لا يداصتقلاا طاشنلا يف داسف (

advertisement
‫الفساد في النشاط االقتصادي‬
‫(صوره وآثاره وعالجه)‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬رشاد حسن خليل‬
‫كلية الشريعة والقانون ‪ -‬جامعة األزهر بالقاهرة‬
‫(طبعة متهيدية)‬
‫ملخص البحث‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪5‬‬
‫لقد تناول هذا البحث المتواضع موضوو الفسواد فوي النشواط االقتصوادي (صووره‬
‫وآثاره وعالجه)‪ ،‬وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة وأربعة مباحث‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬وكانت للكالم على أهمية الموضو وخطة البحث‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تناول تعريف الفساد في اللغة وعند علماء األصول وتعريفوه عنود‬
‫علماء االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫المبحوث الاوواني‪ :‬يتنوواول شوويو التصوورفار الاووارة والتعاموول المحوورم‪ ،‬وقوود شوومل‬
‫ذلك بعو ض الممارسوار التوي يحفول بوالا النشواط االقتصوادي المعاصور كاالحتكوار‪ ،‬فتوجوه‬
‫البحووث لبيووان المووراد باالحتكووار وحكمووه‪ ،‬والفوورن بووين االحتكووار وادخووار القووور و مسووا‬
‫السولع‪ ،‬والكووالم عوون االحتكووار فووي عصوور التقوودم الصووناعي‪ ،‬وأضوورار االحتكووار‪ ،‬وعالجووه‬
‫على ضوء المعطيار الشرعية والتوجه االقتصادي السليم‪.‬‬
‫ثم كان الكالم على الربا من حيث تعريفه وبيان أوجه الفساد فيه‪ ،‬كما تنواول هوذا‬
‫المبحث الكالم عن البيو المنلي عنلا والتي تؤثر سلبا ً على الحركوة االقتصوادية وهوو موا‬
‫يتمال في بيع الغرر‪ ،‬وبيع العربون‪ ،‬وبيع النجش‪ ،‬وبيوع الرجول علوى بيوع أخيوه‪ ،‬وقود جواء‬
‫التنوواول لمووا شوومله هووذا النووو موون الفسوواد فووي طووار علمووي يتسووم ب و براز الموونل اإلسووالمي‬
‫العادل في حرصه على اسوتقامة التعامول علوى نحوو عوادل ومنصوف‪ ،‬وسوعيه لوى ازدهوار‬
‫المجتمع وتنميته بما يحقق له الرفعة المنشودة‪.‬‬
‫المبحووث الاالووث‪ :‬يتنوواول تبديوود المووواد وسوووء اسووتخداملا وهووو مووا يمكوون تسووميته‬
‫بالتصوورفار الخاط ووة التووي تعرقوول مسوويرة التنميووة وتووؤثر علووى االسووتامار الم و مول‪ ،‬فكووان‬
‫الكالم على عناصر الفساد التي يماللوا هوذا الجانوه وهوو موا يتماول فوي اإلسوراي والتبوذير‬
‫واالك تناز وهي عوامل هدم للبناء االقتصادي وتبديد للمووارد فوي ريور موا شور ل وأحلوه‬
‫في مجال تملك المال و نفاقه‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬يتناول الكالم عن رياب القويم األخالقيوة والاووابل الشورعية فوي‬
‫الممارسار االقتصادية‪ ،‬والتي ترته على التنكور للوا والغفلوة عنلوا مفاسود كايورة وشورور‬
‫‪6‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫مسووتطيرة تمالووت فووي انتشووار الغووش فووي التعاموول بصوووره المتقدمووة‪ ،‬وكووذلك االشووتغال ببيووع‬
‫وصناعة األشياء المحرمة وتزييف النقود‪،‬مما زعز من أساليه التعامول وجورد المجتموع‬
‫اإلسالمي من فاائل األخالن وطلارة التعامل وركن به لى البدعة القاتلة‪،‬‬
‫واالستسووالم للبووث الوورخيص موون المووارقين واألريووار فووي سووعيلم الموواكر لتقووويض‬
‫الدعائم األخالقية التي ينبني عليلا التعامل الرشيد ويقوم بالا المجتمع الفاضل‪.‬‬
‫‪Theme Synopsis‬‬
‫‪About‬‬
‫‪Viciousness of the economic activity‬‬
)‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه‬
7
Abstract:
This modest theme has dealt the viciousness or cheating of
the economic activities (its images, its effects, and its treatment).
This theme has contained: Introduction's 2, four studies:
1- The first theme: has dealt the definition of cheating
lexically and according to the fundamentalist of Islamic Society.
2- The second theme: deals the harmful behaviour and the
prohibited dealing in common "It has involved some practices
which spread in the contemporary economic activity such as:
monopoly, this study has indicated the definition of Monopoly, its
regulation" judgment to keep commodities it talks about
monopoly the era of current and industrial progress, the horns of
monopoly, the way of treating it under the presence of Islamic
principles" and the healthy and legal orientation. Theme we
talked about usury, its definition, and show the aspects of its
viciousness. As it also the prohibited purchase which affect badly
on the economic movement, such as "AL GRAR" purchase which
means "selling what do you don't possess, earnest selling, urging
buyers to cancel their purchase to sell them yourselves and selling
through dispute". The subject of this viciousness "cheating" has
been shown scientifically to indicate the Islamic and fair method
that take care about realizing righteousness in a fair and just way
and keep no spare of effect to achieve and realize the prosperity of
the Islamic Society and its developing by realizing his desirable
highness.
3- The third theme: wasting and misusing the resources
that we can call it "the bad conduct" which obstacles the march of
‫ جامعة أم القرى‬/ ‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي‬
8
development and affect on the desirable investment that we hope,
talk about the factors and elements of viciousness "cheating"
which is represented in waste, squandering, piling, these factors
shake the economic building and waste its resources,
contradicting to what "ALLAH" and legislate and prescribe it in
the field of possessing money and spending it.
4- The fourth theme: talk about the absence of moral values,
the canonical principles through the economic practices which
lead to much viciousness and great mischief that was shown in
spreading the vicious dealing through its innovative images to
negation and not attention to these moral values.
It also deals selling and producing prohibited commoditive
and forging that leads to shaking the methods of dealing which
strip the Islamic community from virtue and the purification of
dealing and drove it to the heretical doctrine, surrender to the
cheap propagation from the heretic who do their best cunningly to
undermine the moral values on which the healthy dealing has
been built upon which the unique society stands.
‫مقدمة‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪9‬‬
‫الحموود ر رب العووالمين‪ ،‬والصووالة والسووالم علووى أشووري المرسوولين‪ ،‬سوويدنا‬
‫محمد النبي األمين وعلى آله وصحابته وتابعيه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فيسعدني أن يتحقق أي شري المشاركة في هذا المؤتمر العظويم‪ ،‬واإلسولام‬
‫في فعالياته الرائدة التي تستلدي في جملتلا حسن الفلم لشريعتنا الغراء‪ ،‬واستجالء‬
‫مقاصدها الكريمة في رفعة الش ن اإلسالمي‪ ،‬وتصحيح مساراته الحياتية تطلعا ً لوى‬
‫وجود كريم وحاضر آمن ومستقبل سعيد‪.‬‬
‫وم ن حق رعاة هذا المؤتمر أن نذكر للم باالعتزاز واالمتنان ما كان مونلم‬
‫موون قصووه السووبق و يقووا‪ ،‬األفلووام‪ ،‬ولفووت األنظووار لووى أهميووة البحووث فووي قاووايا‬
‫االقتصوواد اإلسووالمي‪ .‬فقوود شوواء ل تعووالى أن يحقووق للملكووة العربيووة السووعودية فاوول‬
‫الريووادة فووي بعووث مسوويرة االقتصوواد اإلسووالمي العلميووة والتطبيقيووة وذلووك موون خووالل‬
‫المؤتمر العالمي األول االقتصواد اإلسوالمي الوذي نظمتوه جامعوة الملوك عبود العزيوز‬
‫فووي رحوواب مكووة المكرمووة عووام ‪1396‬هووا‪ ،‬ثووم تل وى ذلووك االهتمووام ب نشوواء أول قسووم‬
‫االقتصاد اإلسالمي بكلية الشريعة والدراسوار اإلسوالمية بمكوة المكرموة وذلوك عوام‬
‫‪1401‬ها‪ ،‬فكان افتتاح هذا القسم تجسيدا ً حياًًَ وتطبيقا ً عمليا ً لودور المملكوة العربيوة‬
‫السووعودية فووي التبصووير بالشووريعة اإلسووالمية وبووذل الجلووود المتواصوولة فووي التمكووين‬
‫لإلسووالم وحمايووة عقيدتووه ورعايووة نظمووه‪ ،‬وذلووك يسووتوجه اإلش وادة بووه والتقوودير لووه‬
‫والاناء عليه‪.‬‬
‫وقد يكون من نافلوة القوول الت كيود علوى أهميوة االقتصواد اإلسوالمي وحتميوة‬
‫التطبيوووق لمحتوووواه التشوووريعي‪ ،‬فقووود أ‪،‬لووورر الدراسوووة لمسوووائله ونتوووائ البحوووث فوووي‬
‫موضوعاته أنه نظوام منقوذ وتشوريع حوي‪ ،‬لواه خصائصوه الفريودة ومزايواه السوامية‪،‬‬
‫ووسووائله الفعالووة فووي تحريوور اإلنسووان‪ ،‬وتحقيووق التنميووة الشوواملة‪ ،‬وتوودعيم النلاووة‬
‫المنشودة‪ ،‬والوصول بالمجتمع اإلنساني لى ما يرجى لاه من تعاون وتفاعل وعودل‬
‫وتراحم‪.‬‬
‫و ذا أ‪،‬لوورر لنووا رايوووة االقتصوواد اإلسووالمي التوووي توضووح حقيقتووه وتبوووين‬
‫معالم ه‪ ،‬ف نوه يتعوين علوى البواحاين فيوه والدارسوين لواه أن يقفووا مون قاواياه موقوف‬
‫‪10‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫الراصووود لعاووورار تطبيقوووه والمقووووم لمسووويرته والكشوووف عووون كماالتوووه وتصوووحيح‬
‫مستحدثار العصر على ضوء أحكامه‪.‬‬
‫وصدورا ً عن ذلك فقد آثرر أن أسلم فوي أبحواه هوذا الموؤتمر بالكتابوة فوي‬
‫موضو ‪ :‬الفساد في االقتصاد اإلسالمي (صوره وآثاره وعالجه) وهو مون وجلوة‬
‫نظوووري موضوووو ملوووم‪ ،‬وتوجوووه ضوووروري ذلوووك أن مووون بوووين موووا يتغيووواه النشووواط‬
‫االقتصادي في ‪،‬ل النظام اإلسالمي تحقيق الكسه الطيه وتحصيل الرزن الحوالل‬
‫مون خوالل سوالمة التعامول المعيشوي والتووداول الموالي علوى أسواص عوادل ومنصووف‪،‬‬
‫فيسود المجتمع اإلخاء والتكافل‪ ،‬ويعموه االسوتقرار كموا تختفوي منوه أسواليه الجشوع‬
‫واالستغالل‪.‬‬
‫وفوي ضوووء هووذه المعطيوار الفطريووة والمسوولمار الشورعية‪ ،‬فو ن كوول نشوواط‬
‫اقتصادي ستلدي الخروج عليلا والتنكور للوا يكوون نشواطا ً موردودا ً يرفاوه النظوام‬
‫اإلسووالمي فووي مجملووه‪ ،‬وت بوواه ضوووابل الحووالل والحوورام فيووه‪ ،‬كمووا أنوه يمووا العقيوودة‬
‫اإلسالمية وينال من جوهرها القويم في ارتباطلا بالشريعة والليمنة على مقرراتالا‬
‫وأحكاملا‪.‬‬
‫ومن خالل وضوح سمار هذا البحث وررم محدوديوة صوفحاته ف نوه يمكون‬
‫القول نه يلقي الاوء علوى أهوم الجوانوه فوي مجوال رقابوة اإلسوالم لمسويرة الموال‪،‬‬
‫وما قرره من ضوابل تمنع ‪،‬لور طوائف من المتورفين والمكتنوازين والمتسولطين‪،‬‬
‫وطوائف أخرى من الايّا والمعوزين والمحرومين‪.‬‬
‫وفي سبيل جالء عناصر هوذا الموضوو و بوراز أهوم مسوائله‪ ،‬فو ن الخطوة‬
‫التي نسير عليلا في دراسته ترد متمالة في المباحث اآلتية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المراد بالفساد‪.‬‬
‫المبحث الااني‪ :‬شيو التصرفار الاارة والتعامل المحرم‪.‬‬
‫المبحث الاالث‪ :‬تبديد الموارد وسوء استخداملا‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬رياب القيم األخالقية والاوابل الشرعية‪.‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪11‬‬
‫وفي ختام هذه المقدمة أسوال ل تعوالى التوفيوق والسوداد واللدايوة والرشواد‪،‬‬
‫ن أُريد اإلصالح ال ما استطعت‪ ،‬وما توفيقي ال بار عليه توكلت و ليه أُنيه‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫الامراد بالفسااد‬
‫الفسا ‪ :‬نقوويض الصووالح وأخووذ المووال ‪،‬لمواً‪ ،‬مو خوذ موون فسوود الشوويء يفسوود‬
‫فسادا ً وفسوداً‪ ،‬وحقيقته العدول عن االستقامة لى ضدها‪.‬‬
‫والمفسدة خالي المصلحة‪ ،‬والجمع المفاسد‪.1‬‬
‫الفساد عند علماء األصول‪ :‬يتفق علماء األصول علوى ثبوور التورادي بوين‬
‫الفاسد والباطل في باب العبادار‪ ،‬فيراد بالا نقيض الصحة‪.2‬‬
‫ال أنالم يختلفوون فوي مودلول الفسواد فوي بواب المعوامالر‪ ،‬فوذهه الجملوور‬
‫لى القول بالترادي فالباطل والفاسد بمعنوى واحود فوي العقوود وهوو نقويض الصوحة‪،‬‬
‫فالعقد ما صحيح أو باطل وكل باطل فاسد‪.3‬‬
‫وذهووه الحنفيووة لووى منووع التوورادي بينلمووا‪ ،‬فالفاسوود موون العقووود‪ :‬مووا كووان‬
‫مشووروعا ً ب صووله دون وصووفه‪ ،‬والباطوول‪ :‬مووا ل وم يكووون مشووروعا ً ب صووله ووصووفه‪،‬‬
‫وقاعدتالم في ذلك‪ :‬أنه ال يلزم مون كوون الشويء ممنوعوا ً بوصوفه أن يكوون ممنوعوا ً‬
‫ب صله‪ ،‬فكان الفساد متوسطا ً بين الصحيح والباطل‪.‬‬
‫فالفاسد في نظرهم منعقود إلفوادة الحكوم وهوو ترتوه ثمرتوه المقصوودة منوه‪،‬‬
‫فلو المشرو ب صله فلما كانت فائت المعنوى مون جلوة أنوه يلوزم فسوخه شورعا ً كوان‬
‫رير مشرو بوصفه‪ ،‬وذلك كعقد الربا ف نه مشرو من حيث أنه بيوع وممنوو مون‬
‫حيث أنه عقد ربا‪ ،‬فيابت الملك في بيع الربا حال كونه مطلوب التفاسخ شرعا ً رفعا ً‬
‫لإلثم‪ ،‬ويلوزم العقود الصوحة ذا سوقطت عنوه الزيوادة‪ ،‬وأم الباطول فلوو موا كوان فائوت‬
‫‪12‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫المعنى من كل وجه ما النعدام محل التصري كبيع الميتة والدم‪ ،‬و ما النعدام أهلية‬
‫التصري كبيع المجنون والصبي الذي ال يعقل‪.4‬‬
‫الفسواد عنود علموواء االقتصواد اإلسووالمي‪ :‬باسوتقراء الدراسووار المتعوددة عنوود‬
‫المحوودثين موون علموواء االقتصوواد اإلسووالمي نوورى أنووالا لووم تتعوورف لتعريووف الفسوواد‬
‫ووضع حد له‪ ،‬وقد يكون ذلك راجعا ً لعدم خفاء معناه ووضوح حقيقته‪ ،‬ولكننا علوى‬
‫ضوء األحكام السياسية والقواعد االقتصوادية العاموة التوي جواء بوالا القورآن الكوريم‪،‬‬
‫وجاءر السنة النبوية مفسرة وموضحة للا‪ ،‬ومن خالل اجتلادار الفقلاء في مجوال‬
‫عقود المعامالر‪ ،‬وما يرتبل بالا من النشاط االقتصوادي وبوالوقوي علوى موا قدمتوه‬
‫الممارسة االقتصادية في صدر اإلسالم وبخاصة في علود الخليفوة الراشود عمور بون‬
‫عبد العزيز من رخاء اقتصوادي حيوث بلغوت الدولوة اإلسوالمية م الغنوى موا زاد عون‬
‫حاجار المسلمين حتى أسلفوا منه أهل الذمة‪ ،5‬ف نوه يمكننوا أن نتوصول لوى تعريوف‬
‫للفساد من وجلة نظر علماء االقتصواد المسولمين فنقوول ب نوه‪ :‬جعول الجانوه الموادي‬
‫اللدي الوحيد للنشاط االقتصادي لذي يمارسه اإلنسان المعاصر دون مراعاة للقيود‬
‫الشرعية التي تنظم أحكام المال‪ ،‬أو التفار للجوانه األخرى التي يكتمل بوالا البنواء‬
‫االقتصادي كالقيم والمبادئ األخالقية الروحية‪.‬‬
‫وبعبارة أخورى فو ن الفسواد االقتصوادي يتماول فوي التركيوز أثنواء الممارسوة‬
‫االقتصادية عموالً و نتاجوا ً وتوزيعوا ً علوى جانوه واحود مون جوانوه الحيواة اإلنسوانية‬
‫و هموووال الجوانوووه األخووورى‪ ،‬كعووودم االلتوووزام الكامووول باألحكوووام الشووورعية المنظموووة‬
‫لتحصيل المال وكيفيوة تنميتوه و نفاقوه‪ ،‬وكوذلك عودم أداء الحقوون الواجبوة فوي الموال‬
‫و سوواءة التصووري فووي التعاموول بمووا ياوور بمصووالح النظووام االقتصووادي السووليم موون‬
‫جوهره الذي يقوم عليه‪ ،‬ويفرغ مساره التطبيقي مون وسوائله المشوروعة التوي تكفول‬
‫لاه الوجود الحقيقي واألداء المنشود‪.‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪13‬‬
‫المبحث الااني‬
‫شيو التصرفار الاارة والتعامل المحرم‬
‫تمليد‪:‬‬
‫تختلف العبادار في أساص تشريعلا فوي النظوام اإلسوالمي عون المعوامالر‪،‬‬
‫فبينما يكون الغرف من العبادار التعبود والتقورب لوى ل تعوالى وفقوا ً للصوور التوي‬
‫قيد ل بتلا العبادار وحدد طارها‪ .‬نجود أن المعوامالر يكوون الغورف منلوا تحقيوق‬
‫مصووالح العبوواد فووي المعووال ورفووع الحوورج عوونلم بعيوودا ً عوون الباطوول والحوورام‪ ،‬وللووذا‬
‫كامن من مميزار الشريعة اإلسالمية أنالا تقوم على جلوه المصوالح ودرء المفاسود‬
‫في كل زمان ومكان مصداقا ً لقوله صلى ر عليه وسلم‪ (( :‬ال ضرر وال ضرار))‪.6‬‬
‫وعلى ضوء ما جاء في كتاب ل تعالى وسنة رسوله صلى ل عليوه وسولم‬
‫وأصول الشريعة من معايير ثابتة وقواعود خاصوة يُلتودى بوالا فوي تنظويم واسوتامار‬
‫المال واستامار الجلود اإلنسانية وهو ما يفلم منلوا أن النظوام اإلسوالمي لوم يصوادر‬
‫النشاط االقتصادي كلية أو يبيح الكسه مطلقاً‪ ،‬بل قيدهما بقيود معينة تامن تحقيق‬
‫العدالة لكل الناص وتمنع االستغالل ودفع الارر عنلم‪ ،‬فوال يطقوغ رنوي علوى فقيور‬
‫وال كاير مال على قليله‪ ،‬وال يستبد أصحاب النفوذ بغرف الكسه دون ريرهم مون‬
‫الناص وهذا عمالً بما يقرره الفقلاء من أن األصل في المعامالر الصحة حتى يقووم‬
‫حرمه ل‪ ،‬وما سكت‬
‫دليل على البطالن والحرمة‪ ،‬ف ن لحال ما أحله ل والحرام ما ّ‬
‫عنه فلو عفو‪.‬‬
‫وت سيسوا ً علووى مووا تقوودم ف ننووا نعقوود هووذا البحووث للكلووم عمووا شووا فووي النشوواط‬
‫االقتصووادي موون تعاموول وتصوورفار ضووارة‪ ،‬وهووو مووا يتماوول فووي االحتكووار والربووا‬
‫والبيو المنلي عنلا‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫ونفصل الكالم على هذه المفاسد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬االحتكار‬
‫تعريفه في اللغة‪ :‬تدور معاني كلمة حور فوي اللغوة حوول الظلوم فوي المعاملوة‬
‫و ساءة المعاشرة‪ ،‬والحبا واالستبداد والتوربص وااللتوواء‪ ،‬والماورة علوى النواص‬
‫في معاملتلم ومعايشتلم‪.7‬‬
‫تعريفه اصطالح ‪ :‬اختلوف الفقلواء فوي تعريوف االحتكوار‪ ،‬وذلوك بحسوه موا‬
‫اعتمدوه من األشياء التي يرد فيلا ونو التملك للا‪.‬‬
‫في ورى فريووق موون الفقل واء وهووم أبووو حنيفووة ومحموود والشووافعية أن االحتكووار‬
‫يخووتص بوو قوار اآلدميووين والبلووائم‪ ،8‬ويجعلووه الحنابلووة خاصووا ً بوو قوار اآلدميووين‪،9‬‬
‫واستدلوا لى ذلك بقوله صلى ل عليه وسولم‪ :‬مون احتكور علوى المسولمين طعواملم‬
‫ضربه ل بالجذام واإلفالص ‪.10‬‬
‫ويرى فريق آخر وهم المالكية وأبو يوسف من الحنفية أن االحتكار يشومل‬
‫كل ما يؤدي حبسه لى يقا الاورر بالنواص‪ ،11‬ويجعلوه الظاهريوة فوي االمتنوا أو‬
‫مسا ما يبتا شامالً ذلك لكل ما يؤدي حبسه لى يقا الارر بالناص‪.12‬‬
‫ونرى رجحان ما ذهوه ليوه القوائلين بشومول االحتكوار لكول موا يحتواج ليوه‬
‫النوواص سووواء أكووان طعامووا ً أم ريووره‪ ،‬لقولووه صوولى ل عليووه وسوولم‪ :‬ال يحتكوور ال‬
‫خاطغ ‪ ،13‬كما أن التصريح بلفظ الطعام فوي بعوض الروايوار ال يصولح لتقييود بقيوة‬
‫الروايووار المطلقووة بوول هووو موون التنصوويص علووى فوورد موون األفووراد التووي يطلووق عليلووا‬
‫المطلق‪.‬‬
‫وبنا ًء على ما تقدم ف نه يمكننا أن نستخلص تعريفا ً راجحا ً لالحتكار‪ ،‬فنقوول‬
‫ب نه‪ :‬حبا الطعام أو ريره مما يحتاج ليه الناص رادة رالئه علويلم‪ ،‬فبوائع الطعوام‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪15‬‬
‫أو ريره من أنوا السلع يحبسه لينظر به روالء األسوعار‪ ،‬فو ذا رلوت باعوه بالسوعر‬
‫المرتفع فيكون ذلك ضررا ً يلحق األفراد والمجتمع‪.‬‬
‫حكم االحتكار‪:‬‬
‫اتفق الفقلاء على أن االحتكار محظور شرعا ً لما فيه من اإلضورار بالنواص‬
‫والتاييق عليلم و لحان الحرج بالم‪ .‬وقد اختلف الفقلاء في المراد بالحظر‪ ،‬فوذهه‬
‫الجملوووور لوووى القوووول بحرموووة االحتكوووار‪ ، 14‬وذهوووه بعوووض الفقلووواء لوووى القوووول‬
‫بالكراهة‪.15‬‬
‫ونرى رجحان ما ذهه رليه جملور الفقلواء مون أن االحتكوار محورم‪ ،‬وموا‬
‫ذهه رليه بعض الفقلاء من القول بكراهة االحتكار يحمل على الكراهوة التحريميوة‬
‫وهي ما يابت طله تركه طلبا ً جازما ً بدليل ‪،‬نوي‪ ،‬وذلوك مون الحورام عنود الجملوور‬
‫فيكون الخالي في حكم االحتكار خالفا ً لفظياً‪.‬‬
‫وقد استدل الفقلاء على حرمة االحتكار ب حاديث كايرة منلا قوله صولى ل‬
‫عليه وسلم‪ :‬من احتكر فلوو خواطغ ‪ ،16‬وقولوه‪ :‬مون احتكور حكورة يريود أن يغلوي‬
‫بالا على المسلمين فلو خاطغ ‪ ،17‬وقوله‪ :‬الجاله مرزون والمحتكر ملعون ‪.18‬‬
‫فلووذه األحاديووث بمووا اشووتملت عليووه موون الوعوود واللعوون توودل علووى تحووريم‬
‫االحتكوووار‪ ،‬وال شوووك أن أحاديوووث البووواب تووونلض بمجموعلوووا لالسوووتدالل علوووى عووودم‬
‫الجواز‪ .‬كما أن امتنا المحتكر عن بيع السلعة لمن يحتاجون ليلا يكون منعوا ً لحوق‬
‫مستفاد للم شرعاً‪ ،‬ومنع الحق عن المستحق ‪،‬لم‪ ،‬والظلم حرام‪.19‬‬
‫االحتكار وادخار القور و مسا السلع‪:‬‬
‫يف ّرن الفقلاء بين االحتكار وادخوار القوور‪ ،‬فواألول ممنوو والاواني جوائز‪،‬‬
‫وقد أفاضوت عبوارار الفقلواء فوي بيوان ذلوك فقوالوا ب نوه ال خوالي فوي أن موا يودخره‬
‫‪16‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫اإلنسان من قور وما يحتاج ليه الناص من سمن وعسل وقمح ورير ذلك جوائز وال‬
‫ب ص به‪ ،‬ويدل على ذلك ما ثبت أن النبي صلى ل عليه وسلم كان يُعطي كل واحدة‬
‫من زوجاته مائة وسق من خيبر‪ ،‬كما كوان صولى ل عليوه وسولم يودخر ألهلوه قوور‬
‫سنتلم من تمر وريره‪.20‬‬
‫وبنووا ًء علووى ذلووك فو ن مووا يحتوواج ليووه اإلنسووان فووي معيشووته موون قووور يكووون‬
‫ادخاره جائزا ً وال يسمى ذلك احتكاراً‪ ،‬ألن االحتكار هو حبا الطعوام رادة رالئوه‬
‫على الناص‪ ،‬أما ادخار القوور فلويا بوالدي اإلروالء ولكون بغورف الحصوول علوى‬
‫السلعة ب رخص األثمان في الوقوت المناسوه وهوو موا فعلوه الرسوول صولى ل عليوه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫أما مسا موا اشوتراه اإلنسوان حالوة اسوتغناء أهول البلود رربوة فوي أن يبيعوه‬
‫ليلم وقت حاجتلم ليه ف نه ينبغي ال يكره بل يستحه وربما يكون هذا حسنة‪ ،‬ألنه‬
‫ينفع به الناص ويحقق مصلحة المتعاملين‪.‬‬
‫وها نظر سديد يُظلر حور‬
‫حفظ حقون المستللكين فامتصوا‬
‫الفقلواء علوى منوع الاورر عون المنتجوين موع‬
‫الزائود عون الحاجوة مون األسووان يمنوع الاورر‬
‫عن المنتجين‪ ،‬ذ قد يكون هذا اإلنتاج هو كول ثروتوه وال يسوتطيع الوفواء بالتزاماتوه‬
‫وسداد ديونه ال ببيع ما عنده في هذا الوقت بالذار‪ ،‬ومن ثوم كوان منوع ذلوك تاوييقا ً‬
‫على الناص و يقاعلم في حرج بالغ والحرج مرفوو ‪ ،‬كموا أن حفوظ هوذا الزائود عون‬
‫الحاجة لدى من يشتريه من التجار ليبيعه مرة أخرى لى المستللكين حتى و ن رال‬
‫ثمنوه عنود وقوت شورائه‪ ،‬فوذلك أمور طبيعووي ذ حفظوه لوقوت الحاجوة ليوه يحتواج لووى‬
‫نفقووار فا والً عوون حاجووة التوواجر لووى ربووح أموالووه التووي اسووتخدملا فووي ذلووك‪ -‬يحقووق‬
‫المصلحة للمستللكين في حصوللم على ما يحتاجون ليه وقت رربتلم ليه‪.‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪17‬‬
‫كموا أن هووذا الوورأي يتمشووى مووع الواقوع العلمووي لفلووم معنووى التجووارة الجووائزة‬
‫والمباحة‪ ،‬ألن من ضروبالا أن يشتري التاجر السلع وقوت عرضولا بكاورة وتنوازل‬
‫قيمتلا تبعا ً لقلة الرربة في اإلقدام على شراء المزيد منلا‪ ،‬وتحول الرربة عنلا لوى‬
‫ريرها‪ ،‬وهذا ينطبق على حالة شراء السلع و مساكلا لى أن يحتاج ليلا الناص‪.21‬‬
‫االحتكار في عصر التقدم الصناعي الحاضر‪:‬‬
‫في نالاية القران التاسع عشر الميالدي تغير شكل السون بتراجع المشرو‬
‫الفردي الذي كان يحقق المنافسة الكاملوة فوي ‪،‬ول نظوام السوون الحور‪ ،‬والوذي كانوت‬
‫تتحدد فيه أسعار السلع على أساص العرف والطله‪ ،‬فظلرر المشوروعار الكبيورة‬
‫التي تقوم ب نتاج سلع عديدة‪ ،‬وأصبح نظام السون يتامن بصفة أساسية مشروعار‬
‫احتكارية تتدرج من االحتكار المطلق لى احتكار القلة والمنافسة االحتكارية‪.22‬‬
‫وقووود سووواعدر أسووواليه الصوووناعة الحدياوووة واالتفوووان الوووذي توووم بوووين أقطووواب‬
‫الصناعة وبين المصاري المالية على تفشي االحتكار في الدول الرأسمالية‪ ،‬وتنوو‬
‫صووره وأشوكاله‪ ،‬وكوان ذلوك ناتجوا ً عون طوالن يود المنووت فوي التصوري فوي تحديوود‬
‫مقدار ما ينتجه ويبيعه بالامن الذي يريده ملما بلغ من ريور اعتبوار النخفواف قيموة‬
‫السلعة تبعا ً لقلة التكلفة للا وكارة المنت منلا‪ ،‬مما ترته عليه تحديد األسعار بالقدر‬
‫الذي يامن للمحتكر أكبر ربح بغض النظر عما يصيه المستللكين من أضرار‪.‬‬
‫وعلووى ضوووء ذلووك التصووري يتاووح لنووا أن العاموول المحوور وراء معظ وم‬
‫االحتكوارار التوي شوادر فوي الونظم الرأسومالية هوو الرربوة فوي تحقيوق أقصوى ربووح‬
‫ممكن بصري النظر عن العوامل األخرى مال كفواءة اإلنتاج‪،‬واالحتياجوار الفعليوة‬
‫للمستللكين‪ ،23‬وفي ذلك يلتقي مفلوم االحتكار فوي الفكور االقتصوادي الوضوعي موع‬
‫المفلوووم الشوورعي لالحتكووار فووي أنووه يتماوول فووي كوول مووا يووؤدي حبسووه موون سوولع لووى‬
‫اإلضرار بالمجتمع‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫أضرارا االحتكار‪:‬‬
‫لال حتكار أضرار عديدة وآثار سي ة‪ ،‬يتمال الجانه األكبر منلوا فوي ارتفوا‬
‫أسعار السلع المحتكرة‪ ،‬حيث يقوم المحتكر بخفض حجم اإلنتاج مقابل مقدار الطله‬
‫فننجه األسعار لالرتفا بسبه زيادة الطله عن العرف‪ ،‬كموا أن المحتكور قود يقووم‬
‫برفع السعر دون خفض لإلنتاج وذلك لزيادة يراداتوه حيوث أن الطلوه علوى السولعة‬
‫المحتكرة في ازدياد مستمر بسبه عدم وجود بدائل قريبة للا‪ ،‬وبالتالي فلوو ياومن‬
‫انخفاف الطله عند رفع الامن‪ ،‬فيؤدي ذلك لى اناليار القيمة الشرائية للنقوود وهوو‬
‫ما يعري بالتاخم عند علماء االقتصاد الوضعي‪.‬‬
‫كما تظلر آثوار االحتكوار الاوارة فوي ‪،‬لوور السوون السووداء حيوث تظلور‬
‫طبقار طفيلية تستغل فرصة انخفاف عرف المنتجار عن الطله عليلوا‪ ،‬فتسوحه‬
‫جزءا ً منلا لبيعه ب سعار أكار ارتفاعا ً‪.24‬وأياا ً يوؤدي االحتكوار لوى زيوادة التفواور‬
‫في توزيع الدخول بين أفراد المجتمع بسبه ما يحصل عليه المحتكورون مون أمووال‬
‫طائلة في رياب حرية التعامل في األسوان وتفاعل قوى العرف والطله في حرية‬
‫تامة لتحديد األسعار‪.25‬‬
‫عالج االحتكار‪:‬‬
‫اهتمووت الشووريعة اإلسووالمية بمنووع االحتكووار تجنب وا ً آلثوواره الاووارة ووقايووة‬
‫للمجتمع من أزماته‪ ،‬فقررر بصدد ذلك العديد من الوسائل والتي تتمال فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إجب ر المحتكر على بيع م يحتكره‪ :‬فذهه جملور الفقلاء لى أن لولي‬
‫األمر المعتمد‪ ،‬وقد أمرر الشريعة برفع الظلم‪ ،‬ف ذا رفض المحتكر تنفيوذ ذلوك جواز‬
‫لووولي األموور مصووادرة السوولع المخزونووة وبيعلووا فووي السووون بووامن الماوول‪ ،‬ويجوووز‬
‫تعويض المحتكر بعد ذلك أو عدم تعوياه‪.26‬‬
‫كما يجوز لولي األمر تعزير المحتكر ب حد أموور يراهوا الحواكم‪ ،‬فقود يكوون‬
‫التعزير ب خذ ما يترته على الحتكار من ربح ويوزعه على المحتاجين‪ ،‬وقود يكوون‬
‫التعزير بحبا المحتكر وضربه والطواي به في األسوان‪ ،‬ويكون هذا الجزاء لمون‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪19‬‬
‫اعتووواد االحتكوووار ولوووم ينزجووور‪ 27،‬وقووود يكوووون التعزيووور عووون طريوووق توووالي أموالوووه‬
‫‪28‬‬
‫الممحتكرة ت ديبا ً له‪ ،‬كما فعل علي بن أبي طاله مع بعض المحتكرين‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل على توفير السلع‪ :‬وذلك ب ن يعمول ولوي األمور علوى زيوادة انتواج‬
‫السلع التي أصبحت نادرة في السون‪ ،‬ما بفعل المحتكورين‪ ،‬أو بفعول المنتجوين‪ ،‬فلوه‬
‫جبار أهل الصناعار والمتجين على توجيه اهتماماتلم لى نتاج ما يحتاجوه النواص‬
‫من سلع يقل وجودها ويرتفع نتيجة لذلك سعرها‪ ،‬وقد قال ابن تيمية فوي ذلوك‪ :‬فو ذا‬
‫كان الناص محتاجين لوى فالحوة قووم أو نسواجتلم أو بنوائلم صوار هوذا العمول واجبوا ً‬
‫يجبرهم ولي األمر عليه ذا امتنعوا عنه بعوف المال‪ ،‬وال يمكن الناص من ‪،‬للملم‬
‫ب ن يعطوهم دون حقلم‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -3‬تشوووجيع التبوووادل التجووواري‪ :‬وللوووذا الجانوووه أثوووره فوووي تحقيوووق الووورواج‬
‫االقتصووادي الووذي يمن وع ‪،‬لووور االحتكوواره ألنووه يووؤدي لووى زيووادة عوورف السوولع‪،‬‬
‫فتنخفض األسعار‪.‬‬
‫وقد اهتم االسالم بذلك فعمول علوى تنظويم االسوتيراد عون طريوق النلوي عون‬
‫تلقي الركبان‪ ،‬وفي ذلك يقول رسول ل صلى ل عليه وسلم‪ :‬ال تلقوا الركبان ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫والحكمة في ذلك هو حماية التجار الجالبين من الغش والظلم‪ ،‬لعدم معرفتلم ب سعار‬
‫السون‪ .‬فكان منع الوسطاء بين الجالبين وأهل البلد وسيلة تفادي االحتكار‪ ،‬وما ينت‬
‫عنه من أضرار‪.‬‬
‫كما نلى االسالم في هذا المجال عن بيع الحاضر للبادي وهو الغريه الذي‬
‫يجيغ من البادية أو من بلد آخر بمتا تعم الحاجة ليه ليبيعه بسعر يومه‪ ،‬فيقول لواه‬
‫الحاضر اتركه عندي ألبيعه على التدرج ب على‪ ،‬وفي ذلك يقول الرسوول صولى ل‬
‫عليه وسلم‪ :‬ال تلقو الركبان وال يبيع حاضر لباد وقود فسور ابون عبواص رضوي ل‬
‫عنلما قول الرسول صلى ل عليه وسلم ‪ :‬ال يبيع حاضر لبواد بو ن معنواه ال يكوون‬
‫ً ‪31‬‬
‫سمسارا‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫فعلة النلي عن بيع الحاضر للبادي هوي دفوع الاورره ألن الحاوري يريود‬
‫البيع بالتدري لتحقيق أقصى ربح‪ ،‬وهو نو مون الحوبا والتخوزين للسولع والوتحكم‬
‫في المعروف منلا ورفع سعرها‪ ،‬وذلك من باب االحتكار ولرعاية المصولحة نلوى‬
‫الشر عن هذا النو من البيوع فلوو مون بواب تحمول الاورر الخوا‬
‫العام‪.‬‬
‫لودفع الاورر‬
‫‪32‬‬
‫وينبغووي أن يفلووم أنووه ال يخشووى موون احتكووار التجووار الوافوودين للسووونه ألن‬
‫الجاله رريه عن البلد‪ ،‬ويحتاج لى نفقار قامة ذا أراد اإلقامة لفترة طويلوة‪ ،‬كموا‬
‫ويحتاج لى نفقار لتخوزين سااوالعته‪ ،‬وللوذا فلوو يفاول البياااواع بالسوعر السوائد فوي‬
‫السون‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -4‬التسعير‪ :‬وهو في اللغة‪ :‬تقدير السوعر‪ ،34‬وفوي اصوطالح الفقلواء‪ :‬لوزام‬
‫الحاكم الناص ال يبيعوا وال يشتروا ال بامن المال‪.35‬‬
‫وقد اتفق الفقلاء على أنه ذا كان التعامل في األسوان مستقراً‪ ،‬ب ن توافرر‬
‫السوولع بس وعرها المعتوواد ولووم يكوون هنووا احتكووار للووا‪ ،‬ف و ن التسووعير فووي هووذه الحالووة‬
‫محظووور وال يصووح‪ .36‬أمووا ذا انعوودم اسووتقرار التعاموول فووي األسوووان بو ن زاد بعووض‬
‫التجار في ثمون بعوض السولع وكوان النواص فوي حاجوة ليلوا أو اسوت ثر بعوض التجوار‬
‫بسلعة معينة فباعوها بما يريودون‪ ،‬وكوذلك ذا تواطو التجوار فيموا بيونلم علوى بخوا‬
‫وامن بخووا‪ ،‬ف نووه بماوول هووذه الحوواالر يكووون‬
‫ثموون سوولعة معينووة فووال يشترونووالا ال بو ب‬
‫التسعير جائزاً‪ ،‬بل متعينا ً على الحاكم منعا ً للارر عن الناص‪.37‬‬
‫فالتسعير و ن كان األصل فيه المنع ال أنه يكون جائزا ً في حالة الاورورة‬
‫والحمايووة للنوواص موون جشووع التجووار ودرء المخوواطر االحتكووار عوونلم‪ ،‬فلووو موون قبيوول‬
‫السياسووة الشوورعية التووي جعوول للحوواكم أو نائبووه فوي ماوول ذلووك الحووق فووي التخصوويص‬
‫والتقدير والتسعير‪.38‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪21‬‬
‫و ذا أُجيز التسعير تحت هذا االعتبوار ف نوه حين و بذ يجوه أن يكوون لواه صوفة‬
‫الت قيوت ال الوودوام فمووا بقيووت الاورورة دافعووة ليووه ومصوولحة النواص متمالووة فيووه بقووي‬
‫ببقائلا ولزم بحصوللا‪.‬‬
‫كما أنه يجه أن يُراعى في التسعير كول ‪،‬وروي نتواج السولعة‪ ،‬وموا أحواط‬
‫بالا وما أنفق عليلا بصورة مباشرة أو رير مباشورة‪ ،‬وجلود المنوت وعملوه ووضوع‬
‫الربح المعقول له‪.39‬‬
‫وبووالذه النظوورة العادلووة يكووون التسووعير مانعوا ً موون جبوورور االحتكووار ورلووو‬
‫التجار وأصحاب السلع في التاييق على الناص‪ ،‬ولوك موا يتفوق موع الفطورة السوليمة‬
‫وتقره العقول الصحيح‪.‬‬
‫‪ -2‬الرب‬
‫تعريفه لغةً‪ :‬الربا مصدر ربا يربو‪ ،‬بمعنى الزيادة والنماء‪ ،‬يُقال‪ :‬ربا الموال‬
‫أينما وزاد‪.40‬‬
‫تعريفااه اصااطالح ‪ :‬تع وددر تعريفووار الفقلوواء للربووا‪ ،‬ولكننووا نختووار منلووا مووا‬
‫عرفوا الربا ب نه فال مال بال عوف في معاوضة مال بمال‪.41‬‬
‫ذكره الحنفية فقد ّ‬
‫حكمه‪ :‬الربا حرام ومن الذنوب المللكار‪ ،‬وقد د ّل على ذلك الكتاب والسونة‬
‫واإلجما ‪ .‬أما الكتاب‪ :‬فقد ورد به كاير من اآليار التي تدل على حرمة الربا‪ ،‬ومن‬
‫وحرم الربا ‪42‬وقوله تعوالى‪  :‬يوا أيلوا الوذين آمنووا‬
‫ذلك قوله تعالى‪ :‬وأح َّل ل البيع‬
‫َّ‬
‫ب مون‬
‫اتقوا ل وذروا ما بقي من الربا ن كنتم مؤمنين* فو ن لوم تفعلووا فو ذنوا بحور ب‬
‫ل ورسوله ف ن تبتم فلكم رؤوص أموالكم ال ت َظلمون وال تُظلمون ‪.43‬‬
‫وأم السنة‪ :‬فلوي كايورة ومنوه قولوه صولى ل عليوه وسولم‪ (:‬اجتنبووا السوبع‬
‫الموبقار‪ ،‬قالوا يوا رسوول ل‪ :‬وموا هونل قوال‪ :‬الشور بوار‪ ،‬والسوحر‪ ،‬وقتول الونفا‬
‫حرم ل ال بالحق‪ ،‬واكل الربا‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪ ،‬والتولي يوم الزحوف‪ ،‬وقوذي‬
‫التي ّ‬
‫‪22‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫المحصنار الغافالر)‪ .44‬وأخرج مسلم عن جابر بن عبد ل أن رسول ل صلى ل‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬لعن ل آكل الربا وموكله و كاتبه وشاهديه‪ ،‬وقال‪ :‬هم سواء ‪.45‬‬
‫وأم اإلجم ع‪ :‬فقد أجمعت األمة على تحريم الربا‪ ،‬وأنه لم يحل في شوريعة‬
‫قل‪.‬‬
‫حورم اإلسوالم الربوا تحريموا ً قاطعواً‪ ،‬وجعلوه مون أكبور الكبوائر ولموا فيوه موون‬
‫َّ‬
‫استغالل فاحش لذوي الحاجار الذين يجوه عوانتلم وقاواء حووائجلم‪ ،‬فو ن للمسولم‬
‫على أخيه المسلم حقوقا ً كايرة أدناها أن يكون رحيما ً به‪ ،‬محسنا ً ليه‪ ،‬عطوفا ً عليوه‪،‬‬
‫والتعامل بالربا خروج على هذه المبادئ السامية وانتلا لواجه اإلنسان نحو أخيه‬
‫اإلنسان‪ ،‬وذلك بخالي ما توؤدي ليوه هوذه المعاملوة مون بوث األحقواد والاوغائن فوي‬
‫نفوووص الموواص بعاوولم حيووال بعووض‪ ،‬و ثووارة أسووباب الفووتن والصوورا بووين أفووراد‬
‫المجتموع‪ ،‬وتوسويع الفورن بوين طبقووة الموسورين وطبقوة الفقوراء‪ ،‬وصوري أصووحاب‬
‫رؤوص األموال عن طريق الكسه اإلنتاجي النوافع‪ ،‬ألن الفائودة التوي يحصول عليلوا‬
‫المقرف ال ت تي نتيجة لعملية نتاجية سليمة أسولم فيلوا بمالوه‪ ،‬بول نوالا تو تي بودون‬
‫مقابل اقتصادي‪ ،‬فلي مبلغ اُستقطع من مال المقترف من رير أن يحده زيوادة فوي‬
‫الاروة العامة‪.‬‬
‫أوجه الفساد في الربا‪:‬‬
‫الكالم عن الربا يتامن العديد مون األموور التوي تورتبل بوه كبيوان الألمووال‬
‫التي يجري فيلا‪ ،‬وعلة تحريم الربا وأنووا الربوا‪ ،‬وتبوايع األمووال الربويوة‪ ،‬ال أنوه‬
‫نظرا ً لطبيعة البحث وتساوقا ً مع مساره‪ ،‬ف ننا نقصر الكالم هنا على ما يترته على‬
‫التعامل بالربا من فساد في النشاط االقتصادي وتعارف ذلك مع الاوابل الشرعية‬
‫‪ ،‬والقيم األخالقية التي توضح للنواص معوالم الكسوه الحوالل‪ ،‬وتحوذرهم مون الكسوه‬
‫بطريق االنتظار‪.‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪23‬‬
‫وعلى ضوء ما زخر به الفقه اإلسوالمي والتنواول البحاوي لعلمواء االقتصواد‬
‫اإلسالمي من رصد للذه المفاسد‪ ،‬ف ننا نشير ليلا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬استغالل القوي الغني للاعيف الفقير‪ :‬فاألصل فوي المعوامالر الربويوة‬
‫هو الحاجلة للمال‪ ،‬واسوتغالل حاجوة الفورد بزيوادة أصول الودين يكوون ‪،‬لموا ً‪ ،‬والظلوم‬
‫فا والً عوون تحووريم اإلسووالم لوواه ف و ن الفطوورة السوووية ت بوواه والعقوول الرشوويد يرفاووه‪،‬‬
‫فكرامووة اإلنسووان مالزمووة إلنسووانيته ومالصووقة ألصوول نش و ته‪ ،‬يقووول تعووالى‪  :‬ولقوود‬
‫كرمنووا بنووي آدم ‪ ،46‬وبمقتاووى ذلووك ال يصووح أن يكووون الصوورا علووى المصووالح‬
‫الخاصة سببا ً للنيل من كرامة اإلنسوان‪ ،‬واالجتوراء عليوه باسوتغالله والمسواص بحقوه‬
‫في الحياة الكريمة‪ ،‬وذلك مما جعل من تحريم اإلسالم للربا منلجا ً فاضوالً‪ ،‬وتوجلوا ً‬
‫صادقا ً لتحقيق األخوة البشرية‪ ،‬و عطائلا ما تستحق من تقدير ورعاية‪.‬‬
‫وت سيسا ً علوى موا تقودم فو ن الفورد ال يعطوي ربوا ال موا زاد عون حاجتوه مون‬
‫المال ويتحمل المحتاج عهء الزيادة الربوية‪ ،‬بينما يستفيد القادر المرابي من حاجوة‬
‫الطووري اآلخوور دون حقوون وبووذلك يكووون الربووا ضوود الصوودقة التووي أوجبلووا ل علووى‬
‫األرنياء‪ ،‬فو ن حاجوة الفقيور هوي ديون علوى الغنوي وعود أداء الغنوي للصودقة فوي هوذه‬
‫الحالة هو تفريل في حق من حقون ل‪.47‬‬
‫وي تسلل الغني على الفقيور‪ ،‬ويوزداد ضورر المحتواج وتعرياوه للفقور الودائم‬
‫والوودين الووذي ال ينفووك عنووه‪ ،‬وتولوود ذلووك وزيادتووه لووى رايووة تجتاحووه وتسوولبه متاعووه‬
‫وأثاثه‪ ،48‬وهو ما يؤدي لى سريان الحقد والحسود والوبغض والكراهيوة بوين طبقوار‬
‫المجتمووع‪ ،‬فتوورى طبقووة الفقووراء الكادحووة العاملووة أن جووزءا ً كبيوورا ً موون تعبلووا وجلوودها‬
‫يذهه يسيرا ً سلالً لطبقة األرنياء ال لشيء سوى قراضولم بالربوا‪ ،‬فيسوود المجتموع‬
‫التبارض وال تحاسد بسبه هذه الطبقية الناتجة عون التعامول بالربوا‪ ،‬وذلوك مموا جعول‬
‫اإلسووالم يوجووه عنايتووه لووى القاوواء علووى هووذه الطبقيووة الظالمووة‪ ،‬فيوودعو أتباعووه لووى‬
‫المواسوووواة وموووود يوووود ا لعووووون والمسوووواعدة للمحتوووواج عوووون طريووووق الزكوووواة والصوووودقة‬
‫وريرها‪.‬وفي ذار الوقت يحرم كل طريق لالستغالل من ربوا ونحووه‪ ،‬فيقوول صولى‬
‫‪24‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫ل عليه وسلم‪ :‬مال المؤمنين في توادهم وتراحملم كمال الجسد الواحد ذا اشوتكى‬
‫منه عاو تداعى لاه سائر الجسد بالسلر والح ّمى ‪.49‬‬
‫‪ -2‬عرقلووة مسوويرة التنميووة وتقليوول مجووالر االسووتامار‪ :‬لووم يكوون اإلسووالم فووي‬
‫منعه للربوا حربوا ً علوى األرنيواء أو ضود الاوراء‪ ،‬بول كوان التوزام الحوق والعودل فوي‬
‫استنماء المال وتو‪،‬يفه في دفع عجلة التنميوة االقتصوادية وتحقيوق ازدهوار المجتموع‬
‫ورخائه‪ .‬ومن هنا كان تحريم الربا ضابطا ً رئيسويا ً لالسوتامار الرشويد فوي االقتصواد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وذلك أن الربا يؤدي لى تمييوز رأص الموال علوى سوائر عناصور اإلنتواج‬
‫ب ن يكون مستحقا ً لعائد دون مقابل من نتاج أو عمل أو تعرف لمخاطرة‪ ،‬وبعبوارة‬
‫أخرى ف ن المعامالر الربوية تؤدي لى استخدام النقود في رير و‪،‬يفتلوا األساسوية‬
‫فتكووون سوولعة تُبووا وتُشووترى يُبوواح ت جيرهووا بووامن معووين يسوومى الفائوودة‪ ،‬ممووا يمنحلووا‬
‫القوودرة علووى نتوواج نقووود موون ريوور سوولام فعلووي فوويء العمليووة اإلنتاجيووة بالعموول أو‬
‫التعرف للمخاطرة أو اإلنتاج الفعلي‪.‬‬
‫وبنا ًء على ذلك ف ن الربا يؤدي لى تعطيل استخدام النقود األساسي كوسيل‬
‫للتبادل‪ ،‬فتركز الاروة في أيدي طبقة محدودة من المجتمع فتصبح هي المتحكمة في‬
‫رأص ماله‪ ،‬وذلك يترته عليه قلة اإلنتاج من جراء توقوف االسوتامار الحقيقوي الوذي‬
‫يتطله بذل الجلود وممارسوة العمول مون الجميوع‪ ،‬واالشوترا فوي تحمول المخواطرة‪،‬‬
‫فالمرابون بما يحصلون عليه من كسه محرم بدون جلد وعناء ومخاطرة يصرفلم‬
‫ذلك عن تحمل مشقة الكسه والتجارة والصناعار الشاقة‪ ،‬وذلك يفاي لى انقطا‬
‫منوووافع الخلوووق‪ ،‬ومووون المعلووووم أن مصوووالح العوووالم ال تنوووتظم بالتجوووارار والحوووري‬
‫والصناعار والعمارار‪.50‬‬
‫ول قد تفواقم أمور الربوا فوي هوذا الجانوه فتعوداه مون طوان الدولوة الوداخلي لوى‬
‫المسوووتوى الووودولي بشوووكل ألحوووق الاووورر بالووودول الفقيووورة وجعللوووا مكبلوووة بالوووديون‬
‫الخارجية وفوائدها الربوية المتراكمة بعد أن عجوزر مواردهوا المحليوة عون الوفواء‬
‫بالتزامار ديونالا الخارجية التي أخفقت فوي تنميتلوا االقتصوادية جعلتلوا فوي موقوف‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪25‬‬
‫ضعيف زاء طغيان الدول الدائنة التي جعلت من هذه الديون عوامل ضوغل و كوراه‬
‫لربل اقتصاد الدول المدينة بالتبعية للا‪ ،‬وذلك مما أدى لى انتقال الموارد من فقراء‬
‫العووالم لووى أرن يائووه وتفشووي ‪،‬وواهرة التاووخم فووي كايوور موون الوودول‪ ،‬واخووتالل توزيووع‬
‫الدخل والاروة بين البشر‪.‬‬
‫‪ -3‬تاييق مجال التعامل والوقوو فوي الحورج‪ :‬ويظلور ذلوك جليوا ً فوي ربوا‬
‫الفال ال ذي يتمال في مبادلوة الموال الربووي بجنسوه موع الزيوادة فوي أحود العوضوين‬
‫متقاباووين فووي المجلووا أو ريوور متقاباووين‪ ،‬فلووذا النووو موون التعاموول ذا كووان فووي‬
‫المطعومار القابلة لالدخار ف نه يؤدي لى احتكارها لمن يملكونالا‪ ،‬فمن كوان عنوده‬
‫قمح ذا باعه لغيره بقمح متفاضل‪ ،‬ف ن ذلك يجعل مون كوان يملوك نقوودا ً ولويا لديوه‬
‫قمح ال يحصل على ما يريده من قمح‪ ،‬فكان في ذلك تاوييقا ً عليوه و لحاقوا ً للاورر‬
‫والمشقة به‪ ،‬فال يحصل على حاجته مون الغوذاء مون عنوده نقووده ولويا عنوده قوور‪،‬‬
‫ولذلك أمر النبي صلى ل عليوه وسولم مون جواءه بتمور جيود اشوتراه بتمور رديء موع‬
‫زيادة الرديء عن الجيد ب ن يبيع الرديء ثم يشتري بامنه جيدا ً قائالً لاه‪ :‬بع الجمع‬
‫(التمر الرديء) بالدراهم‪ ،‬ثم ابتع بالدراهم جنيناً( التمر الجيد) ‪.51‬‬
‫ويفلم من ذلك أنه لو أُجيوزر المقاياوة موع التفاضول موا أكول المحتواج لوى‬
‫التمر شي ا ً منه‪ ،‬فمن ليا عنده تمر جيد وال رديء وعنده نقود ال يستطيع الحصول‬
‫على ما يرره فيه من تمر‪ ،‬فكان ذلك تاييقا ً علوى النواص ولحوده الغوبن وفشوا فوي‬
‫التعاموول لعوودم وجووود المقيوواص النقوودي الووذي يقوووم األشووياء بالدقووة التووي تحوودد العوودل‬
‫واإلنصاي‪.‬‬
‫وأياووا ً يتحقووق اإلضوورار بالنوواص عنوود وقووو التعاموول بووراب الفاوول فووي‬
‫النقدين‪ ،‬كما لو بيع الدرهم بدرهمين وال يكون ذلك ال للتفاور بين النوعين ما فوي‬
‫الجودة أو الاقل أو الخفة‪ ،‬فقد يتدرج المتعاملين بذلك مون الوربح المعجول لوى الوربح‬
‫المؤجل ب ن تحده زيادة في نظير الت جيل فيتحقق بذلك الربا المحرم‪.52‬‬
‫‪26‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫‪ -3‬البيوع المنهي عنه‬
‫ررم أن الشريعة اإلسوالمية تنلوى عون التعوالم بوبعض البيوو التوي تنطووي‬
‫على الجلالة أو تشمل الخدا ‪ ،‬فقد فشا في مجال التعامل أنواعا ً من هذه البيو التي‬
‫ترتوه عليلووا فسوواد لنشوواط االقتصووادي وعوودم اسووتقرار التعاموول‪.‬ونتكلم عوون أهووم هووذه‬
‫البيو فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬بيع الغرر‪ :‬والمراد ببيع الغرر هو البيع الذي يكتنفه الخطر أو الشك في‬
‫وجود المبيع‪ ،‬أو الجلل بالعاقبة الحتمال عدم القدرة على تسليم المبيع‪ .‬وقد أبطلوت‬
‫الشريعة اإلسو المية هوذا النوو مون البيوع‪ ،‬لموا يوؤدي ليوه مون التنواز والشوقان بوين‬
‫المتعاقدين أو ربن أحدهما لآلخر‪ ،‬فلو من أكل أموال الناص بالباطل‪.53‬‬
‫وقد جاء النلي عن بيع الغرر بما رواه أبو هريرة رضي ل عنوه أن النبوي‬
‫صلى ل عليه وسلم‪ :‬نالى عن بيع الغرر ‪.‬‬
‫ويودخل فووي بيوع الغوورر المنلوي عنووه جماعوا ً أنوووا كايورة موون البيوو شووا‬
‫التعامل بالا في الوقت الحاضر‪ ،‬كبيع ما لم يتم ملك البائع بوه‪ ،‬وقود جواء النلوي عنوه‬
‫ما رواه عبد ل ابن عمر عن النبي صلى ل عليه وسلم أنه قال‪ :‬من ابتوا طعاموا ً‬
‫فال يبيعه حتى يقباه ‪ ،54‬وما جاء عن حكم بن حزام أنه قال‪ :‬قلوت للرسوول صولى‬
‫ل عليه وسلم‪ :‬يا رسول ل ي تيني الرجل فيس لني عن البيع لما لويا عنودي ف بيعوه‬
‫‪ 55‬أي‬
‫منه ثم أبتا من السون‪ ،‬فقال صولى ل عليوه وسولم‪ :‬ال تبوع موا لويا عنود‬
‫التبووع مووا لوويا حاضوورا ً عنوود وتحووت يوود ‪ ،‬ألن البووائع ال يعلووم صووفة المبيووع فكيووف‬
‫بالمشووتري‪ ،‬فموون األولووى ال يشووتري شووي ا ً ال يعووري عنووه شووي ا ً ولوويا للبووائع عليووه‬
‫سلطان‪.‬‬
‫كم وا يوودخل فووي بيووع الغوورر بيووع الامووار فووي الحقووول والحوودائق قبوول أن يبوودو‬
‫صالحلا‪ ،‬وبعد التعاقد قد يحده أن يصيبلا آفة سماوية فتلك الامار ويختصوم البوائع‬
‫والمشتري‪ ،‬فيقول البائع‪ :‬قد بعت وتوم البيوع‪ ،‬ويقوول المشوتري‪ :‬نموا بعوت لوي ثمورا ً‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪27‬‬
‫ولووم أجوودهن ولووذلك نووالى النبووي صوولى ل عليووه وسوولم عوون بيووع الامووار حتووى يبوودو‬
‫صالحلا ال أن يشترط القطع في الحال‪ ،‬ونالى عن بيع السنبل حتوى يبويّض ويو من‬
‫العاهة‪ ،‬وقال‪ :‬ذا منع ل الامرة بما ستحل أحدكم مال أخيه ‪.‬‬
‫وممووا ‪،‬لور ونشو موون بيووو الغوورر فووي المعووامالر الحدياووة الماوواربة فووي‬
‫أسوان األوران المالية‪ ،‬وهي التوي يقووم بوالا األفوراد الماواربين بوالدي الحصوول‬
‫علووى كسووه موون فوورون األسووعار فقوول‪ ،‬وقوود تكووون الماوواربة علوى النووازول أي بيووع‬
‫الماارب عقودا ً انتظارا ً للبوط أسوعارها ثوم يشوتريلا بسوعر أقول ويحقوق كسوبا ً مون‬
‫هذا الفرن‪ ،‬وقد تكون المااربة على الصعود أي يشتري الماارب لعقود انتظوارا ً‬
‫الرتفا أسعارها فيبيعلوا ويكسوه الفورن بوين سوعر البيوع وسوعر الشوراء‪ ،‬ففوي هوذه‬
‫العمليار ال يتم استالم السلعة التي يتم باسوملا التعامول فتكوون هوذه الماواربة نوعوا ً‬
‫من المقامرة التي تنبني على الارر وال جلالة‪ ،‬وهي تتشابه في ذلك موع بيوع موا ال‬
‫يملك أو ما ليا عنده‪ ،‬ألنالا تقوم على تعامل وهموي دون تبوادل حقيقوي للسولع‪ ،‬بول‬
‫تتداول فيلا عقودا ً ال تماول الكميوة الفعليوة مون السولعة الموجوودة‪ ،56‬فاوالً عون ذلوك‬
‫ف ن ما ينت عنلا من تغير في األسعار ال يو تي معبورا ً عون تفاعول حقيقوي بوين قووى‬
‫العرف والطله‪.‬‬
‫وينبغي أن نشير لى أن كل ررر ليا ممنوعا ً ف ن بعوض موا يُبوا ال يخلوو‬
‫من ررر‪ ،‬كالوذي يشوتري دارا ً ال يسوتطيع أن ّ‬
‫يطلوع علوى أساسولا وداخول حيطانوالا‬
‫فذلك ررر يسير تدعو ليه الارورة ألنه رير مقصود فال يفسد العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬بيع العربون‪ :‬والمراد به أن يشتري الشخص شي ا ً فيدفع لى البوائع مون‬
‫ثمن ذلك المبيع شي ا ً على أنه ن تم العقد بينلما كان ذلك المدفو من الامن‪ ،‬و ن لم‬
‫يتم العقد صار المدفو من حق البائع وال يطالبه المشتري بشيء‪.57‬‬
‫وقد ذهه جملور الفقلاء لى عدم صوحة بيوع العربوون‪ ،‬لموا رواه عمور بون‬
‫شعيه عن أبيه عن جده أنوه قوال‪ :‬نوالى رسوول ل صولى ل عليوه وسولم عون بيوع‬
‫العربون ‪ .58‬كما أن بيع العربون فيه شرط فاسود‪ ،‬ويترتوه عليوه أكول أمووال النواص‬
‫‪28‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫بالباطل‪ ،‬حيث لم تطه نفا المشتري بتر بعوض مالوه دون عووف أو مقابول مموا‬
‫يترته عليه وقو العداوة والبغااء والشجار بين الناص‪.‬‬
‫‪ -3‬بيع النجش‪ :‬والمراد بوه الزيوادة فوي ثمون السولعة ممون ال يريود شوراءها‬
‫‪59‬‬
‫ي هذا البيع بذلكه ألن الناجش ياير الرربة قي السلعة وقد‬
‫ليقع ريره فيلا ‪ .‬وقد سم ّ‬
‫يقع ذلك بمواط ة البائع‪ ،‬فيرتفع ثمن السلعة دون مبورر‪ ،‬وهوذه الصوورة هوي الغالبوة‬
‫واألكار شيوعاً‪ ،‬وقد يقع النجش بغير علم البائع فيقع اإلثم على الناجش وحوده‪ ،‬وقود‬
‫يقع النجش بفعل البائع وحده وذلك ب ن يدّعي أنه اشوترى السولعة بو كار مموا اشوتراه‬
‫به لغير ريره بذلك‪.‬‬
‫وقد أجمع الفقلواء علوى أن الونجش حورام وفاعلوه عوا‬
‫الرتكابوه موا نوالى‬
‫الشوور عوونلن لقولووه صوولى ل عليووه وسوولم‪ :‬و ال تناجشوووا ‪ ،‬ولمووا روى عوون أبووي‬
‫هريرة أن النبي صلى ل عليه وسلم ‪ :‬نالى عن الجش والتصرية ‪.60‬‬
‫وررم اختالي الفقلاء في صحة عقد البيع الذي دخله النجش‪ ،‬ف ننوا نورجح‬
‫الرأي القائل ببطالنه‪ ،61‬لورود النالي عنه والنالي يقتاي فسواد المنلوى عنوه وهوو‬
‫النجش‪ ،‬وألنه بيع يقوم على الخديعة فيكون من باب أكل أموال الناص بالباطل الذي‬
‫حرمته الشريعة وحذرر منه‪.‬‬
‫‪ -4‬ب يع الرجل علوى بيوع أخيوه‪ :‬وهوو المسومى بالسووم‪ ،‬وهوو كموا يكوون فوي‬
‫البيع يكون في الشراء‪ ،‬وصورته في البيع أن يقول لمن اشترى شي ا ً في مدة الخيار‬
‫افسخ هذا البيع وأنا أبيعك ماله ب رخص مون ثمنوه أو أجوود منوه بامنوه‪ ،‬أو يقوول لواه‬
‫نحو ذلك‪ ،‬وصورته في الشراء أن يقول للبائع في مودة الخيوار افسوخ هوذا البيوع وأنوا‬
‫أشتريه منك ب كار من هذا الامن‪ ،‬أو يقول لاه نحو ذلك‪.62‬‬
‫وال خوالي بووين الفقلواء فووي أنووه ذا بوا الرجوول علووى بيوع أخيووه‪ ،‬أو اشووترى‬
‫على شرائه ف ن فعله هذا محرم ويكون آثما ً‪ ،63‬لقوله صلى ل عليه وسولم‪ :‬ال يبيوع‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪29‬‬
‫بعاووكم علووى بيووع أخيووه ‪ ،64‬ولمووا روي عوون أبووي هريوورة رضووي ل عنووه أنووه قووال‪:‬‬
‫نالى النبي صلى ل عليه وسلم أن يقام الرجل على سوم أخيه ‪.65‬‬
‫وقد اختلف الفقلاء في حكم هذا البيع‪ ،‬ونرى رجحان موا ذهوه ليوه القوائلين‬
‫ببطالن هذا البيع لورود النالي عنه‪ ،‬وذلك ما يقتاي فساده وحرمة فعلوه‪ ،66‬لقياموه‬
‫على المكر والخديعة‪.‬‬
‫وي نبغووي لووى أن يفلووم لووى أن حرمووة هووذا البيووع تتقوورر بعوود اسووتقرار الووامن‬
‫وركووون أحوودهما لآلخوور ولووم ي و ذن األول‪ ،‬ولووم يتوور البيووع‪ ،‬ك و ن يوجوود موون البووائع‬
‫تصريحا ً بالرضا أو أن يظلر منه ما يدل على الرضا من رير تصريح‪.67‬‬
‫أما ن ‪،‬لور منوه موا يودل علوى االعتوراف وعودم الرضوا فوال يحورم السووم‬
‫على السوم في هذه الحالة‪ ،‬ألن النبي صلى ل عليه وسلم با بالمزايدة صوح رجول‬
‫وحلسه‪ ،‬فقد روى انا بن مالك رضي ل عنه أن رجالً شكى لى رسول ل صلى‬
‫ل عليه وسلم الشودة والجلود‪ -‬أي الفقور‪ -‬فقوال لواه‪ :‬أموا بقوي لوك سويء فقوال‪ :‬بلوى‬
‫حلا وقدح‪ ،‬قال‪ :‬ف تني بالا‪ ،‬ف تاه بالما فقوال‪ :‬مون يبتاعلموا‪ ،‬فقوال رجول‪ :‬أخذتوالما‬
‫بوودرهم‪ ،‬فقووال النبووي صوولى ل عليووه وسوولم‪ :‬موون يزيوود علووى درهووم‪ ،‬ف عطوواه رجوول‬
‫درهمين فبتاعلما منه‪.68‬‬
‫فلذا دليل على جواز بيع المزايدة وعدم دخوله في السوم‪ ،‬ألن السوم يكون‬
‫بطله المبيع بال امن الذي تقرر به البيع‪ ،‬أموا فوي بيوع المزايودة فلوم يتقورر الوامن ولوم‬
‫يركن أحد المتعاقدين لى اآلخر فكان مخالفا ً لبيع السوم‪.‬‬
‫المبحث الاالث‬
‫تبديد الموارد وسوء استخداملا‬
‫‪30‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫تمليد‪:‬‬
‫ن ممارسة النشاط االقتصادي على أساص المنل اإلسالمي تو تي مرتبطوة‬
‫بدائرة الحالل الواسعة التي تشمل االستغالل األمال للمووارد االقتصوادية باعتبارهوا‬
‫الوعاء الذي يمارص فيوه المجتموع نشواطه االقتصوادي للقيوام بعموارة األرف تحقيقوا ً‬
‫لقوله تعالى‪  :‬هو أنش كم من األرف واستعمركم فيلا ‪.69‬‬
‫وت سيسا ً على ذلك فو ن التصورفار االقتصوادية الخاط وة التوي تنطووي علوى‬
‫تو‪،‬يف الم وارد في رير موا أحلوه ل أو تبديودها و تالفلوا مموا ال يسومح بوه اإلسوالم‬
‫وال يقره مسلكه العادل‪ ،‬ويعتبره نوعوا ً مون الفسواد فوي األرف‪ ،‬يقوول تعوالى‪  :‬و ذا‬
‫تولى سعى في األرف ليفسد فيلا ويللك الحره والنسل ول ال يحه الفساد‪.70‬‬
‫والمت مل في النشاط االقتصادي في الوقت الحاضر يروعه تبدل الحال فيوه‬
‫وانفووالر الم خووذ اإلسووالمي فووي مسوواراته‪ ،‬وذلووك لمووا سوورى فيووه موون نبووذ لتوجيلووار‬
‫الشووريعة والتنكوور لمووا حووده عليووه ودعووت ليووه فووي مجووال حفووظ المووال وصوويانته موون‬
‫التبديوود‪ ،‬وذلووك باسووتاماره وتشووغيله والتمكووين لوواه موون و‪،‬يفتووه األساسووية‪ ،‬فلووو قوووام‬
‫الحياة‪ ،‬والمحافظة عليوه صويانة للحيواة‪ ،‬يقوول تعوالى‪  :‬و ال تؤتووا السوفلاء أمووالكم‬
‫التي جعل ل لكم قياماً‪ ،‬وارزقوهم فيلا واكسوهم وقولوا للم قوالً معروفا‪.71‬‬
‫ولما كان عودم اسوتامار الموال و رفوال اسوتخدامه وتشوغيله يماول أحود أنووا‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي‪ ،‬ف ننا نتناول الكالم عليه فيما يلي‪:‬‬
‫مظاهر هذا النو من الفساد‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسراي‪ :‬ويراد به تجاوز الحد في اإلنفان االستلالكي مطلقاً‪ ،‬وبمعنى‬
‫آخر فلو تجاوز الحد في اسوتلال المباحوار‪ ،‬واالسوتجابة لرربوار الونفا التوي للوا‬
‫أصوول مشوورو ‪ ،‬ممووا يجعوول الشووخص يخوورج عوون حوود االعتوودال والتوسوول‪ ،‬وبموا أن‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪31‬‬
‫الدخل محدود فغالبا ً ما يترته على اإلسراي فوي جانوه التقتيور فوي آخور‪ ،72‬فيكوون‬
‫ذلك جلالً بمقادير الحقون‪.73‬‬
‫واإلسراي محرم في اإلسالم لنفا األسباب التي حرم من أجللا التقتير لما‬
‫فيلا من ‪،‬لوم للونفا وتحطويم لقدراتوالا و ن اختلفوت الوسويلة‪ ،‬كموا أن كليلموا هودار‬
‫للموارد االقتصوادية‪ ،‬و ذا كوان الت قتيور يوؤدي لوى الكسواد فو ن اإلسوراي يوؤدي لوى‬
‫التاخم وكالهما شر يجه تجنبلن يقول تعوالى‪  :‬فكلووا واشوربوا وال تسورفوا ‪.74‬‬
‫ويقول صلى ل عليه وسلم‪ :‬كول موا شو ت والوبا موا شو ت موا أخط توك خصولتان‪:‬‬
‫سري ومخيلة ‪.75‬‬
‫فاإلسالم يافي على اإلسراي صوفة التحوريم القواطع‪ ،‬ويجعول النوالي عنوه‬
‫فووي الم كوول والمشوورب والملووبا وكووذلك الصوودقة‪ ،‬يقووول تعووالى‪  :‬و آتوووا حقووه يوووم‬
‫حصوواده وال تسوورفوا نووه ال يحووه المسوورفين ‪ .76‬ومووا كووان ذلووك التحووري ال ألن‬
‫اإلسراي تبديد الموارد و ضاعة للاروار في رير ما يفيد وينفع‪.‬‬
‫وحتى ال يقع المسلم في شر اإلسوراي فو ن عليوه أن يكوون صواحه رادة‬
‫قوية ويقظة مستمرة أمام مشتليار النفا التي ال تنقطع مستجيبا ً فوي ذلوك ألمور الوه‬
‫تعالى‪ ،‬وما يرشد ليه الفكر السديد والعقل السليم‪.‬‬
‫‪ -2‬التبذير‪ :‬ويراد به نفان المال بتور الطيبوار واإلنفوان علوى الخبيوث‪،77‬‬
‫وهو محرم و ن كان شي ا ً قليالً‪ ،‬يقوول تعوالى‪  :‬وال تبوذر تبوذيرا ن المبوذرين كوانوا‬
‫خوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا‪. ‬‬
‫‪78‬‬
‫كموا أخبوور النبووي صوولى ل عليووه وسوولم أن صووري المووال فووي ريوور وجوهووه‬
‫الشرعية مم ا نالى ل توال عنوه وكرهوه لعبواده ألنوه فسواد‪ ،‬ول ال يحوه المفسودين‪،‬‬
‫فجاء عن أبي هريرة رضوي ل عنوه أن رسوول ل صولى ل عليوه وسولم قوال‪ :‬ن‬
‫ل يرضى لكم ثالثا ً ويكره لكم ثالثاً‪ ،‬فيرضى لكم أن تعبودوه وال تشوركوا بوه شوي اً‪،‬‬
‫‪32‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫وان تعتصموا بحبول ل جميعوا ً وال تفرقووا‪ ،‬ويكوره لكوم قيول وقوال‪ ،‬وكاورة السوؤال‪،‬‬
‫و ضاعة المال ‪.79‬‬
‫ومما يجدر البيان لاه أن دائرة السفه تتسع لتشومل سوائر وجووه نفوان الموال‬
‫فووي معصووية ل وفووي ريوور الحووق وفووي الفسوواد‪ ،‬وموون ذلووك اإلنفووان المتعلووق باألكوول‬
‫والشرب المحرم من أنووا الخمور والمسوكرار والمخودرار التوي حرملوا اإلسوالم‪،‬‬
‫وكذلك اإلنفان فيما يتعلق باالستما للغناء المحرم‪ ،‬كما يودخل فوي اسوتعمال الوذهه‬
‫والفاة في الم كل والمشرب‪ ،‬ويلحق بذلك استعماللا في الطيه واالكتحوال وسوائر‬
‫وجوه االستعمال‪ ،‬وأياا ً يشمل ذلك لبا الذهه والحرير للرجال‪.80‬‬
‫فاإلنفان في الملذار المحرمة بجانه ما يعود على الفرد المنفق من أضرار‬
‫ف نه يونجم عنوه أضوررا كايورة توؤثر فوي النشواط االقتصوادي‪ ،‬حيوث يوؤدي ذلوك لوى‬
‫تشجيع ريره من أصحاب األموال فيفعلووا كفعلوه بحاوا ً عون السوعادة فوي ‪،‬ونلم‪ ،‬مموا‬
‫يترته عليه فساد طائفة ملمة من المجتمع المسلم التي بيدها مقاليود االقتصواد‪ ،‬وفوي‬
‫ذلك الفساد أضورار عاموة تعوود علوى المجتموع مون تو خر المسولمين وتسولل األعوداء‬
‫عليلم‪.‬‬
‫كما أنه ال يخفى ما في هذه التصرفار في مجال ضاعة الموال مون تشوجيع‬
‫لكاير من ضعفاء اإليموان لوى محاولوة كسوه الموال عون هوذه الطورن وذلوك بالعمول‬
‫علووى تيسووير أموواكن الللووو والمنكوورار لووى الووراربين فووي الملووذار المحرمووة وهووو مووا‬
‫يشوواهد فووي بعووض الووبالد اإلسووالمية‪ ،‬وهووو مووا كووان لوواه األثوور السوولبي علووى النشوواط‬
‫االقتصادي في المجتمع اإلسوالمي مون صوري ف وة السوفلاء عون األعموال الصوالحة‬
‫ال نافعوووة التوووي تعوووود علوووى المجتموووع المسووولم بوووالنفع والفائووودة مووون انتشوووار المصوووانع‬
‫والمشوواريع الزراعيووة ونحووو ذلووك موون األعمووال التووي تحتاجلووا األمووة‪ ،‬ولووو أحسوون‬
‫استغالل هذه األموال وهذه الجلود التي تصري في تالي ة المنكرار لكوان فوي ذلوك‬
‫خير عظيم للذه األمة‪.81‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪33‬‬
‫‪ -3‬االكتن ز‪ :‬ويراد به في الفكر االقتصادي الحديث مسا النقود وحبسولا‬
‫عن التداول‪ ،‬وبمعنى آخر ف ن االكتناز هو االحتفا‪ ،‬بالمدخرار في صورة أرصودة‬
‫نقدية عاطلة‪.82‬‬
‫وهذا المعنى قريه من التفسير الشورعي لالكتنواز حيوث يوراد بوه المجموو‬
‫وخوص الوذهه والفاوة بالوذكر‬
‫من النقدين –الذهه والفاة‪ -‬ما لم يكن حليا ً مباحاً‪،‬‬
‫ّ‬
‫ألنه مما ال يطلع عليه بخالي سائر األموال‪ ،‬كما استانى الحلي ألنه م ذون باتخواذه‬
‫والحق فيه‪.83‬‬
‫وقوود حووذر اإلسووالم موون هووذه الظوواهرة ألضوورارها الجسوويمة علووى النشوواط‬
‫االقتصووادي وارتباطلووا بالتقلبووار االقتصووادية‪ ،‬ب و ن االكتنوواز يووؤدي لووى فقوود النقووود‬
‫لو‪،‬يفتلا األساسية كوسويلة للمبادلوة‪ ،‬حيوث يوتم اقتنائلوا لذاتوالا بوالدي تنميوة الاوروة‬
‫والممتلكار الخاصة‪ ،‬مما يؤدي لى نقص في عرف النقود عن الطله عليلا نتيجة‬
‫لسحه مقدار منلا من النشاط االقتصوادي‪ ،‬كموا أن اسوتخدام النقوود كسولعة وتنميتلوا‬
‫عن طريق اإلقراف بفائدة أدى لى أن أصح االكتناز وسيلة لتنمية الاروة بودالً مون‬
‫اسووتخدام النقووود لتمويوول االسووتامار‪ ،‬ولووذا يعتبوور االكتنوواز موون الاوووابل الشوورعية‬
‫المكملة لتحريم الربا‪ ،‬من حيث عادة النقود لو‪،‬يفتلا الطبيعية وعدم اقتنائلوا لذاتوالا‬
‫بتوليد النقد من النقد أو االحتفا‪ ،‬به لذاته‪.84‬‬
‫وينبغي أن يفلم أن تحريم االكتناز ال يعني أنه تحريم اإلسالم لتملك الموال‪،‬‬
‫فاإلسالم يحترم الملكية الخاصة‪ ،‬ويراها أكبر دافع للعمل واسوتامار الموال وتنميتوه‪،‬‬
‫ال أن االكتناز يكون محرما ً لما يستتبعه من أضرار عديدة توؤدي لوى ارتكواب آثوام‬
‫مختلفة سواء بعدم تنمية المال واستاماره أو بالتعامل بالربا‪.85‬‬
‫ور رووم أن الزكوواة تفوورف علووى األرصوودة النقديووة بووال تو‪،‬يووف ذا توووافرر‬
‫شروط الزكاة فيلوا‪ ،‬فو ن ذلوك أمور ريور مررووب فيوه شورعاً‪ ،‬ألن المووارد العاطلوة‬
‫تنطوي على صور من الايا االقتصادي ال يرضاه اإلسالم‪ ،‬وفيه تعريض للنقود‬
‫للتآكل وتدهور قيمتلا‪ ،‬سواء من خالل االستقطا السنوي منلا عبر فرياة الزكاة‬
‫‪34‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫مصداقا ً لقوله صلى ل عليه وسلم‪ :‬من ولوى يتيموا ً لواه موال فليتجور فيوه وال يتركوه‬
‫حتى ت كله الصدقة ‪ .86‬أو من خالل ت ثرها بموجار التاخم العوالمي موع موا يوؤدي‬
‫ليووه االكتنوواز موون وقووو المجتمووع فووي بووراثن االنكمووال وتوودهور مسووتوى النشوواط‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫رياب القيم األخالقية والاوابل الشرعية‬
‫تمليد‪:‬‬
‫يرتكز النشاط االقتصادي في النظام اإلسالمي على مبوادئ نسوانية وأسوا‬
‫أخالقية وضوابل شرعية‪ ،‬تغرص في نفوص أتباعوه الحور‬
‫علوى مزاولتوه و تقانوه‬
‫في اإلطار الذي يسلم في تحقيق التنميوة االقتصوادية واالجتماعيوة‪ ،‬ويكفول تصوحيح‬
‫المخالفار لجميع أنوا التصرفار الارورية والجماعية‪ ،‬جامعا ً لك بل مون الجوانبين‬
‫المادي والروحي في وقت واحد باعتبار أن االهتمام بجانوه دون اآلخور يوؤدي لوى‬
‫خلل واضطراب في حياة الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫وتحقيقا ً للذه الغاية الفريدة فقد وضع اإلسالم للنشاط االقتصادي آدابا ً وقيموا ً‬
‫تووالدي لووى ربطووه بوواألخالن الحميوودة‪ ،‬ممووا يحقووق لوواه الفاعليووة اإليجابيووة والحركووة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫ومع وضوح هذه الحقيقة ودعوة اإلسوالم الصوريحة للوا ‪،‬فو ن موا جونح ليوه‬
‫النشاط االقتصادي في الوقوت الحاضور مون تجنوه للوا ورفلوة عنلوا جعول العالقوار‬
‫االقتصوادية بوين النوواص تقووم علوى أسووا نفعيوة ماديووة كموا تتجوه لووى تحقيوق رايووار‬
‫فردية‪.‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪35‬‬
‫وفي سبيل التناول للذا الجانه من موضو البحث وبسل القول عنه‪ ،‬ف ننوا‬
‫نتكلم عنه فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الغش‬
‫معناه وحكمه‪ :‬الغش هوو ‪،‬لوار الشويء علوى ريور موا هوو عليوه فوي الواقوع‬
‫وذلك بكتمان العيه و خفائه‪ ،‬فالغش خيانة وخدا ‪.87‬‬
‫والغووش حوورام ب جمووا المسوولمين‪ ،‬وفاعلووه مووذموم عقوالً وشوورعاً‪ ،‬وقوود ثبووت‬
‫تحريم الغش بالكتاب والسنة واإلجما ‪ ،‬أموا الكتواب فعمووم اآليوار التوي تنوالى عون‬
‫أكل أموال الناص بالباطل ومنه قولاااه تعالى ‪ :‬وال ت كلوا أموالكم بينكم بالباطل‪.88‬‬
‫أما السنة فقد جاءر أحاديث كايرة تدل على تحريم الغوش منلوا قولوه صولى‬
‫رش فليا مني ‪.89‬‬
‫ل عليه وسلم‪ :‬من ّ‬
‫وأما اإلجما فقد أجمعت األمة على تحريم الغش‪.90‬‬
‫صور الغش‪ :‬تتنوو صوور الغوش والخودا فوي مجوال النشواط االقتصوادي‪،‬‬
‫ومن أكارها شيوعا ً الكذب وهو ضد الصدن وقد حذر اإلسالم من الكذب في البيوع‪،‬‬
‫وأموور بالصوودن فيلمووا‪ ،‬فيقووول تعووالى‪  :‬ي وا أيلووا الووذين آمنوووا اتقوووا ل وكونوووا مووع‬
‫الصادقين‪ .91‬ويقول صلى ل عليه وسلم‪ :‬البيعان بالخيار ما لم يتفرقا‪ ،‬ف ن صودقا‬
‫وبينا بوور للموا فوي بيعلموا‪ ،‬و ن كوذبا وكتموا تحققوت بركوة بيعلموا ‪ 92،‬كموا يقوول‬
‫اياا ‪ :‬التاجر الصدون األمين مع النبيين والصديقين والشلداء ‪. 93‬‬
‫ويوودخل فووي ذلووك الحلووف علووى البيووع‪ ،‬فلووو مكووروهه ألنووه قوود يكووون موص والً‬
‫لتغرير المتعاملين‪ ،‬كما يكون سببا ً لزوال تعظيم اسم ل تعالى من القله‪.‬‬
‫وعلى هذا فال يصح الحلف على البيع و ن كان يؤدي لى بيع السولعةه ألنوه‬
‫يمحووق البركوووة‪ ،‬وقووود قوووال صووولى ل عليووه وسووولم‪ :‬الحلوووف منفقوووة للسووولعة ممحقوووة‬
‫‪94‬‬
‫للبركة ‪.‬‬
‫ومن صور الغش في النشاط االقتصادي كتموان العيوه وعودم ‪،‬لواره‪ ،‬فوال‬
‫يحل لكم بيع سلعة أن يكوتم موا بلوا مون عيووب للنلوي عون ذلوك‪ ،‬فقود جواء عون النبوي‬
‫‪36‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫صلى ل عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫‪95‬‬
‫بيعا ً عيه ال بينه لاه ‪.‬‬
‫المسلم أخو المسلم‪ ،‬ال يحل لمسلم ن بوا مون أخيوه‬
‫وفي هذا الجانه ال يقتصر ‪،‬لار ما بالبيع من عيوب عن صاحبه فقل‪ ،‬بل‬
‫يجه على كل من يعلم ذلك أن يبينه‪ ،‬وقود روى فوي ذلوك عون النبوي صولى ل عليوه‬
‫وسلم أنه قال‪ :‬ال يحل ألحد أن يبيع شي ا ً ال بين ما فيه وال يحل ألحد يعلم ذلك ال‬
‫‪96‬‬
‫بينه ‪.‬‬
‫ومن صور الغش في البيع ما يكون مون خودا المتعواملين والتودليا علويلم‬
‫فلو من أكل أموال الناص بالباطه‪ ،‬وقد به ليه رسول ل صلى ل عليه وسلم‪ ،‬فقود‬
‫روى عن أبي هريرة رضي ل عنوه أن رسوول ل صولى ل عليوه وسولم مور علوى‬
‫صووبرة طعووام ف دخوول يووده فيلووا‪ ،‬ف صووابت أصوابعه بلوالً‪ ،‬فقووال‪ :‬مووا هووذا يووا صوواحه‬
‫الطعام ل قال‪ :‬أصابته السماء يوا رسوول ل ‪ ،‬قوال‪ :‬أفوال جعلتوه فوون الطعوام كوي‬
‫يراه الناص ل من رش فليا مني ‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫ويدخل في الغش نقصان الكيل والميوزان وعودم بخسولما‪ ،‬لموا يترتوه عليوه‬
‫موون ‪،‬لووم وأضوورار للمتعوواملين‪ ،‬وقوود حووذر االسووالم موون ذلووك وأموور بالوفوواء بالكيوول‬
‫والميووزان بالعوودل‪ ،‬فقووال تعووالى‪ :‬وأوفووو الكيوول والميووزان بالقسوول ال تكلووف نفس وا ً ال‬
‫وسووعلا‪ .98 ‬كمووا توعوود ل سووبحانه وتعووالى بالويوول لكوول موون يطفووف أو يوونقص فووي‬
‫المكيال والميزان ذا با ويزيود ذا اشااواترى‪ ،‬فقاواال تعوالى‪  :‬ويول للمطففوين الوذي‬
‫ذا اتالوا على الناص يستوفون و ذا كالوهم أو وزنوهم بخسورون أال يظون ذلوك أنلوم‬
‫مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناص لرب العالمين‪ .99 ‬وروى عن النبي صولى ل‬
‫عليه وسلم أنوه قوال ألصوحاب المكيوال والميوزان‪ :‬أنكوم وليوتم أمورين هلكوت فيلموا‬
‫األمم السابقة أي فاحذروا النجا في ذلك‪ ،‬و ال هلكتم كما هلك السابقون ‪.‬‬
‫ومن صور الغش التي شا ‪،‬لورها وتتنافى مع مكارم األخوالن‪ ،‬تصورية‬
‫الحيوان قبل بيعه ب ن يتر الشخص حله الشاة أو البقرة‪ ،‬فيكار اللبن في ضرعلا‪،‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪37‬‬
‫ثم يعرضلا للبيع فيظن المشتري أن هذه عادتلا‪ ،‬فيزيد في الامن لما يرى من كاورة‬
‫اللبن‪ ،‬فيكون ذلك ‪،‬لما ً ورشا ً لمون ابتاعلوا‪ ،‬ومون قبيول أكول أمووال النواص بالباطول‪،‬‬
‫وذلك حرام‪ ،‬وقد جاء النلي عن هذا الفعل فيما رواه أبوو هريورة رضوي ل عنوه أن‬
‫رسول ل صلى ل عليه وسلم قال‪ :‬ال تصروا اإلبل والغنم فمن ابتاعلا بعد‪ ،‬ف نوه‬
‫بخير النظرين بعد أن يحلبلا‪ ،‬ن شاء أمسكلا و ن شاء ردّها وصاعا من تمر ‪.100‬‬
‫‪ -2‬بيع وصن عة األشي ء المحرمة‬
‫اتجلووت االقتصوواديار الوضووعية علووى قصوور عنايتووالا علووى الجانووه المووادي‬
‫وحده‪ ،‬ف صبح اللادي الوحيد للنشواط االقتصوادي المعاصور دون مراعواة أو التفوار‬
‫للجوانه األخرى كالقيم والمبادئ األخالقية‪ ،‬فقد شا التعامل باألشياء المحرمة في‬
‫مجال األطعمة واألشربة والصناعار‪ ،‬وذلك ما يمنعه اإلسوالم وت بواه شوريعته التوي‬
‫ال تسمح أبدا ً ب ية صورة مون صوور الكسوه الخبيوث‪ ،‬يقوول تعوالى‪  :‬قول ال يسوتوي‬
‫الخبيوووث والطيوووه ولوووو أعجبوووك كاووورة الخبيوووث فووواتقوا ل يوووا أولوووي األلبووواب لعلكوووم‬
‫تفلحون‪.101‬‬
‫كما أن في جازة بيع المحرمار واالتجار فيلا يعتبر تنويلا ً بتلك المعاصي‬
‫وتسووليالً للنوواص فووي اتخاذهووا وتقريب وا ً للووم منلووا‪ ،‬ورووي تحووريم بيعلووا واقتنائلووا للووا‬
‫و خمال بذكرها‪ ،‬و بعاد للناص عن مباشرتالا‪ ،‬يقوول صولى ل عليوه وسولم‪ :‬ن ل‬
‫حورم‬
‫حرم بيع الخمر والميتة والخنزير واألصنام ‪ ،‬كما يقوول ‪ :‬ن ل ذا ّ‬
‫ورسوله ّ‬
‫حرم ثمنه ‪.102‬‬
‫شي ا ً ّ‬
‫ويدخل في عداد المحرمار آالر الللو ال ما أباحه الشار من طبل ودي‪،‬‬
‫أما رير ذلك فال يجوز االتجار فيلا‪ ،‬لاررها وصرفلا للنواص عون السولو الجواد‪،‬‬
‫فلي من للو الحديث‪ ،‬يقول تعوالى‪  :‬ومون النواص مون يشوتري للوو الحوديث لياول‬
‫عن سبيل ل بغير علم ويتخذها هزوا ً أول ك للم عذاب أليم‪.103‬‬
‫‪38‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫وقد قال المفسرون ن المراد بللو الحديث آالر العزي‪ ،104‬وقد نالى النبي‬
‫صووولى ل عليوووه وسووولم عووون بيوووع وشوووراء آالر الللوووو فقوووال‪ :‬ن ل بعانوووي رحموووة‬
‫للعووالمين‪ ،‬وأمرنووي بمحووق المعووازي والمزاميوور‪ ،‬ال يحوول بوويعلن وال تعلوويملن وال‬
‫التجارة فيلن‪ ،‬وثمنلن حرام ‪.105‬‬
‫وقد أجمعت األمة على حرمة العامل في آالر العوزي وال يجووز أن تكوون‬
‫سلعاً‪ ،‬ألنالا تتنافى ومكارم األخالن وال مصلحة فيلا‪.106‬‬
‫‪ -3‬تزييف النقو ‪:‬‬
‫يطلووق النقود علووى المسووكو موون الووذهه والفاووة وريرهووا‪ ،107‬وسووك النقووود‬
‫بمعنى صدارها في كافة مراحله صورة ً ونقشا ً ووزنا ً ومادة‪ ،‬يكون مون اختصوا‬
‫الدولة التي يماللا الحاكم‪ ،‬ألنالا تما مصالح الجميع‪ ،‬فلي تجري بين الناص من يد‬
‫لى يد‪ ،‬فصالحلا واناباطلا صالح واناباط لكل معوامالر النواص وطم نينوة للوم‬
‫واسووتقرار لقوويم األشووياء‪ ،‬ذلووك موون السياسووة الشوورعية ورعايووة المصوولحة العامووة‪،‬‬
‫وتحقيق مقاصد الشريعة في التيسير على الناص في معامالتالم ورفعه الحرج عنلم‬
‫في أمور معاشلم‪.‬‬
‫وت تي أهمية النقود في أنالا تؤدي و‪،‬يفتوين فوي حيواة األفوراد والجماعوار‪،‬‬
‫فلي أوالً أداة مبادلة ووسيلة لى تحقيق رربار النواص‪ ،‬وأنوالا قيموة لكول موا يتمولوه‬
‫الناص‪ ،‬وهي ثانيا ً أداة ادخار يتم عن طريقلا تجميع المال في صورة تيسير االنتفا‬
‫به من رير عناء في االحتفا‪ ،‬به أو صعوبة التعامل فيه‪.108‬‬
‫واألصل في النقود أنالا تكون من معدني الذهه والفاة ف نالما جعال ثمنوا ً‬
‫لألشوياء وأعودا للتجوارة ب صول خلقتلموا‪ ،‬وذلووك لسولولة حمللموا ونقللموا فاوالً عوون‬
‫متانتلما وتجانا هذين المعدنين في كل بقا األرف وصعوبة تزييفلما‪ ،‬وقابليتلما‬
‫للتجزئة دون الت ثير على قيمتلما‪ ،‬ذ كل منلما حافظ لقيمته‪.109‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪39‬‬
‫وم وع تطووورار الحيوواة المتالحقووة ومووا اسووتحدثته التغيوورار االجتماعيووة فقوود‬
‫‪،‬لوور فووي مجووال النقوود المسووكو أشووياء أخوورى موون ريوور الووذهه والفاووة للووا صووفة‬
‫ال امنية‪ ،‬وهو مؤيد بما اتجه ليه سيدنا عمر رضي ل عنه عنودما فكور فوي االنتفوا‬
‫بجلووود اإلبوول عوون طريووق جعللووا دراهووم ثووم بعوود مواجلتووه بعوودم مالئمووة ذلووك التفكيوور‬
‫ألحوووال العصوور امتنووع موون اإلقوودام علووى ذلووك‪ .‬كمووا أجوواز بعووض الفقلوواء اتخوواذ ريوور‬
‫النقدين ثمنا ً ذا اتخذه الناص ولو كان من رير المعنيين التقليديين‪.110‬‬
‫وعلى هذا فكل ما ارتاته الدولة على جعله وسيلة للتبوادل وتحقيوق موآرب‬
‫النووواص كوووان ثمنوووا ً ولوووو كوووان مكووون أي معووودن ريووور الوووذهه والفاوووة أو مووون ريووور‬
‫المعادن‪.111‬‬
‫وباستقرار ذلك و‪،‬لور النقود الورقية وتداوللا عالميا ً وتعاري الناص علي‬
‫األخذ بالا فقد اتجه ضعاي النفووص لوى تزييفلوا وتسوخير كول موا يمكونلم مون دهواء‬
‫ومكر فوي هوذا التحايول‪ ،‬فانتشور فوي سوون النقود والصوري تزييوف النقود‪ ،‬مموا أفسود‬
‫التعالم فيه وترته عليه الكاير من األضرار‪ ،‬وقود عنوي اإلسوالم بسوالمة النقوود مون‬
‫العبث بالا‪ ،‬فكما حرم الغش في السلع والتودليا فوي التعامول‪ ،‬حورم الغوش فوي النقود‬
‫واعتبره خطرا ً عاما ً يمتنع تداوله‪ ،‬ألن تداوله بوين النواص يوتم بسورعة‪ ،‬وهوذا يجعول‬
‫ضرره متنقالً من شخص لى آخر‪ ،‬وهكذا حتى يعم أناسا ً كايرين‪.‬‬
‫وقد نالى رسول ل صلى ل عليه وسلم عن أن تكسور الودراهم أو الودنانير‬
‫أو الفلوووص التووي عليلووا سووكة اإلمووام وخوواتم الدولووة مووا دام التعاموول بتلووا جاري وا ً بووين‬
‫المسلمين‪ ،‬فجواء عون عبود ل بون عمورو الموازني قوال‪ :‬نوالى رسوول ل صولى ل‬
‫عليه وسلم أن تكسر سكة المسلمين الجائزة بينلم ال من ب ص ‪.112‬‬
‫والحكمووة موون هووذا النووالي مووا يترتووه علووى كسوور النقووود موون ضوواعة المووال‪،‬‬
‫و هوودار مووا بُووذل فيلووا موون أعموال‪ ،‬و خووالل بحووق الدولووة ونظملووا فووي صوودار النقوود‪،‬‬
‫‪40‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫وكذلك ما يؤدي ليه هذا التصري اآلثم من نقوص فوي النقوود المتداولوة بوين النواص‪،‬‬
‫وهذا يؤثر بدوره على مسيرة التعامل والتبادل‪.‬‬
‫وال شك أن تزييف النقود مما يودخل فوي هوذا اإلضورار بول يزيود عليوه ب نوه‬
‫‪،‬لم وعدوان‪ ،‬ذ يستار به المعامل ن لم يعري ذلك الزيف‪ ،‬و ن عوري فيروجوه‬
‫على ريره‪ ،‬وكذلك الاالث يروجه على ريره‪ ،‬وكذلك الرابع وهكذا‪ ،‬وال يزال يتردد‬
‫في األيدي ويعم ضرره ويتسع الفساد ويكوون وزر الكول راجعوا ً ليوه ف نوه هوو الوذي‬
‫فتح هذا الباب‪.113‬‬
‫وقد ذهه بعض العلماء لى جعول مون زيّوف النقوود وأفسود السوكة سوارقا ً أو‬
‫مفسدا ً في األرف‪ ،‬أما أنه يعتبور سوارقا ً فالوجوه فيوه أن يتقاضوى فوي مقابلوة الودرهم‬
‫الزائف سلعة يفون ثمنلا في الحقيقوة والواقوع‪ ،‬بول ال يكوون للوذا النقود الزائوف قيموة‬
‫على اإلطالن‪ ،‬فيكن قد أخذ السلعة اختالسا ً أو سرقة‪ ،‬وأما اعتبواره مفسودا ً فموا أتواه‬
‫من ضرر كبير‪ ،‬و ذا كان هذا الوصف ينطبوق علوى المزيوف للنقوود فتكوون عقوبتوه‬
‫وص عليلووا قولووه تعووال‪  :‬نمووا جووزاء الووذين‬
‫هووي عقوبووة المفسوود فووي األرف التووي نو ّ‬
‫يحوواربون ل ورسوووله ويسووعون فووي األرف فسووادا ً أن يقتلّوووا أو يصوولبوا أو ّ‬
‫تقطووع‬
‫أيديلم وأرجللم من خالي أو يُنفوا من األرف أول ك للم خزي في الودنيا وللوم فوي‬
‫اآلخرة عذاب عظيم* ال الذين تابوا من قبل أن تقااااادروا علويلم فاعلماااواوا أن ل‬
‫رفور رحيم‪.114‬‬
‫وه وذا فووي نظووري رأي سووديد‪ ،‬وفكوور رشوويد يسوواير النظوورة اإلسووالمية بمووا‬
‫تالدي ليه من صيانة الحق‪ ،‬وتحقيق مصالح الخلق‪.‬‬
‫( وآخر دعوانا أن الحمد ر رب العالمين)‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪41‬‬
‫اللوامش‬
‫(‪ )1‬لسووان العووورب‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ج‪،1‬‬
‫‪.202‬‬
‫‪ -335‬المصوووباح المنيوور‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )2‬تيسير التحرير‪ ،‬محمد أمين بادشاه‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )3‬المستصفى ألبي حامد الغزالي‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪.236‬‬
‫‪ 153‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -472‬تفسوووير القرطبوووي‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫(‪ )4‬شرح التلويح على التوضيح‪ ،‬سعد الدين مسوعود بون عمور التفتوازاني‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫تيسير التحرير‪ ،‬محمد أمين‪ ،‬ج‪.380 -376 ،1‬‬
‫(‪ )5‬األموال ألبي عبيد‪،‬‬
‫‪.319‬‬
‫(‪ )6‬المسند ألحمد بن حنبل ج‪،1‬‬
‫‪ -313‬سنن البيلقي‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫(‪ )7‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )8‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫(‪ )10‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )11‬مواهه الجليل‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪.323‬‬
‫‪.472‬‬
‫‪.64‬‬
‫(‪ )13‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،11‬‬
‫‪ -43‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )14‬مواهه الجليل‪ ،‬ج‪ -224 ،4‬نالاية المحتواج‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫الكبير‪ ،‬ج‪ -305 ،4‬المحلى البن حزم‪ ،‬ج‪.717 ،9‬‬
‫‪ -92‬تكملة المجمو ‪ ،‬ج‪،13‬‬
‫(‪ )16‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،11‬‬
‫(‪ )17‬مسند اإلمام أحمد‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )18‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )19‬اللداية ج‪،4‬‬
‫‪.472‬‬
‫‪.47‬‬
‫‪.729‬‬
‫(‪ )15‬اللداية ج‪،4‬‬
‫‪.156‬‬
‫‪ -149‬المصباح المنير‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫‪ -129‬نالاية المحتاج‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫(‪ )9‬المبد شرح المقنع‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫(‪ )12‬المحلى‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫‪-376‬‬
‫‪ -472‬المغنوي موع الشورح‬
‫‪.44‬‬
‫‪.43‬‬
‫‪.351‬‬
‫‪.728‬‬
‫‪ -92‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )20‬فتح الباري شورح صوحيح البخواري‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫مغني المحتاج‪ ،‬ج‪.38 ،2‬‬
‫(‪ )21‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬حسن الشاذلي‪،‬‬
‫‪.38‬‬
‫‪ -414‬بودائع الصونائع‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫(‪ )23‬النظرية االقتصادية ‪ ،‬د‪ /‬أحمد جامع‪،‬‬
‫‪-139‬‬
‫‪ 186‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )22‬االقتصاد السياسي‪ ،‬د‪ /‬رفعت المحجوب‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪ 223‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 765‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )24‬االسووتامار فووي االقتصوواد اإلسووالمي‪ ،‬د‪ /‬أميوورة عبوود اللطيووف مشوولور‪،‬‬
‫بعدها‪.‬‬
‫(‪ )25‬النظام االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬د‪ /‬شوكت عليان‪،‬‬
‫(‪ )26‬مواهووه الجليوول‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪.728‬‬
‫‪ 234‬ومووا‬
‫‪.164‬‬
‫‪ -227‬نووالاية المحتوواج‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫‪ -456‬الطوورن الحكيمووة‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪43‬‬
‫البن القيم‪،‬‬
‫‪ -243‬تبيين الحقائق للزيلعي‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫(‪ )27‬أحكام السون ليحيى بن عمر‪،‬‬
‫(‪ )28‬المحلى البن حزم‪،‬ج‪،9‬‬
‫‪.28‬‬
‫‪.113‬‬
‫‪.65‬‬
‫‪.14‬‬
‫(‪ )29‬الحسبة في اإلسالم البن تيمية‪،‬‬
‫(‪ )30‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫(‪ )31‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،10‬‬
‫(‪ )32‬الحسبة في اإلسالم البن تيمية‪،‬‬
‫‪.370‬‬
‫‪.161‬‬
‫‪ 24‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )33‬االستامار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬أميرة عبد اللطيف مشلور‪،‬‬
‫(‪ )34‬مختار الصحاح‪،‬‬
‫‪.299‬‬
‫(‪ )35‬الطرن الحكيمة البن القيم‪،‬‬
‫(‪ )36‬تبيوووين الحقوووائق‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫‪ -38‬المغني‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪.245‬‬
‫‪ -28‬القووووانين الفقليوووة‪،‬‬
‫‪.159‬‬
‫(‪ )37‬الطرن الحكيمة البن القيم‪،‬‬
‫(‪ )38‬الحسبة البن تيمية‪،‬‬
‫‪.325‬‬
‫‪.41‬‬
‫(‪ )39‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬حسن الشاذلي‪،‬‬
‫(‪ )40‬مختار الصحاح‪،‬‬
‫‪.231‬‬
‫(‪ )41‬المبسوط‪ ،‬ج‪،12‬‬
‫‪.109‬‬
‫‪.198‬‬
‫(‪ )42‬اآلية ‪ 275‬سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )43‬اآليتان ‪ 179 -178‬سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )44‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫(‪ )45‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،11‬‬
‫‪.393‬‬
‫‪.26‬‬
‫(‪ )46‬اآلية ‪ 70‬سورة اإلسراء‪.‬‬
‫(‪ )47‬مجمو فتاوى ابن تيمية‪ ،‬مجلد‪ ،29‬ج‪،9‬‬
‫(‪ )48‬راثة الللفان‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫‪.24‬‬
‫‪.368‬‬
‫(‪ )49‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪،10‬‬
‫(‪ )50‬تفسير الرازي‪ ،‬ج‪،7‬‬
‫‪.240‬‬
‫‪.94‬‬
‫‪438‬‬
‫‪ -281‬مغنوووي المحتووواج‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪44‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫‪304‬‬
‫(‪ )51‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫(‪ )52‬دراسار في الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬رشاد حسن خليل‪،‬‬
‫(‪ )53‬مجمو فتاوى ابن تيمية‪ ،‬ج‪،29‬‬
‫‪.152‬‬
‫‪.23‬‬
‫(‪ )54‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،10‬‬
‫‪.156‬‬
‫(‪ )55‬نفا اللامش السابق‪.‬‬
‫(‪ )56‬االستامار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬أميرة مشلور‪،‬‬
‫(‪ )57‬بلغووووة السوووووالك‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪.175‬‬
‫‪.249‬‬
‫‪ -74‬المجموووووو للنوووووووي‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫‪ -768‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )58‬سنن أبي داود‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫‪ -235‬المغنوووووي‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪.838‬‬
‫(‪ )59‬شورح فووتح القوودير‪ ،‬ج‪ -376 ،6‬حاشووية الدسوووقي‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ج‪ -27 ،2‬المغني‪ ،‬ج‪.660 ،4‬‬
‫(‪ )60‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،10‬‬
‫(‪ )61‬بداية المجتلد‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )62‬المغني‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪ -67‬مغنووي المحتوواج‪،‬‬
‫‪.161‬‬
‫‪ -189‬المغني‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪ -160‬المحلى‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫‪ -161‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،10‬‬
‫‪.468‬‬
‫‪.160‬‬
‫(‪ )63‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ -232 ،5‬بداية المجتلد‪ ،‬ج‪ -188 ،2‬مغنوي المحتواج‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪ -37‬كاشف القنا ‪ ،‬ج‪ -183 ،3‬المحلى‪ ،‬ج‪.466 ،9‬‬
‫(‪ )64‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،10‬‬
‫‪.160‬‬
‫(‪ )65‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )66‬المغني‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪ -161‬المحلى‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫(‪ )67‬المغني‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪.161‬‬
‫(‪ )68‬سنن الترمذي‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪.466‬‬
‫‪.345‬‬
‫(‪ )69‬اآلية ‪ 61‬سورة هود‪.‬‬
‫(‪ )70‬اآلية ‪ 205‬سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )71‬اآلية ‪ 5‬سورة النساء‪.‬‬
‫(‪ )72‬القيم اإلسالمية ودورها في ترشيد السلو االستلالكي ‪،‬‬
‫(‪ )73‬األحكام السلطانية للماوردي‪،‬‬
‫‪.187‬‬
‫‪20‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪45‬‬
‫(‪ ) )74‬اآلية ‪ 31‬سورة األعراي‪.‬‬
‫(‪ )75‬سبل السالم للصنائعي‪ ،‬ج‪.4‬‬
‫(‪ )76‬اآلية ‪ 141‬سورة األنعام‪.‬‬
‫‪.74‬‬
‫(‪ )77‬تفسير القرطبي‪ ،‬ج‪،15‬‬
‫(‪ )78‬اآليتان ‪ ،27 -26‬سورة اإلسراء‪.‬‬
‫‪.11‬‬
‫(‪ )79‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،12‬‬
‫(‪ )80‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪،10‬‬
‫(‪ ) )81‬أسا االقتصاد اإلسالمي للماوردي‪،‬‬
‫‪.97 -96‬‬
‫‪.164‬‬
‫(‪ )82‬مقدمة في النقود والبنو ‪ ،‬د‪ /‬محمد زكي شافعي‪،‬‬
‫(‪ )83‬تفسير القرطبي‪ ،‬ج‪،8‬‬
‫‪.125 -123‬‬
‫(‪ )84‬التنمية االقتصادية‪ ،‬د‪ /‬علي لطفي‪،‬‬
‫‪.15‬‬
‫(‪ )85‬االستامار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬أميرة مشلور‪،‬‬
‫(‪ )86‬صحيح الترمذي‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫‪ -437‬نالاية المحتواج‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫(‪ )88‬اآلية ‪ 188‬سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )89‬سنن أبي داود‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫‪.272‬‬
‫(‪ )90‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪.467‬‬
‫(‪ )91‬اآلية ‪119‬سورة التوبة‪.‬‬
‫(‪ )92‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،10‬‬
‫‪.173‬‬
‫‪.506‬‬
‫(‪ )94‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫(‪)95‬‬
‫(‪ )96‬نيل األوطار‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫‪.220‬‬
‫‪.136‬‬
‫(‪ )87‬مواهه الجليل للحطاب‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪.108‬‬
‫(‪ )93‬سنن الترمذي‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫‪.357‬‬
‫‪.369‬‬
‫(‪ )97‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫(‪ )98‬اآلية ‪ 152‬سورة األنعام‪.‬‬
‫‪.109‬‬
‫‪.315‬‬
‫‪ -2‬المغنوي‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪46‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫(‪ )99‬اآليار ‪ 4-1‬سورة المطففين‪.‬‬
‫(‪ )100‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪.361‬‬
‫(‪ )101‬اآلية ‪ 100‬سورة المائدة‪.‬‬
‫‪.7‬‬
‫(‪ )102‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪،11‬‬
‫(‪ )103‬اآلية ‪ 6‬سورة لقمان‪.‬‬
‫(‪ )104‬تفسير ابن كاير‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫(‪ )105‬سنن الترمذي‪ ،‬ج‪،8‬‬
‫‪.242‬‬
‫‪.7‬‬
‫(‪ )106‬تفسير القرطبي‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫‪.133‬‬
‫(‪ )107‬شرح الخرشي‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫‪.392‬‬
‫(‪ )108‬مقدمة ابن خلدون‪،‬‬
‫‪.434‬‬
‫(‪ )109‬مقدمة ابن خلدون‪،‬‬
‫‪.231‬‬
‫(‪ )110‬مقدمة ابن خلدون‪،‬‬
‫‪.231‬‬
‫(‪ )111‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬حسن الشاذلي‪،‬‬
‫(‪ )112‬سنن أبي داود‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪.17‬‬
‫‪.137‬‬
‫(‪ )113‬حياء علوم الدين للغزالي‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫(‪ )114‬اآليتان ‪ ،34 -33‬من سورة المائدة‪.‬‬
‫اللوامش‬
‫‪.208‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪47‬‬
‫‪ -335‬المصوووباح المنيوور‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪ -472‬تفسوووير القرطبوووي‪،‬‬
‫(‪ )1‬لسووان العووورب‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ج‪،1‬‬
‫‪.202‬‬
‫(‪ )2‬تيسير التحرير‪ ،‬محمد أمين بادشاه‪ ،‬ج‪.236 ،2‬‬
‫(‪ )3‬المستصفى ألبي حامد الغزالي‪ ،‬ج‪ 153 ،2‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬ش رح التلويح على التوضيح‪ ،‬سعد الدين مسوعود بون عمور التفتوازاني‪ ،‬ج‪-376 ،1‬‬
‫تيسير التحرير‪ ،‬محمد أمين‪ ،‬ج‪.380 -376 ،1‬‬
‫(‪ )5‬األموال ألبي عبيد‪.319 ،‬‬
‫(‪ )6‬المسند ألحمد بن حنبل ج‪ -313 ،1‬سنن البيلقي‪ ،‬ج‪.156 ،6‬‬
‫(‪ )7‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬ج‪ -149 ،2‬المصباح المنير‪ ،‬ج‪.472 ،1‬‬
‫(‪ )8‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ -129 ،5‬نالاية المحتاج‪ ،‬ج‪.472 ،3‬‬
‫(‪ )9‬المبد شرح المقنع‪ ،‬ج‪.47 ،4‬‬
‫(‪ )10‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج‪.729 ،2‬‬
‫(‪ )11‬مواهه الجليل‪ ،‬ج‪.323 ،4‬‬
‫(‪ )12‬المحلى‪ ،‬ج‪.64 ،9‬‬
‫(‪ )13‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪ -43 ،11‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج‪.728 ،2‬‬
‫(‪ )14‬مواهه الجليل‪ ،‬ج‪ -224 ،4‬نالاية المحتواج‪ ،‬ج‪ -472 ،3‬المغنوي موع الشورح‬
‫الكبير‪ ،‬ج‪ -305 ،4‬المحلى البن حزم‪ ،‬ج‪.717 ،9‬‬
‫(‪ )15‬اللداية ج‪ -92 ،4‬تكملة المجمو ‪ ،‬ج‪.44 ،13‬‬
‫(‪ )16‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.43 ،11‬‬
‫(‪ )17‬مسند اإلمام أحمد‪ ،‬ج‪.351 ،2‬‬
‫(‪ )18‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج‪.728 ،2‬‬
‫(‪ )19‬اللداية ج‪ -92 ،4‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪.38 ،2‬‬
‫(‪ )20‬فتح الباري شورح صوحيح البخواري‪ ،‬ج‪ -414 ،9‬بودائع الصونائع‪ ،‬ج‪-139 ،5‬‬
‫مغني المحتاج‪ ،‬ج‪.38 ،2‬‬
‫(‪ )21‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬حسن الشاذلي‪ 186 ،‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )22‬االقتصاد السياسي‪ ،‬د‪ /‬رفعت المحجوب‪ ،‬ج‪ 223 ،2‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )23‬النظرية االقتصادية ‪ ،‬د‪ /‬أحمد جامع‪ 765 ،‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )24‬االسووتامار فووي االقتصوواد اإلسووالمي‪ ،‬د‪ /‬أميوورة عبوود اللطيووف مشوولور‪ 234 ،‬ومووا‬
‫بعدها‪.‬‬
‫(‪ )25‬النظام االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬د‪ /‬شوكت عليان‪.164 ،‬‬
‫(‪ )26‬مواهووه الجليوول‪ ،‬ج‪ -227 ،4‬نووالاية المحتوواج‪ ،‬ج‪ -456 ،3‬الطوورن الحكيمووة‬
‫البن القيم‪ -243 ،‬تبيين الحقائق للزيلعي‪ ،‬ج‪.28 ،6‬‬
‫‪48‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫‪.113‬‬
‫(‪ )27‬أحكام السون ليحيى بن عمر‪،‬‬
‫(‪ )28‬المحلى البن حزم‪،‬ج‪.65 ،9‬‬
‫(‪ )29‬الحسبة في اإلسالم البن تيمية‪.14 ،‬‬
‫(‪ )30‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪.370 ،4‬‬
‫(‪ )31‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.161 ،10‬‬
‫(‪ )32‬الحسبة في اإلسالم البن تيمية‪ 24 ،‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )33‬االستامار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬أميرة عبد اللطيف مشلور‪.240 ،‬‬
‫(‪ )34‬مختار الصحاح‪.299 ،‬‬
‫(‪ )35‬الطرن الحكيمة البن القيم‪.245 ،‬‬
‫(‪ )36‬تبيوووين الحقوووائق‪ ،‬ج‪ -28 ،6‬القووووانين الفقليوووة‪ -281 ،‬مغنوووي المحتووواج‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪ -38‬المغني‪ ،‬ج‪.159 ،4‬‬
‫(‪ )37‬الطرن الحكيمة البن القيم‪.325 ،‬‬
‫(‪ )38‬الحسبة البن تيمية‪.41 ،‬‬
‫(‪ )39‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬حسن الشاذلي‪.198 ،‬‬
‫(‪ )40‬مختار الصحاح‪.231 ،‬‬
‫(‪ )41‬المبسوط‪ ،‬ج‪.109 ،12‬‬
‫(‪ )42‬اآلية ‪ 275‬سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )43‬اآليتان ‪ 179 -178‬سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )44‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪.393 ،5‬‬
‫(‪ )45‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.26 ،11‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪49‬‬
‫(‪ )46‬اآلية ‪ 70‬سورة اإلسراء‪.‬‬
‫(‪ )47‬مجمو فتاوى ابن تيمية‪ ،‬مجلد‪ ،29‬ج‪.24 ،9‬‬
‫(‪ )48‬راثة الللفان‪ ،‬ج‪.368 ،1‬‬
‫(‪ )49‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪438 ،10‬‬
‫(‪ )50‬تفسير الرازي‪ ،‬ج‪.94 ،7‬‬
‫(‪ )51‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪304 ،5‬‬
‫(‪ )52‬دراسار في الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬رشاد حسن خليل‪.152 ،‬‬
‫(‪ )53‬مجمو فتاوى ابن تيمية‪ ،‬ج‪.23 ،29‬‬
‫(‪ )54‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.156 ،10‬‬
‫(‪ )55‬نفا اللامش السابق‪.‬‬
‫(‪ )56‬االستامار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬أميرة مشلور‪.249 ،‬‬
‫(‪ )57‬بلغووووة السوووووالك‪ ،‬ج‪ -74 ،2‬المجموووووو للنوووووووي‪ ،‬ج‪ -235 ،9‬المغنوووووي‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪.175‬‬
‫(‪ )58‬سنن أبي داود‪ ،‬ج‪ -768 ،3‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج‪.838 ،2‬‬
‫(‪ )59‬شورح فووتح القوودير‪ ،‬ج‪ -376 ،6‬حاشووية الدسوووقي‪ ،‬ج‪ -67 ،3‬مغنووي المحتوواج‪،‬‬
‫ج‪ -27 ،2‬المغني‪ ،‬ج‪.660 ،4‬‬
‫(‪ )60‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.161 ،10‬‬
‫(‪ )61‬بداية المجتلد‪ ،‬ج‪ -189 ،2‬المغني‪ ،‬ج‪ -160 ،4‬المحلى‪ ،‬ج‪.468 ،9‬‬
‫(‪ )62‬المغني‪ ،‬ج‪ -161 ،4‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.160 ،10‬‬
‫(‪ )63‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ -232 ،5‬بداية المجتلد‪ ،‬ج‪ -188 ،2‬مغنوي المحتواج‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫‪ -37‬كاشف القنا ‪ ،‬ج‪ -183 ،3‬المحلى‪ ،‬ج‪.466 ،9‬‬
‫(‪ )64‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.160 ،10‬‬
‫(‪ )65‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )66‬المغني‪ ،‬ج‪ -161 ،4‬المحلى‪ ،‬ج‪.466 ،9‬‬
‫(‪ )67‬المغني‪ ،‬ج‪.161 ،4‬‬
‫(‪ )68‬سنن الترمذي‪ ،‬ج‪.345 ،2‬‬
‫(‪ )69‬اآلية ‪ 61‬سورة هود‪.‬‬
‫(‪ )70‬اآلية ‪ 205‬سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )71‬اآلية ‪ 5‬سورة النساء‪.‬‬
‫(‪ )72‬القيم اإلسالمية ودورها في ترشيد السلو االستلالكي ‪20 ،‬‬
‫(‪ )73‬األحكام السلطانية للماوردي‪.187 ،‬‬
‫(‪ ) )74‬اآلية ‪ 31‬سورة األعراي‪.‬‬
‫(‪ )75‬سبل السالم للصنائعي‪ ،‬ج‪.4‬‬
‫(‪ )76‬اآلية ‪ 141‬سورة األنعام‪.‬‬
‫(‪ )77‬تفسير القرطبي‪ ،‬ج‪.74 ،15‬‬
‫‪50‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫(‪ )78‬اآليتان ‪ ،27 -26‬سورة اإلسراء‪.‬‬
‫(‪ )79‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.11 ،12‬‬
‫(‪ )80‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪.97 -96 ،10‬‬
‫(‪ ) )81‬أسا االقتصاد اإلسالمي للماوردي‪.164 ،‬‬
‫(‪ )82‬مقدمة في النقود والبنو ‪ ،‬د‪ /‬محمد زكي شافعي‪.357 ،‬‬
‫(‪ )83‬تفسير القرطبي‪ ،‬ج‪.125 -123 ،8‬‬
‫(‪ )84‬التنمية االقتصادية‪ ،‬د‪ /‬علي لطفي‪.15 ،‬‬
‫(‪ )85‬االستامار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬أميرة مشلور‪.220 ،‬‬
‫(‪ )86‬صحيح الترمذي‪ ،‬ج‪.136 ،3‬‬
‫(‪ )87‬مواهه الجليل للحطاب‪ ،‬ج‪ -437 ،4‬نالاية المحتواج‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫‪.108‬‬
‫(‪ )88‬اآلية ‪ 188‬سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )89‬سنن أبي داود‪ ،‬ج‪.272 ،3‬‬
‫(‪ )90‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.467 ،2‬‬
‫(‪ )91‬اآلية ‪119‬سورة التوبة‪.‬‬
‫(‪ )92‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.173 ،10‬‬
‫(‪ )93‬سنن الترمذي‪ ،‬ج‪.506 ،3‬‬
‫(‪ )94‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪.315 ،4‬‬
‫(‪)95‬‬
‫(‪ )96‬نيل األوطار‪ ،‬ج‪.369 ،6‬‬
‫(‪ )97‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.109 ،2‬‬
‫(‪ )98‬اآلية ‪ 152‬سورة األنعام‪.‬‬
‫(‪ )99‬اآليار ‪ 4-1‬سورة المطففين‪.‬‬
‫(‪ )100‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪.361 ،4‬‬
‫(‪ )101‬اآلية ‪ 100‬سورة المائدة‪.‬‬
‫(‪ )102‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪.7 ،11‬‬
‫(‪ )103‬اآلية ‪ 6‬سورة لقمان‪.‬‬
‫(‪ )104‬تفسير ابن كاير‪ ،‬ج‪.242 ،3‬‬
‫(‪ )105‬سنن الترمذي‪ ،‬ج‪.7 ،8‬‬
‫(‪ )106‬تفسير القرطبي‪ ،‬ج‪.133 ،6‬‬
‫(‪ )107‬شرح الخرشي‪ ،‬ج‪.392 ،3‬‬
‫(‪ )108‬مقدمة ابن خلدون‪.434 ،‬‬
‫(‪ )109‬مقدمة ابن خلدون‪.231 ،‬‬
‫‪ -2‬المغنوي‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪51‬‬
‫(‪ )110‬مقدمة ابن خلدون‪.231 ،‬‬
‫(‪ )111‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬د‪ /‬حسن الشاذلي‪.208 ،‬‬
‫(‪ )112‬سنن أبي داود‪ ،‬ج‪.17 ،4‬‬
‫(‪ )113‬حياء علوم الدين للغزالي‪ ،‬ج‪.137 ،3‬‬
‫(‪ )114‬اآليتان ‪ ،34 -33‬من سورة المائدة‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪53‬‬
‫‪54‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
‫الفساد في النشاط االقتصادي (صوره وآثاره وعالجه)‬
‫‪55‬‬
‫‪56‬‬
‫المؤتمر العالمي الاالث لالقتصاد اإلسالمي ‪ /‬جامعة أم القرى‬
Download