلم اأي�ش ً� اأن الأثينيني ل يقبلون يف بالدهم رجال قتل اأب�ه ودن�س نف�شه واتخذ اأمه زوج�ً .اأعلم هذا كله كم� اأعرف حكمة جمل�شكم الق�ش�ئي الأعلى .عليه اعتمدت حني اأخذت فري�شتي .وم� كنت لأفعل ذلك لول م� نطق به هذا الرجل من الكالم الذي ا�شتنزل يل علي وعلى اأ�رشتي .لقد وجهت اإ ّ فيه اللعن�ت ّ الإه�نة ف�أردت اأن اأر ّده� مبثله� .اإن الغ�شب ل يعرف ال�شيخوخة واإمن� يعرف املوت وحده. والآن ت�شتطيع اأن تفعل م� ت�ش�ء ،ف�إن ق�شيتي ع�دلة ولكني وحيد ،ف�أن� اإذن �شعيف .ومع ذلك ف�ش�أجتهد يف الدف�ع عن نف�شي مهم� اأبلغ واأكن �شيخ�ً. �أويديب��س – اأيه� الك�ئن الوقح! اإىل اأين� ت�شوق هذه الإه�نة حني تتحدث هذا احلديث يل اأم اإىل نف�شك؟ اإن فمك ليلومني يف األوان من اإ ّ الإثم وال�شق�ء احتملته� على الرغم مني ،لأن الآلهة اأرادت ذلك ،واأرادته يف اأكرب الظن لأنه� واجدة على اأ�رشتي منذ زمن بعيد .لن ت�شتطيع اأن تلومني اأن� يف خطيئة واحدة لأين اإمن� اقرتفت هذه الآث�م يف ذات نف�شي ويف ذات اأ�رشتي واإل فبني يل كيف األم على موت اأبي اإذا ك�ن وحي ّ الآلهة قد اأنب�أه ب�أن املوت �شي�أتيه من يد ابنه؟ اأنب�أه بذلك قبل اأن اأولد وقبل اأن اأمنح احلي�ة من�شي� .كيف كنت اأ�شتطيع اأن وحني كنت ن�شي ً� ًّ اأرد عنه هذا املوت؟ كيف تلوموين على هذا وقد اأقبلت حني ك�ن يجب اأن اأقبل ،فخ��شمت اأبي غري ع�مل ب�أبوته ول ع�مد خل�شومته وقتلته غري مريد هذا القتل؟ اأم� اأمي اأيه� ال�شقي فقد كنت خليق ً� اأن ت�شتخزي من اأن ت�شطرين اإىل احلديث عن القرتان به� وهي اأختك� .ش�أحتدث عن هذا الزواج؛ لن اأخفي من اأمره �شيئ ً� م� دمت اأنت الذي يدفعني اإىل ذلك .لقد ولدتني! نعم لقد ولدتني – ي� لل�شق�ء! – دون اأن اأعلم ودون اأن تعلم هي ب�أمر امل�شتقبل – ثم منحتني اأبن�ء هم م�شدر خزيه� .ومع ذلك فهن�ك �شيء اأعلمه واأحتدث عنه راغم ً� على حني تتحدث اأنت ع�مداً اإىل كل م� تتحدث به .ولكني لن اأعرتف ب�أين م�شوؤول عم� ك�ن من موت اأبي ومن هذا الزواج .اإين األقي عليك �شوؤا ًل ف�أجب عليه اأنت الرجل العدل :اإذا اأقبل عليك رجل يف هذا املك�ن يريد اأن يقتلك. اأتتبني اأنه اأبوك قبل كل �شيء اأم ت�رشع اإىل رد عدوانه وعق�به على م� ح�ول من قتلك .اأظن اأنك تع�قب املذنب اإن كنت حتب احلي�ة ،تع�قبه دون 26 (يخرج ثي�سي��س وكري�ن) �جل�قة (يف ن�ساط) – ليتني كنت يف املك�ن الذي �شيكر اإليه العدو مق�ت ًال حيث ي�شمع �شليل ال�شيوف قريب ً� من �ش�حل اله�لكني( )17الذين اأقفلوا اأفواه كهنتهم مبفت�ح من الذهب( ،)18هن�لك يلتقي البطل ثي�شيو�س ب�لفت�تني اللتني ق�دهم� العدو ،يلتقون و�شط ال�شجيج والعجيج. اأو لعل العدو قد هربوا نحو مغرب ال�شم�س هن�لك حيث تغطى اجلب�ل ب�لثلوج ،عدت بهم نحو م�أمنهم اأفرا�س جي�د� .شيوؤخذ العدو ،فم� اأ�شد القوة التي ت�شعى يف اأثره! م� اأ�شد قوة اأ�شح�ب ثي�شيو�س! اإن �شك�ئم اللجم لرت�شل ال�رشر يف كل مك�ن ،ومن كل وجه تقبل اخليل التي تكرم الإلهة الف�ر�شة اأثين� واإله البحر الذي يحيط ب�لأر�س من كل مك�ن بو�شيدون ابن ري�. اأتراهم يف بطء ثم يف اإ�رشاع ي�شطرعون؟ اأتراهم يرتددون؟ اإين لأقدر يف �شمريي اأن لن مي�شي وقت ق�شري حتى تخف اآلم الذين احتملوا ال�رش من ذوي قرب�هم� .شيعمل ،نعم �شيعمل زو�س يف هذا اليوم .اإين لأتوقع مع�رك ف��شلة .ليتني كنت ط�ئراً �رشيع ً� ك�لع��شفة! اإذن لبلغت ال�شح�ب ولأ�رشفت على هذا ال�رشاع. اأي زو�س! اأي ملك الآلهة الذي يرى كل �شيء. امنح �شيد هذه الأر�س قوة متكنه من اأن يكمن للعدو وي�شتنقذ منه فري�شته .امنحيه هذه القوة اأيته� الآلهة اأثين� وليعنه كذلك اأبولون واأخته هذه التي تتبع الوح�س يف غ�ب�ته. رئي�س �جل�قة – لن تقول يل اأيه� الغريب اله�ئم حني اأرى م� يقع وحني اأحتدث به اأين ك�هن ك�ذب .اإين اأرى ابنتيك تدنوان اإنهم� تردان اإليك يف حفل من الن��س. �أويديب��س – اأين هم�؟ كيف؟ م�ذا تقول؟ (تدخل �أنتيج�نا و�أ�سمينا ومعهما ثي�سي��س ومن ح�لهما عدد �سخم من �لرجال �مل�سلحني) �أنتيج�نا (مندفعة �إىل �أبيها) – اأي اأبتِ ! اأي اأبتِ ! ليت الآلهة مينحونك عين ً� مب�رشة ترى به� هذا الرجل الكرمي الذي ردن� اإليك! �أويديب��س – اأكلت�كم� هن� ي� ابنتي؟ �أنتيج�نا – نعم ،اأنقذن� ثي�شيو�س بذراعيه القويتني وبنجدة اأ�شح�به وح�شن بالئهم. ابنتي! ادنوا من �أويديب��س – ادنوا مني ي� ّ اأبيكم� ليقبلكم� فلم اأكن اأنتظر عودتكم�! �أنتيج�نا – �شي�شتج�ب دع�وؤك ف�إين اأحب اأن اأ�شتجيب له. �أويديب��س – اأين اأنتم� اإذن؟ �أنتيج�نا – ه� نحن ه�ت�ن ب�لقرب منك. علي ي� ابنتي! �أويديب��س – م� اأعزكم� ّ �أنتيج�نا – كل �شيء عزيز على الآب�ء. �أويديب��س – اأي عم�د �شيخوختي! �شقي ل�شيخوخة ب�ئ�شة! �أنتيج�نا – عم�د ّ �أويديب��س – اإين اأ�شم اإىل �شدري اأحب يل الك�ئن�ت اإيلّ .لن اأ�شقى بعد اأن رددمت� اإ ّ واإن اأدركني املوت .اأ�شنداين ي� ابنتي من ميني و�شم�ل .اأقيم� حول اأبيكم� ،و�شلي�ه عن حي�ته اله�ئمة الوحيدة الب�ئ�شة ،واأنبئ�ين يف اإيج�ز مب� ك�ن ،ف�إن الإيج�ز خليق ب�لعذارى. �أنتيج�نا – هذا هو منقذن� وهو الذي ينبغي اأن ت�شمع له ي� اأبتِ و�شتكون ق�شتي ق�شرية كم� تريد. �أويديب��س – اأيه� اجل�ر الكرمي ل يده�شك يل اإحل�حي على ابنتي يف احلديث فقد ُر ّدت� اإ ّ ّ على غري انتظ�ر .اإين لأعلم اأن م� ميالأ قلبي من فرح اإمن� ج�ءين من عندك .ف�أنت الذي اأنقذتهم� اأنت وحدك .فلت�شبغ عليك الآلهة من نعمته� م� اأريد لك ولهذا البلد ف�إين مل اأجد اإل عندك م� كنت اأحت�ج اإليه من الرحمة والكرم وال�رشاحة .اأعرف هذا كله واأ�شكره لك .اإمن� اأن� مدين لك وحدك مب� ير�شيني وي�رشين ،ومن اأجل هذا اأ�ش�ألك اأيه� امللك اأن متنحني ميينك لأم�شه� ،لألثمه� ،واإذا ك�ن يب�ح يل اأن اأقبلك ف�منحني وجهك .ولكن م�ذا اأقول؟ كيف يت�ح لب�ئ�س مثلي اأن يطمع يف اأن مت�س يدك رج ًال دن�شته الآث�م. كال ل اأريد ذلك بل اأن� اأرف�شه .اإمن� مي�شني وي�ش�طرين بوؤ�شي من تعودوا �شق�ئي .تقبل ين حيث اأنت واأقم على حم�يتي كم� اإذن اأم� ّ عودتني. ثي�سي��س – اأم� اأنك اأطلت احلديث اإىل ابنتيك بعد اأن ردت� اإليك فذلك ل يده�شني ،كم� ل يده�شني اأنك اآثرت حديثهن على حديثي .لن ي�شوءين ذلك ف�إين ل اأجمد حي�تي ب�لألف�ظ واإمن� اأجمده� ب�لأعم�ل .واأن� اأثبت ذلك ،ف�إين مل اأحنث فيم� اأق�شمت لك عليه اأيه� ال�شيخ ،ه�أنذا اأم�مك اأرد اإليك ابنتيك ومل ينلهم� اأذى من وعيد كريون. كيف انت�رشن� يف املعركة؟ وم� الف�ئدة يف اأن اأق�س عليك ذلك يف زخرف القول؟ �شتعلمه من ابنتيك حني تق�ش�نه عليك .ومع ذلك فقد يل حني عدت اإىل هذا املك�ن نب�أ ي�شتحق األقى اإ ّ تفكريك� .شت�شمعه الآن ولكنه يثري الده�س ،ولي�س ينبغي لأحد اأن يهمل �شيئ�ً. �أويديب��س – م� هذا النب�أ ي� ابن اأجيو�س؟ األقه اإيلّ .اإين اأجهل كل م� اأنبئت به. ثي�سي��س – يق�ل اإن رج ًال جمهو ًل لي�س من مدينتك ولكنه من اأ�رشتك قد جث� �ش�رع ً� اأم�م مذبح بو�شيدون حيث كنت اأ�شحي قبل اأن ا�رشع اإىل هذا املك�ن. �أويديب��س – من اأي البالد هو؟ وم�ذا يريد حني يجثو �ش�رع ً� على هذا النحو؟ ثي�سي��س – ل اأعرف اإل �شيئ ً� واحداً وهو اأنه ي�ش�ألك ،فيم� يق�ل ،جواب ً� ق�شرياً ل يكلفك جهداً م�. �أويديب��س – اأي جواب؟ اإن ح�له لتثري القلق. ثي�سي��س – يق�ل اإنه يريد اأن يح�رش اإىل هذا املك�ن لين�جيك واأن يعود دون اأن يتعر�س ثي�سي��س – ومن ع�شى اأن يكون هذا الرجل الذي اأنكر مقدمه؟ �أويديب��س – هو ابني اأيه� امللك ،ابني الذي يوؤذيني كل الأذى اأن اأ�شمع له. ثي�سي��س – وم�ذا؟ األي�س هذا ممكن ً� يف غري اإكراه لك؟ ومل يوؤذك اأن ت�شمع له؟ يل اأيه� امللك �أويديب��س – لي�س اأبغ�س اإ ّ من اأن ي�شل �شوت هذا البن اإىل اأذن اأبيه ،فال ت�شطرين اإىل اأن اأذعن لهذا املكروه. ثي�سي��س – اإنه �ش�رع متو�شل ب�لآلهة ف�حذر اأن ت�شوء الإله الذي يحميه. �أنتيج�نا – اأي اأبتِ ا�شتمع مل�شورتي برغم �شب�بي .اأر�س امللك ومكنه من اإر�ش�ء الآلهة كم� خلطر م�. �أويديب��س – من ع�شى اأن يكون هذا ال�ش�رع؟! ثي�سي��س – فكر ع�شى اأن يكون لك يف مدينة اأرجو�س من الأق�رب من يحت�ج اإىل هذا احلديث. �أويديب��س – اأيه� ال�شديق العزيز ل تزد على هذا �شيئ�ً. ثي�سي��س – م� بك؟ �أويديب��س – ل ت�ش�ألني عم� بي .اإين اأعلم يل من هو هذا ال�ش�رع. من حديث ابنتي اإ ّ يريد واقبل من اثنتين� اأن يح�رش اأخون� اإىل هذا املك�ن .لن يكرهك على اأن تغري راأيك ،ف�طمئن، ف�إذا مل يقل لك �شيئ ً� ينفعك ف�أي خطر يف اأن ت�شمع لبع�س الكالم .اإن الكالم لينم عم� يدبر �ش�حبه من الكيد .لقد منحته احلي�ة ،فمهم� يقدم اإليك من اأذى ومهم� يخ�لف بذلك عن اأمر الآلهة �رشا. فم� ينبغي لك ي� اأبت اأن جتزيه من ال�رش ًّ دعه يقبل؛ اإن لغريك من الن��س اأبن�ء اآثمني واإن ذلك يثري يف نفو�شهم حفيظة وموجدة ،ولكنهم ي�شمعون لن�ش�ئح الأ�شدق�ء ويهدئون من حدة غيظهم ،فكر يف امل��شي ل يف احل��رش ،فكر يف ال�رش الذي ج�ءك من اأبيك واأمك ،ف�إنك اإن فكرت يف ذلك عرفت من غري �شك م� ينتجه الغ�شب من ال�رش .اإن لك على ذلك لدلي ًال وا�شح ً� يف عينيك ه�تني اللتني فقدت� النور .اإذن ف��شمع لن� فم� ينبغي اأن يطيل التو�شل والت�رشع من ج�ء يطلب �شيئ ً� ع�دلً .وم� ينبغي اأن يتلقى الإن�ش�ن معروف ً� ثم ل يح�شن اأن ير ّده على �ش�حبه. �أويديب��س – ي� ابنتي! اإن انت�ش�ر راأيكم� علي ليوؤملني ،فليكن مع ذلك م� تريدان .ولكن ّ اأيه� اجل�ر ،اإذا اأقبل هذا الرجل فال متكنه من اأن ي�أخذين. علي ثي�سي��س – ل�شت يف ح�جة اإىل اأن تعيد ّ الأمر مرتني اأيه� ال�شيخ .اإن مرة واحدة لتكفي كل الكف�ية .ل�شت اأحب اأن اأمتدح ،ولكن تعلم اأن اأمنك ل �شك فيه م� منحني بع�س الآلهة حم�يته. (يخرج) 27 �جل�قة (يف بطء) – من اأحب طول احلي�ة ومل ير�س ب�لأجل امل�ألوف فهو عندي اأحمق م�أفون. اإن م� حتمله لن� احلي�ة الطويلة يف اأكرث الأحي�ن اأ�شبه ب�ل�شق�ء منه ب�ل�شع�دة! ل اأمل يف الفرح اإذا جت�وز الإن�ش�ن حده امل�ألوف ،واإمن� الدواء الذي اأعد لن� جميع ً� هو املوت حني يقبل زورق اأدي�س �ش�مت ً� ل ي�شحبه غن�ء الزواج ول املو�شيقى ول اجلوقة .خري احلظوظ اأن ل يولد الإن�ش�ن، وقريب من هذا احلظ ال�شعيد اأن يولد الطفل فال يك�د يرى ال�شوء حتى يرجع اأدراجه ويعود اإىل حيث ك�ن! من ذا الذي ي�شتطيع اأن يخل�س من الأمل اإذا جت�وز ال�شبيبة التي ل حتمل اإل جنون ً� وغروراً؟! اأي الآلم �رشف عن� :غرية خ�شومة، فتنة �رشاع ،وقتل؟! ثم ي�أتي اأ�شواأ احلظوظ واأقبح العواقب البغي�شة الف�ترة الغ�فلة :ال�شيخوخة .ل �شديق اإمن� تتبعه الآلم التي ل حد له� يف قوة. هذا حظ هذا الرجل ال�شقي ل حظي اأن� وحدي ت�شدمه عوا�شف ال�رش يف غري انقط�ع كم� ت�شدم العوا�شف اله�ئلة �شواحل ال�شم�ل اأثن�ء ال�شت�ء، ي�أتي بع�شه� من الغرب حيث تنحدر ال�شم�س، وي�أتي بع�شه� من ال�رشق حيث ت�شعد ،وي�أتي بع�شه� من الو�شط حيث تر�شل ال�شم�س اأ�شعته� اأثن�ء النه�ر ،وي�أتي بع�شه� اآخر الأمر من جب�ل ال�شم�ل حيث يقيم الليل. (يرى ب�ليني�س مقب ًال من بعيد) �أنتيج�نا – اأي اأبت! هذا هو الغريب فيم� اأرى يقبل علين� وحيداً ي�شب من عينيه دموع ً� غزاراً. �أويديب��س – من هو؟ عدد 143 7متوز 2010 �أنتيج�نا – هو الذي كن� نفكر فيه اآنف�ً ،هو بوليني�س .لقد اأقبل. ب�ليني�س – اآه .م�ذا اأ�شنع؟ اأيجب اأن اأندب أختي اأم هذا قبل كل �شيء اآلمي اخل��شة اأم ا ّ منفي� الذي اأراه اأم�مي؟! اأبي اإين اأراه هن� بينكم ًّ يف اأر�س غريبة يك�شوه هذا الثوب التع�س الذي بعد عهده ب�لدن�س حتى ك�أنه ي�ش�رك ج�شمه يف ال�شيخوخة وحتى اأظهره يف هذا املظهر املخزي، وي�شطرب على راأ�شه ال�رشير �شعر اأ�شعث خمتلط. وم� اأ�شك يف اأن الطع�م الذي يحمله ليغذي به ج�شمه ال�شقي يالئم هذه الهيئة الرثة التي اأراه�. اإين لولد ع�ق! لقد عرفت ذلك بعد فوات الوقت؛ واإين لأ�شهد الن��س جميع ً� على اأين �رش الرج�ل تلق هذا العرتاف مني ل من واأ�شدهم اإثم�ًَّ ، غريي .ومع ذلك ف�إن احللم يج�ل�س زو�س حني يقبل على جميع اأعم�له .فليكن احللم جلي�شك ي� اأبت ف�إن اآث�مي التي ل ميكن اأن تزيد م� تزال ق�بلة لالإ�شالح! اإنك �ش�مت ،مل�ذا؟ قل كلمة ي� اأبي! ل حتول وجهك عني .اإنك ل جتيبني! تريد اأن تردين مزدري ً� يل دون اأن تقول يل كلمة، دون اأن تظهرين على م�شدر غ�شبك .ي� ابنتي اأويديبو�س! ي� اأختي اجتهدا اأنتم� على اأقل تقدير امللح يف اأن حتمال اأبي على اأن يقطع �شمته هذا ّ الذي ل يط�ق؛ حتى ل يردين حمتقراً يل على هذا النحو واأن� املتو�شل ب�لآلهة. �أنتيج�نا – قل اأنت اأيه� ال�شقي فيم� اأقبلت؟! اإن الكالم اإذا ط�ل اأنطق ال�ش�متني مب� يبعث فيهم من لذة اأو م� يثري فيهم من غ�شب اأو م� ي�شيع فيهم من حن�ن. ب�ليني�س – اإذن ف�ش�أم�شي يف احلديث. اإنك لرت�شدينني اإىل �شواء ال�شبيل .ولأبداأ متو�ش ًال ب�لإله الذي كنت لئذاً مبذبحه حني ق�دين �ش�حب هذه الأر�س اإىل هذا املك�ن .وقد اأنب�أين ب�أين اأ�شتطيع اأن اآتي لألق�كم واأحتدث اإليكم واأعود اآمن�ً .واإن عليكم اأيه� الغرب�ء اأن تنفذوا م� وعدين ثي�شيو�س ،كم� اأن ذلك حق عليكم� ي� اأختي وعليك ي� اأبي .والآن اأنبئك ي� اأبت مب�شدر قدومي اإىل هذه الأر�س .لقد نفيت من اأر�س اآب�ئي لأين اأردت بحق ال�شن اأن اأجل�س على عر�شك العظيم .لذلك طردين اأخي ال�شغري اإتيوكلي�س من وطني دون اأن يقنعني بحقه؛ خدع املدينة دون اأن يخ��شمني ب�حلرب اأو ب�ل�شلم؛ وم�شدر هذا ال�رش كله غ�شبك .بذلك اأنب�أين الك�هن ،فلم اأكد اأ�شل اإىل مدينة اأرجو�س من اأر�س الدوريني حتى تزوجت ابنة اأدر�شتو�س وحتى �شمنت معونة اأولئك الذين تنتهي اإليهم الزع�مة يف تلك الأر�س ويعرفون النجدة والب�أ�س ،وقد اأزمعت 28 اأن اأجمع جي�ش ً� مع هوؤلء الزعم�ء ال�شبعة واأن اأغري على ثيبة«طيبة» ف�أموت يف �شبيل حقي يل من املدينة .وكذلك اأو اأخرج الذين اأ�ش�ءوا اإ َّ فعلت .ولكن فيم قدمت اإىل هذه الأر�س؟ اأقبلت لأتو�شل اإليك يف اأمر يت�شل بحلف�ئي وبي .اإنهم الآن بجيو�شهم ال�شبعة وب�لرم�ح ال�شبعة يحمله� الق�دة قد ح��رشوا �شهول ثيبة«طيبة» كله�، ف�أولهم( )19اأومفي�رو�س البطل امل�هر يف اجله�د وزجر الطري مع�ً؛ وث�نيهم الأبثويل كديو�س ابن اإيني��س ،وث�لثهم اإيتوكلي�س الأوجي ،ورابعهم اأكمدون الذي اأر�شله اأبوه تالوو�س ،وخ�م�شهم كب�نيو�س الذي �شمم على حتريق مدينة ثيبة«طيبة» ،و�ش�د�شهم ب�رتينوبو�س الذي يقبل من اأرك�دي� وهو ابن اأت�لنت التي امتنعت على الزواج دهراً ومل تلده اإل يف ع�رش مت�أخر وهو خليق اأن يكون ابنه�؛ واأن� �ش�بعهم اأن� ابنك ،ف�إن مل اأكنه لأين ولدت نتيجة لل�شق�ء ف�لن��س يرونني ابنك ويتحدثون بذلك ،اأن� على هذا اأقود اجلي�س فبحق اأختي ه�تني وبحقك اأنت الأرجي الب��شل. ِّ علي ومنحتني ي� اأبت اإل م� هداأت من غ�شبك ّ العفو يف هذا الوقت الذي اأذهب فيه حم�رب ً� اإىل مدينة ثيبة«طيبة» لأع�قب اأخي الذي اأخرجني من وطني وانتزع مني ملكي .ف�إذا �شدق الوحي فقد اأنب�أ ب�أن القوة والظفر �شيكون�ن ملن تظ�هره ومتنحه معونتك. اإين اأق�شم عليك بين�بيع ثيبة«طيبة» وب�آلهة اأ�رشتن� اإل م� �شمعت يل ف�إمن� نحن منفيون م�رشدون مثلك .اإمن� اأنفق حي�تي كم� تنفقه� يف متلق الغرب�ء ،فلنقت�شم احلظ ولن�شرتك فيم� هي�أ لن� الق�ش�ء .اإنك اإن متنحني اأي�رش املعونة تتح يل الظهور على عدوي ،واإذن اأردك اإىل املدينة واأ�شكنك يف ق�رشك واأ�شكن اأن� يف هذا الق�رش بعد اأن اأخرجه منه .هذا الفوز حمقق اإن اأعنتني ف�إن مل تفعل ف�أن� ع�جز حتى عن حم�ية حي�تي. ارع ي� اأويديبو�س حق الذي رئي�س �جل�قة – َ اأر�شل اإليك هذا الرجل ول ترده دون اأن تلقي اإليه جواب ً� مر�شي�ً. �أويديب��س – اأي �ش�دة هذا البلد! لو مل يكن يل واأرادين على اأن ثي�شيو�س هو الذي اأر�شله اإ ّ اأجيبه مل� �شمع �شوت اآخر الدهر .ف�شين�رشف اإذن را�شي ً� بعد اأن ي�شمع مني م� ل ير�شيه. (�إىل ب�ليني�س) اأيه� ال�شقي حني كنت م�شت�أثراً ب�ل�شوجل�ن والعر�س اللذين ي�شت�أثر بهم� اأخوك الآن يف ثيب� اأمل تطرد اأب�ك؟ اأمل تنفه؟ اأمل ت�شطره اإىل اأن يتخذ هذا الثوب الذي تراه الآن فت�شفح لروؤيته الدموع لأنك ترى نف�شك يف مثل ال�شق�ء الذي اأن� فيه؟ م� ينفعك اأن تبكي اآلمي ،يجب علي اأبي؛ ف�إذا حتققت ف�إين اأق�شم عليكم� اإن ّ عدمت� اإىل ثيبة«طيبة» اأن متنح�ين قرباً واأن يل حقوق املوتى .اإن املجد الذي تك�شب�نه توؤدي� اإ ّ الآن من عن�يتكم� ب�أويديبو�س �شي�ش�عف حني متنح�نني معونتكم�. �أنتيج�نا – اأي بوليني�س! اإين اأ�رشع اإليك يف اأن ت�شمعني. ب�ليني�س – اأي اأنتيجون� العزيزة! م�ذا تريدين؟ تكلمي. �أنتيج�نا – اأعد جي�شك م�رشع ً� اإىل اأرجو�س، ل تعر�س نف�شك للهالك. ب�ليني�س – ل �شبيل اإىل ذلك .كيف اأ�شتطيع قي�دة هذا اجلي�س مرة اأخرى اإذا هربت الآن؟ �أنتيج�نا – وفيم ال�شت�شالم للبغ�س ي� اأخي؟ م� ينفعك اأن تدمر وطنك! ب�ليني�س – اإن من اخلزي اأن اأهرب واأن اأقبل الظلم من اأخي الأ�شغر. �أنتيج�نا – اأترى اأنك حتقق لعنة اأبي وم� ينبئ به من اأنكم� �شتتب�دلن املوت؟! ب�ليني�س – كذلك يريد اأبون� وم� ينبغي يل اأن اأتقهقر. �أنتيج�نا – م� اأ�شق�ين! اأي الن��س ي�شتطيع اأن يتبعك اإذا علم مبثل هذه النبوءات. ب�ليني�س – اإنه� نبوءات م�شئومة فلن اأعلنه�! اإن الق�ئد امل�هر خليق اأن يذيع م� ي�رش ويكتم م� ي�شوء. �أنتيج�نا – وكذلك قد �شممت ي� اأخي؟ ب�ليني�س – ل ترديني ،ف�إين حري�س على اأن اأ�شلك طريقي التي �شتنتهي بي اإىل التهلكة بف�شل اأبي وبف�شل اآلهة النتق�م؛ اأم� اأنتم� فلي�شملكم� يل بعد موتي م� متنيت زو�س برع�يته اإن اأديتم� اإ ّ عليكم� فلن ت�شتطيع� اأن تنفع�ين اأثن�ء احلي�ة. حي� بعد الآن! دع�ين اأن�رشف ،وداع�ً! لن تري�ين ًّ �أنتيج�نا – م� اأ�شد اأملي! ب�ليني�س – ل تندبي حظي. �أنتيج�نا – اإنك ت�رشع اإىل موت حمقق ،فمن ذا الذي ل يرثي لك؟! ب�ليني�س – �ش�أموت اإن مل يكن من ذلك بد! �أنتيج�نا – كال! ا�شتمع لن�ش�ئحي. علي مب� ل ينبغي. ب�ليني�س – ل ت�شريي ّ �أنتيج�نا – �ش�أ�شقى اإذا حرمت حي�تك! ب�ليني�س – اإمن� م�شرين� جميع ً� بيد الآلهة! واإين لأ�رشع اإىل الآلهة يف اأن ل ت�شدم� اأثن�ء حي�تكم� مب� تكره�ن فل�شتم� يف راأي الن��س جميع ً� اأه ًال لالأمل. اأن اأحتمله� اأن� م� حييت واأن� اأذكر اإثمك يف ذات اأبيك وهو اإثم ي�شبه القتل ف�أنت الذي ي�شطرين اإىل هذه احلي�ة الب�ئ�شة .اأنت الذي ي�شطرين اإىل اأن اأهيم م�رشداً األتم�س القوت عند الغرب�ء، ولو مل يكن يل ه�ت�ن الفت�ت�ن اللت�ن ت�شندان حي�تي لأدركني املوت وكنت اأنت ق�تلي .هم� اللت�ن متدان حي�تي .هم� اللت�ن تطعم�نني .هم� رجالن ل امراأت�ن .هم� ت�ش�رك�نني يف اآلمي. ابني ،اإمن� اأنتم� ابن� رجل اأم� اأنتم� فل�شتم� ّ اآخر .من اأجل ذلك تلحظك الآلهة حلظ الغ��شب و�شي�شتد غ�شبه� اإذا زحفت هذه الكت�ئب على ثيبة«طيبة» .لن تقهر هذه املدينة� ،شت�شقط قبل ذلك و�شي�شقط معك اأخوك و�شيغمركم� الدم. هذا م� متنيت لكم� على الآلهة ،واأن� الآن اأدعو علي معينني يل� .شرتي�ن اأن من الآلهة ليقبلوا ّ احلق اإكرام الأبوين واأن من اجلور األ حتفال ب�أب �رشير واأن حتتفظ� له بهذا ال�شعور الذي ميالأ ابنتي مل ت�شريا �شريتكم� .من اأجل قلبيكم� .اإن ّ هذا �شتظل معر�ش ً� لآث�ر هذه اللعنة �شواء جل�شت مني جمل�س ال�ش�رع اأم جل�شت على العر�س، اإذا ك�ن ح ًّق� اأن العدل اخل�لد �رشيك لزو�س يف قوانينه الأبدية .اأ�رشع اإىل م� ينتظرك من الوب�ل اأيه� البن البغي�س ،اأيه� البن الذي مل اأعد له اأب�ً ،اأيه� ال�شقي بني الأ�شقي�ء! اذهب تتبعك اللعنة التي اأ�شتنزله� عليك .ل اأت�حت الآلهة لرحمك يف يوم من الأي�م اأن يظهر على وطنك. ل اأت�حت لك الآلهة اأن تعود يف يوم من الأي�م اإىل جب�ل اأرجو�س .لتهلك بيد اأخيك ولتقتل اأخ�ك الذي نف�ك .هذه لعنتي واإين لأدعو ذلك الليل البغي�س الذي يغمر دار املوتى حيث يقيم اأبي ليخطفك وليقرك يف ظالمه املت�شل .واإين لأدعو كذلك اآلهة النتق�م ،واأدعو اآر�س اإله احلرب ذلك الذي األقى بينكم� هذا العداء املنكر .اأ�شمعت يل؟ ان�رشف اإذن .ا�رشع ف�أعلن اإىل اأهل ثيبة«طيبة» واإىل حلف�ئك اأي�ش ً� هذه املنحة التي ق�شمه� اأويديبو�س بني ابنيه. رئي�س �جل�قة – اأي بوليني�س! اإين لآ�شف معك على م� تكلفت من �شفر �ش�ق ،والآن ف�ن�رشف م�رشع�ً. ب�ليني�س – اآه! ي� لك من طريق حمتوم! ي� لك من خيبة موؤملة! ي� للحلف�ء التع�ش�ء! اأمن اأجل هذا تركن� اأرجو�س؟ اإنه ل�شق�ء عظيم ل ا�شتطيع اأن اأحتدث به اإىل اأحد ،ول اأ�شتطيع مع ذلك اأن علي، اأرجع ب�جلي�س اإىل اأرجو�س ،واإمن� يجب ّ دون اأن اأنطق بكلمة ،امل�شي م�رشع ً� اإىل حيث ابنتي اأويديبو�س! ي� اأختي! ينتظرين املوت .ي� ْ لقد �شمعتم� هذه اللعنة الق��شية التي ا�شتنزله� �جل�قة (يف حدة ون�ساط) – �شق�ء جديد مرهق م�شدره هذا الغريب ال�رشير اإل اأن يتدخل احلظ. مل ير الن��س قط اأن ق�ش�ء الآلهة قد ذهب عبث�ً، واإين ل اأ�شتطيع اأن اأ�رشب لذلك مثالً .اإىل الآلهة ينظر دائم ً� هذا الزمن الذي يلقي بع�س الن��س ب�مل�ش�ءة اليوم ويلقي بع�شهم ب�لإح�ش�ن غداً (ق�سف �لرعد ياأتي من بعيد) لقد ق�شف الرعد اأي زو�س! (ينه�س �أويديب��س م�سطرب ًا) ي� ابنتي ي� ابنتي! األي�س هن� من ي�شتطيع اأن يذهب فيدعو الكرمي ثي�شيو�س؟ �أنتيج�نا – ِ َ مل تريده على اأن يقبل ي� اأبت؟ �أويديب��س – اإن هذه ال�ش�عقة ذات اجلن�حني التي اأر�شله� زو�س والتي �شمعتم� ق�شفه� الآن �شتحملني عم� قليل اإىل دار املوتى. اذهب� ف�دعواه. (ق�سف �آخر �أ�سد من �لأول) �جل�قة (يف حدة ون�ساط) – انظر اإن ق�شف ً� عظيم�ً ،ق�شف ً� ل �شبيل اإىل و�شفه ميالأ اجلو وقد اأر�شله زو�س .اإن اخلوف لي�شعى يف ج�شمي حتى يبلغ اأطراف �شعري! اإين لأ�شطرب! (ي�م�س برق يف �ل�سماء) .اأي ح�دث يحمل اإلين�؟ اإين خل�ئف! اإن هذا الربق ل يوم�س عبث ً� دون اأن يحمل اإلين� �شق�ء. ي� للجو العري�س! ي� لزو�س! �أويديب��س – ي� ابنتي اإن حي�تي لتبلغ اأجله�، م� اأ�شتطيع اأن اأجد عن هذا الأجل مت�أخراً. �أنتيج�نا – كيف تعرف ذلك؟ وب�أي اآية ت�شتدل عليه ي� اأبت؟ �أويديب��س – م� اأ�شك يف ذلك .ليدعى ملك هذه الأر�س يف �رشعة. (يت�ساعف ق�سف �لرعد) �جل�قة (م�سطربة) – انظر ،اإن ق�شف الرعد لينت�رش ممت ًّدا يف كل مك�ن .رحم�كم اأيه� الآلهة رحم�كم! مهم� تكن هذه املنحة التي حتملونه� يف اأثن�ء الظلمة اإىل هذه الأر�س ف�منحوين معونتكم وجنبوين العق�ب الأليم اإن كنت قد األقيت نظري على من تكرهون! اإليك اأتو�شل اأي زو�س امللك! �أويديب��س – اأيدنو ثي�شيو�س؟ اأتظن�ن ي� حي� م�لك ً� لعقلي؟ ابنتي اأنه �شيدركني ًّ ّ �أنتيج�نا – ا ّأي �رش تريد اأن تلقي اإليه؟ يل ف�أريد اأن �أويديب��س – لقد اأح�شن اإ ّ اأوؤدي اإليه مك�ف�أة اإح�ش�نه التي وعدته به� وقد تلقيته�. (يخرج) 29 عدد 143 7متوز 2010 �جل�قة (م�سطربة) – اأ�رشع ثي�شيو�س .اأ�رشع ي� بني .اأ�رشع واإن كنت يف اأق�شى الوادي تقرب ثوراً اإىل اإله البحر بو�شيدون .اأقبل .اإن الغريب يريد اأن يوؤدي اإليك واإىل اأ�شدق�ئك واإىل املدينة جزاء م� اأح�شنت اإليه .اأ�رشع .تعجل اأيه� امللك. (يدخل ثي�سي��س) ثي�سي��س – م� هذه ال�شيحة املتجددة التي تدفعونه� فتملئون به� اجلو؟ لقد عرفت �شوت اأهل هذه الأر�س و�شوت الغريب .اأم�شدره� �ش�عقة زو�س هذا ال�شيل املنهمر من املطر والربد؟ واإذا اأث�ر الإله ع��شفة كهذه فحقيق ب�لن��س اأن يتوقعوا كل مكروه. �أويديب��س – اأيه� امللك! اإن مقدمك ليحقق اآم�يل ،واإمن� ق�دك الآلهة اإىل هذا املك�ن لتلقى فيه �شع�دتك. ثي�سي��س – م�ذا جرى اأي�ش ً� ي� ابن ليو�س؟ �أويديب��س – اإن حي�تي لتبلغ اأجله�، وم� اأريد اأن اأموت قبل اأن اأبر لك وللمدينة مب� وعدت. ثي�سي��س – واأي اآية على موتك توقفك هذا املوقف املعلق. �أويديب��س – اإن الآلهة ينبئونني بذلك. ينبئني به من�ديهم نف�شه ،وهذه العالم�ت التي جعلوه� اآية على موتي! ثي�سي��س – م� هذه الآي�ت اأيه� ال�شيخ؟ �أويديب��س – ق�شف الرعد ال�رشيع املت�شل وهذه الربوق الكثرية قد اأر�شلته� يد ل تقهر. ثي�سي��س – اإين اأ�شدقك فقد راأيت نبوءاتك تكرث ول يكذب �شيء منه� ،فقل يل م�ذا تريد اأن اأ�شنع؟ �أويديب��س – �ش�أنبئك ي� ابن اأجيو�س مب� علي هذه املدينة خرياً ل يفنى – عم� �شيكون ّ قليل لن يقودين اأحد بل �ش�أقودك اأن� اإىل املك�ن الذي يجب اأن اأموت فيه – ل تنبئ به اأحداً ول تدل اأحداً على البلد الذي هو فيه ليبقى اإىل اآخر الدهر وق�ء للمدينة يحميه� من الع�دي�ت ،لي�س اأقل مت�نة من درق جريانك ورم�حهم .اأم� الأ�رشار التي ل ينبغي اأن يعرفه� اأحد غريك ف�شتعرفه� مني حني ت�شحبني اإىل املك�ن املوعود ،فم� ينبغي اأن اأظهر عليه� اأحداً غريك من �شك�ن هذه الأر�س ،وم� ينبغي اأن اأظهر عليه� ابنتي ه�تني على رغم م� اأ�شمر لهم� من احلب .احتفظ بهذه الأ�رشار يف �شمري نف�شك ،ف�إذا بلغت اأجلك ف�ألقه� اإىل خليفتك وحده ،وليلقه� خلفك اإىل من يرث امللك بعده ،وعلى هذا النحو حتفظ مدينتك �لر�س�ل – تعلم اأنه ف�رق حي�ته الطويلة. رئي�س �جل�قة – كيف م�ت ال�شقي؟ اأاأع�نه على املوت اأحد الآلهة فق�شى يف غري اأمل؟ �لر�س�ل – هن� تبداأ املعجزة .اإنك لتعلم كيف انطلق من هذا املك�ن ،فقد راأيته مل يكن اأحد يقوده اإمن� ك�ن يقودن� جميع�ً .فلم� و�شل اإىل تلك احل�فة التي ت�رشف على هوة �شحيقة والتي يهبط منه� اإىل الق�ع بدرج من النح��س وقف عند اأحد الطرق التي تلتقي لتفرتق يف ذلك املك�ن قريب ً� من الإن�ء القدمي الذي نق�س عليه احللف بني ثي�شيو�س وبريثيو�س ،فجل�س على م�ش�ف�ت مت�ش�وية من هذا الإن�ء ومن �شخرة توركيو�س ومن تلك ال�شجرة العتيقة �شجرة الكمرثي التي نخر جزعه� مر الزم�ن ومن قرب حت يف ال�شخر .جل�س ونزع عنه ثي�به قد ُن َ الرثة القذرة ،ثم رفع �شوته ط�لب ً� اإىل ابنتيه اأن تلتم�ش� له م�ء �ش�في ً� من ينبوع ج�ر ليتطهر وليقرب اإىل الآلهة ،ف�أ�رشعت� اإىل تل �شري�س وع�دت� اإىل اأبيهم� مب� طلب فغ�شلت�ه ولفت�ه يف ثوب جديد كم� تق�شى بذلك التق�ليد .فلم� ر�شي ومت له م� اأراد ق�شف الرعد من قبل اإله املوت فجمدت الفت�ت�ن خوف ً� وهلع ً� و�شقطت� على اأبيهم� ب�كيتني معولتني �ش�ربتني �شدريهم� ب�أيديهم� .اأم� هو فلم يكد ي�شمع ق�شف الرعد ابنتي ل اأب حتى طوقهم� بيديه وهو يقول« :ي� ّ لكم� منذ اليوم! لقد انق�شى كل �شيء! لن تتكلف� م�شقة العن�ية بي ،واإين لأعلم اأنه� ك�نت ثقيلة، ولكن كلمة واحدة تك�فئكم� على هذا اجلهد :مل يحببكم� اأحد قط كم� اأحبكم� هذا الأب الذي �شتحرم�نه اآخر الدهر!» وكذلك ك�نوا جميع ً� ملتزمني ي�شفحون دموع ً� غزاراً اأو يبعثون زفرات ح�رة .فلم� ق�شوا اأنينهم ومل ترتفع يف اجلو �شيحة م� �ش�د ال�شمت ،واإذا �شوت عظيم يرتفع فج�أة داعي ً� ب��شمه فيملكن� فزع عظيم .ذلك اإله ك�ن يدعوه دع�ء مكرراً: «هلم! هلم! ي� اأويديبو�س م�ذا ننتظر؟ لقد اآن اأن ن�شلك طريقن�؟ اإنك لت�شيع علين� وقتن�» .فلم� علم اأن اإله ً� يدعوه اأمر ثي�شيو�س ملك هذا البلد اأن يدنو منه .فلم� دن� منه ق�ل له« :اأيه� ال�شديق ابنتي ابنتي ،واأنتم� ي� العزيز! �شع يدك يف اأيدي ّ ّ �شع� اأيديكم� يف يده هذه هي اآية اجلوار منذ عهد بعيد ،عدين ب�أنك لن تهملهم� را�شي ً� وب�أنك �شتبذل لهم� من املعونة م� تراه خرياً» .ووعد ثي�شيو�س الكرمي ج�ره ب�أن يفي له مب� اأراد .فلم� مت له ذلك م�س ابنتيه بيديه ال�رشيرتني وق�ل: «ي� ابنتي ت�شجع� وان�رشف� لي�س من ذ ِلكُم� بد .ل يل ول اأن ت�شمع�ين اأقول م� ل حت�ول اأن تنظرا اإ ّ مم� يريده� به اأبن�ء ثيبة «طيبة» من اخلراب، فم� اأكرث املدن التي حت�شن تدبري اأمره� ثم ل مينعه� ذلك من اأن ت�شل .واإذا ا�شتك�شف الآلهة الأمور بعد اإب�نه� ف�إنهم يرون يف و�شوح من خ�لف عن اأمرهم فرفع نف�شه اإىل م�ش�لك ال�رش. ل تعر�س نف�شك ي� ابن اأجيو�س ملثل هذا ال�شق�ء. على اأين ل اأعلمك الآن اإل م� اأنت به عليم .هلم اإىل حيث يجب اأن اأموت ف�إن اآي�ت الآلهة تدفعني اإليه دفع�ً ،هلم اإىل هذا املك�ن يف غري تردد .ي� ابنتي اتبع�ين قليالً .ه�أنذا اأهديكم� الآن كم� ّ كنتم� تهدي�ن اأب�كم� من قبل .تقدم� ،ل مت�ش� يدي ،دع�ين اأذهب وحدي لأجد هذا القرب الذي اأراد الآلهة اأن اأ�شتقر فيه بني اأهل هذه الأر�س. من هن� ،نعم ام�شي� من هن� ،فمن هذه الطريق يقودين هرم�س ق�ئد النفو�س وتقودين الآلهة املوكلة بدار املوتى .اأيه� ال�شوء الذي ا�شتح�ل ظلمة ب�لقي��س اإيلّ! لقد كنت تهديني منذ حني واإن اأ�شعتك لتم�شني الآن لآخر مرة .ه�أنذا اأ�شعى لأخفي يف دار املوتى م� بقي يل من حي�ة .اأي اأعز اجلريان! لت�شعد اأنت وهذه املدينة ورعيتك وليتح لكم النعيم املت�شل ولتذكروين اإذا ا�شت�أثر به املوت! (يخرج يف جالل �لآلهة يتبعه ثي�سي��س و�أنتيج�نا و�أ�سمينا ويظل �مللعب خالي ًا) �جل�قة (يف جالل وتاأمل) – اإذا ك�ن يوؤذن يل يف اأن اأكرم ب�ل�شالة والدع�ء هذه الآلهة اخلفية، ويف اأن اأكرمك ب�ل�شالة والدع�ء اأي�ش ً� اأي اآد�س ملك الظالم ،ف�إين اأ�رشع اإليك اأي اآد�س يف اأن ل يكون جزاء هذا الغريب األيم ً� �ش� ًّق� يف هذا ال�شهل احلزين الذي يقرب فيه كل �شيء يف دار املوتى. لقد �شبت عليه بغري ذنب منه اآلم كثرية مبهظة ترق له الآلهة .اأي اإلهة النتق�م فمن العدل اأن َّ اأريني�س ،اأي هذا الوح�س الذي ل يقهر ،اأي هذا الن�ئم فيم� يق�ل منذ الأبد اأم�م دار املوتى ،اأي هذا الن�به يف اأغوار اجلحيم ،اأي هذا احل�فظ الذي ل يغلب لأبواب اآد�س! اإين اأق�شم عليك اأن تخلي بينه وبني الطريق بحق هذه الإلهة التي ولدته� الأر�س لإله املوت .اأيه� املوت الن�ئم دائم�ً! اإين اأتو�شل اإليك يف اأن تي�رش الطريق لهذا الغريب الذي ي�شعى اإىل امل�شتقر الأخري. �لر�س�ل – اأيه� املواطنون! اأ�شتطيع اأن اأوجز يف كلمة م� اأريد اأن اأقول :لقد م�ت اأويديبو�س، ولكن الظروف التي اأح�طت مبوته والآي�ت التي ظهرت حوله لي�شت من الأ�شي�ء التي ميكن اأن تق�س يف اإيج�ز. رئي�س �جل�قة – لقد م�ت ال�شقي اإذن؟ 30 ينبغي لكم� اأن ت�شمع� .ان�رشف� م�رشعتني .وليبق معي ثي�شيو�س وحده لريى م� �شيكون» .هذا هو الذي �شمعن�ه وقد م�شين� يف اأثر الفت�تني نذرف الدموع ونبعث الأنني .فلم� م�شين� خطوات التفتن� فلم نر اأويديبو�س ومل نر اأحداً .واإمن� راأين� امللك ق�ئم ً� قد اأخفى وجهه بيديه ك�أن ح�دث ً� ه�ئ ًال قد حدث اأم�مه فهو ل ي�شتطيع اأن يراه. وم� هي اإل حلظ�ت ق�ش�ر حتى نراه راكع ً� يعبد الأر�س واآلهة املوتى يف �شالة واحدة – كيف م�ت اأويديبو�س؟ لن ي�شتطيع اأحد اأن ينبئ بهذا اإل ثي�شيو�س .مل تقتله ال�ش�عقة امللتهبة التي ير�شله� زو�س ،ومل حتتمله ع��شفة اأر�شله� البحر يف ذلك الوقت؛ اإمن� ق�ده اأحد الآلهة اأو ان�شقت الأر�س حتته ف�بتلعته لتجعله مبنج�ة من الأمل. لقد م�شى اأويديبو�س يف غري �شك�ة يف غري اأمل ي�أتي من املر�س! م�شى على نحو معجز مل ير الن��س مثله قط! فمن زعم اأين جمنون فلن اأح�ول اإقن�ع الذين يرونني كذلك. رئي�س �جل�قة – اأين ابنت� اأويديبو�س؟ واأين مواطنون� الذين ك�نوا ي�شحبونهم�؟ �لر�س�ل – لي�شوا بعيدين واإن اأنينهم� لينبئ مبقدمهم. (تدخل �أنتيج�نا و��سيمنا) �أنتيج�نا (يف حدة وجزع) – واح�رشت�ه علين�! نعم علين� ،يجب اأن نبكي منذ اليوم ذلك الدم الآثم دم اأبين� الذي منحن� احلي�ة ففر�س علين� ال�شق�ء! فقد احتملن� من اأجله اأثن�ء حي�ته جت�رب طوا ًل ثق� ًل ثم ه� نحن ه�تني ن�شيف اإىل ذلك و�شف هذه الأ�شي�ء اخل�رقة التي �شهدن�ه� ونحتمل اآث�ره�. رئي�س �جل�قة – م�ذا؟ �أنتيج�نا – من الي�شري اأن تفرت�شوه اأيه� الأ�شدق�ء. رئي�س �جل�قة – لقد م�شى. �أنتيج�نا – على نحو يثري يف النفو�س اأ�شد اأنواع الغبطة .مل يقتله اآر�شل ومل يبتلعه البحر، ولكن الأجواء املجهولة اأح�طت به واحتملته يف موت غ�م�س جمهول .واح�رشت�ه! لقد غ�شى عيونن� منذ الآن ليل مهلك! كيف جند الطع�م الذي يقيم اأودن� ه�ئمتني يف اأر�س غريبة اأو ه�ئمتني على اأمواج البحر؟ �أ�سمينا – ل اأدري! ليت اآر�شل الدامي يختطفني فيلحقني ب�أبي ال�شيخ يف ظلمة املوت، ف�إن احلي�ة التي تنتظرين لي�شت حي�ة. رئي�س �جل�قة – اأيته� الفت�ت�ن! اأي اأ�شد الفتي�ت ف�شيلة وطهراً! يجب اأن حتتمال م� اأراد رئي�س �جل�قة – ل تلتم�شي هذه ال�شبيل. �أنتيج�نا – اإن ال�شق�ء ليبهظن�. رئي�س �جل�قة – لقد ك�ن يبهظكم� اآنف ً� اأي�ش�ً. �أنتيج�نا – لقد ك�ن حينئذ �شق�ء ل خمرج منه وهو الآن اأ�شد ا�شتغالق�ً. رئي�س �جل�قة – اإنكم� غ�رقت�ن يف بحر من ال�شق�ء. �أنتيج�نا – هذا حق. رئي�س �جل�قة – اأوافقك على ذلك. �أنتيج�نا – واح�رشت�ه! واح�رشت�ه! اإىل اأين نذهب اأي زو�س؟ ب�أي اأمل يحتظف يل الق�ش�ء الذي يتبعني؟ (يدخل ثي�سي��س) الآلهة يف �شج�عة! فيم ت�شني�ن اأنف�شكم� حزن ً� واأمل�ً؟ اإن حي�تكم� اإىل الآن لي�شت خليقة اأن حتتقر. �أنتيج�نا – اإذن فقد يوجد الأ�شف على الأمل! اإن هذا الذي مل يكن ميكن اأن ي�شمى �شع�دة قد ك�ن �شع�دة ب�لقي��س اإىل حني كنت اأ�شم اأبي بني ذراعي! اأي اأبت العزيز! اأنت الذي ك�شته الأر�س ظلمته� اإىل اآخر الدهر لن يعوزك حبي وحب اأ�شمين� مهم� تتع�قب ال�شنون. رئي�س �جل�قة – كذلك ك�ن حظه. �أنتيج�نا – حظه الذي ك�ن يريده. رئي�س �جل�قة – اأي حظ؟ �أنتيج�نا – لقد م�ت على الأر�س التي ك�ن يتمنى اأن ميوت عليه� ،على اأر�س غريبة! واإنه لن�ئم الآن اإىل الأبد يف جوف الأر�س قد حترك حزن ً� تفرقه الدموع .اإين لأعول عليك ي� اأبت، تغمرين الدموع وم� اأدري م�ذا اأ�شنع لأهدئ من هذا الأمل العظيم الذي اأورثتنيه .واح�رشت�ه! لقد كنت تتمنى اأن متوت يف اأر�س غريبة فقد مت لك م� اأردت ولكن مت وحيداً مل اأ�شتطيع اأن اأرع�ك. ��سمينا – م� اأ�شق�ن�! م�ذا اأعد لن� الدهر اأيته� الأخت العزيزة بعد اأن فقدن� اأب�ن�؟! رئي�س �جل�قة – اأم� وقد اأمت حي�ته على هذا النحو ال�شعيد فكف� عن ال�شك�ة اأيته� ال�شديقت�ن فلي�س بني الن��س من هو مب�أمن من املوت. �أنتيج�نا (يف �رصعة) – لنعود ي� اأختي اإىل وراء. �أ�سمينا – مل�ذا؟ �أنتيج�نا – اأود... ثي�سي��س (متغني ًا) – كف� عن العويل اأيته� الفت�ت�ن ،م� ينبغي اأن ي�شفح الدمع على من تدين له املدينة كله� ب�جلميل ،هذا �شيء حمظور. �أنتيج�نا – ي� ابن اأجيو�س اإن� ن�رشع اإليك ج�ثيتني! ثي�سي��س – م�ذا تريدان اأيته� الفت�ت�ن؟ �أنتيج�نا – نريد اأن نرى ب�أعينن� قرب اأبين�. ثي�سي��س – ولكن هذا لي�س مب�ح�ً. �أنتيج�نا – م�ذا تقول اأيه� امللك ي� �ش�حب اأثين�؟ علي ثي�سي��س – اأيته� الفت�ت�ن! لقد حظر ّ اأويديبو�س اأن يعرف اإن�ش�ن قربه اأو اأن يدنو اإن�ش�ن من املك�ن املقد�س الذي ا�شتقر فيه، واأكد يل اأين اإن اأنفذ اأمره يف دقة وحزم ف�ش�أملّك دائم ً� على اأر�س مع�شومة من ال�شق�ء .واإذن فقد علي به الآلهة ووزير زو�س وعدته بذلك و�شهدت ّ هوركو�س. �أنتيج�نا – اإذا ك�نت هذه و�شية اأبي فلنذعن له� .ولكن ردن� اإىل مدينة ثيبة«طيبة» القدمية لنتقي موت اأخوين� اإن ك�ن ذلك ل يزال مي�شوراً. ثي�سي��س – �ش�أردكم� ولن اأق�رش يف اأي علي قطعت به عهداً �شيء ينفعكم� .ذلك واجب ّ على نف�شي لهذا الذي تلقته الأر�س. رئي�س �جل�قة – كف� ل مت ّدا غن�ءكم� احلزين ،ف�إن هذا الوعد حمقق ل �شك فيه. �أ�سمينا – تودين م�ذا؟ �أنتيج�نا – اأن اأرى م�شكنه حتت الأر�س. �أ�سمينا – م�شكن من؟ �أنتيج�نا – م�شكن اأبي ،ي� لالأمل! �أ�سمينا – وكيف يوؤذن لن� بذلك األ تفكرين يف هذا؟! �أنتيج�نا – م� هذا اللوم؟ �أ�سمينا – واأكرث من هذا اأن... �أنتيج�نا – م�ذا اأي�ش�ً؟ �أ�سمينا – اإنه م�ت ولي�س له قرب ومل ي�شهد موته اأحد! �أنتيج�نا – قوديني ثم اذبحيني حيث �رشع ،اقتليني فوق ج�شمه! �أ�سمينا .)20(... - �أنتيج�نا .)20(... - �أ�سمينا – واح�رشت�ه! ي� لل�شق�ء الذي ل يط�ق! م�ذا اأ�شنع اإذا فقدتك اأنت اأي�ش ً� وكيف احلي�ة وحيدة ل �شند يل؟ رئي�س �جل�قة – اطمئن� ي� �شديقتي. �أنتيج�نا – اأين اأجد ملج�أ اآوي اإليه؟ رئي�س �جل�قة – لقد وجد لك ملج�أ قبل اأن يق�شي. �أنتيج�نا – عم تتحدث؟ رئي�س �جل�قة – عن حظكم� .لقد اأفلت من ال�شق�ء الذي ك�ن يتهدده. �أنتيج�نا – اإين اأفكر.. رئي�س �جل�قة – فيم تفكرين اأي�ش�ً؟ �أنتيج�نا – كيف نعود اإىل وطنن�؟ ل اأجد اإىل ذلك �شبيال. 31 ه��م�س ( )1تعري�س بذلك احليوان الذي اأ�رشت اإليه اآنف�ً. ( )2زوج بو�شيدون اإله البحر .يريد ال�ش�عر اأن يتحول اآر�س عن املدينة اإىل البحر حيث تنطفئ جذوته. ( )3يطلق ال�ش�عر لفظ امللك هن� على الك�هن ت�أثراً مب� ك�ن م�ألوف ً� يف اأتين� بعد زوال �شلط�ن امللوك عنه� من احتف�ظ كبري كه�نه� بلقب امللك ،وهذا �شيء جرت به التق�ليد يف جميع املدن اليون�نية بعد اأن حتولت اإىل جمهوري�ت. ( )4ي�شري اإىل معبد دلف. ( )5هي الأ�رشة التي ربي فيه� اأويديبو�س. ( )6ي�شري اإىل احليوان الذي ك�ن ميتحن الن��س ب�ألغ�زه ويهلكهم اإن مل يحلوه� والذي اأهلكه اأويديبو�س لأنه حل اللغز الذي امتحنه به. ( )7اأي اأنه جمهول الأ�رشة. ( )8تريد اأنه� لن توؤمن ب�لف�أل ول ب�لطرية. ( )9يريد اجلوق�ت التي ك�نت توؤلف للحفالت الدينية. ( )10ي�شري اإىل دلف. ()11يطلباإىلزو�سحم�ية�شلط�نالدينوهذا كله ي�شور غ�شب اجلوقة مل� ك�ن من اإنك�ر امللكة ل�شدق الوحي والكه�نة. ( )12اإ�ش�رة اإىل م�شيق كورنتو�س. ( )13اأويديبو�س – معن�ه ذو القدمني املتورمتني. ( )14هذه القطعة الغن�ئية الرائعة ت�شور اأجمل ت�شوير �شذاجة اجلوقة التي انخدعت اإليه� اأن اأويديبو�س مب� �شمعت فخيل من ن�شل الآلهة .وهي يف الوقت نف�شه تر�شيح بديع مل� �شتك�شف عنه احلوادث من خيبة الأمل. ( )15ال�شم�س. ( )16يريد اأنه لن يرف�س له طلب ً� اإل اأن يكون م�شتحيالً. ( )17اإ�ش�رة اإىل مدينة اأولو�شي�س التي ك�نت تق�م فيه� الأعي�د اخل��شة لالإلهة �شري�س اإلهة الأر�س. ( )18اإ�ش�رة اإىل م� ك�ن يجري يف هذه الأعي�د من �شع�ئر �رشية يع�قب من اأب�حه� ب�ملوت. ( )19هذه الأ�شم�ء مملة للق�رئ ولكن ذكره� ك�ن يعجب قدم�ء اليون�ن ويثري فيهم احلم��شة لذكرى اأبط�لهم يف الع�شور القدمية. ( )20بي��س ب�لأ�شل. عدد 143 7متوز 2010